23-04-17, 05:34 PM
| #541 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام 
|  اقتباس من فصل النهاردة يا حلوين تحذير الفصل ناري وربنا يستر ومايخلصوش على بعض في الرواية ويخلصوا عليا انا كمان😂😂 عادت الى المنزل وهي تشعر بالراحة بعد مقابلتها أنيس ووعده لها..هي تحتاج له بشكل أو بآخر ربما لأنه كان قريبا من والدها كثيرا فترى به بقايا من والد تركها وهي بأمس الحاجة إليه..وربما كما أخبرته انها تراه الاخ الذي تمنته دوما .. لا تعلم فقط تحتاجه بحياتها كما تشعر أنه يحتاجها بطريقة ما لا تعرف ماهيتها وصلت إلى المنزل لتلاحظ سيارة غريبة بمكان سيارتها عندما دققت النظر عرفتها ع الفور ..ترجلت من السيارة مسرعة إلى المنزل وهي تتساءل ما الذي جاء بوالدتها بعد كل تلك الشهور؟ أليس لهذا اليوم من نهاية؟! #الليلة | |||||
|  |
|
23-04-17, 11:38 PM
| #547 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| مساء الورد تعليق متاخر الفصل طويل و جميل جدا عاصي اتكلمت مع انيس الحمد لله مطلعش مهووس و مجنون و ناوي علي الشر فاطمو واضح انها حاولت تنتحر فشوهت نفسها ضحى عجبني كلامها جدل لساجد الاناني المغرور تميم ز اخوه مع امهم دي كويس انهم طلعوا اسوياء بصراخة خاطر عملت اية في الغلبانه منتظرة فصل انهاردة و رد فعل تميم علي مقابله عاصي و انيس | ||||||||
|
| |
|
24-04-17, 02:51 PM
| #548 | ||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| اقتباس:
| ||||||
|
| |
|
24-04-17, 03:48 PM
| #550 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| الصراحة انا مش عارفة اعمل ايه احدد يوم الاحد انزل الاثنين أحد الاثنين اقوم منزلة الثلاثاء حالتي صعبة والله وتعبتكم انا عارفة بس معلش بقى حظكم معايا كده موعدنا الآن مع الفصل العشرون من رواية وللرجال نصيب الفصل ناري وفيه حاجات كتير بتوضح وقربنا على النهايات فياريت ماتنسونيش في التعليقات واللايكات والحاجت ال تفتح النفس دي اسيبكم مع الفصل قراءة ممتعة الفصل العشرون "رنوة هاتفك يرن ألا تسمعينه؟" هتفت بها ضحى بدهشة لتقول دانة بمرح وهي تصطنع الحسرة:"لا بل هي تتجاهله حتى يزداد شوقا على شوقه الذي أحرق الهاتف ويكاد يحرقنا معه" ضحكت ضحى عاليا وهي تنهض لترى الطعام بالمطبخ لتتبعها دانة وهي تغمزها بمرح قائلة:"سأساعد ضحى فلا أحب أن أظل (عزولا) بين العشاق" ابتسمت رنوة بحزن وهي تشيح بوجهها وتتساءل ماذا يريد منها خاطر؟ هل يريد أن يكمل التمثيلية أمام والدته؟ أم أنه سيطالبها بالعودة وعدم المبيت؟ فتحت الخط ليصلها صوته قائلا بنبرة غريبة:"إني مشتاق وعندي لوعة" نبض قلبها الأحمق بقوة داخل صدرها ولم تستطع الرد فهمس لها: "ألم تغيري رأيك رنوة وتعودي لأحضاني؟" جاهدت ليخرج صوتها هادئا وهي تقول:"لقد وافقت على مجيئي خاطر فما الذي تغير؟" "أجل وياليتني ما وافقت لا أعلم كيف سأمضي الليلة بدونك,دون أن أشعر بكِ بين ذراعيّ,دون أن أستنشق رائحتك المنعشة,دون أن أشعر بنبضات قلبك على صدري ودون أن تكون عيناكِ هما أول ما أراه عندما أستيقظ" أبعدت الهاتف عن أذنها للحظات وهي تحدق باسم المتصل مرة أخرى بدهشة تتساءل هل هو مريض؟! لأول مرة يعبر عن مشاعره بالكلمات!بل للمرة الأولى يعبر عنها من الأساس! هل كان لابتعادها هذا الأثر عليه أم أنه.....؟! أغمضت عينيها وهي تسمع صوت مؤيد صديقه يهتف يمرح قاتلا كل شعور لديها: "أغلق الهاتف خاطر وهيا لتساعدني وقل قصائد العشق لزوجتك بعد أن نتناول الطعام" "يبدو أنك تغار يا صديقي لأنه لا يوجد من تتغزل به مثلي" ضحكة مرحة جعلتها تكاد تختنق من الشعور بالقهر..هل كل هذا تمثيل أيضا؟! لقد صدقت لوهلة أنه يشعر بشيء تجاهها ولكن للأسف لم يطل الحلم كثيرا فقد أفاقت منه على صوت الواقع وهو يهتف بها..