21-11-16, 02:23 PM
| #126 | ||||
| كاتبة في منتدى قلوب أحلام
|  15-- لوعة الحب مستوصف شعبي خيري في منطقة شعبية هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه .. ضحكت بسخرية وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحارة الضيقة .. لقرابة الساعة وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري وأخيًرا وبعد جهود مضنية تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمة ورطوبة اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقارة لا تفيد في معظم الأحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعة وظلت وضيعة وستموت وضيعة...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميًا وفي النهاية لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء... صعدت الدرجات القليلة المتهدمةه حالها كحال الواجهة القديمة لتجد نفسها أمام موظفة استقبال تحصل النقود من المرضي ...عندما شاهدتها سألتها بروتنية ..- هتقطعى كشف ايه ؟ هزت رأسها بالنفي وقالت ...- مش هكشف .. ممكن اقابل دكتوره فاطمه ...انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص .. اشارت في حركة تدل علي الامتعاض وقالت ...- اول باب علي اليمين .. لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي ..انا مش سكرتيره لحضرتها .. حتى موظفة الاستقبال لا تطيق فاطمه ...سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديدة ...كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقة أكثر ما المها انها اعتبرتها صديقة... والخيانة طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق... انتظرت خروج المريض بالداخل بلهفة ولولا اخلاقيات المهنة التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقتحمت الغرفة وضربت بخصوصية المريض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده... وما أن لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورًا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه.. فمخزون صبرها نفذ الآن... دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر إليها ببلاهة ... أماهي فلم تنتظر أن يصبحا بمفردهما قبل أن تصبح بها بغضب ..- ليه عملتى كده يا واطيه ...؟ الحقيرة تجاوزت صدمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت ..- من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ... هزت رأسها بعدم تصديق.... - انتى مصنوعه من ايه ؟؟ جنسك ايه بالظبط ..؟ ده كل اللي عندك تقوليه... لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت علمت شكله الآن .. بفحيح اشبه بالحية اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه... غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ...- انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد ؟ شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها... حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر ... سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه... انا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى... البجاحة لها ناسها كما يقولون.... بقوة لم تكن تعرف انها تملكها ...