آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-16, 06:31 AM   #71

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






اقدر اقول بشكل رسمي ... ان الفصول القادمة بندخل المرحلة النهائية من روايتنا الحبيبة ان شاء الله

هالله هالله بالردود ... بالتشجيع ... بكل حرف يحسسني اني اسعدكم وافرح خاطركم واونسكم ...

ضعف تواصلي وياكم هالفترة مب معناته اني ما اقرا كل شي ينكتبلي .. بالعكس يا حبايبي .. اقرا كل شي صدقوووني واتشرف بالمتابعين الجدد ...

لولوة تحبكم .. وتفتخر بكم .. وتعزكم قد السما/الارض ...

لا عدمتكم ..

في متابعات وايدات متولهة عليهن .. عسى غيابهن خير يا ربي

بخصوص فقرة هالاسبوع .. السموحة ما حطيتها لان يا دوبني من شوي خلصت كتابة البارت السموووحة ...

يلا ........ قراءة ممتعة يا حلوين ...........




.
.




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)


الجــــزء الســــابع والستــــون



،



ضبطت نفسي متلبسة بحبك

مثل لصة صغيرة

تسرق رغيف حنان

وسط موقد الحمى

رأيت جنوني بك يتلهب

وانتظاري لهبوب رياحك

لا ينتهي ....



لـ غادة السمان



،



من بين دموعها ..... وهذيانها ........... هتفت بحشرجة مكتومة وقد خرج ذهنها كلياً عن ارض الواقع ودخل ارض الاماني والذكريات والاوجاع:
لـ .... ليش ما كانت ..... تـ تحبني ... لـ ليششش ؟؟؟
ليش اليميع كان يحبها ويداري خاطرها هي بس ....
لـ .....


شهقت وهي تعض شفتها وتغلق عيناها بألم ماكن ووجه اختها الشيطاني في الحلم يتراقص امامها ..... اختها التي كانت في الحلم تسخر منها حاقدة غاضبة من سرقتها زوجها وابنائها لأنها لم تجد زوجها لها:
ليش ابويه ما حس بحايتي لاهتمامه اكثر ...... ليش امايه ما حست بجيمتي ووجودي الا الحينه لييييييييش !!!!!


هزت رأسها بـ لا عنيفة وهي تبرر بحسرة: انا ما اكرهها .... ما اكره اختيه .... ورب الكون ما اكرهها .... بس .... بس هي عاشت عمرها كله تصرق عيون الكل صوبها ... حتى .......... حتى عيوووني انااا ....





لم يحاول تهدئتها ............. بل لم يستطع .............. فالذهول قد لعب دور الفأر في وجدانه واكل لسانه كلياً !





قهقهت ساخرةً من نفسها بحزن/شفقة وهي تغرق انفها بعروق عنقه المنتفضة ....... وهمست بلوعة: كنت احسدها عليك ... من طاحت عينيه عليك وانا عرفت انك ريال والنعم فيه .... طيب وحنون وما مثلك في هالدنيا اثنينه .... وصابت ظنوني ....


رفعت اهدابها المبتلة بالدموع بخدر إليه ما ان قال فجأة بجمود وقسوة: الريال ما يضرب ويهين حرمة ...


ابتسمت عيناها بصبابةٍ مؤلمة ....... ولمست ذقنه الخشن بمشاعر حارة ثملة هامسةً قرب شفتاه: لو كان هالريال صدق في وعيه وعلى طبيعته ....





رباه ................ هذه الصغيرة ... والتي تعرف بسحرها الخاص كل شيء عنه من غير ان يتكلم ... مغرمةً به بحق !!!!


كل نظرة ..... ولمسة ....... وهمسة منها .......... تعترف خلالها انها مغرمة ............ حد النخاع ايضاً .............


تنحنح بارتباك روحي لا حصر له .......... وقال محارباً زعزعته ... وضياعه ... وانفاسه المهتزة الفاضحة لمكامن جوفه:
شو حلمتي ..؟!


انزلت عيناها الدامعتان ......... وهمست بحشرجة: حسستني انيه وحده ........ استغفر الله العظيم ...


تنهدت بحرقة وابتعدت لتجلس على الاريكة .... فالجلوس بين أحضان هذا الكائن يثير فيها اعصف المشاعر واشدها زلزالاً !


وتركها تفعل ما يريحها ويجعلها تتحدث بأريحية معه ...


اردفت بألم لا ينضب: كانت معصبة عليه وتعاتبني اني خذت ريلها وعيالها وقالتلي اني عانس ومحد يباني عسب جيه خذت ريلها ... قلبي عورني ... حسيت انيه وحده خايسة وصراقه وما يهمها شي الا نفسها


اقترب منها هامساً باعتراض ..... وحقده على تلك الافعى يتجدد ويحيى من جديد: اشششششش .... لا تقولين جيه عن نفسج ....



تذكر اهانته لها ............ وشعر بالخزي المرير ينهشه .......... الخزي من روحه ......... والضيق على حال فتاة كان يظنها كـ اختها ........ لكن تبيّن له انها ضحيتها ........ مثله تماماً .......


: آ ..... آسف



علمت سبب اعتذاره ............. هي ليست غبية وساذجة ............ حسناً ......... هي ساذجة فقط عندما تضعف امامه في الوقت الذي يجب عليها محاربته واسترداد كرامتها المهانة من نصف فؤاده القاسي ...........

لكنها لا تقدر ........ لا تقدر يا بشر

هي عاشقة .............. عاشقة جُنّ عقلها بطيف تحلم بإحياءه كل ليلة بلا مبالغة ......





ومن غير ان تحكم السيطرة على مشاعرها ...... انفجرت باكية بلوعة وصلت عيان السماء: والله شعور الظلم يعور يا احمد .... والله ........ دخيلك لا تعيدها .... فواديه ما عاد يقهر قسم بالله ...... ربك خلق الانسان حر في هالدنيا .... والحر ابد ما يقهر الذل والظيم

انا هب عوشه ...


رفعت ذقنه مجبرةً إياه ان يراها ويتأمل الصدق الناضح من مقلتاها: شوفني ... افتح قلبك اللي صكيته بسبع قفول هذا وشوفني بعينه
انا حنان ... هب عوشه ... والله هب عوشة
انا ماعرف شو سوتبك الله يرحمها .... ولا أبا اعرف لاني اخاف اكرهها وانا مابا اكرهها
بس دخيلك لا تقارني بها وتتحرا اني شراتها .... اصابع أيدك مب سوا


اقتربت من ثغره الرجولي وهي تهمس بخدر كلي: انا حنان ...... تسمعني ....... حنان ........... حـ .. ـناااااااان


وبرهنت له ........ "بالفعل لا بالكلمات" انها بحق ........... ليست عوشة


عوشة لم تكن ترتعش عذاباً بين يداه بهذه الطريقة


عوشة لم تكن تهمس له بهذا الهمس المُهلك قرب شفتاه يوماً ......


عوشة .................. وليته لم يرتبط بـ اسم عوشة يوماً ............... كانت لا تذوب كالسكر بحضنه هكذا ... راغبة مشتاقة مغرمة .......... لا كارهة باغضة حاقدة !!!


ابتعدت عنه بخجل فظيع ... لكن هذا الخجل تحول لشهقة مكتومة ما ان وقف وسحبها خلفه ... هاتفاً بأجش منفعل مشتعل كاشتعال قلبه تماماً:
انسي حجرة العيال ..... مكانج كل ليلة عنديه انا وبسسسس



.
.
.
.
.
.
.



ظهيرة اليوم التالي



الغرفة باردة ......... كبرودة روحها الخاوية تماماً ...... لكنها .... وما ان لمحته يرفع اجفانه وتشع مقلتاه النائمتان سنين طويلة ... حتى تعثرت بضعاً من خطواتها لا ارادياً



اتاها صوته المبحوح .. الثقيل: تـ .... تـ .... عالي


اقتربت منه بجمود .......... وطيف والدتها الحبيبة تسبق خطاويها الثقيلة المثخنة بالحسرة/الألم


رباه .................. ألهمني بعض الصبر لتحمل فاجعة فقدها ...........


: ر ........ روضة


بصقيعية تامة ......... وكأنها لم تسمع اخيراً وبعد فترة طويلة حروف اسمها من صوته الخشن الحنون ... دنت منه ..... وهي تقول باقتضاب قبل ان تقبّل رأسه: الحمدلله على السلامة


: ا .......... ا .......... لله ..... يـ ...... سـ ... لللللـ


صمت وهو يأخذ نفساً عنيفاً يعينه على اكمال كلماته: مممج ....


ابتعدت عنه وعيناها تمشطان كل شيء حولها عدا وجهه ....... لم تعرف ما يجب عليها ان تقوله


تعترف ان رؤيته مستيقظاً اثارت بوحشية غددها الدمعية واحرقت اجفانها وجعاً وتأثراً ................. وسعادةً لا تُصدق


رغم كل شيء حدث ..... رغم عن كل احاسيسها وفاجعتها وآلامها العلقمية .......... الا انها الآن ترى خليفة بشحمه ولحمه امامها ويراها ..........


يراها يالله ويسمعها ويتحدث معها بعد 15 سنة !!!!!


أهناك معجزة اجمل من هذه المعجزة !


لكن المعجزة تنقصها قرصة لـ تُصدّق .......... والتي كانت تريد ان تكون القرصة منها قد رحلت ............. وبلا عودة !


: كـ ........... كبـ ............. رتي ....... ما .......شششـ ........ اء .......... اللـ ........ ـه


ابتسمت بهدوء بارد ......... وقالت: مرت 15 سنة يا بويه ...... لازم بنكبر


أتت من خلفها فاطمة وهي تبتسم بلطف لتدفء الجو البارد قليلاً .. وقالت: صدقت رواضي ... انت آخر مرة شفتها كانت توها داشه العشر سنين ...


ابتسم خليفة بأبوية متفجرة .... وقال: و ......... وانتي ....... بعد .......كبرتي .......... فاطمة .........


دخلوا فجأة أطفال فاطمة واولهم ابنها الكبير محمد ذو الثماني سنوات ..... وهتفت ببسمة متهكمة حانية وهي تتأمل صخبه وصياحه على اخوته: فاطمة غدت ام محمد ....... ومحد مظهر عيونها الا هو ما شاء الله عليه ...


قهقه بغلظة: ههههههههه


سعل بقوة .... وصمت ..... بينما هتفت روضة بحزم لـ ابن اختها لتخرج من دوامة احاسيسها المتناحرة: سلمت على يدك يا محمد ..؟!


محمد بحماس: هيه سلمت عليه .. أصلا انا ريال واسلم على الرياييل من غير محد يقولي


بسخرية قالت: انا اشهد


تنحنح والدها بثقل ....... وقال بعد ان اخذ عدة انفاسٍ قوية: احم ...... مـ مبروك .........


نظرت لوهلة إليه باستغراب قبل ان توضح لها فاطمة ببسمة لطيفة: شاف غانم ونهيان وتعرف عليهم .... وخبرناه انج ملجتي من فترة هب طويلة


اخفضت اهدابها بهدوء .... قبل ان تهمس بخفوت: الله يبارك فيك ...


خليفة: ما ..... ما يت ..... ششششـ .....


اسرعت فاطمة بأن قالت: شيخة ...؟!


دخلت شيخة ما ان انتهت فاطمة من ذكر اسمها .......... وألقت السلام بصوت متباعد باهت: السلام عليكم


رد الجميع عليها سلامها ...... وهي ..... بوجهٍ مظلم شاحب اقتربت من والدها وقبّلت رأسه ... وهتفت: شحالك الغالي ..؟!


تأملها بانبهار ......... تأمل ابنته التي تركها وهي ما تزال طفلة بالكاد تعلمت الابجدية ..... يعترف انه في اللحظة الأولى نسيها وملامح وجهها .... لكنه الآن وما ان دخلت عليه ....... حتى شعر ان التي دخلت عليه لم تفارق ابداً طيلة 15 سنة بكاملها ......


صدى صوتها الرقيق وحكاويها الطفولية يتردد بأذنيه ..... وكأنه اختزن كل شيء خرج من فمها في اسفل قاع من عقله الباطن المستيقظ على نحو غريب وهو واقع تحت تأثير الغيبوبة .....


كانت ستبتعد عنه .... لكنه امسك يدها ........ وطلب بعينان راجيتان ان تجلس قربه .......


رغم انها ما زالت حزينة لنسيانه إياها ..... الا ان خفقاتها ابتهجت لأنه طلب قربها ولم ينفر منها ...........




بعد نصف ساعة



دخل من كانوا يرغبون بالخلاص من شره .... وحقارة افعاله دهراً كاملاً


: السلام عليكم


الجميع عدا خليفة الذي غضن جبينه محاولاً استيعاب وجه أخيه الذي للحظة نسيَه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اقترب من اخاه الممدد .... وبشكل خبيث .... رسم على ملامحه السعادة والتأثر والامتنان لله عز وجل ....

هتف بصوت مرتفع رنان وهو يرفع يداه بدراما اثارت اشمئزاز فاطمة وروضة: يالله ... يالله ... علنا من ننحرم من هالشووفة قولوا آمين ..... اخيراً ريت اخويه الغالي ناش ... اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد ....


همست فاطمة بأذن روضة بسخرية: سمعي الحينه القصايد اللي بتنقال ... ولا سعد علوش


روضة ببرود تام: لا تخليني اكره سعد علوش .. ماله ذنب المسكين ..


وظلوا يستمعون لأحاديث عمهم المبالغ فيها تارةً ... والصادمة بأكاذيبه تارةً .... والواصفة لمعاناته وحزنه طيلة غياب شقيقه عنه سنين طويلة تارةً أخرى ....!


وبعد هرجٍ ومرجٍ على رأس المسكين خليفة الذي كان يرى شقيقه بصمت غريب غامض ...... قال: فطوم .... شلي خواتج وعيالج وخلوني ويا ابوكم شويه


فاطمة بجفاء تام: ان شاء الله


بعد ان خرجن ......... التفت أبا خالد نحو أخيه وقال: شو صحتك الحينه اخويه .. شو قالولك الدكاترة ...؟!


هتف خليفة بعد صمت طويل: انت ........... تـ ... تهمك ......... صـ .... ـحتي .....؟!


أبا خالد بهلع مسرحي: افا يا خويه افا ........ لو انت ما تهمني صحتك عيل منو يهمني صحته .....!


خليفة بنفور اثار استغراب اخيه: شششـ .. و ..... تبا ......... ياي ..؟!


أبا خالد بذهول: امرك عجيب يا خويه ... ياي اشوفك واسلم عليك عقب هالغيبة الطويلة .... ما يحقلي ..؟!


حدّق خليفة به بمقلتان تشعان بأحاسيس كثيرة حارقة عنيفة ....... وقال: انت ....... بالذ ..... ات ........ لا


أبا خالد بذات ذهوله .. وبعضاً من "خوف/توتر اخفاهما بمهارة": جيه ..؟!


دخلت روضة وقاطعته ببرود يبرق كرهاً وحقداً: الدكتور مر علينا توه وقال خلوا ابوكم يرتاح ...


أبا خالد بقسوة: ابوج ما شاء الله عليه مرتاح ويرمس وما عليه شر ... ظهري انتي ولا تحدرين مرة ثانية جيه


اغلق خليفة عيناه هاتفاً بصوتٍ جاف غليظ: مـ ........ مبارك ............ انا ............... أبا ............ ارقد .......


انتفخت اوداج أبا خالد غيظاً .... قبل ان يقول: انزين .... على هواك ... بس قبل لا اسير أبا اتنشدك .........


أضاف بسخرية وهو يأشر على روضة: شفت الحلو ريل بنتك ..؟!


روضة باستهزاء: هيه نعم وشاف غانم وتعرف عليه .... ثرك ناسي ان ابويه ما لحق يشوف غانم بعد ....


زجرها أبا خالد بعنف: انا ارمس ابوج يا بنت


رفعت حاجباً وهي ترد عليه بقوة: ابويه شرات ما تشوف ما يروم يقول كلمتين على بعضهن لانه بعده تعبان ........... فـ لو تأجل سوالفك لـ عقب بيكون احسن لك ولنا ......


غمغم بغضب: يعلللللللللـ...............


روضة بنظرة تقدح شراً: يعلني النفاد ... يعلني العدم ... يعلني الجتل ... قول اللي تباه ... المهم تقوله برع بعيد عن ابويه لانه تعبان وما يقهر اللغوه والحشره


طحن اسنانه بقهر ... وقبل ان يرميها بجمرات غضبه دخل الطبيب الذي اكد اكثر على كلام روضة بضرورة ترك خليفة يستريح وينام .............. رغم ان خليفة لم ينتظر اذنهم ......... فـ هو قد خلد الى النوم ببطء منذ ان سأله اخاه عن نهيان بسبب المغذي الذي الى الآن لم يتخلى عنه بسبب طول اعتماد جسده عليه .....


خرج تاركاً إياها تكتم زفرات صبرها الذي شارف على الانتهاء متأملةً والدها بحسرة لا تضاهى


لم تخرج من محيط تأملها الا اتصالاً من فاطمة يعلمها ان ام نهيان هاتفتها واعلمتها انها علمت بموضوع تقديم موعد زفاف نهيان وروضة ......... الذي في الحقيقة لن يكون زفافاً كما هي الزفافات الطبيعية ........


اجل ............. الليلة سيتمان الاثنان زواجهما ........... وحمدت الله ان ام نهيان قد تفهمت امر عيش ابنها معها .......... هذا ما سمعته من فاطمة شخصياً ووفقاً لمحادثة الاثنان ......


تعلم ان الامر لن يكون الا مؤقتاً بالنسبة له ...... فـ نهيان رجل عصامي ويحب العيش تحت شقف كل شيء يملكه هو ....... لكنه وافقها على ما قالته امام عمها لما تمره من ظروف قاسية مؤلمة ........


لكن الى متى سيقبل العيش معها واختها ........! هذا السؤال لا تعرف اجابته حالياً ........


قالت لـ اختها قبل ان تقفل الخط: ام حمود .......... وابويه .....؟! نخبره ولا لا ....؟! يمكن ما يطيع


فاطمة بحكمة: خل تعدي هالليلة على خير .... عقب لكل حادث حديث .... انتي ما بتسوين شي يغضب الله .... صح لازم نخبره بس صحته ما تسمح الحينه ... هو يالله يالله بدا يستوعب انه نش وقام للدنيا ... ما ينفع نكود كل السوالف على راسه من غير ما نعطيه فجه يرتاح ....


روضة: صدقتي .... انزين الدكتور ما قال متى يقدر يظهر ..؟!


فاطمة: هب اقل عن شهر او اكثر .... لازم يتأكدون ان اعضائه واجهزته تشتغلن بشكل سليم شرات قبل الغيبوبة...... ولازم يبدون معاه كورسات علاج طبيعي ومشي .... ابوج صارله سنين ما يحرك جسمه ولا يمشي ...


تنهدت روضة: الله المستعان



.
.
.
.
.
.
.



كانت بحق ترغب بالتحدث مع احدهم .... على الأقل لتتناسى قليلاً احقادها المتزايدة على صاحب اعين البومة ذاك !! ... ويبدو ان والدتها قد احست بها لذلك اتصلت ...


: ألو .... السلام عليكم امايه


ام سيف بحنان: هلا غناتي وعليكم السلام .. شحالج ؟!


زمت شفتيها باكتئاب وهمست: الحمدلله تمام


ام سيف بتعجب: شبلاج حصيص ..؟!


حصة: ولا شي .. احم ......... شو تسوون ...؟!


ام سيف: ولا شي .... ياسين عند قوم خالتج عاشه وموزانة


تنهدت بضيق .... وقالت: حيكم ......... ليتني وياكم


ام سيف: ويديه ..... اشوه بعد ليتج ويانا ..... شي عروس تقول جيه ...!!


بسخرية مشاغبة قالت: متولهين على يلستكم شروف


ام سيف بحنق: شروف في عينج .... خبريني حصوه .... ريلج بعده ميلسنج في مزرعته ..!!


حصة التي اخبرت أهلها بمكان مقامها ... وصفت لهم ان المزرعة من افخم واجمل المزارع التي دخلتها في يوم .... كذبت كي لا تظهر بمظهر سيء امامهم .... الا انها في الحقيقة هي لا تعلم أكذبت لأجلها ام لأجله ام لأجل تحدي سخيف أوقعت نفسها فيه: هيه ..


ام سيف بتساؤل: متى بتخلص اجازته ؟؟


حصة ببرود: ماعرف


ام سيف بفضول: هو في أي قسم يشتغل ؟؟


حصة: اممممممم ماعرف


ام سيف بدهشة ... وتهكم: طاعو ... كل ما اسألها شي عن ريلها تقول ماعرف ... ريلج ها شقى ما تعرفين شي عنه ..؟!


انصدمت حصة من الحقيقة التي خرجت للتو من فاه والدتها .... انها منطقياً لا تعرف شيئاً عن فلاح سوى بضعة معلومات بسيطة وسطحية !


لتواري حرجها ... وصدمة روحها .... قالت بلامبالاة: ماعرف انزين انا شو اسوي ..!!


ام سيف باستنكار: شو شو تسوين ....!!
بزغدج حصوه .... غدي حرمة وتصرفي شرات باجي الحريم ...
عرفي ريلج ... شوفي شو يحب شو يكره ... شوفي شو ميوله وين يحب يروح وين يحب يتمشى ... خليه يفتج قلبه لج ويسولفلج عن كل شي يخصه ...


حكت جبينها ببلاهة ... وقالت: امايه ... اللي تقولينه صعب ماعرف اسويه


ام سيف وقد نفذ صبرها من سذاجة ابنتها: حصووووووه ... افففففففف ..... بطلي مخج يا امايه لا تغدين جيه طمطمة


حصة بحنق: اوهووو ... أصلا ما يهمني ... هو بكبره ما يهمني ولا أبا اعرف شي عنه


اتسعت عينا ام سيف ذهولاً: الله اكبر عليج .... انتي بعدج على علومج الأولية ..!! ما اصطلبتي ..!! تحريت العرس عقلج وخلاج تبطلين عيونج


حصة بكبرياء وبعضاً من التكبر: ما اصطلبت ولا بصطلب .... انا جيه لو ما يعيبه يطلق


ام سيف بهلع: حسبي الله على بلييييييسج ..... امره هالبنية عقت العقل ......


اضافت زاجرةً إياها بغضب: حصووووووه


حركت حصة شفتيها بتمرد ... وغمغمت بغيظ طفولي: يعني شو ... هو اللي بيخليني اصطلب على قولتج .... ابشرج ما اصطلبت على ايده بعدني


ام سيف بغضب: حصوووه


حصة بخشونة تنافت مع فتنة الحور بعيناها: ها


: وهوا


حصة بحرج: لبيه امايه


ضيّقت ام سيف عيناها وقالت بخبث: الظاهر والله اعلم اني صادقه بظنوني


حصة بتوتر: وشو هي ظنونج ..؟!


ام سيف: حصوه ....... يا بنت ........... ما خليتيه يجيسج صح ..!!


شهقت بصدمة وخجل فظيعان .. صارخةً من غير ان تشعر: ماماااااااااااااااااااااا ااا


أبعدت ام سيف الهاتف عن اذنها وهي تصيح: يعلج الحوووووووووم ... صميتي اذنيه يالهرررررمه


حصة بوجهٍ امتقع وتورد من الخجل: مامااااااا شو تقولين اننننننننتي ....


عقدت ام سيف حاجباها ... هاتفةً بحزم: شو أقول بعد ... اللي سمعتيه ... جاوبي ...


حصة: اجاوب على شووووو


ام سيف بغيظ من صراخ حصة المتواصل: ان ما ودرتي المباغم حرام ياني اييج يلين عندج واصمج بطراق


غطت حصة نصف وجهها المحترق من الحرج بيدها اليسرى وهي تهمس: استغفر الله العظيم ...... دخيلج امايه غيري الساااااااالفة والله آنس عمريه صخنت مرة وحده


: هههههههههههههههههههههههه طاعو بنتيه قامت تستحي ... لا لا في تقدم عيل ههههههههههههههههههههه


حصة: يا ربيييييييييييه .... والله حرام عليج يا اميييييييه


كتمت ام سيف ضحكاتها وقالت: زين زين .... خلاص وصلني الجواب ......


حصة بصدمة: جواب شوووو


ام سيف بخبث: خليتيه يجيسج


من غير ان تسيطر على لسانها ... هدرت بغضب وكرامتها تنتفض وتشتعل: يههههههههبي ..... بعده ما قدر على بنت عبدالله يا شريفة ....


وضعت يدها على رأسها بهلع وهي تندب بشكل مضحك حالها: وااااااالقعتي وااااااااااالقعتي ......... اشهد انج يا شرووووف ما عينتي خير من يبتي هالبنيييييية ..... بتفضحج بين العربااااااااان وبتقص ويه ابوووووها


غمغمت حصة بفم مزموم: شعنه تفتحين هالطاري .... الحينه بيرتفع ضغطج وبتعقين اللوم عليه ...


ام سيف بغضب بالغ: جب جب ..... خس الله هالويه الأسود ..... زولي لا بركتن فيج من بنية زوووولي


وأغلقت الهاتف بوجهها تاركةً اياها تنظر لهاتفها المحمول ببلاهة وتعجب


دقيقتان حتى عادت والدتها تتصل بها


ما ان رفعته حتى سمعت هديرها الغاضب: حصوووووووه .... نسيتيني شو كنت بقوولج
ترى طيرج مااااااات


وأغلقت الهاتف مرة أخرى من فرط قهرها لما قالته منذ قليل


ظلت حصة تحدق بالخواء ثوانٍ تستوعب خلالها ما سمعته




كاسبر ................... مات ...............!

كيف !!!!



حاولت الاتصال بوالدتها لتتأكد مما سمعته لكن الأخيرة لم تجب على اتصالها ..........


يالله ............ لا ............ لا اصدق


كاسبر ........... مات .................!





وضعت يدها المرتعشة على صدرها ........ ومن غير ان تتمكن من السيطرة على مشاعرها ......... ذرفت مقلتاها دمعتان حارقتان تشعان صدقاً ومحبةً وعاطفةً ............


رغم كل شيء ......... هي احبته ........... وتعلقت به ............ تعلقت به بشدة .............


اخذت تسير حول الغرفة بلا هدى ...... وصوته المزعج المضحك لا يفارق عقلها


مسحت دموعها وهي تضرب الأرض بقوة: كيف ماااااااااات كيف ماااااااااااااات ...؟!


دموعها تنهمر بتزايد وبغزارة ........ تكره فقد ما تحبه وما تعلق قلبها به ......... ألا يكفيها وفاة ام صديقتها !!

آآآه





اقتربت من الباب لتقفله كي لا يراها احد انهيارها التي اشعرها قليلاً ......... بالسخف والسذاجة ...

الا ان فلاح ....... الذي كان ماراً قرب باب غرفتها كي يجلب ظرفاً من المال وضعه في السابق داخل احدى جيوب ثوبه المعلق على الشماعة في الصالة ........ لمح وجهها المحتقن قبل ان تغلق الباب .....


نادى باستغراب هادئ: حصة



بارتباك .. وحرج .. وحزن .... ابتعدت عن الباب وهي تعطيه ظهرها .... واخذت تمسح دموعها بعنف .....

تنحنحت باختناق وهي تشعر به يفتح باب الغرفة ويدخل .....


اقترب وهو يتسائل من بين عقدة حاجباه: شبلاج ..؟!


كانت ستصرخ بوجهه طالبةً إياه ان يخرس ويخرج من غرفتها ..... فإهانته لها ما زالت طازجة ولم تندمل في روحها ..... لكن ألمها على فقد ببغائها افقدها السيطرة على نفسها وعلى مشاعرها وجعلتها هشة بشكل غريب ......

قالت بتحشرج/اختناق: كـ ... كاااااسبر


عقد حاجباه بتعجب قبل ان يقول بتساؤل: كاسبر ..!!


عندما تذكر اخيراً صاحب الاسم ... قال متداركاً الامر: هيه كاسبر .... شبلاه ....؟!


استدارت نحوه وقالت وهي تخفض اهدابها المبتلة بالدموع: مـ مااات


فلاح بصدمة: مااااات .......؟!


انفجرت بالبكاء: هييييييه .... امايه توها تقوووول .... ماعرف كيييييييف .... والله يا فلاح كنت اهتم فيه واوكله كل يووووم الاكل اللي يحبه ...... حتى تعلمت كيف اتعامل مع الببغاء والطيور كلها عشاااااااانه


شهقت وهي تضيف بكلمات متقطعة متحشرجة ملؤها الوجع: ما ...... ماعرف كـ كيف ماااااااااات ........ حبييييييبي ....... حبيته والله ليش يخليني ويرووووووح .......


امسك يداها ودموعها المنهمرة أحرقت خفقاته قبل ان تحرق وجنتاها الطريتان الحلوتان ....

همس محاولاً تهدئتها رغم ذهوله وصدمته من كلماتها العذبة لـ الببغاء ومشاعرها الحارة نحوه: ماعليه غناتي ... بشتريلج واحد غيره


صاحت بحسرة موجعة وعاطفة أليمة: ماباااا غيره ... أبا هوووو .... احبه فلاااااااح والله احبببببه ......


تأمل ثغرها المرتعش وعظيمات عنقها التي ترتقع وتهبط بسبب شهقاتها العنيفة: بس ....... بس كان يسبج


رفعت خصيلات شعرها الى اعلى رأسها بحدة وهي تهدر بانفعال: اول شي ها ... وبسبتك بعد ولا هو طير ما فيه عقل المسكين .... بس عقب علمته وما قام يزقرني الشلقااااا .....


ضربت صدره اثر انفعالها وحزنها وهي تكمل برجاء: فلااااااح اباااااااااااااااه


ابتلع ريقه بارتباك ........... ودلالها الحزين يثير به العواصف والكوارث: بس ..... بس هو مات خلاص


حصة بقهر ومن بين دموعها المنهمرة: يا ربيييييه ... لا تقول ماات لا تقول ماات


دفعته بشراسة وهي تكمل بصياح حاد منفعل: كله منك أصلا ... انت اللي يبتلي إياه وخليتني اتعلق به .... اكرررررهك اكررررررهك


اتسعت عيناها المتلألئتان بالدموع ما ان اتاها صوت يمامة الرقيق المستفز: فلااااااااااااااااااااااا اااااااااه


صرخت بغضب مفاجئ: ومرررررررررض ... وعللللللللله .... وعاصوووف اللي يطيرج بلااااادج ولا يردج ان شااااااء الله


ابتعدت عنه وهي تؤشر على الباب بحدة: شو تتريااااااا .... سر عند المدااااااااام ..... مالت علييييك وعليهاااااااااا ...


انزل رأسه وقهقه بخفوت: هههههههههههههههههه


صرخت بذات غضبها العاتي: ليش تضضضضحك ...!!!


عض شفته السفلية بشكل عابث لعوب ...... وقال بصوت مبحوح رائق: لا ..... بس انتي نكتة هههههههههههههههه


رفعت يدها رغبةً منها للكمه او لضربه او لفعل أي شيء يبرد قلبها ناحيته قليلاً الا انه امسك يدها في آخر لحظة ...... وسحبها نحوه وهو يقول متأملاً وجهها الغاضب بعينان براقتان ماكرتان: فديت اللي بتجتلها الغيره




"هب معرس عليج .... هب معرس عليج .... هب معرس عليج"





رفعت حاجباً قبل ان تقول بحدة: احلف انها حرمتك ..


ضيّق عيناه وقال بنبرة ذات معنى: منو قالج انها هب حرمتيه ..؟!


زمت شفتيها بغيظ وهدرت: مالك خص .... احلف انها حرمتك ...


رفع عيناه للسقف بشكل مستفز قبل ان يقول بسخرية لاذعة: امممممممممم شو بتفرق وياج لو حرمتيه ولا هب حرمتيه ... في الأخير انا ما اهمج وما تحبيني ولا تعتبريني شي في حياتج


حصة بانفعال: لا تجلب السالفة .... احلف انها حرمتك ....


قهقه بخفوت مظهراً صف اسنانه العلوية الصافية وقال: هههههههههههههه ما بحلف ...... خلج جيه محترقة يلين اسمع منج اللي يقرقع في فوادج


: شو هو اللي يقرقع في فواديه ..؟!


أعطاها ظهره مردفاً بخبث لعوب: هو يقرقع بس ...!!! الا يطبل وايول وايبس حتى الرقاد مجافيج بسبته ؟؟


وقبل ان يترك الغرفة اكمل: لبسي وقايتج وظهري ..... اباج في حايه خاري صوب الدياي




الدجاج .......... ويحه ............. مالي انا ومال دجاجاته الغبيات !!!!



.
.
.
.
.
.
.



ابتلعت ميرة غصتها ... وقالت محاولةً السيطرة على دموع شوقها ..... وبؤسها: علني هب بلاج يا عين ميرة ... تولهت عليج


: وايه فديت بنت شريفة ... حسها يسد العوق في ذمتيه


ميرة بضحكة باهتة: ههههههههههههههههه ماماتي من زمان ما رمستيني بهالحب الجياش


ام سيف: طاعو ... صدق ما تستاهلين ...


ميرة: ههههههههههههههههههههههه فديتج والله اسوولف


ام سيف بتساؤل: وينه ريلج عطيني إياه أبا اسلم عليه


توترت ميرة .... وقالت وهي تحرك عيناها هنا وهناك بحثاً عن إجابة مناسبة: آ آ آ ... امممم ... محد


ام سيف: وينه ؟؟


ميرة: آ آ .... طالع .. هب في البيت


: اهاااا .... زين عيل ردي السلام عليه


تنحنح بخفوت ..... وهمست: يبلغ ان شاء الله


ام سيف: انزين ما خبرتينا .. شو كان شهر العسل ؟؟


اخذت نفساً قوياً لتنحي الضيق الذي هاجم روحها ...... وقالت بصوتٍ تزيّف بالثقة والصفاء والصدق: حلو .... الحمدلله


ام سيف بتهكم مُضحك: انزين ارمسي عنبوه اير منج الرمسه ير


ميرة بانزعاج من حساسية الموضوع الذي ان لم تتمكن من اقفاله فـ سيفضحها وبؤسها الشديد: شو أقول اميه ؟!!


رفعت ام سيف كلتا حاجبيها: سولفي .. قولي وين رحتو وين ييتو شو سويتو ...!!!


بتوتر بالغ .... قالت: ما سافرنا مثل ما تعرفين .. تمينا نحوط في البلاد .. من شمالها لينوبها ومن شرقها لغربها


ام سيف بحنان: حليله بغى يونسج


بسخرية مريرة قالت: هيه ونسني وايد


ام سيف باهتمام امومي: مرتاحة وياه ..؟!


تنهدت بصوت غير مسموع ..... تنهدت "الحسرة ذاتها" ......... وقالت: الحمدلله


ام سيف بإحساس لا يخيب: انزين شحقه احس ان شي فيج هب طبيعي ..!!


ضحكت ميرة بارتباك .... وقالت: هههههههههه فديت فوادج واحساسج ... لا لا غلطانة هالمرة ... ما فيه الا كل خير الحمدلله


ام سيف بعدم اطمئنان: ان شاء الله تكونين صادقه ويايه


ميرة: خلج مني ..... خبريني شعلومه ابويه والباجيين ... تولهت عليهم والله


: تعالي صوبنا انزين دامج متولهة






سآتي يا امي ..... وللأبد ........ فلا تتعجلي ...





ابتسمت عيناها بألم مظلم ........... وهمست: بيي ان شاء الله جريب


ام سيف وهي تتذكر امراً ما: وووووووي ما قلتلج


ميرة بتعجب: شوو ؟!!


: راشيلدو اللي ما تخيل ..... شلت قشارها وشردت


ميرة: وابوكم .. جيه ...!! احيدها كانت مستانسة ويانا وتبا تجدد اقامتها هنيه


ام سيف: شدراني يا بنتيه ... اصبحنا الصبح شفناها شاردة وشالة كل سامانها الهرمة


ميرة: انزين هالغبية ما تعرف ان جوازها عندكم ؟؟


ام سيف بغيظ: قلتيها تراج غبية .... ما تروم تسافر بلادها ...


ميرة: رمستوا مكتب الخدم ؟!!


ام سيف: هيه بس قالوا انها ما يتهم ولا قدروا يلاقونها ..


ميرة: غريبة ... وين ثرها بتسير هالمينونة ...!!


حركت ام سيف كتفيها وهي تقول: الله اعلم



.
.
.
.
.
.
.



بعد ساعة ..... وبعد ان احترق رأسها بشكل فعلي من اشعة الشمس المسلّطة عليها


صاحت بعصبية ورمت كومة الطعام المخصص للدجاج بعيداً عنها ... قبل ان تمسح جبينها الذي يتصبب عرقاً: اوهوووووووو ..... مابا اسوي هالشي ..... ماباااااااااا


حركت يمامة مقلتاها بضجر وهي تغمغم بإنجليزية: اوه قاد ... فلاه لماذا جلبتها هنا ..... انها عديمة النفع كلياً


اتسعت فتحات انفها الصغير بشكل مخيف قبل ان تقول بصوت فحيحي ناري: فلاااااح ...... انا هب حالفه من شوي ان شفتها واجفة عدالي بفلعها بأجرب طابوقة جدااااامي !!!


قال غير مبالياً بغضبها: محتاينها عدالي


رفعت طابوقة كانت مرمية قرب قدمها .... وصرخت بهستيرية: حلفففففففت اناااااااااا


قال بذات مبالاته المعدومة ولم يكن قد رآى للآن انها بالفعل قد رفعت الطابوقة منفذةً تهديدها: خلي حلفانج لج ...


لكنها رآها في آخر لحظة .... قبل ان تصل بالضبط الى جسد يمامة التي اخذت تصيح بهلع ..... امسك الطابوقة بكلتا يداه بأنفاس متلاحقة من التوتر الشيديد ..... وزمجر بقسوة شديدة: خبلة انتتتتتتتتتتي .......!!!
الله يلعن بليييييييس بغيتي تنفدين بالبنية .......

رمى الطابوقة بعيداً والتفت اليها مردفاً بصرامة تشع من عيناه الحادتان المظلمتان:
حصة عبدالله الـ...
هاي آخر مرة اسمحلج تاخذين راحتج في خبالج وقلة عقلج ... صكي الدعنه وكملي الشغل اللي طلبته منج .....


زمجر بغلظة مرعبة: يلااااااااااا


ابتعلت ريقها بارتباك ...... الا انها هدرت بتمرد غاضب: ماباااااااااا


صرخ من بين شرار عيناه: حصصصصصصصة


رفعت يمامة يدها وقالت محاولةً تهدئة فلاح بلطف: فلاه عزيزي ... لا تفقد اعصابك ... ليس اليوم على الأقل .. أنسيت ان صاحب شركة الالبان والصحافة ستأتي لتفحص المزرعة ويقيمون إمكانياتها وكل امر صغير وكبير يخصها !!!
انا سأذهب لقسم الأبقار لأعاينهم قبل العودة لعيادتي ....


ابتسمت له بتهذيب .... وسارت مبتعدةً عنهما ..


غمغمت بحقد شديد: وه .... ما بغت تفكني من ويهها


أكملت باستهزاء: وتقول حرمتك ... شي حرمة ترمس ريلها بهالرسمية !!


رمقها بازدراء قبل ان يقول: وليش تشوفينها رسمية ..!! هاي اسمها رقة وادب واحترام اللي انتي فقيرة امره منهم ...


همست بصوت بالكاد وصل إليه: يالللللل


اولاها ظهره ببرود شديد غير مهتماً لوجودها واكمل ما كان يفعله .... وهو تصوير زوايا المزرعة لأهداف تخص عمله .....





اقسمت على الانتقام ............ وستنتقم !




قبل مجيء صاحب شركة الالبان والصحافة .... تسللت باتجاه الحظائر ...... وفتحت ابوابهم بحذر ومن غير ان تدع احدهم يمسكها بالجرم المشهود ....


بلمح البصر ..... كانت المزرعة في حالة مزرية مُعاثة بالخراب والوساخة ....


المواشي اخذت تأكل الحشاش والازهار التي بدأت تنمو للتو .... الارانب انتشرت هنا وهناك واختبئ نصفها في الجحور بين الأشجار .... اما الدجاج فخرجت من المزرعة بأكملها ومشت على غير هدى


قهقهت بمكر متشفي ..... وهرعت نحو المنزل لتقفل على نفسها باب غرفتها ولا تفتحها حتى لو قامت القيامة !!



.
.
.
.
.
.
.



سأل والده بعد ان اسند هاتفه بين اذنه وكتفه ليتمكن من حمل بعض كتبه المختصة بتربية الحيوانات المتوحشة: ابويه شو مستوي في البيت من ورايه ..؟! حمد شبلاه ..؟!


غضن جبينه بغضب وهدر: مابا اسمع اسمه ملعون الصير


فلاح بصدمة: افا .... حمد غدا الحينه ملعون الصير .. جيه ثره شو مسوي ...!!!


: يوم تخلص اجازتك وترد بنخبرك خلك انت الحينه في حرمتك


صمت قبل ان يردف بصرامة تشوبها التهديد والوعيد: فلاااااااح ..... والله ثم والله ان سمعت ولا حسيت بس انك عايف حرمتك بعيشتها لا الحقك باخوك الهرم ... تسمع !!


عقد فلاح حاجباه بانزعاج .... الا انه هتف بهدوء واثق اتقنه قدر الإمكان: بنت عبدالله ما ينخاف عليها ... تروم تاخذ حقها وحق غيرها بعد ..


غمغم بينه وبين نفسه وكأنه يشكو الحال لوالده من غير ان يشعر: ابتلشنا يا بويه ابتلشنا


ابتسم والده براحة وقال: ههههههههههههه كفو عليها ...


ابعد فلاح الهاتف عن اذنه مسترقاً السمع للأصوات العالية الآتية من الخارج ..... اقترب من الباب الخارجي وفتحه .....


ما ان رآى المشهد المجنون امامه حتى قال لوالده بهلع: ابويه ابويه برايك ... مع السلامة


أبا نهيان باستغراب: مع السلامة


رمى الهاتف على الاريكة وهرع الى الخارج ........ حتى وقف وسك مزرعته بذهول كاسح حد النخاع


ثوانٍ فقط ............. حتى غمغم من بين اسنانه بغضب ليس بعده غضب: محد غيرها ....


صاح بقسوة ....... وعواصيف آل الحر تسبقه لداخل المنزل: حصصصصصصصصصة .......



.
.
.
.
.
.
.



بعد صلاة العشاء



دخل بسيارته الثانية ذات الدفع الرباعي منزل زوجته .... محملاً بها .... خمسة صناديق ضخمة عليهم علامة ماركة تجارية غنية عن التعريف .... وبداخلهم هدايا وملابس للعروس ... صندوقان منه هو شخصياً ... وثلاث صناديق من امه الحبيبة ...


صحيح انه سيبخل "رغماً عنه" بإعطائه زفافاً يليق بها ..... الا انه سيحاول قدر المستطاع ان يغنيها بأمورٍ أخرى .... رغم ان الزفاف بالنسبة لأي فتاة هي ليلة عمر لن تتكرر .....


لكن ليس بيده حيلة ...... وهذا ما يحزنه بحق ....!


أوقف سيارته في المرآب ونزل ...... وانزل معه ابنه عبيد المتلهف لرؤية روضه ....

كان سينادي محرم سائق المنزل الا انه تذكر ان غانم قد قام بتوظيفه في احدى مزارع عمه خليفة بعد وفاة ام زوجته رحمها الله


اتاه صوت فاطمة: اقرب اقرب بوعبيد البيت بيتك ... تباني ازقرلك البشكارة ..؟!


نهيان بحرج خفيف: يعلج سالمة يا ام محمد .. هيه ما عليج امارة ..


فاطمة: ان شاء الله ... حياك دش انا بسير ازقرلك البشاكير وبروّح البيت


اخرج نهيان نصف الصناديق من السيارة وترك البقية للخادمة ...


امسك بيد ولده ودخلا للمنزل الفارغ تماماً من احد .... فـ شيخة قد ذهبت فيما سبق لتنام مع والدها في المستشفى ... وفاطمة كما قالت .... ستنادي الخادمات وتعود لمنزلها خاصةً انها تأكدت من انتهاء روضة من تزينها وترتيب اغراضها الجديدة وغرفتها ...


: ماماااااااااااا


ترك عبيد يد اباه وهرع باتجاه روضة التي نزلت ببطئ وغنج خجول مرتبك من الطابق العلوي





وعدت نفسها ان تنسى حزنها اليوم ............ لأجله هو لا لأجلها .............. ولأجل الأيام التي بكت عشقاً وشوقاً لوصاله ............


فـ هذه الليلة لن تتكرر ........... لا بحلوها ...... ولا بمرها ............ ولأن حبيبها الوافي لا يسقيها الا الحلو ...... فلتشربه ....... ولتترك عنها المرارة ............... ألم تكتفي بعد من طعمه الكريه البغيض !!





رفعت اهدابها الطويلة والتي ازدادت طولاً بفعل أدوات التجميل .... وهتفت بصوت مبحوح منخفض باسم: هلااا هلااا


التقطت جسد عبيد بخفة ..... واحتضنته بحب عارم وهو بادلها الاحضان بكل طفولية وعذوبة ...


نزلت من السلم الرخامي تحت انظاره التي كما الأسهم الحارقة القاتلة ..... وقالت بتوتر: أ أ وينها فاطمة ...؟!


اقترب منها ببطء ..... بجوع ....... بجسدٍ يرتعد من الشوق ....... والانبهار بالجمال المتجسد امامه .......... وهمس: روّحت


اسبلت اهدابها المرتعشة وهمست بصوت اشعرها انها خرقاء لوهلة: ا ا ا حـ حياك ...


بعنف مشاعره .... وسخونة درجة حرارة نبضاته الحالية ...... هتف بأجش قوي: لا ...... قبل حياك ومرحبابك ..
وين اجرب حجرة فاضية هنيه ...؟!


بتوتر وذهول ... اجابته: كل الحجر فاضية ..


امرها بقلب يعصف بالمشاعر الوحشية: خلج مكانج ولا تتحركين لين ماييج تسمعين !!


من غير ان تشعر ... جلست على اقرب اريكة وهي تومئ له بالموافقة ......




رباه ........ كانت في اشد لحظات حياتها توتراً وتخبطاً وخجلاً وتوهاناً ....




دخل وابنه عبيد أقرب غرفة رآها امامه ...... وما هي الا ربع ساعة حتى خرج وعلى وجهه اكبر ابتسامة لعوبة ارتسمت على شفاهه


تمكن من تنويم ابنه بعد ان بدل ثيابه ..... وها هو الآن مع حضرة سمو مليكته الفاتنة لوحدهما ....


ما ان دنا منها حتى جرها واوقفها بقوة حانية امامه ...... امسك بوجنتاها وهو يهتف بخشونة ساخنة تفجرت بالعاطفة والاشواق: انتي شووووووو
انتي شوووووو !!!


تلعثمت بارتباك قاتل: شـ شـ شو سويت ...؟!


لثم عينها بعنف مهلك جعلها تترنح وتذوب بحق قبل ان يقول بلوعة: سويتي مصااااااااايب ....


اختنقت كلماتها وهي تهمس: نهيااان


: روفي بحالي وخليني شوي احس فيج قربي وبين ايييدي ....... دخييييلج


امسك يداه وهي تقول بتوسل خجول مرتبك: قبل أي شي نهيان ... انا محتايه أقول شي في خاطريه


لثم رؤوس اصابعها الرقيقة وهو يهمس بغرام: قولي يا غزال نهيان .... اسمعج


اخفضت رأسها خجلاً من نفسها ...... وهتفت بصدق: انا ..... انا اسفة .... الأيام اللي طافت ما كنت على بعضي ورمستك بأسلوب هب حلو .... سامحني ما كنت بحاسيتي والله


مطط صوته وهو يلثم كتفها العارب المغري: حلاااااالج


قهقه بخفوت تفجر بالخجل اللامعقول: هههههه نهيااااااان


كرر وهو يقبّل كتفها مع كل حرف يتفوه به: ح .. لا .. ل .. ج


اغمضت عيناها بقوة ..... تماماً كقوة خفقاتها التي تكاد تسقطها ارضاً: يا ربي منك ... ادوخني بحركاتك هاي والله


ضحك بخشونة وببحة اثر مشاعره التي لا يستطيع كبحها والسيطرة عليها الآن: هههههه هالمطلوب ..


: نهيان اصبر


نهيان بغيظ تمثيلي: ها شو بعد .... هاي اللي تباني اعصب صدق الحينه


روضة بوجنتان متوردتان تماماً وقد امسكت كتف حبيبها لتجلسه على الاريكة: ههههههه اصبر اصبر عشاني .. ايلس هنيه ثواني وراده ..


باستنكار مرح هتف: ثواني ! ...... وايد يا بنت


ابتعدت عنه وهي تقهقه: ههههههه دقيقه دقيقه


نهيان بنفاذ صبر: روضوه توج تقولين ثواني


رمقته بكحل عيناها العربيتان المثيرتان وقالت:
60 ثانيه يا بوعبيد


نهيان: ههههههههههههههههههههههههه ه زين


عادت وهي تخفي شيئاً ما خلف ظهرها .... باستغرابٍ سألها: شو داسه وراج ..؟!


ابتسمت ..... واخرجت المصحف المذهب من خلفها ...... قبل ان يقف مذهولاً ويقول: مصحف الغالي ...


رفعت روضة كلتا حاجبيها بدهشة وقالت: هب مصحفك هذا ...!!!


حمله وهو يجيبها موضحاً: مصحفي بس هدية من الغالي أبويه


عقدت يداها خلف ظهرها وهي تسأله: شو مناسبتها ؟؟


ابتسم برجولية خفيفة وقال: لانيه بفضل الله سبحانه ختمت كتابه الكريم .....


روضة بانبهار خرج كـ بريق صريح من عيناها: ما شاء الله عليك .... عقبالي يا رب


نهيان: آمين يا رب العالمين


روضة بحنان: احلى هدية في ذمتي


همس نهيان موافقاً ما قالته: هيه


تنحنحت بخفة ... وقالت ببسمة خجولة: احم ... الأمانة وانردت لاصحابها .. اظنتي جيه ما بتم احاتي أن حد له عندي شي ..


وضع نهيان كتاب الله على الطاولة بحذر ..... ثم سحب روضة إليه وهو يقول متفحصاً بشغف وتوق كل شبرٍ فيها: اولاً انا هب حد ..... انا كلج
ثانياً ..... منو قالج ما عندج شي ؟!
انتي يا مدام صارقه أغلى شي يمتلكه البني ادم


اتسعت عيناها وهي تسأله: انا ؟!!


هز رأسه بهدوء وهمس: فواده


اطبقت شفتاها على بعضهما بحياء وسألت سؤالاً تعرف اجابته بالضبط: فواد منو ..؟!


: فواد اللي دعمتيه في اسبانيا وبغيتي تكسرين جتوفه


شهقت بحدة وصاحت بوجه احتقن من الحرج: نهيااااااان


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه هه


ضربت يده المحيطة بخصرها بإحكام بغيظ مدلل: ما يضحك أصلا ... وبعدين متى ياللي ما تخاف الله قربت من جتوفك عسب اكسرهن ...


اشرت عليه بشكل طولي وهي تهمهم بتهكم لطيف ضاحك: ما شاء الله تبارك الرحمن ... طول بعرض لو أبا أوصل لجتوفك يبالي دري


عقد حاجباه يقيّم "بشكل ساخر مسرحي" طول قامتها ذو الطول المتوسط الطبيعي بالنسبة لبنت جنسها ... وقال وهو يحك ذقنه: امممممم .... ثرج قصيرونة يالحب .... شعنه توني ألاحظ هالشي ......!


ضربت صدره برقة وهي تقول: لاااااا والله ......


ألصقها به وهو يقهقه باستمتاع ....... ثم قال بولع من بين ثخانة صوته الخارج بحرارة من اسفل قاع حنجرته: اخ منج اخخخخ اخخخخخخخ ..........


ومن غير ان يعطيها فرصة للتفكير والابتعاد ......... كان يعض بقوة عظمة فكها ........


صاحت به متوجعة: يا متوحششششششششش


همس بحرارة قرب ثغرها: بعدج ما شفتي شي من الوحشية يالغزال


ابتعد قليلاً عنها ........... واخذ بحدّق بها بعيناه المتوهجتان ............. الحارقتان حد النخاع ...........

المُهلكتان حد الضياع/الخلاص .........



ومن غير ان ينبس ببنت شفه ........... ومن بين لسعات صمت روضة التي انخرست كلياً من نظراته الأخيرة ........ امسك يدها بانفعال جرى مجراه المثير من كيانه الى كيانها ............ وسحبها معه حيث المفترض ان تكون غرفتهما الشخصية في الأيام القادمة .............. تحت أنفاسه الثقيلة المتلاحقة .............. وتحت خفقاتها المجنونة المتهالكة ............








نهــــاية الجــــزء الســــابع والستــــون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:33 AM   #72

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء الثــــامن والستــــون



،



كنت أعرف في اعماقي انني لا استحقك


ليس لأنني لا استطيع ان أعطيك حبّات عيني


ولكن لأنني لن استطيع الاحتفاظ بك الى الأبد ..!



لـ غسان كنفاني



،



بعد أسابيع
صباحاً



غداً زفافها ............ والى الآن لم تصلها أي رسالة منه تعلمها انه قد سامحها على زلتها البسيطة



بسيطة !!


حسناً ......... زلتها تلك تعتبر بسيطة على جميع البشر عداه هو ........ حاربها !


ما ان تتذكر غضبه ....... فتك زمجرته الخشنة والتي اشعرتها "رغم غضبها ذلك الوقت" بانسانيته


بحرارته


برجولته


بشخصيته الشرقية الذكورية الفجة بعيداً عن شخصيته التي تغلفها الهدوء الحزين والاتزان المسيطر الحازم


ترتعد انوثةً ............ لهفةً ............. لرؤية المزيد ..... والمزيد مما يخبئه ذلك الأسمر !


افففف ... لكنها اعتذرت ....... فـ لمَ لا يريح فؤادها ويظهر لها بعضاً من الطيبة ويقبل اعتذارها ....


هي داست على نفسها وفعلت ما يندر ان تفعله في موقفها ذاك .......... فـ لمَ يالله يحب تعذيبها اكثر !


همهمت من غير وعي بصوت يشوبه عذاب الغرام/الوله المجنون .... وذهنها سارح لمكان بعيد كلياً: يا ربي ....... شو بسوي يوم بشوفه باجر ...؟!


: شو تقولين ..؟!


انتفضت بمكانها وقالت ببلاهة: هاااه ....


هتف ذياب بغرابة: تخبلت العروس .... قامت ترمس ويا روحها ....


تنحنحت بحرج ..... وقالت مغيرةً الموضوع: متى بنوصل بطينا


: يلا دقايق بس وواصلين ان شاء الله




كانت واخيها في طريقهما الى احدى المدن الصغيرة في منطقة الغربية حيث تسكن ابنة عم والدها العجوز العمياء


فـ الأخيرة قد طلبت من ناعمة ان تأتيها قبل زفافها لأنها لا تستطيع لكبر سنها ومرضها ان تحضر زفافها ...... ولأن ناعمة كانت شديدةً الانشغال في الأيام الماضية ..... فـ لم تجد سوى اليوم ولبضعة ساعات قصيرة ان تزور العجوز وتفعل الواجب قبل الانشغال في اليوم الكبير غداً .......



.
.
.
.
.
.
.



تأوه بوجع عندما رفع ساقاه ليمدد جسده على الاريكة ..... تنهد باختناق ... ما زال يشعر بسهام ألم ساقاه وجسده تخترقه بوحشية لا ترحم ..


هتف حقد اسود رداً على سؤال رئيسه قبل قليل: ناعمة هامل الـ...


أبا مرشد: ههههههههه ناوي صدق على سلطان بن ظاعن هالمرة ها !


غمغم بقسوة عاتية: الا ناوي عليه وعلى كل آدمي يقربله من جريب ومن بعيد ..




خاصةً ذلك الوغد .......... حمد !





أبا مرشد ببسمة ساخرة: زين زين ولا يهمك ..... بخلي واحد من الشبيبة يتولى امرها ... انزين شحقه مب حرمته !


: خطف حرمته بيحرق قلبه هو بس ..... لكن خطف بنت اخوه بيحرق قلبه وقلب حارب فوقه ....... بعدني ما نسيت لهاك الكلب سواته فيّه قبل سنين يوم خرب عليه مخططي كله ....


حك أبا مرشد ذقنه وكأن حديث مانع قد ذكره بأمر علم به للتو: لين الحينه مستغرب من سالفة عرسه ....
انزين عيل هاك الولد ولد منو !!! ولده من وحده ثانية ولا شو ..... ومنو خاله اللي كان وياه ؟!


مانع ببرود شديد: احيد واحد من رياييلك شافه هاك اليوم بالصدفه ولحقه .. ما رام يصور ويهه لك ..؟!


أبا مرشد باحتقار: لا ..... ما رام الغبي


مانع: انزين يمكن حد من عيال خال حارب ....


عقد حاجباه مضيفاً وهو يحاول التذكر: عبيد الحر كم ولد عنده بالضبط ..؟!


أبا مرشد وهو يشفط بشراهة دخان سيجارته: ثلاث ..... العود ووفقاً للأوراق الرسمية اللي عندنا متوفي من سنين بسبب سكتة قلبية في وحده من النوادي الرياضية ......
والوسطاني يشتغل في الشرطة .... وتوه معرس .... ماخذ هو واخوه من قوم خويدم الـ....


انتفخ انفه بعفوية ملؤها الغضب ....... والاذلال المشين !


اكمل أبا مرشد غير منتبهاً للنيران الخارجة من عينا مانع: والأخير اللي معرس ويا اخوه يشتغل في بنك


همس من بين اسنانه: حمد


رفع أبا مرشد حاجباً بتعجب: شو ؟؟


كرر بانفعال: اسمه حمد


اومئ أبا مرشد رأسه: هيه .. حمد ... وفلاح .... والمتوفي نهيان ....


همس مردفاً وكأنه يحادث نفسه: الغريبة اني يوم دورت على صور نهيان ... ما لقيت ولا صوره له الا يوم كان صغير ...


عقد مانع حاجباه باستغراب وقال: وشحقه ادور صوره .. شو بتستفيد من واحد ميّت ....


أبا مرشد وقد ضجر كلياً من أسئلة مانع الخرقاء: يالغبي ها سؤال بعد ! لازم اعرف كل شي يخص خصومي واللي حولهم ... تباني امشي على العمياني شراتك


خدشه مانع بحدة: شو تقصد شراتك ..؟!


اغلق أبا مرشد فمه ما ان ادرك خطأه ....... ولكي يتدارك وضعه هتف بصوت غلفه بالصرامة/الاتزان قدر المستطاع:
نسيت زلتك قبل سنين شو سوت ابنا يا حلووو ولا اذكرك !
نسيت سالفة المزرعة واللي صار يوم يريت سلطان صوبك بليا مشاور وخربت كل خططنا مع حارب وابوه !


مانع وقد اشتعلت روحه قهراً: ما كنت اعرف ان جيه بيصير يا بومرشد ...


أبا مرشد باستهزاء لاذع: بس صار يا حبيب امك ...


من فرط قهره ..... اغلق عيناه لثوانٍ ....... قبل ان يفتحه ويقول بصوت كالفحيح: نرجع لسالفتنا الأولية ..... بنت اخو سلطان سايرة ويا اخوها الغربية الحينه ..... السالفة بتكون سهلة عليكم ....... شوفوا شغلكم


أبا مرشد بعد ان ارتشف قهوته التركية: زين زين ..







كانت تمشي قرب غرفة اخيها بالصدفة عندما سمعت الاسم الذي استوقفها فجأة


ناعمة هامل الـ ... !


اين سمعت بهذا الاسم يا ترى ...... أين ....... أين ....... أين !!!





شهقت بهلع ما ان ربطت الأسماء بعقلها


هامل ذياب الـ...


قرأت اسمه اكثر من مرة وفي اكثر من صحيفة عندما نشر رسائل تهنئة لـ شقيقه بمناسبة زواجه من ابنة عائلة آل خويدم ...... من شقيقة بطي بن خويدم ان صح التعبير !


يا إلهي ............. أيخطط اخيها المجنون لخطف الفتاة حقاً !


لكن لماذا !


ربااااااااااه ......... ما الذي عليها فعله الآن ......!!!


ما ان خرج من غرفته التي كانت شبه مفتوحة ليصلها صوته الحاد الغليظ المليئ بالحقد قبل قليل .....


حتى استغلت الامر .............. ودخلتها بتوتر ......


سقطت عيناها على الكثير من الصور والأوراق امامها


لم تكد تحمل أي منها حتى سمعت صوته القريب ..... وعلى ما يبدو قد رغب بالعودة الى غرفته


هرعت نحو الخارج ودخلت غرفتها قبل ان يصل ويراها ....





صدرها يعلو ويهبط بخوف وتوتر مريعان


شقيقها المجنون على ماذا يخطط بالضبط !!!


إلهي .............. ما الحل ............. كيف تحل هذه المصيبة قبل وقوعها !!!!





بعد دقائق من التفكير ... والتردد ... والتنفس الثقيل المضطرب


قررت فعل التالي



.
.
.
.
.
.
.



قالت بتوتر ما ان اتاها صوت المرأة الحازم الناعم: ألو


: هلا ... منو ويايه ..؟!


ابتلعت ريقها الجاف وقالت بتلعثم: أ أ أ أنا اليازية يا ام خويدم ...


اتسعت عيناها بحدة ....... لكنها سيطرت على مشاعرها المستنفرة .... وقالت ببرود شديد الاتزان والصرامة: هلا اليازية ... شو بغيتي ..؟!


: ا ا ا ام خويدم ...... أبا .......... أبا اقولج على حاية بس دخيلج .... دخيلج خلج لي عون مب فرعون


اعتدلت آمنة بجلستها ما ان احست بصدق الرعب والخوف بصوت أليازية ..... ورغماً عنها هتفت باهتمام صادق قلِق: اليازية شبلاج !!! زيغتيني


: مـ ... ماقدر هنيه اقولج ...... عادي نتلاقى في كوفي ... ساعتين بالكثير وانا عندج ..


آمنة باستنكار تام: كوفي ...!! شـ كوفيّه ...!!! منقود عندنا اليلسة في القهاوي يا بنت الناس ... تعالي بيتي حياج في أي وقت ..


أليازية وهي على وشك الانهيار من شدة الخوف والقلق: ا ا السموحة ... السموحه والله مب قصدي .... خلاص بييج .... عطيني عنوان بيتج بس ...



.
.
.
.
.
.
.



بعد ساعتان ونصف



: هههههههههههههههههه صح الله بدنك يالخوي


سلطان بمزاج رائق: بعد بعد


اومئ حارب برأسه هاتفاً بخشونة صوته الباسم: ابشر .... بس عاده هالمرة مب من قصيدي ..... من قصيد بوخليفه طيب الله ثراه


: يالله علني ما خلى من قصيده .... هات هات اطرب مسامعنا به


تنحنح حارب بخفوت كي يصفي صوته الرخيم ....... وقال رافعاً أصابع يمناه بعفوية شاعر متلذذ متسلطن:

إن لذع بالطّرف لي مكسي ابدعايا

والهدب زافات ياللي مظلّلنّه

والحشا منهوب ونهوده نفايا

فايعات ٍ فوق صدره يزهّينّه

وان تبسّم و اوضحن ذيك الثّنايا

كنّهن در وْحصابي منقيـنّه

والمعنّق عنق خشف ٍ م المهايا

واليدايل فوق ردفه يكسينّه

والخدود بروق مزن ٍ في السّمايا

يبرقن وسط الظّلام وينورنّه

ما خلق مثله وبيّ في البرايا

جلّ ياللي صوّره ومكمّلنّه

لدّني حبّه أنا لدّ الظّمايا

مبعدات وردهن ما يلحقنّه

يعل يفرح بالسّعد هو والهنايا

لو يوزّيني أنا مب لايمنّه

وسوالم



: الله الله عليك .... سلمت يا بومحمد


حارب: هههههه ربي يسلم فوادك من الشر


ضيّق سلطان عيناه بمكر وقال ببسمة لعوبة: تطري منو بهالقصيد الزين ..؟!


هز حارب كتفاه مجيباً بثقة بالغة: جذبت ان طريت غير اللي في بالك يا بوبطي ..


: ههههههههههههههههههههههههه ه دامنها الحينه حلالك مرخوص يا بويه


قهقه حارب بخفوت .... بينما فجأة رن هاتف سلطان ....


رفع الأخير الهاتف .... وقال مرحباً بود: يا مرحبا بوخويدم ... حي الله هالصوت

..

: بخير يعلك سالم ... ومن جداك ..؟!

..

: يعله مديم يا ربي ..

..

: قول بوخويدم اسمعك

..

: بطي شبلاك ..؟!

..

: يا بطي ارمس سيده قول شبلاك ...!!!

..


وقف وكأن أولاد ابليس قد قرصوه فجأة من كل جانب فيه .... هاتفاً بصوت تهتسر رعباً: الكلااااااااااااب


وقف حارب هو الآخر بقلق بالغ وهو يتسائل: شو مستوي !!!


اغلق سلطان هاتفه بسرعة هارعاً خارج مكتبه الذي كان يقضي خلاله مع حارب فترة استراحتهما من التدريب والعمل المتواصل .... مزمجراً بنبرة مخيفة: تعال ويايه وبخبرك في الدرب


من غير تفكير لحقه حارب وألف فكرة سيئة تحلق فوقه بشيطنة شامتة .....


ما ان اقترب سلطان من سيارته حتى قفز داخلها ومن بعده هو .....


الا ان الأول قد تشتّتت نظرته وتاهت بارتياب ما ان اتاه اتصال آخر ......... لكن هذه المرة ليس من بطي ....... وانما من ابن اخته .... توأمه !


ظاعن !!





ابتلع ريقه بتوتر سرعان ما سيطر عليه ......... يعلم ان مكروهاً حدث


حدسه لا يخيب ابداً في هذه المواقف


رفع هاتفه وقال بصرامة: ألووو


اتاه صوته المرتعب والباكي كما استشعره من اختناق صوته وتحشرجه: خـ خـ ... خالي سلطان .... ا ا ا الحق عليه دخيلك ..... ابويه طايح على الأرض بدمّانه



.
.
.
.
.
.
.



انتهت من ثاني مجسم ........ وهي تضحك بنشوة سعادة لا تضاهى


يبدو انها ستتخذ من هذه الهواية طريقةً دائمة للتنفيس عن غضبها ويأسها في الحياة


: خلصتي ترتيب أوراق جداول المجموعة الايديدة من الحمام والدياي ولا ..؟!


بتوتر شديد .... أدخلت المجسم الثاني تحت السرير ووقفت .... قبل ان تجلس على سريرها وتقول ببرود ظاهري: هيه




أسابيع مرت وهي تعمل بجهد مع فلاح لتأسيس مزرعته ..... مجبورة بالطبع لا مخيرة !


