آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          28 - سيدها - ساره كرافن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          19- أهديتك عمري - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          76 - أيام في العذاب - كارولين جينتز (الكاتـب : فرح - )           »          71 - طال انتظارى - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          413 - حبيبتي كاذبة - لين غراهام (الكاتـب : فرح - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-20, 12:05 PM   #91

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



//

الفصل الثاني والعشرين
البارت الأول


توسعت احداقها وقلبها يخفق بشده ، هل تتوهم ام انه خلفها فعلاً !! ماهذه الكارثة هي لا تشعر انها تريد رؤيته في هذه اللحظه تحديداٌ بلعت ريقها بهدوء وهمّت بمغادرة المكان لكن سرعان ماوقف امامها قائلاً : ماحطول بس خلينا نتكلم .
اشاحت بنظرها عنه وتكتفت : ماعندي وقت !
رعد سكت لثواني طويلة وبعدها : انا آسف ياروان آسف لأني فرطت فيك وإنتِ اغلى شيء جاني ..
لم تجبه بشيء ، اما هو زفر واكمل : روان انا ...
قاطعته : انا اللي اسفة ماعندي وقت لكلامك ذا ولا ..
امسك بيدها ونظرات الالم بعينيه : لو لي خاطر عندك لا ترديني .
ضحكت بسخرية : لك خاطر ؟ انت ماعاد لك شيء ابداً ( دفعت يده بحده ) انت ماتعرف تقدّر اشيائك الا لما تخسرها ، وانا ماراح ارجع احط حياتي بيدين شخص مستهتر وتافه مثلك وافقد قيمتي من جديد عشان خاطر ندمك واسفك المؤقت ذا وحتى لو ماكان مؤقت انا ابغاك تعض اصابعك ندم ، ابغى تهلوس بيّ وابغى تتمناني ولا تلقاني لو يجيبوك لي جثه يارعد ، انا ابغى تتعذب لو كنت تحبني جد وابغى تفهم كيف كنت احس وانا معاك ، ابغى تشوف نفسك فاقدني وانا قدامك بس مو لك , يعز علي اقولك عذبني حبك بس وربي لا اذوقك من نفس الويل اضعاف يارعد .
سكتت بصدمة حين قال بهدوء وهو يغمض عينيه : سوي اللي تبي لو يشفع لي عندك وترجعي بالنهاية .
روان : مستحيل ارجع مستحيــــــــل
رعد : ادري ان اللي سويته مو قليل بحقك لدرجة اني ما ادري اذا كان فيه يوم واحد حلو عشتيه معاي ، بس والله ياروان واوعدك ووعد الحر دين اني بنسيك كل شيء عيشتك هو اول ..
روان : انا ما استنى منك ايام ثانية غير اللي عشتها .. ما ابغاك , من الآخر انا ماعاد اشوف حياتي فيك ولا معاك .
امسك بكلتا يديها وهو يضغط بشدة وعينيه متعلقه بها : انا آسف وربي آسف ، روان والله العظيم انا مو قادر اشوف الحياة الا معاك انا ضايع بدونك ابغاك لو بعد عشرين سنه ..
شعور ما خالجها للحظة ربما الغضب او الكراهية ، او الحقد .. لاتعلم ولكن لاتشعر انها تستطيع الوقوف اكثر مع قدمين مرتعشتين ، اضطرت للجلوس وهي تحتضن نفسها بحاجبين متعاقدين ويبدو على مظهرها انها تحاول التحفظ على مافي جعبتها ولا تريد التحدث أكثر ، نظرت الى وجه رعد الذي جلس على ركبتيه امامها ومازال يتوسل : ياروان والله العظيم احبّك احبّك ولا ابغى افرّط فيك مرة ثانية انا ضايع بدونك ، انا ما احتاج الا انتِ انا اشوفك بكل مكان في كل وجه ، انا مو قادر اتعداك .. انتِ اخذتيني من نفسي ورحتي ليش تروحي بدوني !
ضحكت روان بإستهزاء : رحت ؟ انت ناسي انك طلقتني عشان سبب تافهه .. انا ماقد انهزت ثقتي بنفسي قد ما انهزت بسببك !! عشان واحد تافه مثلك قارني بوحدة غبيه زيّه , طبعاً ما تدري ايش كان وقع كلمتك علي لما تقول لها ... (سكتت وهي تشعر أن الكلمة مازالت عالقه في قلبها على هيئة غصه مؤلمة , هدأت نبرتها وهي تغمض عينيها بقوة) جسمك احلى منها .. حقيـــر سطحي واناني ، مايهمني كنت قاصدها فعلاً أو لأ بس انا نفسي بيوم اطلّع كلامك من راسي ، عموماً يارعد انا سويت كل شيء توقعته راح يقربك مني بس بالمقابل انت ماكنت تشوفني اصلاً ، انت ما كنت تشوف الا انانيتك وسهام ايش اللي تغيّر !!
رعد : آســـــــف , ياروان انا اشوفك حتى بسهام .. على قد ماكنت استنى اللحظه اللي تجمعني بسهام الا اني ماقدرت ما قدرت اتعداك ، روان انا كنت طوال الوقت فاقدك واصحى كل يوم متوقع اشوفك بس كانت سهام قدامي ، انا تعودت تصبحي علي وتمسي علي تستقبليني اول ما ارجع وتودعيني اذا جيت بطلع ، تعودت على يد حنونه تطبطب علي اذا احتجت ، تعودت اشتاق للبيت وانا بالدوام ، تعودت ارتاح بحضنك .. انا ما كنت حاسس بكل هذا الا لما فقدتك روان انا ارتاح بوجودك ، روان والله حاولت اخليك على راحتك وما افرض نفسي عليك ، واسحب نفسي من حياتك بس .. والله ما قدرت .. وإذا على المقارنة هذي اعرف مالي وجه اعتذر حتى لو ظليت اعتذرلك الف مرة .
لم تجبه بل رفعت راسها تستغفر بقلة صبر وهي تقول : تعود تعيش بدوني مو صعبة ، انا ما انسى الاكتئاب اللي عانيت منه 3 شهور ونظرات الناس لي بإني نفسية ومجنونة بسببك !! ما انسى الايام اللي فكرت اموت فيها واتخلص من الثقل اللي بقلبي ، ما انسى دموعي اللي تنزل يووومياً لاني احس بشيء بقلبي مو قادرة احكيه ولا اوصفه .. رعد انت كسرت كل شيء حلو بيننا ، انت اول شخص يدخل حياتي وافتحله اوسع ابواب قلبي وما القى منك غير الاستغفال والخيانه والتجريح والاهانه تصبحني وتمسيني على كلام وتصرفات تحسسني اني احب انسانه لك وانصدم اني ولا شيء بالنسبة لك ، كل هذا كووووم والكوم الثاني اني اشوفك تخون وساكته لاني مو مكتوب لي الا اني اتعذب بسبب شخص مايقدرني ولا يقدر مشاعري وتجي بكل بساطة تقول اسف؟ اسف على ايش ؟ على التسعة شهور اللي ضاعت من عمري عليك ؟ ولا على كل يوم نمت فيها وانا ابكي قلبي يعورني منك ، ولا على الايام اللي تمنيت فيها اني اذا نمت ما اصحى ما أبغى احس !! الايام طويلة على قلبي وثقيلة انا خسرت نفسي معاك وانت تجي تقول آسـ...
بترت الكلمة بذهول وهي تنظر إلى رعد الذي ألقى برأسه ودفن وجهه بفخذيها وهو يبكي بحرقه ، كتمت انفاسها للحظات لم تستوعب الذي يحدث الآن .. رعد .. يبكي !!
ويتمتم بـ : آسف انا آسف والله آسف ، والله انا قاعد احاااول احاااول انا مو عارف اخذ قراااار، والله حاولت اخليك وابعد ولا أحس اني ثقيل عليك بس يا روان مو قاااادر .. ارجعي ووالله اعوضك (اكمل بيأس ونبرة خافته) واذا مابترجعي علميني كيف اتخطاك نفس ما تخطيتيني !!! روان انا مو عارف اتعايش بحياة مافيها انتِ .. تكفين حسي ..
يتحدث بطريقة يائسة جداٌ .. تشعر بحرارة انفاسه ، ودموعه التي تتساقط وتبللها , بكاؤه وهو يدس وجهه في ركبتيها ، مابه لم يبكي ؟؟ لمَ تراه يبكي !!
لم تستطع تمالك نفسها وهي تشعر بالهلع والقلق , الخوف من حاله ، ندمت اشد الندم على ماقالته لم تتوقع ان تؤول الامور الى هذا المآل ، وضعت يدها على رأسه وهي تمسح على شعره برعشه : رعد ..
اكمل غير واعي بنفسه : ليش حتى انتِ بتخليني ؟ ليش بعد ما حسيت انك احلى حاجه صارتلي بحياتي بتخليني ؟ انا غلطان والله عارف اني غلطان واني فرطت فيك بس والله آسف آســــــف ..
رفع رأسه ينظر إليها بعيون حمراء غارقه بالدموع : انا والله ماعمري جاملتك بشيء كل شيء معاك كان تلقائي ، فلو بيني وبينك لو لحظه وحده حلووه لو مرة وحدة بحياتي حسستك فيها بشعور حلو خلي هاللحظه تشفعلي عندك ..
انعقد لسانها ، وضاعت الحروف ، ظلت عيونها متعلقه عليه دون ان تشعر ولم تشعر حتى بدموعها التي انهمرت من عينيها ، تنهد وانزل رأسه للحظات ، مسح دموعه وكأنه للتوّ عاد لوعيه .. اعتذر يائساً عن هذا الموقف ، ثم قال قبل ان يغادر : انا والله مو قصدي اضايقك او احطك بهالموقف ، ولا كان قصدي احطك بأي موقف ، وانا اعرف اني لازم اعتذر عن اشياء كثيرة وانا آسف عليها كلها ..
ظلت صامته فقط تنظر إليه وتبكي ، شعر بالاستسلام فعلاً واليأس لا يبدو أن الامور ستعود بينهما يوماً قام هامساً قبل ان يغادر : مع السلامه ...
ظلت تنظر إلى طيفه الذي غادر من امامها .. وقلبها يرتعد ما قصده ب " مع السلامه " التي قالها بكل هذا اليأس ؟؟ هل استسلم أخيراً وقرر تركها .. إلى الأبد ؟
لم تستطع تمالك نفسها وغادرت هي الاخرى لغرفتها واغلقت الباب وانهارت ، شتت صلابتها ، جمودها ، قرارها بألا تعود ، شتتت افكارها ، وعقلها ، هز كيانها مجدداً ، دموعه لامست عاطفتها ، ندمها الشديد على قسوتها بالحديث معه قلبها بدا يلومها لانها لم تستمع لاعتذاراته المتكررة بل فضّلت ان تمارس عنادها الذي لم يعتد عليه رعد ، وبخت نفسها اكثر حين تذكرت وجهه الشاحب .. ملامحه اليائسه تلك ، وبخت نفسها لانها لم تكترث الا بالغل الذي ملأ قلبها على ..... لتنطق بألم : ياااربي
وهي غارقة بنوبة البكاء ..

\\

وضعت العنود يدها على كتفها في حين ان الباقيات نظرن اليها دون رد لتقول العنود : اذا بقلبك حب لاتحتفظي فيه لنفسك .. مابكي الا لانه يحبك حب ما عرف يثبته لك ويدري انك ماراح تصدقيه مهما قال .. روان اذا تحبيه لاتخليه اعطيه فرصة ، فرصة ثانية وكأنه انسان ثاني غير رعد الاول .. واتوقعه اثبتلك انه فعلاً انسان ثاني , احس حراااام لا تخليـــه .
نظرت روان الى العنود بعينين دامعتين ، ثم نظرت لسارة التي هزت رأسها بإيجاب وبعدها الى جنى التي قامت وشربت الماء وعادت للجلوس دون ادنى كلمة ، لكنها حين شعرت بنظرات الجميع نحوها نظرت إليهن قائلة : ايش !
سارة : نبغى رأيك بالموضوع !!
جنى : ما ادري ، سوي اللي يمليه عليك قلبك ، احنا ماعشنا مشاعرك ومانعرفها ومانعرف رعد وماعشنا معه ، انتِ ادرى بالقرار الصح ، واستخيري .
ساره : ذي من يوم حملت وهي مو طايقه حتى تعطي أراء .
العنود : كويس فيه أحد غيري ملاحظ إنها صايره نفسيه .

\\

واضعة يدها تحت خدها تستمع إلى روان التي بالكاد تلفظ أنفاسها من وسط كل هذا البكاء , ابتسمت عندما سكتت روان : قلتلك عمر الكره ما كان كافي عشان تتخطي الشخص ياروان شوفي ايش سوا فيك !!
نظرت روان إليها : لينا قلبي يعورني خايفه آخذ قرار خطأ !
لينا : بسألك هالمرة عن رعد ياروان , عن حياته كيف كانت قبلك ؟
روان : ما اعرف ..
لينا : سبق لك قلتيلي ان امك هي اللي ربته وهذا اللي خلاك ماتقدري تاخذي حقك منه لأن امك ما وقفت معاك , ليش ؟ إذا كانت أمه عايشه وعلى قولتك تكرهك , ليش امك هي اللي ربته ؟
روان : ايش دخل هالأسئلة بموضوعي .
لينا : ممكن تكون فيه مشكلة أصلاً بحياة رعد , مشكلة تخليه مايعرف قيمة أحد , ما ادري بس هو قال كلام كثير بإعتذاره لك خلاني أحس ان رعد يعاني من حاجه يمكن اقدر استوعبها اذا قلتيلي انتِ كيف كانت حياته !
روان بعد لحظات من الصمت : امه وابوه انفصلوا وهو طفل وامه خلته عند خالي .. خالي ما كان يعرف كيف يتعامل معاه لأنه طفل عمره بالشهور يمكن وكمان خالي ماكان فاضي وكان قليل مرة يجلس بالبيت ف حطه عند أمي تنتبه عليه .. اللي أعرفه انها من يومها ربته تعلق فيها وتعلقت فيه كأنه من جد ولدها , حتى لما تزوجت ما خلته .
لينا : وباقي اخوانه طيب ؟
روان : ما اعرف اللي اعرفه انها ماربت الا رعد .
لينا : وامه ماعاد سألت عنه ؟
روان : الا ميار وخالي رجعوا لبعض بس رعد ما رجع لها امي قالتلي انهم رجعوه لأمه يومين بس كان طوال الوقت يبكي ومايرضى يرضع ولا يسكت ولا شيء لحد ما رجعوه لأمي , كأنه تعود عليها , حتى لما تزوجت وسافرت لشهر العسل ما طولت .. ورجعت على طول لان رعد مرض ..
ابتسمت لينا بسخريه : واضح ان رعد يحب التملك .
روان : يمكن , بس تدري ؟ ما كان يدري ان ميار أمه , يحسب سما هي أمه , أتذكر سلطان قالي ان رعد تأزمت نفسيته لما اكتشف ان امه ميار وهو طول عمره يحسبها قريبته بس .. وانه حس وقتها انه منبوذ واهله ما يحبوه لانهم خلوه .
لينا : تدري ياروان ما احس ان رعد ممكن يكون تعدى هالشعور بس يمكنه كبر على إنه يوضّح شعوره هذا , كيف علاقته بامه ؟
روان : بــــــارده , نادراً اشوفه يكلمها , حتى هي ما أحسها تعتبره ولدها زي الباقيين .
لينا : روان , ما ابغى اخذها كحجه لرعد على اللي سواه فيك بس دايما او بالأصح أغلب الأشخاص اللي عاشوا بدون ما يحسوا بحب وإحتواء وحنان أهلهم عليهم وهما أطفال لما يكبروا يميلوا لتدمير أي علاقة يدخلوها , ماهو شيء إرادي بس بيكونوا حاسين طوال الوقت انهم مايستاهلوا , بيكونوا شاكين بمصداقية المشاعر الحلوة اللي حولهم .. شخص زي رعد ممكن يكون حس لفترة طويلة جداً إنه منبوذ , تخيلي انك طوال الوقت تشوفي أهلك قدام عينك وكل اخوانك عندهم إلا انتِ لوحدك , ف تخيلي لو ان اقرب الناس لك تشوفيه مهمشينك كيف ممكن تثقي بحب أحد بعيد عنك لك ؟
روان : تحاولي تفهميني ان تصرفه عادي ؟
لينا : قلتلك لأ مو عادي .. بالعكس اللي سواه شيء فظيع لكن انا قلت افهمك كيف ممكن سلوكياتنا تكون ترسبات قديمه لمشاعر مدفونه من طفولتنا وتأثر علينا واحنا كبار , بحياتنا طالما احنا ماتخلصنا منها نهائياً..
روان ببراءة : شكلي بقوله يجي يراجع عندك عشان تساعديه يتخطى طفولته إذا هي من جد مؤثرة عليه .
ضحكت لينا بشدة وسط إستغراب روان : يا حياتي لهالدرجة شلتي همه ؟
روان ابتسمت : لا بس .. احس ان رعد يشبهني عشان كذا احبه صح ان حياتنا ما تتشابه بس حسينا بنفس الشعور , وانتِ ساعدتيني اتخطى اكيد تقدري تساعديه .
لينا بتهكم : موافقه تجيينه لي بس بشرط , إذا عجبني تخلينه لي .
روان بتجهم : لا طبعاً , ما بجيبه بقوله نفس كلامك لي وخلاص .
لينا : لهالدرجة واثقه انه حيعجبني ؟
روان : اذا رجعتله لا تزعلي اذا ماعزمتك انتِ ومزحك البايخ هذا .
لينا : ههههههههههههههههههههههههه ه يسس هذا اللي ابغاه اعرف قرارك قبله .
ضحكت روان : انا ايش ورطني فيك .