لا ارادًيا صفعتها ومزقت شفتها السفلي اخبرتها غاضبة.... - ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ... ربما افرغت شحنتها في الصفعة ولكن هل تلك الصفعة تكفي ...؟ تلك الحية تستحق الحرق حيه ولن يكون عقابا كافيا لها ... مسحت خيط الدم الذى سال علي ذقنها بظهر يدها ولم يبدو عليها الالم بل وابتسمت بحقد وهى تقول ...- طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه ؟ والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه ..جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ...ساذجه وهايفه وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه.... شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك ...لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ..ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك .. لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه...ايوه انا بأكرهك من كل قلبي ..واتمنى انك تموتى بحسرتك... قلبها الأسود اخافها للغاية وقلب الطاولة ...غضبها الذى كانت تغذيه لايام تحول لخوف جمد جسدها ... كيف يمكن لبشري أن يمتلك كل ذلك الغل بداخله ...انها رضعت السواد مع حليب امها ... هزت رأسها بعدم تصديق وهى تسألها .. - ليه ؟؟ انا كنت فاكراكى صاحبتى... الاحساس السوى الوحيد الذى تمتلكه فاطمه هو المرارة لذلك استخدمتها جيدًا وهى تقول .. - صاحبتك ؟! تفتكري كنتى هتوافقى علي الصداقه المزعومه لو كنت لسه فاطمه القديمه ...فاطمه في اول شهر من الكليه .. اكيد شفتينى ومكلفتيش نفسك حتى تسلمى عليه ...لبس قديم مهري وشراب مقطوع وصوابع خارجه من قطع جزمتى القديمه ...ويمكن مكنتيش بتشوفينى لانى كنت بروح يوم واحد في الاسبوع لحد ما اقدر اوفر خمسه جنيه ادفعها في المواصلات.... قاطعتها بقرف ...- متبرريش لنفسك الخيانه والغدر ...كلنا تعبنا في حياتنا واتعرضنا لازمات ماديه ..لكن مين فينا عمل اللي انتى عملتيه ؟؟ ابتسامتها الصفراء تحولت لابتسامة سخرية واضحة .. - ازمات ؟؟؟ انتى صدقتى نفسك ولا ايه ؟؟؟ انتى مع اول ازمه لاقيتى اللي يدفع عمره ويمرمغ كرامته تحت رجليكى واتنازل عن جزء من جسمه عشان يتجوزك ومش بس كده ده دللك وشالك في عنيه ... اما انا عشان يدوب احصل هدمه كويسه بعت كرامتى وشرفي وبقيت ... بقيت رخيصه ببيع وقتى بالساعه للي يدفع وفي الاخر بيرميلي الفلوس علي الارض وهو ماشي ولازم اركع ادامه زى الكلب وانا بلمهم من علي الارض ...وممكن يضربنى بيهم بدل ما ينهش لحمى عادى اي تنفيث والسلام.. عرفتى ليه يا فريده انا بأكرهك..؟ الصدمات تتوالي تباعًا ...بشاعة حديثها فاقت توقعاتها ....للاسف سمها القاتل قتلها هى حتى قبل أن يؤذى الاخرين .. اجبتها بصدمه .. . - ياه كل الحقد ده جواكى ؟؟؟ احب اقلك انك مش ضحيه زى ما انتى معتقده مش لازم كنتى تدرسي طب ...كنتى اكتفيتى بالثانويه واشتغلتى بشرف اكرملك..وانا متأكده ان عمر مظهرك البسيط ما منعنى عن صداقتك ... يمكن الحقد في عيونك كان ظاهر وقتها وخوفنى منك...انا حاولت اكون صديقه بجد ...ضيعت سنين من عمري معاكى وانتى واحده خسيسه وحقيره وتستاهل كل احتقار وفي الاخر دمرتى حياتى بدم بارد ...