03-08-17, 04:24 PM | #1771 | |||||||||||||||||||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
حبيبتي مودي جد دايما باستمتع بتعلقاتك على الفقرات و اقتباساتك فعلا سعيدة جدا بتواجدك اغيد لم يأت إليها؟؟ لكنه فعلا جاء اليها و هي اعتادت و هي انثى شرقية على تذلل الرجل في طلب رضاها حتى ينالها فتصبح مسلم به لكن اغيد يرى انه جائها كثيرا بطرق كثر الا ان عماها لم يتح لها الاستبصار بما فعل تسلمي قلبي عالاقتاسات و الاختيارات و دوووووووم منوراني | |||||||||||||||||||||||||||
03-08-17, 04:33 PM | #1772 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
تسلمي حبيبتي على مشاعرك و ربنا بيعين تعودنا على كله طيب مش هو قعد سبع سنين يسمع الها انت مميزة و انت لازم تحاولي و طعم النجاح المزين بالعقبات ليه تدور عند غيره هو ظالم بس هي هبلة هي فعلا هدى لازم تقوى بنفسها و لنفسها لانها عايشة دور الشهيدة بكل تفاصيله فعلا لين اقوى شخصية لانها عارفة نفسها اكثر واحدة فيهم و تخافيش على مهاب هيلعب الدبور النحلة تسلمي لي رنوش على الرد الجميل دوم منوراني | ||||||||||
03-08-17, 04:41 PM | #1773 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
هههههه تعرفي مش عارفة كيف هتتقبلي حقيقة اغيد يوما ما الحقيقة صح كلامك على المطلق و الصريح هو فعلا طاردها و هو فعلا بحث عنها و هو فعلا اقنعها و اقنع اخوها لكن و الحقيقة الصرفة هنا اغيد ما خدعها ابدا مين اللي خدع التاني مين اللي عنيه بتبرق و هو بيسمع عروض للشغل و بلا زواج بلا بطيخ ابيض و الا اصفر لبنى للأسف مش ناضجة كفاية تتخذ قراراتها و اغيد خدمها و تعب عن اتنين و مشكلتها انها بتحسب حالها فهيمة علاء بشغله يعني يشحتوا مثلا و يقعد بالدار اما هدى فهي يمكن اعطته دي الصورة المشابهة للهاث امها لكن ايمن لو كان صادق ما اتهمها بهذا الوجع ايمن هدفه يوجعها قالت و الا ما قالت هههههه عرر مهاب عرر حرام عليك انت قالبة عالكل شكلك معجبة بالنخلة يا روزي مهاب فعلا كان جبان باخر جزئية بس يعني الزلمة انصدم من حاله حرام يتقهقر شوي اميرة حالمة و تربت مع مهاب على خيالات امها عشان كدة حاولت تنزل الحلم للواقع و انصدمت و انت ما بتتصوري قديش بحب نقاشاتنا سوا و نقدك للفصل دوم منوراني يا قمر | ||||||||||
03-08-17, 04:49 PM | #1774 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
و ربي يعين عالاحوال فعلا انا كمان بتمنى لين تسامح او تقدر تسامح مهاب تعرفي تحليلك للموقف فعلا جميل و ذكي و حبيته فعلة شيماء كانت حماقة شباب و تلك تغتفر و تسامح دوما لكن هذه المرة الدرس صعب اما مهاب فهو بيحتاج لكل اللي جايي اله بالطريق عشان يعرف كيف يتعامل مع بنات الناس يا الله تحليلك هو الرائع لاغيد و لبنى مثلما يلام اغيد تلام لبنى و الزواج رقصة اقدام تتاخر قدم لتتقدم الاخرى و الا سيختل الميزان لبنى لم تشعر اغيد انه حتى رجل في زواجها منه هي لم تشعره الا انه وسيله محفظة حرية اي شيء الا الزوج و هو اخطا بسحبها في دوامة كاملة خارج امان و بساطة و رتابة حياتها تحليلك فعلا اسعدني عبير تسلمي لي قلبي على الرد الاكثر من ممتع و جد نورتيني | ||||||||||
03-08-17, 04:51 PM | #1775 | |||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
هي بس مقتنعه انه انولد بملعقة دهب و هو بيحاول يقولها انه زيها من البوليتاريا كيف هبلة البنت بتروح تقابل حبيبها القديم اي تحمد الله انه مو زياد و الا كان قبرها بارضها و الا استورد الها جو جديد ايمن موجوع و عكس وجعه على هدى هدى بتعمل هيكا لانه فعلا ما كان موجود بقوة الها و دا اقصاء منها و فشل منها مش غلطه لحاله غلطهم سوا تسلمي لي قلبي على التعليق الممتع جد نورتيني اقتباس:
فعلا الخطا يقس بينهما مناصفة و فعلتهما معا كانت القاضية ههه حبيت دي فعلا ساعد الكل الا زوجته لانه ساعدها بكل قوته بالجزء الاول و هي تسلقته للأمومة و دي عقدة مهاب انه عايش غدر زمان في اليوم هدى يجب ان تقرر مصيرها الاخير و بدقة تسلمي قلبي على الرد الممتع و جد نورتيني | |||||||||||
