آخر 10 مشاركات
هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-17, 03:16 PM   #1871

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


الفصل السادس و العشرون
(26)


في أشد خيالاتها جموحا بل أبعدها عن الواقع لم تتخيل أن ترى هذا المشهد في مجلس بيتها بينما رضيعها محمول على يديها...
مهاب يجلس مع زوجها!
اختلست نظرة من النافذة للمى التي اشتاقت لمحمد و أخذته مع عمر ليلعبا بالحديقة الخلفية...
عقلها يحيد لذلك اليوم الذي عاد به محطم بالكامل من سهرته مع علاء... لأول مرة يلتجأ إليها بهذه الحاجة و يشد نفسه إليها بوجع و كأن كل قوته تبعثرت مرة واحدة...
ليلة طويلة مرت و هي تحتضن رأسه على صدرها تواسيه بلا فهم أو علم، و إن شكت أن علاء أخبره بمصيبة جديدة تخص لين...
و رغم ذلك لم تصل ليقين؛ ففي اليوم التالي عزل نفسه بالكامل عنها، إلا أنها لم تتراجع، بل تقدمت تقتحمه بقوة و هي تسأله عما به... يحاول أن يشغل نفسه بأي شيء، لكنها بقوة تمسكه من يديه لتثبته ناحيتها، تبادله النظرات... تنظر إليه بقلق و هو ينظر إليها و شيء منكسر بعينه... حتى يوم هجرها لصحرائه لم ينظر إليها بهذا الانكسار...
"لا أستطيع أن أتحدث الآن... فقط امنحيني بعض الوقت لأتحمل فقط الحديث!"
ببطء تراجعت خطوة لتنظر لعينيه بطمأنينة...
"كما تريد زياد... لكن تذكر دوما أنك لست لوحدك... لو تخلى عنك العالم كله، أنا هنا دوما لأجلك... لو الدنيا كلها تكسرت فوقك فتذكر أنني سأفديك بعمري لتنجو... تذكر هذا زياد... أنا صخرتك كما أنت صخرتي".
دون أن يكافح نفسه احتضنها بقوة و هو يقول بهمس فوق شعرها...
"لو لم تكوني أنت الحقيقة الوحيدة الثابتة بحياتي لكنت قضيت من اليأس... أنت فقط من تسمحين لعقلي أن يستمر بعيدا عن هذا الجنون... أنت فقط!"
لم تعلم أن الأمر جلل إلا عندما فوجئت بالرجلين في عصر ذلك اليوم يدخلان باب بيتها... علاء الذي يلزم أن يكون في مثل هذه الجلسة لم يظهر...
انتظرت كثيرا و لم يظهر...
تنظر لوجع زياد و حديثه الهادئ جدا بعزل كامل لما يشعر مع مهاب... القوة التي يمتلكها لألا ينفجر به صدمتها... لم تسمع نصف الحديث و عدوى الجمود تنال من مهاب فيرد هو الآخر على تساؤلات زياد بهدوء ملائم... فقط تنظر له و عقلها يخبرها أن ما حدث كبير، و كبير جدا...
وكزوجة تعرف زوجها جيدا، قررت أن تنتظر بصمت لتعرف....
***
طوال الطريق في الطائرة و من ثم السيارة و هي –بغباء فذ- لَمْ تفكر لِمَ أو لأين هم مسافرين...
بالحقيقة كانت تعيش في دوار أصابها من تسارع وتيرة حياتها اليومية و اجبارها على الوقوف على ألف مفترق طرق، و اتخاذ ألف قرار مصيري، لذلك لم تفكر كثيرا و لم تسأل، و هي على شبه يقين أنها عائدة لوطنها، خصوصا مع ركوب هدى معهم.
أما الآن فهي مصدومة من تواجدها في ولاية أخرى، و زاد الأمر سوءا عندما زوجها الصامت –ما ان وصلت الطيارة- تركها مع هدى ليركب سيارة وحده و يختفي عن أنظارهم...
حسنا هذا كثير، و الله العظيم كثير!
المشكلة حتى مع تعمق العلاقة مع هدى لم تقدر أن تسألها بحماقة لم نحن هنا...
و هكذا لم يبقى إلا أن تسأل: ديانا أم سيمون؟؟
سيمون أفضل، فديانا لم ترها في الحضيض أكثر من مرة كما سيمون...
"سباقه..." ردت المرأة بنظرات مستغربة على سؤال لبنى، لتعقد حاجبيها بتساؤل، فتحاول تلك الشرح...
"سباق الدرجات الجبلية... متأكدة أنك لا تعرفين عن الموضوع؟"
لست بحاجة لفلسفتك يا هانم!
"هل هو راعي له؟؟"
أغلقت الفتاة عينيها مع نفس عميق و هو كناية عن قول صبرني يا رب...
"بل هو أحد المشتركين بالسباق... و العام الفائت حصد المركز الأول... متأكدة سيدتي أنك لا تعرفين عن ذلك!"
***
نعم لا تعرف عن ذلك، بل لا تعرف أصلا ما هو سباق الدرجات الجبلية... بل لا تعلم عن شيء اسمه دراجة جبلية، فكل علمها عن الدرجات هو تلك التي بها جرس و سلة و تركبها الفتيات البريطانيات في الأفلام القديمة!
حسنا لو لم يفاجئها أغيد كل يوم مرة على الأقل فلن تثق أنه مازال نفسه؛ فلربما انتحل شخص ما هويته!
تنهدت بضيق و هي واقفة مع هدى و مجموعة كبيرة من المشجعين في منطقة جبلية جبالها تبدو مرعبة لتتسلقها بقدميها و يديها بمعدات تسلق، أو حتى بسيارة لاندروفر...
عقلها يحيد للمكالمة التي تلقتها من دعد الصانع منذ لحظات، و التي كانت بسيطة و كأنهن صديقات منذ زمن، و لتطمئنها أخبرتها أنها أخذت الرقم من محسن، لكي تحدثها و كأنها تريد أن تعرف آخر أخبار صديقتها التي هجرتها!... ثم كأي أم أخذت تتحدث عن طفيها و عن طفل علاء و لمى و كيف البيت تحول لحضانة...
علاقتها مع دعد الصانع كانت جيدة و نوعا ما تحاول ان تكون صداقة رسمية، فدائما هنالك بينهن حدود... أخيرا سألت عن رقم هدى لأن يزن يريد أن يحدثها و رقمها ليس مع دعد، و قد تلف جهازه اللوحي... ربما سترتاب في شيء، لكن هدى اخبرتها بعمق صداقة زياد و علاء؛ لذلك لم تشك كثيرا خصوصا أن المرأة الأخرى تعتني بطفلها بينما هي هنا في مؤتمر و سباق و نوعا ما غضب على زوجها!
المهم أنها بعدما أنهت المكالمة شعرت أنه يوجد شيء خاطئ في الأمر بشكل عام...
المروحية التي تدور في السماء جعلتها تعيد تركيزها على هذه الانتحارية المسماة سباق، و هي تعلم أن هدى ربما قد تغضب لو نالت دعد رقمها الجديد دون علمها، فقررت أن تخبرها أنها أعطتها إياه قبل أن تتصل دعد لكن بعدما تنتهي هذه العروض الرومانية المتوحشة!
المصيبة هي أنها فهمت معنى هذا السباق... لقد قضت كل وقت فراغها في الليلة الفائتة تتابع فيديوهات تعرض تلك الرياضة و قرأت أكثر من مقال يشرحها، و يشرح كيف تختلف الدراجة الجبلية عن الدراجة العادية في مقودها و سمك عجلاتها و حتى تصميمها... بجلد ذاتي علمت كم ضحك عليها بداخله عندما سخرت من ركوب الدراجة و اعتبرته متعة للأطفال... أطفال؟؟
