رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة *

[modyblue]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور في انتظار الجلمود المتجمد

[rontii]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور في انتظار الجلمود المتجمد

ههههههخ عحبتني التسمية جدا ﻻيقة عليه

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 4 والزوار 0) ‏قمر الليالى44, ‏bella snow, ‏الفاتنة..., ‏Just give me a reason

[bella snow]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيباتي اعذروني على التأخر
الفصل رح يكون معكم بعد ثواني

[bella snow]

الفصل السادس ج 2

"منعطف جديد "

سألها : - إن كنت تقصدين ياسين أو مراد فكلاهما قد كبرا ولم يعودا يرجعان إلي في أمورهما ...إذا من هذا الذي يحتاجني؟؟
- ابنتك !
حملق فيها كمال بتعجب كبير و ظن لوهلة بأنه قد أخطأ السمع
و عندما لاحظت ملامح الدهشة والحيرة عليه أردفت :
- أنا وأنت لدينا ابنة
شعر وكأنه علق في دوامة وكأنه دخل ثقبا أسودا ..عادت به ذكرياته إلى ما قبل عشرين سنة ، لا يمكن أن الخطأ الذي ارتكباه ذلك اليوم قد نجم عنه طفل ...طفل له من ليلى !!!
وقف من مكانه بسرعة غير مصدق لما تقوله ...سأل بصوت عال :
- ما الذي تقصدينه ؟ و أين هي ابنتي ؟
أغمضت عينيها بألم ، صعب عليها أن تقول هذا الشيء فهي تفتح على نفسها وفي آخر أيام حياتها أبواب جهنم ...لا أحد سيتقبل هذا الأمر خاصة الأشخاص المعنيون به
خرجت الكلمات منها بصعوبة شديدة :
- ابنتك...ابـ..ابنتنا هي قــ..قمر
شعر كمال وكأن دلوا من الماء البارد سُكب عليه ، ما سمعه الآن يتجاوز المعقول ...ابنته كانت أمامه وتعامله كالغريب
انهار على الأريكة يخفي وجهه بين يديه المرتجفتين
تخبأ الحقيقة غالبا خلف الأبواب المغلقة
لكي نحمي أسرار ماضينا وخوفنا من أن تتحرر من جديد
و أحيانا تكون الحقيقة ثقيلة لدرجة
أن تتألم بمجرد معرفتها فقط
قد تختبئ الحقيقة خلف مئة قفل
ولكن عاجلا أم آجلا ستفتح تلك الأقفال
عندما رفع عينيه إلى ليلى التي كانت تبكي بصمت لاحظت كيف كانتا تلمعان بغضب هادر ولأول مرة يغضب منها كمال ...و معه كل الحق فليس من السهل أن تعرف بعد عشرين سنة بأن لك ابنة لم تعرف عنها شيئا ...لم ترها كيف تكبر وتخطو أول خطوة ...لم ترها كيف تضحك وتنطق بكلمة "أبي "
- إلى متى كنت ستخفين ذلك ؟ ...أجيبي ..هل كنت ستدفنين هذا السر معك وتحرمينني من ابنتي أكثر من المدة التي حرمت أن أمارس أدنى حقوقي اتجاهها ؟؟
صرخت بدورها قائلة :
- ذلك اليوم عندما اتصلت بك ...أتيت لأخبرك بأنني حامل ولكنك لم تمنحني فرصة للتكلم فقد قلت بصريح العبارة أنك لن تتخلى عن واجبك اتجاه ابني شقيقيك مقترحا علي أن أنساك هذه الفترة
أنت لا تتوقع مني أن أفرض نفسي على شخص لا يريدني !
قال بصوت منكسر :
- ولكنك لم تخبريني بحملك ...ليلى إنها ابنتي ...لقد حرمت من شيء ينتمي إلي

وبينما كانت غرفة الجلوس يملأها الصراخ كان المطبخ في حالة من السكون العجيب
مريم تبكي بصمت وتتأسف على حال خالتها
بينما يحيى يقف مصدوما شاحب الوجه وكأن الدماء قد سحبت منه
****
عادت إلى جناحها في الفندق غاضبة وحانقة بشدة على ياسين فها هو قد خرج مجددا إلى عمل مهم وقال بأنه سيتأخر أو بصريح العبارة هو لم يقل بل معاذ هو من أعطاها هذه المعلومة
ذلك الطاووس المتبجح سيندم على كل أفعاله يوما ما
فقط لو يتكرم القدر عليها ويعطيها فرصة للكمه تقسم لن تتوانى عن تشويه وجهه كي لا تنظر إليه أي امرأة
دخلت الجناح مجددا وسارت نحو تلك الردهة المؤثثة بأرائك فخمة لعلها تستمتع بمشاهدة التلفاز
توقفت مكانها عندما رأت ذلك الرجل الأسمر عريض المنكبين يجلس على إحدى الأرائك واضعا ساقا فوق أخرى ويبتسم بمكر
نظرت إلى البطاقة التي فتحت بها باب الجناح لتتأكد من أنها لم تدخل جناح شخص آخر
و حينما تيقنت من أنها في المكان صحيح تأهبت كل حواسها وانطلق ناقوس الخطر في عقلها فعليها أن تتخذ وضعية الدفاع أو الهجوم في حالة وقوع أي هجوم مباغت
سألته بتوجس :
- من أنت؟ وما الذي تفعله في جناحي ؟
ابتسم بخبث شديد ثم وقف ليقترب منها وهو يقول :
- أنا ظلك عزيزتي وما أفعله هنا سنناقشه الآن
لم تحتج إلى مدة طويلة لتستوعب أنه هو من كان يرسل تلك الرسائل الغريبة ولكن السؤال المطروح حاليا هو كيف دخل إلى جناحها و ما الذي يريده منها؟؟
اقترب منها حتى أصبح لا يفصل بينهما شيء ، مد يده ليبعد خصلة من شعرها عن وجهها ثم و بحركة جريئة داعب وجنتها ليضع بعدها يده خلف عنقها يقرب وجهها منه يهمس في أذنها :

