آخر 10 مشاركات
زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          250 - غرام عبر الاثير - ربيكا وبنترس - عبير مكتبة مدبولى الصغير (الكاتـب : samahss - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-17, 05:15 PM   #21

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
قريت الحلقتين الجداد
فهمت نظرية سلمي لكن مش موافقة عليها لاني مخصلش معايا زيها
لكن واضح جدا ان عادل له ترتيب مختلف ياترى ناوي على اية
لازم سلمى تفهم ان مش كل الرجالة كامل الزبالة
بانتظارك
سلمى جواها وجع كتير
وفى الحلقات الجاية هتخرج اللى جواها


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-17, 10:18 AM   #22

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

بدأت اليوم بقراءة الرواية
هي جميلة جدا.. وفيها وجع وقهر كتير
اتمنى استمرارك بتنزيل الفصول وعدم الانقطاع
متابعين معك عزيزتي .. دمتي مبدعة ..


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-17, 05:18 PM   #23

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة12: حمقاء ومجنون

**الحلقة12: حمقاء ومجنون
قاد عادل سيارته الصغيرة قديمة الطراز مساء وبجواره سلمى لايصالها الى المطار، وهو يعلم جيدا انه لم يتبق له سوى سويعات مع محبوبته قبل ان تحلق بها الطائرة لتبعدها نهائيا عنه، لتبدأ بذلك صفحة جديدة من حياتها فى نفس الوقت الذى ستنتهى به حياته هو.. لن يسمح لها بفراقه ولكن لم يتبق من الوقت سوى القليل.. ليس هناك مفر امامه سوى محاولة اخيرة لاقناعها بالعدول عن قرارها..
نظر اليها بزاوية عينه نظرة خاطفة استجمع بها شتات افكاره، ثم اخذ نفسا عميقا ليحدثها بمرارة واضحة بادية فى صوته الراجى، وهو مركزا بصره على الطريق السريع الذى يكاد يخلو من السيارات فى مثل تلك الساعة التى تجاوزت منتصف الليل: غيرى رأيك يا سلمى متسافريش..
سلمى بهدوء وقد اخفضت وجهها لتستقر عيناها على يديها التى لم تتوقف عن فركهما: عادل من فضلك معدش ينفع انا لازم اسافر مش هرجع عن قرارى.. ده مستقبلى وأنا........
اوقف سيارته بشكل مفاجئ أفزعها وكادت رأسها تصطدم بالزجاج أمامها، مما صدمها واربكها فتوقفت عن الاسترسال فى حديثها.. نظر لها بغضب فالتفتت له وهى تحاول ابتلاع ريقها.. حاول ان يستجمع شتات نفسه ليتابع بهدوء عكس ما يعتمل بنفسه: هتسافرى بس عشان مترجعيش فى قرارك..
توقف دقيقة ثم أكمل بصوت راجى: ماشى يا سلمى مترجعيش فى كلامك بس تقدرى تأجلى سفرك يوم واحد.. يوم واحد بس احجز فيه واجى معاكى..
اشاحت سلمى بوجهها لتنظر من الشباك المجاور لها وتقول فى حرج: مينفعش أأجل سفرى..
أمسك بيدها المجاورة له: طيب سافرى، وانا هحصلك بكرة أو بعده.. بس تستنينى هناك..
سحبت سلمى يدها من يده ونظرت له ثم اخفضت عينيها لاسفل: أسفة يا عادل.. احنا مش هينفع نتجوز.. أنا مبفكرش فى الجواز ومش عوزة حاجة تعطلنى عن الدراسة..
عادل برجاء: والله مهعطلك.. أوعى تخافى انى......
قاطعته: من فضلك يا عادل وصلنى للمطار..
مسح عادل وجهه بكلتا يديه، ثم شبكهما وراء رأسه دقيقة ليدير بعدها سيارته لاستكمال رحلتهما أو بمعنى أصح ليبدأ رحلته مع حبيبته العنيدة..
--------
تستيقظ سلمى بصعوبة، وهى تشعر بصداع شديد لتجد نفسها بغرفة نوم غريبة.. كانت مدثرة على سرير كبير بمنتصف الغرفة.. يجاوره كومودين على الجانبين تحتل أحدهما أباجورة صغيرة ذات لون وردى، بينما تتوسط صورتها الاخرى..
استغربت بشدة ثم بهمس سألت نفسها بحيرة: أنا فين؟ وجيت هنا ازاى؟
ازاحت غطاءها عنها لتجد نفسها بكامل ملابسها حتى حجاب رأسها ويجاور السرير حذائها الاسود.. ظلت قابعة على طرف السرير تحاول استجماع شتاتها والسيطرة على الصداع الذى احتل رأسها.. رفعت رأسها لتشاهد انعكاسها على مرآة التسريحة المقابلة لها..
مسحت جبهتها بيدها، وحاولت الوقوف وهى تتأمل تلك الغرفة الكبيرة، لتجد بالكونة مغلقة تجاور التسريحة بينما يقابلها دولاب متوسط الحجم..
وورائها هناك باب صغير مغطى بزجاج سميك غير شفاف، يبدو أنه لحمام ملحق بالغرفة..
اتجهت الى باب الغرفة المجاور للدولاب، ولكن قبل ان تفتحه تلمح حقيبة سفرها الكبيرة مستندة على الحائط وفوقها حقيبة يدها الصغيرة..
حاولت تذكير نفسها بما حدث لتفهم ما يجرى الان..
Flash back
قاد عادل السيارة مرة اخرى وقد أرتسم وجهه بالجمود، بينما فضلت سلمى الصمت ومتابعة ظلام الطريق من شباكها المجاور..
عادل موجها حديثه اليها ليخترق صمتها، ويخفف من حدة الموقف بينهما: سوسو افتحى تابلوه العربية..
سلمى تفتح التابلوة: ليه عاوز ايه منها فى الضلمة دى؟ تتحسست بيدها التابلوة الفارغ فلم تجد سوى شئ صغير ذو ملمس ورقى ناعم..
حانت من عادل التفاتة خفيفة اليها، وعلى ثغره ابتسامة خفيفة جاهد لاظهارها لمحبوبته الحمقاء: طلعيها طلعيها.. انتى فاكرة ممكن تمشى من غير ما اراضيكى..
سلمى بعد ان اخرجتها تهلل وجهها بابتسامة عريضة وهى تفتحها: شوكولاتى حبيبتى.. انت مش بتنسى خالص..
عادل بتنهيدة: ازاى انتى تفكرى انى ممكن انسى! اتفضلى يلا خلصيها كلها..
فتحتها سلمى وبدأت بقضمها والاستمتاع بكل قطعة منها.
Return
سلمى محدثة نفسها: انا مش فاكرة حاجة تانية ليه؟
دلكت جبهتها بأطراف أصابعها, ثم فتحت باب الغرفة وخرجت منها.. لمحت أربع غرف موصدة.. الغرفة التى تركتها كانت الثانية.. وأمامها سلم ينتهى الى الطابق السفلى..
نزلت للطابق الارضى لتجد صالة كبيرة تحتوى على أثاث يبدو عليه القدم بعض الشئ، ولكنه يدل على ذوق راقى جدا.. كأنه بهو قصر من قصور بشوات أفلام الأبيض والأسود التى تعشقها، ولكن على مساحة أصغر بعض الشئ..
سمعت جلبة بسيطة من جانب السلم، فاتجهت لمصدر الصوت على أطراف أصابعها لتستكشف الأمر..
كان الصوت صادرا من مطبخ كبير المساحة.. وقفت أمام الباب لتفاجئ بعادل أمام البوتاجاز منهمكا فى اعداد الطعام ويوليها ظهره..
--------
شعر عادل بوجودها خلفه.. دائما كان يشعر بها لقد احتلت عرش قلبه منذ لحظتها الاولى فى الحياة..
عادل: عاملك الاكل اللى بتحبيه يا سلمى.. صينية لحمة بالبطاطس ايه ليها العجب..
فتح عادل فرن البوتاجاز ليخرج الصينية ويضعها على المنضدة الخشبية فى المنتصف والتى تراصت عليها أطباق الارز والسلطة وكوبين للمياه..
عادل: يلا تعالى كلى، عشان الصداع يروح والدوخة اللى انتى حساها..
سلمى بصدمة لا تعرف كيف شعر بألمها ولا لماذا هى هنا، ولكن حاولت بصعوبة مقاومة صداعها للاستفسار: هو احنا فين؟ وجيت هنا ليه؟ وازاى؟ وعرفت ازاى انى مصدعة ودايخة؟
جلس عادل على كرسيه بهدوء دون أن يعير أى اهتمام لسؤالها وكأنه لم يسمعه من الأساس: الصداع مش هيروح الا لو كلتى..
بتردد تحركت سلمى صوب المائدة، وجلست فى حيرة محاولة فهم مايحدث ليقاطع عادل تفكيرها: كلى يا سلمى.. وبعدها هنتكلم، المهم (صب لها كوبا من الماء وناولها اياها) اشربى شوية مايه صغيرة الاول..
شربت سلمى قليلا وأعقبتها بلقيمات بسيطة دون أن تتفوه بحرف، كانت تشعر بجوع شديد ولكن توترها طغى عليها، وقد تحول صداعها الى تنميل برأسها صعب من قدرتها على اكمال وجبتها..
سلمى: انا خلاص شبعت..
قاطعها عادل معترضا: نعم شبعتى من معلقتين.. لا بتهزرى كلى يلا خلصى طبقك الاول..
ردت سلمى بعصبية: انا هنا ليه؟.. أنا مش فاهمة حاجة.. ايه اللى حصل.. أنا لازم امشى حالا..
توقف عادل عن الاكل، وعلى الرغم من تشنج عضلات وجهه بسبب ارتفاع صوتها عليه الا انه كظم غيظه وحدثها بهدوء وببطء شديد وكأن لهجته تحذيرية: انتى مش هتمشى من هنا..
تركت سلمى كرسيها واتجهت لخارج المطبخ بغضب: لأ همشى، وحالا ومفيش قوة فى الدنيا تمنعنى.. انا اصلا مش عارفة انا هنا ليه ومش مرتاحة..
خرجت سلمى الى الردهة المؤدية لبهو الفيلا، وظلت تجوب المكان حتى اهتدت للباب فحاولت فتحه ولكنه كان مغلقا.. لحقها ببطئ فقد توقع كل ما ستفعله، ولم تخيب هى ظنه بها، فغضبها سريع الظهور.. وقف على بعد أمتار عديدة منها، ثم كتف ذراعيه أمام صدره مستندا على عمود فى منتصف البهو يشاهدها وهى تدق الباب بكل قوتها..
مر وقت طويل وهى لا تمل محاولة فتح الباب، فطارة تجاهد مع المزلاج وطارة تطرق الباب وكأن هناك من سيستجيب لها من الخارج وأخرى تركله بقدمها.. كل ذلك وحدة الصداع تزداد وكأن ورشة حدادة برأسها، ولا تكف تلك المطرقة عن عملها الذى لا تتقنه فقط بل تتفنن فيه، يبدو أن رأسها عميل مميز لديها.. ومع الوقت يأست، فجلست أرضا تبكى..
عادل بلامبالة: فى حمام فى أوضتك اطلعى خدى دوش وغيرى هدومك.. شنطتك فوق.. يلا قومى بقالك يومين بنفس اللبس..
رفعت سلمى رأسها، ونظرت له متعجبة وسط دموعها: هو انهاردة ايه؟
عادل: عصر التلات..
شهقت سلمى: نعم (آخر ما تذكره أنها كانت فى طريقها للمطار أول ساعات الأحد)..
عادل: على فكرة الباب مفتاحه فيه، ومفيش نسخة تانية.. خدى راحتك ولما تخلصى انزلى نشرب الشاى سوا ونتكلم..
لم يترك لها فرصة للحديث، فأعطاها ظهره ليغادر البهو سريعا متجها الى المطبخ.. بقيت سلمى لدقائق ثم مسحت دموعها بطرف كم فستانها، وبحيرة صعدت الى غرفتها وأغلقتها ورائها بالمفتاح، ثم اتجهت الى السرير واستكانت عليه قليلا فى محاولة يائسة للتغلب على صداعها ومحاولة التفكير فى كل الغرابة التى تحدث لها..
----------------------------
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-17, 08:02 PM   #24