*****

عدت من النمسا أخيراً ، وانا أتوق جداً لرؤية عائلتي .. ها أنا ذا ارتدي فستان بسيط ناعم باللون الأبيض لأزور والداي .. وأخيراً وانا اخرج من منزلي الصغير بأثاثه الغير مكتمل لأننا قدّمنا موعد الزفاف فلم نلحق على اكمال التأثيث .
لكن لا مشكلة لم ارد الاستعجال في شيء .
المهم عندما وصلت إلى الفيلا نزلت من السيارة ولهفتي تسبقني إلى الداخل .. طلبت من رشاد ان يحمل حقيبة السفر الصغيرة تلك التي ملأتها بملابس ذات احجام صغيرة ، وألعاب ، وما إلى ذلك من مستلزمات الأطفال ، كنت قد أحضرتها كهدية إعتذار من النمسا لوالدتي على فظاظتي في تقبّل أمر حملها ..
دخلت والإبتسامه الواااااااسعه تزيّن وجهي .. سبقتني دموعي بالتعبير عندما استقبلتني فتحيه ، عانقتها بقوة وانا ابكي وهي تبكي : ياحبيبتــــي ازيّك يا رند ؟ انتِ كويسه ؟ والله وحشاني قوي ، ايه ده خسيتي اوييي رشاد ما بيأكلكيش ولا إيه ؟
ضحكت بشده وانا امسح دموعي : والله انتِ اللي وحشاااااااااني ، يأكلنييي بس اكلهم مو زي اكلك ، انا معرفش اكل من حد غيــــــــــــرك منتي عارفه .
فتحيه ساخره : آه عشان كده وانتِ هنا بتطلبي من برا كل يوم .
ضحكت وهي تبتعد عنها عندما سمعت صوت والدها القادم يرحب بها وبرشاد ، وبعد ان قبّل رشاد رأسه ارتمت رند في حضنه تعانقه بشدة : باباااااااااااا اشتقتلــــــــــك ليـــــش ليش تزوجني وتبعدني عنك .
والدها : على اساس انا اللي غاصبك .
رند : لا واضح بدلتوني بسرعة أصلاً .
والدها : نبدلك ؟ واحنا نقدر ؟؟؟
رند : فين ماما طيب ؟
والدها : جوا شويه وتطلع .. تعالوا اجلسوا ، تعال رشاد حياك .
رند وهم يجلسون : ميهاف وزياد وين ؟
والدها : زياد خرج يجيب ميهاف .
عندها خرجت فجر والإرهاق بادٍ عليها لكن الابتسامه الواااااسعة تزيّن شفتيها : رنووودي .
قامت رند وهي تخطو بسرعة إلى والدتها وبمجرد أن اقتربت منها لمعانقتها : وحشتيــــــــــ........
بترت كلمتها واحداقها تتسع بصدمه ، نظرت إلى والدتها التي غطت فمها بإستياء معتذرة ، ثم نظرت إلى ملابسها التي اتسخت بالقيء .. ظلت تقف في ذهول : ماما .
فجر : اسفه اسفــــه ما كان قصدي .
نادت رند الخادمه وخلعت عباءتها واعطتها لتغسلها ، لكنها نظرت إلى فجر بقلق : تعبانه ؟ انتِ تعبانه ؟
فجر بتعب : بعدي عني .
مدت يدها لتسند فجر لكنها اوقفتها بغضب : بعدي عنــي .
توقفت رند : عادي ما صار شيء .
فجر : ما بشوفك روحي .
صعقت رند : قلتلك ما صار شيء عاادي دحين بتغسل عبايتي وتجيبها لا تتعبي نفسـ....
فجر : رند ابعدي مو قااادرة اتنفس ، قربك كبت على انفاسي افهميني ..
رشاد وهو يسلم على فجر ثم قال لرند متهكماً : شكلها تتوحم عليك .
عقدت رند حاجبيها بإستياء : تمزحي لو تتوحمي علي والله مرة تمزحي .
ابتعدت عن والدتها عندما رأت الضيق بعيونها ومحاولاتها بإلتقاط انفاسها .. جلست والعبوس يعتلي ملامحها ، تكتفت بغضب شديد ، والدها : احسبك تتوحمي بس على غرفتها مو عليها هي .
فجر جلست بعيده عنهم دون ان تجيب .
عبدالله محاولاً تلطيف الجو الذي توتر فجأة : ايوه يا حبيبتي كيف كانت النمسا ؟ انبسطتوا ؟
رند بتجهم : حلوة .
عبدالله : وين رحتوا وين تمشيتوا ؟
رند لم تجب ، رشاد حاول تدارك الوضع واخذ يتحدث مع والدها عن رحلتهم هذه ، بينما ظلت رند تنظر إلى والدتها بغضب .
فجر : لاتطالعي فيا كذا والله ما ادري اني اتوحم عليك احسب بس غرفتك اللي اكره امر من عندها واكره اشوفها .
رند : بس سبرايز طلعتي تكرهيني كمان مع الغرفة ، لا والله استقبال حلو بعد غياب شهر .
تجمعت الدموع بعينيها من الغبن ، هي من البداية لم يعجبها موضوع الحمل اطلاقاً ، شعرت حينها بالخوف والقلق من أن يحلّ محلها أحد ، لكنها الآن تأكدت من ذلك .
قطع عليهم دخول زياد برفقة ميهاف : هااااي ، السلام عليكم .
الجميع : وعليكم السلام ..
بعد ان سلمت على الجميع عانقت رند بقوة : وحشتيني وحشتيني وحشتيــــــــــــني ياعرووووسه .
رند : وانتِ اكثر .
ابتعدت ميهاف عنها بإستغراب وهي ترى وجهها المتجهم : اشبك تقوليها بدون نفس !
حينها لاحظت الدموع الواقفه بعيون رند ، عانقتها مجدداً وبتهكم : ليــــش البكاا المفروض تنبسطي شفتيني وأخيراً ..
زياد اتى إليها : وخري كذا خليني اسلم عليها .
ابتعدت ميهاف لكنها شعرت بغرابة في هدوء رند وبكائها الذي تحاول كتمانه ، لايبدو الأمر وكأنها تبكي من الشوق مثلاً !!
زياد : والله فقدتــــــك مرة لي شهر محد ناشبني على ميهاف لاعاد تسافري .
همست حينها رند بإستياء : هي تتوحم عليك ولا بس علي ؟
زياد عقد حاجبيه : مين ؟ ميهاف ؟ بدري عالتوحم ماهي حامل .
رند : ماما .
زياد بضحكه : اما امي تتوحم عليك ؟ يعني بتجيب وحدة ثانية تشبهلك ؟ يوه يصير عندنا مصدرين قروشه وازعاج رند صغيرة ورند كييرة يا ساااتر .
ميهاف نظرت إلى فجر : من جد تتوحمي على رند ؟
فجر : للأسف .
رند انفجرت باكيه : ليــــش المفروض تشتاقيلي مو تكرهيني !! انا بنتك ووحيدتك المفروض حتى لو تتوحمي علي تشتاقيلي وتحضنبني مو تقوليلي وخري ما بشوفك ووجودك يكتمني !! ذا استقبال تستقبليني فيه ؟
رشاد : رند ذا وحام وحتى انتِ كرهتي الأكل
رند ساخطه : كرهت الأكل ما كرهتها هي !
لم تتفوه فجر بكلمة لا تشعر سوى بالضيق والإرهاق والتعب من وجود رند هنا ، أنفاسها تضيق شيئاً ف شيئاً بشكل يجعلها تشعر بالغضب من رند بلا مقدمات ، لتقول من بين اسنانها : ميهاف خذيها لفوق مو قادرة اتح....
بترت كلمتها وهي تقوم مسرعة للتقيأ .. رند ازدادت عقدة حاجبيها ، وغضبها يزداد أيضاً نظرت إلى رشاد قائلة : برجع .
والدها : رنودي اجلسي شويه ..
ميهاف : خليكِ رند لا تاخذي بخاطرك مو بيدها .
رند بإصرار : برجع
زياد : بلا دلع ما لحقنا نشوووفك .
رند : ماااا ابغى اشوووفكم انا بررررجع .
//
في المنزل ، مستلقيه على جنبها الأيمن وهي تحتضن ركبتيها إلى صدرها ودموعها تهل على وجنتيها بإستياء ، جلس بجانبها ومسح على شعرها اقترب منها قبّل خدها بلطف : لا تزعلي نفسك ، فترة وتعدي ، انتِ عارفه .
رند : لا مو عارفه ولا بعرف ، ليش تكرهني انا مو بنتها ؟ ليش ما كرهت زياد هو اللي مقابلها 24 ساعة مو انا ، حتى اناا أحبها أكثر منه ..
رشاد : حبيبتي اكيد بتكوني عارفه شعورها اكثر مني ، وان الوحم مو بيدها ..
غطت اذنيها : ما بسمع شيء ، إذا بتدافع عنها مابسمعك .
لم يلمها على مبالغتها في الحزن على الأمر ، لأنه يعلم أن حتى رند ليست بمزاج جيّد بسبب الحمل أيضاً ..
مرت الأيام وحالتها النفسية تزداد سوءاً ، على الرغم من محاولات فجر في التحدث إليها مراراً والاتصال عليها إلا أنها لا تجيب ولا تودّ ذلك أصلاً .. تشعر بالوِحدة ولكن ايضاً لا تريد رؤية أحد .
في يومٍ ما عندما أصرت فجر على رشاد أن تتحدث إلى رند .. وقف رشاد أمامها وهو يلوّح بالهاتف : أمك بتكلمك .
رند : ما بكلمها .
رشاد : مصختيها خلاص كلميها لمتى بتزعلي !! شوفي كم لها تحاول تكلمك وانتِ مو معبرتها .
رند : ماااالك دخـــــــــل .
امسك يدها بالقوة وهو يضع الهاتف في قبضتها : كلميها اشوف .
رند : فك يدي ماابغى اكلمها ما تفهم ؟ كلمها انت ولا قفل المكالمه ما بكلمها انا .
رشاد بغضب : رند !!!! عيــــب هذي امك .
رند : ماااا بكلمها مووو بالقــــــــوة .
افلتت الهاتف وسقط من يدها وارتطم بالأرض وتكسّرت شاشته بالكامل .
رشاد بغضب أكبر : عجبـــــــــك كــــــــــذاااا ؟
رند : انت الل...
قاطعها : اص ولا كلمــــــــه مصختيـــــــها تراك ، بس خليـــك لماا تجيك بنت تعاملك زي كذا بتفهمي يا لكيــــــعه .
رند صارخه : هي اللي تكرهني مو انا ليش ما تفهم ؟ لما انا اكره بنتي وقتها اسسسسستااااهل .
تركها وغادر من الغرفة ، يكره رأسها العنيــــــــــد جداً وكبرياءها الساذج على حد وصفه .

\\

في الجامعه نظرت إليها : شفيك كئيبة كذا ؟ ما كأنك راجعه من شهر عسل (اكملت بإحباط) مو حلو الزواج صح ؟ كنت حاسه ، اصلاً انا مرة متردده وخايفه .. ليش ساكته تكلمي ما طلع رشاد نفس ما توقعتيه ؟
رند : امي حامل .
ابتسمت ارجوان : تغيري الموضوع ؟
رند : لا ياغبيه اقولك امي حامل .
ارجوان وكأنها استوعبت : اما ، ماشاء الله ، مبرووووووك والله .
رند عبست أكثر : ما فرحت .
ارجوان : ليش ان شاء الله ؟ لا يكون تغاري !!
رند : مدري ما اتخيل يجيني اخ او اخت بعد ذي السنين ، لا وقد ولدي او بنتي (اكملت بكرهه اكبر) وفوقها قاعدة تتوحم عليّا ما بتشوفني ولا بتجي لأي مكان أكون فيه (غرقت عيونها بالدموع) ماني فاهمه ليش تبغى تحمل ايش تبغى بالأطفال دحين !!! ما اتذكر انها تحب الاطفال وبعدين خلاااص بيصير عندها حفيـــــــد ...
قاطعتها ارجوان : هيه هيه هيه لالا كمان اعترضي عالقضاء والقدر واعلني إلحادك مرة وحده !!
رند : استغفر الله مو قصدي كذا بس يوووووه ما حتفهمي لأنك غبيه .
ارجوان : مالغبي غيرك يااااا غيـــــــــــــــووره .
رند : انقلعي ما اغيــــــــر بس خلاص احنا ما نكفيي ؟
ارجوان : شفتي إنك غيوووره .
رند بغضب : مووو غيره بس شوفي من دحين تكرهننني وتتوحم علي اجلل لو ولدت ؟
ارجوان بتهكم : بترميك ولا راح تسأل عنك .
رند : شفتي ذا اللي اقصده احسها حتسحب عليّا ..
ارجوان : غبيه انتِ تراك , من جد الحمل أثر على مخك خلاك تفكري بأشياء غريبة ، يعني بالله انتِ دحين لو جبتي ولد بعدين حملتي ثاني بترمي ولدك الاول يا غبيه ؟
رند : انتِ اكيد اليوم مقرره تكوني حيوانه وماتفهمي بسرعة صح ؟
ارجوان : لا يا انسانه فهميني ؟؟؟
رند : انا خلاص تزوجــــــــت وماصرت قدامها يعني من جد بتجيب نونو وتنساني فهمتي !!!!
سكتت ارجوان للحظات تفكر : غيــــــــــــرانه .
رند : انا ليش جالسه اكلمك اصلاً !!!

*****

فتحت الباب وهي ترحب بها بلباقه وتسلّم عليها برقّتها المعتادة ، لكن ما إن رأت خالد حتى ارتمت بحضنه تعانقه بشده : ااااه أخيراً جيت ! والله توحشني مرة ، قد ما يمر من الوقت إلا إني ما اتعود على روحتك .
خالد مسح على ظهرها بحب : وانتِ توحشيني مرة .
ابتعدت عنه بإبتسامه واسعه : جبت لي الفستان خلّودي ؟
خالد : أكيد ، بس بالسيارة ما طلعته كويس ذكرتيني .
مد لها المفتاح والتقطته بفرحه : الله لا يحرمنـــــــي ، ادخلوا اجلسوا جوّا ، جابر بعد شويه راجع ، خذي راحتك بيان البيت بيتك .
دخل خالد وبيان بينما خرجت ديمه لتجلب فستانها من سيارة خالد .. ظلت بيان تتأمل زوايا الفيلا وتصميمه ، لم تكن هذه المرة الأولى التي تأتي فيها إلى هنا لكنها شعرت بتغيرات كثيرة في المكان مما جعلها تشعر أنها تدخل لأول مرة .. نظرت إلى الطابق الثاني من خلال الأسوار ثم قالت متسائلة : سارة راح تسكن هنا صح ؟
خالد : ايوه ، جابر ما راح يطلع من الفيلا ، اخذ الدور الثاني كامل .
بيان : حلو عشان ديمه ما تحس بالوحده .
أتت الخادمه لضيافتهم ، خالد : انتِ جديده صح ؟
نظرت إليه لوهله ثم قالت : I do not speak Arabic
خالد : How long have you been here?
الخادمه : About three months
مدت الخادمه لبيان فنجان القهوة ، اخذته بيان وهي تتساءل : تتوقع عادي اشرب قهوة ؟
خالد : تراني خالد مو اخصائي نساء وولادة ، شدراني !
بيان : اجل ما بشرب حتى لو ما يضرها اخاف يسهرني مو ناقصه سهر .
دخلت ديمه وهي تحمل بيدها صندوق متوسط الحجم ، اغلقت باب الفيلا بقدمها : يا حلوك خالد ما فكيت الطرد تشوفه .
خالد : لا ليش افكه ، مو فستان ولا ؟
ديمه جلست بجانبهم وهي تطلب من الخادمه ان تحضر لها سكيناً لتفتح الطرد .. فتحت بحماس ثم فتحت الصندوق الذي يتوسطه ، أخرجت فستانها وفردته بالهواء وهي تقف وتضع الفستان على جسدها : الله يجنن نفس الصورة بالضبط .
بيان : هذا لزواج جابر؟
ديمه : ايوة ، شرايك فيه ؟ رهيب مو ؟
أخذتا تتحدثان عن حول تجهيزات الزواج وديمه تستشير بيان في أمور كثيرة , حتى طلبت منها أن تذهب معها لجلسات العناية
خالد : صح تذكرت مربيتك هذيك اللي قعدت معاك وانتِ صغيرة ام ميهاف وش اسمها ؟
ديمه : ياقدمي ايش ذكرك ؟ نانا فاديه .
خالد : عندك رقمها ؟ تتواصلي معاها ؟
ديمه : ويـــــــن من زمان انقطعت عنها ، بس يمكن جابر عنده رقمها .
بيان هامسه : ميهاف من ضمن حب المراهقه ولا لا ؟
ضحك خالد : وين صغيرة البنت بعمر ديمه او اكبر بشوي ، بعدين ترى أمها اللي بكلمها مو هي .
بيان : اوكِ ، بس بشوفها قبل .