يتبع ...

[bella snow]

- أتساءل ما الشيء الفريد الذي وجده بك ياسين ليتزوجك ؟
لأول مرة في حياتها تشعر بالخوف ليس خوفا من الرجل بحد ذاته بل خوفا من القادم فلطالما كرهت الزيارات المفاجئة و على حسب تقييمها للوضع فإن هذا الشخص الوقح لا يبتغي خيرا إطلاقا
- لأصدقك قولا هناك شيء في أعماقك يجذبني نحوك منذ أن بدأت بمراقبتك أخبريني جميلتي ما هو السبيل إليك ؟
أغمضت قمر عينيها بقوة تكبت غضبها الذي وصل إلى ذروته في هذه اللحظة ، هذا النذل يظنها ساقطة لتبيعه نفسها و هذا ما لن تتحمله إطلاقا ...الإهانة ....وكأن دانيل اعتبر سكوتها خضوعا له و لتأثيره المغوي على النساء قبل وجنتها وهذه الحركة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس
فتحت عينيها ليظهر غضب شديد في أعماقهما ، فقامت بتسديد ركلة إلى ما بين ساقيه ليتراجع دانيل للخلف شاتما إياها يتألم من الضربة وحينها لمحت قمر فتاة شقراء طويلة تقترب منها بخطوات سريعة من نظرة واحدة إلى طريقة سيرها أدركت بأنها تسعى لضربها فسارعت بتسديد ركلة لها أسقطتها أرضا
ظهر بعدها مجموعة من الرجال أحاطوا بها ، اثنان منهما تقدما نحوها تمكنت من ضرب الأول ولكن الثاني تمكن منها و لف يديها خلف ظهرها يقيد حركتها
تقدم منها دانيل بعدما تخلص من نوبة الألم بسبب ضربتها وأمسك ذقنها بيده يضغط عليه بقوة كبيرة آلمتها و رغم ذلك لم ترد أن تظهر له ضعفها
صرخ بوجهها : - أيتها اللعينة ما كان علي أن أتصرف معك بنية صافية !!
أبعدت وجهها عن قبضته لتهتف بسخرية :
- النية ذهبت مع القدامى ... و ما فعلته كان فقط تذكرة لك بأن لا تعبث معي فلست سهلة كما تظن
!
أشار لرجاله و سوزان بأن يخرجوا من الجناح ليعود مجددا ويجلس على الأريكة بوقار أما قمر فبقيت تراقبه وكل خلية من جسدها متحفزة لخوض عراك معه
لحظات وهما على صمتهما يتبادلان النظرات ليقطعها دانيل قائلا:
- اجلسي قطتي فالكلام بيننا طويل ولا يصح أن تبقي واقفة
ردت باحتقار: - اهتم بقذارتك ولا تشغل بالك بي ... بحق الله من أنت ؟ أنا بالتأكيد لا أعرفك!
ابتسم ببرود و أجاب :
- أدعى دانيل شفلر صديق ياسين المقرب
قال كلماته الأخيرة بتهكم شديد و لم يغب عن قمر اسم الرجل ...إنها تتذكر كلام ياسين و معاذ حوله هذا الصباح ولكن ياسين لم يبد كأنه يحب هذا الشخص
- ماذا تريد مني؟؟
- لا شيء ، أنا هنا لمساعدتك
رفعت حاجبيها بسخرية شديدة ، لابد وأنه يمزح !! عروض المساعدة تقدم للجمعيات الخيرية وبالطبع لا تكون باقتحام وقح لأماكن الغير
قالت باستغراب ممزوج بتهكم واضح :
- تساعدني في ماذا ؟ حل أزمة البطالة مثلا!

- عزيزتي أنا أريد أن أكشف لك بعض المعلومات التي لا تعلمينها
ردت بسخرية : - آه، معلومة مثل أن الخفافيش تلد ولا تبيض

ضحك دانيل بمرح هذه الفتاة فريدة من نوعها و للمرة الأولى في حياته يقابل امرأة لا تخافه بل و ضربته أيضا ... وهذا بالطبع يفسر سبب اختيار ياسين لها فلو كان مكانه محاط بكثير من الأعداء و ينوي الانتقام فبالطبع سيختار امرأة قوية وجامحة لا تخشى شيئا ، تواجه الجميع وتتصدى لهم
قال : - قمر منصور زوجة ياسين كونيناف ...حسنا ... لا أظن ياسين يؤمن بالصدف ويتركها تسير حياته وأنتِ هل تفعلين؟

لم تجبه بل بقيت تحدق في ملامحه الخشنة ، إن ما يسعى إليه ليس مطمئنا أبدا وهذا الحديث عن الصدف لم ينل إعجابها بتاتا فخلف كل كلمة يتلفظ بها هذا الرجل يكمن سر ما وهي متأكدة من ذلك
عندما لم ترد على سؤاله تابع قائلا :
-اختيار ياسين لك لم يكن محض الصدفة عزيزتي فعائلة المنصور و كونيناف تملكان تاريخا حافلا



يتبع ...

