آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree68Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-17, 10:59 PM   #1221

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي



ليس جبنا ..... بل حكمة .....في بعض الأحيان ...يفضل الهروب من الأمور التي نريدها ...أور ...لأنها لا تفيدنا

لما لا تمنح لما بيننا فرصة ...يا أسد ؟ .... دعنا لا نتسرع

وكده يبقي 3 اعترافات نسائية
في انتظار
فصل الاعترافات الرجولية هههه


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 18-05-17, 11:08 PM   #1222

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتربي ........و أنصتي جيدا .....و سيكون درسا لهما ..لن ينسيانه أبدا .....أعدك
عل ستسكبان ماء او ثلج هههه

[imgr]https://cdn.grid.fotosearch.com/IMR/IMR509/ie339-019.jpg[/imgr]


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 18-05-17, 11:10 PM   #1223

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

منتظرينك
[imgl]https://chezmanima.c.h.pic.centerblog.net/70f5a647.gif[/imgl]


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 18-05-17, 11:11 PM   #1224

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

[imgr]https://pbs.twimg.com/media/CNxCNt8VAAA2oUP.jpg[/imgr]

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 18-05-17, 11:25 PM   #1225

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

(الحمدلله أننا صلينا ما إن دخلنا ....ﻷنني ﻻ أستطيع تحمل بعدك أبدا و لو للحظة أخرى ........أحبك يا بيلسان .....انت جنتي على اﻷرض... أنت أكبر نعمي ... و لو خيرت في استرجاع بصري ...و بينك ...ﻻخترتك يا قلب نزار)



ااااه .. قلبي الصغير لا يحتمل ..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-17, 01:43 AM   #1226

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة
أور اعترفت بحبها لأسد وهو بدوره يحمل مشاعر اتجاهها ، لكن هناك سبب قوي يمنعه من ذلك عندما يتعلق الأمر بالإسلام .. هي تريد أن تسلم من أجله وليس عن قناعة ، وهذا ما لن يتقبله أسد ،معه حق في هالشي ..

سالم تورط وعمل مشكلة كبيرة بدون قصد ، ثلاث قنابل مرة واحدة خطتهم ماشية مثل ما بدهم وح يفجرو المكان والخاسر الأول الناس الأبرياء .. هكذا هم يلجؤون لاعتماد القنابل لأنها تحقق أهدافهم بطريقة سهلة وسريعة ..
يا ترى سالم راح ينتبه ويساعد رجال الشرطة في الوصول لأماكن القنابل قبل فوات الأوان أو ماذا سيحدث ..


شاهي وقفت بوجه أمها من أجل أمل هي وسمير ما في مثلهم بحبهم لها معتبرينها كابنة حقيقية لهم وعوضوها عن شعور الوحدة واليتم .. وائل أخيرا تعرف على أمل ..

نضال ورضوان الجنون بعينه بس أور ومرام وراهم وح يعلموهم درس ..

نوفل استفزها لسهى حتى نال اللي بدو ياه واعترفت بحبها له..

مساء الخير يا قلبي ..... اسد يريدها ان تسلم لكن لنفسها عن قناعة ......و سنرى متى و كيف ......المشكلة انهم سبقوا باماكن راح تدعم قصتهم انهم ينهون المنكر .....لان القنبلتين التين نعلم مكانيهما واحدة في خمارة و التانية في ملهى تهامي ...المهم اين للتالتة..... لكن يبقى المر كله خطر ..... شكرا


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 19-05-17, 01:57 AM   #1227

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
منتظرينك
[imgl]https://chezmanima.c.h.pic.centerblog.net/70f5a647.gif[/imgl]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
اقتربي ........و أنصتي جيدا .....و سيكون درسا لهما ..لن ينسيانه أبدا .....أعدك
عل ستسكبان ماء او ثلج هههه

[imgr]https://cdn.grid.fotosearch.com/imr/imr509/ie339-019.jpg[/imgr]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
[imgr]https://pbs.twimg.com/media/cnxcnt8vaaa2oup.jpg[/imgr]
مساء الخير يا فلبي ....ايه الدلال دا .....شكرا يا حبي ..... هو المقلب لو كان بس ماية دا يبقا حلو .....لكن دي أوووووور ....ههههههههه مش حيكون بس ماية ....😍😍😍😍😘😘😘😘😍😍


