آخر 10 مشاركات
حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-19, 11:30 PM   #921

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 2 والزوار 5)
‏نونا لبنان, ‏الكونتيسة نسرينا+
نورتي كونتيستنا




نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 24-02-19, 12:53 AM   #922

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

متابعيني الحلوين أتمناكم جميعا بخير
أخيرا وصلت أنا والفصل 41 ههه طريق كانت طويلة شوي عدم المؤاخذة
أشكركم جزيل الشكر على صبركم وانتظاركم الخالص لأبطال روايتنا الحبيبة ، كما أتمنى لكم كل الخير والسرور على كلمات الدعم والتشجيع التي تغدقونني بها هذا يسعدني حقا لذلك إن شاء الله يكون الفصل 41 كافيا لكم ولكم مني كل الحب والتقديييير
: :::


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 12:59 AM   #923

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصـل 41

" عَـــــــــذرَاء ؛ فـِــي قــــبْـــــضَـةِ وَحْــــشِ الظَّـــــــلاَم "

-أغنية : بصوت ميرا-
نحنُ لا نُحِب ، نحنُ نحشُر أنفُسَنا في أمُورٍ تُشبه الحُب !!
بيَن شهقتَينِ وتنهِيدة يتيمَة
وفي خيَال عَذراءٍ لئيمَة
وعلى سَفحِ القَهرِ
مَارَستُ وِشَاية النُّطقِ
فتورَّطتُ فِي كذبَةٍ سَقيمَة
راحَت شواظُ خيبتِها تُغوِي أدُمعي
كأنما تستَبيحُ الغُفرانَ العقِيمَ
رغمَ الإيغالِ المُنضَب في يقينِ الإفراط
هَزمَنِي القلبُ شَرَّ هزيمَة
وانتهِي الأمرُ فينِي وَحيدة
لأشتاقَ .. حتَّى أحتَرق .. ثمَّ أختنِق..؛
،،،،،،
بينَ شهقَتينِ وتنهيدَةٍ يتيمَة
مثلَ فراغٍ لا ينتهِي
كُنتُ أرقُبُ ذاكَ المخبُوء
فوق عُذريَّة أفكارِي
وأنا أتدثَّرُ فِي وشَاح نِسيَاني
عَلني أهرُبُ مِنهُ بينَ سُتُرِ الغِيَّاب ،
وأرحَمَ فتَات صَبرِي وحُطامِي
فقد خدَّر الوجَلُ جَسَدِي
وهُو يُصَارعُ دَبيبَ العَبثِ فوق شِفاهِي ..
يَسبِي رغباتِي
ويتركُني مُجددًا وحيدة
لأشتَاق …حَّتى أحتَرق ..ثُمَّ أختنِق ..؛
،،،،،،
بيَن شهقتَينِ وتنهِيدة يتيمَة
أخالُ الشَّجوَ أحنُّ مِن خُرافةِ الابتسَامة
فدُون أن أشَـــــــــــاء
أنكَرَت أنفاِسي أواصِرها بحُشاشَةِ الوجدَان
وكسَرت مُعَاهدَة البَقــاء
ومهَّدت أطيافُ غدرِهِ اليبَابَ لأطرافِي
وأرهبت بداخلِي دُروبَ البكَـاء
علَّها تُميطُ لِثامَ عُيوبهِ
قبلَ أن تتلوَّثَ خبَايا عقلِي …
وتُمسِيَ هُمومِي مَحضَ هُــراء
فشكُّ أمنِيَّاتنا المنسِيَّة
ألجمَ الشَّغف فينا
لمَّا تركَنِي مُتخمة بالرِّثـاء
وَحِيـــــدةً
أشتَاق ..أحتَرق …ثُمَّ أختنِــــق
أجَــــــــــــــل…
نحنُ لا نُحِب ، نحنُ نحشُر أنفسَنا في أمُورِ تُشبه الحُب ……وللشَّجن بقيَّة !!

ههه نحنُ نحشُر أنفسنا في أمُور تُشبه الحب ، جديا هذه الراجية تروقني أحس في كلماتها ببعض العصيان الممتزج بالتمرد اللذيذ …أنثى جامحة لا ترضخ للقوانين امرأة استطاعت كسر أوامر أبيها وتسببت في مقتله ، طوبى لها فقد رحمتكم من تسلطه اللعين في نهاية الأمر …اممم أرى أنكِ لم تحبذي صوت شقيقتكِ يا رومينا ، أترانا نغلق الموسيقى ؟؟
ميرنا(بتعب متهالك في جسدها):- سحقا لك ، سيأتون لإنقاذي وسيقومون بقتلك
خوري(أغلق هاتفه الخاص):- آخخخ رومينا أكلُّ هذا الحقد تملكينه تجاهي ، أنا حريص على إعادة تأهيلكِ عزيزتي أهكذااااا نرفس النعمة ؟ … اممم لنرى أين سيصل أحبتكِ في بحثهم أوبس أتراهم نسوا أمركِ خصوصا واليوم لديهم افتتاح مهم أكيد أكيد لن يتخلفوا عنه فقط لأن أيقونة المتاعب غير موجودة صح ؟؟؟؟؟
ميرنا(بقلق من تصديق مخاوفها):-إذن سأفعلللللل أناااااااا
خوري(ابتسم وهو يميل برأسه ويطالع شكلها المتعب):- بهذا الضعف وتلك الجروح لن تحركي حتى الكرسي من مكانه ، أما أنا فأستطيع أن أفعل بكِ ما أريده
ميرنا(أغمضت عيونها الدامعة):- أنت …أنت معتوه نفسي لم تفعل بي هذااااا ؟
خوري(رفع بصره بتفكير):- أعاقبكِ ….أنا أعاقبكِ ألا تدركين ذلك ؟
ميرنا(بانهيار من تكرار نفس السؤال عليه دون الحصول على إجابة):- على ماذاااااااااااااااااا ،، ألا يستحق العقاب حدوث أخطاااااء ؟
خوري(استقام وهو يضع يديه بجيوبه):- والله أخطاؤكِ لا تعد ولا تحصى يا رومينا ، لذلك بما سنبدأ الفرز ؟
ميرنا(ببكاء):- اهئئئ حررني أريد أن أعود إلى ميسووووون
خوري:- نو نو نو محااااال ، أين كانت ميسون وأنتِ تهرعين عارية لحضن أبيها ؟
ميرنا(هدرت فيه من بين أسنانها):- ما شأأأأأأأأأأأأأنك أنت ما دخلك فينا من تكووووووووووون أصلا ؟
خوري(مسح على فكه وتحرك صوبها بعد أن ارتفعت عن السرير جالسة باعتراااض):- اممم سؤال وجيه من أكون أنا ؟
ميرنا(رفعت ذقنها الحاد في وجهه):- من أي مستنقع أتيت ؟
خوري(صفعها بقوة حتى سقطت على السرير الرديء):- حين تتعلمين الأدب سنتفق على طريقة لإجراء محادثة عزيزتي ، الآن خذي قسطا من الراحة فقد تعبتِ وأمامكِ ليلة طويلة
ميرنا(أمسكت على وجهها وهي تهز رأسها في الفراغ):- ما هذا الجحيم الذي أوقعت نفسي فيييييييييييييييييييه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟…..أخرجني من هنا أيها الحثاااااالة أخرجنيييييييييييي؟
خوري(أغلق الباب الحجري وأزال قناعه ليلتفت لحراسه):- رغم أنني قلَّما أندم على شيء لكن شكلها ستجعلني أندم على إعادة صوتها ….اسمعوا دعوها جائعة حتى الليل بعدها أطعموها بعض الفتات وجهزوها للعشاء ،، ولا تغفل أعينكم عنها فخاصتنا تستحضر طاقة التمرد بشكل خاطئ حسبما أظن ههه …
غوستافو(انتظر صعوده):- بني
خوري(أعطاه القناع وسبقه في المسير):- نعم نعم نعم ،،، أعرف ما ستقوله وتعرف إجابتي
غوستافو:- أنت تحتجزها منذ أسبوع ألا يكفي ذلك ؟
خوري:- أتجدها مهذبة الأخلاق ..لا ! ، تلك الفتاة مدللة جدااااااااا تصرفاتها غير مسئولة البتة ، ويجب أن تصبح امرأة قوية لو أرادت حسم قراراتها ومجابهة قدرها
غوستافو:- ومن عيَّنكِ راعيا لها بني خوري ؟
خوري(توقف برهة قبل أن يتمم خطواته دون أن يستدير إليه):- أخشى أن أسبوع أُلفتِك مع خوانيتا سينتهي الليلة ، حتما أختي بحاجة ماسة لطعامها الصحي ألا توافقني الرأي ؟
غوستافو(عرف أنها طريقته في عقابه على تدخله):- أتأسف على التطاول والتدخل في قراراتك لكنني عرَّابك وسأكرر كلامي ، أنت لا تملك الحق في تأديبها خوري يا ولدي
خوري(توقف واستدار نحوه ليلتقط قناعه منه بفظاظة):- عرَّابي …أقترح أن تودع زوجتك طالما تملك بعض الوقت لذلك
غوستافو(ضرب كفا بآخر):- لأبلغك فقط .. وصلتنا معلومات تفيد تذبذب حالة الصغيرة
خوري(رفع حاجبه ثم مال برأسه باستهزاء):- ليس ذنبي أن أباها الغبي قد اختار الاختباء في جحر خالتي ، بينما وصيتها الشرعية رومينا تأخذ دروسا في إعادة التأهيل تحت رعايتي الشخصية …ناهيك عن ابنة خالتي فهذه لا أمل منها
غوستافو:- أجدني عاجزا عن الجواب
خوري(أشار إليه وهو ينسحب بغرور):- ادَّخر الكلام لزوجتك عرَّابي قبل توديعها
غوستافو(توقف بأسف وهو يهز رأسه حزينا):- إلى متى سيسرقك الانتقام يا ولدي ؟
خوانيتا(استقبلته في الركن):- ..زوجي أجدك تحادث نفسك …
غوستافو(أمسك كفها):- آه يا زوجتي
خوانيتا:- أما زال مصرا على احتجاز الرهينة ؟
غوستافو:- أخشى أن رغبته في الانتقام ستجعله يفتك بأي شيء ..حتى ضميره
خوانيتا:- متى كان يملك شيئا كذلك ؟
غوستافو(برهبة ناظرها ثم التفت للفراغ بعد ذهاب خوري):- …خوانيتا عليكِ مساعدتي ،
خوانيتا(بتوجس):- فيم تحديدا ؟
غوستافو:- في إعادة ضمير ولدناااا
خوانيتا(بعدم فهم):- كيف ؟
غوستافو(ابتلع ريقه):- أظنني سأحرر شيئا يجعل انتقامه يتأجج على جمر الصدمة
خوانيتا(سحبت يدها بجزع):- إلا تلك الفكرة أوه أتريده أن ينفينا للبعييييييد ، لو اقتربنا قيد أنملة من رهينته سوف لن يمررها لنا يا غوستافو …لالا إلا تلك الفكرة لا أتخيل غضب السينيوووووور آنذااااك
غوستافو:- صدقيني هذه فرصتنا الوحيدة ، إما الليلة أو ننسى فكرة استرجاعه
خوانيتا(بتفكير متردد):- غوستافو عزيزي أرجوك اسمع مني ، دعنا لا نتدخل في قراراته ولا في رهينته تلك ، أكيد لن يسامحنا
غوستافو:- أنتِ لن يحدث لكِ شيء لقد أمر بعودتكِ هذه الليلة إلى أخته ، ما تبقى سيكون من نصيبي أنا فقط
خوانيتا(وضعت يدها بلهفة على كتفه):- أخشى عليك يا زوجي العزيز
غوستافو:- ماذا في وسعنا أن نفعل ، يجب أن نقوم بشيء على الأقل لنجعله يستيقظ على نفسه وعلى الخطر الذي يجرفه كي يحيط بمملكته
خوانيتا:- أي خطر يا غوستافو ؟
غوستافو:- أتحسبين أن أبناء عمومته سيبقون مكتوفي الأيدي بينما قريبتهم مخطوفة ، أكيد سيتابعون بحثهم في كل شبر من هذه الأرض حتى يجدونها
خوانيتا:- إن كان العرق المتفشي في ولدنا هو نفسه المتفشي في جينات أبناء عمومته ، إذن نحن في صدد مجابهة نسخ أخرى من السينور خوري ، هئئئ يا إلهي ؟؟؟
غوستافو:- فهمتِ مكمن قلقي الآن ؟
خوانيتا(بعد لحظة صمت):- أخبرني … كيف أساعدك ؟
نظر إليها نظرة عميقة قبل أن ينتقلا إلى التنفيذ ، آنذاك كان خوري يفتح أبواب جناحه على مصراعيها ليدلف بخفة ويفتح شاشة حاسوبه ويضغط على رقم كاميرات المراقبة خاصة زنزانتها ، فقد بات مهووسا بمراقبة أدق تفاصيلها وحركاتها وتصرفاتها حتى نحيبها وأمواج جنونها التي تنتابها بين الفينة والأخرى حينما تتردد على مسمعها تلك الأصوات والهمسات الغريبة كذلك …
كان مشدوها في ملاحظة عاداتها وطبائعها كمن يدرس كل شيء عن صفاتها بل يحفظها عن ظهر قلب لأسباب خفية تعود إليه بطبيعة الحال …
خوري(ابتسم وهو يضع علكة بفمه):- كيف بقيت في تلك الغفلة ولم أقم بخطفكِ قبلا يا رومينا ، حقا حقا مراقبة تدهور عقلكِ المتزن يجعلني أشعر بالمتعة ههاهااا … السؤال التالي هو إلى متى ستتحملين يعني إلى أي مدى يصل عنادكِ يا راجية ؟؟؟
إن كنت جادا في سؤالك يا سينيور خوري فأكيد الإجابة كامنة في كل راجي منكم ، لذلك دعنا لا نطيل على بعضنا فأكيد سيتحرك لوح الشطرنج ويتخذ كل ذي شخص موقعه ..هه طبعا لم يعارضني بل أشار لنا ببدء اللعب فمن بحوزته النرد الآن ؟؟؟
كاظم(وهو يمسك بكرة فولاذية بين يديه ويرمي بها في الفراغ):- ما دمت قادرا على التصويب فأكيد سأصيب ، فقط ثقي بي أنتِ
نورسي:- عزيزي كظوم أنت ترهق نفسك ثقل تلك الكرات الفولاذية التي تلقي بها طوال اليوم لن تريح كاهلك ، ما يثقلك حقا لا يسعك التخلص منه ببضع رميات
كاظم(أخذ يلهث بتعب):- نورسي يجب أن أجدها وأنتِ لا تساعدينني ، مللت من إرشاداتكِ السقيمة طوال هذا الأسبوع
نورسي(هزت كتفها):- طالما لم يحضر مرادي بنفسه إلي ، فاعذرني لا يسعني تحريك أنامل يدي يا ابن العم
كاظم:- لكنكِ واهمة في أن ميار سيلبي رغبتكِ ويأتيكِ بقدميه
نورسي:- والله هذه فرصته الوحيدة لو حقا كان يرغب بإيجاد تلك الفتاة ، سأمنحه حتى الغد إذ أنني أعرف أنهم مشغولون الليلة في ذلك الافتتاح
كاظم(ألقى بالكرة أرضا واستدار نحوها ليمسكها بقوة ويجذبها نحوه):- سأنسى أنكِ ابنة عمي إن لم تدليني على ذلك الأخرق المدعو هوكس أو دوكس
نورسي:- ههه هوكس وهو يا حبيب ابنة عمك شخص لا يحب أن يكون موضع شبهات ، ما يعني أنه يمقت من يبحث عنه ويثير بلبلة خلفه
كاظم(أبعد شعرها عن وجهها وهو يطالعها بحدة):- حقاااااا ..يؤسفني إذن أنني سأقلق مضجع الباشا فأنا سأجده وسوف يدلني على من خطف ميرنااااا
نورسي(لامست صدره بغنج):- أتراك وقعت في غرام الصحفية لتلك الدرجة المهولة ؟
كاظم(دفعها عنه وهو يشير إليها):- أنا لا أحب ميرنا قلت هذا ولن أكرره مرة أخرى
نورسي(وضعت يدها على جنبها):- والله يا روحي ..إذن ماذا تسمي قلقك هذاااا إذن ؟
كاظم(تحركت حنجرته بثقل):- ما أشعر به تجاه ميرنا لا يستطيع أحد فهمه ، وهو أسمى بكثير من شيء اسمه الحب
نورسي(تحركت للمغادرة):- ههه أتراك تبنَّيتها يا نابلسي ؟
كاظم(نظر جانبيا بحسرة):- شيء أشبه بذلك …ثم أنا وعدت ميسون بإعادة ميرنا وسأفعل / أجل سأعثر عليكِ يا ميرناااا اصبري فقط
نورسي(نادته من على بعدها):- كظومي تعال يا حبيبي تعال لندخلك للداخل قبل أن تمرض ، فشكلها ستمطر بغزارة هذه الليلة
كاظم(نفض يديه ولحق بها):- لو عرف عمي أنني أمكث في منزلكِ لمزق صفحة ميلادي من كتاب نسب العائلة
نورسي(أطلقت ضحكة صاخبة):- هههه والله ذاك البشير يفعلهااا لا محالة ……
عمو بشير:- أفكر بحمايتكم هنا وأنتم تسألون عن حالة الطقس ؟
ميار(رفع إصبعه ساخرا):- لدينا افتتاح مهم الليلة لذلك نحاول الاطمئنان على سير الأجواء معلمي بشير
عمو بشير(أشار نحوه):- أنت لم أوجه لك حرفا فلا تنطق مثل السرعوف كل لحظة
ميار(رسم قفلا على فمه):- همممممم
عمو بشير:- وأنت يا جميل الخطوااااات أين وصل تحقيقك ؟
رامز(أشار لنحوه):- يقصدني أنا ؟؟؟؟؟
عمو بشير:- لا التلميذ الذي يجلس خلفك
رامز:- ولكن لا يوجد أحد خلفي يا عم بشير سيد بشير ، أتراه يقصدك إياد ؟
إياد(رفع يده وهو يشير برتابة):- غالبا أنا خارج القائمة
ميار(زوره بطرف عين):- أصلا لست موافقا على انضمامك لكن المعلم هو الذي طلبك
إياد:- ع أساس سأنتظر إذنك
ميار:- أنا أخوك الكبيييييير أين الاحترام ؟
رامز:- ههه ذهب مع زمن جدتي والخالة فتكااااااات
طارق:- أستغفر الله
رامز:- رامبو ماذا قلناااااا الله الله ؟
عمو بشير(تنفس عميقا):- اخرسووووووووا جميعااااا نسيت دواء الضغط في المكتب ، لذلك سأحاول ألا أموت اليوم معكم من جلطتي
رامز:- بعيييييد الشر عنك إن شاء الله أعداءك الذين لا يحبونك و
عمو بشير(هدر فيه):- محقق رامز البدري هل ستسعى أمامييييييييييي ….أجبني أين وصل تحقيقك في جملة مفيدة مختصرة ومؤلفة من سطر واحد ونصف
رامز:- ونصف …عجبا كيف سأحسب كلماته ؟
ميار(همس بدعابة):- بأصابع يدك إن لم يقتلعها العم بشير بمقلاعه الحديدي
رامز(جمع قبضتيه برعب):- ما هذا الترهيب الذي أعيش فيه ستضيف لي مقلاعا حديديا الآن ، صرت أرقب رصاصتك التي ستصيبني بها في قدمي بأحلامي يا رجل
ميار:- قريبااااا إن شاء الله
طارق:- يا جماااااااااعة يكفي ….
عمو بشير:- الحمدلله وجدت عاقلا واحدا فيكم يصغي لكلامي ، وأنت وائل رشوان من تراسل منذ بداية الاجتماع ؟
ميار(وضع يده هامسا من محله):- إنه يراسل زوجته يا عم بشير معلوم إنه يعد عريسا جديدااااا ويجب مراعاة ذلك اهمممم تفهمني صح صح ؟
عمو بشير(نفث شررا من أذنيه):- اللهم صبرني مع هؤلاء الملاعين يااااااااارب …وااااااااائل رشوان ضع هاتفك جانبا وتابع معنا الاجتمااااااااااااع
وائل(رمش وهو ينظر حوله):- ماذا يحصل ؟
طارق:- اففف
ميار:- هههههه شكلنا انتشلناه من رسالة ساخنة مع الزوجة المصونة
وائل(أغلق الهاتف مبتسما):- هو كذلك عزيزي ميار
طارق(أمعن نظره فيه):- ما يزال في حالة الصدمة لقد مر أسبوع وما يزال على ذا الوضع
ميار:- أخبرتكم أننا وبحمد الله سنرقب سنة إعصارية بامتياز والدليل في بدايتها الحافلة بالأحداااااااااث الخارقة للعادة
عمو بشير(كتف يديه):- لو انتهيتم من تنقية الأرز لننتقل للعدس يا بناتي ؟
جملة واحدة كانت كفيلة لتلجم أفواههم بعد أن انفجروا ضحكا من إهانته تلك ، لكن لأن الوضع جدي فقد خرجوا من حالة الجنون تلك وبدؤوا التركيز فعليا فيما يجري أمامهم …
إياد:- عمو بشير سوف لن نقاطعك بشيء تفضل
عمو بشير(هز رأسه بتعب):- إن بقيتم تتصرفون بهذا الإهمال فلن نتمكن من إحراز أي هدف ، وأوله العثور على ميرنا وإعادتها
إياد(رفع يده):- أنا مهتم
رامز:- كلنا مهتمين إياد
ميار:- يجدر بك أن تهتم لأنك تعتبر المسئول الأول على اختفاااااائها
عمو بشير(قاطعه):- رامز سألتك سؤالا محددا وشكلي سأنتظر إجابته لسنة أخرى
رامز:- قمت بالعديد من الاتصالات وتوصلت إلى الشاحنة
طارق:- ولم لم تخبرنا بذلك قبلا ؟
رامز:- ها أنا ذا أفعل ثم أنتم كنتم مشغولين بالترتيبات للافتتاح
طارق:- رجاء لا تخفي أي معلومة بخصوص موضوع أختي
عمو بشير:- بما أنني وصلنا للمستودع الذي يحتوي على صور تخص حكيم وميرنا ، بما أن السائق مختفي لغاية اليوم ..أسألكم عن الشاحنة ؟
رامز:-لقد ظهرت في عدة أماكن مختلفة وسط روما وكلها أمكنة عامة ما يعني أننا لم نحرز أي تقدم بهذا الشأن
إياد:- تبااااا
عمو بشير:- لن نفقد الأمل ما زال أمامنا الكثير
ميار:- طال الأمر لقد مضى أسبوووووع
وائل(هز كتفيه برتابة وضجر):- فف لو تكملون بدوني أشعر بالضجر هنا
عمو بشير:- أليس لديك ما تفيدنا به بني وائل ؟
وائل:- أفيدكم بماذا ميرنا بخير وقد بعثت بتلك الرسالة الصوتية وهي بألف ألف خير
طارق(ناظره بعصبية):- إن لم يعد يهمك أمر أختي فغادر حقا لا مكان لك في هذا الاجتماع
عمو بشير:- أنا من يقرر ذلك سيد طارق فلا تتدخل فيما لا يعنيك ، وأنت اجثم مكانك وإن تحركت خطوة واحدة علقتك في المسلخ
ميار:- هههه والله نكتة آخر زمن ، محامي الوطن معلق في مسلخ للخرفان
رامز:- هههه أعجبتني
عمو بشير(بعد لحظة صمت):- كلنا نعرف أن تلك الرسالة قد كانت محض حقنة مهدئة لجهودنا ، خاطفيها يريدون إيقاف بحثنا وإحداث الفوضى هناك لكننا لن نيأس قبل استعادتها
ميار:- على الأقل نعلم أنها بخير
إياد:- وهذا لا يكفي فصوتهااا لا يكفي نحن نريد رؤية صورتهاااااا للتأكد
ميار:- وهذا لن نحلم به ، فلو وضعت نفسي موضع الخاطف فأكيد لن أغامر بهذه المغامرة
طارق:- لو أمعنا النظر فللخاطف غاية واحدة من احتجازها ، وبما أننا تأكدنا أن ليندا خارج الحسبة هي وفاروق وأعضاء العشيرة بعد تلك المداهمات التي قمنا بها خلال هذا الأسبوع ،، فأكيد نحن أمام شيء جديد
رامز:- أولئك السحرة مجددا ؟
إياد:- مستبعد … فصوتها كان هادئا جدا وكانت حالتها توشي بالارتياح ، يعني حللنا المقطع مرات عديدة ولم يكن فيه نبرة تشكيك أو خوف أو حتى تهديد
عمو بشير:- بالفعل ، خبرائنا أكدوا هذه المعلومة ميرنا الراجي كانت في حالة جيدة عندما قامت بتسجيل ذلك المقطع
إياد:- يعني من الغباء أن نصدق أنها كذلك وأنها في فندق خمس نجوم طالما هي مخطوفة ؟
عمو بشير:- لن نفعل ، وذلك التسجيل كان بمثابة هدنة عقدها الخاطفون معنا وإذا لم تخنني خبرتي في هذا المجال فسنحصل على تسجيل موازي هذه الليلة
رامز:- كيف يعني مثل برنامج أسبوعي ؟؟؟
ميار(بتخمين):- مهلا مهلا ما الذي يدفعك لظن ذلك ؟
عمو بشير:- الطريقة …من كان يتوقع وصول رسالة بتسجيل صوتي على هاتف ميسون ؟
طارق:- يعني أحاول أن أستبعد فكرة ابتعاد ميرنا بنفسها …
رامز:- يستحيل يا طارق ، كيف ستتفق مع صاحب الشاحنة ومع الفتيات في غضون بضع سويعات لا أكثر ولا أقل …ثم حتى لو كانت قد ابتعدت من نفسها ألن تفكر بميسون ؟
إياد:- أتفق مع رامز كانت لتأخذها معها لو حقا أرادت الابتعاد ، لالا لن نجعل تلاعب الخاطفين يخرجنا عن طور الفكرة الرئيسية في أن ميرنا مختطفة
ميار(التفت لينظر لوائل الذي لم يفتح فمه بحرف):- وائل أليس لديك ملاحظة ؟
وائل(شبك يديه):- ليس لدي ، لأنني أخبرتكم أنها بخير
ميار:- أموت وأعرف سر برودك هذاااااا
عمو بشير:- اسمعوني جيدا .. سنوقف التفكير الآن بهذا الموضوع وسنركز في أمر الافتتاح هذه الليلة ، يجب أن تتخذوا مواقعكم جيدا وتنفذوا الخطة بحذافيرها فأي خطأ سيُحتسب عليكم
طارق:- كل التجهيزات على أتم الاستعداد
رامز:- وماذا عن سفر ميار ؟
ميار:- أتريد مرافقتي يااااه شكلك مستعجل على الرصاصة رامز ، لا تقلق فأنا رجل يوفي بديونه حتى آآآآخر الرمق
رامز(أشاح بصره عنه بامتعاض):- سألت فقط
عمو بشير:- بما أن كاظم يصر على ذلك ، فطائرتك ستحط رحالها غدا في روما يا ميار
ميار:- أنتم من جعلتموني أؤجل سفرتي فقد كنت ذاهبا بعد ليلة رأس السنة مباشرة
عمو بشير:- للضرورة أحكام
طارق:- وأنا أريد البحث عن أختي
ميار:- ولمن سنترك العشيرة لذلك الحاضر الغائب هناك …أنظر لحالته ؟
طارق(نظر صوب وائل الذي لم يكن مكترثا بالمرة):- بففف فقط أعيدوا أختي بسلام ، فلا يسعني الكذب على عائلتي أكثر من ذلك
عمو بشير:- ذلك واجب كي نتخطى مرحلة جزعهم عليها ، اضطررنا لإخفاء الأمر
إياد:- ما الأوامر الآن ؟
عمو بشير:- لتمضي ليلة الافتتاح على خير وسلام ،، بعدها يسافر ميار وينضم إلى كاظم لأجل البحث وأرجح أن تبقي موضوع سفرك سرا حتى وصولك
ميار:- سبب ؟
عمو بشير(من بين أسنانه):- لحمايتك يا خروووووووف
رامز:- كخممم خروف بقرنين معقوفين
ميار(شتمه تحت أنفه):- اخرس يا غبي ….
وائل(استقام):- إذن … سلام عليكم سأجهز طقمي لأجل حفلة الليلة
ميار(بغيظ):- بمعيتك جهز فستانا متلألئا لزوجتك أيضا فهذا ما ينقص …
وائل(وضع الهاتف بجيب سترته):- وارد ذلك فسأكون هناك مع حرمي ….
طارق(هز رأسه بُعيد ذهابه):- ألا يجدر بنا استشارة طبيب آخر لأجله ؟
عمو بشير(تحرك):- غادروا المنظمة حالا …ودعوني أفهم حالته بطريقتي
إياد:- لنرحل
ميار(رفع حاجبه):- أنت ستبقى بشاحنة المراقبة الليلة مفهوووووم ؟
إياد:- لأنها أوامر العم بشير سأوافق
ميار:- مجبر فآخر حفلة لنا مع العشيرة انتهت بحريق
إياد:- طيب
ميار(ارتفع وهو يعدل سترته):- نلتقي يا جماعة
رامز:- أحيانا ترعبني نبرة أوامره اففف …هل أجهز لنفسي طقما أبيضا أيضا ؟
إياد:- ههه امشي يا رامز امشي
طارق(بحزن نظر جانبيا وهو يغادر أيضا):- طال البعاد يا مهجة الخواطر
استوقف العم بشير وائل على جنب ، بينما غادر البقية كل على حدة لكي لا يثيروا الشبهات حولهم ، أما وائل فقد كان يعرف أن العم بشير سيضغط عليه بشكل ما ولم يتوقع بتاتا أن يصطحبه للدور الأرضي المخفي عن أنظار الجميع …
وائل:- إلى أين نمضي يا عم بشير أيمكنك إخباري ؟
عمو بشير:- صبرا
وائل(تنفس برتابة):- إن كنت تحاول القيام بشيء يزعجني ويجعلني أخرج عن طور الأدب والاحترام ، فدعني أعود من حيث أتيت
عمو بشير(استقر في ذلك المكتب وهو يضيء المكان):- ادلف يا وائل
أخذ يطالع ذلك المكتب الذي كان يعلوه بعض الغبار ، بينما بعض الأوراق والملفات ما تزال موزعة بترتيب عشوائي فوقه ، خلف المكتب كان هنالك مكتبة كتب بعضها مرتب والآخر خارج نطاق الترتيب وبالجانب كان هنالك طاولة اجتماعات مكونة من خمسة كراسي ، رمش وهو يتحرك بالمكتب ليستدير إلى الجانب ويجد صورته مضخمة في بروااااز عتيق
وائل(اهتزت حدقتي عينيه):- أبي ؟
عمو بشير(وثب بجواره وهو يطالع معه الصورة بحزن):- وحيد رشوان أكفأ عميل في منظمتنا ، يا خسارة غادرنا في وقت مبكر
وائل(اقترب من الصورة ليمعن النظر أكثر):- هه يا لسخرية الأقدار لو يعلم أبي أنني أجلس في نفس الطاولة مع قَتَلَتِه كيف كان ليستقبل الأمر ؟
عمو بشير:- لا تضغط على نفسك بني ، لقد كنت مجبرا على أخذ ذلك الكرسي في العشيرة …صدقني لو كانت لأبيك نفس الفرصة لاستغلها من فوره ، فما كان له أمنية غير الإطاحة بالعشيرة وإفساد مخططاتها اللعينة
وائل:- أترانا نفعل ذلك مثلا ، كل ما يريدونه يقومون به …أين دورنا ؟
عمو بشير(ربت على كتفه):- دم أبيك لن يذهب غدرا لا هو ولا بقية ضحايا هذه القضية ، سوف نحقق مرادنا وسينتصر الخير على الشر في الأخير
وائل(ابتسم بهزل):- نظرة التفاؤل الدائمة ، مع الأسف لم تعد تنفع فقد تمت الاتفاقيات وحُصدتِ الأرواح وبيعت الفتيات وُسرقت الأموال ونُهبت المنازل ويُتمتِ الأطفال وترملت النسااااااء ، عن أي أمل تتحدث عمو بشير ؟
عمو بشير(هزه بقوة):- ما هذه السوداوية التي لوثت عقلك يا وااائل ، أين ذهب ذلك الشاب النزيه المقدم على الخير ولو على حسااااااب نفسه ؟
وائل(ربت على أذرع بشير وأزالهما):- غالبا زحف حول أرض منسية فهذا العالم لا يناسبه
عمو بشير(تنهد بتعب):- أتعبتني يا ولد ، لم تفعل بنفسك كل هذااااا هل بسبب قلبك العليل ستحرق تعب أبيك كل هذه السنواااااااات ؟
وائل:- ما المطلووووووب مني ماذاااااااا ، أتجد بيدي شيئا قادرا على فعله نحن مجبرون على إطاعة قرارات العشيرة ، كلناااااااا نرفض ذلك ولكننا لا نحرك ساكنااااا لماذاااااا لأننا نخشى على عائلتنا من الأذية …وصدقني طالما يملكون نقاط ضعفنا فنحن مستمرون معهم في تلك القذارة إلى أجل غير مسمى
عمو بشير(حرك رأسه برفض):- ما كل هذا التشاااؤم يا بني ، أين عزمك وصبرك وأملك ، ؟ لم لا تنظر إلي لقد فقدت كل دفعتي في تلك الآونة واحدا بعد الآخر ولكنني لم أستسلم ما زلت أحاول الوصول بسفينتنا نحو بر الأمان بالاستعانة بأولادهم ،، وكلي ثقة كلي ثقة في أنكم ستنجزون العهد وتجعلون النصر حليفنااااا
وائل(بتذمر):- آه يا عمو بشير تلك الشعارات واللافتات ما عادت تفرق عندي بشيء ، لو انتهينا هنا دعنا نمضي فلدي حساسية من الغبار
عمو بشير(فتح فمه بصدمة):- … ذلك كان كرسي أبيك ومكتبه وتلك أوراقه وملفاته ، لم نمسسها طوال سنوات ، وهنا هناااا على هذه الطاولة كان يجلس أفراد دفعتنا أبوك وحيد رشوان ، إيزابيل ، نصر الدين محفوظ ، أنا ….
وائل:- و ؟؟
عمو بشير(رفع حاجبه):- لست مهتما بمعرفة التتمة ، عندما تستعيد كيانك وهويتك تعرف أين تجدني ، …الآن ارحل من هنا فهذا الغبار مقدس ولا يستحق نظرة العبث منك
وائل(حرك رأسه برتابة):- أخبرتكم من البداية أنني لا أرغب بالمجيء …تتت
عمو بشير(نظر بحسرة نحو المكتب ثم لوائل الذي اختفى من أمامه):- ما بال هذا الولد ، هل خرب الحب إعداداته لتلك الدرجة ، أيفعل العشق كل هذاااااا ؟؟؟؟؟
وتسألني لماذا حبيبي يا عم بشير علمي علمك بدوري مصدومة فيه دعنا نرى إلى أين ستنتهي هذه الحالة فأكيد أكيد ما تزال الأمور مبهمة ، فمثلا يستحيل أن يتقبل زوجته المجهولة أم تراه تقبَّل ؟؟
ريتال(تضع يدها على خصرها وهي تشير بيدها الأخرى):- اممم لم أحبذ ذلك اللون أرجوك دعهم يحضرون بعض الستائر المخملية أحتاج لاختيارات مختلفة ، ها ودوِّن عندك أنني أريد طقم أثاث باللون الأبيض الفاخر ولا أريده أن يتأخر أكثر من بضعة أيام ، يعني مجبرة على التعود على هذا حاليا
فياض(يتأفف وهو يخطط على ورقته):- بعده ؟
ريتال(رفعت حاجبها فيه وهي تتأمل في الغرفة):- أترانا نغير الثرية أيضا ؟
فياض(جمع الورقة بعصبية ووضع يديه خلف ظهره):- لما لا أقترح عليكِ حلا مناسبا جدا سيدتي …سيريحكِ ويريحني
ريتال(باهتمام):- حقاااا ..أطلعني عليه ؟
فياض(بعصبية):- حضرتكِ لم لا تنقلين الغرفة كاملة وتبدلينها بغرفة جديدة كليا
ريتال:- واوووو إنها لفكرة جيدة يا فياض ، اكتب اكتب ذلك نحتاج لتغيير لون الطلاء ونحتاج سجادا جديدا ومنضدة تليق بي و ….الله الله أين ذهب وتركني هكذااا ؟
هه طار من أمامها معه حق فتلك الأعمال ليست له ، لكنها لم تهتم بل أمسكت الورقة وراحت تدون عليها كلما تريده وحينما فرغت انتقلت للطابق السفلي حيث راحت تدوِّن أيضا ما يمكنها تغييره في القصر ، ههه لا والله أتراهم سيسمحون بذلك ؟
ميرا(تحرك رأسها):- هذه من أعطاها وجها زيادة أبفهم ؟
نور:- والله علمي علمكِ يا ميرا صدقا ما اهتممنا بأمرها آخر فترة …
ميرا:- في نظركِ أين تمكث ليلا ؟
نور:- ما شأننا ؟
ميرا:- ما شأننا يعني لنعرف إن كانت بغرفة الرشواني سوف أكون أول واحدة ستزف الخبر لأختنا المفقودة هههه
نور:- آه منكِ يا ميرا ألا تتغيرين ؟
ميرا(حركت فكها):- أما وصلوا لشيء ؟
نور:- لم تسألين هل أنتِ مهتمة حقا ؟
ميرا(وضعت رجلا على أخرى):- يييي ولم سأهتم بتلك المدللة الخرقاء ، أنا فقط أسأل لكي ننتقل لمصيبة جديدة يعني لزوم التغيير حبيبتي
نور(انتفضت):- لا تتغيرييييين لا تتغيرين نحن في وضع حساس ولا يمكنكِ السخرية فيه
ميرا:- هيييه يا بنت ماذا قلنا حتى طرتِ من محلكِ هكذاااا ، اففف حقا لا يدعمني أحد في شتم الوضع إلا زوجي الحبيب لكنه تأخر ..آآآآآآه باتريشيووو متى نتجهز ؟
باتريك(وهو يلاعب شادي):- متى ما تأمرين سيدتي لكن لم يحن بعد موعد الافتتاح
ميرا:- تعرفني لا أحب التهاون في تجهيزي ، لندع بعض الوقت يمر ونبدأ فقد سربت خبرا وسيتلقاني بعض الصحافة ببوابة المعرض منه دعاية لمعرض أخي ومنه دعم لمسيرتي وأيضا تغطية للفيديو كليب خاصتنا
باتريك:- حسنا حسناااا ، آي ولد شادي لقد عضضت كفي لماذا لماذاااا
ميرا:- ههه هل عقمت يدك قبل أن يعضها ؟
باتريك(بحزن مضحك):- والله سأستأذنه بالغسل قبل العض في المرة المقبلة
ريتال:- ميرا أريد أن آخذ رأيكِ يا زوجة سلفي ، ما رأيكِ لو ننقل هذا الصالون للجانب الآخر ونحضر أثاثا رفيع الطراز هنا ؟
ميرا(رفعت حاجبها لتشتم في سرها):- متى حذفتِ الألقاب هذه الأخت ، أتحسبني زوجة سلفها وتأخذ وجها علي لا والله هذا ما ينقصني
ريتال:- ميرا أسألكِ ؟
ميرا(انتفضت بدورها):- ميرا ست ميرا غير متوفرة فعقلي مشغول يعني …استشيري باتريشيو فهو خبير في هذه الأمور بالإذن
باتريك(رمقها وهي تأخذ ابنها وتتركه بمفرده قبالتها):- أنا اختصاص أجسام وليس أثاث وأنتيكا يا سيدتي ..متأسف
ريتال(وضعت يدها بتفكير وهي تجوب المكان):- اممم لنعيد التفكير
ميرا(هربت للحديقة):- أي حرام عليكِ تركتني معها ، لقد أخذت وجها علي تناديني ميرا بدون ألقاب تريد أن تعاملني كزوجة سلفها المسكينة
نور(بضحك):- ههه لكنكِ كذلك يعني من سخرية الوضع أخبركِ بهذااا
ميرا(أعطتها شادي):- والله …أمسكي أمسكي لأشتم براحتي قال زوجة سلفي قال
نور(رمقت فؤاد وهو مقبل عليهم):- أخيرا تذكرت موعدنا يا عمنا فؤاد ، أخبرتك أنني أجلت كل مواعيدي لهذا اليوم وسأكون هنا ظهرا فلم التأخير ؟
شادي:- فاواااد عمُّونااااا ههه
ميرا:- أنظري للرشواني الصغير لا ينطق إلا بما يريده
فؤاد(التقطه):- حبيب كبد عمك يا صغيري ، أين أبوه ؟
ميرا:- وجدتني سأتصل به فهو ينسى نفسه في شركتكم تلك هذه الفترة
فؤاد:- هذا لأننا مقبلون على صفقة مهمة
نور(حركت فكها بخبث):- صفقة النسيج أليس كذلك ؟
فؤاد:- والتي لن يكون لكم فيها نصيب عزيزتي نور ، مرة ثانية
نور:- فؤاااااد رشوان ناهيك عن علاقتنا وصلة القرابة بيننا إلا أننا في العمل منافساااااان ، وإن أخبرتك بأن شركتنا ستدخل لتلك المناقصة فستدخل ولنرى من سيكسبها بالأخير بضمير وبدون تلاعب
فؤاد(هز شادي):- ههه كبد عمك شكل خالتك لا تعرف بأن شركة دابليو إر لم تخسر يوما في مناقصاتها مع شركات النسيج
نور:- حبيب خالتك شادي أخبر عمك أن هذه السنة قد انضمت إليهم شركات الراجي ، وهي ند لهم وستكسب عن جدارة
ميرا(التقطت الولد من بينهما):- حبيب أمك لنترك عمك وخالتك مع بعضهما قبل أن نصاب بآثار حربهماااا ، هيا حبيبي هيااااا
فؤاد(دفع جبهته في وجهها):- نور الرااااااااجي
نور(رفعت ذقنها لمجابهته):- فؤااااد رشواااااان
فؤاد(حرك فكه ولامس شعرها):- متى نتزوج ؟
نور(ارتدت للخلف ثم استعادت نفسها):- حسنا ما توقعت هذه الهجمة المرتدة ، لكنني أخبرتك ليلة عيد الميلاد أن زواجنا سيكون في ليلة مقمرة
فؤاد:- نعم نعم هل سأراقب السماء والنجوم الآن لأعرف موعد زواجنا ، نوووور لن تخلطي الحابل بالنابل تغاضيت عن الموضوع بسبب ميرنا بسبب الحملة لكنني لم أقل بأنني نسيته
نور:- ماذا الآن ماذا أتريدنا أن نتزوج بينما أختي غائبة لا ندري أين هي ، والتي أكذب بشأنها كلما سألني أحدهم في البيت وأخبرهم أنها قد سافرت للاستجمام ؟
فؤاد(أمسك كتفيها بمساندة):- نوري أنا معكِ سوف لن يصيبها أي مكروه ، يعني ميرنا قوية رغم هالة الضعف التي توسمت بها آخر فترة لكننا نعرف أنها أقوى من ذلك
نور(بتعب):- أخشى من فقدان الأمل يا فؤاد ، يعني صحيح طمأنتنا رسالتها الصوتية وفرحت أنها شفيت واستعادت صوتها لكن …أحتاج لرؤيتها بخير وأنا ما تعودت على البقاء مكتوفة الأيدي وفي هذا الخضم أجدني عاااااجزة
فؤاد(دفعها لحضنه):- امرأتي القوية أكيد أنتِ لن تقبلي بأمر كهذا ، لكن الشباب يبذلون جهدهم فهم بارعون في ذلك المجال ولا يسعنا تخريب خططهم تمام ؟
نور(أغمضت عينيها وهي تستقر بحضنه):- أتمنى ذلك … (استيقظت^^) همم ابتعد ابتعد كيف تعانقني بدون زواااااج إياك وأن تكررها يا فؤاد رشوان ، وبتلك المناقصة سنفووووز هممم
فؤاد(رمقها وهي تبتعد عنه):- من أشعل مقبسها الآن من ؟؟؟
شهاب(ظهر من الجانب):- عماااااه مالي أراك تكلم نفسك ؟
فؤاد(أشار له بالدخول):- الرااااااجيااااااااااات
شهاب:- ههه توقعت ، ما زلت غير متقبل لأمر الست ريتال والله جدي لعبها جيدا هذه المرة بهذه المصيبة
فؤاد:- آه يا شهاب لا تذكرني بتلك المصيبة فميرنا شغلتنا عن كل تلك الأحداااااث
شهاب:- معك حق فويلي بنفسه ما يزال مصدوما فكيف بنا نحن …. لندخل
نور(وجدت ريتال تكلم بديعة على جنب):- قريبا سنصبح غرباء هنا
فؤاد(دخل مع شهاب):- ماذا تفعل كنتنا الجديدة ؟
نور(زورته بنظرة قتل):- اللهم طولك يا رووووح
شهاب:- هه ما شاء الله لسانك مرن في نطقهااااا يا عمي
ريتال(هرولت نحوهما لتسلم عليهما):- أهلا أهلا شهاب ، أهلا بك أيضا فؤاد أشكر دعمك لي أنا أشعر بالانتماء هنا وكأنني في بيتي
فؤاد(رمش وهو يراقب نظرة وعيد نور):- احمممم والله طبعا هو بيتكِ ومن عساه ينفي ذلك ، يعني لا تؤاخذي تصرفات الأغلبية إذ لديهم صعوبة في الاندماااااج الأسري أجل هذا هو
ريتال(بابتسامة جذابة):- لا بأس في ذلك بدوري ما زلت أستقر..
شهاب:- شكلها تحفظ دروسها جيداااا أقطع ذراعي إن لم يجعها جدي ترضع حليب أفكاره
فؤاد(لكزه بيده):- اقطع
شهاب(تقدم صوب ابنه):- قطعنا قطعناااا ، صغيرييييي تعال لباباااا
ريتال:- لم تخبروننا بعد متى قررتما أن تتزوجا فلقد اقترحت على وائل أن نعلن على أمرنا في حفلتكما إن لم تمانعاااااا ؟
شهاب(أمسك نفسه بقوة):- تقول اقترحَت اقترحَت
ميرا:- هههه ونعم الاقتراااااح
نور(ابتلعت ريقها وهي تنظر صوب فؤاد):- ماذاااا تقولين ؟
فؤاد(بتوجس):- هل وافق وائل على هذااا ، يعني هل هل سيعترف بعلاقتكما ؟
ريتال(شبكت يديها بحماس):- أجل …سيفعل ذلك حتى أنني طلبت تجهيزات لغرفة نومنا في أقرب فرصة يعني تعلمان ما زلنا ننشد الاستقرار في ظل تلك الأمور المربكة ها هنا …يعني اقترحت عليه أن نقطن لوحدنا لكنه يقدس الانتماء وما عارضته بالأخير هو زوجي وكلمته مسموعة
شهاب(دفع كتف ميرا):- تعلمي تعلمي أساليب طاعة الزوج
ميرا(نشته بعنفوان):- رجعية أسميهاااا أنااااا
فؤاد:- وربي كنة عظيمة أنتِ احم ..أقصد بارككِ الله بعقلكِ يا ابنتي
ميرا(جلست جوار نور):- ههه بغض النظر هذه الفتاة ستجلب أجَلَ أختنا الغبية ، والله أطبعها هنا على خدي إن لم تجعلها تجمع أغراضها وتهرب للبعيد
نور:- ميررااااااا ؟
ميرا:- كتبته هنا حتى ههههههههههه
نور(حولت عينيها وهي تحك جبينها بتعب):- آه يا ربي ما الذي يحصل هنا كله مضروب في بعضه كله كله ….
بديعة(تقدمت صوبهم):- طعام الغذاء جاهز هل أرتب الأطباق حسب عددكم أم أن هنالك وافدون جدد ؟؟؟؟
نور:- آه يا بديعة أنتِ ضعي الزيادة ويكفي
ميرا:- ستأتي رنيم وعفاف صح ؟
نور:- أجل ستأتيان أيضا ، غيرهما لم ندعو أحد
ميرا:- أحسن
بديعة:- يعني أضيف أو لا أضيف ؟؟؟؟؟
نور وميرا:-أضيفييييي يا بديعة
ريتال:- أيعلم أحدكم متى سيعود زوجي ؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب(حول عينيه وهو يهز ابنه):- كخمممم آسف لم أتعود بعد على وقع الكلمة هههه
فؤاد(أشار له كي يصمت):- احم قريباااااا يا كنتنا قريبااااا
تبادلت نور وميرا نظرة لتنفجر ميرا ضحكا وهي تدعي المزاح مع زوجها وابنها ، بينما نور كانت ترمق فؤاد بنظرات وعيد فأكيد إن لم تقتلع حنجرته خلال ذلك اليوم فهذا يعني أنها احترمت الافتتاح لا غير ،،…فأخوها قد حرص على تحذيرهم من حدوث أي أخطااااء ما يعني أن الجميع ملزم بالاحترام المتبادل حتى نهاية الليلة ، فبدوره سيتحمل شهاب وإن كان يحز في نفسه كسر أنفه مرة أخرى ..أما موضوع زوجة وائل فلم يتقبله حتى الآن ولكنه غير قادر على التفوه بكلمة …على الأقل حاااليا
إياد:- سلامو …. قد عدنا
شهاب:- هل هذا هو أم هو كبد ابن أخيك ؟
فؤاد(زوره بطرف عين محذرا إياه):- هنننننن الخرس إن شاء الله
ريتال(ركضت لتستقبل وائل وتزيل سترته):- الحمدلله على سلامتكم
وائل(رفع حاجبه ومد لها السترة):- مشكورة ريتال
ريتال:- الغذاء جاهز يا زوجي العزيز هل تفكر بالتمدد قليلا ؟
وائل:- لاحقاااا
ريتال:- سيكون ذلك جيداااا ، دعني أعلق هذه بالمشجب إذن …
وائل:- هل وصلت بعض الأغراض باسمي ؟
ريتال:- ليس على حد علمي
بديعة(نطقت بغيظ):- وصلت ووضعتها بالمكتب هناك
وائل(ابتسم لريتال):- لم لا تأخذينها للغرفة ففيها شيء سيناسبكِ لافتتاح الليلة
ريتال(بفرح):- هل اقتنيت لي فستاااانا ، آه أشكرك يا زوجي
وائل(أشار لها):- تفضلي …تستحقين ذلك
شهاب(يحرك رأسه مثلهم):- متى فعَّل إعدادات الزوج الحميد ابن عمناااا الغالي ؟
فؤاد:- شكل الصدمة قامت بذلك
نور:- نحن وسنتحمل ، ماذا عنهاااا هي ؟
إياد:- أين ميسون بالمناسبة ؟
ميرا(تنفست برتابة):- قالت أنها سترسم وهي بغرفتها منذ ساعات
إياد:- أما تفقدها أحد ؟
نور:- أخبرتني أنكِ تفقدتها ميرا ؟
ميرا:- أجل حين صعدت لأغير حفوظة شادي
إياد:- سأحضرها للغذاء إذن ..
نور:-طارق أخي ؟
طارق(مذ دخوله جلس على جنب وأخذ يفكر):- أسمعكِ نور
نور:- أهناك شيء بخصوص ميرنا ؟
طارق:- ليس بعد
نور(بتوجس):- وما بك هكذا يعني قلق وغير مرتاح ؟
طارق(رفع بصره صوب شهاب وفؤاد):- لا شيء أتأقلم لا غير
فؤاد(جلس واضعا رجلا على أخرى):- شكله يستحضر طاقاته الإيجابية
شهاب(جلس هو الآخر):- إن لم يخنني حدسي فهو يتقبلنا بروية ههه
ميرا:- شهااااب
شهاب:- ماذا قلنا …
طارق(أزال سترته):- متى تصل رنيم وعفاف ؟
نور:- بعد ساعات لا تقلق
طارق:-إذن لنتناول طعام الغذاء وبعدها نأخذ قسطا من الراحة ، وائل ؟
وائل(كان يلعب بهاتفه):- أجل حسنااااا
شهاب(أعطى شادي لميرا وجلس جواره):- ابن عمي حبيبي
وائل:- أنا في الدور السابع فلا تشتت عقلي شيهوب
شهاب:- وااائل
وائل(أوقف اللعب ورفع بصره نحوه):- يا نعم ؟
شهاب:- اشتقت إليك
وائل:- اممم وبعد ؟
شهاب(بتأثر):- يعني ستتنكر مجددا اليوم ؟
وائل(استعاد اللعب):- عفوا منك لدي دور مهم وأنت تشغلني عنه
فؤاد(أغمض عينيه):- شهاب … دعه وشأنه فهو في وضعية المتخفي الآن
وائل:- بالضبط هكذااا يس
نور(بتأفف):- يا الله
وائل(نهض وهو ما يزال يلعب):- سأتابع في غرفتي فإزعاجكم مزعج
لم يجدوا بما يعلقوا في هذه الحالة ،، فأمره من يومها مريييييب لذلك في خضم ما يعانون منه لم يتمكنوا من التمحور في شأنه بشكل عميق ، فطبعا المصائب لا تترك ياقتهم أصلا ..
‘إياد(أطل من الدرج بعد برهة):- ميسوووووووووون ليست بغرفتهااااااااااا ؟
طارق(انتفض مسرعا ليصعد للأعلى):- كيف ليست بغرفتها هل بحثت جيداااااااا ؟
إياد:- بحثت بحثت والله حتى بالحمام غير موجودة
طارق(دخل بسرعة صوب الغرفة وأخذ يفتش عنها)):- حقا غير موجودة لكن …أين هي أين ميسووون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نور(وصلت بعدهما):- أين البنت ؟
فؤاد:- لنهدأ أكيد هي لم تغادر القصر
نور(تنتقل بعينيها في كل زاوية):- لكنها غير موجودة
ميرا(صعدت بعصبية):- هذه البنت لا تشبه عمتها المدللة في الشكل فحسب
شهاب(وهو يحمل شادي):- ميرا ليس وقته أمسكي شادي ولنبحث بالحديقة
ميرا:- مهلا مهلا …باتريك أيضا غير موجود
نور(رفعت حاجبها):- لا تقوليهاااااااا ؟
بديعة(نادتهم من الأسفل):- إنها بالبحيرة ياااااا جماااااااعة مع صاحب الشعر المموج
إياد(تنهد):- الحمدلله
طارق(تحرك بعصبية للأسفل):- هذه البنت ستفقدني صواااااابي
نور:- بهدووووء يا طارق أخي ، أساسا نفسيتها متدهورة
ميرا(نظرت صوب الممر):- أليس غريبا ألا يهب وائل للبحث عنها في ظل هذه الضوضاء ؟
شهاب(ناظر باب غرفته بتخمين):- لا تركزي يا ميراااا قد يكون منشغلا مع زوجته
ميرا(رمقت ريتال وهي تغادر الغرفة مستفهمة):- أي.. سوف تطرح ذلك السؤال المنتظر ابق هنا وأجبها لأنني ما أطيقهاااااا
شهاب:- غيورة أنتِ ههههه
ميرا(صغرت عينيها فيه وأخذت ابنها):- وهات ابني كي لا يتعود عليهااااا فيجلطني كأبيه وعمه وجده وقبيلته كلهااااا
هنا نزل طارق أولهم ليلتفت للمطبخ ويتوجه صوب البحيرة المتواجدة في الحديقة الخلفية ، وجدها تمدد قدميها عند مجرى البحيرة بينما باتريك يشرح لها كيفية دمج الألوان للحصول على أحمر شفاه بالذوق الذي تستحبه كل أنثى ، طبعاااااا لمًّا سمعه طارق ورَدَ جدا أن يغرق شعره المموج في تلك البحيرة ليريه كيف تمتزج المياه بحنجرته هههه
باتريك(معلق من كتفيه بقبضتي فياض):- أناااااا باتريك ديلابريا لا أسمح بإهانتي في قصر سيدتي ، أنا سأغضب الآن أنزلوووووني
طارق:- أبقه معلقا ريثما أنهي حديثي مع ميسون
ميسون(أخرجت قدميها من النهر وجففتهما بالمنديل قبل أن ترتدي خفيها وأخذت تطوي المنديل بعناية):- أنزله فهو غير ملام ، لقد وجدني هنا فارتأى مؤانستي
طارق(فرقع إصبعه لفياض):- خذه من هنا ودع الجميع يعودون للداخل
فياض(أفلته وأخذ ينفض كتفي باتريك بغية تعديلهما):- اصلب كتفيك هكذااا ما هذا الارتخااااء الغير مطمئن ؟
باتريك:- أحتاج لشربة ماء قبل أن أجيبك بدعوة قضائية
إياد(تحرك صوب ميسون وطارق):- اففف
فياض(استوقفه):- السيد طارق يريد محادثها على انفراد
إياد(توقف برهة قبل أن يهز رأسه موافقا ليعود معهم أدراجه):- مرة ثانية بلغنا يا باتريك ، لقد اعتقدنا أن مكروها أصابها
باتريك:- مرة أخرى سأضعها على العاجل
إياد(نظر خلفه صوبهما):- تتت ….
طارق(انحنى القرفصاء ليمسكها من يديها):- ميسون …أعرف بما تشعرين لكنه لا يعطيكِ أي مبرر لكي تتصرفي بعبث ..وكأنكِ تقلدين ميرنا في هذه الحركات فأنتِ عاقلة ولا أعتقد بأنكِ ستمثلينها بهذا الإهمال
ميسون:- ماذا فعلت لأستحق هذا التوبيخ ؟
طارق(حاول أن يتمالك أعصابه وهو يطالع رقتها التي غطت ملامحها الهادئة):- آه …ميسون صغيرتي نحن نقلق عليكِ ، يعني حاولي جاهدة ألا تفتعلي هذه الأمور كي لا ينشغل بالنا عليكِ أكثر
ميسون:- حاضر
طارق:- هذه الحاضر لمجاراتي لا غير فهمت .. سنتناول الغذاء وبعدها أصطحبكِ لبيتنا كي تبقي مع العائلة هذه الليلة رفقة دينا يناسبكِ ؟
ميسون:- ممكن
طارق(نهض وأشار لها بالتقدم):- تمام ….
ميسون(دكت رأسها ثم نظرت جانبيا وهي تسير بمحاذاته):- ألن يعود كاظم ؟
طارق(رمش وهو يزفر عميقا كي لا يبرز لها حنقه من سؤالها):- ألا ننفع يعني ، نحن نقوم بما يقوم به السيد كاظم أنقصر في شيء ميسون ؟
ميسون(أخفضت صوتها):- أتعبتكم معي …أعتذر بشدة
طارق(ابتلع ريقه من أدبها ذاك):- يا ميسون أتعبينا من اعترض لكن ،..لا تطلبي منا أشياء غير قادرين على تصويبها أو تحقيقها
ميسون:- فهمت .. بابا حبيبي أولا ، بعده ماما ميرنا ثم كاظم….من التالي ؟
طارق(توقف محله ليرمقها وهي تتقدمه بصلابة):- بما سأجيب هذه الطفلة الآن ؟؟؟؟
لم يجب بل تهرب منها وتركها تسبقه نحو الداخل لينضم بعدها ويجلس مكانه على الطاولة ، وبعد أن قامت بغسل يديها استقرت بمكانها ليصطف الجميع ويتمركزوا بأمكنتهم ، وحتى هذه كان لها نصيب بجواره بحيث أخذت مكان ميرنااا وهو من سمح لها بذلك بعد أن اعترضت ميسون أول مرة ، فلم يعجبها أن يجلس أحد آخر مكان أمها لكنها سلطة الكباااااار
ريتال(مدت الطبق لوائل):- أزلت منه العلف لأنك لا تحبه يا زوجي العزيز ، تفضل
وائل(بابتسامة):- شكرا ريتال
ميسون(أخذت تمرر زيتونة بصحنها وهي تشعر بالغضب):- ….هممم
نور(لاحظت ذلك ثم دكت رأسها بالطبق):- مذاقه جميل شكرا بديعة
بديعة(وهي توزع العصير):- العفو ست نور
ميرا:- بديعة من فضلك هل لكِ أن تحضري كوب ماء لشادي هناك ؟
بديعة:- أنهي صب العصير وأهتم به ما تقلقي
ريتال:- لو تعطيه الكوب ليشرب بنفسه كي يتعلم الاعتماد على نفسه
ميرا(حولت عينيها):- مشكورة ع النصيحة لكنني أعامل ابني كما أحب ست ريتال
شهاب(أشار لميرا بالتريث):- هوووه
ريتال:- إذن سيكون نموه سلبي فهو سيتعبكِ بعد فترة إذا ما وجدكِ تهيئين لأجله كل شيء
ميرا:- هل تشيرين لشيء … يعني تربيتي في نظركِ سلبية ؟
نور(رفعت حاجبها):- يا حبيبي
فؤاد:- احم أكيد كنتنا ريتال لم تقصد ذلك يا كنتنا ميرا
نور(ضربته بقدمه):- ألغي كلمة كنة من قاموسك نهائيا يا فؤااااااد
فؤاد(عضعض شفتيه):- حرام عليكِ …
ريتال:- ما قصدت الإهانة لكنني أتحدث عن دراية
ميرا(كتفت يديها بانزعاج):- والله ، أتراكم أنجبتم أم تزوجتم فقط ؟
إياد:- ههههه ….هذه قوية ما استطعت إمساك نفسي عذراااااا وائل
وائل:- مزاح ميرا كالعسل ، خذي راحتك
ميرا(أخذت تتنفس بعمق):- تمام تماااااام لن أفقد أعصاااااابي من حديث عابر غير جدي
ريتال(تابعت بإصرار):- تعلمين جيدا أن كلامي منطقي جدا ، ومستنبط من دراسات علمية بليغة ولكن …في الأخير أنتِ أمه ولكِ الحرية في تنشئته كما تفضلين
ميرا(بنبرة مرتفعة):- أجل هذا هو بالضبط بيت القصيد ، ثم أنا من محبي الصمت أثناء تناول الطعاااااام لطفا وجهي نصائحكِ لغير وجهة
ريتال:- معذرة يا زوجة سلفي
شهاب(أغمض عينيه):- لو نهضت ونتفتها الآن والله لن أنقذها منها
نور(حركت حاجبها لميرا):- أختي ؟
ميرا(نفثت بغيظ):- الصبر ….
طارق(رفع حاجبه فهو لم يكن منشغلا بهم بقدر ما كان يركز في ميسون التي كانت تلاعب الزيتونة من البداية):- ألن تتناولي طعامكِ ؟
ميسون:- أشعر بالشبع
باتريك(نطق وقتها):- لم يعجبها الطعام لذلك يمكن لمدبرة مطبخكم أن تعد لكِ شيئا خفيفا
ميسون(بأمل):- يجوز
طارق:- لا …ستتناولين هذااااا وتنهينه
إياد(رمش):- ولكنه لا يعجبها هل ستجبرها على تناوله طارق؟
طارق:- أجل أجبرها
فؤاد:- أكيد تمزح ؟
شهاب:- إنها طفلة هل ستعاملها معاملة الكبار يعني ؟
طارق:- لا يتدخل أحد فيما لا يعنيه
نور:- ولكنها صغيرة يا أخي طارق ولم يعجبها
ميرا:- أتفق مع طارق، فالدلال الزائد سيفسدهاااااا
ميسون(نظرت إليهما والدموع تترقرق بمقلتيها):- لكنني لا أحب طعمته
إياد:- يكفي … لن تتناوليه ميسون ، ثم كنتِ قولي ذلك في بداية الطعام فلا أحد سيجبركِ على ما لا تريدينه
طارق(نفض منديله على الطاولة):- إياااااد .. احترم كلمتي أو انسحب
باتريك(عاد برأسه للخلف):-أنفاسي سحبت مني في هذه اللحظة
إياد(انتفض من محله وتقدم نحوها ليمسكها من يدها):- تعالي معي ميسون
نور:- أرجووووك طارق أرجوك أخي … دعها على سجيتها
طارق(أخذ يلاحقهما بعينيه):- عليها أن تعتمد على نفسهاااا إلى متى ستبقى هكذا ملغية ، ألا يكفينا هذا هنااااا ؟
وائل:- تتحدث عني ؟
طارق(التفت إليه):- عنك أيها الزوج القدير ، أترانا نخصص لك تمثالا في الكفاءة الزوجية ؟
ريتال:- ما أعتقد أن زوجي وائل سيجيب عن هذا.. صح عزيزي ؟
وائل(ناظرها بابتسامة):- صح غاليتي
نور(أمسكت على رأسها):-رأسي…. أصبتُ بدوار لا يسعني إتمام هذا الطعام
ميرا(نهضت أيضا وهي تراقب وائل وريتال)):- نهاية حرف اللام هنا تسبب لي مغصا معويا أيضا ، خذيني معكِ سيس
طارق(نهض أيضا):- تباااا ….
شهاب(أخذ يقطع من صحنه ويأكل):- عمَّاه أتراني أصب لك مزيدا من العصير ؟
فؤاد(شبك يديه وهو ينظر صوبهما):- لا يا كبد عمك دعني أفهم وضعية الثنائي السعيد ، لأن مخي لحسته الريبة هنااااا
باتريك:- هل لك أن تمدني ببعض الملح سيد شهاب ؟
شهاب(أعطاه الملح):- كل كل يا باتريشيو واشحن بطنك فقد بقي الخير كله لنا ههههه
في زاوية بالمطبخ
ميسون(تشهق):- اهئ اهئ …أشعر بالبرد البررررد …هل سنغرق ؟
إياد(بقلق):- حبيبتي شوفي …لن نغرق ثم الجو غير بارد إنه فقط رد فعل طبيعي للخوف ،، أعرفه فقد أخبرني عنه كاظم عبر الهاتف وأخبرني أيضا أن أهتف لكِ بأننا لن نغرق وسننجو وسوف نكون جميعا بخير ..
ميسون(رمشت وهي تستوعب كلامه):- لا أريد البقاء هنا ، خذني عند دينا
إياد(عانقها):- آخذكِ يا ميسون لكن ..نأكل بعض الأشياء سوية فبدوري لم أستلطف ذلك الطعااام بعد إذن الخالة بديعة طبعا فلا يجوز الاستهزاء بالأكل مهما حصل
ميسون:- ما استهزأت اهءئ أنا لا أحبه فقط
إياد:- هششش اهدئي فلو أخذتكِ لبيت العائلة بعيون متورمة سيتهموننا بالإهمال
ميسون(فركت عينيها):- حسنا
إياد(نظر جانبيا بأسف):- أتذكرين بما وعدتها يا ميسون ، أخبرتني أنكِ وعدتها بأن تكوني كفؤا في غيابها وأنكِ ستعتنين بنفسك
ميسون:- فعلت فعلت لكنني اشتقت إليها ، هنا هنا في جوف صدري أشعر بحرقة غيابها فكيف أتصرف …إنها ليست أمي عبثا بل هي ماما ليس في خيالي فحسب بل حقيقة
إياد(زفر عميقا):- حسن لدي فكرة ، بما أن الوقت أمامنا لم لا نتناول طعامنا بأحد المطاعم الترفيهية أنا وأنتِ لا غير ؟
ميسون(بتفكير):- والحراس ؟
إياد(حول عينيه):- نسمح لداغر فقط
ميسون:- أوافق لكن …لن يوافق عمو طارق لا أريد إغضابه لذلك دعنا ننس الفكرة
إياد:- آه يا ميسون تتعبيننا بأدبكِ هذااا ، يا بنتي لا بأس ببعض الفوضى صدقيني
ميسون(بشرود):- كنت قد قلت سلفا أن "للفوضَى مذاقٌ جُنوني يجعلنا نستمتعُ بما نفعلُه أكثرَ مِن النظام" لكنني أسحبها الآن فآخر فوضى أحدثت العديد من الخسائر ولا يسعنا تكرارها حتى لا نخرب موازين حمايتهم لنا .
إياد:- آه يا شقية طيب ماذا ترانا نفعل ؟
ميسون:- نأكل ببيت العائلة يمكنني أن أصبر أنا وبطني مسافة الطريق
إياد(تأملها مليا):- تشبهينها حتى في تدبير الأمور ، هه تمام متفق معكِ اصعدي وارتدي سترتكِ الصوفية واجلبي أغراضكِ ولنذهب
ميسون:- حاضر
إياد(في سره):- عجيب أن تشبهها في عديد من الأشياء ،، أتراها جينات فقط ؟
ميسون(في سرها):- سأكون كفؤا يا ماماتي الحلوة كما وعدتكِ ، وأنت بابا حبيبي سوف أكون بخير وأنتظرك بشوق الشوق ولن أملَّ الانتظار ، ولك كاظم سوف أكون أقوى وكأنك بجواري حتى لا تنزعج مني إذا ما عدت ووجدتني مهملة هااا ..
وائل(استوقفها بالممر بعد استعدادها للمغادرة):- تغادرين ؟
ميسون(وضعت حقيبتها على ظهرها ورمشت):- أجل ..سأبيت هناك هذه الليلة فأخذت محفظتي لأبدأ بمراجعة دروسي
وائل:- تعودين للمدرسة يعني بعد انقطاع ؟
ميسون(عدلت حقيبتها فوق ظهرها):- إلى متى سأنقطع ، فكل غائب فيهم إلا وله عمل يؤديه فماذا عني أنا ؟؟
وائل:- واووو جملة في محلها
ميسون:- لا أريد خذلانهم ، بالعكس أريد إسعادهم لمَّا يعودون ويجدونني قد أنجزت ما في استطاعتي ولم أستسلم لغياهب أفكاري حتى تسلبني هويتي وتجعلني مثيلة للأشباح
وائل(اهتزت حدقتيه ثم وضع يديه بجيوبه):- حظا موفقا آنسة ميسون
ميسون(عرفت أنها لم تحرك فيه ساكنا):- أتمنى عودتك قريبا عمو وائل
وائل(أولاها ظهره):- وما المناسبة ؟
ميسون(أولته ظهرها أيضا):- ……….لأنك غائب بدورك ….
إنها محقة ، فالغياب لم يقتصر عليهم فقط بل عليه أيضا وهو مدرك لهذا ولكن لا يمكنه تغييره فهنالك عديد من الأشياء تراكمت لتجعله ينعزل طوعا نحو بوتقة اللامبالاة التي سترحم عقله من فقدان صوابه ، أو التهور والتمادي لإيذاء غيره لدرجة قد تفقده حقيقة هويته الكامنة في شرايينه الخامدة ، أجل خامدة فقد ألغى كل شيء بداخله وارتأى التخلي هذه المرة عله يجد خلاصا لتلك المعاناة التي دُفنت في لحظتها ولم ينبش ترابها قط …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:00 AM   #924