مهما تحاولي تبرري لنفسك الرذيله عمري ما هقتنع ...جنيتى ايه في الاخر غير وظيفه بسيطه في مستوصف مجهول ...الوضاعه مش وضاعة الاصل لكن وضاعة الاخلاق ..بعتى نفسك عشان تلبسي كويس وبعتى الصداقه عشان تنتقمى في شخصى من اول راجل بعتى نفسك ليه ؟؟؟ الآن اصبحت مخيفة فعلا ...نظراتها زائغة وصوتها يقطر المرارة... - تعرفي ايه انتى عن اول راجل في حياتى ؟؟؟ في حياتك الخياليه المثاليه لا يمكن تتخيلي ابدا انه كان دكتور عبد الستار استاذ التشريح ...طبعا مش مصدقه ان الراجل المحترم المهيب اللي كنا بنترعب من صوته شخص حقير شاذ وعدنى انه مش هيلمس عذريتى لكنه نسي انه انتهك عذرية روحى مش عذرية جسمى ...امشي يا فريده من ادامى ...مش عاوزه اشوفك في حياتى تانى ...انا باخد اقصى جرعه من مضادات الاكتئاب والعلاجات النفسيه المتاحه كلها ...هاخد ايه بعد زيارتك ؟؟؟ بدأت الصراخ بإنهيار وصوتها دفع بجميع العاملين في المركز للتجمع ... وبعضهم بدأ ينادى علي الدكتور غراب شخصًيا للحضور .. الغريب في الامر أن الجميع لم يشعروا بالاشفاق علي فاطمه أو وجهوا اي لوم لفريده علي حالة الانهيار التى تسببت بها لزميلتهم بل انها حتى سمعت بعض العاملات يتغامزن ويقلن في احتقار... " اكيد انها سرقت جوزها زى عادتها والمسكينه كانت جايه تواجهها بعملتها السودا ..." اخر جملة سمعتها قبل مغادرتها كانت من رجل كبير في السن وجه كلامه إلي فاطمه قائلا ...- دكتوره اعتبري نفسك مطروده ...تعبنا من الفضايح ... الله يسترها علي بناتنا... ************** فاطمه ايضًا جنت من زرعته بيديها ..ربما مواجهتها معها امس جعلتها تشعر بالقليل من الراحة وحققت جزء من انتقامها ..في الواقع لا هى لا ترغب في الانتقام فما الفائدة بعدما خسرت عمر ...فقط فاطمه تلقت عقابها العادل عن دنائتها..ربما لو اخبرته عن خطة فاطمه القذرة التى فهمتها جيدا فلربما يسامحها ...لكن لتكون صادقة مع نفسها هما تطلقا من قبل السم الذي بخته في اذان عمر ...تطلقا لانها لم تحبه كما ينبغي ..كما يستحق.. هى اعطت فاطمه السلاح الذي قتلتها به عندما اخبرتها عن ادق اسرار حياتها بحجة الفضفضة ...وفاطمه كانت استاذة في استخراج المعلومات منها وخصوصًا تلك المتعلقه بعلاقتهما الزوجية الحميمة..هى تعلم الآن انها كانت مخطئة في ثقتها فيها ...فهى كانت تظن طالما انها لاتحكى التفاصيل فذلك يجعلها بعيدة عن اثم افشاء اسرار العلاقة الزوجية ولكن فاطمه استخدمت اي شيء استاطعت استخدامه مثل معرفتها انها تدللت علي عمر امس او مشاجرتهما بسبب انها كانت مشغولة ولم تسمح له بلمسها ...هى الملامة الوحيدة علي خسارتها وعمر مازال كما هو ...ربما اكتسب الكثير من القسوة لكنه مازال واضح وصريح ويكره الكذب ... هو استمر بالتظاهر فقط حتى يمر فرح رشا بسلام ...انه يفكر في الجميع ما عداها فلو علموا ان الطلاق مسألة وقت فربما تتأثر رشا ووالدتها وهو لا يريد ذلك ..لأول مره منذ سنوات يجتمعون علي مائدة واحده من بعد طلاقها وسفر عمر ثم سفر محمد اليوم والدتها اعدت وليمه ودعت اليها عمر وعائلته وعمر وعائلته وبالطبع شريفه رأس العائلة ...ارادت اسعاد ابنائها بوجود احبابهم ...فعمر وعمر من اجل فريده ورشا ونور من اجل محمد ..