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 19-05-17, 07:04 AM   #1228

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

*الفصل الثالث والثلاثون*
{ ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها...الحسن البصري }
هوت أور على الأرض ضاحكة ولم تستطع تمالك ضحكاتها، تعترف بأنها لم تضحك بمرح كما فعلت الليلة أما مرام فتنفض كفيها ببعضهما باسمة بفكاهة مرتسمة على وجهها:
-وماذا الآن؟
سألت مرام فشهقت أور بقوة كي تدخل الهواء إلى رئتيها، تجيبها:
-سنطلب الشرطة.
دهشت تعقب بقلق:
-ماذا؟
رفعت رأسها تخبرها بأنفاس متقطعة من الضحك:
-لا تقلقي، سيُحجزان لليلة واحدة بسبب الفعل الفاضح في مكان عام وإن حالفنا الحظ قد يؤدبان بوصلة ضرب.
قطبت مرام ترد بتردد:
-هل أنت متأكدة؟
أومأت تلتقط ملابسهما ثم سحبتها تجاه السيارة، تقول بتشفي:
-هما ثملين لم يتعمدا الفعل الفاضح، سأتصل بالشرطة بنفسي.
اتصلت أور بالشرطة تبلغ عن سكيرين بثياب داخلية، يلهوان حول إحدى النافورات العامة لأحد مفترقات الطرق المركزية ثم عادتا للضحك بالسيارة حيث تراقبان رجلي الأمن يقبضان عليهما ويصفدان رسغيهما بتلك الحالة، تأكدتا من وصولهما إلى مركز من مراكز الشرطة وحجزهما لليلة كاملة ثم عادتا أدراجهما.
-أنت أخت نزار من والده؟
سألت أور مرام التي أومأت ترد عليها بمودة:
-بلى.
تطلعت إلى حجابها تعقب باستغراب:
-ابنة قائمة و... غريب!
ابتسمت بحزن تجيبها:
-ومتحجبة! الحمد لله على هدايته وفضله، وددت لو جاءت أبكر، كنت لأتفادى عذابا كبيرا لكن الحمد لله على كل حال.
هزت حاجبيها بجهل تستغرب رغبتها بمعرفة قصدها، لكن نشأتها على عدم التدخل بشؤون غيرها منعتها عن السؤال.
****
*بيت سمير*
رمشت بجفنيها تعبا تتفقدها لتتأكد من وجودها بقربها ثم مررت يدها على شعرها تقبل وجنتها بحب حقيقي تشعر به نحو تلك الفتاة، لا تستطيع تفهم قسوة قلب والدتها لكنها حقا تعشق أمل كما تعشق دعاء ووليدها الجديد وكما تعشق سمير، قلبها يشتق منهم ولا تتخيل الحياة من دونهم، كيف تفهم والدتها لتكف عن تعذيب قلبها كل مرة تسيء فيها لأمل.
شعرت بحضوره فأدارت رأسها لتلمحه قرب الباب ينظر إليها بقلق بالغ، فتحركت بروية لتخرج من الغرفة بهدوء.
-هدهدت الصغير حتى نام لكنه سيستيقظ قريبا أظنه جائعا.
أومأت تسند رأسها على صدره، تهمس بحزن:
-ودعاء؟
قبل رأسها يجيبها بينما يضم كتفيها ليحثها على المشي نحو غرفتهما:
-بكت كثيرا تلح على رؤية أمل لكنها نامت أخيرا.
-آه يا سمير! ما هذا اليوم؟
أبعدها قليلا يعتذر إليها:
-أنا آسفة حبيبتي لأنني تعصبت وط....
رفعت كفها، تسكته لتقول بألم:
-بل أنا الآسفة حبيبي، لقد تحملتهم لسنوات وما تزال تفعل من أجلي لكن ماذا أفعل؟ هما والداي.
صمتت متألمة ثم أردفت:
-لكن على الأقل يجب أن نبعدهما عن أمل، لن تتحمل كلمة أخرى، قد نفقدها يا سمير.
بكت بصمت على صدره، فهمس مطمئنا بينما نظرة التصميم تلمع بعينيه:
-سنجد حلا إن شاء الله.
*******
*الحجز*