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة13: تدبير محكم

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة13: تدبير محكم
بعد ساعتين أعد عادل الشاى بالنعناع كما تحب سلمى، فقد اعتادت الحاجة سعاد شربه مع أمه يوميا قبيل المغرب، وقد ورثا عادل وسلمى تلك العادة منهما.. تركه بصالون الفيلا المذهب، واتجه صاعدا باتجاه غرفة سلمى المجاورة لغرفته.. طرق طرقتان خفيفتان على الباب فلم تستجب، فاستنتج خلودها للنوم.. وقد كان ذلك متوقعا، فقد اضطر لاستخدام مخدر قوى التأثير..
--------
شرع فى الهبوط متجها لغرفة المكتب، وهو يستعيد أحداث الليلتين الماضيتين..
Flash back
الزمان: بعد ظهر الثلاثاء السابق لموعد سفر سلمى
أعاد عادل سلمى لمنزلها، عقب انهائها اجراءات عمل توكيل عام له لبيع المنزل.. لم يتبادلا الحديث منذ لقائهما الأخير بالصيدلية، مجرد بضع كلمات مقتضبة، فبات كل منهما مصمما على ما عزم عليه..
فتح صيدليته بجمود عقب صعودها، ثم اتجه للداخل فضغط على زر الاضاءة وألقى بالقفل والمفاتيح على مكتبه فى غير اعتناء، ثم عاد مرة أخرى للباب الحديدى وأسدله ليبدو مغلقا أمام المارة..
اتجه الى الغرفة الداخلية الصغيرة الخاصة بتركيب العقاقير التى كان بارعا بها، فقد تعلم من أبيه الكثير رغم أنه لم يكن قد التحق بالجامعة بعد.. حبه لأبيه دفعه لملازمته من الصغر، ومع مرور الأيام أصبح مساعدا له.. وعندما وجده قد أظهر بعض الغرور، نهره عن ذلك.. فمهما تعلم سيظل سمكة صغيرة فى بحر العلم، وحتى لا يصطاد يلزمه المثابره على التعلم وترويض غروره ليصبح سمكة كبيرة تسبح دون مخاطرة..
عند تلك الذكرى ابتسم، لقد سحبته من دوامة التفكير بسلمى.. فجلس على كرسيه الجلدى مسندا ظهره عليه ، بينما ألقى بثقل رأسه على مقدمة المسند المبطنة لينظر لسقف الغرفة مشبكا أصابع يديه فوق صدره, ليهمس مفضفضا لنفسه: انت بجد هتعمل كده!؟
- عندك حل تانى؟
- هتقدر؟
- مش عارف، بس هى السبب
- بتبرر
- عشان دى غلطتها
- حقها
- جاك كسر حقها
- الأمور ممكن تفلت منك، هتعمل ايه ساعتها؟
- لا مستحيل
- لو فلتت هتعمل ايه؟
- يستحيل أأذيها.. دى روحى.. مش ممكن يحصل
- أنت مش ملاك
- دى روحى
- لو الأمور خرجت بره حسبتك مش هتسامحك
- عمرها مهتخرج
- سلمى مبتسامحش اللى يأذيها, هتخسرها للأبد
- مانا مش هأذيها
- واثق زيادة عن اللزوم
- واثق فى حبى ليها مش فى نفسى
- اوعى تنسى انى حذرتك.. الشيطان تالتكم
- أنت عاوزنى أسيبها تروح منى، دانا روحى تطلع معاها.. مقدرش أسيبها.. وزى ماهى مبترجعش فى قراراتها، أنا مش هرجع عن اللى مخططله..
ترك مجلسه بتصميم ثم أرتدى روبه الأبيض، ليلتقط بعدها بعض الزجاجات المرصوصة بعناية على الأرفف المحيطة به..
--------
الزمان: أول ساعات الأحد
يجلس عادل على كرسى بداخل شقته أمامه مغلف الشوكولاته الشهير فى ذلك الوقت، وبيده حقنة صغيرة أسرع برشقها بقالب الشوكولاته دون فتحه حتى أفرغ محتوياتها، ثم سحب السرنجة والقاها بصندوق القمامة..
وضع المغلف بجيبه وأغلق الاضاءة بعد أن سحب مفاتيحه ليخرج من شقته متجها للشارع.. وبالاسفل فتح سيارته ووضع الشوكولاته بتابلوه السيارة، ثم بدء تدويرها لتسخن استعدادا لتوصيل سلمى..
وبعد أن تمم على سيارته، صعد لأعلى فطرق الباب لتفتح له سالى بوجه حزين: اتفضل يا عادل..
عادل: هاتى الشنط قريب من الباب عشان انزلهم..
أتت سلمى تحمل شنطة كبيرة من مقبضها بصعوبة: هى شنطة واحدة بس يا عادل..
حمل منها الحقيبة، ثم أسرع بالهبوط: طب يلا ورايا من غير لكاعة..
أعطتها سالى شنطة يدها، ثم أغلقا مفاتيح الكهرباء بالشقة تبعه أغلاق الشقة.. نزلتا سويا تمسكان بيد بعضهما البعض.. فمن أصعب اللحظات فراق أصدقاء كانا بمثابة الأختين..
وضع عادل حقيبتها بشنطة سيارته، وظل منتظرا اياها مع الحاج محمد أمام منزلها..
عم محمد: خلاص نويتى يا بنتى..
سلمى: أيوة يا عمى ان شاء الله..
عم محمد ناصحا: شوفى يا بنتى لو لقيتى الوضع مش عجبك، أرجعى.. متتكسفيش.. دى تجربة لصابت لخابت.. لكن أوعى تعاندى نفسك وتكملى طريق مش بتاعك.. لكن لو شوفتى أنه طريقك، يبقى أياكى ترجعى قبل متاخدى أكبر شهادة من هناك.. أعتبرى العلم أكلك وشربك وترفيهك.. أتعلمى على أد متقدرى، عشان لما ترجعى تفيدى بلدك بعلمك.. وربنا يجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله..
سلمى وسالى: يارب..
بينما لم ينطق عادل ببنت شفة حيث لازم موقعه مستندا باسترخاء على باب السيارة ناحية القيادة مربطا ذراعيه أمام صدره، تعجبت سلمى وسالى من سكونه الغريب ولكن لم تعقب أى منهما على ذلك..
سالى: سلمى.. أول متوصلى كلمينى.. ولازم تكلمينى ديما..
سلمى مازحة: أنتى ناوية تفلسينى.. دى مكالمة دولية.. غالية جدا..
أطرقت سالى رأسها فى حزن، فخففت عنها سلمى: مش هينفع أتصل بيكى، لما أمورى تستقر هبعتلك جواب وكده نقدر نتراسل براحتنا.. اتفقنا..