هي التي ستولول قلقا كالأطفال!
و الآن هي واقفة بترقب تنتظر زوجها... هذه المرة لم تتحرج من أن تسأل ليو عن لون ثياب أغيد و متى سيبدأ سباقه...
نفس عميق... تشد بيدها على يدها الأخرى و كأنها تستمد من نفسها الأمان...
ثم بدأ السباق!
***
السباق هنا فردي... هذا ما فهمته منذ الأمس... يخرج كل متسابق و يعبر مضمار محدد بالطبيعة...
يوجد عدة مقاييس و معايير على التقييم...
السرعة...
الثبات...
الوقت الذي يستغرقه...
و الاستعراض!
أو هذا ما سمته و الادرينالين يصب في دمها و كأنه صفائح دموية!
تركيزها على الأربعة متسابقين قبل أغيد جعلها تفهم خط السير الذي يبدأ من نقطة ثابتة ثم يتحرك عبر ممر لا تتخيل أن تتوازن إن مشت عليه بقدميها...
يتحرك بعدها نزولا لمنحدر ستتدحرج فيه كأنها حزمة علف...
ثم سيتحرك صاعدا لجبل آخر أيضا لن تتسلقه إلا بحبال حماية...
بعدها يسير في ممر آخر طويل ضيق كالأول... بعدها ينزل من الجهة الأخرى للجبل، لكن هذا النزول ليس عادي فيوجد مسار محدد... الآن يكون الاستعراض على أوجه و هو ينحدر ثم يثب للأعلى بقوة بدورة كاملة بالهواء قبل أن ينزل مرة أخرى ثم يثب وثبة ثانية من عقبة صخرية و الاستعراض هنا ظنت أنه صعب لأن الارتفاع ليس كبير...
بعدها يجب أن ينحدر لأسفل و يستقر مرة أخرى أمامهم...
رسم ثورين يتناطحان في شعار معروف لريد بول منحوت على الصخر، جعلها تلعن المشروب و الأجنحة... هل يشربون ريد بول ليستطيعوا عبور هذه الرياضة النحسة؟!
قلبها يرتجف برعب و هي تفكر، بسبب يوجد أناس مجانين في هذا العالم ليقوموا بمثل هذه المخاطرات المعتوهة...
لِم يقوم الكثير من الناس بتلك الأفعال التي لا تصف إلا بالمختلة؟!
قلبها يكاد يخرج من فمها و هي تركز بكلها مع المتسابق الثاني و هو يكاد ينزلق عن مساره، لكن بقدرة من الله استطاع السيطرة على دراجته...
هدى جوارها مع سيمون و الحرس متحمسون و هم يهتفون بكل قوتهما للمتسابقين و كأن ما يهمهم حقا هو متعة السباق لا مشاهدة المتسابق...
هل هي حقا بمثل هذه الرقة لكي لا تتحمل مثل هذا الجنون السادي الذاتي!
أغلقت عينيها و هي ترمق الجمهور يجن ما أن جاء دور زوجها... كيف لا و هو الفائز الفائت...
كيف لا؟!
الازدحام يتزايد حولها و سيمون تفقد وقارها و هي تقفز بقوة تهتف له بينما ينطلق بمهارة عبر المضمار...
ليو يهتف، هدى تهتف، سيمون تهتف، كل فريق الحراسة حولها يهتف، بل حتى مشجعي المتسابقين الآخرين يهتفون!
كلهم يهتف متحمس بينما القلق يكاد يخنقها و هي تضع يدها على فمها تمنعه من الصراخ متأملة وثباته الجديرة بأن توضع في كتاب للتدريب... أشاحت بوجهها أخيرا و هي ترفض أن ترى هذا الجنون و كأنها بهذا تعبر عن رفضها... الهتاف يتصاعد و هي لا تريد أن ترى... لن تراه... لم يعد فيها قوة لترى جنون أكبر!
تتراجع للخلف مبتعدة عن الهامات العالية و كأنها تصنع حاجزا بينها و بين هذا الجنون...
لكن فجأة كل شيء تدهور مرة واحدة... شعور بالاختناق داهمها و لم تستطع أن تقاومه...
و قبل أن تفقد وعيها صلت ألا تكون سقطته من حالق قاضية!
***
يتأكد من كل شيء...
درس المضمار و درس محيط حركته و فيزيائيته و حالته الجوية و الجيولوجية... درس كل شيء و تدرب كثيرا حتى يصل لهنا...
الآن يمني نفسه بالراحة التي يخلقها هذا الجنون في عضلاته و يحرر كل الضوابط التي يفرضها على نفسه...
لكن عقله لم يرحمه قط...
عقله لم يتنازل هذه المرة عن نكت الجرح، و تذكيره بخسارته الفادحة المقبلة... يحرك بسرعة أكبر البدالات و هو يسابق أفكاره التي تسخر منه و هي مستلقية براحة على كتفيه...
سترحل... يعلم ذلك... لبنى لم تكن له و ما كانت...
سترحل و تتركه...
اللعنة!
انطلق في الممر الضيق و هو يجده أشد رحابة من حياته معها...
ستطلب الطلاق...
و ربما ستتزوج رجل آخر...
رجل حقيقي بدماء حمراء فائرة لن يمنع نفسه عن امرأته منذ اول ليلة و قد سلمت له...
نعم هي من سلمت، بينما هو يقاوم تسليمها..
لم يكن يريدها مستسلمة بل أرادها ند له، مساوية له، تأخذ بيد و تمنح بأخرى...
لم يرد زوجة تعتبر الحياة الزوجية فقط فراش و علاقة و تطبيق ظاهري للشرائع و تتجنب للعنات الملائكة...
يثب بقوة عن الممر الضيق ثم يصعد بجنون للجبل المتعثر الشبه رأسي...
لا، لم يرد تلك الحياة و لا تليق به...
اخبرها أنه لن يتنازل عن مقايضة كلها بكله..
بعد ذلك يكون الحديث مفهوم...
ربما يوما... ربما ستكون كبرت و فهمت ما كان يفعل...
ربما ستستوعب ما هو هدفه...
ربما لكن هل ستكون موجودة لتخبره بذلك،
أم ستختار اللحاق بركب آخر ينال منها ظواهر زواج ميت!
الآن يصل لقمة الجبل لينحدر نازلا عبره للضفة الأخرى و لا يتوقف بحركته بل يميل بجسده بقوة ثم يثب عبر اول هضبة صغيرة وثبة عالية و يدور في الهواء لكن بدلا من الدورة الواحدة صنع دورتين مزدوجتين... الجمهور يجن بينما حمد الله على التحرر البسيط الذي ناله و هو معلق في الهواء منذ لحظات... تلك اللحظة لو يمكنه أن يقايضها بكل ثروته لفعل!
يهبط بعنف و يسيطر على الدراجة بقوة مستحيلة ليستمر بالهبوط السريع و كل جسده يختض مع الطريق المليء بالصخور الصغيرة...
هل سينجو؟؟
هذا هو السؤال...
هل سينجو؟... لقد مر عبر الكثير، و كان واثقا أنه سينجو...
لكن الآن و مع خسران الفتاة الوحيدة التي أحبها بصدق...
هل سينجو؟
الفتاة التي جعلته مجنون بالكامل و هو يخطط و يخطط و يخطط...
هل سينجو دونها؟
لم يجد جواب لسؤاله و عقله رغم كل تركيزه في سباقه، قد انتبه لضوضاء عالية صادرة من الجمهور...
لم يحاول أن يفقد سيطرته على دراجته و هو ينطلق للهضبة الثانية ليثب الوثبة الأخيرة...
لكن سماعه لاسمها بصوت سيمون صارخة و هي ترنوا بقامتها فوق الجميع جعل تركيزه ينحرف لأقل من عشر ثانية... ذلك التشتت البسيط كان النهاية...