-انزويا واسكتا! نريد أن ننعم بقليل من النوم!
صاح بها أحد المحجوزين، يردف بسخط:
أين ملابسكما؟ هل قبض عليكما بقضية فساد؟ خسئت أنت وهو!
انزويا بعيدا و جلسا على الأرض الباردة لا يشعران بشيء وهما تحت تأثير الخمر غافلين عن فضيحتهما.
تحدث نضال بوجوم يرطن بما يشغل باطنه فلا يقضي عليه سُكر الخمر رغم قضائه على تعقله:
-أ تعلم ما هي مشكلتي؟
مال عليه رضوان يحط برأسه على كتفه دون رد، فاستطرد:
-بقدر ما أحب بيلسان، أحب نزار أكثر.
تدحرجت دمعتين على خده يكمل ببؤس:
-توأمي الذي ناله من الحادث ما لم ينلني، لماذا كنت الناجي الوحيد؟ لماذا؟ لماذا لم ينج هو الآخر؟ كنا سنتقاسم الحمل معا وهذا الألم هنا:
ضرب على صدره يهتز فيتململ رضوان الذي يبدو كأنه سيغفو:
-في أحشائي، كنا سنحمله معا فيهون علي وأهون عليه، كنا سننتقم معا وكلانا يحمي ظهر الآخر لكنها أحلام لن تتحقق، حملت كل شيء لوحدي، عبء الحقيقة، حقيقة أن توأم أبي من قتله وقتل زوجته وكان يريد قتلنا جميعا! من تسبب بالعمى لأخي، من دمر العائلة بأكملها ومن حرمنا من الأمان، لم أتحمل! كيف أفعل؟ كنت أخشى عليه من أن يخدعه أحد، لذا حافظت على نصيبه من الثروة ودفعت عنه الطامعات وحين وجد فتاة جيدة تناسبه تكون هي! هي من فتح لها قلبي أبوابه الحديدية الموصدة.
ثم أدار رأسه جانبا ليهمس لرضوان:
-أنا معقد، هل تعرف ذلك؟ لأن سبب حبي لها هو حبها لنزار، هل تصدق ذلك؟
ابتسم بيأس ممزوج بسخرية حزينة، يلهث من فرط تعبه، يكمل هتره:
-حبها لنزار أثبت لي مدى صدقها ووفائها وبسرعة رفعني ذلك من رتبة المعجب إلى العاشق، أنا عاشق لها لكنني لا أريدها أن تترك أخي، لأنها إن تركته سأكرهها، هل لديك حل يا رضوان؟ لأنني أتألم بشدة ولا أعلم كيف أبعد عني هذا الألم؟
أزعجه فتحرك يستقيم في جلسته بالكاد، يقول ما يدور في خلده هو الآخر، فكل منهما لا يسمع سوى همومه:
-هل رأيتها يا نضال؟ جميلة كما هي حتى بتلك الملابس الفضفاضة، تشع كما النجوم البعيدة، رفضت مصافحتي وأصبحت ملتزمة كنزار، يجب أن أكون مسرورا وراضيا، فمرام المتحررة كوالدتها تغيرت وأصبحت نقيضتها، يعني لا رجال ستعرض عليهم كالسلعة لمن يدفع أكبر ثمن ولا خوف من تصرف قد يجعلني أحترق دون أن تلقي بالا بعذابي، إذن لماذا أنا لست مسرورا؟
ثم أشار بسبابته كمن وجد ضالته، يردف:
-آه، لأنها من الأساس لا تحبني، ألم تخبرني بنفسها بذلك قبل أعوام حين قررت والدتها تزويجها واعترضت أنا، قالت بالحرف أنا لا أحبك يا رضوان، أنت لست مسؤولا ولا رجلا لأحبك ولم تردني سوى لأنني سأكون لغيرك، أنت أناني وأنا سأحرق قلبك وسأتزوج، سأزف لرجل آخر أمام عينيك ولن تستطيع فعل شيء، وفعلتها، تزوجت وأصبحت لرجل آخر أمامي واعتصرت قلبي بين كفيها حتى تفتت إلى أشلاء ثم داست عليها بكل قسوة.
- سأقتلكما! أسكتا وناما، نام عليكما جدارا يزهق روحيكما!
صاح الرجل مجددا يزمجر بغضب، فعقب آخر ساخرا بما أضحك الباقي:
-أتركهما يا رجل كل واحد منهما سكران يغني على ليلاه وها نحن نصغي لقصصهما حتى نغفو!
*******
*صباحا*
*بيت صوان*
-تفضلي أختي، ادخلي.
دخلت شادية باسمة تحمل صغيرتها بعمر الثلاث سنوات وصوان يجر حقيبة ملابسها الصغيرة، يستدرك بخفوت:
-كما أوصيتك شادية، لا أحد في العائلة يعلم بأنني وجدتهما، هما ليسا مستعدين بعد ولولا ثقتي بك من بين الجميع ما أحضرتك هنا لتعتني بها في غيابي.
اتسعت ابتسامتها بحبور، تجيبه بفرح:
-وأنا على قدر ثقتك بي أخي، ولا أحد سيعلم إلا بأنني أقضي إجازة عندك فترة سفر زوجي.
قبل رأسها في نفس الوقت الذي خرجت فيه سكينة تحدق بهما بريبة، خطا إليها حين لمحها يسألها بينما يتفحص ملامحها وبقية هيئتها يطمئن على صحتها:
-كيف حالك يا سكينة؟
ردت بتردد تنظر إلى الفتاة الأخرى بحيرة مريبة:
-بخير الحمد لله.
-اقتربي شادية!
عاد ينظر إلى سكينة يردف:
-أحضرت لك ونيسة، فقد تم استدعائي في عملي ولا أعرف كم سأغيب لذا طلبت من شقيقتي شادية أن تؤنسك كي لا تبقي وحدك، فزوجها أيضا مسافر.
زمت سكينة شفتيها بغضب والتفتت تعود لغرفتها دون حرف، فهزت شادية حاجبيها جهلا وصوان يومئ بهدوء، يقول مشيرا لباب ما:
-تلك غرفتك أختي، ارتاحي وسنتحدث لاحقا.
أطاعته دون نقاش، فشقيقها مهما ظهر هادئا طيب القلب، لكنه حازم ولا يحب الثرثرة.
لمحها جالسة على طرف السرير تعض على إبهامها بغيظ، فاقترب يستفسر منها؛
-ما بك سكينة؟
لم تجبه فقطع المسافة بينهما ليجلس قبالتها، نظرت إليه بحاجبين معقودين، فأعاد سؤاله:
-ما بك يا سكينة؟
قامت بضعف، تهتف وجميع أطرافها ترتعش:
-لماذا أحضرتها؟
-أخفضي صوتك!
أجفلت من ملامح وجهه الجادة، فانكمشت خوفا لتهوى على السرير من جديد، فزفر يسدل جفنيه ضيقا ثم عاد لجلوسه هو الآخر، يسألها:
-ماذا يحدث يا سكينة؟ لماذا يزعجك حضور شقيقتي؟
توالت دموع الخجل على وجنتيها، تسأله بحزن:
-هل ت.. تعلم بأنني م.....مد..
رد بسؤال ليتأكد:
-مدمنة؟
لا تعلم لماذا جرحها نطقه لتلك الكلمة؟ قبل أيام معدودة لم تكن تكترث لا بماذا يشعر أو كيف يراها، لكنها الآن خجلة وباطنها رافض وبشدة علم أحد من عائلته بوضعها.