03-08-17, 07:40 PM | #1778 | |||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام
| مساء الخير ياجميلات منورين الي مستننين نزول الفصل الكاتبة العزيزة ايمان بتبعث اسفها بسبب انقطاع النت عن لابتوبها ماحتقدر تنزل الفصل مع الاسف بس استنوا استنوا ماتزعلوش الفصل معايا من امبارح عاشن كده حنزله انا اروح اجري بسرعة قبل ما تطردوني :heeheeh::heeheeh: وانا الي بعتدر عالخضة البايخة دي ايمي لا تلغي صداقتي بعد ماتشوفي عملتي دي يتبع في التعليق القادم مع اول جزء من الفصل الرابع العشرون | |||||||||||
03-08-17, 07:42 PM | #1779 | |||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام
| 1 (24) "مرحبا هدى... لا تتخيلين مقدار سعادتي لأنك هنا". ظلت تنظر إليه بحذر و توجس... لم ترد عليه بأية كلمة منتظرة أن يعقب على جملته، لكنه استمر يقود السيارة بصمت و كأنه يعرف كم هي عطشى للهدوء! "ماذا تريد أغيد؟" أخيرا كسرت الصمت، ليرد بسؤال على سؤالها... "هل تثقين بي هدى؟!" نظرت إلى جانب وجهه المركز لثوان قبل أن ترد هي الأخرى بهدوء مماثل... "أظن... نوعاً ما". ابتسم نصف ابتسامة... " حتى الآن هذه كافية!" حل الصمت و الشمس تميل للغروب بلون مريحينعكس على المرئيات حولها... ركزت على الطريق دون كلام، و عقلها يبحر في مقارنات بينها و بين أمها، و كأنها تفند مدى صدق ذلك المزعم أو أنه فقط مزعم! "هل تسمحين لي؟؟" التفتت إليه مع سؤاله الغريب... عقدت حاجبيها و هي لا تفهم، فعقب بهدوء و عينه على معالم الطريق... "هل تسمحين لي أن أتدخل؟.." مطت شفتيها بهدوء قبل أن ترد و عينها تعودلمعالم الطريق التي جعلتها تخمن الوجهة التي هما ذاهبان إليها... "لقد فعلت ما أن ركبت جوارك... لكن هل تسمح لي أن أسأل لماذا؟؟" ناور بسيارته بهدوء قبل أن يجيب... "بكل تأكيد...علاء أخي... ببساطة هو كذلك، بلا عبارات رنانة أو اضافات فلسفية... أنت و ابنك جزء من أسرتي... علاء الأحمق مع احترامي لزوجك بحاجة لأن يفهم أن تلك الرابطة التي يحاول أن يشوهها بيني و بينه موجودة، و إنني أجد أن هذا وقت ملائم لأثبت له أنني أخ حقيقي وقت الشدائد يخدمه دون أن يطلب... حتى لو كان دوري هو أن أصفعه على وجهه؛ عله يفيق من وهم العظمة الذي على ما يبدو مزج بجيناتنا!" المرارة بآخر حروفه أزعجتها، لكنها لم تجد فيها الجرأة ان تمنحه الإذن ليقتحم حياتها أكثر، بأن تسأله ما به! "هذا سبب تدخلي... لكن من ناحية أخرى... أنت كأخت بالنسبة لي... يعز علي أن أرى بنيانا مثل أسرتكم يتضعضع و بيدي طوبة تسنده... لذلك أنا هنا أعرض عليك كل قوتي سندا لك، كأخ، و سندا له كأخ و عما ليزن... هل هو مقبول؟!" ضمت شفتيها مع عقدة حاجبيها و هي تفكر بكلماته... ثوان ثم هزت رأسها بإجابة صامتة، ليكمل بنبرة قيادية فاجأتها مخالفة تلك المرارة التي ربما توهمتها فيه... "أنت الآن ستذهبين لبيت عمك، و ستحزمين حقيبة ملائمة لتقضي عدة أيام في الجزر البريطانية... أنت مدعوة لتلقي كلمة عن بحثك الخاص عن ميلتون و كيتس في جامعة كامبريدج في مؤتمر خاص و مغلق!... لوسألتني سأحب كثيرا أن تحضري يزن معك، لكن الأمر يعود لك بالكامل... أما في الحقيقة أنت مدعوة بشكل حصري لحدث سنوي مهم و مميز... و رحلة ترفيهية خاصة و حصرية... جهزي نفسك هدى فسيتم الاستيلاء عليك بالكامل!" الانذهال مع الرعب مع القلق تسابقوا ليرسموا انفعالاتها لكنها في النهاية صمتت و أعطته الاذن بالكامل أن يسيطر على الحدث! *** فعلا لقد تم الاستيلاء عليها و على قراراتها ما أن وافقت، فها هي هنا في هذه الطائرة الفخمة الفاخرة... ابتلعت الغصة الموجعة و هي تفكر بابنها الذي تركته في بيت عمها... لم ترد فعلا تركه لكن بحالتها النفسية الأسوأ من سيئة كان من الافضل تركه عند أشخاص يحبونه و يهتمون به... من ناحية أخرى لا تريد فتح جيوب جديدة مع زوجها و لا تريد أن تفكر بإمكانية قيامه بملاحقتها قانونيا لأخذها للولد خارج الوطن دون إذن منه! لم تظن أنها مبدعة بالتظاهر إلا عندما صدقوها بلأصروا