يمشي في حديقة المنزل قاصداً الدخول ، يتحدث بهاتفه : خلال هاليومين بالكثير أبغاه فاضي ما كأن دخله أحد ، كل شيء يتنظف ويتعقم ، أي عطل يتصلح ، أبغاه يرجع جديد من إلى ........ خلاص مو مشكله بس ابغى تزيدلي إضاءات بالحديقه ...... اوكِ ، مع السلامه .
اغلق الخط وهو يمسك بمقبض الباب ، دخل إلى الفيلا والإبتسامة ترتسم على شفتيه بمجرد أن رأى خالد الذي وقف بدوره بإبتسامه واسعه : تو مانوّر البيت .
خالد : منوّر بأهله .
جابر : كيف حالك بيان ؟ الحمدلله عالسلامه .
بيان التي كانت تشاهد صور لتساريح بجوال ديمه ، نظرت إليه : الله يسلمك ، بخير .
خالد : وانت طمنّا ايش مسوي ؟
جابر : أبد متقروش ما يحتاج اقول طالما مريت بموقفي .
خالد : يا رجّال بدري عالقروشه كل حاجه بتهون لحد ما تجيب بزران .
ضحك جابر وهو يمد يده ليحمل ماريا : هالنقطه تقروش ؟ اشك والله إنك كذاااب ، يا حلوها
قبّل خدها برقه واخذ يستنشقها جلس وهو يقربها من صدره : تشوف ولا لسه ؟
خالد : شويه مرة .
ظل يلاطفها بحب ، منذ زمن لم يرى طفلاً بهذا الحجم أمامه ، كان يشعر بالتوتر قليلاً وهو يحملها خوفاً من أن يؤذيها بأي حركه غير مقصوده .. لذا فضل أن يبقى ثابتاً ..
نظر إلى خالد وقال : مبروك الجنسية ما بغيت .
ضحك خالد : والله من جد ما بغيت بس الحمدلله .
ديمه بخيبة : يعني كذا انت راح تستقر بالنرويج ؟
خالد نظر إلى بيان : اممم تقريباً ايوة .
بيان : ما عليك قلوبنا بجدة بنجي بإجازات خالد ان شاء الله .
ديمه : طيب ودحين كم راح تجلسوا بجدة ؟
خالد : لحد ما تخلص اوراقنا ونحضر زواج جابر ان شاء الله ونرجع .
بيان : وريان .
خالد : حدد ؟
بيان : لا ما حدد بس راح احضره ، اكيد راح يخلي زواجه قبل رمضان .
خالد : بس اكيد احنا ماراح نجلس لين رمضان اصلاً ! كويس لو جلسنا لشهر 5 اساساً .
بيان بعناد هادئ : لو كان زواج ريان بشهر 5 راح نجلس لشهر . 5
خالد : لووووو كاااااان ..
قاطعهم جابر قائلاً : انتو وين قاعدين ؟ بشقه ولا ؟
خالد : لا بفندق استأجرت بفندق .
جابر : ليش مو شقه مفروشه ؟
خالد : تدري اني اكره الشقق المفروشه مستحيل استأجرها ، وبعدين الفندق خدمات واهتمام أكثر .
جابر بإستغراب : وليش ما جيت للبيت ؟ غرفتك موجودة .
خالد : لا تستعجل جايكم بس كذا جاي على بالي اخذ وضعية السائح كم اسبوع وبعدها نجيكم ان شاء الله .
ديمه تخاطب بيان بفرحه : والله راح تكملوا باقي مدتكم عندنا هنا ؟
بيان سكتت للحظات ثم ابتسمت : ايوة ان شاء الله .
جابر : ديمه قلتيلهم وش بتسوين ؟
ديمه : ايش ؟
جابر : حفله استقبال مدري شيء قلتيلي عنه امس .
ديمه : جاااااااااابر يا حبك للتخريب كنت بخليها مفاجأة .
جابر : هههههههههههههه اما مفاجأة ماقلتيلي اسف .
بيان : استقبال ايش ؟
ديمه زمت شفتيها : حفلة استقبال لميرو ، كنت مخططه تكون مفاجأة بس شكراً لجابر.
ابتسمت بيان : يا عمري ديمه لا تتعبي نفسك .
ديمه : مووو تعب هذي اووول نونو تجينا واول بنت اخ لي لازم لازم لاااازم اسوي حفله بمناسبة جيّتها .
خالد : يا حبك للحفلات ديووم .
بيان : كيف بتكون الحفله يعني ؟
ديمه : زي السابع يعني ، ممكن نسويها هنا بالفيلا اووو بشاليه شرايك ؟
اخذتا تتحدثان حول الأمر حتى تساءلت بيان : على كذا بدوّر فوتوغرافِر كويسه بجدة من دحين .
وضع حينها خالد يده على وجهه : ما حنخلص من البومها احنا !!
ضحكت بيان : يلا عاد احمد ربك ما جبت احد لما انولدت ولا لما كملت شهر .
ديمه : ليش زعلان ؟ احس عادي هذي اول بنت لكم لازم تصورها .
بيان : تعالي فهميــــــــــــــــــه .
خالد : ما يكفي تصورها بجوالها وانتهينا ؟
ديمه : جااابر صح تذكرت ساره قالتلي ماتبغى تمنع جوالات الكاميرا بس تبغى كفرات منع التصوير .
جابر : حاضر تبشر ساره .
همست بيان : تعلّم .
خالد : بدينا جحود ؟
//
بعد أيّام وتحديداً بالفندق .. مسح جسده المبلل بالماء بالمنشفه وهاتفه بأذنه : اول مرة ادري عنه ! وبعدين كيف بإسمي ؟
: انت ناسي انك وقعت عالملكيه .
خالد : اووه صح الاوراق اللي وقعتها بالنرويج .
جابر : ايوة ومن ضمنها هالفيلا ، روح شوفها سواء تبي تسكن فيها ولا تأجرها براحتك ، بس لا تخليها كذا مهجورة .
خالد : ما كان فيها أحد ؟
جابر : إلا كانوا فيها مستأجرين وطلعوا قبل اسبوع تقريباً .
خالد : ماشي اذا فضيت بمرها ، المفتاح معاك ؟
جابر : مع حارس الفيلا ، اذا بتروح عطيني خبر عشان اكلمه .
خالد بملل : الحين كانت مسكونه يعني يبغالي اعدل فيها و...
قاطعه جابر : لا تشيل هم تكفلت بكل شيء ، وامس بس تأكدت انها رجعت زي ما كانت جديـــــــــدة ما عليك الا إنك تشوفها .
خالد : والله إنك كفو كثر الله خيرك ، نردها لك ان شاء الله .
جابر : اعتبرها تعويض .
خالد : تعويض عن وش ؟
جابر بعد لحظات من الصمت : امممم ممكن تكون تعويض على اي حاجه قصرت معاك فيها .
خالد : لا والله انك ماقصرت بشيء والله شاهد ، وطول عمرك عزوتي وسندي الله يطول بعمرك ويسعدك .
تنهد جابر : الله يعديلي هالفترة على خير .
خالد : فيه شيء ؟ اذا ناقصك شيء او محتاج شيء عادي قول لي انا موجود او تبي اساعدك بشيء ؟
جابر : لا لا تشيل هم انت بس خلص اوراقك ورتب امورك ..
قاطعه خالد : جابر عادي انا أخوك ، قول لي إذا محتاج شيء لا تجامل وتتردد .
//
عصر يومٍ آخر .. بمجرد أن وطأت اقدامها أرض الفيلا شعرت بقشعريرة رهيبة جعلت قلبها يتسارع بقلق وخوف مجهول ، رفعت اكتافها وهي تتنفس بعمق علها تخفف من الشعور الغريب الذي انتابها ، استدار خالد إليها بعد ان تفحص ارجاء المكان بعينيه : تعالي نشوف المكان .
خطت بضع خطوات أخرى تمشي خلفه ، لكن سرعان ما قطعت ماريا نومها باكيه .. شعرت بيان بالذعر أكثر من بكاء ماريا المفاجئ ، اخذت تهزها لتهدأ ، لكن ملامح الضيق اعتلت ملامح طفلتها وظلت تبكي وتهدأ ثم تعود للبكاء مجدداً ..
\\
بالفندق بعد أن بدلت ثيابها .. ارتمت على السرير وخالد يقول : هذا رأيك الأخير ؟
بيان اغمضت عينيها بإرهاق : يمكن أغيّره إذا صحيت (فتحت عينيها مجدداً تنظر إليه وهو يداعب طفلته) شرايك تشيلها وتطلعوا برا وتخلوني انام 7 ساعات متواصله ؟
خالد : هذا لوو خلتك تنامي 7 ساعات .
بيان : لا يا حبيبي بتكون معاك حتى لو بكيت لاتجيبها لي تصرف وسكتها ، والله تعبت احس ان لي شهور مو نايمه .
خالد : ايش اسوي ما اعرف اسوي شيء ؟
بيان : بليـــــــــز خالد اسهر معاها اليوم ماعندك دوام ، اذا جاعت فيه قوارير الحليب فوق الكومدينه بس لا تصحيني .
خالد : بس اذا وسخت نفسها بصحيك .
بيان : غسلها انت ابو عالفاضي ؟
خالد : ماااا اعرف !
بيان : تعلم من اليوتيوب ، خالد خلاص اطلع .
خالد : ب....
قاطعته : مو هي تحبك أكثر خلاص اهتم فيها .
اخرجته من غرفة النوم وهو يحمل طفلته ، وضعت بيان قوارير الحليب فوق الطفله ليأخذهم ، قائلة : حقفل الباب وما حفتحه الا بعد 7 ساعات ، دبر نفسك عاد .
لم تعطه فرصه للإعتراض ، سرعان ما اغلقت الباب وهي تضحك بإنتصار ..
بينما ظل خالد معترضاً على قرارها ، طرق الباب بحجه : ماااعندها غيار برا ..
بعد ثوان رأى شيئاً يخرج من تحت الباب ليستوعب ان بيان ارسلت حفاظات ومناديل مبلله وكربمات صغيرة ، لا يعلم اصلاً ما وظيفتها ؟
زفر قائلاً : شكلو ماما جاده بتخلينا لوحدنا !! ايش رايك تاخدي إجازة من البكى اليوم ؟
//
صباحاً بعد أن رنّ منبه الهاتف ، استيقظت وهي تشعر بالراااااحه واخيراً استطاعت أن تنعم بساعات من النوم المتواصل بدون أن تشعر بالقلق وبدون بكاء طفلتها ، تذكرت أنها اقفلت الباب اصلاً ، غريب ان خالد لم يزعجها لتستيقظ ، قامت من السرير وفتحت الباب .. المكان مظلم وهااادئ جداً .
فتحت الإضاءات الخافته لتجده مستلقي بظهره على الأريكة يغط في نومٍ عميق ، وابنته نائمه بعمق هي الأخرى على صدره ، اقتربت منهما وهي ترى الطاولة والبودرة متناثرة عليها وبجانب الطاولة سلة القمامه المليييييئة بالمناديل ، ضحكت عندما استوعبت أنه انهى كيس كامل من المناديل في ليلة واحدة وربما تجربة واحدة حتى !! ما الذي فعله بالضبط ؟ تركتهم وذهبت لتكمل شعورها بالراحه وتطلب وجبة الإفطار .

*****

في الجلسة القضائية ، بعد ان قدم المحامي مايملك من حجج لموكلته لمياء وتقارير تؤكد اعتلالها النفسي ..
لم يدم الامر طويلاً حتى تم تأجيل الجلسة القضائية وعدم إصدار أيّ حكمٍ على لمياء لوجود اطراف ناقصه في القضيه بما أنه لم يتم التوصل إلى أيّ طرف له علاقة بتجارة الأعضاء بعد أن تم تبرئة لمياء من التجارة هذه .
طلب رؤيتها قبل ان تعود إلى الزنزانه . جلست أمامه بهدوء رغم الذبول الواضح عليها والتعب إلا أنها ما زالت متماسكه : اشتقتلك .
صدم مما قالته ، عقد حاجبه : ساعدينا يا لمياء ، احنا لازم نوصل لبتال او نلقى خيط واحد يوصلنا لجابر .
لمياء : لا تتجاهل كلامي سلطان ، وين كنت طوال هالفترة ؟ ليش ماصرت اشوفك ؟
نظر سلطان حوله ، نافذة زجاجية وكاميرا مراقبة ، زفر بضيق : جاوبيني .
تكتفت لمياء : لو اقدر افيدك بهالخصوص ما كان ترددت اكيد ، لأن طبعاً مو عاجبتني جلستي بالسجن ! اشتقت لأهلي يا سلطان ، ما تكفيني ساعة بالاسبوع اقابلهم فيها .
سلطان : صدقيني قاعد احاول اسوي كل اللي اقدر عليه ، الموضوع كله واقف على بتال ، احتمال كبير لو لقيناه بتتقفل القضية كامله وتنحل ، وتطلعين ان شاء الله .
ابتسمت لمياء بسخريه : من سجن لسجن ثاني ؟ ليش ما قلتلي ان مصيري اطلع لمستشفى المجانين ؟
سلطان : طولي باااالك احنا قاعدين نبذل قصارى جهدنا عشان نلقى بتال ، اتمنى نلقاه بأسرع وقت ولو تذكرتي حاجه بلغينا.
امعنت النظر فيه للحظات ثم قالت وملامحها تميل إلى البكاء : كل لحظه تمر عليّ هنا اندم فيها على اللي ضيّعته من حياتي واللي قاعد يضيع وانا بالسجن ، سلطان تكفى ساعدني لا تخليني ، لا تفكر تخليني ، انا ما قتلت بدر عشانك لأنك وعدتني كل شيء بيكون احسن لو خليته يعيش ، لا تخليني ..
قاطعها سلطان عندما نزلت دموعها بألم : لمياء ، انتِ اللي ساعدينا .
لمياء : والله والله والله قلت كل شيء اعرفه ، من اول مرة قابلت فيها بتال وانه هو اللي ساعدني اتقرب من جابر وهو اللي ساعدني استدرج اصحابه حسب ميول كل واحد بالبنات .. قلت كل شيء اعرفه عن بتال ، كل الاماكن اللي كنا نتقابل فيها (سكتت للحظات ثم قالت) فيه فيلا ما اعرف شكلها الخارجي لأن لها طريق من تحت الارض وما عمرنا طلعنا من الباب الرئيسي للفيلا ..
سلطان رفع حاجبه : وش ؟ وش اللي طريق تحت الأرض ؟ وين هالفيلا ؟
لمياء : ما اعرف ، انا ما دخلته الا مرة وحدة وكمان ما طلعنا للفيلا نفسها ، كنا بالقبو التابع للفيلا تحت الارض ، كان واسع وكبير ابوابه كثيرة ، ما اتذكر الا ان بتال اخذني له يبي ياخذ اغراض من هناك ويرجع ..
سلطان : تعرفي توصفي المكان .
لمياء : مستحيل !! الطريق تحت الارض مافي شيء ينوصف !
سلطان : اوك طيب من وين دخلتوا للطريق اللي بالارض ؟
لمياء : من البيت اللي بالصحراء ، باب سري ..
سلطان : متأكدة ؟
لمياء : ايوة .. بس الطرق تحت الارض متفرعة لا يجي فبالك انه طريق واحد حيوصلك لقبو الفيلا .
سلطان بتفكير : معقولة القبو ملجأه ؟
لمياء : لا ، القبو شيء يشبه المكاتب او الشركات .. الصالة فيها طاولة وكأنها طاولة اجتماع ، مدري بس غريب مو كأنه مكان يسكن فيه احد ، اصلاً الجو شوي يخنق ..

\\

تسلل إلى الفيلا وهو يرتدي قميص اسود وكاب اسود ويخفي ملامحه بكمامه سوداء أيضاً .. نظر يمنة ويسره ، واخذ يراقب الفيلا قليلاً .. تنهد براحه عندما لم يجد أحداً .. أخرج المفتاح من جيبه حاول فتح الباب ، لكن المفتاح لم يدخل أصلاً ، ابتعد عن الباب بضع خطوات ينظر بتمعن ، يبدو أن قفل الباب تغير ، تنهد بإنزعاج لأنه لا يستطيع أن يكسر الباب ويحدث أي فوضى .. ليقرر أخيراً أن يعود إلى أدراجه بعد ان انتابته الخيبة ..
نظر مجدداً حوله ليتأكد من خلو المكان فعلاً ، حتى الحارس لم يكن موجوداً ، حتى كاميرات المراقبة كانت متوقفه عن العمل ، يبدو أنه محظوظ ..
قرر الخروج من باب الفيلا الخارجي بشكل طبيعي جداً ، ضغط ازرار الباب .
وما إن انفتح الباب حتى غطى عيونه بقوة بسبب الضوء الذي تسلط عليه وصوت يقول : حاصروه وقيّدوه .
استوعب أنهم رجال الشرطه .. هم بالهرب سريعاً ولكن .......

من زاوية أخرى ..
سيارات رجال الشرطه حول الفيلا وضع الجهاز اللاسلكي الاسود على فمه وهو يقول : وصلنا للمكان المطلوب وحاصرناه , تأكدنا إن الهدف موجود داخل المكان ، ننتظره يطلع .
سلطان : لاتعطوه مجال يهرب منكم ، قيّدوه اول مايطلع ، مسافة الطريق واكون بالمكان .
الشرطي : أمرك .
فُتحت البوابة ، استعد الجنود ، وسرعان ما ظهر بتّال أمامهم ، وهمّ بالهرب .. همّوا باللحاق به لكن ..
فجأة دخان كثيف جداً حجب عنهم الرؤيه وغطى المكان بالكامل ، توقف الجنود عن المشي ، والفوضى احتلت المكان ، اصواتهم تعالت وهم يتساءلون هل وجدوه بين هذا الضباب الدخاني ؟
توقف هو الآخر في مكانه عندما اختنق برائحة الدخان الكثيـــــــف الذي انبعث فجأة وغطى المكان بالكامل ، لا يستطيع لا رؤية الارض ولا السماء .. حتى يديه ان مدها اختفت وسط الدخان .
فجأة شعر بشخص يقيّده بقوة وهو يغطي فمه وسرعان ما غاب عن وعيه ..

ضرب باب سيارته بيده عدة مرات بغضب شديـــــد : كيـــــف كيــــــف خليتوووووه كيف ؟
الشرطي : دورنا عليه بكل مكان الرجال منتشرين بالحي كله ، وهو ماله أثر كأن الأرض انشقت وبلعته ..
سلطان تنفس بعمق ثم تصنم فجأة .. التفت ببطء تجاه الشرطي وعيونه تتسع بصدمه : الأرض !!!
نظر أمامه : الفيلا ! فتشّوا الفيلا عن اي باب سري ينزل للقبو بسرعة .
الشرطي : فتشناها مالقينا احد ..
قاطعه سلطان : فتشتوا القبو ؟ فتشوا عن اي باب سري .
لم يفهم الشرطي اصرار سلطان على وجود باب سري بالفيلا ، لكن سلطان لم يقف كثيراً بل اسرع ودخل إلى الفيلا ولحقه الشرطي وامر جنوده بالعودة مجدداً الى الفيلا .
قلبوها راساً على عقب باحثين عن اي باب سري ، لكن عادوا خاليين الوفاض تماماً لم يجدوا اي باب سري ولا حتى باب واضح يوصل إلى القبو ، لا يوجد دليل حتى على وجود قبو اصلاً لهذه الفيلا .