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المجمع السكني
كانت تنظر حولها إلى كل تلك الفساتين الموزعة على السرير بتشكيلة فوضوية ، بينما كانت تلتهم مثلث بوظة بيد وباليد الأخرى كانت تمسك بسكويت شوكولا .. أما هذه فقد كانت تشير إلى الفساتين بترتيب ما ربما أقنعتها بانتقاء أحدهم كي ترحمها من تلك المعاناة
ناريانا(تمسك على رأسها بصداع):- أقول يا جوزي يا حبيبي أن تمددي قدميكِ بالفراش وتخمدي لأنكِ تراهنين بصغاركِ بذهابكِ لذلك الافتتاح
جوزيت(رمشت وهي تمضغ ما بفمها):- هل أبصرتِ شيئا يا هبلة ؟
ناريانا(جلست بإرهاق):- أخبرتكِ أن بصيرتي مصابة بفيروس لعين
جوزيت:- آه آه أخبرتني أن رؤاكِ أصبحت متذبذبة آخر فترة ، كأنما مصابة بالزكام تارة تظهر وتارة تختفي لكن ألا يجب عليكِ استشارة فيخو في هذا الشأن ؟
ناريانا:- ههه آه يا ربي اسمها فخرية كيف سنقنعكِ أنتِ ونطحكِ ميار بذلك ؟
جوزيت(أنهت البسكويت دفعة واحدة وأمسكت على بطنها):- أتوقع أن يكون مبهرا في الزي الذي انتقيته لأجله، ولن أفلت فرصة رؤيته به
ناريانا:- والله يا روحي ..إذا دعي المسكين لا يفلت فرصة رؤية أولاده وهم يقفزون ببطنك
جوزيت:- لم تحبطينني إنها فرصتي الأخيرة لرؤيته
ناريانا:- جوزي … أنا سأتفق مع صاحب هذا المجمع عاشق الأسود لأول مرة في حياتي ، لقد نبهكِ من عدم الذهاب وحدسي أيضا ينبهكِ من ذلك ، فقرري بحكمة قبل أن تسمحي لنزوة طيش أن تجعلكِ تخسرين كلما تعبنا عليه طوال هذه الأشهر ..جوزي أنتِ مقبلة على منتصف الشهر الخامس أظن بأنه يكفي ، الأعمى وسيرى بطنكِ المكور ليس هو فقط
جوزيت(مسحت يديها لتنهض بعد فراغها):- أظن اختياري سيكمن في زي ثعلبة القطب ، هه هذا الفرو كله سيجعلني متخفية تماما ولن يبرز شيئا من بطني
ناريانا(نظرت لفستان الفرو):- … إن كنتِ تقامرين فتفضلي
جوزيت(جلست جوارها):- أرجوكِ …أريد توديعه فحسب
ناريانا:- قلتِ ذات الشيء بميلاد السنة ،، سوف تكررين نفس الجملة دوما لأنكِ تعشقينه وتشتاقين إليه وبالمختصر المفيد أنتِ قد سامحته على ما فعله بكِ ، وتحلمين بعودة المياه إلى مجاريها وكأنه سيستقبلكِ بأحضانه بين تخبئين عنه قنبلتين باسمه
جوزيت(بدموع):- لن أنكر …أجل أريد هذا
ناريانا(باستسلام أمسكت كفها وربتت عليها):- آسفة يا حبي ، لكن هذا ميار نجيب أتتوقعين بأنه سيسامحكِ في رمشة عين ويهمس في مسمعكِ أن الأمر بسيط ويمكنكما العودة لحياتكما بشكل طبيعي وعادي ..جوزيت تعرفين ميار كيف هو مع فهوده ومع شبله صولي إنهم مجرد حيوانات صحيح لكن .. تذكري كيف يحميهم ويخشى عليهم فتخيلي معي عندما يعرف بصغاره هل سيتركهم في قبضة أمٍّ مهملة ؟
جوزيت(برفض):- أنا لست مهملة أنا أحب صغاري
ناريانا(بتأكيد):- أجزم بهذاااا ، لكن في الوهلة الأولى من معرفته للحقيقة سيجدكِ غير مناسبة لممارسة حقكِ المشروع في الحياة ألا وهو أمومتك، لماذا لأنه سيعاقبكِ على خيانته
جوزيت(سحبت يدها بجزع):- خيااااااانته ؟؟…أبدا أبدا أنا لم أخن ميار في حياتي
ناريانا:- الخيانة ليست مقتصرة على الفراش رفقة رجل غيره ، بل … على الخداع والكذب والاستغفال يا ابنة الراجي
جوزيت(أنزلت كتفيها):- أريد البقاء وحدي …
ناريانا(تنفست عميقا ونهضت):- فكري في كلامي ستجدينه منطقي ، خذي وقتكِ وقرري بشكل سليم يحمي صغاركِ من أبيهم ومن أعداااائه أيضا ..
تركتها بمفردها لتبقى على سجيتها بينما انسحبت هي الأخرى لغرفتها وولجت حمامها لتنزل فستانها وتراقب خط الكدمة التي كانت متطبعة على ذراعها ، فما زالت كالوصمة على جسدها ولا يسعها تغييرها بشكل سريع ، بل يلزمها وقت وحتى إن فلحت كيف ستخفي كدمة الحقيقة المرة التي وصمها بها خوري وتركها تنازع هي ومصيرها وحيدة ،، لا أحد يشعر بها أو يفهم وجعها ،يعني حتى لو جوزيت كانت تقاسمها بعض الأوجاع لكن ما خفي كان أعظم .. لذلك تدثرت في فراشها وقررت أن تغفو كما تفعل عندما تحاصرها الأفكار من كل حدب وصوب ولا تجد لها إجابة شافية ترحمها من التفكير ..
أما عن جوزيت فقد طأطأت رأسها بغبن لتمسك على بطنها وهي تنظر لبروزه وانتفاخه ، حقاااا أطفالها يكبرون كيف ستخفيهم بعد الآن فهذه الحقيقة الجلية لا يمكن لأي قوة أن تخفيها فمن تكون لتفعل ، ابتلعت ريقها وهي تشعر بالشوق إليه فوحمها كله في كفة ورؤيته في كفة أخرى ، إنها تريده بشدة فكيف ستخرس جوعها دون أن تعرض أطفالها للأذية كيف ؟
والله إذا أخرس جوعه أولا سنقول أنكِ تملكين فرصة أخت جوزيت هههه …
فما إن عاد لقصره حتى هدر في عابد طلبا لوجبة طعام دسمة ، لينتقل مباشرة صوب غرفته ويرى الزي الذي وصله منها فوق سريره ، اقترب ليتفحصه بعد أن ألقى بقميصه جانبا بعدم اكتراث ، …لتعلو ملامحه ابتسامة مجنونة لاختيارها ذاك فتذكرها حتما
ميار:- آه يا صاحبة فستان الشقاوة فعلا اشتقنااااااا … مهلا …يجب أن أستحم لكنني جائع ،،، ولد يااااااااااا عاااااابد هل انتهيت .. آخ الغبي لن يسمعني من هنا وأكيد لن ينتهي بهذه السرعة لذلك سأسبح قليلا لأبدد الوقت …
قرر النزول لمسبحه وهو يتأبط منشفته بينما الحماسة تعلو ملامحه من رؤيتها تلك الليلة ، فقد كان موقنا من أن سندريلا خاصته ستظهر هناك وستهرب منه من جديد ، لكنه لن يسمح لها بذلك ليس ليلتها على الأقل فقد اتخذ التدابير اللازمة لاختطافها ولو ليوم واحد قبل سفره … حسنا كان ليتابع التخطيط والتأمل لما سيفعله بجوزيت ليلتها لكن الأخت نضال ما سمحت له ههه ، فقد وجدها تسبح بمسبحه وكأنها صاحبة الملك وهو البواب ، لذلك تركها حتى سبحت في خط العودة إلى أن لاحظت وجود شخص يجثم فوق رأسها لترفعه وتشاهده بوجه ممتقع بالحمرة ، وعلى ما يبدو لم يكن وجه خير …
نضال(رفعت جسدها وهي بملابس السباحة):- معذرة أيها المدير
ميار(حول عينيه وهو يشير لمسبحه):- من أعطاكِ الحق كي تسبحي هنا ؟
نضال(التقطت من ذراعه منشفته الخاصة وأخذت تجفف نفسها):- مزاجي أيها المدير
ميار(تنفس عميقا):- ماتيلدااااا أنتِ تختبرين حظكِ ها هنا ،، ذلك المسبح مسبحي الخاص ولا أحد لا أحد يقترب منه
نضال(أعادت المنشفة لذراعه وهي تجيبه ببرودة):- حقااا … إذا لم تسمح لمن ينظفونه بالاقتراب ، آآآآه أم أن الأمر مقتصر على الرجال بينما لا نصيب للنساااء ؟
ميار:- متى تحولت ماتيلدا لنور الراجي ؟؟، شوووووووفي أختي العزيزة عملكِ على رأسي من فوق لكن ..إذا تخطيتِ حدودكِ فلن أتهاون معكِ وعليه اندثري من أمامي وانزلي للمطبخ لأنني وبعد 15 دقيقة إذا لم أجد غذائي جاهزا ، كلاكما سيعاقب
نضال(رفعت حاجبها):- أنت مدير أناني على فكرة
ميار(هدر فيها):- اندثري يااااااا بنت قال أناني قال ، إذا سمحت لكِ بالسباحة هنا اليوم فغدا ستنامين بحضني أو تستحمين بحمامي الخاص فهذاااا ما ينقص
نضال(ضحكت):- هههه أكيد ليس لتلك الدرجة أيها المدير
ميار(بانضباط):- ماتيلداااااااا …. أمامكِ دقيقة لتنصرفي هيااااااااا
نضال(عادت برأسها للخلف):- نسيت أن أسألك أيها المدير
ميار(رمى المنشفة أرضا):- ينعن أصل المدير الذي طلب حارسا شخصيا من أصله
نضال(لوت شفتيها):- ماذا سأرتدي الليلة ؟
ميار(رفع حاجبه):- نعم يختي ؟
نضال:- أسألك ماذا سأرتدي الليلة
ميار(وضع يده على أذنه):- أعيدي أعيدي لم أسمعكِ جيدا ، ماذا ماذا ؟
نضال:- كيف …يعني ألن تصطحبني معك لكن هذا لا يجوز أنا حارستك الشخصية ، وضروري أن أكون هناك الليلة
ميار(دخل المسبح بقفزة رياضية ورفع رأسه المبلل ليشير إليها):- دقيقتكِ انتهت ماتيلدا ، الغذااااااااااااااااااااا ااء
نضال(ألقت قميصا على كتفيها وتحركت):- ما هذاااا الاستبدااااااد ؟
ميار:- أسمعكِ يا ماتيلدا أملأ بطني وبعدها أريكِ معنى الاستبداد جيدا يا قدم النحس ، معلوم إن كنتِ من دفعة ذلك الموبوء العملاق فكيف ستكونين يعني …اخخخ
نضال(بعد أن ارتدت من ثيابها المعتادة نزلت إليه):- عاااااااااابد
عابد(وضع يده على قلبه):- أ…أفزعتني يا نضاااال لم الصراخ ؟
نضال(التقطت فخذ دجاج مشوي وجلست تلتهمه):- هففف
عابد:- ذ…ذلك دجاج السيد ميار
نضال:- دعني على سجيتي ، ثم المدير يريد غذاءه على الطاولة بعد خمس دقائق
عابد(فتح عينيه على وسعهما وهو يعانق السكين):- أ…قولي والله يعني يعني سيذبحني بهذه في الدقيقة السادسة صحيح ..تمام أمامي ثلاثون ثانية لكتابة وصيتي
نضال(بسخرية):- ههه أمزح تمالك نفسك يا رجل أمامك 10 دقائق
عابد:- ل…لا كأنكِ أنعمتِ علي ، يا ويلي يا ويلي ماذا سألحق لألحق
نضال:- سأعمل بأصلي وأساعدك ، هل آخذ هذه ؟
عابد:- خ..خذي خذي لكن لا تلتهميها أرجوكِ دعيني أعيش هذا اليوم بدون توتر
نضال:- سأوضب الطاولة لعيونك عبووووود
عابد(برقت عيناه بحرج):-أ…أنا عبوووود ههههنننننن
نضال(بفم ممتلئ صعدت للأعلى كي توزع الأطباق):- 9 دقااااائق يا عبوووود
عابد(وضع يديه على رأسه وهو ينظر للفوضى بالمطبخ):- ت…تمام ركز يا عابد ركز سوف تلحق سوف تلحق عمرك إن شاااااااء الله ..،، اهئ الله يسامحك يا عم نعيم رميتني هذه الرمية السودااااء أهااااو
يعني من حظه أنه لحق في الدقيقة الأخيرة فميار لم يكن سيغفر له وهو جوعاااان ، لذلك جلس في مكانه ونظر للمأكولات وهو يتنفس بأريحية ليشير إليهما كلا على جنب ، دهشا بداية لكنهما جلسا بناء على رغبته
ميار(وهو يتذوق أفخاذ الدجاج):- اممممم أصبحت تجيد تحضير الطعام يا عابد ، أحببت هذه الأفخاذ المغمسة بالفلفل الحار واوووو ، ماتيلدا كيف بدت لكِ ؟
نضال:- فعلا لذيذة
عابد(تنفس براحة):- هه..ههه فرحت
ميار:- أخبرني لأرى هل يكمن السر في ترهيبي أم في مريلة الباندا التي ترتديها حضرتك ؟
عابد:-ش… شيء من الاثنين
ميار:- امممم أرجح أن الكفة تميل للترهيب الذي وجب علي أن أجدده مع بعض الناس
نضال:- والله يا مديري …
ميار(أشار بشوكته):- لا أريد تذمرااااا ، ثم كلامي هو الذي يمشي ، يا حبيبي تريد أن تخلق لي فياضا جديدا هنا
نضال:- من يكون هذا ؟
ميار:- أحسن ما تتعرفي عليه ستفسد أخلاقكِ أكثر مما هي فاسدة
عابد:- ههههننن
نضال(لكزته بقدمها):- كنت سأساعدك في تنظيف الأواني لكن الآن مت تعبا لوحدك
الحارس:- سيدي … هنالك ضيفة مقبلة علينا
ميار(مضغ ما بفمه ورفع بصره نحو الحارس):- من تكون ؟
الحارس:- والدتك
ميار(حرك فكه):- اسمها الست كهرمانة فقد ألغيت دورها كأم لي منذ وقت
الحارس:- بم تأمر حضرتك ؟
ميار(رمش):- دعوها تنتظر أمام البوابة لحين أفرغ من طعامي ….
حكم أصدره ويجب الامتثال به ، أصلا قد أتت في زيارة بدون موعد وهذا حال من يأتي بدون إخطار فقد تركها هناك أزيد من ساعة وبضع دقائق ، وقتها شاء مزاجه أن يستقبلها بصالونه وهو يشرب كوبا من الشاي المخمر ويدخن سجائره الرقيقة مصغيا لأغاني الجاز خاصته … هنا دخلت كهرمانة وهي تحاول ضبط أعصابها قدر الإمكان فإن كانت تعلم أمرا فهو أن ميار يدرك جيدا أنها تكره تلك الحركة ، ومع ذلك أجبرها على انتظاره بكل عنجهية فهل تعترض ؟
كهرمانة(أشارت بعينيها لجهاز التحكم كي يخفض الموسيقى الصاخبة):- بني …
ميار(نفث دخان سيجارته وحدق فيها ثم بتثاقل أغلقها):- هل تتبعين حمية أو ما شابه ، قد خسستِ يا كهرمانة
كهرمانة:- من الهم والغم والتعب والمشاغل ووووووو فأنى لك أن تعرف ما تعانيه أمك وأنت قد ألغيتني واستبدلتني بجماعة أهلك
ميار(رفع حاجبه):-لا والله هل تمتعضين من عائلتي الآن ؟
كهرمانة(جلست مقابله):- بل من إهمالك لي
ميار:- وماذا تريدينني أن أفعل يعني أن أخصص نصيبا من المعاش لحضرتكِ قبل التقاعد؟
كهرمانة(أغمضت عينيها وفتحتهما بتعب):- لم تسأل عني …لم ترني منذ وقت وحتى لم تهنئني بميلاد السنة الجديدة ، ولأذكرك أن السنة الماضية قد كنت أول من يبارك لي
ميار:- واختلفتِ الأولويات فتلك سنة وهذه سنة أخرى
كهرمانة:- هل أصبحت تكرهني يا ميار ؟
ميار:- أكيد لم تقطعي تلك المسافة كلها لتسألي هذا السؤال الباهت ، أفصحي عن غايتكِ ودعينا نتحدث على المكشوف كما تعودنا كهرمانة
كهرمانة(بعيون مغرورقة بالدموع):- كهرمانة …ألم أعد أمي كهرمانة ؟
ميار:- إن كنتِ ستدققين في مسألة الألقاب يمكنني أن أناديكِ خالة أو عمة أو جدة حتى فلا تفرق عندي بشيء
كهرمانة:- معك حق في السخرية مني ، حقا من كان يقول أن ابني الذي لم أنجبه والذي ربيته وهو طفل سيأتي يوم ويتنكَّر لي
ميار:- أشكركِ على تربيتكِ لي ولرعايتكِ القديرة ست كهرمانة ، وأظن أن عامر قد كفى ووفى حين وهبكِ أكثر مما تستحقينه
كهرمانة:- لم كل هذا الكره ؟
ميار(طحن سيجارته بالصحن وشبك يديه):- أحتاج لمساعدة في إثبات ذلك ، هل لكِ أن تفتحي أصابعكِ مثلي هكذا يعني لأن أفعالكِ القميئة كثيرة ويلزمني دعم في إحصائها
كهرمانة(نظرت جانبيا):- سأحضر الليلة لحفل الافتتاح
ميار(اتخذ مجلسه بأريحية واضعا رجلا على أخرى):- هااااه هذاااا هو تعالي إلي بغايتكِ الحقيقية هكذاااا … أفندم كيف ستحضرين يعني من دعاكِ ؟
كهرمانة:- وصلتني الدعوة من عضو في العشيرة السوداء ، وأكيد أنت تعرف أن خاطري عند وجدان عظيم جدااا ..رغم ما حصل لابنتها مؤخرا إلا أنه ما كان باستطاعتها عدم الحضور
ميار(بتفكير):- أهاه قلتِ وجدان اللعينة ، وجدان صديقة رندة الحسني صديقة صوفيا صديقة طفولتكِ يعني شرذمة صديقات لعينات مثلكن ،…تمام طالما وصلتكِ الدعوة لم أتيتني ؟
كهرمانة(ابتلعت ريقها):- أحتاج حماية
ميار:- وأعمى القلب والبصيرة ما محله من الإعراب ؟
كهرمانة:- عرندس … لا يسعه الاهتمام بي هذه الليلة لذلك أتيتك طالبة للحماية ، هذا لو ما زلت أملك بعض القيمة في قلبك
ميار:- ممن تخافين ؟
كهرمانة(لو أخبرته بالتفاصيل سيقتلني في أرضي ولن يرحمني أبدااا):- تعرف موقعي يا ميار ، مثلما أملك أحبابا أملك أعداء أيضا …ثم …قررت أن أصطحب معي شاهيناز فقد ألفتها قليلا عدا عن ذلك لورينا قادمة أيضا
ميار:- دخلتِ في سطر إجابة طويلة ، سألتكِ بوضوح ممن تخافييييييين أجيبي ؟
كهرمانة(ارتعشت محلها):- من .. سليمان العنبري
ميار(رمش وهو يعود برأسه للخلف):- …. أيوة … وما شأنكِ بالرجل ؟
كهرمانة:- لقد حرضت رندة ضده وأعطيتها سبيلا لابتزازه من جديد
ميار:- نعم نعم ….ماذا فعلتِ؟ ؟؟
كهرمانة:- اسمع اسمع قبل أن تغضب وتتوتر سأخبرك بكل شيء
ميار(بعصبية):- يفضل ذلك ، لأن دمائي بدأت تفوووووور
كهرمانة(تلعثمت بخوف):- حسن … يعني رندة كانت تمسك بعض المستندات وتبتز بها سليمان منذ مدة وأنت تعرف ذلك ، ما حصل هو أن صوفيا كان لها يد في تحريره من الابتزاز وذلك بتدخل من فؤاد رشوان ابنها ،، الآن أنا ..حين لجأت إلي في حفلة رأس السنة ما استطعت خذلانها فقمت ببعض الأمور
ميار(نهض وتوجه صوب مشربه):- اختصري يا كهرمانة وبعد ؟
كهرمانة:- أعطيتها سرا وراحت تبتزه به
ميار:- وما هو هذا السر ؟
كهرمانة(ابتلعت ريقها):- مجرد شيء يتعلق بالعمل
ميار(أحضر كأسه واتكأ على كنبتها من خلفها):- وأنا من أكووووون عجبا ؟
كهرمانة:- رب العمل
ميار(أعطاها الكأس ونفث في أذنها):- إذا… أخبري رئيسكِ عن السر وإلا ……
كهرمانة(برجفة سرت بأوصالها):- أنت ترهبني
ميار(هدر من بين أسنانه):- يُفضل أن تخاااااافي مني …لأن سعتكِ عندي قد امتلأت
كهرمانة(مصمصت شفتيها وهي تمسك الكأس بارتجاف):- سليمان لديه حفيدة
ميار(رفع حاجبه وتوجه لمشربه ليجلب كأسا آخر):- أهاااااه الآن يمكننا التفاهم ، لكن ليس قبل هذا السؤال كيف يصبح له حفيدة قبل أن يكون له ابنة من أصله ؟
كهرمانة(وضعت الكأس على الطاولة):-لا أملك تفاصيل أخرى عن هوية الأم أو الحفيدة ، لكنها أخبار حقيقية مئة بالمئة وإلا لما استجاب سليمان لابتزاز رندة ورضخ
ميار(تجرع مشروبه وأعاده لمحله بتخمين):- إن كان قد رضخ حقا ، فالأمر جدي وسليمان العنبري خائف من انكشاف هذا السر الذي خبأه بعناااااااية ليفلت منه في غفلة ويقع بين قبضة الأفاعي الصفراء كحضرتكن …كيف اكتشفتِ الأمر ؟
كهرمانة:- ليلة المستشفى أقصد نفس الليلة التي كنتم فيها هناك ،، قد مرضت أماني واضطررنا لأخذها للمستشفى ومن هناك عرفنا أن سليمان كان هناك أيضا وبطريقتنا فهمنا
ميار:- يخاف منكِ يا كهرمانة ، أليس عيبا أن تهددي الرجل بحفيدته الصغيرة ؟
كهرمانة(بعد لحظة صمت فطنت للأمر):-مهلا …أنا لم أذكر أنها صغيرة ؟
ميار(رسم ابتسامة على ثغره وجلس محله من جديد):- فعلا لم تذكري
كهرمانة(برقت عيناها):- أتعرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- هه كهرمانة غالبا بعادنا جعلكِ تنسي أمر الفهد البري وقدراته الخاصة ، اسمعيني جيدا هذه الورقة التي تملكنها أنتِ وحزب الشيطان ضد سليمان العنبري ستجدين طريقة وتبدديها فليس نحن من نهدد بالأطفااااااال
كهرمانة:- ولكن هذا عملنا يا ميار
ميار:- كان ….كاااااااان عملنا من الآن فصاعدا لن نهدد أحدا بصغااااره
كهرمانة(بصدمة):- مبادئ جديدة هذه ، هل تعلم العشيرة بهذه المبادئ ؟
ميار(وقف بثبات وهو يعدل قلادته):- يعلمون أو لا يعلمون ، أنا الرئيس وما أقوله هو ما سيسري عليكم جميعاااااا …من اليوم لن نهدد الآخرين بأطفالهم مفهوووووم ؟
كهرمانة(وقفت باحتدام):- هذا سيصغرك ميااااار ، سيعطيهم ثغرة لتنحيتك عن منصبك ، هل ستسمح بذلك لقاء مبادئ بالية لن تسمننا من جوع
ميار(اقترب منها خطوة وهو يتنفس حنقا):- كهرمانة كلامي لن أكرره مرتين ، حفيدة سليمان العنبري ستبقى بعيدة عن ألاعيبكم ونقطة انتهى …
كهرمانة:- وماذا عن ابنته ، أشك بأنك لا تملك أدنى فكرة عن هويتها وإلا لكنت اتخذت تدابيرك حيالها
ميار(رفت عينه):- وشكلكِ تعلمين جيدا من تكون
كهرمانة(بتهرب):- لست أعلم ..لكن لدي بعض الشكوك
ميار(أشار نحو الأرض):- لو عرفت بأنكِ تخفين عني شيئا بخصوص هذا الموضوع تحديدا ، كهرمانة كهرمانة سيكون آخر يوم لكِ في ربوع الحرية ، لأقسمن بأنني سأزج بكِ في السجن مع تنك المعتوهات لتؤنسن بعضكن بعضااااااا
كهرمانة(تمالكت أعصابها بصعوبة):- ستجعلني أندم لأنني لجأت إليك
ميار:- هل يعرف سليمان بأنكِ من أفشى السر ؟
كهرمانة:- غالبا سيشك فيني لذلك أردت اتخاذ التدابير ، فهل ستساعدني ؟
ميار:- هل ستمتثلين لأمري وتجعلي صديقتكِ الأفعى تعدل عن ابتزاز الرجل بحفيدته ؟
كهرمانة:- ذلك صعب … حاليا فقط يعني أقول لو نمهل الموضوع بعض الوقت وبعدها أشغل رندة بأي شيء وأوقفها
ميار(ربت على كتفها بقوة):- يفضل أن تتصرفي قبل أن أقحم نفسي بالموضوع ، فلو فعلت سأفرق رأس تلك الأفعى عن جسدها ، وأنتِ لن أرحمكِ قط …
كهرمانة:- حاضر حاضر …مثلما تأمر لكن هل ستوفر لي الحماية التي أحتاج ؟
ميار(طأطأ رأسه وهو يتنفس عميقا بعد أن جلس محله مجددا):- كهرمانة …أنا لست مركز حماية هنا متأسف منكِ تدبري أمركِ لوحدك
كهرمانة(صدمت من جوابه وفتحت فمها بعدم تصديق):- هل تتخلى عني ؟
ميار:- والله لم أضربكِ على يدكِ حينما قررتِ المضي في قذارتكِ مع صديقتكِ اللعينة ، ثم لو كنت أعرف شيئا فسليمان العنبري كان يقف دائما ضد القتل وتهديد الأقارب ، يعني أظن بأنه لن يتوانى في حماية عائلته وسيفعل كل ما يلزم ليبقي ثغركن مطبقااااا
كهرمانة(اهتزت حدقتيها بدهشة):- يعني … أنت تتخلى
ميار(هز كتفه):- للتوضيح ، أنا أترككِ لمصيركِ أماه فكوني بقدر تصرفاتكِ وواجهي قدركِ فما علي إلا الدعااااء لكِ كي تنجي منه عزيزتي
كهرمانة(زمت شفتيها وتأهبت للرحيل):- فيك الخير يا بني ، لقد خذلتني للتو وهذا ما لن أنساه مستقبلا
ميار(لوح لها):- تعرفين الطريق غاليتي … آه ولا تنسي نزع طقم أمومتكِ المزيفة عند عتبة الباب عندما تقررين زيارتي مرة أخرى ، هذا لو استقبلتكِ من أساسه
كهرمانة:- سأتذكر هذا يا ميار …جيدااااا
ميار(وضع إصبعه على رأسه):- احفريه هنا رجاء ولو احتجتِ لمساعدة أعمى القلب والبصيرة قد يعينكِ ، فهذا ما يفعله عرندسكِ حتما …هيا مع السلامة أريد أن أتمدد قليلا قبل المساااااء
كهرمانة(حركت فكها بحزن):- وداعا
ميار:- حفيدة سليمان العنبري ….ستبقى سرا مكتوما يا كهرمانة إذا مسستموها بسوء أو عرضتموها للأذية ، صدقيني والله ثم والله لأحرق قلبكن بما لا تتوقعنه .. سلامكِ وصل !
رحلت مذلولة من هناك فقد وضع ميار رأسها بالطين وجعلها ترى قدرها تحديدا بالنسبة له ، أما هو فقفز بخفة وأمسك قنينة مشروبه ليتجرع جرعة واحدة قبل أن يتحرك صوب مكتبه ويغلقه ليغرق في حاسوبه الشخصي ويخرج ملفات المستشفى من مخزنه السر ، حيث رفع تسجيل فيديو لبعض الممرات في المشفى التي استطاع استخراجها بمعرفته لكي يجد أفراد الطائفة إذا ما حاولوا زيارة ميرنا من جديد ، لكن ولأن خوري سبقه في تصفية التسجيلات لم يجد إلا قلة قليلة من المشاهد ومنها مشهد سليمان وهو يسحب حفيدته من أنامل رقيقة لم يتبين ملامحها أو ثيابها لأنها كانت تقف أسفل الكاميرا تحديدا ، …وهذا ما غفل عنه رجال خوري أيضا فلم يعرفوا أن تلك الفتاة ما هي إلا ناهد …
كهرمانة(عبر الهاتف):- سلسبيل أحتاجكِ أختي
سلسبيل:- وأنا على أهبة أبو الاستعداد ..ها أين سنثير المتاعب ؟
كهرمانة:- يعجبني حماسكِ الدائم ، لكن هذه المرة سنثير المتاعب في حفلة الافتتاح فهل أنتِ جاهزة لمرافقتي ؟
سلسبيل:- يوووووووي أكيد إذا كنت سأحظى فيها بمذاق سالم مرة أخرى فأكيد حاااااضرة ، لكنني لا أعرف ما الذي سيناسب هذه الحفلة ؟
كهرمانة:- أنتِ دعيهم يحضرونكِ للخان وأنا سأتدبر الأمر
سلسبيل:- في الحين والساعة ههه قادمة يا مفرحة القلب … عكس تلك العجووووز ليتها تموووووت
فخرية:- لكنني لن أموت قبل أن آخذكِ معي أختي ،، أنسيتِ بأننا مرتبطتان بالدم
سلسبيل(حولت عينيها وهي تغلق الهاتف):- ما أعرفه هو أن العجائز يفقدن سمعهن كلما تقدمن في العمر ، لكن أنتِ ما شاء الله عليكِ ولا كأنكِ بنت السابعة عشرة
فخرية(جلست على الكنبة وشبكت يديها):- إلى أين من غير شر ؟
سلسبيل(وضعت يدها على خصرها):- إلى خان أختي الحبيبة سوف نحتفل الليلة بافتتاح معرض السيارات ، كان بودي دعوتكِ لكنكِ ستفزعين الزبائن بشكلكِ الذي يقطع الخميرة من البيت
فخرية:- ماذا تدبرين أنتِ وأختكِ النحس ؟
سلسبيل(تحركت صوب الدرج):- نفكر بخلق بعض المشاكل فالجو راكد منذ ليلة الميلاد
فخرية(حركت فكها):- طيب …حظا موفقا في التخريب
سلسبيل(لامست درابزين الدرج وهي تلتف بملوكية):- أكرمتنا بعطفكِ سمو الساحرة الشمطاااااء
فخرية(رسمت ابتسامة على ثغرها):- امرحي يا سلسبيل بقدر ما تستطيعين ، فحين يأتي وقت القصاص ستجدين أن حضن الجبل قد اشتاق لنحيبكِ بين جدراااااانه
سلسبيل(ابتلعت ريقها بخوف وأكملت صعود الدرج):- تف عليكِ من بومة شؤم تخرجين المرء من جلده ، يا ربي اجعلها طريحة الفراش هكذا أرتاح من تأثيرها السلبي على أفعالي
لورينا(كانت تغلق حقيبتها وهي تغادر غرفتها):- ما بكِ خالتو ؟
سلسبيل(زورتها بطرف عين وتابعت طريقها متجاهلة إياها):- إليكِ عني
لورينا(رفعت حاجبها ولحقت بها إلى هناك):- لم تعاقبينني من يومها يعني وكأنني أنا التي أجعل تلك القوة الخامدة بلا فائدة
سلسبيل(دخلت غرفتها):- أجل أنتِ كلك على بعضكِ بلا فائدة وعديمة النفع ، وبت أتعاطف مع أمكِ حين فكرت باستبعادكِ فأنتِ بدون جدوى
لورينا(حركت فكها بتذمر):- يعني … لو كانت إهانتي ستجعل خاطركِ يبرد من جهتي فتفضلي مشكورة ، ولكن دعيني أذكركِ في كل الأحوال قوتي لم تستيقظ بعد معاشرتي الممتعة مع مرااااااد يعني تعبنا كله صار هباء منثورا
سلسبيل:- لأنكِ فاشلة ألا تعلمين لماذا يعني …
لورينا:- خالتي يكفي تجريحا هنا ، ما طلبته مني قد أنجزته حتى أنني أوقعت رجلا متزوجا في الرذيلة فقط كي أوقظ تلك القوى التي شحنتها بعقلي وجعلتني أحلم بها لكي أردع أمي ، لكن لو دققنا فربما كنتِ المخطئة من البداية
سلسبيل(فتحت دولابها):- الآن أنا المخطئة أتصدقين معكِ حق ، أخطأت لأنني وثقت بفتاة طائشة عديمة نفع مثلكِ
لورينا(كظمت دموعها):- عموما … لا ذنب لي إن كانت تلك القوى تجدني غير جاهزة لاستقبال الشجاعة كي أواجه أمي
سلسبيل(أغلقت الدولاب وهي ترمش):- أجل …أجل كيف لم أفكر في هذااااااا
لورينا(همت بالخروج):- عن إذنك
سلسبيل(ركضت وأمسكتها من يدها):- توقفي ، أنتِ قد حللتِ اللغز للتو …فعلا فعلا القوى لا تجدكِ جاهزة لكي تُفعَّل بداخلكِ وهذا ناجم عن مخاوفكِ وترددكِ ، فلو آمنتِ بها ربما استطعتِ الشعور بقدرتها وهي تسري بين عروقك
لورينا(مطت شفتيها):- سأخذلكِ مجددا وستسمعينني كلاما أخرقا طوال الوقت مثلما فعلتِ آخر فترة ، لذلك انسي موضوعي يكون أحسن
سلسبيل(أمسكتها بقوة):- لوريناااااا أنا لا أتحدث عن عبث ، قوتكِ التي جعلتها أمكِ تخبو ما هي إلا نتاج عن معشر السحرة ومعشر الxxxxب وأمكِ تعلم علم اليقين أن قوة مشتركة من الطرفين سوف تضعها موضع خطر ، لذلك قررت أن تخمدها منذ ولادتكِ ولكن نحن أوجدنا طريقة لتحريرها واستحضارها
لورينا(بعصبية):- لكنها ما نفعت ما نفعت
سلسبيل:- سنمهلها بعض الوقت …أنا واثقة من أن مخططي لن يذهب سدى وسوف أثبت لكِ ذلك عما قريب
لورينا:- رأسي يؤلمني دعيني أغادر لعملي قبل أن تستعيدي وضعية الخالة السيئة
سلسبيل(وضعت يدها على فكها وهي تفكر بشرود):- يلزمناااا فعل حتى تقوم لورينا بردة فعل ، لكن ما نوع هذا الفعل عجباااااااا ؟؟؟؟ هيييه بنت لوري أين ذهبتِ سوف أكون أيضا بحفلة الافتتاح نلتقي هناك يا روح خالتك
لورينا(سمعتها من آخر الممر):- آه هربت من أمي فوجدت من هن ألعن منهااااا
طلال(اصطدم بها في الدرج):- هل شاهيناز بغرفتها ؟
لورينا(أشارت له بدون اهتمام):- هناك
طلال(توجه إليها والغضب يتطاير من عينيه):- أنتِ هنا إذن ، إلى أين تذهبين مجددا ؟
سلسبيل(أزالت فستانها بعبث وأخذت ترتدي واحدا آخر أمامه):- إلى أين يا روح روحي ، ذاهبة إلى الافتتاح فأنا مدعوة
طلال:- مدعوة …ومن قام بدعوتكِ يا ترى ؟
سلسبيل:- كهرمانة
طلال:- ألا ترين أن لقاءاتكِ بها قد كثرت ، أنسيتِ أنها من جعلتكِ تجربين قتل ميرنا سابقا ؟
سلسبيل:- وليتني أفلحت
طلال:- ماذا قلتِ ؟
سلسبيل(تلوت بغنج):- ما شيء ، ثم لم أنت عصبي هكذاااا يا عزيزي سوف يؤثر ذلك على منتوجك الصحي
طلال(أغمض عينيه):- لن تفلتي مني بحركاتكِ المثيرة شاهي ، أريد إجابة فورية ما الذي يحدث معكِ ،..منذ ليلة الميلاد وحالكِ مقلوب وقبلها بدأتِ تنفرين مني وكلما حاولت التقرب منكِ تتحججين بأشياء غريبة للتهرب مني
سلسبيل(حولت عينيها بضجر):- جديا هل تفتح هكذا موضوع وأنا أستعد للخروج ؟
طلال:- هل سمحت لكِ بالمغادرة ؟
سلسبيل:- أنا لا آخذ إذنا منك ، ثم قطعت علاقتي بك فافهم نفسك واغرب من غرفتي فلم يعد لديك الحق في دخولها متى ما يحلو لك ، وإن اعترضت على رغبتي هذه سوف أخبر طارق أو ميار بأنك أزعجتني ووقتها سترى ماذا سيفعل أبناء عمومة رب عملك معك
طلال(تلونت عيونه بالدم حين أمسكها من كفها ودفعها على الجدار):- أتهددينني شاهي ؟
سلسبيل:- اللعنة على شاهي خاصتك ، اسمع لا أملك وقتا لعروض رجولتك الآن فوقتي ضئيل من بعد إذنك أريد مجالا كي أرتب أغراضي قبل مغادرتي
طلال(حرك رأسه بنفي وهو يتراجع للخلف):- أكاد لا أعرفكِ
سلسبيل(أطلقت ضحكة مجلجلة):- أنت حقا لا تعرفني هههههههههههه ….
المسكين طلال لم يعرف من هي المرأة التي يجابهها ، فلو كنت محله لهربت لسابع أرض قيل العبث مع ساحرة أشبه باللعب على حبل بين نارين ، وسلسبيل لم تتركه بدون عقوبة لأنه عكر مزاجها أكثر مما فعلت فخرية لذلك أصابته بصداع نصفي جعله طريح الفراش وغادرت هي صوب الخان مثلما اتفقت مع أختها كهرمانة … أما فخرية فقد دخلت لغرفتها لتكلمها بأريحية بعد مغادرة الجاسوستين سلسبيل ولوري ..
فخرية:- لا أجد أية وسيلة مفيدة يا ناريانا ، من الضروري أن نصل إليه
ناريانا(ببكاء):- أتريدين أن تجديه وهو تحت التراب ، حبا بالله يا فخرية لا تزعجيني أكثر مما أنا منزعجة ، أخي أخي ضحى بنفسه لأجل وليدة الشمس وأين هي وليدة الشمس اختفت في روما ولا أحد يجد لها أثرااااا
فخرية:- أولا أخوكِ ما يزال على قيد الحياة فلو كان قد توفي كنت عرفت ذلك من شمعته
ناريانا(رفعت حاجبها):-حقااااا …لكن أية شمعة هذه ؟
فخرية:- كنت قد صنعت لأجله تعويذة حجب فيما مضى كي لا تصل إليه أختي سلسبيل ، واستغليتها مؤخرا لأحاول معرفة موقعه بواسطة الشمعة ولكنني لم أفلح فاقتصرت الوضع على أنه يكفينا معرفة بأنه ما يزال موجودا ….ثاني شيء وليدة الشمس أما استطعتِ إبصار شيء بشأنها ؟
ناريانا(حكت جبينها وهي تشعر بالتعب):- لا شيء لا شيء ، أصبحت أفقد بصيرتي في الآونة الأخيرة يعني رؤاي متذبذبة بشكل يجعلني في حيرة دائمة …ماذا عنكِ ؟
فخرية:- على الأقل أنتِ تملكين سببا مقنعا لذلك ناريانا وهو كامن بداخلك ، أما أنا فبصيرتي محدودة بشأنها الآن ربما بعد تفعيل طاقتها فاقت قدراتنا على الاستبصار
ناريانا:- اعتقدت أن ذلك مقتصر علي فقط
فخرية:- لا إنه بالإجماع لكن بالنسبة لي فهو مع ميرنا لوحدها ، أما مع الآخرين فالأمر كالعادة يعني لم يتغير شيء فلا تقارني بيننا فلست أنا من يحمل قدرا لعينا بالأخير
ناريانا(مسحت دموعها):- أستحق الإهانة لأنني ما قتلت نفسي قبل أن أسمح بحدوث ذلك
فخرية:- موتكِ لن يغير شيئا ، لكن قدركِ قد يغير يا ناريانا
ناريانا:- لم اتصلتِ ؟
فخرية:- لنفكر سوية في طريقة للتواصل مع نزار
ناريانا:- لا أملك فكرة ، وما لم يظهر لوحده فلن تعثري عليه أبداااااا
فخرية:- إذن لن تساعديني بشيء حاليا يا ابنة الشمس أكلمكِ لاحقا
ناريانا(وضعت الهاتف جانبا وأمسكت على رأسها بصداع):- افففف ….الألم متواااااصل ماذا أفعل لا يسعني حتى تناول الأدوية ،تبا تبا تباااااااااااااااااا ….
جوزيت(فزعت من الصوت أثناء مرورها):- ماذا بكِ يا رياناااا أفزعتني
ناريانا(رمشت وهي تحاول ضبط نفسها):- لا شيء ، سقط الكرسي من قبضتي ماذا تفعلين عندكِ ؟
جوزيت(رفعت بعض الحقائب الصغيرة):- كنت أجرب هذه الحقائب لأرى ما يناسبني
ناريانا(بحسرة):- تذهبين يعني ؟
جوزيت:- أخبرتكِ أنني سأذهب ، ماذا عنكِ ؟
ناريانا(طأطأت رأسها):- …أكيد لن أترككِ بمفردكِ في ليلة كهذه سآتي أيضا
جوزيت:- يس يس هههه لننتقي لكِ أيضا فستانا مناسبا يا رابونزل خاصتنا
ناريانا:- ههه حقا أفتقد جدار برلين أما اشتقته ؟
جوزيت:- لن أكذب اشتقت لترهاته ومزاجه المضروب ، لكن … هو تحت ضغط شديد إذ عليه إيجاد أيقونة المتاعب
ناريانا:- فكرك من اختطفها جوزي ؟
جوزيت(هزت كتفها):- والله من فعلها يستحق أن نبعث له بطاقة شكر
ناريانا:- حرام عليكِ هي منا بالأخير
جوزيت:- يا حبيبتي هل طلبت منها أن تترك موقعها وتستغفل الجميع وتهرب إلى روما ، أخبريني ما النتيجة التي حققتها هل استطاعت إخراج حكيم من سجن ليندا أبدااا إذن ؟
ناريانا:- حقدكِ عليها لن يثمر شيئا لذلك على الأقل تمني لها حظا طيبا كي تنجو مما هي فيه
جوزيت:؛- لن أفعل ، فهي السبب في أن وائل مريض
ناريانا:- أخبريني بصدق ، هل أنتِ متلهفة لحضور الافتتاح لأجل ميار أم لأجل رؤية زوجة وائل رشوان ؟
جوزيت(تلعثمت وهي تتراجع للخلف):- يعني ما هذا السؤال الغبي ، أكيد لأجل ميار ويعني ذلك لا يضر إذا ما تعرفنا على زوجته المزعومة تلك ، من يدري ما الذي تخفيه وراءها فزواجهما كله لم يدخل لرأس أي واحد فينا
ناريانا:- اممم اممم فهمت …
جوزيت(هربت منها):- إذن لنستعد يا ابنتي فقد أوشك الليل ، هاااا سآخذ حماما سريعا هل لكِ أن تخبري جابر بالاستعداد ؟
ناريانا(بكره وتأفف):- طيب …
نزلت بتذمر لكي تخبر جابر بموعد خروجهما كي يستعد هو والحراسة ، لكن ما وجدته مع رجاله لذلك التفتت يمينا ثم يسارا ودخلت لمنزل خوري بحثا عنه ، يعني هذا ما قررت فعله قبل أن تجد نفسها وحيدة هناك ، شعرت بالقشعريرة والرهبة حينما رفعت رأسها وهي تنظر للدور العلوي من محلها وسط المنزل ..لهذا قررت التراجع قبل أن تحدث مشكلة فهي لن تنكر أن الخوف قد تسرب لأعماقها خشية من أن تفقد ما كتبه الله لها كي تعيشه وتجربه أيضا .. جابر(نحنح بصوت مضخم):- ست ناريانا ما الذي تفعلينه هنا ؟
ناريانا(مسحت على يدها):- أبحث عنك
جابر(نظر حولها بتوجس):- خيرا ؟
ناريانا:- قمم يعني ..سأخرج أنا وجوزيت هذه الليلة سنذهب لافتتاح المعرض وجئت كي أطلب منك أن تجهز رجالك لأجل ذلك
جابر:- حسب علمي فإن السيد قد عارض ذهابكما
ناريانا(تحركت صوب الباب):- والله ليقنعها بالعدول عن قرارها وأنا سأكتفي بالمشاهدة
جابر:- انتظري …. سوف أكلمه بحضورك
ناريانا(شعرت بثقل في أطرافها):- لو تعفيني من ذلك يكون أفضل
جابر(وضع الهاتف على أذنه):- ست ناريانا لطفااااا …أنا أتصل / احم سينيوري هنالك أمر ضروري نحتاجك فيه
خوري:- عجِّل …
جابر:- تريدان الذهاب للافتتاح وهذه الست ناريانا بجواري
خوري:- ضع الهاتف على مسمعها واغرب …
جابر(أعطاها الهاتف):- تفضلي
ناريانا(برجفة):- نعم ؟
خوري:- غالبا لم أعرف كيف أعرب جيدا عن اعتراضي بشأن ذهابكما ،..أخبريني هل رفضت أم لا ؟
ناريانا:- كلم أختك أنا مااااالي
خوري:- نارووووو
ناريانا(أغمضت عينيها وهي تقاوم نفسها قبل الانهيار):- أنا جادة كلمها وأقنعها لأني اعترضت ونددت بعدم الذهاب، ولكنها تطالب بالعكس فما أنا فاعلة
خوري:- اجعليها تبقى في البيت أيا كانت وسيلتكِ ناريانا ، فلو وصلت لذلك الافتتاح سوف تعاقبين أشد عقااااااب
ناريانا(برفض):- وجه لها تهديداتك أنا ما علاقتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري:- أنتِ المسئولة عنها في غيابي ، لذلك تصرفي قبل أن أجعل تصرفي معكِ أنذل من المرة السابقة
ناريانا:- اسمعني تهديداتك لا تهز فيني شعرة ولا …
خوري(قاطعها):- لكنها تهز مشاعركِ ، يعني أنتِ تتمنين لو أنني موجود في المنزل وتحديدا لو أنني أظهر من خلف ظهركِ لتشعري بأنفاسي بقربك
ناريانا(أغمضت عينيها وهي تصغي إليه):- تقمصك لدور كازانوفا لا يؤثر بي ، لذلك دع جبهتك تنعي فشلها وكأنني أمامك
خوري:- اممم تعجبني أجوبتكِ الجاهزة ، لكنها لا تدل على صدقك فإن كنت قد حفظت فيكِ شيئا سيكون فن التلاعب بالكلمات الخادعة
ناريانا(مسحت على شعرها بارتباك):- انتهت محادثتنا هكذا إذن ..وداعا
خوري:- حذار …حذار من أن تذهب أختي للافتتاح
ناريانا(بتأفف أغلقت الخط ورمت هاتف جابر على المنضدة وخرجت):- اللعنة يا جوزيت كيف سأجعلها تعدل عن هذا الجنون الآن ، بل السؤال الأهم كيف سأكسر بخاطرها ؟؟؟؟؟
هاجر(مصمصت شفتيها وهي تنزل من السيارة بعد عودتها):- ست ناريانا خيرا ؟
ناريانا(رمقتها وهي تحمل عدة أكياس):- كنتِ تتسوقين ؟
هاجر:- أجل ..أحضرت بعض البهارات فكلما أرسلت الخدم أخفقوا في انتقاء المطلوب ، خصوصا وأن خوانيتا ترفض إعداد الطعام بدونها
ناريانا:- هااا هذا يعني أنهم عائدون ؟
هاجر:- خوانيتا فحسب …الليلة أمر السيد بعودتها كي تسهر على راحة الست جوزيت
ناريانا(بشرود):- فهمت …
هاجر(استوقفتها قبل ذهابها):- كنتِ بالمنزل ؟
ناريانا(لم تجبها بل تابعت مسيرها):- إذا عادت خوانيتا فهذا يعني أن عودته قريبة ، يا إلهي ليتني أتحرر من هذا السجن قبل رجوعه …ثم علي أن أفكر بخطة تمنع المجنونة أخته من الذهاب لذلك الافتتاح لكن كيف ، فلو كنت موقنة من شيء فهو أن عناد الراجيين لا يسقط الأرض ؟؟؟
الله يعينك خيتو ناريانا فحاليا وضعنا فوق الغيوم أبسط ريح قد تأخذنا نحو العاصفة ، وحتما هنالك أنواع شتى من العواصف فمثلا عاصفة الكبرياء أصعب ما يمكن للمرء أن يمتحن به خصوصا تحت رحمة من لا يرحم ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:01 AM   #925

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

"كبريائِي يسمُو فوقَ ظُنونِ العُقول الرديئَة ، إنه فوقَ قمَّة لا يصِلُ إليها أيُّ مُتطفِّل عشوائي ..فلبلُوغها شُروط ، ولتخطِّيها امتِحَانات ، ولاعتلائِها تضحيَّات ، إذ لستُ أمنحُ شيئا عادِيَّا بل أعطيهِم فرصة لإلقاءِ نظرةٍ على ممالِيكي الشَّامخة بذلك الكبرياء …
إنهُ شيءٌ يجعلنِي أتحملُ انكساراتِي وأتخطَّى آلامي وأصبُو نحو أهدافِي ولا أستسلم للفشل الموبُوءِ بالخذلان ، فحتى لو ظلت تلكَ الخيبَاتُ ترافِقُني عمرًا إلا أنَّني مُوقنة من أنها تسِيرُ بي نحوَ الخلاص ، وكأنني أسيرُ على طريقٍ وعرٍ كُلما اجتزتُه سهُلت دُروبه …فحتَّى لو تحطَّمت أسوارِي الزُجاجِيَّة وأوجعنِي صوتُ انكِسارها إلا أن اللُّبَّ صامدٌ ومؤمنٌ أنَّ بعدَ الكَسر هنالكَ جبرُ خواطر ، وحتى إن لم يكُن هُنالك يدٌ تجبرُ خاطِري …….فخاطرِي في الذِّمَّة!! " ……..
الذل والمهانة شيئان قاتلان لكبرياء الإنسان أجل ، فمهما كان شموخه ومهما كانت عزته إلا أنه في لحظة قد يبدو كل شيء سيان ، وكأنه ما عاد لذلك الكبرياء جدوى أو غاية أو داعٍ حتى من بقائه ، فتلك اللحظة تحديدا تأتي عندما يفقد المرء إيمانه وثقته في العالم ، إذ يبدو وكأن كل شيء تخلى عنه حتى كبرياؤه الذي يحاولون اقتلاعه من جذوره بأسوأ طريقة … إذ يحدث وأن تتآلف المكملات لتقنعه بأنه قد هزم في حربه حتى قبل أن يحارب ،، وهذا ما يدخل في إطار الاستنكار الذي يجعل العقل مشوشا ، مما يعني أننا نشهد حربا غادرة شُنَّت ضد الكبرياء وهذا باختصار يدل على أن صاحبه في القمة التي يحاولون إسقاطه منها .
وفي حالتنا الآن هل ستسمح بحدوث معركة بدون سلاح ؟
في قاعة مستطيلة الشكل ذات أرضية خشبية وجدران حائطية في لونه المفضل "الأسود" …تحيط بها نوافذ معتمة لا يبرز منها سوى ظلال نور خافت يدل على أنهما في مرتفع شاهق يعلو على تلك الأضواء .. فإنارة القاعة كانت قرمزية اللون في حين كان يقف ثابتا بثياب جلدية خاصة المبارز وقد كانت سوداء اللون ، أما هي فقد انتقى لها ثياب مبارزة من نفس النوع في اللون الرمادي الداكن …. فقد بدأ معها ذلك الدرس في حصة واحدة وكانت تلك الحصة الثانية بحيث كان عليها استحضار شيء داخلي فيها ، وطبعا لن يكون ذلك هينا على ما يبدو ...؟
خوري(استل سيفه الرقيق وثبت قناع بزة المبارزة):- أتعلمين ما معنى رياضة المبارزة إنها رياضة شبيهة بلعبة الشطرنج البدني الذي يتطلب استراتيجية لعب وردود أفعال سريعة بين المبارزين ، وهنا يأتي دور الدهاء فالذكاء لا يليق في لعبة قد تودي بكِ نحو الموت …
ميرنا(بتذمر):- لا أريد مبارزة
خوري(ضرب بسيفه الرقيق سيفها وأسقطه أرضا):- ارفعيه وإلا طعنتكِ في قلبك
ميرنا(بجلادة):- اطعنني
خوري(أغمض عينيه ومال برأسه):- استلي السيف أيتها الجبااااااااانة
ميرنا(أنزلت القناع على وجهها والتقطته برتابة):- ما الذي تحاول فعله ، هل تهينني صباحا وتعاقبني ليلا وتذلني في كل الأوقات لتختار سويعة وتبارزني فيها ، ما الذي تحاول خلقه هنا فهمني ؟
خوري(وضع السيف بترتيب على حافة الأرضية الخشبية واتكأ عليه):- أولا ، أهذب أفكاركِ وتصرفاتكِ الطائشة ، وثانيا أحاول أن أجد فيكِ أملا واحداااا يجعلني أعتقد بأنكِ حقا تستحقين ذلك العشق الذي يحمله كل منهما صوبكِ …علما أنني أشفق عليهما فما أنتِ إلا معتوهة بائسة تنعي حظها وترثي ظروفها وتتذمر تتذمر تتذمر كالعجاااااائز طوااااال الوقت …
ميرنا(استشاطت غضبا وضربت سيفه على غفلة فوجدته يرفعه بحركة دفاع):- أنت لا تعرفني ، لذلك لا يحق لك محاااااااسبتي
خوري(تحرك بسلاسة ليلتف حولها مشيرا بسيفه):- حقااااااااا …إذا أرني أفضل ما عنكِ أيتها الراجية التعيسة
ميرنا(هدرت من بين أسنانها):- سأقتلع لسانك بهذا السيف ، يعني حتى لو كان يبدو رقيقا لكنني واثقة من أن حافته الدقيقة ستكون سعيدة بنحر ذلك اللسان المسمم بالحقد
خوري(ابتسم وهو يقف بظهره موليا إياه لظهرها ورفع سيفه للأعلى):- بذلك الفك الذي عدلنا خصائص نطقه مؤخراااا ،أظن بأنكِ ستنقذين نفسكِ من أي مأزق حضرة الصحفية
ميرنا(وقفت مماثلة لوقفته ورفعت أيضا سيفها بحركة احترام للعبة):- حسنا أيها الغامض ، جربني وستندم
خوري(اندفع للأمام ورفع سيفه بوجهها):- أتلهف لذلك
ميرنا(ابتلعت ريقها وأمسكت مقبض السيف الدائري بقوة):- أنا لا أعرف المبارزة
خوري(رفع السيف ليوجهه نحوها):- دافعي عن نفسك
ميرنا(تصدت لضربته العمودية أفقيا):- معتوووووه
خوري(باغتها على غفلة حين دفعها وأخذ موقعها ليرفعه مجددا ويهم بضربها):- أنا أمقتكِ يا روميناااا أمقتكِ حد القتل
ميرنا(شهقت وهي تتصدى لضربته مجددا لتلتف مرتين وتتصدى لضرباته):- لماااااذا ؟
خوري(بقوة واجه سيفها بحركة إكس):- ستعرفين ..لكن ليس بهذه السهووووولة
ميرنا(دفعت سيفه بسيفها ورفعته مجددا لتوجه هي الضربة هذه المرة):- أنت تتلاعب بيييييييييي لماذا تفعل ذلك ؟
خوري(أحنى رأسه بخفة حين مررت السيف فوقه)):- واوووووو …اتضح أن راجيتنا مبارزة بالفطرة
ميرنا(أخذت تلهث وهي تنظر لسيفها باندهاش من نفسها):- تمام.. ما كان ذلك ؟
خوري(سارع باستغلال شرودها حين وجه ضربته مجددا جانبيا):- انتبهيييييي
ميرنا(مالت بسيفها جانبيا وصدته):- لن تتمكن مني
خوري(فرقع رقبته وهو يبتسم):- الآن سيبدأ اللعب مبارزتي الكريهة هههه
فعلا ما كذب بجملته فقد انتقل للدور الموالي بسرعة ، حين رفع مستوى اللعب وبدأ يهجم بقوته الناجمة عن كرهه ومقته لها ،، أما هي فقد كانت تتصدى له بتعب وإرهاق جسدي ونفسي فهو لم يعطيها حتى فرصة التنفس أو الارتياح كما زعم قبل ساعات ، فحين ظل يراقبها من حاسوبه وجد أن الراحة حرام عليها لذلك استدعاها لقاعة اللعب ، وها هي ذي أمامه تجابهه بآخر طاقة تملكها وقد شعر بأنها تتهاوى حين فقدت السيطرة على سيفها عدة مرات ، فقد كان يسقط منها فيدفعها بيده أو قدمه لتحضره ، كانت تجثو أرضا وهي تلهث باكية من محاولاته في كسر عينها وإذلالها لكنها رغم التعب رغم اليأس رغم رغبتها الشديدة في الاستسلام وطلب الرحمة منه ما كانت تفعل ، بل كانت ترتفع بجهد جهيد وتحاربه من جديد إلى أن خارت قواااااااها وسقطت على ظهرها فاقدة السيطرة على بقية حواسها الأخرى .
خوري(وضع سيفه جانبا وجثم بقربها ليطل عليها ويزيل قناعها):- آه يا رومينا صدقيني عندما أخبركِ بأنكِ مبارزة بالفطرة ، سوف ننتقل للمرحلة الموالية في حصتنا القادمة
ميرنا(فتحت عينيها بثقل والعرق يتصبب من وجهها):- تف عليك
خوري(مرر شفتيه بمكر):- ليلتنا ما تزال قائمة إذ أنني بحاجتكِ رومينا ، لدي ضيوف وأحتاج لأن أعرفهم بعاهرتي المثيرة ليالي ، امممم سأنتظر أن تفاجئيني بانتقاء الفستان والزينة فسأبعث لكِ بعض الخيارات لجناحكِ الفخم
ميرنا:-تقصد لزنزانتي الكئيبة أيها المريض
خوري(سحب قفاز يده ومرر إصبعه حول شفتيها دون لمس):- انتقي ألفاظكِ جيدا ، فإن كنت قد مدحت في أدائكِ الجسدي ، هذا لا يعني أنني راض عن لسانكِ الفظ ..سو دعينا لا نطيل أريد أن أسبح في بركتي الخاصة فقد جعلتني مبارزتك أحتاج لاستحمام كي أنفض عني رائحة عرقكِ النتنة
ميرنا(حركت فكها ونظرت جانبيا وهي تبتلع دموعها):- تريد أن تذلني وتهينني ، هل سيشعرك ذلك بالنصر ؟
خوري(همس بعذوبة):- أشد فرحة
ميرنا(أمسكت سيفه بخفة ووضعته على رقبته وهي ترفع رأسها مقابل رأسه):- إذن … أنصحك أن تطيل المكوث في ذلك الحلم لأنك لن تشهد هزيمتي إلا فيه
كان لديها فرصة لنحر رقبته أو إصابته بخدش لكنها لم تفعل ، وهذا ما أثار انتباهه وجعله يبقى جالسا محله حتى بعد أن فرقع إصبعه لرجاله كي يعيدوها لزنزانتها من جديد ،،، حسنا شروده ذاك لم يكن بشارة خير فقد ابتسم بخبث ارتفع بعده ليرمي بقناعه أرضا وينتقل لقاعة بركته السوداء حيث ألقى بجدعه وسطه ليخطط لفكرة أخرى تحطم حصونها الرثة ، حصون تحاول تشييدها كي تحمي نفسها منه فبعد أسبوع من التعذيب والمذلة التي عاشتها على يده لم يتوقع بتاتا أن يجعل لسانها أشد قسوة وبذاءة
خوري(هتف لنفسه):- غالبا أخطأت في أسلوب التنشئة ، أتراني أنتقل للخطة باء ههه غالبا سأنتقل امممم آه يا رومينا دعينا نرى مدى صلابتكِ أمام هذا أيضا …
ما إن كانت تعود إلى تلك الزنزانة الرديئة حتى تنهار ببكاء فوق ذلك السرير الرث ، بكاء اشتياق وحزن وقهر وأسف وووو ندم … يعني ندمت ندمت حتى لو كانت فعلتها تستحق لكنها ما حسبت حسابا لكل ذلك ، خصوصا وأنها تتخيل وضع عائلتها الآن فأكيد هم يبحثون عنها لكن كيف سيجدونها وهي في قبضة وحش الظلام بعينه ،،، ألقت عليه هذا اللقب لأن ما جعلها تعيشه في ذلك الأسبوع كان ظلاماااااااا لا محالة …
~ قبل أسبوع ~
أي في صبيحة أول يوم من السنة الميلادية الجديدة ، كان من المفروض أن تستقبله بابتسامة أمل واطمئنان كونها رأت حكيمها الذي خرقت لأجل ألف قانون وقانون ، كان يجب أن تكون في الطائرة عائدة إلى الوطن إلى البيت كما طلب منها ، عائدة لابنتهما ولعائلتها وأصدقائها وربما لتطلب السماح والمغفرة منهم بالواحد وأولهم وائل الذي أذنبت في حقه أكثر شخص … كان من المفترض أن تكون بجوار كاظم الذي كان لابد وأن يحاول بتهريجه أن يخرجها من مود الحزن الذي زرعه فيها حكيم بعد موقفه الأخير معها ، يعني أشيااااااء من هذا القبيل …..لكنها مطلقا مطلقا لم تتخيل أنها ستستقبل أول يوم من تلك السنة في زنزانة بقبضة شخص مقنع ظهر في حياتها مؤخرا في فترات عديدة لينفرد بها ويهددها ويتوعدها بوعيد انتقامي لا تعي حتى أسبابه ، هذا الشخص كان السبب في استعادتها للنطق فقد سرَّع عملية البحث عن علاج وأفلح في ذلك ، لكن إن كان هو نفسه من عالجها أيعقل أن يكون هو نفسه من يختطفها ويحتجزها في ذلك المكان القميء ، لا مهلا السؤال الأهم أيعقل أن يؤذيها حقا في شرفها فما الذي سيفعله هو وأولئك الرجال الأشداء الذين اقتحموا سجنها للتو ؟؟؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها بتوجس):-….هفف
خوري(ابتسم برفق وتحرك نحوها بخيلاء):- روميييييناااااا أهلا بكِ في قلعة الباروووون
ميرنا(انكمشت حول نفسها بخوف منه):-….م..من…أنت ؟
خوري(حرك فكه):- سعيد لسماع صوتكِ حتى أنني ضحيت بشخص بريء لأجله ، يلا ربنا يرحمه قد كان ذا نفع في آخر لحظات حياته
ميرنا(حاولت تبين ملامحه وهي تحاول النطق بصعوبة):- ….أج..أجبني؟
خوري(انحنى القرفصاء وأطل عليها):- ….لست غريبا …أنا شخص قريب جدا منكم قريب لدرجة أنكم لا ترونني …هه
ميرنا(تفحصت ملامحه قليلا وليس كثيرا من خلال ضوء الشموع):- ….لم…أنا …هنا ؟
خوري(بمتعة ناظرها):- السؤال الصحيح …لم أنا أحتجزكِ هنااااا ههه
ميرنا(بخوف نظرت جانبيا):- …هل …س…تؤذيني ؟
خوري(مال برأسه وهو يمسكها بقوة لتقف على قدميها عند الجدار):- قليلا يعني …
حاولت مقاومته بفشل ، لكنه كان أقوى منها بكثير حيث علق ذراعيها من جانبين في قيود حديدية واحد على اليمين وواحد على اليسار ، لم يأبه أو يصغي لتوسلاتها أو لاستفساراتها بل تركها جاهلة وهي معلقة تصرخ وتبكي ، فقد التقط عصاه السادية وفرقع إصبعه ليدخل عدة رجال أشداء البنية وبدون قمصان شكلهم ونظراتهم لم تكن نظرات طيبة بالمرة .. هنا نظرت إليهم وهي ترمش بدموع لتفهم ما يدووووور حولها في ذلك الدهلييييييز اللعين ….
خوري(أشار نحوهم ثم ابتسم):- أرأيتم ماذا أحضرت لكم … هذه غنيمتكم
ميرنا(حركت رأسها برفض هستيري):- لالالالا ….لن يحدث ذلك …. لا تفعل …هذاااااا …ب..ب.بيييييييي … أخرجني..من….هننننااا، ماذااااا…ترررريد مني….من أأأأأأأأنت ….هئئئئئ أ..أي…أيييييييييين …أأن…أنااااااااااااااا أخرجنيييييي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري(بخبث ضرب بعصاه على الأرض فأحدث صوتا زعزع أدق خلية فيها لتخرس):- أنتِ وبكل تواضع في وكر البغاء عزيزتي روميناااااااا ،
فأهلا بكِ في عالمنا ولأذكرك أنتِ من أرااااااد ذلك وأنتِ من أتانا بقدميه لهذا دعيني أبشركِ جميلتي قد أصبحتِ بعد اليوم عاهرتنا الجديدة "ليَالِي" هههههه ههه …. بينْفُونُوتُّو في ليَالي رُوما المُظلمة …^_^ هاااا وقبل أن أنسى ، عيد ميلاد مجيد لوف هههاهاهااااا ….
أجل جنون كل هذا جنون ، أو ربما هو كابوس أجل أجل ستفتح عينيها الآن وتجد نفسها في حلم حقير بحيث ستجد ميسون غافية بجوارها وهي تحتضن دوبي خاصتها ، آه غالبا أشعة الشمس تخترق نصف غرفتها وهذه بديعة تناديهم للفطور وهي تطرق الأبواب ، وذاك صوت تذمر ميرا فقد أيقظت شادي قبل ميعاد استيقاظه وهذا ما لن تغفره لها ،وهذا كاظم يمر ضاحكا ليطلق أشد دعاباته سخرية من على بكرة الصباح ، إياد يتبعه متذمرا من صوته فهو يشتكي دوما من صداعه الصباحي ، وائل وائل يتفقدهما دونا عنهم ويغمز لها من محله بأن تنزل للفطور ، تبتسم وتلتفت لميسون كي توقظها بحركات مداعبة فتتمطى بكسل بغية المزيد من النوم الحنون ، لكنها تتابع إيقاظها فتفتح عينيها وتبدأ بدغدغتها لترتفع قهقهتهما لتصدح في أرجاء غرفتهماااا ….يعني ستجد أخاها يحمل صحيفته ويجلس في ركن قصي وهو يشرب قهوته متأملا آخر الأخبار ومنفردا عن فوضاهم التي يخلقونها بشكل مبهج يجعل الروح تتنفس رااااحة … لكن …أين كل ذلك ؟
أخذت تنظر بعدم تصديق حولها ، من هذا المقنع ولم يحقد عليها لتلك الدرجة ولم يختطفها ولم يفعل بها كل ذلك ،، وهؤلاء ما غايتهم منها ماذا سيفعلون بهااااااا ،لم تستطع استيعاب كمية هذه الأحداث التي جاءت متسارعة لتهجم على عقلها الذي أصلا كان في عداد المحطمين …لكن خوري كان يقرأ كل ذلك من خلال نظراتها الضبابية والشبيهة بنظرات شخص تلبسه عفريت أو رأى شبحا مخيفا جعله يجفل لدرجة عدم القدرة على التنفس …أصابتها نوبة هلع وهي تحاول التقاط أنفاسها بينما امتقع وجهها بالحمرة وهي تسعل وتشهق لتوقف تلك الحالة التي رآها خوري ولم يحرك ساكنا ، بل كتف يديه وأخذ يتفرج عليها وعيناها تكادان تقفزان من محاجرها الدامية ، حتى لعابها الذي تساقط من فمها وهي تحاول نجدة نفسها لم يحرك فيه مقداااااار شعرة مع الأسف … لكن لم الأسف فهذا هو خوري !!
خوري(تقدم نحوها وأمسكها من شعرها ليرفع رأسها وهي ما تزال تحاول التنفس):- اخرجي من حالة الهلع والذعر ، فلن تفيدكِ ست نواعم
ميرنا(وهي تهز رأسها مستنجدة باختناااااق):- أخ…أختنقققق اكح هااااء أهئ اهئئئئئ
خوري(اقترب برأسه حتى قارب وجهها وهتف):- اختنقي يا روحي وبعد ؟
ميرنا(اختلط بكاؤها بالقهر والاختناق):- اهئئئئ …أررر..رييييد نفسسس
خوري:- آه هنا أرجوكِ لا تجعلي خيالكِ يسبح بعيدا ،، فأنا لست عبدا من عبيدكِ الذين كانوا يهبون إلى نجدتكِ كلما أقدمتِ على تصرف ينم عن جشعك وأنانيتكِ وطيشك
ميرنا(بصوت يكاد يسمع):- ه…هوا…هواااااء
خوري(وضع يده على أذنه):- ماذااا تريدين أكاد لا أسمعكِ يا بنتي ، هاااا قلتِ تريدين هواء والله ما عرفت أنهم يبيعون الهواء هذه الأيام ، يا الله هل ضاقت بالناس الحال حتى صاروا يتاجرون في الهواااااء …أوووه هل سمعتم يا صبيان إنه يبيعون الهواااااء هاهههاهاها
تصاعدت ضحكاتهم لتزيدها غبنا وقهرا واختناقا أكثر ، الدموع امتزجت باللعاب ورئتاها تكاد تمزق أضلعها والقلب مفجووووووع ، فهل سيرحم بالتأكيد لا بل أفلت شعرها ليوليها ظهره ثم يعود ويستدير نحوها بصفعة قوية ارتطمت بخدها الأيمن جعلتها تفقد الوعي كليااااا …
خوري(نفض يده وهو يمسحها بمنديله):- غالبا لن تموتي بسبب نوبة هلع يا ابنة العم ، فما زلت لم أرحب بكِ كما يليق …يا أولاد خذوا مواقعكم كما اتفقنا وقوموا باللازم أريدها أن تجن عندما تستعيد وعيها ههه أعتمد عليكم …
نظرته تلك كانت خلاصة لعمل قذر سيقدمون عليه ، عمل سيجعل آخر روابط عقلها تتمزق من شدة الصدمة التي لم تشفع للاستيعاب أن يقتحمه ويوضح الصورة …
فها هي ذي فعليا تفتح عينيها بعد سويعات من فقدان الوعي ، أخذت ترمش وهي تثبت نظرها مرتين لتفتح عينيها على وسعهما وتنظر إليهم وهم يتبادلون كؤوس المشروب وحالتهم تدل على الانتشاء ، سرت بجسمها قشعريرة خوف جعلتها تنزل رأسها بخوف نحو جسمها ، حركة تقنيا بسيطة لكن الجزع جعل ذلك يبدو وكأنه أصعب مهمة لها ، فبعد صراع من الدموع والدعاء أنزلت رأسها لجسمها ووجدت بقعا من الدم تتطبع أسفل فستانها الأبيض الذي تمزق في عدة أماكن دقيقة ، أبرزت خدوشا على جسمها وكدمات جعلت نظرها يتفحص كل زاوية صعودا لصدرها الذي بدت عليه نفس العلامات وقد كان شقه ممزقا لتبرز من أسفله خدوش أخرى ..يعني ما الذي حصل هل هل فقدت شرفهااااا الآن هل هل عاقبها بتلك الطريقة المسيئة ، فتحت فمها وهي تقاوم رغبتها في الصراخ لكنها ما امتنعت بل صرخت صرررررررررخت بأعلى صوتها الذي ما تخيلت يوما أنها ستسترده وتستعمله في البكاااااء للتعبير عن حالتها المفجووووعة ….
أول الرجال(رفع الكأس):- لم تصرخين يا ليالي الهناء والسرور لقد أثلجتِ صدرنااااا
ثانيهم(غمز له وهو يمسح العرق من على صدره):- صدقاااااا كنتِ شهية ولذيذة جداااا
الثالث:- لكن مهلا دعوني أتغنى بمكسبي فقد كنت صاحب الإنجاز العظيم
رابعهم:- ههه أجل أنت من اخترقت حصونها المنيعة وفتحت لنا الطريق نحو المتعة
أولهم:- في صحتكم يا رفاق
ثانيهم:- لالا في صحة ليالينااااااااااا ههههههههههه
ثالثهم:- معك حق فقد حققنا رقما قياسيا في المرح في ليلة السنة
رابعهم:- احتفلنا بالليالي يا جماعة هههههههههه هههههه
أخذوا يسخرون منها ويذكرون تفاصيل وقحة وبذيئة ويتبادلون الكلمات المشينة وهي تصغي إليهم وتهز رأسها برفض من تصديقهم ، فأكيد أكيد ما يزال هنالك أمل كامن في خلدها يخبرها أن كل ذلك مجرد هراااااااااااااااء …… صرخت من جديد وهي تبكي بانهيار محاولة إزالة قيودها الحديدية ، فكلما ارتفعت وجذبت يديها أدمتهما بدون شعوووور ، فلو كانت تمقت شيئا في حياتها فقد كان القيود والضغوط والإجبار والاستبدااااد ، ميرنا كانت ضد كل هذا وما كانت تتحمل أن يضعها أحد تحت قيده ، فكيف بهذا السجن الذي يدفعها نحو حافة الجنون ، كيف ستتحمله ؟؟؟؟؟؟؟
غوستافو(طرق على الحجر مرتين):- هممم
الرجال:- إشارتنا للرحيل ، ها سنراكِ لاحقا ليالي
ميرنا(نظرت أرضا وهي تشعر بأنها خسرت كل شيء):- ماذا الآن هل هل فقدت شرفي ، هل فقدته على يد حثالة مثل هؤلاء ، أين أين هم لم لم ينقذوني لم تركوني أعاني هنا وأتعرض للأذية ،؟؟ أين حكييييييييم كان ليمزقهم أين وااااااااااائل كان ليحطمهم أين ميااااااااار كان ليحرقهم أين كااااااااااظم كان لينسفهم وطاااااارق طارق كان ليهشم عظاااااامهم ، أين هم أين ..يعني لا أحد لا أحد منهم ساعدني ولكن ههه ههه هم أصلا أصلا لا يعرفون بمصابي ، يعني أنا فعلت بنفسي هذا هربت بدون إخبارهم ، تصرفت من وراء ظهرهم أنا أنا من أذنبت في حق نفسي ، لا لوم عليهم لا لوم ،،، اهههه أنا أشعر بالجنووون الآن أشعر وكأنني لا أشعر بشيء ههه فقط فقط يغالبني الضحك أجل أريد أن اضحك أضحك أضحك هههههههههههههههه هههههههههه هههههههههه اهئئئئئئئئئ أمييييييييييييييييييييييي ي …ائئئئهئئئئئئئ أمييييييييييييي تعالي خذيني من هناااااااا ، اهئئئئئ أمييييييييييييييييي اهئئئئ سامحيني ما حافظت على نفسي ما فعلت مااااااااا فعلت اهئئئ أمي أمي أمييييييييي أميييييييييييي ….
أمي … كلمة ظلت ترددها لدقائق تحولت إلى ساعات موجعة ،كانت تشعر فيها بمرارة الوضع وهو ينساب من فمها الذي امتزج طعمه بطعم الدم ، فقد آذت نفسها وهي تصرخ وتنعي مصابها الذي يفقد المرء صوابه فيه ، فعلا الوضع لم يكن هينا عليها وتصديقه لن يكون بالمسألة السهلة فهذا أبعد لها من خيالها ، فقد خطفت عدة مرات لكنها كانت تعود سليمة لكن هذه المرة الله وحده يعلم متى ستعود ولو حصل فأكيد لن تعود ميرنا السابقة حتما …
تركها تستوعب تلك الفاجعة وهو يتفرج عليها من شاشة حاسوبه عبر كاميرات المراقبة التي وضعها في مواضع دقيقة في زوايا زنزانتها ، قد كان يشاهد كل شيء بحذافيره دون أن يغفل عن أي حركة ..شاهد ثورتها وصراخها وهديرها وبكاءها واستسلامها وهوانها ورثاءها ونداءها وتعبها وانهيارها ، راقب كل حالة من حالاتها المفجعة ولم يتحرك قيد أنملة ، بل تجاهلها لساعات طويلة حتى أقبل الليل ، وحين يهل الليل فأمير الليل حتما له حضور طاغ في مملكته العريقة أمام رعاياه وأمام أسراه أيضا …
دخل عليها ووجدها في حالة ذليلة جدا، شعرها المبلل بالعرق يتدلى على وجهها بينما كانت تحنيه ببؤس ، رمشت وهي تغالب دموعها فقد شاهدها حين استفاقت من نومها المتهالك ، فقد خارت قواها بالكامل وتعبت من ثورتها فاستسلمت لأنة النوم لعله يرحمها من حالها الكسير … شعرت باقتراب شخص منها فاستصعب عليها رفع رأسها لمشاهدته لكنها غالبت أنفاسها ورفعته بثقل لتراه مقبلا عليها بملابسه السوداء وقناعه المعتاد ..
ميرنا(بنبرة لئيمة):- أرني وجهك أيها المشوه
خوري(صفق بحركة حماس وهو يقترب منها):- هذه هي الروح التي أبحث عنها
ميرنا(بانهزام):- لم تفعل بي كل هذا ؟
خوري(أخذ يميل برأسه يمنة ويسرة لتفقدها):- جائزة يا ميرنا جائزة وهبتكِ إياها بعد استعادتكِ لصوتكِ المقزز ، أما فرحتِ ؟
ميرنا(أغمضت عينيها من استفزازه):- أنت …أنت أيها المشوه المرييييييضضضض دمرت شرفي والله لأقتلك لأقتلك إن لم يقتلوك قبلييييييييييييييييي ، صدقني سيفعلون بك ما لا يمكنك تخيله عندما عندما يجدووووونني سوف يقتلونك ولن أوقفهم بل سأفعل المثثثثثثثثثثل بك اهئئئئ تبا لك تبا تبا تبا تبببببببببببببببببببببببب ببببباااااااااااااااا
خوري(كتف يديه):-هل انتهيتِ يا دكتوراه في النعيق المزعج ؟
ميرنا(أطبقت جفنيها المتورمين من فرط البكاء):- ماذا تريد مني ..ماذا فعلت لك ؟
خوري(أشار بيده مقتربا منها):- هااااه الآن بدأتِ تستوعبين أنكِ هنااااا في رحلة عقاب طوييييييييلة المدى ، وصدقيني ضوء النهار لن تريه بعد اليوم
ميرنا:- هههه هههههههههههه …هههههه أتصدق ذلك أيها المشوه ؟
خوري(حرك فكه):- أصدقه ، ويفضل أن تصدقيه أنتِ أيضا فأحلام اليقظة لن تنفعكِ هنا ، والدليل متطبع على فستانكِ الأبيض ياااااي ولا كأنكِ عروس عذراااااء فقدت عذريتها في دهليز من الطراز القديييييييييم ههه جميل هاه ؟
ميرنا(ببكاء):- حرااااااااام عليك ، لم فعلت فيني هذاااااااااااااااااااا لمااااااااذا جعلتهم يؤذونني أيها التافه المريييييييييييييض ، واجهني لو كنت رجلا واجهني على حقيقتك ولا تختبئ خلف قنااااااااااااااااااااع أطفال ياااااااا حقييييييييييييير
خوري(نظر جانبيا ووضع يده على صدره):- صدقا صدقا ومن كل أعماق قلبي ، ما انتظرت استعادة صوتكِ لسماع هذا التذمر ..لذلك دعينا ننتقل سوية صوب الإيمان بالواقع الحي …أنتِ هنا يا رومينا أو عفوا عفواااا نسيت لقبكِ الجديد اعذريني فما زال ذلك في سياق التعود ، هااااه يا ليالي الأنس والبهجة كما سلف وذكرت آنفا أنتِ هنا تحت رحمتي وقد جعلتكِ عاهرة في وكر البغاااااء خاصتي ، ما يعني أنكِ لا تملكين أدنى سلطة على نفسكِ أو جسمكِ أو قلبك ، أنتِ هنا مثل الجماد أو لأكون دقيقا أنتِ دميتي التي سأحرك خيوطها كما يحلو لي ولا يسعكِ الاعتراض أتعرفين لماذا اسأليني لماذا ، طيب بدون سؤال فملامحكِ المرتسمة على وجهكِ الآن أشبه بملامح الجثة هههه ، معذرة رومينا لكن شكلكِ حقا مضحك يا ستي أنتِ لن تعترضي لأن صوتكِ ذاك ملكي فأنا من أعاده وأنا من يسعني سلبه منكِ ، وشيء آخر أصبحتِ لعبة في قبضتي سأشكلها كما يحلو لمزاجي ولو حدث وقررتِ العصيان والتمرد فذلك لن يفلح لأنه سيجعلكِ تعاقبين أكثر فأكثر فأكثثثثثثثثر ….
ميرنا(تنفست بقهر وناظرته من بين خصلاتها الذابلة مثلها):- …هل تراني جيدا ؟
خوري(بسط يديه):- بكل تأكيد
ميرنا(هزت رأسها):- هل تراني أرتجف خوفاااا من تهديدك يا ترى ؟
خوري(عاد برأسه للخلف من جوابها الغير متوقع):- أثرتِ انتباهي تابعي …
ميرنا(نطقت من بين أسنانها وانكماش ملامحها يدل على وصولها للحد الأقصى):- أيها الحثااااااالة أناااا ميرنا الراجي ، صحيح أعيش في فترة وجع وكآبة وإلغاااااء لأنني أريد ذلك فهمت أنا أريد ذلك ، لكن ….لا يغرنَّك ضعفي أو هواني فخلفه حقيقتي الدفينة التي أخفيها عن الجميييييع ، حقيقتي التي ألغيتها عندما عادت عائلتي لحضني فلا أنت ولا العشيرة القذرة ولا ذلك الفهد البري الوغد ولا ليندااااا العاهرة قادرون على كسري …
خوري(ارتسمت على ثغره ابتسامة شقاوة ومر بريق طفيف بعينيه):- بدأت أستلطف لسانكِ يا روميناااا ، واووو هل كتبتِ ذلك في مدونة من مدوناتكِ الكئيبة ، أتراني أحضر ورقة للتدوين عزيزتي ؟
ميرنا(نفضت يديها بالقيود بغية التحرر للانقضاض عليه):- اللعنة عليك ….اللعنة عليييييييييييييييييييك
خوري:- هيا رومينا ، دعينا نبدأ يومنا الأول بسلام ولكي أبدي نيتي في السلام سأحقق لكِ رغبة واحدة ما رأيكِ ؟
ميرنا(بأمل كسير):- أعدني لبيتي
خوري:- عفوا فقط لدينا لبس هنا عزيزتي ، أتقصدين البيت الذي انتشلتكِ منه ، أم قصر ابن عمتكِ ميار أم عرينه ،، أو ربما تقصدين البيت الذي في الوطن يااااه أيُّهم يا ترى ،هل قصر ثعلبة القطب الذي تسكنين فيه حاليا أنتِ وقطيع المخلوقات المعتوهة ، أم ربما تقصدين القصر البحري الذي أخَذَتكِ من شاطئه تلك الطائفة الغريبة ، لالالا أكيد أنتِ لا تقصدين بيت الراجيييييييييين ههههه ، تقصدينه ميرنا ؟
ميرنا(كانت مشدوهة من سرده لكل تفاصيل حياتها):- من أنت ؟
خوري:- سؤال وجيه انتظرته كثيرااااا ، لكن لم يحن بعد وقت الإجابة حبي فهيا جدي غاية لنفسكِ ودعيني أحققها لكِ
ميرنا(نظرت لنفسها بحسرة):- هل.. هل حقااااا حصل ذلك ؟
خوري:- اممم ..حصل
ميرنا(بغمغمة مريرة):- أتمنى أن تحترق يااااا مشوووووووووووووووه تف عليك تف تف تفتتتتتتف عليك
خوري(أشار لساعته بدقة):- أنتظر الغاية ؟
ميرنا:- أريد غسل هذه القذااااااااارة عني اهئئئئئئئئئئ أرييييييييد الاستحمااااااام حالا حالاااااااااااااااا لا أستطيع التحمل لا أستطيييييييييييييع تحمل الفكرة ، مجرد مجرد تخيلهااااااا يفقدني صوابي أرجوووووووووووووك دعني أغتسل أرجوووووووووووووووك اهئئئ أتوسل إليك دعني أغتسسسسسسسسل
خوري:- ياه يا رومينا ، مع العلم أنكِ عندما لامستِ حكيم وأنتِ في أشد أوضاعكِ عهراااا ما شعرتِ بهذا الاشمئزاز والتقزز... فما الفرق ؟
ميرنا(حركت رأسها عدة مرات بشكل يبرز فقدانها لتركيزها):- ماااااااااااا شأنكككككككك دعني أغتسسسسسسل دعني أغتسسسسسسسسسسسسسسل اههههئئئ
خوري:- حسنا …كسبتِ حقكِ في الغاية وأنا سأحققها لكِ فقط كي تري حسن نيتي معكِ يا روميناااااا ، هيا سأدعهم يجهزون لأجلكِ حماما ساخنا وحوضا كليوباتريا يليق بسمو معاليكِ يا غالية ، أمهليني بعض الوقت لطفاااااا لطفاااا
غاب عنها دقيقتين وإذ بها تلمح مجموعة من الخادمات يرتدين نفس الشكل الموحد ، واحدة تحمل علب شامبو والثانية مكنسة قطنية والثالثة دلوا مليئا بالماء بينما الرابعة كانت تحمل باقة ورد والخامسة مشطا خشبيا كبير الحجم ، أما السادسة فقد كانت تحمل منشفة وبيدها الأخرى تعلق فستانا رماديا داكنا بكمين طويلين ويغطي قدميها من طوله … وعلى ما يبدو فالحمام لم يكن قط كما جعلها تتخيل وكما كانت تنعم في أيام الراحة والهناء ، بل كان حماما ذليلا وسوف يحرص على أن تنال أقل قيمة في ذلك الاستحمام الذي طالبت به مرات عديدة …لقد استوعبت ما يحصل استوعبت قذارة ما سيفعله بها فلم يكفيه أنه أهانها وعاقبها بشرفها بل سيزيد في إذلالها لأبعد مدى يمكنها تصوره …
اقتربت منها إحداهن وأشارت لها بأنها ستزيل ثيابها عنها ، ميرنا شخصت عينيها وهي تهز رأسها برفض مطالبة إياها بالتوقف ، لكنها لم تفعل بل أخرجت مقصا من جيبها وأمسكت طرف الفستان السفلي وبدأت تمزقه كاملا لتتساقط أطرافه من حولها ، بينما كانت تصرخ فيها بصوت متعب ومبحوح من فرط ما صرخته تلك الساعات الأخيرة ، وطبعا كن مجبرات على القيام بذلك حين رمقنها بالثياب الداخلية وقررن عدم نزعها لحظتها كما جاءتِ الأوامر ، وعليه بدأن بالعمل فإحداهن وضعت الشامبو على رأسها والأخرى تمشطه بقوة بينما الأخرى بدأت تمرر مكنسة الأرض المشبعة بصابون الحمام على جسمها بينما الخادمة المتبقية كانت تصب المياه تباعا من الدلو بواسطة وعاء صغير الحجم ، بعدها نظرن إلى بعضهن والتففن حولها ليحطن بها ويخفينها عن الكاميرات حيث أزلن بقية ثيابها الداخلية وتابعن التنظيف بدون ملامح ، فوجوههن كانت متجهمة وأبصارهن تنظر ولا تنظر وكأنهن مجرد آلات تعمل بدون حواس أو إحساااااس …
فعلا مسكينة هي ميرنا فهذا الوضع تحديدا لا يمكن أن يتحمله أي عقل بشري سليم ، لذلك كانت تشهق بانكسار بينما دموعها لم تكن تنزل بل كانت تنزف من محاجرها وهي تقاوم أفعالهم باستسلام من فرط الجهد الذي استنزفته كل ذلك الوقت ، وما يحصل الآن كان آخر درجات تحملها لذلك بدأت قواها تتهاوى وهي مستسلمة لهن ليفعلن بها أي شيء ، فقد خسرت ما هو أغلى إذن ماذا ستنتظر بعد …فعلا أتممن تنظيفها وهن حريصات على تتبع الأوامر بحذافيرها وإلا واجهن غضب البارون …وعليه ما إن فرغن من تنظيفها أمسكت صاحبة الدلو ما تبقى من المياه وصبته عليها بقوة جعلتها تجفل وهي مصدومة من فعلتها التي أفاضت آخر قطرة من كأسها تلك اللحظة ، وما إن همت بالنطق اقتربت منها صاحبة المنشفة وبدأت بتنشيفها حين أحضرت الفستان وبرزت من أسفله قطعتين داخليتين ألبسنها إياها ورمين الفستان عليها …وقتها تقدمت إحداهن وفتحت قيودها بالمفتاح فسقطت ميرنا أرضا من شدة تصلب جسمها وذراعيها اللتين لم تكن تشعر بهما فتخدرهما كان يرسل ذبذبات ألم لم تستطع التحكم فيها نظرا لوجعه …. بينما نظفن هن بالمكنسة عينها ما برز في ذلك الدهليز من تلك المياه الفاترة التي استحمت بها فأكيد لم يكن سيمنحها ماء دافئا وإلا اعتقدت بأنها في نعيم ، طبعا كان حريصا على مشاهدة كل لحظة من استحمامها حتى لو لم يتفحص أدق التفاصيل فيها لكن ما برز كان يكفيه ، وها هو ذا يشاهدهن وهن يضعنها على ذلك السرير الصدأ ويغطينها بغطاء رث تفوح منه رائحة العطن الملتصق بتلك الجدران النتنة …
هنا وضعتِ الخادمة باقة الورد الأسود بجوارها وكأنه عزاء على ما فقدته ، خرجن تباعا بعد أن وضبن أنفسهن للمغادرة ، ليقفل بعدهن الجدار الحجري ولا تتبقى سوى شموع تكاد تنتهي فقد استنزفت هي الأخرى وذبلت مثلما ذبلت آمال ميرنا في النجاة من ذلك السجن المظلم ….
غوستافو(اقتحم جناحه بعد دقائق من التردد):- بني
خوري(التف بكرسي مكتبه بخفة):- عرَّابي
غوستافو(لمح شرارة المتعة بعينيه وأشاح بصره بعيدا):- أجدك مستمتعا
خوري(بحماس):- أشعر بأنني أعبث بقوة ضخمة يصعب السيطرة عليها ، لكنني أروضها سوف أفعل وأروض هذه الفرس الجامحة
غوستافو(بصوت خافت):- ستفعل لا محالة ، لكن ماذا عن عائلتك ؟
خوري(عاد لينظر للشاشة):- عائلتي فرطت فيها ماذا تنتظر مني ؟
غوستافو:- إنها ابنة عمك
خوري(هز كتفه):- وأنا ابن عمها
غوستافو:- ضع حقد العائلة على جنب وتعال لنفكر بشكل منطقي ، اختطافك لها لن يعود عليك بأي نفع فقط ستعبث بها لبضعة أيام وتعيدها لمنزلها
خوري:- تعال اجلس مكاني وقرر عني في حالة واحدة عرابي ، لو كانت كفؤا وتستحق فرصة ثانية لتخطو خطوات صحيحة سأضع رغبتي على جنب كما تفضلتَ وأحررها ….لكن أنظر معي هل هذه المشردة الضائعة تستحق أن تكون أملا لعائلة.. إنها فشل ذريييييييع
غوستافو:- في مجمل الأحوال لكل منا شخصيته وربما كانت هذه شخصيتها ، فهل تغيرها ؟
خوري:- أبدااااا ، أنا لن أغيرها لكنني سأقوم بشيء آخر
غوستافو:- والذي هو ؟
خوري(استدار ليمعن نظره فيها على شاشته الإلكترونية):- هه أنا فقط سأغسل شخصيتها المتسخة بالماء والصابووووووون
جفل غوستافو وهو يستشعر خطرا محدقا سيلم بها عما قريب ، لذلك تراجع للخلف ونزل بحثا عنها فوجدها تعطي أوامرها للخدم كي يجهزوا الأطعمة اللازمة ، لكنه استوقف كلامها وجذبها معه للشرفة القصية لعله يظفر معها ببضع كلمات خفيفة
خوانيتا:- لم جذبتني هكذا أمامهم يا غوستافو ؟
غوستافو:- لأن موضوعي مستعجل أكثر من بضع أطعمة ، خوانيتا نحن في ظرف صعب وأشك بأن تواجد الفتاة الراجية لن يمر على خير
خوانيتا:- أنت تكبر الموضوع يا زوجي العزيز ، هو يرغب بمعاقبتها بعض الشيء وسوف ينتهي من أمرها ويعيدها لذويها نقطة إلى السطر
غوستافو:- كنت لأتفق معكِ لو لم أرى نظرة الشغف بعيونه ،إنه يخطط لأمر أبعد من إدراكنا وأعتقد بأن الفتاة لن تتحمل لذلك أخشى من وقوع مكروه
خوانيتا(رمشت بقلق):- أنت تجعلني أقلق ، افف صدقا ما توقعت أن نستقبل السنة الجديدة بهذه الأحداث الساخنة لكن ..أمر الرب فما نحن فاعلون
غوستافو:- لنأمل خيراااا … وإلا فالقادم أوحش
هرولت مغادرة إياه فهي تعلم نظرة التوجس التي تعتري ملامحه ، وهي تعلن على حالة طوارئ تتحضر بالعرض البطيء ،،، ترى ما الداعي لكل ذلك طالما خوري ينتوي تصحيح مسار كينونتها لا غير ، يعني هذا حسب ما فهمنا من غسيل الماء والصابون أليس كذلك ؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:02 AM   #926