[bella snow]

أكمل : - أتعلمين بأن والدك " حاتم منصور" كان يعمل كسائق لدى والدة ياسين ؟ أو أن سارة ريديمبيرغ _والدة ياسين_ خانت زوجها مع سائقها مما أدى إلى انفصالهما ؟

شحب وجهها كليا وهي تتلقى هذه الحقائق الصادمة ، الجزء الأول هي على علم به لكن الثاني شكل ضربة قوية لها ، والدها خان والدتها مع والدة ياسين ؟
هذا كثير عليه لتتقبله .. كثير جدا .

- يمكننا القول أن سبب حياة ياسين البائسة هو والدك و بما أنك ابنته فقد تزوجت بالشخص الخطأ

رفعت إليه نظرات غاضبة بشدة لتقول:
- توقف عن لعب الأطفال وقل صراحة ما الذي تسعى إليه بالضبط؟
ابتسم ببرود ليجيب : - أعجبني ذكاؤك يا قطتي ... أنا هنا لأطلب منك شيئا ما ولكن ما أريده هو شيء آخر قد يخيفك
لاحظت نظراته الخبيثة على جسدها و كرد فعل لاإرادي تراجعت خطوتين للوراء ليقترب منها دانيل مجددا ويقول:
- بين أوراق زوجك هناك شيء أحتاجه ، مجرد ورقة عليها المبلغ الذي سيعرضه على اللجنة في المناقصة
أطلقت آهة ساخرة و ردت :
- هل أنت مخبول؟؟ أتتوقع مني أن أفعل هذا حقا ؟ ... يا لك من أحمق

أخرج ظرفا أبيضا من جيب سترته ثم فتحه ليخرج مجموعة من الصور ، لم تتمكن قمر من توقع ما يسعى إليه؟ ولا ما تحتويه تلك الصور فقط كانت متأهبة لأي شيء منه وهذه المرة إن عاد واقترب منها بتلك الطريقة المخيفة ستبرحه ضربا وترميه من النافذة
- ما رأيك بهذه الصور ؟ لو قدمناها للصحافة فستشكل سبقا تاريخيا عزيزتي .

أخذت تنظر إلى ما يعرضه عليها دانيل بصدمة شديدة ، كانت لتفضل أن تحتفظ بالصورة الجيدة لوالدها رغم هجره لهم على أن تراه في هذا الوضع الشنيع مع هذه المرأة

لم تتوقع أبدا أن يخيب أملها به إلى هذه الدرجة بالرغم من أنها لم تعش معه ذكريات كثيرة ولكن أغلب التي تتذكرها حوله كانت سعيدة ، لم يسئ لهم في شيء بل كان يعاملهم بكل لطف ولين

أغمضت عينيها بقوة تحاول محو تلك الصور لوالدها و تبقى صورته بذهنها نظيفة وعفيفة ...أخذت تردد لنفسها " أنتِ لن تضعفي قمر ، لطالما كنت قوية ...كوني قوية يا فتاة "
عادت لتفتح عينيها مجددا ففوجئت بوجه دانيل القريب منها و كادت تتراجع للخلف لولا ذراعه التي أطبقت على خصرها تمنعها من الابتعاد
- ما رأيك لو استيقظ ياسين صباحا وهو يرى والدته بهذا الشكل ؟ أو خالتك مثلا ماذا سيكون رد فعلها ؟ قد تقتلها هذه المناظر قبل أن يقضي عليها السرطان .
رمقته بغضب شديد حينما أدخل ليلى في القصة ، هي تفهم التهديد المبطن خلف كلامه ، يريد أن يثبت لها بأنه يراقب كل خطوة تخطوها و إن لم تفعل ما يريد سيدخل عائلتها في الموضوع
صرخت بوجهه وهي تحاول التملص من حصاره :
- ابتعد عني أيها النذل ، وافهمها أنا لن أغدر بياسين وأنت لن تملي علي ما أفعله

عاد ليقبل وجنتها مجددا ثم ابتعد عنها بينما هي رمته بنظرات مشمئزة إنها تمقت أن يلوثها فأخذت تمسح مكان قبلته بعنف شديد كأنها تزيل آثار قذارته
عندما لاحظت ابتسامته الساخرة عادت لتصرخ بوجهه :
- أنا لن أفعل أي شيء لك فأنت مجرد نذل حقير
رمقها باستخفاف ثم أشار إلى ملف موضوع على الطاولة الصغيرة بجانب الأريكة وقال :
- لقد تركت لك هذا وحالما تقرئينه ستخطر على بالك أسئلة كثيرة لذا لا تتردي بالاتصال بي ...أرأيت كم أنا سخي معك يا قطة

يتبع ...