شبح ابتسامة صغيرة ارتسم على وجه سالى: أتفقنا..
عم محمد: يلا يا بنتى.. رغيكم هيأخرك على معاد طيارتك..
ودعت سلمى الجميع، فاتجه عادل ناحية المقعد الأمامى ففتحه لها لتركب، بينما اتجه لمقعد القيادة خاصته المجاور لها، تاركين سالى مع أبيها والتى أستمرت فى التلويح حتى غابت السيارة عن نظرها..
--------
حاول معها للمرة الأخيرة فلم تستجب، فلجأ لمخططه.. أهداها مالا يمكنها رفضه مطلقا، فرحت سلمى كالأطفال عندما التقطت مغلف الشوكولاته التى اعتاد عادل اهدائها اليها، وأسرعت فى التهامها كلها.. بعد قليل نادها عادل لأكثر من مرة، ولكنها لم تجب فقد أتى المخدر بتأثيره بالطبع..
أوقف سيارته بهدوء فى محاولة للسيطرة على انفعاله، أو ربما لاثناء نفسه عما ينوى فعله.. طالعها بعينين دافئتين لدقائق، ثم عدل من وضعها على الكرسى لتكن جلستها مريحة.. بدأ بتدوير سيارته من جديد، ولكنه غير اتجاه الحركة الى الجهة المعاكسة لينطلق ناحية فيلته التى هى واحدة من تبعات ماضى أسراره دفينة داخله..
--------
بعد قيادة طويلة وصل الى فيلته، ولم يكن ضوء النهار قد أخترق حجاب السماء بعد، ومازالت تلك المعاندة نائمة الى جواره.. أوقف محرك السيارة أمام البوابة الحديدية الضخمة ليترجل منها ساحبا سلسلة مفاتيح من جيبه، أسرع بتحديد مفتاح قديم ليدخله بالقفل الضام طرفى الجنزير الضخم الملتف حول ضلفتى البوابة الحديدة.. وما ان فتحه حتى سحب الجنزير بسرعة وأسقطه أرضا مع القفل ليفتح بعدها البوابة بصعوبة شديدة فى البداية حتى أتاح فرجة لتدلف منها السيارة..
عاد للسيارة وقادها فى ذلك الممر الممهد حتى توقف أمام تلك السلالم الرخامية المؤدية لباب الفيلا الخشبى الكبير.. ترك باب سيارته مفتوحا واتجه ناحية البوابة الحديدية لاغلاقها من جديد..
حمل سلمى الى الطابق العلوى بالفيلا، وأدخلها غرفتها.. اختار لها ثانى أكبر غرفة.. بذل مجهودا مضنيا طوال الشهر المنصرم فى احياء تلك الفيلا.. فرغم أنه مالكها الوحيد الا أنه لم تطئ قدماه أرضها يوما، ولولا سلمى ما كان أقترب منها.. لقد عاهد نفسه من قبل على عدم المساس بأى شئ، ولكن بسببها كسر لأول مرة عهدا قطعه على نفسه ظانا أنها ستكون آخر مرة، ولكن من منا يعلم الغيب ليؤكد لنفسه فعل الشئ أو عدمه..
دثرها فى الفراش ذو الألوان المبهجة كما تحب، وغطاها بغطاء خفيف.. جلس جوارها على الفراش واقترب من وجهها يحدثها: شوفى عشانك عملت ايه، الأوضة دى أول حاجة وضبتها عشانك وعلى ذوقك.. وردى زى مبتحبى.. والله يا سلمى لولا حبى ليكى مكنت جيت هنا.. بس عشان خاطرك أرمى نفسى فى النار..
طبع قبلة طويلة على جبهتها: لازم أرجع الحارة،هطلع شنطك الأول.. متخفيش مش هغيب.. كلها كام ساعة وأرجع.. مش لازم حد يلاحظ حاجة.. سلام يا سلمتى..
--------
عاد قبيل الظهر الى منزله بالحارة، كان مرهقا من أثر الذهاب والعودة السريعة، ولكنه آثر تناول مسكن والاتصال ببهى لاحضاره سريعا..
ألتقط سماعة الهاتف الموجودة على البوفيه واتصل به على تليفون المنزل:
- ألو.. صباح الخير يا خالتى
- .......
- الحمد لله بخير
- .......
- أه وصلتها المطار ولسه راجع
- .......
- الله يسلمك.. بعد أذنك صحيلى بهى وخليه يجيلى حالا
- .......
- الله يخليكى متخليهوش يتأخر عنى أصلى مستعجل
- .......
- سلام يا خالتى
أغلق الهاتف، ثم اتجه لغرفته لتحضير حقيبته التى لا يحتاج لمحتوياتها، وانما هى مجرد اثبات لحبكة اختفاؤه فى الفترة القادمة..
طرق بهى الباب، ففتح له عادل دون اهتمام بالسلام عليه لانشغاله حيث أسرع لغرفته: أدخل يا بهى المطبخ، الشاى ع النار.. صبلنا كوبايتين..
بهى بتلعثمه المعتاد: تعالى أفطر.. أمى محضرلنا فطار معتبر..
أجابه عادل: مش وقته.. مش فاضى.. لازم أوضب شنطتى وأقفل الشقة بسرعة..
بدء بهى بتجهيز السفرة للافطار بينما يحدث صديقه: أنت لسه مصمم تستلم تكليفك اللى فى الأرياف؟
عادل: لازم أشغل نفسى عن التفكير فيها.. شغل جديد.. مكان جديد.. ناس جديدة..
تهته بهى وهو يتجه لغرفته: وأنا يا صاحبى؟
عادل: فى أيه يا ابنى.. هو أنا هنساك.. كل فترة هاجى..
جذبه بهى من ذراعه: نفطر الأول، وبعدين نكمل رص الهدوم سوا..
استجاب عادل لالحاحه، وبدءا تناول الطعام، وبعد برهة تسأل عادل: تفتكر هترجع؟
بهى بتلعثم: شوف حياتك يا صاحبى متضيعش عمرك على أمل احتمال يجى واحتمال لأ..
عادل: هستناها..
يعلم بهى تماما صعوبة تنفيذ كلامه فهو شاهد على ذلك الحب من البداية، لذلك آثر السكوت.. أكملا طعامهما، وعادا بعد ذلك لجمع أغراض عادل المهمة: متشوف بنت الحلال يا بهى..
بهى بتهتهة: مين هترضى بيا؟!
عادل: ايه رأيك فى سالى؟
----------------------------
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 02:03 PM   #25