أومأت ومزيدا من الدموع تتدحرج على وجنتيها، فقال غير راض عن نفسه ولا ما تشعره به من ألم لأجلها، فهو صوان الصخر صاحب المهمات الصعبة ومهمته واضحة عقاب تهامي وإعادة ابنة وابن عمه للعائلة، فلماذا أصبح الأمر يتجاوز ذلك؟
-أخبرتها بأنك مريضة وأنت الآن في فترة نقاهة وهي الوحيدة التي تعلم بزواجي منك، لا أحد غيرها من عائلتي يعلم.
فغرت فمها دهشة و فجأة سألت بريبة:
-لماذا تزوجت مني صوان؟ أرجوك اخبرني.
هز رأسه رفضا يخبرها بيقين:
-لا، أنت لست جاهزة بعد.
مالت نحوه لتمسك يده بين كفيها المرتعشتين، ترمقه بتوسل:
-أعدك بأنني سأتحمل، فقط أخبرني، هذا الجهل والغموض يقتلني، أخبرني صوان، إن كان تهامي القناص ليس والدي فمن يكون والدي؟ من أكون صوان ..... من؟
هم بسحب يده لكنها شدت عليها، ترجوه بتصميم:
-أستحلفك بالله صوان، أرجوك!
تأمل دموعها وعقله في فوضى، يفكر بأن تركها على جهلها لا يجدي وهو سيغيب بمهمة الله أعلم إن كان سيعود منها، يجب أن يراها باسمة، أن يذهب إلى عمله ووجهها النحيف الباسم آخر ما يعلق في خياله.
ضم كفها المرتعشة كارتعاش حنايا خافقه، يخبرها بجدية:
-أنت ابنة عمي يا سكينة.
تجمدت تحدق به شاخصة المقلتين بينما هو يستطرد:
-العائلة كلفتني بالبحث عن أبناء عمي بعد أن يئسوا بكل الطرق ولا أحد منهم يعلم بأنني وجدتك سوى شادية وهي كتومة أثق بها، وقد أجلت إخبارهم حتى تكوني جاهزة للقياهم، لا يرضيني بل أرفض بأن يعلم أحدا منهم أن ابنة عبد الواحد الصخر عارضة ومدمنة ترقص بالملاهي وهي ثملة!
انتفضت من مكانها فأجفلته ليكتشف ما تفوه به.
وقفت تمسك برأسها بين يديها تشعر بما يحدث كثير عليها، نسبها مزور وهو يعرف عنها كل شيء ويشعر بالخزي منها، طبعا سيشعر ولماذا تكثرت؟ صاح عقلها بل يجب أن تكثرت فهم عائلتها! هل قال أبناء؟
هم بالاعتذار يخشى انتكاستها وهي على أول الطريق، كما يدرك بأن ما يحدث عليها كثير، لكنها سبقته تستفسر كمن اكتشف شيئا لتوه:
-قلت أبناء، هل لدي إخوة؟
مسد على جبينه يرد عليها:
-شقيق واحد.
تعثرت الحروف على لسانها بينما تتساءل برهبة:
-أ......ين....هو؟
صمت ينظر إليها، فاستدركت:
-هل ...و...جد..ته؟
أومأ يجيبها بوجوم يحاول تلخيص الأمر:
-كبر في الشوارع، بعدها ألحقوه بملجأ لكنه كافح وأصبح رجلا يعتمد عليه، الله كان به رحيما وسخر له أناس جيدين، لكن لم أخبره بعد، فأنا وجدته مؤخرا وتأكدت من هويته يوم زفافنا.
رجليها لا تحملانها تشعر بالتعب طوال الوقت ومع تعب قلبها أصبح الألم مضاعفا، فهوت على السرير من جديد، فجلس القرفصاء قبالتها، يخاطبها بإشفاق:
-لا داعي للتفكير بأي شيء سوى تعافيك بعدها ستعرفين كل التفاصيل، أختي تعلم بأننا تزوجنا كي أبعدك عن ذلك الرجل الذي اختطفك من والديك لكنها لا تعلم سبب مرضك، سأطل عليكما كل ما سمحت لي ظروف العمل، اعتني بنفسك اتفقنا؟
رمقته بتيه وحيرة، فهزها قليلا يطالبها برد:
-اتفقنا؟!
حركت رأسها تهمس بألم:
-إن شاء الله.
الوجع من أجلها بقلبه يتصاعد، فأضاف ليعيد إليها بسمتها:
-اعتني بنفسك وكلي جيدا، إياك أن تعرضي شادية لأحد أفكارك الإجرامية، لن تتحمل المسكينة، فهي تخاف من خيالها.
ابتسمت بحزن، فأدرك بأنه لن يحصل على أكثر من ذلك:
-شادية مع ابنتها في الغرفة الثانية يمينا، ارتاحي أنت أيضا، أنا يجب علي الرحيل، لقد تأخرت.
*****
*الثانوية*
ترجل من سيارته مترددا، محرجا، يتساءل عن الذي يفعله هنا! هل جن أخيرا ورضخ لرغبة قاتلة أجبرته على القدوم ليراها قبل أن يلتحق بالمهمة، صورة عبوسها وخوفها منه لا تنجلي من خياله وها هو يقف قريبا من ثانويتها، ينتظر قدومها حيث لمحها قادمة، تتوسط فتاتين مبتهجات لأمر ما:
-السلام عليكم.
ألقاها ببعض من التوتر، فهتفت سمرا بذهول تبتسم قبل أن تتذكر ما حدث، فتزم شفتيها ببعض العبوس:
-محمد! ماذا تفعل هنا؟
ملامحه مرتبكة لا يصدق وضعه لنفسه بهذا الموقف المحرج له، بينما مروة وخنساء تتابعان بصمت وتمعن وفضول شديد:
-قلت بأنك وعدت صديقاتك بإحضاري، لذا جئت وأيضا لأعتذر إليك على ما حدث.
نسيت كل شيء مرة واحدة، وتقدمت خطوة بينما تجيبه بحماس أغرق قلبه أكثر بعسل طيبتها:
-لا مشكلة، لكن لا تعدها لأنك أخفتني، المهم سأعرفك إلى أقرب صديقاتي.
أشارت لكل واحدة على حدة:
-هذه خنساء وهذه مروة، وهذا محمد الحارس الذي صدعت به رأسيكما.
هز رأسه لهما بالتحية، تبدو له واحدة منهما عابسة كأنها غير راضية على ما يحدث مما ضاعف من حرجه ولومه لنفسه بينما الأخرى التي دعتها بخنساء تبدو أكثر مرونة توجه له الحديث بتحفظ:
-تشرفنا بلقاء حضرتك، شكرا لك لأنك أنقذت صديقتنا.
ابتسم بخجل وتحفظ هو الآخر يدفع بنفسه دفعا ليغادر، فهذا يكفي!
-إنه واجبي يا آنسة وليس بالشيء العظيم.
تنحنح محمد يبدو متوترا، فنظرت مروة إلى سمرا المحدقة به، تلكزها بجانبها حتى أنّت بألم:
-أأأأي!
التفتت سمرا إليها ترمقها بعتاب، فتحدث محمد بأدب:
-إذن آنسة سمرا بما أنك تقبلت أسفي وتعرفت إلى صديقتيك، سأرحل.
ضمت شفتيها بحسرة، تقول بصدق احمرتا له صديقتيها كما دفع بمحمد دفعا للفرار من قلبه المرهق:
-خسارة! كنت أود أن أعرفك إلى طلاب الثانوية جميعهم، ليتعرفوا إلى البطل البارع الذي أنقذني.
-حممم! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ما إن غاب بسيارته حتى سحبتها مروة، تهتف بحنق:
-هل جننت؟ تتغزلين برجل!
فغرت سمرا فمها بدهشة وخنساء تضيف بإقرار:
-ويبدو أنه وقع بالفخ، أم أنه مجرد إحساس؟
أجابتها مروة بنزق ساخر وسمرا ما تزال مذهولة:
-لا! ليس فقط احساسك يا حساسة، بل هو معجب ويكاد يموت حرجا لأنه أقدم على خطوة لم يبدُ مقتنعا بها؛ بقدومه هنا وهذا يجعلني أسأل عن سبب تأسفه لك؟
بلعت ريقها ترف برموشها ثم ردت عليها بتشوش:
-غضب وصاح علي بحفل العرس.
ضاقت مقلتا خنساء بتفكير ومروة تسأل بسخرية وقد توقعت ما قد يكون السبب:
-لماذا غضب؟ ماذا فعلت أغضبه؟
فتحت فمها لترد لكنها تراجعت تنظر إلى مروة بقلق، فضحكت خنساء تمسك بمرفقها بينما تخاطبها بمزاح:
-أخبرينا يا سمرا لا تقلقي لن أدعها تأكلك وصهيب هنا لن تتجرأ على لمسك!
لم تكد تكمل كلامها حتى وصل صهيب جوارهن، يلقي التحية بينما ينظر إليهن بحيرة، فسأل:
-ماذا يحدث ولماذا لم تدخلن المبنى بعد؟
-سمرا أنا انتظر!
نطقت مروة بعبوس استغرب له صهيب فتحركت سمرا لتجاوره، ثم ردت على مروة بخوف مضحك:
-لم أفعل شيئا، أخبرته بأنني صدعت رأسيكما بسيرته وأنكما ترغبان برؤية الفارس الذي أنقذني وألقيت جملة مازحة بأن لا داعي للشكر عن الصيت والمعجبين.
تابع صهيب بحيرة لم يتبين بعد فحوى الموضوع ومروة ترد عليها بغضب:
-ما بك يتعدى السذاجة إلى الجنون، أتخيل طريقة حديثك وهو رجل غريب عنك سيفهم كلامك غزلا وإعجابا.
اشتد عبوس سمرا وخنساء تسألها ببسمة مرحة:
-ماذا قال بالحرف يا سمرا؟
-حسنا أنا لا أفهم شيئا، من قال لمن ومن يتغزل بمن؟
عقب صهيب بنفاد صبر، فرفعت مروة يدها ليسكت، فعبس بحنق بينما هي تركز على ملامح سمرا تتجلى بها أمارات الذنب بشكل واضح وطفولي:
-ماذا قال لك بالحرف يا سمرا؟
زمت شفتيها تمطهما بقنوط ثم اعترفت بما اعترفت به لنفسها قبلا:
-حسنا لقد أخطأت وغمزت كعادتي أثناء الحديث المازح معكما، لذا غضب وصاح بي أن لا أعيد ذلك ولا أتصرف كما أتصرف عادة.
-يا إلهي!
-من هذا الذي غضب وصاح بك؟
عقبت مروة بيأس تمسد جبينها وخنساء ترفع كفها تغطي به فمها بذهول ضاحك بينما صهيب يتساءل بغضب، فردت عليه الأولى بنزق:
-هي تستحق، تتغزل برجل غريب وتغمزه أيضا؟ من حظها أنها وقعت برجل محترم لو كان بخلاف ذلك لاستغل سذاجتها وبرر لنفسه أنها المبادرة.
ارتفعا حاجبا صهيب يلتفت إلى أخته يسألها مذهولا:
-من هذا يا سمرا؟
فسارعت لتدافع عنه وعن نفسها:
-حارس نضال محمد، لم أقصد ما تقوله مروة كما أن محمد اعتذر إلي عن طريقة تأنيبه لي.
قطب صهيب وقد هدأ يقول ما يعرفه عن محمد:
-محمد رجل جيد أعرفه من سنتين تقريبا أو أكثر، لكن لا تمازحي أحدا من الرجال يا سمرا، والغمز تصرف غير لائق مع الرجال عموما.
زمجرت مروة بضجر وانصرفت تسبقهم إلى الثانوية، فمط صهيب شفتيه دون تعقيب وتقدم هو الآخر بينما خنساء تتأبط ذراع سمرا، تهمس لها بمرح:
:هيا يا سمرا أعانك الله على نفسك وما فعلته بالرجل المسكين وهو يتلون بالحرج والتوتر.
جعدت ذقنها بتبرم انقلب إلى ذهول ثم حالمية مع استدراك خنساء المازح:
-جاء إلى هناك فقط ليعتذر إليك، أنقذك ولا منقذ له منك الآن!
*******
وغير بعيد عنهم:
-كيف حالك يا أستاذة تسنيم.
ردت علية محرجة من النظر إليه رغم نظارتها السوداء، وهما يقطعان الطرقة بين البوابة الخارجية والبوابة الداخلية لمبنى الإدارة:
-الحمد لله أستاذ سامي، كيف حالك أنت؟
أجابها بلطف يحمد الله على أنها عادت للعمل ويبدو أن أحوالها تتحسن:
-بخير والحمد لله.
هو فعلا بخير حاليا، ابنه ووالدته يستعيدان صحتهما وخالته لم تقصر أبدا، يشعر كأن عبئا كبيرا انزاح من على ظهره مع تحرره من زواجه الفاشل وخروج سحر من حياته، لطالما علم بأن أمرا ما خاطئ بحياتهما لكنه استمر في التجاهل والنتيجة!
نفض عنه أفكاره، يسألها بينما يتجاوزان عتبة باب مبنى الإدارة:
-كيف تسير قضيتك؟
أشارت بالتحية لبعض الأساتذة كما فعل هو ثم تناولت قلما تمضي على كشف الحضور بينما تجيبه بصوت منخفض قليلا:
-سيخرج اليوم، حبس لأربعة ايام فقط ، الحمد لله، على الأقل جهزت فيها كل أوراق القضية، الجلسة الأولى بعد أسبوع والمحامي يقول بأنني سأحصل على الطلاق في الجلسة الثانية بإذن الله، يعني بعد شهر، أتمنى أن لا يتهور لأنني فعلا اكتفيت.
كان قد وقع هو الآخر وخرجا من البوابة الثانية المفضية إلى ساحة الفصول، بجيبها بجدية:
-لن يستطيع، سيخاف على نفسه من السجن لكن على أي حال، اتخذي احتياطات واحذري.
هزت رأسها تهم بالولوج إلى الفصل في نفس اللحظة التي صدحت به نغمة هاتفه، فرد بقلق انقلب إلى غضب:
-ماذا؟ لا يا خالتي! لا تدعيها تلمس الصغير أنا قادم حالا!
تجمدت مكانها ترمقه بريبة جزعة، فطلب منها مستجديا:
-من فضلك أستاذة تسنيم راقبي فصلي سأحاول العودة سريعا.
-لكن!
تساءلت فقاطعا يهتف قبل بينما هو راحل:
-سأشرح لك حين أعود.
*****
*بيت خالد*