نعم هى بالتأكيد تعلم فحبهما واضح منذ سنوات ولا يخفي علي احد...ربما من الصدف الجميلة أن تتزوج كلتا ابنتيها من عمر ويكون ابن شقيقتها لكنه المعتاد في العائلات المترابطة عادة ..زواج الاقارب وتسمية نفس الاسم... وكعادة والدتها عندما تعد وليمه حولت المنزل لخلية نحل واستيقظت باكرا لتبدأ في اعداد اصناف المحاشي والصوانى والطيور ...كانت تحتفل بسعادة فلا شيء يسعد الام اكثر من سعادة ابنائها ... حتى هى نهضت باكرًا لتساعدها ..تذكرت اكلات عمر المفضله وتذكرت انه اخبرها انه لم يعد يحب اي شيء من الماضى حتى هى شخصيا .. واليوم حتى رشا الدلوعة لأول مرة في حياتها تبادر بدخول المطبخ و تبدأ في المساعدة..عجيب أمر الحب كم يبدل الطباع والأمزجة ويحول من النقيض إلي النقيض تمامًا في لمح البصر .. شعرت أن والدتها تعبت فهى لساعات تقف علي ساقيها اللتين انهكتا تمامًا لذلك امرتها بلطف بدخول غرفتها ..- ماما ارتاحى وانا هكمل خلاص ما فيش غير التسويه..انا هقوم باللازم.. ثم جذبتها من يدها بلطف وارقدتها علي فراشها وشغلت لها مكيف الهواء واظلمت الغرفة كى ترتاح قليلا... في طريق عودتها لا حظت أن رشا تهتم بالتنظيف اكثر من اي يوم وهى ترقص وتغنى ...ضحكت من قلبها وتمنت لها السعادة ...واكملت طريقها للاهتمام بطبيخها ...حالة النشاط ما زالت تنتاب رشا فبعد ان انهت التنظيف وعطرت المنزل اتجهت لتساعدها في المطبخ لكنها طردتها بلطف واخبرتها ان تذهب لغرفتها للاستعداد..انها تستمتع برؤية المحبين ومراقبتهم ... ان كانت لا تستطيع أن تكون سعيدة اذن فلتحاول اسعاد من حولها ...عودة محمد اعادت البهجة إلي المنزل وأحمد كما هو دائمًا يحاول أن يرد الجميل للجميع ..يقدر جيدا النعمة التى هو فيها الآن فكليته تعمل بكفاءة تامة وجسده تأقلم عليها واصبح يعيش بحرية ...الحمد لله مع اشعالها للفرن الكهربائي وفرن الغاز الحرارة في المطبخ اصبحت لا تطاق ...العرق اصبح يسيل علي جبتها وشعرها ابتل بالكامل ... وجهها احمر من نقص الاوكسجين وقميصها التصق بجسدها لكنها تحاملت واكملت عملها ...علي الاقل مساعدة الاخرين تمنحها راحة فورية ... تشعرها أنها حية مجددًا بعدما طغى الجليد علي حياتها ... في وسط انهماكها في الطبخ لم تلاحظ عمر وهو يقف عند باب المطبخ يراقبها وهى تعمل بهمة ...التفتت علي غفلة لتجده يراقبها فهوى قلبها بعنف في قدميها ... توقعت منظرها تمامًا ولم تحتاج الي مرآة لتعلم منها مدى بشاعة مظهرها الحالي.. نظرت إلي نفسها بإحراج وارادت الهرب فورًا إلي غرفتها لتختفي بمظهرها المشين هذا لكن عند مرورها عند الباب عمر امسك بكتفيها ومنعها من المغادرة ...اخيرًا نظرته تبدلت ولهجته ايضًا ...اراد أن يخرج صوته ساخرًا مهينًا كعادته في الفترة الاخيرة لكن رغمًا عنه صوته صدر هامس متعجب وربما معجب ...- فريده انتى بتطبخى ..؟ مش عادتك .. فشل تمامًا أن يكون ساخر فهيئتها الشبيهه بالكتكوت المبتل اثارت اعجابه فريده المتعجرفه تتحمل الحرارة وتقف علي قدميها لساعات من اجل اعداد الطعام للاخرين .. خفضت عيونها ارضًا وهى تقول بهمس اكثر من همسه ..- ايوه من سنين وانا بأساعد ماما في شغل البيت ...وعن اذنك ...محتاجه ابدل هدومى ... اخيرا سقطت كل دفاعاته قال بنبرة حانية...