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة14: مصارحة حرة (ج1)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة14: مصارحة حرة (ج1)
Return
الزمان: الثامنة صباح الأربعاء
طرقات خفيفة على باب حجرتها دعتها للخروج من غيبوبة النوم التى خضعت لأسرها الأيام الماضية.. لتستيقظ على صوته العذب يشدو بأحد أغانيها المفضلة:
ياحلو صبح ياحلو طل ,, ياحلو صبح نهارنا فل
م قد ايه انا بستناك وعيني ع الباب والشباك
عشان اقولك واترجاك ,, عشان اقولك واترجاااك
ياحلو ,, ياحلو يا ياحلو صبح
مع نغمات أجاد نقرها بأنامله على باب غرفتها الخشبى ذو النقوش الدقيقة تململت ببطئ على فراشها الوثير: أنا فين؟
جلست على فراشها مستندة على ظهر السرير تتفحص الغرفة بدقة، لتهمس لنفسها بخفوت: ده بجد اللى حصل.. يعنى مكنش حلم..
علت نبرة صوتها: حاضر يا عادل.. خلاص صحيت..
عادل بمرح: يلا يا خم النوم.. الفطار جاهز من بدرى..
بخطوات بطيئة اتجه ناحية السلالم ومازال يحدثها بصوت مرتفع نسبيا: اعملى حسابك بعد كده الفطار هيكون اختصاصك..
سلمى بغضب وهى تغادر السرير متجهه للباب تتحدث بعصبية دون فتحه: بعد كده! ليه؟ هو الوضع ده هيستمر كتير؟
تجاهل سؤالها وهو فى منتصف السلالم: يلا الشاى قطع نفسه غلية..
زفرت بغضب واستدارت لتفتح حقيبة سفرها لاحضار فستان آخر لترتديه بعد حمام منعش يزيل أثر الأيام الماضية..
--------
أطلت عليه بفستانها السيمون والذى برز لونه مع وشاح من نفس اللون تتخلله نقوش بيضاء صغيرة، لطالما أعجب بهذه الطلة الآثرة لقلبه قبل عينيه.. حاول ألا يبدى اعجابه بها، ولكن عيون العاشق تفضحه دون استئذان..
ارتبكت سلمى لتلك النظرة التى كست ملامحه عندما ظهرت أمام مدخل المطبخ الكبير، فبادر بتشتيت نظرها عن عينيه المحدقة بجمالها البسيط الخالى دائما من لمسات التجميل الصناعية: الشاى باظ.. مردتش أعمل تانى الا لما تنزلى الأول..
قالها وهو متجه للبوتاجاز ليشعله بعد أن وضع ابريق الشاى المعدنى على احدى عيونه الصغيرة..
سحبت سلمى بهدوء أقرب كرسى لتجلس عليه، وانتظرته حتى يعود ثم بدأت بتناول الطعام معه بصمت.. كانت جائعة بشدة ومع ذلك كانت كعادتها بطيئة فى المضغ، وبعد تناول عدت لقيمات قاطعها عادل: مقولتليش حتى صباح الخير!
أجابته باقتضاب دون أن تشيح بنظرها عن طبقها: صباح الخير..
حاول تقليد صوتها، فحاول ترفيع طبقة صوته الغليظة لتخرج الحروف ببحة مضحكة: صباح الخير..
ضحك كلاهما لينكسر بذلك حاجز الصمت والتوتر بينهما.. فى ذلك الوقت غلت حبيبات الشاى الصغيرة كما يحب كلاهما، فأسرع باحضار الأبريق، بينما قامت سلمى بوضع السكر بالأكواب..
مجرد لفتة صغيرة جعلته يشرد كثيرا
- كلاهما يعرف الآخر حد التمام
- كلاهما يكمل الآخر فى القول والأفعال
- كلاهما كتاب للآخر
- اذا ماذا يمنعها عنه؟!
- هل من الممكن أن مشاعرها اتجاهه ليست مشاعر امرأة لرجل؟
- أيعقل أن يكون احساسها به مجرد احساس بأخ وليس حبيب؟
عند تلك الخاطرة أنزعج كثيرا، وظهر التجهم فى وجهه، ولكنه أفاق على صوتها الرقيق: عادل.. الشاى وقع ع الصينية حاسب..
رفع بصره لينظر لعسليتيها الآثرتين دون أن يوقف سيل المشروب الساخن الذى فاض فأحدث فوضى بسيطة، مما دعاها للتدخل قبل تفاقم الوضع..
أسرعت بأخذ الأبريق من يده: سيبنى.. أنا هصبه.. كمل فطارك..
عاد كل منهما مكانه لاكمال فطوره.. تعمد عادل الابطاء على غير عادته فى الأكل حتى لا يدفعها للنهوض.. فسلمى حساسة بشدة, وبالتأكيد وجودها معه وحدهما يربكها ويحرجها.. هى تعتبر لم تتناول الطعام خلال الأيام الماضية.. بالطبع هى جائعة بشدة..
- هعمل ايه دلوقتى؟
- أنا محبوسة بجد هنا
- كده المنحة راحت عليا
- عادل شكله مش هيجيبها لبر
- خلاص أنا تحت رحمته هنا
- المكان غريب
- فيلا قديمة
- الموبيليا شيك
- لما فتحت البلكونة الجنينة ورقها دبلان.. بمعنى أصح ميت.. زى متكون متفتحتش من سنين
- معقولة جايبنى فى فيلا مهجورة!
- أصحابها ناسيينها أو مسافرين!
- لا لا عادل ميعملش كده
- مستغربة ليه مهو خاطفك
- خاطفنى!
- أمال تسمى وجودك هنا ايه؟
- وقت اللعب انتهى.. يلا روحى بيتك
رفعت عيناها لتصدم بعينيه السوداوين كليل حالك: أنا شبعت الحمد لله.. بيتهيألى كفاية استضافة لحد كده..
تابع شرب الشاى الدافئ دون اكتراث لكلماتها، لتحدجه بنظرة متحدية: عوزة أرجع الحارة.. بيتى..
أسند كوب الشاى على المنضدة، وحدثها ببرود مستفز وهو يرجع ظهره بأريحية على مسند كرسيه الخشبى دقيق الصناعة: هنا بيتك يا سلمى..
سلمى بسخرية: دى فيلا يا عادل مش بيت..
عادل بنفس الهدوء المحتل لقسمات وجهه: هنا فيلتك يا سلمى..
سلمى بفضول: عاوز تفهمنى أنها ملكك؟
عادل: هى حاليا بتاعتى، ولما أفضى هبقى أنقلها بأسمك.. أعتبريه مهرك..
ضحكت سلمى وهى تصفق بكلتا يديها فأخرجته من هالة هدوئه المصطنع: فيلا.. ومهرى أنا.. وبتاعتك..
ثم توقفت عن السخرية، وقد تبدل حالها للين والهدوء: قوم يا عادل خلينا نرجع بيوتنا، بدل ما أصحاب البيت يطبوا علينا ونروح فى داهية.. هيفتكرونا حرامية، ونقضى زهرة شبابنا ورا القضبان مع المجرمين..
ضحك عادل بشدة حتى أدمعت عيناه، فصغيرته تكذبه: يخرب شيطانك يا سوسو.. أنتى فكرانى حرامى؟
هدرت ببراءة وهى تطالع المكان حولها: عاوزنى أصدق أن عادل ابن عمى مصطفى وخالتى حياة يمتلك فيلا أبهة كدة.. أكيد أبقى مجنونة لو صدقتك..
اقترب عادل من المنضدة وأسند يديه على طرفها: أنا كدبت عليكى قبل كده؟
أحرجت من سؤاله، فهزت رأسها بخفة علامة للنفى وهى خافضة لبصرها حتى لا تصدمها نظرته العاتبة.. فتابع تأكيد كلماته: الفيلا بتاعتنا..
رفعت سلمى رأسها لتنظر اليه: بس ازاى؟
تنهد عادل: بعدين يا سلمى هحكيلك كل حاجة..
كادت أن تقاطعه بالحاح كما هى عادتها معه لا تكل ولا تمل حتى ينفذ رغبتها، ولكنه منعها من التفوه بحرف باشارة من يده: أنا هفهمك كل حاجة.. اصبرى.. الوقت لسه مجاش.. أنا واهنف نفسى أحكيلك كل حاجة.. كله بمعاد..
زفرت بضيق، ولكن ليس بيدها حيلة أمام غموض كلماته..
--------
يتبع
الحلقة14: مصارحة حرة (ج2)
غدا ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 05:00 PM   #26