على أن تترك الولد معهم، بحجة أنها لن تجد فراغا لأجله مع انشغالها بالمؤتمر... الحقير في الأمر هو التجاهل الكامل من أيمن فور دخولها للباب و بتر علاقته بها... باحتقار أعطاها ظهره و نظراته متجاهلا لها بالكامل... الآن وحدها في شبه مقصورة خاصة تجد الغضب يستولي على سكناتها. الغضب الحارق يتربص على مراكز سيطرتها الكاملة... علاء، أيمن، امها، أبيها، عمها و زوجته، حتى هذا الرجل الذي ظهر دون سبب و فعل دون توضيح و كان موجودا دون علمها! نعم هي غاضبة و لأول مرة هي خائفة فعلا من نفسها. *** برعب ركضت سكرتيرتهخارج المكتب، و نظراته الباردة تفجر بها شعور بالعجز... أما هو فشعر بالاختناق من ربطة عنقه؛فأخذ يحرر اول زر من قميصه و يرخي شدها على رقبته... هدى... تنفس بتعب و ارهاق و هو يجلس منهكا و كأنه جمل و برك مرة واحدة...يدفن وجهه غي كفيه دون ربع فكرة تشرح لم حدث ما حدث... لم يكد يرجع للمكتب منتصرا بقضيته حتى يجد خبرا من سكرتيرته ان زوجته مرت على المكتب تبغي الحديث معه... و لما اعلمتها بسفره رفضت ان تتواصل معه هنالك و انسحبت بهدوء... رغما عنه بقلق اتصل عليها ليصله صوت المجيب الالي، يخبره ان يترك رسالة... و بقلق يتوالد بسرعةاتصل على هاتف بيت عمها الأرضي ليكلم ابنه كالمعتاد... كلمات بسيطة و دمه بدأ يغلي يشتعل.. يكاد ينفجر... أمي سافرت... فقط! و كانه لا رجل لها مسؤول عنها لتخبره بذلك... الغليان وصل لعقله لدرجة أنه حمد الله أنها فعلا خارج الوطن و إلا فعل شيء سيجعله يكره نفسه للأبد... بدلا من ذلك طلب من الفتىأن يناول زوجة عمها السماعة و خلال بضعة كلمات علم أنها سافرت لبريطانيا لتلقي كلمة في جامعة كامبريدج عن بحوثها الرائعة عن الشعر الانجليزي... شد على أسنانه... و الغضب يحطب فقدان عقلهأكثر و أكثر... لكن و بعد مرور نصف ساعة الغضب تحول لشيء آخر يجعل نبضات قلبه تختل... زوجته ليست مدرجة في كشوف المطارات... و أكيد الاطائرات المغادرة للجزر... بحث أكبر ليعلم أنه لا يوجد أية مؤتمرات عن الأدب الانجليزي في جامعة كامبريدج أو حتىأوكسفورد... شعور بالسوء تلبسه كله و هو لا يفهم بالضبط أي شيء حوله و كأنه انفصل عن الواقع لحلم غريب مجنون و المشكلة أن الحلم يمشي مع الواقع... و عبر ذلك تمنى امنيته الأخيرة... فقط لو يضع يديه عليها... فقط!! *** الوصول للوطن... تمطىبإرهاق و هو ينزل عبر الدرجات الكثيرة و التي يبدو أنها لا تنتهي للطائرة... لقد سافر من قبل في أسوأ الدرجات و حصل على مقاعد مجاورة للمرحاض لا تكاد تتسع لمؤخرته النحيلةأن تستقر على كراسيها الغير مريحة، لكن لم تكن هذه الرحلاتأبشع من هذه الرحلة بشقي الذهاب و الإياب... رغما عنه تحرك لأسفل و الركاب خلفه يتذمرون من بطئه... لم يلتفت للخلف ليرى من يتبعه بل استمر بالحركة المتجاهلة و عقله يحيد لهذين الأسبوعين الموجعين... الصلات... الصلات هي أهم شيء في الوطن العربي... يظن أنها أغلى من النفط الذي صنعهاأو حتى الاثار القديمةالتي أثرتها... الصلات... تلك هي المفتاح لكل كارثة... و تلك هي التي جعلته أخيرا قادرا على تحريرربيبته الحمقاء... المحامي، مع رأس كبيرة، مع تفكير مهاب، و علمه كيف يفكر هؤلاء القوم، جعل خطة رائعة تُطْبخ، و رائحتها المزكمة كانت كالعطر الحديث! نعم هي ستتعاون... هي بلا كلام سلمت كل الصور التي معها... و أصلا تلك الصور التي كانت لمنشآت حربية، لكن لهيكلها الخارجي و المسموح للجميع أن يروها، أو حتى يقودون جوارها... ربما لو استخدمت قمر صناعي لوصلت لصور أشد دقة، لذلك تلك التهمة الحمقاء لا معنى لها... الذكاء من تواصلها قبل أن تدخل قدمها للوطن مع مسؤول ما عن امكانية نقل جثمان أمها للوطن أعطاها سمة الفتاة المناضلة المحبة لوطنها... و حاكميه طبعا! المقال عن تعامل السجون النظامية مع المجرمين أو المشتبه بهم... لا تقلق لقد كتبته. و في الحقيقة هي لم تكذب في هذا المقال قط، فقد نقلت كل ما مر بها بالتفصيل، لكن بكل تأكيد، جهة ما رشحته و جعلت يد السجان أشد حنانا من يد جدتك المرحومة! رزم،رزم، رزمٌ خضراء... تذلل