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

غالبا ليس كذلك فلا شيء يبرز من خفايا السينيور لذلك دعونا نغفل عنه قليلا ، لنشاهد حضرة السفيرة أين وصلت وهل عرفت بالفيلم الأبيض والأسود الذي حدث بقصرهاااا هشششش إن لم تعرف منهم فأكيد لن تعرف مناااااا سايلنس يا جماعة ههه ^^
مغدور(يلف وشاحا على رأسه الذي كان يضعه فوق عمامته الدائمة مما جعله يبدو كرأس يقطين):- أي …بنت يا اعتمااااااد يا اعتماد أين ذهبت حبة الصدااااع ، الحقي رأسي يكاد ينفجر ؟
اعتماد(هبت بالدواء):- تفضل سيد مغدووور
مغدور:- لم أثمل لتلك الدرجة حتى أصاب بهذا الصداع ، لكن أقسم أن لتلك الفتيات يد في الأمر بقيت أمازحهن وأشجعهن حتى أصبنني بالعين نظرا لحسي الفكاهي صح ؟
اعتماد(غالبها الضحك):- صح … حسدنك يا مغدور سيدي
مغدور(ابتلع الحبة):- أي اشتقت لمولاتي لقد أطالت الغيبة
اعتماد(بخوف منها):- كلها يوم آخر وتكون هناااا
مغدور(وضع الكوب بكفها):- اغربي طالع وجهكِ يجلب النحس لأفكاري
اعتماد(تراجعت):- بالإذن
مغدور:- رويدكِ يا أفعى بدون رأس ، هل استيقظ سجيننا ؟
اعتماد(تمالكت أنفاسها):- أكيد استيقظ وغفي من جديد فنحن ليلا سيد مغدور
مغدور:- وش عرفني أنا .. لقد اختلط نهاري بليلي كأنني غفيت سنوات طويلة ، آآآآآه انظري ما إن ذكرت النوم حتى تثاءبت من جديد شكلي سأعود للنوم
اعتماد:- مثلما تشاء
مغدور(استلقى برأسه على الكنبة):- ما بال هذه الخادمة مطيعة امممم لن أنشغل بها الآن ، سأناااااااااام أجل أجل أناااام اه ..لا لال لا لا أكيد هذا ليس رنين الهاتف هئئئ مولاتي //ألوووووو ألو ألف أمنية بالسعادة لقلبكِ مولاتي الحبيبة في هذه السنة الجديدة والله كنتِ في تفكيري
ليندا:- إن شاء الله تعضك ألف عقرب وأرتاح منك ، أين أنت طوااااال اليوم يا غبي اتصلت ألف مرة ولكنك لا تجيب
مغدور:- لم توقظني الغبية اعتماد
ليندا:- لم توقظك هااااه ، بل سأكافئها عندما أعود لأنها أخبرتني عن جلسة التدليك والخادمات اللواتي جعلتهن تحت رعاية دلالك يا أحول
مغدور(شتم تحت أنفه):- سأقسم أنف المدعوة اعتماد الواشية وشت بي
ليندا(هدرت فيه):- اقطع ،،،،كيف حكيم ؟
مغدور:- في سابع نومة
ليندا:- اممم تمام افتح عينك يا أحول جيدااااا ، هيا أخبرني هل يمكنني أن أعتمد عليك في شأن خاص ؟
مغدور(بحلق عينيه):- مثل ماذاااااا مولاتي مثل ماذا ؟
ليندا:- ستنزل إلى غرفتي الخاصة وتفتحها بالمفتاح الذي تحفظه عن ظهر قلب ، ستدخل وتضع دمية القماش المعلومة وسط الصحن الأسود وتصب عليها محلول القنينة رقم 3 تمام ؟
مغدور(وهو يحفظ كلامها):- محلول قنينة رقم 3 ، تمام تمام وبعد ؟
ليندا:- وبعدها تدع الأمر لي ، لقد طرأ شيء غريب يا مغدور الحمقاء ميرنا مفقودة وأريد معرفة موقعها بواسطة خارطة الدم ،..لذلك ما إن تصب المحلول ستفتح خريطتي وتفرغ بضع قطرات من دمي ستجده في القارورة الذهبية
مغدور(يحفظ ما تمليه عليه):- أي أوامر أخرى مولاتي ؟
ليندا:- راقب جيدا سير خريطة الدم ، ثم يا أحول يا مغدور الأيام الغابرة ستُبقي الخط مفتوحا أريد أن أحرص على قيامك بما أمرتك به على أكمل وجه
بالفعل هرول مغدور نحو الغرفة السرية خاصتها ، ليفتحها بالمفتاح السحري فهو الوحيد الذي يعرف شيفرة الدخول إليه رفقة ليندا ، لذلك أغلق المكان من خلف وهمَّ بتنفيذ ما أمرته به ، ولكن ما إن انساب الدم على الخارطة لم تبرز أي موقع فقد انتشرت لتجتمع مرة أخرى في نفس الموقع ، أي في القصر مثل كل مرة ..لعنت ذلك وألغت الفكرة برمتها وآثرت أن تدع الأمر لحين عودتها صبيحة اليوم التالي ،، فقد أجبرت على البقاء بذلك المنتجع يوما آخر كما كان مقررا رفقة بقية الرؤساء والشخصيات الدبلوماسية ، ومن بينهم فاروق الذي انضم مؤخرا وطبعا لم يحصل على رضاها ولن يفعل …..
ليندا(أغلقت الخط وتحركت صوبه لتجلس جواره):- ألن تضع ذلك الهاتف من يدك ، أنت تحمله أكثر مما يفعل مراهقي هذه الأيام
فاروق(وضعه بجيب سترته):- فيما يضايقكِ الأمر سيدتي السفيرة ؟
ليندا(بانفعال حاولت مداراته):- يضايقني يضااااااايقني يا فاروق ، إهمالك لي ليلة أمس كان مهزلة فدعوة المنتجع كانت أهم بكثير من حضور حفلة الرعاع بمقر عملكم
فاروق:- رعاااااع …إنه موظفو مقرنا وشخصيات هامة أيضا ، كان لابد من حضوري ولو ارتأيتِ أنه شيء غير مناسب لمقام حضرتكِ فلا أحد كلف نفسه بالإلحاح
ليندا:- هل سنقضي اليوم الأول من هذه السنة في العراك ؟
فاروق:- ههه وماذا تتوقعين مني يا كاذبة يا مخادعة ، لقد جعلتِ ابنتي الوحيدة تكبر بعيدا عن كنف أبيهاااا ونسبتها باسمكِ أنتِ ، حتى أبوها المزيف كان مجرد كلب في حياتكِ استعملته للحصول على مراتب العمل التي خولتكِ للوصول إلى ما وصلتِ إليه ، ولمَّا اكتفيتِ منه قتلته
ليندا(وضعت رجلا على أخرى):- ما رأيك لو ننقل المعركة لجناحك الخاص ؟
فاروق(استقام مشمئزا من جسمها المثير بشكل مبالغ فيه):- مثلما عرفتكِ عاهرة ستبقين عاهرة رخيصة في نظري ، وليكن بعلمكِ مسألة معرفة لورينا بأنني أبوها الحقيقي مرهونة بالوقت لا غير
ليندا(رمشت بعد ذهابه ونظرت من حولها كي تصطنع ابتسامة أمام الحضور):- الحقيييير ، سأعرف من هي المرأة التي تخفيها عني يا فاروق ، وإن لم أقتلها لن أكون ليندااااا بففف ضرب مزاجي سأعود بعد منتصف الليل لروما فهذا المنتجع يصيبني بالغثياااااااان …
مُنتصَف الليل …
ليلة أمس كَانت نِهاية عَام وبدَاية عَام آخر ، كانت آخر صَفحة من كِتاب تلك السَّنة وأوَّل صَفحة في الكِتاب الجَديد لِهذه السَّنة ، كان ذريعَة لإيقافِ اليَأس واحتِضان الأمَل مُجدَّدًا ، رُبما هي مُجردُ ثانية تُحددُّ الزمن لكنها ثانيَّة مُهمة ففيها تتغيرُ الأقدار وتَبثُّ الأحلامُ خيوطها للخالق لعلهُ يستجيب، نهاية ألم ..بداية ألم …..لكن …
حكيم(أطفأ سيجارته وهز كتفه ببرودة):- لم يتوقف الألم ….لم يتوقف ولا لحظة ، فما زلت عالقا في اللقطة التي أسدلت فيها ستائري وجعلتها تختفي عن ناظري ، ما زلت أرقب نظراتها الكسيرة وهي تترجاني بالعودة وإيقاف كل هذا الوجع ، ما زلت أستشعر دفئها بين يدي رائحتها ملتصقة بخياشيمي للآن ، حتى مذاق شفتيها ما يزال عالقا بشفاهي ،،،كل شيء فيها تركته بين ذراعيَّ ورحلت ،،تركته ليذكرني بأنها حقا كانت هنا وأنها رحلت بعد أن تخليت عنها للمرة التي لا أعرف كم عددها للأمانة ! حتى وإن لم تصدقني لكنها عرفت أن رغبتي في مغادرتها كانت تقف حاجزا بين رغبتها هي ، فيستحيل أن أترك موقعي رغم أن الفرصة كانت سانحة لكن … لأجل تضحيتي التي ضحيتها ولأجل كل تلك المعاناة التي عانيتها هذه الفترة ولأجلها وأجل ابنتنا وعائلتنا سوف لن أغامر بأذيتهم ولو كان ذلك على حساب حريتي البائسة ، ليس حكيم من يفعل ..ليس حكيم… آآآآه يا عصفورتي هربتِ من القفص وأسرتني فيه لأناجي طيفكِ الغادر
لم يكن يدرك شيئا عن مآلها لكن كيف سيعرف وهو أسير بدوره ، فلم يكن حاضرا أصلا في هذا الوجود فمنذ رحيلها وبعد تكسيره لكل شيء بغرفته ، وبعد أن صدحت أغنية ودعني ، وعلى آخر كلمة كان يمسك المذياع ليكسره لعشرات القطع ، فقد وصل للحد الأدنى في التحمل حين أمسك على رأسه بغية إيقاف تلك الأفكار السقيمة التي كانت تحفر في داخل عقله وتعلقه في آمال واهية ، آمال قطع مشيمتها من داخله وفصلها عن الحياة … فميرنا لم ترحه بتاتا بمجيئها حتى ولو أنها مسحت عنه قليلا أنة الوهن واليأس وأعطته هدفا للاستمرار ، حتى لو أنها سرقته من حالة الاكتئاب التي كان يعيشها هناك وأغدقت مشاعره بالحب والحنان والشوق الذي أطفأت نيرانه برهة لتشعلها على المدى البعيد، رغم كل ذلك فقد وصمت روحه بالاضمحلال في أسفل قاع من الإيلام …..
آه لا فكاك من عذابها فكأنما أيقظت وحشة الزمن الذي يمر بعيدا عنهم وذكرته بأنه في منفى تعيس لا مفر منه ، وهذا ما ظل يتآكل بعقله اليوم بطوله حتى أنه فقد الشعور بمرور الوقت وجعله صريع الفراش نائما وغير نائم وها هي قد قاربت الساعة على منتصف الليل ليتذكر تفاصيله وهو ينتظر أميرته الهاربة من معتقلات الممنوع لتهب إلى أحضانه وتغرق وإياه في مادة دسمة من الشهوة الغير مرتقبة ..كلما تذكر لحظاتهما الحميمية تبادر إلى ذهنه صورتها وهي بين ذراعيه وفي اللحظة الموالية يكتشف أنه وحيد مجددا وأنها قد رحلت ، وهذا يجعله يغمض عينيه ويحكهما لكي يطرد تلك الصور ويدفن نفسه بأحضان تلك الوسائد المتشبعة بعطرهاااا هي ، فحتى وإن كانت تنك الفتيات ذوات عطور مختلفة إلا أنه لم يستطعم أي عطر سوى عطرهااااا هي.. عطر عصفورته الذي نشأ عليه قلبه الصغير حتى كبر وبات "في هَوى أريجهَا وَلهااااانااااا … // حـــكيــــــم…..
انتفض من محله وهو يرفع رأسه ليصغي للنداء ، أخذ يرمش وهو يتنبه لنداء إحداهن باسمه فقد بدا الصوت بعيدا متلاشيا وكأنه صدى لهمس بعيد ، لذلك حك جبينه ونظر لقناني المشروب الملقية في كل ركن من غرفته وأرجح أنه مجرد هذيان …وعليه غفي مجددا وهو يعانق عطورها لعله يحظى ببعض الفرص للهرب نحو معتقلاتها الحبيبة …
لعله يفعل قبل حضور مصيبة القصر وليس مولاته فقد قامت بآخر حركة قذرة لها مع فاروق حين قررت الدخول عليه في جناحه الخاص بالمنتجع ، ولكنه طردها بعد أن جعلها تعتقد أنها قادرة على إغوائه واستمالة رجولته بسهولة ،ففجأة قهقه ليجعلها تدرك أنه كان يتلاعب بها وقام بمجاراتها فقط لكي يحط من قدرها أكثر فأكثر …هو اعتبر ذلك انتصارا لكن هي اعتبرته شيئا آخر وهو أنه يقين على أن هنالك فعلا امرأة قد سرقت قلبه وصارت ملكه ، امرأة يجب أن تعرفها لكي تتخلص منها ففي عُرفها لا يوجد هنالك منافسة في ملكية الأشياء التي تخصها ، وإن كان فاروق قد أبعد نفسه عنها في الشكل اليومي إلا أنه ما استطاع التخلص من وجودها في حياته منذ أن عرفها قديمااااا .. لذلك ولأنه يحفظها عن ظهر قلب فقد كان لزاما عليه أن يفكر في مدى خطورة دهائها وعليه اتصل بإيزابيلته لكي يجعلها تتخذ الحيطة والحذر في المستقبل ، لم يبرز لها مخاوفه الحقيقية ولكنه نسب ذلك لمنافسيه في العمل الدبلوماسي وهي تفهمته بصدر رحب ، لأنها كانت تعرف يقينا كل شيء عنه ، وما زال عرض زواجه بها يسبح بخيالها في موجة من الأمور المستحيلة في الوقت الراهن ، لذلك حسمت أمرها وقررت أن تلغي قلبها ومشاعرها ولا تكرر نفس الخطأ مع وحيد رشوان …وللأمانة الملكة الشريرة ستجعلها تنسى حقبة وحيد رشوان فمع فاروق اليزيدي الوضع يختلف فربنا يستر …
فها هي ذي قد وصلت بزوابعها إلى قصرها بعد أن قررت مع نفسها ألا تبقى هنالك لحظة أخرى لترى الشماتة والسخرية في عيون فاروق صبيحة اليوم التالي ، ولم تنتظر حتى منتصف الليل بل ركبت سيارتها وانطلق بها سائقها بعد أن رتب حقائبها بحرص وعاد بها لتبث الرعب في حراسها الذين اصطفوا كالنمل أمام البوابة لاستقبالها
ليندا(نزلت من السيارة وبسطت يدها التي وضع الحارس السوط عليها):- اممم كيف كانتِ الأمور في غيابي ؟
الحراس(بصوت جماعي):- على أكمل وجه
ليندا(حركت أنفها مرتين وهي تشم حولها):- أشم رائحة غريبة هنا في قصري ،، هل أثق بكم حقا أم أعتمد على كاميرات المراقبة وبعدها نرى سوطي الحبيب على أي مؤخرة سيسلم ويقدم التهاني بحلول السنة الجديدة ؟
ابتلع الجمع ريقهم برهبة ولم يستطيعوا النطق بأي شيء لأن هنالك يدا أخرى تدخلت وألجمت أفواههم بتهديد أشد وعيدا من تهديداتها ، فقد كان الأمر مصيريا لهم ليلتها فخوري لم يترك أي شيء للثقة أو للصدف بل قام بأسر جميع أسرهم أو من يهمهم أمره إما أطفال أو أمهات أو حبيبات أو حتى أصدقاء ، فهذه هي نقطة ضعف ليندا في طقم حراستها كونها اعتمدت على أشخاص مرتبطين بعكسه فهو قد التقط كل طاقمه من الشارع بعد دراسة طويلة في سيرتهم الذاتية وبعد تأكده من أنهم مقطوعين من جذور أي شجرة عائلية … وبالفعل استطاع بتهديده لهم أن يكسب صمتهم وفعلا لم ينطقوا بحرف أمامها ، وكانوا شبه مطمئنين لأنها لن تجد أي شيء في المشاهد المصورة بكاميرات المراقبة ، فلقد تم تفحصها جميعها وحذف ما يجب حذفه واقتطع ما يلزم من حلقة الأمس ….لذلك لم تجد ليندا أي شيء غريب وتركت مشاهد غرفة حكيم للأخير فقد كانت بحاجة لمشروب ثقيل ومزدوج يجعلها تستعيد رشدها
مغدور(يمتص شفتيه وهو يظن نفسه حالما):- اممم دعيني يا أم عيون لوزية أكمل نومي
ليندا(وضعت السوط على أنفه وضربت ضربة):- استييييييقظ
مغدور(نهض متألما):- هئئئئ …..أي أنفي أنفي رأس مالي الوحيد في هذا الجسم الثخين يا مولاتي ، لم تضربينني لم أهذه هي هديتكِ لي في هذه المناسبة ؟
ليندا:- أجل هديتك يا خائب الأعمال ، ندمت لأنني تركتك تحرس من بعدي فلا ثقة فيك
مغدور(عدل جلسته وهو يدلك أرنبة أنفه وبصوت مضحك هتف):- والله أنا قمت بتطبيق كل أوامركِ مولاتي أقسم مولاتي قد فعلت
ليندا:- لم أشاهد بعد شريط حكيم ، وأنا من سيقسم أرنبة أنفك ويفرقها بمنشار حاف يجعلني أتمتع بصراخك الدموي
مغدور(وضع كلتا يديه على أنفه برهبة):- تنشرين أنفي مولاتي تفعليييين ؟
ليندا(ألقت السوط جانبا وتحركت):- أوقف مهزلتك واتبعني إلى جناحي على الفور ، سأحاسبك على أدنى خطأ في الفيديو لعلك تستذكر متعة التدليك في أحلامك بعد أن أقيس درجة إهمالك
مغدور(نهض من بعدها وهو يتأفف بتعب):- قطعتِ أحلامي المحرمة مولاتي والآن تهددين بوعيد أشد بؤسا مما حظيت به تحت خدمتكِ ، هممم تظلمين مغدوركِ مولاتي تظلمين
ليندا(لم توليه بالا فلم تكن أصلا مصغية):- آآآآآفففف
دلفت إلى جناحها حيث وضع سائقها حقائبها هناك وغادر ، فوجدت اعتماد تهم بفتحها لأجل الترتيب لكنها قامت بطردها على الفور وهذا ما امتنت منه هذه الأخيرة فهي في غنى عن مواجهتها تلك اللحظة ، لكن حينما رمقت حالة مغدور عرفت أن دورها سيكون التالي في اليوم الموالي ، يلا لتغفو ليلة بأريحية وبعدها لكل حادث حديث …..
أما عن المغدور المسكين فقد استقر معها بعد أن دخلت لحمامها وعادت بثوب نومها المريح لتتربع وسط سريرها وتفتح الشاشة لأجل المشاهدة ، حيث جلس هو أرضا على السجاد يربع قدميه ويتمتم تحت أنفه بكلمات مبهمة جعلتها تضربه بالوسادة كي يكف عن الإزعاج ، وهناااااا كانتِ اللحظات حاسمة فما الذي ستشاهده بالشريط وهل فعلا نجحت اعتماد في اقتطاع اللازم والنجاح في المهمة ، ذلك رهين بالدقائق الموالية أو لنقل الساعة فقد ظلت تشاهده دون أن تغفل عن أي تفصيل ، وهي تشرب من قنينة مشروبها الثقيل بحرقة إلى أن فرغت منها ومنه ومن المشاهدة اللئيمة التي ولدت في داخلها مشاعر الإثارة الغير مسموح بها معه ، رغم أنهاااا قد تدفع لقاء ذلك ثمن حريته لكنه يأبى أن يفعل وهي تعجز عن إرغامه أو تهديده بذلك فلو فعلت سوف يغامر ويغادر أسرها فلن يتبقى له أي شيء يخسره أمام كرامته التي تحاول جاهدة أن تهدرها …. كل هذا فكرت به وهي تعد الدقائق الأخيرة لانتهاء الفيديو حيث فتحت فمها وهي تطالع ذلك المشهد ، فرمشت مرتين قبل أن ترمي القنينة أرضا لتعلن عن حالة الطوارئ عندما أمسكت جهاز التحكم وكررتها عدة مرات وهي تنظر صوب الشاشة وصوب مغدور تارة أخرى ، وهذا الأخير التصق بعباءته في تلك البقعة غير قادر على تقديم أي تفسير أو فهم الوضع برمته .. هنا ليندا لم توليه اهتمااما فبالأخير سيسلم سوطها على أطراف جسده ، لكنهما لن يسلمااااااا منها لن يفعلا …..
ليندا(صرخت باسمها فقلبت أجواء القصر الخامد في جوف الليل إلى رعد وبرق):- اعتمااااااااااااااااااااا ااااد
اعتماد(لحظتها أغمضت عينيها وأمسكت على قلبها وهي تقاوم دموعها وخوفها):- يا إلهي لقد قمت بمشاهدة الشريط عشرات المرات أقسم أنه لم يكن يحمل أي ثغرة ، يا ربي لم تناديني هكذااااا أكيد وجدت شيئااااا أكييييييييييييييد
حكيم(فتح عينيه على إثر صراخها وفي لمح البصر مر الأمر بعقله):- ما الذي يحصل ، هل عادت تلك المريضة ، أم أنها تشاهد الشريط يا الله هل نسيت اعتماد تغطية الأمر ، هل اكتشفت أمر ميرناااااااااااا ، افففف لا لا لا إلا هذااااا إلا هذاااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتماد(مثلت أمامها وأسنانها تصطك ببعضها من الخوف):- سيدتي
ليندا(لم تنطق بحرف قبل أن ترفع يدها وتصفعها بقوة):- أيتها القذرررررررررررررة سوف أقتلكِ سوف أقتلكِ الليلة يا غبيييييييييييية
اعتماد(سقطت أرضا من قوة الصفعة):- مممم مماذا فعلت يا سيدتي ؟؟؟
ليندا(أمسكتها من شعرها وجذبتها لوجهها):- اسألي عما سأفعله بكِ أيتها الغبية ، كيف تجرأتِ أخبريييييييييييني كيف تجرأتِ ؟
اعتماد(هنا أيقنت أنها اكتشفت أمرها):- ولكنني لم أفعل شيئا أقسم أقسسسم
ليندا(أمسكتها من فكها بحدة وعيناها تقدحان شررا):- من حسن حظكِ أنكِ تفقدتِ الكاميرا الرئيسية والتي نقلت المشاهد ، تخيلي معي لو أنها أيضا تعطلت مثل الأخريات ولم تصور أي شيء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعتماد(ربتت على خدها وهي تلتقط أنفاسها فهي لم تكتشف أي شيء):- معذرة لم أستوعب سيدتي
مغدور(هرول نحوها):- مولاتي لم تضربينها ماذا فعلتِ الواشية القذرة ؟
ليندا(أشارت نحوه):- إهمالكما معا لن أغفره ، أنتِ ستنامين في هذا البرد بالحديقة وبدون غطااااااء أما أنت أعرف دواءك
مغدور(بحلق بعينيه وهو يتابع حول حدقته):- إياكِ يا مولالالالالالالاتي
ليندا(صرخت بعلو صوتها):- أيها الحرااااااااااااااااس …ألقوا بهذه في الحديقة مكتفة كالكلبة ولا تطعموها أي شيء حتى تتعلم الأدب ، أما هذا الأحول فقد ضقت درعا منه ضعوه في غرفته وأحضروا تسعة قطط وضعوها معه لعلها تدلك عقله فأكيد هو بحاجة لتدليك
مغدور(صرخ برفض):- لالالالا إلا القطط لا إلا القطط لدي فوبيا من القطط أرجوكِ لا تفعلي ، ستسكنني أرواحها التسعة وسوف أتعذب لا يا مولاتي لا تفعلي بي ذلك
ليندا:- للأمانة ستسكنك واحد وثمانون روحا يا مغدوووووووري
مغدور(التصق بجلبابه رعبا):- مولالالالالالالالالاتيييي يي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحراس(نظروا إليها):- سيدتي ؟
ليندا(هدرت فيهم بجنون):- خذووووووووهما ماذا تنتظرووووووووووون ….
اعتماد(ابتلعت ريقها وهي تسايرهم وتهمس في سرها):- الحمدلله لم تكشف أمرنا لم تفعل ، الحمدلله لم يصل الأمر إلا لهذه النقطة اففف … سيد حكيم معذرة منك هذا ما استطعت فعله
مغدور(وهو يصيح بشكل المضحك حيث كانوا يحملونه في الهواء من الجانبين وهو يقفز بقدميه القصيرتين اللتين لم تلامسا الأرض):- دعوني وإلا لعنتكم دعوني وشأني ، اهئ مولالالالالالاتي مغدوركِ في خطر يا مولاتي يا مولاتي اهئئئئ
ليندا(عدلت شعرها القصير ونظرت صوب الرواق):- أغبياااااااااء …
تحركت صوب غرفة حكيم لتتفقده ، لكنها توقفت عند تمثال المرأة الحجري وتنهدت بتعب وهي تربت على يدها المعلقة في الهواء كمن يطلب النجدة … طأطأت ليندا رأسها وهي تنظر صوب القيود الحديدية مبتلعة ريقها
ليندا:- لم تنظرين بهذه البلاهة أيتها الباكية ، أنتِ تمثال يدل على فشل المرأة في الوصول إلى غاياتها ، لكنني لست بذلك الضعف أنا ليندا أقوى ساحرة بين أخواتي ، امتلكت القوة من والديَّ ومعشري وتعمقت في السحر الأسود وقدمت أضحيات كثيرة حتى أصل لما وصلت إليه ، تضحيات لن تقوى أي من أخواتي على تقديمها ، أجل بترت العديد من القلوب وحطمت العديد من الأشياء في حياتي وحياة من يهمني أمرهم ، حطمت أحلامهم شبابهم وجودهم لكي أحقق مرادي ، تلاعبت بالموت والحياة …وأحضرت طفلة من سلالة نقية ولم يتبقى أمامي سوى خطوة واحدة لكي أتمتع بخلود شبابي الدائم ومصدر قوتي الأبدية ، سأقتل نسل كل ساحر على هذه الأرض وأولهم أخواتي واحدة بعد الأخرى ….. سأفعل كلما يتطلبه الأمر ولو كان أفظع مما صنعته يداي بعائلتي ..أبي ، ابنتي، و …أشخاص أبرياء أجل لكنهم لا يستحقون قوتهم بل كانت من نصيبي وحدي ، جمعتها بمجهودي وأنا وحدي من يستحق وحدي من يستحققققق فتوقفي عن النظر بتلك الطريقة المستهترة أنا قادرة على تحقيق كل ما أتمناه بسحري وقوتي ، ما عداااا شيء واحد عجزت على الحصول عليه وهو كامن هناك في تلك الغرفة …..
وجدته يقف عند شرفته وهو يراقب النجوم في السماء الحالكة ، لذلك دخلت بهدوء بعكس كل المرات السابقة حيث كانت تدخل عليه بإعصار من أعاصيرها المعتادة ، ببطء أغلقت الباب خلفها وجلست على طرف السرير وهي تتصرف بشكل غير طبيعي مما لفت انتباهه وجعله يستدير نحوها ليطالع شكلها الانهزامي ، حسنا كان ينتظر فوضى عارمة حيال اكتشافها لموضوع ميرنا لكن من شكلها المريب يبدو أنها لم تفقه شيئا ، مما يعني أن عصفورته قد نجت من تلك المصيبة ، لكن ما بها على هذا الحال ولم هي ساكنة هكذااااا أيوجد شيء سيء حسنا قرر عدم الاستعجال وعليه قرر اكتشافه بطريقة سلسة تجعله يفهم ما الذي يحصل حوله ، لذلك عقد حاجبه ووضع يديه بجيوبه ليتحرك ويتكأ على طرف طاولته وهو يتأملها بازدراء
حكيم:- أوووه ست ليندا تبدين كالملاك الهادئ مالي أراكِ هادئة هكذا ؟
ليندا(رفعت بصرها نحوه بثقل):- ألا يعجبك ؟
حكيم:- يعجبني ولو ، على الأقل قد حظيت بدخول ساكن بعكس المهرجانات التي كنتِ تقيمينها مع حراسكِ في كل مرة
ليندا(بعد صمت طويل نطقت):- أنت على صواب
حكيم(لاحظ نبرتها الخافتة فاستشعر شيئا غريبا):-ماذااا ألم تحظي باحتفال عريق في الحفلة ، أم تراهم طرحوا السؤال الذي تمقتينه دومااا (كم عمركِ) ؟
ليندا:- هذا أبعد مما حصل
حكيم:- وجدتهاااا أنتِ لم تجدي السكين المناسب لكي تقومي بتقطيع لحم الديك الرومي ، أوببسس أم تراهم لم يعطوكِ نصيبكِ من قالب الحلوى ، أم أنكِ لم تحظي بهدايا كثيرة كما توقعتِ ، اعذريني عن سهوي لم أجلب لكِ هدية لأنني أسيركِ فلو كان الأمر بيدي بأمااااانة كنت زحفت حتى الأرض السابعة وأحضرت معي أكبر بالوعة لديهم وألقيت بكِ فيها
ليندا:- حكيييم ؟
حكيم(باستفهام ساخر):- هذا ما توقعه عقلي الذي مسحته عبر تلك الليالي الماجنة
ليندا:- كأنك لم تكن مستمتعا بها ، لقد شاهدت شريطك وقد بدوت محترفا أشك بأن الأمر تسرب بين عروقكِ فلن تستطيع مقاومته مستقبلا
حكيم(استرسل مسرعا):- بداية حديث محبطة
ليندا(شبكت يديها مطأطئة رأسها):- كما تريد
حكيم(راقب تصرفاتها وفهم أن هنالك خطبا ما بها):- تبا لاهتمامي …بففف لينداااا ما بكِ؟
ليندا(استغربت سؤاله ونظرت إليه):- حقا تسألني ؟
حكيم(هز كتفه بدون اكتراث):- والله شحوبكِ يوازي شحوب الأموات وتبدين ساكنة على غير العادة حتى أنكِ لم تطربي آذاني بتهديداتكِ وتعهداتكِ العظيمة، فهل أنتِ مريضة ؟
ليندا(كانت تتأمل ملامحه باستكانة):- لا
حكيم(أخرج يديه وتحرك صوب السرير ليجلس جوارها):- تمام ما بكِ أخبريني ؟
ليندا(شعرت بدفء جعلها تستدير نحوه):- أنت مهتم حقا أم أنكِ تمثل علي ؟
حكيم(شبك يديه وهو يضحك):- ههه في موقفي هذا أترين أن فرصتي كبيرة في السخرية من سجاني ؟
ليندا(تحركت حنجرتها بثقل وهي تتفحص تفاصيل ملامحه وشفتيه المبتسمة):- حكيم … أنا
حكيم:- مريضة ، تحتاجين طبيبا ؟
ليندا:- لم تفعل هذااااا ؟
حكيم(بعدم فهم):- أفعل ماذااااا ؟
ليندا(انتفضت بخوف):- تدعي الاهتمام بي وأنت الود ودك لو أمووووت كي تتحرر وتركض إليهااااااا ….
حكيم(مط يديه خلف ظهره بأريحية باردة):- للأمانة أتمنى ذلك ، لكني لست شخصا قذرا مثلكِ حتى أتمنى موتكِ قبل أن أقتلع قلبكِ من مكانه بيدي
ليندا:- هاه هذاااا هو ...أظهر لؤمك وحقدك الذي تخفيه خلف قناع الاهتمام
حكيم(استقام وتحرك صوبها):- أنا حقا مهتم
ليندا(حركت فكها غير قادرة على إخفاء المشاعر التي خالجتها بكثرة من تصرفاته الغير مفهومة):- يعني ..لم أتوقع ذلك
حكيم(اقترب أكثر حيث ربت على كتفها):- لم تتصلبين هكذااا ، أتشعرين بالغرابة ؟
ليندا(رفعت حاجبها وهي تبحث عن كلمات تنطق بها):- أشعر
حكيم:- لا تستغربي حتى في أسوأ حالاتي لا أحب أن يموت أعدائي بسبب الحمى الزائدة ، يعني أعتبر ذلك موتا كريما بعكس ما يستحقون
ليندا:- أعرف أنك تكن لي كل الكره
حكيم(هز رأسه):- بكل تأكيد
ليندا:- ولكنني …أحببتك حكيم
حكيم(اقترب بوجهه من وجهها على غفلة وهمس):- حبكِ يكاد يدخل التاريخ من روعة مشاعركِ الأفلاطونية عزيزتي
ليندا:- هل أنا بشعة ؟
حكيم(بدأ يتأملها وهو يلفها بإصبعه بشكل مضحك):- دعيني أتأمل اممم يعني بحصص الحقنات الشبابية التي تأخذينها ، أظن أن شكلكِ مقبول لكن جلدكِ مهما نحتته سأظل أراه جلد أفعى مكسوِّ بالسم
ليندا(بتذمر نظرت جانبيا):- أتراني هكذا ؟
حكيم:- أكذب ؟
ليندا(رمشت وهي تطالع عمق عينيه):- أنت لا تكذب
حكيم:- يا لنزاهتي أشعر بالإطراء هنا
ليندا:- ماذا أفعل حتى تنظر إلي بنفس النظرة التي ترمقها بها ، ماذا أفعل حتى أحظى بنفس البريق الذي يتلألأ في سما مقلتيك كلما ذكر اسمها ؟؟؟؟
حكيم(مد يده ليلامس خصلة شعرها ويرتبها برفق خلف أذنها):- شيء بسيط يا ليندا
ليندا(اقشعر جسمها من ملمس يده وهتفت بلهفة):- ما هو ؟
حكيم(اقترب بفمه من أذنها ليهمس بصوت معذِّب):- أن تغيري جلدكِ
ليندا(بعدم فهم):- يعني ؟؟
حكيم(ابتعد وهو يوليها ظهره):- فهمكِ كفاية سيادة السفيرة ، ومن غير مؤاخذة إذا لم يكن هنالك المزيد من الدراما التي ستنسفينها فور استيقاظكِ صباح الغد فدعيني أخلد للنوم
ليندا(بعيون دامعة أبرزت عمقا سحيقا لم نشاهده يوما):- لقد ترعرعت على الشر يا حكيم ، أنا لا أعرف شيئا غير الشر
حكيم:- "قد يُغرينا الشَّيطانُ بمَلذاتِ الشَّر ، لكِنهُ لا يُجبرُنا على اتِّخاذِها كمَسَارِ للعَيش"
ليندا(رمشت لبرهة):- أتساءل …أيَّ قلب تكنفه بضلوعك يا حكيم يا راجي ؟
حكيم(رفع حاجبه):- لن تعرفي ذلك يا ليندا …لأنكِ لن تحظي بشرف دخوله ولو لعقتِ جدران الغفران شبرا شبراااا
ليندا(شعرت بالألم لذلك تراجعت للخلف كي تخفي هزيمتها):- ميري كريسماس
حكيم(تراجع بدوره):- ههه وأنتِ من أهله
ليندا(عقدت حاجبها من سخريته):- أشم عطر الخيانة يا حكيم
حكيم(هنا تصلب محله موليا ظهره):- عفوا ؟
ليندا(كانت أيضا مولية ظهرها):- حقا هل نسيتُ أن أذكرك بأنني ساحرة قادرة على استشعار أي شيء في قصرهااااا ؟
حكيم(هذا ما لم نحسب حساااااابه):- تأخر الوقت
ليندا:- سأكتشف تلك الخيانة يا حكيم ، وقتها لن أحاسبك أتعرف لماذا ؟
حكيم(بابتسامة مصطنعة استلقى على سريره):- لماذا يا بعد عيني ؟
ليندا(فتحت الباب ووقفت عنده):- لأنك أنرت بصيرتي
حكيم:- ماذا الآن هل ستصبحين في صف الأخيار ؟
ليندا(قهقهت بعلو صوتها حتى أنها وترته على الأخير):- هههه بالعكس …سأبذل جهدي كي أكون مثالا حيا عن الشيطاااان نفسه ههههاهاهاااااااا
حكيم(أغمض عينيه ليحادث نفسه):- العتب على الغبي الذي ظن أنه يخاطب إنسانة
ليندا(سمعته ولكنها ادعت عدم سماعه بالمرة):- ما الذي حصل في غيابي ، كأنني تركت شخصا ووجدت شخصا آخر ، أمر غرييييب ولكن ذلك الأحول لم يفدني بأي شيء نام الأخرق وترك الخيانة تلعب الغميضة في مملكتي الخاااااااصة …
نزلت إلى غرفتها السرية ودلفت إليها لتجلس وسط دائرتها السحرية وترفع كتابها الأسود بيد وبيدها الأخرى دمية القماش التي غمستها في صحن خلطت فيه بعض الدماء المختلفة التي كانت ترتبها في قوارير خاصة بعلبتها المخملية … قرأت بعض التعاويذ المبهمة ووضعتِ الكتاب جانبا لتذبح باطن يدها وتقطر بضع قطرات على الخريطة لكنها تأففت بيأس فكلما انتشرتِ الدماء عادت لتجتمع في نفس النقطة أي قصرهاااا …
ليندا(بغيظ):- ما هذا الهراااااااااء ، لست أفهم ما يحدث لم لا أستطيع الوصول إلى تلك المعتوهة الغبية ، أين يعقل أن تكون مختفية …؟؟؟؟
والله لو بحثتِ عنها في بطن الحوت لن تجديها خالتو ليندا ،، فهي عند ابن أختكِ المبجل أي بالمختصر المفيد هي في أيد أمينة وربي شاهد ^_^
مسحت يدها بالقماش وأغلقت غرفتها لتقرر النوم فهو الشيء الوحيد الذي سيخفف عنها تلك المشاعر الفوضوية التي تشعر بها منذ أن زعزع فاروق ثباتها ، ليزيد حكيم الطين بلة لمَّا جعلها تعرف قيمتها بالنسبة له وكيف هو غير آبه بمآلها أيا كان بل على العكس فهو يتمنى لها أبشع ميتة جراء أفعالها معه ومع ذويه ،….يعني بكل صدق وأمانة الكل يتمنى ذلك فلم تفعلي خيرا يعود عليكِ بمثله عزيزتي ليندوشة

أما في الوطن
فبعد زوبعة ليلة رأس السنة وفي مساء اليوم التالي كان الأمر مربكا كيف ذلك حسنا سأخبركم ،ههه مثلا اختلفتِ أنواع الصدمة بالنسبة لكل فرد من الحاضرين بالقصر …ولنبدأ ذلك مع كنة آل نجيب المستقبلية إن شاااااء الله دعواااتكم ههه
ميار(رفع كأسه):- أقول يا كنَّتي لو تتجاوزي مرحلة الصدمة فمنذ استيقاظكِ وأنتِ تبحلقين كالبلهاء فيني وفي أخي هناك ، وهذا بدأ يثير حفيظتي بعض الشيء إياد اصفع خطيبتك علها تنطق بحرف وتجعلنا نمر إلى غير صدمة فما شاء الله أمامنا الكثيررر
إياد:- لا تنعت رقية بالبلهاااااء لطفا، وأنتِ عليكِ أن تفهمي أنني لم أقصد خداعكِ
رقية:- خداااااااعي …هههه أنت لم تخدعني فقط أنت خنتني
إياد:- يا الله
ميار:- دعك منها وأنا أزوجك غيرهااااا ، ولو كنت مصرا على صنف المحاماة مكتب عريسنا هناك مليء بالعذاااااارى هههه
رقية(شهقت):- أنت لست متعجرفا فحسب بل فيك عرق وقاحة أحمد الله أن إياد نفذ منه
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- تنعتين حماكِ بالوقح تؤ تؤ تؤ هكذاااا لن تحصلي على مباركتي ومباركتي مهمة صح رامز ؟؟؟؟
رامز(يضع يديه معا على رأسه):- آآآآآه يا رأسي آه
إياد:- لنتوقف أنتما تبالغان هنا
رقية:- أبااااااااالغ ، لقد كنت أعيش مع رجل آخر معتقدة أنه حبيبيييييي…أحادثه بهمومي أناجيه أبحث عن مواسااااااته أعااااااااااااانقه يا إلهي ..
إياد(نظر إليه):- عاننننننننننقتهاااااااااا ؟
ميار(يجاريه بطريقة مضحكة):- للأمانة مرتين فقط …ربما ثلاث !!!!
إياد(ضرب على قدمه):- صبرني ياااااارب صبرني
رقية(مسحت دموعها):- ألا تظن بأن هذا أمر بشع حتى في ذكره ؟
إياد(بتأفف):- معكِ حق معكِ حق ولكنني أجبرتُ على ذلك ، لقد أقحمني هذا في أمر استصعب علي مجاراته بغير طريييييييييقة
ميار(أمسك على قلبه):- أليس عيبا أن تنعت أخاك الأكبر بهذاااااا ،، امممم بدأت أتضايق
إياد:- كل ما يحصل بسبب تقمصك لشخصيتي ، بماذا ستجعلني أضحي بعد ؟؟؟؟؟؟؟
ميار(تجرع رشفة من كأسه):- كِليتك فمئة بالمئة ستطابق كليتي لأننا إخوة يا جماعة ههههه
إياد(هز رأسه بعصبية وانتفض مشيرا نحوه):-قناااااع سخريتك لن يمر على رأسي حتى ، أنت لن تنجو من أفعاااااالك القذرة معي ،،،،منذ أشهر وأنا أمقت محادثتك لكنني الآن أشعر بأنني أمقت حتى النظر في وجهك
ميار(بجلادة تامة):- حقك عزيزي أخي
رامز:- كخمممم والكرة تعود إلى النجيبي الصغير
إياد(هدر فيه):- راااااامز لا تبدأ ، وأنت لا تتحاذق علي سمعتنيييييييييي ؟؟؟؟
رقية(مسحت على رأسها بتعب):- يمكنكما أن تحلا الموضوع بينكما كإخوة ، لكنني اكتفيت هنااااااااا ؟
إياد:- لن تبرحي محلكِ حتى نبتر هذا الموضوع من جذووووره ، لن أضحي بأي أحد آخر من أجله ….لقد اكتفييييت بدوري
ميار:- راقب نبرة صوتك فقد بدأت تعلو
إياد(بحدة):- تبا لك ميااااااااار
رقية(صرخت كمن استيقظت للتو):-هئئئ يا إلهي ، ،، هل كنت أقبَّلُ أخاك ؟؟؟؟
إياد(شهق بطريقة مضحكة):- قبَّلتهاااااااا أيضاااااااااا ؟؟؟
ميار(تجرع ما بالكأس دفعة واحدة):- الله ينعن …ألم تستطيعي إخفاء هذا الجزء
رامز:-ههه لما لم يُذكر هذا الجزء قبلا أبفهم ؟؟؟
إياد:- رامز اخرس ….ميااااااااار أجبني هل حقا قبَّلتهاااااااا ؟
ميار(ببرودة):- والله هي عانقتني ووجدت المسكينة تنظر إلى شفاهي بجووووع فعرفت أنك نطح في هذه الأمور ، لذلك قررت أن أحسن علاقتكما يعني كانت قبلة خفيفة خفيفة
رقية(تابعت باندهاش كما لو أنها تسرد تفاصيل من الألفية السابقة):- أبدااا لقد جعلتني أشعر بالرغبة و ….
رامز(جثا على ركبته في وضعية رجاء تلك اللحظة لما رمق امتقاع وجه إياد):- أقبَّل رأس أمكِ والله لن تكملي حرفا فرصاصة قدمي المستقبلية ستتحول إلى رصاص ماطر فوق رؤوسنا بعد قليل
إياد(أمسكه من ياقته وجذبه ليسقط الكأس منكسرا):- قبلتَ حبيبتي يا ميااااااااار؟
ميار(أشار نحوها):- بحسن نية أي والله ،ثم لا تنكري أنكِ استمتعتِ يا كنتي المستقبلية ؟
رقية(بخجل نظرت جانبيا):- يعني ….
إياد(أفلته وهو ينظر إلى ملامحها كما لو أنها ستوافق ميار):- رقية اخرسي
رامز:- ههه آه يا ربي هل أضحك أم أبكي ؟
ميار(دفعه برفق):- يا أخي يا حبيبي أنا أخوك الأكبر ومن واجبي الحفاظ على بيت الزوجية
إياد:- بتقبيلك إياهااااااا ؟
ميار(بهزل):- يعني ..لو احتاج الأمر لما هو أكثر فأنا أخوك ومن واجبي تغطية ال….
إياد:- مياااااااااااااااار اخرررررررس
رامز(انفجر ضاحكا من مغزى جملة ميار):- آه يا جنبي آه … هههههههههههههههه
إياد وميار:- اخرسسسسسسس
رقية(انفجرت ببكاء):- اهئئئئئ منذ متى وأنتما تخدعانني ؟
ميار(حول عينيه):- أي ….جوزيت جوووزييييييييت أينما كنتِ تعالي واخطفيني حبيبتي سأتعهد بالصمت خمس ساعات بالتتالي
إياد:- يا رقية أخبرتكِ أنه أجبرني على ذلك
رقية:- لا أصدقك …لقد كنت متواطئا معه منذ الأول يعني يعني في كل لحظة شعرت فيها بغرابتك كنت أحادث هذاااااا ؟
ميار(أشار برفض):- أآآآآآآن أرأيت يا إياد أنت تعلم زوجتك المستقبلية طباعا سيئة تجاه حماها فأنا كبير عائلة آل نجيب ، وبدوني لن يتزوجكِ أخي ع فكرة فأنا من سيتكرم ويطلب يدكِ
رامز(ضرب كفا بآخر):- الناس فيييين وأخونا ميار فييين
ميار:- هل تريد الرصاصة في القدم اليمنى أم اليسرى عزيزي رامز ؟
رامز(ابتلع ريقه نهض):- أفكر لو أنسحب من هذه الدائرة وأتفقد دائرة آل رشوان هناك
ميار(حرك يديه ملوحا):- حالا حااااالا يا روح الرووووح ..وأنتِ …اسمعي كلامي جيدااا
إياد(وقف أمامه):- لا تخاطبها بهذه النبرة لا أسمح لك
ميار(تجاوزه):- بلى ستسمح لأنني الملام هنا وعليها أن تفهم بأنك غير ملزم بالتبرير حتى
إياد:- لست بحاجتك لتدااااافع عني مفهووووم ؟
ميار:- بلى سأفعل لأن علاقتكما ساءت بسببي …
رقية(نهضت أيضا):- والله جيد أنك تعي ذلك حتى… أخبرني كيف أمكنك تزييف الوضع وتقمص شخصيته كل هذا الوقت ، كيف أمكنك إلغاااااء هويته حتى يتسنى لك ممارسة يومياته بشكل فظ وقاس وباااااااارد ؟؟؟؟؟؟
ميار(أشار لنفسه):- تخاطبينني أناااا بهذا الأسلوووووب متأكدة ؟
إياد(التفت إليها):-رقية رجااااء
رقية(ابتعدت عنه لتجابه ميار):- ابتعد يا إياااااد ، عليه أن يفهم أن حياة الناس ليست لعبة وإذا ما كان كل من عرف بأمركما قد سكت لأسباب أجهلها ، أنا لا أجد أي مبرر يجعلك تلغي حياة أخيك كي تعيش فيها ناهيك عن نظرتي إليك فأنا أراك غير جدير بالأخوة حتى
ميار(هنا دقت ناقوس الخطر):- أفندم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد(رمق اهتزاز حدقتي أخيه):- رقية أنتِ لا تعرفين أي شيء
رقية(تابعت بدون توقف):- ولا يهمني أن أعرف عنه أي شيء لأنه مذنب في نظري ، وإذا ما كنت لاحظت الجو الغائم بينك وبين إياد فأظن بأنني سأتفق معه
ميار(حرك فكه ونظر لإياد):- هذه الحقيقة ستبقى هنا ،، لو عرفت أي من الراجيات بأمري أنا وأخي سوف تجدين نفسكِ بالمتاعب
رقية(بعدم فهم):- هل يهددني أخوك يا إياد ؟
إياد:- إليك عنهااااا يا ميار
ميار(بنظرات شر ووعيد):- كنت قد استلطفتكِ في البداية ، حتى أن جوزيت جعلتني أقتنع بكِ رغم أنني لا أراكِ جديرة بأن تحملي نسل آل نجيب على الإطلاق
رقية(امتلأت عيونها بالدموع):- ….لارد
إياد(زفر عميقا):- قلت توقف ولا تجعلني ألكمك على وجهك
ميار(حرك فكه وتقدم خطوة نحوها بدون اهتمام به):- عمتكِ نعمة لن تسمع بهذا الشأن ، بيت الراجي صديقاتكِ ولا حتى مع نفسكِ لن تكرريه سمعتني جيداااا ،،، تمام يمكنكَ متابعة تقديم بطاقة التعريف لها وأرجوك أخي عزيزي أعطها مقتطفاااااا عن طباع ميار نجيب وإن استصعب عليك الشرح …. يمكن لوائل أن يتكفل بالبقية ما إن يستفيق من حالته الغريبة ..بالإذن
إياد(أغمض عينيه واستدار نحوها):- رقية ؟
رقية(أجهشت بالبكاء):- أحتاج للبقاء بمفردي….اهئئئئئ
إياد(وضع يديه على جانبيه باستسلام ولحقها للحديقة):- يااااا رقية …اففف
لحظتها دخل ميار إلى المكتب ووجد طارق يجلس على الكرسي وهو يتعارك مع شاشة الحاسوب ، لذلك تقدم نحوه وأطل على ما كان يصنع فقام بتدخل سريع وأخرج الصفحات التي كان يبحث عنها طارق بسهولة
ميار(ابتعد ليجلس قبالته):- تفضل
طارق(بغيظ):- ما زلت غير قادر على مواكبة هذا الاختراع ، و …شكرا على تسريع البحث
ميار:- لم تبحث عن فنادق بروما ؟
طارق:- لأنني مسافر
ميار(رفع حاجبه):- ههه من باب العلم بالشيء فقط ، متى كانت آخر مرة سافرت خارج الوطن يا ابن خالي المرحوم ؟
طارق:- ولا مرة في حياتي
ميار:- طيب …هل تتقن الإيطالية ؟
طارق(باعتباط):- هذا الاختراع سيتكفل بالترجمة
ميار(حرك بعض الأغراض على سطح المكتب ليبسط يده):- طارق …. أنت لا تستطيع السفر لأنك خرجت من السجن منذ بضعة أشهر فقط ، ستبقى متابعا بعض الشيء حتى يتم التأكد من سلوكك …غيره أنت لن تغادر الوطن بل ستبقى هنا لتحمي أهل الوطن
طارق:- بمعنى ؟
ميار:- أنا من سيسافر وقد رتبت أموري على هذا الأساس ، أنا ضليع بشعاب روما ثم لا يمكنني ائتمان عائلتنا إلا إليك
طارق:- ماذا عن الافتتاح ؟
ميار:- رتبنا كل شيء وأنا لن أتغيب عليه لأن موضوعنا لن يطول لتلك الفترة ، سوف نحله بعد يوم أو يومين بالكثير
طارق(بتخمين منطقي):- وبعد ؟
ميار:- سنعيد ميرنا وينتهي كل شيء ، سوف لن تكرر فعلتها لأنها ستعاقب
طارق(بأسف):- مهجة الخواطر تستحق ولا تستحق ، أتظن بأنها بخير ؟
ميار(رمق قلقه لكنه آثر عدم إرعابه أكثر):- بخير …
طارق(تنهد بثقل):- أنت لا تجيد الكذب على شخص بايع الكذب بمختلف أنوااااااعه في السجن
ميار(خطط بإصبعه بشكل عشوائي):- لا أعرف ..لكنني لست قلقا بنفس النسبة خاصتكم
طارق(شبك يديه):- وما المناسبة ؟
ميار(هز كتفه):- لأن ميرنا قادرة على مجابهة أي خطر
طارق(بهزل):- ميرنااااا ….متأكد ؟؟؟؟
ميار(بيقين):- كما أراك الآن
طارق(باستغراب):- أوضح
ميار:- ميرنا ليست ضعيفة ..يعني ما شهدناه مؤخرا كان نتيجة ضغوطاااات جعلتها تبني بيتا زجاجيا يغلف كينونتها الباطنية ،، بإيجاز طريقة هروب !
طارق(بإمعان في كلامه):- لنفترض أن نظريتك صحيحة ..كيف ستنجو أختي ؟
ميار:- لا أدري ، هي لن تنجو بدون مساعدة لذلك ما أستطيع تأكيده لك حاليا هو أنها ستصمد لأطول فترة ممكنة
طارق:- لغاية ما يتم إنقاذها حسبما فهمت ؟
ميار(ضرب على سطح المكتب):- بالضبط
طارق(مسح على شعره وأغلق الحاسوب):- ما هذا الذي يحصل معنا يا مياااار ؟
ميار(تنهد عميقا):- هه إنها تعويذة الحفلات
طارق(بعدم فهم):- كيف ؟
ميار:- بمعيتك نحن ملعونون فبعد كل حفلة وبحمد الله تحدث مصيبة ههههه
طارق(لم يستطع كبت ضحكته):- ههه …. آه يا ربي
ميار(سمع ضوضاء فؤاد):- أشك بأن آل رشوان لن يتوقفوا بعد المصيبة الجديدة التي حلت على رأسهم
طارق:- أتصدق حقا أنه متزوج ؟
ميار:- حسب حالته المريبة أشك بأنه كان يعلم من أساسه ، فعلا موقف لا يحسد عليه ههه
طارق(نهض):- سأتفقدهم
ميار:- وأنا سأجري بعض الاتصالات ومن بينها اتصال مباشر بذلك الأخرق العملاق
طارق(فتح الباب وهتف):- رجاء بلغه وعيدي بأنني سأحلق لحيته فور عودته
ميار(برقت عيناه وهو يفعل الاتصال):- من عيوني يا حب ، .ههه / ألوووو يا أغبى محقق مر بذاكرتي
كاظم(بحدة):- ستحترم ألفاظك يا مياااااار
ميار:- سأفعل آي بروميس ..لكن ليس قبل أن تدفع ثمن إهماااااالك وطيشك
كاظم:-لن أعترض
ميار:- أيوجد أي جديد ؟
كاظم:- لا جديد يا ميااااار ، حتى آلة التعقب خاصتها تالفة
ميار:- نعم نعم ؟؟؟
كاظم:- كانت تحمل أداة تعقب أتتوقع بأنني سأرسلها بدونهاااا يعني ؟… قد أخفيت الأمر لأنني لم أشأ سماع كلامكم المسموم
ميار:-والله يا حبيبي أنا لن أسمعك كلاما مسموما بالمرة
كاظم(بتصديق):- حقا ؟
ميار:- أكيد يا ماماااااا أنا سوف أقحم السم في فمك بملعقة بديعة الخشبية علها تخلصنا منك
كاظم(بتذمر):- تركت الأداة في سترتي الجلدية وألبستها إياهاااا ، والآن كل ما أجده في الكاشف بدون جدوى
ميار(باهتمام):- أين كانت آخر محطة ؟
كاظم:- وسط رومااا ، بمعنى أصح متاهة رومااااا يا ميار
ميار:- اللعنة … كاظم مضت ساعات على غيابها والوضع هنااااا لا يوصف ، لذلك ابذل جهدك ريثما ألتحق بك غداااا
كاظم:- حسنا .. نعممممم هل ستنضم إليناااااا ؟
ميار:- أتتوقع أن أتركك بمفردك في هذه المحنة لا يا روحي ، أنا سأحرص على جعلك تندم على اللحظة التي وافقت فيها على هذا الهراء بدون علمنا هذا بعد أن أحاسبك بلكمة سداسية الاتجاهات لأبارك جمال وجهك
كاظم(تحسس وجهه):- خسارة فيكم شبابي …. لكنني حقا ناااااادم ناااادم وقلق جدااا عليهااااا تباااااا
ميار(نظر جانبيا):- ستكون بخير …أنت ثابر ريثما آتي وبعدها نتصرف
كاظم:- تمام …. سأتابع البحث ، لكن طمأنني كيف هي ميسوووون ؟
ميار:- متضايقة ، كيف ستكون بنظرك أبوها اختفى لتتبعه ميرنا بهروب أكثر غموووضا جعل الأمور تؤول إلى الأسوأ
كاظم(بتأسف):- حسن ..سنعيد ميرنا ونعيد حكيم وستكون كل الأمور طبيعية
ميار:- هه إذا تحقق ذلك سأضطر للدفاع عنك
كاظم:- تجاه من ؟
ميار:- طارق يتوعدك بدرس حلاقة مجاني ، هه جهز نفسك يا نابلسي
تحسس شعره ولحيته ونفض رأسه حين رمق سيارتها تقترب منه ، ترجل من سيارته وأخذ ينتظرها في المقدمة حين أوقفت سيارتها قبالته وترجلت منها بدون أن تطفئ أضواءها التي عكست ثوبها الملتصق بشكل مبالغ فيه جعله يجفل وهو يناظرها بدون نفس …
كاظم:- حقاااا ؟
نورسي(عقدت رباط الفرو الذي أضافته فوق فستانها):- أحضرتني من العمل بشكل مستعجل وها أنا ذااااا
كاظم(زفر عميقا):- أنا بحاجة لنفوذك
نورسي:- إينْ كْوَالْسِيَّاسِي مُومِنتُو تِيسُورُو
كاظم(اقترب منها خطوة):- ليس في أي وقت …بل الآن يا نورسي
نورسي(لاحظت جمود ملامحه):- أنت في حالتك الجدية الآن ما يعني أنك في مأزق …هل ميار بخيرررررر ؟؟؟؟
كاظم(ربت على كتفيها):- كل ما يهمكِ هو ميااااار ماذا عنا نحن ؟
نورسي(بدون اهتمام):- آخر همي
كاظم:- بفف هو بخير بخير الأمر لا يتعلق به ارتحتِ ؟
نورسي(تنفست بأريحية):- فف أفزعتني ، تمام اختصر وأخبرني ماذا يحصل فأكيد لم تتكبد عناء السفر حتى تهنئني بعيد الميلاد ؟؟
كاظم:- يعني … ميرنا …اختفت هنا ونحن نحاول إيجادها وأحتاج لمساعدتك
نورسي(طافت بعينيها قليلا ثم استرسلت):- لا أريد
كاظم(عقد حاجبيه وجذب يديه):- عفواااا ؟
نورسي:- لا أريد مساعدتها
كاظم:- لماذاااا ؟
نورسي:- هكذااا بدون لماذااااا …
كاظم(بعصبية أبرزت مدى تعبه):- لم يغمض لي جفن منذ يومين ولم أستطع أن أجلس حتى بسيارتي كالخلق بغية الارتياح ، لأنني أشعر بالذنب كون يدي مغمسة في ورطة ميرنا ، لذلك إن كان أمامي شخص قادر على المساعدة فسأجبره على ذلك ولو بالقوة
نورسي:- أنت تعرف القانون الذي تعلمته من ميار نجيب ، لا يوجد خدمة بدون مقابل
كاظم(تنفس الصعداء):- يا زين ما علمك يختي .. ماذا تريدين ؟
نورسي:- أن ترافقني لمسكني فيعز علي أن أرى ابن عمي الوحيد مكسور الخاطر وبحال أهوج كالسكير المتشرد .. هيا يا كاظم بعض الأكل وبعض الدفء سيجعلنا نفكر مليا في كيفية مساعدة تلك الأخت
كاظم:- طالما ستساعدينني لم تسممين بدني بفصولكِ الناقصة ؟
نورسي(لامست صدره وجذبت قميصه لتهمس برفق):- إنها حركات النابلسية يا تحري …هيا حرك سيارتك واتبعني فأمامنا طريق
كاظم:- شكلي سأندم على طلب مساعدتك
نورسي(فتحت باب سيارتها وغمزت له):- كأنك ترمق ذلك يا روحي … لكنك ستخبرني عن أحواله وكيف قضى يوم أمس ؟
كاظم:- كي تطمئني فاختفاء ميرنا قد خرب كل شيء …............
…………..
فؤاد:- كل شيء واااااااضح يا شهااااب ألا ترى معي أن هذااااا ملعوب كبير حاكه جدك مع هذه المرأة كي توقع بابن عمك ؟
ريتال:- سيد فؤاد مع كل احترامي لا يمكنك أن تكذب الورقة
شهاب(وهو شارد في عقد الزواج):- في هذه السنة المدونة بهذا العقد ، تخرَّج وائل من كلية الحقوق أشك بأن في الأمر ملعوبا قذرااااااا يضعكِ في مكانة غبية سيدة ريتال
ريتال:- لو لاحظت معي ستجد أن التاريخ نفسه أكبر دليل على صحة كلامي ، لقد تزوجنا زواجا تقليديا مما يعني أن أهلنا قاموا بتولي زمام الأمور كلها بدون علمنا ..
وائل(أطلق ضحكات منفصلة):-ههه هههههه ههههههه هل تزوجتكِ وأنا سكرااااان مثلا ؟
ريتال:- هذا ما حصل عزيزي ..كلانا لا يتذكر أي شيء لأننا لا نعرف عنه من أساسه ، قام أهلي بإنقاذ جدكم من الإفلاس فيما مضى ولقاء ذلك اشترط أهلي تزويج أحد أحفاده للوريثة الشرعية للعائلة ، وتم الاختيار عليك …
وائل(صفق بحرارة):- وإذا بالصفقة قد تمت بنجاح ، بيعة مباركة إن شاء الله ههههه
شهاب:- لدي سؤال مصاب بإنفلوانزا التشكيك .. طالما تزوجتما منذ سنوات أين كنتِ طوال هذا الوقت ولما اخترتِ هذا التوقيت بالضبط كي تظهري فيه ... بالمختصر ما هي غايتكِ أتريدين المال ؟
ريتال(ببرودة واثقة):- لم أعرف إلا مؤخرا بأنني متزوجة من أصله ، وكان لزاما علي البحث عن زوجي طالما كان هذا قرار العائلة فسأحترمه وأقوم بواجباتي كلها على أكمل وجه مع اعتذار على التأخير ، صدقا كان تقبل الأمر شاقا علي لكنني اقتنعت بالصالح الذي اختارته عائلتي لي ، واقتنعت أكثر عندما قمت بالبحث عنكم وعرفت بأنكم عائلة مشرِّفة ووجدت بأن زوجي يعد أشهر محام في الوطن وهو فرد مهم في شركات دابليو إر
فؤاد:- شكلكِ درستِ جيدااا قبل المثول أمامنا ، لكننا ننتظر تعريفكِ بنفسك شرفينا ؟
شهاب(كان يعرف قبلا):- شخصيا قمت بالتعرف سابقا عندما سألت عنها
فؤاد(صغر فيه عينيه):- سنتحاسب يا كبد عمك
وائل:- ههه ضروري إذ يكفي أنه لم يضحي به بل ضحى فيني أنا جدنا الحبيب ، لكنني متشوق بدوري على التعرف ع زوجتي هههه تفضلي عزيزتي
ريتال:- معكم حق عدم المؤاخذة ، نسيت أن أذكر أمامكم مهنتي وهويتي الشخصية... أنا ريتال الخطيب سيدة أعمال والمديرة الرسمية لشركات الخطيب للمبيعات التجارية، والوريثة الشرعية لسلسلة الأراضي الزراعية لها أيضا
فؤاد(بتذكر):- شركاااااات الخطيب …إنها تتمركز في بلدتنا الأم حسب معلوماتي ؟
ريتال:- آه هو كذلك ، فنحن أبناء بلدة واحدة ع فكرة …وهذا يعطيكم مصداقية أخرى لكلامي الذي أردده منذ وقت
شهاب:- أيوة هذه هي وجدتهاااا …جدي أكيد لينجو من الإفلاس قام بهذه الصفقة الشنيعة حتى بدون أن يُخطر أحدا بذلك ، لكنه ما يزال ملعوبا يجوز الطعن فيه
ريتال:- وأنت كنت على علم بذلك سيد شهاب فلم لم تتدخل ؟
وائل(نظر لشهاب):- هااااء حقاااا هل كنت تعلم يا شيهووووب ،،، عار عليك أن تنسى ذكر هذه الحقبة المهمة في حياتي
شهاب:- حاولت والله حاولت .. ثم عرفت مؤخرا وظننت أنه ينتوي خطبتها له وليس وضعنا هكذا كالبعير أمام الأمر الواقع ليصدمنا بزواجهمااااااا
فؤاد(حول عينيه):- أيمكنكِ التحدث بصراحة ، هل خطط أبي لكل هذااااا ؟
ريتال:- الحقيقة أمامكم
طارق(بهزل تدخل بعد أن استمع لكل ما يقال):- ألم تجدي غير هذا الكذبة المبتذلة .. إنها لا تخيل حتى على الأطفال
شهاب(بنظرات تفحص):- أنا أيضا لم أقتنع .. كما يتضح فنحن قد اتفقنا على شيء لأول مرة
طارق(لم يولي جملته اهتماما):- مدام ريتال ... أيمكننا أن نتحدث بشكل صريح فطالما تجرأتِ وأتيتِ بنية واضحة .. إذن عليكِ إقناعنا بصحة كلامك وبأنه ليس مجرد خدعة
ريتال(وضعت رجلا على أخرى):- لقد قلت ما لدي .. من بعد إذنكم تعبت من الاستجواب أيمكن لأحدكم أن يدلني على غرفة النوم ؟
فؤاد:- هذاااااااا ما كان ينقص
شهاب:- ههه ويلوووش دلها على غرفة نومك يا عريسنااااا
وائل(ابتسم لها بملء فمه):- تنوريهاااااا
طارق(ربت على كتفه بتأسف):- كان الله في عونك ..
فؤاد(أشار لطارق برأسه):- كلمة على انفراد... شيهوب خذ كنتنا للدور العلوي وتصرف
شهاب:- مستحيييل نحن لن نستقبلها من أصله إنها مجرد كاذبة
ريتال:- العقد معكم تأكدوا من صحته وإلى ذلك الوقت ، سأكون ضيفتكم فلا ملجأ لي
شهاب:- بلى يا أختي لديكِ ملجأ طويل عريض تحت كنف الرجل الذي جلبكِ إلينا كالقدر المستعجل
ريتال:- لا أملك فكرة عن قصدك ، لكنني متعبة وأظن أنه من كرمكم أن تعطوني فسحة راحة في هذا الوقت من الليل
فؤاد:- إنها على حق .. ثم منذ متى نطرد النساء ليلا تمام ست ريتال سيقوم شهاب بمساعدتك والصباح رباح
ريتال:- ممتنة
شهاب(بتأفف):- من بعد إذنكِ يا زوجة ابن عمي المصونة
ريتال:- كم أنت لطيف .. أيمكنك إحضار حقيبتي معك سأكون شاكرة
شهاب(رفع حاجبه):- بركاتك يا ضرغاااااام.. ويلي عائد لك حبيبي فنجان قهوة سيعيد ترتيب إعداداتك اصبر
وائل(في عالم آخر):- لقد تزوجت هههه
فؤاد(نظر إليه من الباب الخارجي للحديقة):- أبي وراء هذا الموضوع أنا متأكد ..
طارق:- بغض النظر عن خلافاتنا الشخصية ، وعلمكم بمقتي لعائلتكم وهذا ما يريح حفيظتي جدااا.،،، سنضع هذا جانبا لأني حقا مهتم بموضوع وائل وأريد معرفة الحقيقة
فؤاد:- هكذا سنتفق لأنني شخصيا لا أكن أي ضغائن تجاه عائلتكم .. وأظن بأن أولاد إخوتي يماثلونني الرأي
طارق:- ما عدا كبيركم ... برأيك ما غايته في هذه الخدعة سوى أن يطرق مسامير حفيده ويبعده عن أختي ؟
فراد:- يريد توريطه لكي يشغله بموضوع الفتاة ، ويتغاضى عن مشاعره يا الله هل عقل أبي يصل إلى هذا الحد من الغباء ؟
طارق:- ربما لأن لديه دوافع كراهية ثابتة على أسس تعشش في عقله منذ القدم
فؤاد:- سأعتبرها ملاحظة وليست شتيمة
طارق(أشعل سيجارته):- أيا كان فهو سيضر بأختي وبمشاعرها ، وبدون شك فهو قد أذهب عقل ابنكم فكما ترى من وقتها وعقله مفقود في عالم آخر
فؤاد:- وهذا يتطلب نقاشا سريعا مع أبتاه ، أيمكنني أن أطمئن على الوضع هنا ريثما أعود من استجوابي ؟
طارق(هز كتفه متراجعا للخلف):- ع حسب ما تتطلبه الحالة
فؤاد(نظر جانبيا بغيظ):- سأتحرك على الفور لأضع النقاط على الحروف ، وسأتأكد من هذا العقد صبيحة الغد ولو كان مزورا سوف أنسى أنه أبي وسأقحم رأسه في بلية لن يخرج منها إلا على القبر
طارق(صغر عينيه):- أتقول هذا عن أبيك ؟
فؤاد:- أنت لا تعرفه جيدا ،أبي قادر على فعل أي شيء ليحقق غاياته المريبة ..عموما سأتصرف وسيكون لدينا حوار آخر بشأن إياد وأخيه
طارق:- من مصلحتنا العامة ألا يخرج أمره خارج نطاق الحاضرين ، وسأنبه على العروس الجديدة بهذا الخصوص
فؤاد:- الله معنا فبقايا كوارث السنة الماضية تأبى ترك ياقاتنا مع الأسف …
طارق(لاحظ خروج ميار من المكتب بشكل متضايق ففهم أنها أمور الحب):- ما بها عائلتنا مضروبة في أمور الهوى والغرام ، على ذكره هناك حساب ما يزال عالقا ..
ميار(تحرك صوبه مشيرا بيده):- ابنة عمك تلك سوف أقوم باقتلاع لسانها السمج
طارق:- تعال إلي بما فعلته جوزيت هذه المرة ؟
ميار:- لقد أخبرتها بالمستجدات فتركت كل الخراب لتطرح علي أسئلة متكررة بشأن زوجة حضرة المحامي وكأنها مشكلتي يعني ؟؟؟
طارق:- هه لا تدقق فأكيد هي تحاول استطلاع الأمر لا غير … هل أخبرتها بسفرك ؟
ميار:- أخبرتها فهل اهتمَّت في نظرك ؟
طارق:- أيمكنها المساعدة بشأن البحث عن أختي ، أم أنها ستتكاسل بناء على عوارضها الغريبة تجاه ابنة عمها ؟
ميار(هز يديه):- لو أفلحت هل ستجدني أتذمر بشأنها الآن ، أتصدق أنها تهرب من الفهد البري في كل مرة ، أنااااا ميار نجيب تهرب مني ثعلبة القطب مرة تليها مرة
طارق:- بالأخير هي تربية نيوزلندا يا ابن عمتي ، ثم لا تدقق فهذا ليس وقته أخبرني عن خطتك حالا لأنني بحاجة للتغيب بضع ساعات فلدي أمر هام علي حله بالبيت
ميار:- تغااادر ؟
طارق:- أكيد لن تحتاج لمُرضعتك يا صغيري ؟
ميار(صغر عينيه فيه):- بدأت تتخذ نفس نمط سخريتي..ههه يعجبني ذلك
طارق:- أي جديد ستبلغني به أيا كانتِ الساعة ، ولا تبرح محلك ريثما أعود وانتبه للصغيرة
ميار:- سأتوجه إليها ففعلا قلقت لأجلها بشكل كبير
هكذا انفصلا بحيث توجه طارق نحو بيت الراجيين ، بينما توجه فؤاد صوب قصر أبيه للاستفسار حيال المصيبة الجديدة ، أما إياد فقد بقي يصالح في رقية كل الوقت وغالبا سيستمر على ذلك الوضع فترة أخرى ..عن وائل فقد جعله شهاب يشرب فنجاني قهوة ساخنة عله يعيد له تركيزه بينما كانت العروس الجديدة تستقر في إحدى الغرف المجاورة فما كان أمامهم سوى الامتثال لذلك الأمر الواقع … أما ميار فقد توجه إلى غرفة ميسون تاركا رامز في المكتب والذي فتح الحاسوب وبدأ العمل
ميار(وجدها تعانق دوبي وتقرأ بمذكرة ميرنا):- بلُّونة
ميسون(رفعت حاجبها وأغلقتِ المذكرة):- لم الاسم ؟
ميار:- هكذا أحببت أن أناديكِ تعترضين ؟
ميسون(التفتت للجانب الآخر):- ما يهم
ميار(تنفس عميقا وجلس على طرف سريرها):- ما حكاية هذا الدب الضخم ؟
ميسون:- أحضره لي بابا حبيبي بعيد ميلادي ..
ميار(كان يعرف ذلك أساسا):- هل لي بمعانقته قليلا ؟
ميسون:- وما المناسبة ؟
ميار:- أنا بحاجة إلى لتر حنان وكيلو مشاعر لطيفة ينفع ؟
ميسون(نظرت لدوبي وعدلت جلستها لتمده له):- تفضل
ميار(نظر للدب ولامسه ليمسكه بيديه):- اممم لا أشعر بشيء يا بلُّونة
ميسون:- إنها مشكلتك
ميار:- ربما لأنني رجل كبير فأنا لا أشعر بما يشعر به الصغار ، لكن ماذا سأفعل إنني بحاجة ماسة لطلباتي
ميسون(رمشت بتفكير):- أساعدك ؟
ميار(بنزق):- وكيف ذلك يا صغيرة ؟
ميسون:- عانقني أنا
ميار(ابتسم بمكر فقد كانت تلك خطته من البداية):- ياااااه ستخدمينني يا بنت ، لنضع دبدوبكِ محله كي لا يغضب منا وتعالي لتعانقيني
ميسون(بسطت يديها):- حاضر عمو ميار
ميار(بأسف عانقها وهو يسفر عن تنهيدة تبرز مدى وجعه):- آه يا صغيرتي
ميسون(لامست شعره ووضعت رأسه بحجرها):- استلقي هكذاا وأنا سألعب بشعرك ، سيفيدك أنا واثقة لأنه كان يفيد بابا حبيبي قبلا
ميار(أغمض عينيه على جملتها الموجعة وخانته أدمعه التي ابتلعها بقهر):- تشتاقين إليه ؟
ميسون(دمعت عيناها هي الأخرى وأخذت تلاعب خصلاته):- اشتياقي عظيم ، لكنني مرتاحة قليلا لأن ماما ميرنا التقت به وأخبرته بمدى اشتياقي إليه
ميار:- كيف تحافظين على رباطة جأشكِ ؟
ميسون:- علمني بابا أمرا جميلا ، أخبرني حين أشعر بالضعف أن أصغي إلى صوته
ميار:- اممم التسجيلات الصوتية يعني ؟
ميسون:- أتعرف قصتها ؟
ميار:- عرفت في روما ، أبوكِ مهووس تسجيلات ولولا ذلك لما وقعنا في ما وقعنا فيه الآن
ميسون(بعدم فهم):- كيف ذلك؟
ميار:- انسي يا روحي ، ها أسمعيني تسجيله الخارق الذي يجعلكِ أقوى
ميسون(أخرجت هاتفها من خلف وسادتها وضغطت على الصوت الذي كانت تضع خانته بشاشتها الخارجية):- هنا …
صوت حكيم:- صغيرتي …حمامة قلبي المرفرفة في سمائه ، عندما كنت صغيرا اعتقدت بأن عصافيري الخشبية التي كنت أصنعها ستحلق في السماء يوما ما ، كنت أصنعها بحب شديد رغم أنني أدميت أناملي مرارا وتكرارا إلا أنني ثابرت واجتهدت واستطعت صنع أول عصفور متكامل حتى أنني أخذت إكرامية من معلمي آنذاك ، ذلك العصفور أهديته لعصفورتي الصغيرة قبل خروجي من البيت ، وضعته كملاك حارس بين يديها ليحميها في غيابي ..
ميسون:- وماذا ستهديني بابا حبيبي ليكون حارسي الشخصي ؟
حكيم:- اممم رعد إنه كفؤ لذلك
ميسون:- يا بابا حبيبي العصفور الخشبي كان جمادا وأنا أريد جمادا مثل ميرنااااا
حكيم:- هكذااا إذن … طيب ما رأيكِ بحجاب عمو ميار أظنه كفيلا بالمهمة
ميسون:- ولكنه حارس عمو ميار ، أحتاج حارسا منك أنت بابيتو حبيبي
حكيم(بتفكير):- وجدتهاااا .. سأعطيكِ قلبي
ميسون:- هئئئئئ ستزيل قلبك من محله وتعطيني إيااااااااه ؟
حكيم(ضحك من براءتها):- ههه لا يا ابنتي الحبيبة ولكنني سأعطيكِ مثالا حيا عنه
ميسون:- عقلي ما استوعب ؟
حكيم(أمسك كفها ووضعها على قلبه بينما وضع يده على قلبها):- بماذا تشعرين ؟
ميسون:- نبضات قلبك ترتفع بابا حبيبي يااااء حتى نبضااااتي أنا ههه
حكيم:- هكذا قمت بوضع قلبي بقلبكِ وقلبكِ بقلبي
ميسون(رمشت بحب لترتمي بحضنه معانقة إياه بحرارة):- يااااااااا سلام أخذت قلب بابا حبيبي إنه هنا في قلبي ، سأخبر ميرنا ماما الآن ههههه
حكيم:- ههه أخبريها وأنا سأتابع التسجيل هنااااا …
ميسون(قبلته وقفزت من حضنه لتركض منادية إياها بضوضاء مرتفعة):- ميرنااااااا لقد قمنا بالتبادل أينكِ ماما ميرنا لقد أخذت قلب بابا حبيبي وبابا حبيبي أعطاني قلبه هههه ميرنااااااااااااااا أينكِ …
حكيم(أمسك الهاتف ليتابع التسجيل متأملا ركضها بفرح):- أعطيتكِ قلبي يا ابنتي الحبيبة وسيحرسكِ في كل الأوقات الحرجة ، صوتي سيكون بمثابة منارة تضيء دربكِ ، وسبيل تهتدي إليه أحزانكِ ، سأكون راحتكِ وقت تعبكِ وفرحكِ وقت حزنكِ يا صغيرتي الله يبعد عنكِ كل المواااااجع …حتى لو ضاقت فأنا معكِ وقلبي بداخلكِ سيعطيكِ من قوتي لتتحملي أكثر فأكثر تذكري ذلك جيدا فأنتِ تعيشين بداخلي وأنا أعيش بداخلك … هكذا يا ابنة أبيكِ النفيسة !!
ميار(شعر باهتزاز أناملها فعرف أنها تبكي والحال أنه هو الآخر تألم من التسجيل):- نفيسة كلمة غريبة ماذا تعني ؟
ميسون(بغمغمة بكاء):- تعني ثمينة
ميار:- امم عمكِ ميار كان فاشلا في النحوي فلا تسخري مني
ميسون:- ما أسخر
ميار(ارتفع ليجمع الوضع):- لنتبادل قليلا
ميسون(باحتياج):- حسنا
ميار(استقبلها بحضنه وراح يمسح على شعرها):- حتى لا تقولي أنني حجر لا يفهم في معاملة الأطفال
ميسون:- أنت تحب الأطفال لكنك لا تريدهم
ميار(عقد حاجبيه):- أريدهم …لكن ليس الآن
ميسون:- لكن عمتي جوزيت تعتقد بأنك لا تريدهم بشكل نهائي …
ميار:- هذا ما فهمته الغبية لأنها عمياء البصيرة ، فإن اعترضت على شيء فأكيد لي غاية باطنية في ذلك الشأن ثم أنا أحب الأطفال لكنني أمقت إزعاجهم إنه يصيبني بالصداااااع
ميسون(ابتسمت):- ماذا لو أعطاك الله أطفالا بعمري ؟
ميار(ارتبك وهو ينظر إليها بدون قدرة على الاستيعاب):- يعني ….كيف بعمركِ يعني أطفال لي مثلكِ ؟؟
ميسون:- بابا حبيبي لم يكن يعرف بشأني وبقي سبع سنوات غير مدركا لذلك ، وحين عرف بأمري وجدني كبيرة يعني أعفيته من الإزعاج الخاص بالصغاااار
ميار:- هههه ونعم التحليل ، لكن ذلك الأمر مستبعد بالنسبة لي فأنا حريص
ميسون:- لنتخيل ، كيف ستكون ردة فعلك عمو ميار ؟
ميار(لعبت الفكرة في باله فابتسم بإشراق):- أولا سأحرق أم الدنيا وبعدها سأفرح يعني …تواجد طفل مني هكذا كبير سيبهجني فهو سيكون وريث آل نجيب
ميسون:- أحببت الفكرة ، طيب لنخبر عمتو جوزيت ولتتزوجا وتنجبا هذا الطفل ما رأيك ؟
ميار(جزع للفكرة):- أ….بنت بنت هذا الموضوع لن تتطرقي إليه معها ، يعني لا أريد دعيني في هذه الصورة بعقلها حتى لا نقع بخطأ لا نقدر على مجاراته
ميسون:- ههه حسن
ميار(تأمل ابتسامها):- على الأقل استطعت إضحاككِ
ميسون:- منظر جزعك من الفكرة أضحكني ، هه أنت خائف من المسئولية لكنني واثقة بأنك ستكون أبا جميلا مثل بابا حبيبي ، سيحبك أطفالك جداااا وسيضحكون كثيرا لأن أباهم ذو حس كوميدي مشبع بالدراما الساخرة
ميار(أنزل رأسه لرأسها):- أناااااا هكذاااااا …طيب أنتِ أردتِ ذلك ههه خذي يا بنت خذي
أخذت تضحك من دغدغته التي سرقتها من جحر الألم لبرهة قصيرة ، قبل أن تستكين فيستكين معها لأنه يعلم حجم الوجع الذي تحمله في قلبها الصغير ومع الأسف هو غير قادر على امتصاصه ، لكنه قادر على المساعدة وسيفعل لمَّا يعيد ميرنا لحضنها ، وبعدها سيتكفل بموضوع حكيم خطوة خطوة حتى سيجمع شمل عائلتهم بعون الله …
ساعدها على النوم بعد أن وعدها بوعود كثيرة كانت تعلم يقينا أنها في عهدة القدر ، قد تتحقق وقد تتأخر لكنها في صميمها كانت تشعر بميرنا وبمعاناتها ولو أخبرتهم بما يحصل سوف تزيد الطين بلة ، فقد اكتفت بإخبارهم أن حالة ميرنا غير مطمئنة لذلك انتظرت بفارغ الصبر أن تفتح عينيها صبيحة اليوم التالي فتجدها أمامها كحلم بسيط طال انتظااااااره ….فتحقق .