تتذكر جيداً ذلك اليوم الذي خربت خلاله لقاء الأخير مع شركة الالبان والصحافة


رباه ......... كلما تذكرت عقابه ذلك تستشيط غيظاً


الوقح الوغد عديم الضمير


جعلها ليومان كاملان تلملم الخراب الذي خلفته ...... ولن تنسى كيف جعلها تتوسل الحارس ورفاقه ان يساعداها في جمع المواشي الهاربة والدجاج والارانب المختبئة هنا وهناك ......


الحقير .... حتى انه لم يرف عيناه شفقةً ورحمةً بها ....... رغم انها انهكت وتعبت لآخر رمق فيها


ولم يكتفي بهذا ..... بل اجبرها ان تعمل في تنظيف المكان كله تحت انظار واشراف تلك اليمامة المستفزة


آآآآآآه ............... لكَم شعرت حينها بإذلال ليس بعده اذلال


لكنها لن تنسى ما فعله بها .......... ابداً ....... وسيرى






تسائل باستغراب وهو يقترب منها: انتي شو ادسين تحت شبريتج ..؟! راويني ..؟!


رغم هلعها من ان يكتشف ما تخبئه ... حافظت على برودها وهي تقول: مالك خص


دفع ساقيها برقة كي يرى اسفلهما ........ وعندما اخفض رأسه اتسعت عيناه بذهول


رآى مجسمان كبيران من الورق .... الأول شكلها كان كالحديقة ....... والثاني على شكل برج خليفة لكنه بالطبع مصغّر


انبهر بحق من جمالهما ودقة تصميمهما ..... الا انه قال بصوت اخفى خلاله انبهاره وذهوله: انتي مسوتنهن ..؟!


ردت بسخرية: لا يدي العود الله يرحمه


بلا مبالاة مستفزة ..... قال: الله يرحمه ويرحم موتانا وموتى المسلمين


غمغمت بحقد: دمك ثجيييييييييل


ترك المجسمان وقال واقفاً: وين الأوراق ...؟!


اشاحت بوجهها وهي تجيبه: في مكتبك


قال وعيناه على المجسمان: يمامة ياية عقب شوي .... اول ما تخلص شغلها في المزرعة عطيها اياهن


هدرت بحدة: شحقه انا اعطيها هالغبية .... خل هي تاخذهن روحها ولا انت عطها اياهن ...


هتف بصرامة: سمعي الرمسة حصة ولا تعارضيني


أكملت هديرها وقد طفح كيلها من أوامره واهاناته المتواصلة: لا بعارضك وبعارضك وبعارضك .... انا هاي ما ادانيها ولا اداني شوفتها ... لو سمحت خلني بعيده .... انا مالي خص فيكم


فلاح متفحصاً احتقان وجهها .... ويكاد يقسم انه لمح بريقاً من الحزن/الجرح بمقلتاها الشفافتان: شحقه ما ادانينها .. شو مسوتبج هي ..؟!


هتفت بانفعال: بس جيه .... مزاج .... خليت الحب والمداناة لك يا العاشق الولهان


همست من بين اسنانها وهي تشيح بعيناها عنه: مغازلجي واحد




سمعها ... وبوضوح شديد .......... حرك عيناه بضجر وغضب مكتوم من سوء ظنها المتواصل به ....... وقال قبل ان يتركها ويخرج: الأوراق انتي اللي بتعطينهن يمامة سمعتي ! ........... وعلى طاري المغازل ...... انا هاك اليوم ما يريت البنت عسب اغازلها او اتحرش ابها


اردف باشمئزاز: ديني واخلاقي ما يسمحولي .... ان صدقتي فـ ها شي طيب .... وان ما صدقتي عندج اربع يدران حولج رظخي راسج ابهن بنت عبدالله



.
.
.
.
.
.
.



أعطت هاتفها الذي يرن لـ ميرة وهي تقول: امايه ميرة تلفوني يصيح ... لجني ما عرفت الرقم .. ردي طاعي منوه ..


ميرة برقة: ان شاء الله فديتج


استلت الهاتف واجابت: ألوو



صمت منتفض ..... انفاس مختنقة ........... وذهول مزيج من لهاث ووجع وشوق مريع مخيف !



كررت بتعجب: ألووو



إلهي ............ أكُتب عليه شقاء القلب وشيب النبضات وهو ما زال بهذا العمر المبكر !



تنحنح بخفوت ..... وقال: ألو


ارتعشت أطرافها واقشعر بدنها فجأة ..... لكنها تماسكت ........ تماسكت بأقسى الطرق الممكنة ....... وقالت بصلابة ..... ومن غير ان تسأله عن هويته حتى ..... لمَ تسأل عن شيء تعرفه وتحفظه عن ظهر قلب !:
اصبر بعطيك عموه


لم يوقفها ......... وهو الذي مات خافقه واحيى من جديد لسماع صوتها المرهف الحزين ........


اخذت عمتها الهاتف من يدها باستغراب ....... الا ان استغرابها سرعان ما اختفى ليحل محله الشوق واللهفة لولدها الحبيب


ولدها الذي ترك المنزل منذ أسابيع لم تعلم يوجهته الا منذ يومان فقط .....


بعد محادثة طويلة ملؤها العتاب والحنق والتهكمات الامومية الرقيقة قالت: شو الجو في فرنسا ..؟؟


رد باقتضاب: حلو .. احم .... وين ميرة ..؟!


رفعت كلا حاجبيها بصدمة من سؤاله ... وقالت: هاذي ها حرمتك عدالي .... تباها ...


حرك رأسه بانفعال خرج رغماً عنه من .... وكرر بحدة لم يسيطر عليها: امايه .... وين ميرة ميرة ...


ردت والدته بدهشة: وابويه .... هاذي ها عدالي اقوولك ...


اتسعت عيناه حرجاً وتوتراً ما ان ادرك زلة لسانه الغبية ...... وقال بتلعثم: ا ا لا لا .... اقصد مهرة .... مهره امايه مهره


همهمت والدته بهدوء اخفت خلفه بسمتها الماكرة: هيييييه مهره ....... مهره يا ولديه عند دكتورة الاسنان ... عقب شوي راده ان شاء الله


حمد بحرج: احم ... زين ماشي خلاف ... وابويه علومه ؟؟


: علومه تسرك فديتك .... اتصلبه تنشد روحك عن علومه ..


تنهد بضيق قبل ان يقول: اتصلبه دوم بسسس


قالت والدته بنبرة ذات معنى: ما يرد عليك ادريبه


: هيه


حركت رأسها يمنةً ويسرة وهي تهمس: الله يهديه ويهديك قبله ..


أكملت بتذمر: انا من منو بلقاها ولا من منو .... منك ولا من اخوانك ولا من ابوك ولا من يدك


حمد: شبلاهم اخواني ويديه ..؟!


ام نهيان بغيظ: فليح هب طايع يرد البيت لين الحينه اونه المزرعة يبالها شغل ومداراه .. مخلي بنت العرب ساكنة بين الدبش والخياس برويحاتها المسكينة .. فاضحنه عند هلها وعربانها
ونهيان ساكن هو وولده في بوظبي بعيد عن عيوني ... ويا ليت عاده شفته .... اول ما عرس طار لبلاد ما يعلم ابها الا ربك ....
ويدك اذنيه تعورنه هاليومين ومعاند ما يبا يسير الدختر


حمد: برمسه انا بخليه يسير الدختر


ام نهيان بقلق: لا لا ... ما فينا يحرج ويرتفع ضغطه خله على ما هو ... انا بحاول فيه ان شاء الله يطيع


سأل بخفوت: بعده محرج عليه !!


: هيه شو تتحرى عيل .... جيه اللي مسويه في بنت الناس هيّن .... سود الله ويهك بس


صمت ولم يعلق .... أعنده الجرأة اساساً كي يرد على غضب عائلته منه وهو الذي ارتكب الشنائع بتلك البريئة !


سأل بعد حين: نهيان وين سافر ؟؟


ام نهيان بتهكم مغتاظ: الله اعلم ... يا خوفي رد لعلومه الأولية ويبهذل بنت الناس وياه .... وابوي ساعتها انا اللي ضغطي بيرتفع منه وبموت ..


حمد بخوف: بسم الله عليج الغالية


غمغمت بذات تهكمها: عنبوه ودّر حرمته من ثالث يوم الدخله .... هاي سوات بالله عليك ....!!! آه بس منه


حمد باقتضاب: الله يهداه ..... انزين ..... عبيد وينه .... عند حرمة ابوه ..؟!


هتفت بمحبة خالصة: هيه فديته .... وهي ما شاء الله عليها ما تقصر كل يومين تييبلي إياه .... تضرب خط من بوظبي يلين دبي روحها ويا دريول عشاني ... علني ما خلى منها ...


حمد: اها ...






: يدووووووه


من فرط جمال المفاجأة التي حلّت عليها .... تركت الهاتف ووقفت لتتلقف جسد عبيد الصغير: وي وي وي علني افدا هالزوووووول


حمد باستغراب: ألوو ... ألوو


نظرت ميرة لـ هاتف عمتها بارتباك .... وتردد ....


ملاك الطيبة يقول لها ان ترد وتخبره ان يتصل في وقت آخر لانشغال عمتها المفاجئ .... لكن شيطانها يقول لها ان تغلق الهاتف بوجهه شماتةً وحقداً عليه


الا ان ملاكها انتصر على احقادها قبل ان تغلق الهاتف .....


حملته وقالت باقتضاب مغلف بالقسوة الباردة: دق على عموه خلاف الحينه هي ويا عبيد ... مع السلامة


لم يسيطر على نفسه ..... همس بلهفة: ميرة


أغلقت عيناها بعنف ............. تكره صوته ..... تكره بحة الرقة والحنان الكاذب به: هلا


: ا ا احم ..... شحالج ....؟!




هه ....... أيسأل عن حالها بعد ان نحرها وادمى فؤادها !




: ابد طويل العمر .... احلى عن حاليه ما بتحصل ... اللهم لك الحمد


ناداها هذه المرة بنبرة تصرخ بالوجع ...... تنوح بالحنين والندم والحسرة: ميرة


لم تتحمل اكثر ...... قالت بحدة قاسية: مع السلامة



أغلقت الهاتف بوجهه وهي تتنفس بثقل .... ولهاث غاضب ......


غاضبة .... ومجروحة ...... ورب الكون وحده من يعلم مقدار الخراب الذي خلفه حمد بفعلته الشنيعة بها/روحها !



.
.
.
.
.
.
.



بينما الشمس تزول عن كبد السماء



هتف بصرامة ارتعشت رغماً عنه بسبب القلق المجنون: اعتمد عليك يا حارب


قال من بين شرار الشر الناضح من عيناه: بإذن الله ما تغيب الشمس اليوم إلا وهي جدامك .... هي وذياب


همس بصلابة وقوة يُحسد عليهما: مابا شي يصيبها يا خويه


طمأنه حارب بقسوة اشتعلت بنيران الوعيد/الغل/الغضب: على قص رقبتي يا ولد ظاعن .... انت خلك الحينه ويا الاهل هم محتايينك ... وطمني خلاف على بوظاعن ...


: ان شاء الله


بعد ان اغلق الهاتف .... وضع أصابعه على عيناه وهو يذكر الله بخفوت علّ الرعب على ابنة أخيه يخف قليلاً


بعدها استدار وتوجه الى ابن شقيقته ... والذي بشق الانفس تمكن من تهدئته عندما وصل إليه ووالده قبل قليل: خبرني كل شي صار بالضبط ...


رد ظاعن بعينان حمراوان ويداه ما زالتا ترتعشان: كـ كـ ..... كنا سايرين وكالة السيارات عسب ....... عسب انقي موتر ايديد حقي ....
يوم ..... يوم ...... احم ...... يوم خلصنا وقدنا بنرد قالي ..... سر الموتر انا ..... انا ...... انا ابا الحمام ...... قعدت اترياه وايد وما رد جان .... جان ادخل داخل واسير صوب الحمامات ......
اول ما بطلت الباب الا احصله طايح وراسه كله دم
مـ .... ما شفت حد ..... مـ ما شفت اللي سوا فيه جيه .....


جرّه بقوة حانية ناحيته محتضناً رأسه بخشونة وهو يهتف بصرامة تخللها حنان ابوي: افا عليك يا ظاعن يوّد اعصابك انت ريال عود ..... ابوك ما عليه شر الحينه ...


سأل وهو بالكاد يسيطر على اعصابه المنفعلة: مـ منووو اللي جيه سوا فيه خاليه .... منووو ؟؟؟؟


هتف سلطان بغموض وهو ينظر للمكان حوله: بنعرف منو جريب ان شاء الله .... امك وين الحينه ..؟!


ظاعن: سارت تصلي الظهر في مسيد الحريم


سلطان: ساير اشوفها .. خلك هنيه وان صار شي اتصلبي


ظاعن: ان شاء الله





عندما اقترب من مسجد النساء .... رآى ملتصقة على احدى الجدران .... وتبكي بحرقة ومرارة ....


تنهد بعمق ..... واقترب منها بهدوء قبل ان يمسك كتفيها ويهمس بحنية: يا ختيه اذكري الله .... سمعتي الدكتور شو قالج بأذنيج ... ريلج الحينه بخير وما عليه شر ان شاء الله


هتفت من بين شهقاتها المتحشرجة وبكائها الملتاع: ما ... ماروم سلطان ماروم ..... آنس قلبيه بيوقف من الروع ...... دخيلك أبا اشووووفه


احتضنها بقوة وهو يهمس: ان شاء الله ان شاء الله .... دقايق بس إلين ما يظهرن الممرضات من عنده



.
.
.
.
.
.
.



يحاول منذ ساعة الاتصال بذياب وناعمة لكنهما لا يجيبان


يكاد يشعر بأعصابه تنتحر ببطئ شيئاً فـ شيئاً .........


نجلاءه في خطر .......... رباه .............. يشعر بروحه تنقبض بين اضلعه بشكل فعلي مريع !


وكأن ماضيه المظلم البشع يتكرر امام عيناه ............. لكن ماضيه كان بصورة نجلاءه الأولى .......... والدته !


والدته التي خطفها الموت قبل ان ينقذها ...........


اما حاضره ....... فـ بصورتها الفاتنة المحفورة في فؤاده بعمق ...... نجلاءه السمراء !


لا ................ لا .................. لن يفقد الثانية ............... لن يفقدها حتى لو كانت النتيجة موته هو .....


ربي ...... اتوسلك ........ لا تطفئ ما تبقى من جمرات روحي المترمدة ............ اتوسلك يا ارحم من الام بولدها ....






عاد يتصل بـ ذياب وهو يغمغم بتوتر شديد: رد يا ذيااااااب ... رددددد ...


رمى الهاتف بجانبه عندما فقد الامل نهائياً ان يرد عليه الأخير


ما ان اخذ يقترب من المنطقة التي كانت في الأساس وجهة كلا من ذياب واخته ... حتى رآى من بعيد احدهم ملقى على قارعة الطريق مغشياً عليه



عندما اقترب اكثر ......... خفق قلبه وهو يشعر بالخطر ... وبأن الملقى ارضاً يعرفه حق المعرفة !



عندما تأكد من حدسه ..... أوقف سيارته بعنف وهرع راكضاً اتجاهه بهلع


ادار جسده ناحيته وهو يهدر بانفعال مرتعب: ذياااااااب ...... ذيااااااااااااب



.
.
.
.
.
.
.



بعد ساعتين



حركت مقلتاها باحتقار ما ان رمت الأوراق على يمامة ... وقالت بحدة: هب بشكارة ابوج انا تسمعين .. المرة الياية خذي اللي تبينه روحج ....


قالت يمامة ببسمة ساخرة: لمّ تكرهينني يا فتاة ؟؟


حصة بحدة: جب ... انتي منو أصلا عسب تاخذين راحتج وترمسيني هاه !!!!
عنلااااااااات هالويه الخاااااايس


: هههههههههههههههههههههه اوه يا إلهي .... انت تكرهينني بشكل غير معقول أيتها اللبوة ...


تأملتها بنظرة براقة صادقة واردفت: يالك من شرسة .... أيعقل ان شراستك وحدة طباعك الفظة هي ما اجتذبت قلب فلاح نحوك ...؟!


من هول كرهها .... وغضبها من صوت ذات العيون الزرقاء الناعم .... لم تركز على ما قالته باللغة الإنجليزية ..... بل هدرت بوحشية: انتي بتنطمين ولا شوووو ؟؟؟
عنبوه ذا الويه من دخلتي حياتي وانتي تقرقرين فوق راسي .... ما تتعبين ...!!! ما تهلكين ....!!! حشششششى


ابتعدت عنها وهي تكمل شتائمها الحانقة وتتوعد اكثر بـ فلاح الذي يتركها دوماً ضحية غضبها وانفعالها الناري امام هذه المخلوقة .....


تباً لـ نصائح المياسة ........ كلما حاولت تطبيقها تزداد غضباً ... وبلاهةً ... خيبةً !


هي لا تعرف البرود ....... وليست من ذوي الناس التي تحتمل ان تسيطر على اعصابها لفترة طويلة ......


هذه اكبر نقطة ضعف فيها ........ لكنها هي هكذا ..... ما الذي يمكنها فعله بالله عليكم !



توقفت وهي تضع يدها على خصرها ... ما ان اتاها صوته: حصة


لم تلاحظ الشحوب والقلق بصوته بسبب ما تشعر به .... هتفت بحدة: يا نعم .. خير انت بعد


تجاهلها وهو يقترب منها ويجرّها ناحية المنزل: صخي وتعالي يلا .... لازم نسير بوظبي الحينه


هتفت بقلق ما ان رأت وجهه الممتقع المخطوف اللون: جيه ...!! شو صاير بسم الله ....!!!


جرّها بحدة اكثر وهو يهتف من بين اسنانه: هب وقته الحينه



.
.
.
.
.
.
.



صوتها المتحشرج ما زال يرن بأذنيها


"دخيلج ... دخيل كل من يعز عليج لا تسأليني كيف عرفت ومن منو ... ييت اخبرج عسب تلحقون على بنتكم قبل لا يستويبها أي شي"


"ام خويدم .. مابا مشاكل ولا شوشرة .. الله يخليج لا تطرين اسمي لأي آدمي يسألج .. ورفجه"


"والله العظيم اني ما اعرف شي غير ان شي ناس يلاحقون بنتكم الحين ويبون يخطفونها ... والله ... حلفت"


"ماقدر اخبرج من منو سمعت ... والله ماقدر"


"دخيلج خليني بعيده عن السالفة .. مابا امايه تتعب واطيح عليّه ان عرفت اني لي خص باللي مستوي"





خرجت من سرحانها ما ان كرر عليها بطي سؤاله الصارم على الهاتف: آمنة ردي عليه


ردت بحزم: يا بوخويدم كم مرة اقووولك ... البنية محلفتني ما اييب طاريها ولا ادخلها بالسالفة


زفر بقهر قبل ان يغمغم: لا حول ولا قوة الا بالله ... ردت تقول محلفتني البنية ... يا آمنة السالفة هب سهلة شرات ما تتحرين .... فيها خطف ومسائلة وتحقيق وشرطة ....


آمنة بهلع: بيبلغون الشرطة !!!


هدر بطي بانفعال: ان خطفوا البنية اكيد بيبلغون الشرطة بيتريونج هم !!!


آمنة بتوتر: انزين انت رمست سلطان !!! عرفت منه لو لحقوا على البنية قبل لا يستويبها شي !!!


بطي: اتصلتبه من شوي وقالي البنية ما عليها شر ان شاء الله وبترد البيت بخير وسلامة


آمنة بارتياح: زين الحمدلله يعني قدروا يلاقونها


بطي بقلق شديد: سلطان قال جيه عسب يطمن روحه ويطمني .... بس لا ..... انا احس انهم ما لقوها يلين الحينه ... الله يستر


وضعت آمنة يدها على خدها وهي تهمس بخوف/قلق: يا ربيييه ....
واعليها عليها .... البنية عروس وباجر عرسها وجيه يستويبها !
حسبي الله عليهم شو يبون فيها هاييل !!!!


اشر بيمناه قائلاً بحزم حاد/باصرار: يا ام خويدم ودري السوالف عنج وخبريني انا على الأقل منو اللي خبرتج ... يمكن اروم اساعد سلطان ...


رفعت عيناها نحو السقف وهي تستغفر الله بخفوت: استغفر الله ... سامحني يا رب ... سامحني


اردفت بنبرة انثوية قوية: بس اسمعني ..... اسمها ما ينطرى لأي حد ...... زين ......؟!








نهــــاية الجــــزء الثــــامن والستــــون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:37 AM   #73

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



هالبارت .......... اهداء خاص ........... لـ طعون الحب ........... بمناسبة زواجها ............ الف الف الف مبرووووك حبيبة قلبي ...... وربي يسعدج ويوفقج في حياتج الايديدة .........


يالله عاد ما نبا دلع بنات هالايام .... عندج شهر بالكثير وتبشرينا بخبر الحمل ههههههههههههههههههههه .....


لولوة تحببببببببببببج .... وتعزج قد السما والارض ..... الله لا يحرمها منج يا جمييييييييلة ...... امواااااااااااااحححححح ....


يلا ابا الكل يبارك ويهني ويزغرررررط .... ابا يستوي هنيه عرس قبل عرس حارب وناعمة لووووووووول ......



.
.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)






الجــــزء التــــاسع والستــــون



،



لا عَـاصِـمَ الْـيوْمَ مِـنْ عَـيْنَيْكِ يَـعْصِمُنِي

أنَــا ابْـنُ نَـوْحِي .. غَـرِيبِي فِـيك لا يَـئِلُ

كمْ باتَ “رِمْشُكِ” يأتِي، بِي ويَذْهَبُ بِي

وهـــلْ لِـقَـلْبٍ ب”رِمْــشٍ” هَـكَـذَا قِـبَـلُ

ألْــقَـى عَــصَـاهُ عَــلَـى قَـلْـبِي فَـخَـدَّرَهُ

سِـحْـرًا لِـتَـعْبَثَ فِــي أَعْـصَـابِيَ الْـمُقَلُ

مِـلْـيونُ “هَـيْـتَ” عَـلَـى الْـهُدَّابِ نَـاطِقَةً

والْـقَـلْـبُ يَـخْـفِقُ .. والأبْــوابُ تَـنْـسَدِلُ

اللهَ…. يـــا كُـحْـلَـها حـرَّقْـتَـنِي شَـغَـفًـا

الله … يــا حُـسْـنَهَا مَــا عُــدْتُ أحْـتَمِلُ



لـ د. علاء جانب



،



أسابيع مرت منذ ان عاد والدها للحياة "منطقياً" ..... والى الآن ........... الى الآن لم يفتح قلبه لها ويحكيلها عن أي امر يخصه ويخص ذكرياته معهم ...... حتى عن والدتها رحمها الله .......


تجرأت عدة مرات وتحدثت معه بشكل "متحفظ خجول" رغم انها تشعر انها كالغريبة بالنسبة له ....... شعرت بهذا عندما رأته يخص فاطمة وروضة ببريق ابوي خاص لا تراه بعيناه عندما يراها ............. والسبب تجهله ........... تجهله وتكرهه !


ألأنه فقط فارقهم وهي ما زالت صغيرة ..... ألأنه فقط لا يتذكر من ماضيهه سوى ضحكات فاطمة الرقيقة وشغب روضة اللعوبة !


وهي !!!!!


اين موقعها من الاعراب !!!!!


في الأسابيع الفائتة ........ رغبت بشدة بالتكلم معه بعفوية وشغف كما كانت تكلمه وهو في الغيبوبة كل يوم لكنها لم تستطع ....

ارادت ان تعرف ان كان يتذكر احاديثها وقصصها وكل شيء يخصها لكن نظرة الفراغ بعيناه اعلمتها انه لا يعلم ولا يتذكر أي شيء !!


خجل .. خوف .. ربكة .. توهان .. تخبط ... هذا كل ما تشعر به ما ان تراه كل صباح ....


كما تشعر انها غريبة بالنسبة له ...... تشعر هي كذلك انه غريباً عنها وهي التي عاشت عمرها كله ترجو الله ان يعيد لها الانسان الوحيد الذي شعرت به يتنفس الحياة داخلها ...



: شـ شيخه


تركت الكتاب الذي في الحقيقة لم تركز في قراءة أي حرف منه بسبب شرود ذهنها ... وهتفت برقة: لبيه


: أبا ......


اقتربت منه وهي تسأله: شو تبا ابويه ..؟!


مسد شعره بحيرة ..... واضطراب ..... وهو يستفسر بصوت خشن متقطع: في ... في ..... بنت .... كانت ... تييني .... وانا ..... في الغيبوبة ....؟!


عقدت حاجبيها بغرابة: منو تقصد ..؟ .... محد الا نحن وووو ....... احم ...... امايه الله يرحمها


: الله يرحمها ..... ا ا لا ..... ا .... اقصد .... مـ ..... ماشي ... خـ خلاص


ابتسمت له بشكل باهت وحثته ليكمل: قول فديتك اللي في خاطرك ..


: ر ............ رفعه ............. اسمها ......... احم .......... ر فعه ...


: رفعه .....!!!







رفعه ........... رفعه .......... رفعه .......


اين سمعت بهذا الاسم بحق الله !!!!



ما ان تذكرت ...... حتى شهقت بصدمة عنيفة .....


تعجب من شهقتها ..... الا انه اكمل تساؤله بلهفة غريبة: تعرفينها ....؟! ...... وينها ...؟!


وجهها اصبح كـ قطعة رخام بيضاء شاحبة مصقولة باللاشعور .... الا شعور التحطم ذاته ! ...... اشاحت بوجهها وهي تهتف بخشونة: لا ماعرفها ...


ومن غير ان تعطيه مجال للرد ....... خرجت من الغرفة وهي تسيطر على دموعها الحارقة بقوة


لماذا !!!!


لماذا تذكر فتاة مجرد فتاة عابرة لا صلة له بها وينساني انا ابنته !!!!


كيف ................ كيف !!!!!


آآآآه ..........


استندت على الحائط وهي تحاول بشدة السيطرة كي لا تغرق المكان بدموعها ......

رفعت رأسها للأعلى ........... واخذت تتنفس بعمق ملؤه القهر والعصبية كي تمنع انهمار دموعها ......... لكنها فجأة انزل رأسها وهي تفكر بمنطقية للتو


والدها لن يسأل عن مجرد فتاة عابرة ...... لكن ........... لكن ما علاقته بتلك الفتاة بالضبط !!!

هي لا تعرف عنها شيء الا انها على علاقة بـ مسعود صديق والدها .......


لكن لمَ يسأل عنها ويظنها قد أتت إليه !!!


من هي ليتذكر والدها مجيئها إليه في حين انه لا يتذكر مجيئها هي شخصياً إليه بشكل مستمر ويومي .....!


سؤاله كان يدل على ان الفتاة قد أتت إليه اكثر من مرة ......




عضت شفتها وهي تتذكر ذلك اليوم الذي حدثت فيه المشكلة بين زوجها نهيان وابن عمهم خالد ...... ذات اليوم الذي طلبت رفعة من روضة ان ترى والدهم .......!!


وهي تبحر بين أمواج افكارها المتشبكة ومشاعر الخيانة والقهر ..... كانت تمشي على غير هدى في المستشفى ..... حتى توقفت فجأة وهي تراه يمشي امامها بثوبه الأبيض القطري ..... بكامل هيبته ورجوليته الكاسحة !

خفقات قلبها قد أعلنت حالة استنفار تام ......... وموجع !

تكذب ان قالت انها لم تشتاق ........ بل اشتاقت ..... واشتاقت ...... واشتاقت ......... لكن ما ساعد في إزاحة تفكيرها عنه قليلاً الفترة الماضية هو والدها ............


هه ........ والدها الذي يعتبرها غريبة عنه كلياً !!!!


آه ............. شر البلية ما يُضحك ههههههههههههههههه




ارتعشت مقلتاها ما ان رأته يخفض نظارته الشمسية عن جسر انفه ............ ويحدّق بها عن بعد ....... بنظرات لم تجد لها وصف ........ الا انها غريبة ......... شفافة ........... "مخنقة للأنفاس" !


لأول مرة ينظر لها بتلك الطريقة .... وبذلك البريق الخاطف المشتعل ........!

مشاعر الرجل البحتة بها تطغى بكثير عن مشاعر الحنان والطيبة التي اجتذبتها نحوه من قبل !

رباه ............... عيناه البنيتان اصبحتا كـ حجرتان بركانيتان حاميتان ........

ما الذي يفكر به هذا الرجل الآن وهو يقتلها ببطئ .... بإثارة ..... بألم لذيذ !



ابتلعت ريقها الذي غدا ثقيلاً كثقل أنفاسها .... وجسدها .... وهي تراه يستدير بهدوء ..... ويسير باتجاه المصاعد !



تعلم انها تفكر بجنون ... لكنها لم تتمكن من منع نفسها من السير خلفه .... وحمدت الله ان بعض الممرضات كانوا في المصعد ذاته !


لمحت بطرف عيناها وهو يضغط على زر طابق والدها ......... قبل ......... قبل ........


رباه ........... كان يكتم ابتسامته بقوة عنها ..........


ويحه .......... أعلم انها انجرت خلفه مثل البلهاء ومن غير سبب محدد معقول !


اخ ........ يا لغباااااائها .......... كيف تصرفت بهذه الطريقة المشينة والغبية امامه !!!!


حسناً ....... احم ........ هي لا تلحقه ....... هي تريد العودة لغرفة والدها ...... ليس حرام او عيب ما تفعله ..... أليس كذلك !!


افففففف .... تباً لك شيخة ولـ تفكيرك الذي تحاولين خلاله الانقلاب على الحقيقة الواضحة وضوح العيان امامك ......


عندما وقف المصعد امام الطابق .... فتح الباب على مصراعيه .... لكنه لم يخرج .... بل تنح قليلاً وهو يهمس برجولية راقية:
تفضلي


تنحنحت بخفوت .... وبخجل فظيع ..... وخرجت هامسةً له بالمقابل: تسلم زاد فضلك


وضع يداه داخل جيوبه ...... واخذ يتأمل حركتها .... وربكة خطواتها الواضحة .....


وجهتها هي غرفة والدها ..... الامر جلي له !


حسناً ....... سيحرص على ان تبتعد هذه الصغيرة الحلوة عن مكان تواجده عندما يفاتح خليفة بالموضوع الذي جاء إليه اليوم !


ما ان اقتربت من الغرفة ..... حتى استدارت ....... وادّعت الاستغراب وهي تقول: تبا تحدر على الوالد ..؟!


ابتسم واعطاها نظرة ذات معنى قبل ان يقول بأجش: لو ما عندج مانع ..


تلعثمت بتوتر وتراجعت قائلة: لا لا ابد .. حياك ..


ومن باب الذوق وإعطاء الاحقية له كـ رجل .... تراجعت وتركته يسبقها بالدخول


هتفت بنبرة خرقاء مرتبكة بشدة: خـ خـ خلاص انا عقب برد للوالد .. خذ انت راحتك وياه


مص باطن خداه بمكر خفي ..... قبل ان يومئ رأسه بهدوء ويقول: ما رح ابطي عنده ان شاء الله .. مجرد فحص خارجي ونوتس على السريع وووووو .......


كانت تنظر له بخدر ..... بانبهار لم تستطع اخفائه .......... اليوم هي حقاً لا تستطيع السيطرة على غبائها ..... ما الذي حل بها بحق الجليل !!!


: وبس ....


قالت وهي تضيق عيناها الغائمتان: هاااه !!


ابتسم ابتسامة كبيرة وهو يكرر: وبس ....... قلت وبس .....


فغرت فاهها بشكل مضحك ..... وما ان استوعبت تصرفها وكلامها ... تراجعت بتعثر وهي تقول بخجل وتوتر بالغان: ا ا ا هيه .... زين ... زين ......


استدارت ومشت بسرعة .... وبعضاً من العرق يتصبب من جبينها ........


لا لا .......... اليوم حالتها العصبية والنفسية غريبة بحق ..... ومجنونة !


تحتاج ان تسكب على رأسها قدراً من الماء المثلج كي تستقيظ من هذه الحالة حالاً ......



.
.
.
.
.
.
.



تأوه وهو يفتح عيناه بصعوبة وألم شديد ينهش رأسه: أخخخخ


: ذيااااب ... انت بخير ...؟!


عندما رفع اجفانه الثقيلة ........ سقطت عيناه على حارب المشرف عليه والذي كان بحق يصطلي بنار الجزع عليه .......


غمغم بخفوت مختنق ملؤه الاعياء: ناعمة ............ ناعمة


هدر حارب بانفعال وهو يحاول اسناد رأس ذياب على ذراعه: شو صار ذياب .... خبرني كل شي


حاول ذياب النهوض وهو يمسك رأسه وهو يردد بقلق: ناعمة ... نا ............. اخخخخخخ


حارب: لا تنش ...... خلك مكانك أخاف شي فيه منكسر


قال وهو يتنفس بصعوبة: حـ حارب .... شو صار .... وينها ختيه ...؟!


ابتلع حارب ريقه بحدة وقال: هالسؤال اللي أبا اجابته ... ما شفت ويوه اللي سووبك جيه !!!


: ما اعرف .... ما ... اعرف .... اللي ... اتذكره .... اني وقفت موتريه لاني شفت ورايه دورية اديملي ... ظهرت حق الضابط ..... ووووو


حارب وهو يجر الحديث منه بحدة: عقب !!!!


: حد زخني من ورا وسكر حلجي بخلقة ...... عقبها ما عرفت شو صار .... بس راسي يعورني شكله الكلب عقني وطحت على راسي ...... شو السالفة منو هاييل حارب ...!!!


وقف حارب ........... وهو ينظر حوله بقهر عاتي ......... والندبة بين حاجباه تنبأ بالشر ... الشر الماكن


قطب حاجباه ما ان سقطت عيناه على هاتف ما مرمي بعيداً عنهم


هرع اتجاهه ....... والتقطه ............. وعلم انها صاحبته !!


من رائحتها الملتصقة بغلاف الهاتف العنابي المخملي .... من حرف النون القابعة خلفها بنقشٍ عربي جميل !


برقت مقلتاه بوعيد شيطاني اسود وصورة عيناها الجزعتان المناجيتان لا تفارق نبضات قلبه المرتعدة ابداً



.
.
.
.
.
.
.



صرخت بجزع وهي تتفادى بمعجزة من الله الحافلة التي كانت تسير امامها بالضبط


مسحت دموع رعبها الهستيري وهي تتوسل الله برجفات لا نهاية لها ان تتمكن على الأقل من الإفلات من هؤلاء الاوغاد الذين يلاحقونها


لا تعرف لمَ يلاحقونها ... لا تعرف ...... لكن الذي تعرفه ان الحديث الذي جرى بينها وبين جدتها منذ بضعة اسابيع هو ما حرّك سرعة بديهيتها وتصرفاتها .... وجعلها تقود سيارة لأول مرة في حياتها ومن غير ادراك حسي منها !



"



: يدوه شبلاج تصيحين ...؟!


: آه يا بنتيه ..... ما دريتي ....


: لا بسم الله شو صااااار ..؟


: بنت شيخوه البحرينية في المستشفى ... بين الحياة والموت ..... يقولج بغت تنتحر


شهقت بهلع وصاحت: لييييييييييش !!!


: يا ويلي عليها ويلاه ..... عورت فواديه يا نعوم ...... بنيه شرا الوردة جيه يستويبها !!! حسبي الله عليهم يا ربيه ... حسبي الله عليهم


: يدوه شو صار خبريني ....


: هذا يا بنتيه .... خالتها تقول انها وهي تسوق خط الفلاح ... وقفوها دوريه اونه بيخالفونها ... وهي المسيكينة على عماها ما تدري .... وقفتلهم .....
وكان الليل ... وهاك الشارع تعرفينه في آخر الدنيا .... ولو انذبح جدامك حد في الليل ما بتشوفينه .....
المهم عاده .... المسكينه ما كانت تدري ان الدورية أصلا عصابه ومتنكرين ..... خطفوها وسووبها الهوايل لا بركتن فيهم الكلاب
ومن عقبها وهي متخبله وحالتها حاله ......


وضعت يدها على فمها بجزع وهي تصيح بحدة: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم اللي ما يخافون الله ..


: تحملي يا بنتيه من هالاشكال ... حتى ل كنتي ويا الدريول ولا ابوج ولا اخوج .... تحمممملي ... الدنيا صاير تخوف ومحد يتأمن لحد .... اللهم نسألك العفو والعافية وحسن الخاتمة ....



"



صاحت برعب بالكاد تسيطر على هستيريته القصوى ودرجته العليا: يا ربييييييه ... يا ربييييييه ..... شو اسوووووي !!!


ضربت المقود بعنف عدة مرات ووجهها في كل ثانية تمر يزداد امتقاعاً وشحوباً من الارتباك/الجزع: وين اروووووووح وين اروووووووووووح !!!


تذكرت اخاها الذي سقط بين أيديهم وانهمرت دموعها بغزارة عليه ..... عليه هو فقط ......


رباه ........... رحمااااااااااااك


تذكرت ما حصل منذ قليل وعيناها على السيارة التي تلاحقها والسيارات الكبيرة التي تسير بجانبها بشكل مخيف لم تعتد عليه ابد



"



نظر اخاها لمرآته الامامية وهي يهمس متعجباً: موتر يديملي ... اوهووو لا يكون دورية ... هب متفيج للمخالفات الحينه ... بعدني ما دفعت مخالفات الشهر اللي طاف ...


ضحكت بشقاوة: ههههههههههه دواك محد قالك تجاوز الشاحنات والشارع ضيج ..


ذياب بحنق: لو بتم وراهم ما بنوصل الا فليل يا حلوة ..


تأفف بضجر قبل ان يوقف سيارته ... ويخرج منها متجهاً نحو السيارة خلفه ..... بينما هي قررت ان تلعب قليلاً بـ لعبة شيقة بهاتفها ريثما يعود


لكن صوت خشن مكتوم اوقفها فجأة من لعبها ..... نظرت من المرآة الجانبية واذا برجلان يحاولان كتم انفاس اخيها بقطعة قماش .....



من فرط هلعها .... وصدمتها ..... فتحت باب السيارة وخرجت .......

الا وانها ..... وبردة فعل ذكية نزلت عليها فجأة من السماء وعلى شكل "نعمة حقيقية" ....... تذكرت حديث جدتها السابق وربطته بما تراه الآن ....


شهقت برعب وهي ترى احد الرجال الملثمين يمشي اتجاهها ...... وبسرعة متعثرة هستيرية عادت لمقعدها وقفزت مباشرة لمقعد ذياب وأقفلت الأبواب كلها عليها ..... لم تبالي بهاتفها الذي سقط منها في الخارج .....


لم تبالي الا............. بـ شرفها !



ومن غير تفكير ...... اندفعت بالسيارة ....... بعد ان حطّم ذاك الملثم النافذة اليمنى وطار زجاجها خادشاً كف يدها حتى سالت منه الدماء ....



"



تأوهت وهي تزيح يدها المخدوشة من المقود ..... ومن فرط ما مر بها من احداث مروعة بدأت تشعر بتقلب بمعدتها .... وبضغطها ينخفض شيئاً فـ شيئاً ....... دوماً هي تسقط ضحية هبوط الضغط ما ان تمر بمواقف مروعة مخيفة !


همست برعب ..... وبالكاد تحاول السيطرة على اعصابها واعيائها: يا رب .... يا رب ...... شو اسوي الحينه ....؟!




رباه ..... هي حتى لا تعرف اين مكان منزل ابنة عم والدها العجوز لتذهب إليه تطلب المساعدة والحماية ......




اتسعت عيناها فرجأ ما ان لمحت من بعيد عدة بنايات صغيرة فيها بضعة دكاكين ومحلات لبيع الخضار .....


ومن غير تردد توجهت إليهم لكن السيارة التي تلاحقها ازدادت في سرعتها لتمسكها قبل ان تصل لمرادها


صرخت ما ان شعرت بالسيارة تقترب منها لتصطدم بها عمداً ... وارتعشت حد الجنون وكادت تترك المقود هلعاً لكنها تذكر حديث جدتها مرة أخرى ........... وانتفضت اوداجها بغضبٍ حقيقي عاتي


لن ينالوا منها ......... ابداً ........... الا شرفها ............. الا شرفها !


احكمت قبضتها على المقود ........ ودعست بأقوى ما عندها على دواسة البنزين .......... الى ان اقتربت من البنايات


أوقفت السيارة بعنف اصدر صريراً عالياً امام احدى البقالات الصغيرة ... ونزلت راكضة تصرخ مستنجدة بأحدهم


ظنت ان الرجال في السيارة سيبتعدون خوفاً .......... لأنها وكما ظنت مجرد طائشين يريدون اللعب والاستمتاع فقط ..... لكن الذي اذهلها انهم أوقفوا السيارة خلفها وعلى ملامحهم ابتسامة كبيرة ماكرة وكأنهم لم يصدقوا انها وبكل غباء أوقفت السيارة بنفسها !


دخلت البقالة التي امامها واخذت تصرخ على البائع الهندي: عطني تلفوووون بسرررررعة

وقبل ان يعطيها هو بنفسه .... كانت تسحبه بحدة نحوها .... واخذت تضغط على عدة ارقام تحفظها عن ظهر قلب


ما ان شعرت بالآخر يرفع هاتفه .... حتى صاحت بهلع مرتعش: حااااااارب .... حااااااااارب الحققققققني


انتفض بوقفته وهو يصرخ بعنف بعد ان شعر بالحياة للتو تدب في روحه اثر سماعه لصوتها العذب: ناااعمة ..... انتي ويييييييين ... طمنيني عنج ....... انتي بخيييير .....؟!!!


: حاااااارب انا ...... انااا .... ذ ... ذيااااااب


هتف محاولاً تهدئتها قبل ان تنهار كلياً: انا هنيه جريب منج ... وذياب وياي .... خبريني انتي وييين ....؟!


صرخت على الهندي بهستيرية: شو اسم دكاااانك ..؟!


البائع الهندي بخوف: ا ا ا دكان شهاب


قالت لـ حارب وعيناها الحمراوتان الهلعتان على باب البقالة: حـ حااارب .... دكان شهاب ...


هتف بانفعال جاهلاً مكان البقالة: وين هااا ..!!!


شهقت بصوت مختنق متهدج وهي تصيح: ماااعرف مااااعرف ...


............ وانقطع الاتصال فجأة !




ناداها حارب بهلع: ناااااااااااعمة


ضرب بكوع يسراه النافذة بقربه وهو يشتم بغضب هؤلاء الاوغاد الانذال .... ونظر بطرف عيناه الى مرآته الجانبية نحو ذياب الذي تركه بصعوبة وبمحاولات عديدة تحت عهدة أفغاني مر منذ قليل امامهم بسيارته الأجرة .... هذا بعد اقسم له بأغلظ القسمات ان لا يعود الا واخته معه .....


لم يرغب البتة بالمجازفة بأخذ ذياب معه وهو ليس متأكداً بعد من سلامته كلياً .... خاف بجانبٍ آخر ان يورطه ويدخله بأمورٍ لن تزداد بالتأكيد الا تعقيداً فيما بعد ......!!


زفر نيران حرقة روحه وهو يذكر الله بخفوت ويدعوه ان يحفظ له سمراءه ......


ليس بيده الآن سوى الدعاء والتحكم بانفعاله حتى يجدها .....


حسناً ........... ماذا قالت !!


بقالة شهاب !!!!


اين تقع هذه البقالة بحق الله !!!


أخذ يبحث بعيناه هنا وهناك على محلات قريبة لكنه لم يجد ............. وبعد سير طويل متواصل


رآى من بعيد بنايات متلاصقة قديمة ........ ومن غير تردد توجه إليها وكله امل ان يجدها هناك .......



.
.
.
.
.
.
.



: وين سااااااااارت !!!


: مااااااعرف .... ولقعه تلقعهاااا ... فااااااااره .... كل ما نبا نزخها تشرد عنااااا ..... ما ظنيت انها جيه ذكية وتروم تشرد عنا بهالسهووولة


: والله لو عرف البوس باللي يستوي بيكفخنا يلين ما نزوع العافية ..... وبيقعد سنة جدام يذلناااا ويقول بنية صغيرة رامت عليكم يالجلاب ...


: حمود صخ عني ياخي روحي زايغ ومتوتر ..... وين انقلعت هالحـ..... !!! عوذ بالله منهااااا


: رشود انا تعبت من الركيض


: اتعب يوم نحصلها .... لانا لو ردينا وايدنا خاليه منها ما بنسلم من عقاب بومرشد ... تعرف زين شو ممكن يسويبنا لو ما اتمينا هالمهمة ...... والله لا يدفنا تحت سابع ارض


: بس ما حصلناهاااا ياخي شو نسوي يعني ... نجتل عماااااارنا !!!!


: تعال تعال بندور في هالخياط يمكن خلت حد من هالبتان يدسها عنده .....


غمغم بضجر: زين يلا طوف جدامي ..





بعد دقائق



خرجا وهما يلعنان الفتاة التي طارت فجأة من بين ايديهما بعد ان كادا يمسكان بها في البقالة .....
فـ هي وما ان أغلقت الهاتف .... حتى استدارت راكضة بسرعة فائقة ...... ولحسن حظها البالغ ...... تمكنت من الهروب منهم من باب البقالة الخلفي المفتوح على مصراعيه ....... كانا سيتمكنان من الإمساك بها لطبيعة جسديهما وسرعتهما لكن صاحب البقالة أعاق حركتهما بأن رمى بضعة كراتين من البطاطس امامهما فجأة ولم يدركا الوضع الا بعد فوات الأوان .... بعد ان سقطا ارضاً على وجهيهما ......

المسكين اخذ نصيبه من الضرب المبرح لكنه على الأقل اراح ضميره وساعد الفتاة بأبسط الطرق الممكنة ....




شهق الأول فجأة وهو يرفع يده المرتعشة ويصيح: رشوووود ..... الل ... الحححق .... هـ ... هذاااا حااااارب


التفت الثاني نحو السيارة التي تسير نحوهم بتوحش كـ صاحبها تماماً .....


رآهما ........ وعرفهما ........... عرف بالضبط من يكونا .......... سبق ورآهما مع أبا مرشد في احدى صوره الموجودة عند سلطان ....


عض باطن شفته السفلية ....... وبعنف شديد ..... التمعت عيناه بشيطنة مرعبة ..... شيطنة تولدت فيه منذ سنين وها هي تخرج بأقسى صورها واشرس عواصفها !


أوقف السيارة بحدة .... والتقط مسدسه بسرعة وخرج ....




لم يكد يخطي خطوة حتى تراجع مخفضاً رأسه متجنباً رصاصة خرجت من احدى أسلحة الرجلان ......


لم يفكر حتى بالتراجع اكثر ...... رفع يده مسدداً بمهارة رصاصتان ..... واحدة أتت مباشرةً نحو يد الذي صوّب نحوه ..... والثانية أتت في ساق الثاني .......


ركض بسرعة مجنونة ... وبرشاقة جسده المتناسق الصلب ..... نحو الاثنان ....... حتى دعس على بطن الثاني .... وامسك بعنق الأول ...

زمجر بغضب متوحش شرس ....... شرس حد النخاع: وينهاااااااا ....!!!


هتف الأول برعب شديد: مـ ... مب عنددناااا


لكم فكه والشرار يتطاير من عيناه .... وكرر مزمجراً بأغلظ واقسى من ذي قبل: وينها يالكلب انت ويااااااااااااه ارمسوووووا .........


صرخ الذي يتأوه من ساقه وهو يقسم بالله انها ليست معهما: و و ... والله مب عندناااا والله ......


صوّب المسدس نحو رأس الأول وهو يهدر بـ فحيح مشتعل: قسماً بالله العظيم ..... ان ما قلتولي وينها ..... لاظهر كل الرصاصات في روووسكم ......


كرر بصراخ قاسي: وينهاااااااااااااا .......!!!!!



: حـ ..... حاارب



التفت بحدة نحو الصوت المرتعش الرقيق الآتي من خلفه ....


همس من بين اهتزازات عيناه المظلمتان: ناعمة


لا تعرف كيف تمكن من ايجادها .... الا انها الآن وهي تراه امامها ويناديها بصوت الخشن الحنون ..... تشعر ان الأمان عاد إليها فجأة من حيث لا تعلم ..........

ركضت نحوه بلهفة وربكة وتعثر ..... حتى احتضنت ظهره وهي تبكي بخوف شديد: حـ .... حااااااااااااارب


عندما التصقت به ......... وشم راحتها ............ واحس بنبضاتها تتداخل شيئاً فشيئاً بين نبضاته ............


انتصب ظهره بقوة جبارة ........... شاعراً رغم عنه بالغضب يتزايد به لأن الاوغاد قد ابكوا حسناءه وسببوا ببث الخوف والرعب فيها .....


لكنه سرعان ما انتفض هلعاً ما ان رآى يمناها تنزف وبقايا زجاج عالق به بشكل مرعب بشع .....


غضب .......... غضب بركاني اشتعل وثار بروحه حد السماء/الأرض




خرج زئيراً غليظاً من اسفل قاع من حنجرته ..... قبل ان يرفع سلاحه ويضغط عدة طلقات على رأس الأول ......


صرخت ناعمة بصدمة مهولة ....... ولم تتحمل ...... سقطت ارضاً مرتعبةً من صوت الرصاص المدوي .......


ثم وجّه سلاحه نحو رأس الثاني ........ لكنه توقف ما ان سمع بكاءها يشتد ويحتد بينما تصيح به متوسلة بخوف هستيري: حارب لاااااا لاااااااااااا دخيلك لاااااااااااااااا


صدره يعلو ويهبط بعنف ............. وعيناه محتقنتان كاحمرار احدى جمرات جهنم !



تشبثت بثوبه الأبيض وهي بأكملها ترتعش: لا لاااا ... دخيلك لا حاااااارب

اوقفها على ساقيها المرتعشتان بحدة واحتضنها بقوة بذراعه وهو يزمجر بحنان متوحش: خلج قوية ..... انتي حرمة حارب بن محمد ....


امسكت به وهي تغرق وجهها بصدره وتهتف من بين دميعاتها وشهقاتها الناعمة المتحشرجة: ودني بعيييييييد ..... دخيلك حارب ودني بعيييييييييد عنهممم ....... انا ........... انا بموووت لو تميت هنيييييييييه ......


احتضنها اكثر ... وبعنف اشد ....... ودعس بحذائه على بطن الرجل الذي سقط مغشياً عليه من فرط الدماء التي نزفها جسده ........ قبل ان يتوجه نحو سيارته ومعه محبوبته التي انهارت فجأة ببكاءٍ حاد قاومت انفجاره المريع منذ ان رأت اخيها يسقط امام عيناها !


: وين .... وين ذيااااااب ....!!!!


لم يجبها ..... فقط اوقفها امامه وهو يبتلع ريقه الجاف ......


نظر نحوها وهو يهتف بقوة راغباً بنزع الزجاج من يدها الدامية: تحملي ......... عشاني


همست بصوت مرتعش صادق: عشانك بتحمل اي شي ....


لكن كلماتها وارتعاشة البحة خلالها كانت تخبره بوضوح انها خائفة ....... وبجنون ..........


لذا ................. ومن غير ان يعطيها فسحة للتنفس ......... هجم على شفتيها من غير رحمة ......




شهقت برقة وهي تستقبل هجومه العاطفي المتوحش ......... أغلقت عيناها بحيرة ..... وتوق ....... ووجع !

بـ تخبط ...... واثارة .......... وولع !


رباه .................... كم تعشق عاطفته التي تخرج فجأة وفي أوقات غريبة عجيبة غير متوقعة !




همست بعشق ثمل ..... متخدر ...... غير واعي ابداً ..... ومشاعرها تتقلب مع تقلب هجومه المفاجئ الشرس: آآآه كم احـ...... آآآآآآآآآآآآآآييي ......



ابتعدت عنه وهي تمسك يدها بقوة وتصيح بألم: حااااااااااارب


لكن حارب لم يكن معها ........ كان هائماً بالكلمة التي قطعها قبل ان تكتمل نصابها .... قبل ان يستوعب انها كانت ستخرج منها لولا انه نزع الزجاج من يدها بسرعة !


كانت ستقولها ........ اجل ......... كانت ستقولها ......... يقسم على هذا !


نزع الغترة من على رأسه بتوتر شديد متعثر وقلبه يخفق بجنون ......... بجنون حقيقي !


لفها حول يدها بحذر تحت انينها وتوسلاتها الرقيقة المتأوهة ....


رباه ............ كانت ستقولها ......... وهو الابله المتسرع قطع كلماتها من غير ان يشعر !


ابتلع ريقه بصعوبة ......... وسحبها معه نحو سيارته ..........


سمعها تغمغم بحنق طفولي ...... وبعاطفة ما زالت تنبثق من كل مسامات وجهها وجسدها: يا قاسي ......



لم يتكلم ........... كان ما زال تحت تأُثير رعبه عليها ....... ومشاعره الضارية نحوها ونحو كلمتها تلك !


عندما اجلسها على المقعد ... مسكت ذراعه وهي تقول بقلق: ذياب ... ذياب وينه ؟؟


هز رأسه بشكل متوتر وهو يجيبها على مضض: بخير بخير لا تحاتين ...


حرّك سيارته ..... وعيناه على الشارع ..... وعليها .........


علمت بما يرن كالطبل بقلبه وروحه ......... لذا ..... وبغرام .... وارهاق شديدان ........ اقتربت منه محتضنةً ذراعه بيداها الاثنتان وهي تهمس بخفوت أليم: لا تخاف ...... ما دقوا مني شعره وحده .....


ارتفعت عيناها وهي ترمش له بـ قوة انثوية تخللها خجل .... وعزة .... وثقة .... مذكرةً إياه بكلامه السابق: انا حرمة حارب بن محمد


قبّل رأسها بعنف رجولي اثار عذاب حبها اكثر واكثر ..... وسأل بخشونة مبحوحة: كيف شردتي عنهم ...؟!


أسندت جانب رأسها بإعياء على ذراعه ... واخذت تحكي له بالتفصيل كيف جرى الامر معها .... ومع كل كلمة تخرج من فاهها .... كان تزيده اعجاباً بها وذهولاً من ذكائها وسرعة تصرفاتها ....


ووجد نفسه يقهقه بـ سعادة وهو يقرص برقة انفها: ما شاء الله عليج ... ذيبة

نظرت نحوه وهي تبتسم له بزهو من بين شحوب وجهها .... وهمست: افا عليك ... اعيبك ......


نظر نحوها بعيناه الفهديتان البرّاقتان المفتونتان بها ......... وهمس: دومج تعيبيني ....


اخفضت اهدابها خجلاً ........ واغرقت نفسها مرة أخرى بدفئ ذراعه ........... الا انها هتفت بعد حين بهلع: يعني هاييل صدق كانوا يبون يخطفوني عسب يـ......... اويييييييييييه .......... حااااااااااارب ......... صدق كانوا يبون يخطفوني !!!!!




آه من محبوبته البريئة ........... تجهل ان الامر اكبر من مجرد رجال معتوهين مرادهم اللعب واغتصاب النساء ....... تجهل ان الامر يفوق هذا بكثير ......!


لكن من يعرف ........... كان بإمكانهم بحق سلب شرفها لولا رحمة الله وسرعة وصوله إليها !


الاوغاد .........




طمأنها حارب بثقة قوية: المهم انتي عندي الحينه ... ومحد يروم يسويبج شي .....


ناعمة وقلبها يخفق بحب ماكن: هيه ...... صح ........
بس ... بس كيف عرفت اللي صار ... ذياب اتصلبك ..؟!


رد مخفياً عنها الحقيقة: هيه ...... هو اتصلبي وخبرني


: اهااا


احتقن وجهها حرجاً وخجلاً ما ان سألها من بين عقدة حاجباه: انزين في شي ما قلتيلي عنه ... وين كنت منخشه قبل لا ايي انا ..؟!


ابتعدت عنه بذات مشاعرها الحرجة وفاجأته بقولها: ريحتي خايسة صح ..؟!


رفع كلا حاجباه بدهشة مُضحكة وقال: ريحتج انتي خايسة !!!!


ضربت كتفه بدلال ملؤه الحرج والخجل والخزي وهي تصيح: لا تقص عليه حااااااااااااااارب


تأملها من رأسها .... لأخمص قدميها ..... حتى عادت عيناه تستقران على نجلاء عيناها والتي ازدادت جمالاً مع بقايا دموع عالقة بين اهدابها واحمرار متورد في وجنتاها ...

ابتسم ببطء مثير وهو يهمس بأجش: يوم انج تتحرين ريحة الدخون والفانيليا والياسمين خايسة .... فـ ها شي راجعلج ... اما انا اشمها غاوية .....


صمت وهو يتأمل شفتاها اللتان ارتعدتا خجلاً لكن هذه المرة من نوع آخر .... نوع اثار رجولته وألهبها بجنون ...... ثم اكمل: من الخاااااااطر


عضت شفتها السفلية وهي تبرر بصوت مبحوح تلعثم من هول المشاعر الهائجة بروحها: لـ .. لأني شسمه .... احم ...... انخشيت داخل شاحنة زبالة الله يعزك .. باب الشاحنة كان مبطل ودريولها هب فيها ... جان انخش تحت السكان واسكر عليه الباب .... ويوم سمعت حسك طلعت سيدة ....


نظر إليها بصدمة وقال: في ذمتج ...؟!


وضعت يدها على خصرها وهي تهتف بانفعال: هيه والله عيل تباني اخليهم يزخوني ..!!! يخسووووووووون .....


جرها فجأة من ذراعها اليسرى وهو يضحك بصوت رجولي رنان قبل ان يحتضن رأسها ويسنده على يمين صدره ويقول بافتتان شديد:
والله ما غلطت يوم خذتج يا بنت هامل ..... ذيبة بنت ذيب ...


ابتسمت بتورد وغرور فاتن لذيذ .... قبل ان تنظر إليه من تحت وتقول بتوتر خجول: يـ ... يعني ... يعني هب ندمان ..؟!



علم انها تقصد المشكلة التي حصلت بينه وبينها منذ أسابيع ...... نظر إليها بطرف عيناه بنظرة خاطفة وعاد ينظر للشارع امامه قبل ان يقول بنبرة ذات معنى: لا طبعاً .... بس عتبان


هتفت بسرعة ... وبصوت خفاق مؤلم جافى صاحبه الراحة مدة طويلة ..... وهي تمسد برقة ذقنه الخشن: اعتب ... قول اللي تباه .... سو فيّه اللي تباه ..... بس لا تجافيني واتظهرلي الويه البارد منك ..... لانيه ما اتحمل هالشي منك ...... انت بالذات ما اتحمل ......


حرك ثغره حتى أصبح ملاصقاً لأصابعها الرقيقة ...... قبّلهم بنعومة قبل ان يقول بهدوء رزين اخفى خلفه دغدغة روحه بكلماتها الحلوة ومشاعرها الصادقة العبقة: حصل خير


همست بفم مزموم: صدق ولا تبا تسكتني بس ..؟!


"هدوءه الرزين" قد تبخر لوهلة .. وهو يحدق بها بعينان التمعتا بعاطفة حارة .... هاتفاً ببحة خشنة: لو بتمين ترمسيني بهالنبرة احتمال ما اردج اليوم عند هلج ...


شهقت بصوت مكتوم وهي تبتعد عنه لكنه اوقفها واجبرها مرة أخرى ان تعود لحضنه كاتماً بقوة قهقهة صاخبة مستمتعة ......


رفع بعدها هاتفه وارسل رسالة لـ سلطان يطمأنه انه وجد ناعمة وهي الآن بأمانٍ عنده



.
.
.
.
.
.
.



جلست قربه وهي تضحك على زايد الذي يفتعل التصرفات المضحكة من فوق لعبة القطار السريع ليسرق انتباهها وابيه نحوه: ههههههههههههههههه شوف شوف زيود الخبل .... ههههههههههههههههههههههه يا ربيه هالولد على منو جيه طالع ....!!!


ابتسم احمد بدفئ وهو يجيب: على اخويه بطي .... من استوى وهو مخبل باليميع


بدهشة قالت: اوونه !!! والله اللي يشوفه يقول غير عن جيه هههههههههههههههه


احمد وهو يسترسل معها بالحديث: لا جيه ونص ... ومن هو صغير محد كات يوم عليه الا اثنينه .. سعيد اخويه الله يرحمه ... وخيزرانة خويدم علني هب بلاه

حنان: ههههههههههههههههههههههههه ههههه ما شاء الله عليه


احمد مضيفاً ببسمة عذبة: وعياله مخبل شراته .... الا سلطان اللي شوي هادي وثجيل ....


اكمل بصدق ومن غير زيف: الظاهر طالع على سميّه


حنان بعفوية: هيه سلطان هادي وو......


سكتت فجأة



عقد حاجباه باستغراب: شبلاج سكتي


تلعثمت بتوتر .... وهي ترمقه بنظرة بريئة خائفة: ا ا أخاف تعصب لانيه ارمس عنه


امسك يدها بحنان ... وقال لها بهدوء لطيف: لا ما بعصب ... ارمسي خذي راحتج


: زين .... شو كنت أقول أصلا !!


ضحك منها ومن لذة سذاجتها وقال: هههههههههههههه عن سلطان ...


ابتسمت حنان وه تشعر بالخجل يتصاعد منها كلما أعطاها احدى ابتساماته او ضحكاته .... وقالت بإعجاب اخوي بحت: هيه ... كان هادي وفي حاله ما يخصه في حد ..
تصدق .... كنت أتمنى يكون اخويه ..... وايد وايد حنون .... احيد قبل يوم كنت اخاويه هو وابويه المدعى ... كان ....


: المدعى !!!!


همست بتعجب: ا ا هيه .


سأل مذهولاً: لج في الطيور ..؟!


ابتسمت بشغف واجابته: هيه .... مالتيه في عزبة ابويه ... ووو....


قاطعها بحدة فاجأتها: ليش ما قلتيلي قبل ...؟!


شعرت بالتوتر ..... وقالت: ا ا ا ما .. ما يه في باله ...


قال بصرامة: اباها


فغرت فاهها قبل ان تقول بعدم استيعاب: هاااه !!


كرر بانفعال .... واندفاع ............ و"تملك قاتل": اباها ...... أبا اشوفها .....


همست بتخبط: ا ا انزين .... رمّس ابويه وخله يراويك


هتف بحدة اثارت تعجبها: اباها عنديه انا


قالت وهي ترمقه بعيناها الحائرتان: ا ا انزين احمد ... شلها من عنده ...
انا لو ادري انك مهتم بهالسالفة جان من زمان خبرتك ...... آسفة


لم يجبها ....... كان فائر الجسد .... والفؤاد .......... معرفته بحقيقة ان زوجته تحب الصقور وتهوى تربيتها ... وان طيرها عند رجل غيره حتى لو كان والدها ............ اشعرته ......... بالنار ............ النار بمعناها الحقيقي والمعنوي والحسي !

لكن في ذات الوقت .............. شعر بشعور غريب كبير يجتاحه .............. ان يدرك ان زوجته تحب الهواية التي يحبها هو شخصياً ....... امر ابهجه ........... وصدمه كذلك !

ان يعلم ان زوجته تتشارك معه بعض الأمور ...... وتهوى مثله ذات الأمور ........... فـ هذا امر ............ اربك حصونه وزلزلها !


نادته بتوسل عذب: احمد


لم يجبها كذلك ...... فقط اشاح بوجهه عنها ...... انفعالاً .... وحيرةً ..... وتوتراً .....


اقتربت منه وهمست: احمد عاااااد


نظر إليها بطرف عيناه ..... ثم اعتدل بجلسته وهو يستل هاتفه ويفتح صفحة حسابه في موقع الانستقرام الشهير ....


أعطاها الهاتف وهو يقول بصوت جاف: سيّاف .....


فتحت ثغرها انبهاراً .... واعجاباً .... وذهولاً من جمال ورشاقة الطير ..... وقوة عيناه وجسده .....


كان بحق مذهلاً حد اللاوصف ......


هتفت بصدمة: اسمه سيااااف !!


رد ببسمة جانبية خفيفة: هيه نعم


: شمعنه يعني ...؟!


اجابها وهو يقلب الصور امامها ويريها طيره من شتى الجوانب ومن عدة زوايا: لانيه مره هديتها على حبارى وظربها .... ويوم قدني واصل عنده ريت راسها منفصل وطاير حول ثلاث امتار جدام ... جان اسميه سيّاف ....


همهمت بذهول وقد سقطت فجأة بغرامه: ما شاااااء الله



ابتسمت ... واكملت وهي تسرح مع صوره الجميلة: يشبهك ... شوفه ... هادي .... رزين .... بس يوم يهد هد يغدي شرا السيف .... ما يرحم ابد ....


همست مضيفة برجاء عذب: غاوي احمد ..... دخيلك أبا اشوووفه ...


سحب ذراعها نحوه وهو يأكلها بنظراته السوداء الصافية: أبا تفسير للي قلتيه قبل شويه ...


ابتسمت بشكل لعوب ... وهي تقول: تقصد يوم قلت انه يشبهك ..؟!


: هيه


اقتربت منه .... حتى أصبحت رجلاهما ملاصقةً ببعض ...... وقالت وهي تحضن ذراعه بحوائية مغرية مُهلكة: تروم تعارض كلامي وتقول غير جيه يا بوزايد ....؟!


تأمل عيناها ........... لثواني عدة ............ قبل ان يرفع حاجباً واحداً بخبث ...... ويقول: لا ابد ..... ما اعارضج ...... اظنتي الأسابيع اللي طافت كانت اكبر دليل على صحة اللي قلتيه


ابتعدت عنه ........ وقد استغل حديثها ليهجم عليها ويجعلها تغرق في خجل لا نهاية له


بالفعل ............ الأسابيع التي مضت ........... عاشت معه في النعيم ذاته ........... كان بحق ......... هائج المشاعر ......... والتصرفات ........... والكلمات ........... بشكل مجنوووووووون ........

كان ............. احمد ....... قلباً ........ وقالباً .................





ابتعدت عنه وهي تتعثر بكلماتها المرتعشة الخجولة: احمممممممممد


قهقه باستمتاع وجذل ...... قبل ان يهمس قريباً من اذنها: تحملي دامج تبين تسكتيني دوم برمستج يا مكاره ....


زمت فمها ببسمة حانقة خجولة ....... قبل ان تنظر إليه وهو يسألها بحنان: خذتي دواج ..؟!


اومأت برأسها بإيجابية .... وخافقها يخفق بشدة لاهتمامه وحنانه ..... لنظرته الرجولية الحلوة وهمسه المسكي القريب من فؤادها ......


تحبه .... وتحبه اهتمامه الصادق بها ...... فـ هو في كل يوم يذكرها بـ الفيتامينات التي اخذتها من المشفى بعد نصائح الطبيبة المتواصلة ..
فالنتائج قد بيّنت انها كانت في تلك الفترة تهمل صحتها ولا تأكل وجباتها باستمرار تاركةً للنوم السلطان الكامل عليها حتى أصابها الاعياء المفاجئ واغمي عليها امام احمد ....



.
.
.
.
.
.
.