و ببطء بدلا من أن يهبط على عجلات دراجته،
هبط على جانبه الأيسر...
يديه تتخلى عن الدراجة كي لا تسحقه و هو ينحدر عبر الجبل...
يتقلب و كأنه يتعمد ذلك حتى يستقر في الأسفل...
و بينما يركض المسعفون ناحيته و فريق الحراسة يسابقهم أغلق عينيه و هو يعلم أنه لم يسمع صوت زوجته بينهم!
***
واقفة بالمشفى و هي تشعر بالرعب مما رأت...
كانت تقف جوارها...
تقسم أنها كانت جوارها... لكن مع حماسها ما أن دخل اغيد حتى نسيتها و نسيت كل شيء... الهتاف، الحماس، الصراخ، الفورة، و الأدرينالين مع العدوى من الجمهور، و التشجيع، كله سلبها كما سلبتها تلك الرياضة مرة واحدة!
و بجهد عالي فعلا اخترق صراخ سيمون التي دوما تكون ثابتة صلدة تلك الدوامة...
لقد اختفت...
فقط اختفت...
بغمضة عين حدث!
و قبل أن تبدأ بالفزع، سمعت صرخة مذعورة من باقي الجمهور و أغيد يفقد السيطرة على دراجته و يسقط بطريقة مرعبة... مشتتة بين الرعبين وجدت نفسها متجمدة و هي لا تعي ما المطلوب منها... يا الله لو كان علاء معها!
جلست على مقعدها و هي تنتظر الطبيب أن يخرج من غرفته...
من مكانها بدت السقطة مرعبة لكن الطبيب الميداني أخبرهم أن الأمر يحدث كثيرا و أنه مر عليه الكثير من هذه الحوادث و أقصى ما يمكن أن يحدث له هو خلع بالكتف أو التواء بالكاحل، بالإضافة لعدد من السحجات و الكدمات، و إن كان يظن أن حلته، و الحماية على مفاصله، و خوذته حموه من تأثير السقطة...
المهم أنه شبه متأكد أن الأمر لن يتطور لكسر...
التفتت لضوضاء خارجة من ناحية مدخل الطابق... رجل كبير في السن يدخل على عكاز و جواره امرأة ممتلئة...
من صور لبنى له علمت أنه والد أغيد و بكل تأكيد من تسير معه هي زوجته... رآهما ليو الذي لم يهتم بمصاب أغيد كثر اهتمامه باختفاء لبنى، و تسخير قوى لا تعلم قدرها لإيجادها... فهمت من تلصصها أنهم يتوقعون من هم الخصوم و أن العمل لإيجاد الفتاة لا يتوقف، و كل فرد يعرف ما عليه فعله...
المهم أن ليو بمعرفته لأهميتهما حف لاستقبالهما، و عاون الرجل العجوز ليجلس على كرسي قريب، بينما ذهبت ماجي لتسأل في الاستقبال عن حالة ابن زوجها...
كان الرجل قد شاخ حقا ألف عام عما أرتها لبنى في الصور...
بدا مرعوب على حال ابنه و هو يفرد أصابعه و يتأملها بذعر يكاد يكون ملموس...
لا تدري لم انتماء لهذه الأسرة جعلها تنهض و تتجه ناحيته... تجلس جواره و تتمنى لو أنه حماها هي لتشد على فخذه بدعم، أو ربما احتضان...
سمعته يقول من بين أسنانه بالعربية، و هو لا يعي قربها...
"أخبرته ألف مرة أن يتوقف عن التقافز كالأطفال... أخبرته ألف مرة أن يهدئ و يعقل أو يمارس الركض أو التنس أو الغولف أو حتى الملاكمة الودية... اخبرته أن يجرب شيء آخر... لكن هل يسمع؟؟ هل يهم لأبيه المسن؟... كلا... إنه أغيد المفتي حيث لا عقل مثل عقله و لا أحد يفهم مثله... فقط اتمنى لو ينجو حتى.........."
لا تدري لم ابتسمت من خوف الرجل و حديثه مع نفسه، و هي تتذكر عمها مرة ينفجر هكذا من سرقة أيمن –المراهق- لسيارته و القيادة فيها بطرق وعرة و سرعة عالية... يومها لا تريد أن تتذكر ما توعد أن يفعل بأيمن ما أن يجبر كسر يده...
الذكرى جعلتها تسيطر على نفسها و جرح أيمن بالذات مازال موجع... دون أن تهتم بكم مرة اقحمت نفسها بما لا يخصها تحدثت بالعربية مع الرجل بصوت خافت و كل ما تريده هو أن تطمئنه بأية طريقة...
"الطبيب الميداني أخبرنا ألا نقلق... لن يكون هنالك كسور... ربما رضوض و سحجات و كدمات... أسوأ شيء هو خلع بالكتف أو التواء بأحد المفاصل... أعلم أنه شيء سيء، لكنه أفضل من الأسوأ الآخر!"
التفت إليها ينظر إليها بنظرات حادة و كأنها تخبره بوفاة ابنه و تطلب أن يمنحوها كبده!
"أنت؟؟"
ابتسمت نصف بسمة و هي تقول بهدوء...
"أنا هدى زوجة علاء أخيه..."
هنا التفت الرجل حوله و كأنه انتبه لشيء ما، ثم عاد إليها يسأل بقلق...
"و أين لبنى؟!"
***
نوعا ما مازال يستطيع أن يفاجئ نفسه...
هذه حقيقة قوية و جبارة...
فعلا هو سيد مفاجآت نفسه...
فبعدما رحل زياد، بقي هو وحده متجمد بالكامل... لو سألته وقتها ما هو شعورك، فلن يفهم أصلا معنى كلمة شعور!
ليلة كاملة بلا شيء بلا أي دواخل بلا أية انفعالات... ليلة كاملة فارغة و كأنها سحبته في ثقب خيالي امتص كل شيء فيه بالداخل و تركه قشرة مفرغة!
ثم؟؟
ثم عادي... كل شيء أصبح عادي...
عاد للانكماش بثوب الفتى بعمر السابعة عشر...
الفتى الوحيد الصامت...
حتى مع وجود يزن كان صامت...
حاول بكل قوته أن يتحدث معه لكن لسانه التصق بحلقه...
سكون في كونه بالكامل يتسلى عليه...
و المفارقة هي السخرية الكاملة، عندما ينطلق لسانه في القاعات و المرافعات... كأن لا شيء قد حدث...
كأنه لم يفقد كل ركائزه...
هل هذا هو جزاء التضحية؟؟
هل استقرار و عودة حياة زياد تستحق منه ما فعل؟؟
يعلم أنه مهما بلغ من مكانة لدى زياد لن يصل للين، و لم يحاول أصلا أن يقارن نفسه بعمق هذه العلاقة...
لم تكن طلقة اختبار، فهو يعلم كم يريد زياد أن يستعيد أخته، و لم يهتم لو كان هو البلاطة التي ترمم الهوة التي حفرت في الجسر بينهما...
ربما هذا ما خفف عنه...
لكن شيء فيه كان غاضب...
غاضب باحتراق مشتعل...
غاضب من الصمت...
غاضب من الوحدة...
غاضب من زياد لأنه ببساطة صدقه و ظن به هذا الظن..
غاضب من لين لما فعلت و لما يحدث الآن...
مهاب لا يستحق أن يغضب لأجله!
أما غضبه الأكبر فكان منها... من هدى...
و من ابن عمها...
تنفس بقوة و كأنه أنفاس قطار حجري لا تعبر عن كم فحم حرق فيه...
ينتظر أن يدخل لمكتب الحقير...
ربما كان سينفصل عنها؛ فرحيلها كان و كأنه طلب بالطلاق، لكنه لن ينهي الأمر دون أن يفجر غضبه في سبب من هذه الأسباب... السبب الذي سمح له بأن يدخل مكتبه و انفجارات في عروقه يستحيل السيطرة عليها تهدد بالانسكاب على كل شيء حوله!
***