لا تكوني ساذجة رنوة إنه لا يحبك ولن يشعر بحبك فجأة بين يوم وليلة فقط لأنك ابتعدتِ عنه عدة ساعات.. وجدت نفسها تعتذر منه بصوت مخنوق وتغلق الخط بل تغلق الهاتف تماما وتدلف إلى الحمام حتى تنفرد بنفسها لبعض الوقت قبل أن تضع قناع الهدوء مرة أخرى وتستمع للتعليقات المرحة من الفتيات واللاتي يظنونها تعيش بقصة حب ملتهبة ولا يعلمون أنها تفكر بالانفصال بعد تلك الفترة القصيرة من الزواج.. همست بألم ودموعها تسيل بصمت:"ليتني لم أستمع لحديث والدته,ليتني لم أوافق عليه". ------------- عادت إلى المنزل وهي تشعر بالراحة بعد مقابلتها أنيس ووعده لها..هي تحتاج له بشكل أو بآخر ربما لأنه كان قريبا من والدها كثيرا فترى به بقايا من والد تركها وهي بأمسّ الحاجة إليه..وربما كما أخبرته أنها تراه الأخ الذي تمنته دوما لا تعلم فقط تحتاجه بحياتها كما تشعر أنه يحتاجها بطريقة ما لا تعرف ماهيتها وصلت إلى المنزل لتلاحظ سيارة غريبة بمكان سيارتها عندما دققت النظر عرفتها ع الفور..ترجلت من السيارة مسرعة إلى المنزل وهي تتساءل ما الذي جاء بوالدتها بعد كل تلك الشهور وبهذا الوقت خاصة؟ يا إلهي ألن ينتهي هذا اليوم؟! ...... رنين جرس الباب أخرجها من شرودها بعد مكالمة خاطر فنهضت هاتفة: "سأفتح أنا لعاصي" سمعتها ضحى فخرجت من المطبخ وهي تقول بدهشة:"ولكن عاصي لديها مفتاحها الخاص فلِمَ.....؟" لم تكد تكمل الكلمة حتى وجدت نفسها وجها لوجه مع زوجة والدها فتجمدت مكانها تحت أنظار الأخرى المحتقرة لها.. "علمت أنكِ ابنة تلك الحقيرة منذ وقع بصري عليك, لكني لم أصدق أن عاصي تفعل بي ذلك ولكن يبدو أن تأثيرك على ابنتي مثل تأثير والدتك الحقيرة على زوجي" "خالتي!" صيحة معترضة من رنوة لم تجعلها تتراجع أو حتى تشعر بالذنب بل وجهت حديثها بتأنيب لرنوة:"وأنتِ رنوة تعلمين ما يحدث ولا تخبريني؟! لقد اعتقدت أنكِ عاقلة وستؤثرين على عاصي للابتعاد عن هذه الحقيرة شبيهة والدتها ولكنك خيبتِ ظني كثيرا" "من فضلك إن والدتي قد توفيت وتركت لك الدنيا وما فيها فلا يوجد داعٍ لسبها" قالتها ضحى ووجها شاحب من أثر الصدمة من حديث والدة أختها نظرت لها باحتقار وهي تقترب منها ببطء قائلة: "وأنتِ من ستخبريني بما أقول أو لا أقول يا ابنة تلك ال......" "كفى" صدح صوت عاصي موقفا إياها عن إكمال إهانتها لتحمد رنوة الله على وصولها بالوقت المناسب قبل أن يتصاعد الموقف أكثر من ذلك ورغم علمها أن وجود عاصي وسماعها أمها تهين أختها سينتج عنه كارثة قطعا إلا أنها الوحيدة التي تستطيع إيقاف والدتها قبل تفاقم الأمر أكثر.. "ما الذي جاء بك سيدة نبيلة؟" قالتها عاصي بقسوة ظهرت بوضوح بنظراتها وقسمات وجهها لتقول نبيلة باستنكار: "وهل ستمنعيني من بيتي وتتركين هذه تجول فيه كما يحلو لها؟!" تظاهرت بالدهشة وهي تردد:"بيتك! لا أذكر أن هذا البيت لكِ فمتى أصبح كذلك؟" "بالطبع إنه بيتي وأنتِ ابنتي أم أنه لديكِ اعتراض على ذلك عاصي؟" ابتسمت عاصي ابتسامة لم تصل لعينيها وهي تقول بهدوء شعرت جميعا أنه قناع فقط:"إنه ليس بيتك سيدة نبيلة,إنه بيتي أنا وأنا فقط من أقرر من يمكث فيه ومن يخرج منه" "بل إنه البيت الذي...." قاطعتها عاصي بصرامة:"البيت الذي أورثه لي أبي لا بل سجّله باسمي قبل وفاته وإذا أردتِ الدقة فقد سجّله مناصفة بيني وبين أختي أي أنكِ كنتِ توجهين إليها الإهانة بمنزلها ولكن حسن تربيتها وأخلاقها لم تسمح لها بطردك لأنك والدتي ولا تعلم أنكِ لست كذلك بالواقع" شعرت بأنظار الجميع المسلطة عليها ولكنها تجاهلت ذلك ونبيلة تهتف بصدمة:"ماذا؟متى سجله لكِ؟" صمتت للحظات عندما أدركت ما تفوهت به عاصي بعدها لتهتف بذهول: "وماذا تعني بأنني لست والدتك؟!" نظرت لها عاصي بقسوة وهي تهتف:"وهل لها أكثر من معنى؟فالأم ليست من تلد بل هي من ترعى أولادها وتسهر لراحتهم,تحبهم وتخاف عليهم أكثر من أي شخص بالعالم,تفخر بهم وتراهم أفضل الناس حتى ولو لم يكونوا كذلك حقيقة..