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:03 AM   #927

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في بيت الراجي
وصل متأخرا بعض الشيء إلى البيت ، حيث كان الأغلبية يرتبون أنفسهم لأجل النوم لكن مجيئه أربك بعض القلوب مما جعلهم يستقبلونه بقلق في ذلك الوقت ،..أولهم كانت عواطف التي أشارت له بالجلوس في الصالون لتفهم سر زيارته تلك
عواطف:- بني خيرا لم تزورنا بهذا التوقيت ؟
نور(بتوجس):- حتى أنك لم تشعرنا بقدومك
سماح(بمكر):- أتراك ستبيت معنا ؟
عفاف(احمرت خجلا):- احمم هل أسخن الأكل لأجلك طارق ؟
طارق:- لا أريد…جئت لمحادثة أختي نور يمكنكم الخلود إلى النوم
عفاف(ببؤس ناظرته ثم تراجعت للخلف):- كما تريد
مديحة:- افف حسبت أنك أتيت بخبر عن ابني ، طالما لا يوجد شيء كهذا سأغفو تصبحون على خير
سماح:- خذيني معكِ يا مديحة ، بنت سلوى إلى غرفتكِ حالا
سلوى:- تصبح على خير يا ابن خالي
طارق:- وأنتم من أهله
رنيم(سمعت صوت بكاء سجى):- يا الله نيمتها للتو لكن طالما هي مريضة فستتعبني
طارق:- بالمناسبة متى عدتِ للبيتِ أختي ؟
رنيم(بتلعثم نظرت إلى نور):- هذا الصباح
طارق(هز رأسه):- هذا الصباح …أين مكثتِ ليله ؟
رنيم(تفتفت وهي تستنجد بأمها):- ببيت رأفت
طارق(بسط ذراعيه متكئا بأريحية):- بيت رأفت …هذا تطور سريع أختي
رنيم(برهبة منه):- كانت سجى مريضة وأخذناها للمشفى ولأن الوضع كان مربكا اضطررت للبقاء جوارها ، فلم يغمض لي جفن معها طوال الليل وأنا أنجدها بكبسولات الشمع الخافضة للحرارة
طارق(مسح على ثوب بنطلونه بترتيب):- أطلتِ الحديث ..
نور:- يعني تعرف يا أخي أن مرض الصغار شاق بعض الشيء
طارق(رمق عفاف وهي تصب لنفسها كوب ماء):- لا أعرف أختي نور لأنني لم أعايش فترة تربية الرضع من قبل
عفاف(شعرت بوخز من جملته):- …لارد
نور(نظرت لعواطف):- عاطف بيك أليس لديك ما تقوله ؟
عواطف:- ألن تخبرنا بفحوى الموضوع الذي تريد نور به يا طارق ؟
طارق(أطال النظر في رنيم حتى ارتبكت):- صغيرتكِ تبكي … اذهبي إليها
رنيم(أمسكت على قلبها وهي سعيدة بالنفاذ):- حاضر أخي تصبح على خير
طارق(مال برأسه ليرمق عفاف وهي مغادرة صوب غرفتها):- عفاف ؟
عفاف(مجرد سماع اسمها بصوته جعلها ترتج في خطواتها حتى كادت تسقط):- نعم نعم ؟
نور(ابتلعت ضحكتها كي لا تحرجها):- احممم اسم الله عليكِ يا عفيفي
عفاف:- نعم أي خدمة ؟
طارق:- سأمر بغرفتكِ قبل رحيلي أحتاجكِ بكلمة
عفاف(رفرف قلبها لحظتها):- سأنتظر
طارق(التفت لعواطف):- أماه ؟
عواطف(ربتت على يديها):- حسنا طالما لديكما حوار خاص ،، فسأترك الإخوة معا وأخلد للنوم تصبحون على خير
نور:- أحلاما جياشة يا عواطف
طارق(شبك يديه):- تعرفين الموضوع
نور(نطقت بعد رحيل الجميع):- أعرفه ،، أين أختي ؟
طارق(همس بخفوت):- بروما
نور:- هذا ليس خبرا جديدا ، أحاول الوصول إلى المدعو فؤاد رشوان لكنه يفصل الخط بوجهي وهذا أمر سأجعله يندم عليه لأربعمئة وخمسة وستين عاما المقبلة
طارق:- الله معه …فهو مشغول بمصيبة ابن أخيه
نور:- شهااااااااااااب ماذا فعل الأخرق هل تطاول على أختي ميرا مجددا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طارق:- ليس هو هذه المرة ، بل المحامي الأصيل
نور(بعدم فهم):- يا إلهي ما به وائل ؟
طارق:- أحتاج لاستحضار كل هدوئكِ قبل أن أخبركِ بما يحدث
نور(بتوتر):- كلي آذان صاغية أخي ، أعدك بالحفاظ على هدووووئي
طارق(بانعدام ثقة):- وعد ؟؟؟؟
نور(بثقة وثبات):- وعد الشاويش نوري لا يسقط الأرض ..
بعد لحظتين
نور(تمسك على بطنها وتصرخ من الضحك):- هههههه ههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههه والله لم أحسب أن ذلك العجوز يملك حسا فكاهيا كهذااا ،هههههه هل زوَّج حفييييييييييييده حقااااااااااا وبدون علمه وفي صبااااااااااه ههههههههههه لالا لا لالالا قوية هذه والله قوية ههههههههههههههههه
طارق:- هششش أخفضي صوتكِ يا نور الخواطر ولا تجعليني أندم لإخباركِ في هذه الساعة
نور(تتمالك نفسها):- ههههههه لكنني لا أستطيع التوقف هههه ، هل حقا وائل متزوج لا عجب إن وجدت فؤاد أبااااااا في المستقبل ههههههههههههههه
طارق:- أختي ؟
نور(أخذت تتنفس عميقا والدموع تنساب من مقلتيها):- هه هههه …….اهئئئ أنا منهاااااارة داخليا أشعر برغبة في الهرووووووب
طارق(نهض من محله وجلس جوارها ليحتضنها برفق):- أخوكِ هنا …ما عاد هنالك ما يثقل كاهلكِ أختي نور ..يمكنكِ رمي كل شيء على ظهري الكبير
نور(رمقته ببؤس):- نحن قبيلة مشئومة بالمشاكل كيف لظهرك أن يتسع لنا جميعا ؟
طارق:- حسنا هذه مشكلة الأخ الأكبر ، ما عليكم أنتم سوى أن ترتكبوا المزيد من الحماقات وأقوم أنا بلملمة الفوضى
نور(وضعت رأسها على كتفه بأمان):- اشتقت لتواجدك بيننا أخي …أحمد الله أنك عدت
طارق:- أخبريني إذن ..ما الذي يتعبكِ حقا حتى جعلكِ تنهارين لهذه البقعة ؟
نور:- أريد ميرنااااا …أريد أختي أين هي يا طارق ؟
طارق(مصمص شفتيه):- رفقة كاظم …لقد سافرت إلى روما بحثا عن حكيم ، وكاظم معها ما يعني أنها ستعود في أقرب وقت
نور:- هل عثر عليها حقاااا أين كانت ..يااااه سوف أحاسبها حسابا ما بعده حساب على فعلتها الغبية
طارق:- ستفعلين فهذا دوركِ كأخت كبرى لها ..لكنني أخشى من أن هنالك موضوعا آخر تحت لسانكِ يا أختي
نور:- أجل هنالك أمر آخر يزعجني
طارق:- أشم رائحة الرشواني في أثره
نور(عضعضت شفتيها):- يريد مني تحديد موعد الزفاف هذا الشهر ، تخيل معي زفاف قبل أن تنتهي أربعينية عبد الجليل ؟
طارق:- تكاد تنتهي يا نور لم التأخير
نور(بدهشة كفكفت دموعها):- يعني …ألا تعترض على زواجنا ؟
طارق:- أنتِ راشدة يا نور ، حتى لو أنكِ عانيتِ لوحدكِ طوال السنين الماضية في تأدية دور رجل البيت الذي شرفته وقمت به على أكمل وجه ،، ورغم عنادكِ وطبعكِ الحاد إلا أنني لا أجد رجلا سيقبل على جنونكِ غيره
نور(شهقت):- هذا ما أعانك الله على قوله يا أخيييييي بارك الله فيك
طارق(قبَّل رأسها):- أبارك زواجكما رغم تحفظاتي الخاصة حيال أبيه وعائلته ، لكنني لمست معدنه وهو حقا يحبكِ بعكس ابن أخيه ذلك الشهاب الهارب من سقف المتاعب
نور:- ههه بدوري لا أبتلعه لأنه لعوب وقد آذى أخواتي كثيرا فيما مضى …
طارق:- أشك بأن لعلاقته بسمر أبعادا أخرى تشير إلى تلاعبها ، لكنني واثق من معدنها الخالص ولولا الظروف الملتوية التي أجبرتها على اتخاذ مسار سيء ، لكانت أختي أروع أخت في الدنيا
نور:- آه يا أخي .. لا يمكننا إعادة الزمن إلى الوراء
طارق(أمسك كفها برفق):- لكننا يمكننا تغيير المستقبل ، سنعمل على جعله مستقبلا مريحا يليق بأسرتنا ويعوضنا عن كل الشقاء الذي عايشناه سابقا
نور(مسحت على وجهه):- لو نبدأ ذلك بخطوة الصفح ألا تتفق معي ؟
طارق(أبعد وجهه عن يدها ثم جمع قبضتيه بقوة):- لم يحن الوقت بعد
نور(نظرت جانبيا للرواق):- زوجتك تتلهف لربتة يدك للمسة حنان منك لضمة صدرك ، لقد انتظرتك سنينا طويلا وقاومت سماجة أخيها معتز وزوجته الشمطاء وكلام الناس لأجلك لأنها تحبك ، ألا ترى معي أن كلمة شكرا أو ممتن على انتظاركِ لو ترجمتها في حضن ستكون كثيرة على قلبها المتلهف لقربك ؟
طارق(تألم من جملتها وعقد حاجبيه):- أعرف ذلك أختي نور ، لكنني غير قادر على فتح ذلك الباب فصدري ما يزال مغلفا بقرميد أسود يشابه جدران ذلك السجن الذي سجنت نفسي فيه داخليا …كي أكسر أسواره علي أن أتخبط في معركة أخشى أن تعري ضعفي وتبعدني عن حاجتي الرئيسية حاليا ألا وهي حماية عائلتي
نور(بإصرار):- لا بأس …لا بأس في أن تمنح نفسك بعض السكينة لتعطيك الدافع لفعل ذلك ، أعط لمشاعرك فرصة لتهبها ما تحتاجه وتأخذ منها ما سيقويك
طارق(تأوه عميقا):- ليس وقته ورجاء أغلقي الموضوع فأنا أمنع الجدال فيه
نور(مطت شفتيها):- ولكن هذا التصرف أصنفه في فئة السلطة الذكورية ، حيث يتعجرف الرجل على امرأته ويبرز لها لا مبالاته بينما هو يغلي غليانا بقربها
طارق:- شعارات الرجال والنساء خاصتكِ لا تؤثر بي ، أتيت لأخبركِ عن وضع ميرنا المؤقت لتكفي عن البحث خلف الموضوع
نور:- متأكد أنك لا تخفي عني أي شيء ؟
طارق:- أيوجد لديكم وظيفة شاغرة كمساعدة مبتدئة مثلا ؟
نور:- أخمن في من تريد لها أخذ الوظيفة، فأكيد ليست سلوى فما زلت أشرح لها ماهية نسخ الأوراق ولا كانت تفهم
طارق:- ليست لسلوى ، لذلك هل أعتبر إجابتكِ بنعم ؟
نور:- اممم أجل يا طارق سأساعدك في أي شيء تجده مناسبا أخي
طارق:- إذن انتظري اتصالي
نور:- هل أنتظر أيضا طلبك لمساعدتي في شؤونك العاطفية أخي الحبيب ؟
طارق(استقام مشيرا للدرج):- اصعدي لغرفتكِ فقد انتهت المحادثة
نور(نهضت):- تذكر أنني أختك وأريد مصلحتك لا غير ، ولو حادثت ميرنا دعها تكلمني في أقرب فرصة كي أسمعها بعض الطرب الراجي فأظنها قد افتقدته
طارق(لاحت بسمته قبل أن يشير إليها بالصعود):- ليلة طيبة
نور(أشارت للرواق الخاص بغرفته):- ولك أخي …
طارق(هز رأسه من حركاتها وعدل سترته بترتيب ليتحرك صوب غرفته الآسرة):- هممم … مرحبا
عفاف(كانت تجلس على طرف السرير وهي تشبك يديها بقلق):- أهلا
طارق:- لا تنهضي ابقي مرتاحة …أريد محادثتكِ بشأن نهال
عفاف(تلون وجهها بالقلق وعضعضت شفتيها هاتفة في سرها):- يا إلهي هل عرف أنها عادت فجرا للبيت ؟
طارق(تبا لحركاتكِ يا عفافي أرجوكِ أتركي تلك الشفاه وشأنها):- أ…احم يعني …
عفاف(مصمصت شفتيها وهي تنتظر برعب):- أهاااه أسمعك
طارق(ناظر شفتيها الورديتين بجوع قبل أن يعقد حاجبيه وينظر جانبيا):- أحوالها لا تعجبني وأريد معالجة الوضع بطريقة سليمة …وبدون تهور
عفاف:- ما فهمت ؟؟
طارق:- متى عادت للبيت ؟
عفاف(أغمضت عينيها بجزع ثم فتحتهما لتنظر جانبيا):- باكرا باكررااا
طارق(ارتسمت على شفتيه ابتسامة جعلت انعقاد حاجبيه ينفتح بشكل سلس):- هه ما زلتِ لا تجيدين النظر بوجهي حين تكذبين
عفاف(نظرت إليه بسرعة):- أ…لم أكذب عليك قط
طارق:- أخفيتِ فقط يا عفاف ، وأنتِ تكررين ذلك الآن ويمكنكِ الاطمئنان أنا أفكر في حل للملمة الوضع بدون زيادة في جرعة العصيان
عفاف(ابتلعت ريقها وأدمعها تتقافز بعينيها):- فجرا
طارق:- أعرف
عفاف(فتحت عينيها على وسعهما لتهمس):- جيد أنني لم أكذب هفف …/ ولكنها كانت كانت مع ال
طارق:- غادرت قبل أن تدق ساعة الميلاد الجديدة ، غادرت بعد عراكنا مباشرة ولم أجدها في أي مكان لكنني وجدت شيئا آخر وهو تسجيل فيديو يدل على قفزها في سيارة فارهة تخص أحد الأولاد المتسكعين ، أتعلمين عن ذلك ؟
عفاف(نهضت مفزوعة):- ابنتي أناااااا … أكيد أنت مخطئ
طارق(تلونت عيناه بالغيظ وظل يناظرها ببرودة تدل على ضبطه لأعصابه):-…لارد
عفاف(ارتجفت من نظرته لكنها ضبطت نفسها هي الأخرى وجلست محلها):- أعتذر لو انفعلت بوجهك لم أقصد التطاول ..لكن
طارق:- تعلمين أن الأمر يجعلني أرغب بالصعود فورا لغرفتها وجرها من شعرها لأبرحها ضربا وأعلمها الأدب ، لكن … هنالك شخص جعلني أفكر بعقلانية أكثر فلو حاولت منعها ستتمرد أكثر وتبقي على علاقتها بذلك الشاب المتهور
عفاف(بخوف):- من يكون ؟
طارق:- أسعد
عفاف(عقدت حاجبيها):- أسعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …ولكن ولكنه شاب خلوق حتى أنه أنقذها من الاغتصاب العام الماضي ، هل كانت على علاقة به طوال الوقت ؟
طارق:- لست أنا من كان معها السنة الماضية بل أمها ، لكنني استطعت معرفة التفاصيل فعلاقتهما نشأت بفترة قريبة وأنا أرفضها بشكل قاطع لذلك ستساعدينني في إيقافها
عفاف:- ماذا أفعل ، لقد حاولت جاهدة أن أفهمها وصرخت بوجهها واستعملت كل أسلوب باستطاعتي لكنها تحولت لفتاة جامحة أكاد أعرفهااااا ، ابنتي كانت مثالا يحتذ به في الأخلاق لكن بعد أن ظه…
طارق(صغر عينيه بعد توقفها):- أكملي جملتكِ يا عفاف
عفاف(بحرج منه):- بعد عودتك أصبحت هكذا
طارق:- أعلم أنني سبب رئيسي في تدهور حالتها ، لكنني أحاول البحث عن حل فهل أنتِ معي يا عفاف ؟
عفاف(تنهدت بتعب من جملته التي اخترقت قلبها اليتيم):- معك …
طارق:- جيد… لقد فكرت في بعض المسئوليات لأجلها ، إذا ما قمنا بإسناد بعد المهام الكبيرة لها فربما قد نستطيع سرقة بعض الوقت منها ونجعلها بعيدة عن ذلك القذر
عفاف:- ماذا تقترح ؟
طارق:- أن تعمل لتحصل على حاجاتها الخاصة ، فالمصروف اليومي سيقطع عنها وسأمنع أيا من العائلة إقراضها أي قرش
عفاف(عقدت حاجبيها):- لن تقبل ، إنها تحتاج للكثير من المستلزمات يا طارق تعرف أن هذا عامها الأول في الجامعة وسيكون هنالك طلبات كثيرة
طارق(ناظرها بثبات):- هل أبدو لكِ أنني أستشير هنا ؟
عفاف(رمشت بخفة):- العفو منك …ما قصدت
طارق:- أنا أفكر في مصلحتها أكثر منكِ عفاف ، إذا ما شعرت بالمسئولية فهذا سيفتح بابا أمامنا ألا وهو الأخذ والعطاء ، وسيعلمها الاعتماد على مهاراتها في نفس الوقت سيعود علينا بالفائدة جميعا ففي نهاية المطاف ذلك المكان خلق لأجل عائلتنا ولأجل أجيالها المقبلة
عفاف(بفهم):- شركات الرااااااجي
طارق:- بالضبط…
عفاف:- هل فاتحت المديرة بهذا الشأن ؟
طارق:- والوظيفة جاهزة ، لا ينقص إلا نقل الفكرة الرئيسية وهذا سيكون من نصيبي
عفاف(بتشكيك):- أخشى أنها لن توافق
طارق(ابتسم وهو يستقيم):- أنا أبوها … إن لم توافقني فستجبر على التسول
عفاف(هزت كتفها):- أنا معك مهما كان قرارك
طارق(ابتلع ريقه لما رمقها قد استقامت لتهب ريحها العطرة وتزكم أنفاسه):- طابت ليلتك
عفاف(تنفست الصعداء لتهتف بصوت يكاد يسمع):- تأخر الوقت …لو تبقى ؟
طارق(أغمض عينيه موليا ظهره):- ما ينفع …لدي عمل كثير ، سأبلغها بقراري وبعدها أغادر أرجوك ارتاحي أعرف الطريق جيدا
عفاف(جلست بيأس):- تصبح على خير
طارق(لمح بؤسها ودمعتها التي خانتها لكنه لم يستطع إلا الرحيل):- .. ما زال اللون القرمزي يبدو رائعا عليكِ …
جملة غزل أم تطييب خاطر أم جبر روح جائعة تتجرع لجرعة مشاعر تهبها المزيد من الحب المهدور على طرقات الانتظار ، هي لا تعرف فقط تعلم أنه أخرجها من هالة اليأس ليقحمها في هالة العشق القديمة التي جعلت خدودها تتورد لتستلقي بفراشها وتعانق وسادتها كمراهقة حصلت على رسالة من حبيبها الولهان …آه يا طارق همست بذلك قبل أن تطبق جفنيها حالمة به بين أحضانها لعل ذلك الحلم يتحقق عما قريب …
احلمي يا بت يا عفاف والله ما كذب فهدنا البري حين قال : الحُلم مُفيد لنضارة البشرَة ، ههه وشكلنا سنصل إلى كلامه بالمعنى والكلمة ..
أما في الدور العلوي لبيت الراجي
فقد صعد طارق واقتحم غرفة البنات ليلمحهن بأريحية كونهن بمنأى عن أنامل الشر التي تلف حولهم منذ ردح من الزمن ، تنفس بقوة قبل أن يتوجه لسرير ابنته حين لكزها بيده وجعلها تجفل فزعا من حضوره ، لذلك انتفضت كي تهتف بصوت مرتفع لكنه أغلق فمها بسرعة وأشار لها بإصبعه كي تتبعه للخارج …نظرت حولها واستقامت لتضع قبعة القطط خاصة كنزتها على رأسها وتخرج إليه مزمجرة بغضب حاد ، لكنه لم ينتظرها أمام الباب بل تحرك ليقف قبالة الباب الملعون خاصة بيتهم …
طارق(فتح الباب ودخل وأشار لها بالدخول):-… هذه الغرفة .. أتعرفينها ؟
نهال(كتفت يديها بامتعاض):- هل أيقظتني من نومي حتى تختبر معلوماتي العائلية ؟
طارق(أغلق الباب برفق ووضع يديه بجيوبه ليتحرك بخيلاء أمامها متفحصا كل زاوية في الغرفة):- أنتظر إجابة محددة
نهال(بملل):- بفف إنها الغرفة المحرمة في بيتنا
طارق:- محرمة ؟؟ … فعلا جائز تلقيبها بهذا اللقب فهي ملعونة ومحرمة بحق
نهال:- وبعد ؟
طارق(ناظر تعجرفها بطرف عين ثم استمر ليقف قبالة النافذة التعيسة):- من هنا سقط جدكِ سليم …تعرفين القصة ؟
نهال(حركت فكها):- أعرف فقد سردتها لنا جدتنا نبيلة مرارا وتكرارا في كذا ذكرى درامية مرت بعائلتنا المبجلة
طارق:- أنا من تسبب بمقتله
نهال(رمشت مرتين وهي تنظر بعدم فهم):- ..كان حادثا
طارق:- أجل … كان حادثا ولكنكِ لا تعرفين السبب الذي جعل الحادث يحدث من أساسه ؟
نهال:- لا أعرف فكلهم يقفون عند هذه النقطة ويصمتون كمن أصيب بلعنة صمت طويلة
طارق:- أترغبين بمعرفة السبب ؟
نهال(وضعت يديها بجيبها):- لست مهتمة
طارق(انكمش جانب عينه ممتعضا من إجابتها):- …دافعت عن عمتكِ سمر
نهال(ابتلعت ريقها):- سمعت أنه عذبها كثيرا ولم يكن يسمح لها بالغناء ، وأرجح أن هذا سبب العراك بينكما في تلك الليلة المشئومة
طارق(ابتسم بسخرية وهو يلتفت إليها ، ثم نظر إلى السرير):- أختي …كانت في حالة مريعة ليلتها ، كانت على ذلك السرير حين ترجلت منه وزحفت أرضا لتبلغ قدميه وتسأله الرحمة ، لكنه لم يرحم فلو كان قد أشفق لدرجة واحدة ما كان قد حصل ما حصل ..لكنه أساء إليها كثيرا ولم يشفع له حالها بل تابع قتل مشاعرها بدون اكتراث
نهال(اهتزت حدقتيها):- لماااااذااااا ؟
طارق:-لأنها خرجت عن طور قوانينه وخالفتها
نهال(عقدت حاجبيها بشدة):- هل هذا تحذير مبطن لي ؟
طارق(برقت عيناه برفض):- أنا لست كأبي مطلقاااااا ..ما كنت لأعذب ابنتي أو أحرق قلبها مهما فعلت
نهال(شعرت بشيء داخلي يخونها):- لن تلعب بعقلي ، وهذه الحقيقة لا تهمني ولا أريد سماعها …أخبرني بما تريده وليذهب كل إلى مرقده
طارق(عرف أن رأسها اليابس لن يستوعب الليلة لذلك اكتفى بنصف الحكاية):- عندما تستحقين معرفة الحقيقة كاملة ، سأكملها
نهال(حولت عينيها):- عندما عندما هذا معناه في وقت لاحق لا توقيت له
طارق(استدار ليقترب منها):- أعرف بما فعلته ليلة أمس
نهال(ارتجفت):- …وما الذي فعلته ليلة أمس ؟
طارق:- أنتِ تعلمين
نهال(يا إلهي هل عرف حقا بما حصل في شقة أسعدددد لا لاا):- لم لا نتحدث بشكل واضح؟
طارق:- تمام ..أخبريني عن سبب عودتكِ فجرا للبيت ؟
نهال(تنفست الصعداء):- من أعطاك الحق لتحاسبني عفوا منك ؟
طارق:- ههه أظن أن الله قد فعل حين كنت سببا في إنجابك
نهال:- لا شأن لك في تصرفاتي
طارق:- هذه هي الجملة المنشودة …لا شأن لي في تصرفاتك مثلما لا شأن لكِ في تصرفاتي
نهال(بعدم فهم):- يعني ؟
طارق:- قررت أن أقطع عنكِ المصروف يا ابنتي الغالية
نهال(فتحت فمها بصراخ):- ماذااااااااا…. تقطع عني المصرووووووووف ؟
طارق(ظل يناظر عصيانها):- كأن نبرتكِ ارتفعت قليلا ؟
نهال(بجنون هدرت فيه):- لا يحق لك أن تقطع مصروفي لأنك لا تصرف علي ، بل أمي من فعلت ذلك طوال عمري وأيضا عماتي وجداتي وليس أننننننننننننننت
طارق(وجعه قلبه من جملتها لكنه ابتسم ببرودة مصطنعة):- لكن بعد عودتي قد تغير كل ذلك ، فلا أمكِ ولا عماتكِ ولا جداتكِ سيمددنكِ بفلس واحد ، لأنني من سيصرف عليكِ بدئا من اللحظة
نهال(قفزت بعصبية):- تصرف علي بمنعك المصروووووف ، أي عبط هو هذاااااا ؟
طارق(رفع إصبعه):- لاحظي أنني أضبط أعصاب يدي بشدة كي لا أقوم بضربك
نهال(باحتداااااام):- بل افعل ذلك …تفضل وافعل فأنت ابن أبيك بالنهااااااية ولا عجب إن كنت مثله
حسنا هنا قد ضربته في مقتل وتجاوزت الحد المطلوب ، لذلك تقدم نحوها خطوة ليمسكها من ذراعيها ويرجها بقوة جعلته يدفعها على الجدار ليثبتها عليه وهو يستشعر ارتجافها ذاك ، كان يعز عليه أن يعاقبها لكنها تستحق لذلك كان العنف الطريقة المثلى لإقحام الفكرة بعقلها
طارق(بحدة):- لا أريد ضربكِ ولن أفعل ،، الصفعتين اللتين صفعتكِ إياهما سابقا كانتا غلطة مني ولن أكررها ، لأنني أتوقع بأن ابنتي لن تجبرني على ذلك بعد أن تسمع قراري حتى النهااااااية
نهال(حاولت التملص من قبضتيه):- وما هو قرارك أن تقطع علي المصروف اليوم وتسحب مني هاتفي غدا وتقرر مواعيد خروجي في اليوم الموالي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طارق:- هذه النبرة المرتفعة سأبترها من عاداتكِ وهذا وعد ، أنتِ ستأخذين مصروفا
نهال:- ملاليم قصدك أفهم ألاعيبك جيدااااااا وهي لن تجعلك تصل إلى مرادك بالمرة
طارق(أفلتها وأشار نحوها):- بلى ..ستجعلني أحصل على مرادي وأنتِ من سيساعدني على ذلك فأنتِ ستعملين
نهال(بحلقت في الفراغ قبل أن ترفع وجهها نحوه):- أعمل ؟؟؟؟؟
طارق:- أجل …تعملين يعني وظيفة وراتب
نهال:- ودراااااستي ؟
طارق:- وتدرسين وتتفوقين أيضا لأنكِ لو فشلتِ في الامتحانات ستتوقفين عن الدراسة
نهال(شهقت بفزع):- وماذا عن أحلامي ومتطلباااااااتي ؟
طارق:- اعملي لأجل تحقيقها والحصول على راتب يمكنكِ من جلب كل متطلباتكِ دون مساعدة
نهال:- أنت مجنووووووووون ؟
طارق(رتب سترته):- سأعتبر كلمتكِ هذه تعبيرا عن استيعابكِ الفوضوي
نهال(ابتعدت وهي تمسح على وجهها الدامع):- لالا أنت حقا مجنون ، أتعتقد بأنهم سيتركونك تفعل فيني هذا ، ولا واحد سيوافق على قرارك وأمي أمي ….
طارق:- أمكِ باركت فكرتي ، وعمتكِ نور أيدتني عليها وسأحظى بموافقة كل فرد من آل الراجية ولن يسعكِ الحصول على صوت واحد يعترض على قراري ، لأن الجميع قد أجمع على أنكِ قد تخطيتِ حدودكِ ويجدر إعادة تقويمكِ من جديد
نهال:- هكذاااااااا إذن ….هذه طريقتك في معااااااااااااقبتي إذن لأعطيك دافعا أقوى لفعل ذلك ، أناااااا وأسعد على علاقة ونحن نحب بعضنااااااااا
طارق(رغم أن جملتها قد خلفت شرخا بصدره لكنه آثر التمهل):- أعرف ذلك …ولست أمنعكِ فأنتِ قد أصبحتِ طالبة جامعية كبيرة تتخذ قراراتها بشكل عقلاني ، وغدا ستصبحين عاملة وتدخلين في مجالنا الذي سيفيدكِ في المستقبل
أخذت تتنفس بغيظ كونها لم تحرك فيه أي ثورة مما كانت تنتويه بعد معرفته بعلاقتهما، يعني ماذا كل ما فعلته بالفترة السابقة ضربه طارق بعرض الحااااااائط ، لالا يستحيل أن تقف عند هذه النقطة فتصرفه ذلك ينم عن مقاومة خفية ستكشفهاااااا إذا ما ضاعفت حجم اللعب
نهال:- ما هي الوظيفة التي وجدتها لأجلي ، هل سأقوم بتنظيف الشوارع أم سأبدأ بتوزيع الصحف على المنازل ، أو ربما سأمسح الطاولات بالمطاعم ؟
طارق:- إنهم وظائف شريفة ، ولو كان بإمكاني ذلك لقمت بإيجاد مكان لكِ في الحي ، لكننا لن نقطع لقمة عيش الناس لأنها وظيفة كريمة تعلو عن شأنكِ بكثير فأنتِ تستحقين وظيفة أدنى مرتبة كي تتعلمي الأدب
نهال:- ليس من حققققققك قول هذااااااا ليس من حقك حتى اتخاذ مثل هذه القرارات ، أنا لسسسسسسست موافقة
طارق(هز كتفه):- هذا شأنكِ ، لو أحببتِ التسول فالشارع أمامكِ يا صغيرتي
نهال(نظرت جانبيا بعصبية):- أين سأعمل ، وإياك وأن تقول في مخبز جدااااااااااتي؟
طارق:- ههه فكرت في ذلك الأمر لكنني وجدته أيضا مريحا بالنسبة لكِ ، وجداتكِ حنونات معكِ وسيقمن بخيانتي عطفا عليكِ ،..لذلك أحتاج لشخص يشبهني في الصرامة شخص لا يرحم ولا يتساهل في أمور العقاب والحزم
نهال(حركت رأسها وهي تمسك عليه):- ليسسسست هي ؟؟؟
طارق:- عمتكِ نور ستكون أسعد عمة لأنها ستوظفكِ كمساعدة لها بدئا من الغد ، مبارك لكِ يا ابنتي وأتوقع بطاقة شكر تشترينها لأبيكِ بعد حصولكِ على أول راتب …هاااا سيكون الراتب المبدئي نصف الراتب الأصلي يعني كلما ثابرتِ وعملتِ بجهد ستقوم عمتكِ بزيادته حتى تصلي إلى الرقم المحدد
نهال(هزت حاجبيها بطريقة ساخرة تدل على وصولها للحد الأخير من الأعصاب):- ههه من باب العلم بالشيء وفي إثر حالتك السعيدة الآن ، هل تتوقع مني الموافقة على هذا ؟
طارق:- ليس لديكِ خيار ..إما أن تحصلي على المال عبر العمل أو تتعلمي التعايش مع الملاليم التي ستزور جيبكِ بين الفينة والأخرى
نهال(بخبث هتفت):- وما الذي يجعلك تظن بأنني لن أطلب مالا من صديقي الحميم أسعد ؟
طارق(هنا ألجمته وجعلته ينظر إليها بقسوة حتى أنه اقترب منها بدون إدراك):- أقسم …أنكِ لو فعلتِ ذلك فسوف أؤذيه وأعود للسجن بسببه
نهال(برعب من جملته):- أنت …أنت لا تقصد ذلك حقا ؟
طارق:- أنتِ لم تكلفي نفسكِ بالتعرف علي ، لكن يمكن للعائلة أن يؤكدوا لكِ بأن كلمة طارق الراجي لا تنزل الأرض ولو كان ذلك على حساب وقوعه في بلية كل يوم
نهال(بهلع):- تمام تماااام أوافق على العمل في الشركة ، ليس لأجلك بل لأجل نفسي
طارق(أخفى ابتسامته):- جيد …
نهال:- لم لم تعترض على علاقتي بأسعد ، لقد حذرتني من ذلك كثيرا وتوعدت أكثر ماذا حصصصصل ؟
طارق:-وجدت بأنني مهما فعلت فأنتِ لن تتركي ياقة الولد ،ولا هو سيترك ياقتكِ لأنه يضمر في صدره غيظا تجاهي لكنكِ غبية لا ترين وجهه الحقيقي …وأنا لن أتعب نفسي في لعب دور الأب الصارم بالعكس خذي راحتكِ معه فأنا واثق من أنكِ سترين نفس الوجه المخادع الذي رأيته عليه أول مرة
نهال(بتوجس من جملته):- ….انتهينا هنا
طارق(ناظر عيونها الغائمة):- … لا تستعملي الكحل داخل عينيكِ فهو يجعلهما تبدوان صغيرتي الحجم
نهال(رمشت بعدم تصديق):- هذااااااا كثيرررررررررر
طارق(ضحك من ثورتها وفتح الباب للمغادرة):- ولا تنامي قبل إزالة مكياجكِ فستتعبين بشرتكِ الندية عزيزتي ، عيب أن تقعي بهذا الخطأ وعمتكِ صاحبة صالون تجميلي عتيق
نهال(دكت الأرض بعصبية):- آآآآآآآآآآآآآه
طارق(انسحب مبتسما بانتصار):- آه يا لوعة قلبي الجامحة
نهال(ضغطت على مؤخرة رأسها):- تنمَّل رأسي ….أي ماذاااا يعني هل سيجبرني على العملللللل ، كيف سأعمل وكيف سأدرس إنه مجنوووووووون ويريد أن يخرجني عن طور أعصاااااااااابي ، لا هذا كثير كثيرررررررر
عادت إلى فراشها لتجلس وتكتف يديها بعدم تصديق ، فرغم رفضها إلا أن كبريائها لم يسمح لها أن تترجاه ليوقف جنون قراراته التي يريد إجبارها عليها ، تساءلت كيف سيستقبل أسعد هذا الخبر الغير متوقع …زفرت بتأفف حين سمعت صوت محرك سيارة أبيها مغادرة الشارع ودكت رأسها بالوسادة علها تستوعب حتما ما حصل …، ولأنها بقيت تفكر لوقت متأخر في كل هذاا ما استطاعت النوم إلا متأخرا ونسيت أنها توظفت كمساعدة لأفظع مديرة على الإطلاق هههه …
على الساعة السادسة وربع كانت تقف على رأسها وهي تحركها بإصبعها مرات عديدة ، حتى تثاءبت بكسل وفتحت عينيها لتجدها فوق رأسها وهي متجهزة على أكمل وجه ، متى فعلت ذلك لم تترك لها المديرة فرصة لتعرف حقاااا
نور(نظرت لساعتها):- أمامكِ نصف ساعة حتى تكوني جاهزة أمامي بالأسفل ، لو تأخرتِ دقيقة سأقتطع نسبة من راتبكِ النصفي
نهال(نظرت حولها للظلام وفتحت هاتفها لتشاهد الساعة):- ما هذااااا …الوقت باكر ؟؟
شيماء(بانزعاج):- هشششش ما بكِ على الضجيج ، سكووووووت
نور(هزت كتفها):- بقيت 28 دقيقة يا روحي
نهال(أزالت الغطاء):- لن تجبرووووووني على ذلك ، ولست ذاهبة سوف أنام
نور(مصمصت شفتيها لتهمس بثقة):- 27 دقيقة
نهال(استدارت للجانب الآخر):- لن أذهب
نور:- جبانة كنت أعرف أنكِ ستهربين ، راهنت أباكِ على ذلك
نهال(عقدت حاجبيها):- لست جبانة
نور:- أثبتي ذلك … 25 دقييييقة
نهال(انتفضت جالسة على السرير ونتفت شعرها):- هذااااااااا غير مقبوووووول لم تعذبووووونني هكذاااااااا لماذاااااااااااا اهئئئئئئ ؟؟؟
نور(لم توليها اهتماما بل تابعت المسير مغادرة الغرفة):- 24 دقيقة
نهال(لكمت الوسادة ورفعتها لفمها لتعضها بقهر):- أييييييييييي
تمام بما أنها أول مرة فالتأخر لدقيقتين كان متجاوزا ونور لم تدقق فيه ، بل وضعت علبة بها فطور جاهز بين يديها وأشارت برأسها كي تتبعها مما يعني أنها لا تملك حتى وقتا للإفطار بل ستفعل ذلك بالسيارة ، سألتها عن قدوم رنيم لكن نور لم تجبها بل قادت بها في اتجاه الشركة التي وصلت إليها بعد أن أصغت إلى مقطع طويل لكوكب الشرق أم كلثوم
نور(أوقفت السيارة في موقف الشركة):- أنااااا في انتظاااااااارك خليك ترنننننن
نهال(بصداع نصفي):- ارحمينا يا عمتي الحمدلله وصلنا وصلنا
نور(ترجلت من السيارة):- وله يا توفييييق ههه أوبس اللحن المصري لازمني من الأغنية
توفيق:- ست نور صباح الخير ،آنسة أهلا بكِ في شركتنا
نور:- توفيق هو مدير الأمن لشركتا وهو ابن حسنية السيدة التي تساعدنا في محلنا ، هذه نهال ابنة أخي وستكون مساعدتي بإذن الله
توفيق:- إنه لشرف عظيم لكِ يا آنسة ، أتمنى لكِ يوما مباركا إذن
نهال:- هل سنبقى هنا طويلا ؟
نور(رفعت حاجبها من فظاظتها):- حسن يا توفيق يمكنك متابعة عملك ، وأنتِ اتبعيني
نهال:- لم أشعر وكأنكِ تنبذينني بتصرفكِ الجامد معي ؟
نور(توقفت عند باب الشركة وخطت خطوة للأمام لتتوقف مجددا):- أترين الفرق بين الخطوتين ؟
نهال(بعدم فهم):- لا
نور:- إنها قرابتنا …لقد تركتها خارجا عندكِ ودخلت ما يعني أنكِ مساعدة مديرة الشركة شخصيا ، من الآن فصاعدا ستحترمين هذه الحدود وإن لم تكوني كفؤا فستطردين وبدون أي رواتب تعويضية …مفهووووم ؟
نهال(ابتلعت ريقها):- يا للرتابة …
نور(دكت الأرض بكعبها):- آنسة نهال …اتبعيني لأريكِ الطريق الذي ستحفرينه بعقلكِ جيدااااااا
نهال(لحقتها):- وما هو عجبا ؟
نور(ضغطت على زر المصعد):- طريق مكتبي …
كانت تعلم أنها لن ترحمها لذلك البداية كانت خير دليل ، فلم تشرح لها نور أيا من العمل الورقي بل أعطتها منديلا وقنينة سائل التنظيف وأمرتها بمسح كل مكاتب الشركة ، تمام بالغت قليلا لكنها أعطتها مهلة محددة حتى فترة الظهيرة ما يعني أنها تملك بضع ساعات لا غير …أرادت الهرب أجل لكنها ستبدو صغيرة في عين أبيها وهي لا ترغب في ذلك بل تريد أن تتحداه وتبرز له أنها عند كلمتها ، وأنها ستجعله يخسر رهانه حيالها وعليه بدأتِ العمل حقا بمسح كل المكاتب ، رغم أنه كان أمرا مهلكا لكنها لم تتوقف
رنيم(بعد ساعات في مكتب نور):- ألا تشفقين عليها ؟؟؟؟
نور:- شوفي …إن تعاطفتِ معها أو حادثتها بلطف أو عاملتها بحنان سوف أطردكِ معها
رنيم:- يختي لم كل هذاااااا ؟
نور:- ألم تري تصرفاتها الأخيرة ، أنا أتفق مع أخي طارق في طريقته التي استعملها لتأديبها ونحن سندعمه مفهوووم ؟
رنيم(أشفقت على نهال لكنهم على حق):- طيب يا أختي كما ترون
نور:- ثم يااااااااا ست الموظفة أين هي ملفات التدقيق الشهري ، ألم أطلبها على مكتبي في أول صبيحة للعام الجديد في العمل ؟
رنيم(ارتعبت):- حضرتها سوف آتيكِ بها فورااااااا
نور(بحزم):- يفضل ذلك ، لأنني لن أسمح بأي تهااااااااون
سلوى(دخلت على الجملة):- أنتِ هنا تختلفين عن الشخص الذي يتناول معنا كل وجبات اليوم في البيت
نور(بسطت يديها مرحبة بامتعاض):- ست سلوى أتيتِ باكراااااااا ، ليتكِ بقيتِ ساعة إضافية كنا لننتظركِ ؟
سلوى(نظرت للساعة الحائطية):- إنها العاشرة يعني وجدته وقتا مناسبا للمجيء
رنيم(كانت ترفع حاجبها لسلوى كي تفهم حالة نور المتوترة):- احمممم
ناهد(طرقت الباب ودخلت مهرولة بعد التأخير):- طلبتني سيدة نور ؟
نور(صفقت بحرارة):- يا أهلا بالغالية ناهد أبكرتِ يا روحي ؟
ناهد:- والله تأخري بسبب المواصلات ، حاولت جهدي يعني
نور(حركت فكها ورفعت الهاتف لتضغط على الزر):- عم لبيب ، دع نهال تأتي لمكتبي ؟
سلوى(بعدم فهم):- نهااااال …ما الذي تفعله نهال هنا ؟
رنيم:- اخرسي يا سلوى أنتِ لستِ في البيت وهذه ليست أختي نور
سلوى(عادت برأسها للخلف وهي ترمق نظرات وعيد نور):- أرى ذلك جيداااااا
نهال(دخلت والتعب بدا على ملامحها):- طلبتني عمتي ؟
نور(ضربت على مكتبها بعصبية):- لسسسسسست عمة ولا أختا ولا ابنة خاااااال ولا صديقة معرفة هنااااااا ، أنا مديرة هذه الشركة مفهوووووووم …. الدوااااااام يبدأ عند الثامنة ، اسمعنني جيداااا أنتِ وهي وتلك مشاكلكم أطفالكم مشاغلكم همومكم ستتركونها عند باب الشركة وتدلفن في الوقت المحدد للدوام ، لن أسمح لكن بأن تتجاوزن أوامري ابتداء من اليووووووم …نحن على وشك الدخول على صفقة مهمة سترفع من شأن شركتنا وتوسع نطاقه ، فإذا كان هنالك تهااااون في طاقمه فأكيد سيتضح الخلل في الشركة ولن نحصل عليها سمعتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رنيم(تفتفت):- أكيد سمعنا جيدااااا ولن يحصل إلا ما ترينه صائبا لشركتنا
نور(نهضت بحزم ووقفت قبالتهن):- أربعتكن …. وأنت خاااااامسهم تعال ادخل ادخل
إياد(أطل برأسه من الباب فقد وصل حين بدأت الصراخ):- لم أشأ المقاطعة يمكنكِ الإتمام أنا جيد في الإصغاء
نور(هدرت فيه):- أدخلللللللللللل …
إياد(دخل ووقف بجوار نهال):- مبارك العمل
نهال(همست بخفوت):- بل المصااااااب يا إياااااااد
نور(مرت عليهم خمستهم ثم عادت لتتوسطهم):- … نهال ستكون مساعدتي لقد تم توظيفها اليوم معنا
سلوى:- ولم يعني … إذا كانت ستعمل هنا لأحضر أولادي أيضاااااا فهو حقهم
نور(كتفت يديها):- هل أنتِ المديرة ؟
سلوى:- لست كذلك لكنني ألمس هنا أفضلية تشعرني بالنقص
نور(رمشت مرتين):- ما هو اهتمام ابنتكِ ؟
سلوى:- تريد أن تصبح عارضة أزياء
نور:- تمام عندما يسير العمل جيدا بفرع الأزياء سأجد لها وظيفة مع لورينا تمام ؟
سلوى:- ويزن ؟
نور:- سنسأله عن ميوله وسنضيفه معنا وحتى شيماء … ها بالمناسبة تامر سيصبح معنا أيضا وسيأتي هذا المساء لاستلام عمله فسنستفيد كثيرا من تخصصه التجاري
رنيم:- كما ترين أختي
إياد:- أدعم الفكرة فهو شاب خدوم ومجتهد
نهال(حولت عينيها):- متى سينتهي هذا الاجتماع أمامي عشر مكاتب بعد
نور:- أرى أنكِ أحببتِ عملكِ يا نهااااال هذا أمر مبشر بالخير
نهال(ضحكت بثقل):- هاهاها …
نور(بحزم):- ليتوجه كل إلى مكتبه وسيكون هذا آخر تأخير أسمح به ، لأن التأخير المقبل سيضطرني للمرور بمكتب الحسابات كي أقتطع من راتبكم نسبة تجعلكم تعيدون النظر في طريقة نومكم الليلية …رنيم سجلات التدقيق الشهري أريدها على سطح مكتبي في غضون دقاااااائق … سلوى لديكِ ملفات كثيرة يجب نسخها فتحركي إلى جانب الآلة الناسخة وطبقي ما علمتكِ إياااااااه وأتمنى من قلبي ألا تخطئي …إيااااد على مكتبك ستجد ملفا يخص أسماء المرشحين للصفقة المقبلة أريد دراسة جدول لكل شركة مفهووووم … نااااااااااهد أمامكِ عمل مهم فستقومين بجرد شامل لمردود شركتنا النصف سنوي وأرجو أن تنتهي منه قبل حلول المساء …وأنتِ نهااااااااال تابعي مسح المكاتب وبعدها تعالي إلى مكتبي … هيا إلى عملكم تحركووووا
إياد:- واضح أنها سنة عمل بامتياز …
نهال(بتأفف):- أنا ما الذي أتى بي إلى هناااااا لست أفهم
سلوى:- اففف هذا ما جلبه لي عنادي ، غالبا كانت أمي على حق أنا مالي ومال العمل وهمه
رنيم:- تتت رأفت يتصل كيف سأجيبه وعلى رأسي ألف عمل وعمل
ناهد:- لو كان حكيم هنا لما عاملنا بهذا الجحوووود، يا لها من مديرة اففف
نور(رمقت تذمرهم جيدا ولكنها عادت لتستقر على مكتبها لتتصل من جديد):- عم لبيب تعال إلى مكتبي حالا من فضلك
عم لبيب(بعد لحظات):- سيدة نور
نور:- تعال يا عم لبيب لا تتوقف عندك
عم لبيب:- بأمركِ يا سيدتي ؟
نور:- من فضلك يا عم لبيب ناديني بابنتي فقط
عم لبيب:- حقا كرمكِ لا يختلف عن كرم أختكِ الغالية ميرنا ، لولاها ولولا ابني إياد لما وجدت عملا كريما كهذاااا
نور:- وأين سنجد أحسن منك يا عم لبيب ، كنت سعيدة جدا بتوظيفك فيكفي أن التزكية جاءت من غاليتي ميرنا والغالي إياد …
عم لبيب:- بارك الله فيكِ يا ابنتي
نور:- أريدك في خدمة يا عم لبيب …ستفتح عيونك جيدا على ابنة أخي نحن وظفناها لكي نقسو عليها ونعلمها دروس الحياة ، يعني لمسنا بعض الدلال في طبعها وارتأينا أن نعصرها هنا بالشركة لتبقى أمام أعيننا
عم لبيب :- عين العقل يا ابنتي ولا أحد يلومكم على ذلك
نور:- جيد جدااا …هكذا سنتفق أريدك ألا تتهاون معها إذا ما أوكلت لها عملا معكم ، يعني كغسل الفناجين أو توزيع الطلبات على الموظفين ، أريدها أن تعمل بضمير أيا كانت الخدمة الموكلة إليها ..أعرف أن هذا سيستغرقنا بعض الوقت لكننا سنحققها لا ريب في ذلك
عم لبيب:- ما علي إلا السماع والطاعة … هل لي أن أسأل سؤالا جانبيا ؟
نور:- بالتأكيد
عم لبيب:- أين هي ابنتنا ميرنا ، لم أرها منذ وقت طويل لذلك اشتقت لرؤيتها
نور:- مسافرة …يعني تعرف ما أصابها مؤخرا لذلك دعواتك ستكون دعما كبيرا لها
عم لبيب:- الله يجبر خاطركم أجمعين ..بالإذن
نور(تنفست عميقا حين رمقت اتصاله لترفعه بتأفف):- ماذا تريد ؟
فؤاد:- أهكذا ترد الناس على خطيبها ؟
نور:- خطيب من عفوااااا ؟
فؤاد:- هاااااا قد بدأنا من جدييييييييد الصبر …نووووري حبيبي أنا فؤادك أنسيتِ البارحة فقط قلتِ فؤاااادي فؤادي فؤااااادي لك حبي وسهااااااادي
نور:- يا للتحريف ..ماذا تريد ؟
فؤاد:- أن أراكِ يا نور العين
نور:- مشغووووولة ، ولو كنت تبحث عن فرصة تجعلني أتوانى في عملي كي تسلب مني الصفقة فأنت واهم ، فإزاء هذه الصفقة تحديدا قد أنساك وأنسى أمي التي أنجبتني سمعت ؟
فؤاد:- كم أنتِ تراجيدية اليوم يا كبد قلبي امممم ..لم أستطع الرد عليكِ لأنني لأنني ..
نور:- ها ها تابع لأنك كنت ترفع على رأسك صينية الصباح المبارك للعرسان مثلا ،، معذوووور يا روحي معذور كيف ستجيبني ويداك معلقة هكذاااا مثل غفير الغيط
فؤاد:- أنااااااااااااااا غفير الغيط ؟؟؟؟؟؟؟
نور:- ماذا تريد يا فؤاد رشوااااااان ؟
فؤاد:- من أخبركِ عن ذلك ؟
نور:- الله يديم علينا نعمة الأخوة فلولاها لكنتم أكلتم لحمنا ورميتم عظمنا يا آل رشوان
فؤاد(برقت عيناه):- أهكذا تحادثين زوجكِ المستقبلي ؟؟؟
نور:- هذه نفحة من مستقبله معي إن شاء الله
فؤاد(بحسرة):- لقد كنت بقصر أبي ………………
~ فؤاد يتذكر ~
فؤاد(دفع الحارس بقوة):- ضرغااااااااااااااااااااام رشواااااااااااااان …تعال وواجهنييييييي
ضرغام(أخفى ابتسامته بمكر وربت على كرسيه):- دعه يدخل
رستم(وقف بباب مجلس أبيه):- سيد فؤاد العفو منك لم كل هذا الصراخ و …
فؤاد(رفع يده بحركة إبعاده ثم دخل المجلس):- هنالك حديث خاص بيني وبين أبي …
رستم:- سأكون بالقرب سيادتك
فؤاد(حرك فكه واستدار بثقل):- دعنا نختصر هذا الأمر
ضرغام(أشار بعصاه للكرسي):- خذ ذلك الموقع وأخطرني بما أحضرك على هذه الشاكلة الوحشية
فؤاد:- جيد أنك عرفت ذلك…وفرت علي طرح المقدمة ودورة الشرح فأخبرنيييييييييييييييي …ريتال الخطيب هل هي مزحة ثقيلة ؟
ضرغام(ببرودة):- إنها كنتنا يا بني
فؤاد(تمالك أعصابه بصعوبة):- دعني أعيد صياغة سؤالي بطريقة سوية ، هل هذاااااا ملعوب جديد من ألاعيبك القذرة ؟
ضرغام:- لأصدقك القول ، أنا المسئول لكنها ليست لعبة قذرة بل هو فعلا زواج على سنة الله ورسوله أقدمت عليه أنا وعائلة الفتاة قبل بضع سنوات
فؤاد(صرخ بجنون):- أتعترف بذلك بهذه البساااااااااااااطة ….هل تهذذذذذذذي ؟
ضرغام(عقد حاجبيه):- ها أنت ذا ستدخل في نمط الولد العاق يا فؤاد
فؤاد:- أنا لسسسسسست ابنك أنا لست ابنا لأب جشع ومستبد مثلك ، لماذااااا فعلت لماذاااا فعلت ذلك بحفيدك أهذه هي أمانة أبيه المرحوووووم ، أهكذاااا تستغل عائلتك لتحقق مخططاتك التي لا تنتهي ،، ماذا ستفعل بعد بمن ستضحي بعد بمن أخبررررررررني ، هل عائلتك رخيصة لتلك الدرجة عندك حتى تستغفلها وتجعلنا نبدو كالأغبياء أمام الناااااااااااااس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ضرغام:- فعلت ذلك لأجل اسم عائلتنا
فؤاد:- بأي حق ….بأي حقققققققققققققق …..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ضرغام(عاد برأسه للخلف):- نبرتك ارتفعت جدااااا بالقصر ..ستنزل هديل إذا تابعت هكذا
فؤاد:- فلتنزل …أتخشى سماعها للحقيقة المرة بشأنك بأنك لست سوى جد أناني جاحد واستغلالالالالالالالي ؟
ضرغام(اهتزت حدقتي عيونه):- لتقل عني ما شئته أنت أو هم ، لكنكم لن تغيروا أي شيء من هذه الحقيقة البنت فعلا زوجة وائل بشهود وبعقد زواج مصادق عليه …يمكنكم التأكد على أقل من مهلكم
فؤاد(مسح على شعره بقوة كاد يقتلع من جذوره):- هل لديك دم …سؤال فقط هل تملك إحساسا بالمسئولية بقدر شعرة ،،، هل أنت حقا مكترث لأمرناااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ضرغام:- …لارد
فؤاد(حرك إصبعه بنفي):- لالا ...أشك بأنك تحمل بشرايينك دما ممتزجا بالقطران الأسود ، ففعلتك الأخيرة أكدت لي أننا فعلنا الصواب حين هجرناك
ضرغام:- ستفهم لاحقا لم فعلت ذلك
فؤاد:- لالالالالالالالالالالالال الالالا أريييييييييييييد معرفة أي شيء منننننننك
هديل(نزلت بفزع):- ماذااااااااااا يحصل هنااااااااااااا عمي ..جدي ؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد:- تعاااااااااالي لتسمعي …أو لتباركي أفضل فقد قام جدكِ الحبيب بتزويج أخيكِ منذ أزيد من سنة والمفاجأة أن زوجته قد ظهرتِ البارحة من العدم
هديل(أمسكت على فمها):- ماذااااااااا تقول ….أخي أنا متزووووووووووج ، تزوج من ومتى احتفل بزفافه ولم لا نعرف شيئا عن الموضوووووووووع ؟
فؤاد:- هديييييييييييل ركزي هنا أو اغربي عن وجهييييييييييي
ضرغام:-لا تصرخ بوجههاااااااااا يا هذااااااا
فؤاد:- إنها عمياااااء الآن ..عمياء وعماها هذا أنت تستغله جيدا لتجعلها مقربة منك ، لكنه سيأتي يوم وستفتح عينيها وتراك جيدااااا آنذاك ستعود إلى حضن عائلتها الحقيقية ، وتترك ياااااااقة كذبك وخداااااااعك
هديل:- أرجوك عمو فؤاد لا تقل هذا على جديييييييي
ضرغام:- دعيه فهو لا يعرف مصلحته لا هو ولا الآخروووووون
فؤاد(أخذ يلهث بعصبية):- ها ها أجل …. قد فهمت فهمت ما تحاول فعله لكنك لن تفلح فيييييه ، إذ يسرني أن أبلغك أن زواجي من نور الرااااااااااااااجي قاااااااائم هذاااااا الشهر، ولأكون صريحا لا أريد لأقدام الشؤم أن تطأ عرسي وبدون ضغينة أقصدك أنت أبتااااااه
ضرغام(بغيظ ضرب بعصاه الأرض):- لن يحدث ذلك الزوااااااااج
فؤاد(اقترب منه مشيرا)::- لو تدخلت مقدااااااااااااااار شعرة من زفافي على نووووووور ، أقسم بأنني سأنسى كونك من أنجبني وأقوم بشيء لن يتوقعه عقلك المريض قط
ضرغام(استقام هادرا):- لن تتزوووووجها ، ولن يتزوج وائل من تلك المسماة ميرناااااااااااااا بل سيبقى على زواجه من ريتال الخطيب وسيحبها وسيقدرها لأنها جوهرة ثمييييييينة من الخطأ هدرهاااااااا
فؤاد:- أو هدر ميرااااااااااثها …ياااااااه ألا يكفيك ما تملكه يا ضرغاااااام هل ستطمع حتى في ميراث الغير ؟
ضرغام:- أراضييييييهم كانت أراضيييييييييينا وأراضي الراجييييين ساااااابقا ، لقد قام جدها بشرااااااائهااااااا منا على مر السنواااااااااات ، أجل أخطأت في بيعها ولكنني كنت مجبرا لكي أتمكن من رعااااااايتكم والآن والآن تلك الأراضي ستعود إلى موقعها الأصلي …
فؤاد(بلؤم):- موقعها الأصلي هو ملك للراجيين ، فكما نعرف جميعا قد كانوا هم من يعلوننا شأنا في الماااااااااضي ، جدي الأكبر حلمي رشوان كان صديقا لإسماعيل الراجي ، لكن بقدرة قادر نشبتِ العداوة بينهما وفجأة استطاع جدي امتلاك الأراضي وتشييد البيوت والدخول في مشاريع زراعية مكنته من جمع الثرواااااااات ..وكان ذلك على حساب صداقته بإسماعيل الراجي وهذا يطرح أمامنا سؤاااااااالا مهما هل اسمنا كان نظيفا حقا لتحافظ عليه بهذا الحرص والجزع ؟
ضرغام:- لا أسسسسسمح لك بإهانة جدك أيها الأحمق ، لقد جمعها بجهده وعرق جبينه ، وجد الفرصة وقام باستغلالها أكنت تريدنا أن نبقى ناقصين أمام هيلمانهم الذي كان يعلو ويعلوووو أكنت ترغب ببقائناااا تحت أقدام أولئك الحثاااااااالة ؟
فؤاد:- لا يوجد أمامي حثااااااالة غيرناااااااااااا
ضرغام(رفع يده ليصفعه):- اخرررررررررسسسسسسسسسسسسسس
فؤاد(نظر ليده التي بقيت معلقة في الهوااااء):- أنا …فؤاد رشوان منذ هذه اللحظة أتبرأ منك ومن أبوتك لي يا سيد ضرغااااام …
ضرغام(شهق بعنف):- هههئئئئ فلتحترق أيها الولد العااااااااااااق فلتحترق اكح ….رسسسسستم رستم هدييييييييييل دوااااائي اكح
هديل(هبت إليه):- يا ويلي جدييييييييييي
فؤاد(تحرك مغادرا):- كف عن الاستعراض فأنا مغاااااااادر أصلا
رستم(دخل بسرعة لينجد ضرغام):- سيدي سيدي ….سيدييييييييي يا إلهي سيد فؤاااااد لقد أغمي على السيد ضرغاااااام أنجدناااااا
هديل(صرخت بخوف):- جدييييييييييييييييييييييي
نور:- فؤاااااااااااد أين أنت هل أكلم الجدااااااار هنااااااااااااااااااا ؟
فؤاد(استفاق على نفسه فقد شرد على ذكرى مواجهة أمس):- معكِ يا نور معكِ
نور:- تابع ما كنت تسرده وتوقفت في منتصفه بعد أن أصابك أبو الهول بخرس السنين
فؤاد:- أخبرتكِ …لقد ذهبت لمواجهته وما حسبت حساب ضغطه الذي ارتفع واضطررنا لأخذه إلى المستشفى فجرا وهكذا بقيت معه حتى هذا الوقت ، وها أنا ذا أغادر حنايا المكان بعد أن أصبح بخير
نور(رفعت حاجبها):-أيجب علي أن أعطف عليه بعد المصيبة التي أقحم فيها وائل ؟
فؤاد:- حرام فيه …لكنه رجل كبير يعني ماذا يسعنا أن نفعل ، الوضع حقا يرثى لها ووائل في حالة نفسية لا يمكننا احتوائها مع الأسف فميرنا كسرت آخر شعرة له في الصبر ، لتأتي هذه العروس الغابرة من قعر الدنيا وتضعنا أمام أمر جلل ما كان بالحسبان
نور(لاحظت مزاجه المضروب):- ألاحظت هدوئي ؟
فؤاد:- لاحظت واستغربت ، قد كنت أفكر طوال الوقت في طريقة أخبركِ فيها عما حصل ،..لكنكِ صدمتني بمعرفتكِ الأصلية بالأمر والذي صدمني أكثر هو ثورتكِ الخامدة أتوقع أن تنفجري بعد غضون دقائق صح ؟
نور:- أجد صعوبة في هضم الموضوع والثورة لأجله حاليا ، لكنني سأفعل حتما عندما أرى هذه العروس التعيسة فأكيد ستثير حفيظتي للنتف والشتم والتمزييييييق
فؤاد:- يوووه أتنوين حرق كرت كنة آل رشوان الثانية ؟
نور(فتحت عينيها على وسعهما):- فؤاااااااااااااد رشواااااااااااااااااان اقطع وإلا
فؤاد:- ههه فصلنا فصلنا ، لكن قبل ذلك أخبريني هل حددتِ موعد الزفاف ؟
نور(زمجرت بعصبية):- رووووووووح …قال زفاف قال هل تركتم فيها زفاف من أصله ؟ قهوووووووتي أين هي قهوتيييييييييييييي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(أعاد الهاتف لجيبه):- آه يا مختارتي الشقية ، همام عينك لا تفارقهم مفهوم ؟
همام:- إلى أين سيدي ؟
فؤاد:- سأذهب إلى قصر البلايا يا رفيقي
همام:- أ..جيد أمر جيد
فؤاد(صغر عينيه فيه):- ماذا يوجد تحت لسانك ؟
همام(بشكل مضحك فتح فمه):- أنا أنا يوجد لحم و
فؤاد:- أخخخخ أخبرني ماذا بك حالك متلعثم منذ الصباح ؟
همام(حك جبينه):- هو بصراحة …الآنسة هند اتصلت طلبا لمساعدتي تريدني أن أقلها إلى السوق يعني ونشرب بعدها فنجان قهوة ، أنا اعترررررضت اعترضت ولكن ولكنها أخبرتني أنها تريدني بموضوع مهم ف ف
فؤاد(وضع نظاراته الشمسية):- وما زلت تسألني يااااا أخرق ، اذهب إليها ولكن لا تتأخر فأنا بحاجتك في موقعك يا همااام
همام(ابتسم بأريحية):- هههههنننن أكيد
فؤاد(هز رأسه ساخرا):- يخرب الحب وهبل الحب …
هديل(لحقته وهي تركض):- عموووو فؤاد انتظر …مهلا مهلا
فؤاد(توقف مزيلا نظاراته):- نعم يا ابنة أخي نعم ؟
هديل:- أريد منك استفسارا عما حصل ليلة أمس مع جدي ، كيف يكون أخي متزوجا بدون علمنااااا ؟
فؤاد:- ههه والله لو كان أخوكِ على علم من أصله كان يحق لكِ العتب ، لكنه بدوره لا يعلم وجدُّكِ الراقد أعلاه صاحب هذا الابتكار العظيم
هديل(بشرود):- في نظرك لم قام جدي بهذااااا ؟
فؤاد:- إنه ملعوب يا هديل ملعوووووب ، وأبي يريد توريط وائل جورا وبهتاناااا ..تلك الفتاة صحيح هي كما ادَّعت لكن ما يزال هنالك شكوك حيال الأمر ، وحين قدمت لأخذ أجوبة شافية رأيتِ كيف انهار وتركني عرضة للانتظار
هديل:- ياااااا عمي لقد كاد الضغط يودي بحياته ألا تشفق عليه ؟
فؤاد(هدر فيها بنفاذ صبر):- كااااااان أشفق علينا ففينا ما يكفينا من المشاكل ، كيف يجرؤ على هذا التصرف دون التفكير بأخذ رأي حتى المعني بالأمر ؟
هديل(حكت جبينها):- أنت على حق ، ولكن أكيد لجدي وجهة نظر أخرى يعني لو ..
فؤاد:- لا يوجد لو …يوجد خطأ ويجب تصحيحه تمام بالإذن منكِ الآن
هديل(انتفضت بتأفف):- أووووووووف هل هذه فعلة تقدم عليها يا جدي ؟
بعد برهة
ضرغام:- وقعي على خروجي أريد العودة لغرفتي
هديل:- ستهرب مجددا أليس كذلك ؟
ضرغام:- أنا لم أقدم على أي شيء خاطئ ، لقد كنت مضطرا لذلك الزواج كي أنقذ عائلتنا من الإفلاس واسمنا من الاندثار أو الانحدار لأدنى مستوى بأفواه من سيفرح بخسارتنا
هديل:- هدئ من روعك يا جدي
ضرغام:- هل تركتم روعا لي حتى أهدئه ، هل غادر ذلك الولد العاق ؟
هديل:- غادر يا جدي غادر
ضرغام:- أسمعته كيف يهددني ، إنه ولد عاق لا محالة هذا بدلا من أن يشكرني ؟
هديل(رفعت حاجبها):- بدون حساسية يا جدي الموضوع كبير .يعني أنت أتيت ووضعت أخي أمام الأمر الواقع وقمت بتزويجه حتى بدون علمه ، كأنك استعملته كبيدق تضحية لأجلنا حتى بدون أن يدرك ذلك …. فعلا الأمر ليس هين
ضرغام(رمش):- أعرف ذلك …أعرف أنني اقترفت خطئا جسيما ولكن ما كان ينفع غيره فلم أكن بقادر على المغامرة بابن عمكِ الطائش كي لا يسود وجهي مع الجماعة ، لكن وائل كان نعم الاختيار
هديل(هزت كتفيها):- أخشى أن إعصار عمي البارحة كان مجرد تمهيد للعاصفة المقبلة ، فلا وائل ولا شهاب سيصمتاااااان
ضرغام:- ليفعلا ما يريدان فعله فهذه هي الحقيقة ، أخوكِ متزوج من تلك الفتاة بزواج رسمي وبشهود وموكلين والعقد موثق منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذاااا
هديل:- لم الآن يا جدي لم الآن ؟
ضرغام(نظر جانبيا):- كل ما أفعله هو لأجلكم ، لكنكم لا تفهمووووون لا تفهمون رسسسسستم دعها توقع على خروجي وخذوني للبيت
رستم:- بأمرك سيد ضرغام ،، آنسة هديل ؟
هديل(تنهدت عميقا):- حاضر يا جدي سأفعل فقط اهدأ ..سأبحث عن الطبيب وفور عودتي سنغادر
رستم(بعد ذهابه):- سيادتك ؟
ضرغام(ابتسم بخبث):- هل انطلت عليهم ؟
رستم:- والطبيب أكد لهم ضرورة راحتك المقبلة
ضرغام:- جيد جداااا ..هل الفتاة بالقصر ؟
رستم:- أجل …لقد ظلت هناك منذ البارحة
ضرغام:- عال عال ..أكيد ستفلح ريتال فيما لم ننجح فيه نحن
رستم:- لقد تأكد شهاب هذا الصباح من صحة العقد
ضرغام:- وهل كذبنا ، البنت فعلا زوجته على سنة الله ورسوله فقط كان وقت معرفتهما بالأمر عالقا في طيات الزمن ، ولكن حاليا كان وقته
رستم:- ألا تخشى من غضب أحفادك ؟
ضرغام:- ليغضبوا ألف دهر ودهر ، المهم ألا تدخل كنة راجية أخرى لعائلتي
رستم:- نحن لم نقدم على اختلاق قصة ، نحن قمنا بفتح الباب أمام الحقائق ولكن هل تظن السيدة الأم قادرة على مواكبة نمط العائلة حسبما نعرف فهي صعبة المراس
ضرغام:- لن تكون أصعب من مراس نبيلة الراجي … لا تقلق كله محسوب يا رستم المهم أن نتخطى الصدمة ولتكن المواجهة قريبة حتى يتسنى لنا المضي قدما في ما نصبو إليه
هديل:- جدي حان وقت الذهااااب …
ضرغام(ادعى المرض):- أمسك ذراعي يا رستم …آه
طبعا حيل الرشواني الكبير لن تتوقف ، لذلك صار لزاما علينا البدء بتقبل السيدة العروس احم أقصد المصيبة الجديدة وهو حرام نبارك يعني ولا حراااااام ههه ^^
فمثلا سنرى كيف كان صباح عرساننا هه ، ها هو ذا وائل يفتح عينيه بثقل وهو يقاوم أشعة الشمس المتفجرة بغرفته ، لكن ثقل ذراع ما كانت على صدره جعلته يفتح عينيه بصدمة ويرمش مرات عديدة قبل أن ينتفض مبعدا الذراع من فوقه ليستدير ناحيتها ويجدها غافية بسكينة ، نعم نعم متى أتت وكيف نامت هناك وكيف غفي ولم يشعر بهااااااا حتى ؟؟؟؟
وائل(كتم أنفاسه الصاخبة):- …كيف غفيتِ هناااا ؟
ميسون(حكت عينيها بثقل):- عمو وائل … أيقظتني
وائل(حك وجهه بأريحية):- معذرة يا صغيرتي اعتقدت بأنكِ شخص آخر
ميسون(نظرت حولها وجذبت دوبي الذي كان سقط منها أرضا):- عروسك ؟
وائل(تلكأتِ الحروف بجوفه فمجرد ذكر الكلمة جعله يستطعم طعم الصدأ بجوفه):- ليست عرووووووسي …أم أم تراها عروسي ههههه حقا حقا نسيييييييت ذلك أنا عريسس
ميسون(رفعت الغطاء ونهضت لتقف فوق السرير وتقبل وجنته وتقفز للجانب الآخر وهي تجر دوبي خلفها):- لقد عدت لحالتك الغير طبيعية يا عمو وائل ، أخشى أنها أصبحت عادة
وائل(نفض الغطاء بحماس):- ههه أنا عريسسسسسس …مهلا أين الفطوووور ؟
شهاب(التقى بها مغادرة الغرفة):- هل استيقظ السلطان ؟
ميسون(حركت رأسها وهي ترمقه بنظرات متوجسة):- أجل
شهاب(كتف يديه وتوقف عندها):- لم ترمقينني هكذا أنتِ ؟
ميسون:- لأنك لا تستلطفني
شهاب(عقد حاجبيه):- نعم ؟؟
ميسون:- هكذا
شهاب:- وماذا عنكِ أنتِ ، لا عجب ألا تستلطفينني بدوركِ يعني ؟
ميسون:- لاء ..أنت أبو شادي وهذا لوحده يجعلني أحب والديه ، لكن أنت وعمتو ميرا لديكما مشاكل في الاعتراف
شهاب:- اعتراف بماذااااا يا صغيرة ؟
ميسون(تحركت صوب غرفتها):- أن الاعتراف لا يضعف
ههه تركته مشدوها في طيفها الذي غادره وهو يحاول تركيب جملة مفيدة من لغزها المحير ، لكنه نش وجهه حين وجد نفسه قد أطال التحديق في الفراغ ،وعليه اقتحم غرفة وائل بدون إنذار ووجده مغادرا الحمام وهو يجفف وجهه بالمنشفة لذلك فتح دولابه وأخذ ينتقي له من ثيابه ما يناسب ، لم يعترض وائل ولم ينبس ببنت شفة بل ظل جامدا في حركاته حتى عند نزولهما لم يحرك ساكنا ،، بل أخذ يتأمل هذه الشابة اليافعة التي توزع الأطباق بترتيب على طاولة الإفطار بينما يقف الحارس حاملا صينية الأطباق بيديه
ريتال(امتصت إصبعها الذي امتزج ببعض العسل وحين رمقته ركضت إليه):- أووه وائل زوجي العزيز أخيرا استيقظت ، الفطور جاهز حسنا لا أعرف كيف تحب قهوتك لذلك حين سألت مدبرة المنزل لم تخبرني …أوبس صباح الخير بداية كيف أمضيت ليلتك ؟
وائل(رمش والتفت إلى شهاب ببلاهة):- أشعر بالجووووووع
ميار(غادر المكتب وهو يصغي لجملتها الطويلة برتابة):- هل هذا النوع من الزوجات الصالحات ما يزال دارجا في يومنا هذاااااااا ؟
طارق(أغلق جريدته):- غالبا …
بديعة:- ميسوووون صغيرتي الفطور جاهز ، ليناديها أحدكم ؟
ميار(جذب كرسيا وجلس):- ستكون قادمة ، دعيني أفطر بسرعة كي أغادر فلدي أعباااااء مهمة ومن بينها البحث عن المفقوووووودين ….
وائل(جلس محله):- إنه شهي
ميار(ضرب يديه على الطاولة):- ألووووووو هل تسمعني ؟
وائل:- لم تصيح هكذااااا من على بكرة الصباح ؟
طارق(جلس بدوره):- مياااار …دعنا لا نطل فهو أصلا خارج التغطية
ميار(وضع بسكويتة في فمه):- هاااااا نحن ذا هاه هاااااه
شهاب(جلس بجوار وائل):- هل تحتاجين إلى دعوة ؟
ريتال(ركضت وجلست مكان ميرنا):- أكيد لاء
ميسون(باعتراض وقفت عند الدرابزين):- ذلك مكان ماماااااا
ريتال(انتفضت بدهشة):- عفواااا ؟
ميار(أخذ يمضغ بسكويته):- يا ربي دع الفطور يمضي بدون صواعق ..بنت ميسون كله كرسي تعالي إلى جوار عمكِ تعالي
ميسون(بامتعاض اقتربت لتجلس بجواره):- هذه الطاولة ما عادت كالسابق
ريتال:- هل أزعجتكِ بشيء يا صغيرة ؟
ميسون(عقدت حاجبيها):- لا أحب مخاطبة الغرباء
شهاب:- بنت …احترمي من هم أكبر منكِ
طارق:- لا توجه لها أي ملحوظة
شهاب:- آه إلا بعد أن أمر بمكتب الدفاع صح ؟
ميسون(رفعت حاجبها وتحدثت مقاطعة جدالهما):- عمو ميار أعطني حليبي
ميار:- ها نحن ذا
طارق(رمق تذمرها):- ميسون … بعد الفطور سنذهب إلى بيت العائلة ترافقينني إلى دينا؟
ميسون(نظرت بعيون ضبابية):- لا …سأنتظر عودة ماما ميرنا وكاظم
ريتال:- من يكونان ؟
ميار(بنظرة شرر طالعها ورفع شوكته):-غالبا لم يعطيكِ أي واحد فيهم دليل العائلة ، لهذا سأتكفل بالأمر مدام ريتال للإقامة معنا شروووط ، نحن لا نتعود بشكل سريع على الغرباء وأتفق مع الطفلة في هذا الشأن …أمر آخر أنتِ لا تعرفينني ولا تعرفين هويتي أنا بالنسبة للجميع أدعى إياااااد ، أي خطأ قد يجعلكِ عرضة للسجن
ريتال:- سجن؟؟
شهاب:- نحن لم نتعود بعد عليك فلا تهدد المرأة
ميار:- نتعرف يا شهاب نتعرف …ثم أنا أتفق مع ابن الخال هنا حيال رأيه فيك
شهاب(حول عينيه):- كان ينقصني سجين آخر
طارق:- ماذا تفضلت ؟
شهاب(بخفوت):- كل خير
طارق:- لو تتفقد زوجتك وابنك بعد الإفطار فهما في القصر منذ الأمس ولا نعلم عنهما شيء
شهاب:- أكيد لن أخبرها بهذه المصيبة ؟
ريتال:- أوووه أرغب كثيرا بالتعرف على زوجة حماااااي يااااااي سنكون صديقتين
شهاب(نظر لوائل بموت):- آخخخخ صداع نصفي وجنوبي حل برأسي الآن …الله يطعمني بعضا من لا مبالاتك يا شيخ
وائل(وهو يلتهم الفطور بنهم في وضعية استنكاااار لكل شيء):- نعم تكلمني ؟
ميار:- ههههه صباح النوووور
نظروا إلى وائل بارتياب فالحالة قد استمرت لأزيد من 24 ساعة ، وهذا بحد ذاته يتطلب تدخلا طبيا سريعا وعليه قد قرروا الاتصال بمراد اليزيدي عله يشرح لهم ماهية الأمر برمته ، طبعا ضروري من اعتراض معارض من شهاب فقد رشح هديل كونها أخته ، ولكنه اقتنع بأن الحديث مع شخص خارج نطاق العائلة قد يفيد … لكنهم لم يعلموا أن مراد أصلا يمر بحالة نفسية عصيبة وهي ما بين قوسين "تأنيب الضمير" …
مراد(باستكانة جلس قبالة وائل وأخذ يبحلق فيه):- .. بصراحة …ما أراه أمامي هو حالة إنكار شديدة الحدة ، فوائل يهرب إلى تلك البوتقة حتى لا يشعر بكمية الألم الذي استنزف روحه للحد الأخير
شهاب(نظر إلى وائل):- نحن نعرف ذلك أصلا .. أي جديد ؟
مراد(حك ذقنه بتمعن):- لا أجد بما أساعدكم به غير الانتظار ، إن لم يخرج وائل من هذه الحالة بمحض إرادته فلا يسعنا إجباره على ذلك
شهاب(ضرب على رجله):- اسمع سيد دكتور نفسي أنت هنا تزيد الأمور سوءا ، لقد استدعيناك لتعطينا حلا وليس لكي تلقي علينا محاضرة مملة
مراد:- عفوا هل توجه لي إهانة ؟
فؤاد:- بدون تدقيق يا سيد مراد
مراد:- لولا اتصالك بي يا سيد فؤاد لما كنت تركت عيادتي وأتيت إلى هنا
شهاب:- آه هل تريد أن تأخذ حساب تشخيصك الفاشل أيضا ؟
مراد(نهض برفض):- احترم نفسك واخرج من حالة الاندفاع التي تترجمها هنا بغية التخلص من ثقل أفكارك
شهاب(وقف ليجابهه):- أتحاول تحليل شخصيتي هنا ؟
مراد(باحتدام):- ع أساس أنك مهتم ؟
شهاب:- هل تنعتني بالمهمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(وقف بينهما):- يا جمااااااعة يا جماااااعة ، هذا ليس وقت أحكام مسبقة على بعضنا البعض ، وائل في مشكلة وعلينا أن نحلها بأقل الخسائر الممكنة
شهاب(مسح على شعره):- أخبرتكم أن نحضر هديل ولكنكم لا تسمعوووون
مراد:- أحضر من شئت لأنه لن يفيدكم طالما وائل نفسه يرفض تقبل الوقائع
شهاب:- إذا ..سيتقبلها رغمااااا عنه ، واااااااااائل اسمعني اسمعني
وائل(عاد برأسه للخلف):- لم ترجني هكذا مثل الأحمق ؟
شهاب(أمسكه من كتفيه مثبتا إياه):- استيقظ من حالتك اللامبالية يا ابن عمي ، فنحن في وضع بائس يستدعي حضور عقلك الذكي كما جرتِ العادة ، فأنت أخذت العقل المدبر وأنا اليد الحركية أنسيت اسمينا الحركيين يا ويلي ؟؟
وائل(ربت على يديه):- عزيزي شيهوب ما نسيت يوما من ماضينا ههه ، ما مناسبة الحديث هل ستهديني دفتر ذكرياتك الذي صنعته تقليدا لهديل ؟
شهاب(شتم تحت أنفه):- ينعن …هل آن لك أن تفصح عن ذلك السر الآن ؟
فؤاد:- هل صممت دفتر ذكريات يا شهااااب ؟
شهاب:-لنفترض أني فعلت فأنتما لم تصغيا لحرف مما قاله مفهوم ، وأنت ماذااااا حصل لك أين هو واااااائل ؟
وائل:- دكتور مراد أخشى أن صديقنا هنا بحاجة لمعاينة لو تتكفل من فضلك ، أنا سأتفقد العروس الجديدة كانت تتحدث عن هدية زفاف ما هدية زفاف من بعد إذنكم
شهاب(ضرب كفا بآخر):- عمي ؟؟؟؟؟
فؤاد(فعل مثله):- نعم يا كبد عمك ؟
شهاب:- أخشى أننا فقدنا أهم فرد في عائلتنا القديرة
فؤاد(شهق وأمسك على فمه):- هل فعلنا ؟؟؟
مراد(نظر لساعته):- إن سمحتم سأغادر
فؤاد:-أرجوك مراد لا تهتم بتصرفات ابن أخي الهوجاااء
مراد:- أعذره
شهاب(عقد حاجبيه وتحرك من هناك):- بئساااااا للأمر
فؤاد(رافقه للباب الرئيسي):- بم تنصحنا ؟
مراد:- أن تدعوه على سجيته ، فعندما سيتعرض لصدمة أقوى مما حصل عليه سيعود
فؤاد:- هذا غير مقبول ، هل سننتظر حتى وقوع صدمة أخرى ؟
مراد(هز كتفه):- لا تعبس فمنذ معرفتي بكم والصدمات لا تتوقف يعني لا تكن متذمراااااا
فؤاد:- قريبا سأحسدنا على هذا ….آه يا لسخرية الوضع
مراد(نظر جانبيا):- أتمنى لكم كل التوفيق فحقا ما تمرون به ليس بهين …
فؤاد(نظر خلفه بحسرة):- أجل إنها أيام كهذه … أراك لاحقا وبلغ البنات سلامي
مراد(بغصة):- يوصل …
لم يفهم فؤاد حالة مراد الغريبة لأنه كان يعايش ما هو أكبر من استيعابه، أما مراد فقد كان يعاني بصمت لا يجد طريقة تجعله يتجاوز ما حصل ، وللحقيقة لورينا كانت لئيمة لدرجة قصوى فلم يقوى على إبعاد صورتها من بين يديه ولا أي شيء عاشه معها … لذلك كان عليه مواجهة الأمر حتى يتسنى له تقبله والمضي قدماااااا
مراد(أوقف سيارته بعرض الطريق وهو يلهث كم وجد فكرة):- أجل هذااااا هو …يجب أن أواجهها حتى أتمكن من تقبل الأمر ، يا إلهي كيف أنصح مرضاي بذلك ولا أنفذه بنفسي ؟
هذا كان قراره لذلك ذهب في إثر البحث عنها لإيجاد طريقة تمكنه من تجاوز الموضوع ، لكنه لم يكمل طريقه نحو قصرها بل حرَّف الطريق وعاد لعيادته متجاهلا غريزته التي كانت تجذبه إليها كمن وقع له تلبس سيطر على مكامن تفكيره بقوة غير مستحبة … أما عنها شخصيا فما إن استيقظت ذلك الصباح حتى وجدت سلسبيل تقف على رأسها منتظرة بصبر ، لكن لم يحصل شيء بل خابت كل توقعاتها مما جعلهما تتخاصمان بشكل سيء أدى لانقطاع الكلام حتى …
لورينا(تحركت للمغادرة):- أنا ذاهبة للشركة
سلسبيل(تحت أنفها):- ذهاب بدون رجعة
لورينا(رمقت فخرية بطرف عين ثم استدارت نحو سلسبيل):- شكرا خالتي
سلسبيل(أسقطت الكوب الذي كانت تحركه في الهواء بقوتها للتخلص من الملل):- اللعنة على شكركِ يا فاشلة
لورينا(عضعضت شفتيها وخرجت):- لن أدخل معكِ في هذه المواجهة مجددا
سلسبيل(تبعتها لخارج القصر):- انتظري عندكِ …
لورينا(وضعت يدها على جنبها واستدارت):- أي إهانة أخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سلسبيل:- ألا تشعرين بأي شيء غريب فيكِ ؟
لورينا:- أخبرتكِ بذلك صباح البارحة عندما وجدتكِ تنتظرين على رأسي كأم تنتظر رؤية دليل عذرية ابنتها
سلسبيل(حركت فكها ببغض):- أحمد الله أنني لم أرزق بأولاد وإلآ لكنت قتلتهم في أحشائي ، بدلا من معايشة فشلهم المهين هكذااااا
لورينا(وضعت يدها على جبينها لتكبت أعصابها):- أنا متأخرة على عملي لذلك ننهي هذه المحادثة الشيقة فور عودتي …
سلسبيل(ضربت الأرض بقدمها فاهتزت الكراسي بجوار الحديقة):- تباااااااااا
لورينا(لفت إصبعها حول الحراس):- تابعي عرض السيرك الذي تقومين به حتى نُفضح
سلسبيل(صرخت بغيظ ثم قررت العودة فوجدت فخرية تقف عند الباب):- ماذاااااا ؟
فخرية(مبتسمة):- علام تتخاصمان منذ البارحة ، حالكم يختلف عن المحبة المتدفقة التي كنتما عليها سابقا …ماذا هل كانتِ بداية السنة سيئة عليكما أم الحسد ضربكما مثلا ؟
سلسبيل(تقدمت نحوها حتى وقفت قبالتها):- أيتها العجوووووز ، إن كنتِ ما تزالين ترغبين بالعيش في هذه الحياة التعيسة لا تجبريني على قطع أوردتي التي سأكون مسرورة بفصلها إذا ما جعلتكِ تلفظين أنفاسكِ النحس في هذا الوجود
فخرية:- تابعي ما تفعلينه سيأتي يوم وينكشف كل شيء أختاه
سلسبيل(أغلقت باب غرفتها بقوة وارتمت على السرير):- ماذاااا حصل ، أين هي قوة آل العقرب هل كانت حساباتي خاطئة ، هل فشلت حتى قبل أن أبدأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والله ونعم السؤال خالتو سلسبيلة ولكن دعينا لا نستعجل أي شيء فكله بوقته جيد ، يكفينا أننا نعايش حالات نفسية مريعة استنكار على تأنيب ضمير على غضب على جحود على تعب على ثورة وووو …يعني اللي فينا يكفينا ولو