في احدى العيادات الخاصة



ما ان رأته حتى ارتمت في حضنه تشهق بدموع ناعمة شفافة: فديتك يا ذيااااااااااااب


ذياب بامتنان وسعادة حقيقية: الحمدلله يوم الله ردج النا بالسلامة .... انتي بخير صح .... محد اذاج صح ...!!!


ناعمة وهي تطمأنه: لا لا محد اذاني ولا لمسني الحمدلله


رفع رأسه نحو حارب وهو يهدر بغضب: حارب لازم اعرف هالكلاب منو ..... اباهم حيين ولا ميتين


عقد ساعداه امام صدره وهو يهتف بغلظة ثلجية: تباهم ميتين حاظرين .... لان واحد منهم مات يعله ما يرد .... والثاني رايح فيها وكنت بذبحه لو ما اختك طلبتني ما اسويها


كرر سؤاله بانفعال شديد: منو هاييل ....!!! وشو كانوا يبون من ختيه ....!!!!


وقبل ان يضطر حارب للكذب .... كانت ناعمة تهتف باندفاع غاضب: هاييل الحيوانات من الشباب اللي يتنكرون ويخلون عمارهم شرطة ودورية عسب يخطفون البنات ويلعبون ابهن لا بركتن فيهم ..... يدوه هاك اليوم رمستني عنهم وقالتلي انهم هالايام زايدين في البلاد يعلهم ما يربحون .... عاده اناا يوم شفتهم من الجامة يمسكونك اتذكرت رمستها وسيده قعدت مكانك ودعست ريس كامل ...


اتسعت عيناه بدهشة وهو يقول: ما شاء الله عليج ... وخلاف شو صار !!


واخذت تحكي له كما حكت لـ حارب عما حصل لها بالضبط الى ان اتى حارب واحتمت به من أولئك الانذال


غمغم بخفوت: الحمدلله رب العالمين ... شو بتسوي حارب مع اللي ذبحته ..!؟
ها فيها تحقيق ومسائلة وسجن





كبح حارب نظرة اللامبالاة والقسوة من عيناه كي لا يشك به ذياب او تشك به ناعمة .....


هما لا يعلمان انه ومنذ ان ارسل الرسالة الى سلطان .... ارسل الأخير رجاله كي ينتشلوا الرجلان ويأخذانهما بعيداً عن اعين البشر قبل ان تكتشف الشرطة الامر ...!


وانه طلب اخذ سيارة ذياب سراً كي لا تكون دليلاً ضدهم فيما بعد !


تنحنح بخفوت .... وقال بثقة: ما عليك الحق معايه انا .....


حاول تغيير الموضوع بأن قال بقرف: شحقه راعي التاكسي يايبنك هالعياده !!! نش نش بوديك المستشفى خلهم يفحصونك


ذياب باعتراض: لا لا انا الحمدلله ما فيه شي ... حتى الدكتور قال جيه ... لا كسر ولا شياته


حارب بحدة: تباني اصدق رمسته !! لا ابويه ... نش نش بنحول على المستشفى


: والله يا خويه ما فيه شي .. حلفتلك ..... انا بس أبا ارد البيت هلكااااااااااان وميت يووووع ..... اكلهم سقم ما ينوكل الله يكرم النعمه


دنت ناعمة من شقيقها وقبّلته على كتفه وهي تهتف بخفوت حنون موجع: حبييييييبي ..


مسد رأسها من فوق حجابها المحكم وهو يسأل باهتمام: انتي بخير صدق ..؟!


رفعت يمناها نحوه وهي تبتسم بشحوب: غير ايدي انا بخير الحمدلله ... بس موترك رايح فيها ....


هتف بانفعال: نفااااااااد يعله يفدا راسج يا بنت هامل ..





كان يتأمل الاثنان .............. وهو يحترق ................. يحترق ليمتلكها كلها ............. حتى لا تتجرأ لتنسب قلبها .... وروحها .... وحبها ......... لأحد سواه ................


حبيبي !!!!!

أتقولينها لأخيك امامي أيتها السمراء !!





استدار وهو يقول بانفعال مكتوم ..... مختنق: بوقع على ورقة خروجك وبييك ...



.
.
.
.
.
.
.



قبل مغيب الشمس بلحظات



نظر فلاح لعمه ..... ولسلطان الواقف قربه بصمت ........ كان قد ترك حصة تذهب مع زوجة عمه وبكرها لمنزلهم وتجلس معهم الى ان يعود إليها


وقبل ان يهجم عليهما بتساؤلاته الكثيرة .... سبقه سلطان بأن سأله باستغراب: منو خبرك باللي صار ...!!


لم يعلم كيف شعر بالغضب ينهشه .... أكانوا قد قرروا ان يخفوا امراً خطيراً كهذا عليه !


هتف بانفعال: جيه ...!! .... كنتوا تبون ادسون السالفة عليه !!!


توحشت مقلتاه وهو يسكته بقسوة: قصّر حسك يا ولد .... هب اصغر عيالك انا .....


سكت بغضب .... وبحرج ..... بعد ان خانته مشاعره الفائرة للحظة وتركته يتصرف بطفولية امام سلطان الذي يفوقه كثيراً بالعمر والمكانة ......


زفر سلطان بضيق .....


يعترف انه فقد سيطرته على اعصابه ..... لكنه غاضب ............ بل نار غضبه المضرومة في جوفه تعادل براكين الأرض بحممها ولهيبها .....


الاوغاد ... تجرأوا وفكروا بخطف ابنة أخيه ..... والآن يتهجمون على زوج شقيقته ولولا رحمة الله لكان الآن بين الأموات !


كرر سؤاله بصوت خشن جاف: منو خبرك ما قلتلي ....


فلاح مخفضاً اهدابه كي يخفي انفعاله وقلقه الشديد على عمه: اخويه بومجتوم .. واحد من ربعه شاف عميه مصبح وهم يدخلونه المستشفى .. جان يتصلبي يتخبر عن اللي صار وما يدري حليله اني ماعرف عن أي شي ...


سلطان: خبرت ابوك واخوانك ..؟!


فلاح باستغراب: لا ... انتو ما خبرتوهم !!


رد سلطان على مضض ومن غير مواربة: لا ..... ولا بنخبرهم ..


: شعنه ..؟!


تأمل سلطان مصبح الراقد بهدوء على فراشه ..... وأجاب الاخير بغموض: يلين ما عمك يظهر بالسلامة ويخبرنا باللي صار بالضبط ..


هدر فلاح بانفعال: بومييد ... ناس معتديين على عميه وتباني اتم ساكت وماعرف منو مسوبه جيه !!!


هتف سلطان محاولاً تنحية شكوك فلاح قدر المستطاع كي لا يضطر للتحدث بأمور سرية: شو عرفك ان ناس معتديين عليه ... خل ينش هو بالسلامة وبنعرف منه شو صارله بالضبط


اشاح فلاح بوجهه هو يستغفر الله بخفوت .... قبل ان ينظر لسلطان الذي يتأمل ملامح عمه مصبح بوقفته الشامخة وساعداه المعقودان امام صدره الصلب: شو قلتوا حق الدكتور ..؟!


رد باقتضاب: قلناله طاح وبس ...




الله اكبر ..... الله اكبر ...... الله اكبر ........



كان هذا صوت الآذان القادم من مسجد المستشفى العريق ....


نزع عنه عقاله وغترته البيضاء كي يذهب الى الحمام ويتوضأ هاتفاً بحزم: يلا صلاة ..


اومئ فلاح رأسه بهدوء ...... ونظر لـ عمه المُصاب متسائلاً بينه وبين نفسه عن سر ما حدث له بالضبط !



.
.
.
.
.
.
.



هدر متسائلاً: وين هالثيران الحينه ....!!!!


ابتلع الرجل ريقه بصعوبة .... وظل صامتاً مرتعباً من اكمال ما في جعبته .......


الا ان انتفض بمكانه ما ان صرخ أبا مرشد يأمره بالتكلم: ارمسسسسسسسسس


: ا ا ا مـ ما لقيناهم ....


اتسعت عيناه بشكل هستيري وهو يقول: كيف يعني ما لقيتوهم !!!


: ا ا ا ... ما لقيناهم عمي بومرشد ..... بـ بس .... بس اظنتي واحد منهم انجتل .... والثاني مصاب ....


صرخ بغضب ناري: وين التعنواااا ..... وين سارووووا !!!!


: ا ا .... يـ .... يمكن شلوووهم .....


امسك رأسه شاعراً به سينفجر من فرط غضبه وغيظه المتصاعدان ..... وزمجر بعدها بوحشية عاتية: يا حميييييييييير ..... يا حميييير بنية ما رمتوووا تييبونهاااا حقي ..... بنية تغلبكم وتفلت من ايييييييدكمممممم .......!!!!


تلعثم الرجل بخوف: مـ مالي خص انا عمي بومرشد ... ما ما ......


: اذذذذذلف عن ويهي الله يلعنـ..... ويلعنـ.......
اذذذذذذذذذذذلف .....


هرع الرجل راغباً بإفلات نفسه من غضب أبا مرشد تاركاً إياه يتنفس بصعوبة من هول غضبه وغيظه مما حصل .....


رن هاتفه .... وكان المتصل مانع



تباً .......... ان علم هذا الاخرق بفشل المهمة فـ سيصبح علكاً بلسانه القذر الساخر سنة كاملة ......


لن يرد عليه .......... هو في الأساس ليس بمزاج يسمح له بالتحدث مع احد .... يكفيه الغضب الثائر به الآن .......




بعد دقائق



رن هاتفه مرة أخرى ...... الا ان المتصل هذه المرة ...... كان آندي


عقد حاجباه بحيرة ... وبضجر ..... وأجاب رغماً عنه لا طيبةً منه: مرحباً آندي .....








نهــــاية الجــــزء التــــاسع والستــــون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:40 AM   #74

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




اخيراً قدرت ادخل المنتدى .... كان عالق .. رفع ضغططططططي


يلا حبيباتي ... وهذا بارت طويل ودسم لعيونكم ..... قراءة ممتعة .......








(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)








الجــــزء السبعــــون




،



عانيت عانيت لا حزني أبوح به


ولست تدرين شيئاً عـن معاناتـي


أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة


عليّ أخبي عن النـاس احتضاراتـي


لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني


ولا سبيل لديهـم فـي مواساتـي


يرسوا بجفني حرمان يمص دمـي


ويستبيـح إذا شـاء ابتساماتـي



لـ حسن المرواني



،



صباح اليوم التالي
يوم زفاف حارب وناعمة




خرجت من غرفتها مهرولة لتتمكن من إلقاء السلام على عمها الغالي قبل ان تنشغل بأمور الزفاف وتدخل في معمعة ضجته الكبيرة


ما ان رأته .... حتى تلألأت عيناها بعفوية ...... فهي الى الآن لم تتجاوز ما حدث معها البارحة ..... وما عانته من موت محتم ......... وكذلك ............. مصرع ذلك الرجل على يد زوجها ....... والدماء المنتشرة في كل مكان .......


البارحة عاشت كابوساً حقيقياً ....... ولا تصدق انها خرجت منه سليمة الجسد والعقل !


احتضنها ما ان رمت نفسها عليه .......... وهمس بخشونة حانية: شحوالها حبيبة عمها ...؟!


سألته بـ نبرة مكتومة: عرفت شو صار فيّه ..؟!


: هيه غناتي عرفت ........ ناعمة ..... اباج تنسين كل اللي شفتيه البارحة وتعقينه ورا ظهرج تسمعين ..؟! انتي اليوم عروس ... افرحي واستانسي ولا تخلين أي حاية تضيج بج بابا ....






ولن يجعلها هو تحزن ...........!


حرص ان يخفي موضوع خطفها عن الجميع من ضمنهم والدها ............ ومن ناحية أخرى ....... حرص ان يخفي موضوع محاولة قتل زوج اخته عنهم كذلك ............ لا يريد شوشرة ولا مشاكل او اوجاع ...... ليس على الأقل قبل ان يتم زفاف حارب بـ ناعمة .....


أوصى توأمه ان تهدأ وان تدعي عدم حدوث شيء لزوجها ........ وطلب منها بحزم ان تحضر الزفاف ولو دقائق كي لا تحزن ناعمة او يعاتبها احد من العائلة ..... او حتى يشكّون بحدوث امرٍ جلل لها ولعائلتها ........!
وكما أوصى توأمه بالكتمان .......... كذلك أوصى فلاح !


قد علم من بطي فيما سبق هوية الشخص الذي اخبرهم بما سيحدث لـ ناعمة ...... كانت شقيقة مانع


حمد الله ان اخلاق مانع الوضيعة لم تنتقل جينياً لـ شقيقته الطيبة التي على ما يبدو تحمل الخير الكبير في روحها .......!






هزت رأسها بـ فم مزموم ..... وهمست: ان شاء الله


رفعت يدها نحوه وهي تغمغم بحنق: شوهوني الله يغربلهم ...


رمقها بمكر .... وهو يقول متأملاً صفاء بشرتها السمراء وجمالها الوحشي الأخاذ: ما تخربين يا بنت هامل ... عيني عليج باردة ...


ضحكت بخجل حقيقي وهي تحضن ذراعه وتغطي وجهها به ....


: واناااااااااااا !!!!


هتف بخوف مسرحي: سلام قول من رب رحيم ......... شو ها اللي هبط علينا بليا هود ...


زمت فطيم فمها وهي تحك رأسها المنفوش من اثر النوم العميق .... وقالت بعينان ناعستان منتفختان: عميه انت شحقه تحب نعوم اكثر عنيه هاااا !!!


ضحكت ناعمة وقالت: سيري سحي شعرج اول عقب تعالي سولفي وسألي على كيفج ....


صاحت فطيم بغيظ مُضحك: ماباااااااااااا ..... سلطان رد عليه شحقه تحبها اكثر عنيه !!!!


بصدمة مرعبة هتف: منو سلطاااااااااان !! اناااااا !!!


تثائبت حتى شعرت ان حنكها سينشق بعنف .... ثم جلست على الدرج واسندت رأسها على الحائط وهمهمت بنعاس من غير ان تستوعب ما تتفوه به: لا يدي الله يرحمه


اتسعت عيناه وهو يهدر مقترباً منها بسرعة: فطيمووووووووووه


فجأة قفزت فطيم وهي تصرخ بذعر .... وهربت بسرعة نحو غرفتها ........


هز رأسه بلا حول ولا قوة وهو يغمغم: تخبلت البنية والله ...


اشر نحو السلم وسأل ناعمة: شبلاها اختج ..؟!


مسحت ناعمة دموع الضحك من عيناها وهي بالكاد تستطيع اكمال جملة واحدة: هههههههههه المسكينة ههههههههه
ما رقدت شرا الناس البارحة هههههههههههههههه سامحها عشاني فديتك
ههههههههههههههههههههههههه هه


: وشعنه ما رقدت شرا الناااس !!!!



هنا .... توقفت عن الضحك .... ولم يتبق الا بسمة عطوفة حانية على ثغرها .......... وهمست: فديتها .... فاقدتني من الحينه .... ما تباني اعرس واخلي البيت .....


: عاد اللي يسمع بتهاجرين انتي ... هاذوه بيت حارب جريب منكم هب بعيد ....


اجلسته .... قبل ان تعطيه كوباً من الشاي مع الحليب .... وتقول: حتى لو ملاصق بيتنا .... الأخت تضايج وتزعل ان شافت اختها تعرس وتخليها وهي اللي تعودت ما تصبح ولا تمسي الا بشوفتها .....


اتاهما بعد حين صوت فطيم الرقيق: عميه سلطان انا بنزل ..... عليّه الأمان ....؟!


رفع عيناه ورآها بأجمل طلة ....... رافعة شعرها كله الى الأعلى وترمش عيناها له بغنج متفكه ....


رمقها بحنان ابوي جارف ....... وقال وهو يرفع يده اليمنى نحوها وبيساره يحمل كوب الحليب: تعالي تعالي .... فديت هالويه الصبوحي ....



.
.
.
.
.
.
.



بعد صلاة الظهر



"وعلى طاري المغازل ...... انا هاك اليوم ما يريت البنت عسب اغازلها او اتحرش ابها"


"ديني واخلاقي ما يسمحولي .... ان صدقتي فـ ها شي طيب .... وان ما صدقتي عندج اربع يدران حولج رظخي راسج ابهن بنت عبدالله"






كلماته ما زالت ترن بأذنيها ....... الصدق .... القرف الواضح من تفكيرها السيء ..... القوة والثقة بنظراته ....... اعلماها بصدقه .......


لكنها تريد التأكد .......... ليس لتجعل صورة الفتى اللعوب المغرور التافه السيء تنكسر في داخلها ... بل لتصفع نفسها ألف صفعة لأنها من الأساس تكلمت بشكل مشين على رجل بريء ذنبه الوحيد انه وقع تحت ناظر فتاة ذات لسان سليط لا تكف عن قذف كلماتها السامة نحو أي احد تبغضه امامها !


لكنه هو ايضاً اخطأ ..... لمَ من الأساس اعطى أهمية لكلامها واقسم ان يرد لها الصاع صاعين !


كان من السهل عليه التجاهل والمضي قدماً بحياته ولا يلتفت لتفاهاتها


اجل تفاهاتها ......... هي رغم كل سلبياتها ... الا انها تعترف انها تحمل امراً ايجابياً بين خصالها ....... وهو الاعتراف ان سلبياتها اغلبها بسبب أمور تافهة واولها السقوط بين أمواج الغضب بسرعة والانفلات من عقال التعقل بسرعة ومن غير تفكير وحكمة !


افففففف ........ المغرور ...... تمكن من اشعارها بتفاهتها وسخفها هذه المرة بشكل مذل كريه .....






ارتشفت قهوتها وهي تجول بناظرها على الجناح الفندقي الفخم القابعة به منذ ليلة البارحة ... منذ ان اخذها فلاح من منزل زوجة عمه وجلبها لـ احدى الفنادق الفخمة الراقية المطلة على كورنيش ابوظبي ....


كان واضح عليه القلق والشرود والارهاق النفسي


يبدو ان عمله المتواصل بشأن مزرعته قد سلب اغلب طاقته ..... وجاءت حادثة عمه وزادته هماً وقلقاً واضطراباً ....


لكنها ورغم ما تراه على وجهه .... كانت صامتة .... ليس كرهاً للتواصل معه ..... بل توتراً وحيرةً وحرجاً منه


كيف تتحدث معه وهي تظن بنسبة 95 % انها ظلمته بسوء ظنونها وسلاطة لسانها المنفلت !





حملت هاتفها ......... وقررت التأكد ..... علّه يكذب عليها ...... ما يدريها هي بصدق نواياه !



: ألو


: هلا هلا هلا .... حي هالصوووت حياااااه


زمت حصة فمها وقالت بحنق تمثيلي مرح: لا هلا ولا مسهلا يا بنت عبيد ..... رديلي ختيه الحينه ... سراقه وحده .... من يت بيتكم وانتي شالتنها عني ... لا قامت تتصل فيه ولا تسمعني حسها


ضحكت مهرة بشقاوة اخفت خلفه ربكتها: ههههههههههههههههه كيفييي .... ربيعتيه وانا حره فيهااااا


قهقهت حصة بخفوت قبل ان تقول بنبرة مغيضة: مالت عليج وعليها بس ..... وينج !!


مهره: طاعو هاي .... تسبني وعقب تسألني وينج ... ما بقولج


غمغمت بضجر: يلا مهروه قولي هب متفيجتلج ياخي


: انا وين بعد ... في الصالون ... ما تسمعين صوت الاستشوار والحشره والزعيق ....


حصة: اهااا .... أي صالون ....!!!


مهرة: صالون ام ربيعتي شيوم ..


حصة: هيه صح سمعت انها بطلت صالون من كم شهر


مهرة: هيه


حصة: ميروه وياج ..؟!


مهرة: هيه .. هي فوق تتمكيج .. انتي وين .. في بوظبي ..؟!


حصة: هيه .... اتريا رواضي تييني مع الحرمة اللي بتسويلنا مكياج وشعر


مهرة: بتتعدل وياج ..؟!


حصة: هيه بس ما بتحضر كل العرس ... بتدخل في الأخير تسلم على ناعمة وتباركلها وترد .... تعرفين ترى أمها ما صارلها مده متوفية ... وهب هاين عليها تحضر حفلات ومعاريس ...


مهرة: صدقج ....


تنحنحت حصة بخفوت قبل ان تقول: مهرة .... بتخبرج عن حايه


مهرة: تخبري فديت قلبج



.
.
.
.
.
.
.



ليـــلاً



رفعت صورة والدتها بيدٍ مرتعشة .....


تنعيها .... تنعي نفسها ..... تنعي ماضٍ ذهب بحلوه مع النجلاء ومره !


هه .... كيف تنعي ذهاب امرٍ متمكن في وجدانها ... يعيش فيها كـ عيشها هي بين الهواء والماء !


تتلوى ألماً بين طرقه ..... وتذوب عذاباً بين ساحاته وجدرانه وآهاته !




: موزه امايه ... تعالي بدخنج


التفتت نحو عمتها ..... وبريق العسل بعيناها منطفئ ... مجروح ... مخذول ....


اومأت برأسها واقتربت منها ...


سمعت توبيخ عمتها لها: ما تسيرين العرس قبل لا تاكليلج لقمتين ... من الصبح ما حطيتي شي في بطنج ...


حركت رأسها ومعها تحركت خصلات شعرها البنية ... والتي طالت في الأشهر الأخيرة حتى أصبحت تتراقص بغنج عفوي حول عنقها وكتفيها ... واشرت: هب مشتهية عموه ... باكل ان شاء الله في العرس


: ما بتاكلين ادريبج ... بخلي البشكاره الحينه تييبلج صحن شوربة وصحن معكرونة ...



بعد ان اكلت لأجل خاطر عمتها ..... ارتدين عبائاتهن .... وخرجن .... متوجهات نحو العاصمة ...... ابوظبي .... حيث الزفاف المقام في احدى قاعات ارض المعارض الشهيرة ....





بعد حوالي ساعة ونصف



كانوا امام القاعة ....... ومن امامهم سيارة بطي ومعه زوجته ..... ومن خلفهم سيارة سيف ومعه زوجته .....


اما البقية فـ قد سبقوهم ووصلوا للعاصمة منذ زمن ....



.
.
.
.
.
.
.



في قاعة الرجال



الجميع كانوا في قمة حماسهم .... في قمة سعادتهم ..... في قمة نشوتهم ..... عدا بعض الأرواح التي كانت قلقة .... متوجسة ... مرتابة ........ ومنها روح السلطان نفسه !


حسناً ............. رغم احساسه ان هذا العرس سيشهد منظراً "لن يحبذه" ...... الا انه قد اخذ احتياطاته ووزع رجاله حول المكان كله ...... شاملاً قسم الرجال والنساء ........


رفع هاتفه ما ان ارتفع رنينه ......... وكانت زوجته ........... احتقن وجهه غضباً .......... ولم يجب



تلك الصغيرة ........... سيأدبها حتى تقسم انها لن تعود لتصرفها الاحمق ذلك



تذكر ما فعلته البارحة بعد ان عاد من المستشفى ..... وكررته كذلك اليوم رغم توبيخه لها !



"



تساءل وهو يراها تحاول فتح شيء ما بيدها: شو تسوين ..؟!


انتفضت بذعر ... وتوترت ..... قبل تقول: مـ ماشي


رفع حاجباً بعفوية وقال: ليش تبين تبطلين العطر ؟؟


: ا ا ا لا ... لا ....


اخذه منها عطره الرجولي ... ورجه قبل ان ينظر لما في داخله: أصلا شوي ها وبيخلص ... بعقه وباخذ غيره


فجأة صرخت بحدة وهي تريد اخذ القنينة منه: لاااا سلطااااااااان


عقد حاجباه ببسمة متعجبة وهو يقول: بسم الله .... صميتي اذنيه يا بوويه ...


هتفت بانفعال حاد غريب: لا تعقه اباه


: شحقه !!!


قالت بعصبية واضحة: بس بس اباه ... خله حقي ...


: انزين شبلاج معصبه ..... اسألج بهدوء ... ردي عليه بهدوء


زمت فمها وقالت: خله حقي اباه ...


: انزين انزين حقج ...


ومن غير ان يفهم سبب رغبتها بامتلاك عطره .... رفعه وبخه كله عليها حتى فرغ تماماً ...



صاحت بهلع وغضب: سلطااااااااااااااااااان



وانفجرت ببكاء حاد جعله ينتفض خوفاً وصدمةً ....


: ليش تخللللللصه قلتلك مالي هذاااااااااااااااااااا


سلطان من بين عقدة حاجباه: بسم الله الرحمن الرحيم .... حوووه شبلاج تصيحيييين ... ترى عطرتج به يالخبله شو تبين بعد !!!


: سلطااااااااااااان ....... حقي هاااااا حقيييييي كنت أبا اشررررررربه


اتسعت عيناه رعباً: اشووووووه .... عووووذ بالله ... خبله اننننننتي !!! عطر هاااااا عطر هب فيمتووووو


اردف بصدمة: تقول تبا تشربه اووونه .... انتي شو سالفة وحامج الخايس هااااه ... توحمي على اشيا تنفعج ما تضررررج ... مرة تراااااب .... والحينه عطررر .... وباجر اظنتي مخدرااااات ...


اخذت تضربه بشراسة على صدره وتقذف حمم غضبها وغيضها عليه .... وهو لم يكن يتركها بلا توبيخ حتى لو كانت غاضبة


: شما عن المصاااااااخه ... نزلي اييييدج


: ماباااا مابااااا ماباااااا .... قلتلك هاااا مالي مالي ....


هدر بحدة: اوهووووو


مسك ايدها وقربها منه هاتفاً بحزم قاسي: يا هبله عطر هااا عطر ... تبين تشربينه وتجتلين عمرج !!!


صرخت من بين شرار عيناها الدعجاوتان: رووح ييبلي واحد شراته ... الحيييييييييييينه ...


: هيه ان شاء الله امايه .... في احلامج ....


ضربت برجلها الأرض وهي تصيح: سلطاااااااااااااااااااان




في اليوم التالي ............. كررت ما فعلته بعد ان وجدت عينة صغيرة من ذات العطر في الغرفة وبين اغراضه ....... الا انه ولحسن حظه ... تمكن من الإمساك بها قبل ان تفتح القنينة وتشرب ما بها .................


وللمرة الثانية ........ فار غضبه وهذه المرة كان تقريعه لها اقسى واشد



"



وها هي الآن تتصل به .......... يعلم انها تريد منه شراء العطر ....... المجنونة منذ ان اوصلها قاعة النساء وهي تزعجه برسائلها واتصالاتها ...........


ما بها زوجته !!!! لقد جنت بشكل رسمي !!!!!

تريد شرب عططططر !!!!!






: سلطاااااان ..... سليطيييييييييين


قال سلطان بشرود: ها هااا


: سرحان في شو يالحبيب


قال سلطان بخفوت: بطوي ... قرّب أبا اتخبرك ...


بطي: لبيه


رفع سبابته مهدداً: بس قسم بالله ان ضحكت بييك بكس على عينك


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه


سلطان بغيظ: طاعو .... ترى بعدني ما قلت اللي أبا أقوله


: ههههههههههههههههههههههههه هه لا بس شكلك يضحك .... قول قول


التفت حوله بحرج .... وقال: بطوي .... احم ..... حرمتك جد توحمت وهي حامل على عطر ...!!


قهقه بخفوت قبل ان يقول: انا قلت السالفة فيها شميمي ....... امممممم لا بس الله يغربل بليسها توحمت على صخله في عزبة اخويه بوسيف ... كل يوم تسير عندها تلوي عليها وتشمها تقول تشم هيروين .....


: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه في ذممممتك ...


بطي: ههههههههههههههههه قسم بالله ...... شمووه اهون عنها ...


سلطان بعصبية: شو اهون يا رياااااال ... تبا تشرب عطر هب تشممممه ...


: اوووونه !!!


سلطان: والله .... شو اسوي وياها تلعوزت ياخي ويا وحامها اللي يروع .... تزيغني كل يوم بطلباتها الغريبة ...


بطي: ههههههههههههههههههههههههه هه والله مشكلتك هاي عويصه شوي فيها موت وحيا .... اقولك ...
دق على امك .. وهي بتخبرك شو تسوي .....


هز سلطان رأسه بحيلة منعدمة: فضحتنا ام بطي فضحتنا الله يهداها


بطي: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه


وقف وهو يقول: بسير صوب المعرس شويه


بطي ببسمة خفيفة: اشوفه ساكت .. شكله متروع من العرس ..


قال سلطان بفخر: الحربي ها ... تربيتي ... الروع مخلنه لـ الصغاريه هب له ...





: عميه سلطاااااااااااااااااااان


حمله ما ان اقترب منه ..... وقال مهللاً بود عارم: هلا هلا بـ سلطان بن بطي


سلطان الصغير: تعال ارزف معااااانااااا


: افا عليك .. على هالخشم ... بس خل اشوف عمك حارب اول عقب بيي صوبكم ...


انزل سلطان الصغير وذهب اتجاه حارب .... الذي التفت إليه مبتسماً له بهدوء قائلاً بمرح: من الوقفة والسلامات يعت ... جان ما ارقد اليوم على العيش واللحم ....


( ارقد اليوم على العيش واللحم بمعنى التهم العشاء بنهم شديد)




ابتسم له سلطان بتفكه وقال: ارقد يا بويه ارقد ... لا تدخل على بنتنا بيوعك واطيح عليها غشيان




بل سأدخل عليها وانا جائع .............. جائع حد النفس الأخير .................


جوعي لها اشرس .... واقسى ...... من أي جوع يا صديقي ............





: عميه سلطاااااااااااااان


همهم سلطان ببسمة حانية: حشرنا السمي ..


صفّر على احد الرجال الممسكين بالسيف .... واشر له بمرح فخم ان يرميه نحوه


ابتسم الرجل بطيب خاطر ورمى السيف حتى التقطه سلطان بمهارة ..... ودخل ميدان الرزفة عند الرجال


ابتسمت عينا حارب ..... قبل ان يلتفت للشخص الذي تقدم كي يسلم عليه: مبروك ما دبرت يا بومحمد .... يعلك تتهنى ان شاء الله ...


ضيق حارب عيناه رامقاً الذي امامه بغموض ... قبل ان يهتف بخشونة صوته الطبيعية: يبارك في عمرك يا يعقوب ... من قال عسى ....


اقترب منه الأخير ..... وهمس بنبرة ذات معنى: ترى بعدني شاري ... ارتيي منك الموافقة يا بومحمد ..


رفع بخفة حاجباً قبل ان يقول بحزم: قلتلك ..... ما عندنا بنيات للعرس ........


يعقوب وهو يحاول بث الامل في جوفه الملتاع: بس انا شاري نسبكم



حدّق به حارب ....... وفكره شرد مع الحوار الذي حدث بينه وبين يعقوب في منزل جده قبل أيام في رأس الخيمة ...



"



: أبا اخطب اختك ..


عقد حاجباه بريبة وقال: بس انت ريال معرس .... وانا ما بعطي ختيه لواحد قد عرس ...


تلعثم وهو يقول: حارب .... الشرع محلل اربع


هز كتفاه ببرود واجاب: ما اختلفنا ... الشرع على عيني وعلى راسي .... بس انت ما بتجبرني بإسم الشرع اعطيك ختيه !


قال محاولاً اقناع الرجل الصارم: حارب


: السموحة يعقوب .... انت ريال سنافي خوي شما وما تنعاب ... لجنه مصلحة ختيه فوق كل شي



"



قال بحزم اشد: ويوابي هو هو .... ما تغير ولا بيتغير ... السموحه




: السلام عليكم


استدار حارب بشموخ طوله ..... وشموخ البشت الأسود المستند على كتفيه العريضين: هلا والله .... وعليكم السلام ...


اردف وهو يؤشر نحو يعقوب: ذياب هذا يعقوب بن يوسف ... يده يصير ولد عم ام يديه محمد الله يحفظه ....
يعقوب ...... هذا ذياب بن هامل .... نسيبنا الغالي ........


اكمل بنبرة ذات معنى وهو يرمق ذياب بطرف عيناه: ومحير بنت محمد بن حارب ....


اتسعت زوجان من الاعين ...... الأول ذهولاً يشوبه الألم والجرح ......... اما الثاني ....... ذهولاً يشوبه السعادة القصوى !


همس يعقوب بنبرة موجعة ......... "مكسورة": مـ ..... محيرها !


الوجع ...... والانكسار ......... والخيبة بصوت يعقوب وهو يتسائل بهذه الشفافية عن "بركة العسل الخاصة به" .... اثاروا غضبه فجأة ......... تقدم خطوة صارمة وهو يهتف بقسوة: هيه نعم .... عندك مانع .....!!


لو كان المكان يسمح لـ حارب بالضحك ........ لضحك فوراً على وجه ذياب الذي انقلب فجأة ما ان اشتم رائحة الخطر حوله ...... وكأنه شعر فجأة ان الذي امامه كان يفكر بأمورٍ لن تعجبه البتة !



اخفض يعقوب اهدابه شاعراً بالغباء من مشاعره التي اخذت تنفلت منه من غير تعقل ....... الا انه لا ينكر الحرقة التي تجتاحه الآن .......... حرقة هي خليط من خيبة .... وخذلان ..... وقهر اسود .........

لمَ لم يخبره من قبل.......... لمَ جعله يشعر بالاهانة وامام هذا الشخص بالذات !



آه يا انت ............ لو انك لم تستمع لأمك ........ لو انك لم تتزوج وتتخلى بسهولة عمن سلبت قلبك برمشة من عيناها المثخنتان بفتنة العسل ......... لكنت الآن سعيداً معها محلقاً بين السماء والأرض الشاسعان ..........



لا يعلم يعقوب ان حارب ما كان ليقول ما قاله لولا رؤيته الإصرار الناضح بعيناه .......... وكي يتخلص منه بأدب ومن غير تجريح "حسب ظنه" .............. قدّم ذياب له كـ زوجٍ مستقبلي لـ موزة ...........




همس يعقوب بصوت غليظ مكتوم: السموحة ........


وبصمت شديد .... استدار وابتعد عنهما



هدر ذياب بانفعال: منو هااا !!!!


حارب بمكر: قلتلك ولد .......


قاطعه ذياب بغضب: حااااااااارب


حارب: هههههههههههههههههههه أقول بس ايلس ايلس


ضيّق ذياب عيناه وقال بتوجس: رمس عنها !!!


ابتسم حارب حتى ظهر صف اسنانه الصافية .......... وقال: هيه .... وخطبها مني ....


هتف الأخير باندفاع ورعونة: لا يكون وافقت ......... بجتلك


رفع حارب ذراعه مهدداً إياه بتدمير وجهه بكوعه .... هاتفاً بغضب: بتجتل منو يا ولد هامل !!


هتف ذياب بانفعال غير آبهاً بغضبه: الحربي .... شو رديت عليه ....!!!


دفعه بخشونة وهو يهتف بحدة: يا غبي ترى سمعت بذنيك شو قلتله وانا اعرفكم على بعض ....


تنحنح بسعادة .... وعدم تصديق ..... قبل ان يقول بنظرة براقة: يـ يعني صدق بتغدي لي ...؟!


سأله حارب فجأة ببسمة عين ماكرة: وين وصلت في الحفظ !!!


: اوهووووو .. خل الحفظ على صوب ...... ها بيني وبين ربي


حارب بسخرية: ويوم انك جيه فالح وتخاف الله .. شعنه ما بديت تحفظ قرآن الا يوم شرطت عليك


حك ذياب ذقنه مغلقاً عينٍ واحدة وقال: تبا الصدق ..!! يوم شرطت عليه الشرط حسيت انيه يهودي يا ريال .....


حارب: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه


ذياب محاولاً كتم ضحكته: قسم بالله ...... ويوم يلست احفظ .... حسيت انيه ما احفظ من خاطريه ... انيه احفظ عسب ارضي الناس هب ربي .... هنيه حسيت عمري يهودي الدبل


حارب: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه اسميييييييك انت


ذياب: والله ...... عقب عاده سويت اجتماع مع نفسي ... وقررت اني اجدد نيتي للحفظ ......


حارب بابتسامة واسعة: والنتيجة ....؟!


ذياب بحنق: ما بقولك ...... ها شي بيني وبين ربي ...... ما بيلس اتفاخر بعمري جدام الناس ...


حارب: ههههههههههههههههههه والله انك لووووووووتي ....


صمت بعدها ..... وعيناه تبتسمان بذبول ....... مردفاً بصدق: اصبر يا خويه .... الصبر زين ... ما يحتاي اقولك عن البنية وحالها ... متى ما حسيت ان الوقت مناسب ارمسها عنك برمسها .... وصدقني انا حاس ان الوقت ها جريب ان شاء الله ...


تنهد ذياب ... قبل ان يبتسم لـ حارب بطيب خاطر ويقول: إن شاء الله







: الذيب



كان سلطان من يناديه .... حاملاً بيمينه السيف برجولية فخمة تخطف الانفاس .... ويرزف به !


رفع هاتفه باستمتاع وفتح كاميرته: اوب اوب اوب .... العم دخل الساحه .... السموحه النسيب ... لزوم ألحقه واصوره .... هب كل يوم سلطان بن ظاعن يرزفلنا ...


حارب: يالخبل يباك ترزف وياه هب تصوره .... لو عرف بيصطرك .. تعرفه ما يداني يتصور وايد ...


: خخخخخخخ ما عليك ما بخليه يشوفني ....



.
.
.
.
.
.
.



بعد ربع ساعة



اقترب سلطان من حارب وهو يهتف من بعيد لـ ذياب الذي يكتم ضحكته بقوة: شفتك وانت تصور يالهرم .... تمسح الصور وانت تضحك تسمع !!!


ذياب: ان شاء الله عميه .... يوم يبيض الديج


: والله انا اللي بخليك تبيض يا ذيوب ان ما اصطلبت


حارب: هههههههههههههه خله يا ريال يصورك شو المشكلة


كشر بوجهه وهو يجيب: يا ريال ذياب خبل ... اصبر شوي وبتحصله محطي صوريه في حساباته كلها ...


قهقه حارب عالماً سبب كره سلطان لانتشار صوره ..... ليس لسبب خطير بالفعل !


بل فقط يكره تعليقات النسوة والفتيات الصغيرات التي تخرج اغلب الوقت عن اللباقة والاحترام وهن يتغزلن بشكل وقح بوسامته وجسده الطويل العضلي .....






: السلام عليكم


التفت الجميع .... للصوت الرجولي الرنان ......


اثنان فقط .............. من توحشت عيناهما بالصدمة ............. والثورة .............. والغضب !


حارب ............. وسلطان ......


اخذ الرجل .... وزبانيته ....... يسلمون على الجميع .......... حتى وصل هو شخصياً للإثنان ..........


مد يده نحو سلطان ..... وقال: اخيراً شفناك ..... يا سلطان


بهدوء شديد .......... نظر سلطان ليد الرجل ........ ثم مد يده نحوه ......... وقال بغموض: يا مرحبا باللي لفانا ... شحالك ..؟!


: انا بخير الحمدلله ..


اكمل بخبث شيطاني: مبروكين


اقترب سلطان منه ........ وهمس رافعاً جانب ثغره ببسمة زائفة: الله يبارك فيك ... نورتنا يا عبدالوهاب


أبا مرشد بغطرسة: اكيد ....... ماروم أقول غير جيه .....


نزع بهدوء يده من يد سلطان القوية ......... واتجه نحو حارب


مد يده وقال: مبروك يا حارب


حارب لم يزح عيناه عن عيناه ...... بل لم ترف حتى ............. مشاعره أصبحت ما ان رآه ............. في حالة لا يعلم بها سوى الله تعالى .................... وكأن عذابه تجدد برؤياه .............. وغضبه تأجج بسماع صوته الشيطاني البغيض


مد يده ....... ببطء شديد ............. وقال بـ فحيح كـ فحيح ثعبان مجروح وهو يشد بقسوة على يده حتى كاد يعصرها عصراً بشكل فعلي: اوعدك ........... ان هالايد الممدوده لي ..... بتنقطع على ايديه انا في يوم من الأيام


قهقه أبا مرشد بشكل لزج ثقيل الدم: هههههههههههههههههه دومك يا حارب خفيف دم ...


ربت على كتفه وهو يهتف هذه المرة بصوت شبه عالي سمعه اغلب الرجال القريبين من حارب وسلطان: الله يحفظك لوالديك يا ولديه ...


اتسعت عينا حارب المظلمتان .............. والتقط لمعان الإهانة والخبث الخارج مع بسمته الصفراء المقرفة


تقدم والاجرام اخذ يشتعل كالجمر خارجاً من كل مسامات جسده ..... الا انه احس بيد سلطان توقف مسعاه .... ويهتف قرب اذنه بخفوت صارم: لا تخليه يستفزك ......... انتبه .......


لكن حارب مشتعل .............. مشتعل حد النخاع ............... رص على فكاه بقوة ....... بينما ارتفع صوت سلطان الغليظ الصارم حتى يسمعه الجميع ............ فـ ما ان تكلم أبا مرشد عن والدي حارب حتى بدأ الرجال يهمزون ويلمزون بشأن قصة القاضي محمد بن حارب الشهيرة ومقتل زوجته على يديه وهو ثمل:

يعل رحمة الله تغشاهم وجميع اموات المسلمين .... نعم انهم ربوا رياييل يا بومرشد ...


رص على كلماته وهو يكرر ببسمة قاسية: رياااااييل .... ان قالوا فعلوا ...... وان فعلوا احسنوا ..... ولا شو رايك يا بومحمد ...؟!


غمغم حارب بقسوة جلمودية: كفيت ووفيت يا بوبطي ....


مرر أبا مرشد طرف لسانه على شفته شاعراً بأنه الى الآن لم يبرد غيضه من هذا الجبلان ....


قال بنفاق امام الجميع: صادق صادق يا بن ظاعن .....


اقترب قليلاً ....... وهمس بشيطنة مستفزة تثير الاعصاب حد اللامعقول: عروسك على قوتها وشردتها من ايد رياييلي ..... احس غواها يذذذذبح .... تتهنابها ان شاء الله .....





هذه المرة .......... لم يتحمل ............... لم يتحمل




امسك بوحشية تلابيب أبا مرشد وهو يزمجر بغضبٍ مجنون: شو قلت يالكككككككلب !!!!!


بعض الرجال القريبين من حارب وسلطان قد اخذوا ينظرون لما يحدث بدهشة وفضول .... لكن وبسرعة شديدة ابعد سلطان حارب عن الرجل محاولاً اخماد نيرانه قبل ان تحرق المكان بأكمله: حااارب ...... حااااااارب .... قلتلك لا تخليه يستفززززك


صدره يعلو ويهبط بعنف ............ والكره لو كان سيفاً لقطع عنق أبا مرشد منذ زمن بعيد !


وقف سلطان بين الاثنان ..... مولياً حارب ظهره ........... هاتفاً بهدوء ينافي الغضب المتفجر بداخله .... وهو ينقل عيناه على جميع رجاله الذي عينهم حراس للمنطقة: شوف ... ان ما ظهرت الساع من هنيه .... رمشة وحده من عيني وبطيح تحت ريلي ..... بسرعة توكل يا بابا وانفد بيلدك .........


: ههههههههههههههههههه حبيب حبيب ياااا ...... يا بوبطي ....... يلا عيل نترخص عنكم ... سوينا الواجب ويينا نبارك ....




ولاهم ظهره ........... وسار متجهاً الى الخارج ........... تحت انظار الجميع ......... الحائرة والفضولية والجاهلة لهويته ........... الا ان ناظر احدهم كان محتقن بدموع جمرية ........... ليست دموع حزن .......... بل دموع سيطرته الفظيعة على نفسه كي لا يقتل المسبب الاول والوحيد ..... لمعاناته وعذاب روحه !



قال سلطان بحزم محاولاً تهدئته: هد يا حارب الناس اطالعنا


غمغم من بين اسنانه .... وفكاه المرتعشان من الغضب: لـ ليش ... ليش ما خليتني اذبحه ..... ليييييييشششش !!!!


: اليوم يوم عرسك .... تبا توصخه ايدك بدمه !
ولا تنسى ...... نهايته جربت ...... بإذن الله جربت ....... عليك بالصبر بس يا خويه .....


اغلق عيناه بعنف ........... وهو يشهق هواءاً لوثه ذلك الشيطان بقدومه ........... ثم فتح عيناه ببطئ .......... وقال بعد ابتلع غصة مريرة قاسية: حسبنا الله ...... ونعم الوكيل ....



ما ان سمعها منه سلطان ...... حتى ارتعش خافقه تأثراً ....


سمع الكثير من "حسبنا الله ونعم الوكيل" .... الكثير الكثير ..... لكنه يقسم ......... ان هذه التي خرجت من فاه حارب ...... كانت اشدها وجعاً ....... اقواها ألماً ........... واقساها هيبةً وصدقاً ورعباً !!



.
.
.
.
.
.
.



في قاعة النساء



همست احداهن لصديقتها التي تجلس بيمينها: شفتي هاي ..؟!


: هيه .. هاي موزه بنت محمد الـ ... .. خت المعرس ..


هتفت امرأة ثالثة قريبة منهما: سمعت انها طرما ما ترمس ... يقولون لانها شافت ابوها يذبح أمها جدام عينها


عادت الأولى تقول بأسف: واعليه .... يقولون أمها .... كانت اعوذ بالله .... حرمة مب زينة ...... دوم مرابع ورا الرياييل ... وريلها ذبحها لانه شك فيها


قالت الثالثة بغيظ: لا لا ... يقولون كان سكران ... مادري خمر ولا مخدرات ... اسأل الله العفو والعافية ... كان قاضي بعد .... في ذمتكم شي قاضي جيه يسوي !!! استغفر الله العظييييم


قالت الثانية بصدمة: انا بغيت اخطب موزة حق ولد اخويه ... بس يوم سمعت سالفتكن هاي هونت ... بعيد يا بويه بعيد عن هالاشكال وهالنسب ....


عادت الأولى تهتف بخبث وحسد: حوووه يا بقرة .... ما تعرفين منو يدهم العود !!!
بوحارب .... محمد بن صخر ... اللي كان زاخ حملات الحج والعمره في البلاد أيام الخمسينات والستينات .... ويقولج كان تحت ايده ألف عبد وأمة ..... راعي حلال ومال ... ولا قارون بزمانه


أكملت الثالثة ما تقوله الاولى: اخطبيها وخلي عنج المنكر .... هالايام الناس ادور على النسب اللي ايي من وراه بيزات ...


اتسعت عينا الثانية وهي تقول: هزركن ..؟!


اجبنها المرأتان: هيه نعم ...


قالت الأولى بسخرية: وبعدين هاي طرما ... يعني لا بتسمعين حسها ولا بتحشرج ... وان بغيتي عقب يوزي ولدج وحده غيرها بصحتها وعافيتها ...


أضاقت بحماقة/وقاحة ما اتذكرت قصة أخرى سمعتها: تخيلي ... يقولووو..............





انخرس لسانها فجأة وشهقت بجزع ما ان شعرت بأحدهم يسكب ماءاً على وجهها ....

صرخت بصدمة وهلع: شو هاااا !!!!


وضعت الفتاة كأس الماء على الطاولة .... بعينان تنضحان شراراً ..... بفكان يرتعشان غضباً ... ومرارةً ..... وقهراً مظلماً .....


كانت هي ......... بشحمها ولحمها ........ موزة !


رفعت يسارها مؤشرة على باب القاعة الضخم ....... وبيمينها اشرت على الثلاث النساء النمامات ...... وزمجرت من غير صوت بوحشية مرعبة ....


حركتها كانت واضحة لهن ........ هي تطردهن من زفاف شقيقها بشكل علني صريح !


اقتربت ام العنود بذعر نحو موزة وهي تهتف بانفعال/حرج: موزه شو تسوووين ...؟؟!


ضربت موزة الطاولة بعنف حتى اهتزت .... واخذت تؤشر وهي تحاول قدر المستطاع ألا تبكي وتنهار ..... ليس اليوم .... ليس في زفاف شقيقها الوحيد ......... وليس امام هؤلاء الوقحات النمامات البغيضات ...


كانت تؤشر بهستيرية حتى شعرت ام العنود بالقلق عليها ..... وقبل ان تحاول تهدئة الوضع والاعتذار من النسوة الغاضبات ..... كانت شما تقف امامهن .... وتعتذر على ما فعلته موزة في لحظة غضب ..... رغم انها تعلم ان الأخيرة ما كانت لتفعل فعلتها هذه وتنهار من الغضب لو انها لم تسمع كلام اثار مكامن جراحها وآلامها !


شما: عاشة عنيه افداج خلاص سيري عند ويبي باجي الحريم وانا بشوف موزة شبلاها ....


ام العنود بقلق: زين


امسكت شما يد موزة: موزة تعـ....


دفعت موزة يد شما بحدة .... وركضت نحو حمام النساء ....... كانت بحق ........... متدمرة نفسياً !



.
.
.
.
.
.
.



الاخوات الثلاث كن متوجهات لـ زفاف ناعمة ....


فاطمة بتساؤل: ريلج ما رد من السفر


مسدت بنعومة شعر رأس عبيد القابع بحضنها ...... وقالت بهدوء: لا


: هو شحقه مسافر أصلا ..؟!


تنهدت من غير صوت ..... قبل ان تقول: قال ربيعه تعبان وايد في فرنسا ..


فاطمة باستنكار: الله يهداه شقى يخليج وانتي عدج عروس


ابتسمت بسخرية وقالت: قال حالته صعبة وايد بين الحيا والموت وما يروم ما يشوفه ..


شيخة: بنسلم وبنظهر رواضي


روضة بملامح شاحبة مرهقة: هيه فديتج ليش !!!


شيخة بنظرة راجية: في خاطريه البحر ... عادي عقب ما نظهر نمر صوب بحر البطين ..؟!


روضة: هيه يا قلبي اكيد عادي ...


ابتسمت لها والتفتت تنظر للسماء المظلمة الا من تلألئ النجوم المنتشرة هنا وهناك بشكل رباني جميل مهيب ...



عقدت روضة حاجبيها ما ان رن هاتفها معلناً قدوم اتصال من رقم غريب تجهله .... ليس نهيان .... فـ نهيان قد اتصل بها البارحة واعطاها رقمه الذي يمكنها الاتصال به في أي دقيقة ...


مع هذا .. استلته بصمت .......... قبل ان تهتف بنعومة صوتها الطبيعي: ألو


: ألو .... بونسواغ


استغربت من الصوت الانثوي واللكنة العربية التي تشوبها فرنسية مائعة ... وقالت: هلا ... منو ويايه ..؟!


: سي فوبليه مدام ... بدي احكي مع ابني ..


رفعت كلتا حاجبيها وهي الى الآن لم تستوعب ما تسمعه ........ قالت بتعجب: السموحة بس ما قلتيلي انتي منو ... ومنو تبين بالضبط ..؟!


: منو معئول نهيان ما حكاليك عني .... انا ميسون .... مرتو الاولانيي .... وامو لـ عبيد .....



.
.
.
.
.
.
.



عضت شفتها وهي تكتم دموعها بقوة ....... هاتفةً بحشرجة: فديت هالويه يا ربي .... ما ريت في ذمتيه احلى عنه .....


ومن غير تفكير ..... وضعت يدها على رأسها واخذت تقرأ عليها ايات حصن النفس من العين والحسد ......


قهقهت بارتباك وقالت: فطيمي غديتي شرا يدووه ...


: خليني ساكتة روحي زاخه صيحتي بالغصب ....


قالت بعاطفة جياشة: فطييييمي


احتضنتها وهي تقول باختناق: بتوله عليج نعوووووم


ابتلعت ريقها كي لا تبكي ... وهمست بحب عارم: وانا اكثر والله


أكملت وهي توصيها بحنان: ديري بالج على روحج وعلى ابويه ويدوه وذياب وحمدان ... انتي حرمة البيت ... زين فديتج ..؟!


اومأت برأسها وقالت: ان شاء الله ... في عيوني هم والله


ناعمة بفخر: فديت عيونج الحلوة ... كفو هاي ختيه الصغيرونة ...


قالت فطيم بعد حين بشقاوة لذيذة: نعوم ما وصيج ... يبيلي مزيون من اسبانيا


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه يالطفسة ....






اجل .......... اسبانيا ........ فاجأها بـ مكان شهر العسل البارحة بعد ان اوصلها وشقيقها الى منزلهم في ابوظبي .. برسالة نصية مختصر يقول فيها ......... انهما سيقضيان شهر العسل في اسبانيا .........


والذي سهّل عليه مهمة الحجز هي فيزتها التي الى الآن صالحة للاستعمال ...


السعادة التي شعرت بها وقتها ............ لا توصف ابداً .......... وكانت ممتنة له حتى وهو يختم رسالته باعتذار رجولي منه لـ قِصَر الاجازة التي سيقضيانها ......


ممتنة وسعيدة ومتلهفة رغم كل شيء .....


رباه .................... أتراه يحبها كما تحبه ........ وبجنون !




قالت وهي تجلس على مقعدها في جناحها الخاص لترتاح قليلاً من عناء التصوير: فطيم زقري البنيات كلهن أبا أتصور وياهن هنيه قبل لا احدر على الناس


: اوكي



.
.
.
.
.
.
.



اغلب احاديث الفتيات لا تحلى الا في حمامات النساء ... خاصةً لو كان أساس الحديث ....... هو الرجل !



تنهدت ما ان وضعت احمر الشفاه القاني فوق المغسلة ... وقالت بكآبة: وهاللي صار من سرتي عني ..


حركت المياسة شعرها الحريري عن كتفها ورمقتها بتأنيب من بين عيناها اللتان اصبحتا رماديتان لارتدائها العدسات اللاصقة: ظلمتيه حصوص ... واللي قالت مهره حقج في التلفون كان اكبر دليل على هالشي ..


زمت فمها وهي تهتف بحنق: انزين يمكن مهاري تقص عليه عسب اداري سواة اخوها ..!!!


المياسة: حصوه ... ممكن اقولج شي وما تزعلين ..؟!


: قولي


المياسة بهدوء: انتي غبية


صاحت حصة بانفعال: مياسوووووووووووه


: هالصدق ... يلين متى بتمين تظلمين اللي حولج وما تحسنين الظن ابهم !!!
ريلج شو مصلحته يجذب !! هو ما خانج .... ولو سواها فـ هاي ما تعتبر خيانه ولا تقليل من قيمتج لان الشي صار قبل ما ياخذج صح ولا لا !!!


اجابت حصة مرغمة: هيه


وضعة المياسة يدها على خصرها هاتفة بحزم: عيل شحقه وايد معطيه اهميه لشي صار قبل لا تعرفينه حتى !!!


: الصراحة هب جيه السالفة .... السالفة انـ...


: انج هب متحملة تواجهينه عقب ما ظلمتيه وعقيتي في حقه كلام ما ينقال صح !!!


تأففت حصة بقهر: افففففف ... انتي شحقه جيه ذكيه وما تنغلبين في الكلام !!!


ضحكت المياسة قبل ان تقول: حصوص حبيبي .... بسألج وياوبيني بصراحه


غمغمت الاخيرة بغيظ: وانا أصلا اروم اجذب عليج !!


فاجأتها بسؤالها المباشر الجريء: تحبينه !!!


ضربت كتفها بعفوية وهي تهمس بحرج شديد: يا وصصصصخه ...


: حلفتج بالله تياوبيني بصراحه .... تحبينه ....؟!


ارتعش ثغرها بارتباك عاصف ...... وقالت ببحة مختنقة: ا ا ... لا .... لا يعني .... اقصد ...... اوهوووو ... انتي شو تقولين يالماصخه عيب عيب خيلي ...


امسكت ذقنها وادارته نحوها بحزم .... وقالت محاولةً تهدئة ربكتها وانفعالها الواضح: هدي .... الموضوع ايزي ... سألتج سؤال وابا اعرف يوابه ...


: شو بتستفيدين ..؟!


المياسة بحزم: هب انا اللي بستفيد .. انتي اللي بتستفيدين ... على الأقل يوم بتقولينها وتسمعينها من ثمج ... بتعرفين انتي على أي ارض واقفه .... بترومين تفهمين قلبج ونبضاته .....


تنهدت حصة بصوت حاد ..... وهمست بحيلة منعمة ..... وضعف اظهر الإرهاق بعيناها: مياسه .....


المياسة بإصرار: يلا قولي ... وهب لازم تقولين هيه او لا ... عبريلي عن مشاعرج اللي تييج يوم تشوفينه او تسمعين حسه ....


أسندت جسدها على الحائط الرخامي البارد ......... وهمست وهي ترى انعكاس صورتها على الكرآة: ظلمته انا مياسه ... وايد ... بس هو بعد ما قصّر فيه ... شفتي بعينج حركاته ... وزاد الطين بلة يوم يابلي هاييج العله الكشميرية .... ماعرف هي حرمته ولا حبيبته ولا ربيعته ..... بس اكرهها ... اللي ما يخيل عرف كيف يحرق فواديه زين ما زين ....
انا ......... اناااا ...... اففففففففففف
ماعرف ماعرف .... كل ما يسويبي شي يعور قلبي ويعصبني .... اتعلق به زود

أكملت ووهي تزم شفتيها بضيق:
يوم خذاني غصبن عني تعلقت به زود
يوم طرشلي هاك المتوه عسب يغايضني ويذكرني دوم بوجوده بحياتي تعلقت به زود
يوم احس بدفاه وحنانه واسمع اسميه بحسه الرخيم اتعلق به زود
يوم ......... ا ا ا ............ يوم يلمسني ........ احس ان كل نبض في يوفي يرقص رقيص ... كياني يهتز ... انفاسي تثقل .... بكبري احترق واذوب ...
ووو ... ويوم يابلي هاييج العله .......... حسيت ان حد خذا شي مني ... يمكن كرامتي ... يمكن عزة نفسي ... او .....
او ...... يمكن روحي كلها ......
كرهته ............. بس وانا اكرهه .......... كنت اتعلق به زود ............. انا غبية ............. وهو غبي لانه حط راسه براس وحده غبية ...........


ضربت المياسة يمناها بيسراها وهي تهمهم بشكل عجائزي مُضحك: التم المتعوس على خايب الرجا


نظرت إليها حصة بيأس وبؤس ...... وهمست: مياسوه .... ظنج انا أعيش علاقة عاطفية طبيعية !!


اومأت برأسها وهي تجيبها ببسمة واثقة: طبيعية طبيعية حبيبتي ...


تنهدت بعمق مرتعش .......... وسألت بذات يأسها وحيرتها: شو اسوي مياااااااسه ...؟!


: آآآآآآآآآه .......... بس غبائج اللي هب طبيعي يا بنت عبدالله ههههههههههههههههههههههههه ههههههه



.
.
.
.
.
.
.



قالت لها برجاء: ميراني نشي رقصي دخيلج


عبست ميرة هاتفةً بضيق: مالي خاطر مهاري ... انتي نشي رقصي


مهرة بعناد: لا انتي رقصج غاوي .... خص عاده لو مصري .. دخيلج دخيلج نشي يلا ... لا تخلينها في خاطريه


تأوهت وهي تتوسلها بعيناها ان تعتقها: ماباا مهاري والله مالي خاااطر


: يعل مهااااري تفداااااااج يا ربيه ...... والله ما تردينها .. والله ..... بليز


تنهدت بقلة حيلة ..... وقالت: خلاص تم .. ما بردج هالمرة بس لو كان رقصي خايس يا ويلج ... قلتلج مالي خاطر يعني رقصي ما بيكون هاك الزود حلو


مهرة بسعادة عارمة: بيكون حلو ونصصص .....


ميرة: دقي على راعي الدي جي وخل يحطيلنا شي مصري ..... وتعالي جريب الباب مابا اترقص جدام الحريم أخاف يدوه ان شافتني تهزبني ... ما فيه على هزابها ...


: اووووكي


ذهبت مهرة لتتصل بـ الرجل ... بينما هي سارت بفستانها الزيني القطني القصير نوعاً ما ..... الملاصق بكل انحناءة وزاوية من جسدها الانثوي الغض .... والتقطت ببسمة شاحبة حجابها الأسود .....





حسناً ... لا ضير بنسيان المرارة قليلاً وارتشاف بعض المرح ولو كان زائفاً لأجل خاطر صديقتها وعائلتها ....


لأجل أمها التي بدأت تشك في حدوث امرٍ جلل بينها وبين ............... ذاك .......... من شرود ذهنها وشحوب وجهها الواضح رغم محاولتها لإخفائه بالمكياج !!







دقيقة ...... حتى بدأت تتمايل .... بخصرها النحيل .... يمنة ويسرة ........ مستندةً على أصابع قدمها برشاقة واغواء حوائي فطري .....


كانت تقريباً مخفية عن اعين النسوة ..... ومع الضجة ... والصخب .... وانشغال الجميع بالاحاديث .... لم يرونها وهي ترقص .... وهذا ما كانت تريده بالضبط .....


اقتربت منها مهرة وهي تصورها بآلة تصويرها الخاصة .... مبتسمة بجذل واعجاب بالغان


: وووولد ووووولد ..... عاشت بنت عبدالله عاااااااااااااشت


قهقهت ميرة رغماً عنها وهي تهز كتفيها وبطنها المسطح بشكل مثير حد النخاع .....


باب القاعة الضخم ............. كان مفتوح على مصراعيه ..... ويطل على قاعة أخرى صغيرة تؤدي الى المخرج .......... ولا يستطيع احد النظر للنسوة في الداخل بسهولة الا اذا تقدم ودخل اكثر نحو القاعة الامامية وادار وجهه الى اليمين ...... لوجود حواجز تغطي المكان من كل جانب ......


اعتقدت ميرة .... ان الحواجر كانت كفيلة بإخفاءها عن اعين أي غريب ......... لكنها جهلت ان عينان حارقتان "محترقتان" كانتا ترمقانها بـ ذهول ........... بـ جنون ............ بـ اختناق عنيف قاتل ........ من الفراغ الذي يتوسط حدود الحاجز والحائط بجانبه ................!


بأكمله يرتعش ......... بأكمله يختنق ......... بأكمله يشعر انه على شفى الانتحار على حافة شامتها الحسناء وخصرها الضعيف المتمايل بمهارة واثارة .......!




انتفض بـ جوع/وله ما ان سمعها تضحك بغنج وتقول: هههههههههههههه مهاري بس عاد لا تصوريني ...


مهرة: اشششش يا فيفي عبده العين .... ارقصي وانتي ساكته


: ههههههههههههههههههههههههه هههه يالطفسسسسسة






بعد ثوانٍ .... وكي تختم رقصها ...... انحنت الى الامام ....... وادارت الجزء السفلي من جسدها بحركة معروفة تفعلنها اغلب الراقصات المصريات ....


لبراعة الحركة وجمال اتقانها .... وضعت مهرة اصابعها داخل فمها واخذت تصفّر بشقاوة وصبيانية: رووووووووووووح ....... قسم بالله فنااااااااااانة ميروووووووه


توقفت وهي تلتقط أنفاسها بضحك: ههههههههههههه بس بس تعبت ......


نزعت عن خصرها الحجاب ........ ودخلت مع مهرة الى الداخل


تاركةً ورائها رجل يلهث بجنون ......... يستشنق الهواء حوله كالمهلوس !


تراجع بألم ........... ولسان قلبه يردد .....


هذا الكائن الجميل ....... الباذخ بتناقضات الطفولة/الانوثة ....... ليس لك ........... ولن يكون لك ما حييت !


رفع جانب شماغه فوق رأسه ومقلتاه تبرقان بالجرح ............ قبل ان يرفع هاتفه ........ ويتصل بأمه كي تأخذ الاكياس التي نسيتها في سيارته منذ قليل ............


بعدها تنهد بحرقة ....... وخرج متوجهاً نحو قاعة الرجال ........ حيث ابن عمته العريس .......... حارب ........



.
.
.
.
.
.
.



سلطان ......... سيدخل مع حارب !!!


لا ...... وكلا


رصت على شفتيها بحدة ..... واتصلت به ......


عندما رفع هاتفه ...... هاجمته وروحها تشتعل غيرةً حد انها تستطيع ارتكاب جريمة في التو واللحظة..... هرمونات الحمل لم تزدها الا سوءاً في الاخلاق والطباع:
سلطان لا تدخل ويا حارب


اتسعت عيناه بـ دهشة ..... هاتفاً بعدها بخشونة حانقة: اشوفج هالايام مزوده العيار حبتين شما بنت خويدم !!!


يالله ....... لا تريده ان يوبخها ...... او يقسو عليها ....... يجب ان يفهم انها تمر بمرحلة حساسة ولا تريد منه أي اعتراض او تقريع: سلطااان


ارتعش خافقه مع همسها الأليم المختنق ....... ويبدو من حشرجة صوتها انها توشك على البكاء ..... تنهد بعمق وقال بحزم عاقل جدي: شميمي ... يا عين سلطان ... لا تفضحيني عند حارب ... قلتله بحدر وياك ..

: بـ بس ..... بس انا اغااااااار ..... كل الحريم بيشوفونك ....

طبق شفته العلوية على السفلية ...... والتفت كي لا يرى احد من الرجال تعابير وجهه الضاحكة: شما ... ابويه ... نحن شو علينا من الحريم ..... يولّن ... يوم انهن ما يستحن على ويوهن وايلسن يطالعن في الرياييل انا شو اسوي في ذمتج ...؟!


امسكت بطنها المنتفخة قليلاً ... وهي تهمهم بأنوثة متغنجة ملؤها القهر: سلطان ماقهر اناااا .... دخيلك لا تزعلنيييي .....


قرّب فمه من هاتفه .......... وهمس بأجش عابث متلاعب: عاده انا خاطريه اشوفج واقفة بين الحريم ..... واطالعيني بعيونج الغاوية .... واشوف ابهن الحب والغيرة ....


توسعت فتحات انفها بعصبية نارية ...... وقالت متوعدة ذو الرأس العنيد الصارم بانفعال: عيونك تكون عليّه انا بسسسس تسمعني يا بووووبطي !!!!!!


قهقه باستمتاع ....... قبل ان يلمح ذياب يأشر له من بعيد ان زفة حارب قد حانت ويجب عليهم الدخول .....


: ترييني يالغلاا ... ياينج الحينه ....






بعد عدة دقائق




كان سلطان يقبّل رأس ناعمة ..... قبل ان يتنحى لـ يدع ذياب يسلم عليها ........ ومن بعده ......... حارب ........



زوجان من الاعين ..... كانتا ترمقان سلطان وذياب بتمعن .......... وبحرقة !


الأولى ............ بحرقة غيرة ...... وغضب من همسات الفتيات والنسوة الجريئة الوقحة عن وسامة الرجال واولهم زوجها ....


اما الثانية .......... فكانت واقفة في اقصى القاعة ........ تتلوى حرقة بنار الحقد .............. حقد غريب على شخص اشعرها في لحظة ما ........... انها مرغوبة ................ محبوبة .............. "تصلح للحياة وللعلاقات" !



"



وبعدين هاي طرما ... يعني لا بتسمعين حسها ولا بتحشرج ... وان بغيتي عقب يوزي ولدج وحده غيرها بصحتها وعافيتها ...


وبعدين هاي طرما ... يعني لا بتسمعين حسها ولا بتحشرج ... وان بغيتي عقب يوزي ولدج وحده غيرها بصحتها وعافيتها ...