فهل ترين أنه لديكِ أي صفة من تلك الصفات سيدة نبيلة؟" صمت مطبق قطعته عاصي وهي تتلقى نظرات أمها التي تلونت بشيء يشبه التوعد فأطلقت ضحكة عالية قاسية وهي تتابع:"أراكِ صمتِّ فهل تعترفين بصحة كلامي أم أنكِ تفكرين بشيء آخر؟" "عاصي! يكفي" صوت رنوة انطلق مصاحبا لربتة من يدها على كتفها أجفلت لها عاصي لتبتعد عنها وهي تتابع بقسوة تخفي جرحا عميقا داخلها: "لا رنوة هذا هو الوقت الملائم للحديث فبعده سيكون الحديث بلا جدوى" التفتت لوالدتها الواقفة تنظر لها بهدوء أثار غيظها ونقمتها عليها أكثر لتقول:"تمتلكين الجرأة للمجيء إلى هنا ونعتي بابنتك بعد كل تلك الشهور التي تركتيني فيها بمفردي لا تعلمين عني شيئا! تملكين الجرأة وتقولين أنكِ أمي وأنتِ لا تعرفين حتى معنى الأمومة! تنكرينني طوال حياتي وتتجاهلين وجودي وتصرّين على إهانتي والتقليل من شأني وأنتِ تلومين القدر الذي جعلكِ تحظي بابنة مثلي لا تملك جمالك وفي النهاية تطرديني من المنزل ولا تكترثين حتى بمكان إقامتي والاطمئنان عليّ وتقولين أنكِ أمي! حقا لم أرَ شيئا كهذا من قبل" أغمضت عينيها وهي ترى عاصي تتحدث عن ماضي كانت جزءا منه, ماضي كان يجعلها تشعر بالذنب وهي ترى اهتمام خالتها بها لأنها ورثت جمال عائلة والدتها الأشقر ونعومتهن بينما عاصي على نقيض منهن شكلا ومضمونا ورغم أن عاصي لم تشعرها يوما بجرحها إلا أنها كانت تشعر بها وبما تخفيه عن الجميع والذي يظهر بشكل تمردها على كل قيد تحاول أن تضعه خالتها حولها. نظرت لأختها بتعاطف وهي تراها تخرج من تصنعها الدائم للمرح وتهتف بما يؤلمها والذي تراه بعينيها واضحا ولكنها لم تكن تعلم سببه ولم تتخيل بيوم أن تكون حياة عاصي - التي توهمت يوما أنها مثالية – مليئة بكل ذلك, فكرت هل تقترب منها أم تظل مكانها حتى تغادر تلك المرأة والتي كرهتها كثيرا لما فعلته بعاصي رما أكثر من إهانتها لوالدتها التي لم ترها من الأساس. حقا إن حياة كل منا مليئة بالكثير..فها هي عاصي القوية الأبية يظهر ضعفها وألمها الذي تداريها دوما بقناع القوة الذي تضعه أمام الجميع.. كم تمنتها دوما ل تميم لأنها ستستطيع أن تبدل كرهه الغريب للنساء والذي لا تعرف سببه من الأساس إلى عشق جارف باقتحامها أسواره العالية والآن وهي تراها تواجه والدتها بما عانته منها طوال حياتها تيقنت أكثر أنه لا يليق بها سوى حنان تميم الكامن بأعماقه والذي لا يظهر سوى بلمحات نادرة وصممت على التقريب بينهما بكل قوتها حتى يتحقق ذلك مهما كان الثمن. كانت تنظر لها بصدمة وهي تسمعها تواجهها بمشاعرها للمرة الأولى بحياتها,فطالما كانت عاصي تتجاهل ما يحدث ولا تصرّح بها أبدا حتى وهي تضغط عليها بكثير من الأحيان متعمدة دفعها لطريق محدد كانت ترفض بكل إصرار أن تخطو بالطريق الذي رسمته لها وترسم طريقها الخاص دون أن تبالي بما تفعله هي.. هي لم تخطئ بشيء..ما ذنبها إذا كانت الابنة التي لم تتمناها من الأساس لا تشبهها بشيء بل هل خالصة لأهل زوجها خاصة شقيقته التي كانت ترى نظرات الرفض بعينيها لتلك الزيجة واضحا رغم عدم تدخلها بشيء! ما ذنبها لو أن أملها خاب عندما رأت ابنتها التي رضيت بها بالكاد لتجدها بعيدة كل البعد عما تخيلته بل وزاد عليها طبعها الثائر وشخصيتها المتمردة والتي تكرهها بقوة لأنها تذكرها بحبيبة زوجها الأولى والتي بسببها لم يتحرك قلبه تجاهها أبدا واستغلت هي ذلك بذكائها فرفضت وجود ضحى معها متعللة أنها ستذكرها دوما بزوجته والتي لازالت تحتل قلبه ولا تترك لها أي شيء منه.. أجل ..لا ذنب لها فيما تقوله عاصي فهي لم تستطع أن تنظر إليها يوما دون أن ترى وجه الأخرى بوجهها خاصة عيونها المتحدية القوية كما كان يهمس لها ثابت بذلك كلما ظن أنها بعيدة عنهما.. ولذلك عندما رأت ابنتها بفرح رنوة شعرت بالصدمة أن عاصي تواصلت معها وهذا يعني أنها سامحت والدها على إخفائه الأمر عنها أن لديها أخت وهو لم يخبرها عنها من قبل على الرغم من توقها لأخت تملأ حياتها كما كانت تردد دوما وهي تسألها لِمَ لا يجلبان لها شقيقة تكون معها فكانت ترد عليها بسخرية:"أخشى أن أكرر التجربة لآتِ بطفلة أخرى تشبهك فأكون بذلك تألمت دون داعٍ" لم تكن عاصي