[bella snow]

أرسل لها قبلة في الهواء ثم مشى مغادرا بينما هي بقيت جامدة مكانها لا تستطيع التفكير بأي
****
منزل قمر منصور

مرت الدقائق و المطبخ غارق في صمت كئيب مشبع بالتوتر
مريم التي تجلس على الكرسي بإعياء بينما يحيى يقف هناك لا يستطيع جمع الأمور في عقله
قمر ابنة عم ياسين !!

التفت لينظر نحو مريم التي كانت تبكي بصمت بقدر ما آلمته رؤيتها ضعيفة ومنهارة بهذا الشكل بقدر ما هو عاتب عليها ... لا بد وأنها على علم بهذا الموضوع ولكنها أخفته أما هو فلن يستطيع النظر إلى وجه قمر وهو يعلم بأن الجميع يجعلها تعيش في كذبة ، صحيح بأن الحقيقة قد تكون مؤلمة نوعا ما ولكنها تبقى أفضل بكثير من الكذب و الخداع ولأن قمر ليست بالشخص الذي يقدر الظروف فهي إن علمت بأن الكل يخدعها لن تسامحه وهو ما لن يرضى به

لاحظت مريم توتر ملامح يحيى المترددة علمت بأنه يخوض صراعا مع نفسه ويمكنها بسهولة أن تتوقع ما يفكر به لذا خاطبته بنبرة متوسلة :
- يحيى أنا اعلم ما تفكر به ... أرجوك لا تخبر قمر ...أنا أتوسل إليك ألا تفعلها ...أأ
أجهشت في البكاء بعدها ، يعز عليها أن تخسر شقيقتها ولا يمكنها أبدا تخيل ما ستقوله قمر في حالة غضبها فهي قد تتلفظ بأشياء جارحة وإن كان من غير قصد ولكنها تؤلم
تقدم نحوها و جلس على ركبتيه أمامها يمسك بيديها مواسيا ، مشوش بين أمرين كلاهما صعبان للغاية إن أخبر قمر سيؤذيها ويؤذي مريم وإن لم يخبرها سيؤذيها كذلك ، ما كان يجب أن يحضر إلى هنا ... ما كان يجب أن يسمع حديث ليلى و كمال !!! الأمر معقد جدا ...
عادت مريم لتتكلم بصوت مرتعش:
- أرجوك يحيى لا تفعل ، عدني بذلك ...أرجوك عدني
جذبها يحيى نحوه و احتضنها بقوة وهي لم تمانع ذلك بل كانت في حاجة ماسة لمن يخفف عنها لمن يساندها ويؤكد لها وجوده بجانبها ، ومن أفضل من يحيى في ذلك؟
همس لها مستسلما و راضخا لا يمكنه التدخل في أمر عائلي كهذا عليه أن يلتزم الصمت ولينتظر كيف سينتهي هذا الموضوع رغم أنه لا يبشر بالخير :
- أعدك لن أخبرها فقط اهدئي عزيزتي كل شيء سيكون بخير ، فقط أخبريني .. منذ متى تعرفين ؟
- منذ ولادة قمر و أنا أعلم بأنها ليست أختي لكن لم أعرف من والدها إلا قبل فترة صغيرة ، منذ أن تقابل ياسين و قمر .
.....
في غرفة المعيشة

وقف كمال مغادرا يريد أن ينفرد بنفسه قليلا فقد سئم الوضع الراهن ، عقله لن يتحمل ما يحدث .. لا يعلم من ينبغي أن يقع عليه اللوم ، يلومها هي أم يلوم نفسه فالخطأ خطؤهما
عاد ليغير رأيه مجددا لا لن ينفرد بنفسه بل سيسافر حالا إلى باريس إلى ابنته يحتاجها ، يحتاج أن يضمها أن يستنشق رائحتها الطفولية علها تخفف عنه الثقل الذي يضغط على صدره
أوقفته ليلى بأن أمسكت يده تتوسله وتترجاه :
- كمال أرجوك لا تخبر قمر على الأقل ليس الآن دعنا نفكر بطريقة أفضل كي نخبرها فالأمر ليس هيّنا
رد عليها بحدة :
- ماذا ؟ ...أتريدين أن تحرميني منها أكثر من هذه المدة ؟...أنا أحتاج لأسمع كلمة "أبي " منها

كان دورها هذه المرة لتصرخ هي به ، يلومها كأنها لم تتعذب ،هي أيضا ذاقت الويلات .. هي أيضا أرادت أن تسمع كلمة أمي من ابنتها هي أيضا كانت تتعامل معها كغريبة رغم أنها تظنها خالتها ولكن تبقى الأم شيئا آخر تخص بمعاملة مميزة
- أنا أيضا تألمت حينما أراها تنادي بأمي لامرأة أخرى أنا أيضا كنت أريدها أن تأتي إلي تطلب مني أن أحممها أو أمشط لها شعرها ...أنا أيضا تعذبت مثلك و الآن لا حق لديك للمطالبة بهاأجابها بصوت عال لقد اكتفى من هذا النقاش :
- لا حق لدي؟؟ بحق الله ما الذي تقولينه ؟ إنها ابنتي كما هي ابنتك وأنا أملك كافة الحقوق عليها ،هي تحمل دماء كونيناف سواء رضينا بهذا أم لا
عاد صوتها ليحمل نبرة منكسرة و متألمة رق لها قلب كمال :
- كمال أنا أكثر من يعرف قمر ،إذا علمت بهذا الآن ستؤذي نفسها فهذه هي طريقتها لتنفس عن غضبها قدر موقفي أرجوك
تنهد كمال بقلة حيلة ثم ربت على كتفيها وغادر دون أن ينبس بكلمة بينما تهاوت ليلى على أقرب أريكة تبكي بصمت تشعر بالندم يتآكلها لإخبارها وتتمنى لو يعود بها الزمن ولا تخبره
فكرة أن تغضب منها قمر وفي آخر أيامها تؤلمها ، تخاف أن تموت و هما متخاصمتان

يتبع ....