noor elhuda and جولتا like this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 01:15 PM
eman nassar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 03:17 PM   #1872

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

"هل من خدمة يمكنني أن أقدمها لك؟"
سأل ذاك ببرود و علاء يفتقد جلسته خلف المكتب بسيطرة على المكان، لكنه لم يبالي و هو يقترب منه في جلسته الواثقة، يستند بكفيه على سطح مكتبه الأنيق مائلا ناحيته...
"أن تخرج من حياتنا... هل هو جيد؟... أن تتوقف على التطفل على حياة الآخرين... هل هو جيد؟... ان تنشئ لنفسك بيت بدلا من التلصلص على حياة سواك... أن لا تشتهي شيء لا يحل لك حتى أن تنظر إليه... هل هو كاف؟... أما الأفضل فهو أن تخرج من هنا و تعود لهجرتك الأبدية و لا تظهر في الوطن أبدا... هذا فعلا ما سيريح الجميع من وجودك المقزز!"
رفع أيمن حاجبا متظاهرا بالانبهار بكمية المهانة التي نالته، و هو يرد ببرود مستفز يعلم علاء كيف يؤثر دوما على الغاضب!
"شكرا على النصيحة... شيء آخر!"
"نعم... أخرج هدى من رأسك، فأنا مازالت في ثوبي المتحضر، لكن قسما يوما ما سوف أحطم هذا الرأس القذر إن انحرف فكره بزوجتي بطريقة أو أخرى!"
تنهد أيمن بهدوء، و الندم من كلماته بحق هدى يحاول أن يكتمل داخله، لكنه بعند أصلي فيه يخرسه و يصر على رأيه أن هدى مثل أمها و لا تستحق حبه...
"اسمع أيها السيد... أعلم ما تريد فعله و ما تحاول أن تقوم به بكلماتك الاستفزازية، لكن حقيقة أنا لست بمزاج رائق لأتشاجر، و لأجل شيء لا يستحق... صدقني هي لا تستحق حتى ربع الغضب الذي تحاول انزاله علي... لذلك و رجاء لو لديك شيء مهم فقله، و لو لم يكن فأنا مشغول و لدي مواعيد مهمة!"
ظل ينظر إليه بصدمة و هو يقول ببطء...
"هل هذا الرجل الذي اعتبرته هدى ركن من حياتها و يستحق أن تضحي باستقرارها لأجله..."
الكلمات بصوت خافت جعلت الرجل ينصت بانتباه ليقول علاء بصلف مفاجئ و برود ملائم له...
"فعلا أنت لا شيء في حياة امرأتي الان... و جيد أنك أقفلت الموضوع فأنت حتى أقل من أعتبرك شيء مهم لأغضب عليك!"
برودة علاء أشعلت الغضب في الآخر ليقول بصوت مكتوم و هو يمد يده على كتف علاء يمنعه من المغادرة... لكم يكرهه.. الرجل الذي طاردته من كانت حبيبته و تركته هو يتلظى في نيران جنون و غيرة و حسد و حقد...
"ماذا تقصد بكل ما فات..."
التفت علاء إليه فجأة مستعيدا ذكاؤه بالكامل... ينظر إليه من أوله لآخره... ثم ببطء تحدث...
"هدى اختفت..."
طلقة اختبار و أصابت الهدف فالرجل ارتد في حركته بقوة و هو يفقد تظاهره بكرهها... رفع علاء حاجبا ساخرا...
"أخبرتكم أنها ذاهبة لمؤتمر في كامبريدج لكنها ليست في الجزر البريطانية من الأصل... لذلك غاضبا جئت إليك ظنا أنك قد تعلم أين هي؟!"
ابتلع الرجل ريقه و هو يقول ببطء شديد و قدماه تبحث عن تخليها عن حمله على أقرب كرسي...
"لا لم تفعلها... هل من الممكن أن تكون... هل..."
ثم رفع عينيه لعلاء بنظرات تائهة...
"أهلي لا يعرفون أليس كذلك، و إلا كان أبي يجوب العالم بحثا عنها... كله بسببي اللعنة علي و لغبائي..."
بهدوء ترك الرجل يخرج ما لديه و عقله يسجل كلمة يقولها... ينظر لرأسه المنكس و هو يكمل...
"كيف لي أن أتهمها بمثل هذا الاتهام حتى بعدما أخبرتني... كيف لي؟؟"
بسيطرة حديدية لم يسمح لأنفاسه تتصاعد و هو يسمع عن لقاء بينها و بين هذا الحبيب...
"بم اتهمتها؟؟"
همس أخيرا بعدما أزعجه انغلاق صنبور اعتراف الآخر... الآخر الذي لم يرفع رأسه و هو يقول بخيبة...
"لقد شبهتها بأمها... هذه أسوأ تهمة قد تنالها هدى من عاقل بل و شخص تحترمه... شبهتها بأمها، لكن ليس من فراغ..."
ثم رفع عينيه لعلاء بتضرع...
"هل طاردتك هي حقا و هل بحثت عن الحب لديك... هل هي من بحثت عنك و هل تذللت لتقبل بها... هل......"
لم يتمالك نفسه و هو يميل بشكل مفاجئ ناحية الرجل يمكسه من خناقه بغضب فيجبره على الوقوف مقابلا له... وجنته المكدومة تزداد صبغة و هو يقول للرجل من بين أسنانه...
"هدى، أكبر و أعظم و أطهر من أن تفعل ذلك... هل فهمت؟... و علاقتي بدايتها و نهايتها معها لا تخصك بأية طريقة... و لوكنت تعرف ابنة عمك و لو بلون واحد لكنت علمت أنها لم تتذلل من قبل و لن تفعل حتى و لو لأجل قلبها..."
ثم تركه و أيمن قد سمح له بفعل ما فعل ايمانا أنه يستحق... أفلته ليسقط على الأريكة دون أن يرفع رأسه لعلاء الذي يقف فوقه...
"هذه المرة سأتعامل بتحضر... لكن ثق أنه يوجد مني جانب أسود لا تريد أن تتعامل معه... نصائحي السابقة مفيدة لك، لذلك غادر بكرامتك من بقعة لا تريدك... هل تفهم أم لا؟"
ثم غادر و قد ظن أنه سيحرر بعض غضبه لكنه تحمل بالحيرة...
هل هدى قابلت هذا الحقير قبل أن يختطفها أغيد...
و هل هي أخبرته بعشقها المستحيل له؟؟
والسؤال الأهم... ما علاقة هذا كله ببعض!
***
لم يكن حال زياد أفضل من حال الأخ الآخر...
فقط جلوسه مع زوج لين يجعله يكره نفسه أكثر و أكثر...
من ناحية أخرى مهاب جاء فعلا بعرض سلام و هو يتجنب التلميحات التي ظن أنه سيلقيها على مسامعه...
فبعدما انفجر بزياد يرفض تدخله في حياته، هو و زوجته المختفية، اعترف لنفسه بالحماقة المذهلة...
إلا أنه لم يحاول أن يتصل مرة أخرى عليه ليتفاجأ بالرجل يطرق بابه!
تلك الفعلة كانت عظيمة لو تعلمون و تنازل ضخم قَدَّرَه لأجله نوعا ما، و لم يكن صعب بعدها أن يقنعه زياد أن يذهب معه لبيته ليس رفضا لدخول بيت زوج والدة دعد، لكن لوجود زوجته -التي تنتظرهم لتشارك في الحوار، في بيتهم و كذلك لمى التي اشتاقت له و لمحمد...
ربما كان يجب عليه أن يرفض ربما، لكن مجيء زياد و تحيته الهادئة التي لا تعبر عن كبت و تعامله الراقي معه أجبره أن يعامله بالمثل!
و ها هما جالسان في صالة منزل أخ زوجته الأنيق...
شعر بغصة في حلقه و هو يعلم كم تمنت لين لو دخلت –مرحبا بها- هذا البيت و جلست مع أهله...
تمنت لو تنظر لطفل أخيها الصغير و تحمله و ربما تحتضن الكبير...
يا الله كم بات غيابها موجع... اختفاؤها ليس سهل على الاطلاق... وجودها كان قوي كثير كبير ككبر الكون الذي لا نستطيع أن نراه... و غيابها سحبه لثقب اسود مص كل شيء في عقله و جسده و فكره!
عقله يرسم آلاف الخيالات لما قد يحل بها... و الأسوأ ما قد تفعله بنفسها..
النوم يجافيه و هو يدور حول نفسه يبحث في مخيلته عن بقعة تكون فيها...
أخطأ، لا ينكر ذلك و يعلم بيقين أنه لا يستحقها و لا يستحق قربها، لكن أن تتعامل و كأنها المذنبة بحق الجميع و أنه يجب عليها أن تدفع الثمن هذا ما يخيفه... هذا ما يرعبه خصوصا أنه جرب جنون لين من قبل، و يعلم أن التطرف عندها يكون كاملا لا نقصان فيه!
فقط فلتكن بخير و بعدها هو مستعد لأي شيء تريده...
تبادل الرجلان آخر ما لديهما من معلومات متجنبا كلاهما من أن يثير حنق الآخر بذكر تعامله المميز مع المعنية هنا...
أخيرا هرش رأسه بحيرة عندما أخبرهم عن بحثه لxxxxات مستأجرة أو مملوكة باسمها...
"لين تنازلت عن كل ما تملك للمى، و حتى تصل للسن القانونية نحن أوصياء عليها... أنا و أنت!"
شعر بالرعب في صدره و زياد يكمل بوجه مسود... خيبة خلف خيبة و الاستقرار و الراحة يسخران منه...
"لين أخبرتني انها ستنتقم من نفسها لكي ترضيني... و في موضع آخر قالت أن لا شيء يرضيني إلا الدم!"
ثم رفع عينيه لمهاب و هو يسأل متخليا بالكامل عن ثقته المعتادة...
"هل تظن أنها ستحاول الانتحار مرة أخرى!"
***
"لا.."
قالها بثقة رجل يعرف امرأته... رجل يثق الآن بها و بعقلها و بقوتها...
"لين لن تفعل ذلك مرة أخرى... هي الآن بكامل وعيها و عقلها..."
ثم صمت دون أن يشرح عن حالها وقت أن وقفت بجنون أمام سيارة في الشارع المقابل لشقته... وقتها كن هو يضغط على ربع عاقلة لكن الوضع الآن اختلف!
هل هو لعنة سقطت عليها و دمرت حياتها... عاد يشرح لزياد الغير متيقن...
