آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-17, 09:29 AM   #91

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي


ياربااااااااااااااااااااا ااااااه أيه الجمال بصراحة تحفة فنية راااااااائعة سلمت يداك

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-17, 06:43 PM   #92

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد
يعني هما اخين مش اشقاء من ام واحدة لكن اي مختلف و ده سبب الهلاف
الجد رافض جواز مرات ابنه يعد موته
و طبعا قرر يحرق قليها على جوزها او ابنها
و عشان كده عادل كرهه مصكفى و فاكر انه وحش و نسيهم
و لسه هنعرف تم العلاج و اللقاء و الحواز بسن مصطفي و فريدة
ممكن تضيفى صورة روايتى
https://arab.sh/iawr0r4yr4u0



بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-17, 01:24 AM   #93

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة34: سنوات عصيبة ج(3)

كشف ألغاز الماضى
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة34: سنوات عصيبة ج(3)
فتحت عيناى بقوة لأتفاجئ بأجهزة كثيرة متصلة بجسدى..
شعرت برهبة فالحوائط بيضاء بشدة تدفع البرودة بكامل أنحاء جسدى..
لم تمر سوى ثوان معدودة حتى أمتلأت غرفتى بوجوه ملونة، كلها غريبة عنى..
أقترابهم منى أربكنى..
لا أعى أين أنا، ولا من هم..
لا يهمنى معرفة أى شئ سوى هى..
بحث عنها بين وجوههم، فلا أجدها..
لا أعرف لما تسرب الخوف لقلبى..
أنا رجل، فلما أرهب المكان وهؤلاء الأشخاص ذوى الرداء الأبيض!
يا ألهى، أهذا ما شعرتى به سلمتى عندما أنتزعتك من دنياكى لتسكنى سجنى!
يذيقنى الله خوفك الآن..
حسنا يالله أنا متقبل عقابك، ولكنى أرجوك أن تكون سلمتى بخير..
أرجوك دعنى أطمئن لنجاتها، وأفعل بى ما تشاء..
أنا راض بقضائك..
سلمى.. سلمى.. سلمى فين؟ أنتم مين؟ فين سلمى؟
صرخ بها عادل فور أفاقته، مما اضطر أطباؤه لمنحه مهدئا يخلده للنوم للسيطرة على أنفعالاته القوية..
--------
دخل مصطفى غرفة أخيه فرحا.. جلس على المقعد المجاور له، منتظرا استيقاظه.. يزفر عدة مرات للسيطرة على نشوة السعادة التى أصابته خلال الساعتين الماضيتين.. رزقه الله بطفل، كما أنعم عليه بنجاة أخيه.. ولم يكن ذلك فقط منح الله له وقتها فلقد أستمع لأول مرة لصوت زوجته الشابة، أمتزج صراخها بصراخ الوليد..
يدلك وجهه براحة يده، فيما تتمدد ابتسامته أحيانا وتتقلص أخرى: النهاردة بجد أسعد يوم فى حياتى..
ألتمعت عيناه بدمعة تحاول الفرار: كنت فاكر بعد يارا الفرح أتحرم عليا..
مسح دموعه سريعا، ثم أخذ نفسا طويلا زفره ببطء: النهاردة شلت بين أديا آدم..
أتسعت أبتسامته: أبنى آدم.. والله يا عادل كنت هسميه عادل، بس مردتش أكسر فرحة أمه.. لقيتها بتقولى هسميه آدم، كانت فرحانة.. أول مرة أسمع صوتها ، مقدرتش أرد طلبها..
تنهد بفرحة وهو يشعر بخفقان قلبه: كانت رقيقة قوى..
أشار بأصبعه أمام وجه أخيه وهو مقتربا منه: بس أوعدك العيل التانى هسميه عادل..
ثم أرجع ظهره لمسند مقعده فى ارتياح: منا نفسى أتفتحت ع الدنيا، هخلف كل سنتين تلاتة عيل.. هملا الفيلا عيال..
أقترب مرة أخرى من أخيه: وأنت كمان أعمل حسابك هتعيش معانا مع بنت الحلال.. أسمها سما صح؟
ثم تابع استرسال حديثه: الدكاترة قالولى أنك وقت مصحيت كنت بتنده على سما وبس..
ربت على كف أخيه الساكن أمامه: قوم يا بطل أنت بس وأنا أجوزهالك.. هعملك فرح مشفتوش مصر كلها..
--------
أستيقظت من نومى الأجبارى لأجد أخى قابضا على يدى بين كفيه.. أبتسامته ودودة.. نظراته دافئة.. كلماته حنونة، ورغم ذلك لم أنتبه اليها، فقط وجهه ما يطمئنى لاستعيد تركيزى..
تفوهت بصعوبة وأنا أفرك عيناى بقوة: أنا فين؟
مصطفى بود مبالغ: حمدالله على سلامتك يا غالى..
عادل بعصبية خفيفة: أنا فين؟
رد مصطفى بهدوء: أنت فى المستشفى يا حبيبى، وبقيت زى الفل.. متقلقش..
حاول عادل النهوض من مكانه: أنا لازم أمشى من هنا..
أسرع مصطفى بتثبيته: لا مينفعش دلوقتى.. لازم نطمن الأول أن الغيبوبة مأثرتش على أجهزتك الحيوية.. دول 8 شهور كاملين، مش يوم ولا اتنين..
صعق عادل من كلماته.. حبس سلمى ثمانية أشهر، فعاقبه الله بغيبوبة تماثلها.. فصرخ بوجه أخيه وهو يقاومه ليغادر فراشه: أنا لازم أمشى من هنا..
ثم بانهيار تابع بيأس: أنا لازم أمشى يا مصطفى.. هى فين؟
تعجب مصطفى: هى مين؟ سما تقصد؟
عادل بتعجب: سما!
مصطفى بابتسامة واسعة: الدكاترة بيقولوا كنت بتنده عليها أول مفقت..
ثم تابع بمرح: قوم يا حبيبى أنت بس وهنروح نتقدملها.. هعملك فرح تتحاكى بيه مصر كلها..
عادل بانهيار ممزوج بخوفه على فتاته: أنت مشوفتهاش يا مصطفى؟
أجابه مصطفى: أنا معرفش هى مين أصلا!
شعر عادل بالخوف من أخبار أخيه بما فعله بحبيبته، فمسح على رأسه بكف يده: لازم أرجعلها.. هى لواحدها.. أكيد مستنيانى فى الحارة..
--------
لم يجد مصطفى حلا أمام ألحاح أخيه سوى الرضوخ لطلبه والعودة مرة أخرى للقاهرة.. عقبته الوحيدة الآن هى زوجته وطفله، ولم يكن مناسبا السفر لأى منهما.. فتركهما برعاية عمته، التى جن جنونها عند علمها بأمر زواجه السرى وأيضا أنجابه، ولكن أنطفأ غضبها سريعا عندما حملت حفيدها بين يديها..
وعلى الجانب الآخر حالة أخيه النفسية غير مستقرة أطلاقا، فلم يرغب مصطفى ارباكه بخبر زواجه وانجابه.. حاول التقرب والتودد أليه، يشعر أن أخيه يخفى عنه سرا يرتبط بكارثة، ولكن فشلت كل محاولاته معه كما العادة.. عادل بئر أسرار لا ينضب.. ولما العجب من شابه أخاه ما ظلم، هو أيضا لديه أسرار يخشى أن يعلم بها أحد..
أصبح مصطفى بين المطرقة والسندان.. ما بين جنة ونار.. فريدة وأبنها جنته، بينما أخاه نارا أشتعلت بجنبات حياته.. بلندن تقبع زوجته الشابة وطفله.. مقبلة هى على الحياة.. ثرثارة لا تتوقف عن الحديث، وكأنها تعوض شهور الصمت.. لا تكف عن المرح والفرح، حتى أنها أستطاعة بذكاء حاد أستمالة عمته صعبة المراس..
أختلق مصطفى قصة عن عائلة زوجته.. فهى فتاة يتيمة الأم، تربت بأوروبا فى كنف أبيها رجل الأعمال.. وقد خسر الرجل ثروته قريبا فى أحد صفقاته التجارية.. لم يتحمل الصدمة فتوفى أثر ذبحة صدرية، وتبع ذلك سقوط فريدة أسيرة صمت زال عند رؤية طفلها.. كانت قصة محبوكة أقتنعت العمة بها، فأصبحت هى لها أما ، وأصبحت فريدة لها أبنة بارة..
--------
مر عامان، بحثت عنها بكل مكان كالمجنون..
ليست بالحارة..
لا أحد يعلم عنها شئ منذ سفرها المزعوم..
ظنوها لا ترغب فى العودة فقطعت حبال الوصال معهم..
لا يعلمون أننى أسرتها، ثم أضعتها..
أين أنتى سلمتى؟
أجوب الشوارع بحثا عنك بين الوجوه..
أهملت نفسى، وأدمنت المهدئات لأقاوم رغبتى بالأنتحار..
تجرعت الخمر مرارا لأنساكى، فذكرتنى بتفاصيلك..
ذكرتنى بدفء عيناكى.. بشهد شفتاكى..
ذكرتنى أيضا بدموعك وتوسلاتك..
ذكرتنى أننى سبب ضياعك..
أين أنتى سلمتى؟
أين أجدك حبيبتى؟
--------
أذن مصطفى لذلك الطارق لباب غرفة مكتبه بالمشفى، والتى كانت سكرتيرته الشخصية: آسفة يا دكتور مصطفى.. فى الأستقبال شاب مصمم يقابل حضرتك.. محدش فاهم منه حاجة..
تنحنحت فى أرتباك: يظهر عنده مشكلة فى النطق.. موظف الأمن مفهمش منه غير أنه جى لحضرتك من طرف أخوك..
تشنجت عضلات وجه مصطفى، فخاطبها بعصبية خفيفة: دخليه حالا، أنتى منتظرة أيه!
بعد دقائق دلف بهى صديق عادل لغرفة مصطفى.. وجهه شاحب مضطرب، حاول التحدث لمصطفى، ولكنه لم يفهم ما يحاول قوله بسبب تلعثم بهى.. ولحل ذلك الموقف أعطاه دفتر ملاحظات صغير وقلم لتدوين ما يريد قوله، كما أعتاد أن يفعل قديما مع فريدة أثناء صمتها..
علم مصطفى أن أخاه قبض عليه بسبب مشاجرة بأحد الملاهى الليلية.. فأسرع بالأتصال بأحد معارفه والذى لم يكن سوى اللواء رأفت البلتاجى.. وقد وعده بأرسال أبنه الرائد شاهين البلتاجى فورا لانهاء الأمر، والأفراج عن أخيه..
--------
خرج الرائد شاهين البلتاجى من غرفة زميله المكلف بتجهيز المحضر، الذى قطع برجاء شخصى من شاهين مدعيا أن عادل أحد أفراد عائلته ولا ينبغى الزج باسم عائلة قانونية عريقة مثل عائلتهم بمحضر.. حضر مصطفى وبهى بنفس التوقيت، فجذبه شاهين ليحدثه بغرفة أخرى على أنفراد..
أعرب مصطفى عن شكره لشاهين ووالده على تصرفهم النبيل معه: حقيقى أنا مش قادر أشكرك أنت ووالدك على موقفكم معايا..
نفث شاهين دخان سيجارته فى هدوء، بينما يطالع مصطفى بهدوء: ولا يهمك يا دكتور، أنا اللى مديونلك لولا أن لحقت والدى كان ممكن لا قدر الله يموت..
مصطفى: ده واجبى كطبيب..
طالعه شاهين بملامح جامدة: وعشان تقدر تقوم بواجبك مينفعش أخوك يمشى فى السكة دى.. لولا أننا خلصنا الموضوع وتعهدك بعلاج المصابين فى المستشفى بتاعتك، كان زمان أخوك مرمى فى السجن وأكيد كان هيطس حكم محترم يضيع مستقبله..
أزدرد مصطفى ريقه: الحمد لله قدر ولطف..
سحب شاهين نفسا قويا من نيكوتينه لينفثه ببطء: وعشان ده ميتكررش خد بالك من أخوك.. الليلة دى مكنتش عشان شرب كاسين فسكر وأتخانق..
وبهدوء حذر: أخوك بيبلبع حاجة، أخوك مدمن..
----------------------------
يتبع الجزء الرابع من الحلقة الليلة فى تمام العاشرة مساء
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 03:35 PM   #94

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة34: سنوات عصيبة ج(4)

