22-10-16, 09:00 PM
| #993 | ||||
| نجم روايتي  
|  منقمر لياسوو انا مش مبينالو انا نويالو علي ايه سكته ومستحلفالو مش قيلالو ساكته ليه خليه يشوف بعنيه ايه اللي ناويه عليه هخليه يخاف من خيالو لما اغيب يوم عن عنيه كتر خيري اني قابلته واستحملتو ياقلبي زمان ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان من كتر عمايله بقلو كفايه انا وانت بقينا خلاص للناس سيره ع كل لسااااااااان هيجيني علشان يراضيني هقول ع عيني منستغناش وهسيبو يجرب مره عشان تاني مره ميعملهاش وبناقص عند بعند وبعد بعد ونيجي ع بعض خلاص يارجعنا يامرجعنااااااش انا مش مبيناله انا انا مش مبيناله انااااااااا خليه يدور عليا كل شويه وميلاقينيش خليه يتعب شويه ويحلم بيا وميشوفنيش مش هجري تاني وراه علشان غلبت معاه وعن نفسي هعود نفسي من دلوقتي ميوحشنيش كتر خيري اني قابلته واستحملتو ياقلبي زمان ييجي عليا واعديها ويسوق فيها معايا كمان من كتر عمايله بقلو كفايه انا وانت بقينا خلاص للناس سيره ع كل لسااااااااان هيجيني علشان يراضيني هقول ع عيني منستغناش وهسيبو يجرب مره عشان تاني مره ميعملهاش وبناقص عند بعند وبعد ببعد ونيجي ع بعض خلاص يارجعنا يامرجعنااااااش | ||||
|  |
|
23-10-16, 12:40 AM
| #997 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة 
| الفصل الثالث و العشرون " أمل " فتحت لها الخادمة باب الجناح لتدخل حاملة صينية بها طعام لسيدتها ، تقدمت ناحية السرير الكبير حيث تجلس قمر بإعياء رغم أن وجعها ليس جسديا و إنما نفسيا مع تلك القيود التي تربطها و تضغط عليها و الفراغ المظلم الذي يحيط بها من كل جانب ، فقد باتت حتى لا تفكر بما ستفعله و ما لن تفعله ، كل شيء بهت و أنهار فجأة ، عالمها الزهري الذي كانت تعيش كل يوم فيه على حدا رغم صعابه و مساوئه تداعت أسواره كاشفا عن واقع أشد ألما و أشد حلكة .. أتاها صوت داليا قائلة بلطف : - سيدتي ، لقد أحضرت لك العشاء زفرت بضيق لتكرارها لهذه الجملة كثيرا و تجد نفسها مرة أخرى مضطرة لإعادتها فأجابت بحدة : - كم مرة علي أن أكرر أن لا تجلبي لي شيئا داليا .. أنا لن آكل من طعام هذه العائلة السخيفة وضعت الصينية على الفراش لتعترض قائلة : - سيدتي أنتِ على هذا الحال منذ يومين وقفت على قدميها لتتوجه إلى الشرفة و تفتحها ليلفحها الهواء البارد ، فتغمض عينيها تتنفس بعمق تدفع تلك الذرات الباردة داخل رئتيها لعلها تخفف من النار التي تحرق صدرها - سيدتي تناولي القليل رجاءا . لم تستطع الرفض و رد طلبها فتقدمت ناحية الفراش تميل بجذها و تلتقط كأس العصير شربت نصفه و أعادته لمكانه و عادت لتثبت نظراتها على الواقفة تراقبها و التي زمت شفتيها بعبوس ما أن اعتدلت واقفة و توجهت إلى غرفتها ترتدي خفيها و تغادر الجناح كاملا رفعت داليا يديها باستسلام لا تستطيع مسايرة قمر