- اقولك حاجه ...؟ انتى والعرق مغرق جسمك وشعرك من حرارة المطبخ وشكلك اشبه بالكتكوت الغرقان احسن عندى ميت مره من شكلك وانتى خارجه من صالون تجميل ...في نظري كنتى دايما جميله ومش محتاجه اي تجميل وجمالك كان بيجننى كمان .. لكن دلوقتى انا حاسس انك حيه ..بنى ادم من لحم ودم بيساعد وبيتحر وبيتفاعل مع الناس.. بيجوع وبيعطش وبيهتم باللي بيحبهم مش لعبه بلاستك دايما الحركه عندها بحساب... فجأة امسك بكفيها يتفحصهما... اكمل ... - ايديكى الناعمة دى ممكن تسعد بمجرد لمسة طبطبه او مساج او حتى غدوه زى النهارده نظرة تقدير من عيونك لحد تعب عشانك كانت كافيه تعبر عن امتنانك.. في الوقت اللي انا جاي ومحتاج افتكر عيوبك عشان اقدر اكرهك الاقيكى بتحيرينى يا فريده اجابته بألم ...- عمر انا اتغيرت.. انسي فريده القديمه ادينى فرصه اثبتلك.. سألها وهو مازال يتمسك بكفوفها ..- حقيقي اتغيرتى يا فريده ..؟ اومئت برأسها ولم تجرؤ علي النطق...عمر الآن يبدو اقرب الي الاستسلام لو فقط تخبره عن فاطمه ..في البداية لم تكن تعلم التفاصيل لذلك اجلت مواجهته أما الآن فهى تعلم ما حدث بقدر كافي لكشف الحقيقة ... - عمر لو سمحت في موضوع حابه اتكلم معاك فيه ..أو بمعنى اصح توضيح لازم ..كلامها قاطعته رشا بدخولها المتعجل ...وجهها اصبح بلون الطماطم الناضجة عندما شاهدت عمر يتمسك بيديها وهى تهمس له وهو منفصل عن الواقع ويحملق في عيونها بهيام...اقتحامها لخلوتهما جعل عمر يترك كفوفها مضطر و يقول بصوت هامس .. - هنتكلم بعدين ... ******************* آه من لوعة الحب والفراق ..إن كان اشتياقى إليك يوصف لكتبت حتى يجف حبر كل قلم علي وجه الأرض...وإن كنت قد نسيت حبى فدموع عيني ستصنع بحرًا جديدا يضاف ‘لي خارطة الكون وسيكون قبري هو باطن الأرض التى سوف تحتضننى لتبرد من ألم صدري ... بعدما رن صوته الحانى في اذنها لا يهمها الان لا المكان ولا الزمان ... عمر يقاوم وهى تعلم جيدا انه الآن ضعيف ربما اضعف منها لكنها هى المذنبة الوحيدة ..هى قتلت حبا لم يكن له شبيه علي وجه الارض ..قتلته بغباء عادات وتقاليد بالية ..مظاهر خادعة تفرق علي اساس سطحى جدًا لا يعتد به إلا كل تافة ..هى كانت بتلك السطحية بحيث هدمت منزل اساسه الحب بسبب فارق بسيط في التعليم ..ربما لو لم تكن فاطمه تزن عليها ليل نهار لكانت تقبلت الأمر لكنها كانت علي اكمل استعداد لتلقي سمها ..واليوم هى مستعدة لدفع المتبقي من عمرها لتري فقط نظرة واحدة من التى كان يغمرها بها ...ادارت قصيدتها المفضلة علي جوالها وبدأت في البكاء ...من لحظات كانت تنعم بسعادة لا مثيل لها لمجرد انه خاطبها بلهجة تحمل بعض الود وتمسك بيديها بدون أن يحاول اهانتها ...لكن يداه لمست نوف منذ ايام وستلمسها مجددًا ومجددًا ..هى لن تتحمل ابدًا ..كلمات القصيدة تعذبها ... تقتلها ببطء ... " يقول الناس يا عمري بأنك سوف تنساني وتنسى أنني يوما وهبتك نبض وجداني وتعشقُ موجةً أخرى وتهجر دفء شُطآني ويسقط كالمنى اسمي وسوف يتوه عنواني ترى ستقول ياعمري بأنك كنتَ تهواني؟ حبيبي.. كيف تنساني؟ " فاروق جويده لكن رشا لا ذنب لها هى تريد أن لها ان تفرح وأن تهنىء بعريسها... تحاملت علي نفسها وجففت دموع وجهها لكن لا توجد قوة علي وجه الأرض الان تستطيع أن تجفف من دموع قلبها الملتاع ... ارتدت ملابسها وخرجت لتقديم الطعام فرشا عروس وتستحق أن تخدم وتدلل .... علي طاولة الطعام ساد جو من الالفة فحتى عمر ابتلع مرارته كما وعدها ومنح رشا ساعات السعادة التى تستحقها بعيدًا عن حربهما الدائرة وعمر العريس الفخور اعلن بسعادة انه يحتاج الي قسيمة الزواج لانهاء اجراءات سفر رشا معه وتلقائيًا عمر الرأس المدبر لكل امور العائلة اعلن انه قد اعد العدة وبناء علي اتفاق مسبق مع العريس قررا اقامة عقد القران في مسجد الهادى الفخم يوم الخميس القادم مع جلسه عائلية بسيطة في القاعة الملحقة به..رشا قفزت من السعادة ولم تكتم فرحتها ومحمد ونور تبادلا نظرات مفضوحة اما هى فنكست رأسها فلم يتبق من عمر سعادتها سوى ايام ... كعادته يهب الجميع السعاده ...خشت أن يتكرر ما حدث يوم زفاف اسيل فيعلن عمر الحفل المزدوج ويعقد قرانه هو الاخر ... انه يبحث عن سعادته الآن وهذا حقه ولا تستطيع لومه ...لكن سعادتها هى اين ستجدها بعدما يتركها ويرحل... تلكعت عند الباب في توديعه وهو يغادر مع الجميع ..لماذا لا يبقي قليلا فقط لتشبع منه الم يعدها انه سوف يستمع إليها ...؟ وعمر نفسه كان مهزوز وعلي غير عادته ..كان يقاوم وهو يعلم انه علي وشك خسارة الحرب ....الم يقرر أن يطلقها لماذا لم يفعل ..؟ لن يسمح لها بالتسلل تحت جلده مجددًا ...لن يسمح ان يجعلها الهواء الذى يتنفسه والماء الذى يحى جفاف عروقه كم كان يفعل .... كرر مرارًا لنفسه حتى مل طوال فترة وجوده بعد الغذاء وحتى قرر الانصراف بدون ان يستمع اليها انه لن يتركها تبرر ولن يفي بوعده ويستمع كما وعد ... وعلي الرغم من تحذيراته التى ظل يرددها لنفسه .... لكنه تراجع عن فكرة رحيله وعاد الي الداخل وقبض علي ذراعها برفق....قال بجفاف ...- كنتى عاوزه تقوليلي ايه ...؟ اعترف لنفسه أنه خسر معركة لكنه لن يخسر الحرب ابدًا فهى لا تستحق.... ***************** انها الدموع مجددًا هى كل ما تملك لتقدمه له ...حاولت اخباره عن فاطمه وخستها ...ربما يكون عفاها من ظنونه بالخيانة لكن كيف ستزيل الكلمات رأيها المتدنى فيه والذي كان مترسخ في عقلها وقلبها وهو يعلم ذلك جيدا..وعندما ادركت انها انتهت من توضيح الامور ولم يهتز عمر او يتحرك هربت الي خصوصية غرفتها لتبكى بقهر ...املها الاخير تهدم علي جدار صلب من البرود فاجأها عمر بتقديمه لها ..هل كانت تظن انه بمجرد ان يعلم ان فاطمه كاذبة حقيرة سيحتضنها ويملس علي شعرها ويأخذها الي منزله مجددًا وكأن شيئا لم يكن ؟ لماذا لا تريد ان تقتنع ان ذنبها اكبر من الاعتذار ..هى هدمت كرامة رجل ولن يسلمها هذا الرجل كرامته مجددا لتعبث بها كيفما تشاء ..ربما لا يزال يحبها انها تشعر بجزء صغير ما زال ينبض في قلبه بحبها ... بعروقه النافرة عندما يقترب منها وبإشتياقه عندما يتملكها حتى لو لم يعترف لكنه بسبب ما فعلته به يدفن قلبه بيده بل علي استعداد لبتره من صدره والقائه في اقرب سلة مهملات أمام عيونها اذا ما شعر انه سيعود عبدًا لهواها مجددًا .. أما هو فقد انصرف غاضبًا ...الغضب اعماه بشدة ...فاطمه حقيرة وهو مجددًا سمح لانثى بالتلاعب به واظهاره مغفل لكنها كانت تعلم خباياهما واسرار فراشهما ..