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:05 AM   #928

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المخفر
في مكتب النائب
أمجد(رمى الملفات على الطاولة):- ما هذا الإهمال ، بأي صورة سنظهر أمام الرأي العام إذا ما كشف عُشر ما حصل في الآونة الأخيرة ..؟؟؟؟؟؟؟
رامز(حك جبينه):- سيدي
أمجد:- ولا كلمة محقق رامز، لو سمحت أخبرني كيف تسمح لنفسك بالقيام بأمر كهذاا ؟
رامز(هتف تحت أنفه):- أحضرني لكي يسمعني موشح الإهمال …
جاسر(بابتسامة):- ههه غالبا
أمجد:- انتباااااااااه …..لو كنت حريصا على عملك مثلما تحرص على إطلاق الدعابات لكنا في أمان الآن
رامز:- يا سيدي لقد …
أمجد(بسط يده معترضا):- أنت بفعلتك هذه عرضتنا جميعا لخطر وشيك ، ميرنا ليست مجرد فتاة عادية إنها صحفية مهمة صحيح بسبب مجريات الأحداث السابقة ابتعدت عن الساحة ، وحتى بعد خروج إشاعات تفيد جزعها من تهديدات العصابة إلا أنها كانت شخصية فريدة من نوعها ، عدا عن ذلك فهي ابنتنا والسيد بشير ممتعض بشدة مما حصل ، إنه ينوي محاسبة المتسببين في هذا الإهمال
جاسر:- حضرتك لم نفهم بعد ما دخلنا كإطار عسكري في الموضوع ؟
أمجد:- سيد جاسر …أنت رائد مميز وقائد عظيم لفريقك ، هل لك أن تخبرني ما الذي ستعطيه كقدوة للجنود إذا ما عرفوا بأن قائدهم قد أمضى ليلة رأس السنة مع النقيب وصال في معسكرهم ؟
وصال(فتحت عينيها على وسعهما):- …ولكن …و
جاسر(رمق دموعها فتأسف بشدة):- كان مجرد احتفال عادي خال من أي أمور مخلة بالأدب ، أنا أحترم النقيب وهي مميزة لدي ولو لم أكن على ثقة من أنه مجرد احتفال لما كنت هناك
أمجد:- مع ذلك …ليس من حقكما
وصال(زورت جاسر بعصبية):- الحق يقال
أمجد:- هذا الخلل في عمق الفريق سيجعلنا نفشل لا محالة ، هل لكم أن تخبروني كيف يتفوق الأشرار على الأخيار ؟
رامز:- لأنه ملعونون
جاسر:- لأنهم يتلاعبون بطرق غير قانونية
أمجد:- بل لأنهم متحدون ، يعملون كيد واحدة ولا يسمحون للثغرات بأن توقعهم في الأخطاء ..وهذا عيبكم أنتم صحيح مميزون لكنكم مشتتون مع الأسف
وصال:- أيمكننا تحديد مكان صديقتي ؟
أمجد:- يمكن إذا أبقيتم فمكم مطبقا … لن يعرف الأقرباء بذلك ولا حتى أصدقائكم المقربون
رامز:- وهذا يتضمن كوثر يا وصال
وصال(بخوف):- أين يمكن أن تكون صديقتي ميرنا أيها النائب ؟
أمجد( وجه نظره صوب رامز):- لو توجهي السؤال للمتسبب الرئيسي في اختطافها فسيكون ذلك ملهما
رامز(نظر جانبيا):- أعلم أن لي يدا كبيرة في ما حلَّ بها ، ولكن صدقوني لم أجد بدا إلا بمساعدتها فلو لم أفعل كانت تصرفت لوحدها وزادت الأمور سوءا
جاسر:- كنت استشر المجموعة يا رامز ، لا أن تتصرف من نفسك
رامز(شتمه تحت أنفه):- أين الدعم العائلي أين ؟؟…
جاسر:- هنا لا أعرفك بقدر خطوة للأمام
رامز(بتوعد تابع):- احم لقد وضعتني بين المطرقة والسندان ، هددتني بالكتمان أو بالتصرف لوحدها فقررت أن أساعد بطريقتي ثم والله لقد دبرت كل شيء لكن حدث وأن تدخل أحدهم وخرب كل ذلك
أمجد:- عموما لن نطيل في الكيفية ، بل سنبحث عن حلول تمكننا من المساعدة … لذلك سيعقد اجتماع صبيحة غد لكم في منظمة الخرفان
جاسر:- نحن أيضا ؟
أمجد:- لا ..أنتم ستكونون خارج الدائرة ، يعني إذا ما استدعى الأمر تدخلا أمنيا شاملا سيأتي دوركم أكيد …الآن يمكنكما المغادرة وأنت رامز تابع البحث عنها قبل أن يتأخر الوقت أكثر
وصال(بخوف تراجعت):- لست أفهم لم يقومون باختطافها يعني ..ما ذنب ميرنا ؟
جاسر(خرج قبلها ورمق حزنها):- لنتوجه إلى مكتبي
وصال(بغضب):- لا أريد
جاسر(جذبها من ذراعها):- قلت إلى مكتبي
وصال(وجدت نفسها طائعة أمامه):- همممم
جاسر(أدخلها وأغلق الباب من بعدهما ليجذبها إلى حضنه):- وصالي
وصال(بعيون دامعة وضعت يدها على صدره):- جاسر أنا خائفة …
جاسر(أمسك وجهها بين يديه ودفعها لحضنه أكثر):- لا تخافي ،، ميرنا ستكون بخير
وصال:- تعدني ؟
جاسر(بقلة حيلة):- وصاااالي
وصال:- طالما قلت وصالي مرتين إذا فأنت غير متأكد ، اهـــئ أين يمكن أن تكوووون صديقتي ؟
جاسر:- لا أملك فكرة ولكنني واثق من إيجادها ، لذلك لا تبتئسي أرجوكِ هذا يجعلكِ مخيفة
وصال:- هممم لا تضحكني في عز قلقي يا جاسر ، ثم أنا لم أسامحك بعد
جاسر(أمسك فكها برفق):- تحدثنا بالموضوع يا وصال ، تمام ثملنا قليلا ولكن …ألم تستمعي ؟
وصال(احمرت خجلا وضربته لصدره):- أستمتع بماذااااااااا ، حتى أذكر الأمر وبعدها أقرر هل استمتعت به أم العكس ،،،، غالبا حرقت دمي كعادتك
جاسر:- ههه أآن لم يحدث ، بل على العكس قد كنتِ مهرة رقيقة معي
وصال:- بالله عليك صارحني ، ماذا حصل بيننا ليلتها يا جااااااسر ؟
جاسر(مسح على شعرها):- أخبرتكِ ، فقط اعترفنا لبعضنا بمشاعرنا التي غلفناها بإسمنت وبعض الفوسفات الغير قابل للذوبان
وصال:- وبعد ؟
جاسر:- حدث بعض الشغب
وصال(شهقت وأبعدته عنها):- ….لم تخبرني عن هذا الجزء البارحة ؟
جاسر(بمكر):- وجدت أنني تذكرته للتو
وصال(صغرت عينيها فيه):- غالبا أنت تحتاج لمدفعية تصيب دماغك الحجري ، علك تتذكر كلما حصل
جاسر(بشغف):- بيد أنني فرحت عندما وجدتكِ بحضني صبيحة الأمس ، إلا أنني حقا بحاجة لذلك كي أجد ملفا ساخنا أهددكِ به علكِ تهمدين قليلا وتكفين عن معاندتي
وصال(ابتسمت وهي تلف يديها خلف ظهرها):- لن يحصل
جاسر(تأمل بسمتها المشرقة):- ها أيتها النقيب هل تنوين على فصل جماعي لنا ، إلى عملكِ فوراااا انتبااااااه
وصال(بخجل تراجعت):- انتباااااه
جاسر(أمسكها من يدها وجذبها إليه بخفة):- ليس قبل أن ….أخبركِ بأنكِ أحلى ما حصل لي في حياتي يا وصال محفوظ
وصال(بعشق ناظرته):- وأنت من كنت بانتظاره كي يطبطب على قلبي الحزين ، أنت تسكنه منذ أول مواجهة لنا
جاسر(ضحك وقبَّل وجنتها بدفء):- ستبقى أحلى مواجهة حدثت في التاريخ …
وصال(عضعضت شفتيها بحب عارم):- يفضل أن …أن أذهب
جاسر(مسح على شعره):- أجل أجل احم …تفضلي ….
أمسكت على قلبها وهي تغادر مكتبه لتجدها بوجهها ، أخفت بسمتها قدر الإمكان لكنها كانت واضحة وضوح الشمس لمن يفهم سلفا في هذه الأمور ، لذلك أشارت لها وصال باللحاق بها إلى مكتبها حتى يتسنى لها حل مشكلتها التي كانت تنتظر حلها من الرائد
وصال:- ألم تسمعي تنبيهي أيتها الملازم، أخبرتكِ مرارا وتكرارا عندما يكون هنالك أمر مهم ستمرين بمكتبي أنا أولا ، وبعدها أقرر إذا كان الأمر يستحق التوجه إلى مكتب الرائد أم لا
بيان:- كنت مستعجلة على هذه التواقيع ، فهنالك رواد عسكريون سيطلون بمقرنا خلال هذه الأيام ويجب تنظيم القاعة الخلفية لأجل ذلك
وصال(حركت فكها وأمسكت قلمها):- تمام لكِ توقيعي
بيان:- ويجب أخذ توقيع الرائد جاسر واللواء أيمن
وصال(حولت عينيها):- قومي بذلك يا بيان الله الله
بيان(ابتسمت وهي ترمق حالة وصال العاشقة):- يسلمو …
وصال(صغرت نظرتها في جسمها وهي تشتم تحت أنفها):- يجب علي أن أكتب طلبا للنقابة حتى يقوموا بتوسيع اليونيفرم الخاص بالملازمين أجل …حممممم
بيان(أمسكت هاتفها والملف باليد الأخرى):- خولة ، ها ألو اسمعي سأتأخر الليلة فلا تقلقي علي لأنني سوف أذهب إلى بيت الرائد وأقوم بسرقة ذلك الملف
خولة(حكت جبينها):- هل ستتمكنين من ذلك ؟
بيان:-عيب أن تشككي بقدراتي يا أختي ، صحيح أنا قلقة من فشلي لكنني سأجد طريقة تجعلني آخذه دون أن يشك بأنني الفاعلة حتى
خولة(رمقتها مقبلة عليها):- تمام أختي نتحدث لاحقا فلدي زوااااار../….. ست إخلاص ما توقعت هذه الزيارة المفاجئة هنا ؟
إخلاص:- لماذا ، أتخشين علي من جدران السجن لعلمكِ قد أمضيت فيه وقتا جعلني أفهم العديد من الأشياء التي كنت أجهلها
خولة(جمعت الملف الذي كان بين يديها):- أخشى أنني لا أملك بم أساعدكِ حاليا
إخلاص:- وعدتني أن تحددي لقاء لي مع الطبيب الشرعي الذي شخص حالة ابني ، أو حتى تعطيني نسخة من تقريره لكن مضى على كلامكِ وقت طويل وبصراحة ما عدت أستطيع تحمل الانتظار هل لكِ أن تعطيني رقمه أو عنوانه ؟
خولة(رمشت بخوف عليها حين رمقت رقم رندة تتصل على الهاتف الذي أغلقته بوجهها في الحال):- أخشى ألا تتحملي سماع ذلك يا ست إخلاص
إخلاص(كفكفت دموعها):- من ذهب قد ذهب ولن يعود ، فهل ستوقفني سماع قصة تشريحه والألم ثااااابت لا يتغير ؟
الحارس:- سيدة خولة هنالك أمر عاجل
خولة:- تمام قادمة …أمهليني بضع دقائق سأعود بعد قليل
إخلاص(طافت بعينيها في المكتب):- طيب …
خولة(لحقت بالحارس):- ما الأمر المهم ؟
الحارس(أعطاها الهاتف):- الاتصال
خولة:- ألو معكم خولة الحسني …
رندة:- أعرف أن الراجية قد دلفت مكتبكِ للتو ، وتقرير تشريح عبد الجليل قد حصلتِ عليه هذا الصباح لذلك أمامك خيارين ..إما أن تجعليها تغادر بالحسنى أو أنني سألبسها قضية وأجعلها تعود للسجن الذي غادرته
خولة(بفزع):- لم تفعلين هذااا يا رندة ماذا فعلت لكِ الولية حرام عليك ، ألا يكفيكِ وجعها على ابنها الذي لم يكمل حتى أربعينيته ؟
رندة:- عفوا منكِ أختي أنتِ تكلمين قلبا جامدا لا يكترث لهذه المشاعر ،،،ما جوابك ؟
خولة(مسحت على شعرها واستدارت خلفها لتكتشف مغادرة إخلاص):- فهمت فهمت ..
رندة:- يفضل ذلك ، سلام
خولة(بتوجس عادت للمكتب بعد أن رمت الهاتف بحضن الحارس):- لالا أرجوكِ لا تخوني ثقتي يا إخلاص …يا إلهي لقد أخذت الملف يا للمصيييبة ، تبا لكِ يا بياااااان قد تحققت السرقة معي قبلكِ بفففف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إخلاص(وضعته تحت جلبابها):- الآن أحتاج لطبيب يشرح لي فحوى هذا الملف …أحتاج لطبيب هاااه تذكرت ماريا سوف تساعدني سوف أتوجه إليها طلبا للمساعدة …طاكسي
استقلت سيارة أجرة وأعطته الوجهة المحددة ، بينما قامت خولة بالبحث عنها علها تعترض طريقها وتأخذ منها ذلك الملف ، لكن الحظ أسعف إخلاص التي ظلت تقلب بذلك الملف ولم تستطع فهم أي شيء منه ، …وهنا كانت مشكلة كبيرة تواجه خولة التي قررتِ أن تبقي الأمر قيد الكتمان في المكتب ، لكن في بيت عائلة الراجيين كان من الضروري أن تتدخل
مديحة:- معذرة يا ابنتي لكنني لم أفهم حرفا مما قلته
خولة(على الهاتف):- سيدة مديحة ، ابنتكِ إخلاص زارتني في المكتب قبل قليل
مديحة:- مع أنها لم تذكر شيئا عن ذلك ، أخبرتنا أنها ستشم بعض الهواء ثم تعود
خولة:- الحقيقة … أنها كانت ترغب بنسخة عن تقرير الطب الشرعي لعبد الجليل ، أنا ماطلت بالموضوع ولكنني حصلت عليه اليوم ، ومن الحظ العاثر قد زارتني آنذاك وأخذتِ الملف بدون علمي وهو بحوزتها الآن
مديحة(انتفضت بجزع):- وما فحوى ذلك الملف ؟
خولة:- صدقيني ، إنه مفجع ولا يمكن لأي أمٍّ أن تسمع ما ذكر فيه
مديحة(بدموع تكومت بعينيها):- تمام تمام يا ابنتي سأتصل بها حاااااالا
خولة:- أرجوكِ سيدة مديحة ساعديني لأنني لا أعرف ردة فعلها بعد قراءته
مديحة(أغلقت الخط وبدأت تولول):- الحقي يا سماااااااااح ….
سماح(خرجت من المطبخ):- راقبي الطنجرة ياااا نجية ، خيرااا يا مديحة لم تصرخين ستوقظين سجى ..
مديحة(ضربت على فخذيها):- الله يا ربي من مصيبة لمصيبة ، إخلاص إخلالالاص
سماح:- ما بها إخلاص ؟؟؟؟؟؟؟
مديحة(ابتلعت ريقها):- لا أعرف لا أعرف كيف أقوووول
عواطف(نزلت ركضا):- لم تصرخيييييين هكذاااا ماذا يحدث ؟
مديحة(بدون إدراك):- إخلاص إخلاص ذهبت إلى الأخصائية خولة ، و و أخذت ملف تشريح عبد الجليل ، سوف تقرأه ابنتي المسكينة وتعرف ما حدث لحفيدنا اهئئئئ
عواطف(أمسكت على فمها):- يا الله …كيف حدث ذلك ؟
مديحة(جلست بفشل):- لا أدري لا أدري ، اهئئئئئ لا يجب أن تقرأه إخلاص فليتصرف أحدكمممم أرجوكم
سماح:- فلتقرأه يعني هي تعرف أصلا ما حصل، فيما سيضر قراءة ذلك أنتِ تكبرين الموضووووع يا مديحة
مديحة(هدرت فيها):- عندما تقرئين أن جسم ابنتكِ قد فصل إلى قطع وقتها أخبريني عن شعووووورك
عواطف(زورت سماح بغيظ):- راااااقبي الأطفال ، وأنتِ …تحركي معي
مديحة(بقلة حيلة نظرت إلى عواطف باحتياج):- إلى أين ؟
عواطف:- أكيد لن نبقى هنا سوف نلحق المصيبة ، دعيني أحضر هاتفي وأنتِ دعي سفيان يستعد للمغادرة
مديحة:- حسنا سأرتدي جلبابي بسرعة وأبلغه هيا هيا ….
سماح(حولت عينيها بملل):- كنتم دعونا نرى بعض الدراماااا مللنا من جو رأس السنة
غادرتا بالفعل مع سفيان بينما أخذتا تتصلان كلا على حدة ، مديحة بإخلاص وعواطف بطارق الذي حرك سيارته في اتجاه منزل إخلاص على أمل تواجدها هناك بغية إخلاء البيت ، ولم يكن أحدهم يعرف أنها أصلا باعت البيت به بأثاثه ولم تأخذ منه إلا بعض الأغراض البسيطة التي تذكرها بابنها المرحووووم ..
إخلاص(بعد مدة دخلت المستشفى):- عفوا لو سمحتِ هل الممرضة ماريا موجودة ؟
الموظفة:- ما لقبها ؟
إخلاص:- لا أعرف
الموظفة:- إذن لا يمكنني مساعدتكِ
إخلاص(بغضب):- كيف يعني ألا يمكنكِ مساعدتي بأمر بسيط كهذا ؟
الموظفة:- يا سيدة المشفى يعج بعدة ممرضات يحملن نفس الاسم لذلك أعطيني لقبا كي أحدد
إخلاص:- لست أدري لست أدري …إنها طويلة وشعرها بني داكن و
الموظفة:- هذا لا يساعد وإن لم تحضري اللقب فلا يمكنني إيجاد الماريا خاصتك
إخلاص(ضربت على سطح الجدار الفاصل بينهما):- أتعرفييييييين من أكوووون ؟
الموظفة(رمقت تنبُّه الناس من حولهما):- من فضلكِ لا …
إخلاص(ضربت على صدرها):- أنا أمُّ القتيل الذي قاموا بتفصيل جسمه في السجن وبيع أعضاااااائه ، أناااااا أمه وهذا الذي بيدي هو ملف تقرير الطب الشرعي حول قضييييييييته ، أحتاج لهذه الماريا خاصتي كي تقرأه لي لأنني لا أفهم كثيرا بذلك …أما أنتِ فما الذي تفعلينه يعني ماذا سيكون أكبر همكِ دفع إيجار الشقة أم كيفية إطعام عائلتك ، أنااااا أم احترق قلبها على ابنها المنكووووووب ابني البريء من تهمة قتله لأبييييييه ، قهروا قلبي عليه وما زلت أبحث عن الجناة وسأجدهم لأحاااااااااسبهم ، والبداااااااية هنااااا في هذا الملف فهل ستساعدينني أم ماذاااااااااااا ؟
الموظفة(بعيون دامعة وقفت):- سامحيني أعتذر منكِ
إخلاص(ذرفت دموعا واستعادة رباطة جأشها):- لا أحتاج شفقة …أريد شخصا يقرأ لي هذااااااا لو سمحتِ ؟
الموظفة(نظرت للناس المتجمهرة حولهم وقد بدا عليهم التأسف والمؤازرة):- بالتأكيد …سآخذكِ إلى طبيب محلف سيكون أمينا معكِ حتما
إخلاص(انفرجت أساريرها):- والله …حقا أنا بحاجة للمصداقية هنا واعذريني لو فلتت أعصابي مني لكنني أبحث عن أي خيط يوصلني للمجرمين
الموظفة(ربتت على كتف إخلاص وتحركت من هناك):- رافقيني لطفا ..
إخلاص(وقفت تنظر إلى الناس المتجمهرة وشعرت بالحرج):- آسفة
إحدى النسوة(اقتربت منها بدموع):- نحن معكِ …لا تستلمي ابنكِ هو ابننا وجميعنا نريد معرفة المجرمين والقبض عليهم لكي يحاسبوا على فعلتهم الشنيعة
واحدة أخرى:- أنا أم فقدت ابني في العسكرية منذ زمن بعيد …أشعر بوجعكِ يا امرأة ولكن الزمن كفيل بتخفيف الوجع
واحدة غيرهما:- إياكِ وأن تستلمي
رجل ما:- لا تدعيهم يخيفونكِ يا سيدة بل واصلي طريقكِ وصوتنا جميعا معكِ
رجل آخر:- إنهم مجرد جبناء لعنة الله عليهم …
إحداهن(مسحت على كتف إخلاص):- لا تبكي يا أختي …بل اقتسمي وجعكِ علينا ففقيدنا وااااااحد
إحدى العجائز:- أقسم عندما سمعت الأخبار عن هذه الجريمة صليت ركعتين ترحما على ابنكِ ودعوت الله أن تمسك الشرطة على قاتليه حتى تبرد نار قلبك
إخلاص(لم تصدق ما تسمعه من دعم ومؤازرة):- …أنا …أ…أشكركم حقا لدعمكم هذا عنى لي الكثير و …وإن شاء الله بدعواتكم أجد من أحرق كبدي على ابني
تعالت الصيحات دفعة واحدة:- أجل …تابعي البحث ..نحن كلنا معكِ ،،،قلوب جميع الأمهات تدعمكِ ، لا تفرطي بحق ابنكِ ،،، لا تخافي من أحد ،،، اعثري على الجناة حتى يرتاح ابنكِ في قبررررره ، نحن معكِ يا إخلالالالالاص
إخلاص(همست في سرها بعدم تصديق):- أيعرفون اسمي ، أيعرفون من أكوووون حقااااا أيعرفون حكاية وجعي ؟؟؟؟؟؟؟
سؤال ظلت تحمله في صدرها وهي في طريقها نحو الطبيب الذي سيقوم بشرح كل شيء عن حادثة ابنها ، مهما حاولت عائلتها إبعادها عن تلك الحقيقة لكنها بحاجة لمعرفتها كي تعرف حجم المعاناة التي شعر بها ابنها قبل أن يلفظ أنفاااااااسه الأخيرة …لكن دعم الناس أعطاها دافعا أقوى لمتابعة ما تسعى إليه ، بل وجعل فكرة غريبة تطرأ على بالها قررت تطبيقها في وقت ما لاحقا ، لكن ليس قبل أن تفهم أولا ما الذي حصل بالضبط …
الموظفة(خرجت من مكتب الطبيب):- ادخلي من فضلكِ واطرحي موضوعكِ على الطبيب ، هو طيب جدا وسيتفهم وضعكِ رغم أنه لا يستقبل إلا الحالات الطارئة لكننا نعتبركِ كذلك
إخلاص:- شكراااا يا آنسة شكرااا من القلب …
الموظفة(بمؤازرة):- الله يعينكِ في مسعاكِ
إخلاص(عدلت حجابها ودخلت للمكتب وهي تعانق الملف كأنما تعانق روح ابنها المسكين):- السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فارس(أشار لها بسرعة للجلوس):- وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
إخلاص(نظرت خلفها للباب الذي ارتد لينغلق تلقائيا وشعرت بالحرج):- …احم
فارس(لاحظ ارتباكها فنهض وفتح الباب على وسعها ثم عاد لمحله):- بم أساعدكِ يا سيدة؟
إخلاص(لم ترفع عينها إلى وجهه إطلاقا بل وجهت نظرها لجانب المكتب):- آس…آسفة كوني كوني أ..أزعجك سيدي الطبيب ولكن موضوعي طارئ وأنااا بحاجة لرأيك ومساعدتك
فارس:- تمام …يمكنكِ البدء من حيث تشائين
إخلاص(بغمغمة في صوتها):- أنا …والدة الشاب الذي اغتيل في السجن
فارس(تنهد بأسف):- تعازي الحارة
إخلاص:- شكرا … بيدي هنا ملف الطبيب الشرعي وأنا لا أفهم كثيرا في الكلام الكبير لذلك لو أمكنك مساعدتي سأكون شاكرة
فارس(مد يده في الهواء):- أعطني الملف
إخلاص(بخوف من ترك الملف):- …اممم
فارس:- كي أساعدكِ عليكِ أن تثقي بي أولا
إخلاص(مدت الملف):- أرجووووك …أنت طبيب محلف أرجووك لا تخن ثقتي وأخبرني كلما أدرج في الملف بدون استثناء ، لا تفكر بنفسيتي أو بوجعي فأنا مهتمة بمعرفة أقل تفصيل حصل مع ابني قبل وفاته وبعدهااا ..
فارس:- لقد أقسمت ألا أخون ثقة مرضاي …لذلك مهما امتدت بشاعة الحادثة فسأقوم بسردها عليكِ حتى الأخير
إخلاص:- قبل ذلك ..هل هل لي أن أحصل على شربة ماء ؟
فارس(رمقها بأسف وصب لها كوب ماء من قنينته الخاصة):- تفضلي…
إخلاص(برجفة نظرت ليده ففهم قصدها ووضعه على سطح الطاولة لتحمله من جديد):- جزاك الله خيرا ..
فارس(تنفس عميقا ثم فتح الملف):- بسم الله …
إخلاص(أمسكت على قلبها ونظرت للسقف):- يا رب …
فارس:- سأتجاوز التواريخ والقوانين وسأسرد ما ورد في التقرير
إخلاص(وضعت يدها على فمها وعضت طرف الجلباب):- حاضر
فارس:- القتيل عبد الجليل قد وجد في زنزانته مفصل الأطراف وفارغا من الأعضاء، على وجهه ندوب وكدمات تخفي ملامحه وتدل على ضرب هستيري ممتد لعدة ساعات سابقة ، أما ما قد فقد من أعضائه فقد شق الصدر إلى نصفين وتم إزالة القلب بصماماته وأوردته مع الغضروف والأربطة وأيضا الرئتين والكليتين والكبد والبنكرياس وبعض الأمعاء ، وقد تم سحب عبوات من دمه وذلك يبدو في ثنية يده اليسرى التي وجدت بقاياها في أطراف الزنزانة ، بينما فقدت المعاصم والأقدام وعظام الركبتين … وقد وجدت بقايا جلد القتيل ملتصقة على الجدران مع برك من دمائه تدل على مجزرة تمت بوحشية في عين المكان ،..سبب الوفاة كان اختناقا في الحنجرة بواسطة أداة حادة وتلك الندوب قد دلت على مقاومة القتيل حتى الرمق الأخير .. و
إخلاص(رفعت يدها):- تابع…
فارس(أشفق عليها):- سيدتي لو نكتفي بهذا القدر و…
إخلاص(نظرت إليه مباشرة لتهتف من بين أسنانها بشراسة):- تاااااابع
فارس(تحركت حنجرته وهو يرمق نظرة عينيها الدمويتين):- …طيب .. وتشخيص الجريمة الشامل كامن في غاية قتل الشاب وسحب كل أعضائه منه عبر عناية طبية محضة ، فقد ظهر في هيكل القتيل أن تشريحه قد كان طبيا بحيث تم الحرص على انتزاع الأعضاء سليمة ، وقد يبدو أن هنالك فريقا طبيا شاملا تدخل لكي يساعد في إبقائها سليمة بقدر الإمكان …أما عن تشكيلة ملامح القتيل الأخيرة فقد وجدت عيونه مفتوحة وإحدى القرنيتين قد تزحزحت من مكانها بينما الأخرى تخللها عرق دموي دقيق ، بينما فكه فقد كانت عظمته السفلية مرتجة بحيث قد تلقى ضربة قوية بعصا حديدية أو رجل كرسي تسببت في سقوط أغلبية أسنانه ، وهنالك جرح بليغ في طرف لسانه وهذا يبرز عضه بطريقة فجائية تبرز عمق الألم الذي شعر به في تلك اللحظة …
الحالة تشرح لنا مدى معاناة القتيل قبل الموت بطريقة شنيعة رحمه الله وغفر له… انتهى يا سيدتي التقرير هذا كل ما ذكر فيه
إخلاص(ابتسمت ونظرت إليه):- شكرا يا دكتور
فارس(بتوجس أغلق الملف):- أنتِ بخير ؟
إخلاص(استقامت بابتسامة مطمئنة):- أكييييد
فارس(زفر بقلق):- يعني …لو كنتِ تشعرين برغبة في البكاء فابكي ، أو الصراخ فذلك ممكن لعله يخفف عنكِ وجع سماع كل هذاااااا
إخلاص(ابتلعت ريقها):- لا أحتاج لذلك
فارس(نهض بدوره وهو يرمق ابتسامتها المريبة):- عفوا هل لي أن أسألكِ لم تبتسمين ؟
إخلاص(بيقين نظرت للسقف):- لأنني سعيدة
فارس(رمش مرتين ليتأكد من سلامة عقلها):- ..لماذا ؟
إخلاص:- لأن الله سبحانه وتعالى أخذ ابني نظيفاااا إليه ، ههه لقد نظفه من كل المساوئ والآثااااام قبل أن يسحب روووحه ، ابني لم يمت …ههه ابني ذهب شهيدا للجنة !!
فارس(بتأثر):- لو سمحتِ هل لي أن أعاين ضغطكِ قليلا ؟
إخلاص(مدت يدها لتستلم الملف):- لا أحتاج لذلك دكتور …وأشكرك على وقتك
فارس:- سيدة إخلاص من فضلك
إخلاص(عقدت حاجبيها):- من أين تعرفني ؟
فارس:- قبل وقت كنت طبيب أختكِ ميرنا الراجي ، وعرفت عدة أفراد من العائلة في تلك الفترة وما إن رأيت الاسم في الملف عرفتكِ ..
إخلاص:- طيب
فارس:- من هذا الاتجاه …سأحضر آلة الضغط وأعود حالا
إخلاص(بابتسامة):- أنتظر …
طبعا لم تنتظر ولا دقيقة فما إن استدار من الرواق حتى غادرت هي غرفته وهي تضم التقرير بيديها وعلى وجهها ابتسامة غريبة ، ابتسامة نصفها أمل ونصفها الآخر ألم لكن العيووون الدامية هي كانت الفاصل بين المعركتين فأكيد كان لضخامة الوجع واسع الحضووور … توجهت بملفها إلى ساحة المستشفى ورفعت يدها لتضعها على قلبها وتتحدث بصوت مرتفع جعل الأغلبية يلتفون حولها باستفهاااااام ..
إخلاص:- أرجوووكم ..أخرجوا هواتفكم وقوموا بتصوير ما سأقوله وانشروه على أوسع نطاااااااق لعل رسالتي تصل ….أنا إخلاص الراااااجي أم القتيل عبد الجليل الذي مات جراء حادثة بشعة تقريرها كان أسوأ مما توقعت ، وسأعطيكم نسخة لتقوموا بتصويرها ونشرها لكي يرى المجتمع في أي غابة نعيييييشششش …ابني كان مثل كل الأولاد الذين نشئوا في أسرة مفككة رغم أنها مجتمعة ، أم ذات شخصية ملغية تعيش خلف ظل الرجل ، أخت مظلومة دائما ما تكون كبش فداء للرجولة المزعومة ، وأب متسلط وجاحد يختبئ خلف جلباب الدين وهو يخفي في خلده عقل شيطان وقلب مراهق ، أب تزوج على زوجته بفتاة صغيرة ضاربا كل تضحيات الأولى عرض الحااااائط ، فكر بمتعته الشخصية ونسي أن ابنه وابنته يكادان يبلغان مبلغ الزوجة الطالحة ، الزوجة التي دخلت بيتنا وخربته فقد جعلته يطلقني ويطردني أنا وابنتي بينما بقي ابني رفقتهم فلطالما كان مفضله ، ونسي أن تفضيله ذاك جعل شخصيته تفسد وتميل إلى التحرر من ذلك الكبت والجحووود ،، لا أدري سبب موت زوجي الذي وجد مقتولا بشقتنا القديمة ولكن هرب ابني وزوجة أبيه فتح الباب للشكوك ، لذلك وبما أنني من اكتشف الجريمة نسبت إلي ولم أحاول إنكار ذلك بغية الدفاع عن ابني … لكن مع الوقت اتضح أنني بريئة من التهمة المنسوبة إلي ليتم الوشاية بابني وإدخاله إلى السجن ، وها أنا ذااااا أخبركم أنه بدوره بريييييئ فابني قد ربيته على الطيبة رغم كل المغريات التي أحاطت به في الفترة الأخيرة من سنوات عمره بسبب أبيه المختل ، ابني ليس بقاااااااتل أبيه ابني بريء وسأثبت براااااءته لكم يوم أمسك على قتلته وأزج بهم في السجن جميعاااااا ،سأجعل كل واحد منهم يتعفن بين تلك الجدران التي جعلوا دماء وجلد ابني تلتصق عليها …. أنا إخلاص الراجي أكرر أمام مسمع كل النااااااس وبصوت كل أم تشاهدني أو تسمعني أنني لن أسكت عن حق ابني وسأكون ندا لكل من آذاااااه ، وأوجه تهديدا مباشرا لضرتي الخبيثة أينما كنتِ تختبئين سوف أجدكِ وأحاسبكِ على كل ما فعلته بأسرتناااااا ..وبابني أكثر …أطلب دعمكم وأطالب بإحقاق الحق وبأن تؤازروني في قضيتي المفجعة وتطبطبوا على قلبي المكلوم بصوتكم ودعوااااااتكم الصادقة في إيجاد الجنااااااااااة …. وهذا التقرير أمامكم ليقرأه أي أحد بصوت مرتفع وليروا أن الله ما أحب عبدا إلا وابتلاه لحكمة ..
تقدم رجل وأمسك بالتقرير وبدأ قراءته بصوت جهوري ، لم يتمكن الأغلبية من ضبط دموعهم بعد سماع شناعة تلك الجريمة ، هنالك من فقدت وعيها وهنالك من استفرغ وهنالك من انهار ببكاء حزنا على هذه الفاجعة بينما جلست هي على الأرض وربعت قدميها ورااااااحت تبكي وتستقبل مواساة الأمهات اللواتي آزرنها حقا وشعرن بنفس الألم الذي هزم قلبها وجعلها تزيل قناع الرضوخ لتبحث عن المجرمين ،…تحديها ذاك الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي فتح بؤرة حديث الساعة حول هذه الجريمة الشنيعة ، وتعاطف الرأي العام معها ووصلتِ الصحافة لعين المكان في لمح البصر ليعقدوا معها لقاءات صحفية حصرية كانت قد رفضتها في بادئ الأمر ، لكنها الآن بحاجة لصوت الشعب ودعمهم لأنها تلقي بنفسها في وجه النيران ولكي تنتصر يجب أن تضمن تواجد الجميع معهاااااا ….
خطوة مفيدة وإنجاز عظيم قامت به إخلاص التي كنا نعتقد أن سلطة عمر قد هزمتها وجعلتها امرأة منزل مملة ، ولكن يظهر أن عرق الراجي أخيرااااااااا وجد طريقه في شخصيتها وظهر بهذه الثورة التي خلقتها بذلك المستشفى ، بحيث تضامن الجميع معها وصنعوا اللافتات وبدأتِ الهتافات ووصل التلفزيون إلى هناك وبدأتِ اللقاءات والتصوير المباشر ، وكله كان بتصريح مفعَّل منه فلولا تدخله لما استطاع أيهم الدخول إلى المستشفى والقيام بعملهم بأريحية
ماريا(بتلعثم نظرت إليه):- صدقني يا دكتور ، صنيعك هذاااا لن تنساه عائلة الراجي
فارس(وهو ينظر إلى إخلاص بشرود):- اتصلت بكِ لكي تبلغي عائلتها ، علما أنهم سيعرفون موقعها من السوشال ميديا في وقت بسيط
ماريا(رمقت سيارة سفيان ورأت مديحة وعواطف):- حتى أنهم عرفوا
فارس(انتبه حيث تنظر):- أجل
ماريا:- أتعتقد بأنها خطوة جيدة ؟
فارس:- إنها خطوة مهمة جدااااا في التحقيق ، سيضغط الرأي العام على السلطات وستضطر الحكومة للخروج بتصريح أمني يفيد متابعة مجريات التحقيق في قضية الشهيد
ماريا(باستغراب طالعته):- شهيييييد ؟؟
فارس(تراجع بوقار):- أنا بمكتبي …
ماريا(قفزت بين الجموع):- من فضلكم لحظة لحظة ….ست إخلاص أنتِ بخير ؟
إخلاص:- اهئئئئ
مديحة(جثت أرضا ببكاء):- إخلالالالاص …اهئ ابنتي ؟
إخلاص(بعيون دامية رفعت التقرير بيدها في وجه أمها):- أميييييي …مزقوا جسد ابني مزقوووووه وأفرغوا أعضاااااءه وكأنه كيسسسس قمامة يا أمييييييييييي
مديحة(عانقتها):- آآآآآآآآه يا ابنتي اهئئئئ ما كان عليكِ معرفة ذلك ما كااااااان
عواطف(ببكاء جلست ومسحت على ظهر إخلاص):- سنتجاااااوزها عندما نجد أولئك المجرميييييين ، صدقيني يا ابنتي سنجدهم
إخلاص(رفعت وجهها المتورم ونظرت إلى عواطف):- خاااااالتي …هل سأبتلع هذه الغصة التي تقف بين حنجرتي وصدري ؟
عواطف(هزت رأسها بنفي وشهقت بأسف):- اهئئئئ آه يا إخلاص يا حرقة قلبي عليكِ ياااااا ابنتي يا حرقة قلبي عليكِ …..
طارق(نزل بعصبية من سيارته وتحرك صوبهن لينطق بصوت زعزع مسمعهم):- ….أنتن …..إلى السيااااااااارة حالا
صحفي ما(اندفع نحوه):- وهذا هو طارق الراااااجي السجين الذي غادر عتبات السجن منذ بضعة أشهر ، قد صدف وأنه قد اتهم أيضا في جريمة قتله لأبيه فهل هذه صدفة أم أن التاريخ يعيد نفسه مع ابن أخته،،،هل لك أن توضح لنا سيد طارق من فضلك ؟
طارق(رمق الصحفي بطرف عين ثم وجد أن كل العدسات تنظر صوبهم):- تحركن بدووووووون إطااااالة
مديحة(شهقت):- يا إلهي
عواطف(جزعت مثلها مثلهن):- هيا إخلاص
إخلاص(بقلق):- ابن عمي …آسفة أنااااا ….
طارق(هتف بصوت متحشرج):- الحسااااااب في البيت ….تحركن أمااااااامي
الصحافة:- سيد طارق هل لك أن تدلي بتصريح ، من فضلك سيد طاااااارق نحن صحفيون مثل أختك زميلتنا ميرنا الراجي التي يعتقد الجميع أنها رضخت للتهديدات وانسحبت من الساحة ، من فضلك ؟؟
طارق(ما إن سمع جملته حتى استدار نحوه بعد أن انسحبن للسيارة):- أتريد تصريحا ؟
الصحفي(بحماسة هو والبقية الذين رفعوا ميكرفوناتهم بوجهه):- أجل أجل
طارق(ثبت نظاراته الشمسية جيدا بعينيه ثم ابتسم):- إليكم عناااااا إذن …
تهافتت العدسات والكلمات والأسئلة من بعد سخريته تلك ولكنه لم يلتفت حتى التفاتة ، بل صعد لسيارته وأشار لسفيان كي يلحق به ونظر من مرآته إليهن خلفه ثلاثتهن يرتجفن بقلق من ردة فعله ، لم يعطيهن أي بوادر تدل على مرور الأمر بسلام ، بل زفراته المتحشرجة كانت خير دليل على عصبيته التي يضبطها بشكل متعقل ريثما يصلون إلى البيت …نظرن صوب بعضهن وفهمن أن الوضع سيء جداااا ، أما إخلاص فقد شعرت بالأسى من ذلك فبدلا من أن يشجعها سيوبخها ويسمعها ما يزيدها وجعا على وجع …
وصلن للمنزل ودخلن تباعا إلى الداخل وهن منحنيات الرأس ، وجدن الأغلبية هناك ويتضح أنهم شاهدوا ما نشر في الأخبار وقامت الدنيااااا ، فالاتصالات الواردة لم تتوقف بينما توافدتِ الأقدام على بيتهم وما كان أمامهم سوى إغلاق الباب في وجه الغرباااااء ليسلموا من الفوهة التي فتحتها عليهم إخلاص بتصرفها ذاك ….
إخلاص(جالسة وسط الكنبة بينما الكل ملتفت حولها وهم جالسون ما عداه):- …أنا لم أقترف أي خطأ ..
مديحة(عضعضت شفتيها):- لو تصمتي يا ابنتي افف
عواطف:- إخلاص …ما كان عليكِ القيام بهذا لوحدك ، نحن أهلكِ يا ابنتي
سماح:- والله فتحتِ بوجهنا فوهة لن يغلقها أحد …
سلوى:- أمي لا تبدئي
رنيم:- أنتِ بخير يا إخلاص ؟؟
إخلاص(بغمغمة حزن):- لا يا ابنة عمي لا ..
عفاف(كانت تنظر إليه وهو يدخن سيجارته بحديقة المطبخ):- طارق في حالة لم أره عليها قط ، الله يستر
نور(تضع يدها على خصرها وتطالعه معها):- معه حق معه حق إذا كنت غير قادرة على ضبط نفسي فكيف به هووووو مهلا مهلا لم سأضبط نفسي أنا أصلا هاااااااااااا ….إخلالالالالالالالاص ياااااا بنت كيف تتصرفين بهذااااااا التهووووووووور ، ألا تعلميييييين مع من تتعاملييييييييييييين إنهم وحوووووووووش سيأكلوووووونكِ ويأكلون ابنتكِ ويأكلوووووننا جميييييييييييعا لأننا نحااااااااارب الشياطين ،، أتعرفين من يكونوووووون ؟
عواطف:- نووووور ليس هكذاااااا
نور(باحتدام):- بل هكذاااااااااا ، عليها أن تعرف أن لمحاربتهم شروووووط وهي العين بالعين والسن بالسن فهل أنتِ قادرة على حمل خنجر وتمزيق أجسادهم به ؟
إخلاص(عادت برأسها للخلف وهزت رأسها ببكاء):- أستغفر الله
نور:- إنه هكذاااااااا …هكذاااااااااا ماذا تتوقعييييييييييين بفعلتكِ هاااااا ، ماذا أنجزتِ لقد فتحتِ أفواه الخلق عليناااااااا لا غيررررررر
إخلاص(بحرقة):- أردت تسليط الضوء على قضية ابني حتى يشددوا التحقيق ويسارعوا بالإمساك على الجناااااااااة ، لن أتوقف حتى يرتاح ابني في قبره
نور(مسحت على شعرها بجنون):- أكلم من أناااااااااااااا …ألا تسمعيييييييين ؟
مديحة:- كفي عن الصراخ بوجهها ألا ترين حالتها ؟؟؟؟
طارق:- سكوووووووووووووووووووووت ….
كلمة واحدة ، نبرة حادة ، نظرة غاضبة ، ملامح خشنة ، وأنفااااااس متحشرجة تنم عن صراااااع داخلي يحاول بشدة ضبطه لكنه أفلت منه وما عاد بوسعه المماطلة ، فحقا حقا ما فعلته كان متهورااااااااااا خصوصا وأنه يعلم علم اليقين أن الجناة قريبين جدا منهم لدرجة لا يسع تلك الأعين الرقيقة مواجهتهااااا …رمق دموعهن جميعا وهو ينتقل ببصره بين أزواج العيون المتوجسة من حالته الهادرة ، لذلك أزال سترته بهدوء وجلس بالكرسي مقابل إخلاص وهم يحيطون بهما من كل جاااااانب منتظرين انفجاره الوشيك ….
إخلاص(قطعت صمته بصوتها المبحوح):- أخطأت …سامحني يا ابن عمي لأنني تجاوزتك وقمت بما قمت به بمفردي ، لكنني والله وجدت نفسي أنجرف للقيام بذلك من أجل دماااااااء ابني ، اهئئئئئئ لقد لقد …مزقووووووه لأشلاءءءءءءءء
انفجرن تباعا بالبكاء والنحيب فتعالت شهقاتهم ودموعهم ،، فسماع ذلك عن ابنهم كااااااان قاتلا قاتلا جداااااا لأي شعوووور ، الابن الذي تربى وسطهم مهما كانت أفعاله الأخيرة إلا أنه ابنهم ويستحيل أن يتقبلوااااا حادثته مهمااااا حصل ، لأن بشاعتها روَّعت أرواحهم وجعلتهم عرضة للخوف من وقوع ما هو أسوأ في لاحق الأياااااام …
إخلاص:- أعرف أنني عرضت الجميع معي للخطر ، لكنني آسفة آسفة واجبي كأم دفعني للتحرك ضد المعقوووول ، وأظن أنه من حقي يا ابن عمي …حقي كأم تبحث عن قاتل ابنها
طارق(بعد صمت أرهقها وأتعبهن):- … لن تغادري عتبة البيت بمفردكِ مجددا
إخلاص(رمشت بعدم فهم):- أتحبسني بالبيت يا ابن عمي ؟
طارق(رفع يده ليخرس أفواههن التي انطلقت معترضة):- …. صمتاااااااا …أجل أحبسكِ يا إخلاص ولو كان في نيتكِ اعتراض على قراري ستحصدين غضبي بشكل غير متوقع
إخلاص(رجفت شفتها السفلية):- ..ههه أنت لا تتحدث بجدية ؟
طارق(نهض بغضب جامح):- إن كنتِ قادرة على التمرد ، فعااااااااااارضي كلامي
عفاف(ابتلعت ريقها ونظرت بخوف صوب إخلاص):- إنها في حالة نفسية سيئة ، رجاء يا طارق لو تتفهمها
طارق(بنظرة نارية):- هل وجهت لكِ كلاما ؟
عفاف(بحرج نظرت إليهم وطأطأت رأسها):- متأسفة
عواطف(اعترضت على تصرفه):- بني طاااااارق ما تفعله ه…
طارق(رفع يده معترضا كلامها):- ولا أنتِ يمكنكِ التحدث ، أنا أخاطب إخلاص وأنتظر جواااااابها
إخلاص(تحركت حنجرتها بثقل ثم هتفت بهذه الأحرف التي كانت تحبسها بقهر):- أعتذر …لكنني لن أرضخ مجددا لسلطة ذكورية تحرمني من حقوقي كأم .. أخي تخلى عني في عز احتياجي له وأنت تقوم بنفس ما قام به بمحاصرتك لي ، أخبرني ماذا فعلت لغاية اليوم هل وجدت قاتلي ابني لم تفعل ولا السلطات فعلت لذلك قررت البحث عنهم بنفسي وسأستخدم أي طريقة تمكنني من ذلك ، ولن أطلب إذن أحد …
طارق(رفع سترته وأردف):- لن أكرر كلامي
إخلاص(بنبرة مرتجفة صرخت):- لن أنتظرررررر إذنك يا ابن عميييييي فلا أحد يشعر فيني لا أحد يشعر بنااااااااااااااااااااري ، أنا على الأقل تحرررررررركت حااااوووووووولت فماذا عنكم أنتتتتتتتتتتم يا راجييييييييييييين ؟؟؟؟؟؟؟؟
نور(أغمضت عينيها وفتحتها بنفاذ صبر):- هل جننتِ يا امرأة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إخلاص(شقت عباءتها بهستيرية):- أجل جننت جنننننننننننننننننننننننت ، أررررررررررررررريد ابني أعيدووووووووووووووووا لي ابني وسأكف عن تصرفااااااااااااااااااااا اتي ، أعيدوا لي جسد ابنيييييييييييييي كاملا وسوف أتووووووووووووووووووووووق ف ،،،أنتم لا تفهموووووووووون هناااااااااااااااااا في صدري جمررررررررررررررة تكويني لحظة بعد لحظة كلما تذكرت ما فعلوه بوحيدي الذي ربيته وكبرته ولاعبته بيدي هاتين اهئئئئئئئئ ابنيييييييييييييييييييييي يي عبد الجلييييييييييييييييييييي ييييل اهئئئئئئئ
كانت هذه آخر هزة جعلتها تنهار بهستيرية أفرغت فيها كل المواجع التي سمعتها بشأن تقرير وحيدها المرحوم ، أما عن طارق فقد طالعهم تباعا ثم عاد ببصره نحوها وهتف بصوت جهوري وتهديد لا يمكن تجاوزه ، بأنها لو غادرت البيت بدون مشورة أي أحد فيهم أو مرافقة واحد منهم فسيجعله هذا يقدم على سجنها بمعنى الكلمة … وافقوا على قراره فقط لكي تنتهي الأمور بسلام لذلك غادر بعصبية مجمعهم وتركهم ينزفون الدمع كلا على نفس الوجع يتحسر.. فعلا ما كان ذلك الجرح ليلتئم … ما كان
طارق(خرج من المنزل ووجده أمامه):- أنت … ستراقب إخلاص جيدا لن تدعها تخطو خطوة واحدة بدون معرفتك ، وإيااااااااااك وأن تغفل عنك مفهووووم ؟
سفيان(ابتلع ريقه برعب):- مفهوم مفهوم طارق حضرتك سيدي مفهووووم
طارق(ارتدى نظاراته الشمسية وغادر):- تباااااااااا يا إخلاص تبااااااا ستفتحين علينا أبواااااااب السعيررررر الآن ، فمن سنحمي لنحمي من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …
فعلا إذا قال أنها ستفتح أبواب السعير فحقا ستفعل ، فقد كان أول من شاهد عرضها الدرامي على التلفزيون هن بنااااااات سكر .. اشتقنا لهن برغم الظرووووف ^^
سهى:- يا بناااااات اركضن اركضن أليست هذه قريبة جماعتنا ؟
آيشا(أمسكت جهاز التحكم ورفعت الصوت):- أجل إنها من آل الراجي
روكا:- دعوناااااا نسمع ما يقاااال
نوري(ركضت صوبهم):- ماذا ماذااااا فاتني ؟
دجى:- قطااااار الزواج يا بعدي …
نوري:- ها ها مضحكة
فوفا(أمسكت على فمها):- يا إلهي أتسمعون ما تقوووووله ، يااااه قلبي وجعني
ميري:- حرااااام ما فعلوه بالولد والله حرام
شوشو(نزلت من الدور العلوي):- ماااااااا بالنا على هذا الصراخ ألا تجيدون إطباق أفواهكن قليلا ؟
دجى:- تعاااالي يا بنت واسمعي ما قالته أخت حكيم الراجي
شوشو(رمشت بدقة وركضت لتقف معهم):- عمن تتحدث ما به حكييييم الراجي ؟؟
نوري:- أنتِ تنسين العالم وتسألين عن مراقصكِ الهمام
شوشو(وضعت خصلاتها خلف أذنها):- لا تطيلي وأخبريني ماذا يحصل ؟
ميري(بأسف):- إنها تتحدث عن ابنها الذي قتلوه وشرحوه في الحبس
نوري:- لقد أعطتهم تقرير التشريح وها نحن نصغي بففف
شوشو:- يا الله
لوبا(ابتلعت ريقها):- لا يجب أن نشاهد ذلك فماما سكر لا تحب
فوفا:- أجل أجل …ونحن لا ينقصنا غضبها إذ نابنا من المشاكل الكثير مؤخرا
روكا:- افففف اقشعر جسمي مما أسمعه وأنتم ؟
آيشا:- ونحن يا روكا ونحن إنها جريمة بششششعة كيف استطاعت الصمود ؟
سهى(ببؤس):- لأجل روح ابنها المحترقة مع الأسف
نوري(انهارت ببكاء بعد سماع نص التشريح):- هل …اهئئئ هل قطعوووووه حقاااااااا ؟
شوشو(أشارت نحوها ونحو ميري):- ألا تعرفون أن هنالك من لا يتحمل هذااااا
أسما(ركضت بكوب ماء):- تمام لنقفل الشاشة ما رأيكم ؟
لوبا:- أوافقها الرأي
أسما:- جيد أنني لم أسمع إلا الأخير قلبي لا يطاوعني على معرفة تلك الأخبااااار هفف
لمياء(نزلت أيضا بسماجتها المعتادة):- على من تعقدون هذا الاجتماع اللعين ؟
دجى(بكره):- عنكِ يا ست الحسن والدلال
آيشا:- ليبعدها أحدكم عن خلقتي قبل أن أشرحها بنفسي
نوري:- ههه سترعبينها يا آيشا أحيانا أجدكِ متوحشة
آيشا:- ها ها صرامتي مع من يستحق واجبة الحضوووور يا روحي ، وهذا لا يعني أنني أكره الجميع على فكرة
نوري(كفكفت دموعها):- أعرف … سأغسل وجهي بالحمام
لمياء:- تتت ما زلت أنتظر جوابا ؟
سهى(حولت عينيها برتابة):- انسحبت أنا
لوبا:- خذيني معكِ
فوفا:- ههه لن يكون عيبا إن رافقتكن فالجو هنا صار خانقا
دجى(ناظرت لمياء من تحت لفوق قبل أن تتبعهن):- ياااا ساااااتر
آيشا(أكملت عنها):- ياااااارب
روكا(مسحت على قلبها):- فعلا ضاق صدري من سماع تلك القصة ، سأنام
ميري:- هففف …حتى أنااا رأسي وجعني
لمياء(بعد مغادرتهم جميعا كتفت يديها ونظرت لشوشو):- اهربي مثلهن ماذا تنتظرين ؟
شوشو(اقتربت منها):- أنا لست هم … ثم أقف في البقعة التي أريد فيما يضايقكِ ؟
لمياء:- إذا شغلي فمكِ قليلا وأخبريني ماذا يحصل هناك ؟
شوشو(أشارت خلفها):- … موضوع يكبركِ في الاستيعاب ، فحضرتكِ خارج أطر التوعية لا تفرقين عن طفلة في عامها المدرسي الأول
لمياء(صغرت عينيها فيها):- أعرف أنكن تكرهنني لأن ماما سكر تفضلني عنكن ، هذه مشكلتكن ما ذنبي إن كنت أرفع شأنا منكن ؟
شوشو(اقتربت خطوة أخرى وناظرتها باستهزاء):- هههه ..ماما سكر لا تحب سوى جيبها لذلك انتبهي فإن كان الذهب يسيل من تحت أقدامكِ اليوم ، فغدا سيصبح دما يغرقكِ …
لمياء(اهتزت حدقتيها):- … لم أرد شيئا سوى فهم ما يحدث …مهلا ،،،أليست تلك ..هئئئ
شوشو(صغرت عينيها وهي تراقب ردة فعلها):- أتعرفين المرأة التي على التلفاز ؟
لمياء(بارتباك تراجعت للخلف):- أبدااا أبداااا من أين سأعرفها أول مرة أراها ، أههه …تذكرت لقد تركت مسرح الشعر موصولا بالكهرباااااء تبا لسهوي بالإذن ههه
شوشو(بعدم فهم):- ماذا حصل لهذه الآن ؟؟؟
لمياء(ركضت في الدرج):- يا ويلي يااااا ويلي إنها إخلاص …ماذا سأفعل كيف سأسمع ما قالته عبر التلفاااااز ، آآآآآه محروووس محرووووس
اتصلت به من فورها فقد كان في الملهى رفقة سكر ، وما إن سمعوا شكواها حتى تبادلا نظرة خوف وانطلقا عائدين للبيت لينضموا إليها في الغرفة بعد أن قام محروس بإيجاد فيديو إخلاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، أعادوا سماع كلامها ووعيدها وأيضا تقرير الطبيب الشرعي وآراء الشعب والرأي العام ، وهذا ما أصاااابهم بالجزع فجأة
لمياء(تضرب على فخذيها):- ياااااااااااااااا مصيبتي ماذا أفعل ماذا سأفعل ؟؟؟؟؟؟؟
محروس:- اخرسي يا بنت ستفضحين أمنا ، ما علاقتنا نحن هاه ما علاقتنا ؟؟؟؟
لمياء(ببكاء):- كيف ما علاقتنا ، نحن السبب الرئيسي خلف وفااااااته يا محروووس ؟
محروس(نهض وأمسكها من شعرها):- شوووووفي لن أسمح لكِ بالخوف الآن ، كان عليكِ ذلك عندما كنتِ ترقصين على جثة الولد ، ولذلك أنتِ ملزمة بالاستمرار بشكل طبيعي فنحن بعيدون كل البعد عن هذه الجريمة سمعتِ ؟؟؟؟؟؟؟
سكر:- ميااااا ..هذا اسمكِ الذي اخترناه لكِ فور دخولكِ لعالمنا ، أنتِ راقصتنا الثمينة وجوهرة ملهانا التي ذاع صيتها وصارت مطلوبة كل ليلة في المرقص …لذلك اخرجي من حالة الصدمة وخذي حماما ساخنا لتستعدي لليلة فهنالك من أشعلتِ نيرانه ليلة رأس السنة برقصكِ الملتهب
محروس:- ههه أجل لقد دفع الرجل الأجنبي إزاءكِ أموال أمه وأبيه كلها ، فلن تخجلينا معه مفهووووم ؟
لمياء:- حاااضر حاااضر …
سكر:- امسحي دموعكِ ولا تدعي البنات يرونكِ على هذا الحال ، لن تكشفي أمرنا بسبب غبااااائكِ وخوفكِ يا مياااا
محروس(بعد ذهابها):- ستوقعنا في المشاااكل هذه اللعينة
سكر:- ستراقبها جيدا يا محرووووس ، إنها قنبلة موقوتة بيننا يجب الحرص على سلامتنا منها وممن يتربصون بها تمام ؟
محروس:- ما توصي حريص يا ست سكر ، لكن هل هذه المرأة غبية حتى تهدد وتتوعد أمام الملأ ألا تعرف فيما أوقعت نفسهااااا ؟
سكر(رفعت هاتفها):- غالبا هي لا تعرف ،، ويجب أن تأخذ درسا في المعرفة علها تلزم حدهااااااا …/ ألو كهرمانة هل شاهدتِ الأخبار ؟
كهرمانة(بغيظ):- شاااااااهدتها ، كنت سأتصل بكِ اسمعيني جيدا راقبي تلك الراقصة ولا تدعيها تفتح فمها بحرف ونحن سنتدبر أمر البقية
سكر:- عندي يا روحي عندي …
كهرمانة(زفرت عميقا وهي تغلق الخط):- عرندس …تعرف ما يتوجب عليك فعله ؟
عرندس:- أقترح ألا نستعجل يا كهرمانة …لا تنسي أن ميار قد حذركِ من ارتكاب أي خطأ
كهرمانة:- ههه لقد تخلى عني ، إذا لا يحق له محااااااسبتي
عرندس:- مع ذلك، أخرجينا نحن من هذا الوضع وليبقى الأمر في يد العشيرة
كهرمانة(بتفكير):- قصدك غضنفر ؟
عرندس:- هو الأولى بالتصرف ، لو تحادثينه على الأقل وتعرفي ردة فعله وبعدها نرى
كهرمانة:- أحيانا عقلك يعمل أحسن من عقلي ، تمام دعنا نتواصل معه ونجد طريقة نوقف بها تلك الراجية اللعينة تبا لهم ولكثرتهم لا أدري كيف يتوالدوووون كالجراد ؟
ما إن عرف غضنفر بهذه الأحداث حتى استنفر وبعث خضر ليجمع الأخبار ويأتيه بتقرير شاااامل عما حصل ، ولأن الخبر ذاع بينهم فكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى رندة التي شعرت بأنها صغيرة أمام غضنفر الذي نبهها وهددها بأن تبقي موضوع التقرير بعيدا عن أنامل إخلاص ، ولكن شاءت الأقدار أن تتورط خولة أيضا في الموضوع فلم تستطيع إيقاف تلك الثورة التي كانت خارج …ودااااااخل السجن أيضا
خولة(مسحت على شعرها وهي تصغي لضرب السجناء بأكوابهم على القضبان):- كيف سنوقف هذه الثورة ، الجميع يريد حق ابن إخلاص ؟؟