\\

يجلس على سيارته من الامام ، اشعل سيجارته وهو ينتظر الرد من هاتفه ، حتى رد الطرف الآخر ، نفث دخانه بالهواء قائلاً : من حسن حظك طحنا عليه قبل الشرطه
:وين كان ؟
هو : كان بالفيلا اللي بالـ##### .
جابر : الله يلعنه وش موديه هناك ، وينه الحين ؟
عماد : بالسيارة ، فاقد وعيه ، وين اوديه ؟
جابر بعد لحظات من الصمت : ارسل لي موقعك وانا بجيك ..
عماد دهس سيجارته : وين تجي انت مب زواجك اليوم ؟ منت بالقاعة ؟
جابر بتوتر : اليوم اليوم بس ما اقدر ضروري اضمن بتال .
عماد : عادي قول لي وين اقيّده وبقيّده ، ما يحتاج تترك الناس !
جابر : لا انا بجي بنفسي ارسل مكانك ...
بعد إصرار جابر استسلم عماد وارسل موقعه ..
ليترك جابر الناس والمكان قائلاً لخالد : انا نسيت شغله مهمه بروح اجيبها واجي وان شاء الله ما اتأخر ، تعشوا اول ما يجهز العشا لا تنتظروني .
خالد : لحظه وين رايح انا اجيـ.....
تركه جابر وغادر مسرعاً متجاهلاً كلام خالد .
بعد ساعة ، خرج من منزله والتوتر بادٍ عليه ، ليتساءل عماد بإستنكار : من جدك بتخليه عندكم ؟ واهلك ؟
جابر : ما راح يدروا انه موجود هنا ، انا ما اقدر اخليه بأي مكان ثاني .
عماد : متأكد ؟ جابر فكر لو احد عرف مكانه والله لا نروح فيها كلنا .
جابر : عماد الموضوع بيني وبينك ما ابغى ولا مخلوق يدري عنه وان شاء الله مو صاير شيء .
عماد : عيب عليك بدون ما تقول ، لكن خطر عليك يكون بتال هنا ...
قاطعه جابر : بخليه هنا اليوم بس لحد ما ينتهي اليوم على خير .
//
شعرت بإرتجافه الشديد جداً عندما وضع كلتا يديه على خاصرتي كما طلبت المصوّره منه ، نظرت إليه هل يشعر بالتوتر؟ انفاسه جداً مضطربه يبدو أن توتره طغى على إرتباكي حتى .
امضينا بعض الوقت بإلتقاط الصور ، حتى انتهت المصوّره وقالت : راح ننتظرك برا اول ماتنزفوا راح نصوركم انا وقروبي من كل الجهات ، حاولي تبتسمي وما ترتبكي وتتوتري .
هززت رأسي بإيجاب ، بمجرد ان خرجت المصوّره جلس جابر وهو يتنفس براحه ، شعرت أن هناك خطب ما به : فيه شيء ؟
لم يجبني .
انحنيت قليلاً ارفع رأسه إليْ : فيك شيء ؟
جابر : ها ، لأ بس متوتر شوي .
ابتسمت وانا امسح على خده بلطف : وااضح ، حتى انا مرتبكه وشايله هم اول ما انزف اطيح بالكعب والله خايفه .
مرت تلك الليلة بهدوء وسعادة غامرة , لم تأتِ شقيقتي سهام عندما علمت أن عائلة رعد سيكونون من ضمن الحضور ، انزعجت لكنني حاولت ألا اكترث للأمر ..
استيقظت ذلك اليوم الساعة العاشرة صباحاً ، لم أجد جابر لا اعلم أين ذهب ! لكنه بعد نصف ساعة عاد إلى الفندق مجدداً بوجه متجهم جداً ، لكن عندما رآني مستيقظه ابتسم لي بعذوبة : متى صحيتي ؟
سألته : دوبني قبل شويه ، وانت ؟ وين رحت ؟
جابر : رحت اتأكد من اغراضي بالسيارة ما ابغى اكون ناسي شيء بالسفر ، انتِ اغراضك جاهزة صح ؟
ساره : ايوه .
جابر امسك بيدي : طيب تعالي نروح نفطر وبعدها نتجهز .

*****

في فيلا سلطان وسما ...
وضع يده تحت فمه بتفكير : متأكد ؟
الشرطي : ايه تأكدنا من اسم المالك .
رن هاتف سلطان ، اشار سلطان : خلاص شكراً .
الشرطي : العفو ..
اغلق سلطان الخط ورد على هاتفه الشخصي : هلا خالد .
خالد : السلام عليكم ، وش اخبارك سلطان ؟
سلطان : وعليكم السلام ، بخير الله يسلمك ، آمر .
خالد : ما يآمر عليك عدو (سكت للحظات ثم اكمل بتجهم ) ما ادري اذا انت عارف او لأ ان الفيلا اللي دخلتوها امس وقلبتوها فيلتي وما ادري ايش التصرف الصحيح اللي ممكن اخذه ضدكم هل اشتكي من الشرطه للشرطه ولا وش ؟ ..
قاطعه سلطان : مادريت انها تخصك إلا اليوم .. مافد جبت طاري لا انت ولا بيان .
خالد : مو موضوعنا يا سلطان ، موضوعنا مين اللي دخل قبلكم وكيف دخلتم الفيلا بدون إذن من راعي الفيلا اللي هو انا .
سلطان : هالسؤال يمكن احتاج اسألك عنه .. مين بتال يا خالد ؟
عقد خالد حاجبه : منهو ذا ؟ لا تغير السالفة وجاوبني ايش الإجراء اللي اخذه ضد اللي سويتوه بالفيلا ؟
سلطان : ترفع شكوى بالضرر الحاصل وراح تتعوض .
خالد : شفيك تتكلم بهالبرود !!!
سلطان : تعرف بتال ؟
خالد بدأ يغضب : مين هالثاني ؟
سلطان : اللي دخل للفيلا قبلنا .
خالد : ما اعرفه اكيـــــد بالله لو اعرفه بيضطر انه يطامر من السور .
افكار كثيرة تدور برأس سلطان وقلق لا يبدو ان خالد يعلم لكنه لا يستطيع الجزم بذلك ..
سلطان : الفيلا فيها قبو ؟
خالد : لا ما اظن .
سلطان : ما تظن ؟ ماهي فيلتك ؟ .. طيب انت وبيان حتعيشوا فيها ؟
خالد : وشفيك تحقق معاي ؟
سلطان : كيف فيلتك وانت مب متأكد اذا فيها قبو او لأ .
خالد : مافيها قبو ما اذكر ان كان فيه باب ينزّلنا لقبو مثلاً ! المهم راح اقدم شكوى بس ابغى تقولي كيف ؟
ضحك سلطان بشدة : تستهبل انت ؟ اعلمك كيف تشتكي الشرطه عند الشرطه ؟

من هنا بدأت الشكوك تساور سلطان حول علاقة خالد بالقضية .. هل من المعقول ان يكون خالد متورط بهذا ايضاً ..
وبالنسبة لـ كيف علم خالد بالأمر ؟ الكاميرات الخارجية معطله لكن الكاميرات الداخليه صورت ماحدث , وأيضاً الحارس الذي لم يكن موجوداً حينها لأنه ذهب لشراء بعض الحاجات , عاد ووجد الشرطة مغادرين الفيلا .
مرت من الصالة ورأت سلطان شارد الذهن , دخلت الإبتسامة مرتسمة على وجه روان : ماحضرت زواج سارة أمس صح ؟
سلطان نظر إليها : لا كنت مشغول , انتِ قوليلي كيف كان ؟
روان بحماس : آخ ايش اقولك على زواجها أحسه زواج أختــــي حتى بزواج جنى وربي كنت احس إني أخت العروسه متحمسه لزواج نــــودي.
سلطان ابتسم : سبحان الله على كثر بنات جدة ما طاحوا عيال اخوي الا على صحبااات .
روان بحماس : المشكلة ان كل واحد فيهم عرف زوجته بطريقة منفصله عن الثانية , يعني تخيّل رواد وجنى تقابلوا من زمـــــاان العام بنفس هالوقت يمكن وبالصدفة طلعت ابلة حمني , والعنود برضو ريّان يقول انه كان عندنا بالعمارة وشاف العنود , يعني ما عرفوهم مني ولا لأنهم صحباتي لأ كل واحد عرف زوجته لوحده وسبرايز طلعنا كلنا صحبات .
سلطان : هههههههههههه والله من جد سبرايـــــز ..
سكتا لثوان قليلة تساءل سلطان حينها : وانتِ ؟
روان : انا ايش ؟
سلطان : مافكرتي برعد ؟
سكتت روان واختفت ابتسامتها : مدري , انت تدري انه كلمني ؟
سلطان : قال لي , انا مافتحت معاك هالموضوع الا لأن رعد بنفسه كلمني , وقال لي , شوفي احنا كم لنا مانتكلم انا ورعد , ف تخيلي شخص انتِ وياه علاقتكم متوترة لها قريب السنه فجأة يرجع يكلمك ويشكيلك , روان فكري .
روان : سلطان انا خايفه لي فترة أفكر بالموضوع بس ما أعرف مترددة , استخرت اكثر من مرة بس ...
سلطان : روان انا من البداية ما حبيت اتدخل ببنكم ابداً ، بس هالمرة اقولك فكري فكري فكري فكري كثيـــــــر قبل ما تاخذي أي قرار .. لاني سبق وقلتلك انا ماعمري شفته بحالته هذي الا مرة وحدة لما استوعب ان سما مو امه وان الادمية اللي يحسبها عمته تطلع امه .. وذا الكلام من زمان مرة ايام ما كان رعد بالمتوسطه ، صح انه عرف هالمعلومة من قبل بس ما تأثر الا بالمتوسطة ، لما كان يحس انه منبوذ ووحيد مهما سوتله سما .. ما انسى انه كان يبكي ويعاتب ابوه وامه انهم خلوه عند سما وكأنهم فرقوا بينه وبين اخوانه ، كانت اكثر فترة كئيبة بحياته .. لاتلوميه لانه ماعرف قيمتك بدري .. هو مايحس انه ممكن ينحب !! دايماً يحس انه منبوذ صح انه مايقول هالكلام بس يبين عليه .. روان هو يحتاجك ويحبك ، اصلاً مين اللي يعرفك ومايحبك ؟؟
روان كلامه ذكّرها بما قالته لينا : هو وين ؟
سلطان : رعد ؟ ما اعرف بس مو عند اهله .
روان : ابغى اكلمه ، كيف اكلمه !


سلطان : ماعندك رقمه ؟
روان : لالالا صعبة اكلمه بالجوال ، ابغى اشوفه .

دَقاتُ قَلبِي فِي هواك مواقدُ
وَإِليكَ مَا أُخفِي وَمَا أَنا وَاجِدُ
لَهفِي عليك يكادُ يكسِرُ أَضلُعِي
ولديك شَوقِي راكعٌ أَو سَاجِدُ
صِلنِي حَبِيبِي إِنَّ عِشقِيَ صَادِقٌ
بَل أَلفُ عِشقٍ بِي، وقلبي وَاحِدُ


دخلت الى غرفة الطعام بإبتسامة ولكن بمجرد التقاء اعينهم اختفت ابتسامتها وارتبكت ، ليقول سلطان : مو تبينه ؟ جبناه لك .
تداركت الموضوع بتوتر قائلة : انا كنت بقول اني بتغدا برا ، تبو شيء ؟ لأ صح ؟ مع السلامه
خرجت بسرعة قبل ان يتفوه احدهم بكلمة ، لتضحك سما ويضحك سلطان على ردة فعل روان .. اما رعد زفر بضيق وانزل رأسه وبعدها قام قائلاً : بالعافيه .
سلطان : اي عافيه يا ولد اجلس كل بلا دلع .
لم يكترث رعد بكلام سلطان وخرج من المكان .. بهذه الاثناء سمع همسها الخافت : رعد .
نظر إليها وهي تعصر اصابعها بإرتباك : ينفع نتكلم ؟
رعد ابتسم ابتسامة بسيطة باهته واشار لها ان تتحدث .. لكنها قالت : لا مو هنا .
رعد اشار بحاجبيه لغرفته التي خلفها ..
بغرفة رعد جلست روان قرابة الربع ساعة وهي صامته والارتباك واضح عليها جداً لكنها تحاول اخفاءه جاهده اما رعد ظل يلعب بهاتفه وعينيه على روان ، لتقول واخيراً : انا فكرت ... واستخرت .. وبوافق اننا نرجع لبعض ونعقد ونتزوج من جديد ...
رعد وضع هاتفه جانباً : روان .
روان: هلا .
رعد : انسي اللي صار بيننا قبل كم يوم انا كانت افكاري مشوّشه .
هم بالمغادرة لكنها قالت : قصدك انك ماعاد تبغانا نرجع ؟
رعد : الا اكيد انا نفسي ترجعي بس ما ابغى ترجعي بس عشان اللي صار ، ابغى ترجعي لأنك ..
سكت ولم يعرف كيف يعبّر .. روان : لاتخاف ماغيرت رايي عشان هذاك اليوم بس ..
نظر اليها لتكمل حديثها ، وتقول بوجه خجول وهمس خافت : يعني انا لسه أحبّك ..
جلس مجدداً وهو يقول : متأكدة ؟ من قلبك هالكلام ؟
روان : ايوه , بس انا عندي 3 شروط اذا انت وافقت عليهم حنرجع واذا ما وافقت كل واحد فينا يروح بحاله .. اتفقنا ؟
رعد : موافق .
روان : اسمعها اول .
رعد : ايش شروطك !
روان رفعت اصبعها كناية على الرقم واحد : ما نعقد الا بعد ثلاثة شهور .
رعد : ليـــــش ؟
روان : اثنين ، ما ابغى اسكن بالفيلا اللي كانت فيها سهام ، ابغى بيت صغير وأأثثه انا على ذوقي ..وممنوع منعاً باااااااتاً تحاول تقنعني بأثاث سهااام .
رعد : بسسس حرام عليك ماله اسبوعين ..
روان : مو مشكلتي هذا شرطي وتقدر ما توافق وخلاص ..
رعد : خلاص تنسيه ؟
روان : لا طبعاً خلاص كل واحد فينا بحاله .
عقد حاجبه بإستياء : والشرط الثالث ؟
روان : ماا تفكر ترجّع سهام ولا تحت اي ظرف ولا بأي عذر ولا بأي حجه ، ولا تفكر تتزوج علي يارعد ولا والله ...
قاطعها رعد : والله توووبه .
روان : اصلاً اذا عقدنا بحط ذي الشروط بالعقد بس قلت اقولها لك اول عشان تختار بنفسك نكمل ولا نوقف .
رعد : ماااعندي مشكله مع شرطك الاخير بس رواااان والله الاثاث جديــــــد حتى المجلس ما استخدمناه اصلاً .
روان : مووووووو شغلـــــي انا ابغى ااثث على ذوقي ، ما تجلسني بشيء بذوقها هي ، ايوة ايوة وووو الثلاثه شهور اللي قبل العقد حنتعامل معها على انها فترة خطوبة وما تقرب مني ابداً الا بعد ثلاثة شهور لما نعقد ونسوي حفلة بسيطه و صرنا ببيت واحد .
رعد : كيف يعني ؟
روان : يعني لا حضن لا مسكة يد ولا حاااجه بسس حنأثث البيت خلال هالمدة ، وعادي نتقابل نتعرف على بعض .
رعد : نتعرف على بعض ؟
روان : ايوه ما احس اني عرفتك كفايه ..
رعد ساخراً : ايوا نتعرف من جديد يعني !
روان : ايوة
سكت رعد للحظات ثم قال : ليش ثلاثه شهور ؟
روان : فكر بالشروط وبس مو لازم تعرف السبب .. ماني مستعجله عالجواب صراحه .. بس فكر .

مر اسبوع آخر ولم ارَ فيها رعد مجدداً .. ولا اعلم هل هذا يعني أنه انسحب ولم يوافق على شروط عودتي له ؟ شعرت بالضيق والحزن والغضب في آن واحد ، الكاااااذب ..
حتى شروطي البسيطه عجز عنها كيف سأثق فيه إذاً .. طُرق بابي ، وقمت من سريري لأفتحه عاقدة حاجبيْ مستاءة من الافكار التي داهمتني ..
تلاقت اعيننا وقال : ترى راح ينحسب ذا الاسبوع من الثلاثة شهور .
ابتسمت ، بل اتسعت ابتسامتي : مو على كيفك .
رعد : ترى من جد الوقت ضيّق وحضرتك تتغلي متى بنلحق نختار ونأثث ؟؟؟
روان : بس انت ما قلتلي انك موافق عالشروط .
رعد : انا وافقت حتى قبل ماتقوليها ( مال بجسده على الباب ) فاضيه دحين ؟ تبغي تشوفي البيت اللي اخترته ؟
روان : اما اخترت !!
رعد : اجل ليش فاكك مني اسبوع وساكت ؟ كنت ادور بيت ، البسي وتعالي بستناك ..
كاد ان يدخل الى دارها لينتظرها فيه لكنها اوقفته بسرعة : ويــــــــــن ويـــن والله من البداية ضارب الشروط بعرض الجدار .
رعد : ايش ؟ ما كان من ضمن الشروط اني ما ادخل غرفتك .
روان رفعت حاجبها وبإستفزاز : ترى خطبه ما صرت مَحرم يعني فيه حدوووووووووود محلاك وانت قاعد وانا ابدل .
زفر بضيق : بس يعني عادي ، انا مو غريب !
روان : بعيــــنك .
رفع يده بالهواء كاد ان يمسك خدها بحب : روااااان ...
ابعدت راسها بسرعة قبل ان تصل اصابعه إليها : رعــــــــــد !!!
رعد : ياليـــــــل الظاهر شروطك اصعب مما توقعت !