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة14: مصارحة حرة (ج2)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة14: مصارحة حرة (ج2)
سحبت كرسيها للخارج لتتيح لنفسها منفذا للقيام، ثم جمعت بواقى الطعام والصحون الفارغة متجهة للحوض المقابل لها لتنظيف الصحون.. تبعها عادل بالبقية، فيما انشغلت هى بجليها وهو بتجفيفها مما علق بها من قطرات مياه..
أسرع برص الصحون بأماكنها منعا لتكدسها على الرف الرخامى، والذى قد يسبب فوضى ان سقط أحدها بدون قصد، قاطع صمتهما بسؤاله: رفضانى ليه يا سلمى؟
سلمى بارتباك: أنا سبق وقلتلك السبب..
استدار عادل ليواجهها، بينما ظلت هى ممسكة بمقبض صنبور الحوض مولية ظهرها له: الكلام الأهبل ده تضحكى بيه على عيل.. مش على عادل.. دانا مربيكى على أيدى..
ثم تابع بلهجة آمرة: أدورى.. بصيلى وأنتى بتكلمينى..
أطاعت أمره، ولكنها واجهته بنظرة تمرد تلتمع معها عسليتيها بوهجة غريبة وقد أرتفع أحد حاجبيها لأعلى: كلامى مش هيتغير..
أغضبته بنظرتها الشرسة ولهجتها المتحدية، فدفعته لعدم التعقل والتسرع فى ظنون سيئة بها، هو يعلم علم اليقين براءتها منها، ولكن ذلك حاله عند الغضب خاصة معها: أتعدلى يا سلمى، وفهمينى فى ايه بالظبط..
ثم جذبها من معصمها: بت أنتى فى حاجة مخبياها عليا؟
نفضت ذراعها لتتخلص من قبضته بغضب هادر:
- أنت اتجننت؟!
- ازاى تفكر فيا كده؟
- أنا سلمى أبو المجد تربية الحاجة سعاد..
- هعيش وأموت وأنا بشرفى وأخلاقى..
- أنت فاكرنى ايه؟
حاول عادل تدارك الأمر: آسف يا سلمى مقصدتش اللى فهمتيه..
صاحت بغضب هادر:
- مقصدتش!
- مقصدتش ايه؟
- تعيب فى أخلاقى!
- عشان كده جبتنى هنا؟
- فاكرنى جاية من الشارع يا عادل؟
- سهلة!
لطمة على وجهها ألجمتها وبعثرت الحروف على شفاها، لتمتلئ عيناها بدموع سارعت الهروب من مقلتيها، فتحدث مبرئا نفسه من اتهاماتها:
- أنتى هنا عشان بحبك
- عشان أنتى حقى
- ملكى
- تربية ايدى
- مقصدتش أعيب فيكى
- أنتى أطهر حد فى الدنيا
نطقت بصعوبة من بين دموعها التى لا يمكنها كبحها، ليس ألما من شدة الصفعة، ولكن وجعا لماضى كتب عليها الشقاء: عشان أنا منفعكش.. ولا أنفع أى حد لأنى.......
تعلقت عيناه بتلك الناطقة بتلعثم وسط شهقاتها، فقاطعها: اهدى يا سوسو.. متقوليش حاجة لو مش عوزة..
شعر برغبتها فى ازاحة ثقل يجثم على صدرها، ولكن مازال هناك حاجزا يقف حائلا بين قلبها وعقلها.. الغريب أنه لا يستطيع تخمين ما بداخلها رغم معاصرته لكل حياتها..
أجلسها مرة أخرى، ثم نزل أمامها على احدى ركبتيه: اهدى يا حبيبتى.. لو عوزة تتكلمى، فضفضيلى.. وأنا جنبك، متخفيش..
سلمى وقد علت حدة بكائها، وأصبحت تفرك أصابعها بتوتر: أنا.. أنا.............
أحاط كفيها الصغيرين بيمناه قمحية اللون: أنتى ايه؟
مرة أخرى تحولت من الجميلة الباكية الى الشرسة الغاضبة، فتنفض عنها يده وهى تترك مجلسها: عاوز تعرف ايه؟ عاوز تفهم ليه خدت جنب من الدنيا كلها.. عاوز تعرف انى رفضتك عشان سبب مش بايدى..
كلماتها محتدة غير مترابطة معا، ولكنه تجاهل ذلك ليعطيها مساحة كبيرة تخرج فيها ما يجيش به صدرها.. اعتدل ليقف خلفها وهى مولية ظهرها له: كملى..
أغضبتها كلمته،يريدها ببساطة أن تخبره بمصدر خذيها وعارها، ليمن عليها بعدها بموافقة أو رفض لعلاقته بها.. لا لن تكون اليد العليا لك.. أنا من لا تريدك وتترفع عن وجودها بجوارك.. أنا من سترفضك وليس أنت..
استدارت قبالته لتهتف بلهجة غاضبة، وعيون كستها الحمرة وسط دموع وشهقات حاولة مرار السيطرة عليها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.. فخرجت كلماتها كطلقات رصاص من مسدس أحمق متهور: أنا بنت حرام..
--------
ثلاث كلمات.. جملة قصيرة للغاية، ولكنه رغم ذلك لم يعيها، فقطب جبينه فى تساؤل: ايه اللى بتقوليه ده مش فاهم؟
بحدة واعصار غاضب أجابت بتحفز مقاتل: مش فاهم!.. ماشى أفهمك.. سلمتك اللى أنت طاير بيها.. متستهلكش.. لأنى ببساطة بنت مش شرعية..
انهار قناع الغضب، ليحل محله الوجه الحقيقى.. شابة تتألم، روحها مجروحة.. والزمن بدلا من مداواته يثبت ندوبه ويقويها.. انهارت على أقرب كرسى لتبكى بنواح: قتل أمى.. كامل أبو المجد.. الامبراطور.. ضحك عليها، ولما عرف انها حامل حاول يقتلها، وهرب..
جلس على كرسى مجاور لها بنظرة احتواها بها، فتابعت ببكاء زاد من حسرته عليها: افتكرنى مت.. وفاكرها بتموت هى كمان.. فهرب قبل ميتكشف..
تردد الأسم داخل عادل, وكأنه يبحث عنه بين ثنايا ذاكرته: كامل أبو المجد!.. الامبراطور!.. ازاى مخدتش بالى قبل كده؟.. ازاى مربطش اسمها بعمو كامل؟.. معقول لتانى مرة هيكون سبب فى حرمانى من حقى؟
--------
نظرت الأحتواء التى منحها اياها، لم تؤت ثمارها، بل على العكس تماما أعادتها لقناع الغضب.. ظنتها شفقة على حالها، فسنت مخالبها لتنهض من جديد تاركة كرسيها.. صاحت بصوت هادر وعيون انفجرت شعيراتها بلون الدم: أرتحت يا عادل.. عرتنى أدامك.. خلاص عرفت السبب اللى محيرك.. بنت الحرام متنفعكش..
ولأول مرة منذ ظهرت عليها بوادر جسد الأنثى يجذبها لحضنه، تصطدم بصدره الصلب لترتمى بين يديه.. أذنها فوق قلبه النابض بدقات اعلنت أسمها مالكا ديكتاتورا لها.. شعرت بدفء بين ضلوعه الكبيرة.. يداه احتوت جسدها الصغير.. استند بطرف ذقنه أعلى رأسها..
تناسى فى تلك اللحظات أن كل منهما مازال محرما على الآخر ولم يحلا لبعضهما بعد.. كانا كقطبى المغناطيس أحدهما موجب ليلتصق به قطبه السالب دون تنافر وبقوة جذب هائلة.. كشمس وقمر لا حياة بالأرض دون وجودهما.. كلاهما ناقص، وفى الآخر كماله..
ليت الدنيا اختذلت فى تلك اللحظات، لكان حكمنا على ذلك الثنائى بالسعادة الأبدية ببيتهم المنعزل عن أحقاد وخبائث الدنيا.. عفوا.. أقصد بعيدا عن أحقاد وخبائث البشر.. بل عن ضعف نفوسنا..
--------
يتبع
الحلقة14: مصارحة حرة (ج3)
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 06:52 PM   #27