كشف ألغاز الماضى
رواية "ظلال الماضى"
الفصل الرابع: اللقاء الثانى
**الحلقة34: سنوات عصيبة ج(4)
كلما ضاقت به الدنيا سافر لجنته فريدة، يكنز من رصيد السعادة ليبذله عند عودته للقاهرة.. ينفق ذلك الرصيد فى ضغوط العمل، وعلى محاولات أخيه المستمرة للهرب من المصحة النفسية..
علم من بهى صديق عادل أن السبب حبه لفتاة من طرف واحد، وأن تلك الفتاة هاجرت بلا أمل فى العودة، فزاد سخطه عليه.. أكل ذلك الأنهيار والأستسلام من أجل فتاة! أعدمت الدنيا من غيرها؟
آخر مرة هرب فيها أنتشله من أحد الملاهى الحقيرة، وقد أصيب بتسمم كحولى كاد يودى بحياته.. قرر وقتها أصطحابه للندن لأخضاعه مرة أخرى للعلاج المكثف.. وقد عهد لصديقه أدريان بمتابعته وتأمينه بأحد المشافى العلاجية ذات الصيت المشهور..
أخيرا حان الموعد للذهاب لجنته، والأستمتاع برفقة أسرته الصغيرة.. يضع آدم ذى العامين على ساقه يداعبه، ويواسيه فقد أجبر الصغير على أرتداء نظارة بأمر من طبيبه.. ولم يرض الصغير بذلك القيد الا بعد قدوم أبيه، وأصطحابه أياه لشراء أطار نظارة مميز..
كان يدندن للصغير أحد الأغانى المصرية القديمة ذات الطابع الرومانسى عندما دلفت فريدة للغرفة.. لا تعرف ماذا أصابها عندما استمعت لغنائه! وكأن هناك ما يقبع على روحها.. وكأنها أستمعت من قبل لأغنية عبدالحليم تلك، ماضيها يناديها فرفضت تلبية النداء، فصرخت بوجهه دون مبرر أن يتوقف.. بدا الأنزعاج على وجه مصطفى، بينما شرع الطفل فى البكاء: أهدى يا فريدة، آدم خايف.. مكنتش أعرف أن صوتى وحش كده!
أستجمعت فريدة شتات أمرها، فاقتربت منهما، وجلست على ركبتيها ثم قبلت صغيرها: آسفة والله، بس أنا مبحبش الأغانى العربى..
نظر لها مصطفى بتشكك، فأسرعت بابتسامة هادئة لتشتيته فطالبته: ممكن تغنيلى أغنية تانية؟
أومأ برأسه ثم شرع بالغناء بفرنسية سليمة، فأصابها أحباط لجهلها بما يقول، فنطقت بحزن وهو مستمر بالغناء: أنا مبعرفش فرنساوى، مش فاهمة حاجة..
فنطق بمرح: بس كده يا ستى، أيه رأيك نسافر فرنسا فترة تتعلمى هناك اللغة، وبالمرة تعملوا shopping (تسوق) السنة الجديدة..
--------
مرت ستة أشهر هادئة على الجميع.. مصطفى مشغول بفروع المستشفى الجديدة.. فريدة وطفلها ينطلقان بجولات فرنسية مصحوبة بفواتير شراء باهظة، لم يتأفف منها مصطفى يوما، فسعادة ذلك الثنائى تمثل سعادته.. أما عادل فيخضع للعلاج بشكل يبشر بخير..
كل شئ هادئ حتى ورده اتصال من فرنسا.. فقد بلغته مدبرة منزله أن السيدة فريدة تعرضت للهجوم وهى الآن بالمشفى.. حجز مصطفى لأول طائرة مغادرة للقاهرة باتجاه فرنسا.. وفى أثناء تلك المدة مابين علمه بالحادثة وسفره اليها علم بكامل تفاصيل ماحدث..
فريدة تعرضت لهجوم وحشى من أحد المتشردات بالشوارع مما أدى لأصابتها بجرح قطعى كبير بكف يدها اليمنى، والأخطر من ذلك هو عودة الذاكرة اليها.. حدث ما كان يخشاه.. عاد لها ماضيها الآن، ولا يعلم أيقبل القدر به جزء من مستقبلها؟ أم أن عودة الذاكرة تمثل تأشيرة خروجه نهائيا من جنته؟ لا يعلم الأجابة، ولكنه سيؤدى واجبه حتى النهاية، فاتصل بطبيبها النفسى لاستدعائه لمتابعة حالتها..
اتجه مباشرة عقب هبوطه أرض باريس للمنزل للأطمئنان على طفله.. ثم أتجه بخطوات متثاقلة للمشفى حيث ترقد زوجته.. دلف لغرفتها فوجدها نائمة من تأثير المهدئ، جلس على المقعد القريب منها بتوتر ينتظر أستيقاظها..
مر ما يقرب من ساعة عندما فتحت عيناها.. نظرتها مرتعبة كما رآها أول مرة ولكن بفارق فى غاية الأهمية، قديما كانت فتاة لا حول لها ولا قوة لا تدرى عن ماضيها شئ، أما اليوم فالماضى والحاضر يقبع داخل عقلها، فأيهما ستحتذى؟
أجهشت سلمى بالبكاء، هى تتذكر كل شئ.. كل الأحداث تطاردها، قتلت عادل، أنقذها مصطفى من الضياع فمنحها حياة مثالية، وهناك آدم.. ببكاء هيستيرى لجأت أليه: ألحقنى يا مصطفى؟
نظرتها آلمته، فاقترب منها جاذبا كفها المضمدة بين راحتى يده: أنا معاكى.. متخافيش.. هيقبضوا على المجرمة اللى عملت فيكى كده.. وأوعدك أنها هتفضل فى السجن كتير..
نظرت له ومازالت دموعها منسابة على وجنتيها: أنا.. أنا....
لم تستطع أكمال حديثها من شدة البكاء، فربت على يدها: عارف أن الذاكرة رجعتلك.. وأى كان قرارك أنا هدعمك فيه..
هاهو قد وضعها أمام نفسها لتقرر مصيرها بنفسها..
أتعود لأطلال ماض هى فيه ضحية ومذنبة؟