وبعدين هاي طرما ... يعني لا بتسمعين حسها ولا بتحشرج ... وان بغيتي عقب يوزي ولدج وحده غيرها بصحتها وعافيتها ...



"



كلمات تلك المرأة لا تفارق عقلها ................ ليس وعقلها "مع سماع تلك الكلمات الساخرة" مشتعلاً بالحريق ...... ليس عقلها فقط ......... بل "كلها" !!!!!


استيقظي من اوهامك الغبية يا فتاة ..... كلهم كاذبين .... كلهم منافقين ..... كلهم يدعون الشرف والأخلاق .......



.
.
.
.
.
.
.



كي يمتص غضبها ......... قرر ان يلعب قليلاً بالنار ........... لا يضر صحيح !


كل شيء جائز ......... في الحب ...... والحرب !




سلم على العريسان مودعاً ...... ومن بعده ذياب ........ وسارا متوجهان الى خارج القاعة ..... الا ان سلطان قد تباطئ بمشيته ما ان وصل عند محبوبته المشتعلة بنار الغيرة ....


نظر نحو حارب ... ثم ذياب الذي خرج من القاعة .... وتأكد ان لا احد يراها .......


وامام اعين النسوة القريبات من شما ..... النسوة اللاتي كن يهمسن ويتغزلن بوسامته وطلته المهيبة ..... انزل غطاء وجهها عنها ......... كاتماً شهقتها المصدومة بقبلة مثيرة طويلة على انفها ...........


كانت قبلة ...................... تعج بالفخامة ...... بالعذوبة ........ بالاغراء .......... حد اللامعقول !


رغم انها لم تشهق ....... لكن النسوة حولها هن من شهقن ذهولاً .... وانبهاراً ...... وبعض من الحسد والغيرة !


تمتمت بخجل اشعل وجهها وجعله كـ لون الجوري المعتم: سـ .... سلطاااااااااان


ابعد ثغره عن انفها ........... وقرّبه من اذنها .......... وهمس بأجش: الليلة .... وباجر ... وعقبه .... وعقبه ..... ولنهاية العمر ...... انا لج انتي وبس يا لولوة سلطان ......


رص على كلماته الثقيلة ... الحارقة ... بأنفاسٍ حامية ..... وهو يضيف: احبج يا غيوره .....




ببطء مدروس ......... وببسمة واثقة خبيثة متلاعبة ........ ابتعد عنها ............ وغمز لها بعين واحدة .......... قبل ان يستدير .......... ويتوجه الى الخارج ........


جاعلاً إياها ضحية الخجل ....... والربكة ........... ورعشة الخافق الممتلئ بالسعادة والغرام ....... امام جميع من كانوا حولهما !!!!!



.
.
.
.
.
.
.



مرت نصف ساعة منذ ان وصلوا للفندق الذي حجز به حارب قبل الإقلاع الى اسبانيا


بدلت فستانها ........ ومسحت زينة وجهها لتضع بدلاً عنها زينة خفيفة تبرز جمال عيناها اكثر .....


ثم خرجت من الغرفة ... نحو غرفة المعيشة الواسعة الخاصة بالجناح ....


رغم اضطرابها .... وربكتها طيلة الزفاف ........ الا انه لم يخفى عليها صمت حارب المخيف ......... وظلمة وجهه الشاحب !


اثار قلقها عليه بشدة .......


ما الذي حلّ به ...... لم يكن بهذا الشكل يوم البارحة !!!




اخذت تمشي على غير هدى حول المكان ... تبحث بعيناها المتلهفتان عنه ..... عن فارسها الأسمر الذي طال انتظاره



رأته



كان جالس على المقعد ........ بظهره المنحنى الى الامام ........ وبذراعاه المستندتان على ساقاه ..........


كان شكله ........... مزري بلا مبالغة ............. وكأن هموم الدنيا كلها سقطت فوق ظهره


وكأن اليأس .......... والألم ............ والحزن .......... قد ابصموا على هدم ارصفة خفقاته حتى تنبسط وتستوي مع ارض روحه الخاوية !


بلا إحساس ........ اقتربت منه وهي تهمس بوجع وقلق: حارب


لم يرفع رأسه ........... ولا تعرف .... أسمعها أم لم يسمعها ..... ام انه غارق في عالم آخر ولا يريد تحطيم اللحظة المقدسة القابع بها الآن !


ولا تعرف كذلك ...... لمَ فجأة شعرت بمقلتاها تحرقانها ............... الذي تعرفه ان منظره المتدمر هذا .......... كسرها !


كسرها .... وشتتها .......... وليست غير نظرة الطمأنينة والدفء بعيناه من ستلملم شتاتها المريع !






رفع رأسه بهدوء نحوه .......... قبل ان يصدمها بعيناه الذابلتان المنهكتان حد الجحيم ..... وضعت يدها المرتعشة على صدرها ......... واقتربت منه اكثر ............ فـ اكثر ............


ما ان أصبحت امامه ............ حتى مدت يدها نحو شعره الداكن الغزير ...... ومسدته بعاطفة حارة منتفضة


همست بـ صوت مكتوم مرتعب: حـ حارب ... شبلاك ....؟!


اغلق حارب عيناه .................... تاركاً إياها تمسد شعره ..... وتاركاً لنفسه التنعم لأول مرة ......... بدفء حقيقي بعد خمس سنوات عاشها في بردٍ قارص مخيف ..........



فتح عيناه فجأة ....... قبل ان يمسك خصرها بيمينه .... ويجرّها نحوه بعنف ...........



اغرق رأسه بين طيات معدتها المسطحة ....... بذات عنفه ......... بذات وحشية جوعه ......... بذات غضبه وقهره ووجعه من كل شيء مر في حياته الى الآن .... الى ان رآى ذاك الشيطان قبل ساعات وجدد عذابه !


اعتصر جسدها بقوة .............. بشكل اربكها وهدم حصونها .......... وشتتها اكثر من ذي قبل !


هي تعلم ...... انها ان تحدثت .......... ستهدم لحظته المقدسة هذه ...... وستهدم اللحظة الوحيدة التي تراه فيها طفلاً وحيداً ضائعاً ينشد الحب والاهتمام والسعادة !!


سقطت دموعها على وجنتيها المتوردتان من العاطفة ............. واحاطت يداها حول رأسه ....... محتضنةً إياه بقوة ........


تريد مبادلته عنفه ..... ووحشيته ....... علّها بهذا توصل إليه حقيقة واحدة ...............


هي انها لن تتخلى عنه ابداً .......... ما دامت تتنفس هواء الدنيا !









نهــــاية الجــــزء السبعــــون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:43 AM   #75

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم


في شي ابا اقوله قبل البارت


انا باجر ان شاء الله مسافره ..... وما برجع الا عقب اسبوعين اذا الله راد ............


اول ما ارجع ببدا اكتب في البارت الـ 72 ........... يعني ان شاء الله نلتقي ببارت ايديد تاريخ 11/18 <<<< ميلادي


البارت نوعاً ما متوسط الطول ............ السموحه ما فضيت ابد ولولا غلاتكم ومعزتكم وانكم ما تهونون علي جان ما قدرت اكتب ولا كلمة وحده ............ السموحه مرة ثانية ..................


لولوة تحبكم ........... ادعولها بالخير والعوده بالسلامة ........




.
.




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




.


.




الجـــزء الحـــادي والسبعـــون



،



أخاف الرجوع الى أيِّ ليل عرفتُهْ


أخاف العيون التي تستطيعُ اختراقَ ضِفافي


فقد تبصر القلبَ حافي


أخاف اعترافي


بأني أخاف الرجوعَ الى أيِّ صدرٍ شربتُهْ


فألقي بنفسيَ في البئر.. فيّ ..



لـ محمود درويش



،



اعتصر جسدها بقوة .............. بشكل اربكها وهدم حصونها .......... وشتتها اكثر من ذي قبل !


هي تعلم ...... انها ان تحدثت .......... ستهدم لحظته المقدسة هذه ...... وستهدم اللحظة الوحيدة التي تراه فيها طفلاً وحيداً ضائعاً ينشد الحب والاهتمام والسعادة !!


سقطت دموعها على وجنتيها المتوردتان من العاطفة ............. واحاطت يداها حول رأسه ....... محتضنةً إياه بقوة ........


تريد مبادلته عنفه ..... ووحشيته ....... علّها بهذا توصل إليه حقيقة واحدة ...............


هي انها لن تتخلى عنه ابداً .......... ما دامت تتنفس هواء الدنيا !



بعد دقائق ................ من سخونة المشاعر الهائجة ............. والاحضان العنيفة !


أبعدت ببطئ يدها عن رأسه شاعرةً ان هناك خطب ما


وادركت ما يجري


كان نائماً وهو ما زال مسنداً رأسه على معدتها ...... وعرقه يتصبب من كل مساماته ...... خاصةً حول ندبته القاتمة ....


رف قلبها لـ منظره الطفولي المناقض للرجولة المتفجرة منه .......


وبعفوية قلبها العاشق الحنون ...... دنت منه وقبّلت ندبته بأنفاس ثقيلة متفجرة بالعاطفة والرحمة والغرام الحزين ....





همست وهي تستمع لأنفاسه التي تلطم وجهها لطماً ارجفها واثارها حد الصميم: علني افدا نصخك ..



دنت منه مرة أخرى ......... وقبّلت هذه المرة شاربه .... وذقنه ...... ثم دعكت برقة على وجنته وهي تناديه رغم انها لم ترغب بإزعاج نومه العميق .... كان يبدو عليه الإرهاق والتعب بوضوح: حارب ..... نش ارقد على الشبرية ....


فتح عيناه الناعستان ببطئ ........... وقبل ان تبتسم بوجهه وتكرر ما قالته ...... كان يدفعها عنه بعنف وعيناه تتوحشان بشكل ارعبها بحق ......


سقطت على الأرض وهي تتأوه بخوف/توجع


عندما استوعب ما فعله ... هرع اتجاهها وهو يعتذر بذعر: ناعمة ........... ناعمة آ آ .... آسف


: شـ شو فيك ..؟! ....... ر ..... روعتني


حرك شعره للخلف وهو يعتذر بتلعثم وتوتر فظيع: آ آ ... آسف والله ما كنت بحاسيتي ... تـ تحريتج .......


سألت بنظرة مرتعشة: تحريتني منو ...؟!





ابتلع ريقه بتوتر ............ وتوهان



الى الآن لم يتجاوز تلك الفترة المريعة التي قضاها في سجن لا سانتيه ........... الى الآن يستيقظ من نومه فزعاً من الكوابيس المرعبة والذكريات المقرفة ............




: احم .... و ... ولاشي .....



وضع يداه تحت ابطيها ورفعها بخفة وهو يعتذر بينما هي وضعت يدها على صدره محاولةً تهدئته بتفهم صادق رغم ان قلبها ما زال يرتجف رعباً مما حدث: ما ..... ما صار شي حارب عادي ....... انت تعبان ولازم ترقد




ابتلع ريقه وهو يومئ برأسه ........ ثم صمت .......... واخذ يتأملها ..... من اعلاها حتى اسفلها ............


نظرته .............. اخرستها ................. بل شلّت لسانها .........


تحديقه بها هذه المرة كان ......... مُهلكاً ................ اثار خافقها حد الجنون !!!


حد التوهان ........ والآه .......... وحاجة الجوعان ......


حد لغو الهمسات ....... وسهو الكلمات ........






تجمّلت لأجله تعترف .......... لبست الحرير وما هو المثير لأجله ..... تعترف .....!


ازدادت حسناً وفتنةً لتسرق اول نظرةٍ ألهبتها به ....... تعترف !


تجوعه وتجوع وصاله ومشاعره الحارقة ........ تعترف !



الا انها نست كل شيء ما ان احتضنها ونام في حضنها لدقائق معدودة فقط !


وها هي الآن تشتعل مرة أخرى .......... وعلى يده ............ ومن نظرة واحدة منه !




همس بثقل أنفاسه الحامية: قربي


همسه الساحر اجتذب كل حواسها ........ وعقلها ............. اقتربت منه بخدر .... حتى أصبحت أنفاسها تتعارك مع أنفاسه الهائجة .........



اخفض عنقه إليها ........


لثم عظمة ترقوتها برقة ...... بعاطفة ترقص التانغو المجنونة على جمرات حمراء حارقة



همهمت من بين ارتعاشة جسدها وخفقاتها: حــ ...... حارب


همس بأجش ...... وروح الشاعر القابع به منذ ان غزا ذقنه شعر الشباب ... قد خرج ....... واشتعل لهيباً:
باهي الحسن خده .... مثل برق الغمام

كاسي الليل متنه احوري فريد

منفرد في و صوفه مثل بدر التمام

تعشق العين شوفه من قريب وبعيد






حدّقت به بصدمة ...... وانبهار ....... وخجل .........


قبل ان تخفض اهدابها ...... وتعض شفتها بقوة





حرك بـ ابهامه ..... شفتها للأسفل ...... كي يفلتها من براثن اسنانها اللؤلؤية ...... واكمل: لا تنزلين عينج ....... ولا تسكتين ......... دوم طالعيني ... دوم رمسيني ........ لا تحرميني من أي شي منج ...........



همس مضيفاً بتسلية خشنة جذابة: اعتبري ها امري الأول لج في ليلتنا الأولى ...


قهقهت بـ خفوت خجول .......... وقالت محاولةً كتم ضحكتها: ان شاء الله طويل العمر ..


أكملت بتلعثم .............. وبفؤاد يرتجف من لمسات أصابعه الحارة على وجنتها وعنقها: ا ا ا .... ا .... انت شكلك تعبان ...... ما بترقد ......؟!


اقترب من منبع شهدها ............. وهو يهمس بعينان داكنتان ... لاهثتان ..... "متزلزلتان": وانتي عندي ..... وبين ايدي !!!!



اصدر صوتاً غليظاً معارضاً من تصادم لسانه بـ لثته العلوية ..... قبل ان يقول بمشاعر منفلتة تماماً: مسـ ......... ـتحيل .....




وكان ما أراده .................. واصبح المستحيل .............. مستحيلاً بحق ............ قولاً وفعلاً !


بينما الهوى يضحك طرباً ...... والضيق يبكي قهراً ......... لساعاتٍ وساعات !



.
.
.
.
.
.
.



جلست شيخة وهي تدغدغ عبيد بـ شقاوة ..... وتضحك على ضحكه العالي الصاخب: هههههههههههههههههه فديت ضحكتك ....


ابتسمت وقالت بحنان: يلا شيخه ييبيه بسير اسبحه وارقده فديته ...


امسكت يده وسحبته بنعومة وهي تقول بحماس: لا لا انا بسبحه هالمره ..... وين ألاقي ثيابه ؟؟؟؟


روضة: محطيه ثيابه في كبتي يلين ما ازهب حجرته الخاصة


اومأت شيخة رأسها وذهبت مع عبيد لتحممه .....



: شو تبا داقه ..؟!



استدارت نحو فاطمة وقالت بعد ان فهمت ما تقصده بسؤالها: تبا ترمس عبيد ...


لمحت عدم الرضا والتعجب بعينا فاطمة ......... وأضافت بجمود صوتها الذي لازمها منذ ان اتاها ذاك الاتصال الصادم لمشاعرها/روحها: نسيتي انه ولدها يا ام محمد




ولدها


ولدها


ولدها


احرقتها الكلمة ..... لكنها الحقيقة ........... ولن تفر منها ابداً ..........





: كيف يابت رقمج ...!!!!


هزت كتفيها ببرود وهمست: ما سألتها ...




لم تسألها لأنها نست ...... بل لانها كرهت ان تتعاطى معها كثيراً .... صوتها الناعم ..... وميوعة حديث اهل لبنان الفتّان ببحة صوتها ............ ألهبت غيرتها .... وغضبها ........ وخيبتها ........



هددت مكانتها كـ انثى بحياة نهيان ...... هزت ثقتها بنفسها كـ حبيبة وزوجة ..... وشريكة حياة ............ وفوق هذا وذلك


اشعرتها للحظات ............. ان ابنها قد سلب منها !!!!!!


اجل .... شعرت بالتهديد ..... ومن انسانة لم تتحدث معها سوى ثوانٍ !


من أعطاها رقمي ................. أيكون نهيان !


لكن كيف .......... ولمَ !


إلهي ............ لابد انها اثارته وسحرته بصوتها ذاك .........





قبضت على يدها ............... وهي تحاول منع نفسها تخيل وجه نهيان وهو يستمع إليها ........


الخائن .......... الخائن ..................... كيف يتحدث مع طليقته ويأخذ كامل راحته معها وهو متزوج الآن !!!


من غير تفكير ...... حملت هاتفها ........ وخرجت لباحة المنزل كي تحادثه .........






بعد ثوانٍ




كان معها على الخط ............ ومستغرب من صوتها الغاضب وهي تقول: انت معطي رقميه حق هاييج !!!!


رفع حاجباً بتعجب: هاييج !!! منو هاييج !!!!


نادته من بين اسنانها: نهيان


: والله هب فاهم روضة .... منو تطرين !!!!


ابتلعت غصتها العلقمية ........ وهدرت: طليجتك .....


سأل متعجباً بذهول: ميسووون !!!


: لا ............. لا تنطق اسمها


قاطعها وهو يهتف بغلظة صارمة: تخسي .... ما رمستها ولا عطيتها رقمج .....


ارتعش فكها وهي تغمغم بقلب متوجع: عيل ....... عيل من وين يابته !!!


سألها بحزم: شو تبا داقه !!!


: قالت تبا ترمس عبيد


هدر بحدة ارعبتها واربكتها: وعطيتيها عبييييييد !!!!


: ا ا ا هيه ... ما ......


: روووووضة .... انتي شقى تسوين جيه بليا شوري !!!! شقى تخلينها ترمس عبيد من ورا ظهريه !!!


تلعثم بربكة .... حيرة ..... وألم: ا ا نـ نهيان ..... هي امه ..... ووو ... وكانت تباااا .......


: حتى لوووو ... ما كان المفروض تخلينها ترمسه من ورااايه ........


: ما كنت اعرف انك ...........


قاطعها بقسوة: ان دقت مرة ثانية لا تردين عليها ... تسمعين !!!





كلامه القاسي اشعرها انها تدخلت بأمور لا تعنيها ... اشعرها انها دخيلة عليه وابنه ...... اشعرها ....... بالضآلة ! ........... همست بصوت مكتوم: ان شاء الله .....


: برايج بخليج ... مشغول الحينه انا


نادته بلهفة حزينة: نهيـ...........



لم تكمل ندائها ........... فالاتصال قد انقطع فجأة !




اتاها صوت شقيقتها فاطمة: روضة ... شو قال ...؟!


انزلت الهاتف بوجه شاحب وقالت: مب هو اللي معطنها ...


: عيل منو !!!


هزت كتفيها ........ هامسةً باقتضاب: ماعرف


لم تعلق فاطمة ...... خاصةً وهي تتذكر فجأة امراً قد اخبرها به زوجها منذ سويعات قليلة: تعالي .. ما قلتلج ..


: شو ..؟!


فاطمة: ابويه قايل حق غانم ... ان الدكتور ناصر خطب منه شيخه


اتسعت عينا روضة بذهول وهي تقول: في ذمتج


: والله .... وهو .... اممممم ما عنده مانع


روضة بعدم رضا: على أي أساس ما عنده مانع ...!!! هو لا يعرفه ولا نشد عنه .....







تزلزل كيانها وهي تسمع الحوار بين شقيقتاها .... وهي التي لم ترجع للأسفل الا بعد ان احتارت بمكان أغراض عبيد الشخصية وترغب بسؤال روضة عنها ..........


الدكتور ناصر خطبها من والدها ........... ووالدها وافق ........... بهذه السهولة !!!!!!!!


حتى انه لم يسأل عن الرجل ........ كيف !!!!!


كيفففففففف !!!!!!!!!!!!



والدها لا يريدها .......... ربااااااااااااااه .............. بل هو يكرهها .......... يكرهها حد انه يرغب بالتخلص منها ويرميها على اول رجل يخطبها منه .............!!!!!!!!!!



هرعت الى الأعلى وشياطين الدنيا اجمع كلها تتراقص بشماتة فوق رأسها الصغير




ما هي الا دقيقة ........ حتى قفزت فاطمة ومعها روضة بفزع اثر صوت انكسار زجاج قادم من الطابق العلوي



من غير تفكير .... هرعن الى فوق واياديهن على قلوبهن .......



لمحن غرفة شيخة مفتوحة ........... وصوت انكسار آخر قادم منها ........


عندما دخلن ......... رأين المكان كله بحالة يرثى لها !


وصياح شيخة الحاد كان في أشده ................. واقساه !





: ليش يكرهني لييييششش !!!!
لييييشششش !!!!!



اقتربت فاطمة منها وهي تهتف باستنكار: شيخه انتي ليش ماخذه الأمور بهالحساسية ؟؟
كل ها عسب ما اتذكرج يوم نش ؟؟؟


أغلقت عيناها بيداها وهي تهتف بحرقة تبكي الفؤاد: يا ليت السالفه يت على جيه يا لييييت
أبويه ما يعرفني .. ما يتذكرني .. ما يسولف معايه شراتكم
ما يضحك ويكون ع طبيعته معايه ... جني وحده غريبة عنه .....
يكرهني فاطمة يكررررهني ...... والدليل انه يبا يعقني على اول ريال خطبني منه ....
ما يباااني .... مب مشتهي حتى يعيش معايه ويعرفني ويعوضني عن السنين اللي عشتهم بليااااااه
لييييش ........ ليش فطووووم .....!!!!


اكملت وهي تتأوه بوجع صافٍ: آآآآه .... كم حررررقني ....
سنيييين وانا اموت واحيا على شوفة عيوووونه ....
اموت واحيا على شوفته واقف جدامي ويلوي عليه بحنانه ويناديني بصوته
حررررقني ......... عور فوااااادي ......


أكملت وهي تؤشر بهذيان غاضب: وتخيلوا .... تخيلوا ينساني انااااا ... ويتذكر هاييج البنت ... تخيلووووا ......


تسائلت روضة باستغراب وانهيار اختها الصغرى آلمها حد النخاع: منو تقصدين ...؟!


: هاييج البنت ...... اللي اسمها ررررفعه .......


هتفت روضة بصدمة: رفعه !!!! متى ياب طاريها !!!!


مسحت دموعها المنهمرة بغزارة وهي تهتف بحشرجة : من يومين ....


حدّقت روضة بالخواء وهي تفكر بحيرة عن سبب ذكر والدها لتلك الفتاة ......


هي كانت تشك ان هناك امرٌ غريب حدث بالماضي بينهما ......... الا انها ازاحت شكوكها ...... بل في الحقيقة نستها بعد زواجها من نهيان ........


لكنها عادت الآن ......... وبقوة !


وقررت فعل اول امر خطر ببالها ...........!



.
.
.
.
.
.
.



: لك اجوز ماما .. اجوووووز


...


: ما فيي اهدا ما فيي ... وابني ... ابني عبيد .... صار يعيطلا ماماااا .... ابني ما بيعرفني هلأ بنووووب ... اكلتلو عئلوو وعئل بيّووو .... شو بساوي ماماا دخيل الله خبريييني ..... النار بألبي عم تلهب لهب ...


...


: جبت رئما من شوفير اهل نهيان ....
لما رحت على شئتو تـ شوف الصبي ... ما لئيتو .... نزلت وسألت السكيوريتي وئالولي فل من الشئة .... طلبت منون رئم اني حدن تـ حاكيه وعطوني رئم الشوفير ... ئالولي انو نهيان بزمناتو عاطيهون الرئم تـ يدخل الزلمي الشئة مع الهاوس ميدز وينضفواا ....
ولما حكيتو فجّر الئنبلي بوجي .... ئال انو مسافر بس عندو رئم مرتو ازا بدي ياه ضروري هالئد ..... اخدت الرئم منو وانا بغلي مامي ... بغغغغغغغلي ..........
وحاكيتا وئلتلا بدي حاكي الولد ...


...


: اكيد حكيت ابني ... مين هيي تـ تمنعني عن ابني مامااااااااا .....


...


: آآآه ماماااااااا آآآآآآه ........... لك ما سمعتي صوتااا ... ما سمعتييييييييه ... بيخلي العائل مجنووووون


...


: اكيد لا ماماااا ... ضروري رجّع ابني لـ حضني .... مش رح خليااا تاخدوو مني ... هاد ابني انا منو ابنااااا ...


...


: خبرتيك ماما ... نهيان مسافر منو هون ..... وهيك ما رح يسترجي حدن يمنعني تـ آخود عبيد ....



.
.
.
.
.
.
.



قررت ما ستفعله ....... ستعتذر ........ وما ان تنفرد به ..........




نظرت إليه بطرف عينها المرتبكة ......... اليوم يبدو في اروع حلته ..... بـ لحيته المشذبة .... وعيناه اللتان ازدادتا جمالاً من الاثمد الذي وضعه تأسياً بالنبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم ....


تتكلم معه الآن ام عندما يصلا الى المزرعة .....!!!


هيا حصة ......... فكري .........


فكري ..........


اففففف ........ لا ........... عندما يصلا ستتحدث معه .......... هي اساساً لن تتحمل التحدث معه وهو قريب منها بهذا الشكل الكبير ... تشتم رائحته المُسكرة ..... وتستنشق رجولته المغرورة "التي باتت عسلاً بالنسبة لها لا كأساً من العلقم المر"


هه .................. بلهاء انتي يا حصة ......... ومتناقضة ............. ولا تعرفين كيف تصنفين الى الآن مشاعرك نحو ذو عينا البومة ............




صدمت صمت الليل ....... وصمت حناجر كلاّ منهما ........ بأن قالت له فجأة: شو اسم عطرك ..؟!


أعطاها نظرة خاطفة .......... وقال وهو يرجع عيناه الى الشارع: ليش ..... عايبتنج ريحتيه ..؟!


عقدت ساعديها امام صدرها ...... وقالت بهدوء وهي تنظر لنافذتها: تواضعاً مني برضيك هالمرة وبقول ...... هيه ........ عايبتني .............


رفع جانب ثغره ببسمة لعوبة مغرورة وهتف: امممممممممممم اعتبره غزل صريح منج فيّه ......!


اجابته وهي تنظر نحوه من تحت اهدابها المعقوفة: ليش ما تعتبره معلومة صغيرونة من بنت عبدالله .......... "المتواضعة" ........


: هاي نغزة !!!


ابتسمت بخفة وقالت: اللي على راسه بطحه يحسس عليها


باغتها بسؤاله الساخر: وايد انا مغرور بنظرج ......؟!


رفعت كلتا حاجبيها وسألته بمكر: تنكر ...؟!


عقدت حاجبيها بحيرة ما ان قال لها باسماً: ليش تشوفين فيه الغرور ......... وما تشوفين فيه الثقة !


تنحنحت بصوت بالكاد يُسمع ..... ثم قالت وهي تهز ببرود كتفيها: فرق بين الغرور والثقة ............ والصراحة انا اشوف ان شخصيتك تميل للغرور هب للثقة .....


: على أي أساس حكمتي على شخصيتي ....؟!


هتفت بسخرية: على وايد أمور صارتلي بسبتك ...... طبعاً ماله داعي اعدد هالامور الحلوة ... لانه اغلبها ترفع الضغط .....


تأملها قليلاً قبل ان يسخر بقهقهة خافتة ......... ويقول: تعرفين !
هاي اول مرة ترمسيني شرا الاوادم بليا زعيق وشتايم وتطنز .... بليا نظرة الكره والحقد اللي اشوفها بعينج واللي اغلب المرات تستخدمينها عسب تغطين على مشاعرج الصدقية


تهكمت بسخرية: مشاعري الصدقية ...!!! ........ ههههههههههه هب قلتلك مغرور .......


فلاح: عاد هاي ثقة هب غرور ......... فرقي شوي يا حلوة ......


حصة: ومن وين يبت هالثقة .....؟!


: منج ........... عينج وكلامج وتصرفاتج تفضحج من غير ما تحسين على روحج


اشرت على صدرها وهي تقول بعدم تصديق: يعني انا شفافة بالنسبة لك .....!


رد بثقة بالغة: اظنتي انتي اكثر في العالم ما تعرف تفند بين اللي لازم ادسه على الناس وبين اللي لازم ما ادسه .......


اشاحت بوجهها وهي تقول باستهزاء: وايد تحب تنتقدني ..... واطلعني ولاشي


بسخرية قاسية قال: انتقاد الناس بأدب .......... اهون بوايد من ظلم الناس ........... بـ قلة ادب .............. ولا انا غلطان !


شعرت بالحرج ......... الحرج الشديد والندم بحق .......... وقالت: انااااا ..........


رفع كفه وهو يقاطعها بصوت ثلجي غليظ: لا انا ....... ولا انتي .... جان في خاطرج موال من السب والصريخ خليهم لعقب انا حالياً مصدع وهب راقد زين والنفسية خايسة .......... محتاي هدوء لو تكرمتي ..............


أغلقت فمها ربكةً ... وحرجاً .... وغيظاً ............ وصمتت !



.
.
.
.
.
.
.



بعد ثلاث ساعات



خرج من منزل المزرعة وبيده هاتفه ......... يسأل التي على الخط بتعجب يشوبه الانزعاج: اين انتي ..؟!


: هنا ......... خلفك .......


التفت ......... ورآها تقف تحت احدى الأشجار .......... وبالكاد الضوء الخافت الآتي من احدى لمبات الجدار القريب يظهر وجهها الممتقع


همست بـ مشاعر مفضوحة تماماً وغير مسيطرةٍ عليها ابداً: فلاه .........


اقترب متسائلاً بخشونة باردة: ما الذي جاء بك الى هنا يمامة ..!!! سويعات وستشرق الشمس .........


: مشتاقة لك ......


اتسعت عيناه هاتفاً بحدة: ماذا !!!


: مشتاقة لك ............ فلاه ........... لا استطيع التحمل اكثر ........ انا احبك ......... افهمني ....... انا احبك ........


هدر من بين اسنانه بغيظ: أصدقتي انك زوجتي !!! انتي فقط طبيبة تعملين معي ...... هذه مجرد تمثيلية رخيصة منك ........ ولولا فضولي لمعرفة ردة فعل حصة على ما قلتيه وقتها ما كنت لأتقبل ما فعلتيه بسهولة .....


قالت بانفعال انثى عاشقة تشتعل بالغيرة/الحقد: انت من استعنت بي لأمثل انني زوجتك امامها ام نسيت !!!!


وضع كلا يداه داخل جيوبه ثوبه الأبيض وهو يهتف بصقيعية مستفزة: وألغيت الاتفاق قبل يوم زفافي ........ ام انك تحبين تذكر أمور ونسيان اموراً أخرى !!!!!
انا اعرف جيداً انك استغليتي الاتفاق الملغي لتهدمي علاقتي بها لكنني فاجأتك عندما سايرت تصرفك ولم اكذّبك امامها ....
حتى وانا احذرك مرات عدة منها ومن مخالب غضبها كنتي تحاولين ادعاء الهدوء والبراءة لكنك كنتي تفورين قهراً بداخلك ....




زفر من انفه وهو يقسو عيناه مردفاً: كنت اعلم انك تكنين لي المشاعر لكن لم اعلم ان موضوع الاتفاق بيننا زرع فيك انثى خبيثة لهذه الدرجة .......
يمامة .......... انا رجل متزوج ......... واحب زوجتي ......... فـ لو تفضلتي ...... ضعي مسافة كافية بيني وبينك كي لا اضطر في النهاية لإلغاء العقد الذي بيننا ........... أفهمتي !!!!


صاحت بصوتها المنفعل المتحشرج: انت لا تحبها ... لا تحبها ... تكذذذذب


هدر بصوت جبروتي مرعب: لا تصرخي في وجهي يا فتاة ......


انفجرت فجأة بالبكاء امامه ..... واضعةً يداها على عيناها ........


تنهد بضيق هامساً بإسمها ...... قبل ان تصدم حواسه/عقله وترمي جسدها عليه بقوة ..


صرخت بهستيرية: انا احبببببك احببببببببببك ........


دفعها بعيداً عنه وهو يزمجر بارتباك ........... وغضب ناري : يمااااااااااااامة ....



صاحت بلوعة: احبك ...... احبك فلاه حد الجنوون .... ارجوك ...... لا تألمني وتدعي انك .........







: حلو حلو ....




استدار بحدة ..... وسقطت عيناه عليها ............


همس بارتباك: حصة !!!!


نظرتها كانت ............... تنضح بالشر التام !


لكنها ............ وبما لديها من بقايا قوة ........ استدارته مهرولة الى الداخل ........... نحو غرفتها



صرخ على يمامة وهو يهرع خلف "ام عويل خاصته" ............. "ام عويل التي لم تكن بعيناه الا اجمل .......... وانقى ............ واعذب فتاة في الكون" !

: اخرجي الآن ولا تعودي الا بأمرٍ مني .........




ما ان غدا امام باب الغرفة ....... صدره يرتجف بمشاعر هائجة ........ رآها وهي ترمي بعنف ملابسها داخل حقيبتها .....


همس بثقل ............ وبتوتر: حصة ......


ركبت احدى ارفف الخزانة لتتمكن من اخذ باقي ملابسها الموجودة في الأعلى ...... هادرةً بصوت اخشوشن من القسوة: حصة كلبة ان عدت اللي صار جدامها ........ الحين تردني العين يا وصخ ....... الحين


زمجر بوحشية واهانتها له لا تساعده البتة بتبرير ما رأته بعيناها: حصصصصصصصة


استدارت نحوه بحدة تاركةً شعره يتحرك بجنون مع تحرك رأسها ........... كانت هائجة ......... فائرة .......... مصدومة ........ متألمة حد النخاع: لا تنطق اسميه يا وصصصخ لا تزززززقرني
انت وصصصخ ... وصصصخ ..... وصصصخ ... ماباااااااك ........... افهمهااااااا
خلاااااااص .... ماباااااااااك ........ حس على دمك يا آدمي دخيل الله ..... حسسسس ... ماباااااااااك ...... ردني بيت هلي الحييييين ...


قال من بين اسنانه محاولاً ان لا يفقد سيطرته على نفسه ويتهور: انتي فهمتي اللي شفتيه غلط .... انااا .......


هدرت بغضبٍ مجنون: انت ولاشي ........ قد قلتها واعيدها ......... خساااارة الشنب اللي فيك يا ولد عبيد .... خساااااااارة .....



لم يتحمل اكثر ............. دفع صدرها نحو الاريكة .......... حتى سقطت فوقه بعنف .......


دنا منها وقال بهسيس شيطاني يلطم وجهها المحتقن من لهيب الغضب: عيديها ........... عيديها يا حصة وبحلف بالله لتندمين هالمرة صدق انج شفتي زول بن عبيد ورمستي وياه .......


بقسوة صقيعية ......... وبكره عاصف ............. كررت ما قالته وهي تحدّق مباشرةً بعيناه: انت ........... ولاشي .........


مسكت شاربه بقوة ........... مردفةً بوضع الملح على الجرح: وهالشنب اللي فيك ........ خسااااااارة .......


نظر ليدها التي تمسك بشاربه ............... ثم نظر إليها .............. قبل ان يبتعد عنها بهدوء مرعب .......... ويذهب اتجاه الباب ...........


اغلقه بركلة قاسية من قدمه ....... واستدار نحوها مرة أخرى ..... وعلى وجهه ظلمة تنضح شيطنةً ...... تنضح شراً ....... وقسوةً ........... وغضباً هستيرياً اعمى !



قال بملامح جامدة ........... خالية تماماً من الرحمة/الاحساس: ترحمي على فلاح الطيب ........









قبل صلاة الفجر بدقائق





لو كان الذل يعرف النطق ...... لزمجر خيبةً .... مرارةً .......... وخذلاناً !!!




ابتعد عنها بمزاج اسود تام ........... قبل ان يذهب بصمت إلى الحمام ........... ومن غير يرمقها بأقل نظرة !!


كانت تنظر للفراغ ............ تتأمل روحها المنشطرة لنصفان ........... وفؤادها الباكي دماً !


بعد دقائق ........ خرج من الحمام ............ ورآها على منظرها نفسه ........ جامدة ............. ساكنة كـ سكون الليل المظلم !


أشاح بوجهه بقسوة ..... وخرج من الغرفة غير آبهاً لها البتة ........... فما قالته وفعلته له كان اكبر واعظم واشد !


رمقت الباب الذي انغلق بعنف بطرف عيناها الجامدتان ................ ثم نزلت من السرير وهي تترنح .......... بذات جمودها تماماً !


بعد ان انتهت من الاستحمام ........ خرجت ........... واتجهت مباشرةً نحو حقيبتها .............


وضعت ما تبقى من ملابسها .......... قبل ان ترفع هاتفها ............ وتتصل بـ سيف ........... شقيقها !


.
.
.
.
.
.
.



مساء اليوم التالي
مطار ابوظبي الدولي



دخلا قاعة انتظار الدرجة الأولى ....... منتظران موعد فتح باب الطائرة .........


جلست وهي تنظر من بعيد لمضيفة يبدو عليها ملامح الهنديات ...... وجمالها كان صارخاً بعيناها الغزاليتان وجسدها الطويل الممشوق .....


كانت تبتسم برسمية لهما الا ان غيرة النساء اشتعلت بقلب ناعمة ووجدت نفسها تغمغم بحقد: تراه هب واحد من عيالكم لا تشدين حيلج يا مزيونة ...


خصلة من مقدمة شعر حارب الأسود نزلت على جبينه وهو ينزل حقيبة حاسوبه المحمول من على كتفه ........ هاتفاً بتعجب: شو !!


خفق قلبها لمنظره الرجولي الفتّاك ................ وقالت بارتباك خجول: مـ ماشي ........ احم ....... عادي اطلب طلب ؟!!


ابتسمت عيناه وهو يقول بفخامة: يامرون ما يطلبون


طبقت شفتيها ببعضهما ...... قبل ان تزمهما وتأشر على قميصه الذي يرسم تفاصيل صدره العضلي وكتفيه بصورة جذابة تفتن الأنظار: البس جاكيتك. ... بنات كومار شوي وبياكلنك .....


رفع حاجباً بعدم فهم في البداية ........ الا انه وبعد ان فهم ما يجري ... قهقه ببحة خشنة ........... ومن غير تعليق ............ فعل ما طلبته بطيب خاطر .....


اقتربت وعيناها على ثغره ....... وتقول بحنق مغنج: لا تضحك لا يندبغن على ويوهن الحينه ...


وتحت نظراته اللامعة المتسلطة عليها بشكل أخّاذ مُهلك للأعصاب ....... أخذت ترتب كم بدلته التي لبسها .... قبل ان تتراجع بتعجب قلق وتقول: شو ها اللي في ايدك ...؟!


نظر لما تؤشر عليه بعيناها ............. ثم رفع جانب ثغره مع حاجبٍ واحد ........ بعبث رجولي ........... هاتفاً بخفوت خبيث: ما تعرفين شو ها .....؟!


عقدت حاجبيها بحيرة ............ قبل ان تتسع عيناها وهي تتذكر سبب الخدشة التي بذراعه ....


شهقت بصوت مكتوم تفجر بالحياء والارتباك ........... ثم قالت بذعر وهي تضع يدها على ثغره كي لا يكمل: لا لا لا .... خـ ...... خلاص ..... تـ تذكرت ....


رفع رأسه وهو يضحك بصخب جعل كل من في قاعة الانتظار ينظرون إليهما بفضول واستغراب



من شدة الحرج والخجل المتساقط على رأسها ....... ضربته برقة على كتفه وهي تهمهم بصوت مختنق: حـ ... حاااااارب ....... حرام علييييييييييك


كشر لها انفه بحركة لطيفة ...... ممسكاً يدها الرقيقة المنقوشة بالحناء .....


ثم قبّل ظهر اصابعها قائلاً بصوته الرخيم:
حطيتي المرهم على ايدج ؟؟


عضت لسانها قبل ان تقول: اووه نسيييت


مدّ يده وهو يقول باهتمام: ييبيه انا بدهنج ..


فتحت حقيبتها ... واخرجت المرهم لتعطيه حارب


اخذ يدها بلطف وبدأ يدهن مكان الجرح تحت انظارها المتوهجة بالحب ...... والافتتان ........


عندما لمحها تحدّق بوجهه ........... اعتقد انها تحدّق بندبته ........... ورغماً عنه ..... شعر بالانزعاج ...........


وضع يدها على حجرها بهدوء وقال وهو يرجع المرهم لها: ان شاء الله يومين وبيخف اليرح


همست وهي تمسك كفه: عادي أقول شي ..؟!


: قولي


اخفضت اهدابها ....... وهي تهتف بصوت خفيض صادق: يوم اطالعك .... ماباك تضايج ........ انا اطالعك هب لاني اشوف فيك شي غريب ما ينحب ولا ينشاف ... لا والله .... انا .....
اناااا ........ احم ............. احب اشوفك ........... احب اتأملك ...........


رفعت عيناها إليه ........... واكملت رغم ارتباكها من نظراته الضيقة عليها: ا ا ..... لـ ..... احم ........ لو انت تضايج من نظراتي ... خلاص ........ ما بطالعك ...............


أغلقت عيناها بقوة وهي تكمل بطفولية لذيذة: بغمض عيوني .....


ابتسم لها بحنان خفّاق ......... وقال لها من تحت اهدابه: يعني انتي صدق ما تشوفين فيّه شي غريب !!! شي يقزز بالواحد وما ودّه ابد يشوفه ...؟!


فتحت عيناها النجلاوتان بسرعة وهي تهتف باندفاع يشوبه الذعر: والله صدق حبيبي والله .... دخيلك لا تظن ابد اني في يوم من الأيام بشوفك بهالنظرة الرخيصة ........ انت أصلا احلى ريال شفته في حياتي .......


عض باطن شفته السفلية ............ بعينان ضحوكتان ............. وكرر ما قالته ببطء خبيث: حبيبي ............. واحلى ريال شفتيه في حياتج .........!!!!!!!!!!!!


هتفت بانفعال معتقدةً انه يكذّبها: هيييييييييه .........


عندما استوعبت اخيراً مكر حديثه ........ وتلاعب نطقه ونظراته .............. تراجعت وهي تكتم شهقتها بقوة .........


وقبل ان ينطق بما سيجعلها تذوب من الخجل والحرج .......... وقفت بتعثر وقالت: بـ بـ ....... بروح الحمااااااام ......



لحقها بنظراته المستمتعة .................... وهو يفكر بذوبان


أيمكن لهذه السمراء ان تكون اجمل واشد براءة وعفوية من الآن !



.
.
.
.
.
.
.



ما كان عليه ان يعود للبلاد وهو الذي قرر منذ ان سافر ان لا يعود حتى يقرر بينه وبين نفسه "انه يجب ان يعود"


لكن ضميره واخلاقه اتجاه حارب كانت اكبر منه ......... ابن عمته الوحيدة رحمها الله كان سيتزوج ........... وكان يجب عليه ان يحضر عرسه !


لكن ......................... لكن ماذا عن اوجاعه .....!!!!


من حضر عرس اوجاعه سواه !!!!!!!!



اغمض عيناه بـ صدرٍ يعلو .... ويهبك ......... بمشاعر حارقة ......... وهو يتذكر رقصها ليلة البارحة


ميلان جسمها الاهيف .......... وقدميها الحافيتين وهما تتحركان بتناغم مع أصابعها ووركيها .......


خصرها الرقيق الذي اخذ يترنح دلالاً وانوثةً باتجاهات اثملته .......... ضيعته ............ قبل ان تقتله !


آهٍ غليظة ..... مختنقة ......... خرجت من حنجرته ......... وهو يتذكر تفاصيلها العصية على النسيان ........... مع كلمات لـ نزار قرأها في يومٍ من الأيام ........




قاتلتي ...... ترقص حافية القدمين ...... بمدخل شرياني

من أين أتيت ....؟!

وكيف أتيت ....؟!

وكيف عصفت بوجداني .....؟!







: حمد


: هممممممم


: ليش اللي نباه ..... ما انوله .....!!!


ابتسم بسخرية لـ فلاح .......... أخيه الكبير الذي اتصل به فجأة يخبره انه يرغب برؤيته ........ صوته كان مكتوماً ........ خشناً ....... تفوح منه رائحة الضيق .... والتعب .......... "والحيرة القاتلة": لأنا نحن .......... خبلان ....... ما نفتهم يا خويه


: يعني العيب فينا !


هز كتفيه ببرود وقال من غير تردد: هيه .......... اكيد


: عشانهم حنثت بحلفاني ........ غيرت مبادئي ......... وغديت صديج الفواد عقب ما كنت عدوه الأول
ظنك ها هو عيبي !


ابتسمت عيناه بشحوب وقال: لا ........ عيبك حلفت في لحظة غضب ......... ورسخت في عقلك مبادئ في لحظة طيش وغرور ...........
ههههههههههههه وغديت صديج فوادك في لحظة انانية .......


رمقه فلاح بحيرة وهمس: لحظة انانية !


: انت تحبها ........... بس يوم حبيتها ما حاولت تعرف مشاعرها اتجاهك .... ما حاولت تتذكر اهاناتك لها وتصرفاتك القاسية معاها !


شخر فلاح بسخرية وقال بغلظة: صدقني .......... اهاناتي لها ولا شي جدام اهاناتها لي ..... انا حبة ملح جدام بحرها .........


حمد بحزم بالغ: هي بنت ........... ومن رمستك عنها مبين انها حارة بطبعها ....... ما تتعمد تهين وتجرح وتذل ....... غضبها وغبنتها تظهرهن بزعيق وسب وشتايم والخ الخ
بس انت يا فلاح ريال ..... وعمرك ما كنت من اللي يخلون غضبهم يسيطر عليهم ........ شو ياك خربت كل ها عندها !!!


تأفف بحرارة ......... وغمغم بغيظ .... وضياع: ماعرف .......... ماعرف ............. اعترف اني جدام ماعرف نفسي ...... اغدي ياهل وجليل عقل ......... بس ....
ههههههههههههههههههههههههه ههه اعشق عصبيتها


اتسعت عينا حمد بصدمة ........ لما يسمعه من حديث شفاف ..... شجي ......... من فاه أخيه !



لم يبالي فلاح بصدمته .... بل لم يلاحظها اصلاً ... فقط اخذ يكمل حديث فؤاده بهذيان غريب: اعشق اشوفها متنرفزة ........ وتلبق من الغيظ ........
تغدي شفااااااااافة ..... صااااااااافية ........ تشع شع شرا نيوم الليل ........
هههههههههههههه زعيقها يا خويه نغم ......... نغممممم ..........


: فلاح بن عبيد ........... ثرك متخشع وغارق من زمااااااااااان


اخفض فلاح رأسه .... وقهقه بمشاعر هائجة ......... حارة ............ وهمس بأجش: والحمدلله انها ما رامت تشوف هالشي بعيني ......... اسميها بتذل اخوك ذل عقب


حمد: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه


تنهد فلاح بعمق ........... قبل ان يقول مغيراً الموضوع بأكمله: خبرني .......... شو هاللي سمعته ....!!


حمد بسخرية من نفسه: ما قلتلك نحن خبلان ... وما نفتهم !!!


فلاح: خبال عن خبال يفرق ......... انت شو خبالك ....؟!


حمد بلوعة اخفاها خلف جمود صوته: خبال من نوع ........ حيواني شوي


: افا ......... جيه !!!


حمد بذات لوعته التي أحرقت شرايينه: اللي سواه اخوك ما ينغفر ........... وصدق او لا تصدق ........ ماباه ينغفر ........


فلاح بحزم: تتكلم بالالغاز ...... وانا ما افهم بالالغاز ....


: آآآآآآآآه ...........



بعد "الآه الحارقة" صمت ............. صمت كي يستطيع التقاط أنفاسه الثقيلة !


بعدها قال باقتضاب: بطلقها


هدر فلاح بصدمة وهو يرفع كلا حاجباه: شووووووووو !!!!


: اللي سمعته


سأله بانفعال: ليييش ..... شو استوى !!!


اخذ يدعك باطن كف يمينه وهو يقول بصوت خشن مبحوح مكتوم: هي اطهر من انها اتم مع واحد نيس ......


: حمد ....... صل على النبي بس ..... شو نيس وطهارة وخربطان ....... قول شو استوى يمكن نحل اللي صار بليا طلاق ومشاكل


هز حمد رأسه بـ لا ............. وقال: خطاي ما ينغفر ........ وقد قلت ...... ماباه ينغفر


حاول فلاح التحدث الا ان يد حمد قاطعته: دخيلك ....... السالفة هاي تجتلني ......... لا ترمسني بها ....... قراري ما بغيره ....... اتريا الوقت المناسب عسب انفذه بس .....


: هلها ما يعرفون اللي مستوي بينكم ! شفتهم البارحة يرمسونك عادي ولا جنه شي مستوي


اخفض اهدابه .......... محاولاً إخفاء مشاعره الفاضحة للعيان .............. وهمس بجمود: لا عدهم ما يعرفون


رفع فلاح هاتفه الذي يرن ............ وكان سيف !


تنهد وهو يتذكر تلك التي تركها خلفه منذ الفجر وهرب كي لا يُخرج باقي شياطينه عليها ........



رباه .................. ما الذي فعله بها بحق الله !


لقد .................. لقد ..................... آآآآآآآآآه



تباً لك فلاااااااح ... تباً لك .............



أجاب على الاتصال وقلبه يخفق بجنون ....... بجنون رجل عاشق ........ جارح ........... وجريح في ذات الوقت !









نهــــاية الجــــزء الحــــادي والسبعــــون




.
.





استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:46 AM   #76

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)


.

.



الجــــزء الثانــــي والسبعــــون



،



إني وُلدُتُ لكي أحبَّكْ


فَرَساً تُرقّص غابَةً ، وتَشُقُّ في المرْجان غيْبَكْ


ووُلدتُ سيِّدةً لسيِّدها ، فخُذْني كَي أَصُبَّكْ


خَمْراً نهائيّاً لأشْفي مِنْك فيكَ ، وهات قلْبَكْ


إني وُلدْتُ لكي أحبَّكْ


وتَرَكْتُ أُمِّي في المزامير القديمةِ تلْعنُ الدُّنْيا وشَعْبَكْ


وَوَجدْتُ حُرَّاس المَدينة يُطْعمون النَّار حُبَّكْ


........................... وإنا وُلدْتُ لكي أَحبَّكْ



لـ محمود درويش



،



قبل اتصال سيف بـ ساعتين تقريباً .. تحديداً على الطريق المؤدي الى مدينة العين




نظرت بجمود تام نحو المزرعة التي تختفي تدريجياً من تحت انظارها ..... حامدةً الله بقلبٍ محترق ان شقيقها قد تمكن من المجيء إليها قبل ان يعود ................. فلاح !


استدارت نحوه ..... سائلة باقتضاب ...... بعد تجاهل طويل لاسئلته المستمرة واستفساراته القلقة الحائرة عن حالها:
عدك تتذكر اللي قلتلي إياه قبل ما أوافق على زواجي من فلاح ..؟!


رد بثقة عالية من بين عقدة حاجباه: اكيد ... لا تتحرين اني بنسى أي حاية تخصج او تخص ميرة لمجرد اني مريت بظروف صحية ونفسية شوي صعبة الفترة اللي طافت ... لا ...... ابد .....


هتفت مباشرة ومن غير تردد: طلقني منه


التفت نحوها بحدة ............ وحدّق هذه المرة بها بتمعن شديد ........... رآى بحق عذاباً حقيقياً بين تقاطيع وجهها ونظراتها الأليمة رغم جمودها وقسوتها ........... تنفس بعمق ................ وسأل بصرامة هادئة: خبريني شو صار ..؟!



اغمضت عيناها اللتان كانتا تحدقان بالشارع الخاوي المظلم ......... وهمست باختناق: الله يخليك ........... طلقني منه ......


: ومن غير ما اعرف شو صار .. ولا شو سوابج ولد عبيد ...!!!


رصت على قبضة يديها وهتفت بانفعال: هيه ... من غير .... انت اقنعتني ارضى بهالعرس وانت اللي لازم تفكني منه عقب ما فقدت آخر خيوط صبري في هالعلاقة ..


كانت ترتعش ........ وبشكل آلم فؤاده واثار اعصابه وغضبه ....... امسك يديها وبيمينه وهو يهدئها بحزم منفعل حاني: هدي انزين .... هدي .......


فتحت ثغرها لتأخذ عدة انفاسٍ عميقة متهدجة علّها تتمكن من التقاط قوتها المتناثرة المتهالكة هنا وهناك ..........


كلما تتذكر فعلته الأخيرة .................. "الشنيعة" ......... بها .................... تحترق ...................... تحترق حد النخاع !!!!!!!!



: خبريني بس شو سوابج وخلاج تطلبين الطلاق ......


الى الآن كان هادءاً ....... ومحافظاً على هدوءه كي يعرف كيف يحل المشكلة .......... حتى سأل بتوجس: مد ايده عليج ..؟!


وحتى أجابت بعد صمت جامد يعلوه التردد والتوتر: هيه



لم تكن ترغب بالكذب والافتراء عليه ..... لكنها وبلحظة سريعة ملؤها التخبط والألم والقهر والحيرة ... قالت هذا كي لا يجبرها شقيقها على التفوه بأمور لا تريد التطرق إليها .....


ولمَ لا تريد التطرق إليها ........ فإجابتها على هذه السؤال الى الآن .............. مجهولة ومشوشة !


الا انها سرعان ما ابتلعت ريقها هلعاً وذهولاً ما ان انقلب وجهه لألف لون وشكل .............



رباه .................. ماذا فعلت ................. ماذا فعلت !!!!!


لقد أخرجت اسداً غاضباً من عرينه ................ رباااااااااااااااه


هتفت بسرعة ما ان لاحظت سرعته التي ازدادت وملامح وجهه التي احمت وامتقعت غضباً عاتياً: سـ سيف .... سـ سيييف .... هو ... هو ما كان ..............


زمجر من بين اسنانه المصطكة بقسوة: ولا كلمة .............. ولا ....................... كلمة ..................






بعد دقائق طويلة جداً ........... كان يدخل باحة منزله ...........


عندما توقف ............. قال بهدوء مخيف: خلج في بيتي .... ولا تخلين حد يعرف باللي صار يلين ماردلج ....


بصوت مرتعش .... ونظرات تبرق بالقلق .......... هتفت: ما بتنزل معايه ...؟!


قال بقسوة متجاهلاً إياها تماماً: نزلي حصة ...


توسلته بقلق مرتعب بعد ان نزلت وأصبحت قرب نافذته المفتوحة: وين بتروح سيف ......... دخيلك لا تروعني ....... هو .............. سيف لا تروووووووح اصبررررررررر


تجاهلها للمرة الثانية ........ وهو يتحرك بسيارته نحو الذي ............. اثار شياطينه !



.
.
.
.
.
.
.



ظل ساعات عدة يقود .... وهذا ما اتعب عضلات ساقاه قليلاً .......... لكن كل شيء يصبح بنظره تافهاً لو كان الامر يتعلق بشقيقتاه !


ما ان اقترب منه فلاح ............ الباسم على نحو مستغرب حائر ........!


حتى اخذت شياطينه وضعية ............... "الستاند باي" !


مد الأخير يده مرحباً: هلا والله بالنسيييـ.....





من غير ان يستوعب الامر .......... وجد نفسه اسير ذراعه الملتفة على ظهره بقسوة جلمودية جعلته يأن بخشونة تشوبه الصدمة ......


وصوتٌ كالفحيح يلتصق بأذنه: انت منو يالكلب عسب تمد ايدك على ختيه ............!!!


فلاح بصدمة .... حيرة ..... استنكار: انا كلب !!!!! ...... بومايد شبلاااااااك تخبلت ..!!!!! ....... نزل ايدك وتعوذ من بليس ........


كرر بهمس هادئ ......... شيطاني ........ مرعب: انت ....... منو ........... عسب ........... تمد ايدك ............ على ختيه ..........؟!


: يا بوماااااايد ماا ضربناهاااا ............ ااااااااخخخخخخخخخخخخخخ



رص قبضته على يد فلاح حتى تطرقعت عظام معصمه بشكل حاد مرعب


حاول الاخير دفع سيف لكنه قد حُوصر بشكل اقوى من ذي قبل خاصةً وان سيف "الاعمى كلياً من فرط غضبه" قد لف ذراعه على عنقه مانعاً اياه تقريباً من التنفس والتحرك .......


سيف بـ شرٍ ماكن: حصة ...... بنت عبدالله بن خويدم ........... بنت الشيوخ .................. تنضرب !!!!


صرخ فلاح غاضباً ومتوجعاً: لا حول ولا قوة الا بالله ............. يا رياااااااااال متى ضربناهااااااا !!!! ... خوووز عني لا بركتن في بليييييييييس


رص اكثر على يده مزمجراً بجنون: وتجذب بعد يالررررررررخمة ...........!!


هنا ............... وصل غضب فلاح لدرجة الالف ............ كيف لا وهو لأول مرة في حياته .......... يُضرب ويُهان بهذا بالشكل !!!!


ان استثنينا بالطبع اهانات حصة المستمرة له ... فـ تلك من الأساس لا تعرف الا لغة اللغو والصراخ والشتائم !


غير ان الإهانة التي تأتي للرجل من الرجل ............ تختلف كلياً عن الإهانة التي تأتي للرجل من المرأة !



دفعه بظهره وهو يصرخ بقسوة: تهبي ...... الرخمة ما تنقال لي يا سيييييف ......... احشم عمرك واعرف انت ترمس منوووو ..........


امسكه سيف بتلابيبه: ارمس واحد ضرب ختيه ............ تباني اراويك كيف الضرب على اصوووله !!!!


: يا غبي ما ضربتهاااااااااااا .... قسم بالله العلي العظيم ما ضربتها ولا عمريه فكرت اضربهااااااااا جيه شو جايفني جداااااااامك !!!!


ارخى يده ما ان اقسم فلاح بأغلظ الايمان بصدق


دفعه فلاح بيده المعافى وهو يزمجر بألم: خوز حسبي الله على عدوك ....... كسرت اييييدييي اخخخخخخخ


سأل سيف بغضب متشكك: ما ضربتهااا !!!


صاح فلاح بانفعال مغتاظ: يعل ايدي اللي كسرتها ما تتعافى ان فكرت في يوم اضربهااا ... خبل انت ....... انا بضرب حرمتيه !!!!


اقترب سيف وهو يزمجر: شحقه عيل دقت عليه وقالتلي تعال شلني وانها تبا تطلق منك .... شو مسوبها انت !!!


قال فلاح بعصبية/صدمة ... وهو يمسك معصمه: حصة دقت عليك وقالتلك تعال شلها !!!


: هيه


فلاح: وهي اللي قالتلك اني ضاربنها ...!!!


هتف سيف هنا بعدم صبر وبفظاظة: هيه ..... شو صاير امبينكم تراكم خبلتووووبي وظهرتوا زيارييييني


تراجع فلاح شاعراً بالالم الفظيع ........... وقال بسخرية غاضبة: ظهرت زيارينك زين ما زين ..... ودني المستشفى ايدي مكسوورة


: اول خبرني شو سويتبهااا !!!!


صاح الثاني بانفعال قاسي: والله ماقووولك ..... سوالف بين ريال وحرمته انت شو خصك !!!!


اشر سيف على صدره هاتفاً بصرامة: دام هالسوالف خلت ختيه تنشد الفزعه مني فـ لازم اعرف ....


رفع حاجباً وهو يهتف بغيظ ساخر: ما سألت روحك ليش اختك جذبت عليك وقالتلك اني ضربتها مع اني ما ضربتها !!!


عقد سيف حاجباه بقسوة تاركاً المجال لـ فلاح ليردف: لأنها بالمختصر ما تبا تخبرك باللي صار امبينا جان تقص عليك ... فهمممممممت !!!!
وانت عاده ما صدقت على الله يا بومايد .....


اشاح بوجهه نحو المركز التجاري الضخم الذي كان نقطة التقاء الرجلان ..... متذمراً بقهر اسود: اففففف انا بلاقيها من وين ولا من وين ........... من هاييج الخبلة ام لسان ولا من اخوها اللي عفد عليه شرا ابليس ....


دفعه سيف بفظاظة .. وفجة رجولية ليست بالعادة من شيَمه وهو الذي عُرف بالشخصية الثقيلة الباردة: طوف طوف جدامي لا اكسر ايدك الثانية


حرك فلاح ذراعه بحدة للخلف ليُبعد سيف عنه ............ هادراً بحقد: هيه يرّب بس .... والله لا اردك على الكرسي مرة ثانية ....



.
.
.
.
.
.
.



بعد يومان
في احدى الأرياف الاسبانية الواقعة في شمال البلاد




جالسان على الأرض العشبية الخضراء ......... وامامهم النهر الجاري والطيور المزقزقة بكل نوع ولون ......


قضم قطعة صغيرة من الكعك الشهي وهو يقول بنصف عين:
يعني كنتي متغطية وعناد فيه ما قلتيلي !


عضت شفتها السفلية بخجل .... وقالت:
هب القصد .. بس كنت متضايجه منك ومعصبة .. هب متعوده حد يرمسني بهاك الأسلوب ..


حارب بذات نظراته: اهااا


ناعمة: لا اطالعني جيييه هههههههههههه


رفع جانب ثغره عن بسمة خفيفة .......... قبل ان يرفع عيناه نحو الرجل المُسن القادم نحوهما:
انت حارب ابن محمد الإماراتي ...!!!


وقف حارب بذهول وسعادة: اووه أبو عواد بيك ...


سلم الرجلان على بعضهما بحرارة مما اثار الفضول في نفس ناعمة عن العلاقة التي بينهما ..... فالرجل يبدو عليه سمات العرب والعرق الشامي الأصيل ..


: بشحمو ولحمو ..... كيفك يا ابني .... وكيفو ابوك ...؟!!!


ابتسم حارب ببرود وهو يقول: الوالد الله يرحمه ويغفرله توفى من كم سنة ..


شهق المُسن بصدمة وقال آسفاً حزيناً: له له له .... معئولي ....!!!
الله يرحمو ويجعل مثواه الجني يا رب


ردد حارب بخفوت: آمين يا رب العالمين


نظر لـ ناعمة وتسائل بصوته الثقيل الباسم: مين هي الامورة ..؟!

ابتسم حارب بطيب خاطر لحديث المسن العفوي وقال: زوجتي


أبا عواد: واجوزت كمان يا ضرساااان !!!! ........ لك الف الف مبروك .....


حارب: ههههههههههه الله يبارك فيك ....


سأل المُسن ناعمة ببسمة أظهرت تجاعيد وجهه المليئ بالشعر الأبيض: كيفيك عمو ..؟!!


اجابته ناعمة وهي تلتصق بـ حارب بعفوية خجولة: الحمدلله


رفع حارب يده نحو المُسن معرفاً الاثنان ببعضهما بلباقة رجولية فطرية في روحه: هذا ابو عواد بيك ... البارون مثل ما يسمونه هواة الشطرنج الاسبان والعالميين ..... وسموه البارون لأنه يمتلك قصر كامل للشطرنج في مقاطعة كنتابريا ....


التمعت عينا ناعمة اعجاباً .............. ووجدت نفسها تهتف من غير شعور: أبا اشوف القصر حارب


حارب باستغراب: الحينه ..؟!


ناعمة بحماس: هيه هيه .. بليز ...


تقدم أبا عواد بيك هاتفاً بلطف ابوي عبق: ولو يا سكرة ..... الف طلب متل هالطلب ... يلا ئدامي على السيارة ....


حارب بحرج: مب مشغول يا بوعواد ولا شياته ..؟!


هز أبا عواد رأسه بـ لا ... وقال: لا لا بنوب ... هاليومين فاضي وما عندي اشي ... الله بيحبني لبعتلي اياكون ..


نظر حارب لـ ناعمة المبتسمة برضى منتشي كلياً ...... ثم هز رأسه ببسمة خفيفة مدركاً ولعها الشديد باسبانيا ..... وبكل ما ما هو فخم فيها وعتيق ويضج بالحكاوي القديمة والاحلام المغبرة ....


من شدة حماس ناعمة ....... امسكت بيد حارب ........... وجرته معها ما ان سار المسن نحو سيارته السوداء ......


أبا عواد: رح تروحو معي هلأ وبخلي واحد من الشوفيريي ياخود اغراضكون وسيارتكون ويوصلا كلا للئوتيل ...



.
.
.
.
.
.
.



في قصر الشطرنج الخاصة بـ أبا عواد بيك




التمعت عيناها وهي تؤشر نحو رقعة الشطرنج الاثرية: ما شاء الله ...... هاي كم عمرها يا بوعواد بيك ..؟!


قهقه المُسن وهو يستمع لنبرة ناعمة الثقيلة وهي تنطق كلمة "بيك": ئولي عمي ... ما بدنا رسميات هون أي !!


ضحكت ناعمة بخفوت ..... وقالت: اوكي عمي ..


اشر أبا عواد بأنفه وهو يجيب على سؤال ناعمة مسترقاً النظر لـ حارب الذي يحدّق بزوجته ويبصم بعيناه كل حركة وهمسة ونظرة تخرج من حواسها "من غير علمها وادراكها": هي تقريبا عمرا يرجع لنهاية القرن الحادي عشر .. اشتريتا بمزاد ئبل شي سنتين ... وكانت لـ واحد من امراء الانجليز الارستقراطيين ...


همست بانبهار وهي تتلمس البيدق المرصع بالذهب والاحجار الكريمة: انا ما كنت اعرف ان اشكال قطع الشطرنج مختلفة من عصر لعصر ...


نظرت لـ حارب مضيفةً بمرح: لاني متعوده على مال الألعاب الصغيرة هب الكبيرة الفخمة


ابتسم حارب باستمتاع ...... وقال: تختلف طبعا من عصر لعصر ... الرقعة اللي عمرها 1200 ميلادي غير عن اللي عمرها 1900 ميلادي ....


اتسعت مقلتاها وهي تقول: 1200 ميلادي !!!!! افففف ... يعني الشطرنج جديييم !!!


اتسعت ابتسامته على تعابيرها الطفولية ....... وقال وهو يمسك البيدق الذي بيدها ويقذفه في الهواء ليتلقفها بسرعة ومهارة:
انت تعرفين انهم اكتشفوا رقعة شطرنج موجودة في مقبرة توت عنخ آمون !!!


هتفت بصدمة: اوووونه !!! يعني الشطرنج كان موجود من 1400 سنة قبل الميلااااد !!!


أبا عواد: هههههههههههه صحيح يا بنتي ..... واللعبي كمان كانت موجودي في حضارات العراق الئديمي ...


همست بدورها وهي تكمل سيرها بين التحف والقطع: ما شاااااء الله


بينما اخذ حارب يلتفت حول بذهن شارد ... ويتأمل القطع الشطرنية القديمة في كل مكان .... كلها من ازمنة مختلفة .... وكلها آتية من ايدي بشر مختلفين جنساً ولوناً !


حتى توقفت قدماه ما ان استوقفته حواسه الخمسة على جزء من طاولة شطرنج ضخمة ظاهرة من خلف باب موارب مطلي بالذهب والفضة .......


ما ان لمح أبا عواد تشتت انتباه حارب نحو تلك الغرفة حتى ابتسم ببسمة ذات معنى وقال: بدك تشوف هيديك الغرفي !!