كانت تعلم تمنع فريده عنه واخبرته انها كانت ترفض لمسه لها لانه اقل منها ولم تقتنع به زوجًا يومًا وانها تمنت الزواج بطبيب..وهنا كان يعلم انها لم تكذب في تلك النقطة علي الاقل ..ربما دبرت لفريده مكيدة وجعلته يكره رؤيتها لكن فريده من سمحت للحية بالتمكن والطيور علي اشكالها تقع ...هما في النهاية متماثلتان وفريده تستحق تلك الحية ان تكون صديقتها ... فريده حية من نوع اخر مختلف عن فاطمه ... فاطمه حية حقود تبخ السم في العلن ولكن حقدها واضح وشرها يمكن تجنبه لمن له عقل اما فريده فحية ناعمة خبيثة تتمكن من الشخص بنعومتها وضعفها الزائف حتى يستسلم كليا ثم تبدأ في اعتصاره ولا تتركه الا بعدما تستنزفه ..والان تريد ان تعيد الكرة مجددا ..ربما اغرتها امواله وهيئته الجديدة ...تريده ان يركع مجددا تحت قدميها ويسلم لها قلبه ..لكنه لن يكون ذلك الغبي مجددًا في حياته ..لابد وان يقتلع جذور عشقها من قلبه ويطهره منها ..هو قوى وسيفعل ذلك ..لابد وأن يفعل ذلك قريبًا والا دماره هذه المرة علي يدها لن يكون له دواء.. لماذا الحب يؤلم هكذا ؟؟ لو فقط نعلم النهاية منذ البداية لكنا هربنا ونجينا انفسنا لكن للاسف لا نعلم إلا عندما يوسمنا الحب بناره ويترك فينا ندوب لا يمحيها حتى الزمن... ************* مسجد الهادى الكبير مكان مناسب لعقد قران سريع مع اقامة جلسة عائلية بعده ...رشا فاقت الحدود في جمالها وفستانها الابيض الملائكى وعريسها لم يقاوم وتبعها مثل ظلها حتى انتهى الحفل ...وكعادته ككبير للعائلة قرر عمردعوتهم جميعا للعشاء في مطعم فاخر احتفالا بزواج رشا وعمر ... في وقت سابق من اليوم اختارت فستانًا جريئًا من الستان الأحمر اسوة بنوف ...لطالما اعتمدت الالوان الغامقة اما اليوم ارادات أن تتمرد علي كل القيود ...كانت تعلم أن الفستان سيثير غضب عمر لانه ضيق ولونه صارخ ملفت لكنها كانت تريد الشعور بغيرته فهى كل ما قد تحصل عليه...استجابت لشيطان تمردها بالكامل حتى في زينة وجهها فهى لأول مرة في حياتها تضع مكياجًا قوى وليس ناعم كما اعتادت في المناسبات .. وغضبه عندما رأها اثبت لها انها محقة ...ففور رؤيته لها علي باب غرفتها هجم عليها وامسك معصمها بقوة كادت أن تحطمه ادخلها مجددًا وقال بغضب ... - ايه الزفت اللي انتى لابساه ده ؟؟ اجابته ببرود متعمد ... - فستان وبعدين وانت مالك مش احنا اتفقنا اخرنا فرح رشا وكل واحد هيروح لحاله ...لو خرجت حتى عريانه انت مالك ...عندك نوف روح اتحكم فيها براحتك... السباب الخارج الذي اطلقه عمر انبئها انها نجحت تمامًا في استفزازه ...لقد اعيتها الحيل ولم يتبق أمامها الا أن تسبب له الجنون بتصرفاتها الجريئة .. إما أنا أو أنت يا عمر ... وعندما رفض اصطحابها وهى بذلك الشكل واصر علي تبديلها لملابسها تحدته واخبرته انها ستذهب علي كل حال حتى لو طلبت من احمد اصطحابها ... هى تعلم انها ستخسر التحدى بالتأكيد ولكن ستضغط بكل قوتها وتواصل استفزازه وتري النتيجة... أما عمر فبكل برود اغلق باب الغرفة بالمفتاح وجلس علي فراشها بإسترخاء ...نظرة التحدى في عيونه جعلتها تتراجع قليلا فهى ليست علي استعداد للحرب الآن ولكن تجمدت في مكانها ولم تشرع في تبديل ملابسها كما امرها...