أم تختار حاضرا من صنع يد رجل مد يده لها بالمساعدة دون أنتظار مقابل؟
أتعود لتبحث عن قبر رجل هو عادلها وظالمها فى آن واحد؟
أم تبقى بكنف رجل جعل منها أبنة له، والأهم هو أبو طفلها؟
لحظة واحدة..
تحمل أجابة وحيدة..
ترسم مصيرها هى وطفلها..
حيرة ملأت عقلها، ويجب عليها الآن حسمها..
مسحت دموعها لتسأله لمرة أولى وأخيرة، وأجابته ستحسم صراعها: أنت بتساعدنى ليه؟
أعاد ظهره لمسند مقعده، هاهى فرصته للأحتفاظ بها قد واتته.. أن كانت تريد الرحيل فلترحل ولكن وهى تعلم حقيقة مشاعره نحوها.. فأجابها بعد تنهيدة أزاح بها ضغط صدره: لانى حبيتك يا فريدة..
لتلقى فريدة بنفسها بين أحضانه، لتكن تلك أجابتها عن مصيرها ومصير طفلها..
هى
فريدة منصور
--------
تدهورت حالة عادل خلال الثلاث سنوات اللاحقة.. حرب دائرة داخله.. لا يعلم أجابة على أسئلته المتكررة..
أين أنتى حبيبتى؟
أتركتنى بحثا عن أغاثة؟
هل تخليتى عنى سلمتى؟
هل بحثتى عن النجاة بنفسك؟
أظننتينى رحلت لعالم آخر؟
لما لم تبحثى عنى كما بحثت عنكى!
أتكرهيننى لهذه الدرجة!
هربتى وتركتينى وحدى أموت دون وداعك!
أمازلتى تبحثين عنى؟
انتى وطنى
حائر بين هروبها منه أو ضياعها رغما عن أرادتها.. كلما كانت أجابته فى صف حبيبته تحسنت أحواله، وكلما جاءت ضدها كلما انتكست حالته وتدهورت.. وما بين مع وضد يحاول الهروب فينجح فى قليل من محاولاته، أو يلجأ فى الخفاء للعقاقير الطبية التى يبرع فى مزجها لتسكن آلام قلبه بنشوة زائفة..
--------
اه مِنكَ يا قلبى..
حملتنى مَا لَا اطيق..
فَمِنْ أَحَبُبَتْ يا قلبى؟
أَأَحْبَبْتِ شَيْطَانًا استباحنى غَدَرًا فَأُظْلِمَ أيَاَمَى؟
أَمْ أَحَبُبَتْ مَلَاَكَا أنقذنى مِنْ هَاوِيَةٍ كَانَتْ مصيرى؟
أَيّكُمَا الظَّافِرَ بقلبى؟
--------
يا مِنْ أَصَبِحَتْ بَرُّ أمانى
لَيْتكَ مَلَكْتِ قلبى كَمَا مَلَكْت روحى ووجدانى
أَبَقَّى قَرِيبَا مُنًى
لَا تغادرنى
فَأُنَّتْ رَفيقُ دربى
فَبِدُونَكَ أَكُنُّ كَطِفْلَةٍ تَائِهَةٍ لَا فَعَلَّ لى سِوَى بكائى
لَا تتركنى وحدى فَأَنْتَ سُكْنَى وملاذى
فَأَنْتَ ملجأى وَكُلَّ حياتى
--------
أكره مرآتى..
أكره أحلامى..
كلما تطلعت لوجهى أرى أنعكاسه بمرآتى، حزينا متألما..
أرى رفيق دربى كثيرا بأحلامى غارقا بدمائه..
أحاول الهرب بتذكير نفسى بهويتى الجديدة..
ذلك هو سلاحى..
هوية قد أرساها زوجى جيدا..
بنى كيانا صلبا من زجاج هش..
سأظل مديونة له طيلة حياتى..
نعمت برفقته بحنان الأب وحب الزوج..
أرجوك عادل لا تتخلل حياتى..
سأظل أركض وأركض، حتى لا يتسنى لى الوقت للتفكير بك..
سأكون "بيجاسوس" جوادا مجنحا، لا يتوقف ولا يتمهل..
فلا يحق لى تذكرك..
الآن أنا زوجة رجل آخر..
لن أكون خائنة..
مسحت على رأسها بأناملها وهى تطالع مرآتها بحزن، ليخترق خلوتها طفلها آدم ذو الخمسة أعوام.. قادم كالأعصار.. هاشا باشا، مقبلا على الحياة.. أرغمها على الأبتسام.. فحملته لتجلسه على الرخامة جوارها.. تطالع عيناه شديدا السواد وشعره مثيل الليل..
كم تشبه أباك صغيرى..
من أجل طفلى.. أخرج من روحى..
--------
أقتحم وحدته بحجرته الصغيرة بالمصحة رجلا غريبا.. فى الخمسين تقريبا من عمره.. يرتدى بذلة فخمة يعلوها معطفا ثقيلا.. وبيده سيجارا فاخرا ألتهم نصفها..
أستغربت هيئته، فهذا أول زائر يقتحم منفاى بعد أخى وصديقه العنيف أدريان: أهلين خيو عادل..
نفس نيكوتينه فى تلذذ وهو يراقب ردة فعلى: مو بدك تاخد أفراج من هى الحبسة الأجبارية؟
ثم أبتسم وهو يدقق النظر بعيناى: راح أقدملك عرض كتير منيح..
زالت الغرابة عندما أطلق كلماته كالرصاص.. أجبرت على الموافقة لحماية أخى الكبير، أجل فهذه مرتى الأولى لحماية مصطفى.. لا أكرهه على كل ما فعله معى.. صحيح ألومه على حبسى، وأكره صديقه أدريان ورجاله شديدى العنف معى.. هو أخى، وأراد نجاتى، ولن أقبل أن يقترب أحد منه بسوء، هو أو أسرته..
--------
أتصال هاتفى يرد مصطفى بمشفاه، تفاجأ عندما أستمع لصوت أخيه..
المكالمة محلية..
كيف أصبح بمصر؟
وكيف لم يعلم بهروبه هذه المرة؟
دارت أسئلة كثيرة بعقله لحظتها، ولكن عادل شتتها بكلماته الممزوجة برعب بين فى خلجات صوته: مصطفى هيقتلوك بسبب المصنع، لازم تهرب بمراتك وابنك حالا..
Return
----------------------------
يتبع الحلقة الأخيرة
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-17, 03:47 PM   #95