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة14: مصارحة حرة (ج3)

"ظلال الماضى"
**الحلقة14: مصارحة حرة (ج3)
--------
أفاقت من دفء عاطفته المغلفة لكل ثنايا روحها.. دفعته بعيدا عنها.. بعينيها لهيب صدمة ممزوجة بالاستنكار: أنت ايه اللى بتعمله ده!
لتلتمع عيناها بعتاب ولوم: أنت مين أداك حق تقرب منى كده؟!
ثم بغضب خرجت حروفها وهى تكز على أسنانه: أنت لا جوزى ولا أخويا عشان تحط ايدك عليا..
غلبتها دموعها، فركضت باكية صاعدة لغرفتها.. وعادل يحاول اللحاق بها: استنى يا سلمى، أسف والله مقصدش.. اسمعينى بس..
وما ان وصل اليها حتى أغلقت بابها بوجهه، ارتمت باكية على سريرها الجديد.. حقيقة لا تعرف لما البكاء الان، هل لتجرؤه علي ضمها لصدره، أم لتعرية نفسها أمامه وكشفها لحقيقة نسبها، أم لاحتياجها الذى ترفض التصريح عنه..
هل تحتاج لأب يريدها ميتة..
--------
جلس أرضا مسندا ظهره على باب غرفتها.. رغم علمه أنها لم تغلق باباها بالمفتاح الا أنه لم يتعدى حدوده معها، فضل محادثتها وهو مكانه.. سلمته بحاجته الآن أكثر من أى وقت مضى، يبدو أنها بركان أخرس يحتاج للتنشيط، فتفيض حممه ليزول ثورانه..
عادل: سلمى.. هكدب لو قلت انى حاسس بيكى.. بس أنا عارف أنك موجوعة أوى ومش سهل تعيشى بذكرى زى دى.. سلمتى قوية.. سلمتى لما النار تكويها مبتتحرقش، لأ بتتألق زى جوهرة..
خفت حدة بكائها قليلا فتركت وسادتها، واتجهت لباب الغرفة لتجلس أرضا مثله مسندة ظهرها عليه.. تحدثت بخفوت وكأنها تخشى سماعه لصوتها، ولكنه يسمعها بوضوح:
- كان نفسى يكونلى بابا
- وماما
- واخوات
- كنت بشوفك مع عمو مصطفى زمان وانت بتقوله كل شوية بابا.. اتغاظ
- ولما سالى تنده على مامتها واحنا عيال بنلعب فى الشارع، كنت اسمع مامتها تقولها نعم يا حبة عين أمك
- كنت اشوف الاخوات بيلعبوا مع بعض، ولو حد غريب قرب من واحد فيهم بأذى، يصرخ على أخواته، كانوا بيجروا عليه ياكلوه ويضحضحوه..
- لكن أنا كنت دايما لوحدى
- نسية.. منسية
- أنا والله مكنتش بحسدكم
- أنا كان نفسى أكون زيكم بس
- نفسى أحس بأحاسيسكم اللى اتحرمت منها
- كنت براقب الجيران من ورا الشيش
- بتفرج عليهم عايشين سوا فى بيت واحد ازاى
- كنت بتخيل نفسى مكان حد منهم
- كان نفسى أجرب طعم الحب ده
- بس يظهر انى مستهلوش
أدمعت عيناه لكلماتها الموجعة: لأ.. غلطانة.. أنتى تستاهلى فرحة الدنيا كلها تملا قلبك.. هو اللى ميستاهلش يشوفك.. يحس حضنك.. يسمع قلبك قبل لسانك وانتى بتندهيله بابا..
تنهد، فأخرج نفسا حارا من صدره: أنا حاسس بيكى.. عارف طعم وجع أنك تتحرمى من مشاعر من حقك.. صدقينى أنا عارف الأحساس ده..
--------
فتحت الباب ببطئ, فاعتدل واقفا يواجهها بينما هى مستندة بالباب، مسحت دموعها بظهر يديها: تحس بيا ازاى! أنت معشتش عيشتى.. مجربتش حياتى..
ابتسم ساخرا لاويا جانب فمه فى تهكم: حاسس بيه أوى
قطبت ما بين حاجبيها، ولكنه أزال ما ظهر على ثنايا وجهه سريعا.. لطالما استطاع عادل اخفاء ما بداخله جيدا.. عادل كالصندوق الأسود، يخفى بداخله كثيرا من الأسرار..
سلمى بابتسامة متهكمة: تعرف أن ليا أخوات
أنقبض قلبه عند تلك الكلمة "أخوات"، بينما تابعت سلمى بفرح غريب: أه والله ليا أخوات.. أنا مش وحيدة..
تبدل وجهها للانكسار، فأخفضت بصرها لتحدق بالأرض، لتتابع بصوت خفيض: لأ.. وحيدة
--------
كاد يقترب منها ليربت على كتفها، ولكنه تذكر ثورتها عندما اقترب منها آخر مرة، ففضل البقاء مكانه.. ولكن سؤال ألح على باله فجأة: سلمى.. امتى عرفتى الحكاية دى؟
سلمى بحزن: بعد نجاحى فى ثانوى
Flash back
الزمان: 1990
المكان: صالة منزل الحاجة سعاد
يتجه عادل ليجلس على الكرسى المقابل للجدة: ايه يا نينة البت دى هتفضل كسلانة لامتى؟ معدش فاضل غير كام يوم وطب تتقفل "اغلاق التسجيل لكلية الطب بجامعة القاهرة"..
اجابت الحاجة سعاد بحيرة وحزن: والنبى يا ابنى مانا عارفة أقولك ايه..
اندهش عادل من كلماتها الغير واضحة : جرالها ايه؟
سعاد بحزن: علطول يا ابنى قافلة باب أوضتها عليها، وبالعافية لما تقعد معايا ولا حتى تاكل لقمة..
قطب عادل ما بين حاجبيه: ليه؟
كانت سلمى بغرفتها عندما تخلل لسمعها المحادثة بين عادل وجدتها، فأبدلت ثوبها المنزلى بفستان أزرق رقيق ووشاح من نفس اللون وحملت حقيبة يدها الصغيرة وخرجت اليهم: صباح الخير..
طالعها عادل بعيون مبتسمة: صباح النور ع البنور..
الجدة: صباح الخير يا حبيبتى
سلمى بهدوء: أنا هنزل أسجل اسمى فى تجارة
ضربت الجدة يدها على صدرها: تجارة!
بينما وقف عادل ليطالعها متسائلا: ليه يا سلمى؟!، دانتى طول عمرك بتحلمى تكونى دكتورة, ومجموعك كبير
سلمى: أنا فكرت كويس.. وشايفة أنى أحسن أدخل تجارة
عادل: ليه؟
سلمى بتلعثم ناظرة أرضا، وهى تفرك أصابع يديها ببعض فهى حركتها الأزلية عند التوتر: عوزة أبقى سيدة أعمال..
Return
استرجع عادل ذكريات تلك الفترة.. كانت فترة دقيقة.. تبدلت فيها أحوال سلمى.. انطوائية شديدة.. غموض.. خجل ملازم لها.. انفصلت عن كل صديقات المدرسة، عدا سالى.. ظن أن ذلك التغير ناتج عن مرورها بمرحلة المراهقة.. لم يكن يعلم أن الأمر أكبر من ذلك.. والآن اتضحت الصورة أمامه.. فصغيرته كانت تعد العدة لمواجهة أباها..
عدو كان فى طى النسيان..
عادل مكتفا يديه أمام صدره: يعنى ده السبب اللى خلاكى ترمى طب ورا ضهرك وتصممى على تجارة..
أشاحت وجهها عنه حتى لا يرى الاجابة واضحة أمامه، ليهز رأسه باجابة أصبح واثقا بها: عوزة تقابليه يا سلمى؟!
سلمى بتلعثم: لأ
ارتفعت نبرة صوته: كدابة
ثم أكمل غاضبا:
- أنتى أكيد غبية
- فاكرة لما تروحيله هتقوليله ايه؟
- أنا بنتك
- اللى ضحكت على أمها
- اللى كنت فاكر أنك قتلتها
- وطلعت عايشة
جذبها من مرفقها بقوة وعنف وهو يصرخ بوجهها:
- تبقى مجنونة لما تحدفى نفسك للتهلكة
- تبقى هبلة لو فكراه هياخدك بالحضن
- ويبدى الندم
- مش هيستنى لحظة واحدة يا سلمى
- هيموتك
- والمرة دى بجد
كانت عيناها لا تفارق قسمات وجهه، لم تستطع مقاطعة كلماته التى أصبحت بمثابة ضربات سكين متلاحقة على قلبها المرتجف على أثر تلك المصارحة التى لم تتخيل يوما أن تقوم بها..
ترقرقت الدموع من عينيها، فلم يتحمل رؤيتها بهذه الصورة.. ولثانى مرة أجبرها على السكون بين ضلوعه، رغم مقاومتها له وتشبثها بالابتعاد عنه الا أنها لم تستطع الهروب من بين يده..
بنبرة رخيمة هادئة، وكأنه يقطع وعدا أصبح عهدا عليه تنفيذه:
- أنتى مش هتخرجى من هنا أبدا يا سلمى
- مش هسمحلك تروحيله
- هخبيكى عنه العمر كله
- هبعدك عن طريقه
- مش هسمحله يأذيكى
- عمره مهيعرف أنك عايشة
- أحنا هنفضل عايشين هنا علطول
- مش هنرجع الحارة
- أنا عندى اللى يعيشنا العمر كله
- احنا وأولادنا
----------------------------
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 09:37 PM   #28