"لين أقوى من ذلك... لا أظن أنها ستنتحر مستحيل ان تفعل... ثم لحظة... لو كانت تريد أن تقتل نفسها لما نقلت ما تملك للمى... بل كتبت وصيتها و وثقتها عند محامي ما... هذا ليس تصرف منتحر، بل تصرف يائس!"
بإنهاك تراجع زياد ليستند على الأريكة و عقله يطحن نفسه طحنا...
"إذن أين ذهبت... أين اختفت... لقد بحثنا في كل المستشفيات، في معظم الفنادق هنا و من لها فروع في كل الوطن... بحثت حتى في سجل الوفيات أو مجهولي الهوية..."
تدخلت دعد بتردد...
"ما رأيكم أن نبلغ الشرطة... هي أقدر على أن تتعامل مع الوضع!"
ابتسم زوجها بسخرية و هو يمد يده على طول ظهر الأريكة...
"نعم... سيسمعون رسالتها و يعلمون أننا على خلاف و يسألون الجميع و يعلمون أن مهاب هو الآخر على خلاف معها... و بعدما يفرجون عنا لأنهم سيقبضون علينا كوننا المشتبهين الرئيسيين... المهم بعد كل ذلك سيخبروننا بكل ذكاء أنها ليست مختفية بل اختارت الاختفاء بنفسها و أنهم لا يقدرون على افادتنا!"
عادت تقول بتردد آخر...
"ربما سافرت خارج الوطن!"
عقد الرجلان حاجبيهما و الفكرة ليست ببعيدة لكن الأمر هنا بعض الشيء فضفاض... التعب من فكرة البحث في المطارات و الالتفاف حول هذه الأمور القانونية دون سند علاء بدا جدا مرهق له لكنه أمر واجب...
"سيكون أمر مرهق لكن ما باليد من حيلة!"
مطت شفتيها و زياد يفكر بسرعة، لكن كلماته كانت بطيئة جدا...
"أنظرا خطرت لي فكرة... ربما نستأجر تحري خاص... عدوى التحضر نالتنا و يوجد أكثر من مكتب... أحدهم تعاملت معه من قبل مع فقد ألاء و وجدها و وجد كل ما يخص ماضيها..."
رغما عنها ابتسمت للاسم و مهاب لا يجد أن له الحق ليسأل عن هذه الألاء...
لو كانا لوحدهما و لو كانا في ظروف أخرى لمزحا حول الاسم و حول المحقق و حول الماضي... لكن لا أحد فيه الطاقة ليفعل...
"حسنا... محقق خاص... و أنا سأحاول أن أجد خطوط عندي و أسأل عن صديقاتها و أصدقائها القدامى، فلربما وجدنا شيئا!"
و انفض الجمع على خطط هي فقط آمال!
***
"تحدث معي زياد..."
همست بعدما لاذ كالمعتاد إليها... مر يومين و هو يلوذ بها و إليها... يتظاهر طوال اليوم أنه بخير ليخلع كامل ذلك القناع في الليل و يتشبث بها بوجع...
هذه المرة هو يحتضنها و رأسها مرتاح على كتفه...
"أخبرني ما الذي حدث... لا تقل لي أن ما بك بسبب تسجيل لين الذي أسمعتني اياه..."
ثم اعتدلت جالسة لتنظر في عينيه...
"أخبرني ما الذي فعله علاء..."
شعرت به يتشنج مع الاسم و هو يشيح بوجهه بعيدا، لتعود فتلح بإقناع...
"أخبرني زياد... ارجوك لا تجعلني فقط أتوجع لأجلك دون سبب... ساعدني لأساعدك... ثق بي أرجوك ثق بي..."
يا الله كم هو موجوع من فعلة علاء... لو جاءته الطعنة من أي كان لكان تحمل وجعها... لكن بالذات علاء طعنته مهلكة!
ابتسم بمرارة و هو يرفع عينيه إليها... ينظر إليها و كأنه يخشى أن يلوثها بعدم الثقة التي تشع من كل شيء حوله...
"علاء صديقي و أخي و رفيقي كان يعرف كل شيء..." عقدت حاجبيها باستفسار ليكمل...
"نعم كل شيء... و ببساطة تركني أعمى و هو يعبث كما يشاء في مقادير حياتي حتى دمرها!"
ثم اعتدل جالسا و هو يستند بمرفقيه على فخذيه و رأسه ينظر للأسفل... أسفل الأسفل!
و ببطء بدأ يخبرها عن كذبه... يخبرها عن تلاعبه و خيانته...
يخبرها عن خيبته فيه!
لكن شيء ما تدخل في تلك القصة و هو يرويها...
شيء غريب من اللا منطقية يعبرها من المنتصف و كأنه سيقصها لنصفين...
الألم تحول لحيرة و الحيرة تطورت لشك و الشك تصاعد ليرفع رأسه، ناظرا إليها بنظرات غريبة...
ابتسامة دعد الموافقة رغم دموعها أخبره أنه على الطريق الصحيح...
يعيد كل كلمة قالها...
دونا عن كل ما ذكر تصعد ذكرى اصابته من مهاب، و حبسه له ثم تنازله عن حقه... ذلك الشجار الذي لم يفهم لم حدث ما دام يحب السيطرة...
دون كلام اعتدل و هو يخرج هاتفه ليتصل دون أن يهتم حقيقة بتأخر الوقت...
زوجته تحتضنه بدعم من ظهره بينما يسأل المتحدث عدة أسئلة... رغما عنه شتم المتحدث و الذي بكل تأكيد رد عليه بشتيمة أخرى و كأن ربع الهدنة التي حدثت بينهما عصرا لم يقدر لها لتعيش...
أخيرا ظل جالسا و هو يقبض على الهاتف بحيرة...
"دعد... علاء لم يكن يعرف عن ادمان لين... هذا ما أكده زوجها... لم يكن يعرف... لم فعل ذلك؟؟...
لم قال لي ما قال... لم جن و فجر كل علاقتنا بمثل هذا الاصرار!"
كلمة زوجها التي خرجت ببساطة جعلت قلب دعد يكاد يقفز من صدرها..
أخيرا تقبلها –لين- و معنى ذلك أنه عبر لآخر طريق الغفران!
عقله يبحث عن أجوبة لأسئلته ليجد دعد تلتفت لتجلس جواره... تمد يدها و تزيح ذقنه لينظر إليها...
"لم يكن يفعل ذلك إلا ليحميك... بربك زياد... علاء يعرف كم طبعك حامي... يعرف كم دمك مثل المتفرقعات... و خاف أن ترتكب جناية في لين أو مهاب لو عرفت وقتها... لين لم تكن بعقلها، و لم تهتم بما سيحدث لها قبل الجميع... و مهاب لم يكن يعلم... و علاء أراد أن يساعدك أو يخفف الحمل عنك... علاء..."
ابتلعت غصة و نظرات زياد تتجمل بالأمل...
"علاء يا زياد يعتبرك ركيزته الأولى... أنه يعتبر نفسه مدينا لك بالكامل... ماضيه المستند على عائلتك و دعمها يجعله مستعد أن يضحي بشيء ثمين مثلك، لأجلك... يمكنني أن أفهمه جيدا، و أفسر لما فعل ما فعل... حتى خطبته للين لم تكن إلا للواجب لكي يخفف عنك من وجعها...
علاء يعرف كم تحب لين و كم تتمنى لو تجد طريقة لتغفر لها... أنت لا تستطع أن تمنحها الغفران بلا مقابل... هو يعرف طبعك، و هو يعرف كيف رأسك حجري...
لأجل كل ذلك ضحى بعلاقته معك لتتصالح مع لين... ليتحمل هو كل اللوم... لكي تجد مبرر لنفسك حتى تغفر لها... كنت بحاجة لشيء يدفعك بقوة ناحية أختك و لن تجد أقوى من أن تكون هي الطرف المغرر به البريء بينما علاء هو الوحش في الصورة... علاء أراد أن يصورها لك كضحية لتستيسر الغفران لها... و مهما كان غضبنا نحن نتعاطف دوما مع الضحايا... أليس كذلك؟؟ ألم تغفر لها..."
أغلق عينيه على غبائه و هو يرد...
"فقط فلتعد... إنها فرصة أخرى لا أستحقها... بكذبة علاء أو معها... لقد فهمت كل ما يعابث روحي وفهمت أنني أخاف من فرصة معها كي لا أخذلها مثل كل مرة... فقط فلتعد و لتقبل بي أخا لها مرة أخرى!"
الدموع التي انفجرت بالكامل الآن مع كلمات حلمت دوما أن تخرج من فمه منعتها ان تتحدث، لتحضن جانبه بقوة و كأنها تحاول أن ترسي عواطفها المفتجرة... ثوان مرت قبل أن تأخذ نفسا عميقا متحدثة ببطء...
"إنه يفهمك و يفهم تفكيرك... يفهم كم أنت بحاجة لأن تنتقم... تنفجر... لا يهم بمن و لأجل ماذا... فقرر ببساطة أن يحمل قنبلتك و يفجرها بنفسه..."
رغما عن اقتناعه و رغبته بالاقتناع جادل... ليس لأجل لين فقد فهمها... لكن..............
"ماذا عن تدخله في حياتي معك... بيعه لعلاقتنا لأجل ان ينتقم من والده... ماذا عن هذا؟!"
لأول مرة تنصدم بمدى غباء زوجها لكنها لم تخبره بذلك و هي تمسح دموعها و تسيطر على نفسها أكثر...
"هذه بالذات واضحة لدرجة أنني فهمتها وحدي لاحقا... الربط بين أغيد و علاء كان هو المفقود و لما علمت أنهما أخوين فهمت القصة كلها... لكنني لا ألومهما بل أنا شاكرة لهما، فلا أعلم هل كنت سأجلس جوارك الآن لو لم يتدخلا... يمكنني أن أشرح كم أغيد عملي لا يهتم إلا بمصلحته، لكن سأخبرك عن صديقك... علاء الذي أصلا لا يحتاج لأن يبيع تلك المجموعة لأغيد فلو كان يريد أن يتسلى لكان منحها له هدية... لا، أكاد أرى أغيد هو الذي يطارده يريدها و هو شيء أكده لي لاحقا فاضل المفتي... علاء استغل أغيد لأجل صلحنا، لكنه أبدا لم يكن يبيعنا... أغيد يمتلك قدرات اقناع عالية بل مستحيلة... و لربما خطط منذ البداية أن تكون ردة فعلي هي تلك..."
ثم وقفت أمامه تنظر إليه بنظرات قوية...
"علاء يحتاجك زياد الآن... لقد ضحى بالشيء الثابت الوحيد بحياته بعدما شعر بحاجتك لهذه التضحية... حتى لو اخطأ... هل ستتركه هكذا!"
ظل لثوان جامد يحلل كل كلمة قالتها، قبل ان ينتفض ناهضا بعزم يبدل ثيابه غير مبالي بالوقت و تأخره...
المهم أن ينقذ صديقه من أن يتحول لرافع ياسين!
***