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رووووووووووووووووووووووعة جدا في الحقيقة ابدعتي وفقك الله

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-17, 12:58 PM   #96

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح الورد

روايتك كانت ضمن (مسابقة كاردينيا73 للتصميم) والمتسابقات صمموا لك هذه الاغلفة فحبيت اشاركك فيها غاليتي
هي اهداءات لك ولروايتك ... بالتوفيق



------------------------------------------------------------------------------------------------------

Dr FaTi










----------------------------------------------------------------

Enas Abdrabelnaby (ايناس محمود)








-------------------------------------------------------------------------------


rewaida







-------------------------------------------------------------------


strawberry








----------------------------------------------------------------------------------



Aurora







--------------------------------------------------------------------------------------------------

Topaz






------------------------------------------------------------------------------------------------

سارة عبده








----------------------------------------------------------------------------

سما نور 1








-----------------------------------------------------------------------------

كبرياء عنيدة





---------------------------------------------------------------------



محمد الشلتاوي











*****************************







كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-11-17, 04:22 PM   #97

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
صباح الورد

روايتك كانت ضمن (مسابقة كاردينيا73 للتصميم) والمتسابقات صمموا لك هذه الاغلفة فحبيت اشاركك فيها غاليتي
هي اهداءات لك ولروايتك ... بالتوفيق