حارب من غير تردد: هيه ... بعد اذنك طبعاً


: اكيد اكيد ..


لف حارب رأسه منادياً ناعمة التي اختفت خلف احدى الاروقة المؤدية لغرف أخرى: ناعمة تعالي عن تضيعين ..


أبا عواد بأبوية حانية: ههههههههههههههههه اول مرة بشوف بنت شغوفي هالئد بهالاشيا ....


ابتسمت عينا حارب هاتفاً بصدق ظهر معه افتتان من نوع غريب: صدقني ولا انا ....





يومان قد مرا على قدومهما لأسبانيا ............. يومان كانا كافيان ليبصمها كلها عن ظهر قلب ...........


بصمها من نظراتها ... من تفاعلها المستمر مع كل امر يتفوه به ... من رقي عقليتها وشغفها العميق بكل شيء تهواه خاصةً التاريخ بكل مجالاته ........


بصمها من اسلوبها في الحوار وذكاءها في استخدام الكلمات المناسبة في المواقف المناسية !!!!


لم تكن مجرد وجه ... وصورة ...... وجسد .......... لم تكن مجرد انثى للتو أصبحت عروس ......


كانت متكاملة .............. قلباً وقالباً ................


يعترف انها في الأيام الماضية انسته حتى نفسه ....... حتى حزنه ومواجعه المتراكمة !!!!


لكنه يعلم ان النسيان سرعان ما يزول ويعود للقاع ............... وحدها الذكريات من ستظل تؤرق معيشته وفؤاده !


لاسيما وان اتصالاته مع سلطان ونهيان مستمرة ولم تنقطع حتى في سفره !



أبا عواد: اتروك البنت تاخد راحتا وتعى معي






بعد ان اصبحا داخل الغرفة



كان واضحاً على حارب انبهاره الشديد بالطاولة الضخمة والتصميم الغريب المزيح من الألوان البنفسجية والرصاصية والسوداء ....



ضيّق المُسن عيناه عندما لمح شرود ذهن حارب وحيرته: شباك ..؟!


من غير ان يزحزح الأخير ناظره من الطاولة ............ قال بصوت خفيض: جني شايف هالطاولة بس ماعرف وين


ابتسم المسن ........... وقال: عند ابوك الله يرحمو ....


رفع حارب كلا حاجباه وقال: ابويه ....؟!


: أي ...... الله يرحمو بزمناتو شاف هالطاولي وحبا كتير كتير ...... وطلب مني بحكم اني بملوك مصنع للشطرنج اني اصنعلوا واحد متل هاد بالزبط ....


اخذ يتلمس طرف الطاولة الكبيرة المذهلة بحيرة وانبهار وذهول ... وغمغم: تذكرت تذكرت


طرق المسن على رقعة الشطرنج ..... وقال ببسمة ملؤها الحنين: حتى الخزني اللي موجودي تحت هالطاولي ... حطيتا بطاولة بيّك


حارب: خزنة !!!


هتف أبا عواد بثقة .... وفخر: أي .. ومش حي الله خزني ....


امسك احدى البيادق وهو يضيف بغموض: خزني ما بتفتح الا بحركات معيني من الئطع ...


حارب بعدم فهم: كيف يعني ...؟!
اقصد شو هي الحركات ...!!!


: ما بعريف شو هيي حركات ابوك ... انا علمتو بس كيف بيخلي هي الحركات الباسوورد الخاص لئلو ...


وضع حارب كلا يداه داخل جيوبه ............. محدقاً بقطع الشطرنج بفكر شارد كلياً مليئ بالتخبط والتوهان والهرولة بجوع نحو الإجابة الشافية ............


أبا عواد: بيّك لو بدو ياك تعرف شو جوا خزانتو كان رح يحكيلك ... ما ....؟!


نظر نحوه حارب بنظرة مظلمة وهو يقول بريبة: وشو عرفك ابويه حاط شي تحت طاولة الشطرنج ..؟!


: بعرفو ..... بيني وبينو خبز وملح .......... وهزايم هههههههههههههههههههه


اكمل مازحاً: ولو بدو ياك تعرف شو جوات خزنتو ... رح تعرف حتى لو تحت التراب .... رح يطلعلك باحلامك هههههههههههههههههههه


همس بضياع: حلمي !!!!




"



لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها

لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها

لو دارت الدنيا عليك يا حارب، وحدتك أدور وتحوم بين اسئلة مالها أجوبة، بتحصل اللي تباه في ها



"





وببطئ شديد ........... دار حول الطاولة التي تملئ الغرفة بأكملها حتى صار قرب المسن ...


التقط قطعة الوزير ............... الذي يسمى ايضاً ............... الملكة !


واخذ يحركه بين يداه وعيناه الفهديتان المليئتان بالغموض على رقعة الشطرنج الضخمة ....





"



: شوف الحربي ..... الوزير يرو.....


قاطعته ام حارب بمكر: الملكة ....


أبا حارب: هههههههههههه لا تخربطين الولد يالس اعلمه ....


ام حارب رافعةً انفها بأنفة حلوة: ما اعلمه هاي الملكة مب الوزير ...


: انزين انزين .... الملكة ... او الوزير ...... يقدرون يتحركون بكل الاتجاهات وبعدد الخطوات اللي يبونها ....


واخذ يأشر على رقعة الشطرنج موضحاً اكثر للطفل الذي يتعلم قواعد الشطرنج لأول مرة في حياته ....


قال حارب بعيناه السوداوتان الكبيرتان: يعني الملكة هي اقوى وحدة صح !!!


نظر أبا حارب لـ زوجته الحسناء بضحكة مكتومة ........ وقال موافقاً: هيه نعم ..... الملكة هي اقوى وحده ... تروم تسوي اللي تباه في رقعة الشطرنج ......


استدارت نيلا بغنج هاتفةً بغرور محبب على الفؤاد والروح: وفي الصدق بعد يا ولديه ....... لا تنسى هالشي ....


أبا حارب: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه



"





فجأة ......... وكأن أحداً ما قد قام بلسع دماغه ......


تراجع بارتباك .... وتخبط ......... وهو يلتقط هاتفه من جيبه ....... تحت انظار المسن أبا عواد المتعجبة




بعد ثوانٍ




: هلا والله النسيب


: سلطان .... سلطان اسمعني


فز سلطان واقفاً: شبلاك حارب ...؟!


: سِر الحينه بيتي .... الحينه ..


سلطان بحيرة: ليش شو مستوي ..؟!


: بخبرك يوم تكون هناك ..... ماباك تعرف واللي اباه هب جدامك ....


التقط سلطان مفتاح سيارته وهو يهتف بسرعة: يلا يلا مسافة الدرب




قبل ان يخرج ......... اتاه صوتها المذهول: سلطان وين ..... سويتلك الخبيصه اللي بغيتها


: بردلج حبيبتي .. عندي مشوار صغيروني


زمت فمها بتذمر: مابا زعلت خلاص ... بسير اشرب أي عطر جدامي


توعدها بغيظ: بزوالج يا بنت خويدم ..


ضحكت بغنج ..... قبل ان ترقص له حواجبها .........





هي ليست مجنونة كما يظنها ........


هي اساساً ما كانت لتشرب ذاك العطر شرباً .... فقط ارادت تذوقه ..... ما حيلتها وهذا الوحام يجبرها على فعل أمور غريبة مخيفة ضارة !!!!!


لكنها وبعد جلسة مع طبيبتها الخاصة ... تمكنت من السيطرة على وحامها ورغباتها ............. وتدربت على إلهاء نفسها كلما تلهفت روحها لأكل شيء ضار ......





كرر مهدداً إياه بصرامة: تسمعين ...... بزوالج


شما: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه



.
.
.
.
.
.
.



في منزل حارب





سأله وهو على الهاتف معه: وصلت ..؟!


اجابه سلطان وهو يقترب من المنزل: هيه ..


حارب: تعال ..... عندك سبير البيت ولا !!


رد بسرعة وهو يفتح الباب الخارجي بجهاز التحكم عن بعد: عندي عندي ... بس وينه بو رضا ؟؟


حارب: مبوني ماخليه ايلس في البيت الا يوم احتايه .... مخلنه في راس الخيمة يفازع يديه ويشوف حاياته ..


: اها ... انزين اصبر .... بنزل .......



عندما دخل ............ واصبح في صالة المنزل الرئيسية هتف: انا في الصالة الحينه ... شو السالفة ؟؟


: سر مكتب ابويه .... بتشوف طاولة الشطرنج مالته ... تعرفها صح !!


رد وهو يتحرك باتجاه مكتب أبا حارب: هيه اعرفها


حارب: ايلس مكانه ...


عندما اصبح داخل غرفة مكتب الراحل ....... جلس على الكرسي الجلد الأسود الضخم ............ وقال بحزم: يلست


: انزين ..... شفت القلعة ....!!!! امسكها .......... وحركها مرة وحده لفوق ...... كل قطعة اطيح جدامك شلها ......


سلطان بتوجس: الحربي ........... حاس ان اللي اسويه وراه هاييج السالفة ما غير ....


حارب وهو ينظر الى ناعمة التي امسكت هاتفها واخذت تلتقط الصور هنا وهناك بحماس: هيه عليك نور ...


سلطان: حركت القطعة .... وعقب !!


حارب: كوّن حرف نون مجلوبة ........ يعني دور حول الكوين يلين ما توصل عندها ......


فعل سلطان ما قاله حارب .......... وقال: سويت ..


حارب: جرب بطل الفاصل بين رقعة الشطرنج والطاولة نفسها .....


سلطان باستغراب: جربت .......... ما تبطل .........


: اونه !!!!!!!!


: والله .....


اخذ حارب يتحرك حول نفسه بخيبة ........... الا انه لم يفقد الامل ........... بل اخذ يفكر وسلطان ينتظره بصبرٍ تام






"



: هيه نعم ..... الملكة هي اقوى وحده ... تروم تسوي اللي تباه في رقعة الشطرنج ......


: وفي الصدق بعد يا ولديه ....... لا تنسى هالشي ....



"






حدّق حارب بالطاولة الضخمة امامه عدة دقائق ............. قبل ان يقول بصرامة: سلطان ........ رجّع كل قطعة محلها ........ بنحاول مرة ثانية


أعاد سلطان كل قطعة مكانها وقال: يلا مستعد


تنحنح حارب بخفوت .......... ثم قال: حرك الملكة .... لليسار ......... هي اللي بنحركها هالمرة هب القلعة .....


: انزين


حارب: حرّكها بشكل افقي مرة ..... ثم عامودي مرتين .... عقب افقي لليمين مرتين .....


قال سلطان بثقة: يعني حرف النون مجلوبة ..


: بالضبط ......


: فهمت .............. بس في الأخير نحن بنطيّح الملك ...........


ابتسم بنشوة غريبة وقال: هالمطلوب ......... نطيّح الملك ..............


: طيحناه ..............







ليس نحن من اسقطناه يا صاحبي ........................ بل هي ........... وعيناها !






ابتلع غصته الأليمة ............... على ذكرى عشق والده لوالدته ................. ثم هتف بقسوة قلب غريبة:
يلا ..... بطّل الطاولة .................



امسك سلطان مقدمة رقعة الشطرنج ............... وبسلالة تامة هذه المرة ............ ارتفعت للأعلى ............... كاشفةً عما جعل سلطان يحبس أنفاسه لثوانٍ معدودة !!!!!!



.
.
.
.
.
.
.



دخلت غرفته وهي ترتعش بقهر ............


ما ان رأت ابتسامته الابوية الصافية لشقيقتها فاطمة حتى قالت منهارة: انت ... انت كيف توافق على واحد من غير ما تسألني !!!!


فاطمة بخوف ... واستنكار: شيخوه بسم الله ... شياج حادره علينا بزيارينج ... وشحقه الزعيق ما تعرفين ان ابويه محتاي راحه وهدوء !!!


: مـ ما ... احم ..... ا ..... الريال ما يعيبه ..... شي ....


اشرت فاطمة له ان يهدأ ويرتاح ......... قئلةً لشقيقتها بصرامة: شيخه .... انا ناقشت ابويه باللي صار ... وقال انه ما عنده اعتراض على الريال بس ما عطاه كلمته لانه يبا يعرف رايج .... يعني لين الحين ما صار شي ......
استسمحي من ابويه يلا


رصت على فكيها بحرقة ........... قبل ان تسأله من بين مقلتاها الشفافتان بالدموع التي توشك على الانهمار: انت تباني آخذه !!!


هدرت فاطمة بحدة: ما تسمعيني !!! اقولج استسمحي من ابويه علىى دخلتج الهمجية وزعيقج .....


تجاهلتها شيخة وهي تكرر سؤالها بغضب مرير: تباني آخذه !!!!!


: شيييييييييييخه !!!!


نطق والدها بصوته الذي بدأ تدريجياً يعود لطبيعته: اللي .......... يرضيج ............... يرضيني ...........


رفعت شيخة حاجباها بسخرية ملؤه الوجع .......... والغضب ........ وقالت: اهاااااااا .......... عيل جيه السالفة ...........


ضربت جوانبها بيدها بعنف .......... واردفت باصقةً كلماتها بلوعة قبل ان تستدير وتخرج من غرفته: خلاص قوله شيخه موافقة .....



إحساس اليتم .......... الوحده ........... النبذ ............ الغل ............ القهر ...................


هم ما يسيرونها الآن من غير مبالغة !!!!!!!!





سأل خليفة ابنته الكبرى بحيرة حقيقية وضياع صادق: هي .... ليش جيه ...... تعاملني ....؟!


تنهدت فاطمة بعمق .......... وقالت: ما عليك منها حبيبي ياهل بعدها ......... لا تضايج بعمرك ......


أكملت وهي تعود لترتيب اغراضه الشخصية: شو بتقول للدكتور ناصر ...؟!


: اختج موافقة ..


فاطمة بجدية: ختيه معصبة وما تعرف شو تقول ....


تنحنح والدها بثقل ........ وقال: انا سألت ريلج ..... عنه ......... وما قال ......... الا كل شي طيب بحقه ..........


فاطمة بحزم: وانا ما ازيد قول عن قول بومحمد .... بالفعل الدكتور ناصر ريال وما عليه كلام .... بس هو مطلق وعنده عيال ....


: ان بغاها وهي بغته ..... ما بيكون عندي ......... خلاف ....




تشعر بالغرابة من تصرفات والدها وبروده حيال موضوع ابنته الصغيرة .... لكنها اومأت برأسها وصمتت ...



.
.
.
.
.
.
.



دبــــي



كانت تمشي داخل غرفتها كـ نمرة جريحة ....... غاضبة ......... مرتعبة ......... مملتئة بالمشاعر المتوحشة الثقيلة البغيضة .......


علمت انه هنا .......... في المنزل ............. عند والديه وجده ................ لكن ماذا يريد !!!!


هي لن ترضى ابداً الجلوس هنا ان عاد للمنزل مرة أخرى ............. لن ترضى ............


ستموت ان رضخت لهذا الامر .............


لم تتحمل ............ تريد على الأقل سماع النقاش الدائر بينهم .......... النقاش الذي هو عنها بكل تأكيد .........


رغم انها لا ترغب بسماع صوته واشتمام رائحة قربه ........... لكنها ترغب بمعرفة كل امر يدور خلف ظهرها ........


هي لن تكون ضحية الغباء والسذاجة مرة أخرى ............. ابداً ...........





نزلت للأسفل ......... ووقفت في زاوية بعيدة عن الأنظار قريبة للذي يُقال ...........


ماذا ..... لمَ صمتوا فجأة !!!


أأكون قد اتيت بعد ان انتهوا من نقاشهم !!!


افففففففففف يا ميرة ......... اففففففففففففف


يالحظك التعس ......



قررت العودة للأعلى .......... الا انها خافت ان ظهرت ان يراها احد ويظن انها كانت تسترق السمع .....


فـ تحركت باتجاه المطبخ .... لتخرج عن طريق بابه الآخر الصغير الى الباحة الخلفية .........


وقفت وهي تتنفس الصعداء .......... وتشتم طيبتها التي جعلتها ترضخ لعمها أبا نهيان وتوافق ان تظل الى الآن في هذا المنزل الذي يحمل في كل زاوية منه صورة "ذاك المتوحش" ......


وجدت عدة غرف خارجية امامية متلاصقة ببعضها ....... فتذكرت انها تريد ان تسأل الخادمة عن عباءاتها ما ان قامت بكويهن ام بعد .......


عندما دخلت غرفة كوي الملابس ......... لم تجد ايّة خادمة في الداخل ........ لذا اخذت تبحث عما تريده لوحدها ......


قفزت بمكانها ما ان فُتح الباب فجأة .........


كان هو .................... بشحمه ولحمه !



لمحت الصدمة بعيناه ......... وابتلاعه ريقه ببطء/ثقل ........


كما انها التقطت لمعان عيناه اللتان تصبحتا رمزاً للشر الكامل بالنسبة لها !



عادت لها ذكريات تعذيبه ............ واهاناته ........... وشتائمه .............. واحتقاراته المخزية بحقها !


فارتعدت روحها رعباً .......... وكرهاً !


بصمتٍ تام ...... "صمت متفجر بالمشاعر الهستيرية" .......... تقدمت بخطوات متعثرة سريعة لتخرج .......... لكن جسده كان لها بالمرصاد


تحركت لليمين ............. فمنعها .................. تحركت لليسار ........... فمنعها كذلك ............


اغمضت عيناها بغضب مرير ................ ونادت بانفعال يشوبه الخوف .... والارتباك اول اسم طرأ في بالها: مهررررررررررررره


همس بصوت غليظ ........ مختنق ........ متأملاً كل تقاطيع وجهها بعذاب: الهجران ................. يخلي الحبيب ........ ذبّاح ............. جيه !!!


عادت تنادي والرعب في روحها يزداد ولا ينقص: مـ .... مهرررررررررررررررره .....


اقترب منها اكثر ... حتى احرق وجنتها بلهاثه الحار ................ الجائع ............. واكمل بخدر تام: البعاد ................... يخليج .............. بهالجمال ...... اللي يجتل ..............!!!!!


احتد صوتها وهي تنكمش بجسدها عنه: مـ مهرررررررررررة .............. عمووووووووووووووووه ............


سألها بعينان لامعتان بدمار القلب/الروح: خايفة مني .........!!!!


هدرت مع صوت هدير كرامتها وعزة نفسها: هب خاااااااااايفة ......... بس مابا اشووووفك ولا اقرب مننننننك .......
مهرررررررررررررره ...........


هز رأسه معترضاً ....... هامساً من بين أنفاسه الثقيلة: لا ........... انتي خايفة مني .......... انا بنظرج واحد مجرم وجاسي وما يرحم ........


رمته بسهام الكره الصافية من عيناها الجريحتان وصاحت: انت بنظري هب انسان اصلاااااا ......

مهرررررررررررررررره



: لا تنادينها .............. ناديني ................ قولي حمد ...........



هدرت بانفعال قاسي: الاسم اللي طريته .......... اكرهه .......... ابغضه ....... لاني تعلقت بصاحبه في لحظة غباء ووهم ..... ومادريت انه وحششششش ..... مينوووووووووووون ..... ما فيه ذرة انساااااااااااانية .......


صرخت وهي تضرب بساقيها الأرض: خوووز عني ماباك قررررربي ....



هز رأسه موافقاً وعيناه تنطقان بالعذاب ..... والضياع ........ والألم المرير .......... قبل ان يهتف بأجش متحشرج: ادري .... والله ادري باللي تحسين به .... مابا شي منج ..... بس شوفيني ........... ونطقي اسمي ...... وبختفي من جدامج ................... والله .......


انهمرت دموعها وهي تكمل صراخها: انت شووو ما تفهمممم ..... خووووز عني ...... مهررررررررررررررره ....


امسك كتفيها .......... وجرّها نحوه بحدة تحت وناتها المعترضة وصياحها الرقيق المرتعد الخائف




ألصق انفه برأسها ..... واخذ يشتم حرير شعرها بهستيرية وعنف ..............


هتف بارتعاش صوته الخشن الثمل: دخيلج ............. دخيلج يا النصخ ........ ها طلبيه الوحيد ..............


: شو تبا فيه خووووووووووز


اخذت تبكي وهي تحاول دفعه عنها لكنها لم تستطع


همس حمد برجاء ....... من بين مقلتاه الحمراوتان المرهقتان من الارق وقلة النوم: ورفجه كل غالي عندج ............. ها طلبيه الوحيد .............. نطقي اسميه .............. أبا ..........


قرّب ثغره المرتعش من ثغرها وهو يقول بلهاث عاشق ......... ولهفة مجنون: أبا ابوس بعيوني كل حرف يظهر من بين شفاتج ............. دد ........... دخيلج .................. دد ............ دخيلج ....................



: حـ حمد ...... خـ خـ..............



شهقت بعنف ما ان امسك يديها الاثنتين ووضعهما على يسار صدره .... على قلبه الذي اخذ يدق كطبول القبائل الافريقية الضخمة ................


: تشوفين شقى انتي ادمرين هالروح بهمسج ....؟!


شهقات دموعها تزداد ولا تنقص .......

بكاءها المُعذب .... المصدوم ..... الغارق بوحل الغل/الكره .......... يحتد اكثر من ذي قبل !



: لو الزمن ينعاد علينا ............. جان والله ............ واللي خلق عذب همسج .............. ما خذتج ................... جان ما ربطتج مع واحد هو انسان بالاسم ............... جان ما عذبتج وذليتج وذوقتج الحزن والضيج .............


تنفس اريج أنفاسها الحارة بجرح ............. بهلاك ........... بوجع نقي لا يشوبه شائبة الزيف ......................... واكمل بأجش محترق:
آسف ............... لاني ما عرفت جيمتج
آسف .............. لاني جرحتج ...... واهنتج .......... وخذلتج ............
آسف .......... لاني هدمت اغلى احلامج .......... وامانيج .............
آسف ......................... لأني مب حمد ................. اللي تعلقتي به ............. وبغيتيه .............
آسف .............. وانا اللي ماباج تسامحيني في يوم ................

آسف .........................




نظرت له بعيناها الغارقتان بمطر الوجع ............ والألم غير المعقول .............


قبل ان تغمضهما بصدمة كسرت كيانها كله ما ان سمعت كلماته الخفيضة ....... المنتفضة:
انتي ........................ طالق ...........................



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور ثلاثة أيام



المنزل بأكمله كان في حالة فوضى عارمة ............. منذ ان عادت ابنتا عبدالله "العروستان" .......... في ذات الوقت !


الجميع غاضب ....... الجميع مستنفر ............ الجميع مصدوم وحائر ......... متسائلين بجنون عن سبب عودة حصة وميرة للمنزل وهما لم تخرجا منه الا منذ أسابيع معدودة !!!!!


ما الذي حصل !!!!! ............... ما الذي جرى !!!!



هتف كبير العائلة أبا سعيد بصرامة:
وينه اخوك ؟؟


زفر احمد .......... الذي اتى بسرعة الالف من ابوظبي ما ان اتاه اتصال والدها طالباً منه بقسوة ان يأتي في الحال .......... وما ان اتى حتى وجد المنزل كله يهتز غضباً عاصفاً من صراخ أبا سيف ووعيده الأسود بقتل بناته !


: بطي وسيف وياه يحاولون يهدونه .... والله خايف عليه شكل ضغطه ارتفع صدق


: لا حول ولا قوة الا بالله ... البنتين يردن بيت ابوهن في وقت واحد !!!
جيه ثره شو مستوي عليهن ...؟!


هز رأسه بخيبة عميقة .... ثم اكمل:
ازقرهن


احمد محاولاً كتم انفعالاته عن والده ............ فـ هو الآن يرغب بشدة بقتل كلاً من فلاح واخيه:
امهن هب طايعه تنزلهن تحت زايغه من ريلها عن يجتلهن من الضرب ....


هدر أبا سعيد بحدة: قول حق شريفه يدهن يباهن ما عليهن خوف وهو وياهن ....


استدار وهو يغمغم بقهر: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ..... ان شاء الله ان شاء الله تامر يا بويه



بعد دقائق


كانت حصة امامه .......... وخلفها ميرة ............



: احمد خلني وياهن رواحنا


اومئ احمد برأسه وقال بهدوء ظاهري: إن شاء الله


زفر الشيخ الكبير من انفه ........... هاتفاً بوقار: حصة


رفعت حصة "ذات التعابير الجامدة الميتة" عيناها ................ وقالت باقتضاب: لبيه


نادى الأخرى كذلك: ميره


تقدمت ميرة خطوتان وعيناها على الأرض ............ وقالت بصوت مكتوم: لبيه


: انا ما بتخبركن شو صار وعلى منو الذنب لاني مربيكن ع ايديه هاييل واعرف انا شو من بنيات عندي ... بس بنياتي هب معصومات من الغلط ...


اكمل وهو يوجه جديثه لـ حصة: حصة ...


: هلا ..


أبا سعيد بصرامة: اللي صار بينج وبين ريلج يخليج تودرين بيته بليا علم منه !!
قولي الصدق قبل لا ترمسين .........

اللي سويتيه يخليج تنزلين قدرج وقدر من رباج وتظهرين بالعيبه جدام ريلج وهله حتى لو كان هو الغلطان بحقج ..؟!


اجابت بصوتها الجامد وهي تنساق خلف منطق المعقول والأخلاق "للمرة الأولى": لا


رفع أبا سعيد يمينه وهو يقول: وصلنا خير

ميره




ابتلعت ميرة ريقها لتقول: لبيه ...


: ريلج عق عليج الطلاق ..... بدال ما تيلسين في بيته وتتريينا يلين ما نيي نحل السالفه .. خليتي أكبر رأس فيهم اييبج عندنا ..... يدهم نهيان الحر ......


قاطعته بنبرة مختنقة متحشرجة: هو يوم شافني مصرة ارد عندكم حلف ان هو يوصلني .. انا ما طلبت منه والله ....


هدر بقسوة: حتى لو .... كيف رضيتي بهالشي ....!!! منقود بويه في حقه وحقنا منقوووود .....


تحت أنفاسها التي تعلو ..... وتهبط بمشاعر تصرخ بالوجع .... والحسرة ...... والألم ............. اكمل متسائلاً:
خبريني شحقه طلقج !!!


ارجعت خلصة من شعرها خلف اذنها وهي تقول بارتعاش: مـ ...... ماقدر ...... اقولك ......


أبا سعيد بحزم شديد: لازم اعرف يا بنتيه عسب اعرف احل السالفة ......


تدخلت حصة واحقاد الدنيا كلها منصبة على فلاح واخيه: لأنها مربايه على ايدك ما بتقولك ...


أبا سعيد بتقريع: حصة انا ارمس اختج ما ارمسج ....


هدرت بانفعال: وختيه خبله .... ادافع عن واحد ضربها وذلها ولعن بو خامسهااااااا


صاحت ميرة بوجه ممتقع: حصصصصصصه


نظر الجد لـ حفيدته الصغيرة وقال: شو هاللي اسمعه ميره !!!!


اخفضت ميرة عيناها ............ وظلت صامتة ............


ناداها بحدة: ميره ارمسج


هزت رأسها بـ النفي وهي تقول: حـ حصة تخربط ..... مـ .... ما تعرف شو تقوول


: انا ما بسمع من حصة .... ابا اسمع منج انتي


لم تكن تريد البكاء ............ هي اساساً تعبت من البكاء في الأيام الماضية .... لكن الدموع هي افضل سلاح للأنثى عندما تريد الخروج من نقاش او ورطة ............... فأجبرت نفسها على البكاء ............ وكانت تمثيليتها التراجيدية متقنة .............. واوجعت قلب المُسن المسكين:
طلقني جيه ..... بليا سبب يديه .... بليااا سبب ......


شهقت وهي تكمل بعصبية: ما يباني .... عافني ....
مل مني ......


احتد صوتها المرتعش:
الله يخليك ارحمني خلاص ..... ارحممممني .........


فجأة .............. وجدت نفسها بين أحضان اختها ................... وكأن الأخيرة كانت تعلم بحق ما تعانيه ..... وتشعر بها وبكل عذاباتها/اوجاعها ..................


احتضنتها حتى تساقطت دموعها "الصادقة" بغزارة !


هز أبا سعيد رأسه بخيبة ......... مغمغماً بخفوت: لا حول ولا قوة الا بالله ....



اردف بصوت حازم لكلا الفتاتان: سيروا ابويه سيروا وانا بتفاهم مع رياييلكن ... الواحد ما يروم ياخذ عنكن لا حق ولا باطل ....



.
.
.
.
.
.
.



اوقفه سيارته على في مكانها الخاص ................. وقال بأسف فخم وهو يمسك يدها: السموحة قطعت اجازتنا ..



ناعمة ببسمة راضية: لا حارب عادي .. بعدين انت مالك خص ..... السفارة أجبرت كل المواطنين في اسبانيا يردون بسبة الانفجارات الإرهابية اللي صارت هناك ..... قدّر الله وما شاء فعل


اومئ برأسه بهدوء وقال: صدقج ......


اردف وهو ينظر لها بنظرة سوداء متفحصة: عادي اخليج شوي في البيت ولا تخافين !!!



ناعمة: لا ليش اخاف ... جان عندك شغل سر عادي .... ربي يحفظك ...


حارب: ترى موزة يايه ف الدرب ...


ناعمة ببهجة عارمة: صددددق !!!


ابتسم بدفىء وقال: هيه


ناعمة: الله ..... تحريتها بتسحب عليه هههههههههههههههههه


حارب من تحت اهدابه: مع ان في خاطريه اعرف ليش تبينها ويانا بس ما بسأل .....


ناعمة ببسمة ذكية: ادريبك .... لأنك ........... امممممم ............... من النوع اللي تحب تشوف اول وتسمع وتعرف شو يدور حولك أكثر من الكلام نفسه ...............


صفّر بإعجاب مسرحي وقال محدقاً بها بعينان ضحوكتان: برافو والله بنت هامل ......عرفتي ريلج بسرعه


ناعمة: احم ...... اكيد ههههههههههههههههه

يلا ......... مع السلامة ...............






قبل ان تخرج من السيارة .............. استوقفها منادياً: ناعمة


التفتت له وهي تقول بعفوية: هلا


: ما نسيتي شي !!!!


نظرت له بحيرة .......... قبل ان تتذكر الامر ........... وتقهقه بخجل فظيع .................



اقتربت منه ................. حتى أصبحت امام ثغره الباسم بمكر ...................


رفعت جسدها قليلاً ............... ولثمت انفه برقة ..................





ناعمة لا تعرف في الحقيقة لمَ عوّدها حارب على فعل هذا الامر كلما افترقا .............. ولا تعرف لمَ ترى بعيناه حنيناً غريباً ...........حنيناً فيه حزن ولهفة ..... وشوق مجنون ................ كلما لثمت انفه ........



فـ هو لم يخبرها .............. ان هذه العادة كانت بينه وبين والدته حتى عندما كبر واصبح رجلاً !!!





همس بأجش ............ وصورة والدته تتراقص امام عيناه شجناً: انتبهي على روحج ....


ناعمة بوجه متورد: ان شاء الله ...... وانت بعد ......


: البيت مبطّل وكله تحت امرج ..... خذي راحتج ..... وان بغيتي شي اتصليبي زين ...؟!


هزت رأسها بغنج فطري .......... وهمست: ان شاء الله




نزلت من السيارة متجهةً للباب الداخلي ............ ولم يتحرك حارب الا عندما أصبحت ناعمة داخل المنزل ......




استل هاتفه ما ان اصبح في الشارع العام ............ وبعد ثوانٍ معدودة قال: ألو ...


..


: الله يسلمك .......... وينك ......؟!


..


: معاك كل شي كان في الخزنة ..؟!


..


: تمام .......... ربع ساعة ان شاء الله وانا عندك ........









بعد ربع ساعة







دخل المؤسسة بخطوات سريعة ....... صارمة ............. ملؤها اللهفة والحماس ....


ملهوف ليعرف محتوى الخزنة ................ ولو لم يكن عريساً حديث العهد لأخذ اول طائرة من اسبانيا الى الامارات ليشهد بنفسه على محتواها !



دخل المكتب بعنف مشاعره المهتاجة وهو يقول: السلام عليكم


وقف سلطان وهو يرد السلام عليه: وعليكم السلام ورحمة الله ....


بعد ان "تخاشما" ................ جلسا امام بعضهما ...........


سلطان بحزم: قبل كل شي ..... خبرني كيف عرفت بسالفة الخزنة ....


حارب بعدم صبر: والله بخبرك يا سلطان بس خبرني اول شو حصلت .....


اومئ برأسه وذهب اتجاه الخزنة الحديدية الموجودة في مكتبه .......


اخرج صندوقاً معدنياً فخماً أصابه بعض الصدأ لقدمه ومكوثه الطويل في مكان ضيق معزول



وضع الصندوق على الطاولة الصغيرة التي تفصله عن حارب .......... وقال: افتحه


ابتلع حارب ريقه ............... وفتح الصندوق




وجد دفتراً ضعيفاً طويلاً ازرق اللون ...... نصف مفتوح بسبب وجود كمية كبيرة من الأوراق الغربية المطوية بداخلها !

اغلبها مكتوبة باللغة العربية ........... وبعضها باللغة الإنجليزية ........



غمغم بحيرة: سلطان هب فاهم شي ......



اشر سلطان نحو الدفتر .......... وقال: سعيد ما عطى ابوك مجرد ذكريات ولا مدونات تخص اجتماعاته مع بومرشد ...... لا .........

سعيد عطاه اللي اكبر من جيه بوايد .......... بلاوي تخص حكومات عربية واجنبية ....



رفع عيناه نحوه بصدمة وقال: بلاوي شو !!!


اشر سلطان الى الأوراق التي بين يدي حارب ........... واكمل موضحاً:
أوراق ضد مؤسسات إنسانية كانت تسرق أموال من دول الخليج باسم إغاثة العراقيين والفلسطينيين ...
اوراق ادين ثلاث شخصيات عربية معروفة كانوا من ضمن اللي ساعدوا في مذبحة صبرا وشاتيلا .... وساعدوا بعض المستطونين في اغتيال لبنانيين مسيحيين في هذاك الوقت .....

وووووو .........



حارب محاولاً حثه على الاكمال ..... فـ سلطان بدأ يثير فيه التوتر اكثر واكثر: وشو !!!!!!


حك سلطان جبينه غير مصدقاً ما قرأه بالفعل لكنها الحقيقة !!!!!




قال بعد ان اخذ نفساً عميقاً: وبين الأوراق .......... في ورقة اتفاقية طويلة ....... عليها تواقيع واختام ......
هالورقه فيها مخطط واضح لإسقاط الأنظمة العربية ............. والخليجية .............



حارب بتخوف: توقيع عميه سعيد بينهم !!!!!


هز سلطان رأسه: هيه


حارب بصدمة: وكنتوا تعرفون انه موقع على هالاتفاقية !!!!


سلطان: لا ......... بس ماعرف لو عميه بوحميد عنده علم بهالشي ولا لا ...........


حارب بقهر: حسبي الله عليهم الكلاب ..... انزين والمذكرات شو فيها !!!


سلطان: فيها كل شي عاشه سعيد مع جماعة بومرشد ......... وداخل في سيدي بعد ........... يعني صوت وصورة ......


حارب بذهول: سيدي !!!! انت ما قلت ان السيدي ملعوب فيه !!!!!


سلطان: الظاهر سعيد كان حاس باللي بيصير عسب جيه سوى نسخة ثانية .....


صمت حارب ............... وهو يفكر بوحشية ..............


كيف يستطيع تبريد نيران قهره وقتل أعداء الوطن ألف قتلة في دقيقةٍ واحدة !









نهــــاية الجــــزء الثانــــي والسبعــــون




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:49 AM   #77

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)





.

.





القســــم الأول مــــن الجــــزء الثــــالث والسبعــــون



،



ضبطت نفسي متلبسة بحبك


مثل لصة صغيرة


تسرق رغيف حنان ..


***


وسط موقد الحمى


رأيت جنوني بك يتلهب


و انتظاري لهبوب رياحك


لا ينتهي ..


***


ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان


أمام الأقمار الاصطناعية


ووهم حضورك ..


بينما كنت أنت مشغولا


بقطف رأس امرأة أخرى ..


لم أشعر بالغيرة


بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !



لـ غادة السمّان



،



قبل مغيب الشمس




غاضب ...... فائر ............ ومرهق حد النخاع ............ ولداه قد جلبا حقاً له العار والخزي والاهانة !


الأول ............. "كما باعتقاده" ............. قد اساء لزوجته حتى نفرت منه وهربت لمنزل أهلها .............. اما الثاني ................... آآه من الثاني ..................... لقد طلقها !



طلّق زوجته الصغيرة "العروس" !!!!




صاح بقهره الشديد ما ان توسلته زوجته ان يدع ابنه حمد يراه ويتحدث معه: مابا اشوف رقعة ويهه ... ولدج ها فضحني الله يفضحه دنيا وآخرة


شهقت بهلع وهي تقول: لا تدعي على الولد يا عبيد حرام عليك


هدر بانفعال جعل صوته يغدو اشد خشونةً وبحةً واختناقاً: غبي ....... لوووهة ...... تعرفين شو لوووهة !!!

قبل ثلاث أيام ياي عندنا ومستسمح ومعتذر ومخبرني شو مسوي في البنية ..... سبيناه ولعنا صيره بس قلنا ماعليه .... الحمدلله يوم الولد خبرنا بسواد ويهه على الأقل نعرف شقى بنخلي البنية تسامحه ... مع ان اللي سواه الكافر ما يسويه .....
ثره المينون مخطط على شي ثاني ............. يبا الطلاق ............


ارتعش فكها بدموع منهمرة هامسةً بلوعة: الولد يحبها ........ ما شفت هالشي بعينه وهو يخبرنا شقى ظلمها !!! والله يحبها .... مع ها طلقها ......... لانه مب رايد يربّط بنت الناس فيه عقب اللي سواه فيها ...........


اكمل هديره ونفسه لا تحتمل اكثر الترهات التي تحدث حوله من ابناءه: شو فايده الحب والمخ مقفل !!! هاااااااااه !!! شو فااااااايدته !!!!!!

حسبي الله عليه ............... ما ظنيت في يوم بيصدمني جيه بفعايله ................ اتحراه اعقل اخوانه ..... اتحراااه فهيم رزين يعرف المذهب والأصول ........... جيه يسوي في بنت العرب !!!!


قاطعهما الجد أبا عبيد بقسوة وهو يدخل صالة المنزل: بدال الزعيق ... شلوا عيالكم وسيروا العين استسمحوا من هلهن ..... ولا نسيتوا سواة فلاح بعد !!!


ام نهيان بقهر: وين ننسى يا عميه وابوهم يوم عرف باللي صار ويه فلاح طاح علينا ووديناه المستشفى ........


تنهد أبا نهيان وعلامات ارهاقه المهلك من قولونه العصبي الذي تهيج من أفعال أبنائه المخزية بحقه ما زالت تغزو تقاطيع وجهه الشاحب وعيناه !


قال بتعب/ألم: ليش وديتها يا بويه ...!!!!
جان ترييت شوي .......



هتف الجد بحدة وقلبه محترق على الفتاة البريئة: تباني اشوف البنت جاتله عمرها من الصياح وتبا ترد بيت هلها وايلس ساكت !!! خاف الله بس يا عبيد ...........



هز أبا نهيان رأسه بخيبة .... وتخاذل .......... وهمس بصوت مكتوم متفجر بالقهر/الغضب: فضحونا يا بويه ....... فضحونا ............



: تلبّس تلبّس ...... الرمسه ما منها فود الحينه ............. عذبه ........ دقي على عيالج قوليلهم يدكم يباكم الحينه جدامه ........... هيا ...


تنهدت ام نهيان بحزن .............. ثم هتفت بطواعية: ان شاء الله ................



.
.
.
.
.
.
.



ما زال طيفها يرهق .... يرهق مشاعره ......... تلك الليلة عندما تقاسم معها الغرام ............

اجل الغرام !!!!


كان غراماً بحق !!!!!


بلهيبه ...... باشتعاله ..... بحريقه ........ بجنونه ......... بثمالته ....... بتوقه .......... بقبلاته ....... بالرغبة الهستيرية بالغرق اكثر واكثر في بحر العاطفة الحارة والمشاعر المُثارة !


تلك الليلة .................. علم انه يعشقها ............ انه يعشق "ام عويل خاصته" ............ بل لا يريد سواها


لا يريد سوى لسانها الطويل وعينها الحوراء الحادة المترنحة بين انوثةٍ صبيانية وصبيانيةٍ انثوية فاتنة تذهله وتربكه في آنٍ واحد !


تلك الليلة .................... كانت الانثى الذي تمناها ................ وكانت الحواء الذي طمح لنيلها !


كانت اعجوووووووووووووبة ............



كلما تذكر مقاومتها الضعيفة .............. يرتعش !


ورغبته بها تتولد من جديد ............... وتزداد هيجاناً عاتياً !


قال لها بصريح العبارة " ترحمي على فلاح الطيب"



لكنه يالله ............... كان كل شيء .............. كل شيء ............ عدا فلاح الوحش !


وتوسل الله الف مرة ان لا ترى في ذاك الوقت ............ سوى وحشيته لا طيبته ........... سوى شراسته لا عاطفته ........... سو كرهه وبغضه لا جنون عشقه وعشق جنونه !!!!!!


ويبدو ان الله قد لبى دعائه ................. فهي لم ترى ابداً ما كان يجيش بصدره .......... لأنها لو رأت ............ ما كانت لتهرب !!!!



ما كانت .................!!!!




حسناً ............... هي اوجعته بهروبها ............. وكسرت شيئاً فيه ................ الا انها حصة يا قوم .............. ولحصة حركات وتصرفات غريبة لكنها متوقعة !!!!!



انزل عيناه نحو يده المكسورة ........... وضحك بسخرية على حاله ............


آه من آل خويدم ............ كلهم يحملون جينات الوحشية ....... كلهم بلا استثناء !



والآن ماذا !!!! ...... والده علم بالامر .......... ونتيجة ذلك دخل المستشفى !




تجاهل هاتفه الذي ظل يرن بشكل مزعج منذ عدة أيام .... يعرف من المتصل .......... كانت يمامة لا غير !!!!

لم يكن مدركاً ان تلك الفتاة كانت مهووسة به لهذه الدرجة ..............

استغفر الله بقرارة نفسه ولامها كثيراً اثر انجرارها الاعمى خلف رغبات الشيطان الرجيم وافكاره المشينة !






نظر لـ حمد الجالس خلف المقود منتظراً واياه والده وجده كي يذهبوا الى العين ويحلوا "الازمة" التي وقعوا فيها !


عندما رآى والده يخرج من المنزل .... نزل من السيارة وهو ينادي: أبويه


ببساطة ......... تجاهله الاخير ودخل لسيارته المتوقفة امام سيارة حمد ..........


نادى جده هذه المرة بعصبية تخللها توتر: يديه


هدر الجد بحدة وهو يرفع عصاه: ان ما صخيت الساع لا والله هالعصا ترقص على يمبك يالهرم


فلاح بذات عصبيته .. وانفعاله ... وتوتره: لا حول ولا قوة الا بالله والله ما يصير اللي تسوونه على الاقل عطوني فجه ارمس


قال حمد باقتضاب: ما بيسمعونك الحينه صدقني .... حل نلحقهم قبل لا يطيح أبويه علينا مرة ثانية ....


زفر فلاح بضيق ...... ودخل سيارة اخاه مرة أخرى ...........


واتجهوا جميعاً الى مدينة العين .......... الى منزل خويدم الكبير بالضبط !



.
.
.
.
.
.
.



بعــــد المغيـــــب
ابوظبـــــي




تقف امام المنزل ........... الخادمة على يمينها ........... والسائق على يسارها يحمل حقائبها .............


ها هي تقف على اطلال صياح نيلا المستنجدة ........... وصراخ محمد الشيطاني المخيف !


ها هي تقف ................... على مقبرة عمرها تماماً !





: موزززززه




ارتفعت اهدابها ............. ورمقت الآتية نحوها ................ ببسمة باردة ........................ ميتة !


اقتربت ناعمة منها ببهجة حماسية ......


ألقت الفتاتان على بعضهما السلام بالقبل النسائية المعتادة ................. قبل ان تقول اكبرهما بنظرة برّاقة: فديت هالعيون ...... تولهت عليج .......


وضعت موزة يدها على صدرها دليل انها هي ايضاً اشتاقت لها ............ ثم امرت الخادمة ان تدخل الحقائب الى الملحق قبل ان تطلب من السائق العودة الى العين فـ مهمته قد انتهت هنا ..........


عدلت ناعمة من وضع حجابها على رأسها وهي ما تزال تقف مع موزة في الباحة لتساعدها على ترتيب اغراضها داخل مخدعها الجديد ..........


الا انها كانت تلاحظ نظرات موزة الجامدة ..... المشتتة ....... الغريبة على نحو قاسي ........


وضعت يدها اسفل ذراعها بحركة اخوية حميمية وهتفت قرب اذنها: عيشتي في هالبيت بتكون ولا احلى معاج ............ صدقيني .............


رمقتها موزة بعسل عيناها الراكدتان المنطفئتان ................... قبل ان ترفع دفترها الصغير .......... وتكتب فيه بضعة كلمات سريعة: تعرفين اني حاقدة عليج الحينه !!


ارتفعت حاجبا ناعمة بعفوية وهي تقرأ كلام موزة ...... الا انها عندما رأت فمها المزموم وعقدة حاجبيها التي ذكرتها بعقدة حاجبي حارب عندما يكون مرتبك ويفكر بأمرٍ ما جعلاها تبتسم بشكل فاتن لذيذ ..... وتقول بثقة: امممممممممممم ادري ......


عادت موزة تكتب بتنهيدة متعبة: وتدرين اني من يومين مب راقده بسبة هالشي ...


عضت ناعمة شفتها رامقةً إياها بنظرة باسمة مشفقة .......... وقالت: ما ادري بس اكيد الحينه دريت .... ومتفهمة والله .....


تركت موزة الدفتر واشرت بيديها .................. وعلى ما يبدو كانت لا تريد من ناعمة معرفة ما تقصده بحركاتها: ليش تبين تعذبيني !!!


ابتلعت شهقتها عندما تفاجأت ان ناعمة قد فهمت تماماً مقصد اشاراتها .................. بل قالت وهي تحتضن كتفيها بقوة حانية: مابا اعذبج ................. أبا اخلصج من هالعذاب اللي غارقة عمرج فيه بطيب خاطر منج


ثم دفعتها برقة نحو باب الملحق المفتوح .............. واردفت بحزم لامس فؤاد موزة بقوة: عيشي حياتج موزة ... عيشيها وانسي كل شي يخليج بهالسلبية والحزن ....


بعد ان رتبت مع موزة اغراضها وملابسها .............. قالت بقلق عفوي عليها: ما بتخافين تباتين روحج هنيه ..!!!!
تبيني ابات وياج !!!!


تورد وجه موزة بالخجل وهي تؤشر بالنفي: لا لا ...... انتي أصلا عروس شو تباتين وياي ...... عندج ريل الحينه .....


قهقهت ناعمة بحياء ......... وقالت بمكر مفتعل: خليه يشتاقلي ......


ابتسمت موزة بعيناها المحمرتان من قلة النوم ........... واشرت: لا لا .... اخويه ما بيروم بلياج .....


قالت ناعمة بلهفة وكأن حديث موزة قد اثار فضولها نحو حبيبها: صدق !!! شو عرفج !!!


رمقتها موزة فجأة بنظرة صبيانية شقية ..................... وكأن روح موزة القديمة قد خرجت وتربعت على عرش روحها لثوانٍ معدودة ............... لتكتب بعدها وهي تمص باطن وجنتاها بخبث: اللي يذوق الشهد مرة .......... بيذوقه ألف مرة ........


شهقت ناعمة بدهشة خجولة وهي تقرأ الكلمات الخبيثة ........... وبعفوية تامة ............ ضرب موزة على كتفها وهي تصيح بضحك: موزوووووووووووووووه .............. ثرج هب هيييييييييينه ................ خوزي خووووزي عني يا جليلة الحياااااااااا ............


وضعت موزة يدها على فمها وهي تضحك بصمت وانما بقوة شديدة جعلت عيناها تدمعان .........


ناعمة: ههههههههههههههههههه صدمتيني بجرأتج ...... بس زين تسوين عسب مرة ثانية اعرف كيف اتعامل وياج ....... يعني مسوية فيها البريئة الحبوبة جدام الكل وانتي من تحت يلين تحت هاااا !!!!
ما عليه ما عليه .......... خلاص عرفنالج .........


ووسط ضحكات موزة الصامتة .... استدارت ناعمة وهي تردف بنصف عين: خبيثة وحده ...... سمعي ...... سويت عشا على السريع .... بسير اييبه وبنتعشى مع بعض ......


سكتت موزة عن ضحكاتها ... لتأشر بعد ان استوعبت امراً ما: وينه حارب !!


: هب هنيه خاري


اومأت موزة برأسها لتأشر بحيرة: اهااا .... اشوفه مايه عسب يسلم عليه


ناعمة بحنان متدفق: بيي ان شاء الله وبتيلسين وياه لين ما تشبعين منه


ابتسمت عينا موزة بذبول ............... واشرت: انا اشبع من حارب !!!! مستحيل ............ فديته والله


تنهدت بعشق مسرحي وقالت: هيه والله فديته ...........


اتسعت عينا موزة بصدمة من جرأة ناعمة ...... قبل ان تخفض اهدابها وتضحك بصمت .......


ناعمة: هههههههههههههههههههه يلا صبريني


اشرت موزة بتعجب متفكه: شوووو !!!!


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه حمدان اخويه يوم كان ياهل ..... ما كان يقول تريي ولا صبري شويه ولا صبري عليّه ............ كان يقول صبريني ............ عاده من هاك اليوم ونحن كلنا مستلمينه ......... صبريني وصبريني .....


ضحكت موزة لتترك بعدها ناعمة تذهب وتجلب العشاء .........




بعد ساعتان





عاد الى المنزل شاعراً ان همومه قد ازدادت اضعافاً مضاعفة ................. متى سيرتاح !


متى !





قطب حاجباه ما ان رآى الملحق مضاء وبابه شبه مفتوح .............. وسرعان ما تذكر شقيقته لتبتسم عيناه بدفئ ......


رغم كل شيء .............. فهو ممتن لـ ناعمة لأنها من جعلت موزة تعود للمنزل ............. المنزل الذي عاش بين اشباحه مدة طويلة وحيداً تائهاً ضائعاً مرتعباً من ذكرياته الأليمة !



طرق الباب الموارب بهدوء ليأتيه صوت خطواتها الصغيرة المترددة


تنحنح بثقل ليقول بعدها بصوته الرجولي الحازم: انا موزة .. ادخل !!!!


فتحت موزة الباب كله لأجله .......... وما ان رأته حتى اشرق وجهها كله وكأنها للتو التقطت حبل نجاتها من العذاب .......


بعد ان قبّلته .......... أدخلته للملحق .........


نظر للمكان كله وهو يتأكد من كمال كل شيء وترتيبه ونظافته ............... هتف وهو ينظر حوله باهتمام: كل شي تمام حبيبتي ..؟!


موزة بإشارات سريعة منها: هيه فديتك ... كل شي مرتب ومنظف لا تحاتي .....


هز حارب رأسه برضى ليقول وهو ينظر لساعته: متى وصلتي ..؟!


اشرت: من ساعتين


مسد شعرها ذو الخصلات البنية الطبيعية وهي يتسائل بذات اهتمامه: تعشيتي ..؟!


: هيه الحمدلله ... مع ناعمة .....


: بالعافية


اشرت: الله يعافيك .......... وانت !!


: لا بعدني ........... قلت ايي اتعشى وياج


وضعت يدها على قلبه بحنان حزين لتأشر بعدها بندم واضح: يا عمررررررررررري .... اسفة والله ما كنت ادري انك بترد عسب تتعشى ويايه


نكش شعرها الناعم بيده بمشاكسة حنونة وهو يقول: لا شو عادي ... الحينه بسير اتعشى .....


اوقفته وهي تأشر بحزم: لا لا .... خلك انا بييبلك العشا





لكنها هي من وقفت هذه المرة ما ان تذكرت مكانها ............ وأين هي بالضبط !

نار اشتعلت في جوفها ................. بل نيران !





تنهد من انفه بخفة وقال متفهماً اياها: لا اتعبين روحج ...... انا بسير الحينه واوصي ناعمة تييب العشا هنيه ...


هزت رأسها بـ إيجابية وظلت تحت وطأة الصمت الرهيب .....



.
.
.
.
.
.
.



: متأكد شفتها تدخل الملحق !!


......: هيه والله .. شفتها بعيني ..... حتى اخوها وحرمة اخوها كانوا وياها عقب خلوها ودشوا البيت ....


......: يعني ندخل عليها الحينه !!! امان !!!


......: امان امان افا عليك ....







في ذلك الوقت ............ كانت تتقلب فوق سريرها .......... بأرق شديد لا يرحمها البتة !


حتى سمعت أصوات خطوات في الخارج .......... خافت في البداية الا انها هدأت نفسها بأن فكرت انه لابد ان مجموعة من الناس يمشون قرب المنزل ... فالملحق تقريباً ملاصق بالحائط الخارجي أي ان أيّةَ همسة أوحركة سـ تُسمع وسـ تُلاحظ في الداخل !



اغمضت عيناها وهي تتعوذ من الشيطان الرجيم ............



دقيقة مرّت ...... حتى انتفضت بمكانها .......... وسرعان ما شهقت برعب .............. ما ان رأت رجلان غريبان يقفان امام باب الملحق والظلام يغطي تقريباً كامل وجهيهما .......!



.
.
.
.
.
.
.




رفع هاتفه ما ان اتاه اتصال شقيقته: ألو هلا ناعمة ... انا جريب بيتج ...


: ذيااااب ... ليش ابويه ..!!! ........ ترى قلتلك ييب الأغراض باجر الصبح عادي ...


نظر ذياب نظرة خاطفة نحو الاكياس التي فيها بعض الفساتين الناعمة الخاصة بناعمة والتي طلبت جلبها منه فيما سبق كي تختار احد منهم لتلبسه في العزيمة المُقامة لها ولحارب في منزل والدها غداً ............. وقال: لا فديتج عادي ... أصلا انا شالنهن ويايه من يوم ظهرت من بيتنا العصر ..... وجيه جيه مار صوب بيتج على الردة فـ قلت شحقه ما اعطيج اياهن بالمره !



ناعمة بحرج: لا خليت منك يا ربي ... انت وينك الحينه !!


: هاذوه جدام الدروازه .. بطليلي الباب بالريموت ....


: انزين ....



.
.
.
.
.
.
.



انزل مرآته الامامية محاولاً اخراج الرمشة التي دخلت بعيناه وهو يحكها بقوة: اخخخخ ... حسبي الله عليج اظهري ..... افففففف


عندما اخرج الرمشة اخيراً .... فتح عينه المحمرة ........والتي سرعان ما اتسعت .... واختها كذلك .............. عندما رآى رجلان غريبان يتسللان خارجاً من البيت من الباب الصغير القريب من الملحق .............. وفوق احدهما "ثقلاً ما يحمله" !!!!!!!!!!!!





خفق قلبه بتوجس ............ وعيناه بلا وعيٍ منه ........ انتقلتا من الرجلان اللذان ما ان رآى السيارة المتوقفة ........ حتى اسرعا بالهرولة ............. الى منزل حارب ..............



خرج من السيارة وهو يصرخ على الرجلان كي يوقفهما: حوووووووه منو انتوووو !!!!!


الرجلان لم يتوقفا ......... مما زاد من توجس وتخوف ذياب .............. وقبل ان يدخلا سيارتهما ........... كان هو يدخل سيارته .......... ويسير نحوهما بسرعة !


لاحظ ان الثقل فوق الرجل يتحرك ..............


رباه ............... أيكون الشيء المكوّم ذلك ............... آدمي !!!!




شهق برعب مجنون ما ان خمّن الامر ............... انها .................... انها شقيقته !!!!!


ناعمة !!!!!!!!!!!!!!!



قبل ان تصل سيارة ذياب نحوهما ........ صرخ الذي يحمل موزة بقسوة: حرّك حرّك بسرررررررعة


حرّك الثاني السيارة بتوتر وسرعة هائلة اكدت لذياب حدسه وظنونه !





بعد دقائق طويلة من ملاحقة مجنونة وحركات شبابية خطيرة من سيارة الرجلان لتخويف ذياب وابعاده من طريقهما ........... وصلا لمنطقة مهجورة خارج مدينة ابوظبي ............ منطقة تكثر فيها المزارع القديمة والمحميات الطبيعية ..........



توقفت سيارة الرجلان بعنف ........... مجبرةً إياه بالمقابل ان يتوقف .............



شمّر ذياب عن ساعداه وهو يأخذ من تحت مقعده مشعاباً ضخماً لا يستغني عنه خاصةً في رحلات البر والجبال ...


كانت نظرته إجرامية ................ فالمخطوفة اخته ............ عرضه !


الا انه استدار نحو هاتفه فجأة ما اتاه اتصال من ............................


ناعمة !




ناعمة !!!!!!!!!!!!!!!


كيف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


اذا من المخطوفة !!!!!!!!!!! من المحمولة بين يدي الرجلان !!!!!!!!!!!!!!!


اتراه يتوهم كل هذا ونسج من عقله سيناريو خطف مُضحك لا يمت للواقع بصلة !!!!!!!!


كان سيتراجع ................. الا ان صوت انفتاح الأبواب من حوله قد اخرجه من شروده ................



إلهي .................. يبدو ان الذي يجري حوله يتعدى امر سيناريو فلم اكشن بمراحل !!!!!!




وقبل ان يستوعب ما يجري بشكل اكثر دقةً .......... واكثر تركيزاً ..................... كان احدهم يجره رافعاً امام وجهه سكيناً ضخماً كالتي تستخدم في تقطيع لحوم المواشي والابقار ..............



لكنه وهو يُجر بتخبط وصراخ الرجل السمين ذو الرائحة الكريهة يرن قرب اذناه ...................... رآها ..................... رآها بوضوح وهي تزيح الملاءة الثقيلة عنها ................


رآى عيناها العسليتان ........................ وبعد فوات الأوان تذكّر ................. ان هناك فتاة أخرى في المنزل غير شقيقته !



انها ............................ بركة العسل خاصته !!!!!!!!!!!










نهــــاية القســــم الأول مــــن الجــــزء الثــــالث والسبعــــون





.
.



ما انتهينا يا لذيذات .......... ترقبوا المواجهة بين هل العين وهل دبي

وموزة ............ والذيب .............

ومصبح وآخر مستجدات حالته ............

وروضة ورفعة .............

والخ الخ


نلتقي ان شاء الله يوم الاحد مع القسم الثاني من الجزء الثالث والسبعون .......



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 06:59 AM   #78

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


في فقرة صغيرة بحطها عسب تنشطون ذاكرتكم شوي وتتذكرون بعض الاحداث اللي صارت قبل وبعض الشخصيات اللي ممكن محد يتذكرها في هالبارت ........



"



أن يمضي ايام وليالي محاولاً فك لغز ما قرأه في ملفات سعيد ومحمد زوج شقيقته، ثم وبشكل غريب تصل به نتائج بحثه واستنتاجاته الى قائمة كاملة من الموظفين الحكوميين المتصلين بشكل سري مع منظمات ذو خلفيات تثير الشك والريبة .. فهذا بحد ذاته صدفة خرجت مع فطنته الذي لا ينفك عن استخدامها وقت الجد ..!!

لم يجازف ويخبر أحد عن ما وصل له من معلومات .. بل آثر عمل اتصالات لرجال محل ثقة بالنسبة له ويسأل بطرقه الخاصة عن المزيد من تواريخ وخلفيات الذي وقعوا بين يديه ..



بينما هو وسط عمله، اتصل به شقيقه ابا نهيان الذي كان في الحقيقة يحل تفكير مصبح في ذات الوقت ..


اجاب ببسمة جذابة: ولد حلال في ذمتيه


أبو نهيان بحزم ودود: توك تكتشف هالشي يا ولد ابويه ..!!!


مصبح: ههههههههههههههه لا لا من زمان مكتشفنه بس اليوم شفت بعيوني الدليل القاطع ..


ابو نهيان: ههههههههههههههه اسميك انت سوالف .. شو العلووم ..؟!!


مصبح وهو يتصفح امامه الاوراق: والله يا خويه علومنا علوم الخير يا غير هالايام مبتلش وايد ..


ابو نهيان: جيه شو عندك ..!!!


مصبح: الله يهديهم خلوني امسك الطب الشرعي ..


قطب ابو نهيان حاجبيه باستغراب وقال: الطب الشرعي ..!!! شو خصك انت في الطب الشرعي عسب يمسكونك اياه ..!!!


ابتسم مصبح بسخرية وقال: والله علمي علمك هههههههههههههه قلتلهم ابويه انا خريج قانون هب طب ..
لكنهم قالوا نباك تمسك ادارة الطب الشرعي .. الأمور هناك متلخبطة فوق تحت والتسيب زاد بين الموظفين والدكاترة .. ولو في امور ما فهمتها نحن بنفهمك اياها ..


ابو نهيان بحدة: وطبعاً انت قلت ان شاء الله وعلى امركم هااه ..!!!


حك مصبح حاجبه وقال من بين اسنانه المبتسمة: هههههههههههه تعرفني يا خويه قلبي طيب .. ما رمت اقول لا ..


ابو نهيان بحزم: انت سيده تقول هيه بليا تفكير ومشاور .. الحين شو بتستفيد يوم ضغط الشغل زاد والمسؤولية زادت عليك ..!!!
كنت تروم تناقشهم بهالقرار وتعترض وتعطي مبرراتك وهم بيتفهمون ..


مصبح: عاد انا ما بمسك الطب الشرعي على طول .. بس الين ما اعدل وضعهم هناك ويحصلون واحد كفو لهالمنصب ..


أضاف مداعباً بعد ان سمع زفرة شقيقه الغاضبة: اقولك .. ليش ما تمسك المكان بداليه ههههههههههههه


ابتسم ابو نهيان بسخرية وقال: لا لا ابويه خلني بعيد .. ما صدقت على الله اتقاعد وافتك من عوار الراس ..


أردف بتذكر: الا ما خبرتني .. ليش كنا على البال ..!!


مصبح وهو يتذكر ماقد رغب في مناقشته مع اخيه: هييييه صح .. امممممم شسمه ..
شي اسامي عندي بغيت انشدك لو عندك خلفية عنهم ..


ابو نهيان باستغراب: قول الاسامي ..


مصبح:
مبارك عبدالله الـ..
محمد درويش الـ..
نصيب عمران نصيب الـ..
تعرفهم هالثلاثة بو نهيان ..؟؟


رفع ابا نهيان حاجباً واحداً بعد ان امسك بدماغه رنين صدى الاسامي الثلاثة ..


مبارك عبدالله الـ..، محمد درويش الـ ..، نصيب عمران نصيب الـ..


ذُهل في قرارة نفسه من كيفية معرفة اخاه بهؤلاء الرجال ولمَ يسأل عنهم وهم قد ابتعدوا عن السلك الاداري القضائي وكل ما يتعلق به ..

في الحقيقة لم يبتعدوا .. وانما هربوا بجلدهم من مصيرٍ محتوم ..!!




تنحنح بخفوت وحاول ان لا يثير ريبة شقيقه .. ثم قال بنبرة عادية: اممممممم هيه اساميهم مرت عليه ..


مصبح: انزين شو تعرف عن هالثلاثة خبرني ..!!!


جلس ابا نهيان على مقعدٍ قريب من سريره محاولاً ان لا يتذكر تلك الليلة المشوؤمة الموسومة بنار المريرة ..
ان لا يتذكرها ويحترق كالجمر بين طيات لحظاتها ..
ليلة رحيل غاليته .. نيلا ..

كان هو الوحيد من يعرف تفاصيل الليلة هذه اضافةً الى ابناء شقيقته ووالدهم رحمهما الله وسلطان وعمه ابا حميد ..

حرص هو شخصياً على كتمان تفاصيل هذه الليلة عن الناس ومعهم الصحافة والاعلام .. وقبلهم عائلته ..

ولأنه أصر يومها على معرفة ما يجري في بيت شقيقته .. حكى له ابا حميد حكاية ابوحارب وما يرغب بمعرفته باختصار ليدرك ان صديقه عاش آخر ايام حياته بمأساة حقيقية مريرة ..

ولم يكتم سر تلك الليلة الا لأسباب عديدة .. أولها حفاظاً على سمعة العائلة "التي تدهورت فيما بعد بين الناس" .. ثانيها حفاظاً على مستقبل ابناء شقيقته رحمها الله .. ثالثها كي يتمكن من انقاذ صديقه ابوحارب من حكم كان سيكون ظالم وجائر بحقه .. فـ هو لم يكن في يوم رجلاً فاسداً ولم يكن يصاحب المسكرات وملذات الدنيا المحرمة ..

وقبل كل شيئ .. كتم سر الليلة تلك كي يمنع من نشوب فتنة ومشكلة بين عائلتي حارب ونهيان الكبيران ..

وفعل ما رغب به واستطاع بمساعدة جماعة ابا حميد انقاذ محمد من السجن واغلاق القضية على انها حادث فقط ..

ولم كان يدرك عبيد ان السجن كان سينقذ محمد من الولوج أكثر في دهاليز تلك الجماعة الشيطانة .. ولم يكن يدرك ان تضحيته بدم شقيقته وحرقة قلبه على فقدها ستذهب هباءاً منثورا ..


مبارك عبدالله الـ..، محمد درويش الـ..، نصيب عمران نصيب الـ..


أولهم تسبب بنشر فضيحة في اليوم التالي عنوانها في الصحف "قاضي يقتل زوجته في حالة سكر"، اما الآخران فهما من تكفلا بقذف التهم والافتراءات على ابوحارب وايهام الامن على الدوام انه معادي للحكم والسلطة ..

وبالرغم من خروجه دوماً من معمعة تلك الاتهامات لعدم وجود ادلة كافية تدينه .. الا انه أصبح علكة مستهلكة داخل افواه الناس اجمع في البلاد .. من أبوظبي وضواحيها الى رأس الخيمة والفجيرة .. واشتهر اسمه كـ قاضي فاسد ورجل ارهابي ..
هذا ما جعل صحة محمد تتدهور جسدياً ونفسياً .. ويبتعد عن العمل الذي يعشقه وعن الناس بملأ ارادةٍ كسرها الزمن بظلم قاسي كحد الصخر ..



تنحنح بقوة علّه يخرج ذاته من وجع خالص نقته الذكريات من كل شيء جميل .. واجاب شقيقه باقتضاب تام: امممممم والله هب وايد اعرفهم لكن الثلاث كانوا تابعين لمحكمة بوظبي .. مبارك في قسم الارشيف .. ومحمد من المالية ...... وووونصيب .....


عقد مصبح باستغراب وقال: نصيب على ما أظن كان سكرتير بوحارب الله يرحمه ولا انا غلطان ..!!!


ابو نهيان بذات اقتضاب نبراته: هيه كان سكرتيره ..


مصبح: يعني ما تعرف أكثر عن الثلاث ووينهم الحين ..؟!