*****

بسيارة زياد ..
اغلقت المرآه الدائرية التي تحملها بيدها بعد ان انتهت من تعديل أحمر شفاهها ثم تساءلت بفضول : شمعنى يعني آخذ هدية زواجي قبل زواجي ؟
زياد : عشان رند حتاخذ هديتها اليوم .
ميهاف : طيب عادي هي تزوجت بس انا لسه باقي شهر على زواجنا !
زياد بإبتسامه : لأنه مايصير تاخذها وحدة قبل الثانيه ما حتصير مفاجأة حتخربها رند عليك .
ميهاف : طيب طيب لمّح لي ايش هيّا الهدية ؟ أحس توترت وانتو لكم شهر تتكلموا عنها وانت مو قادر تسكت .
زياد : هههههههههههههههههههههه خلاص هانت كلها كم دقيقه وتشوفيها وترضي لقافتك .

والإضاءات الصفراء منعكسه على عينيها التي لمعت بإندهاش : وااااااااو لا مو من جدكم !!!
والدها : شرايك ؟
رند : هو انا أقــــــدر أقول شــــيء غير إني مصدوومـــــــه ..
عانقته بقوة : الله لا يحرمني منكم والله هذي أحلى مفاجأة ..
والدها : فكرة أمك .
رند : شايف كيف وحامها صار يحرمني حتى من تعبيري عن فرحتي ؟؟؟ كيف احضنها انا بالله ؟
والدها ضمها مجدداً : معليش يا بنتي كلها كم اسبوع وخلاص .
اتسعت ابتسامتها مجدداً : والله اموووووت فيكم الله لا يحرمني منكم (نظرت إلى رشاد) وانت كنت عااارف ؟
رشاد : يسس عشان كذا قلتلك لا نستعجل بالتأثيث .
رند : يارووووحي والله من جد فاجأتوني ما حسيـــــت ان هذي بتكون الهدية ...
قطع حوارهم صوت ميهاف قائلة : وين جايبني ؟
نظرت إليها رند قائله بفرحه : ميـــــــهاااااف راح نعيش مع بعض .
زياد : هذي الهدية يا ستّي (ثم اشار إلى اليمين) وهنا تحديداً فيلتنا ..
رند : اما يعني هو مو قصر واحد ؟
زياد : لا طبعاً ثلاث فلل بواجهه وحدة ، احنا باليمين وانتِ باليسار ، وامي وابوي بالنص ..
ميهاف بإبتسامه واسعه : مـــــــن جدكـم ؟ ولا تمزحوا صح ؟ اما بيصير عندي بيت حلو كذا ؟
رند : وعايشه معاي كمان اوف يا حظك ليتني مكانك .
ميهاف بتهكم : إنّا لله وإنّا إليه راجعون من جد اللهم اجرني في مصيبتي .
رند : انقلعـــــي والله حظك غصباً عنك .
ميهاف : والله مرة تفاجأت الله لا يحرمني منكم من جد محظوظة لأنكم أهلي الجديدين .
اقتربت من والد زياد لتشكره لكنه ضمها بوِد : يا قلبي ميهاف انتِ بمعزة اولادي ، انتِ ورشاد ما تفرقوا عن اولادي .
ميهاف : والله ياحظي فيك الله لا يحرمني منك ، وعمه فجر وينها ؟

ثلاث فلل متلاصقه بواجهه واحدة مودرن زجاجيه بالكامل ، كأنها قصر واحد ضخم .. الإضاءات الصفراء تزيّن واجهة الفلل من الخارج بطريقة احترافيه مريحه للعين ..
مساحه حديقة المنزل الواسعة بمنتصفها نافورة ماء بشكل وتصميم مميّز ، على اطراف الحديقة اشجار عملاقه كثيــــــفة مصفوفة بإنتظام على كلا الجانبين .. وبجانبي الفيلا نخيل عملاق .. من يراه يظن لوهله أنه قصر من شدة الفخامه العاكسه على مظهره الخارجي ..
جميع الفلل مؤثثه بالكامل أثثتها فجر على ذوق رشاد وزياد ، اما فيلتها كانت مؤثثه حسب ذوقها هي وزوجها .. فيلا زياد ورشاد من طابق واحد فقط اما فيلا عبدالله وفجر بطابقين .

وهما يتفقدان الفيلا ويتفحصانها من الداخل لم تكن المرة الأولى لزياد لكنها المرة الأولى لميهاف التي كانت تشعر بسعادة غاامرة وهي تطوف ارجاء المكان وترى كل قطعة وُضعت بالمكان من ارائك من وسادات زينه ، من تحف وثريات ، من نباتات صناعيه أحيَت روح المكان ، كل شيء اختاره زياد بعناية فائقه جداً بالرغم من أن مدة تأثيثه للفيلا قصيرة جداً ، إلا أنه حرص أشد الحرص أن يكون كل شيء مُختاراً بعناية ..
لم تتوقف ميهاف عن إبداء سعادتها وامتنانها لزياد الذي ظل يقول : تراها هدية من امي وابوي انا مالي دخل الا إني اثثت المكان واخترت الالوان والديكور .
ميهاف : يعني برضو لك دخل (وضعت يدها على خده) زياد والله أحبّك من كل قلبي بمفاجآت وبدون .
زياد : وأنا أحبّك .
وحين ابتعدت عنه قال : بااااقي هدية ابوي لي انا .
ميهاف : ايش هي ؟ مو قلت الفيلا منه هو وامك ؟
زياد : ايوه بس هو واعدني كمان بسيارة انا و رند وبرضو قال حنشوفها اليوم .
وصلنا وأخيراً إلى جناحنا الخاص بالفيلا بمجرد ان وطأت قدماي عتبة الباب قال زياد : ادخلي شوفيها وانا بروح الحمام شويه .
كل الفيلا عالم ، وهذا الجناح عالم آخر تماماً ديكور كلاسيكي بحت بألوان متناسقه مريحه للعين ، الجدار الذي خلف السرير مباشرة زجاجي مطل على اشجار ومنظر خلاب ، لم يعجبني الامر ، فكيف لغرفة النوم ان تكون زجاجية !!!
تنفست بعمق وانا افكر في حل لهذا الجدار الزجاجي ، جلست على السرير .. افكر حتى شعرت بالملل ، تأخر زياد ، اخذت اعبث بحقيبتي افتش ما الموجود فيها ، اخرجت محتوياتها , الكثير من الفواتير الغير نافعه ، ربالات نقديه مبعثرة ، محفظه صغيرة ، علك ، احمر شفاه ، سماعات الهاتف ، شاحن متنقل ، ظرف
فتحت الظرف .. هذه هدية زياد في يوم ميلادي ، هديته المميزة جداً من بين كل الهدايا .. فتحت الورقة التي كانت داخل الظرف ، اقرأ محتواها والابتسامه الواسعة تزيّن شفتي تنهدت بعمق ، اشعر بحب زياد يتسلل إلى قلبي برقه باااالغه ، أعشقه إن صحّ التعبير ، لم أتوقع أن يفكر بهذه الهدية إطلاقاً ، شخص كزياد أشعر أنني ظلمته كثيراً لكن .. آه كيف يتغيّر شعور المرء بلمح البصر
//
بعد ثلاثة سنوات تجلس امام صندوقها الصغير وهي تحمل نفس الورقة التي أهداها هي زياد في عيد ميلادها قبل ثلاثة سنوات ، دموعها تهلّ على خديها ..
سبحان الذي يزرع فينا شعوراً متضاداً لسبب واحد !
اتذكر جيداً كيف فرحت بهذه الهدية ، كفالة يتيم بإسمي ، فرحتي كانت تساوي آلاف الأضعاف من فرحتي بباقي هداياه التي اغرقني بها ، ليس لشيء لكن الأمر كان صادم بالنسبة لي أن يفكر شخص كزياد في هدية كهذه ، شيء بسيط لكنه خطف قلبي ..
أما الآن فقلبي يعتصر من هديته هذه ! لم أكن أعلم انني مُستغفله ، غبيه ، سااااااذجه .. كيف كانت نظرة زياد لي حينما رأى فرحتي الكبيرة بكفالته ليتيم بإسمي ؟ هل شعر بالفرح ام شعر بالسخرية لغبائي ؟ كيف غرز سكيناً في هدية رقيقه كهذه ؟ كيف طاوعه قلبه أن يخذلني بها ؟
الأمر مبهم أعلم ، فقد كان الأمر مبهماً لي أيضاً ، لم اهتم وقتها كثيراً بأمر اليتيم الذي كفله زياد .. لكن اذكر جيداً غبائي

" بعد حفل زفافنا الذي اقمناه في شهر ربيع الثاني 1440 هجري .. لم يمضِ شهر إلا وأنا أحمل طفلاً في أحشائي ، شعور حنون ، لطيف ، رقيق ، غمرني بالدفء ، وغمرني زياد بحبه لدرجة أنني نسيتُ من هو زياد الذي قابلته للمرة الأولى ، ونسيت الصورة الاولى التي كونتها عنه ، ونسيت حتى أمر نايا ، نسيت زياد الأول برمته ..
مضت اشهر حملي حتى وضعتُها أنثى ، أسميتُها "مونيا"
حبيبتي الصغيرة وروحي التي انشطرت لروح صغيرة ..
كانت هناك فكرة دائماً تجول في خاطري , وهي أن احتضن الطفل الذي كفله زياد بإسمي ، لكنني أجلت الفكرة قليلاً ريثما اعود من شهر العسل ، كانت هذه خطتي المبدئية ، لكن عندما حملت بطفلتي مونيا اجلت الفكرة اكثر إلى ان اضعها .. وحين وضعتُها علمت أن اليتيم الذي كفله زياد ، فتاة أيضاً واسمها " فرح "
لا ابالغ إذا قلت أنني تعلقت بفرح جداً حتى قبل أن اراها ، اشعر أنها طفلتي أيضاً لأنني عرفت ان زياد عندما كفلها كانت صغيرة جداً ، عمرها ما زال بالأشهر ، لكن عندما وضعتُ مونيا ، صار عمر فرح عام وشهرين تقريباً .. طلبت من زياد ان يبدأ في إجراءات الحضانه أريد أن اضم فرح حبيبتي التي لم اراها إلى صدري ، أريد أن اربيها مع مونيا لتصبح أختها .. كنت قد قررت أيضاً إرضاعها بما أنها لم تتجاوز سن الرضاع بعد ، اردت ان تصبح مونيا وفرح أخوات ، كما ذكرت سابقاً تعلقت بفرح منذ اللحظه التي علمت فيها بإسمها حتى ..
لأصدقكم القول ، زياد اعترض في البداية على احتضان فرح وتردد جداً مع محاولاتي الشديدة على اقناعه لكنه كان دائماً يرفض دون ان يقدم اي تبرير لرفضه ، الى أن استسلم بالنهاية واحضرها كنت متحمسه على استقبالها وضمها لعائلتي الصغيرة ، الأمر كان مرهق جداً ، لم اتوقع ان تربية طفلتين أمر شاق ، إلى جانب أنني كنت المسؤولة عن مؤسسة فجر بعد ان استقالت فجر وولتني إدارة المؤسسه لأنوب عنها عندما ولدت هي ..
لكنني شاطرت قلبي وقسمته بين فرح ومونيا احببتهما كأن كليهما بناااتي ، لأن فرح فعلاً قد صارت ابنتي بالرضاع .. لم افرق بينهما قط ولم اقصّر معهما .. حتى المعاناة التي اعانيها مع فتاتين لذيذ جداً وممتع لأنهن بناتي !
قبل اسبوع من وقتي هذا بعد أن اكملت فرح عامها الثالث ، واكملت مونيا عامها الثاني ..
اجلس بينهن وانا العب بألعاب المطبخ مع فرح التي ظلت تقدم لي اشهى المأكولات الغير مرئية ومونيا تحاول تخريب مطبخ فرح ، لينشجب شجار بينهما ، بين بكاء وصراخ وشكاوي من فرح , ومونيا تشد شعر فرح بقوة : مامااااا يعوّووول سيليها عني والله اضلبها . (يعور- شيليها - اضربها)
ميهاف وهي تحاول فك شعر فرح من يد مونيا : احه يا موني سيبيها .
مونيا : ابى هنا (تقصد انها تريد اللعب معهم)
فرح : هي تخلّب حدّي . (تخرب-حقي)
ميهاف : تخربي ولا ماتخربي موني ؟ اذا تخربي مانلعبك معانا .
مونيا هزت رأسها بالنفي : لا .
لم تكن تعرف إلا بضع كلمات لتتحدث بها مونيا لكنها طفله مؤذية جداً تعشق أذية فرح لتضحك وتغيظها وتبكيها .
نلعب أغلب الوقت عندما اكون في المنزل ، اما في الصباح عندما اذهب إلى عملي تكون الفتاتان نائمتان بالعادة ، اما زياد لم يكن اقل مني بعنايته وحبه لفرح ومونيا أيضاً لم يكن يفرق بينهما ، لكن ايضاً زياد كان يذهب إلى الجامعه صباحاً .
المهم في ذلك اليوم المشؤوم ، الذي ذهبت فيه إلى عملي لأجلس خلف المكتب ، استمع إلى محاضراتي الجامعيه عن بُعد بينما اعمل أنا ، أبدو وكأنني إمرأة مكافحه في فوضى حياتي هذه ..
رنّ هاتف المكتب لتعلمني مساعدتي أن هناك زائر يريد رؤيتي حالاً .
زفرت بضيق : ينفع تأجلي لنص ساعة كمان ؟
لأسمع صوتاً بعيداً عن الهاتف قليلاً : قوليلها بكلمها بحاجه ضرورية وابغى اشوفها دحين الموضوع ما يتحمل التأجيل .
عقدت حاجبي من الصوت الأنثوي ، وقبل ان تكرر المساعدة كلامها علي قلت : خليها تدخل ..
اعتدلت بجلستي واغلقت المحاضرة وانا استعد للضيفة القادمة ، لم تطرق الباب بل فتحته بتجهم ، نظرت إلي ونظرت إليها بإستغراب من نظرات التفحص التي وجهتها إليْ ، كشّرت هي بوجهها أكثر واغلقت الباب خلفها : انتِ ميهاف زوجة زياد ؟
رفعت حاجبي نبرتها لم تعجبني إطلاقاً : ايوة وصلتي ، آمري ! ايش موضوعك ؟ (عقدت حاجبي) اعرفك ؟
هي اقتربت مني اكثر لدرجة انها وضعت يدها على مكتبي لتتضح ملامحها امامي : تعرفيني وقد شفتيني بس الظاهر زياد نساك نايا .
تجهم وجهي بصدمه .. نايا ؟؟ كيف لم تخطر على بالي ، لم تتغير كثيراً لكن كيف لم تخطر على بالي ؟ عقدت اصابعي بلا مبالاة : طيب ليش جايه ؟
نايا : ابداً جايه اخذ بنتي اللي اخذها الأخ زياد ، ماني فاهمه ذا الإنسان ايش مشكلته ، على قد ما يقولي انه يكرهني ليش طيب ياخذ بنتي ؟
ميهاف : انتِ عن ايش تتكلمي ؟
نايا : عن بنتي فرح ..


قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الأربعاء الموافق :
21-1-1442 هجري
9-9-2020 ميلادي








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 09:12 AM   #92

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

//


الفصل الثاني والعشرين
الجزء الثاني

" أعيذُ عينك أنْ تغفُو على وجعٍ
أو أن تظلّ وقد نامَ الورى أرِقَه

أعيذُ روحكَ من همٍ و من حُزنٍ
أو أن تكونَ مثارَ العطفِ والشفقه "


-

صدمه أخرى أخرستني ، شوّشت افكاري ، ظللت أنظر بوجه نايا الغاضبه من تبني زياد لابنتها فرح ، لم استوعب اي شيء لكنها قالت : مستحيل يكون تبنيه لفرح صدفه انا متأكدة ، أنا ما يهمني هالمختل ليش تبناها بعد اللي سواه فيّا ، بس أنا أبغى بنتي فرح ..
آلاف الأسئلة تدور في رأسي ، ماذا يعني أن فرح ابنة نايا ؟ لمَ يتبنى زياد ابنتها ؟ هل ربيت ابنة نايا طوال هذه المدة ؟ ابنة نايا وابنتي اخوات ؟ هل زياد والد فرح ؟؟؟؟؟
افكار جعلتني اقف غاااضبه صارخه بوجه نايا : كذاااااااابه ، انتِ ليش جايه ؟ لو هي بنتك جد ليش خليتيها بدار الايتام ؟ الا لأنك كذاااابه ، اطلعي برا انا مو فاضية اضيع وقتي على سخافات ..
نظرت الي نظرة ساخرة : انتِ شكلك ما تدري عن شيء ! بقولك يا اخت ميهاف فرح اللي ببيتك هذي بنتي أنا ، بنتي اللي حملت فيها أنا ، بنتي اللي ولدتها أنا وزياااد كان معاي بالمستشفى بولادتي واذا نسيتي اذكرك ان زياد كان متزوجني وقتها ، بس الحقير ايش سوا ؟ طلقني وانا بالمستشفى حتى ، ليش حطيت بنتي بالميتم ؟ هذا السؤال تروحي تسأليه زياااد الحقير الله يدمره زي ما دمر حياتي بس عموماً انا مو جايه افتح قصص انتهت انا جايه اخذ بنتي ، سألت الميتم عنها واعطوني اسم العائلة اللي تبنتها ، اخر شيء توقعته انه زياد (اكملت ساخرة) لا يكون حن ؟
ميهاف بغضب : برا يا نايا ، مالك شيء عندي .
نايا : مو على كيفك انا ابغى بنتي ولا تحدوني عالمحاكم .
ميهاف : ان كان لك حق خذيه بالمحاكم ، ودحين اطلعي برا ما بشوفك بـــــــــــرا .
خرجت يومها دون ان اكمل ساعات الدوام ، خرجت اجر خطواتي وصدمتي وتساؤلاتي ، خرجت احاول جمع افكاري ، السيطرة على ارتجافي خوفاً من صدق ماقالت ، وصدمتي بزياااد !!! دخلت سيارتي ، لم استطع الحراك ، وضعت رأسي لفترة على المقود احاول أن اهدأ لكن دموعي انهالت على خدي .. اعجز ان اوصف شعوري الآن ، شيء من الغضب والصدمه والخوف ، شعور وكأنني استغفلت لفترة طويلة ، يا لسخرية القدر , رفضتُ زياد مرة بحجة أنني لا أريد ان يكون لأبنائي إخوة غير شرعيين والمشاكل التي صارت بيننا ومحاولات زياد بإصلاح فوضاه لكن بالنهاية !! دارت الدنيا ...
لم استطع التفكير سوى بالاتصال على زياد ، انهرت باكيه وبهدوء : تعال البيت ابغى اشوفك .
زياد : لسه ما خلصت باقيلي...
صرخت بوجهه : إذا ما رجعت دحين والله والله ما راح يصير خير ، زياد طز بالمحاضرة والجامعة وطز بكل شيء تعاااال دحيــــــــن .
زياد بصدمه همس لكيلا يسمعه الدكتور بالقاعة : اشبـــــــك ايش صاير ؟
ميهاف : ارجع وبس .
اغلقت الخط بوجهه وقادت سيارتها عائدة إلى البيت ...