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي **الحلقة15: وجه آخر (ج1)

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة15: وجه آخر (ج1)
ساعات تلتها ساعات وساعات، قضاها كليهما فى الحديث، أخرجت سلمى ما يجيش به صدرها.. كلمات دائما مبعثرة.. أحداث وذكريات عير مرتبة.. طفلة ظنت نفسها يتيمة الأبوين، لتصدم بكونها ابنة غير شرعية منذ أربعة سنوات.. تسعى للمواجهة مع أبيها عندما كانت مطمئنة لوجود جدتها كدعم وحماية لها.. لتنهار أحلامها مع وفاتها فتقرر الهروب.. لم تكن تهرب منه ولا حتى من أبيها، بل كانت تهرب من سلمى ذاتها.. سلمى المترددة بين بغضها لرجل يطلق عليه لقب أب وبين احتياجها لذلك الأب..
هى بالفعل بركان أخرس، وكان هو سبيلها للثوران.. فأسقطت حمما، لم تعى أنها أحيانا كثيرة لامست ندوبا قديمة بروحه.. فتحت جروحا ظن أنها ألتأمت مع الزمن.. ولكن هيهات يبدو أن كليهما يقترب من التماثل فى الألم..
أكتشف عادل يومها أن سلمى التى يراها يجهلها كليا.. ليست كتابا مفتوحا عاصر صفحاته كما كان يخبر نفسه دائما.. سلمى بحر عميق يغرق به من لا يجيد السباحة.. فهل سأجيد عبوره، أم سأغرق بين موجاته..
هكذا حدثته نفسه وهو مسترخيا على سريره بغرفته المجاورة لغرفتها.. كان يوما مرهقا لكليهما، وقد اقترب موعد الفجر.. غفت أثناء حديثهما على سجادة الممر أمام بابى غرفتهما.. ابتسم عند تلك الذكرى، فهذه هى عادتها عندما كانت طفلة تنطق بتلعثم، تنام فى أى مكان.. وقد كان واجبا ألزم به نفسه أن يعيدها لفراشها عقب نهار حافل باللعب فى الشارع مع أبناء الجيران الصغار وتحت رعايته هو ومتابعة جدتها المستمرة لها من بلكونة شقتها.. فحملها اليوم من جديد، ودثرها فى فراشها.. وعند اطمئنانه عليها أوصد الباب خلفه، واتجه لغرفته ليستريح قليلا..
ولكن هل لمثله راحة بعدما علمه، هل سيهدم مستقبله بعودة عدو قديم؟
Flash back
الزمان: نهاية عام 1974 "عقب خروج مصطفى الصيدلى من المعتقل"
المكان: غرفة مصطفى بالحارة
عادل طفل صغير فى الثامنة، يتوسط صدر أبيه النائم على سريره الكبير.. أباه الذى شارف على الأربعين عجز وظهر عليه الكبر.. من يراه يكاد يقسم أنه جاوز الستين.. جسد قد نحل قبل أوانه.. عيون أخفتها هالاته السوداء.. وجه مرهق نمت لحيته الخشنة المبعثرة، وكأنما قد ذبلت منه الحياة..
كان عادل يستمع لدقات قلب أبيه البطيئة، يتابع حركة تنفسه عبر صعود وهبوط صدره المستريح فوقه حتى همس بغضب: مش بتحبنى
استغرب كلمات طفله الصغير، فحمله بيد مهتزة ليجلس فوق صدره ووجهه مقابل له، وبصوت مكسور: تقصد مين يا حبيبى؟
عادل وقد اقترب من وجه أبيه وكأنه يخشى أن يستمع غيره لكلماته: ماما
مصطفى باستغراب: وليه بتقول كده؟
عادل بهمس بعد أن تلفت حوله ليتأكد من خلو المكان: عشان قلتله يمشى، عمو كامل سمعته بيقولها كده.. هو كان لازم يمشى عشان الناس الوحشة تسيبك..
اعتدل مصطفى جالسا على السرير مسندا ظهره على وسادة قطنية كبيرة، وقد قام بعدل جلسة عادل على ركبته: حبيبى أنت فاهم غلط.. ماما بتحبك أوى.. ومعندهاش أغلى منك..
نفى عادل برأسه: لأ.. هى زعقتلى.. وفضلت تصوت.. كانت بتعمل كده
لطم عادل على كلا خديه مقلدا أمه، ثم تابع: وكانت بتعيط جامد، وهى عمالة تقولى "الله يسامحك يا ابنى، ليه كده يا عادل.. حرمتنى منه ليه يا ابنى.. حرقت قلبى بفراقه ليه؟"
ضم مصطفى ابنه لحضنه، وكأن كلمات الصبى التى لا يعيى كل أبعادها أعادته مرة أخرى لواقعه.. لينفض عن كاهله ما عايشه بالمعتقل من أيام قاسية.. صحيح أن الأوامر لدى جميع القيادات والرتب ألا يمس منه شعرة ولا يأذى بأى صورة، ولكن من قال أن الأذى أذى جسدى ومادى فقط؟.. هناك أذى لا يمكن مداواته بسهولة، أذى الروح لا يندمل بسهولة.. ولكن من أجل طفله وأسرته سيلقى بتلك الأيام السوداء خارج حياته.. سيعود مصطفى لشمل طفله وزوجته بالرعاية والحماية.. لن يترك طفله ضحية ذنب لم يرتكبه أى أحد منهم..
تعاقبت الأيام والسنون ومازال الجرح غائرا فى القلب رغم الادعاء بنسيانه.. دائما يشعر بوخز بقلبه، وكأن عينى والدته تلومه على طرد قطعة من روحها.. فكسر الروح لا يجبر.. ولكن كلاهما تفادى التحدث فى الأمر ثانية، خاصة مع حزم أبيه الذى كان بمثابة وتد أستند عليه عادل فى مسار حياته..
Return
--------
عادل محدثا نفسه بسخرية: كامل باشا كان سبب فى خرابها زمان، وجى يخربهالى دلوقتى..
لقد كان سببا فى سلب حقه قديما فى حب أمه خالصا له، والآن ظهر من جديد ليسلب حقه مرة أخرى فى حب سلمى..
اعتدل بمجلسه وقد ظهر غضب ممزوج باصرار داخله: لا.. لا.. لا مش هيحصل أبدا.. سلمى حقى.. ومش هفرط فيها.. هى تعويض الأيام عن كل وجع اتكتب عليه من غير ذنب..
ثم تبدلت لهجته الى نبرة توعد وعداء:
- ولو كنت عاوزها زمان مرة
- دلوقتى متمسك بيها ألف مرة
- سلمى حقى
- هى التعويض اللى يرضينى عن كل اللى خسرته
- بنت كامل أبو المجد حلالى
--------