------------------------------------------------------------------------------------------------------

Dr FaTi










----------------------------------------------------------------

Enas Abdrabelnaby (ايناس محمود)








-------------------------------------------------------------------------------


rewaida







-------------------------------------------------------------------


strawberry








----------------------------------------------------------------------------------



Aurora







--------------------------------------------------------------------------------------------------

Topaz






------------------------------------------------------------------------------------------------

سارة عبده








----------------------------------------------------------------------------

سما نور 1








-----------------------------------------------------------------------------

كبرياء عنيدة





---------------------------------------------------------------------



محمد الشلتاوي











*****************************





الله يا كاردينيا بجد تحفة
ده كله عشانى انا؟!
التصميمات احلى من بعض والله
تحفة بجد
شكرا لكل المصممين المبدعين
وشكرا ليكى
وشكرا للمنتدى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-17, 09:46 PM   #98

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا

عنوان الحلقة الأخيرة أهداء الكاتب المتألق: أ/شريف الهمامى
شريف الهمامى Sherif Elhmamey
مؤلف كتاب/ روبابيكيا الكلمات
#معرض_القاهرة_الدولى_2018
-----
رواية "ظلال الماضى"
الحلقة35 (الأخيرة) ج1
مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا
"اهداء الكاتب/ شريف الهمامى"
نيران الغضب أشتعلت برأسى..
تَحَالَفْتِ معه ضدى!
ألقيتمان بغرفة ذات جدران بيضاء، بأرض غريبة باردة!
أتحدتما سويا!
أمرأتى حلا لأخى، بينما أنا أعانى لوعة الفراق..
خونة..
سأقتلك..
لن أستسلم لهمساتك..
لن تخدعينى بوداعتك..
فقد كفرت بحبك..
أقسم أن أقتلك..
سأقتلك، وأقتل نفسى ألف مرة لعلى أخمد نارى..
--------
سقطت بين يديه..
لا أعلم ان كان خيالى أقتحم واقعى..
أم أن موت رفيقى قد سلبنى عقلى مرة أخرى..
فأصير سجينة أوهامى..
لم أمنح فرصة رثائه..
ولا بكائه..
فقدت رجلى حياتى..
نظرت لعيناه بقوة..
أطبع صورته بخيالى قبل أختفاؤه، ولكنه بقى..
فهل ما أراه حقيقة أمامى؟!
--------
اللعنة..
سقطتى بين يداى، فبدلتى كيانى..
اللعنة عليكى..
أرى فى عيناكى صدمة لقائى..
مزيج غريب بين لهفة وتكذيب..
اللعنة عليكى ألف مرة..
نويت قتلك، وها أنا صريع لمعة عيناكى..
اللعنة عليكى حبيبتى..
أنتى وطنى..
ومن منا يستطيع فراق الوطن..
--------
حملها بين ذراعيه هابطا الدرجات المتبقية فى خفة، بينما نظرة الذهول مكتسحة وجهها فى عدم تصديق، أو بالأحرى رجاء أن يكون ذلك هو الواقع لا الخيال.. أنفرجت شفتاها همسا باسمه مرات ومرات، وعيناها معلقة بمقلتيه التى كست الخيوط الحمراء فضاءهما غضبا.. ألم قدمها لا يحتمل، ولكنه لا يساوى شيئا أمام نجاته..
حاول الهروب من نظراتها التى تلجم أتهامه، فتتحض أدعاءاته من الأساس.. من يراها يظنها رأت شبحا تشتاق لجلساته.. أجلسها على تلك الأريكة الوثيرة، ثم جثى أرضا، ناظرا لموضع قدميها ليتجنب النظر اليها.. يشعر بفتنتها تدب نيران الأشتياق بجسده، وعليه الصمود أمام أغراء حوائه..
فحص قدمها التى لم تتوقف عن التألم منها، أسرع بخطوات رشيقة للبهو لينادى أحد الخدم لأحضار حقيبة أخيه الطبية من غرفة مكتبه.. يتصرف كما لو كان من أهل المكان، يعرف الجميع ويعرف طريق كل شئ.. غفلت فريدة أو بالأحرى سلمى عن ذلك الأمر..
وبمجرد حصوله على الحقيبة أسرع بأخراج أحد الكريمات الطبية المخففة للالام، لف حول قدمها رباط ضاغط وأوصاها بعدم أزالته أو التحرك قبل يومين.. لم تهتم بما يقوله ذلك الفار من عينيها.. لم تهتم بألف سؤال يدور بعقلها.. لم تهتم سوى بصرخات بقلبها تدعوها للتأكد من كونه حيا..
أخيرا أستطاعت السيطرة على أحبالها الصوتيه، فسألته برجفة باكى مختنق بدموعه: قولى أنك المرة دى بجد..
وبرجاء همست: حقيقى..
أغمضت عيناها لتفر دمعة من أهدابها: عايش..
أخيرا قرر مطالعة وجهها، وقد تخلص من أسر فتنتها المؤقت بفعل غضب وألم سنوات أحترق فيها وحيدا جاهلا عن أمرها، فصاح وهو يجز على أسنانه: بجد مكنتيش عارفة! ولا دى تمثيلية جديدة بتأديها!
بنظرة بلهاء رددت كلمته: تمثيلية!
أخفض وجهه واقترب من مجلسها واضعا كفيه على حافة أريكتها فأصبحت هى جالسة بين ذراعيه، سلط عينيه على بؤبؤيها الشاردين فى كل اتجاه وبهمس قاسى سألها: مكنتيش عارفة أنى عايش؟
تسرب الخوف لقلبها.. تعرفه فى غضبه مجنون، ولا يثير غضبه سواها: ولا مكنتيش عارفة أن مصطفى أخويا؟
تلاحقت أنفاسها سريعا، وعيناه تزداد لهيبا مع أقتراب أنفاسه الساخنة من وجهها: ولا مكنش عارف أنك مراتى يا فريدة هانم!
وبوقاحة صاح بوجهها: عجبتيه؟ دخلتى مزاجه؟ فخدك أنتى كمان منى..