تفهمها بوقتها ولكن ثابت كان ينظر لها وقتها بلوم دون أن ينطق بكلمة واحدة وهو يضم عاصي لصدره ويفيض عليها بحنانه. رفعت رأسها تواجهها وهي تقول بلامبالاة:"لا يهمني ما تشعرين به عاصي قأنتِ لم تكونِ يوما الطفلة التي أردت,ورغم كل ما ذكرتيه فأنتِ ستظلين ابنتي وأنا سأظل والدتك لسوء الحظ" شهقات من المحيطات بهما جعلت عاصي تضحك عاليا وقلبها يئن داخلها من الألم الذي أخفته ببراعة عن الأنظار كعادتها لتمضي نبيلة بطريقها لباب الشقة قبل أن تستدير لها مرة أخرى قائلة بحزم:"هناك من تقدم لكِ وهو مناسب فاستعدي للزفاف قريبا فلن أقبل بالرفض هذه المرة" خرجت وتركتها تنظر بإثرها بجمود وهي ترسم ابتاسمة ساخرة على وجهها بينما يقفن حولها ينظرن إليها بإعجاب ممتزجا بالعطف وهي تقف رافعة رأسها شامخة بقوة ساخرة مما حدث قبل أن تنظر إليهن بمرح بدا طبيعيا رغم عدم تصديقهن له قائلة:"هيّا تحركن ما بالكن تقفن هكذا؟! أتضور جوعا وأمامنا سهرة فتيات رائعة ولن تفسد بسبب أيّ كان". ----------- أنهى اتصاله الهام بعدما أخذ القرار واسرع بتنفيذه قبل أن يبدل رأيه ثم انطلق بطريقه ليصل للمنزل ليجدهم جميعا بانتظاره وقد جهزوا لكل شيء حتى عمه يجلس معهم ويمازحهم بمرح.. "وأخيرا حضرت سيد تميم..لقد كدنا نفقد الأمل بحضورك خاصة بعد الحلقة النارية من برنامج الليلة" قالها مؤيد وهو يحرك له حاجبيه بمشاكسة والجميع ينقل بصره بينهما منتظرا انفجار تميم ولكنه لصدمتهم ضحك عاليا وهو يقول: "هل أعجبتكم الحلقة؟ لقد شعرت أن عاصي ستقتلني رميا بالرصاص بعد قراءة المقال ولكنها وأحمد الله اكتفت بما فعلته بالحلقة" قفز مؤيد من مكانه مما جعل شقيقه يرتبك وهو يراه يقترب منه سريعا وهو يمسك به بخوف قائلا:"انصرف بإذن الله ولا تؤذيه" ليميل على أذنيه قائلا:"تميم أخي عد إلى هنا لا تجعله يتحكم بك" انفجر الجميع بالضحك حتى تميم لم يتمالك نفسه وهو يضحك ضاربا كتف مؤيد بلكمة مرحة وهو يقول:"حسنا أيها المرح هيا لنتناول الطعام ولنر هل سيظل مرحك قائما وأنت تتلقى الخسارة تلو الأخرى باللعب أم لا؟!" نظر له بعمق يسبر يحاول سبر أغواره..أن تميم به شيء مختلف اليوم وكأنه.... وكأنه يشعر بالراحة من عبء طالما حمله..أو ربما حصل على شيء يريده بقوة وهو يشعر أن ذلك الشيء يتعلق بعاصي.. ورغم توقه الشديد لزواجهما إلا أنه لا يعلم لِمَ يشعر أن ذلك لن يتم بهذه السهولة التي يفكر بها. هل كانت تحبه قبلا؟! إذا ماذا يسمى شعورها الآن؟؟ نبضاتها التي تهدر بقوة داخلها في انتظار عودته إليها,توقها الذي جعلها تفكر بالسماح له بالتمادي معها وإتمام الزواج الذي توقفه كل مرة عن إتمامه..تفكيرها به دوما حتى شعرت أنها أصبحت مهووسة به وبكل ما يخصه خاصة وهي تشعر أنه يبادلها الشعور على الرغم من عدم تصريحه بذلك أبدا ولكنها تشعر به,تشعر بقلبه الذي ينبض لها وحدها.. تشعر بنظراته التي تضمها بحنان وحب تمنته دوما منه.. فهل تتحقق الأحلام أم أن كل ذلك من وحي خيالها ورغبتها بتحويل الحلم إلى واقع؟! "رؤى!" انتبهت على اسمها الذي خرج من بين شفتيه برقة متسائلا عن سبب شرودها وهو الذي خرج معها اليوم متجاهلا كل أعماله من أجلها عندما أخبرته أنها تشعر بالملل..هل نبرته اختلفت عن ذي قبل وهو ينطق اسمها؟! نفشت رأسها وهي تشعر أنها على وشك الجنون ولابد لها من مفاتحته بما تريده علّ ذلك ينقذها من الجنون. "ما بالك رؤى تشردين كثيرا اليوم؟" نظرت له برقة أثارت مشاعره لتقول:"أريد أن أحدثك بأمر ولكن..." ابتسم لها مشجعا وهو يقول:"أخبريني" "أريد أن أعمل فأنا أشعر بالملل كثيرا وأنت بالخارج أغلب الوقت" صمت للحظات فهو كان بالفعل يشعر بالملل الذي يعتريها بمفردها ويحاول التفكير بشيء قد يسليها بغيابه ولكن العمل!! لم يخطر له ببال على الإطلاق.. "سأصدقك القول أنا لم أفكر يوما أنكِ ستطلبين العمل خاصة وأنا أعلم أنكِ لا تريدينه ولكن لدي اقتراح آخر ما رأيك لو تكملين دراساتك العليا بالجامعة هنا وبذلك تكونين معي بالجماعة وبالمنزل ولن تشعري بالملل على الإطلاق" صمتت للحظات تفكر لِمَ لا؟ هي تريد شيئا يشغل وقتها فلِمَ لا تدرس خاصة وهي تحب الدراسة والمجالات هنا أكثر مما لديها ببلدها لذا فقد حسمت أمرها وهي ترفع رأسها وتقول:"حسنا..أوافقك الرأس الدراسة أفضل من العمل ولكن لا تشكو لي بعد ذلك أنك تمل مني وأنا معك ليل نهار" ابتسم بشقاوة وهو يقول:"لا تقلقي فقط كوني معي ولا تفكرين بشيء آخر" احمرت وجنتيها وهي تشعر أنه يقصد شيئا آخر ولكنه تابع بمرح: "ولكن لا تظنين أنكِ ستستغلين مكانتي بالجامعة لصالحك" ضحكت برقة وهي تقول:"لا تقلق..فقط لا تستغل وجودي معك وتفرض سيطرتك علي فلن أسمح لك" اقترب منها هامسا وهو يقودها للسيارة ليعودا للمنزل:"بل سأستغل كل دقيقة معك وسأفرض أشياء كثيرة أكثر بكثير مما تتخيلين رؤى" ------------ نظرت لها بحب وهي تلاعب دانة بتركيز وكأن حياتها تتعلق بتلك اللعبة إنها عاصي الوحيدة القادرة على تحويا سهرتهن من الكارثة بأولها للمتعة والمرح بعد ذلك.. نقلت بصرها إلى ضحى التي تنظر لعاصي وكأنها الخيط الوحيد الذي يربطها بالحياة..ضحى مرتبطة كثيرا بعاصي وهذا ظاهر بكل شيء بداية من بصرها المعلق بها دوما مرورا بالحب الناطق بعينيها لها ونهاية عند كفها المستريح على كتف عاصي وكأن كل منهما تدعم الأخرى دون حديث. ابتسمت بحب وهي تتساءل وهل هناك أحد لم تدعمه عاصي؟ بداية بها مرورا بدانة التي تعرفت عليها صدفة ونهاية بأختها التي ظهرت بعد سنوات.. تمنح دون أن تنتظر المقابل فهل ستجد من يمنحها دون مقابل أيضا؟! "لقد فزت" هتفت بها عاصي وهي تقفز بفرح ودانة تنظر لها بغيظ فضحكت عاصي قائلة:"لا تغضبي دانة يقولون أن الحظ السعيد بالحب يترافق مع سوء الحظ بالألعاب" وأتبعت كلامها بغمزة جعلتهن يضحكن عاليا من دانة التي احمرت وجنتيها بخجل قبل أن تقول:"رنوة إذا حظها سيء باللعب كثيرا" ابتسامة حزينة ارتسمت على شفتيها وهي تشيح بوجهها دون رد فشعرت عاصي أن هناك خطب ما وهذا ما تشعر به قبل فترة ولا تريد التدخل بحياتها قبل أن تمنحها هي الإذن.. أما ضحى فقد شعرت أن رنوة تشاركها سوء الحظ بالحب فالتغيير الذي اعتراها بعد آخر مكالمة من زوجها جعلها تشعر أن رنوة تخفي ألما كبيرا ومن سواها يستطيع الشعور بألم الحب وقهر الحبيب؟! زفرت بحنق من غباء خاطر وساجد اللذين لم يقدرا ما يمتلكانه فأختيها يذوبان عشقا بهما وهما يؤلمانهما دون أن يشعرا.. عليها التحدث معهما لمعرفة حقيقة الوضع لن تصمت أو تنتظرهما أكثر من ذلك على أحد وضع حد لما يحدث فلن تظل مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث ولكنها ستمرر الليلة دون فتح الجراح وإن غدا لناظره قريب فيكفيها جراحها التي نكأتها والدتها بكل قسوة.. انتهت الأمسية واستلقت كل منهن بجانب الأخرى بعد أن ضممن الفراشين لبعضهما وكل منهن تغمض عينيها وتغرق بالحديث الذي تجنبن خوضه مع بعضهن طوال اليوم.. فضحى تستعيد شعورها بقبلتها الأولى والتي تأثرت بها رغما عنها وكيف لا تتأثر وهي التي تمنتها دوما وإن كانت لم تتخيل أن تحصل عليها بهذه الظروف وهي على وشك الانفصال عنه.. آلمتها الكلمة كثيرا.. هل ستتركه حقا؟وهل سيستجيب لها؟ ألا يكن لها أدنى شعور بالحب؟أم أن خيانة زوجته الأولى تركته دون مشاعر؟! ألا يكفي أنها تتحمل أن هناك من سبقتها إليه؟! أن هناك من ضمها إليه,أسكنها أحضانه,أسمعها كلمات الغزل التي تتوق لسماعها من بين شفتيه لها وحدها؟! أن هناك من حصلت على قبلته الأولى,ومشاعره الأولى,أنها لن تكون أبدا الأولى بحياته كمان كان هو وسيظل الأول والأخير بحياتها! أغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها معه بعالم آخر بزمان آخر تكون هي الأولى والوحيدة بحياته. ------------- أما رنوة فكانت تشعر بمزيج غريب من المشاعر بداخلها.. توق لسماع كلماته التي ألقاها على مسامعها بالهاتف اليوم بتلك النبرة الغريبة والجديدة عليها.. مع مزيج من الألم لأن كل ذلك كان محض تمثيل أمام الجميع ليوهم أصدقائه بأن زواجهما طبيعي ولا يشوبه شيء كما يفعل أمام والدته حتى يريحها من قلقها عليهما.. تستعيد لحظاتهما معا فتكاد تقسم أنه يفوقها عشقا ولكن تعود لقول أنه لم يقولها قط..