[bella snow]

صباح اليوم الموالي

كانت منال تجلس في حديقة القصر الكبيرة تتناول فطورها فاليوم وعلى غير عادتها طلبت من الخدم أن يجهزوا طاولة الإفطار في الحديقة رغم أنها لاحظت الجو الكئيب الذي خيم على الجميع ليلة أمس إلا أنها كانت تشعر بالسعادة وكيف لا وهي قد بدأت تحقق انتقامها
من كان يتوقع أن تكون والدة ياسين على علاقة بسائقها ؟
إن تلك الصور لهما في وضع خالي من الحياء ستدمر آل كونيناف وهذا بالضبط ما تسعى إليه وياسين أيضا سينال عقابه لأنه تخلى عنها وتزوج بإنسانة معدمة
كانت مستعدة أن تكون معه و أن لا تدخله في انتقامها ولكنه تخلى عنها ...بالطبع كانت متأكدة بأنه منجذب نحوها فقط بقيا معا لمدة عامين سويا صحيح هو لم يعدها بشيء ولكنه فجأة تركها وتخلى عنها
فلم تجد فرصة أخرى لدخول قصر كونيناف غير مراد الساذج ، يهيم بها عشقا و متمسك بها كطفل صغير وهذا أجمل شيء سيكون هو مفتاحها لفتح صناديق أسرار هذه العائلة
ستنتظر حتى يعود ياسين من فرنسا لتنشر هذه الصور تريد أن ترى الغضب والحزن والقهر في وجهه بل ستشهد ذله وخيبته فقد ملت حقا من ملامحه الباردة والساخرة
شعرت بجسد ما يميل عليها ثم يقبل وجنتها بحب ليردد بسعادة بادية في نبرة صوته :
- صباح الخير حبيبتي
رد بالتحية مع ابتسامة سعيدة تفاجأ مراد منها فهذه أول مرة يرى تعبيرا سعيدا بل إن ابتسامة بهذا الاتساع تصدر من زوجته هي مفاجأة كبيرة لم يعهدها منها
سألها بينما يتخذ مكانه على الكرسي المجاور لها :
- أولا تفاجأت أنك طلبت أن يكون الإفطار في الحديقة ولكن أن أرى ابتسامتك بهذا الشكل لهو شيء غريب ...ما الذي يحدث معك منال ؟؟
عادت لتبتسم بانتصار شديد وأجابت :
- عزيزي أنا اليوم سأطير من السعادة ما رأيك أن نخرج مساءا لنحتفل؟
رمقها بدهشة رافعا حاجبيه تعجبا فهذه هي المرة الأولى التي تعرض عليه منال الاحتفال و قد بد يشك بأنها تخطط لشيء ما
- هلا أخبرتني ما الذي تخططين له ؟
اقتربت منه وقبلت وجنته بحب شديد أربكه خاصة عندما لمح نظرات داليا التي اقتربت منهما تحمل صينية ما لم يهمه أن يعرف ما تحتويه ولكنه يتمنى أن يفهم لما هذه الخادمة اللعينة تحتقره بكل ما للكلمة من معنى؟ ما الذي فعله معها ليلقى منها هذا الكره فكل الخادمات هنا يحببنه ؟
همست له منال في أذنه :
- أنا فقط سعيدة هذا الصباح و أريد أن نقضي اليوم سويا
لاحت ابتسامة متألقت بظلالها على شفتي مراد
فسألها بصوت مرتفع سعيد وهو يلاحظ نظرات داليا الواقفة أمامهم كأنها تتعمد الوقوف ، ما الذي تريده بحق الله ؟؟
- حبيبتي هل أتولى أنا اختيار المطعم أم أنتِ؟
قبلته منال أمام مرأى داليا دون خجل أو حياء وهي تردد :
- أثق بذوقك عزيزي
أكملا تناول إفطارهما بينما غادرت داليا مجلسهما تضرب الأرض العشبية بقدميها بغضب شديد ، المعتوه لا يدرك أن زوجته تخدعه وهذا واضح جليا في عينيها

ابتسمت بمكر حينما تذكرت موعدهما الليلة ، ستكون فرصة مناسبة لتسرق الملفات من تلك المرأة ، عجيب أمرها هذه الأيام فقد أصبحت تتسلل كثيرا لأماكن لا تخصها أولا مكتب السيد كمال والآن غرفة منال ...يبدو أن هذا القصر وأسراره يزودانها بمواهب جديدة