وكانت النتيجة التى نالتها هجوم ضاري عليها ترك فستانها الأحمر ممزق عند قدميها بعدما قطعه إلي نصفين ....وقفت مبهوتة فلم تتوقع عنف رد فعله ولم تحاول تغطية نفسها أمام نظراته التى تحولت إلي نظرات رغبة شديدة فحملها بخفة بين ذراعيه وهو يقول ..- انتى قررتى تتحدينى ... اتحملي بقي نتيجة افعالك ... الاحراج الذى تعرضت له لاحقا أمام والدتها عندما خرجت بعد فترة إلي الحمام وهى مرتدية لملابس المنزل بعدما كانت استعدت للذهاب إلي عقد القران كان شديدًا جدًا وتركها في قمة الاذلال ....في منزلهما كانت لهما الخصوصية التامة والحمام الملحق بغرفة النوم اصبح نعمة لم تكن تعى اهميتها... أما فى منزل والدتها فالحمام في الخارج ...وعمر فانتظر عودتها ليأخذ دوره في الحمام لكن لم يكن يبدو عليه الاحراج علي الاطلاق وعندما طرق محمد الباب ليعطيه بعض الملابس الداخلية الجديدة وقميص نظيف اختبئت خلف الباب من شدة خجلها .... فتح خزانتها واخرج فستان أصفر محتشم اعطاه لها وقال بلهجة آمرة ... - ادامك عشر دقايق وهننزل.... ************ ما احلي الفرح !!! الحمد لله الآن اطمئن علي رشا وفريده مصيرها بيد مزاج عمر الناري لكنه يعلم جيدًا انه يحبها فحب مثل حبه لا يغادر الجسد إلا مع طلوع الروح... لقد تحدى عمر من قبل واخبره انه لن يستطيع التفرقة بينه وبين نور مهما فعل ونور اعطته اخر فرصة لاثبات حبه المزعوم لها..إن كان عمر انتقامًا لكرامته يدوس علي نور وفريده اذًا فهو يجب عليه تطييب جراحهما ..سيتحدى عمر الآن ويكسر انفه ذلك الذي يناطح به السحاب ..نور ستكون له مهما فعل عمر وإلا سيدمر كل شيء في طريقه .. سيتزوجها حتى رغمًا عن انف عمر لكنه فعلا لا يتمنى أن تصل الامور إلي هذه الدرجة ..حانت لحظة المواجهة ..نهض ببطء وركز نظراته علي عمر وهو يقول ... - مبروك يا عمر ..مبروك يا رشا ..احب أنا كمان ابارك لنفسي ..أنا طلبت ايد نور من عمر من فترة ومستنى الرد... التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 21-11-16 الساعة 04:35 PM | ||||
|  |
|
21-11-16, 04:34 PM
| #128 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| فاطمة انسانة خقيرة و نريضة نفسيا و المشكلة اعترافها بخقدها و قذراتها مهما كان مبررها بس كلامها صح مقدرتش تعمل حاجة مع شهد لان شهد مسمحتش بده عمس فريدة اللي سلمتها السكينة اللي دبتحتها بيها عمر خارح نطاق السيطرة و محمد مصر علي موفقه ياتري هيخصل ايه | ||||||||
|
| |
|
24-11-16, 04:51 PM
| #130 | ||||||||||
| نجم روايتي وبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومُحيي عبق روايتي الأصيل 
| يسعد مساكم فاطمه ...فعلا انسانه مريضه و ما الها امان قدرت تدمر نفسها و تدمر صاحبيتها و كله من الغيرة عمر و ما زال ينتقم من نفسه و من فريده مش قادر يسامحها ..و هو عرف ان فاطمه ظلمتها ..لأن الباقي فاطمه ليس لها ذنب بل كانت فريدة من تسببت بدمار زواجها و بنفس الوقت مش قادر يطلقها و يرتاح ... نور و محمد ..ان شاء الله عمر يلين و يوافق بعد ما حطه محمد تحت الأمر الواقع ... بأنتظارك عزيزتي داليا و الله يعطيك العافية .../❤ | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
41Likes
.png)
.png)
العرض العادي