لم يخبرها بحبه ولا مرة واحدة,فلو أحبها لقالها دون تردد أم أن العقدة القديمة مازالت تقف بينهما؟؟ أم أنه لازال يحب تلك الأخرى التي تسببت بجرحه؟! ألم حارق شعرت به وهي تفكر أن هذا هو التفسير الوحيد لما يحدث لذا عليها طلب الانفصال منه بأقرب فرصة فهي لن تستطيع أن تكمل حياتها معه بتلك الطريقة. ----------- أغمضت عينيها وهي تفكر به..ترى هل ينام على فراشها بهذه اللحظة؟ أم لازال جالسا مع أصدقائه؟! لقد علمت من والدها أنه جمع خاطر وساجد مع تميم في المنزل بأمسية للشباب كما أمسيتهن فابتسمت وهي تفكر كم هو غيور! وكم تعشقه وتعشق كل تفاصيله! ترى هل سيقدر لهما السعادة معا أم سيظل كل منهما يدور حول الآخر دون نقطة تلاقٍ تجمعهما؟! خرجت منها زفرة حانقة بنفس الوقت الذي خرجت تنهيدة من ضحى ورنوة جعلت عاصي تزمجر بنزق:"إذا لم تستطعن النوم فاخرجن وتحدثن إليهن واتركوني أنام" ضحكن منها قبل أن تستسلم كل واحدة منهن للنوم تتمنى لو تعرف ماذا سيحدث معها.. فتحت عينيها ونظرت لهن مستغرقات في النوم لتبتسم بحنان وهي تشعر للمرة الأولى أن لها عائلة,عائلة حقيقية تحبها وتقدرها وتحتاج إليها.. تنهدت بخفوت وهي تفكر فيما حدث الليلة.. كانت تعلم أنها لا شيء لدى والدتها ولكن التصريح بذلك كان أكثر قسوة على مشاعرها.. سطع ضوء بعقلها فجأة وهي تتذكر كلمات والدتها من هو الذي تقدم لها وتظن والدتها أنها ستجبرها على الموافقة؟ ------------- استأذن رشدي مبكرا ودلف إلى غرفته تاركا إياهم على راحتهم وهو يفكر أن كل منهم يبدو مهموما خاصة ساجد والذي علم من مؤيد أن زوجته تقيم مع عاصي منذ فترة.. عاصي..كل شيء يبدأ وينتهي لديها, يتوق بقوة أن يتزوج بها تميم ويستقر حتى يطمئن عليه مثلما اطمأن على دانة ومؤيد ولكنه عنيد لا يريد الانصياع له أبدا خاصة فيما يتعلق بعاصي.. لا يفهم لِمَ لا يشعر بوجود تلك الشرارة بينهما كلما تواجها؟! أم أنه يشعر بها ولكنه يتجاهلها؟؟ أجل لابد أن هذا هو التفسير المنطقي الوحيد للأمر.. طرقة خافتة على باب الغرفة تبعها سماحه للطارق بالدخول..رفع بصره ليجده مؤيد كتم ابتسامته وهو يراه لازال خجلا منه منذ ذلك اليوم .. يكاد يقسم أنه سيحدثه بشأن الزفاف وهو لن يعارض هذه المرة, فهو يريد أن يراهما ببيتهما ويفرح بأطفالهما إذا قدر له الله أن يراهم "مرحبا عمي أريد أن أتحدث معك بأمر ما" قالها مؤيد بتردد ليومئ له عمه قائلا:"ماذا هناك مؤيد؟" "أطلب منك الزواج بدانة عمي وأقسم لك لن أجرحها مرة أخرى وسأحافظ عليها كما تستحق وأكثر" صمت رشدي للحظات قبل أن يقول:"حسنا مؤيد سأسألها وأجيبك" تهلل مؤيد وهو يقترب من عمه مقبلا رأسه وهو يقول:"أدامك الله لنا عمي هل تسمح لي بالبدء بالإجراءات حتى تمنحني الرد" نظر له عمه ضاحكا وهو يقول:"وهل للرد معنى وقتها؟أم أنك على ثقة من ردها بالإيجاب؟" ارتبكت نظراته قبل أن يقول بخفوت:"بل آمل أنها ستوافق لذا أريد أن يكون كل شيء جاهزا حتى لا يتأخر موعد الزفاف" رفع حاجبيه بإيحاء وهو يقول:الزفاف أيضا؟!لم لا نعقد القران الآن أيضا؟" احمرّت أذنيه بقوة وكسرت نظراته قليلا فلم يحتمل رشدي فضمه بقوة وهو يهمس له:"ابدأ بترتيبات عقد القران والزفاف بالصباح الباكر ولا تقلق من الرد" --------------- منذ هاتفها وانقطع الاتصال وهو يحاول الوصول إليها دون جدوى حتى أنه فكر أن يهاتف عاصي ويسألها عليها ولكنه تراجع حتى لا تظن عاصي أن هناك شيئا بينهما ولو أنه يشعر أن هناك شيء بالفعل ولكنه لا يدري ما هو! رنوة,الاسم الذي أحبه وغيرت مالكته حياته .. منذ رآها أول مرة وهو يشعر أن هناك الكثير الذي يجيش بداخله ولكنه كل مرة كان يكبح مشاعره بعنف وهو يذكر نفسه بخيبة أمله تلك المرة والتي لا يريد