و جنونها فالفتاة تريد قتل نفسها جوعا و تكون هي من تتلقى توبيخات سيدها بشأن الطعام الذي يدخل للجناح و يخرج دون أن يمس شيء منه و بصريح العبارة يخبرها أن تجبرها على الأكل و هذا ما لن تفعله و لن تفكر فيه أصلا .. قالت مخاطبة نفسها : - جهزي نفسكِ يا داليا لسماع توبيخات السيد ياسين توجهت إلى الشرفة و أغلقتها بسبب البرودة التي اكتسحت الجناح ثم حملت الصينية و خرجت متوجهة إلى المطبخ تضعها على الرف الرخامي . التفتت ناحية الباب ما أن شعرت بدخول أحدهم لتعض شفتها السفلية غيظا ما أن دخل مراد و أغلق الباب خلفه ككل مرة يحاول فيها التكلم معها .. وضعت يديها وسطها لتعلق بتذمر : - ما الذي تريده الآن ؟ و لمَ تغلق الباب؟ اقترب منها متجاهلا كل كلامها فما عاد يطيق أي شيء و خاصة صمتها و لعبة التجاهل التي تقتل أعصابه .. قطع المسافة التي بينهما ليقبض على ذراعيها قائلا من بين أسنانه : - أي عديمة ضمير أنتِ ؟ .. ألا تملكين قلبا ؟ .. أنا أخبرك بأنني أحبكِ بل أعشقكِ فلمَ لا ترحمينني؟ أشاحت بوجهها بعيدا عن أسر عينيه و تلك المشاعر المطلة منهما ، جزء منها يكاد يقفز سعادة بسبب اعترافه لكن الغصة التي استحكمت حلقها لا تسمح لها بأن تسعد ، بينهما اختلافات كثيرة أولها زواجه بتلك الحرباء و ثانيا الفارق الاجتماعي الذي لا يمكن تجاوزه ، و يا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فالمشكلة الأكبر هي معاذ و الذي حتما سيقلب الدنيا رأسا على عقب و لا يسمح لهما بالارتباط تمتمت ببرود : - ابتعد عني هزها قليلا كي تنظر إليه يتشبع من ملامحها الفاتنة ، طوال اليومين الماضين بعد عودتها منع نفسه بصعوبة من التحدث معها متحججا بمنحها مساحة كافية بعيدا عنه كي تفكر بهدوء لكن صمتها طال و دمر كل خلية فيه ، يريد إجابة على اعترافاته رد بسخط : - أنت تتصرفين بطفولية .. لا تسمعينني و لا تصدقينني و لا تتخذين موقفا حتى سحبت ذراعيها من قبضته بعنف لتهتف بوجهه : - لا يهمني ما تقوله أو تفعله فقط اتركني وشأني تجاوزته لتفتح باب المطبخ مغادرة فلن تسمح باستمرار الوضع هكذا ستضع نهاية لهذه المهزلة ، فوجئت بالباب يغلق و مراد يدير المفتاح يوصده ثم يرميه أرضا بينما يحاصرها بذراعيه . - ماذا تظن نفسك فاعلا بحق الله ؟ رفع حاجبيه عاليا ليرد بكل ثقة : - أمنعكِ من الهروب تأوهت بسخرية شديدة لتفكيره الصبياني ، ألم يمل بعد من لعبة القط و الفأر و المطاردات السخيفة ؟ .. لما لا يقتنع أن ما بينهما كبير .. حاجز لن يستطيعا تجاوزه مهما حاولا .. الحب وحده لا يكفي أحيانا .. هناك أشياء أخرى تقوم عليها العلاقة بين اثنين تبنى على أساس إختلاف الطبائع بين المرأة و الرجل .. هي ليست كأي امرأة ، رغم الضعف الذي تحمله كأي أنثى إلا أنها تستطيع تجاهل قلبها و سحقه و عدم إظهار الألم .. لا تثق به بعد .. و لا تثق بمشاعره رغم أنها تصدقها .. ألم يحب منال قبلا ؟ بل أنه منحها كل شيء ثم فجأة تغيرت أحاسيسه لتشملها هي !! .. ما الذي يضمن لها أنه لن يتركها هي الأخرى و يركض خلف حب جديد و امرأة جديدة .. لن تسمح له بأن يكسر قلبها ..لا هو و لا أي رجل غيره .. - يمكنك أن تفعل ما تشاء ففي نهاية الأمر لن نبقى هنا للأبد ؟ ثبت نظراته على عينيها ليجيب : - إن أردت يمكننا البقاء معا للأبد و لكنك تستمرين بمحاربتي عنادا .. لماذا لا تعترفين أنكِ تريدين البقاء معي كما أريد أنا ؟ اعترضت هاتفة برفض : - لست كذلك !! ارتفع صوته هذه المرة معبرا عن سخطه الشديد من تصرفاتها ليعلق بحدة: - لمَ تكذبين ؟ .. كل شيء فيك كذب .. تصرفك و كأنك تكرهينني كذب . قبض على ذراعيها مجددا يهزها بقوة ليكمل بصوت ذهبت حدته و تحول إلى الرجاء : - أنظري إلى عينيّ و قولي أنكِ لا تحببنني .. أنكري بقدر ما تشائين و لكنني أعلم أنكِ تحبينني . أسند جبينه على جبينها بحركة حميمية للغاية ، لقد تعب من محاولاته البائسة في جعلها تصدقه بل و تعطف عليه و تجيبه ،يحتاج إليها و يعشقها لكنها عنيدة و تستمر بالإنكار . همس لها بحب : - ارحميني يا داليا . أبعد جبينه لينظر إلى سواد عينيها و لمعة الضياع فيهما فبدت كمن يصارع نفسه في هذه اللحظة .. أرخت جفنيها تضغطهما بقوة كي تلملم شتات نفسها التي تبعثرت بسبب هذا الرجل و ما أن أحست بأنها مستعدة لمواجهة مشاعره فتحتهما .. قالت : - أنا لا أحبك كما لن أفعل لذا توقف عن إزعاجي بحركاتك السخيفة .. سيد مراد من صدمته ابتعد خطوة للخلف غير مصدق لكلامها ، لاحظ أنها لا ترتدي ثياب العمل فأدرك أنها ما زالت مصرة على عدم المبيت هنا بل في شقة شقيقها .. اقتربت منه هذه المرة و ما زالت تدعي القوة و الثبات لتكمل : - يستحسن أن تتوقف عن رسم أحلام زائفة أنا لن أكون لك أبدا لأنك لا تستحقني . ابتعدت عنه و توجهت إلى الباب الزجاجي الذي يطل على الحديقة فتحت و غادرت دون أن تكترث بالجو البارد خارجا ، تريد فقط الابتعاد بعد كلماتها القاسية تلك **** تجلس على حافة المسبح و قدماها تستقران وسط المياه الباردة تحركهما بعشوائية و الأفكار تتقاذفها هنا و هناك .. الأمور ازدادت سوءا أكثر مما كانت عليه و الانتقام مسها هي و أضرها أكثر من أصحابه .. قد تكون سببا مما هي فيه إن بطريقة أو بأخرى هي قبلت بهذا الوضع .. أن تكون مجرد بيدق في لعبة ياسين و دانيل لكن الاختلاف يكمن في أن الثاني توجها كملكة و يحتاج إشارة منها فقط كي يخضع لها أما الأول فهو وجع قلبها و بؤرة آلامها و أحزانها .. تحاول جاهدة أن تكرهه بعد كل ما فعله بل بعد كل ما قاله .. ولكن الأمر صعب .. أصعب من الموت حتى .. لا يمكنها بين ليلة و ضحاها أن تنساه و ترميه خارج أسوار قلبها و لكنها تسعى لذلك و ما أن تستجمع بعضا من قوتها المهتزة سترميه خلفها أحست بخطوات تقترب منها ليجلس صاحبها بجانبها ليأتيها صوت سائلا بلطف : - عزيزتي هل تشعرين بالبرد ؟ - اغرب عن وجهي يا مراد . تجاهل طردها له و نقل نظره إلى المياه يشعر بالتردد من محادثتها رغم تخطيطه المسبق لفعل ذلك إلا أنه يجد صعوبة في تنفيذ ما خطط له .. أجلى صوته ليقول بأسف : - قمر .. أنا أعتذر منك بسبب كل ما فعلته منال لكِ .. أنا آسـ.. لم تسمح له بإتمام جملته حيث قاطعته بحدة : - لا تفعل .. وفر شفقتك لنفسك ابن عمي العزيز فأنا لا أحتاج إليها .. ما حدث قد حدث و لن يرجع الزمن للوراء بعد اعتذارك هز رأسه بحسنا و نظراته على جانب وجهها ، يعلم أنها تحب ابن عمه و تتعذب كون حبها من طرف واحد فواضح أن ياسين لا يبادلها مشاعرها و لن يفعل .. قال : - لا بأس إن بدأنا من جديد طالما أن الأمل ما زال موجودا . سمع تنهيدتها التي بدت خارجة من أعماقها و أجابت دون النظر إليه : - أنا خسرت أملي فما الذي بقي لي ؟ فهم ما تريد قوله ، كانت تتكلم عن طفلها و خسارتها له و لم يجد ما يقوله فما من كلمة قد تكون مناسبة ليواسيها بها خاصة و أن منال اللعينة هي من تسببت في ذلك .. فاكتفى بأن ربت على رأسها بلطف ليقول : - الزمن كفيل بمعالجة كل الآلام وقف مغادرا فتوقف ما أن سمع سؤالها : - كيف استطعت تجاوز حبك المجنون لمنال ؟ استدار نصف دورة كأنه يتأكد من أن السؤال صدر منها .. صمت قليلا ليجيب : - لم يكن حبا ، كانت مجرد نزوة أو يمكنك القول أنه تحدي .. فأنا أردت الفوز على ياسين و منال كانت مقربة منه لذا حصل ما حصل شبه ابتسامة ظهرت على وجهه ليضيف بنبرة حملت بعض السعادة :- أنا قد وجدت حبي الحقيقي و هذا ما جعل تجاوزي لمنال سهلا للغاية بقي واقفا مكانه ينتظر أي رد منها فلم يجد سوى الصمت ، تنهد بضيق ثم استدار مغادرا و توجه إلى مكتب ابن عمه أو كهف الأعمال كما يحب تسميته فما أن يدخل ياسين إلى تلك الحجرة لا يخرج منها إطلاقا .. يتبع ... التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-01-18 الساعة 03:56 PM | |||||||||
|
| |
|
23-10-16, 01:17 AM
| #998 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
23-10-16, 02:17 AM
| #999 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| طرق الباب و دخل دون سماع الإذن ليقابله وجه بملامح جامدة لا تعبير فيها .. قال باستنكار : - أتيت أخبرك أن زوجتك في الحديقة تكاد تتجمد من البرد .. إن كنت لا تعرف كيف تعتني بها دعها و شأنها التوت شفتاه بسخرية ليرد متهكما : - عشت لأرى ابن عمي يعلمني كيفية الاهتمام بزوجتي ... شيء مؤثر حقا رماه بنظرات ساخطة ليغادر المكتب صافقا بابه بقوة فالخطأ خطؤه منذ البداية ، ما كان يجب أن يتحدث مع ذلك البارد اللا مبالي بأي أحد .. أما ياسين فقد وقف من كرسيه و توجه إلى نافذة المكتب يبعد الستائر ، ليرى قمر تجلس على حافة المسبح و كان واضحا أنها لا ترتدي شيئا ثقيلا ..