في المنزل بعد نصف ساعة تقريباً ..
بمجرد ان عاد زياد ، دخل إلى المنزل بينما انا كنت اعض اظافري ، نظرت إليه وتجهم وجهي أكثر : ايش صاير اشبك ؟
ميهاف : فرح بنت مين ؟
زياد : نعم ؟
ميهاف صارخه : فــــــــــرح بنت ميـــــــــــن ؟ تعرف ولا لا ؟
زياد : ايش بيدريني اذا هي من الميتم ؟؟
ميهاف : ما تدري انها بنت نايا يعني ؟؟
سكت
ميهاف : قلـــــــــتـــــــلك تدري ولا مــــــااااتدري يا زيااااد ؟
لا رد
ميهاف هلت دموعها على خدها من جديد بإنهيار : كنت عارف من البداية انها بنت نايا واستغفلتني أنا ؟ ليش تبنيتها ؟ ليش اصلاً كفلتها بإسمي ؟ ليش تصدمني وتخليني بهالموقف يا زياد ؟ هي بنتك ؟ .... انت ليـــــــــــــــش سااااكت ما تجاوبني ؟
زياد : انتِ كيف عرفتي ؟
ميهاف : هذا اللي هااااااامك كيف عرفت ؟؟ زياد انت مافكرت ايش بيكون شعوري لما اعرف ان فرح بنت نايا ؟ بنت نايا بنتي !!! ليش يازياااد ليش ؟
زياد : ميهـ......
صرخت : ما ابغى اسمع منك شيء انت واحد كذااااااااب واستغلاااااالي وقليــــــــــل خاااتمه ، انا وثقت فيك ، وثقت فيـــــــــك يا زيااد ....
تعالت اصواتنا احتد جدالنا أكثر كنت اتحدث بنبرة صااارخه لأفرغ الغضب الذي اشعر به ، حاول زياد تهدئتي مراراً لكنني كنت ازداد صراخاً وبكاء .. إلى ان بدأ هو الآخر يدافع عن موقفه بنفس الحده .. خرجت من الفيلا عندما بدأت الفتاتان بالبكاء خوفاً مما يحدث واصواتنا العاليه ، لم أكن أريد سماع أي شيء ، لم احتمل صدمتي في فرح !
دخلت إلى فيلا فجر ، وانا ابكي بشدة قابلتني فجر التي كانت تطعم صغيرتها نهى ، وبمجرد أن رأتني فزعت لمنظري الباكي ، أتت إليْ مسرعة : اشبك ايش صاير ؟
لم استطع نطق شيء سوى : زيـــ ـاد
فجر مسحت على ظهري بخوف : صار فيه شيء ؟
حركت رأسي بالنفي .
فجر : مزعلك ؟
بكيت أكثر فأكثر حتى اصبحت ابكي بألم ، ارتميت بحضنها ، لأول مرة أبكي بهذا الشكل لكنني فعلاً اشعر بالألم في قلبي .. لأول مرة أصلاً آتي إلى فجر بسبب زياد ، لكن قدماي ساقتني إليها هذه المرة .
بكيت وبكيت وهي تنهال علي بالاسئلة وانا فقط احرك رأسي إما بالنفي أو الإيجاب ..

بعد مرور وقت عندما بدأت تهدأ , المناديل ملقاه بكل مكان ، الطاولة امتلأت بالمناديل المكومه ، عيناها محمرتان من كثرة البكاء وشهيقها يملأ المكان : طول الوقت اتغاضى واقول تغيّر ما هو نفس أول ، بس لهنا وبسسس كيف طاوعه قلبه يستغفلني بإسم الأجر ؟ ما عرف يفكر بالأجر الا فيها ؟؟؟؟ ضاقوا عليه بنات الدنيا عشان ياخذ بنتها ليششش ؟ تدري ايش اللي مخوفني ؟ خااااايفه تطلع بنته اصلاً !! وتدري ايش اللي حاز بقلبي أكثر ؟ احبــــــها زي ما أحب مونيا بالضبط ، ما أحس بفرق بينهم يالعكس فرح ومونيا بناااتي ، ليش سوا كذا ليششش ؟
ربتت على كتفها وضمتها : طول عمره طايش مستهتر وتافهه ، مايستاهلك ولا يستاهل دمعة منك على قلة إحترامه لك ، ما راح اوقف بصفه بس والله لا اشرشحه لك ولا يصير خاطرك الا طيب .
هي بألم : ما ابغى منه شيء بس ابغاه يطلقني مستحيل أرضى باللي سواه فيّا وأتجاهل !!!
مسحت على رأسها : طيب حبيبي إنتِ أهدي ومايصير خاطرك إلا طيب.
ميهاف : كيف بيطيب خاطري هذي بنتي بنتي ليش يحطني زياد بموقف كذا ؟ ولدك ماعنده قلب .. انا مستحيل اقدر اثق فيه من جديد !!
فجر : فرح سجلها بإسمه لما اخذتوها ؟
ميهاف : لا ...

لم تنتهي المشكلة عند هذا الحد بل وبخت فجر زياد الذي أخذ يبرر الأمر ويدّعي أن فرح ليست ابنته وهو لم يكذب بهذا الأمر , وانه لم يكن ينوي حضانتها , كانت نيته ان يكفلها ليس إلا وميهاف التي أصرت على حضانتها , لكن ميهاف ما زال الغضب يجتاحها , لمَ ابنة نايا بالذات من بين كل من بالدار !!! وبرر زياد الأمر بأنه شعر بالذنب في يوم ولادة نايا عندما طلب من الاطباء تحاليل إثبات نسب وأثبت ان فرح ليست ابنته .. سُجنت نايا بقضية اخلاقيه ووُضِعت فرح بالميتم لأن والدة نايا رفضت استلام فرح من المشفى , شعر انه السبب في تفرقة فرح عن امها نايا , لذا قرر كفالتها فقط ..
كل يوم والمشكلة تزداد سوءاً , لم تعد ميهاف تطيق رؤية زياد ولا التحدث إليه , ولا التواجد معه في أيّ مكان , جرحها في أحب الناس لقلبها .. في فرح . "

اعادت ورقة الكفالة إلى الصندوق ومسحت دموعها وخرجت وهي تجر حقائبها , تريد العودة إلى والدتها , لم تعد تريد البقاء هنا أكثر , نزلت الفتاتان من الأريكة بسرعة وهما تركضان إليها , فرح : ماما فين لايحه ؟
لم تجبها لكنها نظرت إلى مونيا وجلست على ركبتيها : جيبي جزمتك عشان تروحي معايا .
فرح : وانا ؟
ميهاف : انتِ حتجلسي مع بابا .
فرح بإعتراض : ليس ؟ انا بلوح معاتي تمان سمعنى موني تاخديها بس (ليش انا بروح معاك كمان شمعنى)
لم تتمالك نفسها وعانقت فرح بقوة وهي تبكي بحرقة , شعرت فرح بالخوف : ليس تبتي ؟ ماما ليس تبتي ؟ ايس يعوّلك ؟ ولا انتِ زعلانه ؟ (ليش تبكي ؟ ماما ليش تبكي ؟ ايش يعورك ؟)
ابتعدت ميهاف عنها : بتجي معايا ؟
فرح هزت رأسها بإيجاب , ميهاف : البسي جزمتك طيب واجلسي هنا شويه مع موني انا بروح اجيب ملابسك.
ذهبت ميهاف بينما أحضرت فرح مشط وظلت تمشط شعرها لتبدو جميلة لكي تخرج ..
خلال هذه الأثناء دخل زياد ورآهم بالأحذيه : فين رايحين ؟
فرح : مع ماما بس هي لاحت تزيب ملابسي في سنتة زيها .
اسرع زياد بخطواته لغرفة فرح ومونيا , في نفس الوقت الذي همت ميهاف بالخروج منها : وين رايحه ؟
ميهاف اشاحت بنظرها عنه : بعـــد .
زياد : لا والله ما تطلعي ولا تروحي لمكان , هذا بيتك ياميهاف وين بتروحي ؟
ميهاف : أي مكان مافيه خلقتك , وخر عن وجهي .
زياد : ميهاف انا عارف انك زعلانه ومتضايقه بس وا...
ميهاف : خلاااااااص خلاااص خلاااص ما بسمع منك ولا كلمة , حتى صوتك يقرفني , زياد ما عاد ابغاك ولا ابغى اعرفك ولا اشوفك ..
زياد : روحتي عن البيت بترضيك وتخليك تجلسي ؟
ميهاف : طبعاً .
زياد : اجل والله ما يقعد في البيت إلا إنتِ انا اللي حطلع .
ميهاف تكتفت بعنــــاد أكبر : اوكِ بجلس أنا , ووريني وين بتروح انت.

من ذلك اليوم بالضبط وبعدها لم أرى زياد مجدداً , لم أكن أتوقع أن يصدق في قوله .. وتركه للمنزل !!!

*****

وضعت الصينية التي تحمل ابريق الشاي وكاسات صغيرة بصحونها وملاعق ، وسكر ، على الطاولة وجلست مبتسمه بإنشراح : حي الله العنود نور بيتي والله .
العنود : ما يحتاج مايحتاج شكراً لك .
ضحكت روان : كم ملعقة سكّر ؟
العنود : اصباعي ما يكفي ؟
روان : كل حاجه تتغير إلا ثقالة الدم ذي ما تتغير سبحان الله .
العنود : هههههههههههههههه ما كلمتي جنى تجي ؟
روان : الا بس تعبانه ما بتجي .
العنود : وساره الساحبه تعرفي أخبارها ؟
روان : هههههههههههههههههه ساره ماعليها شرهه توقعت انها بتسحب .
العنود : لا والله انا قلقانه من ناحية ساره ، على الاقل جنى نشوفها ونعرف اخبارها بس ساره من جد اختفت ، حتى رقمها مفصول ولو بقول سحبت لأن خلاص صارت لها حياتها ، ف احس لا مو عذر بالعكس هي بغربة تحتاج تكلمنا اكثر من اي وقت !
روان : والله مدري آخر مرة سألت بيان عنها قالت يتواصل معاهم جابر بين فترة وفترة يطمنهم عليه هو وسارة وانهم مبسوطين بأسبانيا ..
العنود : مدري بس ان شاء الله سحبتها ذي من خير يعني ما يكون فيها شيء ، المهم مو هذي هرجتنا ، انا جيتك يا روان عشان ابغاك تحكيني الاحداث اللي صارت بحياتك ، رند بتكمل روايتها وانتِ لكيـــــــعه .
قلبت روان الشاي ووضعت الملعقة بفمها لتتذوق حلاوة السكر ، ابتسمت : والله انا ناسية ايش اخر شيء قلته لكم .
العنود بتفكير : انك وافقتي على رعد ووافق على شروطك ، طيب وبعدها ايش اللي صار ؟ اتذكر إنك تنازلتي عن شروطك بعد فترة ايش كان السبب ؟

من ذاكرة روان ..
" قبل ثلاثة سنوات تحديداً بفترة الخطوبة التي حددتها هي أن تكون 3 اشهر قبل عقد النكاح وحفل الزفاف ..
في يومٍ ما وهي تجلس مع رعد بكرسي واحد لشخصين بحديقة الفيلا ، يتحدثان بحب ، كان قريباً منها جداً والإبتسامه الدافئة تزيّن وجهه : طيب وايش كمان ؟
روان : انت شرايك اول شيء ؟
رعد : انا كان فبالي نروح جنوب شرق آسيا ، يعني مثلاً نروح بوهول بالفلبين ، وكوالالمبور بماليزيا ، عاد ماليزيا فيها اماكن كثيرة نفسي نروحها واحسها مناسبة لشهر العسل ، ومثلاً كمان جزيرة ريدانغ وبيرهنتيان ، وكمان نروح بالي في اندونيسيا وجزيرة مويو .. لأن وقت زواجنا يصادف موسم الشتا فما ينفع نروح لمناطق بارده بتكون ثلوج عندهم .
روان : وفبالك مكان محدد ولا انت جالس تخيرني بين كل اللي قلتهم ؟
رعد : لا فبالي نروحهم كلهم .
روان : نعمم ؟ كلهم ؟ ترى بس شهر .
رعد بإبتسامه : وين المشكله لو يصيروا شهرين عسل؟
ضحكت روان : والله ما اقول لأ .
رعد بعفوية اراد ان يلمس وجهها لكنها سرعان ما ابعدت وجهها عنه : بدينا ؟ المهم قول لي لو من جد بنروحهم كلهم متى يمدي؟
رعد : عادي اسبوع في بوهول واسبوع في بالي واسبوعين نجلس بماليزيا .
روان : حلوو ما نطول ما يمدي نطفش .
رعد : صح....
قاطعته وهي تشهق قائلة : لحـــــــظه !! زواجنا راح يكون بنفس الاسبوع اللي حخلص فيه اختبارات ، اجازة الترمين اسبوع بس , متى تبغانا نروح شهر العسل ان شاء الله ؟ ولا لايكون حضطر اخذ اجازة من المدرسة زي ذا الترم ؟
رعد : وين المشكله ؟
روان : اخاف ما توافق المديرة فليتها انا كل ترم اجازة 3 اسابيع مسافرة !!!
رعد : يعني ما تبينا نسافر ؟ احسن برضو .
روان : لا طبعاً غصباً عنك اساافر بس شرايك اذا ما وافقت المديرة عالاجازة نأجل الزواج ؟
رعد اتسعت احداقه بدهشه : والله ما يتأجل ولا يوم طلعتي عيوني بشرط الخطوبه ذا ولسه بتطوليها !
روان : اجل لو ما وافقت مديرتي عالإجازة نتزوج بدون شهر عسل ؟ والله هذي بأحلامك .
رعد : عادي نتزوج ونخلي شهر العسل بشوال .
روان : لا بالله ؟ ما صار شهر عسل هذا ..
رعد : والله بكيفك تبي تاخذي اجازة ونسافر اهلاً وسهلاً ما اخذتي اجازة نأجل السفر ، بسسسسس الزواج مااااااا يتأجل ولا يوم ولا ساعة ولا دقيـــــــــــــقه .
عقدت حاجبها بإستياء : كلها كم شهر بس .
رعد : لا والله مو كلها كم شهر ، تخيلي انك تخلصي دراسة بشهر 8 والشهر اللي بعده رمضان يعني مالنا الا شوال نسوي فيه زواجنا ، حراااام عليك يصير سنه وانا استنى .
روان بمكر : عادي استنى ايش وراك ؟
رعد اقترب أكثر مبتسماً : ورايا 6 شهور لاازم اعوضها .
وضع يده على حافة الكرسي خلفها عندما ابتسمت وهي تنزل رأسها بإرتباك ، قال هامساً : ها ايش قلتي ؟
روان : بكلم المديرة عالإجازة .
باغتها بقبلة خاطفه على خدها الأيمن : نشووف .
خفق قلبها برهبه حاولت تدارك الأمر والتجاوز عنه وهي تخرج من حقيبتها هدية مغلفة مدتها له : صح قبل ما أنسى ، هذي لك .
رعد : الله ، ايش المناسبة ؟
روان : مافي مناسبة بس شفتها وعجبتني وحسيتها تناسـ....
بترت كلامها وهي تدفعه بقوة عندما همّ بعناقها قائلاً : حيااااااتي .....
نظر إليها بدهشه عندما قالت عاقدة حاجبيها وبلهجه صارمه : انت ليش تعاندني ؟
رعد رص على اسنانه بغيظ : انتِ اللي وش هالحركة ؟
روان : تستاااااهل لأني الف مرة قلت لا تحضني ، لا تبوسني ، لا تسلم علي ، ل....
تركها وغادر بوجه متجهم جداً من دفعها له بهذه الشراسه .