***********
خرجت من مكتب دانيل لتدخل غرفة أخرى منعزلة لتجري مكالمتها بارتياح ، انتظرت بضع لحظات لتسمع صوت والدها قائلا :
- ما الجديد سوزان؟
يبدو بأن والدها لن يغير عادته إطلاقا ، كم تتمنى لو تتصل به يوما ويسألها كيف حالها بدل أن يسأل عن الإخبار .. حتى هذه الساعة ليست مقتنعة تماما مما يريده والدها بالضبط إذ أعطاها عنوان منزل ما في بلاده وطلب منها أن تتقصى أثر شقيقتيها وتخبره عن أحوالهما وأن تحضرهما معها إلى ألمانيا ولكنها لا تصدقه لسبب ما لا تفعل ، فلما الآن تحديدا يريدهما ولما لا يفعل ذلك بنفسه ؟
أجابته ببرود شديد :
- لا شيء ، كما تعلم فإن دانيل لا يخبرني أبدا عما يفعله أنا فقط وسيلة تجيب له أوامره ولكنني علمت بأنه زار زوجة ياسين كونيناف والآن نحن في منزله في فرنسا ننتظر لأجل المناقصة
سارع والدها ليسألها وقد تعجبت من ردة فعله :
- أتقصدين بأنه زار قمر ؟
- عن أي قمر تتحدث؟
أخذ يلعن غباءها .. لما لا تعمل عقلها ؟ .. هو لم يضعها لتعمل مع دانيل كي تبقى مكتوفة اليدين هكذا ولا تحرك ساكنا ، لو لم يكن تحت تهديد دانيل الذي اتبع نهج والده لاستطاع الآن إتمام عمله لوحده و أن يصل إلى أمانته ثم يسافر إلى مكان لا يجده فيه أحد ، أجابها بنفاذ صبر:
- قمر شقيقتك يا حمقاء إنها هي زوجة ياسين لقد رأيت صورتها معه في المجلات ، لا تقولي بأنك لا تطالعين الأخبار ؟
ليست مشكلتها أنها لا تهتم بأمور المجلات اللعينة ، بل هل ترك لها وقتا أصلا لتتصرف كأي فتاة حتى طباعها خشنة وتفتقر للأنوثة
- أخبرني أبي هل أخبرت دانيل بأن قمر ليست ابنتك ؟
ارتبك حاتم ولم يعرف بما يجيب ابنته فهي أصلا قد بدأت تشك وإن أجابها الآن سيزداد شكها
اكتسب صوتها حدة لم تعهدها أمام والدها حينما قالت :
- أنت تعرف أي نذل هو ذاك الرجل ....كيف تخبره بذلك ؟ قد يفعل أي شيء ليدمر ياسين كونيناف وبما أنها زوجته فلن يقصر معها لما بحق الله تريد أذيتها بل لما أخبرته أن قمر هي زوجة ياسين
صرخ بها بدوره وقد بدأ يفقد أعصابه :
- لا ترفعي صوتك عليّ وإياك أن تحاسبيني و إلا حسابك سيكون عسيرا سوزان
سألته هذه المرة وقد بدأت بعض الأمور تتوضح لديها :
- هلا أخبرتني الآن لما تريدني أن أتعرف على شقيقتاي ولما تصر على قمر بالذات خاصة وأنها ليست شقيقتي بالفعل ...أصبحت أشك بأنك تسعى لشيء آخر
أصبحت شبه متأكدة بأن والدها يستغل حبها لتتعرف على عائلتها ليصل إلى شيء ما ، و قد بدأت تظن بأن عائلة كونيناف لم تخطئ معه ولم تتسبب بإبعاده عن عائلته بل أصلا لو كان يهتم لعائلته كما يقول لكان لم يتزوج بامرأة أخرى في ألمانيا وينجبها هي
قال منهيا حديثه معها :
- لدي حساب آخر معك سوزان والآن أكملي عملك كما أمرتك
أغلق الخط في وجهها بينما هي يزداد تيقنها بأنه يخفي عنها الكثير من الأسرار ، فجأة خطر في ذهنها ذلك الرجل حارس ياسين كونيناف عليها أن تجده لتحدد موعدا للقاء سيده فإن كانت تريد معرفة مخطط والدها يجب أن تسأل الشخص الوحيد المعني بالأمر حتى وإن كانت تظنه ألد أعدائها فلا بد من سؤاله فإن كان والدها محقا بأن آل كونيناف آذوه و سببوا له ألما كبيرا فلن ترحمهم لكن إن ظهر العكس ستتغير الأحداث كثيرا
فتحت الباب لتغادر ففوجئت بدانيل يقف في الرواق مستندا بكتفه على الحائط ينظر إليها بتفحص أربكها ولكنها نجحت في إخفاءه
سألها : - مع من كنت تتكلمين سوزي؟
أجابته بثقة عالية تخفي خوفها وقلقها من أن يكون قد سمع كلامها مع والدها :
- كنت أحدث أبي
اعتدل دانيل مغادرا ثم ابتسم لها برسمية ليرد :
- في المرة القادمة التي تحادثينه فيها أوصلي له سلامي

*********


دخل ياسين جناحه في الفندق ويشعر بالتعب فقد قضى ليلة كاملة يعمل على حاسوبه الشخصي
خلع سترته وربطة عنقه ورماهم على إحدى الأرائك ثم مشى بخطوات كسولة نحو غرفته يريد أن ينال قسطا من الراحة ، لمح في طريقه قمر الجالسة على الأريكة تضم ركبتيها إلى صدرها وتبدو شاردة الذهن حتى إنها لم تنظر إليه عندما دخل وهذا أمر ليس من عادتها فهو معتاد على ضجيجها وصراخها بوجهه ...
يتبع ....