حتى أن يتذكرها ولكنها تسللت إليه دون إرادة فأصبح يشعر بالغربة عندما تغيب عنه.. حتى أنه فكر أن يجعلها تترك العمل حتى لا تبتعد عنه لفترة طويلة ولكنه تراجع عن تفكيره وهو يرى عملها هو المنفذ الوحيد لها لتحتك بالناس فقد لاحظ أنها منطوية كثيرا ولا تحب الاختلاط بالناس حتى علاقتها بوالدتها غريبة فتكاد لا تكلمها عندما تأتي لزيارتها ولا تطلب منه أن تزورها قط بل هي عاصي فقط من تطلب منه ملاقاتها.. وهذا يثير دهشته بقوة ولكنه لم يسألها فقد شعر أن خلف كل ذلك جرح عميق بداخلها وعندما علم من والدته أن والديها كانا على سفر دائم ظن أن هذا هو ما يجعلها هكذا بعيدة عن الناس وأن تعلقها بعاصي فقط لأنها نشأت معها.. رنوة التي غيرت كل أفكاره ومعتقداته بل ومحت كل أفكاره المتعلقة بالانتقام السخيف الذي فكر به قبل الزفاف.. نظرة واحدة لوجهها البريء ولعينيها الساحرتين تجعله يشعر أن حياته دونها بلا أي معنى وأنه لا يستطيع حتى أن يتخيل أن يعيش دونها يوما. رفع هاتفه للمرة التي لا يعرف عددها فقد هاتفها عشرات المرات وبكل مرة ترد عليه تلك المستفزة وتخبره أن الهاتف مغلق أو خارج نطاق التغطية ألقى الهاتف على الفراش بجانبه بعد أن سمع تلك الرسالة مرة أخرى لم يستطع المبيت بفراشهما فقضى ليلته بعد عودته من أمسيته مع الشباب بغرفته القديمة بشقة والدته.. تقلب في الفراش الضيق وهو يفكر بنزق أنه ولابد قد ازاداد حجمه بعد الزواج وإلا فلم يضيق به الفراش هكذا؟ لم يلبث أن ابتسم وهو يتخيلها بجانبه هنا على هذا الفراش الضيق ويفكر كم سيكون سعيدا بهذا الضيق وقتها. -------------- ربما لم تكن قبلته الأولى فقد تزوج من قبل ولكنه المرة الأولى التي يشعر بها هذا الشعور الذي اجتاحه حتى أنه كاد يفقد السيطرة على نفسه بردهة منزل أختها وهذه سابقة لم تحدث من قبل.. فمع تلك الخائنة كان رزينا غير متلهفا لها على الرغم أنه كان يحبها أم أنه لم يكن حبا؟! كلما تذكر ما حدث شعر أن كل ما آلمه هو كرامته وإحساسه أنه قد تم استغفاله واستغلاله منهما ولكن قلبه!!! لا لم يتأثر قلبه كما توقع..لم ينفطر أو يمرض بدونها وكل تلك الأشياء التي يراها بالروايات التي كانت تقرأها ضحى قديما وتقصها عليه ابتسم لتلك الأيام عندما كان يعاملها كأخت صغيرة له .. عقد حاجبيه وهو ينتبه لأشياء كثيرة كان غافلا عنها من قبل.. يبدو أن مشاعره تجاهها منذ زمن طويل وليس هذه الفترة فقط فحفظه لتفاصيلها وتذكره لكل مواقفهما وكلامهما معا لا يدخل ضمن نطاق الأخوة أبدا فالعاشق فقط هو من يشعر كما يشعر هو الآن! هتف بصدمة:"أنا عاشق؟!!" نفض رأسه بقوة وهو ينظر حوله بالشقة الفارغة ونهض يتجول بها يلمس كل ما كانت تلمسه بيديها,يلتقط كوبها المفضل والذي تشرب به الشوكولا الساخنة قبل النوم يوميا ومرر يده عليه لينتبه لاسمه الذي نقش عليه ولم ينتبه له قبل الآن ليتذكر خجلها كلما رآها ممسكة إياه ومحاولة إخفائه عنه.. قادته قدماه للغرفة التي كانت تحتلها والذي ينام بها أغلب الأوقات بعد رحيلها بعدما ألقى تهديده الغبي بوجهها بكل غباء وخرج تاركا لها المنزل لتتخذ هي تلك الخطوة التي جعلته يشعر بمدى جرحها منه ولو لم يفهم لم؟! ولكنه أدرك أخيرا لماذا رحلت..أدرك أن ما كان يظهر لها هو محض رغبة وشهوة لا حبا وكلامها الأخير يؤكد ذلك.. ابتسم وهو يتمتم:"لست رجلا صبورا ضحى ولكن لأجلك أنت سأمتلك كل الصبر المطلوب حتى أحيي جذوة مشاعرك تجاهي من جديد فصبرا حبيبتي التي بحثت عنها كثيرا وهي كانت أمامي منذ قديم الأزل وأنا الذي لم أدرك ذلك بكل حماقة" التقط هاتفه بسرعة ليرسل لها:"بحثت كثيرا عن سكني ولم أدرك أنه كان معي طوال الوقت حتى ضاع مني فهلّا تعيدينه إليّ يا أملي إمضاء... التائه بدونك" --------------- خرج من غرفته ليجدها قد جهزت له الإفطار واختفت كعادتها منذ زواجهما والذي ليس بزواج فزفر بحنق وهو ينهر نفسه قائلا: "كف عن أنانيتك أنيس..