عصراً عندما استيقظت من قيلولتها وهي على سريرها في وسط الظلام ، فتحت هاتفها لكنها اغلقته مجدداً بخيبه ، هذا ثالث يوم تستيقظ فيه دون ان تجد منه اي رسالة ولا يرد أيضاً على رسائلها ولا اتصالاتها ، كانت تشعر أنه هو المخطئ ولا يحق له الغضب ! لكنها تفتقده الآن واشتااقت إليه .
قامت وبدلت ملابسها وهي تقرر الذهاب لرؤيته ..
في فيلا سليمان ، بمجرد ان دخلت روان رأت ميار الجالسه تشرب قهوتها بمفردها ، سلّمت عليها وتساءلت ميار : انتِ جايه عشان البنات ؟ ماتدري انهم راحوا الشاليه مع صحباتهم ؟
روان : لا جيت اشوف رعد ، هو موجود ؟
تجهم وجه ميار : قاعد بغرفته ..
قامت روان تريد الذهاب له ، لكن ميار قالت بإشمئزاز : يعني ما تبينه يعقد عليك بس عادي تجينه ؟ متعودة عالحرام
صدمها كلام ميار لدرجة انها حاولت الا ترد عليها , ترددت فعلاً في الذهاب لرعد ، لكنها جمعت كبرياءها ومشت لداره ، طرقت الباب عدة مرات ثم فتحته وجدته امام شاشة التلفاز يلعب بالبلايستيشن والسماعات بأذنه ، يتحدث بحماس ، عقدت حاجبيها بإستياء أكبر ، هي تتلقى أقسى الكلمات بسببه وهو هنا لا يأبه بها أصلاً ، اغلقت الباب ومشت إليه ، لم يشعر بوجودها حتى ..
وقفت أمامه وفصلت سلك التلفاز صرخ رعد بقهر : ليـــــــــــــــــــــــ ش ؟
ازدادت عقدة حاجبيها : لأني بكلمك .
وضع السماعات المحيطيه على كتفه : وماتقدري تستني لين اخلص ؟
روان : اللعبة ما بتطير .
رعد : كنا بنهاااااية القيــــــــم .
روان غاضبه : انا لي ثلاثه ايام اتصل عليك وسافهني وارسل ولا ترد واجي عشان استنى حضرتك تخلص القيم عشان اكلمك يعني ؟؟؟
رعد : ايش تبي ؟
روان : ليش ما ترد ؟
رعد : مو فاضي .
روان : لا والله مو فاضي ترد بس فاضي تلعب .
رعد : ليش جايه ؟
روان ودموعها ملأت عيونها : لأنك زعلااان وانا ما ابغاك تزعل ، رعد انا من البداية قلتلك شروطي وانت وافقت عليها ليش تستعبط وتزعل ؟
رعد : طيب خلاص شوفيني ما جيتك ولا شيء وخلينا نستنى الشهر هذا يعدي ونعقد وخلاص بدون زعل ولا وجع راس ، ليش جايه ؟
روان رصت على اسنانها بغيظ ومشت تريد الخروج وهي تبكي بغيظ : من جــــــــد ليش جااايه عشان اراااضي واحد ماعنده احساااس واسمع كلام ينكد علي منه هو وامه انا الغبيه اللي اجيب النكد لنفسي اصلاً ..
بمجرد ان امسكت بمقبض الباب ، سبقها وهو يسند جسده على الباب ، روان : بعـــــــــــد خليني اطلع .
رعد : ما تطلعي وانتِ تبكي .
روان : والله مسوي فاهم دحين ، اقول وخر بس .
رعد : امي قالتلك شيء ؟
روان : رعد احسنلك وخر عن الباب ولا والله بتزعل من جد .
رعد : ايش قالتلك ؟
عضت شفتها السفلى تبكي بسخط : وخــــــــــــــر .
رعد : ايـــــــش قالتلك يلا قولي انا عارف انتِ ما تبكي من كلامي .
روان : صح ما ابكي من كلامك بس ابكي لانك تحطني ف مواقف غبيـــه ، وخر والله ما عاد اطب بيتكم ثاني واوريك يارعد .
رعد ابتسم : روونــــي ايش قالتلك يلا قولي .
روان : قالت ما تبيه يعقد عليك بس عادي تجيه متعودة عالحرام (اكملت ساخطه) ارتحـــــــــت كذا ؟ والله ما راح اسامحها واخلي كل كلامها بذمتها ليوم الدين ، وانت انقلع عن وجهي .
رعد : عيب تقولي عن امي كذا عندي على فكرة .
روان : بس هي عادي تقولي كذا وتدخل بنيتي صح ؟
رعد : حقك علي .
روان : ما بسمع منك شيء يا كريه .
رعد : والله آسف ، شوفي شروطك تخليني اقولها بطريقة بااااايخه وما اقدر احضنك ..
تقدمت بدون تردد وارتمت في حضنه تدفن وجهها في صدره وتضمّه ، ضحك وهو يبادلها الحضن ويمسح على شعرها لتهدأ : ها شفتي ما صار شيء لما حضنتك ما انهدت الارض ولا طاحت السما ولا شيء ! بس فيك عباااااطه .
روان ابعدت وجهها عن صدره بشفتين مقوستين بإستياء : رعد .. غيرت رأيي ابغى نعقد دحين .
رعد ضحك : الله بس عشان كلام ميار وانا لي اسابيع اترجا فيك والله سوت خير ميار .
روان : مو عشان كلام احد بس ما ابغى تكون نظرة الكل ليّا كذا .
\\
والجميع مجتمع في صالة المنزل الواسعة ، يجلسون تحديداً حول المائدة .. حينها أتى رعد بعد ان ودع المأذون : وين روان ؟
سما والإبتسامة تزيّن شفتيها برقه : بغرفتها مـ...
لم يستمع لبقية ما قالت بل صعد بخطوات سريعة للأعلى والفرحه تسابق خطواته ، متلهف جداً لرؤية حبيبته التي وأخيراً أصبحت زوجته بعد عذاب الإنتظار .. طرق الباب بحماس ، اوشك على فتحه لكن سرعان ما فُتح بوجهه واختفت ابتسامته بإزدراء : خيـــــر وين روان ؟
تخصرت : خير بعينك .
أطلّ برأسه لداخل الغرفة فرآها تمشي وكأنها تبحث عن شيء : روانــي .
نظرت إليه وابتسمت وهي تقف : هلا رعد .
رعد دخل إلى الغرفة وهو يفرد ذراعيه : مااافي مبروك ؟
تحمحمت تمارا : تراني ما رحت ولاني جدار .
رعد : ورينا مقفاك بالله .
تمارا : نووو روان تبغاني .
اقتربت روان من رعد : مبرووك .
اتسعت إبتسامته وعانقها بشده : الله يبارك لي فيك ويخليك لي ولا يحرمني منك للأبد ، أخيررراً أخيراً أخيراً ياروان .
تمارا : برضو ما رحت انا .
ضحكت روان عندما قال رعد بغضب : تمارا وريــــــنا عرض اكتافك يا زفته .
تمارا بضحكه : بروح بروح , روان ماتحتاجي شيء صج ؟
روان : لا ياروحي خلاص .
خرجت واغلقت الباب خلفها بقوة : تهنوووووا .
رعد عاد ينظر إلى روان للحظات وسرعان ماعانقها مجدداً وهو يستنشقها بحب ولهفه وشوق غامر : اشتقت لك ، اشتقت لريحتك ، ريحتك مميّزة مرة وحلوة ماغابت عن بالي ولا لحظه ، اشتقت لحضنك برضو ، واشتقت لكل شيء فيك ، روان لو فيه انسانه من جد تشبه الورد فهي انتِ والله ما ابالغ ، انتِ حلوة ورقيقه وجذابة لدرجة اني اشك انك ورده ...
ضحكت على تعبيره رفعت رأسها تنظر إليه : الله ياحظي على ذا الإطراء .
باغتها بقبلة على عينها وارنبة أنفها ، ثم قبلة خفيف على شفتيها ، ابتسمت : كأنك بديت تضرب بشروطي عرض الجدار أكثر .
رعد : ايش اللي شروطك ياعمي خلاص صرتي زوجتي ولا كمان ممنوع ؟
ابعدت يده عنها : طبعاً ممنوع لحد ما نسوي حفلة زواجنا بعد شهر .
رعد جرها إليه مجدداً : هذا بأحلامك يا قلبي !!!

الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ - إلهي لكـ الحمد والشكر نستغفركـ ياعفو ياغفور ]} 249 إضافة تقييم لـ حنان | atsh التبليغ عن المشاركة
قديم(ـة) 12-09-2020, 07:19 PM
حنان | atsh حنان | atsh غير متصل
©؛°¨غرامي مشارك¨°؛©

تاريخ التسجيل: Oct 2014
رقم العضوية : 897775
المشاركات : 175
تقييم العضوية : 10
حنان | atsh is an unknown quantity at this point
الدولة: الولايات المتحدة
الافتراضي رد: رواية أنا في لجة وحدي/بقلمي

نزلا إلى الأسفل لينضما إلى الجميع .. كان الجميع بإنتظارهما ليبدؤوا بتناول وجبة العشاء .. الاصناف المتنوعة على مد المائدة ، بألوان مختلفة وروائح شهيه للعين قبل النفس ..
ظل ممسكاً بيدها إلى أن همّت بالجلوس لكنه ايضاً سحب لها الكرسي دون ان يترك يدها ، ليقول سلطان ساخراً : ماااهي شارده والله العظيم .
حينها استوعب نفسه وضحك وهو يجلس بجانبها ويضغط على يدها بتملك اكثر : لو الصق يدي بيدها شعليك.
سلطان : مااش ما جازلي الزواج برضو اذا بنشب لبنت الناس كذا .
ضحكت روان ليقول رعد : تأيدي كلامه يعني ؟؟؟؟ انا نشبه ؟
ضحكت اكثر وهي تهز رأسها بالنفي .
سما : خلاص اعتقوا البنت وكلوا الاكل برد ساعتين نستناكم .
بيان : يا عمري الله لا يغيّر مابينكم الا للأحسن ، مبسوطه اني قدرت احضر ومن حسن حظي إني رجعت جدة عشان اشوفكم سوى .
روان : والله ياحظي انا انك جيتي ماتدري قد ايش وحشتوووووني .
تمارا : لو انه مو زواج جابر اخو خالد وملكة ريان ما كان طبت السعودية الظاهر .
بيان : حرام عليك والله مشتاقة لكم ونفسي اجيكم من اول بس ما سمحت لي الفرصه .
اخذوا يتبادلون الاحاديث العشوائية بوِد وفرحه على اجتماعهم هذا واخيراً الجميع موجود .. سما - سلطان - بيان - سليمان - ميار - تمارا - جوانا - جنى - رواد - ريّان - العنود ..
بإستثناء خالد الذي خرج في موعد عشاء مع صديقه سراج .. وساره التي مازالت في شهر العسل ..
الجميع مشغول بالكلام ، الا هو كان ينظر إليها بين الفينه والأخرى ، السعادة والحب اجتمعا في آنٍ واحد واستقرا في صدره في هذه اللحظه .. رآها أطالت وهي تأكل ال" كبه " ببطء شديد جداً وكأنها شاردة الذهن ..
همس لها : ما عجبتك ؟
نظرت إليه مبتسمه : الا لذيذه ..
لم تكمل كلمتها الا وهي تمد يدها لفمه بعفوية ، قضم قضمه جعلت الجميع ينتبه حين انهال سلطان بالتعليقات الساخرة التي جعلت وجه روان يحمر بإحراج شديد بينما ظل رعد يضحك : خلاص عاد شفيك تراقبنا .
سلطان : شدراني عنكم من اليوم طايحين حركاااات كأن مااااحولكم احد .
ريّان : والله من جد خال مستقعد

بعد وجبة العشاء ..
داعبت انفها بأنملتها : يا لوووحي وحشتيني وحشتيني وحشتيني ..
ضمتها وهي تستنشقها بعمق : اموتت بالصعنونيين يا ناس وريحتهم ، انتِ فلاوله ؟؟ والله من جد فلاوله ياتعمك ، ما استقتيلي يا لوحييي ؟
فجأة مد رعد يده ليأخذ الطفله منها : هاتيها .
روان : اجلس انت هنا ماشبعت منها انا .
رعد بإصرار : ابغى العب معاها انا .
مدت له الطفله : بشويشش انتبه لا تطيّحها .
اخذها من روان واستدار يمدها لبيان : خذيها اشغلتنا ..
روان بإستنكار : رعــــــد !!! "

*****

بعد زفاف جابر وسارة وسفرهم لشهر العسل في سانتوريني ..
عندما اراد خالد ان ننتقل إلى فيلا عائلته ونمضي فيه ماتبقى لنا من وجودنا في مدينة جدة , لكيلا تبقى ديمة وحيدةً بالفيلا ..
تنهد وهو يجلس على طرف السرير ..
تساءلت : اشبك ؟
رفع رأسه ينظر إلى السقف كأنه في حيرةٍ من أمره وتنهد مجدداً : بكلمك بموضوع ، أجلته كثير بس (استدار ينظر إليْ) ما لقيت وقت مناسب .
بيان : قول .
استدار بكامل جسده علي : ذكريني ايش اسمها أمك الله يرحمها ؟
رفعت حاجبي : كارلين ، هذا شيء يتنسي ؟
خالد سكت للحظات : وكم الفرق بينك وبين سلطان ؟
بيان شعرت بالغرابه من اسئلته : 10 شهور بس ، ايش الهرجه بترجع تتعرف علي من جديد ؟
خالد : بيان انا مو عارف كيف اقولها بس انتِ ما قد حسيتي إن كارلين مو أمك ؟
بيان : خالد ! ايش السؤال الغريب هذا ؟ اكيد لا ماقد حسيت لأنها امي .
خالد : وإذا قلتلك مو أمك بتصدقيني ؟
بيان بسخريه : والله ؟ ايش دراك ؟ لايكون سلطان قالها وصدقته ؟ تراه ملك الكذبات .
خالد بجدية : قد قالك سلطان انك مو شقيقته ؟
بيان : لا طبعاً !!
قام خالد للحظات يبحث بين اغراضه .. اخرج عدد من الاوراق ومدها لبيان : شوفيهم .
امسكت بيان بالاوراق تقرؤها ، عقدت حاجبيها ثم تحولت نظرة الإستنكار إلى صدمه : ابوي كان متزوج وحدة غير أمي !!!!! انت من وين جايب هالعقد ؟
خالد : شوفي اللي بعده .
بيان قلبت الورقه وظهرت ورقة أخرى مكتوبة بخط اليد " لم اشأ يوماً أن تصل الأمور بيننا إلى هذا الحد ، لكن أرجو أن تعودي بالطفلة وإلا سأسجل بلاغاً بهروبك في السفارة ليعيدوكِ إليْ قسراً ، لكِ الخيار في هذا .. "
رسالة أخرى ذُكر فيها أن كارلين تريد تسوية الأمر بهدوء وطلبت منها سحب البلاغات التي قدمتا ضدهم في المحكمه الإيطاليه ..

كتمت بيان انفاسها وهي تنظر إلى خالد برعب ما هذه الرسائل ؟ اشار لها خالد بأن تقلب الصفحه .. وقلبتها ، ارتجفت اطرافها وهي تلقي بالأوراق وتمسك الصور بكلتا يديها المرتجفتين .. صورة لوالدها مع امرأة ترتدي فستان مورّد ، جميلة جداً لكنها ايضاً تشبه كارلين ..
قلبت الصورة الأخرى ، طفلة حديثة الولادة نائمه بهدوء .. الصورة الثالثه المرأة التي بالصورة الاولى ، وهي تحمل الطفله والابتسامة تزيّن شفتيها .. وضعت بيان يدها على فمها ودموعها سالت ، نظرت إلى خالد بحيرة وخوف : خالد ، مو انا اللي بالصور صح بس تشبهني لأنها يمكن تكون اختي !
جلس خالد مجدداً بجانبها وتنهد وهو يعبث بالاوراق : اقلبي الصور وشوفي الكلام اللي مكتوب وراها ..
الصورة الأخيرة مكتوب فيها " اول صورة لي مع طفلتي بيلا "
الصورة الثانيه " اول صورة لصغيرتي بيلا التي ولدت قبل يومين بتاريخ 15-8-1988 "
بيان بإندفاع : كذب هذا مو تاريخ ولادتي مين هذي أصلاً ؟ انت كيف وصلتلك هالأشياء؟ ليش طيب وكيف انا ما اعرفها ؟
خالد : ما اعرف التفاصيل يا بيان ، بس صدقيني ما عطيتك هالأشياء الا لما تأكدت من صحتها ، واللي ارسلتها لي هي أمك , لورا .
بيان قامت من السرير : لا مستحيل مستحيل ، كيف ما عمري حسيت ولا شكيت ، ولا احد جاب هالسيرة !
خالد : قالت ان اخوانك يدروا ، بس انتِ ما قد قلتيلي شيء او حسستيني إنك تدري .
بيان ودموعها تهل على وجنتيها بصدمه : خالد الله يخليك قول انك تمزح وهذا مقلب منك والله ما راح ازعل ، بس ايش راح اسوي اذا كان الكلام حقيقي !!!
اخذت هاتفها بسرعة عندما ظل خالد صامتاً ، وضعت هاتفها على اذنها وبعد لحظات قالت باكيه : سما مين لورا ؟؟؟
سما لم تستوعب : ايش ؟
بيان : اقولك مين لورا ، تعرفيها ؟
سما بعد لحظات من الصمت : ليش تسألي ؟
بيان : انا مو بنتها صح ؟ انا اختكم وامي كارلين !! .... سما تكفيـــــــن ..

قاطعتها سما : تجيني ولا اجيك ؟ هالموضوع ما ينفع نتكلم فيه عالجوال .
بيان بكت أكثر : يعني صح انا مو بنت كارلين ، طيب ليـــــش ....
قاطعتها سما : بيوونه يا قلبي مسافة الطريق واكون عندك ، قلتلك هالموضوع ما ينفع نتكلم فيه عالجوال.