و ترجي و أحيانا تلميح... و ربما ابتزاز... للأمانة سلك مسلك أسود بالكامل و هو يحرر الفتاة و.......... و يصدم بعد كل ذلك بقرار منعها من مغادرة الوطن! هذا ما لم يحسب له حساب... و هذا ما لا قوة في العالم يمكن أن تغيره. و مع رعب شيماء من أن تبقى مع ابنة أختها، و فزع أميرة لو بقيت لوحدها؛ تشتت كل أفكاره من رأسه... لم يكن ليطلب من شيماء أن تبقى، و لم تفعلها أميرة بكل تأكيد، لكن الأخيرة كانت تريد بكل قوتها أن تفعل... "سنتسول على الطرقات!" تحدثت بشبه ولولوة بتبرير لذاتها... هنا مع الوضع الخطير، البطالة تنتشر أكثر من عدد السكان! "على الأقل في ايطاليا كان لي وظيفة و اسم!" تبريرات واهية، لكن مهاب فهمها... لقد كانت تعاني من الاختناق في كل خطوة رغم عشقها للمكان... ربما لو عاد لها حقها، لو عاد لها أمانها، لو عوقب المجرمون بحقها؛ فيمكنه أن يلومها... رجفتها كلما مرت جوار عسكري أو مبنى محاط بالحرس -و ما أكثرها هنا- جعله أشد تفهما، لكن مشكلته هي تلك الفتاة التي تبتسم لهما بهدوء كاذب مرتعش... "لا مشكلة!" تحدثت و الجرح عند شفتها تحول للوردي و الكدمة أسفل عينيها بدأت تخضر... "سأنتسب للجامعة هنا، و لن تضيع سنين دراستي هباء... سأجد عملا أي عمل... و سأنهي دراستي...لو كنت أعمل بشكل دائم بالقناة لكانتاحتضنتني لأخرج من هنا... المهم أنني لن..........." "أنت لا تفهمين ما تتحدثين عنه... سينتظرون خروج مهاب ليستولوا عليك... أنت لا تعرفين ما هم قادرين على فعله و لا تعلمين أنهم لم يمتلكوا قط شيء يسمى حدود... كلهم طينة واحدة، و كلهم يستلذون بذلك!" تنهدت و رعب شيماء رغما عنه أثر بها لكنها أظهرت صلابة ليست أكثر من قشرة... "لا أظن أن الأمر قد يتجاوز ما فات... لقد تعلمت درسي بالكامل خالتي... سأبتعد عن السياسة... سأبتعد عن الأحزاب... في الحقيقة سأبتعد عن كل شيء!" ضمت شفتيها بقلق تشيح بعينيها بينما أميرة ترسم بنظراتها خط مائل... "صدقا خالتي... أنا أريد ان أبقى... هل تعلمين ذلك؟... أريد أن أظل في وطني... أريد أن أنتمي لهنا...دوما شعرت بالاغتراب، لكن هنا لأول مرة أشعر باحتضان كوني بالكامل لي.." ابتلعت غصة تكومت بحقلها و هي تكمل... "من ناحية أخرى... لقد وافق المسؤولين على أن يتم نقل رفات أمي ليتم دفنها هنا... هذه وصيتها... هذه أمنيتها... صحيح أنني لن أدفنها في قريتنا الصغيرة، لكن الأرض واحدة و احتضانها لها واحد..." ثم ابتسمت بطمأنينة لهما رغم احمرار عينيها... "سأجد سكن طالبات محترمات هنا، و سأقيم فيه كما لو كنت عندكم... و سأقبل أي معونة مادية منكما حتى أتخرج... وسأفعل أي شيء تريدانه، لكن أبدا لا تشعراني أنني أوقع على عقد موتي ببقائي... فكما تريان الكثير هنا أحياء و يمارسون دور المواطن المحترم!" كان من الممكن أن يجادل أكثر و يحاول أكثر، أن يقنعها بأن تكافح اكثر للخروج، حتى لو عبر تسلل الحدود للدول المجاورة، لكن خبرا وصله من الوطن جعل هم الفتاة و خالتها بل كل وطنها يتراجع، و يقرر أن يتركها هنا مؤقتا مع دعمه المادي الكامل، و يحمل نفسه بأقرب طائرة عائدا لبلاده! *** يمكنه أن يؤذيها... نعم مازال يمكنه ذلك...ليس بالإهانة أو التحقير بل بالاحتقار المتجاهل يؤذيها! عقلها يرتحل لما بعد المواجهة التي انفجرت بينهما منذ عدة أيام... ببساطة هجرها بكله و هو يفتح لها كل النوافذ لتختار ما تريد... أعطاها الحرية لتخرج من حياته بشروطها... أعطاها الحرية أن تنال ما جاءت لأجله... فقط سحب ببساطة امتياز أن يكون زوجها... أو حتى تلك العلاقة الغبية بينهما... الأحمق ماذا يظن...