وبكسرة نفس بانت بقسمات وجهه: خدك منى زيى مخد أبويا وأمى.. موتهم وحرمنى منهم..
وبغضب عارم جذبها من ذراعها ناحيته: أتفقتوا أنتم الأتنين عليا، ترمونى فى مصحة ويبقى الطريق فاضيلكم..
صمتت على أتهاماته لها، هو محق لأنه لا يعلم حقيقة فقدانها للذاكرة، ولكن لن تسمح له المساس بمصطفى.. مصطفى برئ.. لم يعلم عن أسرارها شئ.. حاولت أخباره بما حدث لها، ولكنه أستوقفها حتى لا يدمر علاجا نفسيا كلفه سنوات يداوى فيها شروخ روحها.. رفض أن تخبره بماضيها، أكتفى بما رآه من حاضرها، مادام ذلك الماضى لن يؤثر على مستقبلهما سويا.. فالماضى أندثر بالنسبة أليه هو ميت لا عتاب عليه.. كان رجلا قل فى هذا الزمان نظراؤه.. بشفتين مرتجفتين ودموع عرفت طريق وجنتيها نطقت بدفاع مستميت: واهثي مصطفى ميعرفش عنى حاجة غير يوم مسفرنى، قلتله أن أسمى الحقيقى سلمى وبس.. ميعرفش أنا مين ولا يعرف أنى .......
تلعثمت: أنا وأنت .......
نظرت أرضا لم تستطع أكمال حديثها، فهى لا تدرى أى كلمات تناسب العلاقة بينهما.. وأخيرا تخلت عن صمتها اللحظى لتعود مدافعة عن زوجها: واهار مصطفى مظلوم..
بكاؤها أذكى نيران غضبه، ودفاعها الباسل عن أخيه هيج الوحش داخله: مصطفى مظلوم! عبيط أنا هصدقك..
يوما ما كان مصطفى أخيه المتخلى عنه من أجل الأموال والحياة الراغدة، المتسبب الوحيد فى وفاة أبيه وأمه، ولكنه الآن غريمه سارق زوجته.. فنطق بتهكم ممزوج بالغل، وهى ترتجف بمكانها على الأريكة وهو يحيط موضعها بذراعيه حتى يسد عليها منافذ الهروب ناسيا ألم قدمها التى تمنعها بالفعل عن ذلك: ولو صدقتك أن مصطفى مظلوم، ويا حرام برئ ميعرفش حاجة، تبقى أنتى خاينة يا مدام..
تلاحقت أنفاسه، وهى ترى صدره يعلو ويهبط فى أنفعال تكاد تجزم أنها تستمع لدقات قلبه بوضوح.. زادت أرتجافتها أمامه، تريد أخباره بالحقيقة، ولكن سؤال دار بذهنها هل سيصدق فقدانها للذاكرة أم أن غضبه حكم عليها بالادانة.. ستخبره كل شئ، لن تخفى عنه أمرا.. ستبرأ مصطفى مهما كلفها الأمر، هذا حقه.. لن يكون جزاء أحسانه أليها وصمه بالذنب..
لم تستطع تمالك نفسها ولا السيطرة على أرتجافتها، فتلعثمت وهى تنظر له راجية بينما تسحب ذراعها من قبضته: عادل أنا .......
بقبضة يمناه حصر فمها بين أنامله مانعا أياها من التفوه بأى حرف: هقتلك يا سلمى..
--------
زادت أرتجافتى..
أنهرت باكية متألمة..
قبضته على فمى أمتزجت مع ألم قدمى..
ما الحل؟
وما العمل؟
أين أنت مصطفى لتنقذنى؟
يا ويلى مات سندى..
يا ويلى مات مصدر أمنى..
يا ويلى مات من يحمينى..
يا ويلى ان نفذ تهديده ما مصير طفلى؟
مصطفى أرجوك دلنى لطريق النجاة..
--------
خوفها ورعبها صرع قلبى..
خوفها قديما كان من لمساتى..
و خوفها الآن صار من كلماتى..
لا أدرى أن كنت صادقا فى تهديداتى..
أم أنه لغو حديث عابر..
نظرة الفزع بعينيها أعهدها..
تسرب الخوف عليها لقلبى رويدا رويدا..
لا أريد عودتها لما كانت عليه..
--------
الأنسحاب الآن هو الحل الآمن..
هكذا علمنى زوجى وأبى الروحى..
أن كنت بموقف أن الخاسرة به، فغباء أنتظار مصيرى..
سأنسحب الآن، لأعود مرة أخرى، وقت تسلحت بعتادى..
سأبحث عن منفذ ينقذنى، وينقذ طفلى..
لن أكون كبش فدائه..
شاء أم أبى سأجبره على الأنصات لى..
شاء أم أبى سأعلمه بكل الحقيقة..
شاء أم أبى سأخبره كل شئ..
--------
أزاح قبضته عن فمها، وتراجع للخلف ملتقطا أنفاسه بصعوبة.. مسحت دموعها براحة يديها، ثم دلكت برفق وجهها بأناملها.. كاد يتحدث، ولكن لم تطاوعه الكلمات، شردت عنه زاهدة.. ألتقطت هى الأمر فأسرعت باستغلال الفرصة، فنهضت.. تألمت من قدمها ولكنها قاومت، فأعطته ظهرها متجهه لأعلى، وبنبرة جامدة نطقت: من فضلك نكمل كلامنا فى وقت تانى.. هتصل بيك لما أكون مستعدة..
نطق بنبرة ساخرة: بعد السنين دى كلها فكرانى هسيبك يعنى!
لم تعقب، كانت تعلم مسبقا أجابته، فأستمرت فى حركتها البطيئة كيلا تؤلم قدمها أكثر من ذلك: مش ههرب يا عادل متخفش..
أصر على أعلامها بقربه وتربصه بها كيلا تحاول الفرار ثانية: أنا موجود فى ملحق الفيلا، عينى عليكى فى كل لحظة..
ثم عاد للسانه اللاذع: مانتى مجنونة ترجعى وأنتى عارفة أن وجودك هنا خطر عليكى..
ثم بتخوف، لقد أنجرف لمشكلتهما ناسيا الخطر المتربص بهم كعائلة: موت مصطفى مش معناه أننا فى أمان.. الخطر كده أكبر.. آدم فين؟
لم تلتفت له ثانية واحدة، واستمرت بصعودها للطابق العلوى دون أن تجيبه، بينما هو يحتضن طيفها العابر أمامه..
----------------------------
يتبع ج2
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بسمه_السيد


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-17, 11:12 PM   #99

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الفل
بانت الحقايق كاملة علاقة سلمي بفريدة مصطفي بعادل و اخيرا فريدة بيهم الاتنين
طبعا صعب عادل يصدق بالبساطة دي الظروف كلها ضدهم و عادل هياخد وقته اكيد
نشوف رد فعلهم و طريقة تصرفهم مع بعض


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 11:01 PM   #100

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي الحلقة35 (الأخيرة) ج2 مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا

عنوان الحلقة الأخيرة أهداء الكاتب المتألق: أ/شريف الهمامى
شريف الهمامى Sherif Elhmamey
مؤلف كتاب/ روبابيكيا الكلمات
#معرض_القاهرة_الدولى_2018
-----
رواية "ظلال الماضى"
الحلقة35 (الأخيرة) ج2
مـازالت مملكتك فـى ذاكـرتـى وإن خـويت على عـروشهــا
"اهداء الكاتب/ شريف الهمامى"
صعدت غرفتها متحملة ألم قدمها بصعوبة، وما ان دلفتها حتى أسرعت باغلاقها بالمفتاح وهى تبكى خوفا.. لم تكتفى بذلك بل أغلقت كل نوافذ جناحها بالكامل، علها تطمئن لعدم لحاقه بها.. أستطاع بسهولة وخلال ساعة واحدة تحويلها من فريدة الى سلمى..
Flash back
الزمان: عقب أعتداء متشردة على فريدة بفرنسا
المكان: المستشفى التى نقلت لها عقب الحادث
متوسدة فريدة صدر مصطفى.. كانت تلك أجابتها المثالية، عندما أعلمها أن مساعدته لها كانت بدافع الحب..
أخترته..
أجل..
ثلاثة أعوام أزدادت قليلا تحملها فيها دون تأفف..
لم ينتظر منها مقابلا تدفعه ثمنا لأنقاذها..
لن تنكر أن قلبها مال اليه..
هو أبيها، وزوجها..
هو معلمها، وصديقها..
هو الأمن والسكن..
هو الحما والأمل..
هو منقذها ودليلها..
ورغم قبولها لحبه، الا أنها لا يمكنها خداعه..
هى امرأة بماض قاس، لا يمكنها كتمانه عنه..
ستخبره بكل شئ..
ستخبره حكايتها المؤلمة..
ستخبره عن رفيق طفولتها..
ستخبره أنها مجرمة قاتلة..
ستخبره..
فهذا حقه..
وليفعل بها ما يريد بعدها..
هى تثق به، وتأمنه على طفلها..
خرجت من حضنه باكية، تنظر لضمادة يدها تتلمسها برفق، فأسرع مبتسما يطمئنها كيلا تخاف: حبيبتى متخفيش.. عملية تجميل بسيطة هتعمليها أنهاردة.. أنا رتبت كل حاجة، والجرح هيختفى تماما..
تطلعت لوجهه بتردد، سريعا ما تحول الى عزم واضح بقسمات وجهها: مش هعمل عملية..
تعجب مصطفى من رفضها: ليه يا فيرى؟
ضمت يده بين راحتى كفيها: أنت لازم تعرف اللى فات من عمرى أيه حصل فيه..
صمت مصطفى للحظات مرت دهرا على فتاته ذات الأطار الزيتونى المتوهج بدموعها، حتى قطع صمته بحسم: ميهمنيش كنتى مين، يهمنى انك فريدة..
انسابت دموعها، ولم يحاول هو منعها.. دائما يتركها تعبر عما يجيش به صدرها: أنت متعرفنيش.. أنا مش زى مانت متخيل.. أنا ليا ماضى أسود..
أمعنت النظر لكفتى يديها برعب أرتسم على وجهها، هاهى ترى دماء عادل مخضبة كفيها من جديد، فزادت حدة بكائها.. ولم يغفل مصطفى عنها، فقد أنتبه سريعا لما تشير أليه ويدور بخلدها.. أراد أنهاء الأمر للأبد لينعم بعائلة هادئة: فى دم على أيدك يا فريدة؟
نظرت له بذهول.. كيف رأى الدماء!..
فتابع بهدوء وقد أقترب منها هامسا بنبرة أشبه بوعد: لو عاوزة اللى أذاكى تحت رجلك تعملى فيه مابدالك، أنا أقدر أعمل ده، ومن غير ميقع عليكى أى حساب.. تاخدى تارك منه بايدك لو تحبى..
أخفضت بصرها لتمسح دمعة أخيرة فارة من عينها: مات..
سحبت نفسا طويلا لتخبره بما اقترفت يداها: أنا قت.......
لم يترك لها فرصة أفساد حياة أختاراها سويا، فمنعها من الحديث للأبد: أنا ميهمنيش عملتى أيه.. أنسى ماضيكى.. وبابتسامة ودودة: متفكريش ألا فى حياتنا سوا.. أنا وأنتى وآدم..
أراح ظهره على مقعده: أنا بفهم فى معادن الناس كويس.. وأنتى دهب خام يا فريدة.. سبينى أشكل منك تحفة تعجبك ويحلف بيها الناس..
أنتى
فريدة منصور
Return
--------
أسرع عادل الخطى لملحق الفيلا ليختلى بنفسه.. يقف فى البهو غاضبا يطيح بكل ما يراه أمامه.. كاد يقتلها بالفعل.. وأجباريا سقط فى شراكها رغما عنه، فخاف أن يدركها بسوء من جديد..
يكاد يجن من التفكير..
كيف تآمر الأثنان ضده!
كيف سولت لهما نفسيهما خيانته!
وياللعجب!
هو يخبره أنها بريئة..
وهى تقسم أنه برئ..
أذن أنا المذنب بينكم!
Flash back
الزمان: قبيل وفاة مصطفى
المكان: مكتبه بالفيلا
أغلظ عادل أحدى قبضتيه على رقبة أخيه، بينما جذبت القبضة الأخرى ذلك التمثال المعدنى الموضوع على المكتب فى خفة.. لمح مصطفى التمثال بيد أخيه فجحظت عيناه وهو يحاول تخليص نفسه.. وبلسان يجاهد لنيل حقه فى النطق: أفهم يا عادل الأول..
عرق أحتل جبينه فالتصقت خصلاته الفحمية بها، وبنظرات نارية هدر بغضب: أفهم أيه؟ كانت بتنام فى حضنك؟
كاد يهشم رأسه بالتمثال، ولكنه تراجع فى آخر لحظة مرتعبا.. نظر للتمثال القابع بيده، ثم تحول ذاهلا لأخيه الذى سقط أرضا مختنقا يحاول لاهثا ألتقاط أنفاسه بينما سعاله يمنعه من ذلك.. ألقى التمثال أرضا، ثم ركض مسرعا للخارج كالمجنون الهارب من الأسر.. يحاول كبح جماحه قبل أن يقتل أخيه بالفعل، بينما جاهد مصطفى نفسه ليلحق به ليقص عليه كل الحقيقة..
ركض عادل لخارج الفيلا، بينما حاول مصطفى اللحاق به حتى فقد الأمل من ايقافه حينما استقل عادل سيارته الصغيرة.. أسرع مصطفى بفتح سيارته ليتبع أخيه..