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 03:15 PM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 03:18 PM   #1873

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي



هذه المرة كان حذق حقا و هو يأمن بيته بالكامل و كأن وجود يزن عنده يجعله أشد حرصا...
خلال الطريق لبيته -و الساعة تجاوزت الواحدة ليلا- حاول أن يتصل به أكثر من مرة ليجيبه رنين تلاه طلب ترك رسالة...
تبا...
تلك الرسالة... تبا و تبا و تبا!
فكر بذلك شاعرا و كأنه لص مع طرقه لباب الرجل في مثل هذا الوقت... اصبعه تخدر و هو ملتصق بزر الجرس الخارجي!
أخيرا صدر رد عن جهاز الاتصال الداخلي...
"مــــــــــــــــن؟؟"
من غاضبة... جيد يريده غاضب...
"افتح أيها المحامي قبل أن أكسر باب بيتك!"
"زياد؟... أيها المجنون... ألا تعرف كم الساعة الآن؟؟"
"لا، لست ألبس ساعة لأعرف... افتح حتى أنظر للرولكس التي تزين معصمك!"
سمع تنهيدة و هو يرد مع صوت ثياب تنفض...
"إنها أوليس ناردين، لا رولكس... و قد خلعتها لكي أنام!"
"علاء رافع ياسين... افتح الباب قبل أن أحطمه و أدخل السجن فيك!"
لم يرد مما يعني أنه نزل... ثواني و البوابة الخارجية تفتح آليا ليدخل البيت بسرعة كارهما منظره اللصوصي!
ثم تقدم عبر الممر المرصوف للبيت ليجد علاء ينتظره أمام البوابة الداخلية... دون سيطرة على غضبه من كل السخافة التي حدثت بينهما و التي تليق بطلاب بالصف الخامس الابتدائي، دفعه و دخل بيته دون دعوة...
عن علاء رفع حاجبا باردا و هو يستدير ليعقد يديه على صدره مسندا ظهره على الباب الذي أغلق، ناظرا إليه ببرود...
"هل تريد شيء آخر زياد الصانع... عني لن أقبل أن أكون كيس ملاكمتك أكثر من ذلك... صدقني يدك ثقيلة... و حقيقةً منظري في المحكمة اليوم لم يكن لائقا!"
قالها و هو يشير للكدمة التي تزين وجنته!
عن زياد المتحمس و المشع كاليورانيوم لم يجد ما يتحدث به لهذا الأحمق... فقط يدخل متوغلا لبهو بيته و هو يشد على قبضتيه ألا يشوهه مرة اخرى...
أخيرا التفت إليه و هو ينظر إليه بمشاعر مختلطة... يرفع اصبعه ناحيته يهزه محذرا و هو يريد أن يقول شيء لكنه على ما يبدو نسيه... أخيرا تحدث...
"هذه آخر مرة تفعلها... لو فعلتها مرة أخرى فسيربى أولادنا يتامى بعدما أقتلك و أدخل السجن فيك!"
هز رأسه ببرود و هو لا يحول عينيه عن عيني الرجل الغاضب... فكر زياد لربما يفعلها علاء و يلكمه و ستكون سابقة!
"أقنعتني... لكن حدد بالضبط ماذا تقصد بفعلتها تلك؟!"
يا ربي ألهمني الصبر فلم يعد في الوتر مدى...
"أنت تفهمني علاء رافع ياسين... و تفهمني بشكل لعين... لذلك تحملت وزر كل ما حدث... و أنا لن أغفر لك ما فعلته من استغفال لي و استغباء شديد لي أيضا!"
هز كتفه بلا مبالاة...
"أنت غبي زياد... لا تلقي للوم علي أو على غيري... هذه خلايا عقلك و لا يمكن تغييرها... هل هو واضح؟!"
أشار لنفسه باستنكار و لم يبقى سوى جملة (أنت تحدثني أنا؟) الخاصة بالصف السابع...
"أنا غبي؟؟... أنا غبــــــــي؟؟... هل تعلم... فعلا أنا غبي لأنني أعتبر الكثير من النعم مسلمة في حياتي... لكن هل تعلم أيها الأحمق... سيأت وقتك لاحقا لنعلم من منا الغبي أكثر... أنا أم الرجل الذي يدمر صداقتنا لأجل أي شيء آخر... أما الآن فأنا..."
ابتلع غصة فجأة تكومت بثقل كبير في حلقه... يده ترتفع لتلمس مكان الحلق القديم في أذنه...
"أنا آسف لأنني فعلا أحمق و غبي... و كان ينبغي علي منذ البداية أن أفهم ما كنت تهدف إليه من كل حماقاتك و سردها بتلك الطريقة... نعم أنا غبي... و أنت صديق الغبي فلذلك لا تقل عنه غباء!"
أشار لوجنته المكدومة...
"صديقك؟؟ هل حقا يفعل الصديق بصديقه مثلما فعلت؟!"
اقترب زياد منه و فتيل صبره يصل لآخره...
"عندما يقرر هذا الصديق أن يخونه و يبيعه بأي ثمن، حتى لو كان يبيعه لنفسه!... هل تظن حقا أنني سأستمر بالاقتناع هذه القصة الحمقاء!"
هز كتفه بلا مبالاة و هو يقول ببرود...
"لقد اقتنعت... لعدة أيام اقتنعت!"
مرر يده في شعره و هو يقول من بين أسنانه...
"لأنني أريد أن اقتنع... بأي شيء كنت سأقتنع و أبرئ ساحة لين... كما قلت أنا غاضب و أنت حاولت أن تسرق غضبي، لكنني أعترف الان أنني غاضب من نفسي... غاضب من ضعفي، من تخاذلي، من غبائي، من سخفي، بل من كل شيء يسمى زياد... لا لحظة..."
نظر لأخيه لثوان صادقة المشاعر...
"أنا لست غاضب... لقد كنت لكن الآن لا، فقد سحبت غضبي مرة واحدة علاء و بعثرته... أنا الآن فقط خائف على أختي... لكن خوفي من خسرانك يساوي نفس خوفي عليها... لا تفكر أبدا، أبدا، أبدا، أنك أقل منها... هل تعلم لم لين اختارتك أنت في انتقامها و غدرت بك أنت... لأنها تعلم قيمتك عندي... تعلم مقدار ما لديك عندي... لأنها علمت أنني لو خسرتك و خسرتها مرة واحدة فساعتها سأسقط بلا قائمة... أعلم كيف كان تفكيرها ملتوي و أفهمه و أتقبله... لكن..."
نظر إليه دون ان يعرف عما ذا كان يستدرك ثم أكمل...
"لقد خسرتكما لعدة أيام معا و رغم وجود زوجتي جواري علمت أن حياتي ستظل ناقصة و لن يكملهما سواكما... توازني اختل مرة واحدة حتى أن جاذبية الأرض لم يعد لها معنى... لين غدرت في بوقت لم تكن بعقلها و أنت ضحيت بأخوتنا قربانا لجنون ما يحدث... و أتمنى أن يكون غياب زوجتك ما أفقدك عقلك فلن أتحمل أن تكون فعلت ذلك و أنت بكامل عقلك... عدني ألا تفعل شيء كهذا، بل عدني لا تفعل أي شيء دون أن تشاورني... ليس أنك لست بقادر على الفعل و اتخاذ القرار، لكن لثقله عليك وحدك... نحن اخوة علاء... هل تفهم ذلك؟؟"
الخطبة الطويلة التي ألقاها زياد كانت منهكة للرجلين، لعلاء الذي لا يعلم لم مازال غاضب و لزياد الذي لا يعلم ماذا يفعل، و كأنه لقطة في رواية منذ قرنين و لا يتوقع أحد مدى ثقل الحدث بها... ليخرج صوت علاء بارد حطم كل آمال صديقه...
"لا أعدك و لن أعدك... هل تعلم لم... لأنك لا تستحق ان أفعل لأجلك أي شيء... لقد سأمت كل هذا... سأمته زياد حد القرف، و صدقني لا أعلم ما السبب الذي يدفعني لأستبقيك في بيتي... عد لزوجتك و أختك و زوجها الأخرق... عد لحياتك الكاملة التي لا تحتاج فيها لثقل وجودي معكم... "
ثم أشار بطول يده ناحية الباب..
"اخرج زياد... أنا لا أريد أية علاقة بك... لست أريد أية علاقة بأحد... هل تفهم... أخرج من بيتي!"
هز كتفيه رغم غضبه من طرده له و هو يجلس على الأريكة براحة...
"لن اخرج... جرب حظك و احملني على ذلك بالقوة!"
ضم شفتيه و هو يتناول سماعة الهاتف الأرضي...
"سأتصل على الشرطة و أخبرهم أنك اقتحمت بيتي!"
أشار بيده بلا اهتمام...
"افعل... لا يهم.. انا لا أبيع صداقتي بأية طريقة!"
الآن تحقق المستحيل و علاء يفعل ما ظن أنه لا ممكن... انقض عليه يجذبه من مقدمة قميصه بقوة توازي قوة الصانع مدعمة بالغضب المكبوت...
"اخرج من حياتي... لم يعد هنالك لدي شيء اعطيه... كلكم لصوص ترتدون ثياب لا تليق بكم و تجملون الأخذ و كأنني وليمة مجانية... كلكم تريدون قطعة مني و بعدما انتهى مني اللحم بت لا فائدة مني... كلكم لا تستحقون... لذلك اخرج زياد... اخرج قبل أن أفعل شيء لا أريده!"
أغلق عينيه بحلم و هو يسأل رغما عن شكه بردة فعل علاء...
"هل من جديد عن هدى؟!"
و كأنه ضغط على زر الافراج عن الجنون...
"جديد؟؟ هل تريد الجديد... زوجتي رحلت مع أخي... خيانة مزدوجة... و زوجتي تركتني أنا و ابني بلا أية نوع من رغبات الاطمئنان... زوجتي ذهبت لأمريكا... هل تعلم... لو أن أمي ميتة لظننت أن روحها تلبستها مرة واحدة وهي تبذل كل هذا الجهد في صنع فعل كفعلها... هذا الجديد... آه نسيت أن أخبرك، أنها و بإتقان اختارت اللجوء للرجل ابن الرجل الذي سرق من أبي أمي بالكامل بلا خط رجعة... للأمانة هدى بذلت جهد لا ممكن لتصل لهذه الاحترافية في الإيلام... إنني أنحني اليها و لقدراتها العالية في فعل ما فعلت... و هذه زياد ملخص لما لا تعلمه... و الآن لو سمحت أخرج و دعني أنا و ابني وحدي... سنتأقلم يوما بعد يوم... و سنتحمل كل يوم......"
"لا لن أخرج..." فوجئ بزياد يعتدل رغم أنه مازال يسمح لعلاء أن يمسكه من مقدمة قميصه...
"لن أخرج و لن أتركك... و لن أسمح لك أن تخرجني مرة أخرى حتى لو جرفتني بالمكنسة للخارج... لن أخرج علاء... هل هو واضح أم يحتاج الشرح؟"
الآن يده ترتخي بجذبها و هو يعقد حاجبيه بحيرة...