لا لن تترك بيتها لأجل أي اتهام أو طرد مباشر أو غير مباشر... لن تخرج من بيتها دون أن تقوم بمصيبة تستوجب اخراجها منه عدى ذلك هي باقية على قلبه كالأبهر... لكن و على ما يبدو أن قلبه متطور ليحيا بلا شريان فقد علمت من سيمون أنه ترك البلاد كلها لها و كأن بقاؤها أو رحيلها لا يعني الكثير... "لا تخرجوهن من بيوتهن و لا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" سورة الطلاق الآية (1) تلك هي المصيبة التي أوجبها القرآن لتطرد المرأة أو تخرج من بيتها، و طالما لم تقم بتلك الكارثة البينة فهي قاعدة هنا للأبد! الفراغ الذي تسلحت به أيامها، كان عادل بالكامل لتحاكم نفسها و نفسه و كل شيء... زواجها منه كان خاطئ و ارتباطها به كان كارثي... أخذت تحلل عواطفها لأول مرة ناحيته لكنها لم تجد شيء... بقسوة تخيلت طائرته تسقط في المحيط و يختفي و أخذت تتخيل ما ستشعر به... قارنت بقسوة خيالية ردة فعل سلام لو أن هذا حدث لخطيبها و كيف ستجن بكل تأكيد... هل هي مختلة أم ماذا؟؟ لو اختفى أغيد، لو رحل، لو حدث له أي شيء... هل ستتوجعين؟؟ هل ستتألمين؟؟ لم تجد لها جواب... بكل قوة الخيال التي تملكها صنعت الحدث و أخذت تنظر لعينيها الميتة عندما يخرج من حياتها... بماذا سأشعر؟؟ كيف سيكون؟؟ لم تجد جوابا حقيقيا لذلك نهضت بتعب و هي تتجه لمكتبه... جلست على كرسيه و عقلها يفكر بشرود متألم بما حل بها و بزواجها الفاشل... تتأمل الشاشات العديدة المغلقة -بكل تأكيد بكلمة مرور- و هي تحاول أن تفهم لم الهم يتسلق عظامها... مرارة وجع أغيد كانت تفوق أي مرارة شعرت بها من قبل... في أكثر أحلامها جموحا لم تظن أنها قادرة على جرحه... هي تسائلت -و كثيرا فعلت- لم تزوجها أغيد؟... لم أرادها هي من دون كل الخلق؟...بالذات مع ما ظنته هدفه منذ البداية، و لم يتقدم عبره بأكثر من قُبلة! قلبها ينبض بقوة و وجع، و الجواب ليس بعيد... هو لا يعطي إلا تلميحات فكبرياؤه يحكم أفعاله لكنها ليست بحاجة للكثير من الكبرياء هنا لتفهم ما عناه بكل حرف منه... و المشكلة أنها فعلا لا تملك ما تقابل به عاطفته تلك... فعلى ما يبدو أنها فعلا لا تعرف ما تشعر به و تخاف يوما ما أن توضع في هذا الامتحان متأخرة ساعتين بفشل محتوم! *** التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 01:07 AM | |||||||||||
03-08-17, 07:44 PM | #1780 | |||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام
| 2 شعرت هدى و كأن عقلها سينفجر ما أن انهت اجراءات السفر و التفتت للرجل الذي يسير جوارها... "لقد كذبت علي أغيد... السؤال هو هل أنت كاذب في كل الحزمة أم في هذه فقط!" لم يرمش بجفنه و هو ينظر إليها بعدما وصلا للمطار الخاص و هي تعلم أنهم في بلاده لا في المملكة المتحدة... و بعد سؤالها لم هما هنا، نظر باستفسار بسيط... ثم وضح أنه اختلط عليه الأمر عندما كان يخبرها عن المؤتمر... فقط خربط في البلد و المدينة و الاسم... فها هما في الولايات في ولايته الخاصة ميتشغان و ينزلان في أخطر مدينة في الولاية ديترويت و حولهما جيش حراسة ضخم و يخبرها ببساطة أنهم ذاهبان لبيته... و لما رفضت، بل أصرت على العودة مرة أخرى للوطن، معبرة بشكل واضح عن ندمها في ثقتها بأخ زوجها ذي التفكير الملتوي، سأل بهدوء عن اشكاليتها بالضبط... "حقا... تجعلني أخبر أهلي أنني ذاهبة لإنجلترا، فأجد نفسي هنا... ثم تخبرني أنك سهوت عن التعديل بأننا ذاهبون للولايات المتحدة و لجامعة متشغان آن آربور، و بعدها تريدني أن أثق بك!" مط شفتيه و هو يضع يديه في جيبي سرواله... "و من كل هذا ماذا استنتجت!" مطت شفتيها قبل أن تجيب و عينها على كومة الحرس... يمكنه بثوان حملها و حشرها في سيارة من هؤلاء الثلاثة و لن يلاحظ ذلك أحد! "استنتجت أن لديك نوايا سيئة لا أعرفها... ربما أنت تكره علاء بطريقة تفكير مختلة ملائمة لهذه البلاد التي أصدرت آلاف الأفلام عن المفكرين المخبولين!" ابتسم نصف بسمة و سعيد أن حرسه لا يفهم شيء من عربيتهما "هدى... أنت حرة لتعودي... أنا لم أسرق هاتفك أو أكممك أو أطلب فدية من ثروة زوجك التي تعاني أملاكي من عجز لأجلها..." ثم مط شفتيه بتأنيب ساخر... "هدى... في الحقيقة أنت و لبنى يجب أن توقفا عن قراءة القصص و مشاهدة الأفلام... لا أعلم من أين تملكون هذه المخيلة المجنونة!" ثم لأول مرة ابتسم بخبث.. "أما سبب كذبي فهو واضح لو فعلت عقلك قليلا... انني انتقم لك من علاء... تخيليه يدور حول نفسه يبحث عنك و لا يصل... دعيه يذق من كأس عزلته و يجرب كيف يكون النبذ... لكن لو أردت يمكنك