-انتظر!
نطقتها اسراء وهي تهرول لتلحق به قبل أن يغادر، أخذت منه حقيبة يده ثم ناولته كوب عصير البرتقال، تخبره بمرح:
-الفيتامين سي أولا، سيمدك بالطاقة والنشاط.
شكرها وغمزها بشقاوة بينما يرتشف من الكوب، يفكر بأن السعادة كلمة قليلة عن ما يشعر به معها وبرفقتها، علاقتهما يحفها دفء من نوع مختلف خلاب، لقد كان غبيا حين كتم في قلبه ما يزعجه بعلاقتهما، فلم يحاورها وترك للشيطان مرتعا يلهو به لكن ليس بعد جلسة المصارحة بينهما، أصبح يحدثها عن مشاعره كلما سمحت الفرصة ويسألها فعل نفس الشيء:
-هل تعلمين ما سيمدني حقا بالنشاط والحيوية؟
قالها بتسلية، فردت بعبوس زائف تغلف به حياءها:
أعلم، أن أضمك؟
ضحك يجيبها بمزاح فحنقت:
أنت وقحة... لكن...
شهقت بشدة تهم بالاستدارة، فسحبها ليضمها إليه مجيبا بمرح:
-ذلك يروق لي وهذا أيضا.
هم بتقبيل وجنتها لكنهما تسمرا على أصوات صياح ترتفع خلف باب بيتهما، فأسرع خالد ليفتحه ينظر إلى ما يحدث بصدمة:
-اذهبي من هنا، سامي أمنني على ابنه وأنا أصون الأمانة، لست مثلك يا قاتلة يا عديمة الرحمة والقلب!
ردت سحر بصياح ساخط أعلى منها، تكاد تنقض عليها لتفتك بها:
-هذا بيتي ولا أحد له الحق ليمنعني عنه، خصوصا أنت، ارحلي واخرجي من بيتي!
شخصت عينا خالد واسراء حين هجمت الخالة كبيرة على سحر تشدها من شعرها، تصيح بغل:
-بيت من يا حية؟ كنت أتمنى هذه الفرصة وقد بعثها القدر، سأربيك يا عديمة التربية، كنت ستقتلين أختي وحفيدها؟ يجب أن يعدموك يا مجرمة لكن ابن أختي طيب القلب ولم يهن عليه إدخال والدة ابنه إلى السجن.
أسرع خالد وزوجته يحاولان فض الاشتباك:
يا خالة استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، توقفي يا سيدة سحر!
هتفت الأخيرة بغل تجاهد لتفلت خصلات شعرها من بين كفي الخالة كبرة:
-يا متطفلة! طردوك أولادك فلم تجدي ملجأ، فاستغليت الفرصة يا شمطاء!
-سحر!
توقفوا جميعهم حين صدح صوته الغاضب، يزلزل المكان، ثم تقدم ليخاطب خالد و إسراء باعتذار:
-أعتذر إليكما على هذا الموقف المزعج.
ربت خالد على كتفه يرد بإشفاق:
-لا عليك، المهم أنك أتيت، عن إذنك لأنني تأخرت على عملي.
انسحب و زوجته، فقال لخالته بنبرة متأسفة:
-خالتي من فضلك ادخلي وأغلقي الباب.
أطاعته ترمي الأخرى بنظرة شماته أشعلت فتيل غيظها، فهتفت بغل بينما ترتب شعرها:
-أريد رؤية ابني، إنه حقي!
مسح على وجهه، يجيبها بهدوء مريب جامد.
-لدي ربع ساعة فقط سنتحدث فيها بالسطح هيا أمامي!
******
*قسم الشرطة*