"لماذا زياد؟؟... ما الذي تريده الآن... أختك و ستجدها قريبا... ستعودون أسرة كاملة أنت و أختك و ربما زوجها و عندك زوجتك و أبنائك... ما الذي يمكنني ان أقدمه لك، و أنا أزاحم في مكان لا يخصني... أنا لست منكم آل الصانع... أنا ابن رجل آخر و دم آخر يجري في عروقي... أنا عالة عليكم و أنت قبلت بأول محاولة لخروجي من حياتك، و كأنك تنتظرها... لا زياد، أنا لا أريدكم... إن لم تخرج من بيتي فلن أهتم... لقد خرجت أنا و لا قوة في الأرض ستعيدني... سأتعلم و أعلم ابني تلك الدروس...سنتعلم سويا كيف تكون الحياة الحقيقية بعيدة عن مثالية الكتب و.........."
"اخرس بربك أقفل فاك!... يكفيك مرارة و قهر... يكفيك ما تقوله... أخطأت بحق صداقتنا... أخطأت و أعلم كم أنا أحمق... أخطأت و فكرت بطريقة خاطئة... أنت بالذات تعرف كيف كنت سأفكر و كيف ستكون ردة فعلي فلا تتظاهر بدور المظلوم بالكامل... نعم أخطأت... و لكنني لست بذلك الكبر لألا أعترف بخطأي... لست بذلك الصلف و الغرور... علاء أنت غبي بالكامل إن ظننت أنك لست كأخ لي بالكامل... هل تفهم أنت أخي... و أكثر من أخي فحتى أختي بترتها من حياتي لمدة خمسة أعوام و صبرت على قطيعتها اما أنت ففقدك لعدة أيام كان قاصما لظهري... علاء لا تنتقم من نفسك أكثر...
إن فعلت هدى مثل امك فلا تكن أنت مثل والدك... أرجوك لا تتحول لشخص مثله...
بكل الأحوال قد أسمح لك أن تجرب ثوبه لعدة أيام... لكن رغما عنك... رغما عن كل جنونك و وجعك و كل ما يعتمل فيك سأجبرك على أن تعود للطريق المستقيم... هل فهمت يا رجل... هل فهمت؟"
الوقوف متقابلين لوقت طويل و كلاهما ينظر للآخر بنظرات متعبة كان تحدي للإرادة... و ارادة زياد بإنقاذ صديقه كانت أكبر من رغبة المحامي بأن يدمر روحه دون أن يدري... همس أخيرا بما يكره صديقه أن يسمعه...
"يزن... هل تريده أن يعيش مثلما عشت؟... ربما تركتك أمه و أعلم ان لها أسبابها، لكن هل تريد أن تمنحه ما منحك إياه والدك؟...
هل تريد أن يكره ابنك اسمك و يلعن أصله لأنك والده؟... هل تريد أن يدخل ابنك السجن يوما ما لأنك حرقت فيه شيء من روحه؟... هل تريد أن يستلذ بالانتقام و يجد فيه غذاء روحي له؟... هل....."
"اصمت زياد... اللعنة عليك لا تعرف متى تصمت و كأنك راديو مكسور ينفتح للأبد... اصمت و دع بعض الجراح مكتسية بتجلط يطمئننا أنها تشفى... اصمت و لا تتحدث فقد سأمت الحديث كله فلم يعد لشيء معنى... كل شيء بلا معنى و إنني الآن اجد ان والدي معه الحق حقا فيما فعل... فالعلة بي مختومة بالجينات و اختياري لزوجتي عبقري لدرجة أنني أكملت خط سير والدي... لذلك اصمت أو اخرج فقد سأمت سماع أية كلمة أخرى، فالكلام فقد طعمه من شدة لاكته الأفواه... اصمت بربك، اصمت!"
و صمت...
اطاعه لأول مرة و صمت...
جلسا سويا متقابلين على أريكتين كبيرتين بإنهاك من تلك الكلمات المؤلمة... كل منهما يبحر بأفكاره في بحبوحة من الزمن...
لم يشعر بزياد الذي تحرك للمطبخ ليتصل بدعد يخبرها أنه سيبيت عند هذا العنيد برأسه الصخرية، ثم عاد للأريكة يبحث عن وسادة ليريح رأسه عليها...
"ماذا تفعل؟؟"
هز كتفه الذي لا ينام عليه و هو يتثاءب ملئ شدقيه...
"أنام... أنا منهك حقا... و أنت أتعبتني... اظن أنني سأرسل دعد لتزور خالة أمها لعدة أيام و أقضي بعض الوقت هنا... سيكون سكن جميل للعزاب!"
قالها و هو يشير للنارجيلة التي مازالت تتوسط الدار...
"لكن لن أثقل عليك لو طلبت منك بطانية خفيفة... لا أحب أن أنام بلا دثار!"
رغما عنه استعاد برودته و هو يقول...
"لك بيت و فراش و زوجة... اذهب و دفئ نفسها جوارها..."
عاد يهز كتفه و هو يعيد...
"لا أنا مرتاح هنا... الأريكة هذه لم تتلف حقا بعدما سكبت عليك منذ فترة ابريق الماء... تبدو من نوع جيد!"
رغما عنه اشترك في الحديث العادي جدا...
"لقد أخذتها لمعرض و أعاد تنجيدها بقماش يشابه الأول لكنه عازل للماء!"
"جيد... على الأقل يمكنني أن أشرب عليها... لقد أخذتها لي ابحث لك عن واحدة!"
"زياد أنت بكامل عقلك!"
فوجئ به يعتدل و هو يقول...
"هل تعلم... لم أشكرك قط في تلك الخطة لإرجاع دعد لي بمعاونة أخيك الغبي رغم كرهي أنني بقيت في الظلام طويلا... لقد نسبت الفضل كله له، و لم يخطر ببالي قط أن لك دور... لو قضيت عمري كله أشكرك على هذه وحدها فلن أوفيك... لذلك علاء... سأبيت عندك ريثما أجد لي فراش مريح في احدى غرف ضيوفك... و الآن احضر لي دثار فقد بردت!"
"لست بحاجة لشكري... لقد فعلت ما على الصديق فعله..."
ابتسم زياد و هو يقول...
"أحيانا أشك بحظي أن لي صديق مثلك... طوال الوقت أفكر بالشيء الجيد الذي فعلته ليكون لي سند مثلك... أرجوك دعني أقف جوارك في محنتك كما وقفت مرات و مرات جواري... دعني أشعر بقيمتي يا رجل..."
دون أن يعي أنه يخبره بكلماته دون كلام أنه غفر قال...
"و ماذا بيدك أن تفعل... زوجتي و هجرتني على حسن تعاملي معها... ربما هدى لم تكن قط كأمي لكنني تصرفت معها كوالدي... هذه بالذات لا اصلاح لها زياد..." ثم تنهد بإرهاق من هذه المواجهة و هو يشير للأريكة...
"هل تعلم لقد تعبت لذلك افعل ما تريد... نم هنا ، أو عد لبيتك لم يعد يهم، و غدا سنجد حلا لمشكلة غياب لين... أنا صاعد لغرفتي... اعتبر نفسك في بيتك!"
ظل ينظر إلى ظهره و هو يتحرك خارجا و قرار في عقله ينبت...
على الأقل ربما يفعل شيء صائب...
***
لم يكن هنالك كمامة... و حتى لم يكن هنالك قيود!
فقط حزام الأمان لكرسي سيارة يتحرك بلا توقف.. عقلها دائخ بعدما استفاقت من ابرة المخدر... اللغة حولها بدت غريبة عنها و رنينها غريب عما تعرف...
تظن أنها تبدو روسية...
أو ربما تركية... ايطالية... ألمانية...؟؟
لا تعلم حقا...
عقلها لا يرتاح مع الدوار الذي يهز مساحات رأسها، و هي تفكر بأصل ليو الايطالي بكل تأكيد يتحدث بلغته الأم...
تتنفس بهدوء لتستطيع أن تفتح عينيها...
إضاءة خافتة لمكان مغلق تحدد المرئيات... تنظر أمامها... المكان المغلق كصندوق معدني مع الحركة المهتزة جعلها تحزر أنها في صندوق سيارة ضخمة... كرسيها كان منفرد ليس مثل كراسي السيارات الطويلة... أمامها يجلس رجلان على كرسيين قاسيين مثل كرسيها...
تتلفت حولها بحذر و الذعر يتصاعد لحلقها و كأنها بدأت تستوعب ما يحدث لها...
"لقد استفاقت أيها الرئيس..."
سمعت أحد الرجلين يتحدث بلكنة ثقيلة عبر جهاز اتصال لا سلكي محدود... ثوان و انفتح باب في مقدمة السيارة و يدخل رجل أضخم مما تخيلت أنها سترى في حياتها...
شعره الأشقر يكاد يصبح بلاتيني و بشرته فاتحه و ينظر إليها بعيون رمادية ميتة... ذراعيه الواضحة أمامها مليئة بالوشوم بطريقة تنسيك لون الجلد...
يقرفص ليجلس أمامها لتتراجع بفزع مخروس لآخر مدى في المقعد... يبتسم لخوفها و هو يقول بلكنته تلك...
"إذن التقينا أخيرا سيدة المفتي..."
"ماذا... من... لماذا أنا هنا؟؟"
أخيرا استطاعت أن تتحدث و ذاك ما زال في جلسته المستلذة نوعا ما بإفزاعها...
"أنت هنا لأنك المفتاح لشيء دفعنا ثمنه بالكامل و خدعنا... أنت هنا لأن زوجك لم يدفع الثمن... و كما تعلمين... عندما يتأخر السداد يبدأ المزاد!"
ثم اعتدل واقفا و قد انتهت متعة فزعها منه...
"لذلك أريد أن أنصحك عدة نصائح... السيارة عازلة للصوت و حتى لو صرخت لن يهتم أحد لصوتك في طريق مقفر كما نحن نعبر... لو جلست مهذبة هنا بلا أية حركات حمقاء فسيمر الأمر عليك ببساطة و كأنك كنت بحلم،
لكن لو فكرت بأية حركة من حركات الأفلام البطولية الحمقاء، فصدقيني لا تريدين أن تري غضبنا...
مفهوم سيدتي أم تريدين بعض الايضاح!"
***
الأرض الممتدة للأبد أمامها و كأنها صحراء الربع الخالي...
لا شجر و لا حتى نبتة صبار...
بالعادة عندما تهجر الحدائق تتحول لدغل لكن حديقتهم هذه تحولت بقدرة قادر لصحراء...
أخبرت نفسها أنها لا تهتم للمنظر أمامها...
أخبرت نفسها أنها تستحق مثل هذه الاطلالة جزاء لها على أفعالها...
أخبرت نفسها الكثير من الأمور إلا أن فكرة تهذيب المكان أبدا لم تطرأ على بالها!
دخلت للغرفة التي نظفت و رتبت لكن ظلت تحمل لمحة من القدم التي تشع من المكان...
البيت نظيف و ليس بجهودها و لكن لعقم محاولاتها لكي تنظفه فاستعانت بشركة تنظيف لتقوم بالأمر...
فقط تركت غرفة مدمرة بالكامل و كأن شخص ما يكره الغرفة و من كانت تقنطها، فدمر كل قطعة أثاث بالفأس خاصته و هو تفريغ انفعالي جيد ربما تقوم به...
الرجل و زوجته المسنة اللذان كانا يعنيان بالبيت قد توفيا كما علمت متأخرة لذلك حال البيت كان خيالي...
بيت أم قصر لا يهم...
ربما هو قصر أشباح...
بكل تأكيد كذلك، فلين الصانع قد ماتت و شبحها يعيش هنا!