أن تنتظري ليوم ترتاح فيه الطائرة و تخضع لصيانة كاملة ثم تعودين... و لو كنت أكثر عجلة يمكنني أن أستأجر لأجلك طائرة خاصة، أو احجز لك تذكرة في الطيران العادي... أنا هنا لنصرك لأجل اخي لا ضده... تذكري أن اهتمامي بك ليس إلا لأجل علاء... وقوفنا هنا لا يخدم أحد... لذلك رجاء اتخذي قرارك بسرعة!" تنهدت و هي تفكر بقوة و تعتصر عقلها قبل ان تستمر نادمة و هي تعلم أنها ستظل نادمة و ستندم بعد الندم على هذه الفعلة، لكنها لم تجد بدا من أن تتجه لتركب معه... فربما حياتها مع زوجها تحتاج لتنجح إلى خطط من عالمي عبقري يمكنه أن يكون قاسي متطرف في حلوله العبقرية! *** اتخاذ القرارات المصيرية شيء مرت فيه كثيرا خلال الأيام الفائتة... لكنها لم تفكر كثيرا عندما قررت أن تبقى... في الحقيقة لم تفكر أصلا في ترك البيت له... أما الذي استنزف قواها بالتفكير هو قرار التحاقها بمركز الأبحاث الخاص...هذه هي المشكلة الأخلاقية عندها... يمكنها أن تقنع ألف شخص أنه زوجها و عليه أن يعيلها و هي بالغربة و وو ... لكن الحقيقة هي ستحتقر نفسها أكثر و أكثر لو استمر يصرف على نزواتها الابتكارية! لذلك قررت أن تبحث عن وظيفة بشهادتها و عندما تجد سوف تكون كرامتها أقل وجعا و مهانة... نصف بسمة و لم تكن كاملة بل مليئة بمشاعر سلبية ارتسمت على شفتيها... مر عليها أكثر من شهر في المختبر و قد استفادت حقا و أعادت برمجة عقلها و تفكيرها و بدأت تفكر بالعقبات التي كانت تعرقل نجاح مشروعها، بأنها نتائج طبيعية لمقدمات مختلة بعض الشيء... شهر لم تسمع عبره عن زوجها و لا ما يحدث معه و لا أي شيء يخصه... على الأقل غيابه الفائت كانت تعلم أين هو برسائل منه لكنها الآن لا تعلم أين زوجها و متى سيظهر بشكل مفاجئ.... كما الآن! تنهدت و هي تنظر له و لها...فهاهو زوجها العبقري يرجع أخيرا لبيته لكن ليس وحده بل معه زوجة أخيه الباردة مثل الآخر...المفاجأة جمدتها لثوان و هي تتلصص عليه من النافذة مع دخولهللبيت مع امرأة مبهمة الملامح من بعيد و شعور مريع لا تعرف تفسيره تسلق كلها قبل أن تعرف من هي هذه الضيفة التي تتفضل في بيتها دون علمها! للحظات كادت أن تجن و تنزل لتقتل كلاهما خصوصا أنها قضت وقتها تتسلى بالألم لأجله بينما هو يعبث لكن انتبهت على اثم ظنها عندما تعرفت من هي... و بثوان لبست دور المرأة المضيافة و هي تستقبل المرأة بترحاب عربي قوي... لبنى لم تكن كهدى أو أغيد أو علاء متعطشة لعلاقة مع أقاربه الجدد... حتى الفتى يزن لم تفتن به كما يحدث لكل الفتيات... فقط اعتبرتهم موجودين و لم يكن عندها نقص أسري لتحتاجهم من الأصل.فقط قُوم وجع اليتم بوجود العم آدم و تواصلهما المستمر يوميا. لذلك أقول أن سعادتها بوصول هدى تساوي سعادة هدى برؤياها... سعادة غريب للقيا غريب في أرض غريبة مكتظة بالغرباء! للأمانة لم تعلم كم انخرطت في لعبة التظاهر إلا عندما سلمت على هدى بحرارة كاذبة ثم رفعت رأسها تقبل المرأة بتحية شرقية على وجنتيها و هي تستمر بالترحيب بها كسيدة دار حقيقية... سؤالها عن رحلتها و عن راحتها و ارسال حقيبتها البسيطة لغرفة الضيوف في الطابق الأرضي ليس إلا تغطية على تجاهل أغيد بالكامل لها و كأنه سأم من تلك اللعبة الحمقاء! ثم وجدت نفسها مهمشة بالكامل مع حوار يفتح عن يزن و كلاهما ينتظر بشوق حقيقي أن يتم الاتصال المرئي معه... تنهدتمتسلحة بالصمت لكن لم تنهض من مكانها و هي جالسة كوجبة دسمة على قلبه... لم تفكر بطريقة مختلة أو مجنونة بألفتهما المفاجئة. مع معيشتها هنا و معرفتها كيف يعتبر الأخ زوجة أخيه كأخته او اكثر، تفهمت و قبلت الألفة بينهما... خطأ أو صواب لكن هذا الواقع... رغما عنها أخذت تتأمل هدى الملائمة لعالم زوجها البارد و حماتها الباردة و أخيه المجنون بالعظمة... فعلا تلائمهم بكل قوة بكل تلك العفوية بالتظاهر و التصنع العاطفي... حتى نظراتها المحبة لابنها–بعدما نجح الاتصال- لم تبدو للبنى بتلك العاطفة التي يجب أن تكون منأم تركت ابنها في الوطن وحده و سافرت مع عمه دون سبب منطقي لبعدها عنه... لكن بما أنها باتت زائدة هنا