الحارس:- سيدتي لقد جاء النائب ويريدكِ في مكتب المدير
خولة(عدلت هندامها):- أهلا بالمشاكل إذن … يااااا الله منكِ يا إخلاص يا الله
طرقت الباب مستأذنة ودلفت لتجد النائب أمجد جالس على كرسي المدير ، بينما المدير كان يقف بجواره وهو يكتف يديه وينتظر دخولها على أحر من الجمر
أمجد:- خولة الحسني ، هل لديكِ تفسير لم حصل ؟
خولة(شبكت يديها):- كان خطئي سيدي النائب
المدير(نظر إليها بتحذير):- غالبا هو مجرد سهو أليس كذلك أيتها الأخصائية ؟
خولة(نظرت جانبيا):- نوعا ما ، تركت الملف فوق المكتب وإخلاص وجدت التقرير وأخذته
أمجد:- هل أحمد الله لأن ملف صور التشريح لم تكن بحوزتك ؟
خولة:- أجل سيدي النائب ، جيد أنها لم ترى الصور وإلا لكانت في غيبوبة
أمجد:- تعلمين أن لخطئكِ هذا حدثت عواقب كثيرة ، ومنها الخطورة التي جعلتها تتعرض إليها حينما ظهرت أمام الملأ متحدية أولئك الأشرار
خولة(باحتدام):- علينا أن نمسكهم جميعا ونزج بهم في السجن ، وما فعلته المرأة كان من حرقتها على ابنها
أمجد(ضرب على سطح المكتب):- نحن من يحدد ذلك أيتها الأخصائية ، أنتِ لستِ بتلك السلطة حتى تتخذي مثل هذه القرارات وعليه قد تم اقتطاع عملكِ مدة خمسة عشرة يوما بدئا من اليوم
خولة:- ولكن ….لا يمكنني ترك المساجين في منتصف الطريق؟؟؟؟؟؟
أمجد(نهض غاضبا):- كنتِ فكري في ذلك قبل الوقوع في هذا الأمر ، حضرة المدير وقع على أجازتها فنحن في غنى عن تواجدها في الصورة هذه الفترة
المدير(زفر بتعب):- بأمرك حضرة النائب
خولة(بدموع مكومة بعيونها نظرت جانبيا):- هذااااا ظلم
المدير(أشار إليها):- الإجازة لكِ يا خولة لا يمكنني القيام بشيء ، أي نعم أدعمكِ في هذه القضية ولكن الخطأ يبقى خطأ … خذي قسطا من الراحة ريثما تخرس الأفواه ويتناسى الناس قليلا هذه الفوضى
خولة(بغضب):- سأفعل فربما الابتعاد قليلا عن هذه الأجواء سيجعل العدالة تأخذ مجراها
المدير(فهم قصدها المبطن):- لا تقحمي نفسكِ في بلية أخرى تجعلكِ تفقدين العمل
خولة(ضربت الأرض بكعبها وخرجت):- جبنااااااااء ….آآآآآآآه كيف سأتصرف الآن ؟؟؟
كيف ستتصرف لم تجد حلا سوى الذهاب إلى بيت الراجي لأخذ التقرير ، رغم أنه صار متاحا للكبير والصغير لكنها مجبرة على أخذه ، رغما أنها تعلم علم اليقين بأن إخلاص لن تكون متعاونة معها وأنها سترفض تسليمها التقرير ولكن ربما يحدث عكس المتوقع ، لأنها تجرعت علقم الفقد للمرة الثانية وبطريقة مؤسفة جعلت مشاعرها تهوي أرضا وتندلق …
شيماء(جثت تحت ركبها تبكي):- كيف استطعتِ يا أمي كيف ، إنه أخيييييي أخي الوحيييييييد بدوري أحترق على فقده أميييييي
إخلاص(تبكي بحرقة):- كيف كنت لأتصرف يا ابنتي ، أردت أن أفعل شيئا يشعره بالطمأنينة في قبره ، شيئا يجعله يعرف أن أمه ستبقى ورااااء قضيته حتى يحقق الحق ويزهق البااااااطل ،،،، أسمعتِ ما فعلوووه به ؟
شيماء(حكت رأسها بحجر أمها):- اهئئئئئئ الله يقطع أيديهم الله يحرقهم اهئئئئ
يزن(بتأسف):- خالتي إخلاص …سوف تأخذ العدالة مجراها وسوف ينتقم الله منهم
إخلاص:- آمل ذلك يا ولدي
جمانة(تمسح أنفها بالمنديل):- لا سامحهم الله ، ماذا فعل لهم المسكين ؟
عفاف:- لقد راح ضحية بطشهم ربي يجعله من رواد الجنة يااااارب …
جلنار(تربت على كتفها):- نحن في ظهركِ أختي ، أعدكِ سأجعل برنامج الليلة عن قضية عبد الجليل حتى لو كان هذا آخر يوم لي بالعمل
إخلاص:- لا يا أختي لا أريد أن أخلق لكِ المتاعب
جلنار(بدموع):- أي متاااااعب ، إنهااااا قضية أهم بكثير من أي قضية في حياتنا كلنااااا
مرام(بنبرة بكاء):- طلابي كلهم يدعون لكِ يا إخلاص ، لقد قرروا التدرب على مقطوعة حزينة ليعرضوها بمسرح المدينة ، وأي مردود لهذا العرض سيتبرعون به ليصنعوا قمصانا بصورة عبد الجليل تضامنا معه
إخلاص(فتحت فمها):- حقااااااا ؟
مرام:- أجل يا إخلاص حقااااا، لقد شاهدنا الفيديو في الفسحة فقد انتشر بسرعة البرق
إياد:- وأنا سأبدأ بكتابة مقالة وسوف أجعل أصدقائي ينشرونها ، وسوف أخصص يوما لكي نقوم بحملة ندعو فيها كل الناس لينهضوا معنا ويطالبوا بحقه المهدووووور
إخلاص(بفرح):- ياااااه هذااااا أجمل ما سمعته
عواطف:- أرأيتِ يا إخلاص ، كلنا معكِ ويكفي أن تكوني معنا وتثقي بنا
مديحة:- اهئ سلمتم أيهاااا الأولاد سلمتم
ليان(وهي تنظر لهاتفها):- ولكن شريطكِ يا خالتي إخلاص قد وصل المليون مشاهدة في غضون سويعات أصبحتِ مشهوووورة ههه
سلوى(زورتها بطرف عين):- هل هذا وقته يا لياااان ؟
ليان:- ماذا قلت أنا الله الله …
سماح:- رغم ذلك ، ما فعلته يعد خاطئاااااا
نور:- عمتي سماح نحن نعرف ذلك فلا داعي لتكراره
عفاف(أعطتهم الشاي هي ونجية):- نهاااال تشربين أيضا ؟
نهال(بتعب هزت رأسها):-تؤ لا أريد
رنيم(وهي تهز بسجى في حجرها):- تت ما كان الباب ليهدأ ، فليفتح أحدكم لطفا
إياد:- سأفعل … هااا أنتماااا ادخلا
كوثر(ببكاء):- كيف الأجوااااء ، كيف هي إخلالاص اهئئئئئ آه يا امرأة أدميتِ قلوبنا
إخلاص(استقبلت عناقها الحار):- آه يا كوثر ..
وصال(جلست بجوار عواطف):- كيف الحال رغم أن السؤال غير مناسب في هذه اللحظة
عواطف(ربتت على يدها):- كما ترين يا ابنتي ،مآسينا لا تتوقف مع الأسف ..
وصال(اتكأت برأسها على كتف عواطف):- لكنها ستمضي خالة عواطف ستمضي …
يزن(سمع الباب):- سأفتح أنا
نور:- لو كان أحدا غريبا اطرده
دينا:- مامي عيب
نور(رمشت):- اطرده بأدب يا ولد
كوثر:- أخبروني هل أعطى التصريح أي مفعووول ؟
جمانة:- لا أختي
إخلاص:- ما زلنا ننتظر ، لا شيء جديد حتى الآن
مديحة:- هذه الأمور تأخذ وقتا يا إخلاص ، لنصبر يا ابنتي لنصبر
نجية:- إنه ابني تامر … أدخل يا بني
دخل بأسف وتبعه فريد وفردوس ومازن وأيضا أسعد الذي ما توقعت مجيئه إلى هناااااك ، ما إن رأته حتى ارتعش شيء بداخلها جعلها تعدل جلستها الرتيبة عفويا وتنظر إليه ، بينما استقبلهم إياد وأشار لهم بالانضمام إليهم ..
فردوس(عانقت مرام وهي تبكي):- تعازي الحارة مجدداااااا ، كان الأمر مهولا جداااا تذكرت بابا وكيف وجدوه مطعونا بالسجن… كلاهما راااااح ضحية لأولئك المجرمين اهئئئئ
مديحة(هتفت بقهر):- رحم الله جميع موتانا
شيماء(جلست جوار أمها وهي تضبط حجابها وتبكي):- غدرواااا بأخي …
تامر(مصمص شفتيه بحزن ثم نظر أرضا):- رحمه الله وغفر له
مازن(أخذ سجى بحضنه بينما التصق أيهم بحجره):- لزيارتنا سبب معين أرجو أن تسمعوه بصدر رحب …
رنيم:- خيراااا ؟
فريد:-أولا نأسف على المجيء في هذا الوقت وبدون إشعار
مرام(عضعضت شفتيها):- ولو أهلا بكم يا فريد لا تقل ذلك
عواطف:- أجل يا بني البيت بيتكم …
تامر:- عبد الجليل … كان زميلا لنا يعني رغم أننا لم نكن على وفاق لكنه يبقى شخصا نهتم لأمره كزملاء دراسة
فريد:- ولذلك قررنا أن …أن نقوم بشيء لأجله من بعد إذنكم طبعا
مازن:- نحن كنا طلابا في نفس الجامعة رغم تخصصاتنا المختلفة ، ولكن الأغلبية يعرفون بعضهم بعضااااا
تامر:- وقد أنشأنا صفحة خاصة على الفايسبوك باسم قضية عبد الجليل ، وفي غضون وقت بسيط انضم إليها أزيد من 23 ألف متابع والعدد في تصاعد
فريد:- ما يعني أن صوت الشعب مهتم بالقضية ، وإذا ما أعطيناهم فرصة فسوف تكون لحركتنا سبيل للوصول إلى شيء ما ، على الأقل سوف يسمعون صوتنا
تامر:- وعبد الجليل يستحق ذلك منا ، رغم كل شيء هو يستحقه بالفعل
إياد:- أشعر بأن فكرتكم سوف تندحر إلى مجرى فكرتنا أيضا يا جلنار ؟
جلنار:- معك حق إياد
وصال:- وما هي فكرتكم ؟
إياد:- قررنا أن نخصص يوما لحملة يجتمع فيها كل مهتم بالقضية
فريد:- وهذا هو بيت القصيد
نور:- يعني إذا ما تكاثفت كل المجهودات فسنحصل على حملة واحدة ضخمة
مرام:- مع قمصان طلابي يمكننا أن نرفعها على الصعيد الأعلى إذا ما ساعدنا الفرع الجديد يا أختي صح ؟
رنيم:- فهمت قصدكِ ، أجل ربما لورينا تقوم بمساعدة وتخصص مجموعة كبيرة من القمصان لدعم الحملة
نور(بتخمين):- أدعم الفكرة أيضاااا
فردوس:- وربما نصنع بطاقات ولافتات بمساعدة تيمو ورفاقه يا فريد ؟
فريد:- أجل أجل …سيكونون على أهبة الاستعداد لفعل أي شيء للمساهمة في القضية
جلنار:- وفي برنامجي أيضا سأبعث رسالة للمهتمين
إياد:- وأنا ستكون رسالتي ورقية وسأضع ندااااء أيضااااا
جمانة:- إذن هذا سيجعل الجميع يتهافت للوقوف معنا أليس كذلك ؟
يزن:- هو كذلك هو كذلك وأنا سوف أقوم بتوزيع الأوراق والبطاقات في كل شارع من المدينة
ليان(رفعت يدها برتابة):- لك مساعدتي
شيماء(بعيون دامعة):- يااااه …
سلوى:- أعجبني حماس الشباب
إخلاص(ناظرتهم جميعا بعيون حزينة):- كان ابني ليفخر بكم صدقوني
كوثر:- اهئئئ سنجعله يفخر بعد أن نحقق العدااااااااالة
عفاف(رفعت كفيها بدعاء وهي ترمق نظرات أسعد ونهال منذ البداية):- يااااارب
نجية:- ياااااارب
وصال:- ولو أردتم أي مساعدة نحن معكم بالتأكيد
كوثر:- أجل أجل ، زياد وجاسر أيضا يساعداااااان
إخلاص:- أشكركم من قلبي على ما تفعلونه ، هذاااا سيساعدنا أجل ..
مديحة:- على الله يا ابنتي …
يزن:- سأفتح مجددا لا عليكم
جمانة(وهي تنظر إلى كوثر بعيون منهزمة):- أختي …
كوثر(رفعت حاجبها وناظرتها بطرف عين):- ماذا تريدين ؟
جمانة(تراجعت عن حديثها):- سلامتكِ فقط
وصال(رمقت كوثر بحدة ثم نظرت صوب الباب):- يااااااااااااه جدتي نبيييييييييييلة
دخولها كان كالنسيم الذي يهب في غمرة الأسى المنتشر بذلك الوسط ، وجهت بصرها مباشرة صوب إخلاص التي ارتعشت قلقا من ردة فعلها لكنها وجدتها تنش بعصاها من كان يجلس جوارها لتتخذ محله وتفتح يدها كي تعانقها ، لحظة مؤثرة جعلت الأغلبية يشهقون ببكاء وخصوصا إخلاص التي انهارت على صدر جدتها وهي تنعي حظ ولدها العاثر …
عواطف:- هل رأيتِ ما حدث يا أمي ؟
نبيلة:- رأيته
إخلاص:- غاضبة مني جدتي ؟
نبيلة:- لو كنت غاضبة لوجدتِ عصاي على رأسك ، لكنني فخورة بما صنعته فهكذا تكون الراجياااااات
إخلاص(ابتسمت بحزن):- لكنهم عذبوا ابني وقهروا قلبي عليه
نبيلة:- اختاره الله وهذه عن هذه تفرق
إخلاص:- لكن الوجع يبقى نفسه
نبيلة:- مع الوقت تتجاوزينه يا ابنتي
إخلاص:- طارق منعني من الخروج بمفردي ، لقد قرر سجني في المنزل عقابا لما فعلته
نبيلة:- معه حق ، وأشيد بمقترحه الذي لن تتجاوزيه يا ابنتي فأنتِ الآن في وضع حساس وقد تصادفين من المضايقات ما لا يأتي في الحسبان
مديحة:- ولكننا افتقدناكِ يا أمي ، لم لا تعودين للبيت ؟
نبيلة(نظرت إليهما معا):- هل عدتما أنتما ؟
مديحة(زورت عواطف بأسف):- ليس بعد
نبيلة:- إذا ليس بعد …
وصال:- ما أقواكِ يا جدتي
إياد:- هي في هذه الأمور لا تتنازل
نبيلة:- أريدك أن توصلني في طريقك قبل ذهابك
إياد(فهم أنها تريده):- حاضر جدتي
نبيلة(طافت بعينيها ورمقت تلك الجماعة):- ما الذي أحضر هؤلاء ؟
مرام:- متضامنين يا جدتي ، لقد فكرنا بالعديد من الخطط سننفذها في القريب العاجل
نبيلة:- إذن خططوا في الصالون الآخر لقد أزعجتموني بحواراتكم المبهمة
فريد:- معذرة جدة نبيلة ، يا جماعة لننتقل للصالون الآخر
جلنار:- دعوني أرافقكم أيضا .. تعالي نهال
نهال(امتصت شفتيها وهي تنظر إليه بهلع):- أكيد أتى ليفضح أمري إنه فقط ينتظر الوقت المنااااسب ، يا ويلي ماذا فعلت
أسعد(انتظر دخولها وأبطأ مسيره ليجاورها):- كيف حال الهاربة من حفلة الميلاد ؟
نهال(التفتت بسرعة ووجدت أمها تنظر إليهما بعيون الصقر):- نتحدث لاحقا
أسعد(توقف فجأة):- لماذا ، هل تخشين من فضح أمركِ يا حبيبتي ؟
نهال(استمرت وهي تتمنى أن يتوقف عن لعبه بأعصابها):- لا يمكنك تهديدي في بيتي ، أرجوك الوضع لا يتحمل مشكلة أخرى وما حصل ليلتها قد استحققته يا أسعد
أسعد(تبعها):- استحققته أجل …معكِ حق لكن لاستحقاقي عوااااقب
نهال(عضعضت شفتيها):- أرجووووك ليس وقته
أسعد(مال برأسه وهو يتحرك للكرسي):- أجدكِ مرتعبة يا نهال الراجي
نهال(بحنق):- من الظروووووف يا فهيم اجلسسسس ..
عفاف(تحركت صوبهما ولكنها تراجعت لتعود لمحلها):- كيف سأتحمل هذه المهزلة ؟
افترقوا لنصفين فئة الشباب وفئة الكبار يعني فريقين فريق يواسي وفريق يبحث عن حلول لأجل القيام بحملة ضخمة مشتركة فيما بينهم ، تشمل كل القطاعات لعلها تصل لأبعد مدى من المتوقع .. ربما تكون خطوة غير مضبوطة خصوصا وأن إياد يعلم علم اليقين تبعات هذا الموضوع ، لكنه مضطر لمسايرة الوضع وتسطير عنوانه بالبند العريض لعله يقدم شيئا مخالفا للقواعد ويخرج قلمه عن صمته ، رغم أن ميار لن يتقبل ذلك ولكنه لن يترااااجع ...
سماح:- الله يهديك يا عمتي هل أتقصَّد الخروج عن المألوف .. أنا فقط قدمت اقتراحا بسيطا لا غير
نبيلة:- اقتراحكِ غبي فاحتفظي به ..
مديحة:- لا مهلا دعونا نفهم ماذا قصدت بقولها .. تفضلي بالتبرير ؟
نور:- جدتي على حق غالبني الفضول لفهم نظريتكِ عمتي .. ماذا يعني أن نستقبل الصحافة في بيتنا ونعطيهم تصريحا ليومياتنا الحالية بعد الجنازة ؟
سماح:- ولم استقبلتم آراء أولئك الأولاد بينما رأيي وقف في حناجركم كالسم ؟
عواطف(بتأفف):- لأنكِ تتكلمين بهراء غالبا ؟
نور:- نوعا ما ليس هراء مئة بالمئة ، لكنه فكرة سيئة فنفسيتنا جميعا في الحضيض
سماح:- وهذا هو مربط الفرس ، إذا رأى العالم مدى تدهور حالتنا النفسية وسوء أيامنا منذ الجريمة فسيتضامن معنا أكبر عدد ممكن من الناس
رنيم(بتخمين):- أكيد بعد تصريح إخلاص سيبحثون عن تصاريح أخرى ولقاءات غير تقربهم من واقع الجريمة ومن محيط الضحية ، يعني إذا قمنا بتقديم هذه الأمور ببساطة وتركنا لعدسة الكاميرا كامل الحرية فربما قد نغلب المجرمين ونشعرهم ببعض الخوف
نور:- وربما يقدمون على اقتراف خطأ ما ، لكن هذا لا يمنع أنهم لن يقدموا على تصرف أخرق يجعلنا نتوقف
إخلاص(باحتدام):- لكننا صامدووووون ، أنا وسط النار ولن أترك أحدا يتأذى منكم
سماح:- هاه أرأيتم كيف أبلت فكرتي
عواطف(هزت رأسها):- إذن لن نستعين إلا بأشخاص ثقة يوصلون الأمر بكل مصداقية
مديحة(أردفت):- وإذا ما صورنا الجو الحزين المخيم على بيتنا ربما يُفك النحس
عفاف:- هه سامحكِ الله يا خالة مديحة أضحكتني رغم الظرف السيئ
إخلاص(غالبها الضحك وسط دموعها):- ههه والله بيتنا منحووووس أتفق مع ذلك
نور:- هههه غالبا يجب أن نعلق خرزة زرقاء عند باب البيت
عواطف(اهتزت ضحكا):- حذوة حصان قد تفي بالغرض هههه
سماح:- أو ربما نبخر البيت ببعض العرعار ههه
رنيم:- هههه يا إلهي .. ماذا عن الملح الخشن ؟
عفاف:- هههه سأنبه على نجية أن تمسح به أرضية البيت شبرا شبرا ربما تفك اللعنة
مديحة:- مهلا مهلا لم لا نلجأ لتلك الولية فخرية ؟
سلوى:- بسم الله الرحمن الرحيم ههه رؤيتها تجعل جسمي يقشعر إنها مرعبة
نور:- ههه لا طيوبة الخالة فخرية لكنها لا تحب أحدا سوى حكيم
مديحة(تلكأت ابتسامتها حتى اختفت):- آه على فلذة كبدي لو يعود
إخلاص:- نحن بحاجته
عواطف-: كثيرااااا
نبيلة:- أيوة هل قلبتموها لجلسة أحزان ، كان حريا بي الانتقال إلى جماعة الأولاد هناك ..
عفاف(سمعت الجرس):- ما كان الباب ليهدأ
نور:- ولو البركة في الست إخلاص قامت بإعلان سيستمر إلى ما لا نهاية
رنيم(هزت كتفيها بهزل):- آه ..
عفاف(بتوجس عادت إليهم والضيفة خلفها):- إنها السيدة خولة الحسني
إخلاص(ارتجفت أوصالها ونظرت صوب نور التي فهمتها):- يا ويلي
خولة(رمقتها بنظرة خيبة أمل):- ماذا فعلتِ يا إخلاص ؟؟؟
غازي(دخل مباشرة خلفها وقد صفق الباب خلفه بقوة مكررا نفس الجملة لكن بغير طريقة):- ماذاااااااااااااا فعلتِ يا إخلالالالالالالالالالالال الالاص ؟؟؟؟؟؟
حسنا معهم حق في الفزع فدخوله كان انفجارا لعروق عصبية خامدة في ذلك الجسد ، هل قلت خااااامدة أوبس أعتذر غالبا قصدت متأججة يا أخويا يا غازي رفقا بالقواااااارير ههه ^^
إياد(صده بعنف):- إليك عنها ، لم تهاجمها حتى قبل أن تسمعها ؟
غازي(يحاول أن يتخطاااااه):- من استدعى شرذمة قطاع الطرق إلى بيتناااااااا ؟
إياد(بدهشة):-أكيد أنت لست جاداااا ؟؟؟
فريد:- أخ غازي ،، أختك لم تقترف أي جرم بل على العكس هي تحاول أن تساعد على قدر معرفتهااااا
غازي(وجه سبابته نحوه):- أنت بأي صفة تتوااااااجد ببيتنا أصلا ، هيا اجمع أختك وغادراااااااا هذا البيت فإن كانت عائلتي البلهاء قد سامحتكم على ما فعله أبوكم بأختي ، فأنا لم ولن أغفر لأي نهوااااااااني فوق هذه الأرض
فردوس(شهقت وأمسكت كف مازن):- اهئئئئ …لم تتكلم هكذاااااا ؟؟؟
مازن:- لن نتفوه بحرف ، هيا يا فردوس
رنيم(بأسف):- ماااااازن رجااااء
مازن:- لم يعد هنالك جدوى من الحديث ، فريد هل أنت ماكث ؟
مرام(بدموع همست):- آسفة
فريد(أومأ برأسه بقلة حيلة):- أكلمكِ لاحقا … هيا بنا
تامر(ناظر غازي مليا ثم التفت صوب شيماء):- السلام عليكم
شيماء(بأسف):- تتت
خولة:- عفوا منكم هل لي أن أعرف من يكون هذا ؟
غازي(رفع حاجبه متجاوزا إياد ليتأمل هذه الفتاة التي تنطق من خلفهن):- من أنتِ يا حضرة الدخيلة ؟
خولة(تجاوزتهن):- أنا لست دخيلة يا أستااااذ أنا الأخصائية الاجتماعية للمساجين وأنا التي تتكفل بقضية عبد الجليل رحمه الله ، فمن تكون أنت من غير شر ؟
وصال:- يا حبيبي ! كنت أعاني من أختها الملازم اتضح أن هذه النسخة أيضا حربية
كوثر:- كخممم ههه هل يجوز الضحك ؟
وصال:- يجوز يجوز يختي ، هل كان علي إحضار بندقيتي ؟
كوثر(فتحت عينيها على وسعهما):- ليست لتلك الدرجة
غازي(تأملها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها ثم رمش قبل أن ينطق):- …خولة ؟
خولة(رمشت مرتين بدورها لتستوعب الأمر):- غااااازي ؟
جمانة(نظرت إليهما بالتوالي ونطقت بدون إدراك):- أتعرفاااان بعضكما ؟
خولة(حركت رأسها لتتراجع للخلف):- يجب أن أذهب يجب أن أذهب ….
نور(وضعت يديها على خصرها):- الله الله ، ماذا يحصل ؟
غازي(نظر جانبيا ثم لاحقها ببصره وهي تتحرك مغادرة):- خولة …خولة انتظرررري
خولة(ركضت نحو الخارج):- يا إلهيييييي
مديحة(حكت أنفها ووضعت يدها على فكها):- إذا تجاوزت إحداكن الأمر قبلي لتخبرني حبا بالله من أين يعرف ابني الأخصائية ؟
سماح:- من نظراتهما يبدو أن بينهما شيء ..
عواطف(نظرت إلى كل تلك الفوضى):- تت ما كان الاستنفار يغادر بيتنا
أغلبيتهن نطقوا في آن الوقت:- إنه النحس
جمانة(بشرود في جانب الباب):- ماذا يحدث بينهما ؟
جلنار:- أول مرة أرى أخي راكدا هكذا ، ففي العادة عندما يفقد أعصابه فإنه لا يهدأ حتى يقوم بكسر معظم أشيائه الخاصة
مرام(بغضب):- لنحمد الله أنه اقتصر على ذلك
عفاف(وهي تنظر للصالون الآخر لتكتشف غيابهما):- ….. هل لمح أيكم نهال وذلك المدعو أسعد ؟
شيماء(تفتفت مشيحة ببصرها للفراغ):- الله أعلم
ليان(رفعت يدها بلا مبالاة وهي تطقطق على هاتفها):- خرجا في عز الفوضى خالتو عفاف
يزن(رمقها بغيظ):- اشتهيت يوما أن تدهشينني يا توأمي
عفاف(عدلت وشاحها):- سأتفقدها …
جلنار(عقدت حاجبيها من حركات عفاف لكنها آثرت أن تتدخل):- عنكِ يا زوجة ابن عمي ، سأقوم بذلك
عفاف:- ماشي يا جلنار ..لا بأس
نور(جلست):- بنت دينا اصعدي لغرفتكِ وراجعي دروسكِ
دينا:- واي مامي أريد أن أعرف نهاية الحدث
نور(بحدة):- بنت ؟
دينا(بتذمر):- ويحدث أن تطردني أمي من مجلس الكبار للمرة المليوووون
نور:- هاها …. عريف بلبل لم نسمع صوتك في تلك الجلبة خيرا ؟
نبيلة(وضعت يديها على عصاها بأريحية):- أيملك أحدكم هاتف البنت جوزيت ؟
مديحة:- وش ذكرك فيها ناكرة الأصل والجميل ، منذ وفاة عبد الجليل لم تزرنا ولا مرة
سماح:- ولا اتصلت ، أحيانا أستغرب إن كانت ابن أخي مختار أم فتاة متبناة
عواطف:- لكل واحد ظروفه والغائب حجته معه
مديحة(بعصبية أجابت عواطف):- معلووووم ، إن كانت التي تربت وسطنا وقد تنكَّرت لنا فلم سنلوم الآخرين يعني ؟
نبيلة:- أي …. سألت سؤاااااالا ولم أطلب تعليلا من يملك رقمهاااااا ؟؟
رنيم:- لا أحد يا جدتي
نور:- سأسأل أخي طارق غالبا لديه فكرة ، لكن لم تريدينها جدتي خيرا ؟
نبيلة(عقدت حاجبيها):- أريد الاطمئنان على حفيدتي هل سأستأذن منكم ، أحضري الرقم ولا تطيلي أسئلة أنتِ وحفنة الفضوليين هنا …
كوثر(راقبت تحركات جمانة وهي تطل من النافذة):-هل أختي تلك مهتمة بموضوع غازي أم أنه يتهيأ لي ؟
وصال:- غالبااااا هذا يتهيأ لكِ فمع احترامي لحكيم لكنني لا أجد هذا الأخ مناسبا لها
كوثر:- وكأنه يهمني أمرها لتفعل ما تشاء ، لم تتركها لي أمها في آخر العمر كي أرعاها
وصال(عقدت حاجبيها):- أنا أتمنى لو يظهر لي أخ أو أخت من العدم لكي يشبعني حبا وحنانا عائليا ، لكن أنظري أنتِ لم تفعلينه
كوثر:- ولماذاااا يا بعدي ، هل ينقصكِ حنان عائلي أنظري لعائلتنا هذه فيها من الحب والحنان ما يوزع على بقاع الأرض جمعاء
وصال:- أكيد أحب عائلتنا الراجية ولكن ….تبقى جمانة أختكِ
كوثر(بتأفف):- رأسي يؤلمني لن أترك طنين حماتي والحية كَنتها لأجدكِ هنا تزيدين الطين بلة ، كل يغني على ليلاه وأنا أغني على زيادي لا غير
وصال(ضربت كفا بآخر):- لا حول الله …
كوثر:- بمناسبة الحديث عن المشاعر، ما لي أرى لمعة الهوس في عيونكِ يا بنت يا وصال صارحيني أنا بئركِ العميق… ماذا فعلتِ مع جاسر ليلة الميلاد ؟
وصال(انتفضت مستنفرة):- ما هذااااا الباطل ، لم يحدث شيء كان مجرد احتفال بسيط أدى مفعوله وتصاااالحنا ونحن على ما يرام الآن
كوثر:- أقطع ذراعي إن استمرت العلاقة أزيد من أسبوع
وصال:- لم تحبطينني يا متشائمة ألهذه الدرجة مفقود فينا الأمل ؟
كوثر(أخفت ضحكتها):- هههه في حالتكما الأمل منعدم يا حضرة النقيب
وصال(نهضت):- سأحضر لنفسي قهوة فكلامكِ جفف حنجرتي وقحة
كوثر:- ههه احممم معكِ فنجان قهوة يا صبي القهوة لطفاااااا ولكِ الإكرامية هاه
وصال(تأففت):- أستغفر الله …
خارج البيت
جلنار(أخذت تبحث عن أسعد ونهال):- أين اختفى هذين وكأن الأرض انشقت وبلعتهما ، لكن لم ابتعد غازي بخولة لتلك الدرجة ما الذي يحدث بينهما عجبااااا ؟؟
خولة(ببكاء):- أنا لا أريد سماع شيء لالالالا أريد يا غازي ابتعد لطفاااا لا نريد فضائح مع عااااائلتك
غازي(نظر جانبيا ثم استمر):- يجب أن تسمعينني ، كنت بحاجة لتبرير م…
خولة(هدرت فيه):- تبريرررررررر …عن أي تبرير تتحدث ، أنت خذلتنا خذلتنااااااا
غازي(بتأسف):- ما توقعت أن تسوء الأمور لتلك الدرجة … آسف
خولة(بغضب دفين ضربته بقوة لصدره):- آآآآآآآآسف …آآآآآآسف بم سيفيدني أسفك ، هل هل كلفت نفسك لتسأل عن أحوالي لتبحث عني لتطمئن على رجااااااجة عقلي ؟؟؟؟؟
غازي(انتفض من ضربتها وتراجع للخلف):- لا تقتربي
خولة(ناظرته باشمئزاز):- ما زلت مريضا أليس كذلك ، ههه غالبا لم تخبر عائلتك عن حساسيتك الزائدة من ملمس الفتيااااااات أيها العاااااااااااااهر
غازي(جمع قبضته بقوة وكان قد رفعها ليصفعها بها):- اخرسسسسسسي … اخرسي ولا تحمليني ما ليس ذنبي ، أنس هو المسئول عن تدهور خطة الهرب ، أنا جهزت كل شيء لأجلكما وقمت بكل الترتيبات على أكمل وجه بحكم صداقتي به ولكن ….. بعد أن وصلتني تلك التهديدات سحبت الفكرة وتراجعت ثم جاء الحادث ليسرقه منا
خولة(أجهشت بالبكاء):- قتلوووووه غدرااااا …حبيبي أنااا وصديقك الوحيد يا غااااازي ، لو قمت بجزئك المتبقي من خطة هروبنا لكان حيا يرزق ولكنك جباااااااااان جبااااان
غازي(أشار نحو بيته):- هل أتيتِ إلى هنا عمداااا لتستغلي وفاة ابن أختي كي تلقينني درسااااا في الحياة ؟
خولة:- أتتوقعني بتلك الدناءة التي تمتلكها بعروقك ، أنا لم أكن أعرف لقبك العائلي ولو كنت أعرف لما اقتربت منكم أبدااااا فقد كنت أعتقد بأن وسطك كله يتمتع بنفس صفاتك الحقيرة ، لكن أختك إخلاص فاجأتني وكانت مثالا للشجاعة وما رأيت من البقية سوى القوة والصرامة رغم معاناتهن إلا أنهن ثابتات ، وهذا ما يجعلني أتأسف على أمك وأخواتك وبنات عمك اللواتي يعتقدن أنهن يحتمين برجل لكنك مجرد جبااااااان
غازي(اهتزت عروقه واقترب منها بتحذير):- لو تابعتِ على هذا النحو سأتخذ ضدكِ موقفا وأطردكِ من بيتناااااا
خولة(مسحت دموعها):- لن يسعك طردي فقد دخلت في الأمر ولا يمكنني التراجع عنه
غازي:-ماذا تقصدين ؟
جلنار(اقتربت أكثر وهي تكتف يديها):- ماذا يحصل هنا ، غازي هل تعرف الست خولة ؟
خولة(نظرت إليها بسرعة خاطفة ثم تحركت عائدة للبيت):- سآخذ التقرير ، وأنت يمكنك أن تشرح لها كيف تعارفنا
جلنار(باهتمام):- أيوة ؟
غازي(رفع يده بثقل ثم رماها على جنبه لينظر إلى جلنار):- تلاشي يا جلنااااار …لا أرغب بالحديث
جلنار(رمقته وهو يعود أدراجه نحو البيت وتبعته أيضا):- عجبا عجبا من ملامحه يظهر أن الموضوع أكبر مما توقعناااااا ، ماذا يكون أصله يا ترى ؟
خولة(بعصبية):-سلميني التقرير يا ست إخلاص …فبسببكِ قد تم إيقافي 15 يوما عن العمل ، أرجوكِ لا تزيدي من أذيتي أكثر فمدرائي يريدونه على وجه السرعة
مديحة:- معذرة عن تصرف ابنتي يا حضرة الأخصائية
إخلاص:- أعتذر حقا لم أشأ التسبب في مشكلة لكِ يا سيدة خولة ، ولكنكِ كنتِ ستضللين الحقيقة حتى أنكِ أخبرتني بعدم توصلكِ به ، ولا أفهم ما الغاية من كذبك
خولة:- أظن أنك في موقف لا يخولكِ بالعتب ست إخلاص
نور:- ابنة عمي على حق ، لدي فضول يسألني عن سبب إخفائكِ للتقرير ؟
رنيم:- أكنتِ مهددة ؟
مرام(فتحت عينيها):- ربماااا خافت السيدة على مشاعر إخلاص بهذا القدر
عواطف:- أتفق معكِ يا مرام
مديحة:- لما لا ندع البنت تتحدث بنفسها ؟
سماح:- لنقل تدافع عن نفسها فما فعلته يطرح ألف علامة استفهام
سلوى:- هذا إن لم تكن متواطئة مع المجرمين ؟
عفاف:- هئئ سامحكِ الله يا سلوى
سلوى:- لم يا ذات العفة والشهامة نحن في زمن يقبل كل شيء
كوثر:- دعونا لا نحكم على البنت
إياد:- نحن ننتظر جوابكِ يا أخت خولة
وصال:- يكفي …أكيد لديها تبرير ونحن هنا لنسمعه فأجيبي يا خولة ما دافعكِ ؟
خولة(جلست بتعب على الكرسي وشبكت يديها):- وصلني تهديد بقتل أختي بيان
نبيلة:- يا للهول
مديحة:- أووووه يا أمي من يكونووووووون ؟
نور:- هل بلغتِ الشرطة ؟
خولة(هزت رأسها يمنة ويسرة بعيون دامعة):- ما كان ينفع أن أبلغ أحدا ، إنها أختي ولم يكن بإمكاني المقامرة بحياتها لذلك قررت ألا أسلم التقرير للست إخلاص كما جاءتِ الأوامر هذا كل ما في الأمر
إياد(ضرب كفا بآخر):- ضحية أخرى لأولئك الأوغااااااد
كوثر(بتأسف):- يا الله ..ما حسبت أن الأمر خطير لهذه الدرجة
وصال:- هل أختكِ تعرف بالتهديد ؟
خولة(توترت من الرد):- نوعا ما ، لا أريد أن أشغلها فلديها من الهموم ما يكفي
وصال(حولت عينيها لتشتم تحت أنفها):- أجل هموم ككيفية تكبير الأرداف ونفخ الشفاه
كوثر(التقطت ما ذكرته):- إنها تقف في حلقكِ كالشوكة
وصال:- اخرسي بدلا من أن أشتمكِ يا ناكرة الجميل …
عواطف:- ابنتي خولة … كيف سيكون الحال الآن بعد أن وصل التقرير لجميع المسامع ، هل أختكِ في خطر ؟
خولة(هزت كتفيها):- إذا ما أعدت التقرير فربما ننجو منها
إخلاص(أجهشت بالبكاء):- ما قصدت التسبب بمشكلة لكِ أو لأختكِ اهئئئئئئ
خولة:- أرجوكِ لا تبكي يا سيدة إخلاص .. يعني لو علي لكنت قمت بخطوتكِ بتشجيع ولكن النار في كفي ولا يسعني المغامرة ، ضعي نفسكِ مكاااااني لطفا
إخلاص(بحزن):- لو كان لي فرصة الاختيار بشأن روح ابني لغامرت بكل شيء كي يبقى جوااااري ، ولكن حتى هذا استخسروه فيني
نبيلة(أمعنت النظر في خولة):- فيكِ شيء مريب …هل تتكلمين بصدق ؟
نور(فتحت عينيها):- جدتي ؟؟؟؟؟؟
سماح:- ههه عمتي لا تخجل من أحد ، قصف طواااال الوقت ما شاء الله
رنيم(نظرت صوب خولة):- أنظري لدموعها يا جدتي كيف لها أن تكذب
نبيلة:- دعوها تجييييييييب
خولة(انتفضت من صوتها ونظراتها ثم أردفت):- وعهد الله ما كذبت أنا وأختي مهددتان
رنيم:- وهل تعرفين من يكونون ؟
خولة(بتهرب من سيرة أختها اللئيمة رندة):- لا أعرف …لكن لدي فكرة عن نفوذهم وقوتهم فطالما استطاعوا القيام بأي شيء لكي لا تمسكهم الشرطة إلا وكانوا ذو شأن في البلد أو على صلة بهم …
إخلاص:- ولو كان من يكون سوف أجده وأحاسبه ، لن يوقفني أي تهديد ولن يخيفني أحد
نور:- تمام يا إخلاص فهمنا أن عرق الراجية ضرب عياركِ حتى النقطة الأخيرة اليوم ، دعينا نبقي القليل للأيام القادمة ينفع ؟
إخلاص(بصبر):- وهو كذلك يا ابنة عمي
خولة(استقامت):- سأغادر
جلنار:- مهلا نحن لم نعرف بعد حكايتكِ مع أخي غازي
خولة(نظرت جانبيا وهي تضع التقرير بعد أن سحبته من يد إخلاص):- أخوكِ جدير بإخباركِ بالقصة ، أنا لا كلام عندي بالإذن
كوثر(همست لوصال):- وهذه قوية مثل أختها يا عيني يا ليل
وصال:- أخبرتكِ أنها حربية يعني سنجدها من هذه أم من تلك الله الله …
غادرت خولة وهي تلملم شتات نفسها التي استذكرت وفاة حبيبها أنس ، لتبقي علاماتِ الاستفهام مسيطرة على ذهن نسوة الراجي ، لكن الأحداث المتوالية تنسيهم بسرعة ما يحصل ، فاختفاء نهال وأسعد شكَّل حلقة مفرغة لذلك خرجت عفاف رفقة نور بالسيارة للبحث عنها قبل أن تتفاقم الأمور وتصل لأبيها ، أما إياد فقد اصطحب نبيلة رفقته لأنها كانت تريده بموضوع حسبما يظهر ، بالنسبة لرنيم فقد تركتِ الأولاد مجددا واصطحبت رفقتها سلوى عائدتين للشركة من أجل العمل على أمل لقاء إياد هناك بعد فراغه من مشواره مع العريف بلبل كبير العيلة ….. فتبقى لنا الآخرون فقد توجهت جلنار صوب عملها لكي تحضر لفكرة الحملة مع فريق العمل ، أما مرام فقد اصطحبتها شيماء ويزن وليان أيضا التي التصقت بياقتهم كي يلتقوا بفريد والجماعة في مرأب تيمو لكي يبدؤوا في تصميم الإعلانات الضرورية لهذه الحملة … دخلت مديحة رفقة إخلاص لغرفتها بينما توجهت سماح نحو المطبخ وانسحبت وصال إلى عملها ما عدا كوثر التي بقيت قليلا لتتحاور مع عواطف على جنب ..
كوثر:- آه يا خالة عواطف كيف لي أن أشرح لكِ معاناتي في ذلك المنزل
عواطف:- كنتِ دعينا نأخذكِ إلى الشيخ يا ابنتي ، والله أنتِ مربوطة وهذا كلام العارفين
كوثر:- يا خالة عواطف كيف لي أن أذهب إلى الشيخ ، إنني لا أصدق هذه الخزعبلات
عواطف:- هذه الخزعبلات ساعدت الكثير غيركِ
كوثر:- ذهبنا إلى العديد من الأطباء وكلهم يؤكدون أنني سليمة
عواطف:- إلا إذا كان الخلل في ….هئئئ معقوووول ؟
كوثر(رمشت):- لالا أكيد ليس من زياد ماذا تقولين يا خالتي عوااااطف يا ويلي
عواطف(مسحت على يديها):- اهدئي يعني أنا افترضت فقط
كوثر(عقدت حاجبيها بتفكير):- لا أؤكد أنه سليم
عواطف(غالبها الضحك):- يظهر أنكِ تملكين دليلا قاطعا على ذلك
كوثر(بخجل):- أجل … احم يعني متأكدة
عواطف:- طالما الخلل ليس فيكِ أو فيه إذن الخلل في المكان ، لو تسافران في رحلة قصيرة ربما تتحسن نفسيتكما ويتم الأمر
كوثر(بتخمين):- معكِ حق نحن لم نحظى حتى بيوم واحد ولم نقم بأسبوع عسل ، فقد هجمت علينا تلك الحية لتحلقها أمه وينتهي بي المطاف في موضع شبهة
عواطف:- إذن عجلي بسفركما يا ابنتي فهذه هي الفرصة لعل الله يفتح طريقكما بهذه الخطوة
كوثر(رفعت حقيبتها بحماس):- يس يس سأفاتح زياد حالا بالموضوع ، يااااه كم أحبكِ يا خالة عواااااطف
عواطف(سمعت رنين الجرس):- وأنا أحبكِ يا صغيرتي ، أنا بظهركِ دوما تمام ؟
كوثر(وقفت معها بحب):- أكيد خالتو الحلوة أكيد ..
عبد المالك:- هل الست عواطف موجودة ؟
نجية(وهي ترافقه نحو الصالون):- أجل سيدي تفضل من هنااااك، كيف هي صحتك هل أفادتك وصفة الحساء بعد العملية ؟
عبد المالك(استمر نحو الصالون بدون أن ينتبه لها):- أجل أشكركِ عليها كثيرا يا ست نجية ، ما عدت أشعر بألم في معدتي بعد ذلك
نجية:- تفضل من هناك دوم الصحة إن شاء الله
عبد المالك:- عوااااطف لقد شاهدت الأخبار ، كيف هو حال ….أ….كوثر ؟
كوثر(انتفضت بخجل):- بابا ؟؟؟؟
عبد المالك(تسمرت نظراته في ملامحها):- ماذا تفعل هنا ؟
عواطف(ارتبكت وهي تنظر إليهما):- أ…. جاءت لنفس السبب
كوثر(رمشت وهي تلمحه وهو يشيح ببصره عنها):- ..عن أي عملية تحدثتِ الخالة نجية ؟
عبد المالك:- أخبريها أنه شأن لا يخصها
عواطف(أغمضت عينيها وهي تزفر عميقا):- أبوكِ قام بعملية جراحية كانت لديه زائدة دودية قام بإزالتها وهو بخير كما ترين
كوثر(شهقت وهي تمسك على فمها):- ولم ليس لدي علم بهذه العملية ، كيف تخفون عني أمرا كهذاااااااا ؟
عواطف:- يا ابنتي …
كوثر:- كيف طاوعك قلبك بابا ؟؟؟؟؟
عبد المالك(رفع يده مقاطعا):- كنتِ مغادرة حسبما أرى فأنجزي ودعيني أكلم الخالة عواطف على انفراد
كوثر(بدموع أمسكت حقيبتها):- ستنبذني مجددا ، حسن لك ذلك بابا
عبد المالك(اهتزت حنجرته بعد ذهابها):- ..لارد
عواطف(حركت رأسها برفض):- ليس هكذاااا يا عبد المالك ، كوثر يا كوثر انتظري
كوثر(توقفت عند الباب الخارجي):- لو أنه لمح سيارتي التي ركنتها بالطرف الآخر لما كان تقدم خطوة حتى مغادرتي ، ثم كيف استطعتِ إخفاء ذلك عني يعني أنا لا أعرف بعملية أبي الجراااااحية ، عموما هذا ليس وقت الحديث أنا راحلة
عواطف(أمسكت الباب):- آآآآآآه يا ربي …
عبد المالك(رمق التذمر على وجهها وهي تعود إليه):- لن أتقبل أي ذرة عتب يا عواطف
عواطف(جلست جواره):- ولكن …
عبد المالك:- إلى متى سأبقى محيطا بحياتها يجب أن تتعلم مواجهة الظروف لوحدها ..دعيها تتحمل عقبات قرارها الذي نفذته رغم معارضتي
عواطف:- إنها ليست بخير
عبد المالك(بغضب):- هل يرفع يده عليهااااا ؟
عواطف(شهقت بقلق):- أكيييييييد لا ، زياد يحبها
عبد المالك:- لم أنكر ذلك أو أشكك به ، لكن محيط عائلته وزوجته الأولى هما سبب رفضي
عواطف:- طيب هون عليك ولا تنزعج كي لا تتأثر معدتك وتؤلمك
عبد المالك(تنفس بعمق):- لو تمدينني ببعض الماء سأكون شاكرا
عواطف(نهضت بمحبة):- حالا حالا …
عبد المالك(طأطأ رأسه بعدها):- ولكنني كنت مشتاقا لرؤيتها ولم يسعني ادعاء العكس ، أجل رأيت سيارتها وعرفت بأنها موجودة ومع ذلك استمررت لكي أعرف أحوالها ومن عيونها يبدو أن ابنتي ليست بخير ولكنها اختارت وكل على رأس خياراته يصبح مسئولا :؛
جمانة(نزلت ركضا ما إن لمحته من أعلى الدرج):- ياااااه عمو عبد الماااالك
عبد المالك(ابتسم ببشاشة وبسط يده):- صغيرتي
جمانة(عانقته بحب):- اشتقت إليك
عبد المالك:- وأنا أيضا ..أستاذكِ ممتن من مشروعكِ الذي قدمته وأتوقع نجاحكِ فيه
جمانة:- النتائج ستظهر في بداية الأسبوع المقبل تم تأجيلها بسبب عيد الميلاد
عبد المالك:- يعجبني حماسكِ ، أرى أن شعلته متأججة بمقلتيكِ
جمانة:- شكرا عمو عبد المالك ، طمأنني كيف صحتك ؟
عواطف(أحضرت الماء):- وهذه جمانة هنا ، تفضل يا عبد المالك
جمانة(نظرت إليهما):- هه تمام كنت سآخذ بعض الفاكهة لغرفتي أحتاجها لألتقط بعض الصور التشكيلية
عبد المالك(بعد أن شرب ما يرويه):- ليوفقكِ الله يا ابنتي
عواطف:- خذي ما شئتِ يا روحي المطبخ أمامكِ …
جمانة(اقتحمت المطبخ وأخذت كل ما لذ وطاب وهمت بالصعود وهي مبتسمة):- آآآآآه سوف ألتقط صورا خرافية لهذه الفواكه ، سأضعها بصفحتي الشخصية لأعزز رصيدي التشكيلي وأوسع نطاق نظرتي للأمر و …هئئئئئئ
غازي(اصطدم بها عمدا أمام باب غرفتهما فتساقطت كل الفواكه أرضا):- ألا تنتبهين ؟
جمانة(عقدت حاجبيها وانحنت لتجمعها):- بل أنت من لا ينتبه
غازي:- هل أصبح للغرباء لسان في بيتناااا أيضا ؟
جمانة(نهضت باحتدام):- تظل تقول بيتنا بيتنا عن أي بيت تتحدث لقد نفرت منه ورحلت
غازي:- وأرى أن ذلك قد أزعجكِ يا أخت جمانة
جمانة(أشاحت ببصرها عنه):- أنت مغروووور جدا ومعدوم الفهم
غازي(بنفاذ صبر):- مخزوووووني لتحمل سماجة النساء اليوم قد نفذ ، لذلك حذار
جمانة(قررت أن تنطق بذلك السؤال مهما كانت النتائج):- وعلى ما يبدو أنك أخليت بوعدك مع الأخصائية وإلا لم كانت تفر منك حتى الشارع
غازي(تلاعب بلسانه بداخل فمه):- أنتِ واهمة ، وخيالكِ المريض يصور لكِ ذلك
جمانة:- لو كنت محقا لكنت استعنت بشهامتك ونزلت لتجمع معي فواكهي التي أسقطتها عمدا ، ولكنك لا تتمتع بتلك الصفات وعليه لن أطيل بالا معك
غازي:- يظهر لي أنكِ مهتمة جدا بحكايتي مع الأخصائية ، أتراكِ معجبة بي ؟
جمانة(احمرت خجلا واستدارت نحوه):- أنت تمزح ؟
غازي(كتف يديه بعنجهية):- والله هذا ما يبدو لي من احتدامكِ الغير مبرر
جمانة:- أنا محتدمة لأنك أسقطت فواكهي ولم تعتذر مني
غازي:- أولا أنتِ العمياء هنا ثانيا أنا أقول ما أشاء لست مضطرا للتبرير
جمانة:- حتى تكون خيرية أبيك وتعال وأمرني بعدها
غازي:- تواقحتِ كثيرااااا ، لا أظنني سأتقبل ذلك أكثر
جمانة(انحنت لتجمع أغراضها):- ع أساس أنك هنا كل الوقت ..
غازي(بتلاعب):- تفتقدينني ؟
جمانة(بعصبية تابعت وضع الفواكه بالسلة):- حسبنا الله
غازي(تحرك إزاء الدرج):- معتوهة
جمانة(أردفت بجنون بصوت مسموع):- معتوه ومعاق فكرياااااا
استدار نصف استدارة ليلمحها وهي منحنية أرضا وتلتقطها بعصبية بينما فمها الكرزي يشتم في سيرة أمه ، امتعض بابتسامة خادعة ليكمل نزوله صوب الدور السفلي مغادرا دون أن يكترث لنداء أمه التي لمحته وهي مغادرة غرفة إخلاص محاولة أن تسترعي انتباهه الغير مبالي ، لكنه فعلا كان شارد الذهن في ظهور خولة المفاااااجئ فحقا حقا لم تكن صدفة خير بالمرة …
بيان:- هجمتِ علي في مكتبي وظللتِ تبكي طوال الوقت والآن تريدين المغادرة دون كلمة
خولة(ببحة جريحة):- ما تشغلي بالكِ أختي ، اشتقت إليكِ فحسب
بيان(أمسكت كفيها وقبلتهما):- أختي حبيبتي ، أنا أحفظكِ عن ظهر قلب فضفضي لي هل أزعجكِ موضوع إخلاص والصحافة والرأي العام ، يعني هل انزعجتِ من اتخاذ الإدارة لقرار إيقافكِ عن العمل ، ياااااروحي كلها 15 يوما وتعودي إلى عملك
خولة:- ليس هذا ما يزعجني
بيان:- امممم أم تراكِ ممتعضة من بقائكِ في البيت وحدكِ ، يا ستي لديكِ من الأعمال ما يشغلكِ كل هاته الفترة فبين غسيل وتنظيف وتغيير طلاء الجدران وتشذيب السجاد ومسح الغبار وترتيب الأثاث ومسح الأرضية وجوانب المطبخ وتصبين وتجفيف وووو …هذا كله لن يخلص ب15 عشرة يوما بل عاما يا روح أختك
خولة(ضحكت):- ههه مجنونة أنتِ تضحكينني في عز غضبي
بيان(نهضت وعانقتها من جنب وهي على جلستها):- ما عاش اللي يزعج أختي بحرف
خولة(بتأثر اتكأت على رجل بيان):- … رأيت غازي
بيان(اختفت بسمتها):- غازي من ؟
خولة(تلكأتِ الحروف بجوفها):- غازي …صديق أنس رحمه الله
بيان:- ذلك الوغد الحقيررررررر أين لمحته هل في الشارع أم تراه زاركِ ، كيف حصل اللقاااااء أخبريني فلو كانت مجرد صدفة سأتصدق بدراهمي المعدودة للفقرااااء
خولة(بغمغمة):- لن تصدقي أين التقيت به ، في بيت آل الراجي
بيان(بعدم فهم):- وماذا يفعل ذلك الوغد بذلك البيت أخبرييييني ؟
خولة:- مع الأسف إنه ابنهم ، إنه غازي الراجي خال الضحية الذي أدافع عنه
بيان(استقامت وهي تضع يديها على فمها):- غير معقووووول ، إنها حقا صدفة ستفتك بكل دراهمي واوووو …شيء لم يكن بالحسبان ، طيب طيب تابعي هل تكلمتما هل عرف الجميع بالقصة ؟
خولة:- بالطبع لا ، لقد هربت ما إن رأيته لا أدري شعرت بالاختناق وتذكرت أنس ..
بيان(عانقتها بحب):- يا روح أختك ، تمام تمام ما توقعنا ولكنها مشيئة القدر ولا يمكننا غض البصر عن ذلك الحثالة الجبان
خولة(مطت شفتيها):- الوقح …يقول بكل صلف أنه أخلَّ بوعده معنا لأنه كان مجبرا تحت التهديد ، حقير لو كان رجلا معنا لهربنا من مآرب رندة
بيان:- لا تبكي يا أختي قد أفجعتِ قلبي الآن ..
خولة(دفنت رأسها بصدر أختها):- ضميني يا أختي فأنا أشعر بالخوااااااء …
رامز(دخل فجأة):- ملازم بياااااان ، أوووووووووبس هل دخلت في وقت غير منااااسب يااااا عيني من الصاروخ الذي ارتطم بمقرنا للتو ؟
بيان(ابتعدت لتشير إليه باحترام):- إنها أختي خولة
رامز(همس تحت أنفه):- جيد أنها أختكِ وإلا لكنت رفعت عريضة لجمعية لَلفَح كي تقيِّم وضعكما الحساس ،…ههننن أحم تشرفنا آنسة خولة معكِ المحقق رامز البدري ؟
خولة(وقفت لتصافحه):- خولة الحسني أخصائية اجتماعية للمساجين
رامز:- آه أنتِ هي صاحبة التقرير إذن ، لقد وصلنا الأمر من سيادة النائب
خولة:- عذرا فلتت مني الأمور هذه المرة
جاسر(دخل بعده):- ألَمح أحدكم النقيب وصال ؟
بيان:- لم تعد بعد يا سيدي الرائد
خولة:- لقد تركتها في بيت الراجي ، أنا قادمة من هناك
جاسر(تقدم متأملا إياها):- من السيدة ؟
بيان(أشارت نحوهما):- هذه خولة أختي ، وهذا رائدنا وقائدنا السيد جاسر العلايلي
خولة(بإعجاب ناظرته):- تشرفنا سيد جاسر …(ثم همست لأختها) لم تخبريني أنه وسيم لهذه الدرجة وعظيم البنية واووو هه
بيان(لكزتها):- أبوس يديكِ اصمتي اصمتي ستفضحيننا
جاسر(صافحها):- الشرف لنا ، هل قدمتِ لأختكِ واجب الزيارة يا ملازم بيان ؟
بيان:- أ…لم نلحق لكن لا بأس فهي كانت مغادرة أصلا
رامز(بدعابة):- ولم العجلة كنا نتعرف
جاسر(رمقه بطرف عين):- احم …فرصة ثانية إن شاء الله
خولة(حملت حقيبتها):- بالتأكيد …تشرفت مجددا بالإذن منكم ، بيان أراكِ بالبيت
بيان:- ماشي أختي رافقتكِ السلامة
رامز(همس لجاسر):- مكثت معك مدة ولم أسمع منك كلمة رافقتك السلامة
جاسر:- لا تذكرني بتلك المدة التي عشتها معك حين كانوا يجددون أثاث منزلي ، واااع
بيان:- أي خدمة ؟
رامز(نظر إليها):- سلامتك
جاسر(تأهب للرحيل):- إذا لمحتِ النقيب دعيها تمر بمكتبي
بيان:- حاضر
رامز(غادر معه فالتقوا بها في الممر):- هاااااه الشخص الطيب يظهر من سيرته
وصال(اقتربت منهما مبتسمة):- هل كنتما في سيرتي ؟
رامز:- وأحلى سيرة والنبي ، انسحبت أنا فقد كنت أتفقد الأحوال لا غير
جاسر(رفع حاجبه):- أين تأخرتِ ؟
وصال:- أخبرتكَ أنني ذاهبة لبيت الراجيين ، قد كان صعبا أن أتركهم بذلك الظرف
جاسر(صغر عينيه فيها):- طيب يا أخت حساسة هل أكملتِ البرنامج الذي طلبته منكِ ؟
وصال:- أي برنامج ؟
جاسر(اقترب برأسه من رأسها في هالة تخمين):- هل أصبتِ بحمى النسيان ، إنه برنامج الكتائب الإلكتروني أنا بحاجته لتدوين الملاحظات
وصال(تذكرت):- هاااااه تذكرت تذكرت لقد وكلت الأمر لكامل كمال كن مطمئنااااا
جاسر(صرخ بعلو صوته):- قلتِ من ي روحي …كامل كماااااااااااال ؟؟
كامل(كان يرفع الأوراق بوجهه يتأملها ثم يلقي بها خلفه بإهمال):- هذا الجندي كان يسبقني دائما للحمام سأجعله الأخير ، وهذا الجندي كان يأخذ أكبر كمية لحم من الخالة فوزية أيضا سيكون الأخير، أوووهئ وهذا كان يدخن سجائره بالقرب من المهجع ، وهذاااا كان يستفز العم حسين أضف الملح أنقص الملح ، آه هذا كان يتسبب بإيلامي في رياضة الدفاع عن النفس ، اممم وهذاااا أعرته قميصي الأسود ولم يعده لي حتى يومنا هذا نذل ، ياااه هذااا سأضعه في المرتبة الأخيرة جدا فبسببه أخذت ملاحظة في السلووووووك ،،، و
جاسر(كتف يديه وأشار برأسه نحوه):- أرأيتِ يا أخت وصال كيف يتم الإحصاء ؟
وصال(بغيظ مضحك):- كامل كماااااااااااال انتبااااااااه
كامل(انتفض ورمى كل الأوراق خلفه):- انتبااااااااااااااه انتباه هاه هاه هااااااه
جاسر:- ماذا تفعل عندك ، هل تنتقي البقدونس من النعناع يا روح خالتك ؟
كامل(أشار نحوه):- هي هي أقصد حضرة النقيب أوكلتني بالمهمة
وصال:- اقطع اقطع صوتك ولا تورطني أكثر ، احم حضرة الرائد سوف أنجز البرنامج حالا
جاسر(بصرامة):- فوراااا أيتها النقيب … فغدا صباحا يجب أن يندرج في الصفحة حتى تتم مساواة وضعياتهم ، انتباااااااااااااه
كامل(بتحية عسكرية):- انتبااااااه باه باااااه
وصال(زورته بغضب وتقدمت لتضربه على أذرعه):- إلهي أنعدم فيك يا عديم النفع والفهم أحرجتني يخرب عبطك
كامل:- مظلووووووووم والله.. لقد كنت أحصيهم بكل نزاهة ومصداقية
وصال:- أفدي نزاهتك ومصداقيتك يا أهبل ، وربي سأشكوك للجدة حميدة صبرك علي
كامل(مط شفتيه):- لما أعاااااااني دوما أنا لماذاااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وصال(جمعت الأوراق دفعة واحدة وخرجت مغادرة):- أشكر غبااااااءك يا أحمق
كامل(عقد حاجبيه بطريقة مضحكة):- سأطلب من جدتي أن ترقيني يبدو أن أهل الحي حسدوني على علاقتي الجميلة بمدرائي ، يا ليتهم يعرفون ما أعانيه بينهما اهااااائ ..