يكفي ما حدث لها بحياته من تحت رأسك تصرف كرجل حقا ولو مرة بحياتك واقتنع بأنها زوجتك ولن يتغير الوضع وافعل شيئا يدخل الفرح والسرور على قلبها" فكر للحظات قبل أن يهتف:"أجل هذا هو ..هذا هو ما سأفعله" التقط الهاتف سريعا وهو يدعو أن تكون تفرغة بهذا الوقت" ------------- في اليوم التالي.. وصل إلى العمل وهي لم تغادر تفكيره منذ ليلة أمس..ترى هل علمت؟ وماذا سيكون رد فعلها؟ هل ستقبل أم ...؟ أغمض عينيه بقوة وهو يشعر أنه يتصرف بطريقة غريبة عليه منذ دخولها حياته فهل هذا تأثيرها عليه أم أنه يبالغ بتفكيره بها؟! زفر بحنق وهو يلاحظ أنه منذ الأمس لم يستطع أن يشيحها من تفكيره كلما حاول فشل فشلا ذريعا حتى أنقذه النوم فماذا سينقذه اليوم؟! دلف إلى غرفة الاجتماعات ليجدها واقفة أمامها تتحدث والابتسامة على شفتيها فضيّق عينيه وهو يقترب منها ملتقطا من كلامها اسم أنيس قست عيناه وهو ينظر إليها بضيق وظل واقفا أمامها حتى تنتهي ولم تكد تغلق معه حتى انشغلت بالهاتف مرة أخرى وهذه المرة كانت عيناها جامدتان بطريقة غريبة.. ---------- كانت بطريقها للاجتماع ليتعالى رنين هاتفها أجابته لتجده أنيس "مرحبا أنيس كيف حالك؟" "بخير عاصي شكرا لك" ضيقت عيناها وهي تنتظره يتحدث ولكن من الواضح أنه خجل فحثته "ماذا هناك أنيس؟أخبرني" تنحنح قبل أن يقول:"هل لي أن أسألك عن أمر ما؟" "بالتأكيد ماذا هناك؟" "كنت أريك أن تسألي عن أفضل أطباء التجميل بما أنكِ لديكِ من المعارفة الكثير بكل الأنحاء..لا يهم المال فقط يكون ماهرا بعمله" سألته بدهشة:"أطباء تجميل من أجل من؟" أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول:"من أجل زوجتي" أصابتها الصدمة متى تزوج هذا؟ أم أنه كان متزوجا وهو يطلبها للزواج؟؟ علم بما تفكر فأكمل يمنحها نبذة عن حالة فاطمة دون أن يخبرها ما حدث وترك الأمر بخيالها ولكنه يعلم أنها لن تبحث به كثيرا.. زفرت بقوة وهي تتجاهل الأمر ثم ردت عليه:"حسنا سأسأل أصدقاء لي وسأرد عليك فور ردهم عليّ لا تقلق" "شكرا لك عاصي أنا حقا......" لم يستطع أن يكمل فابتسمت برقة وهي تقول:"لا عليك أنيس أنت أخي ولو أردت سأسافر معها أيضا فلابد أنها ستكون مرتبكة وأنت لن تستطيع أن تترك عملك لمدة طويلة" اتسعت ابتسامته وهو يرى زوجته تخرج من غرفتها أخيرا ثم قال "شكرا لكِ عاصي شكرا لكِ" لم تكد تغلق الخط مع أنيس حتى وجدت الهاتف يرن مرة أخرى وهذه المرة كانت والدتها فتجمدت لثوان قبل أن تفتح الخط لتتسع عيناها وهي تستمع لكلام والدتها أم عليها أن تقول أوامر؟! -------------- لم تتوقع ما سمعته لذا ما أن أغلقت مع والدتها حتى استدارت لتصطدم بنظراته المسلطة عليها وهو يلقي تحية الصباح لم تبال به وهو يكاد يركض خلفها حتى دلفت المكتب خاصتها فدلف خلفها وهو يقول بهدوء مصطنع: "لم أعرف ردك على عرضي عاصي!" "أجبني على سؤالي أولا تميم لماذا تريد الزواج بي؟" أجابته بنبرة غريبة ليجيبها ساخرا:"ولماذا يتزوج الناس برأيك عاصي؟!" تجاهلت سخريته قائلة:"لا تجيب سؤالي بآخر تميم ثم أننا لسنا مثل باقي الناس فهل لديك إجابة أم أعتبر عرضك لاغٍ؟" زفر بحنق من يباسة رأسها ثم قال:"لن أقول لك أني وقعت بحبك أو أني وجدت بك نصفي الآخر مثلما يقول الجميع ولكني سأخبرك الحقيقة وهي أنكِ مناسبة لي ولحياتي متفهمة لظروفي لذا لن تصرعيني بالطلبات الرومانسية ولن تطالبيني بالكلمات العاطفية كما قلت ستكونين مناسبة لي ولنمط حياتي دون محاولة تغييري" هل تصفعه؟! فكرت عاصي وهي تشتعل من الغيظ ترفض أن تعترف أن قلبها تحطم من كلماته اللامبالية الباردة لذا كبحت كل شعور داخلها وهي ترسم قناع الجمود الذي أصبحت تشعر أنه لم يعد مقنعا مؤخرا وهي تقول بهدوء أقرب البرود: "إجابة عرضك هو الرفض تميم" تجمد مكانه وهو ينظر إليها تبتعد دون أن يقوى على النطق بكلمة استفسار واحدة وهو يتساءل ما الذي أخطأ فيه لتعامله بهذا الجمود؟! نهاية الفصل | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
58Likes
.png)
.png)
العرض العادي