فلا يحق لها أن تبدي أية تساؤل... أخيرا ارتاحت من دورها الثقيل و تلك تتجه، لغرفتها ترتاح من عناء السفر و بالمقابل هو يتجه لمكتبه دون نظرة واحدة لها... ظلت جالسة و كأنها كلب تركه ذويه في حديقة مهجورة، ثم نهضت و قد كرهت كل شيء... كبرياء الأنثى هو ما دفعها أن تقتحم خلوته و قدأرادت أن ترى تلك النظرات الخاصة بها... تلك النظرات التي تعطيها شعور مختلف و تقدير خاص و ترفع شحنة كبريائها المهان... و لما لم تجد حجة لتتحدث مع الرجل الذي يتجاهلها -و قد اعتادت خلال الأيام السابقة لمواجهتهما المختلة، أن تنال منه الدلال و الاهتمام- اخترعت حجة ما و طرقت باب مكتبه محذرة لا مستأذنة ثم دفعته بحذر... ما أملته من نظرات بها أية انفعال منه كان خيالي فقد واجهها بنظرات باردة بعيدة و كأن زجاج نظارته حائط صلبي اسمنتي يعزلها بالكامل عنه... "مرحبا..." لا رد... فقط النظرات الميتة بلا معنى... مطت شفتيها و هي تعقد أصابعها بقوة... "لقد أخبرتني سلام أنها سترسل لي بعض الأغراض معك..." رفعحاجبا أخيرا لكن ذلك لم يقارب بينهما قط... "أعني هي قالت أنها سترسل لي..........." "لم مازلت هنا؟؟" سأل أخيرا ببرود صادم، لتجد نفسها حائرة بالجواب... ثم أكمل بهدوء... هدوء رجل حرم نفسه من لذة النظر لزوجته حتى و لو عبر كاميرات المراقبة، و كأنه يتوب بأقسى الطرق عن الادمان بالحرمان الباتر فإما هو قاتله أو هو قتيله! "لقد أخبرتك أنني لا أيد أن أراك بعد ذلك اليوم... أليس كذلك؟... هل حقا تريدين أن أهينك كلما رأيتك؟" ثم عقد حاجبيه بتساؤل حقيقي ضايقها... "هل أنت فعلا من عشاقالمهانة و التعامل المهين المحتقر... كنت اظن......." سارعت تقاطعه و اهانته وصلت بالكامل... "لن أخرج من بيتي إلا لو قمت بخطأ عظيم أغيد... ((فاحشة مبينة))... و بما أنني أعلم أنني لم أقم بأية أخطاء تستوجب مثل هذا الفعل، فلن أخرج أبدا برضاي... أما ما كنت أريده هو أن تخبرني فقط عما أرسلته أختي لي... لا اكثر و لا أقل!" نظر إليها لأول مرة بشكل مباشر لكن حيرة ساخرة تراقصت على حروفه... "أنت تتعاملين مع الأمر و كأنك فعلا زوجتي... تطيعين الضوابط الدينية على العلاقة بظاهرها بينما الباطن أصلا غير موجود!" لم تفهم ما يقول ليعود ببروده و هو يشير بهدوء للباب... "من الآن فصاعدا، لو أردت أي شيء مني فيمكنك أن تتواصلي مع سيمون و لو الأمر ملح فبإمكانك ترك رسالة مع ديانا... لا أظن أنه يوجد اكثر من ذلك، خصوصا و قد عدت لخطتك الأصلية و التحقت بالمختبر الخاص..." لم تستطع أن تلجم الكلمات من أن تخرج... "عرضك الأول كان مهين بالكامل... لست الطفل الذي يبك حتى ينال كل ما يريد... انت تعلم انني أستحق فرصة ثانية... أنت قلتها و تعلمها و قد أخبرتني من قبل في تلك الدورة أنها للعقول المميزة، لذلك لم أكن سأظل أبحر في بحور الرثاء على الذات للأبد... و بما أنك سترفض أن أعمل نادلة في مطعم والدك لأدفع للمختبر الخاص فقد قبلت ذلك..." بكل قوته حافظ على انعزال نظراته و منع نفسه من أن يرد برد ساخر مع ظنها أن عملها قد يكفي مصاريفها... لم يرد أن يخبرها ان عملها كنادلة لن يكفي ثمن عجل من عجلات السيارة المصفحة التي تركبها...لكن ذلك لا يهم... دع هذه الحمقاء تبحر بلذة حماقتها! "جيد... هي فرصة أخيرة... أتمنى حقا أن تستغليها و ألا تتطرفي في حلولك خارج الصندوق لكي لا تصلي لمجرة أخرى!!" رفعت عينيها في حدة لكلماته الساخرة لتقابلها عينيه الجامدة... لكم تكره تلك النظرات المعزولة حتى أنها ظنته كحرباء يغطي عيونها غشاء عازل... "شكرا للنصيحة..." ردت بصوت مكتوم... "سأعتمد عليها..." لم يهتم أكثر و هو يقول ببرود... "مهما تظنين... بكل الأحوال خياراتك، قراراتك، حياتك... و الآن لو سمحت..." ذلك الطرد آلمها بحق بينما هو يعيد تركيزه للشاشات أمامه، لتتحرك بحدة خارجة و قد اكتفت منه و من جنونه! لكن بقي شيء واحد أخير... ستثبت له أنها رغما عنه مهندسة مخترعة قادرة على أن تنجح فيما آمنت أنها قادرة عليه! *** رغم أنها لم تفهم بالتحديد ما هي نوايا أغيد و ما اهدافه من فعلته