ابونهيان بنبرة غامضة "صادقة": لا ماعرف عنهم وايد .. شحقه ..؟!


مصبح بنبرة اخرجها عادية: امممممم لا ماشي مجرد فضول .. مروا عليه بملفات ادارية جديمة واستغربت شحقه الثلاث خلوا الشغل مع بعض وفي نفس الفترة .. وبغيت استفسر لا اكثر ..



"




.
.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)







القسم الثاني من الجزء الثالث والسبعون



.
.



قبل ساعتان ونصف
مدينة العين



بطي عاقداً ساعداه امام صدره بشكل مخيف ويستند على الحائط قرب والده ........... احمد ينظر لـ فلاح وحمد بغضبٍ بارد وهو يجلس قرب أخيه عبدالله ......... اما سيف .......... فكان يرمق حمد الذي يجوع ضربه حتى الموت بين يداه لولا قسم جده عليه ان لا يمس احد أبناء نهيان الحر بسوء ............



هتف الجد نهيان الحر بصرامة رنانة: قبل الرمسة ولغوة الدنيا اللي ما منها فود ....... اذكروا الله وصلوا على سيدنا محمد .....



هتف جميع الرجال من حوله بردود متفاوتة بين عالية وهامسة:

"لا إله الا الله محمد رسول الله"

"اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد"

"عليه الصلاة والسلام"

"عليه افضل الصلاة واتم التسليم"



اردف محدثاً خويدم الكبير وهو يؤشر بعصاته نحو فلاح وحمد: يا خويدم ما يينا الا عسب نرقع سوات هالاثنينه الله يصلحهم ويهديهم ....

غمغم أبا نهيان وهو يهز رأسه بخيبة وخزي: الله لا يصلحهم ولا يهديهم .... والله ... واللي خلقهن بليا عمد يا خوان شما ....... يايبنهم ويايه وانا باغض حتى شوفتهم الهروم ....

هتف الجد أبا سعيد بحُلم وتعقل: لا تدعي عليهم يا ولديه مايوووز .... لا حول ولا قوة الا بالله .................
فلاح ............ حمد ............. يا عياليه خبرونا شـ.........


قاطعه سيف بدمٍ فائر: يديه هالاثنينه يبالهم جتتتتتتتتتل


صرخ بطي على ابن أخيه بقسوة: سيف ....... يوم الكبار يرمسون الصغاريه يسكتون .......... ولا تبانا نعلمك المذهب الحينه !!!!!!


تراجع سيف بقهرٍ هستيري وهو يغمغم بحقد محدقاً بـ حمد الهادئ تماماً: هالمرة انا أبا اكسر رااااااس هب ايييييد ......


عقد والده حاجبه بذهول قائلاً: لا تقولي انك انت اللي كاسر ايد فلاح !!!!


نظر الجميع نحو يد فلاح الملفوفة والتي اثارت استغرابهم ما ان دخل المجلس ......... استغراب سرعان ما زال ما ان قال سيف لوالده ببرود تام: دواه


احمد بتشفي: كفو ..


انزل بطي عيناه وهو يبتسم بخفة ................ فـ سيف قد فعل ما رغب بفعله هو شخصياً ما ان رآى فلاح وحمد يدخلان منزل والده !


تنهد أبا سيف بضيق .... قبل ان ينظر لفلاح وحمد ويقول شاعراً رغماً عنه بالعار والخزي من بناته: أبا اعرف بناتي شو مسويات !!


رفع أبا نهيان يده وهو يهتف بقوة: بناتك خط احمر .......... اللي يرمس عن بناتك بجلمة وحده اير لسانه من بلعومه .............. عياليه هم الغلطانين .... هم اللي ما قدّروا الدانات اللي عندهم ..... ولا احشموا القرابة والدم ........

فلاح ..... حمد ...... يلا اشوف جدامي .... حبوا راس يدكم خويدم وعمكم عبدالله واستسمحوا منهم .....



أبا سيف بإصرار: ابا اعرف اول بناتي شو مسويات !!!!


الجد نهيان الحر: بناتك يا ولديه ما لفانا منهن قصور صدقني ....... مربايات وما عليهن كلااااام ...


أبا سيف بانفعال حاد: عيل شو ردهن عندنا !!!!


فلاح هو من تكلم هذه المرة ........... وبهدوء مدروس: ما رديت بنتك ... هي اللي ردت روحها ومن غير علمي ...


سيف بقهر: فلااااااااااح


فلاح باستفزاز واضح: تنكر !!
مب هي اللي دقت عليك وطلبت منك تردها البيت !!


أبا سيف بصدمة: صدق اللي يقوله سيف !!!


ووصله الجواب من سكوت سيف ونظراته الحارقة نحو فلاح .........


وقف فلاح غير آبهاً البتة بأي احد ............ وقال بنبرة قاطعة: انا ابا حرمتيه .... هي اللي غلطت في حقي مب انا اللي غلطت ف حقها .... غلطت في حقي يوم ظهرت من داري بليا شوري


سيف بسخرية: الزريبة هاييج تسميها دار !!!!


أبا نهيان: زريبة !!! شـ زريبته !!!


فلاح ببرود: يطري المزرعة اللي اشتريتها من كم شهر يا بويه ....


أبا نهيان: اشووووووووه !!!!! كنت معيّش البنية في هاييج المزرعة الوصخه !!!! ما تنلام عيل لو شردت منك يالهرم


: كنت أسس الشغل فيها ........... وحرمتيه لازم تكون ويايه ........


الجد خويدم بحزم شديد: صدقه ولدك ............ سيف انت شعليك من الريال وحرمته هاااه !!!! استح ....



رن هاتف حمد .............. مما جعل الجميع ينظرون نحوه بحدة ................. فليس وقت الاتصالات الآن ......



الا ان حمد ..................... كان ابعد ما يكون عنهم .................... بل انه ينتظر الوقت ليهرول بسرعة حتى يخرج من هذا المكان ولا يعود


ان يبتعد عن هذه المدينة ولا يعود


ان يبتعد عن طيوفها ........................ ولا يعود !!!!!!!


استل هاتفه مغمغماً بصوت شبه مسموع: اسمحولنا دقيقة




خرج بهدوء تام ............. لكنه عاد ووجهه يموج بألف انفعال !


نادى والده بصوت مرتفع: ابويه ........


وقف والده وهو يستشعر القلق بصوت ابنه: شبلاك !!!!!



: ا ............ ابويه .............. بـ بيتنا .................. احترق .....................



.
.
.
.
.
.
.



الوقت الحالي





شمّر ذياب عن ساعداه وهو يأخذ من تحت مقعده مشعاباً ضخماً لا يستغني عنه خاصةً في رحلات البر والجبال ...


كانت نظرته إجرامية ................ فالمخطوفة اخته ............ عرضه !


الا انه استدار نحو هاتفه فجأة ما اتاه اتصال من ............................


ناعمة !




ناعمة !!!!!!!!!!!!!!!


كيف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


اذا من المخطوفة !!!!!!!!!!! من المحمولة بين يدي الرجلان !!!!!!!!!!!!!!!


اتراه يتوهم كل هذا ونسج من عقله سيناريو خطف مُضحك لا يمت للواقع بصلة !!!!!!!!


كان سيتراجع ................. الا ان صوت انفتاح الأبواب من حوله قد اخرجه من شروده ................



إلهي .................. يبدو ان الذي يجري حوله يتعدى امر سيناريو فلم اكشن بمراحل !!!!!!




وقبل ان يستوعب ما يجري بشكل اكثر دقةً .......... واكثر تركيزاً ..................... كان احدهم يجره رافعاً امام وجهه سكيناً ضخماً كالتي تستخدم في تقطيع لحوم المواشي والابقار ..............



لكنه وهو يُجر بتخبط وصراخ الرجل السمين ذو الرائحة الكريهة يرن قرب اذناه ...................... رآها ..................... رآها بوضوح وهي تزيح الملاءة الثقيلة عنها ................


رآى عيناها العسليتان ........................ وبعد فوات الأوان تذكّر ................. ان هناك فتاة أخرى في المنزل غير شقيقته !



انها ............................ بركة العسل خاصته !!!!!!!!!!!





وفي لحظة غافلة من السمين الذي بالكاد يستطيع المشي باعتدال بسبب سمنته المفرطة وحركته الثقيلة البطيئة .... امسك ذياب مشعابه وضرب رأسه بمقدمتها الصلبة .................... حتى سقط امامه مغشياً عليه ..........


ركض نحوه الرجل الآخر ............... والذي كان "كما خمّن ذياب" .... احد التابعين للرجلان اللذان ما زالا يمسكان بـ موزة رهينة لديهم ......... راغباً بإمساكه بعد ان سقط رفيقه الابله ...... الا ان جسد ذياب الرياضي كان اسهل في الركض والهروب .......


ما ان اصبح امام الرجلان "الخاطفان" حتى زمجر بقسوة: انتو منوو ... وشو تبون من البنية !!!!


ذياب ......... ولبساطة تفكيره وقلة خبرته في أمور العصابات ومكائدهم وخبثهم .... لم يعلم ان الذي هرب منه كان يحمل بين يداه سلاحاً !



لم يعلم الا عندما احس ببرودة فوهة مسدس على رقبته !


تكلم احد الرجلان بثقة بعد ان تأكد ان تابعه قد حاصر ذياب بالسلاح: انت اللي منو !!! وشحقه لحقتنا !!!


صرخ ذياب وعيناه تقدحان شراراً: خاطفين خت خويّه وتقول شحقه لاحقنا !!!! غبي انت !!!!!


همس الرجل الثاني بخوف ويبدو عليه أمارات الارتباك والقلق المستمران وكأنه ليس معتاداً على هذه الأمور الخطرة:
ما حسبنا حسابه يا نصيب


نصيب بنزق وانزعاج: صخ حمود لا تحشرني .... حوه انت .....
تعرف انت في شو ورطت عمرك !!!! تعرف ان حياتك هي الثمن للي سويته !!!!




غاضب ......................... بل ان غضبه يزداد كلما سقطت عيناه على تلك التي تضع يداها الصغيرتان المرتعشتان بلا حولٍ ولا قوةٍ منها على النافذة وتستنجد به بعيناها الباكيتان المرتعبتان !




اغمض عيناه بقوة .................... وزفر زفرة حادة قاسية ............ قبل ان يفتحهما مرة أخرى ويقول "بهدوء مدروس": طلعوها من الموتر وبنتفاهم ............ البنية مريضة وتعبانة ويمكن قلبها يوقف من الروع ..........



ارتجف قلب محمد وهو يستمع لحديث الشاب الذي "ان كان صحيحاً" فسيدخل في ورطة اعمق هو في غنى عنها" ...... جر كم نصيب وهو يهمس بخوف: وابووووووووي .... انا الخبل اللي سمعت رمستك يا نصيب .... خلوها تسير وياه عن تموت ويحطون السالفة علينااااا


نصيب بعصبية: جب حموووود جب ..... محد بيخرب خطتنا غيرك يالدياااااااية ... جب وسِر خذ تلفونه وسويج موتره .......... يلااااااا


بعد تردد .... هز محمد رأسه بتوتر .... وذهب اتجاه ذياب ليفعل ما طُلِب منه .........




بعد ان اصبح مفتاح سيارة ذياب بيده .... ذهب لسيارته واخذ هاتفه واغراضه الشخصية كي يتأكد اكثر من هويته !


في تلك اللحظة ... استغل ذياب الحديث الحاد الجاري بين نصيب والرجل الذي يهدده بالسلاح .... وضرب الأخير في بطنه بأقوى ما لديه ............ قبل ان يسقط سلاحه ويلتقطه هو بعد ذلك !



ركض نحو السيارة .......... حيث موزة ............. وهو يرفع سلاحه على نصيب ويزمجر: عطني السويييييج ....... الحيييييييين ...........




كان يرغب بأخذ مفتاح سيارة والرجلان والهرب مع موزة منهما ............. الا انه تراجع بارتباك عندما قهقه نصيب ببرود ويقول: يلا ثوّر .... جان حصلت داخله رصاص أصلا


استدار نحو الرجل المرمي على الأرض وهو يقول بصقيعية نزقة: اللي يايبنهم دياي يخافون حتى يزخون سلاح فيه رصاص .....


ابتلع ذياب ريقه وعقله يفكر بألف شيء في آنٍ واحد ...... الا ان كيفية انقاذ ذات العسل هي اول فكرة تغزو عقله الآن !


صرخ بقسوة: انتو شو تبووون منها خبروووووني !!!!!




تجاهل نصيب صراخ ذياب لينادي بعدها محمد: حمود .... شل ها ودخله الموتر مع البنية .....


طاعه محمد مرغماً وفعل ما طُلب منه ........ دافعاً ذياب من ظهره: تحرك جدامي


دفعه ذياب بقسوة هاتفاً بحدة: لا ادز اروم امشي روحي






حسناً .............. سيساير الرجلان حتى يتمكن فقط من التقرب منها والتأكد انها بخير وعافية ..... انها على الأقل غير مصابة برأسها او بباقي جسدها !





عندما دخل السيارة ........... واصبح قربها تماماً ............ ناداها بقلق متفجر: موزة


استدارت نحوه موزة ............. بشعرها البني المنكوش .............. بثوب نومها القطني الساتر لكل جسدها عدا رقبتها ............. وبعيناها الحمراوتان الباكيتان الشبيهتان بعينا طفلة شهدت للتو احدى فواجع حياتها !





انتفض ................... بالمعنى الحقيقي انتفض ............. ووجد نفسه ينزع عن رأسه شماغه ..... ويغطي بها رأسها ونصف وجهها ......... شاتماً لاعناً بغضبٍ مجنون هؤلاء الرجال الاغراب !



كانت في المقابل ترتعش بجنون ............ ويكاد يقسم انها ليست في الواقع ابداً ولم تستوعب بعد ان الذي امامها هو ذياب نفسه !





الرعب قد سيطر كلياً على حواسها وتركيزها !




رباه هذه الفتاة قد شهدت في حياتها الكثير والكثير من المآسي والمواقف المفجعة ................. فليكن الله في عونها وفؤادها الصغير !





من فرط ما فيها ............ من رعب !




انزلت رأسها فجأة وتقيأت كل ما في بطنها على أرضية السيارة ..........



صرخ محمد بخوف وهو ينظر إليها من خلف النافذة: نصيب يالسة تزاوع ....... شو نسووووي !!!!!


نصيب وقد نفذ صبره كلياً من محمد الجبان: ان تميت تحن فوق راسي ....... والله لأضربك بأجرب صخرة جدامي ... تسسسسسسمع !!!!!!!! ججججججججب اقولك جججججججججب ............. اففففففففففففففففففف


بلع محمد ريقه بصعوبة وهو يسأل بتوتر مجنون: بتخليه وياها !!!


نصيب: بعدنا ما عرفنا منو ها أصلا ......


رفع محمد رخصة قيادة ذياب وهو يجيب: ذياب هامل الـ....


اكمل وهو يرفع عيناه الى نصيب: ولد هامل الـ...... اخو سلطان بن ظاعن ........


زفر نصيب بقهر: يهالورطة ....... ها منو سلّطه علينا الحينه ..... نحن ناقصين !!!!! اففففففففففف


محمد بتوتر: شو بنسوي فيه ! اكيد ما بنجتله ..... اذا نحن أصلا ما خطفنا البنية الا عسب نزيّغ مصبح بن نهيان ونخليه يتراجع عن اللي ناوي يسويه فينا عقب ما كشفنا ..........


هز نصيب كتفاه ببرود وقال: ودوه المخزن .... وخلوه هناك لين ما نعرف شو بنسوي فيه


محمد: والبنية ....؟!


نظر نصيب نحو الفتاة التي ما زالت تتقيئ ........... وقال ببرود مشمئز: خلوها وياه .... خل يتحملها ويبتلش فيها ..... لو ماتت بنلصق فيه تهمة خطفها وجتلها ..... ونحن بنقدر نظهر منها مثل الشعرة من العيين



بعد ان قال كلمته ......... استدار وهو يرفع سيجارته ليشعلها ويدخنها





لكنه سرعان ما ابعد السيجارة عن فمه ما ان اتاه الرجل ................ الذي استعان به كي يستطيع إزاحة الحرس المنتشرين حول منزل حارب كي يخلوا لهم المكان ويتمكنوا من خطف موزة ................


استعان بأكثر الرجال مهارةً ................... ودهاءاً !


رغم ان الأخير .............. لم يكن قط يحتاج المال ................ بل كان فقط يحتاج "التسلية" !


رمى علبة المنوم على نصيب وهو يهتف ببرود اعتاد عليه منذ زمن طويل ........... طويل جداً: يوّد


نصيب بارتباك واضح .............. فالرجل الذي امامه كان مرعباً بحق ........... ليس شكلاً ......... بل مضموناً: كـ كيف قدرت على الحراس ..... هاييل سلطان بن ظاعن نفسه عيّنهم حق حراسة بين حارب ..........


: الكيف ...... والليش ......... ما ينفعون ويايه ............... ولو ما قدرت عليهم ما رمتوا انتو تصرقون البنية وسط دار اخوها .....


نصيب بحيرة: ليش طعت تعاونا !!! حق البيزات !!!! انت مب قاصرنك شي ...... ابوك عوض بن خلفان ...... واخوك خلفـ........



قاطعه الرجل وبريق شرس مر بعيناه التي احداهما شبه مغلقة اثر حادث قديم: انت ما طلبت عوني إلا لاني احسن واحد تروم تعتمد عليه ف هالامور ولا انا غلطان !!!!


نصيب بتوجس يشوبه بعض الارتباك والرهبة: مب غلطان .... حد يروم يقول شي بحق عتيبي !!!!


ابتسم بازدراء .......... بعنجهية ........... بأنفة ربانية صافية !


انفة ورثها عن قبيلةٍ ليست بقبيلته الأصل ! وعن عائلةٍ ليست بعائلته "الدم" !


عتيبة ................!



قال وهو يشيح بجسده ويسير مبتعداً بعد ان "انهى تسليته" واستمتع بها جيداً !:
محد يروم ............. الا اللي بايع روحه ...............








في السيارة




همس وهو يمسك كتفها كي يعلم بمدى سوء حالتها: موزة ..... موزة تسمعيني .....!!!


بعد ثوانٍ ... هزت رأسها ليعلم انها قد استجابت لندائه ....... اردف محاولاً بث القوة الكافية لصوته وروحه: تعرفين منو هاييل ..؟!


هزت رأسها نافيةً بشكل حاد ..... وما زال رأسها ونصف وجهها مختفيان خلف شماغه الأبيض


: انزين سمعيني .. أباج تهدين .... بس اباج تهدين يلين ما نقدر نفلت من ايد هالجلاب بسرعة ....


لكنها لم تهدأ .... على الأقل جسدها الذي ما زال يرتعش هلعاً واضطراباً عنيفاً



تحركت السيارة بهما فجأة ............ وهي ............. ومن شدة ما يعتريها ............ امسكت بذياب بقوة واقتربت حتى اصبحت شبه لاصقةٍ به


رغم المشاعر الحارقة ........... المجنونة التي اعترته من قربها المفاجئ .............. وعبقها السكري .............. فقد تشبث بالحزم والسيطرة !


وتذكّر انها ضعيفة الآن ............ وانها ما كانت لتفعل هذا لو انها بحالتها الطبيعية العادية !


همس قرب اذنها بقوة: لا تخافين .......... انا وياج ........... ما بيصير عليج شي ان شاء الله





لكنها لم تبتعد ولو انشاً واحداً ........ بل ازدادت قرباً ......... وازدادت التصاقاً ............. حتى رفع ذياب رأسه وخفقاته وصلت حالة غريبة من الهيجان مغمغماً لربه بخفوت غير مسموع وهو ينظر للسماء: يا رب ........... الصبر .......


ابتلع ريقه الجاف .......... وقال بصعوبة اثر أنفاسه الثقيلة وخفقاته المجنونة: مـ موزة ..... انتي ...... بخير ...؟!


لم تفعل أي شيء يخبره انها بخير ولم يمسها احد بسوء


كرر سؤاله هذه المرة بشكل اشد حزماً وثباتاً: موزة ..... تسمعيني ...... سألتج انتي بخير .....؟! حد سوابج شي ....؟!


لم تجبه ................. كانت ما تزال ملتصقةً به بقوة .......... حتى شعر انها تكاد تقطع ثوبه بقبضتاها ..........






رباه ........................... يالنعومتها ....................... ناعمة هي من رأسها ذو رائحة حلوى القطن .............. لقدميها الصغيرتان المرتجفتان !!!!





هز رأسه بعنف مقاتلاً شيطانه البغيض وهو يتمتم بغضب: استغفر الله العظيم يا رب .......


كرر سؤاله بذات غضبه غير مدركاً انه ابعد موزة عنه بقسوة آلمتها: موزة تسمعييييني !!!!!!






فجأة ........... توقفت السيارة ............. وفُتح الباب الذي على يسار موزة بقوة ........




فكّر بتوتر ............ اين هما الآن بحق الله !!



ليته قام بتشغيل دماغه ذو الادراك العسر واتصل بحارب بينما هو يلاحق الرجلان .................. لكن ما كان يدريه ان الرجلان بهذه الخطورة والخبث والمكر !


اعتقد انه سيستطيع حل المسألة بسرعة ومن غير تعب او جهد !!!!


تباً لغبائك ذياب .... تباً !





امسك رجل ما ذراع موزة ليجرها للخارج الا ان يد ذياب كانت السبّاقة .......


اخفى رأسها وجسدها بصدره وهو يزمجر بشراسة: نحن الثنينه بنظهر ويا بعض ..... خلك في حالك ......


حرّك الرجل ذو الملامح الخليطة بين السمراء العادية والسوداء شفته بانزعاج واضح من ذياب الا انه ابتعد عنهما وهو يؤشر نحو المخزن ببرود لامبالي: خلكم داخل ولا تفكرون تشردون .... ترى البقعة كلها محاصرة ومتروسة حراس .... فـ لا تتذيكى على حساب روحك وروح الحلوة اللي معاك اخيرلك ......







خرج ذياب من السيارة ..... واخرج معه موزة ........ التي وبعفوية شديدة امسكت ثوبه من ناحية خاصرته والتصقت به ....





رباه .............................. مزيداً من الصبر ................ مزيداً يا عاطي !


مجنونةٌ هي ان ظنت ان قربها عادي ........... ليس عادياً ابداً .................... انما هو هلاك !!!!!






اخذ نفساً حاداً .... قبل ان يقول بحزم لـ موزة: موزة ...... اباج تسمعيني وتفهمين اللي بقوله زين ما زين ......


لم يبدر منها أي ردة فعل تساعده ليكمل ما يفكر به


: هزي راسج عسب بس اعرف انج تسمعيني .......


كانت ترتعش ................. وبجنون ...................... الا ان ما قاله فيما بعد .............. جعلها ترفع عيناها بعنف نحوه




: موزة .............. حبيبتي ................




ثار النار بين براكين العسل بعيناها ............... مما جعله هو هذه المرة يرتعش ............ وترتعش خفقاته ............... ويبتسم بحلاوة رجولية اربكتها فـ هزّتها !


همس مقترباً منها حتى غدا انفه قريباً من انفها: الحينه متأكد انج تسمعيني ........ احم


اشر بعيناه نحو الرجل الذي تحدّث معهما قبل قليل ...... والذي كان في الأساس السائق الذي اوصلهما الى هذا المكان النائي الصحراوي الغريب !


اكمل محاولاً تشغيل كل قواه العقلية بالشكل المطلوب: شوفيه ...... بإيده سويج السيارة ........ بحاول اصرقه عنه عسب نروم نشرد .......... اباج تقوين قلبج واعصابج واللي اقولج عنه تسوينه بسرعة ......... تسمعين .....!!!!



كلمته السابقة اثارت فيها غضباً "من نوع خاص" ............. ووجدت نفسها تزيح عن وجهها شماغه وتؤشر بحدة:
لا ما سمعت ............ صمخه انا ..............



اشاحت وجهها عنه بازدراء طفولي جعله يبتسم بمتعة خالصة/بافتتان عذب !



عض شفته السفلية مصدراً من بين اسنانه المضمومة على بعضها صوتاً خشناً معبراً عن تلذذه التام بشراستها وعنفها اللذان اخرجا "اخت حارب وعبيد من كهفها المظلم" !



تراجعت بارتباك وخجل من حركته .......... ومن غير إحساس اخفضت اهدابها على عيناها .....



هتف بذئبية جائعة منتشية بالغرام: عقب العرس براويج الشغل العدل



اتسعت عيناها بصدمة ........ قبل ان تزم شفتيها بغيظ وتنزل لتمسك حفنة من الرمال وتقذفه على وجهه


هتف بحدة غاضبة وهو ينفض عن وجهه الرمل: حووه حووه ظهري قوتج على اللي خاطفينج هب عليه .....






التفت الاثنان فجأة ما ان اتاهما صوت الرجل المرتعب: عـ عتيبي ........


قبل ان يلمح ذياب الرجل القادم من بعيد ........... كان يتراجع حاضناً موزة بقوة وبحماية قلقة ........


صوت رصاص .......... هذا ما سمعاه .......... وهذا ما جعل ذياب يحتضن موزة بصدره بسرعة مخافةً ان يصيبها مكروه !



رفع ذياب انظاره الحادة نحو الرجل ..... الذي وما ان اردى الآخر ارضاً .......... حتى قال من بين عيناه الثلجيتان: ترومون تظهرون ..... كل الحراس اللي حول المكان عند ربهم الحينه ......






"عند ربهم الحينه" !!!!

ما هذا الرجل الذي يهتف بكلامٍ كهذا بهذه السهولة والثلجية المستفزة !







سأله ذياب من بين عقدة حاجباه: انت منو ..؟!


حرّك عتيبي عيناه بضجر .......... وقال: واحد ............ يبا يتسلى


ذياب باستنكار حاد: تتسلى في جتل الاوادم ...؟!


عقد عتيبي حاجباه بذات ضجره .... بذات بروده ..... بذات لامبالاته ............ وقال ببساطة شديدة:
هيه ..





غمغم ذياب بذهول غاضب وهو يجر موزة ليخرج من هذا المكان الغريب .... بل من هذا العالم كله ........ عالم لا يحكمه سوى قوانين النفس الشيطانية: اعوذ بالله من غضب الله ........



.
.
.
.
.
.
.



حمد ..................... في غرفتها الآن !!!!!!


وهي .............. وبعد أوامر جدها ............... ستنام معه الليلة ............. وكأن شيئاً لم يحصل !!!!!





رنت كلمات والدتها بعقلها للمرة المليون




"بيتهم احترق .......... ويدج حلف عليهم ما ايلسون الا هنيه يلين ما تعتدل امورهم"

"الحمدلله يوم ان البيت كان فاضي ........ عمتج ومهرة سارن عزبتهم قبل الحريجة بساعة ومعاهن البشاكير والدريول"

"يقولون مكيف الصالة العودة انفجر مرة وحده وحرق الطابق الارضي كله ............. مساكين الله يعينهم"

"الله يعوضهم خير"







لكن ............... من سيعوضها هي "الخير" !


من !


هي ايضاً احترقت ............ وترمدت بعمر الصبا ............ بغير وجه حق ولا ذمة !

هي أيضا تريد العوض ......... والخير ..............



تريد الدفئ الذي سُرق منها ............. تريد الأمان الذي سُلب منها ............. تريد ميره التي ماتت فيها من اول ليلة عاشتها مع ذاك !!!!!!

تريدها !!!!!!!!




رباه ................... ظنّت ان ألمها سيخمد بعد ان رمى عليها الطلاق ........ لكنه لم يخمد .............. ادركت هذا بعد ليالٍ من البكاء المرير فوق سريرها القديم ............... وادركت هذا كذلك اليوم ............ وهي تُجبر على الرجوع إليه والمكوث معه في غرفة واحدة !!!!



اغتصبت روحي يا هذا ......... اغتصبته قبلاً ........ وها انت ذا تغتصبه الآن ........... وستغتصبه غداً !

اعلم هذا !




امسكت مقبض الباب .......... ودخلت غرفتها .............. توقفت ما ان غزا انفها رائحة عطره التي أتت مع هواء أجهزة التكييف الباردة ..............!


لكن الحقد في قلبها كان اكبر من مجرد تأثير تافه كهذا ........... بل اعظم واشد !


أكملت خطواتها للداخل ................ حتى أصبحت امام ناظره بالضبط .......... وجهاً لوجه ......... عيناً بعين !



.
.
.
.
.
.
.



قبل أذان الفجر بـ ثلاث ساعات




قال لصاحب سيارة الأجرة بحزم: وقّف هنيه خلاص


أوقف الرجل سيارته امام منزل حارب ........... ليقول بعدها ذياب: اصبر شوي بردلك


فتح ذياب بابه .......... ليخرج وتخرج معه موزة ..........


عندما اصبح امام الباب الصغير القريب من الملحق .......... نظر نحو باحة المنزل ............ ووجد ان الأمور هادئة على نحو غريب !



لم يجد أي حركة تخبره ان حارب قد افتعل حرب هنا لإيجاد موزة ........ ولم يسمع أي صخب او صياح او حتى همسة واحدة ...........


عقد حاجباه بحيرة ......... وفكّر ............... ربما حارب الى الآن لم يعلم بما حصل !


لكن أمعقولٌ هذا !!!



قال ويهز كتفاه بعفوية: بغيت ارمس اخوج بس الظاهر راقد وما عنده علم باللي صار ....



سمع زمور صاحب سيارة الأجرة ليقول بعدها بسرعة: باجر انا ياي عند اخوج عسب اتفاهم وياه






"اتفاهم وياه"


"اتفاهم وياه"


"اتفاهم وياه"





لـ لكن .......... على ماذا سيتفاهم مع اخي !!!!!!!!!!!!!



: موزة



رفعت عيناها إليه ............... ليردف بأجش: من اليوم وساير خلي حد يرقد وياج لا ترقدين روحج .......


اخفضت اهدابها اضطراباً ........... من همسه الخشن "المثير" ............ قبل ان تؤمئ برأسها برقة .....


صدمها عندما لف وجهه وقهقه بخشونة خافتة ملؤها الربكة .... التشوش .... التوهان ........ والخدر ...... هاتفاً وهو يضع يده على صدره: اليوم ............... بقربج .............. رديتيلي شي كان ضايع عني ............



اخفض عيناه ارضاً ............. واردف ببسمة حزينة: شكراً ...





ثم استدار ............. وسار مبتعداً عنها .............



وهي .............. استدارت كذلك ............. بتعثر/حيرة .............. ودخلت المنزل




شكراَ !!!!!!!!!!!!

لـ .......... لكن على ماذا !!!!!!







وهي تمشي ببطئ وشرود ............ امسكت بقوة شماغه ............. وشعرت بالخجل فجأة !


لماذا خجلتي يا موزة ............. ألأنك تريدين شم شماغه !!!!!!!!!!!




توقفت ما ان سمعت أصوات حادة تقترب منها ............. أصوات آتية من المنزل نفسه




الصراخ ........... الصياح ........... المشاجرات ..............



كلها أشياء جعلت عقلها يطير للماضي ............... للماضي فقط لا غير






ابتعلت ريقها وصدرها يرتجف .......... لا ............... الماضي لا يتكرر ............ لا يتكرر يا موزة



تراجعت لتهرب نحو مخدعها .............. لكت الأصوات تزداد ............. وتحتد .............. وتشتعل




التفتت نحو باب المنزل ............ بأعصاب منفلتة تماماً وصلت حد الهستيرية



لا يا رب .......... لا ............... أتراه سيقتلها !!!!!


أسيخنقها مرة أخرى وتموت !!!!!!!!!!






تحت سيطرة سلطان ألمها .... واوهامها ......... وذكرياتها المأساوية ............. خطت نحو المنزل مقتربةً منه بهلع مريع




صورة والدتها المذبوحة تتقدمها .......... وخيال والدها السكران يترنح برقصة شيطانية مرعبة حول عقلها ..........



صراخ والدها يزداد ........... وبكاء والدتها يحتد اكثر من ذي قبل




إلهي .............. لا ............... لن تسمح بموت والدتها مرة أخرى .......... لن تسمح به حتى لو كان الثمن حياتها هي !!!!




وجدت نفسها تركض بجنون نحو باب المنزل ............ وتفتحه بذات جنون اعصابها ...............




ورأتهما ................... محمد ونيلا




يمسك بها ............... وهي تبكي بفزع وحرقة ............ تبكي كما لم تبكي من قبل !



ركضت نحوهما ....... واخذت تدفع والدها عن والدتها وهي تزمجر ببصيرةٍ عمياء تماماً ملؤها الهيجان والهستيرية ......




تريد انقاذ والدتها منه ........................ هذه نيلا ............. نيلا الهواء ...... والروح .......... وعبق الحياة !!



زمجرتها ارتفعت ........... وهيجانها تمرد عليها بشكل غير معقول ......... أصبحت أسيرة يدي والدها .......




يريد منعها من انقاذ والدتها ............. لكنها لن تسمح له ............





"



: وين كنتي يااا وصصصصصخه ارمسسسسسي .. ووووين كنتيييييي ..!!!!!


: انااااااا وصصصصصخه يا محمممممممد ...!!!!
اناااا وصصصصصخة !!!!!
حسسسسبي الله ونعمممم الوكيييييل .. حسسسسسبي الله ونعممممم الوكيييييييل ..


: وصصصصخه وستيييييين وصصصصصخه .. ارمسسسسي وين كنتتتتتتتتي .. عند منوووووووه .. شو اسسسسسسمه .. ارمسسسسسسي ولا والله يا نيلووووووووه مووووووتج على ايييييييييدي ..


: يا الرررررردي يا مضيع المرررررررريلة .. لا تظن ان كل خلق الله وصخييييين معربدييييييين شرااااااااااتك ..
انا العرب من اكبرررهم يلين اصغررررهم يحلفوون براااس اللي رباااني على الحشششمه والطهااااره تيي انت تشك فيه وفي اخلااااااااقي ....!!!!



: باباااااااااااااااا خلااااااااااص الله ايخلييييييييييييك خلااااااااااااااص ..
هد امييييييييييه هدهاااااااااااااا ..



: يلعععنـ ..... ويلععععــ......
انا مضيييييع المرررررررررريلة يا بنت الـ ..... يا الـ ..... !!!
قسسسسسسم بالله ماخليييييييج حيييييه قسسسسسسسم بالله ..



:هدهااااااااا بابااااااااااا الله ايخليييييك هدهاااااااااااااا
ابووووووووس ايييييدك هدهااااااااااااا بتمووووووووت ..
حااااااارب ووووووووينك تعااااااااااااال يا حااااااااارب دخيييييييييلك ..
حااااااااااااااااااارب
حاااااااااااااااااااااااا ارب ..



"






فجأة ............... انفجر صوتها من اسفل قاعٍ حنجرتها بنبرة خشنة مرعبة وهي تسقط على الأرض بدموعٍ هستيرية شقت مرمرية وجهها الصغير المُرهق المحتقن:


حاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااارب










نهــــاية الجــــزء الثــــالث والسبعــــون


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)

الجــــزء الرابــــع والسبعــــون

،

إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَب
لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له
حر الصبابة والأوجاع والوصب
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت
ياللرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني
والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ
عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ

لـ قيس بن الملوح

،

هل ..............
هل حقاً اخته نطقت ام انها احدى نوادر أحلامه العذبة !
هل موزة .................. نطقت حقاً !
ام ام ان نداء اسمه الذي شق ارض وجدران هذا المنزل هو وهمٌ لا غير نسجه خياله الحزين !
نظر لها بوجهٍ غزاه الصدمة ...... والهلع ......... ثم نظر لـ ناعمة التي كانت لا تقل عنه صدمةً وهلعاً .............. وارتعاشاً !
ما الذي حصل هنا بحق الله !
كانا يتشاجران يتشاجران وفي اول ليلة لهما في المنزل والشجار كان سببه شقيقته المفقودة لا غير .........
احتدت اصواتهما نعم لكن حارب لم يكن ليصرخ الا خوفاً وفزعاً على اخته وهي لم تكن لتصرخ الا على ذات السبب كذلك



"

حارب بملامح امتقعت من الفزع: وينهاااااااااا !!!
ناعمة بذات فزع حبيبها وربكته وحيرته: والله ماااااااعرف والله ......... انا نزلت تحت يوم شفت ان ذياب هب جدام الدروازة اتصلت به بس ما رد عليه .....
عقب قلت بمر صوبها واشوف لو تبغى حاية ولا شياته ..... بس شفت ليتات الملحق مبنده فـ قلت حرام البنية هب راقده من يومين خليها ترقد ولا تحشرينها ......
عقب رديتلك وشفتك انت الثاني رقدت ........... ووو ........ وعقب ماعرف شو صاااااار ....... رقدت عقبك ...... وما نشيت الا قبل ربع ساعة ..... قلت خل اسير اطمن عليها ...... ويوم سرت ما حصلتهاااااااا ......
: كييييييف يعني ما حصلتيها كييييييييييف ......... وين بتختفي ختيه في هاللييييييييل !!!!
ناعمة بعينان تبرقان من الخوف: حااااااااارب استهد بالله ......... اكيد هي في وحده من هالحمامات .... نحن ما دورنا زييييييين
: الملحق فيه حمامين حمامين يا ناعمة بتودرهم عسب تدخل حمامات البيت اللي مستحيل تفكر في يوووووم تدخلللللللله !!!!!!!
ضربت ناعمة فخذها وهي تهتف بصوت مرتعش: يا ربي والله مقدره اللي انت فيه والله بس هد شوي وخل نفكر ا انزين يمكـ...........

"

واستمرا بالجدال الحامي في نفس المكان الذي صار به جدال محمد ونيلا في الماضي
المكان الذي سقطت موزة فاقدةً صوتها وها هي تسقط الآن في نفس المكان مستقبلةً صوتها من جديد !
: حاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااارب
انزل جسده نحوها وهو يناديها رغم انها تهذي وتدفع وتضرب بجنون: موووووووزة موووووووووزة انا هنييييييييه ........
نزلت ناعمة على الأرض وهي تهتف بانفعال وسط دموعها التي انفجرت ما ان سمعت صوت موزة: حارب تكلمممممت والله تكلمممممممت ............ سمعتهاااااااااا !!!!!
هز حارب رأسه بـ اجل تخللها رجفة قلب وبهجة روح وقال ممسكاً وجه شقيقته بكلا يداه: مووزة وين كنتي روعتينا عليج
لكنها لم تجبه ما زالت تحت تأثير فظاعة خيالها وطيوف تلك الليلة المفجعة المشؤومة
كانت تأن بزمجرة مخيفة وتحتضن ناعمة بقوة
هنا علم حارب ما يحصل تماماً !
اخته ترى الآن في ناعمة نيلا ..........
وترى فيه هو محمد !
رباه أتكون قد اعتقدت انه سيقتل ناعمة كما قتل والده والدتها !
أتراها سمعت الجدال الحاد الذي جرى بينه وبين ناعمة ............. وظنّت انه سيفعل ما فعله والده بوالدته !
ألهذا أتت هارعة لتنقذ ناعمة من يده دافعةً إياه عنها بعنف وشراسة لم يعهدهما منها !
للتو فقط استوعب ان اخته مغطاة بشماغ !
ابتلع ريقه بصعوبة هاتفاً وعيناه تنتقلان بين الشماغ وعيناها: موزة وين كنتي وغترة منو هاي ......!!!!
لكن موزة ايضاً لم تستطع التجاوب معه هنا صمت وادرك ان وقت الأسئلة لا تفيد الآن ليس واخته في حالة نفسية متدهورة لا يعلم مدى سوءها سوى الله
من غير تردد او تفكير حملها بين يداه بقوة ومن بين اعتراضاتها وانينها الغليظ المتحشرج واتجه بها الى الطابق العلوي الى غرفتها القديمة !

.
.
.

أكملت خطواتها للداخل حتى أصبحت امام ناظره بالضبط وجهاً لوجه عيناً بعين !
بنظرة ميتة جامدة هتفت: شو يايبك حجرتيه ...!!
كان يقف امام نافذتها وينظر للشارع الفارغ من كل شيء سوى من بضعة عمال نظافة يجمعون النفايات من امام منازل المنطقة
حتى دخلت الغرفة وسمع خطواتها الصغيرة تقترب منه التي سبقت سؤالها الصارم القاسي المشمئز ...
استدار نحوها بهيئته البدوية الانيقة وتأنقه المبالغ فيه وكأنه آتٍ لعروسه لا لطليقته المفترضة !
قال بهدوء ظاهري مانعاً نفسه بقوة من الركض إليها وجرّها وحرق شفتيها بـ شفتاه المشتعلتان:
السموحة بس مجبور يدج ويديه ..............
قاطعته بذات نظرتها بذات تعابير وجهها القاسي: سألتك سؤال محدد شو يايبنك حجرتيه ....؟!
انزل عيناه قليلاً مقدراً مشاعرها اتجاهه مقدراً كرهها التام له ثم رد بحُلم:
يوم الكل يرقد بظهر مابا اضايقج ويايه ابد ..........
قذفت كلماتها نحوه باحتقار: انت طلقتني ........... مالك حق تحدر حجرتيه وانت هب حلالي
"هب حلالي"
هزته الكلمة حد النخاع مما جعله يقول فجأة باندفاع وجشع مريع لعاطفتها وقربها جشع اخافه هو في المقام الأول: ورديتج
تقدمت منه وهي تهتف بانفعال يشوبه الهلع والاضطراب: انت شو تخرررررربط هب على كيييييييييفك .........
: ما اخربط ...... أقول الواقع
رفع كلا حاجباه ما ان صدمته بأن جرت ثوبه بشراسة وتزأر كـ لبوة انتهك عرضها مرة أخرى وامام اعينها: هب على كييييييييفك ...... هب على كيييييفك تسسسسسسمعني !!!!
انت طلقتني خلااااااص ...
انزل الحينه وخبرهم هالشي انك طلقتني وما تباني ولا انا اللي بنزل وبخبرهم بكل شي سويته فيّه كل ششششي
الكره المتفجر من عيناها شراستها المريعة اللوعة المرتعشة على حافة كلماتها وصوتها كل هذه الأشياء جعل كرهه من نفسه يزداد ويخنق أنفاسه اكثر فـ اكثر رباه ما الذي فعله بحق هذه الصغيرة بحق الله !
اخذ شهيقاً ثم زفيراً قبل ان يمسك يداها المرتجفتان .ويزيحهما عن ثوبه ............
سحبت يداها عن يداه بحدة مشمئزة قبل ان يقول بحزم بالكاد تمكن من المحافظة عليه وسط لهيب كرهها واحقادها العاتية: هب خايف وترى على فكرة ابويه يعرف شو صار ..... ويديه بعد ............

سكين الإهانة والخزي جرح قلبها اكثر مما هو مجروح !
كيف يقول لوالده وجده ما جرى معهما بهذه السهولة !
كيف يستهين بسمعتها وكرامتها وعزة نفسها بهذا الشكل !
من أعطاه الحق في التحدث اذ كانت هي اساساً لم تتجرأ وتتكلم !

قالت بوجه ممتقع شاحب مصدوم: انت .................. انت كيف تسمح لنفسك تخبرهم !!!!
ابتسم بسخرية شديدة ظنتها ميرة سخرية منها لكن الحقيقة كانت انها سخرية من ذاته: كيف سمحت لنفسي اخبرهم بسواد ويهي
بسيطة ....... قلتلهم شكيت فيها وظلمتها واتهمتها بشرفها و..............................
قاطعته للمرة الثانية ............ الا ان هذه المرة كانت المقاطعة من يمينها لا بلسانها .......
من صفعة قاسية لا من كلمة قاسية !
صفعة أخرجت معها كل كرهها واحتقارها وآلامها المريعة !
: اكرهك اكرهك يا حمد بشكل ما تتخيله انت دمرتني جتلتني وأتمنى في يوم اشوفك في مكاني مدمر مجتول متشفج على روحك اللي ماتت فيك كيف ومتى ما يهمني بس اللي يهمني ان هالامنية تتحقق ...........
جرّ ساعديها نحوه بعاطفة عنيفة حتى اصطدمت به وقال بحرقة/بقهر مجنون من نفسه ومن حقارة افعاله المشينة بحقها: خليها تتحقق خليها تتحقق وتسعدج لو هالشي فيه سعادتج وهناج سويه ولا تترددين اوعدج ما اوقفج ولا اعارضج اوعدج ما امنعج عن أي شي سوي اللي تبينه فيّه كلي تحت امرج ................
التمعت عيناها ببسمة قاسية حاقدة هاتفةً بسخرية: ليش !!! تبا تتسلى شوي على حسابي وتختبر صبري وقسوة افعالي !!!
دفعته بوحشية عنها قبل ان يقول بصدر يعلو ويهبط من الانفعال والمشاعر المستنزفة: كيف فهمتي كلامي جيه ......!!!
صرخت بجنون امام وجهه: وانت كيف فهمت كلامي جيه !! هاااااااااه تتحراني برضى اتم وياك عقب اللي سويته تتحراني برضى أعيش وياك تحت سقف واحد عقب ما ذليتني وعيشتني المر !!!
هتف بصوت رجل ضعيف يرغب بتجميع شتات نفسه وانتهاز كل الخيارات المتاحة إليه كي يرضي محبوبته ... يرضيها فقط لا شيء آخر: ا ا ........... أبا سعادتج
قاطعته وهي تدفعه للمرة الثانية بهستيرية نضحت بالغضب المرير: سعادتي اشوفك ذلييييييييل ذليييييييل ذليييييييل ذليييييييييل
امسك وجهها بقوة مسيطراً على جسدها الصغير "الذي يتحرك بشراسة بين يداه" ....
: خوووووز عنيييييي يا حيواااااااااان خوووووووووووز
جرّ فكها نحوه حتى تصادمت شفتيهما ببعضهما بعنف .........
تصادم زلزل كيانهما حد السماء/الأرض
حركت وجهها عنه بتمرد عنيف ......... وصدرها ينتفض بلا هوادة ..........
المواجهة مع هذا الآدمي تستنزف طاقتها بحق الله كيف ستتمكن من المكوث قوية حتى تطرده الى الابد من حياتها !!!!!
هتف بصوت متهدج خفيض محترق وهو يخفض وجهه كي يستطيع التقاط نظرة من عيناها الحاقدتان:
ذليني عذبيني سوي فيّه اللي تبين بس لا تخلين اللي سويته يدمرج اكثر مما انتي مدمرة لا تخلين حمد يعيشج المر من اول وايديد لا تخلينه .......
اغمضت عيناه بحدة عاصفة قبل ان تقول بصوت غزاه الوجع: ا انت الحينه تعيشني إياه .................
قال بعينان تبرقان باللوعة والعذاب: صدق ؟
رفعت عيناها نحوه هاتفةً بحرقة: عمري ما كنت صادقة كثر الحينه .....
أنفاسه غدت قريبة منها حارة مرتعشة عنيفة
رباه سيقبلها !
ماذا تفعل ماذا تفعل الآن بحق الله !
ميرة فكري بسرعة فكري قبل ان ينال ما يريده انتي لا تريدين اعطاءه ما يتمناه انتي تريدين تعذيبه واذلاله ..........
تريدين رؤية العذاب بعيناه ولمس الحسرة من بين كلماته .........
ازداد قربه وازداد جشعه بلثم انوثتها يحتد ويرتفع لأقصى حدود السماء
ما ان أصبحت المسافة بين ثغريهما لا تتعدى حجم ذرة هواء قالت باشمئزاز كاذب:
ريحتك خايسة غسّل ثمك عقب فكّر تبوس الاوادم
ابتعد عنها فجأة "ليس لأنه صدّق اشمئزازها وشعر بالحرج" بل لأنه بحق مستنزف المشاعر ولا يقوى اكثر على المواجهة نظر إليها بعينان مرهقتان شاحبتان قبل ان يخفض اهدابه ويبتعد
تاركاً الغرفة كلها بما فيها وتاركاً إياها هي تقبض يمينها بقوة شاعرةً انها الى الآن لم تشفي غليلها منه !
يعطيها البطاقة الخضراء لإذلاله !
حسناً يا ابن اباك ................. سآخذ بطاقتك ............ وسترى ميرة وما ستفعله بك !

.
.
.

أغلقت الباب بالمفتاح كي لا يدخل غرفتها
الوغد ............ يظن ان جدها سيرغمها على فعل مالا ترغبه هي !
بعد دقائق .... سمعت طرقاً خفيفاً على الباب .. وعلمت انه هو ..
مع هذا .......... اقتربت من الباب وهي تسأل بضجر: منوووووو !!!!
: انا
هتفت باستهزاء مستفز: منو انا .... ما عندنا في البيت حد اسمه انا
: حصة بطلي الباب وعن الخبال ....
حصة بذات نبرة الاستفزاز: اووووه مستر "انا" يعرف اسميه بعد !
فلاح بنفاذ صبر: حصة
حصة بكره: أقول .... سر ارقد في الميلس ابركلك .... مالك مبيت في غرفتيه يا بوالحيوانات والطيور .....
: حصة اقصري الشر وبطلي الباب
حصة بنظرة تبرق بالسخرية والاستصغار: تعرفه بن عروه !!!!
فلاح: يعني ما بتقصرين الشر !!
: لا ما بقصره .... بتم اطوله يلين ما يلتف حول رقبتك وتختنق وتموت وافتك منك يا عيوني انته
فلاح: زين
غمغمت بحقد ما ان احست انه ابتعد عن غرفتها: روحه بليا رده

بعد عشرون دقيقة

خرجت من الحمام بعد ان استحمت وانعشت جسدها وارخت اعصابها التي كانت منفلتة تماماً ما ان علمت ان فلاح في منزل أهلها
الحقير الخائن .......... يطلب رجوعي إليه بكل بجاحة وصفاقة بعد ان رأيت خيانته بعينيّ هاتين !
رفعت رأسها بعد انزلت شعرها كله امامها كي تنشفه بالمنشفة الصغيرة قبل ان تتسع عيناها فجأة وتشهق بصدمة شديدة !
: انت كيف دشيت الحجررررررررة !!!!
نظر نحوها وهو يحمل بين يده جهاز التلفاز ويقلب بين القنوات وكأن المكان بما فيه مكانه الشخصي ...........
فلاح بضجر واضح: تأكدي المرة الياية انج مسكرة جامة حجرتج
حصة بفزع: دشيت من جامتيه !!!!
فلاح بسخرية: عيل من وين .......... من تحت الباب !!!
اتجهت بخطوات حادة نحو نافذة غرفتها المفتوحة لتفهم كيف وصل الى هنا .... وعلمت فيما بعد انه استطاع التسلق عن طريق السلم الحديدي القريب من النافذة والذي يؤدي في الأساس الى سطح المنزل !
تجاهلها وعاد ينظر للتلفاز مرة أخرى .....
زمجرت بغضب: حوه ... انت ..... اظهر من حجرتيه ماباك انتم عندي
فلاح ببرود شديد: حجرتج هي حجرتيه ..... ولا يكون داش انا حجرة البشاكير !
اقتربت منه هاتفةً بعصبية/انفعال: بشاكير في عينك ..... لا تستخف دمك علي واظهر يلا ... ماباك هنيه موليه
اردفت بحقد ظهر عفوياً من لسانها السليط: سر عند الحلوة ام عيون زرق ... خفاشتك المصون
ابتسم باستفزاز واضح وقال: تصدقين متوله عليها !
رغم ان قلبها قد اشتعل غيرة ووجع من كلمته ...... الا انها حافظت على برودة ملامحها بمهارة !
عقدت ساعديها امام صدرها وهي تقول بصوت جامد: سؤال
فلاح بسخرية: اوووه ...... الحب ناوية تفتح حوار راقي معايه .......
تجاهلته وهي تردف: ما كان الاحسن لو تزوجتها بدال ما تتعدى حدود ربك وتخون بنات الناس ؟!
باغتها بسؤاله وهو يتأمل بنظرة برّاقة كل حركة تصدر منها وكل تعبير يظهر من عيناها: متى عرفتي اني هب متزوجنها .؟!
اجابته ببساطة باردة: اختك قالتلي ..
: المياسة ..؟!
حصة باستهزاء: منو غيرها ..... مهره المسكينة ما تعرف بسواد ويهك
: ههههههههههههههههه دومها المياسة تعرفني وتعرف اقل تفاصيل حياتي من غير ما افتح ثميه بكلمة فديتها
كلمته الدافئة اشعرتها بالغيرة ..... بأنها لا شيء بالنسبة له
شخرت بنظرة ساخرة وهي تقول: الله يطول بعمرها ... لولاها جان انا بعدني غافلة عن اللي يصير حولي
فلاح بغموض: اهااا ....... اممممممم شو سمعتي من الرمسة اللي دارت بيني وبين يمامة !!!
حصة: هههههههه سمعت !!! يا حبيبي فوق الشوف تباني اسمع قول شو شفتي يا حبيبي شو شفتي ..........
حركت فمها بازدراء وهي تشيح عيناها عنه وتردف بصوت خفيض مشمئز:
عنلاتك انت وياها ..... يبتولي الزواع بقلة حياكم
: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههه
ترك جهاز التلفاز ووقف فجأة مما جعلها بعفوية تتراجع خطوتان الى الوراء ارتباكاً التفت نحوها وظل ثوانٍ يحدّق بها بشكل اربكها وشتت تفكيرها .......
الذي زاد من ارتباكها هي نظرته الدافئة الغريبة على نحو اشعرها انها ليست امام فلاح المتغطرس !!
هتفت فجأة بحدة: لا اطالعني جيييييييييه ........
اقترب منها واقترب حتى اصبح امامها بالضبط
وبحزم شديد كتم صوتها بيده اليسرى اذ ان اليمنى ملفوفة بسبب اصابتها بالكسر وقال بعينان قويتان:
ممكن تسكرين ثمج شويه وتخليني ارمس بدون ما تقاطعيني !
حاولت نزع يده من عليها لكنها لم تفلح
: اششششششششششششش ... جب حبيبي ... خليني ارمس




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 29-10-19 الساعة 10:46 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 07:08 AM   #79

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




"حبيبــــــــــــــــي !!!!!!"
اردف وهو يحاصر مشاعرها بصوت القوي الصادق وعيناه اللامعتان بالعاطفة الحقيقية البعيدة كل البعد عن الزيف والتزلف والتصنع: انا ما خنتج ولا فكرت اخونج ولا بفكر اخونج لو كنتي موجودة جان عرفتي هالشي بنفسج
" احبك ...... احبك فلاه حد الجنوون"
" احبك ...... احبك فلاه حد الجنوون"
" احبك ...... احبك فلاه حد الجنوون"
انتفض جسدها تحت سيطرة يده التي ما زالت تغلق فمها بصرامة ..........
كلما تذكرت كلمات تلك الحقيرة تفور
كلما تذكرت ليلتها الأخيرة "المريعة" معه .... تفور
كلما تذكرت انه اغتصبها بتلك الطريقة الشنيعة تفور
تفور كالبركان !
أيأتي الآن ساخراً مني منادياً اياي بكل صفاقة بـ "حبيبي" !
وفوق هذا ............ يكذب !
تنهد وكأنه قرأ افكارها وارهقه ظنونها السيئة به قبل ان يقول بصوت خفيض:
حصة ما ينفع نعيش بسلام شوي بس شوي تعبت من الضرايب والزعيق أبا ........
وضع جبينه على جبينها مغلقاً عيناه لـ ثوانٍ طويلة قبل ان يقول بأجش صادق:
أباج كل ما فيّه يباج ا انااا اخخخخخخخخخخخ
ابتعد وهو يلمس يده المكسورة التي ضربتها حصة بشراسة
صاح بغضب متوجع: يا المينووووووووونة
كانت تتنفس بقوة وقهر شديد قبل ان تبتسم بحقد قاسي وتقول: هيه صح ما تحمدنالك بالسلامة يقولون ايدك مكسووورة
فلاح من بين عقدة حاجباه: تتشمتين !!
حصة: انا !!! حرام عليك انت ما تستاهل تنكسر ايدك انت تستاهل ينكسر راسك مع ايدك وضلوعك وجسمك كله
ابتسم بقهر وقال: الله يخلي بنت عبدالله اللي تمشي وتجذب على الناس يقولون جذبتي على اخوج وقلتيله اني ضاربنج .......
حصة بفؤاد محترق: انت سويت اللي افظع عن جيه ولا نسيت !
تأملها من اعلى شعرها الرطب المتناثر بشكل غجري حول وجهها الندي الى صدرها الذي يرتجف بانفعال بشكل "اثاره" الى ساقيها الناعمتان المكشوفتان بسبب روب حمامها القصير !
زمجرت بشراسة ملؤها القهر فنظراته تضيعها تشتتها تنسيها حتى الكلام: لا تشوفني جيه ولا ببط عيووووونك
انزل عيناه بعفوية وهو يقهقه بخشونة حسناً يعلم انها تعلم انه تأثر بمنظرها المغري هذا
ويكاد يموت ليكرر ما فعله تلك الليلة ...........
رفع عيناه ثم حاجباً واحداً قبل ان يقول ببساطة: دواج محد قالج تعقين عليه رمسة شرات ويهج اللي يقول شي يتحمل نتايجه
صاحت بانفعال من بين اسنانها: يالحقير انت اغتصبتني .... اغتصبتني تعرف شوووو اغتصبتني !!!!!!
رفع كلا حاجباه هاتفاً بصدمة وكأن يشعر ان حصة تكبر وتعظم امراً بسيطاً ليس بذاك الاهمية: الله اكبر اغتصبتج يالحب ها شي طبيعي بين الريال وحرمته
هتفت بحدة وقهر لا يوصف: ما كان برضايه ولا بيستوي هالشي برضايه ابد كيف تعطي لنفسك حقوق على حساب مشاعري وروحي هاااا كيف يعني فوق ما كنت خايني ولاعب بذيلك من وراااااايه تغتصبني انا شو عندك !!! حيوااانة من حيواناتك !!!!!!
تنهد بخفة قبل ان يقول بهدوء وبنبرة يحاول فيها امتصاص غضبها: محشومة
بشكل مؤثر التمعت عيناها القاسيتان بدموع حارقة لم تسقط وقالت بحشرجة: راحت الحشمة والكرامة وعزة النفس على ايدك يا ولد عبيد راحت ..... تسلم وما تقصر ......
رغم تأثره بعيناها اللامعتان ........ الا انه قال باستنكار: تبين تتغديبي قبل لا اتعشابج يعني !
تقدمت نحوه وهي تهتف بانفعال: شو من غدا وشو من عشا !!!
لمعلوماتك بس هاييج الليلة يوم زخيتك مع حبيبتك الصياحة اللي كانت تعبرلك بكل عشق عن حبها وغرامها كنت يايتنك عسب اعتذر عن كل شي سويته في حقك وعن ظنوني وظلمي لك بس طلعت هب كفو وكل اللي ظنيته فيك صح ......
انزل عيناه الى الأرض ...... قبل ان يبتعد بخفة ........ ويدور حول الغرفة الصغيرة التي كانت تناسب في يوم ما فتاة عزباء حلوة تنتعش بالحياة ...........
وقف امام صورتها المبروزة الموضوعة على منضدة عطورها وأدوات تجميلها ........ واخذ يتأملها ببسمة لطيفة ....
وبلحظة شجن قال بأجش: هاييج الليلة لأول مرة ارمس عن مشاعر كنت غافل عنها ..... او خل نقول اتجاهلها ........
استدار نحوها ............ وقال هادماً كل الجدران التي حالت بينه وبين قلبه ........... هادماً باندفاع/عزيمة كل الجدران التي حالته بينه وبينها: قلتلها اني معرس ................. واحب حرمتيه ...............
كلمته الأخيرة كانت كافية لايقاف قلبها عن الخفقان لثانية فقط !
لكنها كانت كمن يريد وضع حاجز منيع على اذنيها كل لا تسمع أي شيء منه يمكن ان يؤثر بها
رغم تعثر خفقاتها رغم تناثر روحها في الفراغ بسبب كلماته رغم انها تحارب ضعفها بقوة عاتية الآن الا انها رفعت جانب ثغرها بارتعاش وقالت بسخرية "زائفة": تحب حرمتك ؟ هاي شو نكتة الموسم !!!!!!
يعلم انها مصدومة وتتشبث بالسخرية كي لا تُظهر ضعفها امامه جارى حديثها بأن قال ساخراً هو كذلك: شفتي كيف !!
: انت ما خذتني الا عسب تنتقم مني ...... من وين ظهر هالحب فجأة !
ترك سخريته .... لقد تعب ..... تعب حقاً !
تنهد بحرارة ............ قبل ان يناديها بذات هذه الحرارة: حصة .......
اشاحت جسدها عنها معطيةً إياه ظهرها ............. ان تجرأت ونظرت إليه ستنهار لا محالة !
: حصة .......... دخيلج طالعيني
صوته لا يُقاوم .................. استدارت نحوه ببطء ............... ونظرت إليه كما طلب ..........
قال بعاطفة صادقة صافية: شوفي عيوني ........... وقولي عني جذاب
بعفوية شديدة انزلت عيناها ارضاً !
كرر وهو يقترب منها اكثر: حصة شوفي عيوني وقولي عني جذاااااااااب
أغلقت عيناها وهي تهتف بارتعاش: مابا ....... اظهر من حجرتيه ..... الحييييين ......
: حصة
فتحت عيناها وقالت: ما بطيح في نفس الغلطة مرتين ......... لو سمحت اظهر من الحجرة ومن حياتي كلها ......
فلاح: من حياتج كلها !!!
حصة بقسوة: هيه نعم
قسوة صوتها انتقلت لـ عيناه/روحه ....... وقال بوقاحة: بهالسهولة !!! لا فديتج غلطانه وبعدييييييين ................
اشر على بطنها مردفاً ببسمة لم تتجاوز حدود عيناه: يمكن انتي حامل الحينه ...... تبيني اظهر من حياتج بليا ولديه !!!
اتسعت عيناها صدمةً .......... وكذلك المسافة بين شفتيها التوتيّتان: انت ..... انننننننت ..............
اقتربت منه كي تضربه عقاباً على وقاحته وجرأة كلامه الا انه امسك يدها بيساره مبتسماً بسخرية: ما قلت شي غلط شبلاج عصبتي !!
: يا كثر كرهي لك يا مغرووووووووووور
اخرج صوت معارض من لسانه ... وقال بثقة عالية: لا انتي تحبيني شرات ما احبج بالضبط ويمكن اكثر
حصة بذات صدمتها التي اخفت خلفها ربكتها ومخاوفها: انت ماعرف شو اوصفك قسم بالله انت مستحيل جد جد مستحيل ........
جرّها نحوه بمشاعر شرسة وهي يقول من بين اسنانه .... من بين عيناه المظلمتان اللامعتان من بين انفاس المتلاحقة الثخينة: انا عاشق عاشق وذايب وووو..................
ارتفع رنين هاتفه فجأة مما جعل كلاً منهما ينتفضان من مكانهما
ويستنشقان الهواء بصعوبة ......... وثقل ............ وسخونة !
كانت مهرة ................
تراجع بروح مشتتة كلياً وهو يتذكر انه حاول فيما سبق الاتصال بها وبوالدته كي يطمئن عليهما وانهما في شقة نهيان بخير وسلامة .....
ابتلع ريقه شاعراً بحرارة جسده ترتفع وتغزو وجهه وكل مسامات شعره قبل ان يستل هاتفه ويجيب بلا أي مقدرة منه بإبعاد عيناه عنها !
: ألو
لف جسده بعفوية وهو يتحدث مع شقيقته ............... وما هي الا دقيقة حتى انهى اتصاله سريعاً ليستدير بعدها نحوها
نحو هذه التي جعلت منه اليائس والبائس والمستنزف تماماُ !
لكن ..... ويالخيبته المريرة ............... لم يراها تركته وحيداً في الغرفة وخرجت !


.
.
.


صباح اليوم التالي
في احدى غرف المستشفى الحكومي الفخم

اخبره بكل شيء اكتشفه بعد ان حثّه فضوله كي يبحث خلف الثلاث الرجال الذين اختفوا فجأة من الوزارة في وقتٍ واحد بعد حكاية سعيد بن خويدم ومحمد بن حارب !
صحيح انه الى الآن يشعر انه يجهل كثير من الأمور المتعلقة "بهذه الحكاية" الا ان ما علمه وما فعلوه به اكدوا له الامر يتجاوز مجرد قضية وزير بل اكثر بكثير ...............
اكتشف ان نصيب ومحمد شريكان بأعمال ليست شرعية من ضمنها ادخال العمالة الأجنبية الى البلاد بـ جوازات سفر غير اصلية ومبارك الذي علم مصبح انه يعمل حالياً في احدى الشركات الخاصة بـ أبا مرشد كان يعمل معهما بين فترة وأخرى وآخر عمل قام به معهما "هو محاولة قتله" !
رآى صورته فيما سبق وهو يتحرى عنه ....... وعندما كان وابنه في معرض السيارات رآه أيضاً .......... كان يراقبه !
: وهاللي صار
سلطان باستنكار: الله يصلحك يا مصبح ... شعنه ما خبرتني بالرسايل والتهديدات اللي كانت تييك !!!
مصبح بإعياء: يا سلطان انا ظاري على هالسوالف ....
انا قاضي .... يعني في اليوم عادي جداً احصل جدام موتريه وبيتيه مليون رسالة تهديد ...
: بس انت تعرف ان تهديدات هاييلاك الناس هب تهديد عادي ..... انت كشفت شغلهم بالتالي بيذبحونه بدم بارد ....
تنهد مصبح وقال: يلا الله سلمني هالمرة .... الحمدلله رب العالمين
سلطان بحزم بالغ: الحمدلله ..... بحطلك حراسة مشددة حول شغلك وبيتك و.......
: لا لا سلطان دخيلك مابا بحراسة ولا بليا حراسة ربك ان كتب انهم يجتلوني بيجلتوني وبيكون ها يومي واجلي بعدين مابا سلامة والعيال يتضايقون ويحسون ان شي غير مستوي في حياتهم اباهم يعيشون مرتاحين بليا خوف وربكة .....
سلطان بإصرار: بس انت محتاي الحراسة مصبح
مصبح بإصرار اشد: الله هو الحارس والحامي ...
اومئ سلطان برأسه وقال: والنعم بالله سبحانه خلاص على هواك وبخصوص الثلاثة محمد ونصيب ومبارك شغلهم صار ويايه ..

.
.
.