انطلق عادل بسيارته كالمجنون متجاوزا حدود السرعة المسموح بها، مما دفع مصطفى لحذوه.. ولحداثة سيارة مصطفى أستطاع اللحاق بأخيه بعد مدة بسيطة.. عادل وجهه يشع غضبا، بينما سيل تخيلات أقتحمت رأسه دون رحمة، فدفعته للبكاء..
تارة يراها تتوسد أحضان أخيه..
وتارة تقبله بدون خجل..
تبتسم له..
تطرب سمعه بضحكاتها..
تتودد له برقتها..
لم يشعر بتخطيه السرعة الا عندما جاوره أخاه، حاول أيقافه: وقف الزفت العربية، هفهمك كل حاجة..
نظر له عادل غاضبا واستمر بطريقه، بينما مصطفى يصر على ايقافه: مكنتش اعرف.. يا عادل هى بريئة.. افهم بس.. اسمعنى.. فريدة بريئة..
استشاط عادل أكثر عندما سمع ذلك الأسم الغريب..
أى فريدة هذه التى يتحدث عنها..
هى سلمى..
سلمته..
خاصته..
بل من كانت سلمته..
فأوقف محرك سيارته فجأة، بينما تنفس مصطفى الصعداء.. الآن سيمنحه عادل فرصة تبرير سنوات كانت نعيما على أحدهما، بينما كانت هلاكا على الآخر.. موقف عصيب، ولكن لا مفر منه..
حاول مصطفى عدة مرات ايقاف السيارة، ولكن دون فائدة.. فأسرع بابطائها، ولكن استعصت عليه.. يا الهى هو مندفع فى ذلك الطريق الخالى أمامه دون رادع..
أنتبه عادل لعدم توقف أخيه، شعر بالريبة فلربما الأمر متعلق بمن يتربص به.. أسرع بتشغيل محرك سيارته، وانطلق خلفه.. بصعوبة أقترب منه، فحثه على القفز من باب السيارة، ولكن الباب لم يفتح..
صرخ عادل: مصطفى.. حاول تخرج من الشباك بسرعة..
لم يهتم مصطفى بنجاته: مكنتش أعرف.. وهى مكنتش تعرف.. فريدة كانت فاقدة.......
لم يستطع أكمال جملته، فقد فلت زمام الأمر من يده.. لم يستطع السيطرة على السيارة عند ذلك الجرف.. أنقلبت السيارة عدة مرات حتى استوت منقلبة بعيدا عن الطريق..
شهق عادل للمشهد، فأسرع بايقاف سيارته لينقذ مصطفى.. وبمجرد خروجه منها، رأى انفجار سيارة أخيه الوحيد.. سقط عادل فى الطريق الخالى على ركبتيه صارخا باسم أخيه..
Return
--------
ظلت تتحرك بعشوائية ذهابا وايابا فى الغرفة.. لم تخبر مصطفى يوما عن عادل، وبالتأكيد عادل لم يخبره عنها، لذلك الجميع يجهل الرابط..
أتجهت لمرآتها تتطلع لوجهها متسائلة:
- حقا كيف سيكون رد فعله ان علم أن أخاه من آذانى؟
- بل ما سيكون رد فعله ان علم أنى من حاولت قتل أخيه؟
- حمدا لله أن مصطفى لم يعلم شئ..
- فلا يجوز أن يقابل الأحسان بالأساءة..
طالعت أنعكاسها بالمرآة فى عزم: لا.. لن تعود سلمى للوجود ثانية..
يظننى خائنة..
تآمرت ضده لأكن لأخيه!
أى حمق هذا؟
أنا أرملة أخيه..
لم أتزوج غيره..
لست مذنبة..
بل أنت جانى..
تجيد رسم صورة المظلوم..
لن أرضخ لمحاكمتك..
ولو أن هناك متهما فلن يكون غيرك..
تطلعت بدقة لذلك الدرج الذى تحتفظ فيه بكاميرا المكتب، فالأهم الآن هو مصطفى وليس عادل.. يجب أن تعلم الحقيقة.. ماذا حدث فى ذلك اليوم المشئوم؟
مرت أربعة ساعات كاملة على سلمى داخل جناحها دون صوت.. وفجأة وبدون مقدمات توافد كل من بالفيلا على البهو حيث سيدة القصر تصرخ وتصيح.. تأمر الجميع بالرحيل الآن، ولا عودة الا بأمرها..
ألتقطت أذنا عادل حركة غريبة بالخارج فأسرع بالتحقق من الأمر.. تفاجأ بكل العاملين بالفيلا متجهين للخارج، وعندما استعلم أخبره أحدهم أنه أمر السيدة فريدة.. خمن أنها تشك أن أحدهم عينا لعدو يتربص بهم.. اتخذ طريقه للبوابة الداخلية للفيلا، فى نفس وقت خروج آخر عامل منها ووراءه فريدة، وقبل تمكنه من الدخول أغلقت الباب فى وجهه بعنف..
--------
مكالمة ترد لعادل فى مساء تلك الليلة على هاتف ملحق الفيلا.. كانت مكالمة من شاهين البلتاجى المتابع للتحقيق فى حادثة مصطفى..
ضاق صدر عادل من كلمات شاهين: الموضوع ده لازم يتلم يا شاهين..
شاهين: .........
جلس عادل على المقعد واضعا الهاتف الأرضى على ساقه: كده الخطر هيبقى أكبر..
شاهين: .........
عادل بعصبية: محدش يعرف حاجة، خصوصا مدام فريدة.. لازم هى وابن أخويا يبقوا فى أمان..
شاهين: .........
تنفس عادل الصعداء عندما أطمأن لترتيب الأمور: كده تمام.. وهم هيطمنوا أكتر وقتها..
ثم تابع فى تأكيد: المهم زى موصيتك فريدة هانم متعرفش حاجة.. فاهمنى يا شاهين؟
--------
بعد دقائق ترد فريدة مكالمة هاتفية، لتجيب باقتضاب: قضاء وقدر؟!
شاهين: .........
فريدة ببرود: شكرا يا حضرة الظابط..
شاهين: .........
فريدة: شكر اهاو سعيكم..
شاهين: .........
فريدة: أفهم من كده أن تصريح الدفن جاهز؟
شاهين: .........
فريدة: يبقى بكرة الدفنة الضهر..
شاهين: .........
فريدة: أيوة فى مقابر آل الجوهرى..
----------------------------
يتبع ج3
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بسمه_السيد


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.