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:06 AM   #929

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في روما
في القلعة حيث كان البارون يعقد صفقة رد اعتبار مع كلاريسا التي طلبها على عجالة ، وما كانت لتتأخر بل حضرت قبل الموعد بدقائق خشية من أن تتعرض لأذية أخرى كما حصل في ليلة الميلاد…دخلت بعد أن أذن لها لجناح الاجتماعات فقد اطمأن خاطرها قليلا لأنه لو طلبها في جناحه كانت لتصاب بالجزع خصوصا وهي ما تزال متعبة وجروحها لم تندمل بعد …
كلاريسا(اصطنعت ابتسامة متعبة):- طلبتني سينيور ؟
خوري(أشار برتابة):- اجلسي فصوت ارتجاج كعبكِ ينم عن تعبك ، هل بدأتِ تشيخين ؟
كلاريسا(تلعثمت وهي تجلس بصعوبة):- أبدااا
خوري(راقب جلوسها ولاعب إصبعه بخفة):- أما زلتِ متعبة ؟
كلاريسا(بحرج ضمت ركبتيها):- يعني …أتعافى
خوري:-ستتعافين لأنكِ ستأخذين استراحة طويلة
كلاريسا(بعدم فهم ناظرته):- لم أفهم
خوري(ارتج بكرسيه بتلاعب أجهد أعصابها):- أقول أنكِ ستأخذين استراحة طويلة ، أين الأمر الغير واضح في جملتي ؟
كلاريسا(ابتلعت ريقها):- العفو منك ولكن …
خوري:- أعرف أعرف الخلل في مسمعكِ لذلك سأكرر جملتي ،، قررت أن أعطيكِ مهنة أخرى هذه الفترة مهنة ستحبينها كثيرا
كلاريسا(بتوجس):- أية مهنة هذه ؟
خوري:- ما هو عملكِ يا كلاريسا ؟
كلاريسا(عقدت حاجبيها):- أدير صالة قمار بشراكة مع صديقتي ، وأرافقها في تدبير شؤون بنات الليل يعني المومسات
خوري:- غيره ؟
كلاريسا(طأطأت رأسها):- عشيقتك
خوري(ابتسم ملء ثغره):- وعشيقتي ستأخذ أجازة طويلة وترتاح مني لأنني أوكلت لها عملا مهما سيعفيها من أي جهد
كلاريسا:- هل لي أن أحصل على نبذة عن نوع هذا العمل ؟
خوري(استدار بكرسيه للجانب الآخر وهو يستقيم برجولته القاتلة):- ستصبحين مدربة
كلاريسا:- أفندم ؟
خوري:- ستدربين فتاة على فنون عالم الهوى والبغاء
كلاريسا(تدفق الدم بأوردتها):- من تكون هذه الفتاة ؟
خوري(بنظرات حادة):- لا تسألي كثيرا عن هويتها ، بل عما ستفعلينه بها ..أريدكِ أن تحوليها من فتاة عادية إلى فتاة ليل بدون أن يلمسها رجل
كلاريسا:- بدأت الصورة تتضح قليلا ، لكن كيف بدون أن يلمسها رجل يعني كيف سيتم الأمر لم أستوعب ؟
خوري:- أريد تلقينها درسا لا ينسى ، وسأرميها بقبضتكم كي تعرف أن هنالك عالما آخر غير عالم الدلال الذي عاشت فيه مؤخرا وجعل أخلاقها تنحدر للحد الأدنى …دوركِ سيكون مهما في تجنيدها وتدريبها وفي حمايتها أيضا فلو مس أحدهم شعرة من رأسها سأحرقكِ وأحرقه وأحرق صديقتكِ وأحرق صالة القمار وكل موطأ لقدمكن دون أن يرف لي جفن
كلاريسا(ابتلعت ريقها بجزع):- بالتأكيييييد …كما تأمر سينيور سوف نكون حذرين معها
خوري:- لكم كامل الحرية في تأديبها لكنني لا أشجع الكسور فهي تأخذ وقتا طويلا في التعافي ، يعني بعض الكدمات قد تفي بالغرض
كلاريسا:- ربما كانت سهلة المراس ولن نضطر لذلك
خوري:- ههههه …أنتِ لا تعرفين عمن تتحدثين إنها مثال للعناد شخصياااااا
كلاريسا:- هل لي أن أتجرأ وأطرح سؤالا ؟
خوري(عدل قميصه):- سأجيبكِ قبل أن تسألي ، إنها تهمني وهذا يكفيكِ كجوااااب …موعد التسليم ليس الآن لقد أردت إشعاركِ حتى تبدئي بتصفية أعمالكِ كي تتفرغي لي في الفترة المقبلة
كلاريسا:- أوكي
خوري(أشار لها كي تنهض):- يمكنكِ الرحيل
كلاريسا(طالعته ببؤس ثم نظرت جانبيا وهي تنهض بإنهاك):- عمت مساء
خوري(طالعها بتأمل وزفر عميقا ليتواصل معهما عبر شاشته):- أين وصل تحقيقكما ؟
هاجر(ابتلعت ريقها):- لم نتوصل لشيء سينيور خوري و …
جابر(دفع يدها):- بلى بلى البحث مستتب يا سينيور خوري وما إن نصل لأي جديد سنشعرك بذلك كن مطمئنا
خوري:- هذه الجملة تحديدا تجعلني أشعر بالقلق ، اسمعاني جيدا عندما أعود أريد أن أعرف من ذلك الرجل الخسيس الذي يضع الرسائل في عقر منزلي بدون أن يشعر به أحد …أريده حيا أو ميتااااا مفهوووووووم ؟
هاجر(ابتلعت ريقها):- حاضر سينيور ، ها كيف رحلتك يعني متى ستعود إلينا ؟
خوري:- ما يزال أمامي الكثير ، فاستغلي وقتكِ جيدا فعند عودتي ستتزوجين مباشرة
جابر(ناظرها بحزن وبصوت أقل خفوتا):- أي أوامر ؟
خوري:- انتهينا … افصل
جابر(فصل الخط ثم استدار إليها):- كنتِ دعي لي الكلمة
هاجر:- فكرت لو نصارحه في أننا لم نتوصل لأي مشتبه به
جابر:- سنحصل على أي اسم كي نتخلص من غضبه يا هاجر ، ما باليد حيلة
هاجر(تفتفت لتنهض من جواره):- سأتوجه لغرفتي قليلا أشعر بالنعاس
جابر(نظر للساعة):- يا بنتي ما زلنا مساء ، ألووو ذهبت …
هاجر(أغلقت الباب خلفها):- اففف أحتاج لمذنب أحتاج لمذنب ، يا رب سامحني لكن ..هذا للضرورة للضرورة فالسينيور خوري لا يتوانى في معاقبة أي شخص ولو كان من دمه ..
غوستافو:- دمها هو دمك
خوري:- جيد أن تذكرني بهذا كل الوقت غوستافو ، فغالبا بدأت أنسى
غوستافو:- ناديتني غوستافو ، ما يعني أنك تجدني متجاوزا لحدودي ،…إنه من خوفي
خوري:- لا يسعني منع خوفك ولكن يمكنني تأكيد الأمان لك ، أنا أحسب حساب كل شيء فلا تقلق واستمتع بعطلتك مع زوجتك يكون أفضل
غوستافو:- ما غايتك منها ما الذي تريد فعله بها ، أظن أنه يحق لي معرفة الجواب ؟
خوري:- سأعيد الجواب إذن على مسمعك للمرة الألف ، تلك الفتاة تستحق عقاااااابا وتأديبا وتأهيلا جديدا لطباعها ، ستسألني بأي حق سأخبرك أن الحق منوط بتصرفاتها الأخيرة التي جعلتني أتصرف على هذا النحو
غوستافو:- لو أخبرتك أنني لست أفهم في تصرفاتك أي شيء فلن أكذب
خوري(تحرك من أمامه):- انتهى وقت نقاشك أريد أن أتصرف بأريحية ويكفي استفسارات فهي لن تغير قناعتي قدر شعرة
غوستافو:- متيقن من ذلك جيداااااا
خوري:- أرحتني إذن عراااابي بالإذن فلدي سجينة جائعة ، هل ترى تفننت خوانيتا في طبيخها هذه المرة أيضاااااا ؟
خوانيتا(كانت تنتظره بجوار الدهليز وهي تحمل صينية الطعام):- بني …
خوري:- أشم رائحة لذيذة خوانيتا
خوانيتا:- بذلت قصارى جهدي سينيوري
خوري(ضغط على الحائط الحجري الذي انفتح ليكشف عن زنزانتها):- تفضلي بالدخول
خوانيتا(بتردد):- يعني …لو تعفيني يا سينيور
خوري:- أليس لديكِ فضول لرؤيتها ؟
خوانيتا(مصمصت شفتيها):- كما تأمر
خوري(وضع قناعه على وجهه):- دعيني أحمل عنكِ هذه ، فربما تسقطينها من هول الصدمة
ابتلعت ريقها وهي تتلو تراتيل الحصن بخلدها بينما كانت تلحق به ، شعرت بلفحة هواء عطن يفوح من الزنزانة فاقشعر بدنها أكثر لما وضحت الصورة حين أشعل الشمعدان بعد أن قام بوضع الصينية على طاولة خشبية قضمتها الفئران ولم تتركها إلا شبه غرض بال لا يليق إلا للتدفئة في فصل الشتاء .. أخذت تمعن النظر وهي تمسح على ذراعيها الثخينتين من البرد المحيط بالمكان فظهر جسد ميرنا وهي نائمة على ذلك السرير اليتيم ،، اقترب منها بخفة وقام بهزها كي تستيقظ فما استيقظت لذلك ابتسم وهو يضع كفه على وجنتها ليرفعها ببطء ثم ينزلها بقوة سريعة جعلتها تستيقظ مفزوعة وهي تحك خدهااااااا بألم ، اييييه يا حسرة على الاستيقاظ بالقبل خخخخ …
خوري(مال برأسه حين ارتفعت لتماثله في المستوى):- كوديفنينغ ديرلي
ميرنا(أمسكت على قلبها وهي تلهث):- حيواااااان
خوري:- خوانيتاااا اقتربي اقتربي وتعرفي على مجنونتنا رومينا ، رومينا هذه عرابتي خوانيتا وهي طباختي الماهرة أيضا لقد أعدَّت لأجلكِ بعض الوجبات فاشكريها
ميرنا(نظرت لشبحها وهو يقترب):- ….لن أتسمم شيئااااا منكم
خوانيتا(شهقت بصوت مرتفع):- أوووووه مامامياااااا إنها ….
خوري(فرقع إصبعه):- نو نو نو … لا تكملي إنها روميييييينا
خوانيتا(أخذت ترمش وهي تنتقل ببصرها صوب ميرنا وصوبه لتتيقن مما تراه):- ولكن … يا إلهي يخلق من الشبه أربعين ، لكنهما أقرب للنسخة يا حبيبي …
خوري:- ألقي التحية
خوانيتا:- مرحبا ..أ ..أ…أنا خوانيتا
خوري:- إنها ليست شبحا يا خوانيتا لم الارتباك ، رومينا أين تحيتكِ عزيزتي ؟
ميرنا(ناظرتها باشمئزاز):- فلتذهب أنت وخادمتك إلى الجحييييييييييم
خوانيتا(رفعت حاجبها):- الآن تيقنت أنهما من نفس العائلة هه ..
خوري(أشار لخوانيتا بالانسحاب حين تقدم ليحضر الصينية ويضعها على طرف السرير):- أكل إيطالي محض ، مخصوص لأجلكِ هيا نتناوله سوية ما رأيكِ ؟
ميرنا(بكره ناظرته):- أنت حثالة
خوري(التقط أصابع البطاطس المقلية وغمسها بالصلصة):- أعلم أنكِ تحبينها افتحي فمكِ
ميرنا(هزت رأسها برفض):- لا أريد لا أريد
خوري(أمسكها من فكها بقوة وهو محافظ على برودته):- ستفتحينه وستتناولينه هياااااا
ميرنا(زمت شفتيها وأخذت تقاومه بدموع):- لالالالالالا اممم امممم
خوري(فتح فكها بعنف ليمسك رزمة من أصابع البطاطس ويقحمها بفمها دفعة واحدة):- هكذااا يتم تناول البطاطس المقلية
ميرنا(انفجرت ببكاء وهي تمضغها لتتخلص من قبضته الحديدية التي تخنقها):- اهئئئ
خوري(انتظرها لغاية ما فرغت وأفلت فكها وهو يمسح يديه بالمنديل):- ثاني مرة ستسمعين الكلام ، لأنني لا أعرف كلمة تعني رفض فما أقوله يتحقق ولو بالقوة مفهووووم ؟
ميرنا(رمقته بطرف عينه من بين نظراتها الضبابية):- لم تفعل بي هذااااا ؟
خوري(استقام وهو يعدل ثيابه):- ستتناولين كل ما في الأطباق ، فبعد ذلك سوف آخذكِ في جولة
ميرنا(بعدم فهم):- أخرجنييييييييييييي من هنااااااا حرررررررني يا معتوووووووووه
خوري(بتحذير أغلق الباب الحجري خلفه):- الطعااااااااام يا رومينا
ميرنا(نظرت إلى الصينية بحسرة بعد رحيله):- آخر مرة تناولتها كانت مع ميسووووون …آه يا صغيرتي أينكِ مني الآن لقد خذلتكِ مثلما فعل أبوكِ …هئ حكيييييم أشعر وكأنني رأيته منذ دهر وليس أول أمس ،،، أين أوقعت نفسي يا ربي من هذا الوحش المرعب الذي يتصيد لي كل فرصة حتى يؤلمني ويعذبني ويذلنيييييييييي ، من يكوووووووووون ؟
خوانيتا(تتفتف برجفة):- إنها إنهااااااا نسخة طبق الأصل منها ، لالا لوهلة ظننتها جوزيت صدقني
غوستافو:- اشربي بعض الماء وخففي من وطأة دهشتكِ ، فهما ابنتا عم ووارد أن تكونا شبيهتين
خوانيتا(لقفت رشفة الماء):- حد التوائم يا غوستافوووو …لولا علمي بسنة ميلاد جوزيت لقلت أنها توأمها صدقني ، لكنهما تختلفان في لون الشعر وفي بعض الملامح الدقيقة لكن بالصورة الإجمالية أقول أنهما توأم توأم
غوستافو:- آه يا امرأة
خوري(انضم إليهما):- يبدو أن صدمة خوانيتا ستستغرق بعض الوقت
خوانيتا:- ألا تجد ذلك غريبا سينيور خوري ؟
خوري(صب لنفسه كأس مشروب):- طبيعي فهما تحملان نفس الجينات ، الشبه وارد
خوانيتا:- ولكن ليس لتلك الدرجة
خوري(رفع حاجبه):- هل ستتدخلين في مشيئة الخالق ؟
خوانيتا:- أبدا أستسمح من ربي ما قصدت ، تمام سأبتلع لساني أفضل لي
خوري(تجرع كوبه ونظر لغوستافو قبل مغادرته):- خفف من نظراتك اللائمة فالسينيورة رومينا ستبقى في ضيافتنا أطول وقت ممكن ، يعني ….تعوداااااا
نظرا إلى بعضهما بعضا وهما قلقان مما ينوي فعله بها ، لكنهما لم يفكرا طويلا فبعد مرور ساعتين كاملتين كان الحراس يخرجونها من الزنزانة بمعنى أصح يجرونها بقواها الوهنة مكممة الفم مغمضة العينين بوشاح أسود لا يظهر شيئاااااا ، حاولت منعهم ولكن نظرا لضعفها ما قاومت كثيراااا … أخذوها إلى جناح بركته السوداء وألقوا بها عنوة في المياه الباااااردة بعد أن كتفوا يديها معا وتركوها تصارع الموووووت …
عيون مغمضة… فم مكمم… وأيدٍ مقيدة …فكيف السبيل لنجااااااااتها كيف ، لقد أخذت تتخبط بقدميها في محاولة للصعود والتقاط أنفاسها من الأنف المنفذ الوحيد المتبقي لها ..لكنها شعرت بأن قواها تخور ومع ذلك قاومت وقاومت لترتفع منجزة دروس كاظم حين كان يعلمها السباحة هي وميسون في بركة قصر ميااااار ، ياااااااااه كم تبدو تلك الأيام دافئة جداااا ..لم تشعر بأن شريط حياتها يمر أمامها هل هي لفحات الموت التي تغزو العقل قبل أن يستكين تماما ، ما الذي يحصل لم استكان جسدها وتوقف عن التخبط لم دخلت في حالة شرود ، ميرناااااا استيقظي يا ميرنا لا تستسلمي لم يفعله بكِ ، قاومي قااااااااااااومي ، مامااااااااااااا
فتحت عينيها بشهقة لترمق السواد من حولها وهي تشعر بأذرع قوية ترفعها من الأسفل كي تنجو ، أجل ها هي ذي تنجو طبقا لرغبته وقوانينه ولدقائقه التي يحسبها بالثانية ، فبعد أن لاحظ استكانة جسدها أزال قميصه بهدوء تام ، ووضع ساعته على المنضدة برفق ثم تنفس عميقا وهو ينظر بفتور صوب البركة ليقفز وسطها ويتوجه صوب بقعتها ويرفعها بكل بساطة … أزال رباط عينيها ثم أبعد كمامة فمها قبل أن يدفعها عنه باشمئزاز ويغادر البركة ليجفف نفسه ببرود تام ، ولا كأنها كادت تلفظ أنفاسها قبل ثوان معدودة وهذا ما سبب لها ذهولا وعجزا في النطق فقد ظلت مشدوهة فيه وهي تستوعب كمية الكره التي يحملها هذا الضخم تجاهها ،،، لكنه لا يزال بقناعه إنه لا يزيله لكن بنيته ولو اختبأت خلف العشرات سوف تتمكن من معرفته فهنالك ندوب قديمة على ظهره وصدره ، وخط جرح على ذراعه يبدو أنه التأم مؤخراااا جدااااااا …
خوري(جلس على الكرسي بأريحية وهو ببنطلونه الأسود يجفف صدره بمنشفته):- ها يا رومينا كيف أبلت السباحة الليلية معكِ ؟
ميرنا(حاولت أن تخرج من البركة ولكن يديها مقيدتين):- لو تفك قيودي سأخبرك كيف شعرت بكل أمانة
خوري(وضع يده على رأسه بتذكر):- اعذري سهوي يا عزيزة ، جارٍ الأمر
انتظرته ليتحرك لجانبها ورفعت يديها فوق الأرضية بينما انحنى هو لكي يفك قيودها ، لكنها غافلته حين أمسكت قدميه بقوة وجذبته لينزلق ويسقط في البركة ، أجل لقد جعلت البارووووووون ينزلق فأي جرأة هذه وكيف سيتصرف إزااااااء ذلك ، بسرعة وضعت يديها على عنقه حين ارتفع ليلتقط أنفاسه وأخذت تخنقه بكل ما فيها من قوة ..
خوري(وهو يحاول أن يبعدها من خلفه):- ههه خطوة غير متوقعة يا رومينااااا ، امم سجينتي الثاااائرة يعجبني هذاااااا
ميرنا(بقهر):- سوف أقتلك أيهااااا المشوه سوف أقتلك …..
خوري(تركها تحاول خنقه ليضع المفتاح سريعا على قيودها ويفتحها فتنفلت قبضتيها معا):- ها رومينا ماذا كنتِ تقولين ؟
ميرنا(حاولت أن تخنقه مجددا لكنه واجهها وجها لوجه وأخذ يقترب بينما كانت هي تتراجع للخلف بجهد جهيد):- أنت …أنت مرييييضضضضض
خوري(رفع حاجبه من تحت قناعه):- أعلم ذلك وأملك شهادة في مكتبتي تؤكد الأمر ، ها تتساءلين عن مكتبتي عندما تتخطين كل الاختبارات سأعطيكِ شرف زيارتها
ميرنا(هجمت عليه مجددا وهي تضرب بيديها فوق الماء):- أخرجنيييييييي من هنا أخرجنيييييي ليس من حقك اختطااااااااافي أيها المرييييييييييييييض
خوري(حاول إمساكها ليثبتها ويوقفها عن الرعونة):- يبدو أن السباحة عادت عليكِ بالفائدة علما أنها خانت توقعاتي ، فقد ظننت أنها ستجعلكِ تسترخين أكثر يا حلوة
ميرنا(وهي تقاوم ذراعيه):- لن تحصل على غايتك مني لن تحققها صدقني صدقنيييييي
خوري(على غفلة منه وضعت يدها على قناعه وأزالته):-توقفيييييييييييييي
ميرنا(ضرب يدها بقوة لتمسكها بألم حين أعاده لوجهه قبل أن ترمق ملامحه):- أي …يدي يدي ….
خوري(انسحب للخلف وخرج مزمجرا من البركة):- ستعاقبييييييين على هذاااااا … سوف تنامين على الأرض وبدون سرير
ميرنا(ضربت على الماء من حولها بجنووووون):- آآآآآآآآآآآآه يا ربي أخرجنييييييييي من هذا المكان القميييييييء أيها المشووووووووووه يا ملعووووووووووون
خوري(انتزع قناعه بغيظ وهو يغادر جناح البركة):- عراااااااااابي عرااااااابي
غوستافو(وضع سترة قطنية على كتفي خوري ونظر خلفه):- لم يجري الأمر على ما يرام حسبما أرى ؟
خوري:- دعهم يخرجونها من هناك ويرمونها بزنزانتها ، وأخبرهم أن يخرجوا السرير ولا يتركوا إلا تلك الملاءة والغطاء الممزق كي تنام عليه
غوستافو:- ألا ترى أنها هذا كثير على فتاة شابة مثلها ، قد تمرض ؟
خوري(توقف بعيون مظلمة واستدار إليه):- هل أشعر بحس المجادلة هنا ؟
غوستافو(تراجع للخلف):- سآمرهم على الفور
خوري(تنهد بنفاذ صبر وتحرك لجناحه):- غبية غبية ..إن لم أعلمكِ الأدب لن أكون خووووووري الراااااجي ، لن أكووووووون
مثلما أمر كان الأمر ، فقد رموها في الزنزانة بفستانها الرمادي الذي أصبح داكنا من فرط بلله ، التفت حول ملاءتها وهي تحيط بالغطاء من حولها كي تقي نفسها من ذلك البرد القارس الذي تخلل عظامها بل تخلل أدق شعيرة في جسمها جعلها تستنفر للاحتماء الغير مجدٍ ،، لكن من بين دموع قهرها تساءلت هل سينتهي هذا الكابوس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كاظم(وهو يحرك رأسه يمنة ويسرة):- لا أعرف لا أعرف متى ينتهي هذا الكاااابوس ؟
نورسي(وهي تضع زينتها أمام مرآة غرفتها الخاصة):- حبيبي كظوم أنت تحمل نفسك أكبر مما تستطيع تحمله ، صحيح أنت عملاق ولكنك تملك قلبا صغيرا لا يتحمل إلا قياسه
كاظم(مد يديه للخلف ليلقي برأسه على سريرها):- أشكركِ على دعمكِ الفاشل يا ابنة عمي
نورسي( وهي تضبط كحلها):- أعطني ميار أعطيك بداية الطريق لميرنتك
كاظم(ارتفع بخفة وهجم عليها ليمسكها من ذراعها):- هل تعلمين أين تكون وتستغبينني يا نوووووورسي ؟
نورسي(بغنج):- أنت تؤلم ذراعي ، وإذا ما تألمت ذراعي فعقلي سيشعر بالعجز ولن يسعني تذكر المعلومة المهمة التي ستساعدك في إيجااااادها يا حبي
كاظم(أفلت يدها وجثم على ركبتيه):- نورسي…أنا أتوسل إليكِ أخبريني أين أجدهاااا ؟
نورسي(انحنت برأسها لتلامس لحيته وتمسح على وجهه):- آه يا مسكين
كاظم(أمسك يدها برفق تحول إلى قوة حين لواها وجعلها تسقط أرضا من الألم):- نووووورسي قد أنسى أنكِ قريبتي وأؤلمكِ،، لو تلاعبتِ معي مجددا قد أؤذيكِ
نورسي(صرخت من الألم قبل أن تستكين لتطلق ضحكات مجلجلة):- هههههه أنا خريجة عصابات يا بعد قلبي أتظن أن هذه الحركة قد تؤثر بي ؟
كاظم(أفلتها واستقام بغيظ):- أخطأت حين لجأت إليكِ …
نورسي(دلكت يدها ونهضت لتلحق به):- إلى أين تظن نفسك ذاااااهباااااا
كاظم(توجه لغرفته وأخذ يلتقط أغراضه):- لن أمكث هنا لحظة واحدة ، أظنني نادم على طلب دعمكِ فأنتِ مخادعة وستظلين مخادعة
نورسي:- أحضر ميار ، أرييييده هنا وأقسم أنني سأساعدك
كاظم(هدر فيها بنفاذ صبر):- ألا تفهمييييييييييييين …. ألا تشعريييييييييييييين هنالك طفلة صغيرة في الوطن تنتظر عودة أمهااااااااا ، هل فقدتِ مشاعركِ في عالم البغااااااء هل استبدلتِ عاطفتكِ بالصخر والقذاااااارة ؟
نورسي(تألمت بحزن):- لا تهن أمومتي يا كاظم ، لا أسمح لك
كاظم(بتعب زفر حين أيقن أنه لمس وترها الحساس):- توسلت إليكِ طلبت معونتكِ لكنك تفكرين بسطحية غير مدركة للمخاطر التي نعيش وسطها
نورسي(جلست على طرف سريره بأسف):- … أستطيع أن أعرف سائق الشاحنة
كاظم(بأمل اقترب منها):- حقااااا ، يعني مصادري لم تتوصل إلى هوية السائق لكنهم رصدوا خط تحركها وتوقفت وسط المدينة
نورسي:- سأحاول
كاظم(لاحظ مزاجها المتعكر):- هل آلمتكِ ؟
نورسي(رفعت يدها):-إنها لا شيء …ولو أردت الرحيل يمكنك ذلك فطوال حياتي وحيدة لن تفرق معي يومين زيارة من قريب عابر
كاظم(تنهد بألم وجلس بمحاذاتها):- آسف
نورسي(انفجرت ببكاء لترتمي بحضنه):- اهئئئئ …تمنيت لو بقي ابني حيا يرزززق ، ماذا كان سيحصل لو عاااااش ربما كنت لأوقف مسيرتي القذرة وأربيه في مزرعة بعيدة عن أنامل الشر المحيطة بنا ، كنت لتزورنا في العطل وتعلمه كيف يصبح محققا خاصاااااا عندما يكبر اهئئئئئ ذهب ابني باكرا جداااا باكراااااااااااا
كاظم(دفعها لحضنه):- أعتذر لأنني أتيت بسيرة الموضوع ، أنا غبي
نورسي:- جدااااا ..
كاظم:- أنظر للفتاة ما صدقت
نورسي(ضربته بخفة):- خربت مكياجي يا مجرم
كاظم:- أيوة العتب عليكِ لأنكِ تماطلينني
نورسي(نهضت لتعيد ترتيب مكياجها):- ما الضرر في إيفائك بوعدك ، هو اتفاق مربح
كاظم:-سأتصل وأفهم إن كان قادما أم لا ، لكن أيا كانت النتيجة لست ملاما عليها تمام ؟
نورسي(بحماس):- اتفقنا
كاظم(طقطق رقمه واتصل به):- أيننا ؟
ميار(رفع حاجبه وهو يشتم):- في الوطن
كاظم(ابتسم لها ثم خرج من الغرفة كي لا تسمعه):- كيف في الوطن ، ع أساس أن تكون هنا الليلة ماذا حصل ؟
ميار:- مُنعت من السفر
كاظم(بصراخ):- نعم ماااااااااذا كيف مُنعت من السفر، من الكلب ابن الكلب الذي منعك أخبرني عن اسمه لأرميه في قبضة الخنازير البرية فور عودتي
ميار(بهزل):- ههه عمك بشير
كاظم(سعل مرتين):- اكح اكح …يعني أسحب نيتي في معاقبة عمي حبيبي ولووو احم
ميار(ابتسم وهو يمد الهاتف له):- ابن أخيك يتوعدك بعقوبة غير متوقعة مع الخنازير
عمو بشير(وضع الهاتف على الوضع المرتفع):- ألوووو يا خيبة أملي ألوووو ؟
كاظم:- أقسم أنه هو من استفزني لأنطق بتلك الجملة ، ثم هي نية عابرة ليست مقصودة وربيييييييي
عمو بشير:- اخرس ….اخرس يا فشلي العظيم اخرس لا أرغب بسماع نفَسك
كاظم(وضع يده على فمه):- لكن كيف سأجيبك عمو حبيبي ؟
بشير(حول عينيه ليجلس بتعب):- اللهم صبرني مع هذا الابتلاء
كاظم:- سامحك الله يا عمي أنا والله نعمة
بشير:- درع دبابة بالٍ وجدار برلين منكسر وعملاق غبي وباب صدأ وكل كل الألقاب العفنة ، أضيف عليها خيبة عمري يا خسارة الخبز الذي أطعمتك إيااااااااااه
كاظم(بتذمر):- عمَّااااااااه
بشير:- وا أسفاااااااااااااه قال عماه قال ، أعطني سببا واحدا يجعلني أسمع مواءك ؟
كاظم:- موائي موااااء أنا صوتي مواء احم سامحك الله عمااااه ، أنا مشرد هنا أحاول جهدي أن أحصل على أدنى معلومة توصلني إلى ميرنا وأنت تظلمني هكذاااا
بشير:- أتعلم يا كاظم ، أحمد الله أن نسل أخي توقف عندك ومات قبل أن يبتليني بأخ أو أخت شبيهين بك يسممون حياتي أكثر مما هي مسممة …غالبا فور عودتك سأعطيك وسام
كاظم(نسي كل الشتم وابتهج من الاسم):- وساااااااااااااااام لي أنااااااااااا ؟
بشير:- أي نعم لك أنت يا فخر العيلة
كاظم:- وسام ماذااااا عماه أخبرني أخبرني تحمست ؟
بشير(أغمض عينيه بصبر):- وساااااااااااام الفشل يا فاااااااااااااااشل ….أنت وحدك هناك هذه الفترة ستبذل أكثر من مجهودك أريدك أن تعثر عليها يوم غد على أقصى حد مفهووووم؟
كاظم:- ولم لا تترك ميار يرافقني للمساعدة يا عمي ؟
عمو بشير:- لديه افتتاح رسمي ولو غادر بقاع الوطن سيشكون بأمره ، لذلك الوضع سيكون آمنا ببقائه هل استوعبت حرفا مما قلته ؟
كاظم(نظر خلفه بامتعاض):- فهمت فهمت
عمو بشير(شعر بشيء غريب):-ألووو أين ذهب صوتك أين أنت ؟
نورسي(خرجت من الغرفة):- ها كظووووم هل هو قاااااااادم ؟
عمو بشير:- أعد الهاتف لم قمت بهذا التصرف ؟
ميار(أخذ منه الهاتف حين شعر بخطورة الموقف وأزال المكبر):- يا عم بشير إنه هاتفي هل ستحتكر هاتفي ، ثم أين سيكون هذا البغل أكيد في وكر ما أو أي حفرة
عمو بشير:- أخبره أنه لن يدخل أرض الوطن بدون ميرناااا ، يمكنك المغادرة
ميار(حياه بتحية عسكرية ساخرة وتحرك صوب المصعد):- هل أنت غبي ؟؟؟؟؟؟
كاظم(أخرسها بيده):- ماذا أفعل إن كانت ابنة عمي متهورة ..
نورسي(أخذتِ الهاتف من كاظم):- ميااااااار حبي متى طائرتك ؟
ميار(ضغط على زر إيقاف المصعد):- آه وأنا الذي يقول أن الأمنيات لا تتحقق في ليلة الميلاد، فكما أرى أنكِ تكلمينني بعد 47 ساعة
نورسي:- في المرة المقبلة صدق كلامي، ما زلت أنتظر جوابا ؟
ميار:- ليس اليوم غالبا يوم غد ، أ..أعطي لكاظم الهاتف هيااااا
نورسي:- حاضر حبي سأكون في انتظارك هه قبلاتي الحااااارة
كاظم(صغر عينيه فيها):- يا لوقاحتك ألا تخجلين من ابن عمكِ حتى ؟
نورسي(هزت جدعها وهي تتحرك للرواق):- وهل يوجد في الحب خجل أم دجل ؟
كاظم:- لو أردت قتلها سأساعدك في دفن الجثة وعد شرف
ميار:- سأفكر بالعرض ، الآن بما أنني محظور من السفر قبل الافتتاح سوف تكثف مجهوداتك يا كاظم اعثر على ميرنا بأقصى سرعة ..سأبعث لك مساعدتي الخاصة أي ابنة دفعتك فهي كفؤ حسبما رأيت منهااا
كاظم:-آه نضااال ،..لكن ليس الآن لا نريد إحداث جلبة ، ثم نورسي لن تستقبل ضيوفا غيري وغيرك انس الموضووووع
ميار:- وهل روما كلها ملك لنورسي حبا بالله لا تجعل عرق الهبل يرقص على جثتين بدلا من جثة واحدة من آل النابلسي
كاظم:- أخفتني هنهنهن …تت كيف هي ماستي ؟
ميار:- عائد إليهم لا يسعني الابتعاد وترك الأجواء مبعثرة خصوصا وأن وائل ما يزال خارج التغطية ، لتزيد زوجته جمال الوضع
كاظم(مر الهواء بجوفه وهو يسعل مرات متوالية حتى التقط أنفاسه):- ق…قلت من ؟
ميار:- هاااا نسيت أن أخبرك أنه أصبح لزميلنا في دائرة النحس زوجة يلا لم يفتكم أي شيء ، فور عودتكم سنزفه ونحتفل به ونقيم له حفلة على أصولها
كاظم:- ههههههههههههه احكي احكي الله يرضى عنك ، من أين ظهرت هذه الزوجة ؟؟؟
ميار:- هل سأحكي لك فوازير رمضااااااان ، انقلع يا كاظم بدلا من أن أقتلع مستقبلك
كاظم(فزت عيناه جزعا):- الوِييييدااااااااع
هز ميار رأسه بهزل ثم سرعان ما تعكر مزاجه عندما تذكر عدم قدرته على السفر ، شعر بالعجز لحظتها لكنه مضطر ولن يعرض الجميع للخطر فهو يعتمد على كاظم في هذا الشأن ، وحتى رجاله كانوا قد أخذوا منه الأوامر لتعميم البحث في رومااااا كلها لو تطلب الأمر …
أما كاظم فقد أخذ من نورسي بعض المساعدة حين أعطته اسم مقهى يرتاده سائقي رجال الأعمال ، امتن لأنها تساعد واتجه صوب المقهى لعله يظفر بأدنى نتيجة توصله إليهاااااا …
كاظم(وهو يقود سيارته بسرعة):- أكان الأمر يستحق هذه المغامرة يا ميرنا الراجي ، هل قدًّر حكيم تضحيتكِ التي أدت لاختطافكِ أم أنه لا يعلم بالأمر أصلا ؟؟؟؟
لا يعلم …لكنه يشعر فقد ضاقت أنفاسه فجأة حين استيقظ من غفوته التي لم يدرك متى بدأت لتنتهي ، فغالبا تعب نفسيته ينعكس على ذاته مما يجعله متعبا متقاعسا كل الوقت ، لكن غالبا هي تفكر بأشياء لأجل تجديد حماسه طالما بدأت تلمس راحته وقناعته بسجنه
ليندا:- افتحوا الباب …
حكيم(رفع رأسه ثم ألقاه على الوسادة):- ألا يرتاح المرء في مخدعه ليلا ؟
ليندا(أغلقتِ الباب خلفها وتحركت صوبه):- أملك لأجلك عرضين
حكيم(وضع يديه تحت رأسه ليرتفع ويراقبها):- أستمع
ليندا:- يمكنك أن تغادر هذه الغرفة وتتجول بالقصر ، قد أسمح لك باستغلال صالة الرياضة المخصصة لرجالي ويمكنني أن أجعلها حكرا لأجلك فقط
حكيم(قطب حاجبيه):- ما المقابل ؟
ليندا:- هذا العرض بلا مقابل فقد استحققته بعد حديثنا الروحاني الذي لم يحرك في شيطاني إلى حزام الخصر المزركش ليبدأ الرقص مجددا …
حكيم(تنهد برتابة):- غيره ؟
ليندا:- سأمنحك فرصة لتتواصل فيها مع ابنتك
حكيم(انتفض بسرعة وعدل جلسته واللهفة تقفز من عينيه):- كسبتِ انتباهي وحسبما أظن فلهذا مقاااااابل
ليندا:- يروقني ذكاؤك حبيبي ، أجل أريد مقابلا لقاء هذه الخدمة
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- وما هو المقابل ؟
ليندا(نظرت جانبيا ثم أعادت بصرها نحوه بحزم):- أريدك أن .. أن تتناول معي وجبة العشاء ، صحيح تأخر الوقت وكما أرى فصينيتك ما تزال ممتلئة هناك
حكيم(دك عظمة أنفه باستغراب):- هل لي أن أعرف لم تهتمين كثيرا بوجباتِ العشااااء ، هل الوحدة تؤثر فيكِ لتلك الدرجة ؟
ليندا:- أمر يخصني …فهل أنت موافق على دقيقة تواصل مع ابنتك مقابل وجبة عشاء ؟
حكيم:- قليلة …خمس دقاااائق ولكِ موافقتي
ليندا(تحركت صوب الباب):- دقيقتين لا أكثر ولا أٌقل فأنا من يفوقك قوة ..هل اتفقنا؟
حكيم(استقام بخفة):- هذا يعتمد على لون الطقم الذي تفضلينه ؟
ليندا(بشبح ابتسامة فتحت الباب):- أعطوه الهاتف وأحضروه بعد استعداده لقاعة الطعام
حكيم(بحماس انتظرهم وما إن وضعوا الهاتف بيده حتى جلس بشوق):- حمااااامتي ..أكيد ستكون ميرنا قد عادت للوطن وربما تكون معها وأسمع صوتها أيضاااا ياااااااه …أشعر بالتوتر سأتصل سأتصل …
طقطق رقم صغيرته الذي يحفظه عن ظهر قلب وأخذ ينتظر جوابها الذي أتاه بعد لحظتين ، لم يستطع النطق بحرف وهو يسمع لكنتها الممتزجة بين الغربي والعربي ، شيء بداخله تحرك لتتدفق كل مشاعر الأبوة بخلده وتغرورق عيونه بدموع الاشتياق …
ميسون:- ألو … ألو من معي .. هذا أنت كاااااظم كيف تسافر بدون علمي لن أسامحك
حكيم(عقد حاجبيه وهو يصغي لتذمرها):- …لارد
ميسون:- أعدها وارجع ..لا أطيق بقاء بدونكما ثم لن أكلمك سوف أبقى غاضبة منك لوقت طويل ، هيا أجبني أم أنك خجل مني ؟؟
حكيم(أغمض عينيه بحسرة):- …لارد
ميسون(توقفت لحظة لتضع يدها على قلبها الذي ارتفعت خفقااااااته):- بابااااااااااااااا حبيبيييييييي ؟؟؟
حكيم(تنهد بأريحية):- كدت أفقد الأمل
ميسون(صرخت وهي تقفز):- بابا بابا بابا اهئئئئ أين أنت بابا حبيبييييييييييي عد إلينا نحن نموووووت بدونك اهئئئ بابا اشتقت لك وافتقدتك …..بابا أين أنت هل تسمعني ؟
حكيم(اعتصر قلبه بقوة):- معكِ يا صغيرتي ، كيف أحوالكِ أخبريني ؟
ميسون:- لست بخير لست بخير متى تعوووود هل هل رأيت ميرناااااااا ؟؟؟؟؟
حكيم(عضعض شفتيه):- رأيتها أجل.. وأعطتني شريط شعركِ أنا ألفه بيدي الآن
ميسون(ببكاء):- لو تعووود يا بابا لو …ألوووو ألووو الخط ينفصل بابا أين هي ميرنااااا هل ما تزال معك إنها لم تعد بعد …ألوووو بابا حبيبي اهئ أتسمعني ؟
حكيم(في الطرف الآخر):- ألوووو ميسوووون حمامتي التغطية غير جيدة هنا ، ألو لست أفهمكِ ميرنا أجل رأيتها هل هي بجواركِ دعيني أكلمها …ألوووو ميسووووون أحبكِ كثيرااا
ميسون(استعادت الخط):- أحبك بابا حبيبي وأنتظرك..ألوو أخبرني عن ميرناااا أين هي ؟
حكيم(شتم الخط):- الووووو يا ميسون هل تسمعيننيي ألوووووووووووووو تبا تباااااااا فصل الخط ولا يوجد رصيد ما هذا التلاعب الآن سحقا لكِ يا ليندا سحقاااااااااا
ألقى الهاتف جانبا وأمسك على رأسه بصدااااااااااع ، أخذ يلهث وهو يدور في مكانه جيئة وذهابااااا لعله يريح باله من ذلك التوتر الذي غزا كيانه ،، فما كان إلا أن نظر لدولابه وسحب طقما عشوائيا ليدخل بعدها إلى حمامه ويرتدها ثم يطرق الباب ليفتحوه لأجله ،..
اصطنع ابتسامة جافة وهو يغادر حنايا سجنه واعيا هذه المرة ..استوقفه التمثال الذي شعر بشيء ما يجذبه نحوه ، فما كان إلا أن تقدم ليقف مقابله ويتحسسه بدهشة
حكيم(هتف بدون وعي):- لو كان هذا التمثال حيا لنطق وجعااااا …عفوا منذ متى وهذا التمثال هنا أذكر أنه في فترة سكني قبل سنوات لم يكن متواجدا بالقصر ؟
الحارس:- أحضرته السيدة ليندا منذ بضع سنوات وهو ذو قيمة خاصة لديها ، لذلك لا تسمح لأحد بالاقتراب منه أرجوك تفضل معنا
حكيم(مسح على وجنة التمثال بشرود ثم سحب يده):- حتى التماثيل لم ترحمها تلك المرأة الملعووووونة بفففف …
وجدها تقف بجوار كرسيه المخصص فجلس محله بترتيب بينما انتقلت هي لمقعدها المجاور والابتسامة تعلو ثغرها ، كان يراقب ذلك عن كثب وفهم أن هذه الوجبة ليست عادية بالنسبة لها بل لديها خلفية وسيكتشفها …
ليندا:- قومي بصب الطعام لحكيم يا اعتماد
اعتماد(بتوتر ابتلعت ريقها وهي تصب في طبقه):- أمركِ سيدتي
ليندا:- ألم يستيقظ بعد ذلك الأحول ؟
اعتماد:- ليس بعد
ليندا:- لا أدري ما حصل له في غيابي ، لكنني سأفهم ذلك
حكيم:- هل دعوتني لتكلميني عن خدمكِ ليندا ؟
ليندا:- أبدااا ..بل لنستمتع سوية بهذه الوجبة حسنا يمكنكِ الانصراف سأكمل عنكِ
اعتماد:- بالإذن
حكيم(وضع يده على فكه):- … تفضلي
كان يحرك شوكته بتركيز تام ، بينما كانت هي تحاول جهدها أن ترسم وجه الراحة على ملامحها نظيرا عن جنونها الجامح تجاهه ، فقد بدا لها قاتلا في ثيابه تلك وودت لو تمزقها عليه لكنه لا يسمح لا يسمح
ليندا:- صحة وهنا
حكيم:- لم تملئيه سما أليس كذلك ؟
ليندا:- أتناوله معك لو أحببت التأكد
حكيم:- لا داعي هه فأنتِ لن تغامري بخسارة بطاقتكِ الرابحة
ليندا:- متى تعود ؟
حكيم:- أعود لماذا ؟
ليندا:- حكيم السابق ، وتكسب بطاقة عودتك للوطن مع تزكية شاملة في عملك المقبل معنا
حكيم(أخذ يقطع اللحم المشوي):- دعيني أفكر بالموضوع
ليندا(برقت عيناها):- هذا لم يكن جوابك يومهاااا
حكيم(بتلاعب):- ويومها عن هذا اليوم يفرق
ليندا:- ما سبب تغيير رأيك أريد أن أعرف ؟
حكيم(وهو يتلذذ بطعم اللحم):- اممم اممم إنه شهي جدااااا
ليندا(حكت جانب عنقها وهي تزفر شوقا إليه):- لم ترد علي
حكيم:- أستمتع بهذا الطعام الشهي يا ليندا ، لذلك رجاء دعي هذا الحديث لاحقا
ليندا(رمشت مرتين):- حالك متغير ، قبل سفري كنت أسدا جامحا والآن أنت خامد وتسايرني في كل شيء وهذا ما أستغربه
حكيم:- لماذا …أليس هذا ما أردته بعد أسري وتعذيبي وممارسة كل أنواع الأوجاع معي الروحية والجسدية والنفسية ، أردتِ تجريدي من هويتي وشخصيتي وإنسانيتي لكي أصبح آلة مفيدة للعشيرة وووو …مرحى أنا في طريق ذلك يا لينداااا فلم لا ألمس البهجة على ملامحكِ عجبا ؟
ليندا(امتصت شفتيها):- لو كنت تظن أن هذه الوسيلة ستعطيك فرصة للفرار مني فأنت واهم ، فملفاتكم وفضائحكم كلها معي لو أظهرت ملفا واحدا للعلن فأفراد عائلتك سيكونون مهددين بالخطر
حكيم(ببرودة مزيفة):- الأمر لا يستحق ، فأنا مستمر في طريق الخضوع ،…أبشري ستحققين نصرا عظيما يحق لكِ الاحتفال به حتى مطلع العام المقبل
ليندا(كانت تحاول دراسة تصرفاته):- هل ثملت كثيرا ؟
حكيم(وهو يلتهم بأريحية طبقه):- حقيقة زجاجتين ولكن كان ذلك قبل ساعات ، ثم شهيتي مفتوحة للطعام وأنتِ لم تلمسي طبقكِ بدأت أتوجس
ليندا(حركت يديها لتبدأ الأكل):- لا تقلق لا أغامر بقتل أحبتي
حكيم:- تعذبينهم فقط يا لقلبكِ الكبير … بالمناسبة ما قصة تمثال المرأة المقيدة بالرواق المجاور لغرفتي ؟
ليندا( تحركت حنجرتها بثقل لتصطنع ابتسامة):- إنها هدية
حكيم:- هدية غريبة … لكن أكيد لها قصة وبما أننا نتناول العشاء سوية وهذه سابقة لم تحدث من قبل ، يمكنكِ أن تشاركيني بها
ليندا(ابتلعت ما قضمته ثم نظرت بشرود نحو الفراغ):- ..يحكى أنها كانت جسدا حيا بروح ، لكنها أصيبت بلعنة حولتها لامرأة حجرية
حكيم:- اممم مثير للاهتمام ، لكن ما الذي أدى لذلك ؟
ليندا:- عقاب جعل السحرة يجتمعون ويلقون عليها لعنة أبدية
حكيم:- حسب ما تعلمته من الخالة فخرية طوال سنوات ، فإن كل لعنة إلا ولها مفتاح كي تفك لذلك أنا أتساءل ما مفتاح المرأة الحجرية إذ أظن بأنها عوقبت بما فيه الكفاية
ليندا(أمسكت نخبها):- لا أملك فكرة عن مفتاح فك اللعنة ، لكنني أذكر شيئا عن الدموع غير ذلك لا أدري
حكيم:- لفت انتباهي دموعها الحجرية أتراها السر ؟
ليندا:- لم يشغلك موضوع امرأة حجرية بينما يصعب عليك الاهتمام بمن هي أمامك ؟
حكيم(رفع نخبه وضربه بكأسها):- هل أصبحتِ تغارين حتى من الحجر يا ليندا ، أوووبس حالتكِ في تدهور لو تابعتِ هكذا سننتقل للحيوانات غالبا
ليندا(حركت فكها بلؤم):- … تعكرت شهيتي سأتوقف هنا
حكيم(هز كتفه):- جزئكِ من الاتفاق الأول أما يزال ساريا ؟
ليندا:- استيقظ باكرا ستكون قاعة الرياضة بانتظارك
حكيم(مسح فمه بالمنديل):- ليلة سعيدة ليندا
ليندا(بغضب حاولت مداراته بقدر الإمكان):- لا أظنها كذلك ….اعتماااااااااااااد
اعتماد(ظهرت بسرعة):- أمركِ سيدتي
ليندا:- سوف تسمحون لحكيم بالخروج غدا من غرفته والانتقال لقاعة الرياضة ، سيلعب هناك لبضع ساعات قليلة وبعدها تعيدونه لأسره …أريدكِ أن تراقبي كاميرات المراقبة هناك كل لحظة ولا تدعيه يغفل عن ناظريكِ حتى يفرغ من رغباته مفهوم ؟
اعتماد:- حاضر …
ليندا:- وإياكِ والخطأ …سوف لن أغفر لكِ هذه المرة
اعتماد:- هل أجمع المائدة ؟
ليندا(لوحت لها بقنوط):- اغربي أنتِ ومائدتكِ إلى جهنم الحمراااء تفففف
اعتماد(تحت أنفها):- وأنتِ فيها خالدة إن شاااااء الله
كان يعلم أنه يؤثر فيها بشكل واضح ، وتيقن أن قصة المرأة التمثال ما هي إلا خزعبلات وأشياء فارغة روتها باختصار وجيز كي تفر من تساؤلاته ، لذا ما إن وصل بجوارها حتى لامس دموعها مرة أخرى وراقبها ليجد أنها مجرد تمثال لا أقل ولا أكثر …انسحب إلى غرفته وما إن رمق سريره حتى تذكر عصفورته وليلته الجامحة معها ، وهمس في خاطره :
"ألا يَا ليتَ الزمَانَ يَعُودُ لوَهلَة "…
آه لو تعلم أين عصفورتك الآن يا حكيم يا راجي ، غالبا ستكون ردة الفعل تاريخية منك ومن وائل ومن كل فرد من عائلة وأصدقاء ومحبي ميرنا الراجي …فلا أحد لا أحد سيقبل بالمهانة والذل الذي تعيشه على أيدي خوري الذي لم ولن يرحمها حتى تعود إلى رشدها وتصبح إنسانة مسئولة بحق ، لكن سؤال يطرح نفسه من وكَّلك للقيام بهذا الدور سينيوووور ؟
له له لقد نظر إلي نظرة قاتلة من خلف الستار أعتذر والله ما قصدت التدخل ، شوف خذ راحتك عاقبها عذبها ربيها أنبها بنت عمك وأنتم عائلة مع بعضيها وأنا مااااالي ههههه
صدقني هه ، لكن ليس لوقت طويل فها هو ذا يفتح حاسوبه بعد منتصف الليل ليراقب نومها الذليل على الأرضية ، هيييه أين ذهب زمن الحرير وريش النعام والوسائد الخفيفة والأغطية المخملية أين يا ست ميرنا ….صدقا منظرها يقطع القلب وهي متقوقعة حول جسمها وتتمسك بقشة الغطاء الممزق لتلفه حول جسدها بإنهاك ، العرق يتصبب من جبينها وعلى ما يبدو هي تشهد كابوووووسا آخر ….
صوت كالصدى:- وليدة الشمس .. لا تستسلمي لابن السحرة وقاومي ففي كينونتك تكمن قوى الخير .. لا تستلمي وحرري طاقاتكِ الدفينة .. حان وقت التحرير حان وقت التحريررررررررررررررر يا وليدة الشمس
ميرنا(فتحت عينيها بتثاقل لترمش متأكدة من وجوده):- ح... حكييييييييم أتيت لتنقذني أخيرااااا .. هه كنت متأكدة من ذلك ، لقد عذبني هذا المشوه أذلني ومسح بكرامتي الأرض لقنه درسا أرجوك ، لا ترحمه لا ترحمه اضربه بقوة لأجلي لأجلي اهئىىى
حكيم(بصورة ضبابية وصوت يتردد):- عصفورتي لقد انتهينا في آخر لقاء لنا ، لقد طردتكِ فتقبلي الأمر ولا تبحثي عني مجددا أو تنتظري مجيئي لإنقاذكِ فلن أفعل
ميرنا(حاولت رفع نفسها لكن بدون جدوى):- رأسي ثقيل وكأنه مثبت على هذه الأرضية العفنة ، ألا ترى كيف يهينني ألا تشفق علي ... هيا حكيم أنا ميرنااااا ميرناااااا لا تتخلى عني أرجووووووك
حكيم(أبعد يديه عن يدها وارتفع):- ولكنني تخليت عنكِ عشرات المرات ، آخرها عند ليندا بعد أن استمتعنا بالفراش سوية تذكرييييين ؟
ميرنا(تذكرت ما فعله بتنك الفتيات واشمأزت منه):- أنت أصبحت شخصا آخر لا أعرفه ، لماذا تتعمد إيلامي ، لم تذكرني بما فعلته مع كل عاهرة منهن على نفس الفرااااااش …لقد آلمتني كثيرا ليتك رحمتني وتركتني أهرب للحمام ، منظرك كان مقززا وصوت التأوهات ما زال يقض مضجعيييييييييي
حكيم:- إنها ضريبة تهوركِ يا ميرنا ، أنتِ أجبرتنا على ذلك
ميرنا(لاح السواد فجأة):- يا إلهي ….حكييييييييييييييم حكيييييييييم أين اختفيت ؟ من هذا الذي يقترب مني هل ستؤذونني من أننننننننننتم ؟؟؟؟؟
وائل(أطل عليها برفق ومسح على شعرها):- ميرنتي يا عسل غروبي وشمس لياليَّ الآفلة ، لديكِ لقب آخر كنت قد ألغيته منذ فترة ولكنني أعدته ليلة الميلاد يا وهم قلبي ، أجل
"أنتِ وهمٌ صَفعَ مَشاعِري صَفعَة الغدر ورَحلَ مُخلِّفا وَرَاءهُ ندُوبًا لا تًشفَى" …
لماذا يا ميرنااااا أخبريني هل أحببته أكثر مني ؟
ميرنا(بدموع هزت رأسها نفيا):- لو لم أفعل ذلك لما استطعت أن أتحمل أكثر ..ولكنني نادمة ليتني ما فعلت ليتني ما فعلت
وائل(وصوته يتباعد):- ولكنكِ فعلتِ ولم تكترثي لجروح القلوب الأخرى ، مارستِ أنانيتكِ مجددا يا ميرنا الراجي وهذا ما جعلكِ الآن وحيييييييدة وحيييييييييييدة وحيييييييييييييدة
ميرنا(بانهيار):- لالالالا لا تتركني أنت أيضا يا وائل ، لا تخذلني حتى لو خذلتك لا تفعل مثلي أعدني إلى ميسوووووووووووووووون يا واااااااااائل …واااااااااائل أين اختفيت وااااااااااااااائل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميسون(ظهرت خلف رأسها وانحنت لتفزعها):- ماما ميرنا ناديتني ؟
ميرنا(وهي تراها بصورة مقلوبة):- ميسوووووووون ميسوووون سامحيني لأنني تركتكِ ، لن أعيدها وعد وعد فقط دعيهم ينقذونني من هذااااااااا السجن ، ميسسسون
ميسون(ربتت بالمقلوب على رأسها):- نامي ماما لم يحن بعد وقت الاستيقاظ
ميرنا:- لقد طال شعركِ كثيرااااااا ، هل تأخرت في العودة إليكِ يا صغيرتي ؟
ميسون(انحنت فجأة لتمسك وجهها بالمقلوب وتفتح فمها بصراااااخ):- تأخرتِ كثيرااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا
ميرنا(شهقت وهي تفتح عينيها لتستيقظ من ذلك الحلم وصوت صراخ ميسون يتلاشى في الأفق):- اهئئئئئ اهئئئئئئئ أريد الخروووووج من هنا ، اهئئئئئئئئئ أين أنتم أين أنتم ؟
ضمت ركبتيها لصدرها ووضعت رأسها ويداها تعانقانها بقهر ، تبكي وضعها ومآلها ومصيبتها ووجعها وخيبتها واشتياقها أيضااااا ،ودَّت لو تعيد الزمن إلى الوراء ولا تقترب هذااا الجبن كله ، فلأجل حكيم فعلت فهل قدَّر حكيم فعلها ذاااااااك …في البداية أجل لكن في نهاية الأمر ولكي ينقذها وينقذ الوضع من مآرب ليندا لو اكتشفت دخولها للقصر ، كان مضطرا لفتح جراح عميقة بقلبها الله وحده يعلم إذا ما كانت قابلة للشفاء أم أنها ستظل حية لا تلتئم ..
خوري(أغلق صوت المكبر):- تبكي تبكي تبكييييييييي ،،،، ألا تتعب من البكاء هذه المدللة ؟
قرر أن يتسطح على سريره الفاخر بدلا من مراقبتها التي لا تأتي بجديد غير كوابيسها وصراخها والبكاء المتواااااااصل ، اضطجع بأريحية بعد أن ألقى قميصه جانبا ووضع يديه تحت رأسه ونظر للسقف مطولا قبل أن يطبق جفنيه ………
من قال أن الأحلام لا تعيث جنونا في عقل وحش الظلام أيضااااااا ؟
أجل فهو أيضا من البشر ويحق له أن يحلم ، لكن حلم عن حلم يفرق ……
رأى أنه ينزل الدرج الذي كلما بلغ نهايته انكشفت بقيته فينزلها كلها ليتكرر الأمر وكأنه في حلقة مفرغة من السلالم ، شعر بالضجر وهو ينادي إذا ما كان أحدهم هناك فلمح شبح طفلة ذات شعر أحمر تركض وتضحك بعلو صوتها في آخر الدرج ، عقد حاجبيه وسارع خطواته التي تحولت إلى ركض فحين التفت للخلف لم يجد سوى الظلام الدامس ، لكنه استمر لاهثااااا ليصل إلى بقعة ضوء أعمته وجعلته يتراجع للخلف لكنه لم يجد خلفه السلالم بل فقط الفراغ ، وضع يديه على عينيه وهو ينادي على أي أحد ليقوم بإطفاء ذلك الضوء المشع …لكن يدا صغيرا التفت حول قدميه وجعلته يبعد يده ليتفقد ماهية الوضع ، فوجد الطفلة الصغيرة تمسك ببنطلونه وتشير إلى الضوء ، هز رأسه رفضا وأخبرها أنه لا يستطيع لكنها شبكت يدها بيده وجذبته خلفها …تابع معها بوهن وجزع من ذلك الضوء وظل مغمضا عينيه وهو يشعر بلفحة الإنارة تمر بجسمه كاملا ، ففتحها دون هوادة ليجد نفسه منعزلا في قاعة فسيحة من البياض المشع ، ابتسم لأنه لم يتأذى من تلك الإضاءة المرتفعة وأخذ يبحث عن الفتاة الصغيرة ليشكرها ولكنه وجد بقعة دماء في الركن ، سارع نحو الدماء التي خلفت أثر أقدام صغيرة أخذ يتبعها لغاية ما خرج من بوابة زجاجية إلى رقعة خضراء ووجد الفتاة تشير إلى أيل صغير مدجج في دمائه …هرع نحوها ليطمئنها لما جثا على ركبه بجوار الأيل ومد يده ليمسك بيدها ولكنه اكتشف وجود دماء على كلتا يديه والسكين بيده الأخرى ، رفع بصره نحوها فكانت تشير نحوه وتبكي بحرقة ، رمى السكين وهو يهز رأسه بنفي من أنه ليس الجاني ولكنها لم تصدقه بل هربت منه بعيدا بعيداااااااا ، لحقها ولكنها اختفت وأخذ ينادي يا صغيرة يا صغيرة ولكن دون جدوى ، لتظهر ذات الشعر الأحمر ولكن الكبرى ….
ستيلا(همست خلفه):- لقد رحلَت
خوري(شهق بدهشة وهو يستدير إليها بعدم تصديق):- س…سستيلا ؟
ستيلا(لامست وجنته بيدها الماسية وارتفعت بقدميها الحافيتين لتطبع قبلة على شفتيه):- اشتقت لي يا حبييبي ؟
خوري(انساب معها في تلك القبلة):- أجل
ستيلا(أبعدت نفسها عنه وهي تمسح على وجهه):- لكنني لم أشتق إليك ، فأنت قااااااتل لا يستحق الاشتياق ولا أية مشاااااعر ، أنا غاااااضبة منك وسأختفي كما اختفتِ الصغيرة
خوري:- لالا لا تذهبي لا ترحلي
ستيلا(سحبت يدها منه وثوبها الأبيض الخفيف يلاحقها):- أنا راااااااااحلة راحلة .
خوري(حاول اللحاق بها لكن شيئا ما كان يثبته أرضا في محله):- انتظررررررري ..ستييييييييلا ستيييييييييييلا …ستييييييييييييييلالالال� �لالالالالا
انتفض من فرشته مفزوعا وهو يهز رأسه مستوعبا أنه مجرد كابوس ، مسح العرق من على وجهه ونهض من فراشه ليدلف إلى حمامه ويضع رأسه تحت صنبور الحوض ويرفعه ليتساقط الماء عبثا عليه ، ناظر مرآته وهو يمسح المياه من على وجهه ويتنفس بكره
خوري:- ماذا تريدين من أحلامي ستيلا ، اخرجي منها اخرجيييييييييييي آآآآآآه …. أمقتكِ يا ستييييييييييييييلا
الشاب(وهو يهزها بخوف):- ستيلا ستيلا استيقظي أنتِ تحلمين ؟
ستيلا(انتفضت بفزع وهي تبكي):- خ..خ اكح ….آه آه كنت أحلم
الشاب:- هل حتى في منامكِ تخشين النطق باسمه ؟
ستيلا(عدلت جلستها ثم استدارت لتنظر بلهفة إلى وهج بقربها):- اففف جيد لم أوقظها بصراخي
الشاب(جلس بقربها):- لكنكِ أيقظتني ، ماذا كنتِ تحلمين ؟
ستيلا…:- لارد
الشاب(أعطاها كوب ماء):- التقطي أنفاسكِ
ستيلا(بعد شربها):- حلم عابر ، آسفة عد لنومك
الشاب(مسح بعضا من خصلاتها ورتبها):- ستيلا ؟؟؟؟؟
ستيلا(أبعدت وجهها):- أنا متضايقة لطفا أريد البقاء وحدي
الشاب(نهض متذمرا):- طيبتي سبب عنوستي لكن هذا سيتغير ثقي بي …
ستيلا(ابتسمت له):- ليلة طيبة
الشاب(غمز لها):- وأنتِ أطيب ..
ستيلا(اختفت بسمتها بسرعة ثم دكت رأسها بحضن وهج):- صغيرتي …. آه يا عمري يا وهجا انبثق من عمق الظلام ، هل ستغفرين لي يوماااا كوني أبعدتك عن أبيكِ ؟؟ …وهج
وهج(تململت ثم استدارت لترمي يدها على بطن أمها):- همممم
ستيلا(عانقتها بقوة ونامت جوارها لتبكي على أطلالها كما العادة):- كلما شممت عطركِ تذكرت عطر أبيكِ ، اشتقت إليه اشتقت والشوق قد طااااال بي ، يارب أعطني فرصة أقترب فيها منه لمرة واحدة ، مرة واحدة لا غير …….
تلك المرة ستدفعين ثمنها القديم والجديد لذلك نصيحة مني عانقي ابنتكِ وبلا سيرة أشواق وحيااتتتتتك ، نزيدكِ على ميرنا نصبح من حضرة وحش الظلام إلى آسر النساااااء … شكلها سمعت النصيحة حين غفيت وعادت لنومها الهنيء جوار صغيرتها ، بعكسه هو فلم يغمض له جفن بعد أن رآها في منامه لتشاء الصدف أن يحلما ببعضهما في آن الوقت …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-02-19, 01:08 AM   #930