-شكرا لك يا حضرة الضابط وآسفة من جديد.
كتمت أور ضحكتها بصعوبة حين لمحتهما يقودهما شرطي يلقي عليهما محاضرة في الأخلاق، فقد أتت بنفسها لأن محمد استدعي هو الآخر كما سائر أفراد الأمن بالمدينة، لذا كلفت بالتغطية على اسد ومحمد وزيد.
قابلاها بملامح ساخطة وخجلة من الفضيحة، فقالت ترفع كفيها بسخرية:
-لا تغضبا! على الأقل أتيتكما بثياب، كان يمكن أن تخرجا من هنا دونها.
زفرا بحنق دون أن يتجرآ على الحديث، فاستدركت تؤنب رضوان:
-ألم تعِد بإيصال نزار وبيلسان إلى وجهتهما؟
ضرب رضوان على جبهته بضيق، فردت بغموض:
-كلفت محمد بإيصالهما والبقاء معهما إلى أن يعودا، لأن زيد قد استدعي وأسد من أجل تدريبات دورية بشركة الأمن التي يعملان بها:
لم يعر أي منهما الأمر أي أهمية وأنهوا الإجراءات ثم انصرفوا، تنتظرهم محاضرة في المنزل ستقلب كيان كل واحد منهم على حدة بمن فيهم أوركيدا!
******
*بيت سمير*
شعرت بلمسات حنونة وخفيفة على وجنتها، ففتحت مقلتيها لتلمح دعاء تلمس بشرتها ببسمة حذرة، لاحظت حمرة عينيها فهمست تسألها بنعاس:
-لماذا بكيت؟ من أغضبك؟
تفاجأت بداية لكنها ردت بنبرة حزينة:
- لأن ماما بكت تقول بأنك هربتِ وتخاف أن لا تعودي، لذا بكيت حتى تعودي بسرعة.
ابتسمت أمل تجيبها:
-وهل البكاء من أجل ما نريده يفيد بالفوز به؟
هزت دعاء كتفيها دلالة على عدم علمها، فسحبتها أمل تقبلها بقوة استجابت لها تقول بلهفة بريئة:
-أنت لن تهربي وتتركينا أليس كذلك؟
ظلت ترمقها قليلا قبل أن تجيبها بصدق:
-حين أعرف على أي أساس بنيت قنطرتي، سأكف عن الهرب.
-ها؟!
نطقت دعاء بجهل، فقبلتها أمل مجددا، تهمس ببسمة متحمسة:
-يجب أن أقوم، لن أدرك أول حصة لكن يجب أن أسرع.
******
*المركز*