مرت الأيام بطيئة تلتها الأسابيع حتى حل الشتاء ببرودته المعتادة كل عام.. سلمى ملازمة لغرفتها بشكل دائم.. يبدو أن فك عقدة لسانها كان له تأثيرا سلبيا عليها وعلى علاقتها بعادل.. تكاد لا تتقابل معه رغم محاولاته المضنية لاخراجها من عزلتها.. فقدت بريق عينيها الخجلة التى طالما نعم بها فى صباها، وهجرها بريق تمردها الملازم لها فى سنواتها الأخيرة، لتحل الآن محلهما نظرات مكسورة متألمة..
كلما تقابلا تؤثر السكوت، وان تحدثت طالبت بالرحيل والمغادرة.. ودائما يقابل طلبها بالرفض.. وقد دعاها ذلك مرارا وتكرارا للبحث عن وسيلة للهروب، والتى دوما تبوء بالفشل.. فالدور الأرضى لا يحتوى سوى ذلك الباب الكبير المغلق دائما، ولا توجد شرفة واحدة به بالاضافة الى غرف مغلقة لا تعلم عنها شئ باستثناء غرفة المكتب والتى لم تدخلها نهائيا لكثرة تواجد عادل بها وتفاديها للقاؤه حتى ولو على سبيل الصدفة.. أما الدور الثانى والواقع به غرف نومهم، فعلى الرغم من كثرة المنافذ الا أنها لا تستطيع المجازفة باستغلال أحدهم للهروب، لأنها ببساطة تعانى من فوبيا الأرتفاعات حد الفزع.. فالمسمى أنها بالطابق الثانى، لكن على أرض الواقع كان بمثابة ارتفاع طابق ثالث أو أكثر..
تراجعت صحتها، وفقدت بضع كيلو جرامات من وزنها لزهدها أغلب الوقت فى الطعام، فبدت نحيلة ولكن ذلك لم ينل من جمالها الذى اعتاد عادل رؤيته بقلبه قبل عيناه..
حاول عادل بشتى الطرق اخراجها من عزلتها، ولكن يبدو أن الأكتئاب قد سيطر عليها.. فتعمد الهائها عبر منحها كتبا وروايات مسلية باستمرار، اعتاد وضعها أرضا أمام غرفتها كل ليلة فيطرق الباب مرتين ثم يذهب غرفته مدعيا الخلود للنوم ليمنحها بعض الخصوصية والحرية.. فبمجرد أن يوصد بابه وراءه، يسمع صوت فتح باب غرفتها.. لتبدأ نشاطها اليومى بالتسكع بجنبات الفيلا، ومحاولة اكتشاف ثغراتها.. كان يعلم جيدا ما تفعله، ولم يقلقه ذلك.. فمن ناحية يراه الهاء مناسبا لها، ومن ناحية أخرى هو مطمئن لتأمين المكان وانعزاله.. كما أن ذلك يمنحها حرية التصرف فى المكان، فكثيرا كان يستيقظ ليتفاجأ بتغييرات فى ترتيب الأثاث أو تحضيرها لبعض الأطباق الخفيفة الشهية..
بينما حاول هو الهاء نفسه صباحا بالاهتمام بالحديقة الميتة نباتاتها.. وبعد الظهيرة يعد الأطعمة التى دوما ترفضها سلمى رغم علمه بحبها لها.. وفى المساء يعتكف بمكتبه يطالع أحد كتب المكتبة الضخمة..
--------
طفح الكيل وفاض
لن أبقى أسيرته
سأرحل
ولن يرغمى على البقاء
خلقنى الله طيرا حرا
فكيف أرتضى سكنا بين قضبان سجنه!
أريد الرحيل
الآن
والى الأبد
فتحت باب غرفتها الموصد عليها دائما، تحمل حقيبة سفرها الكبيرة.. كان بمكتبه يطالع أحد كتبه المفضلة، عندما أثار انتباهه أصوات حركة غير منتظمة على السلم القريب من بابه.. اتجه ليرى ما تفعله تلك المتحصنة بغرفتها الآن على السلم..
تفاجئ بحقيبتها التى تحاول حملها تارة وجرها أخرى، ليرتفع أحد حاجبيه ويزفر ضيقا.. وضع يديه بجيبى بنطال ردائه الرياضى "تريننج سوت" راسما قناع البرود واللامبالاة على صفحة وجهه: خير يا سلمى.. يعنى تختفى تختفى، ويوم متظهرى تظهرى بشنطة سفر..
انتبهت سلمى لوجوده، وبهامة مرفوعة أجابت: اللى مفروض يحصل من أول يوم خطفتنى فيه..
ظهر الغضب بقسمات وجه، فأخرج يديه من جيبه ليشبكهما حول صدره: خطفتك؟!
سلمى: أمال تسمى احتجازى ضد ارادتى هنا ايه؟ فسحة ولا استجمام؟
عادل: وكمان بتتريقى
اتجه عادل ناحية السلالم فصعد أول درج وتوقف ممسكا الدرابزين: سبق وقلتلك أن هنا بيتك.. ومفيش واحدة بتسيب بيت جوزها بدون أذنه..
صدمت سلمى من كلمته، فظنت ربما خيل اليها ما تسمع: أنت بتقول ايه؟ مين جوز مين!
صعد اليها ليقف قبالتها مقربا وجهه من وجهها بطريقة اربكتها لضيق حيز الفراغ بينهما فحاولت الرجوع برأسها للخلف قليلا، ولكن زاد من توترها بنظرته اليها والتى تحمل تملك وتحدى: مش ذنبى أنك لحد دلوقتى مفهمتيش أنك مراتى..
--------
يتبع
الحلقة15: وجه آخر (ج2)
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 10:32 PM   #29

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الفل
قريت الخلقة 12 و 13 لسه هادهل على المصارعة الخرة
عاظل تصرفه مجنون جدا و السؤال هل الموضوع يستاهل كل المخاكرة دي
مهما كانت بتحبه هتفضل فاكره انه غصبها على الحياة معاه
هنشوف هو هيقدر يكسب ثقتها بعد عملته الزفت او لا
اقرى و ارجعلك


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 14-08-17, 11:36 PM   #30

بسمه..السيد
 
الصورة الرمزية بسمه..السيد

? العضوٌ??? » 405355
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 128
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » بسمه..السيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الفل
قريت الخلقة 12 و 13 لسه هادهل على المصارعة الخرة
عاظل تصرفه مجنون جدا و السؤال هل الموضوع يستاهل كل المخاكرة دي
مهما كانت بتحبه هتفضل فاكره انه غصبها على الحياة معاه
هنشوف هو هيقدر يكسب ثقتها بعد عملته الزفت او لا
اقرى و ارجعلك
منتظرة رأيك فى المصارحة جدا يا rontii


بسمه..السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.