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في صباح اليوم التالي
قواعد الاستيقاظ قد تختلف من منطقة لأخرى ، فهنالك قوانين يُحظر تجاوزها ولكن لمن يجهلها فالتصرف بطيش غير مقبوووول رغم ذلك … أدوات الإيقاظ سالفة الذكر ومعروفة لهذا سنأتي لحالة غير اعتيادية ، كأن يستيقظ المرء ويجد نفسه وسط روث الأحصنة رفقة حيوانات بالرغم من أنها صغيييييرة الحجم إلا أن التقزز منها أكبر مما يكووووون
ميرنا(نظرت حولها وهي تفتح عينيها بصراخ لما رمقت قطيع الفئران يطوف حولها):- أميييييييييييييييي فئراااااااااااان فئرااااااااااان صراراااارصييرصص ص صصراصييييييييررررررر اهءءءء أبعدوووووووووهااااا فئراااااااااااااااااااااا ااااااااان
لا مهرب، فقد كان الروث يغطي كل الزنزانة ولا يسعها أن تتخطاه فالفئران تحاصرها من كل جانب ، وقد تم وضع طعام وأجبان لها كي تتناولها في تلك الحلقة دون أن تقترب من ميرنا ، لكن هذه فئران والتحكم فيها شبه مستحيل، أما الصراصير فحدث ولا حرج
ميرنا(رمقت أحدها يحرف طريقه وهو يشم ثوبها فأبعدته بقدمها وقد بدأت تدخل في هستيرية متوقعة):- اهئئئئئ أيها المشوووووووووه لم تفعل بي هذااااا ، أبعد هذه القذارة عني أبعدهاااااااااااااا
خوري(صوته من المكبر الصوتي):- الباب أمامكِ مفتوح ، إن استطعتِ تجاوز تلك الفئران ستتحررين لكن إن بقيتِ محتجزة في بوتقة الجبن والخوف وهذا ما هو متوقع منكِ للأمانة ، فساعتها لا يسعني التفضيل عليكِ يا غالية
ميرنا(بصراخ أخذت تمسح على ذراعيها كمن كان ملبوسا):- كيف سأخرررررررج من هناااااا ، لم تترك شبرا ولم تضع فيه روث أحصنتك القذرة ، ماذا تكووووون أي عقل تملكه في رأسك العفن حتى تفكر في هذه الفكرة النتنة مثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثلك يا مشوووووووووه
خوري:- صباحاتي …أحبها أن تكون هادئة وعليه أمامكِ دقيقتين إما أن تغادري موقعكِ وتواجهي ذلك أم سأضغط على صوت حساس يحفز خلايا الفئران والصراصير ويجعلها تصاب بالجنون ، وإذا ما جنت فهي قادرة على القيام بأي شيء
ميرنا(استقامت وهي تقفز محلها وتنفض ملابسها بهستيرية جنونية):- اهءءئئئ أشعر بشيء يمشي خلف ظهري ….ما هذا يا ربي ما هذاااااا الذي أعاني منه اهئئئئئ
خوري:- الدقيقة الأولى على وشك الانتهاء ، لو تحبذين النعي كثيرا يمكننا أن نستقبلكِ في برنامج النساء البائسات كل صباح
ميرنا(شحنت طاقتها وهي تغمض عينيها وتفتحهما بسرعة وتلتف حول نفسها):- كيف سأتصررررررف
خوري:- دقيقة وثانية ، أوبس 59 ثانية 58 …..تيك تُوك روميناااااااا
ميرنا:- اللعنة على صوتك المقزز يا مشووووووه
خوري:- هيا أمنحكِ فرصة لتتناولي معي طعام الفطور وهذا شرف عظيم لا أعطيه لأحد ، لكن طبعا بعد تنظيفكِ فرائحتكِ العفنة تصيبني بالغثيان إضافة للروث أوهوووه هه
ميرنا(خطت خطوة للأمام وتراجعت وهي تمسح على شعرها وتنفضه بجنون=):- صدقني سأحاسبك على كل ذرة ألم تجعلني أعيشها ، هذا هذاااااااا أمر لن أنسااااااااه …اهئئئ كيف سأخرج من هناااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري(ابتسم وهو يتفرج عليها من حاسوبه):- 36 ثانية الوقت ينفذ منكِ وهذه الفرصة لن تعوض ، إذا ما أغلق الباب سأعاقبكِ بالبقاء معهم طوال اليوم ماذا هل أنستِ لوجودهم ؟
ميرنا(أغمضت عينيها مطولا قبل أن تفتحهما بشراسة):- سحقاااااااااا لك يا مشووووووووه سحقااااااااا ، اهممم يجب أن أتشجع يجب أن أفعل ….
صراااااحة …… حالة لا أتمناها لأعدائي وخصوصا لأي أنثى على وجه الأرض فكلنا نخشى تلك الحيوانات المقززة خصوصا قاهر النساء السيد صرصور بيه والفأر السريع …فعلا تجاوزهما أشبه بالحلم خصوصا وأن الروث يملأ كل زاوية يعني إذا ما تحركت خطوة أكيد ستلمس شيئا من ذلك وهذا ما جعلها ترغب في التقيؤ من فرط الاشمئزاز …لكن الوقت فعلا ينفذ منها ولن تتحمل بقاءها معهم اليوم بطوله ، وعليه خطت خطوة وشعرت بشيء يلمس قدمها لم تفتح عينيها بل صرخت وهي تركض فوق الروث في اتجاه البوابة التي وجدتها مغلقة ولم تكن مفتوحة مثلما وعدهاااااا
ميرنا(فتحت عينيها وهي ملتصقة بالباب وتصرخ بجنون):- أيهاااااا الكاذب أيها الكاذببببببببب أيها الكاذب
خوري:- لا …هل نسيت أن أخبركِ أن وقتكِ قد نفذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(أمسكت على فمها وهي ترتجف آخر ارتجاف قبل السقوط):- …ماذا ؟
خوري(ابتسم وهو يرمق صدمتها):- لو ألتقط صورة لكِ وأنتِ جزعة سأعطي لصديقكِ المصور تحفة فنية يستعرضها في معرضه القاااااادم …
ميرنا(طأطأت رأسها بدون إحساس):- اقتلني
خوري(حرك فكه وأمرهم بفتح الباب):- غير ممكن فلم أنتهي من عقابكِ بعد فهذه ليست سوى البداية ، هيا نظفي قذارتكِ أنتظركِ على سفرة الفطور …وقومي بتحية زملائكِ الصغار فمع الأسف سيغادرون زنزانتكِ من بعدك
ميرنا(ارتعش قلبها حين فتح الباب وخرجت للنور الخافت):- …اهئئئئئئ اهئئئ ..
وجدت الحراس يشيرون بأصابعهم نحوها ويقهقهون دون خجل على منظرها ، بعضهم كان يمسك على أنفه من رائحة الروث التي التصقت على جسمها ، أما هي فقد انكمشت حول نفسها وهي تمسح على ذراعيها وتارة على شعرها خوفا من التصاق أي صرصور عليها ، يعني حالة الفوبيا التي تعتري المرء إذا ما رأى حشرة صغيرة …. رمقت الخادمات وهن يشرن إليها لتنعطف معهن فما كان لها إلا أن ترافقهن وهي تدرس معالم الطريق جيدا ، فحتى ولو كانت في أقصى حالاتها انهيارا إلا أنها تربية محققين ومفيوزيين أكيد لن تخرج خاوية الوفاض منهم …
الخادمة:- العالم السفلي أشبه بالمتاهة ، حتى لو حفظتِ الطريق فلن تتمكني من تذكرها
ميرنا(فطنت لتشابه الممرات الحجرية):- ما هذه ؟
الخادمة:- إنها قلعة قديمة ..
ميرنا(طالعت الجدران وتيقنت من ذلك):- … لو ساعدتني في الخروج من هنا ، أعدكِ ستحصلين على مال كثير لم تحلمي به يوما ، أملك قصرااا بحريا سأهديكِ إياه لو حررتني
الخادمة(ابتسمت وهي تشير لها بالدخول):- الحمام بانتظاركِ سيدتي تفضلي
ميرنا(رمشت بخيبة وهي تدلف):- …يا الله
هذه المرة لم يكن حمام الذل والمهانة ، بل كانوا يجهزون حوضا حجريا مرفقا ببعض الورود الجافة استغربتها ميرنا فهذه ليست من عادة هذا الوحش الكاسر ، لذلك أزالت الفستان عنها بسرعة وكأنها تتخلص من تلك الفئران والصراصير ، وهرولت نحو الحوض الذي كانت أدخنته المتصاعدة تدل على سخونته ..لم تكترث لذلك بل ألقت بنفسها وسطه وإذ بالسخونة تتعدى مستوى ظنها فلقد كان ساخنا لدرجة جعلتها تصرخ صرخة رجت الأرضية رجاااا ، فسارعت الخادمة بصب المياه الباردة وسط الحوض لتوازي النسبة وتصبح مقبولة ، لكن بعد ماذا بعد أن عذبها مجددا بتلك الحركة الخسيسة …..حاولت جاهدة أن تتمالك أعصابها وتعتمد على سياسة الصبر ، ولكنه يفاجئها كل مرة بصعقة جديدة تذكرها بأنها أسيرة وليست ضيفة شرف بفندق خمس النجوووووووم …
أشرن إليها وعرفت أن الوقت شارف على الانتهاء لذلك أمسكت مستحضر الحمام من يد الخادمة وصبته كله على جسمها وهي تحك وتغسل شعرها بحركات جنونية لوهلة تُبدي صفة الهوس على صاحبته …. وفعلا كانت كذلك فمن هذه التي يحدث لها كل هذا ولا تتأثر ، عموما بعد برهة خرجت من ذلك الحوض وهي مرتاحة لنظافتها التقطت بعض الثياب الداخلية التي كانت فوق نفس الفستان الذي أزالته ، وكأنه نسخة أخرى أم أن هنالك نسخا أخرى غيره …ارتدته بتأفف ثم نفضت شعرها المبلل وهي تمسح على وجنتيها الدافئة ، بحثت عن مرآة بالمكان لكن لم يكن يوجد وعليه لحقت بخادمتين منهن بينما بقيت الأخريات لتنظيف الحمام .. قبل أن تستدير معهما وجدت الحراس بانتظارها فقاموا بوضع شريط على عينيها على غفلة منها ، لم تجد حتى الفرصة للرفض فأيقنت أن المشوه حذر من غدرها ، فلو عثرت على الطريق أكيد لن تتوانى في محاولات الهرب وقد تفعلها فهذه حرفتها الممتهنة بعد الصحافة …
خوري(كان يجلس على رأس مائدته الطويلة):- الآن يمكننا أن نقول النظافة مرآة الإنسان
ميرنا(رأته بعد أن أزالوا شريطها وابتعدوا للخلف):- … ألا تخشاني ؟
خوري(رفع حاجبه وهو يشير لها بالتقدم):- هل علي ذلك ؟
ميرنا(لم تتحرك قيد أنملة بل كتفت يديها):- يجب عليك ذلك ، لأنني وعند أول فرصة سوف أغدر بك وأقتلك
خوري:- دعينا لا نعد وعودا مستحيلة يا رومينا … تقدمي هذا مكانكِ بجواري ها هنا
ميرنا(رمقته وهو يشير للكرسي الذي يكمن على يساره):- ..عادة يتم الجلوس وجها لوجه لكنني ألمس تجاهل تشوهك بذلك القناع الذي لا تزيله
خوري:- الجلوس مقابلا وجها لوجه شرف لمن هم رفيعي المقام ، لكن بالنسبة لوضيعة منحلة مثلكِ لا أعتقد أن المعادلة ثابتة ….
ميرنا(تلكأتِ الحروف بجوفها من إهانته الجارحة وتحركت صوبه=):- كيف لك أن تعتقد بأنني سأقبل تناول الفطور على طاولتك ؟
خوري:- أنتِ تفعلين يا رومينا فاخرجي من وضعية التعفف والعجرفة لأنها لا تهز فيني شعرة
ميرنا(اقتربت بحرص ورمقت سكين الزبدة):- … يكفي أن يهتز قناعك الذي تخفي خلفه وجهك المشوه فهو وروث الأحصنة الذي وزعته بغرفتي واااااااااحد
خوري(وهو يتناول القليل من فطوره):- أثرتِ إعجابي ، بدأتِ تتأقلمين مع جو القلاع والسجون ….اجلسي هيااا
ميرنا(جلست بحذر وعينها على السكين):- … يمكنني أن أدعك تستمتع بهذا الفطور وبغيره من الأيام القليلة المقبلة ، فعندما سيجدك أحبتي سوف يحرصون على أن تتناول فطورك فوق أرضية من بول الماعز وروث الكلاب
خوري(وضع المنديل على ياقته وأشار لها):- طلبت تجهيز فطور متنوع ، يمكنكِ البدء من حيث تشائين فاليوم استثناء
ميرنا(بطعم الصدأ في فمها):- …لا أريد أكلا لا أريد أي شيء ، أخرجني فقط لو كان لديك مشكلة مع أي أحد واجهه ولا تأخذني ضحية لديك بسجني بدون أسباب حتى
خوري(رفع حاجبه):- قد بدأتِ تتحاورين بدلا من الصراخ ، واوو تقدم عظيم في ظرف يومين أبشر نفسي بالكثير إذا ما أمضيتِ معي أسبوعا كاملا
ميرنا(بصقت بقوة على الطاولة):- أمووووووت ولا أتناول السم بجوااااار مشوه مثلك
خوري(امتص شفتيه وهو محافظ على برودته):- ومع ذلك ستتناولينه يا رومينا
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تنظر للأكل):- … أنت مرييييييييييييض
خوري(أزال المنديل ومسح فمه ببرودة):- …معكِ حق
ميرنا(توجست من حركته):- ماااااذاااا تفعل ؟
خوري(أمسكها من ذراعها وثبتها على الطاولة):- ستأكلين …
ميرنا(صرخت وهي تحاول إزالة يدها):- دعني دعنييييييييييييي وإلا ذبحتك بهذااااا
خوري(رمقها وهي تمسك سكين الزبدة موجهة إياه بوجهه):- هه … جديا ؟
ميرنا(وجهته لوجهه أكثر وهي تتحدث من بين أسنانها):- دع يدي وإلا فقأت عينك من خلف قناعك هذاااااا
خوري(مال برأسه وترك يدها):- حسنا …لقد غلبتني
ميرنا(شعرت ببعض النصر يتخلل جوفها):- …. أنت جبااااان مريض ومشووووه و
خوري(غافلها بسرعة لما رمى السكين أرضا وصفعها بقوة):- عفوا ماذا كنتِ تقولين ؟
ميرنا(استدارت من هول الصفعة ورفعت بصرها مصدومة فيه):- …كيف تجرؤ ؟؟؟؟
خوري(مرر لسانه بين شفتيه):- ستأكلين
ميرنا(صرخت بوجهه باعتراااااض):- لالالالالالالالا أريييييييييييييييد
خوري(صرخ أكثر باستفزاز):- ستأكلييييييييييين
ميرنا:- لالالالالالالالالا أريييييييييييد
خوري(صفعها مجددا):- كلي ….
ميرنا :- لالالالا أريد
خوري(صفعها مرة أخرى):- كلي
ميرنا(وهي تتألم مع كل صفعة تجلد روحها):- لا أريييييييييييييييد
خوري(صفعها):- كلي
ميرنا(وهي منهارة بالبكاء المختلط بلعابها ومخاطها الذي كان يرجح إصابتها بنزلة برد):- لالالالالا أريييييييييد
خوري(أعاد صفعها بشكل أقوى):- كلي …
ميرنا(وهي تكاد لا تشعر بخدها من فرط الصفعات القوية التي تنزل على وجنتها):- لن آآآآآآآآآآآكل لا أرييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييد
خوري(ابتسم بشر وهو يفرقع رقبته ليدفع بكرسيه للخلف ويستقيم):- كلي …
ميرنا(فتحت عينيها بصعوبة وهي تراقبه):- …..قلت لك لاااااااااااا أريد اهئئئ لاأرييييييييييد لن آكل لن آكل لن آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآكل …
خوري(عض شفته السفلى وأمسكها من شعرها):- تمام براحتك … أنتِ لن تأكلي الأكل ولكن الأكل سيأكلكِ يا روميناااااااا
قبل أن تنطق برفض بعد أن استوعبت فكرته الشيطااااانية ، كان هو قد شدد قبضته على شعرها لما دفع وجهها للطاولة وأخذ يمسح عليه كل تلك الأطعمة ، كلها كلهاااااا مرت عليها وجه ميرنا بكل ما في الذل والمهانة من معنى …. بعد أن فرغ من ذلك وهي تطلب الرحمة من تصرفه المشييييين الذي لم يحرك فيه أدنى شعرة ، بل جعله يستمتع بتعذيبها بحركته السادية التي لمست آخر وتر في متعته لما رفع وجهها من على سطح المائدة وعليه بقايا الأطعمة … انحنى بذراعه ليلف وجهها إليه وهو يبتسم من المنظر
خوري:- ثاني مرة …عندما تقررين اعتراض أوامري فكري في العواقب
ميرنا(جمعت رضابها الملتصق ببقايا الأطعمة وبصقت بقناعه):- حثااااااااااااااااااااااا اااالة اهئ الله لا يسامحك على ما تفعله فيني …
خوري(ارتفع وألقى بها أرضا من كرسيها ذاااااااك لتسقط بعيدا عنه):- انتهت وجبة الفطور ..نلتقي في وجبة أخرى عزيزتي …
تركها على وضعها الكسير وهي تمسح من على وجهها بقايا الطعام ، وألم الصفعات لا يبارحها تمنت لو تجد يدا حنونة تربت على كتفها لكنه لم يتواجد أحد ، وهذا ما جعلها تشعر بالخوااااء وبأنها وحييييدة جدا وحيدة في حفرة ألقتها الأقدار في قبضة مالكها ليعذبها بكل سادية وعنف ومرض جنوني ، فكل ما فعله لا يمت للإنسانية بأدنى صلة …لحظتها أيقنت أنها في قبضة وحش لا يرحم ، وحش سيجعلها تذوق أنواع عذاب لم تسمع عنه قبلا ، فيا إما أن تخضع له أو تقاومه حتى الرمق الأخير …وهنا ببريق مر كالشهاب وسط أكوام دموعها المنهمرة رمقنا عزيمتها ، وإن كانت تستضعف نفسها إلا أنها في وقت الحاجة تقوى …
خوانيتا(ببكاء من خلف الجدار):- دعني أساعدها يا غوستافو ،أرجوك أنظر لحالها ؟
غوستافو(يمسكها):- كفي عن التهور يا امرأة ، لو عرف بمساعدتنا لها سوف يعاقبنا أنتِ تعرفين أنه لا يتهاون في هذه الأمور
خوانيتا(وضعت يدها على فكها بحسرة):- لكن …لكن لم كل هذاااا ألم يكفيه أصابعه الضخمة التي تطبعت على خدها المحمر ليزيد مسحه بكل الطعام وكأنها ممسحة تنظيف للأرضية ؟
غوستافو:- ما رأيكِ لو تعودي للمطبخ وتراقبي طاقمكِ أحسن ؟
خوانيتا(امتعضت):- وماذا عن الفتاة ؟
غوستافو:- الخادمات هناك لذلك لا داعي لاقترابك
خوانيتا:- آمل أن ينتهي أسره على خير وإلا سيجد نفسه نادما مثلما ندم بعد ستيلا
غوستافو(برقت عيناه وأشار لها):- أنتِ ستتسببين في مقتلنا ، إلى المطبخ يا زوجتي سااااارعي بينما أتفقده
وجده يجلس على كرسيه الوثير وهو ينظر إلى يده ، لكن حين شعر بمقدم أحدهم جمع قبضته بقوة ثم عدل جلسته ليستقبل عرابه الذي جلس مقابله وعيونه عاتبة …لم يوليه خوري اهتماما بل ظل على صمته لوقت تجاوز الدقائق فما كان منه إلا أن يتدخل …
غوستافو:- وبعد ؟
خوري(وضع رجلا على أخرى):- نعم ؟
غوستافو:- أتظن بأن طريقتك هذه مجدية ، أنت تؤذيها في مشاعرها وأنوثتها ألا تعتقد أنك تبالغ في إذلالها بني ؟
خوري(صغر عينيه ثم ارتفع من مقعده ليقترب منه ويطل عليه من خلفه):- …أقترح أن تشغل تفكيرك بزوجتك لا بضيفتنا ..
غوستافو(علم أنه لن يقبل بأي تدخل):- … أتدخل لأنني أخشى عليك من الندم
خوري:- مشكوووور …لكنني جدير بالتعامل مع مشاعري كيفما كانت فلا تشغل بالك
غوستافو(استقام):- هذه إشارتي بالمغادرة
خوري(أشار للباب مباشرة):- ومرة ثاني لا أسمح لك باقتحام خلوتي بدون طرق الباب
غوستافو(ابتلع ريقه):- أنا عرابك
خوري(أدار ظهره لينطق بنبرة مخيفة):- وأنا الباروووووون ….
غوستافو(حرك فكه بحزن وأحنى رأسه مغادرا):- كما تريد يا بني
خوري(بقنوط زفر عميقا وهو يلتقط هاتفه):- … تعكرون المزاااااااج ….
آنذاك في المجمع السكني
كانت تتمطى بفراشها وهي تلعن صاحبة فكرة إبعاد الستائر ، كانت تسمع صوتها يتردد كالصدى في محاولات فاشلة لإيقاظها ذلك الصباح ، ففتحت الستائر علها تفلح بذلك ولكن على ما يبدو فهي مصممة على النوم ولو وسط زفة
جوزيت(أمسكت على بطنها المنتفخ وجلست جوارها بتذمر):- خالتكما ريانا لا تحبكما ، لو كانت كذلك لنهضت قبلكما وجهزتِ الفطور …الآن هل علي أن أعتمد على هاجر كي تحضر الفطوووور يعني ؟؟؟ …ريانا يا ريانا لقد ضجرت من محاولة إيقاظكِ ما هذا السبات الشتوي الذي يصيبكِ كل صبااااااح ، نوم نوم نوم في كل وقت ألا تملين ؟
ناريانا(تثاءبت بتثاقل وفتحت عينيها):- …لم لا تخرجين أنتِ وفراخكِ وتدعيني أنام
جوزيت:- فراااااااخي … إهانة لا أقبلها اسحبيها الآن …الآآآآآآن
ناريانا(رمقتها بثقل):- أيوجد لدينا ليمون حامض .. دعي أحدهم يعصر لي عشر حبات
جوزيت(بعدم فهم):- عفوااااا ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تطلق ضحكة مصطنعة):- هههه أمزح معكِ ..ها أنا ذا أستيقظ على راحتكِ الآن ؟
جوزيت(تحسست وجنة ناريانا):- ما الذي يحصل معكِ ريانا ؟
ناريانا(تفتفت وهي تخرج من السرير):- أستيقظ من نومي يا حبي الله الله
جوزيت(رمقتها وهي بفستان نوم قصير جدا):- … ألا تخشين من البرد ؟
ناريانا:- أي برد …إن الجو حااااار جداااا
جوزيت(عقدت حاجبيها وهي تنظر للخارج والمطر منهمر بغزارة):- حتى مع تدفئة البيت إلا أن رؤية المطر تجعلني أشعر بالبرد ، لهذا ارتديت كنزتي الصوفية وأنتِ ما شاء الله تبلين عكس التيار
ناريانا(نفضت شعرها الطويل الذي تخطى أسفل ظهرها):- لو تسبقينني بيبي سوف أغتسل سريعا وألحق بكِ …
جوزيت:- سأنزل لأنني سأطلب هاجر كي تحضر المائدة فأنا متعبة ، ورغم ذلك صديقتي غير مكترثة لا بي ولا بأولادي
ناريانا(دلفت الحمام):- جوزي … لا تبدئي حبا بالله سأعوضكِ على الغذااااء
جوزيت(حركت فكها):- والله هذه البنت فيها شيء …آه هاتفي يرن تف تركته بالأسفل مهلا مهلا قاااادمة …
ناريانا(ما إن سمعت صوت الباب حتى انحنت لدورة المياه كي تستفرغ):- اففف معاناة كل صباااااح …اللعنة …
جوزيت(التقطته):- …أهلا هاجر أجل أجل نحن بالانتظار وأشكركِ لتعبكِ معنا …سأفتح الباب لأجلكِ فمعي خط آخر من خيري سأجيبه
هاجر:- تمام ست جوزيت …أنا في الطريق
جوزيت(رفعت ستارها ورمقتها وهي تركض بمظلتها وتحمل حقيبة طعام):- ألو خيري صباح المطر
خوري(استكان لسماع صوتها):- صباح ممتزج بصوت المطر ورائحة القهوة التركية
جوزيت:- وااااع تجعلني أشتهيها وأنت تعلم أنها ممنوعة عني هذه الفترة
خوري:- لاحقا ممكن
جوزيت:- متى تعود …المجمع ساكن بدووونك وبدون رعونة خوانيتا ههه
خوري:- ليس بعد …لكن ذلك قريب جدا ، أردت فقط سماع صوتك
جوزيت(رمشت وهي تشعر بمشاعر دافئة):- حقا ؟
خوري(اهتزت حنجرته):- أجل …
جوزيت(لوت خصلة من شعرها):- حسنا أنا بخير وأولادي يلعبون في بطني ويعذبونني كما كل يوم ، الطبيب يزورني كل مساء ويقوم باللازم للاطمئنان عليهما … بالنسبة لناريانا فحالها لا يسعني وصفه
خوري(باهتمام):- ما بالها ؟
جوزيت:- هه لا أدري أيمكنني تسميته دلال فتيات أم أنها حقا تعاني من خطب ما ولا تخبرني
خوري(رمش باهتمام أكبر):- أيمكنكِ أن تشرحي لي أكثر ؟
جوزيت:- يعني …هي تظل نائمة و….
ناريانا(أخذتِ الهاتف بسرعة من أذنها):- أ…أريد أن أصبح على السيد خيري أيضاااا …
هاجر(رمقتهما وسارعت بالتدخل كي لا تحدث مشكلة بينهما):- ست جوزيت لم تخبريني كيف تحبين الشااااااي لطفا مساعدة ؟؟
جوزيت(حركت فكها وهي ترمق ناريانا بحدة):- سنتحاسب على هذه الحركة ..خيري نتكلم لاحقا سأساعد هاجر قليلا ودااااعا
خوري(انتظرها):- …حركة مبتذلة ،لكنها تسترعي الانتباه فهل هناك ما تخشين كشفه ؟
ناريانا(تحت أسنانها شتمته):- أجل …أخشى أن تكتشف صديقتي الوحيدة أن أخاها هو من قام باغتصابي بوحشية
خوري(ضحك ملء فاهه):- هههه …لن تجرئي
ناريانا:- سيأتي يوم وتبلغ جرأتي حدها وأنفذهاااااا …
خوري(اختفت ابتسامته لكنه تمسك بحسه المستفز):- …لون الكراميلا يبدو عليكِ شهيا جدااااا ، أفكر بأن أراه عليكِ عند عودتي
ناريانا(تفقدتهما ثم همست بشتم):- في أحلامك يا مريييييييييييييض اللعنة عليك …أكرهك
خوري:- ههه ألمس شدة كرهكِ حتى أكاد أضعها في متحف فرعوني ، آه بمناسبة الفراعنة سمعت أن حبيبكِ ندور في مصر الآن وحسب ما مر بذهني فهنالك فتاة اسمها ميرفت و
ناريانا(قاطعته بذهول):- لعنة ميرفت الفرعونية ،،، أقصد ميرفت ؟؟؟؟؟
خوري:- والله أنا مجرد فاعل خير ولا أملك سوى معلومة واحدة ، وهي أن السيد نادر قد حجز جناحا في فندق خمس نجووووم والفندق نفسه هو مقر عمل السيدة ميرفت ، وذكائكِ يكفي لفهم القصة حلوتي
ناريانا(ارتجفت حتى أمسكت على بطنها وجلست):- أنت لعنة ..لعنة ..
خوري:- يو ويلكم
ناريانا(فصلت الخط بوجهه وأمسكت على رأسها):- … ميرفت الفرعونية …أهذااااا ما تفعله في مصر يا ناااااااااادر ، الله أعلم ماذا تفعل في بقاع البلدان الأخرى ؟؟
جوزيت:- هللو بنت الفطور جاهز تعااااالي ، ناريانااااااااااا ؟
ناريانا(رمت الهاتف ومسحت على وجهها معالم الصدمة):- ….حسن حسن قادمة ..
جوزيت:- ما بكِ يا روحي ؟
ناريانا(لوحت لهاجر التي ودعتهما وصفقت الباب خلفها):- ما شيء مجهدة لا غير
جوزيت:- وأنا التي كنت سأطلب منكِ معروفا لأجل جوزتك المدللة ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تقطع الخبز لأجلهما):- أي معروف ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها وهي تلتقط خبز ناريانا وتضع عليه ملعقة العسل):- يعني …أريدكِ أن تذهبي إلى القصر
ناريانا(رفعت حاجبها مع فتحها لفمها):- أفندمممممممم …تريدينني أنا أنا أن أذهب للقصر ، وشو المناسبة من غير مؤاخذة هل رأيتِ ميار في حلمكِ مجددا ؟
جوزيت(وضعت يدها على خدها كالمراهقة الحالمة):- آآآآآآه أراه حلما ويقظة يا ابنتي
ناريانا:- هيييه بست اخرجي من دور العاشقة المدلهة وكفاكِ تنهيدات بلهااااء .. يااااا بنت أكلمكِ ، لم تريدين مني الذهاب ؟
جوزيت:- أ…هكذا بدون سبب أحتاج لمعرفة ما يدور هناك
ناريانا:- ولكن داغر يراسل فيكو ويخبره بكل جديد ، ماذا تريدين بعد ؟
جوزيت(أغمضت عينيها بنفاذ صبر):- الخلاصة ، ستذهبين أم لا ؟
ناريانا:- سأفكر بالعرض …لكن ليس قبل أن أتأكد من وجود نادر فلدي حساب معه
جوزيت(ابتسمت ببهجة):- خذي راحتكِ يا حب قلبي ههه
ناريانا:- أكثري العسل يا غشاشة
جوزيت(أخذت تضاعف النسبة):- وأحلى عسل لعسل عمري أنااااااا
ناريانا(ابتسمت):- يا لكِ من مخادعة
جوزيت:- تربية شمااااااال ولو …هههه تفضلي
تنهدت ناريانا بثقل وهي ترمق ابتسامة صديقتها وحماسها ، رمقت بطنها المنتفخ بحسرة وخوف ممتزجين بخلدها منذ ذلك الوقت …بدورها وضعت يدها على بطنها عفويا وهي تتحسس شكلها الغير بارز فامتنت من ذلك وسرعان ما سحبت يدها وادعت أنها تحك فخذها ، فهي تعلم أن خوري يضع كاميرات مراقبة بمنزلهم ، ولو التقط أحدهم حركتها تلك ستكون بمصيبة هي لا تعلم أنهما أصلا يعرفان ولكنهما يصمتان لأن هاجر أرادت ذلك …
جابر:- ستعرضيننا للطرد يا هاجر، إلى متى ستخفي هذه المرأة موضوعها ؟
هاجر:- ليأخذ الوقت الذي يحتاجه المهم ألا تسمعه منا
جابر:- طيب يا هاجر ، ما خطتكِ ؟
هاجر:- ما خطتي ..لا أملك خطة يا جابر يعني سنبقي فمنا مطبقا حتى يحين الوقت
جابر(حرك فكه):- غالبا أحتاج لسيجارتي
هاجر(رمقت الرسالة التي وصلتها للتو):- وأنا بحاجة للسيارة سأذهب لأقوم بتسوية بعض الأوراق الخاصة بالفندق…
جابر:- دعي الأولاد يوصلونكِ
هاجر:- بالتأكيد ، أتريد شيئا من الخارج ؟
جابر:- سلامتك …عيوني عليكِ
هاجر(حركت رأسها بلا مبالاة):- أبقِها على الجيران بدلا من أن تصاب بالعمى…
جابر:- ومالو يا بنت خالو
الحارس:- معذرة السيدة جوزيت تطلب منك أن تجهز السيارة ،ستأخذ الست ناريانا في جولة
هاجر(لوحت له):-أرأيت سرعان ما شغلوا أعينك الزائغة ..يلا سلام
جابر(نهض باستعداد):- وأنا جاااااهز ….
تفرقوا جميعا بحيث اتصلوا بطبيب جوزيت ليأتي مع ممرضاته في تلك اللحظة كي لا تبقى وحدها ، كما شددوا على الحراسة مراقبتها جيدا بينما استقلت ناريانا سيارة جابر الذي انطلق بها في طريقها إلى القصر …
أما هاجر فقد كانت بسيارة الحراسة حيث أوقفوها بجوار المكتب القضائي لتسوية بعض الأوراق اللازمة للفندق كما يتطلب عملها ، لذلك دخولها بمفردها واجب ..قدمت كل الوثائق وأخذت تنتظر بعض التواقيع من المسئولين وأثناء انتظارها وصلتها رسالة وإذ بها تعدل هندامها لتدخل إلى حمام النساء ، بدون أن تستدير أو تبحث أو تتشنج وضعت حقيبتها على حافة الحوض وأخرجت ملمع شفاهها وبدأت تضبطه …بعد لحظتين دخلت بعدها ووضعت الحقيبة بنفس الترتيب بالحوض المجاور وبدأت أيضا تعدل ملمع شفاهها بابتسامة …تبادلتا ورقتين صغيرتين لتتحرك هاجر صوب الباب تاركة الفتاة وحدها ، ولم تلبث إلا بضع دقائق وخرجت من الباب الآخر لتتخذ سيارته التي كانت بانتظارها وتلتفت إليه بابتسامة نجاااح …أما عند هاجر فجاء رحيلها بعد برهة
هاجر:- أشكركم على وقتكم .. سنتشرف بتواجدكم معنا بافتتاح الفندق آخر الشهر
المدير:- ولنا كل الشرف أستاذة هاجر ، أي خدمة
هاجر(ابتسمت بحفاوة وهي تنسحب لتفتح كفها وتقرأ ورقة صديقتها):- …"أعطني طريقا آمنا ، أعطيكِ أمنية"… ههه هذه البنت لا تتغير إذن يجب أن أبدأ العمل منذ الآن لأجلها ..
من تكون صديقتها وما هي الطريق التي تحتاجها من هاجر ، هذا ما سنكتشفه في لاحق الأحداث لأن هنالك ما علينا متابعته في قصر جوزيت حيث الجميع كانوا مستنفرين ، السبب معرووووف معروووف ولو ؟
طارق:- لا أريد جدالا أختي سمر يكفي ….
ميرا(أشارت إليها بعدم تقبل):- هذه الفتااااااااة كاذبة ، ماذا يعني أنها زوجة وائل قال ومااااااااااذاااااا عرفت بالأمر حديثا ، والذي هو كالتالي قام السيد ضرغام بتزويجها لوائل بعد موافقته على هذا الشرط الذي اشترطه أهلها مقابل أن ينقذوه من الإفلاس
ريتال(تضع رجلا على أخرى بطقم مرتب):- هذا هو ، ميرا شرحته بشكل مختصر أوووه كم أعشق صوتكِ وأغانيكِ حقا حقا المرء لا يعلم أين ترمي به الأقدااااار
ميرا(استدارت إلى طارق):- إذا قتلتها سأترك ابني أمانة لديك
شهاب:- الله الله وماذا عن أبيييييييه يا روح الروح ؟
طارق(حول عينيه وجلس على جنب):- ما هذا الحال يا الله
ميرا(رمقت وائل):- ولم هو منشغل بهاتفه ألم يقل شيئا حيال هذه ،؟
شهاب:- اسمها ريتال (رمق شرر عينيها) يعني هكذا قالتِ البنت يعني احم …ثم ماذا عسانا نفعل يا ميرا لقد قدمتِ الوثيقة وعمو فؤاد تأكد من صحتها إنها غير مزورة ، حقا هذه زوجة ابن عمي مع الأسف
ميرا(مسحت على رأسها):- أي …لا يهمني لا يهمني مررت لأطمئن وإذ بي أجد صدمة بوجهي سأعود لقصري وأعانق راحتي
شهاب(جذبها من يدها):- أرى أنكِ استحليتِ التسكع بدون زوج ، أما آن الأوان للم الشمل ؟
ميرا(سحبت يدها):- أما آن الأوان لتنضج ؟
ميار(دخل مباشرة بدون احم ولا دستور):- ما زلتم كما تركتم جيد …
ميرا:- هااا إياااااد ما رأيك فيما يحصل هنا ؟
ميار(لم يتوقف بل طاف بعينيه وأطل على المطبخ فعرف أنها ليست هناك لذلك قفز في الدرج):- إياد غير متاح
ميرا:- ما باله هذاااا ؟
شهاب(نظر إليها):- لا تكترثي إليه .. اوبس أين ذهب الولد ؟
ميرا(نظرت بلهفة):- شااااادي ، منذ أن اكتشف الركض صار من الصعب إمساكه
بديعة:- لا تقلقا إن السيد الصغير ضيف بمطبخي
شهاب(تحرك معها):- وماذا يفعل السيد الصغير دعينا نلقي نظرة
ميرا(زورت ريتال بطرف عين):- أحسن ..
ريتال:- لا أدري لم لا تستلطفني ميرا ؟
طارق(وضع يدا على فكه):- تفضل يا زوجها وأجبها
وائل(رفع عينه برهة عن هاتفه ثم عاد ليتابع تركيزه):- … لا تنشغلي بها هي لا تحب أحدا بسهولة
طارق(استقام بنفاذ صبر):- سأتفقد الرجاااال
وائل(استرسل بسرعة):- فكرة جيدة
طارق(وضع يديه بجيوبه):- هنالك فرق بين اللامبالاة وادعائها ، سنكتشف ذلك
ميسون:- كيف سنكتشف ذلك ؟
ميار:- سنكلمه مرة أخرى
ميسون(بفرحة):- أسمع صوت بابا حبيبي مجددا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- ييييييعنني …سنكتشف ما إذا كان الرقم مشغلا وبعدها نتواصل معه من جديد
ميسون:- ماذا لو سببنا له مشكلة ؟
ميار:- أكثر مما هو فيها لا أظن
ميسون(رمشت بدموع):- هل بابا في مشكلة ؟؟؟؟؟؟؟
ميار(تدارك جملته):- من ذكر ذلك ؟
ميسون:- أنت
ميار:- لا تأخذي ببالكِ فأنا دائما ما يقول أشياء غير واقعية
ميسون(بنظرة تشكيك):- كما تريد …
ميار:- طيب أكملي هل سمعتِ شيئا منه عن ميرنا ؟
ميسون:- قال أنه رآها فعلا ولكن الخط بدأ ينقطع فجأة ولم أسمع بقية الحديث
ميار:- مؤسف بحق …لكنه أمر ملفت أن يتصل بكِ فهذا يكفيكِ أليس كذلك ؟
ميسون:- لا يكفي ..بل حضوره وعناقه لي هو ما قد يكفي
ميار(ناظرها بقلة حيلة)ك- أنت تضعينني في حيرة ، تشعرينني بالعجز وأنا لا أحبه
ميسون(ابتسمت وارتمت بحضنه):- عمو ميار ، هل أطلب منك طلبا خاصا ؟
ميار:- على هذه القفزة والجرأة أعتقد أنه طلب لن يوافق عليه الكمندار طارق وحضرة المحااااامي ، آه عفوا هذا قد ألغينا خاصية تدخله فهو في فترة نقاهة
ميسون:- أريد الذهاب معك إلى عرينك …
ميار:- لماذا ؟
ميسون:- هكذا
ميار:- اممم لم تشائي الذهاب إلى بيت الراجي ؟
ميسون:- كنت أنوي ذلك ، ولكن عمو طارق ألغى الفكرة في آخر لحظة وذهب وحده
ميار(طاف بعينيه):- غالبا الأمر يتعلق بالتقرير ، المهم سأخبره أنكِ ستذهبين معي هيا اجمعي أغراضكِ بسرعة بسرعة
ميسون(بفرح):- حاضر حاضر …
ميار(خرج بهدوء قبل أن تتغير ملامحه للصرامة):- … يجب أن ينتهي كل هذا ، لكن كيف؟
لا تهم الكيفية بل التوقيت ، فكلما مضى يوم إلا وساءتِ الأمور عليها وعليه ..فحتى لو أعطته ليندا تصريحا بالخروج إلى قاعة الرياضة إلا أن ذلك كان بمثابة عرض عابر ستضع تاريخ انتهاء صلاحيته حسب مزاجها ..وعليه لم يطل بالا في هذه الفرصة بل قرر الاستمتاع بها عبثا ويعود إلى غرفته ليسترجع كل ثانية قضاها ليلة الميلاد …طرأ الجميع في باله بمن فيهم ميار وأيقن أن ميرنا قد شكت له تصرفاته الأخيرة معها فهو الوحيد الذي قد تخبره عما فعله هنا ، وأحد غيره يستحيل فهو قلبه النابض والقلب لا يخون صاحبه قط …
ميار:- آه يا حكيم لو تعلم …. / أين طارق ؟
بديعة:- بملحق الشباب
ميار:- ولم تتحدثين من تحت أنفك ؟
بديعة:- ممتعضة من تلك الريتال ، إنها لا تنفك تأمر هذا وذاك عند بالها أنني خادمتها الشخصية …إن لي في هذا القصر ما لكم فيه
ميار(مسح على فكها بدلع):- يا خواتي على بدعدع وهي ممتعضة ، طيب لأتصرف بنبل معكِ هل أقوم بقص لسانها أم ببتر أصابعها ؟
بديعة(نشته):- اغرب اغرب يا ولد ، هل تريدني أن أدخل لجهنم في أواخر عمري
ميار(ابتسم):- هههه لا تخافي فكلنا لها يا امرأة ….
ريتال(استوقفته):- هل أناديك ميار أم إياد الآن ؟
ميار(طالعها شزرا ثم تحرك خطوة ليعود خطوة للخلف ويشير إليها مباشرة):- حاولي ألا تناديني بالمرة ، فلم أهضمك بعد أنا فقط أدع البقية يتأقلمون معكِ ، في حين أنني أدرس تحركاتكِ وتصرفاتكِ وحتى نظراتكِ التي تشبعينها بلاهة بينما الدهاء يخفى بين ثقوبها
ريتال(كتفت يديها):- سألت فقط
ميار:- هل أنتِ زوجتي حتى تسألي ما تسألي يختي ما تسألي ، هييييه ألووو أمسك زوجتك بدلا من أن نصبح في جريمة هنا الله الله
ريتال(عقدت حاجبيها):- ما به هذا الرجل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(خرج للحديقة وهو يشتم ويضرب كفا بآخر):- كان ينقصنا أوبئة أخرى ، أبفهم هل نحن مغناطيس لا يجذب سوى المصائب يعني أم أن هنالك لعنة تمطر على رؤوسنا كل عوييييص …يا الله
توجه للبحث عن طارق فوجده في ملحق الرجال يلعب الطاولة ، لا والله هذا ما كان ينقص ، طرق الباب مرتين فتركه طارق مشدوها حين تابع اللعب وبعد أن كسب جولتين سلم زمام الأمور لمهدي والتقط سترته ليشاركه اجتماعه الطارئ
طارق:- خير ؟
ميار:- أرى أنك واخذ كل راحتك مع الشباب ، يمكنك المتابعة بجولة أو جولتين يسعني الانتظار ع فكرة
طارق(ألقى السترة خلف ظهره وهو يمسكها بإصبعه بينما أشار إليه):- دعنا نستمر هكذا وأخبرني ماذا بك ؟
ميار:- موضوع أخي يشغل تفكيري
طارق(أخي أنا أيضا يا سيد طارق ، يا للصدف!):- أه فهمت موضوعه مع رقية ؟
ميار:- أيوجد موضوع آخر غيره ، أجل رقية أخشى أن تفضح أمرنا في لحظة غضب فتلك الكنة جامحة وأخشى أن أخي سيحتاج لزاما لدروسي الميارية
طارق(رفع حاجبه):- دروسك الميارية التي تتجلى في التقبيل والعناق وو امممم هو في غنى عنك ، هو ليس ضعيفا يااااا سيد
ميار:- ولم دمك حمي عليه هل هو أخي أم أخووووك ؟
طارق(توقف ونظر إليه):- اللهم صبرا …لنتجاوز هذه النقطة أفضل
ميار:- أفكر لو تتحدث معها وترعبها قليلا قد تنفع صرامتك في هذا الموقف حتما
طارق:- غيره ؟
ميار(نظر جانبيا ثم أردف):- من منا يكبر الآخر ؟
طارق(بعناد يأبى أي جدال):- أنا
ميار(ضحك وهو يتأمله):- هههه موضعيا أنت
طارق:- ماذا تحتاج ؟
ميار:- ميسون ستغادر معي هذا اليوم
طارق:- وش المناسبة ؟
ميار:- البنت طلبت ذلك ووافقتها ، لذلك بلغ البقية بألا يقلقوا علما أن لا أحد سيقلق غيرك وإياد فأخونا الآخر يسبح مع الفضائيين في مخيلته الإلكترونية
طارق:- حاله امتد لثلاثة أيام ، والدكتور مراد لم يقدم أية فائدة لكن ماذا يسعنا نفعل ؟
ميار:- أنا لو علي كنت صممت لأجله حلقة فزع من الطراز الرفيع سيصبح بعدها كالحصان
طارق:- أتفهم حساسيتك من وائل ، لكنني لا أسمح لك بالإهانة
ميار:- أين الإهانة ، أنا حقا أبحث عن حل فنحن بحاجته أكثر من أي وقت مضى
طارق:- دعنا في ميسون متى تعيدها ؟
ميار:- غدا
طارق:- امم
ميار:- اممم ماذا هل تنتخب الأمر في مخيلتك ، هللو أين شرد انتباهك ؟
طارق(شرد بعيدا ثم عاد ببصره نحوه):- من بإمكانه أن يجذب انتباهي سوى ضيفة غير متوقعة ؟
ميار(بلهفة نظر خلفها بحثا عن جوزته الغالية لكن لا أثر):- سأتبنى اللامبالاة ، وأنت أنجب سؤالك ودعنا نفهم ما عمل رابونزل هنا ؟
طارق(رفع حاجبه من أسلوبه الشمال):- لدي فضول عن المدرسة التي أخذت فيها هذه المصطلحات البذيئة والسوقية
ميار(بابتسامة كبيرة في وجه ناريانا):- من مدرسة الحياة ولو …..يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا وطئتِ وَيْلا وخرجتِ ذيْلا …مهلا مهلا هل قلت قافية الآن ؟؟؟
ناريانا:- أناااااا يا مياااااار سامحك الله ..مرحبا
طارق(صافحها بثقل):- أهلا ناريانا …أين جوزيت ؟
ناريانا(نظرت إلى ميار وفهمت أنه صاحب السؤال):- أنا اليوم وحدي ، ألن تستقبلونني ؟
ميار(تحركت حنجرته):- بدونها مستحيل
ناريانا:- ميار عزيزي ...لا تكن طفلا ولا تدع ذكاءك يقلب جهلا
طارق:- هه هل قصفتك أم أنني أهذي ؟
ميار(صغر عينيه فيها ثم أشار نحو البوابة):- دعينا نستقبلكِ فلقد استحققتِ ذلك …
ناريانا(دخلت قبلهما وهي مبتسمة إلى أن اختفت بسمتها):- ليخبرني أحدكم لم ترتدي هذه مثل طقمي ؟؟
ميار وطارق(في آن الوقت):- طقمكِ أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ريتال(بعد لحظتين):- هههه إنه شبه في الأذواق ، فأنا وست ناريانا نتسوق من نفس المركز ولذلك كانتِ الأطقم متشابهة يا سبحان الله
ناريانا(حين صافحتها رأت عنها كل شيء):- إنها تقول الصدق… هذه الفتاة زوجة وائل رشوان على سنة الله ورسوله ، الجدَّين من قاما بهذا التصرف والأحفاد وضعا أمام الأمر الواقع …لكن ألم تخبريهم بعد عن سبب ظهوركِ حقا ؟
ريتال(تفتفت):- ماذا تكونين يا أنتِ ؟
ميرا(بقنوط):- أهلا بكِ في العائلة فهذه بصارتنا
ناريانا(استدارت إلى ميرا):- ولم يصدف أن أخطأت التكهن ولو مرة …
ميرا(رمشت ثم ناظرتها بإمعان):- لما لم يتخطى استبصاركِ حاجزي ؟
ناريانا:- تخطيته ورأيت ما استطعت رؤيته ، لكنني لم أشارككِ به هذا كله
شهاب:- وماذا عني أنا أنا هنا شيهوب ؟
طارق(ضرب كفا بكف):- هل أنت طفل ، ثم رؤى ناريانا قابلة للتجدد دعونا لا نطيل
ميار:- ولتخبرنا العروس عما تخفيه عنا ؟
ريتال(مصمصت شفتيها):- ليس بالأمر الجلل
ميار(أمسك على فمه):- هااااااء إياكِ وأن تقولي أن لذلك الرجل طفل منسي …سوف آخذ على خاطري وأنتظر بالدور أن يظهر لي طفل من العدم أيضا …أتراني حقا سهوت مع إحداهن وتخفي عني ابني مثلا …ما رأيكِ ناريانا ؟
ناريانا(هنا تسمرت محلها وهي ترسم ابتسامة بمشقة):- هههه ههاهاهااا طفل منك أنت ، يا روحي ما إن تعرف أنها حامل حتى تهرب منك ، ثم دعنا لا نتطرق للماضي فحقا قد كان هنالك طفل ولكنك قتلته
ميار(تلونت عيناه بالدم):- نارياناااااااااا ..
ريتال(شهقت بهلع):- حقاااااا …كيف قتلت طفلك يا ميار ؟
ميار(أشار نحوها):- لا أعتقد بأنني أعطيتكِ حق إزالة الألقاب ومخاطبتي من أصله ..وأنتِ اجمعي الحفلة قبل أن تنقلب ضدكِ …
طارق:- أتفق مع ميار
وائل(نطق وهو ما يزال يلعب بتركيز):- ولماذا …زوجتي من حقها أن تعرف كل شيء عن خلفية زوجها أليس كذلك ؟
شهاب:- أتصَدَّق بخروفين إن أمسكت فمك الذي راح ينطق بالهراء اللعين بين الفترة والأخرى
وائل:- ههه …لم أقل إلا الحقيقة
ميرا(اقتربت منه كثيرا لتهمس):- ألديك فكرة عما يتحدثون ؟
شهاب(همس وهو يتجرع عطرها):- ولا حرف …لكنها مشادة شيقة دعينا نتابع
ميرا:- أكيد لن أفلتها
ناريانا:- جمعنا
ريتال:- هنالك موضوع عالق لن يتمكن أحد من حله سوى محامي شاطر
شهاب(هتف بتشجيع):- إنه محاميناااااااااا زوجكِ يا هانم
ميرا(أمسكت يده):- خفف من حماسك ما الذي دهااااك ؟
شهاب:- أشجع فئة ابن عمي فأنا عديله ويعني أمور كهذه ههننن …
ميرا:- ي الله … أخبرينا ما هي هذه الأمور العالقة يا مدام ؟
ريتال:- الإرث… منذ أن ولدت وأنا الوريثة الشرعية لكل ميراث آل الخطيب ، جدتي بعد وفاة جدي وهو صاحب كل هذه الأملاك قامت بنقلها كلها إلي ، ومنذ ذلك الحين وأنا الوريثة الوحيدة …لكن مؤخرا ظهر شاب غريب الأطوار يدَّعي أنه من عائلة آل الخطيب ويريد نصيبه من الإرث …
ميار:- هاااااااه الحمدلله اتضح أن ظهور الأفراد المفقودة تحدث في مجمل العائلات ، طارق ليطمئن قلبك ليست عائلتنا الوحيدة الملعونة في هذا العالم
طارق(أمسك على قلبه وهو يجاريه بقلة حيلة):- أمتن لبعد نظرك صدقا … ااااه
شهاب:- سؤال من غير مؤاخذة ، أين أعمامكِ أخوالكِ وكل هؤلاء فكما نعرف فإن آل الخطيب كانوا جمهورا أين اختفوا يا أختاه ؟
ميرا(صغرت عينيها فيه):- لم لا نفتح لك مكتبا بعمل وائل أرى أنك تبلي جيدا
شهاب:- جيناااااات أي والله … هااا يا ريتال ننتظر جوابكِ ؟
ريتال:- كان لدي ثلاثة أعمام وعمة واحدة فقط كلهم توفوا على مر السنوات ، والعمة أيضا والتي كانت قد اختفت من الوسط ولم نجد أثرها إلا مؤخرا ، عندما علمنا أنها توفيت في دار العجزة قبل فترة بسيطة …
ميرا(باستغراب):- وكيف تتركونها بدار العجزة بينما هي وريثة ؟
ريتال:- لقد هربت من عائلتنا مع حبيبها وغيرت اسمها وهويتها ولأنها أصيبت بالزهايمر في آخر سنوات حياتها ، لم يستطع أحد معرفة شيء عنها
شهاب:- وكيف وصلتم إليها بعد وفاتها
ريتال:- من سوارها الذي عرض في المزاد ، فهو سوار متوارث عائليا وكل فرد منا يحمل مثله ها هو ذا ؟
ميرا(بتعفف):- عليه رسم الثعبان ، اممم مثير للاهتمام
شهاب:- طيب وماذا عن جهة أخوالك ؟
ريتال:- أما عن الأخوال فقد كان هنالك خالة واحدة ولم تكن متزوجة وهي الأخرى توفيت قبل بضع سنوات ، فلم يتبقى سوى أنا وجدتي في هذا الوقت الراهن
طارق(بإمعان):- والشاب الذي يدَّعي أنه من عائلتكم فهمت ، طيب بأي صفة جاء ادعاؤه ؟
ريتال:- أعمامي اثنان منهما كانا متزوجين من بنات راقيات ، واحد أنجب طفلة ولكنها توفيت إثر حادث مميت مع الزوجة ، والثاني أنجب طفلين أحدهما أصيب بمرض خبيث والثاني توفي إثر إنفلوانزا حادة انتقلت إليه من حيوانات مزرعتهم مما جعل أمه أيضا تصاب بنفس المرض وتموت …فتبقى العم الثالث وهذا كان طوال الوقت مهاجرا وكنا نعلم أنه على علاقة بامرأة أجنبية ولكن لم نسمع قط أنه أنجب أولادا بالمرة ..
ميار:- يا سبحان الله ..شكلي سأطلب رقم أجاثا كريستي فقد بدتِ الحكاية كأنها جريمة مترابطة الآفاق ، أجل هذه هي فالجدة قامت بتصفية الجميع لكي لا تبقي إلا على وريث شرعي واحد …ولكن هذا الشاب الذي ظهر من العدم حرَّف مسار خططها في الدقيقة التسعيين ،، واااا هددددددددف حرااااااام حرااااام المرأة على وشك الموت كيف له أن يجعلها تحمل ذنب قتله هو الآخر
ريتال:- لا أسمح لك …جدتي سيدة راقية وكانت تحب عائلتنا كثيرا
طارق:- لكن على ما يبدو فهي تحبكِ أنتِ أكثر
ناريانا:- إنها محقة
ميار:- هل ستعملين كآلة كشف الكذب في نهاية المطاف ؟
ناريانا:- هاها لم لا ؟
ميرا:- هل يقول هذا الشاب أنه ابن عمكِ المهاجر ؟
ريتال:- بالضبط …أحضر وثائق ميلاده وعدة إثباتات لكننا لا نصدقه
طارق:- ولم لا تصدقونه إذا كان لديه كل الإثباتات ؟
ريتال:- لأن عمي كان لديه عيب خلقي في ….احم يعني يستحيل أن ينجب
ميار:- أحببت الاحم خاصتها لطيفة هه
طارق:- اجمع … طيب ما المطلوب ؟
وائل(نطق بسرعة وكأنه يقرأ عريضة بينما هو مركز في لعبته):- تريدني أن أرفع دعوى قضائية ضد الشاب تحت بند ادعاء هوية مزورة ، قبل أن يقوم برفع قضية إثبات نسب ، إذا طعننا في هويته قبل أن يقوم بالتحرك لأنه يتأمل بأن يعترفا به دون فضائح .. فهذا قد يساعدنا على جعل ميزان توقعاته يختل عندما يجد أن فرصة ادعائه قد بدأت تضمحل …
ريتال(بإعجاب):- ياااااااااي هذا حقا ما فكرنا فيه ، بالرغم من أن فريق المحاماة خاصة عائلتنا قد أيد نفس الفكرة بشكل مختلف ، إلا أنني مقتنعة بها طالما جاءت من زوجي
ميرا(قلدتها ع المكشوف):- جاءت من زوجي ...يااااا للسماجة
ريتال:- عفوااااااااااااا ؟
ناريانا:- ههه وأنا التي تساءلت عن سبب خصام الكنائن
ميار(ناظرهما بتأفف):- يا حبيبي… ذكرني أن أقطع مسلسل هوانم جاردن سيتي بعد الإعلان الأول لطفاااااا ؟
طارق:- سأتأكد من أن جهاز التحكم قريب من قبضتي
ميار:- أحببت
شهاب:- طيب والمطلوب ؟
ريتال:- أحتاج لزوجي
وائل:- أنا في فترة راحة ، سأمرركِ للمكتب مع توصية من الدرجة الأولى كونكِ حرمي المصووووون
ميار:- أي أي ….رصاصة ضربت قلبي هل هذا الولد متقبل لزواجه بهذه البساطة ، أنا ما زلت لم أتقبل تواجد عابد في مطبخي فكيف بي أن أهضم ماتيلدا بعد …بينما هذا ما شاء الله هو والتأقلم وجهان لعملة واحدة
ريتال:- أتتخلى عني يا زوجي عند أول عقبة في حياتنا الزوجية ؟؟
الجميع(نطقوا تباعا بأصوات مختلفة):- أووووه غير ممكن حراااام يا زوجهاااا ، جديااااا ، ههه عشنا وشفنااااااا
ميار:- ساعدها لطفااااا تكاد عيوني تدمع
طارق(بتضامن معه):- كسبت دعمي أيضا
شهاب(وضع يده على فكه كالنسوة):- هذه ستسحب ياقة ابن عمي ولن نجد ما نجمع فيه
ميرا:- حتى تفهم سبب تحذيراتي فأنا لم أرتح لهذه المرأة إطلاقا
ناريانا:- ههه …فعلا نحن نرى أياما كهذه
وائل:- رقية ستهتم بالقضية ، ولو تطلبت تدخلا سوف لن أتأخر
ريتال:- أشكرك أشكرك من صميم قلبي …
ناريانا(خفق قلبها بقوة ونظرت عبثا للحديقة):- أحدهم قادم
ميار(استدار بجدعه ورمقه):- إنه الأشقر …
ناريانا(انتفضت):- أحتاج للدخول إلى الحمام
ميار(مال برأسه ممعنا النظر فيها):- لو تراقب الخيمة يا شيخ طارق ، سأقوم بجولة على جوادي لتفقد الجوار وأعود
طارق(عقد حاجبيه منه):- أكاد لا أستوعبك ، فتارة أنت رجل شوارع وتارة تشعرني وكأنك الشيخ عطوة في مسلسل الأرض أرضي
ميار(بتذكر):- أين حضرت هذا المسلسل ؟
طارق:- في مخيلتي …
ميار:- يامَّا اندهشت
نادر:- مرحباااا لقد عدت ، ويلييييي تركتك متزوجا فهل سأصبح عما ؟
شهاب:- لا تفرح كثيرا فذلك المشروع منعدم الآمال مع عائلتهم الشهيرة بالموت الجماعي
ميار(ضحك من جملته):- وربي زوج أختك يليق معنا في المجموعة ، هيا امتطيت صهوتي
طارق:- أهلا نادر … عدت باكرا
نادر(جلس مقابلهم):- يومين غياب متى أبكرت ، شيهوب كيف إعدادات ابن عمك ؟
شهاب:- كما ترى … أخشى أننا سنضطر لعرضه على طبيب محترف
نادر:- لكنكم أخبرتموني على الهاتف أن الدكتور مراد رأى حالته وأفاد بعدم التدخل
شهاب:- إلى متى … الوضع يزداد سوءا
بديعة:- ست ميرا لقد استيقظ الصغير
ميرا:- آه كم أحبك يا صغيري تنقذني في المواقف الحرجة ..انسحبت
في الزاوية
ميار(أخذ ينتظر خروجها من الحمام لكنها تأخرت لذلك تصرف):- أرجوك يا نادر لا تقتحم الحمام هذا عيب قد تكون الفتاة في وضع حرج أو ما شااااابه ، ناريانا افتحي يكاد يقتلع هذا المجنون الباااااب
ناريانا(مسحت دموعها وفتحت بخوف):- ماذااااا هناااك لم سي…هئئئ
ميار(دخل عليها بخفة وأغلق الباب خلفه وهو يشير لها بالصمت حين أطبق يده على فمها):- ستخرسين بدلا من أن يكتشفوا تواجدنا في حمام واحد
ناريانا(ضربت يده وأبعدته وهي تلهث):- ما هذا الذي تفعله يا ميار ؟
ميار(هز كتفه):- تصرفاتكِ أجبرتني ، أخبريني ما الذي يحدث معكِ وما قصتكِ مع الربان؟
ناريانا(باحتدام):- وما الذي يحشر أنفك فينااااا ، أمر لا يخصك هل لك أن تغادر ؟
ميار:- ما الذي أتى بكِ أخبريني بصدق ؟
ناريانا(نظرت جانبيا):- إن أخبرتك هل ستكف عن ملاحقتي ؟
ميار(رفع كفه):- إذا اقتنعت
ناريانا:- أتيت لأعرف ما سبب عدم سفرك إلى روما
ميار:- مكالمة كانت كافية لمعرفة ذلك ، لو كلفت صديقتكِ نفسها بالسؤال كنت لأخبرها
ناريانا:- ولكن أخذ المعلومة شفهيا أفضل من الكتابي
ميار(اقترب منها خطوة):- لا أستطيع الاقتناع ، شيء في داخلي يخبرني أن هنالك وجها آخر لقصتكِ فتعالي به إلي ولا تدعيني أحرر أعصابي
ناريانا:- أ…هذا فقط جوزيت جوزيت …تفكر بمرافقتك بدون علمك
ميار:- أهااااه هذا هو ..تابعي تابعي وبعد ؟
ناريانا:- ليس هنالك وبعد ، هي ترى أن مرافقتها لك صائبة وأنت تعلم عنادها يعني أتيت لأفهم سبب عدم ذهابك وما إن كان في نيتك السفر مجددا أم لا
ميار(كتف يديه):- في نيتي …لكن ليس قبل الافتتاح وهذا هو سبب عدم ذهابي
ناريانا:- أه فهمت
ميار(رمق الدموع في مقلتيها فمسح على وجهها):- ما حكاية دموعك ؟
ناريانا(باستسلام):- نادر عاد إلى الفتاة المصرية
ميار(فز عينيه):- لعنة ميرفت الفرعونية ، أوووه هذا أمر غير متوقع ..متأكدة ؟
ناريانا:- متأكدة من الخبر أجل
ميار(برفق مسح على وجنتها وعانقها):- طيب يا روحي لا تحزني ، واجهيه وستفهمين سبب عودته إليها وإن كان سعيدا فلا يسعكِ الاقتراب فعلاقتكما من البداية مرتبكة
ناريانا(اعتصرت قميصه وهي بحاجة لحضن يؤويها):- اهئئئئ ..أنا باااااائسة جداااااا
ميار(طبطب على ظهرها وهو يعتصرها بحضنه):- تمام يا ناريانا اهدئي اهدئي
نادر(دخل فجأة وهو يتحدث بعبث):- سأغسل يداي وأعود فورا و ….ماذا يحصل هنا ؟
ناريانا(ابتعدت بسرعة عن حضن ميار):- يا إلهي …نااااادر ؟
ميار:- ولم تفزعين يا هذه …هل ضبطنا متلبسين بالجرم المشهود إنه مجرد عناق مواساة
نادر(حرك فكه وعاد أدراجه):- تتت …
ميار(أشار بعده):- اذهبي إليه واشرحي له ماهية كل شيء وإن لم يفهم رصاصتي ستتكفل بالأمر…تحركيييي
ناريانا(هزت رأسها بنفي):- لن يسمعني
ميار:- كفي عن النواااااح واذهبي ،، سوف يتفهم وإن لم يفعل سأجرب بطريقتي
ناريانا:- لم تساعدني ؟
ميار:- لأنكِ ستردين المساعدة في وقت لاحق يا حلوة ….اركضي وأرني هزة خصركِ هيا
ركضت حقا لتلحق به حيث خرج إلى الحديقة ، بحثت عنه بين الأشجار فوجدته مستمراا وحاله لا يبشر بالخير ، أمسكت على بطنها بتعب ثم استعادت رباطة جأشها لتتبعه وحبل حبه يجر قلبها كالمدله الضعيف
ناريانا(اقتربت منه حيث توقف بعد أن شعر بأنه أتعبها):- نادر ؟؟
نادر(استدار إليها):- … لا أريد علاقة بكِ …أريد أن نكون عاديين كما اتفقنا ليلة ميلاد السنة ، أرفض هذه الحساسية بيننا أنتِ يمكنكِ أن تعانقي من الرجال ما شئتِ كما يمكنني أن أتصرف في حياتي كما أشاء
ناريانا(آلمها بكلامه):- وهذا ما بدأت بإنجازه باستعادة علاقتك المثيرة مع ميرفت الفرعونية صحيح ؟
نادر(صغر عينيه):- من أين تعرفين ذلك ، هل تضعين جواسيس خلفي يا ناريانا ؟؟؟؟
ناريانا(كفكفت دموعها):- صدقني لم أصل إلى تلك المرحلة ولن أفعل ، فلست أنا من تلاحق رجلا لا يريدها
نادر(أغمض عينيه):- أردتكِ ..ولكن علاقتنا فاشلة يكفي محاولات
ناريانا:- لم نحاااااول حتى …
نادر(اقترب منها):- يكفي …
ناريانا(باحتياج ناظرته):- أنا …
نادر(لم يعرف لماذا وجد نفسه يقترب منها أكثر ويضع جبينه على جبينها):- ناريانا …
ناريانا(أغمضت عينيها بضعف):- أنا بحاجتك .. ميار كان يواسيني لأجلك صدقني
نادر:- أعرف …لست منزعجا بسبب ذلك فأنا متيقن من ذلك ، ولكنني أتحدث عن العلاقة برمتها دعينا نتوقف أرجوكِ ..
ناريانا(رفعت عينيها الدامعة لتناظره بحزن):- كما تريد ..أعدك ستكون هذه آخر مرة أحاول فيها ، يعني لو كنت سعيدا مع تلك الفرعونية فأتمنى من قلبي أن تسعد أكثر
نادر(حرك فكه وهو يزفر):- من أتى بسيرة ميرفت ، أجل التقيت بها في الفندق وكانت في قمة النبل والأدب معي يعني كان مجرد حديث عابر انتهى بفنجان قهوة فقد كنت بحاجة إلى معاملات الإقامة لأنني سأمكث مدة لا بأس بها بين مصر ولندن
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما وهي تبتعد عنه):- ماذااااا …كم ستمكث هنااااك ؟
نادر(ابتلع ريقه):- 7 أو 10 أشهر على حد أقصى
ناريانا(شعرت بالدوار وجلست على حافة الأصيص):- 7 أشهر أو 10 … لماذا ما به عملك المتنقل ؟
نادر(جلس بجوارها):- اخترت هذا الخط المستقر لكي أرتب حياتي ، لقد تعبت من كثرة التجوال ثم الإدارة أرادت ذلك وأنا وافقت
ناريانا(ببكاء):- يعني …يعني كان بإمكانك أن ترفض ومع ذلك وافقت ؟
نادر:- أحتاج للابتعاد …
ناريانا:- وأنا ألم تفكر بي ؟
نادر(شبك يديه):- ……لارد
ناريانا(بكبرياء):- متى ؟
نادر:- هذه آخر رحلاتي إلى الوطن ، أتيت لكي أودعكم وأنسحب
ناريانا(حركت فكها):- …إذن لم لا تبدأ بالتوديع الآن ، هيا لا تضيع وقتك فأكيد أمامك الكثير لتودعهم وتخبرهم عن حجم اشتياقك لهم في غيبتك ..تفضل
نادر(رمق إشارتها وبإباء استقام):- انتبهي لنفسكِ ولا ت… أو بدون فأنتِ راشدة
ناريانا(بسخرية تخفي خلفها مرارة):- ما تقلق ، لو وجدت شابا فيه المواصفات التي أريدها فسوف أتوكل على الله وأتزوجه
نادر(دك عظمة أنفه):- أراكِ على خير …
ناريانا(أمسكت بوجع على بطنها واعتصرت أنفاسها):- أتمنى لك التوفيق
نادر(تحرك خطوة ثم توقف):- …أنتِ واثقة من أن هذا هو الوداع الذي تريدينه ؟
ناريانا(بجهد جهيد استقامت وهي تشبك يديها):- أكيد أنت لا تنتظر مني أن أفتح ذراعي لأحتضنك ، أو حتى أهديك قبلة وداع …آه أكيد أنت لست جادا نادر عموما …من قلبي أرجو أن تجد راحتك في قراراتك
نادر(رمقها وهي تمر بجواره):- ناريانا ؟
ناريانا(توقفت قبله بخطوة وهي ترجوه في سرها):- دعني أذهب سوف أسقط هناااااا ، أرجوك ارحمني ارحل ارحل فهذه رحمة لي ولك ..ارحل بصمت أرجوووووك
نادر(وضع يده على كتفها):- لكنني ..أريدكِ أن تعرفي أمرا واحدا
ناريانا(دون أن تستدير أو تتحرك قط):- … لارد
نادر(جمع قبضته واعتصر جملته في صدره):- …أنكِ .. قوية وتستطيعين مجابهة أي شخص ، اهتمي بنفسكِ وبصديقتكِ وبالبقية أيضاااا
ناريانا(مالت بشفتها والوجع يتضاعف بخلدها):-….وداعا
نادر(نظر للأرض حيث سقطت منها فردة حلقها فرفعه ليعطيه لها لكنه ضمه بقوة ووضعه بجيبه):- سأتذكركِ به دوما يا نارو
ناريانا(وهي تمسك نفسها بصعوبة إلى أن اختفت خلف الجدار لتعض يديها بقهر):- لماذااااااااا لماذااااااااااااا لو لم تفعل بي ذلك يا خوري لوجدت بما أدافع به عن نفسي ، لتشبثت بحب حياتي ولكنك وصمتني بالعااااار لن أرفع رأسي مهما حاووووولت لن أستطيع اهئ
رحيل نادر المفاجئ كان الموجز الذي جعلهم يخرجون قليلا عن مواضيعهم الساخنة ويهتموا بقضيته ، مما اضطره لأن يشرح كل شيء عن وجهته ونيته وغايته أيضا ..الأغلبية تقبلوا ذلك فهذا عمله بالأخير ولكن وائل لم ينطق بحرف بل ظل شاردا ينظر إليه
وائل(بعد صمت):- متى آخر محطة ؟
نادر:- بعد حفل الافتتاح مباشرة ،..فحاليا سأرتب أمور شقتي لأنني سأقوم بتأجيرها هذه الفترة لعائلة مرتبة
طارق:- شكلك نظمت أمورك
شهاب:- وقررت وخططت وأنجزت لم يتبقى لك سوى أن تحمل الحقيبة
نادر:- يا جماعة ، الوضع شاق علي أيضا ولكن العمل عمل .يصعب علي أن أترك صديقي وعائلته في هذا الوضع ولكن … بقائي لن يغير شيئا
ميرا:- حياتك أهم .. فإلى متى سنبقى عالقين في نفس الحلقة المفرغة ؟
شهاب:- الآن نطقتِ بشيء مفيد ، ربما ينعكس علينا ؟
طارق(صغر عينيه فيه):- أنت لا تمل من محاولاتك الصبيانية ، ما يجعلني أصطبر عليك هو وضع ابن عمك لا أكثر ولا أقل
شهاب(لوح بملوكية):- سأكتب ذلك على خطاب شكري يا سيد طارق
نادر(أخذ يتفقدها ولكنها لم تظهر):- …لارد
ميار(كان يراقبه من محله):- أتبحث عن قلب مكسور ؟
نادر(نظر إليهم ثم عاد ببصره نحوه):- دعنا لا نجعلها جلسة متوترة أكثر مما هي عليه
ميار(ضرب على ركبته واستقام):- بل سنجعلها الآن جلسة مقرفة ، كيف تمكنت من كسر قلبها ألا تعرف أنها تحبك يا هذاااااا ؟
نادر(انتفض بحزم):- ليس من حقك أن تتدخل فيما لا يعنيك ، ثم لا تأتي إلى بإرشاداتك كنت أنجزها مع صديقتها التي تهرب منك في كل مرة ..
ميار(أشار نحوه):- على الأقل حتى لو هربت مني فإنها تعود لي ، هي تعلم أنني أعشقها وأنا متيقن أنها لن تدخل أي كلب لقلبها لأنها موصومة بي
نادر:- هنيئا لك إذن ..
طارق(رمق نظرات البقية):- هما ناضجين كفاية ليتخذا قراراتهما ، يكفيك تدخلا
ميار(تحرك للصعود):- أنا راحل …والصغيرة آتية معي
ميرا(نطقت):- نعم من سمح بذلك يا إياد ؟
شهاب:- لا تطيلي بالا أخوكِ سمح له …
ميرا:- ما هذه الأريحية التي أنت بها ؟
شهاب:- أشعر وكأنني عَبعَال وأنتِ سْكِينة بجلستنا المريبة هذه ولا جلسة العجائز
ميرا(غالبها الضحك):- ههه ما لاحظت ، عموما ضاق درعي هنا سأمنحك فرصة لتوصلني إلى قصري أنا وابنك فهل توافق ؟
شهاب:- وماذا عن سبع الحي أخوكِ ؟
ميرا:- يااااه عشت ورأيت زوجي يخشى أخي
شهاب(تحت أنفه):- أخشاه ماذاااا ، فقط تحسبا للاحتكاك به لا غير
ميرا:- لن يلاحظ ذلك سأخرج بسيارتي أنا ورجالي وبعدها تلحق بنا ، سأنتظرك عند ملتقى الطرق فلا تتأخر
شهاب(حرك فكه):- وما مناسبة ذلك ؟
ميرا:- هه لأن لدي جلسة تصوير مهمة علي التحضير لها وأحتاج لمساعديَّ معا ، ولن أجد من يهتم بابني إلا أبوه
شهاب:- استغلال حقير
ميرا(ضربت على كتفه):- ضريبة الزواج …
لفحة صمت رهيبة مرت بالأجوااااء ، فقد انسحبت ميرا بابنها وبعدها شهاب الذي اتصل بعمه فؤاد كي يعود للقصر ليغطي مكانه بعد أن ينهي بعض الأعمال ليلتحق بهم من جديد …أما ريتال فقد جلست بجوار وائل لأجل التودد إليه ، لكن لم تجد أي نتيجة لذلك صعدت إلى الغرفة لكي تريح نفسها من ذلك الإرهاق …أما نادر فقد جلس بجوار وائل لعله يفلح بدوره في استرعاء انتباهه … وبالنسبة لميار فقد سحب خلفه ميسون ودوبي خاصتها وحقيبتها التي وضعها على كتفه وأخذها معه بعد أن ودعتِ الجميع وآخرهم طارق الذي أوصلها للسيارة ..
طارق:- لن تقتربي من قفص فهوده عديني الآن ؟
ميسون:- أعدك عمو طارق
ميار:- لا تحسسني وكأنني خطر عليها ، إنها ابنة الغالي كلها ليلة وأعود بها لحضنك
طارق:- لأنها كذلك ضعها بعيونك الغائبة …صغيرتي هاتفكِ بجوار رأسك إذا ما اتصلت تجيبينني مفهوم ؟
ميسون:- حاضر
ميار(بملل):- هل لنا أن نذهب الآن ؟
ميسون(أطلت من خلف جدع طارق وانتبهت لخصلات شعر طويلة من بعيد):- ييي تلك الخالة ناريانا سأسلم عليها وأعود فورااااا
ميار:- لا تتأخري وإلا تركتكِ هنا
ميسون(ركضت بسرعة):- قادمة قاااادمة …هه خالة ناريانا نارياناااااا
ناريانا(وهي جالسة على طرف الجسر وتبكي):- اهئئئئ
ميسون(تباطأت خطواتها حين لاحظت بكاها):- تبكين خالة ؟
ناريانا(مسحت دموعها واستدارت جانبيا إليها):- دخل شيء بعيني
ميسون(اقتربت منها وجلست جوارها):- أنتِ تبكي
ناريانا(بعدم قدرة على التحمل):- أجل أبكي ..أبكي لأنني لا أعرف ماذا أفعل ؟
ميسون:- بشأن سفر عمو نادر ؟
ناريانا(ضحكت من بين دموعها):- لن أشك بأن الذكاء متوارث …نوعا ما حتى موضوع نادر يبكيني
ميسون(أمسكت كفها):- ما تبكي ، ستتحسن الأحوال يوما ما ..وإذا لم تتحسن يكفي أننا حاولنا تحسينها على الأقل والكمال على الله
ناريانا:- كلام كبير هذا ، غير مستحيل منكِ يا نابغة
ميسون:- خففي عنكِ تلك الأحمال ، فكل واحد وله قدرة على التحمل وعندما لا يستطيع المتابعة ماذا يفعل ؟
ناريانا(باهتمام):- ماذا يفعل ؟
ميسون(هزت كتفيها ببساطة):- يتوقف ليلتقط أنفاسه ويرى موقعه ، بعدها إما يغير وجهة ركضه أو يتابع في نفس الطريق يصل أو لا يصل يكفي أنه لم يهدر لحظة من الاستمتاع بالطريق التي مر بها …
ناريانا:- لكنه ظل يركض كيف له أن ينتبه لما فاته ؟
ميسون:-هنا يأتي دور الأولوية ، على المرء أن يضع في حسبانه أولى أولوياته …مثلا أحباؤه وأصدقائه ما مكانتهم بحياته ، غير ذلك هدفه ماذا يريد أن يفعل ماذا يريد أن يكون .. ثالث شيء مبادئه التي سترافقه في تلك المسيرة ،، وهذا كله سيسطره كبنود إلزامية تحت غاية الكمال
ناريانا(عقدت حاجبيها بإعجاب):- كلامكِ عميق جدا …
ميسون:- بعض من إرشادات بابا حبيبي وتنبيهات ماما ميرنا وتحذيرات كاظم وعمو ميار ، كله اختلط ليجعلني على قناعة تامة بأنه مهما اشتدت الغيوم سوادا إلا أنها ستتخذ اللون الأزرق ذات يوم ..
ناريانا:- فهمت ..
ميسون(مسحت على وجنتها وعانقتها):- بلغي سلامي لعمتي جوزيت …أنا ذاهبة مع عمو ميار ، لو لديها وقت لتمر بنا في العرين هه باي باااااااي
ناريانا(كفكفت دموعها):- باي يا جوهرتنا الثمينة ……..
نظرت جانبيا وتذكرت أخاها نزار وشعرت بالاشتياق إليه لكنه بعيد في مكان لم يحن بعد وقت انضمامها فيه … جمعت شتات نفسها وانسحبت بدون أن تودعهم حتى فلم تكن قادرة على مواجهة نادر مجددا بعد آخر محادثة لهما … وهو علم برحيلها من بديعة التي أخبرها داغر أن الجميع قد غادر ، لذلك استأذن بدوره وتوجه لشقته قصد الراحة لكنه داهمه على حين غرة وبدون أن يتوقع حتى ….
نادر(فتح باب الشقة والسكين خلف ظهره):- سأفتح الباب وكف عن تلاعبك هذااااا ، عموما ستقحم نفسك في بلية كبيرة فأنا أملك أحزمة سوداء في الكاراتيه والجيدو
الشاب(من خلف خوذة الدراجة النارية):- افتح بسرعة
نادر(فتحها ودلف مسرعا ليجذب ذراع الشاب ويلصقه بالجدار بحركة واحدة=:- ماذا كنت أقووووول ، ماذا تريد تكلم بسرعة ؟
الشاب:- أزل الخوذة أولا
نادر(أمسك السكين بدلا عنه وأشار له بإزالتها):- أنجز …..أهذاااا أنت هل جننت ؟؟؟؟؟؟
أسعد(هز كتفه):- جننت
نادر(وضع السكين جانبا وجلس وهو يفتح أزرار سترته):- هل لك أن تشرح لي ما الذي تفعله هنا ، ولم تصرفت على ذلك النحو أتتوقع مني أن أرفض إدخالك ؟
أسعد(جلس مقابله بإهمال واضعا رجلا على أخرى):- توقعت ذلك
نادر(مط ذراعيه):- لا حول الله يا ربي …أين اختفيت كل هذا الوقت ؟
أسعد:- عفوا عفوا هل تتصرف كأخ كبير هنا ؟
نادر:- شئت أم أبيت نحن إخوة
أسعد:- لم آتي لأجل تجديد أواصر الأخوة ، أتيت لأنني بحاجة لتذكرتي سفر
نادر(رفع حاجبه):- أفندم ..لمن ؟
أسعد:- لي …ولصديقتي
نادر(صغر عينيه):- نهااااااااااال ؟
أسعد:- البنت راشدة الآن ويمكنها أن تدخل وتخرج كما تريد
نادر(جمع قبضته):- ألم أنبهك بالابتعاد عنهااااااااا ، لم تحوم حولها إنها ليست كالفتيات اللامباليات اللواتي تعاشرهن
أسعد:- أعرف ذلك يقينا ، لكن بيني وبين أبيها حساب خاص ثم أنا والبنت متفقين
نادر(انتفض برفض):- أي اتفاااااااق هذااااا .. فهمني ؟
أسعد:- ليس من حقك التدخل في كل شيء ، أريد التذكرتين لا أكثر ولا أقل
نادر:- لأتأكد من شيء فقط ، أنت تريدهما مضروبتين صح يعني لا يتم تسجيل وجهتهما أليس كذلك ، وتتوقع مني أنااااا أن أساعدك في هذا الخضم ؟
أسعد:- أنت أخي ولي حق عليك
نادر(أشار صوب الباب):- انهض واجمع سماجتك وقلة أدبك واخرج من بيتي
أسعد(نهض بإباء وهو يعدل سترته):- هكذااااااا يا نادر ..
نادر(اقترب منه بعصبية):- عار عليك لقب الرشيدي ، ستظل ابن الزوجة الثانية خاطفة الرجاااااااال
أسعد(تلونت عيناه بالدموع):- وأنت ابن المرأة التي دمرت حياتي وحياة أمي
نادر(حرك رأسه بسخرية مريرة):- … لو تابعنا هكذا سنستمر في تجريح بعضنا ، لذلك دعني أشتاق لرؤية وجهك
أسعد(تحرك صوب الباب):- ….كل مرة أراك فيها لا أشعر بشيء تجاهك سوى الكره
نادر(رفع حاجبه):- متوقع منك
أسعد:- لكنني سأحصل على التذكرتين فقط ليكن ذلك في علمك
نادر(وضع يده على جنبه):- أبوهااااا لن يتهاون في إفراغ خزان مسدسه برأسك لو تهورت وأخذت البنت لغير مدينة ، ثم نهال عاقلة ولن تقوم بهذا الأمر
أسعد(فتح الباب وهو يضم خوذته وسكينته التي طواها ووضعها بجيبه):- أأنت متأكد من ذلك أخشى أنك لم تتعرف على نهال بعد
نادر:- أسعد …افعل ما تريده فتلك حياتك ويسعك أن تخريبها كيفما أردت ،لكن إياك وأن تقحم أناسا أخرى في هذه الزوبعة
أسعد:- آسف براذر ،، لا يسعني أن أعدك بذلك….
نادر(ضرب قبضته في الفراغ بعد خروجه):- تبا …هل نهال فقدت رشدها أم ماذااااا ، تت كيف سأتصرف مع هذا المصيبة الطائشة ؟
أسعد(ركب دراجته وقبل أن يضع خوذته اتصل بها):- وافيني عند مقر رينيه ..فوراااا
نهال(حولت عينيها):- أنا بالعمل ولا يمكنني أن أتحرك فعمتي تضع حظر تجول علي
أسعد(بتخمين):- أيوجد مرآب بشركتكم ؟
نهال(حكت شعرها):- أفترض ذلك لم تسأل ؟
أسعد:- التقي بي هناك بعد نصف ساعة من الآن …انتهى
نهال(وهي تشتم):- لن يسمحوا بدخولك أيها الأحمق ..ألو ألوووووو آه ….
نور(وضعت يدها على خصرها):- آنسة نهال سبق وذكرت أنه يمنع منعا باتا تشغيل الهواتف أثناء العمل
نهال(وضعت الهاتف بجيبها الخلفي):- نعتذر عمتاه لكنها كانت مكالمة من الجامعة
نور:- بخصوص ؟
نهال(طافت بعينيها):- امتحانات على الأبواب و ووو من هذا القبيل
نور:- سأراجع ذلك مع شيماء
نهال(ضربت الأرض بخطوتها):- نعم نعم هل أصبحت شيماء وكيلة دراستي ؟
نور(أولتها ظهرها):- بل هي وثيقة مصداقيتكِ ي رووحي
نهال(رشت المستحضر على الزجاج ووضعتِ القماش لتمسحه بعنف):- أرجو فقط أن أترقى من خادمة إلى موظفة حقيقية
نور(لوحت وهي تبتعد):- هوهووووه أنتِ وذلك المكان كالحلم واليقظة ، لا يلتقيان أبدااا
نهال(صغرت عينيها ووضعت القماش بفمها بدون قصد لتعضه):- آآآآآآآآآآآخخخ اعععع ما هذا الذي تذوقته تف تف تف …
سلوى(هرعت إليها):- نهال نهال نهاااااال ساعديني أرجوكِ
نهال:- ماذااااا هناك أنتِ أيضا خالة سلوى ؟
سلوى(هزت كتفيها):- ما كان ليتوقف حاولت أن أوقفه أقسم ، لكنه يظل يطبع الأوراق ويلقيها في الهواء إلى أن امتلأت كل الغرفة ، أرجوكِ ساعديني قبل أن تراها نور فتطردني حتى قبل أن آخذ أول راتب
نهال(زمت شفتيها بتأفف):- طيب يا خالة سلوى أرني من أين …
سلوى(وهي تهرول خلفها):- ما قصدت ذلك والله
نهال(وجدتها فرصة جهنمية يتوجب استغلالها):- لكنك تعلمين أن هذا بمقابل صحيح
سلوى:- يا ويلي لم أسلم حتى من أولادي كيف بكِ أنتِ…تمام تمام فقط أنقذيني منهاااا
نهال(دخلت للمكتبة ورمقت تلك الفوضى ومجموعة الأوراق تخرج من الطابعة وتسقط أرضا):- يا حبيبي ما هذا المطر الورقي ، الله أعلم ماذا فعلتِ يا خالة سلوى دعيني أرى ما قد أفعله …
سلوى:- قومي بذلك أنا سأحرس الباب
نهال(ضغطت على بضع أزرار وإذ بها تتوقف):- ها قد أوقفناها وسأقوم بجمعها معكِ وإخفائها كي لا تشك عمتي نور
سلوى:- أفديكِ بحياتي في هذه اللحظة لأنكِ أنقذتني ، ها ماذا ستطلبين ؟
نهال(ابتسمت بخبث):- تغطية صغيرة فحسب
سلوى(ببلاهة):- لم أفهم ؟
نهال(بتأفف):- سأخرج من الشركة مدة نصف ساعة وأنتِ ستغطين على غيابي
سلوى:- وأين تنوين الذهاب يا ابنة طااارق ؟
نهال:- أشم بعض الهواء منذ الصباح وأنا كالآلة أعمل أعمل أعمل …يعني نصف ساعة ستجعلني أجدد طاقتي وأنجز كل المطلوب
سلوى(بتردد):- أشك بأنها فكرة سيئة
نهال:- ستغطين علي أم أنادي على عمتي نوووور ؟
سلوى:- تمام تمام نصف ساعة وإلا ستضعينني في موقف صعب
نهال(ابتسمت):- ذلك يكفيني …
فعلا كما وعدتها قامت بتنظيف كل شيء ، والأوراق الغير لازمة وضعتها بعلبة كرتونية وحملتها لكي تتحجج بها في وجهتها نحو مكب النفايات ، قامت بتلافي الجميع ودخلت للمرأب ووضعتها بجانب مكب الأوراق الغير ضروري ونفضت يديها لتبحث عنه
نهال(رفعت حاجبها):- كيف سأجده أنا في هذا المكان الفسيييييح تتت …
أسعد(أشعل إنارة سيارة ما ثم أطفأه):- ههه بلهاء
نهال(نظرت حولها ثم تحركت صوبه وهي تسارع خطاها حتى انضمت إليه):- سيارة من ؟
أسعد(هز كتفيه):- لا أدري
نهال(فتحت عينيها بصراخ):- هل اقتحمت سيارة أحد الموظفييييييين ؟
أسعد:- ماذا علي أن أفعل يعني أن أسامركِ في الأطراف ؟
نهال(احمرت بغيظ):- تسامر أهوالك في ليلة غابرة يااااااا أخرق ، إياك وأن تتعدى معي الخطوط الحمراء أخبرتك بهذا ليلة الميلاد بطريقة تطبيقية عندما حاولت إرعابي بالتقرب مني ، وأيضا عندما اختطفتني من بيتنا هذا اليوم ، وأكررها لك الآن
أسعد:- هل انطلتِ الكذبة على أهلكِ أولا ؟
نهال:- يعني مرروها بمشقة الأنفس ، هم يعرفون أنني لا أطيق محل الحلويات ولكن الخالة أمينة أكدت كذبتي بعد أن وعدتها بأن أعلمها تطبيق الواتساب
أسعد:- ههه مدهش
نهال(لاحظت تجهم ملامحه):- ما بك ؟
أسعد(نظر جانبيا ثم التفت إليها):- رأيت أخي
نهال(بحماس):- ها وكيف جرى الأمر ؟
أسعد:- كيف سيجري ..أنا وهو لن نكون على وفاق أبدا ثم أنا أكرهه ولن أحبه مطلقاااا
نهال:- ولكن الأمر لم يكن لا ذنبك ولا ذنبه ، بل ذنب أبيكما هو الذي يتحمل كامل المسئولية
أسعد:- بل ذنب أمي …وذنبي أنني ابن الزوجة الثانية خاطفة الرجال ومدمرة البيوت
نهال(أشفقت عليه):- لا تقل هذا
أسعد:- عموما …. هذا ليس ما طلبتكِ لأجله ، هناك أمر آخر وهو سفر عاجل
نهال:- إلى أين ستذهب أسعد لم تخبرني عن ذلك ؟
أسعد(حرك حاجبه):- إلى أين سنذهب يا نهال
نهال(تراجعت برأسها للخلف مصدومة):- نذهب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسعد:- نذهب أجل .. هنالك معرض دولي سيقدمون فيه دراجات نارية على آخر صيحة ، أريد مشاهدة ذلك العرض
نهال(بعدم تصديق):- لم أسمع بهذا من قبل
أسعد:- بفف تمام تمام ، لقد شاركت في سباق وهذا السباق سيكون بمدينة أخرى وإن لم أحضره لن أكسب السيولة التي أحتاجها هذه الفترة
نهال(رمشت بعدم فهم):- مهلا مهلا … ماذا تريد بكل المال يا أسعد ما غايتك ؟
أسعد:- لا تسألي كثيرا وأجيبي هل أنتِ قادمة لتشجيعي أم لا ؟
نهال(عقدت حاجبيها):- لأفهم أولا وبعدها أجيب
أسعد:- أريد أن أفتتح معرضا صغيرا للدراجات النارية ، هي فكرة كانت ببالي منذ سنوات ولكن لم يكن بحوزتي المال والآن وجدت هذا السباق فرصة
نهال:- طيب فهمنا هذه النقطة ، لنأتي للأهم أنا كيف سأغادر بيتنا وأسافر معك ؟
أسعد:- كلها يومان ألا تستطيعين الهرب معي يومين فقط ؟
نهال(بقلة حيلة):- أمي ستجن وأبي …سوف يقلب الدنيا من بعدي
أسعد:- هذا أمر لا يخصني ، إما معي أو انسي اتفاقنا بالكااااامل
نهال:- هذا ليس عدلا ليس عدلا أن تذلني باتفاقنا كل الوقت ، مثلما أنا مستفيدة أنت أيضا مستفيد وقد لبيت كل طلباتك حتى الآن ألا أستحق الثناء على الأقل ؟
أسعد:- الثناااااء …أتسمين خروجنا ودخولنا واحتفالنا إنجازات عظيمة تستحق الثناء ، الآن الآن هذا هو ما يستحق الثناء إذا سافرتِ معي فسوف تعبرين عن ولائكِ لي
نهال(كتفت يديها):- دعني أفكر
أسعد:- لا وقت للتفكير فالسفر بعد يومين ، هااا هل أنتِ معي أم أبحث عن رفيقة ؟
نهال:- يا لك من وقح لا يضيع وقته …
صاحب السيارة(طرق على نافذته):- يا جماعة عفوا أنتم تعقدون اجتماعكم بسيارتي غالبا
نهال وأسعد(في آن الوقت):- أغرب من هناااااااااااا
صاحب السيارة(ارتد للخلف):- ولكنها سيارتي الله الله
نهال وأسعد(مجددا):- ….ارررررررررحل ….
بعد مدة
نهال:- عفوا منك لم نكن نعلم بهويتك فاعذرنا يا سيد منظور بيك
السيد:- ناظر يا ابنتي أدعى ناظر ، وبم أنكِ موظفة جديدة سأتغاضى عن هذا الخطأ لأنني أكن كل الاحترام لعمتكِ المديرة
نهال(حركت فكها):- أخشى أن بعد جملتك هذه هنالك مطلب
السيد:- ستنظفين سيارتي بجوار مكتبي أظن أن هذا عادل ما رأيكِ ؟
نهال(أخرجت لسانها وهي تضحك بعصبية والتفتت إلى أسعد):- الأفضل أن تغادر قبل أن أرفع صوتي
أسعد(غمز له):- موفق هه ..أنتظر ردكِ يااااا فتاة سلام
نهال(نظرت خلفها لسيارة الموظف):- تمام يا عم منظور سأقوم بتنظيف سيارتك
ناظر:- وبعدها ؟
نهال:- مكتبك
ناظر:- و غدااااا ؟
نهال:- لا هذاااا كثير لم نتفق على غدا بل على اليوم
ناظر(رفع أصابع يده الخمسة):- خمسة أيام على التوالي وإلا ….
نهال(أصلا سأسافر بعد يومين إذن سأجاريه):- ثلاثة أيام وهكذا تساوينا ها ؟
ناظر(حرك فكه):- اتفقنا
نهال:- المفاتيح
ناظر(بتخمين):- لو تتصلين بصديقكِ ليريني كيف اقتحم سيارتي رغم أنها طراز جديد
نهال(ابتسمت):- ههه صدقني أنت لن ترغب بمعرفة ذلك …
وهذه ضريبة أخرى تدفعها ذلك اليوم بسبب أسعد ، لكن فكرة السفر هي النقطة التي ستجبر طارق على التصرف بأكثر ما يجيد فعله ، ألا وهو عدم الرحمة مع من لا يستحقها … ومع ذلك هي عنيدة وعنادها إما أن يعلمها درسا في الحياة أو يؤذيها ، فبعد أن قامت بتنظيف السيارة صعدت بتعب للدور العلوي كي تتابع مسح المكاتب وإذ بها تمر بجوار مكتبها لكنها عادت خطوة إلى الوراء لما سمعتها تتحدث خلسة عبر الهاتف …
ناهد:- أنت لن تجبرني على شيء ، هل أنت معتوووووه لا يمكنني خيانتهم مجددا قد فعلت ذلك سابقا لأنني كنت غاضبة من حكيم لكن الآن ….انس …لو سمحت هذا الرقم غير متاح فكف عن مضايقتي وإلا شكوتك للشرطة ، أجل أنا مجنونة وقد أفعلها وأقحم نفسي في المشاكل بسبب ما مضى فأنت لن تخيفني …..أجل يمكنني أن أدخلني السجن بدون ذرة تردد فأنت لم تعرفني بعد، ورجاء ستكون هذه آخر مرة تكلمني فيها وإلا أخبرت نور الراجي عنك ..اعتبره تحذيرا وديا قبل أن يتحول إلى قضائي …سلام
نهال(صغرت عينيها وتحركت لتمضي في طريقها ولكن لمعت ببالها فكرة):- هئئئئئ يا إلهي هل تخونيييييييييين شركتنا يا نااااااهد ؟
ناهد(شهقت بفزع وركضت لتغلق الباب بعدها):- ا…أأ…لالا لا أكيد سمعتني خطئا يا نهاااااال ، لا يعقل أن أفعل شيئا كهذااااا؟
نهال(بمكر):- ولكنني سمعتكِ بأذنيَّ هاتين ، حتى سبق وفعلتها ولا أعلم كيف غفروا لكِ ؟
ناهد(زفرت بخوف):- يا إلهي…صدقيني نهااال يعني هنالك سوء تفاهم غالبا
نهال(كتفت يديها):- سوء تفاهم ، لنوضحه يا ست ناهد كلي آذان صاغية ؟
ناهد(ناظرتها بطرف عين):- يا ويلي وقعت بين أنامل مراهقة هذا ما ينقصني حقا …
نهال:- أجل أنتظر تبرير سوء التفاهم أختي
ناهد(أحنت كتفيها بقلة حيلة):- تمام ..اجلسي هكذااا وسأشرح لكِ كل شيء ، الموضوع وما فيه أن الصفقة المهمة التي ستشارك فيها شركتنا تشكل تهديدا لشركات أخرى
نهال(فتحت فمها بفطنة):- خصوصا منافسينا الأوائل آل رشوااااااااااااان ، وُوووو هل هو فؤاد أم ضرغااااام جدهم ؟
ناهد(حكت جبينها):- ما هذه الورطة … أجل هو هو ضرغام رشوان يهددني بفضح أمر خيانتي الأولى إذا لم أساعده في إفساد فرصتنا بتلك الصفقة
نهال:- امممممم العجوز الأخرق إنه لا يتوب ، ولكنني سمعت معارضتكِ وهذا ما جعلني أصدق مبدئيا قصتكِ وأتعاطف معكِ
ناهد(بفرح):- حقا حقا …ياه قلبكِ كبير مثل عمكِ حكيم هو أيضا غفر سهوي واحتفظت بعملي بسببه
نهال(بخبث):- أي نعم أتعاطف معكِ من قلبي لكن عمتي نور ليست بنفس طيبة عمي
ناهد(اختفى أملها):- يعني ؟
نهال(نهضت والتفت حول ناهد لتهمس):- يعني ..إذا أردتِ أن أحتفظ بما سمعته تحت طياتِ لساني ، فيجدر بكِ إسدائي خدمة
ناهد(اهتزت حدقتيها):- من نوع ؟
نهال:- تغطية بسيطة ، أنا مضطرة للسفر يومين وأحتاج لسبب مقنع يجعل أهلي يسمحون بذلك ولن أجد أكثر منكِ دعما لي ..بأمانة أتتني الفرصة حتى يدي وسأكون غبية إن لم أستغلها
ناهد(بعدم فهم):- وما علاقتي أنا ، أكيد لن يقبلوا ؟
نهال:- ولو …البركة بأبيكِ العم شكري فأمي تحترمه جدا وتكن له مشاعر الأبوة ، وإذا ما ضمن تواجدي معكِ فهذا سيساعدنا كثيرا
ناهد:- وماذا عني لست أفهم ماذا سأفعل بالضبط ؟
نهال(عادت لمحلها وجلست):- سأخبركِ …سوف تأتين لبيتنا أنتِ والعم شكري وستقترحين هذا المقترح البسيط ، أن أباكِ سيسافر مثلا وأن عليكِ البقاء بمفردكِ في البيت ولأنكِ تخافين كثيرااااا فستطلبين مرافقتي
ناهد:- هههه أتتوقعين أن يسمح أبوكِ بهذا ، إنها كذبة بالية
نهال:- طيب هاتِ كذبة مرتبة فشكلكِ داااااهية
ناهد(صغرت عينيها ثم خمنت):- … نسافر سوية ما رأيكِ ؟
نهال(رفعت حاجبها):- ولكنني لست مسافرة لوحدي
ناهد:- إذن ستضطرين لتدبير تذكرة أخرى لي ، هكذا سأغطي عليكِ أكثر
نهال(بتفكير):- أنتِ حقا داهية ، تمام اتفقنا سوف أتصرف بالأمر وقومي بالتصرف أيضا
ناهد:- لم تخبريني أين الوجهة ؟
نهال(حكت جبينها):- حين أعرف سأخبركِ فقط جهزي حقيبتكِ بعد يومين تمام ؟
ناهد:- وموضوع ضرغام ؟
نهال:- لن يضايقكِ فسأضع له حدا بنفسي
ناهد(أمعنت النظر فيها):- أنتِ قوية جدا
نهال(هزت كتفها وهي تستقيم):- بيننا اتفاق يا ناهد ، حاولي ألا تخونيني كي لا تلفحكِ نيران قوتي هاه
ناهد:- ولو …هذا سيربحني أيضا منها سياحة ومنها أتخلص من ضرغام ، فأنى لي أن أفسد هذا الاتفاق المفيد ؟
نهال(فتحت الباب):- هه ديل …
وقعت في مصيدة نهال لكنها ذكية أيضا فقد ضربت عصفورين بحجر واحد ، والتخلص من ضرغام كان غايتها ولكن العجوز الخرف حقا حقا لا يتووووووب ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.