خرج من منزله وهو يتصل بالحراس كي يجتمعوا كلهم امامه الآن فما حصل ليلة البارحة لن يمر مرور الكرام ابداً !
هرع نحوه احد الحراس وهو يهتف بتوتر واندفاع: اسمحلنا سيدي والله ما نعرف شو صار ياني سيدي خلفان وعطاني جيس فيه عشا قالي كل انت وربعك اكيد يوعانين كلنا وما حسينا بعمارنا الا والشمس ساطعه فوق روسنا ............
عقد حارب حاجباه بقسوة وقال: خلفااان بعدين اصبر اصبر خبرني شو صار بالضبط تبا تقولي انكم رقدتوا البارحة وخليتوا بيتي بليا حراسة !!!
رد الحارس وهو يبتلع ريقه بخوف: ا ا ا هيه بس قلتلك سيدي كلنا العشا ورقدنا بليا حاسية لو ما تصدقني تنشد سيدي خلفان روحك .....
قال بصرامة: خلاص سر شوف شغلك انت وانا برمس خلفان واتنشده عن اللي صار ....
: ا ا ا ...... ان شاء الله
باستغراب تام ........... اتصل بـ خلفان ..........
حارب: السلام عليكم خلفان
خلفان: هلا حارب وعليكم السلام
: انت البارحة معطي الحراس عشا ..؟!
: انا !!!!
لا ..... شو بيوديني لحراسك عسب اعطيهم عشا ..... واصلا انا من يومين في الفجيرة هب في بوظبي ....
حارب ومخاوفه بدأت تصدق في روحه: في ذمتك !!!
: والله
حارب بانفعال: خلفان ......... واحد من الحراس يقول انك ييتهم البارحة وعطيتهم عشا ويحلف انك هو ما غير .....
سكت خلفان ................. سكت لثوانٍ ................ حتى غمغم بغموض: الذيب ما يهرول عبث
حارب لم يسمع ما قاله خلفان: شو قلت ...؟!
خلفان: لا لا ماشي ......... انزين البارحة شو مستوي في بيتكم ......
زفر حارب بقهر حاد وقال: شي ناس اخطفوا ختيه بس الحمدلله بفضل الله قدرت ترجع البيت ......
خلفان باهتمام قلق: كيف ...؟!
: عاد هاي سالفة عقب بخبرك عنها المهم أبا اعرف منو اللي لهى حراسي وخلاهم يرقدون عقب العشا عسب هاييلاك يرومون يخطفون ختيه ..........
خلفان بضيق شديد يعلوه الغضب/الخذلان: دام يشبهني ..... صوت وصورة ...... عيل هو ما غير .....
حارب: منو .....؟!
: اخويه ............... عتيبي ......
حارب بصدمة: غافاااااااان !!!!

بعد دقائق ........... اغلق الهاتف ......... وهو يسترجع بتفكير مشتت ما قيل بينه وبين خلفان
قبل ان يستدير ويعود للمجلس حيث ذياب ذياب الذي قدم قبل ربع ساعة ليخبره تفاصيل ما حدث ليلة البارحة !!!!
إلهي .............. الى الآن لا يصدق ما عرفه !
اخته خُطفت ............. وذياب من تمكن من ارجاعها بسلامة وعافية الى المنزل !!!!
وفوق هذا .......... الذي ساعد في عملية خطفها ........... هو شقيق خلفان لا غير !
دعك جبينه محاولاً السيطرة على غضبه الذي يكاد يقطع جهازه العصبي لأشلاء صغيرة .............. وقرر ان يهدأ
يجب ان يهدأ !
فـ ذياب لم يكمل حديثه بعد ........ ولم يخبره باقي الحكاية ............
حسناً .......... هو لم يأتِ لمجرد "سرد حكاية" ......... هو يعرف هذا حق المعرفة !!!
سينتهي اولاً منه .............. بعدها سيتعامل مع ذاك الـ "عتيبي" بطريقته الخاصة !
آآآه ............... متى سيعيش يوماً واحد بلا مصيبة .............. متى !!
استغفر الله بقرارة نفسه ........... ثم عاد ادراجه الى ذياب ........... الموجود في المجلس .......



داخل المنزل

ناعمة بحنان بالغ وهي تحاول اطعام موزة: عشاني حبيبتي كلي .... بس لقمة .... والله لقمة
هزت موزة رأسها للمرة العاشرة بإعياء ....... قبل ان تخفض رأسها على الوسادة وتغمض عيناها
مرهقة حد الهلاك .............. وارهاقها يرجع في المقام الأول لكل ما حدث لها ليلة البارحة ............. آخرها عودة صوتها !
رغم ان صوتها عاد ما زالت خائفة من ان تتكلم ........... ما زالت خائفة من ان تفتح فمها وتحركها لسانها وشفتيها .....
تشعر بالعجز رغم انها ليست عاجزة الآن ............... تشعر بالقيد رغم انها ليست حبيسة كلمة "بكماء" الآن !
نامت البارحة وهي تتشبث بشماغه لم تأبه بنظرات حارب الخائفة المتوترة العصبية لم تأبه بنظرات ناعمة الخائفة القلقة المشوشة !
نامت على اسألتهم المتخبطة بين القلقة والعصبية والضائعة
"وين كنتي ....؟!"
"غترة منو هاي ...؟!"
كانت تجوع نومة هنيئة تدوم لأجل غير مسمى ......... وحصلت عليها الحمدلله
لكن مواجهة شقيقها لابد منها !!!!
رباه ................ يالوقاحتها !
كيف تجرأت والنوم امام شقيقها وهي تتشبث بغترة رجل غريب !
فتحت عيناها وحدّقت بالسقف قبل ان تنهض بحدة من فراشها .... مدركةً متأخرة انها نائمة في غرفتها القديمة !!!!
ناعمة بخوف: شبلاج موزة ....؟!
من غير ان تجيبها موزة بكلمة ....... هرعت للخارج وهي ما زالت تتشبث بالشماغ بلا إحساس ........
لا تريد المكوث في هذا المنزل ........... لا تريد .............
ركضت وكأن شياطين العالم كلها تلاحقها حتى خرجت من المنزل ودخلت الملحق مغلقةً الباب خلفها بعنف !
كل الأمكنة لها امان ............... كل الأمكنة لها هناء .................. كل الأمكنة لها راحة
الا ذاك المنزل !!!!!!!!

.
.
.


"ابويه نش من غيبوبته الحمدلله"
جملة روضة ما زالت ترن بأذنيها بلا هوادة !
أحقاً خليفة نهض من غيبوبته ........................ أحقاً هي الآن طاهرة من ذنب الرجل الوحيد الذي اشعرها بقيمتها !
اجل .......... اشعرها بقيمتها بطريقة غريبة غير معهودة !
أكل يوم سيسقط احدهم في غيبوبة تدوم سنين طويلة لأجل فعلةٍ لم يفعلها بحقك !
رغم ان الامر فيه الكثير من الانانية والبلاهة والسذاجة لكنها لا تستطيع منع نفسها من الشعور انها ذات قيمة بالنسبة لأحدهم في الوقت الذي ضاعت فيه قيمتها على يد رجل كان في يوم من الأيام الاب والسند والرفيق لها !
تتأرجح بين الرغبة برؤيته .... والمحافظة على حدودها واخلاقها وتربيتها !
اجل هي تعدت تلك الحدود من غير تفكير عندما داومت على زياراتها له في الأيام التي سبقت نهوضه ... لكنه كان في غيبوبة !
لا يراها ولا يتواصل معها بشكل طبيعي ومباشر ......
اما الآن هو واعٍ لما يسمعه ويراه ............ ومن المشين بحقها وبحق " من ربتها" ....... ان تذهب إليه وتراه
لكنها يالله تريد هذا تريد ان تذهب إليه وتراه تريد الاطمئنان عليه ومعرفة آخر مستجدات حالته حتى وهي ما تزال مرتبكة من نبرة التوجس بصوت روضة حتى وهي تشعر بالحرج من الظنون المبطنة خلف كلماتها واسلوبها في نقل الخبر لها حتى وهي تشعر ان اتصالها ما هو الا حركة منها كي تتأكد من بعض الشكوك التي تراودها بخصوص علاقتها هي بـ والدها !
"ابويه نش من غيبوبته الحمدلله"
"قلت اتصلبج واخبرج يمكن تكونين متهمة بالموضوع"
"شفتج متأثرة وايد بحالته على اعتبار انه شرات ......................... ابوج!"
"تقدرين تخبرين الوالد عسب يزوره ............ أبا ابويه يتواصل مع كل معارفه قبل الغيبوبة"
الوالد !
هه ..... أي والد !
قولي يا روضة فاسد ...... مجرم .......
أي شيء بغيض هو عدا ان يكون والد !
لا لن تخبر الوغد مسعود ليس خوفاً منه بل قلقاً على خليفة لن تجعل مسعود يقترب منه يكفيه المسكين ما عاشه بسببه خبثه وألاعيبه الشيطانية ...............
السؤال الآن والذي لم تتمكن من الإجابة عليه
هل تزور خليفة او لا تزوره !!!!!!

بعد نصف ساعة

لبست عبائتها بعد ان تأكدت ان باب غرفتها مغلق تماماً وبعد ان تأكدت ان المدعو مسعود ما زال يغط بنوم عميق بعد سهرة "معتادة" انهاها بعد الفجر عائداً من احدى منازل رفاقه السيئين ................
ثم خرجت من المنزل ................. متجهةً الى مستشفى زايد العسكري
بعد دقائق طويلة قضتها في سيارة الأجرة بين الشوارع المزدحمة والطرق الصاخبة المكتظة ..... وصلت لمقصدها

.
.
.

أبعدت عيناها عن النافذة .......... وهي تسأل أمها بصوت ناعس خفيض: امايه استحي ابات في بيت هب بيتنا
التفتت ام نهيان لـ ابنتها الوحيدة وقالت بقلة حيلة/ضيق: شو نسوي غناتي ام سعيد عزرت علينا الا نيي نيلس عندهم مع ان ابوج حاول فيهم وقالهم عندنا بيت ثاني وزاهب لجنهم ما طاعوا ....
: تبين الصدق ..... غير المستحى ..... انا مالي عين اشوف ميرة عقب اللي سواه حمد فيها ولا لي ويه ارمس حصة بعد .....
تنهدت والدتها بعمق وحديث ابنتها لا يساعدها ابداً على الاسترخاء والهدوء .......
هي كذلك مُحرجة من آل خويدم ولا تعرف كيف ستواجه نساءهم بعد قليل هي كذلك غاضبة ومقهورة من أفعال أولادها بزوجاتهم لكن ما الحيلة !
عادت مهرة تسأل بحيرة: انزين وين بنرقد ...؟!
ام نهيان: بيت بوخويدم وام خويدم ام خويدم سارت بوظبي ويا ريلها وخلوا البيت حقنا اسميني مفتضحة منهم فضيحة يا بنتيه
غمغمت مهرة بحرج شديد: والله ماله داعي ها كله ترى عندنا بيت ثاني وعندنا شقة نهيان شحقه ها كله .....
ام نهيان: طاعي نحن بنتم شوي عندهم عقب بنرد لجل خاطر حلفانهم بس وبعدين تبين الصدق أبا ايلس ويا ميرة وحصة واعرف علومهن غامضاتني يا بنتيه حسبي الله على ابليسهم من عيال فديت نهيان يسواهم مليون مرة
مهرة: ههههههههههههههههههههههههه ههه هاك اليوم تتحرطمين عليه لانه ودّر حرمته وولده وسافر ...
ام نهيان بعصبية: ولديه سااافر ما غلط في حق حرمته ومرمطها ولعن بوخامسها ....... هاذيه ها روضة ...... ما شاء الله عليها قايمة في بيته وولده وما يمر يوم الا ادق عليه وتسلم وتخليني ارمس عبيد فديته هو بعد ما يقصر يدق عليه ويتنشد ......
: على طاري نهيان .......... خبرتيه عن الحريجة !!!!
ام نهيان: هيه
مهرة: ليييييش .....!!!!
ام نهيان بغيظ: اباه يرد مسود الويه خل يحس شوي على دمه ويفهم ان نحن محتايينه الخمام مسترغد من بلاد لبلاد ولا يستهم في هله
مهرة: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه امايه توج تمدحييييييينه
غمغمت امها بتذمر عجائزي بعد ان حوصرت بالكلام: كلهم ما يستحون ولا يخيلون وانتي اولهم انطمي يلا وخليني اغمض عويناتي شوي قبل لا نوصل العين
مهرة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه اخ بس منج ..... ما ينعرفلج يا ام نهيان موووليه
ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههه

.
.
.

منذ دقائق طويلة وهي تقف امام باب غرفته ومترددة في الدخول خائفة ومتوترة وتعتريها مشاعر غريبة لا تعرف لها تفسير
رباه منك يا رفعة ..... الى متى ستظلين واقفة هنا بلا حراك ......... قرري وكفى
إما تدخلين او تعودين ادراجك .............
بعد شهيق وزفير حادان وقويان .......... ابتلعت ريقها برعشة خافق ............ وطرقت الباب
اتاها صوت مبحوح اجش: تـ ........ تفضل
كتمت شهقتها وهي تستمع للصوت الرجولي ................. أهذا صوته !!!!
ترددت في الدخول .......... الا انها قررت عدم التراجع
فتحت الباب بخجل ............ وخطت خطوتان الى الداخل
نقّت صوتها المتحشرج قبل ان تهتف بصوت خفيض مرتبك: السلام عليكم
عيناها على ارض المستشفى الأبيض اللامع ......... لا تتجرأ ابداً على رفعهما والا ستذوب من الحرج والخجل والاضطراب
: وعليكم ................ السلام
صوته متقطع ....... غليظ ........... ويبدو عليه انه للتو فقط استيقظ من النوم
حرارة جسدها ارتفعت ........... ووتيرة خفقاتها وصلت القمة !
ابتلعت ريقها للمرة العاشرة .............. وتنحنحت قبل ان ترفع عيناها بتردد ............. وتقول:
ا ................ احم .................. انا ............................
بأنفاس ثقيلة ..... وخفقات اعتلت منصة التوهان/الاضطراب ....... سأل: انتي رفعة ................ صح ...........؟!
رفعت عيناها نحوه بعنف وصدمة قبل ان تتراجع هلعة من نظرته المتسلطة عليها بنهم ........... ولهفة !
رباه .............. كيف عرف انني هي !!!!!!!
عيناه ................ عيناه بركتا ماءٍ صافٍ راكد لم يغرق بهما احد منذ امد بعييييييييييييييييييييد
اومأت برأسها .......... وظلت صامتة .......... ما الذي ستقوله بحق الله وروحها ترتعش بجنون امامه !
نست كل الكلام .... كل الحروف ............ كل اللغة ..........
لكن ............
لكن هل هي تبالغ ام انها ترى امامها اوسم رجل قابلته بحياتها البائسة ............... لا لا
هي فقط تبالغ ............ خيالها الخصب هو من يجمّله بعيناها خاصةً وانها ترى كم عانى بسببها !
ويحك رفعة ........... ليست مبالغة ............. الرجل بحق ........... فائق الوسامة حد زلزلة كيان أي انثى تقف امامه .........
ما زاد من وسامته .......... الشيب الذي يغزو بعض خصيلات شعره الأسود .... وذقنه النامية غير المشذبة ...........
: ر ........... رفعة .............. ا ....... احم ........... انتي هي ما غير بنت مسعود ........ صح .......؟!
اللعنة على مسعود وعلى حقارته ونذالته ............
تشبثت بهدوئها وهي تهز رأسها بـ اجل خافتة
عاد يقول بصوته الغليظ المتحشرج: انا ........... احم ............. اقصد
تنهد بثقل والكلمات التي تجري بصدره تخون لسانه
يريد التأكد مما سمعه عندما كان في الغيبوبة
يريد التأكيد ..... بكل حواسه المستيقظة ........ انه لم يمسها ........... انه يالله لم يغتصبها
لم يغتصب فتاة صغيرة بريئة هي ابنة صديقه المقرب .........
قاطعته باندفاع وهي تغلق عيناها بقوة ملؤها الخزي والضياع والخيبة ........ شاعرةً انه سيهتف بما يرن بعقلها وقلبها:
انتي بري ...... بري شرات ما الذيب بري من دم يوسف
فتحت عيناها اللامعتان بالدموع الشفافة مردفةً ببسمة مرتجفة ملتاعة: ارتاح عيش باجي حياتك وانت مرتاح انت ما لمستني ولا قربت مني شبر واحد والله ما لمستني يا بوفاطمة ...............
: كنت عارفة انج بتيين عنده ........
شهقت بهلع وهي تستدير للخلف ................ وترى من دخل فجأة الغرفة وتكلم ..........
وكانت روضة .....................!

نهــــاية الجــــزء الرابــــع والسبــــعون




(البارت اهداء خاص لـ همس الريح ........ همس قلبي) ...........

احبج في الله يالغالية ...

الله لا يحرمني منج ...




.
.



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




الجــــزء الخــــامس والسبعــــون



،



قل للحَبيبِ وَحقَ عيشكَ ما انتهَى


وَلهي عليكَ وَلا انقضَى وَسوَاسِي


كيفَ السّبيلُ إلى الزّيارَة ِ خَلوَة ً


وَيْلي مِنَ الرّقبَاءِ وَالحُرّاسِ


حقٌّ عليّ وواجبٌ لكَ أنني


أمشِي على عَيني إلَيكَ وَرَاسِي


لا أشتَهي أحداً سوَايَ يرَاكَ يا


بدرَ السماءِ ويا قضيبَ الآسِ


وأنزهُ اسمكَ أنْ تمرّ حروفهُ


من غَيرَتي بمَسامِعِ الجُلاّسِ


فأقولُ بعضُ النّاسِ عنك كناية ً


خوْفَ الوُشاة ِ وَأنتَ كلّ النّاسِ


وأغارُ إنْ هبّ النسيمُ


لأنهُ مغرى بهزّ قوامكَ المياسِ


ويَرُوعُني ساقي المُدامِ إذا بَدا


فأظُنّ خَدّكَ مُشرِقاً في الكاسِ



لـ بهاء الدين زهير



،




فتحت عيناها اللامعتان بالدموع الشفافة ............ مردفةً ببسمة مرتجفة ملتاعة: ارتاح .......... عيش حياتك وانت مرتاح .......... انت ما لمستني ولا قربت مني شبر واحد ............. والله ما لمستني يا بوفاطمة ...............



: كنت عارفة انج بتيين عنده ........




شهقت بهلع وهي تستدير للخلف ................ وترى من دخل فجأة الغرفة وتكلم ..........



كانت روضة .....................!






سمعت كل كلمة تفوهت بها رفعة ................. اجل سمعت ................. لكنها ليست بـ روضة ان أظهرت "المعرفة" على وجهها ......

معرفة كانت قد اكتملت للتو بعد ان وُلدت البارحة ما ان سمعت والدها يهذي في منامه ناطقاً بكلمات كثيرة مختنقة ثقيلة شملت التعدي .... الاغتصاب ..... رجل اسمه مسعود ....... وفتاة صغيرة لم يذكر اسمها !

لكن بفطنتها عرفت من هي الفتاة !

هي مصدومة وتعترف بهذا .... لكن جزء منها كان يتوقع سماع امر كارثي كهذا الامر ... كانت كمن يهيأ نفسه مسبقاً لتلقي الضربة كي لا يكن وقوعه شديد الضرر

واجل ...... هي موجوعة لأجل والدتها .... ففي الوقت الذي سقط فيه والدها ضحية "حكاية الله وحده يعلم من تسبب بكتابة فصولها المُفجعة" .... كانت والدتها تعاني بشدة .... تشتاق زوجها بلوعة ...... تتعطش وصال روحه حد الرمق الأخير !!



همست من بين رجفات صدرها الصغير: ر ...... روضة



اقتربت من والدها بـ شموخ انثى اخفت اوجاعها بصرامة لتقول بعدها ممشطةً بعيناها الجامدتان تعابير وجهه الشاحب:
شحالك فديتك ...؟!



يعلم انها سمعت ..... ولكن لسبب ما كرهت ان تبيّن له انها سمعت ...... لا تريد التقليل من قيمته امامه وامامها ولا تريد كذلك اشعاره انه ما عاد ذاك الوالد والرجل صاحب القيم والاخلاق العالية ...


فكّرت روضة بثقة ............. هذا بالطبع كذب !





: انا .......... احم .............. بـ ...... بخير



ابتسمت بعذوبة لتقول بعدها لـ رفعة الجامدة تماماً بمكانها: ايلسي رفعة ... ارتاحي


هزت رفعة رأسها بحدة متوترة: لا لا .... ييت عسب اسلم على الوالد بس واتحمد له بالسلامة ........ عن اذنكم



اوقفتها روضة بحزم: رفعة


التفتت رفعة لها شاعرةً انها على مشارف المرض بسبب توترها الفظيع من الموقف الذي عاشته وبسبب خوفها من ان روضة قد سمعت ما قالته لوالدها: هلا


قالت روضة راغبةً بلسع رفعة قليلاً كي تعلم ان ما فعلته مشين بحقها وحق الجميع: المرة الياية نتمنى نشوف الوالد وياج ....




رباه .................. هي تتعمد رميها بالكلام لتشعرها انها قد دنت بأخلاقها بمجيئها لوحدها عند والدها !


شعرت بالغضب .......... لكن الغضب لا يفيد ............ فـ جزء منها يشعر حقاً بالخزي لما فعلته ............ من هي لتأتي الى غرفة رجل غريب !!



اخفضت اهدابها للحظة قبل ان تومئ برأسها وتهمس: ان شاء الله


ثم استدارت نحو الباب ............. وخرجت بصمت من غير أيّة كلمة زائدة !


روضة بلطف زائف: حليلها والله فيها الخير ..


سألها والدها بشيء من الربكة والتوتر: تعرفين هالبنية ..؟!


روضة بصوت يغلفه البراءة: هيه ..... تعرفنا عليها قبل كم شهر


: من وين ...؟!


روضة: اممممم تعرفنا عليها صدفة ويوم عرفت اسمنا قالت انها تعرفك لانك ربيع ابوها


خليفة بروح مرتجفة متخبطة: هاللي قالته بس !!!


روضة بثبات: هيه


: اها


روضة: ليش تسأل ..؟!


قال خليفة بسرعة: لا .. لا ..... ماشي .... بس جيه


اردف سائلاً: ريلج .... وينه ...؟!







نهيان .............. حكايته أخرى


التوتر بينهما يزداد ............. فبعد آخر مكالمة حدثت بينهما بشأن اتصال ميسون وتكلمها مع عبيد ......... لم يتصل بها وانما فقط يتواصل معها عبر الرسائل النصية والرسائل الالكترونية لبرامج التواصل الاجتماعي ......


اصبح متباعداً .... قليل الكلام فاقداً الحماس بين احاديثه .......... جزء منها يعتقد انه نافر منها لكن جزء كبير منها يشعر ان ما يشغله عنها في السفر هو سبب تباعده وقلة حديثه وتواصله الحماسي معها .....


اتصلت بها ميسون للمرة الثانية لكنها لم تجب على اتصالها .............. بسبب ردة فعل نهيان السابقة ....... وبسبب انها ببساطة كرهت ان تحادثها وتتذكر ان نهيان كان يوماً من الأيام ملكاً لأنثى غيرها !


الذي يطمئن فؤادها هو عبيد .... فـ تعلقه المجنون بها وعدم ذكره لأمه الحقيقية يريحانها ويشعرانها بالطمأنينة .......


هي ليست حقيرة او عديمة إحساس .............. لكنها امرأة ............. وامرأة غيورة حتى النخاع


الا ان غيرتها لابد ان تتوقف ما ان يصل الامر للإنسانية ........... فـ هي لن تتوانى لحظة عن جمع الام بإبنها ان رضيَ نهيان وسمح لها .............




روضة باقتضاب: بيوصل ان شاء الله عقب 5 أيام



.
.
.
.
.
.
.


طرق باب الملحق متعمداً كي يتأكد ما اذ ستستخدم "صوتها" لتأذن له بالدخول ام كالعادة ستفتح بنفسها الباب !

لكن ظنه خاب ................

فتحت باب الملحق له بنفسها لتتراجع متيحةً له كي يدخل .....


دخل وألقى السلام ................. انتظرها كي ترد عليه "بصوتها" لكن ظنه خاب للمرة الثانية !


وقفت امامه مخفضةً الاهداب وخصلات شعرها تحيط وجهها الشاحب مغطيةً نصفه الأيمن ......




حديث ذياب ما زال يرن بدماغه ............... رباه .................... اخته عانت كثيراً ........... كثيراً جداً !!


امسك مؤخرة عنقها وقرّبها منه بعنف لـ يحتضنها بعنف اشد ............

وهي ................ وكأنها كانت تنتظر هذا بعد ان عاشت ليلة مأساوية بمعنى الكلمة وبعد الرعب الفظيع الذي عانته طيلة اللحظات السابقة اثر معرفتها ان ذياب عند شقيقاها ولابد انه معه ليحكي له كل ما حدث معهما البارحة !!!


صدمها بأن قال بلهفة حزينة: أبا اسمع صوتج


اغرقت وجهها في صدره وهي تهز رأسها بـ لا حادة مرتعبة !!


تنهد بخيبة ............ قبل ان يبعدها قليلاً عنه ليراها ............ ثم قال: ذياب ياني


فجأة ... تراجعت خطوتان وهي ترفع يديها نحو وجهها ............ ظنّت انه سيغضب عليها ويضربها مما جعله يهتف بسرعة بانفعال: ما بضربج حبيبي لا تخافين

لم ترد ......... فـ اردف بصبر تام: انزين هب لازم ترمسين اشريلي شرات قبل


لم ترد كذلك ...............


ناداها بحزم: موزة


رفعت عيناها نحوه ليذوب بالعسل الصافي بعيناها ............ ويقول بعدم تصديق يشوبه السعادة المُعذبة: صدق رمستي .... ولا انا حلمان !!!!


بعفوية .... اخفضت عيناها الى الأرض .......


ابتسم بتأثر ........... ثم قال بعد ان تنحنح بخفة واجلسها على احدى الكراسي الطويلة: تعالي .... وخل ادخل في السالفة بسرعة لاني بسير عقب شوي عندي شغل .....



بصوت مباشر حازم سريع اكمل: ذياب يباج حليله ........ شو قلتي ؟؟؟


من هول صدمتها ووقع الحديث على روحها .... هبّت واقفة رامقةً شقيقها بهلع ......


قال وهو يجلسها مرة أخرى: هدي هدي شبلاج !!!


هزت رأسها بـ لا تريد ان تقول له انها بخير ولا تشكو من شيء ............. "هي تشكو فقط من حمى مفاجئة" !


الا ان حارب فهم هزة رأسها بشكل مختلف: ما تبينه !!!


عادت تهز رأسها بـ لا ............ الا ان هذه المرة كانت اقوى .........


عقد حاجباه وهو يقول ببسمة مغتاظة: الحين انا ما فهمت ... شحقه تهزين راسج لا ... تبينه ولا ما تبينه ؟!!


رباه ...................... لأول مرة تشعر بهذه الإحاسيس المجنونة ............... خوف .... ارتباك .... تخبط ..... هلع ...... صدمة ...... حيرة .... خجل .... ووووووووو ...........
بهجة من نوع غريب ........... ذلك النوع الذي يشعرك انك مرغوب ..... ان احد ما فكّر بك كـ شخص كامل جميل محبوب ومرغوب !!!!




اردف بصوت اشد حزماً: ارمسي .......... أبا اسمعها منج


من فرط خجلها لم تجبه مما جعله يفقد السيطرة على صبره ويقول: واللي ردلج الصوت ما تردين حارب ..... ارمسي ... انطقيها ............. موافقة ........ ولا لا ............؟؟؟

ثانية ............. ثانيتان ................. ثلاث ................... اربع ............ فـ خمس ...............


حتى ابتلعت ريقها بصعوبة ............. ومسكت حنجرتها وكأنها تخاف ان حاولت التحدث ان يخونها صوتها مرة أخرى


لكن خوفها لا شيء امام رغبتها الشديدة بإسعاد شقيقها واعطاءه ما يتمناه ..............


فتحت ثغرها ليخرج بعدها صوتها مختنقاً ..... مبحوحاً .... غليظاً ........ وثقيلاً جداً: بـ ........ بفكر



.
.
.
.
.
.
.



بعد يومان



: هيا يا زعيم .... ابتسم قليلاً واترك عنك هذا الغضب المتصاعد ....


ديرفس: قل لي يا آندي ....... ما هو الشيء الوحيد الذي يشعرك بالغضب !!!


آندي: انا .......... امممممممممم ............. امتناع الجميلة عني وانجرارها خلف العقل بدل الجسد ......


ديرفس بضجر: اوه آندي ........ كان يجب ان اعلم ان اجابتك ستشمل الجنس الناعم فقط ....


ضحك آندي بصوتٍ عالٍ قبل ان يعيد السؤال نفسه على ديرفس: وانت !!!!


ديرفس بعيناه الصلبتان الثلجيتان: التفكير ......... مجرد الفتكير بالفشل


آندي: ومن يجبرك على التفكير بالفشل ؟!


: سلطان


آندي باستغراب: ما به ذاك العربي ...؟!


ديرفس بقهر: قبض على بعض الرجال كنت قد اخترتهم بعناية كي يمسكوا عدة مهام في دبي


آندي بحيرة: رجال !!!


: لا عليك لا عليك ... انهم رجال أرادوا الهروب بأفعالٍ ارتكبوها بأمر من أبا مرشد .... ورغبت بالاستيلاء عليهم قليلاً


آندي: اها .... حسنا زعيم ..... انا ذاهب


: الى اين ؟؟؟


آندي بملل: اوه أيها التركي الصارم .... ارغب بالتسلية قليلاً فالايام المنصرمة قد اخذت كفايتي من الاعمال


ديرفس بحدة: أيها الزير ..... كنت تتزلف لأيام عدة زوجة النائب العام الأمريكي وتذكرها كم هي مثيرة وحسناء رغم تعديها الـ سبعون من عمرها كي تعطيك معلومات نمسكها ضد زوجها ........... فأي جهد اخذ منك كي تطلب بعدها التسلية !!


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه تزلف عجوز ذكية قبيحة كتلك العجوز قد اخذ انفاسي وليس جهدي فقط .....



.
.
.
.
.
.
.



طيلة الأيام الماضية والاثنان ينامان في منزل بطي الذي جُهز سابقاً لمقام عائلة آل الحر حتى ينتهي منزلهم المحترق من الترميم ... لكن اليوم لاحظ الجد هذا ........ وهو الذي من البداية اجبر كلا الأزواج ان يناما معاً هنا ......... في منزله ............


اتصل بـ حمد وناداه كي يشرب القهوة معه ............. آمراً ميرة بجلبها شخصياً لهما .........


: ميرة ......... يلسي .....


وضعت ميرة دلال القهوة والشاي امام جدها لتجلس بجانبه بهدوء "ينافى الهيجان الذي ترقص في منتصفه بعنف"




امرها بحزم متعمد: لا عدال ريلج


بهدوئها المدروس ............. ذهبت وجلست بطواعية قرب حمد


: رمست ابوك


قالها فجأة ليشعر بالتوتر الصامت الذي تصاعد بعنف من كلا الاثنان !


أبا سعيد بحزم: ادريبه يعرف اللي صار امبينكم ... ودام قلتله وما قلتلي فـ انا ابد ما بجبرك تخبرني


قال حمد موضحاً بحرج: يديه ...


قاطعته ميرة بجفاف: يديه .......... اللي صار قلة عقل ...... لا تستهم به ......... وعرفنا حدودنا الحينه



يريد ان يتكرم عليها ويعطيها كل الفرص لإذلاله كما تريد ............. حسناً .............. فليتحمل نتيجة افعاله !




بصبر تام ........ عاد يشرح بحرج: يديه خويدم انا .................



وقفت وهي تقاطعه للمرة الثانية بأن قالت: تامرني على حاية فديتك ..... امايه طالبة مني ارتب الغدا واطرشه بيت ربيعتها لانها تعبانة وما تروم تطبخ


انتقلت انظار الجد بين حمد الصامت بشكل مبهم وحفيدته "الشرسة على نحو مبهم" .................. وقال متعمداً تجاهل ما يراه بوضوح: لا ...


استدارت لكنه اوقفها ما ان اردف بنبرة ذات معنى: ما سألتي ريلج ..؟!


ميرة باقتضاب: شبلاه ...!!!


الجد: يمكن يبا حايه منج .......؟!


قال حمد بسرعة: لا مابا شي


اعطته نظرة محتقرة وكأنها تقول له .............. "هاللي ناقص" !



ابتسمت بسخرية لتقول: ادريبه ما يبا شي ......... ولو يبا ما بيرمس .....


صوتها الغارق بالتهديد اشعره "رغم انهزاميته" بـ النشوة .... والاشتعال ............. هي تتحداه بوضوح ان يعارض حديثها امام جدها


" ما بيرمس" ....................... هي تقول بشكل غير مباشر انه ابداً لن يتجرأ ويطلب منها امر او حاجة !



لن يقبل تحديها ..... فلتستمر بالتلذذ بطعم انتصاره عليها واذلاله .......... هو راضٍ بهذا .......



بعدها قال للجد باهتمام: يديه شعلومك انت ...... شو صحتك ...؟!




تجاهلها ............. مما اشعرها بالحقارة والاهانة !



دخلا في خضم المحادثة ... وهي من فرط النيران الملتهبة في جوفها تجمدت بمكانها واخذت تخترق مسامات روحه بنظراتها الحاقدة المليئة بالكره والغل والغضب










: يا هل البيييييييت .... هووووووووود




أعطاها حمد نظرة قوية كي تدخل ............. وفي المقابل اعطته هي نظرة باردة مستهينة ........... ودخلت ........

كان الآتي عبدالرحمن حفيد شقيق جدها رحمه الله وامه هي صديقة والدتها ......



توقف وهي تمشي في الرواق ......... وفكرت .............. علمت بالضبط كيف ستجعله يموت غيظاً وغضباً !




قبل ان يخرج عبدالرحمن من المنزل بعد ان اتم واجب صلة الرحم بـ شقيق جده رحمه الله ............. عدلت من ترتيب حجابها وخرجت للصالة .......... حيث الرجال المجتمعين امام الباب ...........





ميرة بصوت قوي: السلام عليكم


رد عبدالرحمن ببسمة أخوية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


هتف حمد محاولاً السيطرة بقوة على غضبه وحدة صوته ..... ومحاولاً اخراج عبدالرحمن الى الخارج بأشد الطرق تهذيباً: عبدالرحمن تعال


قالت ميرة بسرعة: وين .......... انا ما ييت الا عشان عبدالرحمن


التفت حمد نحوها بعنف ...... وهي اسرعت بأن قالت ببراءة: اقصد بغيت أقوله ان امايه فديتها تبا اطرش غدا حق خالوه ام عبدالرحمن لانها تعبانة علني افداها وما تباها تطبخ ...... فـ قلت يعني ..........


قال عبدالرحمن بدماثة: افا عليج بنت عبدالله .... خلي البشاكير ما عليج امر يحطن الصواني في الموتر


اعترض الجد بحزم: لا ابويه لا توكل انت بخلي الدريول اييبه


قالت ميرة بمكر خفي: يديه الدريول تعبان حليله وويه مورّم ....


سأل الجد بعفوية: جيه شبلاه !!!


قالت وعيناها على حمد: حرمته فالعتنه البارحة على ويهه


الجد بذهول: يالله بالستر .... شعنه !!!!


ميرة ببسمة قاسية: تتحراه وصخ ويغازل غيرها


الجد بغضب: والعثرة تعثرهم ......... آخر مرة ايوز الدريولية عنديه ...... ناقصين نحن أفلام هندية !


عبدالرحمن + ميرة: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه


استدار عبدالرحمن وهو يقول: يلا الغوالي برايكم ...... ميرة خلي البشكارة تييب الغدا


قال حمد وقلبه يحترق من الغيرة: ميرة خـ.........


قبل ان يكمل كلامه قالت لـ عبدالرحمن ببسمة حلوة: ان شاء الله يا بوعوف .... وها لا تنسى تسلم على خالوه .... قولها ميره تقولج الدنيا بليا ضحكتج تييب المرض .....


غمغمت وهي تسير قرب حمد "المشتعل تماماً": عاد نحن هب ناقصين امراض




الموقف بأكمله اخذ مأخذه المريع من روحه ................... ومن هول غضبه .... ووجعه ...... ومرارة الإهانة في نفسه ........ كان سيترك المنزل ويخرج ..........


بعد ذهاب عبدالرحمن .............. قال بوجه ممتقع شاحب: يلا يديه بخليك ... ساير شوي عند الربع وخلاف بسير دبي اشوف شو سووا العمال في البيت ...


الجد أبا سعيد: حمد ... ايلس أباك في رمسة



جلس وابا سعيد .... ليقول الأخير بحزم بالغ: اللي صار ماباه ينعاد يا ولديه .... انت وميرة بعده العمر جدامكم .... لو بنتنا سوت المنقود تتحملها ..... وانت لو سويت المنقود تتحملك .... ترى يا ولديه ها عرس مب لعبان ..... ولا تتحرى حد معصوم من الغلط ... البني آدم خطاء ... والخيرة في التوبة ...... صح ولا لا ...؟!
وانا متأكد ميرة ما سوت شي يخليك اطلقها .... شرات ما انا متأكد انك فاهم وواعي وعارف غلطتك زين اما زين ..... ودامك عارف غلطتك فـ خلاص ..... احكم عقلك المرة الياية ولا تخلي الشيطان يلعبّك يمين ويسار



عقد حاجباه وقال بذات شحوب وجهه وضيقه المتصاعد خاصةً بعد فعلة ميرة الأخيرة به: يديه ... الغلطة غلطتيه انا .. تكرم بنتكم عن المنقود ...



: منو قالك انيه شاك في ميرة ..!!! ادريبها الغلطة غلطتك .... لو حصة جان قلت ان ورا طلاقها لسانها اللي متبري منها .... لو شما بنتيه جان قلت ورا طلاقها يباسة طباعها وعنادها ........ لو بنتيه العنود جان قلت من رمستها اللي اغلب الوقت تعقها في مواقف هب زينة في حقها وحقنا ............
بس ميرة شو !!!
ميرة لو انها صغيرونة وتوها متخرجة من الثانوية الا انها اعقل من كل بنات عيال خويدم .... اعقل مني ومنك لو بغت ......... العيبة ما تظهر منها لو على قص ارقبتها ......... لا بالرمسة ولا بالفعايل .........
مزوحية ومزاحها احلى شي فيها ......... لجنه وقت العقل ماشي شرات مذهبها وعلومها السنعة .........





زفر بحرقة ........... فـ كلامه يوجعه ........... يوجعه بحق ................ ليقول بصوت مكتوم: يديه


: قول ولديه ...


حمد بتردد ... بتخبط ..... بحيرة: انا ............


أبا سعيد: انا ما أبا اعرف شو سبب الطلاق دامك خلاص رجعتها على ذمتك .. والله يهديكم ويسعدكم دايم الدوم


: دخيلك ....... خلني ارمس


أبا سعيد: يا ولديه .................


اغمض عيناه بقوة شاعراً بالخزي من نفسه والغضب من صغر عقله ............. قبل ان يقول بانفعال: شكيت فيها ............... انا شكيت فيها ...............








انتفض الجد بمكانه وكأن ثعباناً ضخماً لدغ ظهره


تنفس بقوة وهو يقول بعدم تصديق: شـ .. شكيت فيها !! ....... انت شو تهذرب !!!


: اللي سمعته يديه ......... طلقتها لانيه شكيت فيها .... فـ شرفها .......






من هول صدمته ...... من هول غضبه العنيف وخيبته المريرة التي اخذت تترنح على حبل الخذلان والذهول ....... اشاح بعيناه عنه قبل ان يضرب بعصاه الأرض ويقف كالجبل الشامخ


: يديه


رفع يده عالياً وقال بقسوة عاتية: ولا جلمة زايدة يا ولد عبيد ..... ولا جلمة زايدة .....




بصمت تام .............. تركه وخرج من المنزل ........







: يعني سويت اللي بغيته وخبرته ......



التفت إليها .......... ولمح وجهها الذي غدا كـ قطعة من الرخام الصلب ما ان سمعت اعتراف حمد لـ جدها


قال بشحوب: ميرة ...


اقتربت منه ببطء ........ بخطوات وحشة مغدورة جريحة .......... حتى وقفت امامه بالضبط ............... وقالت بعينان مرعبتان: ايوه !!


: ميرة ما ......... احم ............. ما قدرت


ميرة بغموض: اها ما قدرت ................................. حمد


خفق قلبه بجنون ......... وقال بلوعة من غير ان يتحكم بمشاعره البتة: لبيه


: ليش ما قلتله شو سويت فيّه قبل الطلاق ............ يا حمد ....؟!


تراجع والامر برمته لم يكن داخل نطاق تفكيره ابداً .... كان الذي يهمه فقط ان يخبره الجد خويدم بسبب الطلاق "دون التطرق طبعاً للتفاصيل كما فعل مسبقاً مع جده ووالده فالاخيران لا يعلمان تفاصيل الحكاية كذلك"


عادت تقول بفحيح: ليش ما قلتله انك في اول يوم بينا صفعتني .... وضربتني .... وسبيتني ..... وجتلت اغلى ما املك ......... روحي !


: ميرة


قاطعته بوصوتها ينضح قسوة غريبة ومرارةً مريعة: ليش ما قلتله انك ضربتني بعقالك ورقدتني في المستشفى لانك بس ....... شكيت فيّه !!!!


حمد بحرقة قلب لا تنطفئ: الشيطان اعماني ... ويوم عرفت الصدق ييتج ندمان ومتحسر قد شعر راسي


: لا ........... خل اعدل معلوماتك حبيبي ............. عقيتني اول في بيت هلك ........ خليتني اواجههم روحي لا حولي حد يساندني ولا يفازعني ..... خليتني اشم ريحة الذل والاهانة من بين ثيابي مع اني ما اذنبت بشي .... حسستني بالمختصر اني ولا شي .........
متى ييتني ندمان ومتحسر قد شعر راسك ...؟!
تطري في حجرة البشاكير ....؟! هاه !!!
ندمان ومتحسر وفي الأخير طلقتني ...........
الصراحة انا مستعجبة ... يانا غبية وما افهم اللي يستويلي او ان عندك انفصام قوي في الشخصية




دعك جبينه واعصابه قد انفلتت حد اللامعقول ......... قال شاعراً انه فقد بحق السيطرة على عقله وتفكيره : هب غبية ......... انا الـ....


صرخت بكره شديد وغضب عاتٍ ........ غضب من ان حمد يستمر بفعل ما يريده ويريح روحه من الندم ......... كان على جدها ان يعلم منها هي .... كان على الجميع "ان رغبت" ان يعلموا منها هي لا منه .......... لا تريده ان يريح ضميره ..... لا تريده ان ينسى انه في يوم ما فعل الشنائع بحقها ..... لا تريده ان ينام بسكينة وراحة وهي تبكي ليلةً بعد ليلة فوق وسادتها حرقةً ولوعةً وكرامةً مهدورة:
بالضبط ........... انت الغبي ........ وانت اللي عندك انفصام في الشخصية ........... لكن الغباء يا حبيبي له حدود ......... وحدوده انك ما تتعدى على حدودي ورغباتي ..........
فـ ليش خبرت يديه باللي صار !!!!




لم يتحمل ........... بركان ثائر فيه انفجر بجنون ........



جرّها بقوة وهو يقول من بين اسنانه: ميرة لصبري حدووووووووووود



قرّبت وجهها من وجهه وهي تبصق كلامتها نحوه بحقد اسود: انت .... وصبرك ....... والزبالة ............ واحد ..........



سحبت يدها منه وهي تكمل بعنف: جذبت ان قلتلك مابا الطلاق اليوم قبل باجر .......... وبجذب بعد ان قلتلك بتحمل اشوفك واجابلك واتصنع السعادة معاك جدام هلي ........... بس ورب الكعبة ........... طلاقي المرة الياية منك بيظهر من ثمك وانت تصيح ندم على اليوم اللي فكرت فيه تهين بنت عبدالله ...... عمتك وعمة كل واحد حقير شراتك ...........



قذفت كلماتها إليه ......... لتشيح وجهها وجسدها عنه وتتركه ................. كما يترك القاتل ضحيته ويمضي قدماً ببساطة !



.
.
.
.
.
.
.



بعد مرور شهر كامل
أبوظبــــــي
داخل جناح تابع لإحدى الفنادق الموجودة في جزيرة السعديات
صبـــــاحـــــــاً







ضحكت على كلمات جريئة همسها قرب شفتيها: ههههههههههههههههههههههههه ه نهيااان ...... ما تنرام انت في الرمسة الحلوة ....


قال بافتتان شديد: وانتي ما تنرامين يوم تغدين جيه لذييييييييييييييذة


اخفضت اهدابها وهي تقهقه بوجه متورد فاتن قبل ان تهمس وهي تسند يداها على صدره العاري: نهيان


دعك انفه بـ انفها وهو يهمهم بخمول باسم: هممممممممم ....


: ليش يوم رديت ما فتحت طاري ام عبيد !!!


ما ان قالت كلمتها حتى رفع رأسه وهو يتنهد بعمق ............. بعدها قال بحزم: لاني مابا اصدع راسي بسوالف ما منها فود


روضة بضيق وحيرة: نهيان بعدك متضايج مني !!


نهيان بانفعال: هب متضايج منج بس مغتاظ منها هي ...... ما بغيتها مول ترمس الولد .... يسد اللي سوته فيّه وفيه


لم ترغب بالسؤال عن امر كان من الأولى ان يخرج من فاهه هو لكن فضول الحبيبة والانثى فيها غلبها: ا ا .... اممممم .... هي شو سوت ....؟!!


ظنّت انه سيمتنع عن القول الا انه كان واضحاً معها بشكل جلي واخبرها بالحكاية كلها ..........


شهقت بعدم تصديق: معقووووولة ......!!!


اكمل وهو يهز كتفاه ببرود: وقلتلها ما ادق يلين ما انا اسمح لها .....


روضة بحزن: بس ..... بس هي امه نهيان ........ حراام ..


قاطعها بقسوة: حرام في الدرام ........ جيه هي ما عرفت الحرام يوم تخوني وتجذب عليه وتقول انها حامل من واحد غيري !!!


روضة بحزن على حال عبيد الصغير البريء: حتى لو .... اتّم امه ...... حملت فيه تسع شهر وتعبت معاه وربته يلين ما غدا شكبره ما شاء الله


: تاكل عيشها الـ.......


روضة بذهول من بذاءة كلمته الاخيرة: نهياااان


زفر بضيق قبل ان يقول بفظاظة ظهرت عفوية بسبب غضبه من ميسون: هاا ....



ظنّ انها ستوبخه وترميه ببضعة كلمات تشعره بالندم والأسف ............ لكنها ظلّت تتأمله بصمت .............. صمتٌ سرعان ما تلبس الشوق الجارف والغرام العاصف ......... قبل ان تضع رأسها على صدره وتقول: لا تسافر وتخليني مرة ثانية ............ انا .............. اشتاقلك ............. وعبيد بعد يشتاقلك


حضن وجنتيها بكفاه الكبيرتان الدافئتان ...... وقبّلها من غير رد شافٍ منه ..........
كانت قبلة شوق ...غرام ..... اعتذار ...... احتواء ..... حضن ............




بعدها ......... همس بصدق لها: ان شاء الله


عادت الى احضانه ........ قبل ان يتذكر امراً ويقول: على طاري عبيد ............. ما دقت اليوم مهاري عسب تخلينا نرمسه


قالت روضة وهي تتنعم بدفئه وحبه: تلاقيها لهت مع عموه في ترتيب أغراض البيت ............ فديتها عموه حلفت عليه ما اجيس شي ولا ارتب وياهن .....


ابتسم بسعادة عارمة وهو يمسد بطنها بيده: اكيد ......... ما تبا اتعب ام الحفيد المنتظر


ابتعدت قليلاً ووجهها ينضح باحمرار الخجل: نهياااااااان


عض نهيان شفته وهو يصدر زمجرة من حنجرته بافتتان مجنون: اخخخخخخخخخخ


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه




انحسرت ضحكتها لبسمة واسعة وهي تجيب على هاتفها الذي رن فجأة قربها: ألو

..

: بخير يا قلبي انتي شحالج وشحال غانم والعيال ..؟!

..

: الحمدلله رب العالمين .......... منو ؟؟ عبيد ؟؟ لا لا بنشله من بيت يدته ونحن خاطفين على دبي ....

أكملت ساخرةً من عبيد اللذيذ: ملجة خالوه ثيخة وما تبونه يحضرها !!

..

: ههههههههههههههههههههههههه هههههه ان شاء الله يبلغ ....

..

: مع السلامة ربي يحفظج





نهيان: حليلها شيخة بتعرس ......


ابتسمت بشجن وقالت: شفت كيف !!!


لم تتحمل .............. يبدو ان هرمونات الحمل لديها لا تساعدها ابداُ على استرجاع روضة القوية المتماسكة


ولت نهيان ظهرها وهي تبتلع غصة كبيرة مريرة ..


ناداها بقلق: روضة


سقطت دموعها وهي تهتف بحشرجة: فاقدتنها نهيان .... فاقدتنها وايد ........ ما ظنيت في يوم بحظر ملجة ختيه الصغيرة بلياها .......


حظن ظهرها بقوة وهو يهدأها بصوت الرجولي الدافئ: ادعيلها بالرحمة والمغفرة حبيبي ..... هي ما تبا دموعج .... تبا قوة ايمانج ودعاج المتواصل الها .....


مسحت دموعها من على وجنتها اليمنى الحارة هامسةً باختناق: الله يرحمها ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة


أمّن نهيان بصدق ومحبة: اللهم آمين



.
.
.
.
.
.
.



: ما لقيناه


كان هذا إبراهيم ........ الذي عاد منذ أيام ليزاول عمله بعد ان تشافى كلياً من اصابته الخطيرة .... وبعد ان عوقب من قبل سلطان على استهتاره وتسرعه ...........


خلفان: دورتوا في كل الأماكن المشتبه فيها !!


إبراهيم بثقة: هيه نعم


ثم اردف بحيرة: خلفان ........ هب زعلان لان اخوك كان مشترك في قضية خطف اخت حارب !!


: ومن متى نحن نسكت عن الغلط يا إبراهيم ... حتى لو كان الغلط بدر من شخص دمه ودمك واحد !!!!


: هذا اخوك ............ ولد امك وابوك


خلفان بانفعال واضح: لو اخوك سوى ببنت الناس اللي سواه اخويه شو كنت بتسوي !!


إبراهيم بحدة: اجتله ملعون الصير


: خلاص عيل وصلنا خير ..........


ثم تنهد بصبر قبل ان يوجه حديثه لـ حارب: حارب تراه هب سهل


حارب بنظرة غامضة وجهها لـ خلفان وابراهيم: شي مستغرب منه ...... شعنه نصيب وربعه ما استعانوا بـ بومرشد واستعانوا بـ عتيبي ......


إبراهيم: وانا بعد مستغرب من هالشي


خلفان: لانهم أساسا ما يبون يتوروطون اكثر وياه ..... الرمسة اللي دارت بينك وبين ذياب خلتني استنتج هالشي


حارب: تقصد انهم .........


قاطعه سلطان الذي دخل عليهم غرفة الاجتماعات: انهم يبون ينظفون سجلهم قد ما يقدرون بعيد عن بومرشد


حارب بعفوية: سلطان


سلطان بصوت حازم .... مباشر ..... ثابت: الثلاث ما اكتفوا بـ خطف خت حارب ........... حاولوا يجتلون مصبح ......... خالك


قفز حارب من مكانه بهلع: خااااااااالي !!!!


: هيه نعم .... لكن سكتنا على الموضوع


صرخ بانفعال وهو يقترب منه: ليش ما خبرتني !!!!


سلطان: حارب هد ..... خالك الحينه بخير ولله الحمد وما...............


قاطعه حارب بغضب شديد: كيف هالسالفة صاااااااارت وانا ما عندي علم ابهااااااااا كييييييييييف


خلفان محاولاً تهدئته وتذكرته بعلو مكانة سلطان: حارب


رفع سلطان يده وهو يقول: خلفان خلّه





اخذ حارب يدور حول الغرفة بغضب وصدمة وقهر بالغ .......


ألا يكفيه هلعه المستمر على شقيقته !!!

ألا يكفيه قهره وكرهه لنفسه لأنه لم يتمكن من حمايتها تلك الليلة !!!!

أسيحمل الآن هم خاله وهم عائلة امه رحمها الله !!!!!

رباااااااااه ............ رحمتك !!!








: حارب كنا مضطرين


صرخ بجنون: لا هب مضطر ....... انت بالذات هب مضطر خاصةً لو السالفة تخصني انا وهلي ....


تركه قليلاً لينفث انفعاله وغضبه وهو يدور حول الغرفة ويركل كل شيء يراه امامه ......... قبل ان يقول بحزم هادئ: استهد بالله



تأفف بصوت حاد عالي .... قبل ان يقول: لا إله الا الله


: ايلس وبقولك اللي صار ....... العصبية ما تنفع صدقني


جلس حارب على مقعده وهو يهتف بحدة: يلسنا .....




واخذ يحكي سلطان لهم تفاصيل ما حدث




إبراهيم: يعني كل السالفة كانت عسب بوظاعن كشف أعمالهم وعلاقتهم مع بومرشد !!


سلطان: هيه نعم


نظر لـ خلفان مردفاً: خلفان ............. غافان


خلفان وقد قست نظرته فجأة: شبلاه !!!


: وينه ؟!!


رد خلفان بملامح مقتضبة صارمة: ماعرف


سلطان: لا ..... تعرف ........ وينه يا خلفان ...؟!


حارب بعنف: تعرف مكانه يا خلفان وما تبا تخبرنا !!!!


خلفان بانفعال: قسم بالله ماعرف مكانه شو تتحراني حاااااارب !!!


سلطان بصرامة: خلفان ........ انت اكثر واحد يعرف غافان وينه الحينه .......... ما اتهمك انك تعرف مكانه وداس ... لا ......... بس اكيد عندك فكرة وين ممكن يكون الحينه .......






بعد صمت مريب ............. قال: لو ما خاب ظني ................ الطايف


إبراهيم: الطايف !!!!!


سلطان: هو رد يعيش عند عمه سلمان !!!!


رد خلفان بتعابير مبهمة مظلمة لا إحساس فيها: لا .......... بس كل سنة في هالوقت يكون هناك .....


سلطان بنظرة ثاقبة متفحصة: خلفان ان تعرف شي وداسه عنا


خلفان بنبرة قاطعة: لا


سلطان: اكيد ....!!


خلفان وقد فقد بعضاً من سيطرته على مشاعره: شي مثل شو بوبطي خبرني ....!!


إبراهيم: بوبطي ما قال شي عسب تعصب يا خلفان


قام خلفان من مقعده وهو يقول بملامح شاحبة: عن اذنكم


تركه سلطان وشأنه ....... يعلم تماماً كيف سيخرج الحديث منه فيما بعد ............ التفت حو حارب وقال: حارب ..... لازم نركز على مهمتنا مع ديرفس وجماعته عقب نشوف سالفة عتيبي هذا



غمغم حارب بغل/بغض: هذا عتيبي !!!
يكرمون العتوب عنه




ابتسم سلطان بخفة ............. قبل ان يسأله بنبرة ذات معنى: جاهز للياي ......!!!!!



.
.
.
.
.
.
.



بعد سبعة ساعات
داخل منزل قديم في احدى القرى النائية التابعة لمدينة دبا الحصن




هتف بصوته الصقيعي الغليظ وعيناه لا تقلان صقيعيةً خلف نظارته الشمسية العاكسة:
آندي .......... لقد تأخروا


اسند آندي وركه على طرف طاولة قديمة مغبرة وعيناه تجولان بحذر على المكان بأكمله ......... وقال بثقة: سيأتون الآن .... ثق بي ....


ما انتهى حديثه حتى سمعا أصوات صخب ومحركات سيارات عالية .....


ابتسم ببرود واردف: أرأيت ..؟!


اومئ ديرفس برأسه قبل ان يقول للذي يجلس خلف شاشته ومنهمك في التجسس على البنك الذي سيصل إليه المبلغ الكامل من قبل جماعة غلام خان .... وعلى اثر هذا التجسس سيقوم هو بتحويل المبلغ مرة أخرى على حساب ديرفس على احدى البنوك التابعة لـ كوستاريكا ... وذلك اوتوماتيكياً بعد ان يصبحوا خارج الامارات وبعيداً عن اعين الباكستانيين:
لاكي هل انتهيت ؟؟


عدل لاكي وضعية نظارته على جسر انفه وهو يقول بانهماك عقلي: ليس بعد يا زعيم


آندي بسخرية: هيا يا ديرفس ... لم تريد سرقة الجماعة بعد ان تعطيهم المال ... هل ستدعي انك الآن تعاني من عجز مالي ؟؟؟!


: آندي .. عزيزي .. تعلّم التفكير في بواطن الأمور قبل ظواهرها .. لو تركت اموالي لـ هؤلاء الصعاليك فـ لم ارهق نفسي في بادئ الامر واشقى في السعي وراء جمعهم ..؟؟


: لكنك تريد أخذ أسلحتهم ؟؟؟؟ أليست هذه الأسلحة أيضاً قد اخذت تعبهم ومجهودهم في صنعها ؟؟


ديرفس: لا .......... اعلم جيداً ان الأسلحة ليست لهم ............ بل ملكاً للجيش الأمريكي


: حقاً ....... وما ادراك ..؟!


ديرفس: لدي مصادري الخاصة يا صديقي ............ هي ملك لـ 20 عسكري كانوا قدر تسربوا الى باكستان هرباً من طالبان السنة الماضية ......... وعندما امسكوهم جماعة غلام خان قتلوهم كلهم واخذوا كل ما بحوزتهم ..........
انت تعلم آندي ............. امتلاك السلاك الأمريكي في هذه الفترة افضل من امتلاك قطعة من الذهب ...........


آندي: اهااااا





دخل الرجال .... ضخام عراض اطوالهم كـ اطوال جبال باكستان الشاهقة


: سلام


قالها زعيمهم بـ صوته المبحوح الصارم وهو يدخل المنزل وخلفه أصحابه


اومئ ديرفس ورجال برؤوسهم برد سلام صامت ....... قبل ان يقول الأول بحاجب مرفوع: تأخرتم خمس دقائق


غمغم آندي بصوت خافت: ليس هو فقط المتأخر يا زعيم .... أنسيت أبا مرشد !!! انه لم يظهر الى الآن .......
كذلك فليمون وصديقك المصري .....


رمق آندي بطرف عيناه وصمت ......... فما قاله صحيح لكنه لن يترك التوتر يسيطر عليه ......... فليذهب الجميع الى الجحيم المهم عنده الآن ان تتم العملية التي طال انتظارها ................




جال غلام خان بعيناه حول المكان وهو يقول ببرود: اخترت مكاناً مناسباً الا انه بعيد وصعب الوصول بسرعة ..




دخل أبا مرشد وهو يزفر بحدة ويعتذر: المعذرة على تأخري



تجاهل ديرفس أبا مرشد وقال بجفاف لـ غلام خان: فلننتهي من العملية بسرعة قبل ان يلحظ وجودنا احد ...


غلام خان: انتظر ... اريد التأكد أولا ان المال قد وصل لـ حسابنا ..


لف لاكي حاسبه وهو يقول محدقاً بـ ديرفس: المال يصل الآن الى حسابكم يا سيد غلام خان


اشر غلام خان لـ مساعده الأيمن "ساجد خان" آمراً إياه ان يقترب من لاكي ويتأكد بنفسه ومن المعلومات والأرقام كلها


في الوقت الذي كان يفحص فيه ساجد خان حاسوب لاكي ويتأكد من عملية إيصال الأموال كان يرمقه من وقت لآخر بنظرات حادة مريبة


حتى سقطت عيناه فجأة على باطن ساعد لاكي الذي انكشف اثر حركة عفوية منه وهو يشمر عنه .....




ترك بسرعة الحاسوب وهو يتراجع بقسوة نحو غلام خان ويرفع سلاحه مزمجراً بعنف: من انت !!!!
انت لست لاكشمي جانجوس



انتفض الجميع بحدة وتوتر واعينهم لا ارادياً تجري نحو لاكي الذي وقف بسرعة وهو يقول: ما الذي تتفوه به أيها الباكستاني المجنون !!!!


قال ساجد خان لـ رئيسه بحدة: انه ليس لاكي الحقيقي ... أأكد لك هذا يا زعيم


قال غلام خان لـ ديرفس: من هذا الشاب يا ديرفس !!!!


رفع ديرفس حاجباً بقسوة وهو يقول بنزق: ألم يتعلم مساعدك هذا فن اللباقة والتهذيب الى الآن يا غلام !!!


غلام خان بانفعال: اثق بمساعدي كـ ثقتي بنفسي ........... من هذا الشاب ولم يدعي انه لاكشمي جانجوس !!!!


آندي بسخرية غاضبة: وكيف يعلم مساعدك سراً كان من الأولى ان نعرفه نحن قبله ونتعامل معه .......!!!!


صاح ساجد خان بحدة: لاكشمي جانجوس لديه جرح قديم على ساعده الأيمن اثر ضربة سكين كنت انا المتسبب بها ......


اقترب من لاكي "الجامد تماما" ورفع ساعده بقوة مردفاً من بين عيناه المشتعلتان: اما هذا فـ لاااااااا ........






رباه ..................... لقد نسي وضع باقي المكياج على ساعده ............





همس ديرفس وهو يحدّق بـ لاكي بـ ذهول مرعب: لاكي .........


فجأة ............ حوصر لاكي بين ثلاث رجال هم تابعين لديرفس


قال ديرفس من بين اسنانه: ابعدوه من امام وجهي حتى انهي الصفقة .......


اخذوه للخارج راغبين بحبسه في احدى السيارات المغطاة كلياً بالخافي الأسود ....


آندي باستنكار حاد: أصدقت حقاً يا زعيم هذه الترهات !!!


أبا مرشد بتشكك: هل يعقل ان يكون غير لاكي المعروف !!!


: آندي .... أبا مرشد ....... اصمتوا ............ هيا غلام خان فلننتهي من الامر الآآآآآآآآآآن


غلام خان بصراخ: والمال !!


: تباً ............




لن يتمكن من تحويل المبلغ اوتوماتيكياً الى كوستريكا من غير لاكي "الذي وياللصدمة لم يعد لاكي" !!!!


صرخ على آندي الذي لديه معرفة بسيطة بأمور الحاسوب: آندي ......... هل تمت عملية الايصال لـ حاسوبهم !!!


نظر آندي للحاسوب وهو يقول: 20 ثانية فقط بوس


همس مردفاً: من سيكمل العملية التالية ..؟!


ديرفس بقهر شديد: تباً لذلك الوغد .......... من تظنه يكون ؟؟


هز آندي كتفاه قائلاً: لا اعرف ........... أتظنه احد رجال الانتربول ؟؟؟


: لا ............ بل احد رجال سلطان .............. انا متيقن من هذا ...........
الاوغاد ..... كيف تمكنوا من خداعي .........










في مكان آخر يقع قرب الساحل




نزع إبراهيم سماعات المراقبة من اذناه بتوتر: سـ سلطان .... كشفوه ..... شو بنسوي الحينه !!!


سلطان بثبات بالغ: ولاشي ...... نحن محطين هالشي في بالنا وبنستخدم الخطة بي


: راشد وحمدان يراقبون اليانب الشمالي من المنطقة ... نعطيهم القرين لايت عسب يستعدون ..؟!


سلطان: هيه


تقدم احد ضباط الانتربول هاتفاً لـ سلطان: اريد ديرفس حياً .....



ابتسم بقسوة وهو يردف: لا اريد التفريط بمتعة رؤيته وهو حبيس الاصفاد


سلطان ببسمة باردة: لن تفرط بها ... ثق بي ....








على الجانب الآخر





المكان اصبح ساخناً ومستفزاً للأعصاب اثر التوتر الذي ساد ما ان اكتُشف امر لاكي ..... الجميع يقف بتحفز واعينهم تتحرك هنا وهناك بحذر وحدة وتوتر ....


لم تمر دقيقتان حتى سمعوا أصوات رصاص آتية من الخارج



صرخ ديرفس على رجاله كي يهرعوا الى الخارج ويروا ما يحصل لأنه الآن لا يستطيع التحرك حتى تتم عملية الايصال الالكتروني .....


صرخ على آندي الواقف امام الحاسوب: آندي هل تم الايصال .....!!!


آندي بحزم : تم يا زعيم


هتف بحدة لغلام خان الذي كانوا يقفون بتوجس ...... وحائرين بين الذهاب الى الخارج ومعرفة متسبب اطلاق الرصاص وبين التأكد من إيصال الأموال كاملة لهم ...... وبين تسليم شحنة الأسلحة لـ ديرفس وزبانيته .....


مد ديرفس يده وهو يهتف لـ غلام خان بحدة: هيا اعطنا الشحنة .... المال قد وصل لحسابكم .......


امر غلام خان مساعده بصرامة: ساجد .......... تأكد .......


اخذ ساجد خان حاسوبه الخاص وفتحه ............ ولم يهز رأسه بإيجابية حتى تأكد بالفعل من ان المبلغ قد وصل كاملاً لحسابهم ..........




الرصاص عاد يضج المكان ضجاً ........... وفي لحظة توتر من غلام خان .... كان يستدير الى الخارج ليعرف ما يحصل



هنا رفعوا رجال ديرفس أسلحتهم تحت هتاف ديرفس القاسي: لن تتحرك شبراً من مكانك حتى تسلمني الأسلحة يا غلام



قال آندي بسرعة وهو يتوجه الى الخارج متناولاً سلاحه "الكاتم للصوت" من جيب بنطاله الأسود الفخم الخلفي: اتركوا الامر لي واكملوا إتمام العملية ..........





بعد ربع ساعة ........ وبعد ان قام ديرفس ورجاله من التأكد من عدد الأسلحة ونوعيتها وجودتها وكميات الذخيرة بها ..... ابتسم براحة واستقام بظهره ...........



الا انه سرعان ما تراجع بفزع ما ان حوصر المكان من الخارج فجأة .......... وصوت واحد غليظ يأمر الجميع بترك الأسلحة ورفع أيديهم الى الأعلى ..........



لمح وجه واحد فقط ................ وجه كان سبب كوابيسه واحقاده الدفينة المتصاعدة في وحل الجهل والكره والحرمان ....



سلطان .......





كان صامتاً ......... ويحدّق به بعنف عيناه الثلجيتان ...........



الا ان العنف بعيناه تفجر واذاب الثلوج في نظرته ........ ما ان لمح احدهم يقترب من سلطان ويقف قربه


كان ............... لاكي .....................!





تقدم سلطان خطوتان من باب المنزل المفتوح الا انه لم يدخل ................ وقال بنظرة سوداء تنضح شراً: مرحبا بك ديرفس ....


رفع يده مردفاً بسخرية مستفزة: تشرفنا بقدومك ..... كيف حالك ...؟!


زمجر من بين اسنانه وهو يرمق لاكي بغضب عاتٍ وبروده المعتاد كله تلاشى وذهب مع الريح: لااااااكي


ابتسم حارب بشكل مخيف وقال: أتعجبت من وجودي يا زعيم !! ام ظننت ان رجالك سيقتلونني ان حاولت الهروب منهم !!!



صاح سلطان بجبروت هو يرفع جهاز تحكم عن بعد: المكان بأكمله مُحاط بالمتفجرات ............ ان لم تستسلموا بهدوء وتخرجوا طواعيةً من غير اصدار أي نوع من التمرد .......... فـ سنضغط ببساطة على جهاز التحكم وسينفجر المكان بأكمله بما فيه ........



اول من انزل سلاحه ورفع يده هم رجال غلام خان ......... ثم غلام خان نفسه ............ ثم رجال ديرفس ............