[bella snow]

نفض هذه الأفكار عن نفسه فآخر ما قد يهمه هو أمر هذه الفتاة فقط فلتبتعد عن طريقه ولتذهب إلى الجحيم بعدها
دخل غرفته وأخذ حماما دافئا ثم ارتدى سروالا وغادر ليأكل شيئا ما عاد لينظر إلى قمر التي على وضعيتها ولكن الاختلاف الوحيد هذه المرة هو أنها رفعت نظرها إليه
هنا تأكد بأن هناك خطبا ما فهي طالما نعتته بالمنحرف إذا رأته شبه عاري هكذا
توجه نحوها وجلس بجانبها ووجهها مقابلا له فقد كانت تسند بظهرها على ذراع الأريكة الجانبي
سأل بصوت بارد و قد كان واضحا عدم رغبته بالكلام :
- ما خطبك ؟
استمرت قمر ترمقه بنظرات عاتبة ولائمة لم يفهمها ، يكاد يقسم بأنها تعاني من انفصام في الشخصية الآن ، ما الذي قلب حالها هكذا ؟
عندما مرت دقيقتين أو أكثر دون أن تجيبه وقف لاعنا نفسه لأنه سألها ، ما كان عليه أن يفعل شيئا هو أصلا لم يرده وليس معتادا عليه
أتاه صوتها سائلا:
- لماذا تسعى للانتقام مني ياسين ؟
للحظات بقي جامدا مكانه بينما عيناه احتدت بشكل مخيف ، يحاول تفسير سؤالها وأبعاده ، أيعقل بأنها عرفت ؟ كيف ستعرف أصلا ؟
التفت إليها و نظراته حملت كل برود العالم لتكمل هي قائلة :
- أنا أعلم بأنك تريد الانتقام مني بسبب ما فعله والدي مع والدتك
ملامحه لم تحمل أي تعابير تدل على انزعاجه أو غضبه أو أي شيء وكأن الأمر لا يهمّه بل وكأنه لم يسمع شيئا مما قالته
ابتسم ببرود فها قد تم كشف أحد أسراره ولا يعرف كيف حدث ذلك ولكن لن يكترث لهذا فآخر ما قد يشغل باله هو أمر هذه الصغيرة فلتفكر بالطريقة التي تريدها المهم هو أنه سيصل إلى مبتغاه منها
دار على عقبيه مغادرا ليوقفه صوتها وقد ازدادت حدته هذه المرة كما أن صاحبته غيرت وضعيتها ووقفت على بعد خطوات منه
- لا أظن بأن لقاءنا كان صدفة ، و زواجنا لم يكن صدفة بل أنت تعمدت اختياري أنا كي تنتقم من الرجل الذي خانت والدتك زوجها معه لكن يا تمثال الغدر بدل أن تلوم والدي لُم والدتك فهي أيضا خائنة باعت جسدها لش.........
في تلك اللحظة كان ياسين يقف أمامها بطوله الشامخ لا يفصلهما شيء ، أخافتها نظرة عينيه الحادة وملامحه التي بدأ يظهر عليها الغضب
تسارعت نبضات قلبها عندما انخفض قليلا كي يكون في مستوى طولها ليتكلم بنبرة باردة مخيفة أرعبتها :
- أنت لا تختلفين عنها بل أسوأ منها ...أنتِ بعتِ لي نفسك بثمن رخيص لذا امسكي لسانك واخرسي
تسللت الدموع إلى عينيها من جرحه لكرامتها ونعتها ببائعة الهوى، لقد كانت تحتاج تلك الأموال كي تحافظ على منزلها ، صحيح بأن الطريقة لم تكن صائبة ولكنه كان الحل الوحيد والسريع أمامها
لم تتغير نظراته نحوها ولم تخف حدتهما إلا أن تعبيرا جديدا حمله وجهه وهو الاشمئزاز ، زاد ذلك من دموع قمر فأكثر شيء تمقته هو أن ينظر إليها شخص ما بقرف واستخفاف ، إن كرامتها تهدر دون أن يكترث لها هذا البارد
- من أخبرك بكل هذا ؟
لم تجبه بل استمرت دموعها تنزل بينما هي مخفضة رأسها تسجد بعينيها أرضا لا تريد رؤية نظراته الحقيرة نحوها ، إنها لأول مرة تشعر بالضعف والعجز
صرخ بها هذه المرة وقد بدأ يفقد أعصابه :
- قلت من أخبرك بحق الله ؟؟
أجابت بصوت مرتجف : - د..دانيل شـ..شفلر كـ..كان هنا البارحة
تصلب كل جسده حين ذكر اسم عدوه اللدود ، لم يكن يتوقع أن يتجرأ ذلك الحقير على زيارة زوجته بل والتحدث معها ، هذا تهديد صريح له ...أخذ يلعن غباءه و عدم انتباهه بأنه خلق لنفسه قوة ضعف سيستهدفها الجميع حتى وإن كانت قوية ولكنها تبقى امرأة عادية
شتم بصوت عالي ثم أمسك بكتفيها بقوة :
- ما الذي قاله لك تكلمي؟؟