-شكرا لك يا أستاذ.
قالها جواد بامتنان لمحاميه بعد أن أنهى إجراءات الإفراج
عنه، فرد عليه:
- إنه عملي الذي يحتم علي تحذيرك من الوقوع بالمشاكل يا جواد، خصوصا معها.
اشتد غضبه، فقال بغل:
-أقسم سأجعلها تدفع ثمن ما فعلته، أنا جواد! تجعلني أضحوكة بين الناس وترسل الشرطة ليقبضوا علي في عملي، لقد فقدته بسببها لكن سأُدفعها الثمن غاليا.
تحدث المحامي بيأس وهما خارج المركز:
-احذر يا جواد، إن تعديت عليها مرة أخرى قد ترفع مستوى التهديد إلى محاولة قتل وإن أحضرت شهودا قد تسجن من خمس إلى عشر سنوات، فهي الآن أثبتت عليك العنف ورفعت عليك قضية خلع وغالبا ستفوز بها في أولى الجلسات.
اتسعت مقلتيه يعقب بصدمة:
-كيف يطلقونها مني بالإجبار؟
تحدث المحامي يفسر بصبر يحسد عليه:
-انه الخلع، يعني هي تخلعك متنازلة عن كل حقوقها لترفع الضرر عن نفسها، القانون مؤخرا عُدل فيه تفاصيل ليضمن حقوق الزوجة بشكل كامل وكل ما كنا نستغله هو الثغرات في الإجراءات يا جواد.
هتف جواد بسخط بينما يلوح بكفه:
-افعل ذلك، لا أريد تطليقها، على الأقل حتى أربيها.
أومأ بأسف يرد عليه:
-في حالة زوجتك لا يمكنني فعل شيء، لأنها اختارت محاميا عقرا، يحفظ النظام القضائي في المدينة كيف يسير ومنظما لأقصى الحدود، لا يترك ثغرة إلا ويسدها وهي جاهزة لك، لذا أنصحك بالمهادنة إن كنت ما تزال تريدها، تصالح معها كي تتنازل عن القضية، ذلك أسلم لك.
ودع المحامي وانصرف، يهمس بتوعد:
-سأطلقها لكن بعد أن أشفي غليلي منها.
******
-أريد رؤية إبني يا سامي ليس من حقك لا أنت ولا أي شخص آخر بأن يسلبني حقي في الاطمئنان عليه.
نطقت عبارتها بتظلم باكي كان ليصدقه أي أحد آخر غير سامي الذي رد عليها بنبرة باردة:
-إسمعيني سحر، ابني لا تحلمي بلمح طيفه بعد ما فعلته وإن لم تبتعدي سأرفع قضية أتهمك فيها بمحاولة قتل ابني ووالدتي.
أسرت خوفها، تجيبه بتهديد متعجرف:
-تهديدك لا يخيفني وأنا لست جاهلة، كلمتي أمام كلمتك، ومن يعلم! قد تكون أنت من يمدهما بحبوب منومة.
قبض على كفيه بشدة كي لا يجرها من شعرها كما فعلت خالته قبل قليل ثم قال بذكاء يريد التخلص منها، فقد فكر آنفا بأنها لن تكتفي ولابد طمعها سيعيدها:
-كم تريدين يا سحر؟
ردت وهي ترخي ذراعيها ترمقه بحذر:
-ماذا؟
تكدرت ملامحه يقول بجمود:
-كم تريدين لتوقعي على تنازل أمام المحامي عن حضانة الصغير، ولا أرى وجهك بعدها أبدا.
ضمت شفتيها إلى الأمام تفكر، فقد جاءت متأملة بأخذ الصغير بعد أن تطالب بحقها منه، فيضطر بعدها للصرف على كليهما كما أخبرنها صديقاتها بأنها ستحصل على نفقة أكبر لو كانت معها حضانة الطفل لكن الآن بعد هذا العرض السخي ستغير خطتها.
لمعت مقلتاها بطمع، فلمعت مقلتاه هو باحتقار:
-كم ستعطيني؟
-مائة ألف درهم، تكفي؟
قلبت شفتيها تَبَخُّساً، فأضاف بقرف ارتسم على ملامح وجهه:
- مائة وعشرون ألفا وهذا آخر ما عندي، أو سأضطر لتجريب حظي بالقضية.
حزمت أمرها تجيبه ببسمة ظافرة:
-أنا موافقة.

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 19-12-21 الساعة 07:23 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 19-05-17, 08:01 AM   #1229

Meso antar

? العضوٌ??? » 389498
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 334
?  نُقآطِيْ » Meso antar is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله عليكي جد كاتبه مبدعه روايتك من اجمل الروايات الي قرأتها بكفي هدفها وكمية الاخلاق الموجودة فيها جد جزاك الله خيرا ويسلمووو اديكي ع هيك ابداع انا بصحى الصبح مخصوص بس عشان اقرأ الفصل اليومي بس لو تطولينا يا نتوفه لاني ما بلحق اشبع منو للفصل 💞💞💞💞💞💞💞💞💞💗💗💗

Meso antar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-17, 09:06 AM   #1230

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

صباح الفل
خسارة فيها عشرة جنيه مش عشر ملايين يا سامي
جواد شكله ناوي علي نيه زفت.امل بدات تفمر في مصيرها بعد كلام وائل
محمد و سمرا الاتنين مسخرة
سكينه عرفت جزء مهم من الحكاية و منتظرة الباقي برجوع صوان
اور مع نضال و رضوان ههههههههههههه خليهم يتربو
الفصل جميل و مواقف خفيفة الدم


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.