عدا ديرفس وحده الذي ظل واقفاً ويرمق سلطان بنظرات كالسهام النارية .........



قال فجأة له: تمنيت ان ألتقيك قبل هذا وبظروف بالطبع عكس هذه .........


سلطان ببسمة لم تتجاوز حدود عيناه: اما انا فـ لا ....


سأله ديرفس ببسمة ساخرة: ألم تتذكرني ...؟!


بادله سلطان السخرية: أكنت قد رأيت هذا الوجه البشوش من قبل وانساه !!!!


: تذكر ......... ميونخ ......... سكة حديد .......... قطار .......... انقاذ شاب غر اخرق لا يعرف الا الضعف والخنوع والاعتذار المستمر على من يسيء له ومن لا يسيء له ............

تذكر



رص سلطان على عيناه وهو يتذكر: اليهودي صاحب الطاقية ؟!!


ديرفس بابتسامة مجنونة تثير الريبة: اجل ......... اليهودي صاحب الطاقية القبيحة ............ أتذكرته الآن ......؟!


سلطان ببسمة قاسية: هل أصبحت الآن قطاً كبيراً بعد ان كنت فأراً شارداً !!!


اتسعت عينا ديرفس على نحو هستيري وقال بنبرة رجل مسّه جنون العظمة: بل أصبحت عظيماً ....... عظيماً يا سلطان


حرك سلطان فكه قبل ان يسأله باستفزاز واضح: كيف ؟؟؟؟


برقت عينا ديرفس بمشاعره المجنونة المتهيجة بداخله .......... هاتفاً بصوت عالي هستيري:
فعلت ما قلته لي ..... فعلت بالضبط ما قلته ....


سلطان: وما الذي قلته لك ...؟! ارجو الا يكون سبباً يجعلك ترد ديني لك بأن تتعدى على امن بلادي وسلامته ...؟!


رفع يداه بحدة وهو يجيب بجنون اخذ يرعب كل من يقف قربه: أجل هو السبب ... هو السبب .. الا تتذكر ما قلته !!
قلت لي ان القوة الحقيقية هي قوتك التي توجهها على نفسك لا غيرك .. هي قدرتك على مواجهة مكامن الخوف فيك والتنزه عن كل احساس يشعرك بالضآلة .. تذكر هذا جيداً .....

هذا ما قلته بالضبط






كان يتكلم بشكل غريب وكأنه فقد عقله حقاً .......... الا ان سلطان ابتسم بسخرية قاسية وقال باحتقار:
نسيت امراً واحداً يا صغير



رفع سبابته وهو يطرق بها جانب رأسه: نسيت استخدام عقلك وانت تطبق ما قلته ........ كذلك انسانيتك ............. فالقوة لا تدوم إلا بالإنسانية .... تذكر هذا .... لكن ليس هنا ..........

في السجن ....


اردف وهو ينظر بطرف عيناه لـ الضابط التابع للانتربول: تستطيع أن تأخذ الجميع يا مايكل ........ عدا ابا مرشد ورجاله


مايكل: هم لك


تقدم حارب ووجهه لا ينبأ سوى بالشر ........... شر حبسه في جوفه سنين طويلة ملؤها الحسرة والألم والمرارة والفقد:
بل لي



نظر لسلطان بعينان قويتان عازمتان قبل ان يومئ سلطان برأسه ويقول: هم لحارب ......




ببطئ .......... بثبات ............. بخطوات تدق الأرض دقاً لما يحمله صاحبها من مشاعر جبارة مجنونة هائجة ........



اقترب منه ............... هاتفاً بـ صوت خافت .............. انما شيطاني: اخيراً .....
أخيراً يا عبدالوهاب ...











بعيداً عنهما ....................... كان سلطان يتراجع وهو يتصل بـ بطي .......... هو لم ينسى وعده له لكن لم يرغب بمجيئه اول الصفقة كي لا يحدث له مكروه ..............



الا انه انزل هاتفه عن اذنه وهو يرى ديرفس المقبوض عليه يسير باتجاه السيارات ويهمهم بجنون/ضياع:
فعلت ما قلته لي سلطان .......... فعلت ما قلته لي .......... فعلت ما قلته لي ............ فعلت ما قلته لي




هز رأسه بشفقة حقيقية .............. ورغماً عنه .............. رغماً عن كل شيء ............. دعى له بالهداية الى الإسلام !!


فـ كل دين عدا الإسلام هو شتات ..... وظلام ....... وضنك ....... وممات !!!









نهــــاية الجــــزء الخــــامس والسبعون





.
.



المواجهة بين بومرشد وحارب ما انتهت .... ترقبوها ....... كذلك بطي

قراءة ممتعة جميعاً ............




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 29-10-19 الساعة 10:51 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 07:14 AM   #80

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




.
.





الجــــزء الســــادس والسبعــــون



،



إذَا جاءَني مِنْهَا الكِتَابُ بِعَيْنِهِ


خلوت ببيتي حيث كنت من الأرض


فَأبْكِي لِنَفْسِي رَحْمَة ً مِنْ جَفَائِهَا


ويبكي من الهجران بعضي على بعضي


وإني لأهواها مسيئاً ومحسناً


وأقْضِي على نَفْسِي لها بِالَّذِي تَقْضِي


فحتى متى روح الرضا لا ينالني


وحتى متى أيام سخطك لا تمضي




لـ قيس بن الملوّح




،




المنزل اصبح فارغاً تماماً .... ولم يبقَ سواهما .... بعد ان أمر الجميع ان يخرجوا منه .... عداه وابا مرشد


قال بنظرةٍ غدت معتمة اشد من ذي قبل: ما عرفتني ...؟!


ببرود شديد ............. ببرود غريب اثار استغرابه في الوقت الذي يجب عليه ان يتخذ هو وضعية البرود !


اقر أبا مرشد ببساطة شديدة: حارب


رغم ازدياد توجس حارب الا انه حافظ على جمود تقاطيع وجهه السمراء الشبيهة بـ والده تماماً ........... واخذ بخفة ينزع الشمع المتقن الصنع عن ندبته ووجنتاه وجسر انفه .............. وقال: هيه نعم ....... حارب .......


سأل مردفاً ما ان لمح بريق المعرفة بعينا الأخير: متى عرفت اني حارب ..؟!


ابتسم أبا مرشد بثلجية ليقول: مب من بعيد ... شكيت فيك من هاك اليوم اللي معاون غلام خان شافك وتخبرنا عنك .... عقبها ما عطيت للسالفة أهمية ........ بس يوم شفتك في العرس ولاحظت شقد الشبه بينك وبين لاكي .... شكي زاد ..... وقلت خل انبش منيه ولا مناك هب خسران شي ...... واكتشفت عقب ما طرشت ناس يسألون ورا عايلة جانجوس ان لاكي اساساً ميت من فترة .........


ضيّق حارب نظرته بصورة مبهمة وهو يقول: وشحقه ما قلت لـ ديرفس ..؟!


: واطوّف عليه شوفة مسرحية هزلية تصير جدامي ..... ههههههههههههههه لا طبعاً


اشعل سيجارته ...... قبل ان يأخذ نفساً قوياً منها ويخرجها من فمه ............... ويقول بينما هو يدور حول حارب بشكل مستفز:
وانت تسعى لـ شي يا ولد محمد .... خل غيرك يمشي جدامك ..... عسب ان طاح تتفادى انت طيحتك ......


ميّل حارب رأسه ليقول ببسمة لم تتجاوز حدود عيناه: يعني طول هالوقت كنت متخذ ديرفس الشخص اللي يمشي جدامك واللي على أساسه بتروم تتفادى طيحاتك ....


: امممممم تقدر تقول جيه ......... ديرفس غبي ............ وادريبه مظروب في مخه ويتعاطى ادوية نفسية ........... قلت شحقه ما استغله ....... نفيد ونستفيد ....... افيده بكوني احسسه انه كبير وشخص ما يفشل ابد .......... واستفيد كوني ازيد من فلوسي وسيطرتي وعلاقاتي ومعارفي حول العالم ....


قست نظرة حارب بأن قال بعدها: بس انتهى كل ها ... وطحت بين ايدنا


: انت تتحرا اني ياي وانا جاهل بالمداهمة اللي بتستوي ...؟!


عقد حارب حاجباه ببرود ولم يظهر ابداً صدمته مما يسمعه


أبا مرشد بشيطنة ساخرة: مسكين يا حارب .. مسكين .... ثرك لين الحينه ما تعرف بو مرشد ....


حارب: ليش ييت يوم انك تعرف ان نحن بنزخك !!!


: خل اصحح معلوماتك ... بومرشد ما يزخونه


اشر الى احدى النوافذ المطلة على الخارج وهو يردف: ييت عسب ما اشكك ديرفس فيّه ..... صحيح كنت اعرف بالمداهمة .... بس احتمال عدم حدوثها وارد ....


ابتسم بقسوة ليضيف اكثر: تصرفات سلطان وخططه محد يقدر التنبأ لها ...
ما بغيت اجازف عقب كل التعب والجهد اللي عانيته ....
ما بغيت اجازف بالفلوس او بالأسلحة ........ ديرفس صح مينون بس تصدر منه أفعال ما تتوقعها ...... تباه يكوّش على البيزات كلها وانا اطلع من كل شي ايد ورا وايد جدام ..!!! .. كان لازم اتأكد بنفسي ان الفلوس اللي بتتحول من جماعة غلام خان لين حساب ديرفس بيرجع اكثر من الربع لحسابي .....
طبعاً اكثر من الربع ليش ظنك !!!
ببساطة لان لبّس البارحة فليمون والمصري قضية إرهابية ما بيظهرون منها ابد ... مؤبد يعني ...... عقب ما عرف انهم كانوا يلعبون عليه ورا ظهره ويسوون صفقات بعيد عن عينه ..... فـ نصيب الاثنين توزّع علينا نحن الثلاثة ... انا وآندي وهو ....
عقب ها تباني اخلي كل شي وابتعد !!!
لا حبيبي ....... دخول الحمام مش زي خروقو ...


وضع حارب يداه داخل جيوبه ليقول: بس المداهمة حصلت ....... وزخيناك





لم يكد ينتهي من جملته .... حتى احس ببرودة معدن على عنقه .................... فوهة سلاح !




حرك أبا مرشد عيناه بنزق ليقول: ما كان له داعي كل هالتأخير عتيبي ..


قال ساخراً وهو ينفض عن كتفه العارية الاتربة ووساخة المنزل العالقة به: عيبتني سالفتك وياني فضول اعرفها كلها قبل لا ادخل رسمياً للمسرحية .... بعدين شو هالمكان الخايس الضيّج !!! ..... بغيت اختنق وانا ادش البيت من السطح .....


حارب بحاجب مرفوع ومن غير ان يلتفت: عتيبي ..؟!


اتسعت ابتسامة عتيبي على نحو اخرق ليقول: شحالك حارب ..؟!


حرّك حارب رأسه لينظر للشاب الذي يقاربه بالسن بطرف عيناه ......... ويقول بعدها بنظرة صقيعية: انت عتيبي ..؟!


: لا ابوه ههههههههههههههههههههههههه هههه


أبا مرشد بحدة: عتيبي لا تستخف دم .... ظهرني من هنيه بسرعة ....


قال عتيبي لـ حارب بنظرة تزيّفت بالاسف والخيبة: آسف حارب ..... عطاني فلوس ما حلمت ابها في يوم .... ما قدرت اردهن


أبا مرشد بانفعال: عتيبي يلااااا ... مابا حد من قوم سلطان يشوفك .... عقبها تصرف مع ها ... اجتله وادفنه في الصحرا .....


حرّك عيناه بضجر حقيقي وقال: متى عتيبي بيفتك من الروتين اليومي .......... زين زين يلا جدامي ...... حارب حبيبي كيب سايلنت ماباك تموت الحينه


كان يجب على حارب "بديهياً" ..... ان يطيع ما يقوله عتيبي ..... هو لا يعرفه ويجهل ما يتقنه ..... لذا كان من الأولى اولاً ان لا يتصرف بحماقة ويتسرع كي لا يعود الامر عكسياً عليه .........


ما ان اصبح الثلاثة امام سلطان ورجاله .......... حتى انتفض الجميع بصدمة وهلع ..............


كيف دخل هذا الرجل المنزل من غير علمهم !!!!!!



تقدّم سلطان صائحاً بذهول متوتر: حاااااااارب


حارب بهدوء تام: ما عليك سلطان ........... ما عليك ........... انا اروم اتصرف ...........


صاح خلفان قرب سلطان بقسوة .... ووجود شقيقه هنا وفي هذا الوقت قد جلب له "الهلع الخالص" ......... فـ عتيبي لن ينام الليلة من غير قتيل .......... هذه سنته في الحياة: عتيبي خله



حرّك عتيبي رأسه يميناً ويساراً هاتفاً ببلاهة متعمدة: منو يناديني ......... ما اشوفه .............


صرخ خلفان بغضب مجنون: غافااااااااان


صرخ حارب فجأة صرخةً شقت قلوب كل من يكن له المحبة والمودة ................ ما ان اطلق عتيبي رصاصةً على رجله اليمنى

تحولت تقاطيع وجه عتيبي ............ من البلاهة والسخرية ............ الى شيء لا يمت للإنسانية بصلة ..........وقال بصوت كـ فحيح الثعبان ..... خافت .... مرعب .... مثير للقشعريرة: اسمي عتيبي ................... عتيبي يا خلفان


رفع خلفان يداه بتوتر شديد هاتفاً بسرعة: عتيبي ........ عتيبي لا تتخبل زود .......... انت شو مصلحتك أصلا مع بومرشد ........... خبرني .........


ببساطة شديدة رد وهو ينظر لـ حارب الذي يعض شفته السفلية بوجع شديد وعيناه غدتا كـ الياقوت الأحمر اثر غضبه الناري المحتبس: فلوس


صرخ خلفان بانفعال حاد مستنكر: تبا فلووووس ..!!! فلوووووووس !!!
فلوس وابوك عوض بن خلفاااااااااان ....... بكامل عقلك انننننننننت !!!!!!


قال رافعاً حاجباً ببرود بالغ: ابويه سلمان ......


غمغم خلفان بخفوت وملامحه غدت محتقنة من الانفعال والقهر والغضب: خبل ..... خبل ......... سلطان شو السوات الحينه ......!!!


إبراهيم: ربيعنا وراه بالسنايبر ماله .......... نعطيه الإشارة


خلفان: لاااااا


سلطان بحزم شديد: لا إبراهيم اصبر


تنحنح بخشونة ليقول منادياً بصرامة: عتيبي ......



اخذ يدير وجهه ببلاهته المستفزة .......... قبل ان يقول: ماشوف اللي اطوالهم تتعدى المستوى الطبيعي


كرر سلطان بصبر شديد ..... صبر لأجل حارب .... وخلفان: عتيبي ....


تجاهله عتيبي وهو يقول لـ أبا مرشد بصوت جامد حاد: بومرشد .... جدامي


إبراهيم: اعطيه الإشارة ولا لا سيدي !!!


خلفان برجاء: اصبروا اصبروا


إبراهيم بقهر: ما ينفع الصبر الحينه خلفاااان


عتيبي: أي حركة منيه او مناك بفجّر راسه



فجأة من غير ان يستوعب احد .. حتى هو ......... هبط خلفه طيف .... سرعان ما اطاحه بضربه من كوعه على عنقه حتى ارداه ارضاً


: بتفجر راس منو يا حبيبي .... راس ولد عمتيه ...؟!


حارب بنظرة ممتنة: نهيان


زفر سلطان الراحة ليقول: ييت في وقتك


نهيان بحاجبان معقودان وهو يسند ابن عمته ويساعد على الوقوف: ما كنت بظهر لانك امرتني بهالشي بس ما رمت ايود عمري


اومئ سلطان رأسه بتفهم وهو الذي حقاً قد امر مسبقاً نهيان ان يختفي ما ان ينقذ حارب من ايدي رجال ديرفس بعد ان اكتشفوا امره ............ اختفاء نهيان كان يجب ان يحصل كي لا يكشف امره احد .....!!!!


همهم أبا مرشد بوجهٍ شاحب ... ومخطوف اللون من الصدمة العاتية: آ ............ آندي !!!!!


على كلمة أبا مرشد ......... كان خلفان يهرع اتجاه أخيه ليطمئن عليه


تجاهل نهيان وجه أبا مرشد المصدوم كلياً وهو يقول لـ خلفان مطمئناً إياه ببرود شديد: لا تخاف عليه قطو بسبعة أرواح .... خمس دقايق وينش ....


لم تمر حتى ثلاث ثوانٍ على كلامه الا وعتيبي يدفع بقسوة خلفان بعيداً عنه ويقول ببسمة قاسية: وايد خمس دقايق


ابتسم نهيان بسخرية .............. وحدّق بالشخص الذي كان نسخة مصغرة عن "عوض بن خلفان" .... مدربه ... ليس بالوجه بالمعنى الدقيق .... او بالعينان ..... او بالانف .... او بالشفاه ...... او حتى بشكل الفك ............. لا ........... بل بالابتسامة

تلك الابتسامة التي ما ان تراها حتى تشعر ان الدنيا كلها قد اظلمت امامك من الربكة والاضطراب !





وسط انشغال الجميع ببعضهم البعض ..... استغل أبا مرشد الوضع المرتبك .........


استدار وفعل اول امر خطر بباله ناسياً "من فرط توتره وهلعه" ان هناك سيارة تنتظره في قرية صغيرة بجوار القرية التي يقع فيها المنزل ...



هرع نهيان اتجاهه بسرعة .... وكان سيلتقطه بسرعة ومن غير جهد لولا ان دفعه حارب "بساقه المصابة" وزمجر بوحشية: خلووووه حقي ........ حقي اناااا هااااااا





اكمل أبا مرشد ركضه وهو يتجه نحو منحدر جبل صخري صخم مستغلاً ضعف ساق حارب ... لكن الاجرام الناضح من عينا الأخير يزيد من توتره مع ازدياد قربه منه ............ حتى تمكن من امساكه قرب حافة صخرة حادة .........


ضرب أبا مرشد ساقه المصابة كي يبتعد عنه .............. الا ان حارب كتم بقوة صراخه المتوجع بأن اخنق انفاس الأخير بساعده المحاطة بعنقه بعنف


هتف ابامرشد بانفعال وهو بالكاد يستطيع التكلم: لا تتحرا عمرك بتقدر ادخلني السجن ...... ان دخلتها يومين وبظهر ...... انا بومرشد ..... ومعارفي اكثر عن عدد شعر رااااااسك ...... حتى لو القضية فيها أسلحة ....... بظهر منها مثل الشعرة من العيين


غمغم بصوت اجرامي قرب اذنه: شرات ما قدرت اظهر ولد عمك الوزير من قضيته هاييج !!!


صرخ أبا مرشد بحدة شاعراً ان الحيل قد بدأت تنفذ من يده: ما عندك ولا دليل ضدي .......... انا اعرف زين خطوتي قبل لا اخطيهاااااااا .........


برقت عينا حارب الحمراوتان بشراسة ليقول: ومذكرات سعيد بن خويدم !!!!


اتسعت عيناه صدمةً من معرفة حارب بأمر المذكرات: مذكرات !!!!!


: هيه .........


بتلعثم ... وتوتر ... وارتباك .... قال: ا ا المذكرات هب موجودة ... مختفية .... لا انت ولا انا بنحصلهم .......... ولو حصلتهم ما بتلاقي الا كلام واحد ضعيف يائس ما لقى الا الكتابة عسب يطلع خيبته وفشله واحباطه فيها .......... واقدر اطعن بهالدليل بسهووووولة


دفعه حارب بقوة الى الامام ... ليمسك ملابسه من الخلف ويضرب ركبته بساقه السليمة كي ينحني ويجلس تحت رجلاه


قبل ان يقول بسخرية غاضبة: ها لو كان الدليل بس مجرد كلام واحد ضعيف يائس محبط على قولتك


ابتلع أبا مرشد ريقه ................ وقال بشحوب واضح: شو تقصد !!!


: ما خبروك اننا حصلنا مذكرات عميه سعيد !!!


صاح أبا مرشد بهلع: جذاااااب


حارب بابتسامة قاسية متشفية: ليش خايف !!


أبا مرشد بصوت مختنق مرتعب: انا ......... انا مب خاااااااايف


: لا خايف ........... لان السجن عندك اهون من انك اتم عايش والمستندات والاوراق هاييج توصل للناس المذكورين في الأوراق الموجودة في مذكرات عميه سعيد .......



: مب خااااااااايف ..... بومرشد ما يخااااااااف .... لا انت ولا غيرك بيروم يذلني ويخوفني تسسسسسمع ..... وشرات ما طاح ابوك وسعيد شرات الجلاب المذبوحة تحت ريلي بطيحك انت واللي معااااااااك ........




صياحه المرتعب ... المرتجف .... اشعراه بالجنون .......... بالتشفي الآتي على نحو مجنون مخيف ........... وكأن حياته الآن تقف على هذا المنظر ..... وهذا الموقف ..... وهذه الصورة:
تضمن تعيش يلين ما تشوفني طايح عند ريلك يا عبدالوهاب !!!!!


رآى الفزع الخالص بعينا أبا مرشد ............ الذي كان منذ لحظات يتشدق ويصيح تكبراً وتعالياً عليه ..........


في ثانية واحدة ........ كان يرفعه من الأرض ............ ويجره كما تُجر الخرفان ........... نحو مرتفع الجبل


ينسى الكثير حقيقة الأشخاص الذي يواجهونهم .... وحقيقة ما يبطنون ويعلمون ويتقنون ............. حارب ابن جبل !!
ابن منطقة اغلب ناسها بين الجبال والبحار ..... بين الصخور والوديان ......... تسلق جبل صخري وعر كهذا يعتبر لا شيء بالنسبة لهم !!!!!


رغم الدماء التي تنصب من ساقه ............ الا ان غضبه .......... ومرارة السنين التي عاشها ...... قد فجرا قوةً غريبة فيه ......... قوة انسته انه مصاب حتى !!


ما ان اصبح واقفاً في مرتفع لا بأس به يخوله لفعل الآتي ......... امسك بتلابيب أبا مرشد "اللاهث من الجهد والتعب والهلع"......


أصبحت ساقه على اطراف الصخر أي ان أية حركة بلهاء منه ستسقطه ويموت بعدها شر ميتة !



قال حارب بصوت خافت غليظ ..... بنظرة مجرم لا يعرف الرحمة .... مجرم كان في يوم من الأيام شاب صغير يضحك سعادةً بين امه وابيه .... وفي لمح البصر سُلبت منه السعادة .... والضحكات:
جاتل امي ...... جاتل عمي سعيد ..... جاتل ابوي ............... جاتل اخوي .............. تسببت في معاناة اختي ............ خطفت حرمتي .......... خططت وساعدت في تخريب بلادي ومساس بأمنها وامانها .........
هل تتوقع اني بخليك حي عقب كل اللي سويته !!!


هدر مرتعباً وعيناه بين حارب والارض "البعيدة عنه بمسافة ستسبب له على الأقل بالشلل الكامل ان سقط منها": حـ حارب .... انا ....

اكمل بتلعثم والحروف بالكاد تظهر منه بترتيب: ما .... ما جتلت امك ..... ابوك اللي جتلهااااااااا


زمجر حارب وسكاكين الحقد والكراهية تنهش عظامه: لانك خليت ابويه يتعاطى .......... يتعاطى يا عبدالوهاب .......... ابويه انا اللي ما عمره ودّر فرض ولا سنة .......... خليته يتعاطى سمومك ..........


التمعت عينا أبا مرشد بدموع الخوف الخالص وهو يصيح: انا ماااالي خص .. مااااالي خص .... ما قلتله يجتلهاااا .....



اتسعت عينا حارب على نحو هستيري وهو يكمل تعداد ضحايا الذي يتلوى هلعاً بين يداه: وعمي سعيد ...... واخويه .......


: عمك سعيد ما جتلته ........ ولا اخوووووك ........... ولاااااااا ..............


شد من قبضته على عنقه هادراً بصوت بحّ وتقطع من المشاعر المتهيجة بداخله: جتلتهممممم ........ كلهمممم جتلتهمممم يالووووصخ
انت وجلاااااااابك .........


: حـ حااااا....................


صرخ حارب عليه بوحشية: طاااااالعني .....


: حـ حااااااارب ...


صرخ اشد من ذي قبل: اقولك طااااااااااااااالعني ....


نظر نحوه أبا مرشد وصدره يعلو ويهبط بعنف .......


خرج زئير غليظ من حنجرته قبل ان يقول بنبرة شيطانية: طالعني زين يا عبدالوهاب ........ طالعني زييييييين


اتسعت عينا الأخير بشكل كبير وقبضة حارب على عنقه تمنع عنه استنشاق الهواء ................... وظنّها النهاية !!!!

لكنه اخطأ ...............



صرخ .... حتى صدح صدى صراخه بين جنبات الجبال ...............



فقء عينه اليمنى !!!!!



اخذ يلوي ساقاه يميناً ويساراً وكأنه قط يشارف على الموت


رماه حارب ارضاً بعنف ................ وقال بذات نبرته الشيطانية وكأنه لم يفعل شيء: تتحرا عمرك بتفلت بسواياك ....!!! .... تتحرا عمرك بتقدر تعيش للابد براحة وانت شال على ظهرك ذنب ناس ابريا ........ لا والله ما بتقدر ............


جر أبا مرشد الذي يبكي ألماً وهلعاً من عينه المفقوءة .................. مردفاً بصراخ متحشرج ملؤه المرارة/القهر: عيشتني الضييييييم .......... عيشتني المووووووووووت .......... وتباني اخليك مرتاااااااااااااح ........ تباااااني اخليك تنفد بفعاااااااااااايلك !!!
لااااا والله .................. لااااااا والله


: حـ حاااااااارب ....... دخيييييييلك ........... اخخخخخخخخخخخخ


حارب بنظرة شبه هستيرية: في يوم عرسي ....... يوم ييتني وانت رافع خشمك عليه وتتفاخر انك خطفت حرمتيه ...... شو قلتلك .....!!


: حـ حاااار..........


حارب: شو قلتللللللللك !!!!!!


صرخ أبا مرشد ببكاء متوسل وعيناه اليمنى تنزف دماً بغزارة: لا لااااااااا دخيييييلـ............. لااااااااااااااااا




كسر يده بقبضةٍ جبارة منه حتى سمع طرقعة ذراعه كلها ........



ابتسم بوحشية: هاي لانك طعنت بلادي في الظهر ......





من فرط المه .... احس به حارب سيفقد وعيه ............. لكمه بقوة على وجهه وهو يصرخ: نششش .... نشششش لا تموووت الحينه قبل لا ينتهي حسااااااااابنا يالجججججججلب


انتفض أبا مرشد من لكمة حارب ..... ثم قال بإعياء شديد: حـ حااااااارب .........




صرخ بجنون ما ان لوى حارب يده المكسورة حتى خلع كتفه ................



حارب باصقاً كل غضبه في وجه أبا مرشد الذي يتلوى بين يداه بلا حول ولا قوة: وهاي لانك جتلت اعز ما املك بايدينك الوصخه





هنا ............... لم يتحمل أبا مرشد .............. وفقد وعيه كلياً ............. فقده بعد ان اخرج حارب كل المرارة في روحه عليه هو وحده .............. المتسبب الأول والأخير لما حصل لعائلته ...........!!!!



.
.
.
.
.
.
.



شهر كامل مر وهو في مزرعته بعد ان عاد إليها فاقداً كل الامل ان تعود حصة معه .......... يتذكر جيداً ذلك اليوم الذي واجه به سيف وطلب منه بصرامة الا يقف بينه وبين زوجته وان يكون "محضر خير" في علاقتهما الا ان الأخير ابى ان يفعل ما ترفضه اخته شخصياً ..........


أراد مجيئها معه لكنها رفضت ............. أراد بناء علاقة جديدة معها بعيداً عن بداية علاقتهما السيئة لكنها رفضت .......... حاول التحدث مع اباها وجدها الا ان سيف كان من اقنعهما انه من الأفضل ان يخرجا ايديهما من الموضوع وهو من سيتكفل به !!!


لم يحاول التحدث مع والده وجده فالاخيران كانا من الأساس غاضبان عليه وبالطبع لن يقبلا ان يقفا بصفه بدل صف حصة !!!


ان ارادت العودة لتلك المزرعة فسيكون برغبتها هي وحدها لا برغبته ......


أحقاً اخطأ عندما اعترف لها بحبه !!!


أكان اعترافه هو الوسيلة لجعلها تذله وتهينه اكثر من ذي قبل !!!


تنهد بعمق .......... قبل ان يلتفت ويعود ادراجه نحو صقره المريض والذي منذ أيام يشرف على العناية به .......


الأسابيع التي مرت كان يعيش بتوهان ..... بنهارٍ يمضيه في عمله في دبي ..... ثم عصرٍ طويل يمضيه في الطريق الى مزرعته البعيدة عن دبي مسافة لا تقل عن الـ 120 كيلو متر ......... ثم ليلٍ يمضيه يناجي طيفها الحلو على النفس ..... الحمدلله ان النوم لا يتركه يتعذب اكثر لوحده !


عاد الى عمله بعد اجازته الطويلة وكانت عودته لصالحه .... لصالح قلبه فقط !!!







خرج من شروده وهو ينظر لـ هاتفه ................ ومن غير إحساس منه ................ رفعه وارسل رسالة نصية لها ..


"شحالج ..؟!"


بعد دقيقة ........... اتاه ردها


" بخير دامني بعيدة عنك"


ابتسم بشحوب ليكتب: "جذابة"


حصة: "الجذب خليناه لاهل الجذب"


فلاح: "انتي دومج تجذبين عليه يا حصة"


حصة: "متى جذبت عليك ؟؟"


فلاح: "تقولين ماباك وانتي تبيني"


دقيقتان مرت ... ليأتيه بعدها ردها الغاضب: "لو اروم ادخل ايدي من التلفون جان دخلته عسب اقطع خشمك يالخقاق"


بعد ثلاث دقائق ............. كتب بأنفاس ثقيلة عنيفة: "احبج"




لم تجبه !!!!!



عاد يكتب بمشاعر عنيفة: "رديلي"


كذلك لم تجبه !!!!!!!!


كتب بانفعال بالكاد يستطيع السيطرة عليه: "حصة"


عندما فقد الامل في الرد عليه ..... اتصل بها ........ الا ان هاتفها كان مغلقاً !!!!



تنهد بقهر ..... بخيبة ....... قبل ان يضع هاتفه في جيبه ويكمل عنايته بصقره ..............



.
.
.
.
.
.
.



يسير بغضب داخل باحة منزلها ...... ويكاد يقسم انه يرى نيران تخرج من عيناه من فرط ما يعتريه !!!!!


لقد تعدت كل الحدود ... كل الحدووووووووووووووود





: نعم



ما ان اتاه صوتها .... حتى استدار واقترب منها بحدة ....... هادراً امام وجهها بكل غضب الدنيا: بأي حق تساااافرين البحرين اسبووووع من غير شوووووري !!!!!!


رفعت حاجباً باستهتار لتقول: سافرت مع اخويه وحرمته هب مع حد غريب


هتف بذات غضبه العاتي: حتى لووووو .... شقى تسافرين من غير ما اعررررررف !!!!


: بس انا ما سافرت البحرين بس


تراجع وهو يقول باستغراب مفاجئ: هاه !!!


صدمته اكثر بضحكتها الساخرة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه


سألها بحدة: ليش تضحكين ؟؟


ميرة: هههههههههههههههههههههه سوري بس شكلك يضحك ههههههههههههههههههههههه


حمد قبل ان يبتلع ريقه بقهر: شو قصدج بكلامج هذاك !!!!


: امممممممممممممم سافرت وياهم البحرين .... وعقب اخويه فديته ما بغى يردني يوم قلتله أبا اسير الخبر .... والرياض ..... وووو
قطر


اتسعت عيناه بصدمة كاسحة ليقول بنبرة مرعبة: نعم !!!


حركت فمها بضجر ..... وقالت ببرود مستفز: شرات ما سمعت ........... يلا فديتك مع السلامة انا رادة من سفر وتعباااااااانة .... أبا ارقد ....




استدارت وهي تبتعد عنه .... الا انها توقفت ما ان اتاها صوته مكتوماً ... غليظاً ..... محترقاً: شهر كامل ما سدج تعذبيني بقسوتج وبرودج واهانتج اللي ما تنتهي !!!!
شهر كامل يا ميرة ............. ما برد اللي في خاطرج صوبي وانتي تصبحيني وتمسيني على كلام سم زفت ووصخ !!!!
شهر كامل ماا...........


رفعت كلا حاجبيها وهي تقول بدهشة مسرحية: شو اللي حادك تصبر عليه !!!! ...... طلّق ............


حمد بوجه مُرهق شاحب: الطلاق انسيه


ميرة باستهزاء قاسي: ليش ..... المرة الأولى ظهرت الكلمة منك مثل الزبدة ..... ساحت سيح بلسانك ...... شعنه الحينه ما تبا اطلّق !!!!


حمد: تسرعت المرة الأولى


ميرة باستفزاز واضح: اهاااا ...... يلا هب مشكله نتريا يلين ما تتسرع المرة الياية .....


حمد بصوت يشوبه القهر ..... والمرارة الحقيقية: ميرة ............... انا ندمان ............ صدقيني ندمان


ميرة بجمود: اندم بعيد عني .......... اندم عقب ما تقولي مرة ثانية "طالق"


اخفض اهدابه ليقول بعدها بخفوت غليظ: ذليتيني وايد يا بنت عبدالله


: طعم الذل يذبح ........... ذوقه شرات ما ذوقتني إياه


حمد: انا ............. احم .............. راد دبي اليوم ........... بيتنا خلص ............... باجر ان شاء الله قوم امايه بيردون


تجاهلته وهي تكمل سيرها نحو باب المنزل ....


هتف بصوت مرتفع كي تسمعه: ما بتقولين شي ...!!!


لم تجبه ...................... كيف تجيبه وهي بالكاد تستطيع السيطرة على مشاعرها "الداخلية" !



ناداها بنبرة تنضح بالندم واللوعة: ميرة


أكملت سيرها مكملةً تجاهلها إياه .... الا انه ندائه الأخير .............. الخافت المتوسل على نحو اثار نبضات قلبها ........... اوقفها .............

: ميرة




اقترب منها حتى غدا خلف ظهرها بالضبط .............


ارتعش ما ان دغدغت رائحتها انفه ................. رباااااااااااااااه

انه يعشقها ........... يعشقها حد الثمالة ..................



بوجع خالص .... اقترب منها ............ لا يعرف ما عليه فعله ليطفئ نيران روحه

أيكتفي بإحساس قربها !

ام يتجرأ ويشمها ............. يشمها فقط وكأن لمسها سيجعلها تختفي من امامه .......... وبعدها سيصاب لا محالة بالمرض !


اغلق عيناه ببطء وخفوت ....... واخذ يستشق شذاها المسكي وكأنه يريد ان يحتفظ به في روحه كي يتمكن من العيش حتى يراها مرة أخرى ......!!!!


حاول الابتعاد ..................... لكن أوامر قلبه لم تتوافق مع عقله !!!!







ارتجف جسدها ما ان شعرت به يقبّل كتفها ببطئ ... وما ان سمعت همسه الخافت يخترق مسامات روحها خرقاً عنيفاً: الله يحنن قلبج علي ...................................... مع السلامة


انزل عيناه ارضاً تحت صمتها التام ................ وذهب مبتعداً عنها خارج المنزل !!!!!



عندما خرج من المنزل ............ انقلبت معالم وجهها .... من البرود والجفاء واللامبالاة .............. للذبول والامتقاع فجأة


بخطوات متعثرة ... مرتجفة ............ دخلت المنزل .......


ووجدت امامها آخر شخص ترغب بمواجهته ................... خالتها ام العنود



يالله .................... لابد وان أمها "الخائفة عليها حد الوسواس من تغيرها وبرودها" قد شكت الحال لأم العنود وهي من أرسلتها كي تحادثها ..... رغم انها تعلم تمام اليقين ان الأخيرة لا تتدخل في شؤون غيرها بنفسها الا عند الضرورة !!



رأتها وهي تؤشر لها "آمرة بصمت حازم" ان تجلس ..........


ابتلعت ريقها باضطراب ............. وجلست على الكرسي الذي اشرت عليه ام العنود


وقفت امامها مباشرةً ............. هاتفةً بقسوة: اللي تسوينه غلط


قالت وعيناها على الارض: شو سويت ...؟!


ام العنود: تعرفين زين عن شو ارمس يا بنت عبدالله ......


ارتعش فكها بانفعال قائلة: انتي ما تعرفين شو سوابي ..


: امبلى اعرف


نظرت نحوها بوجه امتقع وغدا كـ لون الكركم ........ وقالت بصدمة: شو !!!!


هزت ام العنود رأسها آسفة على الحال الذي وصلت به ميرة البريئة اللطيفة ........ غاضبة منها ولأجلها بحق .......


: قبل شهر ريت يدج يالس على الدجة ... مويّم وحالته غريبة حسيته ضايج ...... تنشدته وهو عاده عسب يفج غيظه خبرني عن حمد وعن اللي قاله ........ ومن روحي عاده فهمت اللي صار كله .......... لان ماشي ريال حار يشوف اللي شافه ويروم يزخ روحه .....


عندما رأت صدر ميرة يعلو ويهبط بانفعال ............. اردفت مهدئةً إياها: اللي تسوينه غلط يا ميرة ............ طالعيني انا ارمسج .......






رمقتها بنظرة شرسة ملؤها المرارة ........... لتردف خالتها ام العنود بحزم: غلط يا بنتيه .... تراه لا بيبرد غيظج به ولا بيفيد فوادج المتعور .....



قبضت على يدها بقوة .......... لتقول من بين اسنانها: جتلني


لانت نظرة ام العنود بشكل عطوف حنون ............... لتكمل ميرة بصق كلماتها الحارقة: شحقه ما تبيني اجتله شرات ما جتلني ......


ام العنود وهي تجلس على ركبة واحدة امامها: انتي مب هو .... انتي ميرة .... ما ترومين تتصنعين القسوة وان رمتي تراها بتعبج في الأخير ......
انتي احسن منه .... لو هو ضربج واهانج وشك فيج تراه معذور هو ريال حار وشاف صور يخليه يشك بس انتي شو عذرج !!!


ميرة بعنف: عذره أقبح من ذنبه


ام العنود بصرامة: أقبح من ذنبه بس يظل عذر يا بنتيه ....... الغضب يعمي البصر والبصيرة ....... هو ما سوابج اللي سواه مستقصد هالشي ولا متعمده ..... لا .............. هو ضحية واحد جلب ..... شرات ما انتي ضحية .......


قالت ووذكرى تلك الايام تنهش روحها نهشاً: خالوه .... صلخ يلدي بعقاله ..... انتي مستوعبه هالشي !!!



أغلقت ام العنود عيناها وهي لا تستطيع تخيل ان ميرة ............ التي ربتها وكانت كـ إبنة صغيرة لها .... قد تعرضت لهذا الضرب الشنيع ..........



احتضنتها بقوة .................... لتقول تحت وطأة انفاس ميرة الثقيلة الحادة:

والله ما تهونين يا ميرة ... والله ............ والويع اللي فيج احس به .......... بس خبريني يا عمري ..... يلين متى بتخلين الغبنة تاكل فوادج جيه ....... امج تقول لا قمتي تاكلين ولا ترقدين شرات الاوادم ...... دومج نص الليل تيين عندها وترقدين في حظنها


زمت ميرة فمها وقالت باقتضاب: امايه ما تعرف تخش شي عنج .....


: ما رمست الا لأنها خايفه عليج يا بنتيه ...... انتي ما عدتي الاولانيه ............. وبعدين شو سالفة مص الصبع ها !!!



اخفضت اهدابها بانزعاج ما ان تذكرت ذلك الصباح الذي علمت به والدتها بشأن عادتها السرية عندما أتت عندها الليلة السابقة لتنام عندها ......


لا تريد تذكر هلعها ذلك والذي اشعرها انها غدت بنظر أمها كائن غريب آتٍ من المريخ ........... وبعد إصرار صارحتها بما كانت تفعله طيلة السنوات الماضية ..........


قالت بجمود متباعد كي تُبعد ام العنود من الدخول اكثر بشأن هذا الموضوع: ماشي سالفة ...


: ماشي سالفة وانتي تمصين صبعج شرات اليهال !!!!


هدرت بانفعال مفاجئ: امص ولا ما امص كيفيييي


ام العنود بصدمة: ميررررررررة


انفجرت ميرة بالبكاء .............. واعصابها لم تعد تتحمل المزيد ..................... هنا ادركت ام العنود انها ضغطت كثيراً عليها ................. فـ تداركت الوضع وهدأت من اعصابها ............


: شحقه الصايح الحينه ...؟!



هدرت من بين دموعها المتساقطة الحارة: آ آ آ .... آآآآآآسفة ........... والله آآآآآآآسفة ...... ماعرف شفيني ............ آسفة خالووووه



وسقطت في حضن خالتها .... ناثرةً على صدرها اوجاعها ..... وحزنها ....... ومرارة روحها ........






بعد ان هدأت ............. مسحت ام العنود دموعها بحنان ......... وقالت بعزم: ماباج جيه ميرة ... موليه ....اباج قوية مثل ماحيدج دوم ................ لو حمد هو اللي خلاج جيه بنطلقج منه ........


عندما لم يصدر من ميرة إجابة ........... اردفت بحزم: انتي تبينه ولا ما تبينه .....!!
قوليلي
لو ما تبينه انا روحي بخليه يطلقج .....


: لا


ام العنود بشك: ليش !!!


ميرة بصوت تحشرج من البكاء الطويل: هو يطلق من روحه ....


كررت ام العنود تساؤلها: ليش !!


: بس


ام العنود بحدة: ميرة


ميرة بإرهاق نفسي/عصبي: دخيلج خالوه خلاص


ام العنود بيقين ... وغضب: انتي تبين تذلين الريال زود ...


هتفت ميرة من غير لف او دوران: هيه


تنهدت ام العنود بعمق قبل ان تهمس بحنق: الله يصلحج بس ........ ماحيدج جيه يا ميرة


ميرة بجفاء ...... وجمود: هو خلاني جيه


ام العنود بنظرة حازمة: صفي قلبج يا ميرة وسامحي ...... ترى قسوة القلب هب لج ........ باجر ان اخطيتي ولا بدر منج شي هب شويه بحق الناس بترتيين المسامحه منهم ولا بتحصلينها .....
الله بيسلط عليج اللي بيعلمج صدق شقد هو رحيم على عباده من الناس وعسب يعلمج كل يوم تحمدينه وتشكرينه أن الرحمة بيده هو هب بإيد خلقه ......


رغم الرجفة التي اعترتها من كلمات ام العنود ..... الا انها هتفت ببرود شديد: حسستيني مسويه به شي يخليه يستحق هالكلام كله .....


ام العنود بنظرة حادة مقهورة: ميرة تبيني اذكرج قبل 10 أيام شو سويتي في حمد .....!!


عندما رأت شحوب وجه ميرة أكملت وهي تقف: مخليه الريال يبات الليل كله خاري في البرد ......


ميرة بملامح ممتقعة مخطوفة اللون: ا ا ... انااااااا ......


: انا وامج ويدتج عرفنا بس سكتنا عسب نشوف يلين وين ناوية توصلين ....... البشكارة يت اليوم الثاني وخبرتنا انها شافته راقد جدام دجة المطبخ الوراني قبل الفير بساعة ..........
خلاف سرنا عند حصة .... قلنا اكيد هي عندها العلوم ..... المصايب ان بغيتي تعرفينها عرفيها من حصة بنت عبدالله .....
وما خليناها يلين ما يرينا منها الرمسه كلها .....





افٍ من حصة التي لا تستطيع كتم شيء في جوفها ............. لن اشاركها ابداً افكاري مرة ثانية .........








أكملت ام العنود غير آبهة بتورد وجه ميرة من الحرج والربكة: زقرتيه اونج تبين تشوفينه .... ومن هناك عطيتيه بو لباس وخليتيه يترياج كل الليل في حوي البيت ......


ميرة بكذب جلي: ا ا ا ...... نسيت اني زقرته ورقدت ....


قاطعتها ام العنود بقسوة: جذبتي ..... زقرتيه وتعمدتي كل دقيقه تخبرينه انج نازلة يلين ما المسكين غفى فوق دجة المطبخ تقولين واحد محتاي فقير ....... أمه لو درت باللي سويتيه في ولدها والله ينها بتبغضه بغض إبليس



انزلت عيناها وهي تغمغم بجفاء: ليت عاده برد اللي فيّه صوبه ...........


تحركت ام العنود مبتعدةً عنها وهي تهتف بذات قسوتها: ولا بيبرد صدقيني .......... حكمي عقلج وعيدي التفكير باللي تسوينه ..........



.
.
.
.
.
.
.



أسابيع مرت على ذلك اليوم الذي عاد فيه صوتها ............ والى الآن تشعر بدغدغة في كل روحها ما ان تتحدث مع نفسها ما ان تنزوي بغرفتها وتبتعد عن الجميع ...............


السعادة تعتريها حد الوجع الا انها كلما همست بكلمة تتذكر المرة الأخيرة التي نطقت بها ...... هذا غير الرعب الذي يهجم عليها كل صباح ما ان تنهض من النوم شاعرةً انها فقدت صوتها من جديد وان ما حدث لها مجرد حلم جميل !!!


حديثها منذ أسابيع كان قليلاً ... مختصراً ...... ولأنها مضت عدة سنوات تستخدم يدها في التواصل .... فهي الى الآن ما زالت بعفوية تمارس ما اعتادت عليه الى ان تتذكر انها صوتها قد عاد وما عادت تحتاج ليدها او لدفتر وقلم لتتحدث مع الاخرين


ما زالت تتذكر بكاء عمتها ما ان علمت بعودة صوتها ....... ما زالت تتذكر جدتها ام والدها وهي تحتضنها بعنف وتتساقط دموعها بغزارة على كتفها ..... ما زالت تتذكر العزيمة الضخمة التي أقامها شقيقه في منزل جده في رأس الخيمة والتي على اثرها ذبح الذبائح ووزع لحمها على الفقارى والمحتاجين .....


ما زالت تتذكر العنود وهي تدخل في احاديث لا حصر لها فقد كي لا تتوقف عن الكلام وكأن الأخيرة كانت لا تصدق الصوت الذي تسمعه .......


وميرة الحلوة ........... الحلوة رغم حزنها الجلي وانطفاء حماسها الغريب ........... اهدتها من فرط سعادتها عقداً من الذهب الخالص .......


وحصة ....... الحنونة رغم شرود ذهنها الملحوظ وقلة حديثها الغريب عن شخصيتها ........... اهدتها حقيبة يد ذو علامة تجارية معروفة وغالية ........


وآمنة ....... وجدتها ام سعيد ........ وخالتها شريفة ......... وشما ........... وحنان ....... وناعمة .......... الجميع بلا استثناء سعدوا لأجلها واهدوها الغالي والثمين فرحاً بها .........


لكن الذي اثار حقاً خجلها ............... هو ما حدث عندما علم ذياب بأمر عودة صوتها !!


تتذكر جيداً ذلك الحديث الذي ألهب انوثتها حد السماء/الأرض



"



هتفت بحنق لشقيقها الذي يحادثها على الخط: يا ذياااااااااب


..


: لا حول ولا قوة الا بالله .... هاللي بيفضحنا على آخر العمر ... اثقل يا ريال اثقل


..


: وابوووووي ...... وصلت انك تترجاني يا ولد هامل ههههههههههههههههههههههههه هه


..


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههه بيودها عليك لين ما اشوف احفادك انا براويك


..


: هيه هيه بذلك ذل اليهد ههههههههههههههههههههههههه ههههه


..


: زين زين اصبر







أبعدت الهاتف وهي تناديها بخفوت حامدةً الله ان حارب ليس معهما: موزة ...


استدارت موزة نحوها باستغراب


ناعمة كاتمةً ضحكتها بقوة: والله مالي خص هو اللي محتشر عليه


عقدت موزة حاجبيها حيرةً وخجلاً فظيعاً .....


: يبا يسمع حسج


شهقت بصدمة وهي تهز رأسها باعتراض حاد ....


: قسم بالله مالي خص .... هو حاشررررني ....


هزت رأسها بـ لا غاضبة ....


: ماباج تشلين التلفون .... بس ارمسي قولي أي شي ..... خليه يعتقني لويه الله


هزت رأسها اقوى للمرة الثالثة وقالت بصوت مختنق: لـ ...... لااااا







عادت لشقيقها وهي تقول بحزم: ذياب ما تبا


..


: ما بحطه سبيكر


..


: اوهوووو صدق انك عنيد ... هاذوه حطيته سبيكر




احتقن وجه موزة وهي تسمع صوته الرجولي الرخيم: موزة ...



لم تنطق موزة ببنت شفه



ذياب وخفقات قلبه تطرق جدرانه بجنون: تسمعيني ..؟!!


ناعمة بمكر: تسمعك


ذياب بصوت متلهف: موزة أبا اسمع حسج


ولّت ظهرها ناعمة بخجل غاضب وناعمة انفجرت بالضحك العالي .....


ذياب بقهر: نعوم صخي ............. موزة ......... ورفجة ...... ورفجة بس كلمة وحدة


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههه ه ما تبا ترمس ذياب خلاص البنت ذايبة من المستحى


هتف ذياب وهو يتخيل موزة تحترق خجلاً وحرجاً منه: يا ويل حاليه ... مستحيه !!! دخيلج صورة على السريع


ناعمة بابتسامة مستنكرة: ذيااااااااب استح


تجاهلها ذياب وهو يقول لـ موزة: موزة ارمسي دخيلج .... قولي أي شي أبا اسمع حسج


كادت موزة من فرط خجلها ان تصرخ عليه غاضبة وتأمره بالسكوت الا انها لم تستطع .....


ذياب بأمر قاطع: قولي ذياب


ناعمة: ههههههههههههههههههههههههه هههههه ذياب خلاااااااااص


ذياب بعناد طفولي مُضحك: دخيلج قولي ذياب


ناعمة بحنق تمثيلي: بسكر التلفون ترى


ذياب بغيظ: ناعمة انطبي شوي ..................... موزة ..


ناعمة: يا هي بلشششششة ... شو بيفججنا عاد من حنة ذياب بن هامل ..!!


ناداها ذياب هذه المرة بـ خبث كي يستفزها وتتكلم: يالبتانية


شهقت موزة بقوة فجأة ....... لتنتفض بمكانها بغضب وتصيح بحدة: من حلاة عيووونك عاد .... يالسبااااااااال ....


فغر ثغره بصدمة ..................... شاعراً ان كل جزيئاته تذوب ............ وتذوب ............

انصدم من صوتها .... وذاب ............


هتف بصوت بحّ اثر المشاعر المُسكرة التي هاجمته على حين غرة ..... واثر الافتتان الذي ارعش جسده كله واثاره: نعوم ........... ها صوت منو .....!!


ناعمة بخبث: صوت منو بعد ..... ام يدتيه الله يرحمها ..؟!!


: صوتها !!!!!


ناعمة: هيه


ذياب بذات ذهوله ومشاعره المنتفضة المتخدرة .... وهو يتحرك حول مكانه لا شعورياً: حلفي !!!

لم تسيطر ناعمة اكثر على ضحكها من اخيها الاخرق: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه والله



: يخرب بيييييييييييييييييتها
اف اف اف



ناعمة بذهول: شبلاك .....!!



ذياب بصوت حاد مرتعش اقرب للأمر من الرجاء: اباها نعوم .... يوزوني إياه الليلة دخيلكم


على جملته الأخيرة .......... هربت موزة خارجةً من الغرفة ............... بينما ناعمة لم تسكت ابداً عن الضحك الهستيري ...........



"



التفتت "بوجه متورد محتقن" لـ ناعمة المنهمكة بين الكروشيه الذي تتعلمه وبين الحديث مع صديقاتها في برنامج الواتس آب ..... ورصت على عيناها: شفتج


ناعمة: هههههههههههههه خلاص خلاص ما برمسهن


موزة وهي تنزع الهاتف من يدها: الف مرة قلت وقت الحصة مابا لعب


: ههههههههههههههههههههههههه ههههههه حاظر حاظر ابلة آخر مرة والله



تصنمت انامل ناعمة فجأة


موزة باستغراب: شبلاج ..؟!


مسكت ناعمة يسار قلبها بعفوية وهي تقول بشحوب: ماعرف ...


موزة: بسم الله ... زيغتيني نعوم


تنحنحت ناعمة بخفوت لتقول ببسمة باهتة: احم ..... لا لا ماشي


موزة: شبلاج خبريني ...!!!


ناعمة: لا حبيبتي لا ..... اتوهم ....


موزة بقلق: تتوهمين شو ...؟!!


ناعمة: ههههههههه لا ماشي حسيت بويع في صدري عقب راح


موزة: تبين تسيرين العيادة ؟؟


ناعمة: لا لا خلاص راح الحمدلله







ربي ............. استودعتك يا رحمن إياه فاحفظه لي ولـ شقيقته ..........








وبسبب قلقها ..... غفت حواسها عن موزة التي كانت تهز ساقيها بتوتر منتظرةً عودة شقيقها الى المنزل ...... فـ هي قد قررت ان تعطيه ردها على خطبة ذياب لها الليلة ..............!



.
.
.
.
.
.
.



اتى مهرولاً ما ان أوقف سيارته بعنف قرب سيارة سلطان: وينه !!!


صرخ سلطان رافعاً يداه ليمنعه وعيناه تنتقلان يهلع بين وبين ذلك الذي استغل بسرعة اقتراب بطي: بطي لاااااااااااا


انقض عليه عتيبي من الخلف وهو يقهقه بشر: حظي اليوم قايم ما شاء الله


سلطان: عتيبي خله الريال ماله شغل في اللي امبينا


: لا تزاعق ..... الزعيق يصدعبي ......


خلفان: عتيبي ..... اذكر الله ...... قسم بالله اللي تسوي ما بيردلك بالخير .......


: لا إله الا الله محمد رسول الله ... يزاك الله خير اخوي العود .... يلا الحينه مضطر اخليكم .. سوولي درب انا والحلو هذا


بطي بتخبط وارتباك: منو ها سلطان !!!



اردف بسرعة وهو يرى وجوه سلطان ورفاقه المضطربة المتوترة: ها بومرشد !!!


عتيبي بسخرية: اخ لا .... انا هاك الشيبة بو ضروس سودا ..... سلطان ربيعك جرحني


سلطان بحدة: عتيبي .... روح مكان ما تبا بس خله .....


عتيبي بحاجبٍ مرفوع: اكيد بروح مكان ما أبا عيل بتم مجابلكم ... صح يلستكم ما تنمل يا خوان شما بس انا واحد بزي وعندي اعمالي الخاصة ....


خلفان: عتيبي .... طالعني


اشر بيده بضجر ولامبالاة: درب درب لو سمحتوا ....


خلفان بصوت مرتفع قاسي: خله ............. لا تلوث ايدك بالدم اكثر .......... هب عشاني ولا عشانك .......



ارتعش صوته وهو يكمل: عـ .....عشانها .........




رفع عتيبي يده ..... واطلق على القناص الذي خلفه بمهارة شديدة ...... قبل ان يعيد انظاره لـ خلفان ويقول بنظرة انقلب للسواد التام: عشانها ........... مستعد اذبح العالم كله


صرخ خلفان شاعراً انه ما عاد يستطيع التحمل اكثر: ليش عيل ما تذبحني وتريح نفسك لييييييييييش !!!!!!!


: قبل لا اشوفك محترق جدامي من القهر !!! ............ لا ............. انسى ................. موتك انت بالذات لازم يكون شرات موتي ................ ولا نحن اخوان على الفاضي


بهت الجميع وصمت وهم يستمعون للحوار الغريب بين الشقيقان ............


اشاح عتيبي عيناه عن أخيه بتعابير مبهمة مخيفة ................ وجرّ بطي معه الى ان وصل لسيارة خلفان ......


صاح آمراً: بطّل الموتر


نظر خلفان الى سلطان ................ ولم يخطو أي خطوة الا بعد ان اشر له سلطان بعيناه ان يفعل ما يقوله ........


فتح باب السيارة اوتوماتيكياً ..... قبل ان يرمي الجهاز الصغير داخل السيارة ويبتعد ............. آملاً بحرقة الا يفعل اخاه بـ بطي شيء لا يحمد عقباه ................




ادار وجهه مغمضاً عيناه بعنف .............. ولم يفتحها الا عندما طار الأخير بسيارته بعنف مصدراً صوتاً حاداً شق الأرض وهزها .............


همس بقلق وهو يستدير الى سلطان: بطي .....


تنفس الصعداء ما ان رآى الأخير يقترب من سلطان وهو بكامل صحته وعافيته !!!!



.
.
.
.
.
.
.






ليلاً
بعد عقد قران الدكتور ناصر وشيخة




الأيام مرت عليها بسرعة البرق .... لم تعتقد خلالها انها حقاً سائرة على درب مختوم بحياة جديدة .... وممن !!!!!
من ناصر ........... الذي كان لها الاب "الخيالي" عندما كانت فقيرة بـ "الحقيقي" ...... عندما كان اول من هز انوثتها جاهلةً أهي هزة طفلة تتعطش الحنان .......... ام انثى تتعطش الحب !!!!! ام ببساطة كلاهما !!!!!

عندما وافقت عليه ......... كانت غاضبة ... مصدومة ... الخذلان يجرحها !!!

لم تكن مستوعبة حقاً ان الذي خطبها ............. هو الدكتور ناصر بشحمه ولحمه .......... كان غضبها من والدها وردة فعله على اول خطيب يأتيها هو ما اعماها عن كل شيء آخر !!!!

لكن الآن ........ الآن بالذات .......... ادركت الوضع .........


ادركته وهي ترى نهيان يدخل منزل والدها "رغم ارهاقه الواضح" ملقياً السلام عليها من بعيد رامياً كالمعتاد عليه احدى كلماته التي تشعرها بالخجل والحرج ....


ادركته وهي ترى اختها الكبرى تمسح بطرف حجابها دمعة سقطت من عيناها داعيةً الله ان يرحم ويغفر لوالدتهم ......


ادركته وهي ترى روضة تعطر وتبخر ثيابها بيدين ترتعشان من التأثر ......... كانت الأخيرة بالكاد تستطيع السيطرة على دموعها !!!!


ادركته وهي ترى صديقاتها المقربات يرتبن زينة وجهها وشعرها ويساعدنها على تنسيق كل امر صغير يخصها !!!!



وبالطبع ........... ادركته كـ انفجار قنبلة بدماغها ............ ما ان وقعت على موافقتها في كتاب عقد القران !!!!!!






والدها خرج من المستشفى منذ اسبوعان .............. وخلالها لم تره سوى بضعة مرات قصيرة رسمية باردة


حقاً لا تستطيع ان تتحكم ببرودها امامه ............. فـ هي قد آمنت بقوة ان والدها ................... لا يراها سوى عبأ متعب وقد تخلّص منه !!!!!!




خرجت من شرودها ما ان سمعته يقول: شيخة .... مبروك يا بنتي ....



كان يقف ................ والدها يقف بكامل هيبته وطلته الإماراتية الجذابة !!!


متى عادت صحته واصبح بهذه القوة والنشاط !!!


اتراه عاد لما كان عليه في الماضي منذ فترة وهي ... بسبب بعدها عنه .......... لم تلحظ هذا !!!!!





اخفت مشاعرها في جوفها لتقول بجمود: الله يبارك فيك ......


قبّل رأسها بحنان بالغ "غفلت عنه بسبب افكارها الخاصة" ............. قبل ان يقول: ناصر ريال والنعم فيه .... الله يهنيج فيج ويهنيه فيج ..........



لم تجبه .... وانما اكتفت بإعطائه ابتسامة بالكاد ظهرت ........ وانزلت بعدها عيناها ارضاً .........



في داخلها ..... كانت تنتظره يحضنها بشغف ...... يمسك وجهها بقوة ويذكرها انه والدها ...... وانها لن تجد سواه "ان اظلمت الدنيا في وجهها وعانت من المشاكل في حياتها الجديدة" من يساندها ويقف معها ويحارب لأجلها !!!!


انه اباها الذي سيعوضها عن سنين الحرمان والفقد ..........!!!!




لكن ........ ويالخيبة روحها .............. لم يصدر منه أي شيء مما ارادته بقوة ............



ببساطة ابتعد وهو يقول ببسمة حنونة "كانت متكلفة بالنسبة إليها": بزقر ناصر ...



شيخة بخوف: و ..... وين ..؟!!!



خليفة: بزقر ريلج ...... يبا يشوفج



شيخة بلهفة موجعة ............. الا يكفيها اشتياقه الآن لوجه والدتها !: ايلس معايه شوي ...........


خليفة بعفوية: ههههههههههههههههه لاحقه عليه يا بنتي .....


لم يتجاهلها متعمداً ................ الا ان شيخة كانت من ظنّت هذا !!!!!!!!!!!








بعد ان خرج ............. مرت خمس دقائق ........... حتى دخل عليها ناصر مجلس المنزل الداخلي .....



: احم .................... السلام عليكم



رفعت عيناها نحوه بسرعة وانزلتها ................. لتقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته




يالله ......................... أيرى الآن امامه ............ ملاكه الحزين الجميل الذي يزوره كل ليلة في منامه !!!!!



مد يده نحوها مسلّماً ........


رأت يده الممدودة ... فـ احتقن وجهها خجلاً .... فوق احتقانه "حزناً" ............. ومدت يدها نحوه ............



الا انها شهقت ما ان احست به يلثم ظاهر كفها برجولة تعدت رجولة امراء العالم اجمع ............... حركتها ألهبتها واثارتها حد اللامعقول !!!!!



نظرت نحوها بنظرة برّاقة ..... وقال: شيخة


صوته .................. صوته يالله اثار دموعها ..................... أهذه النبرة التي كانت تنتظرها من والدها ولم تجدها !!!!


ابتلعت ريقها كي تتحكم بدموعها ................... بينما اذنيها تلتقطان بتشوش همسه الاجش: مبروك


بعد ان اخذ نفساً حاداً تبعد خلاله مشاعرها العاتية ........... قالت بحشرجة مكتومة: وانت بعد ......... احم .......... مبروك


ابتسم لطفولية كلماتها ...... وعفويتها الفاتنة ........... الا انه شعر انها مختلفة ............... وان هناك امر ما يحزنها !!!!!




وخاف ..................... أتكون غير راضية عن زواجها منه وان والدها قد اجبرها على هذه الزيجة !!!!


سألها بلهفة وكله امل ان يسمع العكس: فرحانة ......؟!


تفاجأت من سؤاله وارتبكت .......... قبل ان تقول بصوت حاولت إخراجه عادياً قدر المستطاع: ا ا .... الحمدلله


: من قلبج ..؟!


هزت رأسها بـ "نعم" ... وقلبها ينبض بالحزن/الخيبة ....


: ما احس بهالشي ..



فكها ارتجف ........... ولا شعورياً سقطت دمعة ساخنة على وجنتها ..........


انتفض خوفاً واضطراباً مما رآه ..... وبعفوية اقترب منها وهو يقول بقلق: شيخه .... حد جابرج علي ...؟!


مسحت شيخة دمعة بحرج شديد وهي تنفي بسرعة: لـ ... لا لاااا .....


ناصر بذات قلقه وخوفه: ليش الدموع انزين ..؟!!


: ما ... احم ..... اقصد ..... لا .... ماشي ..... عيوني تحرقني بس


ناصر بشك: تبيني اصدق ان عيونج تحرقج ...!!!



عضت شفتها وهي تهز رأسها بـ نعم وتقول: هيه


ناداها بصوته الرخيم المليئ بالحنان: شيخه


لم تتحمل صوته ................ انزلت عيناها وقالت بصوت مرتعش مختنق: مافيني شي دكتووور


ارتفع حاجبا ناصر قائلاً بذهول: دكتور !!!!


وضعت يدها على فمها وهي تدرك ما قالته ............ فـ انفجر ناصر بالضحك الشديد ........


تلألأت عيناها هذه المرة بدموع الحرج ............. وقالت بتلعثم وتخبط: آ ... آسفة


قهقه .... قبل ان يقول بابتسامة واسعة: ناديني ناصر ... انا صرت زوجج الحين ...


على وطأة صمت خجلها وتوهان مشاعرها .......... عاد يسأل ...... فقط كي يرتاح ضميره من ناحيتها:
انزين ما طمنتي قلبي .... تصيحين لانج مجبورة علي !!!


شيخة: لا والله ... أ أ .......


ناصر بترقب وصبر: أي !!!


شيخة بحزن: مابا أتكلم عن الموضوع الحين


شعر ان الموضوع حساس بالنسبة لها ......... فاكتفى بأن هز رأسه وقال: على راحتج ....



طرق باب المجلس فجأة .......... ليدخل بعدها كل اطفاله ........... واولهم منال ابنته ........... التي دفعت شيخة بحقد طفولي لتجلس بينها وبين والدها .........


كل ابناءه سلموا على شيخة الا هي ... فهتف بحزم ابوي: منال سلمي على خالوه شيخة

تجاهلته منال وهي تقول لشيخة بكره واضح: انتي مو حلوة


ناصر بصرامة: بابا منال عيب هالكلام


ابتسمت شيخة بحنان وتفهم لتقول: خلها ناصر عادي


صاحت وهي تنظر لوالدها مغاضبة: بابا مو حلوة ... ماما احلى منها بواااااااااايد ...


قسى نظرته هاتفاً لها بتقريع: مناااال



شعرت بالالم ..... والحرج ......... لكنها حقاً تتفهم الطفلة الضغيرة ولا تنوي الا بناء علاقة جيدة معها .....


لعبت بإحدة خصل شعرها وهي تقول برقة: وانتي احلى بنت شفتها في حياتي


زمت منال فمها قبل ان تدفع يد شيخة بعيداً عنها وتصرخ بحقد: لا تخربين شعري ولا بخبر عليج عميمة مناير


قال ناصر وقد نفذ صبره من ابنته الشقية ذات اللسان السليط: عيب يا منال .......قوليلها آسفة ............ يلاااا


منال بعناد: ما بقووووول


ناصر بحدة: منال تأدبي ....


: ما بقووول ما بقوووووول .......... وهاااا



ضربت بقوة بطن شيخة التي تأوهت بألم ........... لتهرع الصغيرة ركضاً نحو باب المجلس وتخرج .......



مسك كتف شيخة وهو يقول: عورتج ..؟!


شيخة ببسمة خفيفة: لا لا خفيفة ....


تنهد بقلة حيلة .... وقال بصدق: آسف


شيخة باعتراض لطيف: ياهل ناصر لا تتأسف ....... عادي مع الوقت بتتعود علي وتحبني


تأملها بحبٍ صافٍ ........... قبل ان يهمس بأجش: انا متأكد من هالشي



مرّر اصبعه على صفحة وجهها الناعمة ............... وهو يكمل بافتتان ..... وذوبان:
محد يشوف هالوجه العافية ........ وما يحبه ...........











نهــــاية الجــــزء الســــادس والسبعــــون






.
.



(استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) ..................




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.