تلك، إلا أنها سارت مع التيار دون ندم... لِم تندم و قد عاشت في بيت أوهن من بيت العنكبوت؟... الثوابت في حياتها تضعضعت و هي الآن تبحث عن مركزية لأجلها... لكنها تجاهلت كل ذلك و دفنت رأسها في بحثها و قررت أن يكون على أفضل صورة... ببساطة أخذت تخدر عقلها لتمنح كل جهدها للبحث و تطويره ليلائم كل هذه اللحى الخاصة بعلماء الادب... نسيت أن هنالك رجل مجنون ربما يبحث عنها... و نسيت أن هنالك ابن عم أخرق اتهمها أسوأ التهم، و نسيت أن لها أم لا تستحق تلك الصفة... ببساطة عزلت كل ما هو سيء في حياتها و ظلت فقط على تواصل مع ابنها و عمها و زوجته و قد فطنا برغبتها تلك... هاتفها الخليوي قد أغلقته و اشترت شريحة جديدة لتتواصل مع من لن ينغص ذلك الغلاف العازل من الهدوء... كانت تجرب كيف ستكون مشاعرها عندما تبتر شقي الألم... و للأمانة جهد علاء لأن تكرهه كان فعال فرغم كل حبها بل عشقها الذي تمنت لو تصرح به له، إلا أنها لم تعد قادرة على الانغماس في المذلة أكثر و أكثر... لكن أي حب هذا الذي أشقاها و أذلها و أهانها... أي حب... و حتى مشاعرها الأخوية ناحية ابن عمها يجب ان تقتل أو بأحسن النعوت تتحول للبرود الكامل... و كذلك لن تتكل ذلك الرجل الذي عين حراسة خاصة لها و اهتم بها و بأمانها و راحتها ثم اختفى ببساطة معطيا إياها نظرة داعمة و رقم خاص لتتواصل معه بأي أمر طارئ... تجاهلت التفكير بالعلاقة الفاسدة بينه و بين زوجته فلم تكن هي التي تقدم النصائح للأزواج بينما زواجها قد تحول لثمرة عفنه... المهم أنها بقدرة فوق عالية عزلت أسباب الألم و ركزت على عملها و علمها، و اهتمت بمحاضرتها التي ستلقيها و هي تشكر أغيد فعلا على تلك الفرصة و كل محاولاتها أن تعزل الرهبة من داخلها للجمع الذي سيكون حاضرا... لكنها لم تعلم أن شخص في الوطن قد اشتعل و لا تدري كيف سينفجر في نفسه و فيها و ربما كل من يمت لها بصلة... هذا ما أن تقع تحت يديه! *** يتخيل انه عندما كان في تطوعه في تلك الجمعية لم يتعب كما الآن...يعود ركضا لبيته بعدما أمن ربع حياة لأميرة و ترك شيماء تسافر وحدها لإيطاليا، و كل همه مركز بصحة والده عندما علم عن مرضه و تدهور صحته و انتقاله للمشفى مع ذبحة قلبية استولت على قلبه... ماذا تريد أيها الرجل... لم تعذب نفسك بما راح... من ناحية أخرى اختفاء زوجته المريب لم يتوقف عن أن يفزعه... يصل للمشفى فورا ليجد صديق كبير بالعمر لوالده ينتظر بالممر الخاص بغرفة الطوارئ... يتلفت بحثا عنها ليخبره الرجل أنها غادرت منذ ساعة لأجل لمى و محمد... لم يحفز نفسه ليفكر بها بل وحد كل طاقاته لأجل والده... وقت طويل مر و هو يتنقل بين الأطباء يسأل عن ما يجب عليه فعله، و هل ينقله للخارج، و هل يستجلب علاج جديد و هل و هل و هل... و أخيرا أُجبر على العودة لبيته مع اقتراب فجر جديد ليجد الفراغ يتصدر مستقبليه بترحاب... يصعد و هو عالم لما يجده للطابق العلوي... يدفع باب غرفة لمى بهدوء ليراها تنام محتضنة دميتها الأثيرة... يكرر الفعل مع محمد ليجده نائم بهدوء على جنبه... الباب الثالث وقف أمامه بجبن متذكرا فراره المهين من الشعور الحقيقي الذي ناله هنا... يحلم بأن يراها فقط يراها، يعلم ان طريقه طويل في طلب رضاها لكن سفره و قلق أميرة و شيماء و ختام ذلك بمرض والده و خوفه المرعب على ما سيحل به جعله يفهم قيمة ما يملك... و قد ملك حبا لا مثيل له بالكون أعطي بلا تقنين من زوجته... دفع الباب ليموت أمله بالكامل، و هو يتأمل الغرفة الهادئة و التي لا تدل على وجود أحد فيها... رغما عن توقعاته بل لنقل أحلامه، توغل متوجها للحمام آملا ان... أن لا يجده فارغ كما الآن... بهيبة اتجه لخزانة ثيابها و فتحها ليجد نصف الخزانة فارغة تقريبا... لم يبحث أكثر وقد فهم أخيرا أنه نال ما يستحق... بكل تأكيد لين سترحل بلا رسالة، بلا كلمة وداع... فقط تبتر الوجع منها و منه و تخلفأطرافا ممزقة تتوجع بلا طائل. هنيئا مهاب... لقد دمرت زواجك كما أملت... و الآن فلتستمتع بعذوبة ما صنعت! *** | |||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|