تمتم بكلمات مستنكرة ليخرج متوجها إلى جناحه .. مخرجا بطانية من الخزانة .. كانت خطواته المتزنة و الثابتة تقترب منها و على غير عادتها لم تنتبه إليه و ما أن شعرت بشيء ما يلتف حولها ظنت أن مراد قد عاد فقالت بسخط : - بحق الله مراد ، قلت لك أغرب عن وجهي . - هذا أنا ما أن سمعت تلك البحة التي تميز صوته عن الجميع حتى رفعت رأسها إليه تنظر إليه بدهشة سرعان ما تحولت إلى غضب .. أخرجت قدميها من الماء و دون أن ترتدي خفيها المرميان على العشب ..أبعدت البطانية عنها و انسحبت عائدة إلى الداخل و لم تتوقف عن الشتم لحظة واحدة بسبب المسافة التي بدت لها طويلة للغاية و قدميها تشعر بهما تجمدتا من البرد بل كل جسدها .. لتشعر مجددا بذلك الشيء يوضع حول جسدها و قبل أن تعترض كانت ترتفع عن الأرض لتكون بين ذراعي ياسين .. حاولت التحرك بعنف لكن ذراعاها مقيدتان و لا تستطيع الحركة .. وصلا إلى الجناح فأدخلها ثم وضعها على سريره الذي كانت تستخدمه منذ أن عادت .. لتغادره متوجهة إلى غرفتها فأوقفها بأن أمسك ذراعها و قال : - لم تنجحي في قتل نفسك جوعا فأردت فعلها بجعل نفسك تتجمدين ؟! سحبت ذراعها من قبضته و صرخت به : - ألا تفهم ؟ .. أنا لا أريد التحدث معك و لا رؤية وجهك. و مجددا حاولت المغادرة فلف ذراعه حول خصرها يقربها منه و يكبل حركتها .. يريد التحدث إليها بهدوء و مساعدتها لتتجاوز محنتها و لكنها لا تفهم و تستمر في مقاومته بكل شراسة .. - أنا آسف و لا أعلم كم مرة قلت هذه الكلمة اللعينة كسابقة أولى في حياتي و سأقولها ثانية أنا أعتذر على ما حصل لكِ نظرت إلى عينيه الحادتين و ملامحه التي رغم غضبها منها و لكنها اشتاقت إليها بشكل بائس .. أرادت أن يخرج صوتها غاضبا و حادا لكنه خرج عاتبا و حزينا : - تعتذر على ماذا بالضبط؟ .. على الألقاب التي نعتني بها أم اتهامك لي بسبب صورة سخيفة ؟ .. تعتذر على تخليك عني عندما دخلت السجن أم لأنك كنت مستعدا لترميني خلفك كقطعة بالية ؟ سقطت أولى دمعاتها حين أضافت : - هل أنا رخيصة لتلك الدرجة؟ .. كل ما فعلته هو أنني أحببتك . لم يستطع إخفاء دهشته من تحولها المفاجئ بل و اعترافها الصريح بحبه فلم يسبق له أن سمع هذا منها .. رفعت يدها تضعها على وجنته لتضيف : - أنا أحبك رغم قسوتك اللعينة .. رغم برودك السخيف و لكنني ما عدت أطيق هذا العذاب .. دعني وشأني و طلقني أنا ما عدت أريد الاستمرار أجابها بصوت حازم : - أنا لن أطلقكِ .. على الأقل ليس الآن مسحت دموعها بسرعة لتدفعه بقوة بعيدا عنها لا تتحمل فكرة أنه يتلاعب بها ، لطالما أصر على الطلاق فلما غيّر رأيه فجأة ، قفزت إلى ذهنها تلك الفكرة .. نعم ، الأمر ليس شفقة أو شيء من هذا القبيل فياسين لن يحمل سوى مشاعر الحقد نحوها و تأخير أمر الطلاق بسبب رئاسة الشركة و الاتفاق الذي عقداه قبل أشهر ابتسمت بسخرية شديدة لتقول : - ألا تلاحظ أنك تؤذي من حولك بقراراتك و أنانيتك ؟ .. أنت دائما تتخذ القرارات الصائبة من أجل الجميع أليس كذلك؟ .. لا ترتكب أي أخطاء . تابعت و قد اكتسب صوتها بعض الحدة : - أنت لا تقدر قيمة ما تملك لذلك تفقد كل شيء .. تتصرف ببرود و تسعى إلى الانتقام دون أن تكترث لعمك الذي لطالما أراد حمايتك بل و تخلى عن حياته لأجلك أنت و ابن عمك الآخر التقطت نفسها عميقا لتضيف : - لديك صديق لا يعوض بثمن و كاد يموت بسبب قراراتك و ماضيك اللعين حتى حارسك مستعد لأن يمنحك روحه إن طلبتها .. حتى مراد يحبك .. رغم تباعدكما و لكنه يحبك ببساطة و لكنك لا ترى هذا و تكتفي بنظرتك السوداء للجميع اقتربت خطوة منه ناظرة إلى عينيه ، و لم تلمح نظرة التشتت و الضياع التي نجح في إخفائها خلف بروده فأكملت : - الجميع بجانبك و يساندك و لطالما كانوا معك و لكنك تعذبهم .. لننسى أمرهم جميعا .. ماذا عني أنا ؟ قبضت بيديها على قميصه لتتابع صارخة و قد بدأت تفقد تماسكها - ماذا عني ؟ .. أنا أحترق .. نيران تشتعل داخل صدري حتى البرد خارجا لم يستطع إخمادها .. نيران انتقامك التي اختطفت طفلي مني و نيران حبك اللعين . مد يده ليضعها على كتفها و لكنها ابتعدت للخلف ترفع يديها لتمسح دموعها التي عادت لتتساقط مرة أخرى .. هزت رأسها بيأس وقالت بألم : - حقا لا أحد تضرر بسببك .. و دائما تتخذ القرارات الصائبة . ألقت عليه نظرة غاضبة لتتوجه إلى غرفتها و تختفي خلف الباب و ياسين مكانه لا يحرك ساكنا بل بقي ينظر إلى حيث اختفت يحلل كلماتها السابقة ( الجميع بجانبك و يساندك ) .. **** صباح اليوم التالي غادرت الجناح و كانت تنوي مغادرة القصر لكن داليا أوقفتها بأن قالت : - سيدتي ، السيد كمال يريدك في غرفة الطعام . رغم رغبتها في تجاهل الأمر إلا أنها قررت الذهاب و معرفة ما يريدونه منها و هذه المرة ستضع النقاط على الحروف و ليفهم الجميع أن وقت استغفالها قد مضى دون رجعة دخلت الحجرة الكبيرة دون أن تلقي التحية على أحد ، نظرت ببرود لكمال الذي ابتسم ما أن رآها و لكن نظراتها قتلت ابتسامته ليدب الخوف داخله يخشى ردة فعلها بعد الذي سيقوله . قال : - صغيرتي اجلسي و تناولي فطورك معنا تنهدت بقلة صبر لترد : - لا داعي لإطالة الأمر لذا أخبرني لمَ طلبتني هز رأسه بحسنا ليقف من كرسيه و يقترب منها حتى أصبح أمامها فأدخل يده في جيب سترته الداخلي يخرج شيئا و مده لها .. أمسكت بالهوية بين يديها تقرأ ما كتب عليها و سرعان ما قال كمال بسعادة : - عندما كنتِ غائبة عنا سجلتك باسمي أنا و ليلى لذا أنتِ الآن قمر كونيناف نقلت عينيها لتثبتهما عليه فتبتسم بسخرية من هذا الموقف ، هو حقا لا ينتظر منها أن ترتمي عليه تحتضنه و تشكره على محاولته العظيمة ؟! .. فات الأوان على لعب دور الأب و منح ابنته أدنى الحقوق و هو الاسم . استدارت نصف دورة بجسدها لتقول للخادمة الواقفة على بعد خطوات منها : - اذهبي و أحضري لي ولاعة أو عود ثقاب نفذت تلك الأوامر فورا بينما اتسعت أعين الجميع يطالعونها بتوجس ، فما الذي قد تفعله ؟ عادت الخادمة مجددا و مدت لها ما أرادت فنظرت قمر إلى والدها محتفظة بابتسامتها الساخرة لتمسك الهوية بطرف أصابعها بينما باليد الأخرى أشعلت الولاعة لتقرب لسان اللهب منها لتشتعل النار فيها و تشحب ملامح كمال ، بل إن جميع من كانوا في الحجرة وقفوا من صدمتهم حتى ياسين لم يتوقع هذا منها وهي التي كانت تطلب أن تحصل على اسم كونيناف .. قطعة صغيرة بقيت لم تحترق فاقتربت تضعها في كوب القهوة الخاص بزوجها و عادت لتقف أمام والدها تتكلم من بين أسنانها : - لتذهب أنت و اسمك و كل عائلتك و أموالك للجحيم يا كمال كونيناف شهقة صغيرة خرجت من شفتي مريم و سوزان بعد أن دوى صوت تلك الصفعة التي وجهها كمال لإبنته ليصرخ في وجهها : - إياكِ و أن تتصرفي بوقاحة معي فهذا لن أسكت عليه أبدا . وضعت يدها على وجنتها بألم و عيناها امتلأتا بالدموع التي تأبى أن تسقط و ردت هي الأخرى بوعيد : - إياك أن تنسى هذه اللحظة يا كمال كونيناف .. إياك . استدارت مغادرة بخطوات راكضة بينما ساد صمت رهيب وسط غرفة الطعام ، لينهار كمال على كرسيه يدفن وجهه بين يديه و يردد بألم : - ما الذي فعلته؟ .. لقد رفعت يدي عليها؟! شتم ياسين بصوت عال يلعن كل ما يحصل ، ما كان ينقص إلا أن تزداد الأمور تعقيدا ، قد تكون قمر أخطأت و لكنها غاضبة و ما زالت تحتاج إلى وقت لتتعافى لكن عمه أفسد كل شيء و الله وحده يعلم ما قد تفعله تلك الفتاة .. خرج يحاول اللحاق بها فكانت تحدث الحارسين بجانب البوابة الحديدية يبدو عليها الغضب الشديد .. - بحق الله لا تفقداني ما تبقى من أعصابي و افتحا قطعة الحديد هذه !! رد أحدهما بهدوء : - السيد ياسين منعنا من السماح لك بالمغادرة . أغمضت عينيها بقوة تكبت أعصابها ثم صرخت - افتح البوابة اللعينة يا تمثال السخافة . سمعت صوت زوجها المقترب منها - قمر توقفي عن التصرف بغباء. - قل لهم بأن يفتحوا البوابة - لن تغادري - ياسين لا تفقدني أعصابي ..أريد المغادرة !! ..سحقا لك أريد الخروج!! تنهد ياسين بقلة حيلة وأشار برأسه للحارسين في حركة فهماها راقب قمر تصعد سيارة ذلك الصديق الدخيل الذي تملكه و لا يدري سبب الضيق و الحنق اللذين يشعرهما .. انتقل بعينيه لينظر لمكان ما خلف إحدى الأشجار و قد ظن لوهلة أنه فعلا رأى شخصا ما و لكن سرعان ما نفض عنه تلك الشكوك و عاد إلى القصر ليجد معاذ في انتظاره .. التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-01-18 الساعة 03:59 PM | |||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| صدفة، قمر |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
229Likes
العرض العادي