***

نهاية الفصل

جولتا likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 04:31 PM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 03:21 PM   #1874

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

تم نزول الفصل غالياتي
و انتظر كالمعتاد تقييماتكم و آرائكم و حواركم و استنتاجاتكم و استنباطاتكم و اكيد لايكاتكم
و كل مرة بقول حاولت و الله ارد على الردود الممتعة كلها لكن نظرا للظروف اللي اقل شي بقول عنها صعبة عنا من كهربا و نت فاكيد هتعذروني و هاحاول مرة تانية أرد عليكم و أقيمكم بما تستحقون أحلى قراء و أحلى صبايا
و منوريني دووووووووووووووم


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 03:26 PM   #1875

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 8 والزوار 9)
‏eman nassar*, ‏قلب حر, ‏Nwarena, ‏لمحة من الكون, ‏duaa.jabar, ‏لهفة مشاعر, ‏إسراء فضل الله


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:00 PM   #1876

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

مبدعه كالعاده
ما شاء الله عليكى
افكارك تعبيراتك سير الاحداث
كلها تجنن


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:14 PM   #1877

sosomaya

? العضوٌ??? » 331749
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 612
?  نُقآطِيْ » sosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond reputesosomaya has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بدنا احتفالية لانو أمون منزلة البارت بدري كتييييييير
نراكم بعد القراءة


sosomaya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:31 PM   #1878

رزان عبدالواحد

? العضوٌ??? » 364959
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,014
?  نُقآطِيْ » رزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond repute
افتراضي

يالله .. مافي زي صداقة علاء وزياد وانو يقوم يضحي بعلاقتو بصاخبو يتحمل كل الانفجار واللوم عشان يقدر زياد يغفر لاختو .. علاء قلبوو طيب جددا لكن عندو غباء مش طبيعي 😂😂 حبيت نقاشهم وحوارهم جددا وكيف قدر زياد يفهم دواخل صاحبو ويمنعو انو يتحول لنسخة عن ابوه ويحول يزن لنسخة عنو .. اشي صعب اللي بعيشو علاء مين كان مفكر انو عمايلو هاي حتخلي هدى تستقوي للهدرجة وتبعد عنهم كل هالفترة معقول ماحنت لابنها ولا لزوجها .. فعلا كتر البرود اللي صاب علاقتهم خلى قلوبهم قاسية جددا
لبنى مخطوفة 😱😱 يافرحتك يا اغيد يامخطط 😂😂 معقول هدول العصابة اللي كان بيحاول يحميها منهم وخسر ثقتها وخسر علاقتو فيها كزوجة وهيها بالاخر اتسخمت وانخطفت .. الله يستر بس مايكون الخطف كمان مخطط الو والله هالزلمة بيشكك الناس بأواعيهم ✋😂😂
لين رجعت هلى قصر الصانع تبع اهلها القديم بس تحولت لشبح عن لين 🤔🤔 ايش عملو فيها مهاب وزياد 😭😭
يسلمو ايمان عالفصل الي عودة بالنقاشات وان شالله بتابع معكم .. قرأت الفصل بسرعة بس رح ارجع اعيد عليه متوترة كتتير لانو بابا عالمعبر ولسه مافات والطريق صعبة .. الله يستر يارب


رزان عبدالواحد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:33 PM   #1879

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

خيانة نزلت الفصلية بدري بس احلى مفاجأة المهم رااااائع لكن ما استمتعنا بمواجهات اغيد ولبنى ولا هدى ونظيف

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:48 PM   #1880

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

صعب اوي نستنى الخميس الجاي ممكن تصبيرة😂😂😂😂😤😤

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.