أخذت تهز رأسها نفيا و دموعها تجري على وجنتيها ، لم تستطع إجابته بسب صوتها الذي اختنق وهي تتذكر الملف الذي أعطاه إليها كما أنها لا تستطيع إطلاعه عن الصور وتهديده لها
عندما يئس منها ياسين تركها واتجه لغرفته ليرتدي ثيابه ، غاب مدة قصيرة ثم خرج منها ليغادر خارجا ولكن قمر أوقفته مجددا قائلة :
- ياسين ... رغم كل شيء أنا سأساعدك في انتقامك حتى من والدي الخائن فهو يستحق أن يعاقب على أفعاله أما دانيل ذاك اللعين سيندم على زيارته لي
تفاجأ من القوة والصرامة التي اكتسبها صوتها ولكنه عاد ليبتسم ببرود عندما سمعها تتوعد دانيل
هي لا تعلم أي نوع من الأشخاص هو ذاك الرجل
بل إنه الشخص الوحيد الذي يعرفه ويعرف حقارته جيدا
أليس هو من عاش معه لسنوات ؟
فأمه لم تجد رجلا في العالم غير والد دانيل اللعين لتتزوجه و بالطبع العلاقة بينهما لم تكن بالجيدة والآن كلاهما يريد تدمير الآخر انتقاما مما حدث في الماضي ولكن هذه المرة لن يسلم دانيل منه سيحرص على تدميره واسترجاع حقوقه المسلوبة منه أولها أموال والدته التي سيطر عليها توماس شيفلر زوج والدته
غادر الجناح بغضب شديد صافقا بابه خلفه بينما توجهت قمر إلى غرفته والتقطت الملف الذي قدمه لها الرجل صباحا
كانت تهز رأسها وتبحث عن إجابات كثيرة لعدة أسئلة وهواجس بدأت تتسلل إليها
و هي لن تجد إجابة لها إلا عند خالتها وستحرص على هذا حالما تعود إلى بلدها
انحنت لتلتقط هاتفها المستقر على سريرها لتضغط على أحد الأرقام
أتاها صوت رجولي جذاب يقول :
- مرحبا بك قطتي هل اشتقت إلي بهذه السرعة؟
أجابت : - غدا ستكون الورقة بين يديك ولكن في المقابل ستخبرني ما الذي تقصده بمنحي هذا الملف اللعين
*******
قصر آل كونيناف
عندما هدأت حركة القصر وساد الصمت التام صعدت إلى جناح الزوجين بخطوات بطيئة وحذرة ، تدرك جيدا بأنه إن اكتشف أمرها الآن ستقع في مشاكل عظيمة خاصة وأن تلك الحرباء تكرهها وتتمنى رحيلها ولكنها لن تسمح لها بذلك ستدمرها قبل أن تغادر هذا القصر ولو كان آخر شيء بحياتها
دخلت الجناح وأضاءت النور ثم أخذت تبحث في كل شبر وكل زاوية منه
بدأت بالخزانة وبحثت في كل ركن منها ولم تجد شيئا
توجهت إلى طاولة الزينة وقلبت أدراجها وكذلك لم تعثر على أي ملف
لعنتها في سرها فأين يمكن لها أن تضع هذه الملفات بحق الله ؟
لقد بحثت في المرسم في وقت سابق اليوم ولم تجد إلا رسوماتها السخيفة
رفعت رأسها ودارت بعينيها حول غرفة النوم لتقابلها لوحة لمنظر طبيعي ، أمعنت النظر إليها لتلاحظ أنها مائلة نوعا ما
تقدمت نحوها ثم مدت يدها لترفعها وتبعدها عن مكانها فكانت المفاجأة ... خزنة في الجدار تقع خلف اللوحة
قالت : - يا لك من ملعونة
أمعنت النظر في الخزنة فلاحظت أنها بدائية نوعا ما فهي تحتاج إلى مفتاح فقط لتفتح ، يبدو بأن منال لم تكن بذلك الذكاء
تفحصت جوانب اللوحة بيديها لتلامس شيئا معدنيا صغيرا ، سحبته فكان مفتاحا
تكاد تقفز فرحا لأنها وجدته وأخيرا ستتمكن من الحصول على هذه الملفات والأهم من ذلك فهي لن تسمح لتلك الحرباء بأن تؤذي عائلة كونيناف
فتحت الخزنة وسحبت منها مجموعة من الملفات مررت عينيها عليها بسرعة فكانت تتكلم عن السيد حازم كونيناف وعن بعض العصابات و أشياء تحتاج للتدقيق والتركيز
عادت لتغلق الخزنة وتخفي المفتاح في مكانه ثم أعادت اللوحة إلى مكانها و ما إن كادت تستدير لتخرج حتى سمعت أصواتا صادرة من الرواق ، ميزت منها صوت منال تقول :
- لقد كانت سهرة ممتعة عزيزي و سنعيد الاحتفال عندما ندمر ياسين
عادت لتسمه هذه المرة صوت مراد :
- لمَ ضوء الجناح منار أيعقل بأن الخدم نسوه؟....



انتهى الفصل حبيباتي
إلى اللقاء مع الفصل السابع يوم الثلاثاء بإذن الله
دمتم في رعاية الله وحفظه