سما - سلطان - بيان - وخالد يجلسون ونظرات الريبة والقلق تدور بينهم .. بيان منهارة تماماً تبكي بصدمة ، كسر الصمت سلطان قائلاً : بس انتِ أختنا .
بيان لم تجب واستمرت بالبكاء .. سما مسحت على ظهر بيان : بيان ما تغير شيء والله انتِ اختنا وعزيزة علينا ، ولا لنا دخل بكل اللي صار .
بيان : ممكن تعيدي القصه اللي قلتيها عشان انا مو مستوعبه شيء !
سما زفرت بضيق : بيونه انتِ اختنا ماتغيّر....
بيان : مو ذا الكلام ما أبغى ذا الكلام ، أبغى اعرف انا بنت مين !!! ومين تطلع لورا ؟
سما : انتِ بنت لورا ، بس اللي ربتك كارلين امنا .
بيان : وليش ما بتقولولي التفاصيل ؟ ليش ما بتقولي ليـــــش ربتني كارلين مو لورا ؟ وين لورا ؟ ومين لورا ؟
حل الصمت مجدداً ، ليقول سلطان بتردد : لورا خالتنا ، لورا وكارلين اخوات .
صدمه اخرى حلّت عليها : كيف ؟؟ كيف اخوات ؟ اذا كنت انت ولد كارلين وانا بنت لورا والفرق بيننا بسيط , بتفهمني ان ابوي كان متزوج اخوات ؟؟؟ كيــــــــف ، حرااااااااااام !!!
ظلت تنظر إليهم تبحث عن إجابة ، لكنها غرقت بالبكاء مرة اخرى ويصوت متهدج : إلا لو .....
سما قاطعتها : ما اعرف اشرحلك بس كل شيء بهالقصه غلط ..
بيان : كيف يعني كل شيء غلط ؟ لا تخلوني كذا فهموني الله يخليكم ، انا مو قادرة استوعب حاجه !!
سما : ابوي كان متزوج امي كارلين ، ويوم كان عمري 7 سنوات جات لورا من ايطاليا وعاشت معنا بالفيلا جات عشان تدرس عربي (تنهدت والتوتر بدى عليها) بحكم انها عاشت كل حياتها بإيطاليا وحياتها غير عن هنا ، ومتفتحه وعادي عندها تخالط الرجال ، تقدري تقولي كانت مطيّحه الميانه مع ابوي مرة كأنها صحبته ما كأنها اخت زوجته ، والظاهر إنها كانت معجبه فيه ، حاولت تغريه كثير بس ابوي ما كان يطاوعها لأنه يحب أمي ولأنه يعرف إنه حرام هذي اخت زوجته .. وبيوم كانت امي برا البيت كلنا كنا برا حاضرين زواج ، وابوي رجع للبيت بدري لأن زواج الرجال انتهى بدري ، اللي عرفته ان .....
قاطعتها بيان وهي تغطي وجهها وتبكي بمرارة وبنبرة يائسه : انا بنت حرام ؟
ثم اكملت بكاءها ب لوعة وغصه وحسرة ، ابعدت يدها : جاوبيني ليش ساكته ؟؟
سما ظلت صامته وسلطان ايضاً ، بيان تشعر أن قلبها سيخرج من مكانه من الصدمه والبكاء ، اكملت سما : ابوي والله ما كان بوعيه ، هي خلته يسكر وجاها وبعد فترة اختفت بدون ما تعطي احد خبر ، عرفت امي ان لورا رجعت ايطاليا بس كانت حامل ، واهلها هناك يسألوها مين ابو هالطفل وما قالت ، بس ابوي ما كان مرتاح كان يحس بالذنب وصارح امي وطلقها عشان يعقد على لورا وعقد عليها وطلقها ورجّع امي ، بس امي ما كانت راضيه عن اللي صار ، لأن ابوي لما طلق لورا خسر نص ثروته لأن لورا ضحكت عليه .. وما كانت راضيه ان اختها غدرت فيها بهالطريقه ، ولورا لما تطلقت خلتك مع ابوي لأن اصلاً ما كان همها الا الفلوس وربتك كارلين ، وهي حامل بسلطان واضطروا يزوّروا شهادة ميلادك ويخلوك اكبر من عمرك بـ5 شهور عشان محد يدري عن زواج ابوي من لورا ، وسجلوك بإسم امي عشان كمان محد يدري عن الزواجه هذي ، وابوي ما كان شخص عادي انتِ عارفه وسمعته مهمه ..
كل كلمة قالتها سما غرست في قلبها سكين .. تمنّت لو أنها لم تسمع أيّ شيء ، وبقيت على جهلها بالأمر ، كرهت اللحظات هذه وكرهت لحظة وجودها بالحياة أصلاً ، شعور لا تستطيع وصفه ، الأمر لم يتوقف على كونها تربت بأحضان امرأة غير والدتها ، لا بل الأبشع من هذا أنها غير شرعيه أصلاً !
الأمر صادم جداً لم تعقب على قصة سما لكنها بالكاد تتنفس من فرط البكاء ، لم يكن خالد أقلّ صدمة منها ، لم يكن يعلم بالقصة أصلاً ، ظن أن لورا مجرد زوجة أخرى فقط ، الأمر غريب ، اشبه بالكابوس على كليهما ، والوقت يمر وكأن xxxxبه تطعن قلوبهم بمرورها .. قام خالد فجأة وخرج من المكان ، آلاف الأفكار تدور في رأسه ، لم يتمالك شعوره بالغضب ! سرعان ما خرج إلى حديقة الفيلا واتصل عليها ليصب غضبه فيها لاااااعناً الصدف التي اوصلتها له : ايـــــــــش اللي طلعك أصلاً ليــــــش جيتي بعد هالسنوات تبغيها تعرفك ؟ على اساس القصه كانت مشرّفة يعني ؟؟ انتِ ما فكرتي بإحساسها ؟ ما فكرتي بنظرتها لك ؟ كان الأحسن لها انها تعيش وهي ما تعرفـــــــك بالمرة .
لورا : بس انت ما سمعت الموضوع مني ! ماتدري يمكن افتروا علي !
خالد : لورا ايش استفدتي ؟ انا غبــــــــــي لأني قلتلها عنك قبل ما اعرف الموضوع كامل ، جايه بعد 30 سنه من حياتها تدوري عليها ؟ تو تذكرتي ان عندك بنت ؟ شفيها ناقصتك هي ؟ ما اعرف انتِ وش تبين الحين بس الله يكفينا شرك .

عاد إلى جناحهم بالفيلا من جديد بعد ان ورده اتصال من سلطان بأن يأتي فوراً ، وجد سما وسلطان يقفون امام باب غرفة النوم المقفول ، سما تطرقه باكيه : الله يخليـــــــك افتحي .
سلطان : بيان والله لو ما فتحتي لأكسر الباب .
بمجرد ان سمعوا صوت باب الجناح استدار كليهما : الله جابك تعال شوف هالمجنونه لاتسوي بنفسها شيء !
خالد وقف امام الباب وطرقه بهدوء : بيان ، افتحي الباب ، لا تخوفينا عليك .
لا رد سوى صوت بكائها .. خالد : بيلاا افتحي .
بيان صارخه : لاتناااااديني بيلاااا لحد يناديني بيــــــــــــلا يــــــــع يـــع يــــع .
خالد : طيب افتحي .
بيان : مااا ابغى اششوووف احد خلوني لوحـــــــــــدي .
فعلاً مر وقت وهم ينتظرونها لتفتح لكنها لم تفتح ، طلب خالد من سما وسلطان المغادرة علّ بيان تودّ البقاء بمفردها لتستوعب ما حدث ، الاكيد انها تحتاج وقتاً لتتقبّل هذه الصدمه .
لتنهال سما بسيل من التوصيات لخالد على بيان قبل ان تخرج ، وبعد ان انتهت وسبقت سلطان بالذهاب ، قال سلطان : خالد .. بنتفهمك لو بتلومنا لأننا خبينا عليك موضوع زي كذا .
خالد بتجهم : نتكلم بعدين احسن ..
سلطان ربت على كتفه : انتبه لها ، فهّمها إن معرفتها للحقيقه ما راح تغيّر شيء وراح تبقى اختنا وحبيبتنا كلنا .
خالد : اوكِ .
سلطان : آسفين يا خالد ..
قاطعه خالد : سلطان خلاص ، بنتكلم بعدين ..
غادر سلطان ، وجلس خالد فضّل ترك بيان دون ان يزعجها بطرقه للباب ، لأنه هو الآخر يحتاج ان يفكّر بالأمر أيضاً !! كيف استطاعوا تجاهل الأمر لهذه الدرجة ، كيف استطاعت كارلين تربية بيان دون ان تُشعرها أنها ليست والدتها ؟ ألم تكن تكرهها مثلاً ؟ الم تفرق بينها وبين اطفالها على الأقل ؟ ألم يلمّح احد عن الموضوع ؟ ماهذه المعضلة يا الله التي حلّت بهم ؟
في وقت متأخر من الليل وهو نائم على الأريكة شعر بجسدها الدافئ وهي تقترب منه ، جلست على الأرض ، وضعت رأسها على الأريكة بالقرب من صدر خالد ، تبكي بشدة فتح عينيه ورآها تدفن وجهها بجانبه على الأريكه ، مسح على شعرها : بيان .
بكت أكثر : ليش قلتلي ؟ ليش ليش خليتني أعرف ؟
خالد قعد وهو يمسك معصمها لتقوم : ما كنت ادري إن القصة كذا ، لو أدري عنها وأدري انك ما كنتِ عارفه ما كان تكلمت !
قامت وجلست بجانبه ، ضمها وظل يمسح على شعرها لتهدأ ، تساءلت بخيبه : ايش صارت نظرتك لي ؟ كيف صرت تشوفني ؟ (رفعت رأسها تنظر إليه) ما راح تخليني بعد اللي عرفته صح ؟ (بكت بحرقة) انا مو مستوعبة كيـــــف اكون بنت حـ...
بتر كلمتها وهو يعقد حاجبيه : لا تقولي عن نفسك كذا ! انتِ بيان وبس ، أيٍّ كان الموضوع والقصه لا يكسرك شيء يا بيان ! ونظرتي لك وحدة ما عمرها تغيرت إنتِ حبيبتي ، وأختي وأمي وأم بنتي وأم كل اولادي الجايين ان شاء الله .
بيان : ليش صار كذا ؟ ليش انا من كل الناس ليش ؟
خالد : يا روحي لاتقولي كذا ، استهدي بالله ، خلاص لاتفكري ، تجاهلي الموضوع وكأنك ماعرفتي شيء !
بيان : وهذا شيء اقدر اتجااااااهله يا خاااااالد ؟
شد بعناقه لها : انا آسف لأني فتحت عليك باب آذاك ..
بيان بخيبة : ليش خبوا عني ليش محد قالي أصلاً
خالد : اكيد اهلك مخبيينه عليك عشان ما يضايقوك كذا ، محد حيستفيد لو عرفتي .

مرت أيّام على الأمر زارها خلال هذا الوقت اخوتها جميعاً بلا استثناء ، يحاولون تهدئتها وإقناعها بأن الأمر لا يشكّل فارقاً ولم يتغير أي شيء .. صحيح لم يتغير أي شيء بالنسبة لهم لكنها كُسِرت ، تشعر بشعور مزعج جداً وكأن جِدة لم تعد ترحب بها ..
في يومٍ ما ، وريّان يزورها ، كانت صامته على غير عادتها تنظر للفراغ ، ريان مبتسماً : ما بتباركيلي حددنا موعد الزواج .
بيان : مبروك ..
ريان : ما حتسأليني متى ؟
بيان : متى ؟
ريان بإستياء : بيونه خلاص ريحي راسك من التفكير والله الموضوع ماخذ أكبر من حجمه ..
بيان نظرت إليه : حتى انت كنت تدري ؟
ريان : لا والله ما ادري عن حاجه ، بس كنت اعرف ان جدتي كانت لها اخت اسمها لورا وانها اخذت نص املاك جدي الله يرحمه بس .. كنا نحسبها نصبت على امي بأملاك جدي ما كنا نتوقع ان الهرجة أكبر من كذا .
بيان مسحت جبينها بإرهاق : انا مو قادرة اصدق شيء ، انا افكر اشوفها .
ريان : تشوفي مين ؟
بيان : لورا ..
ريان : وين خالد ؟
بيان : برا راح يخلص إجراءات التوكيل عشان نرجع النرويج .
ريان : اما خلاص راجعين !! ليش وزواجي ما بتحضرينه ؟
بيان : متى حددت؟
ريان : بشوّال ان شاء الله .
تنهدت : بعيد ما ابغى اطوّل أكثر من كذا ، ماني طايقه المكان .
ريان : بس ...
قاطعته وهي تضع يدها على يده : وعد راح اجي زواجك ان شاء الله ، وافرح معاك .
ريان : بيووونه اوعديني طيب إنك ما عاد تبكين ولا تفكرين بهالموضوع ، والله كلنا فاقدينك وشايلين همك ، لا تخلين الموضوع يأثر على علاقتك فينا ولا حتى شوي .
تنفست بعمق : ريّان قلبي يوجعنـــــــي تعرف ليش ؟ لأني مو عارفه احط اللوم على مين ؟ عليكم لأنكم خبيتوا علي ، ولا على أمــ... لورا (زفرت) اللي حبت زوج أختها ولا على ابوي اللي استسلم لها ولا على وجودي أصلاً .. ريّان الموضوع أكبر مني ، أكبر من استيعابي أنا (بكت مجدداً) ماعمري حسيــــــت ولا شكيت اني مو بنت كارلين وان ممكن بيوم من الأيام اكتشف هذي القصه .. مو مستوعبه والله ، أبغى اشوف لورا بس خااااااايفه .
ريّان امسك يدها بوِد وهو يمسح دموعها بيده الأخرى : لا تبكي طيب ! اذا بتشوفيها انا بوديك لها عشان تكسري خوفك وصدقيني هي انسانه ماتستاهل تعترفي فيها وتشغلي بالك عليها حتى ، لا تعتبريها موجودة بحياتك ، الأم هي اللي ربت مو اللي حملت ! بس اذا بترتاحي بمقابلتك لها انا مستعد اوصلك لها بنفسي عشان تتأكدي من كلامي .
بيان : بس انا ما اعرف عنوانها .
ريان : انا اعرفه .....

*****

فاتنٌ هو الحب ولذيذ جداً ، وجابر آمنت أنه الشخص الذي وهبني الله قلباً ليُسكنه فيه .. شخص مغري للوقوع بالحبّ .. هذا ما أشعر به الآن وأنا بين ذراعيه وقد أصبحنا معاً تحت سقفٍ واحد ..
يعانقني بدفء ، أشعر بقبلاته الحنونه تتناثر على خدي وعنقي ، في الجزيرة الساحرة < سانتوريني >
نقف في الشرفة والهواء البارد يلامس أجسادنا الدافئة على إطلالة ساحره.. لحظات لا أريدها أن تنتهي أبداً ..
جابر : خلينا ندخل الجو باااارد .
اغمضت عيني استنشق الهواء : جابر شرايك نعيش هنا ؟ أحس مو هاين علي اجلس فيها بس شهر وارجع .
ضحك جابر قائلاً : اشوفك غيرتي رأيك !
ساره : أكيد بغيره طالما ذا المنظر قدامي .
جابر : إذا عالحياه أنا ودي نعيش بأسبانيا .
عقدت حاجبي : أسبانيا ؟ مو كأنك اول قلتلي النرويج !
جابر : غيرت رأيي ، اسبانيا أفضل بالنسبة لي وبعدين ما نعيش فيها للأبد بس فترة ونرجع .
ساره : ينفع نأجل هالموضوع لبعدين ؟ (اقتربت منه بإبتسامه ماكره) دحين خلينا ندخل الجو بـــــــــــارد .
جابر بضحكه شد خاصرتها نحوه : أدفيــــك ؟
صحيح أننا اتفقنا على فكرة تأجيل الحمل لكن لم اتوقع أن يكون جابر حريص لهذه الدرجه ، لدرجه مزعجة .. قلت مازحه وانا اتوسّد صدره العاري على السرير : تخيل بعد اجتهاداتك هذي احمل برضو .
جابر : الله لا يقولها ، تفاولي خير .
عقدت حاجبي بإستغراب : لهالدرجة ماتبغى اطفال ؟
جابر : ترى أكثر شيء شايل همه الأطفال ، وأكثر شيء شايل همه كمان إن مع كل ذا الحرص تحملي .
ساره : يا ساتر ليش ؟ أحس عادي صح أنا ما أبغى احمل بالسنه الأولى بس إذا صار وحملت عادي ما حزعل .
جابر : لا يا سارة بالله خلينا كم سنه بدون اطفال .
سارة : ايش اللي يخوّفك بالاطفال ؟؟
جابر : سبق وقلتلك افكر كثير بمسؤولية التربية وهالشيء يخوفني ..
لم تقتنع ، الاغلب يخشى من مسؤولية التربية لكن هذا لا يمنعهم من الإنجاب او الخوف من الفكرة لهذه الدرجة ! انتابني الخوف قليلاً من الفكرة التي راودتني حيال جابر ما فكرته عن الزواج اصلاً ؟
مضى الوقت على خير مايُرام ، أفضل أيامي بلا مبالغه قضيتُها في اليونان .. وبعدها عدنا إلى جدة ..
استقررنا في الطابق الثاني من الفيلا .. أراحتني شخصية ديمه الهادئة ، كنت اخشى فكرة أننا سنعيش سوياً في منزل واحد وهي اخته المدلّلــه ، خشيت ان تكون ديمه من الفئة المزعجه المتطفله لكنها كانت عكس ذلك تماماً كانت فتاة هادئة ، لطيفه ، لا تتدخل في حياتي إطلاقاً ، ولا تفضّل الخروج معنا انا وجابر كثيراً ، صراحه علاقتي بها كانت شبه سطحيه ربما لأنها خجوله وهادئة .. لكن كان هناك شيء واحد يستفزني جداً بخصوص ديمه ..
كانت قد أخبرتني روان عنه سابقاً عندما طلبتُ أنا منها أن تسأل بيان عن عائلة جابر ..
فقالت : والله ناس كويسين وجابر شخص محترم وكويس صح إني ماعشت معاهم ولا قابلتهم كثير لكن هذا اللي لاحظته ، بس صراحه فيه حاجه ممكن تنكد على سارة بما إنها حتعيش مع ديمه .
روان : ايش هي الحاجه ؟
بيان : ديمه مدلـــــــــــــــعه بشكل مستفز وتعامل اخوانها معها مستفز لابعد حد لدرجة إنها لو كانت جالسه وطاح من يدها شيء حتى لو قلــــــــم واخوانها موجودين هم يجيبوه لها تخيلي ، والله ما ابالغ ، انا قد جيت جدة بداية زواجي وجلست ببيت اهله اسبوع بس ، انرفع ضغطي ارتفاع حااااااااد من اللي اشوفه .. ولا تستغرب إذا شافت جابر يأكّلها وهي على جوالها ترى مرة طبيعي وهذا شيء معتاد وممكن تشوفه بشكل يومي ، وديمه ما تشيــــــــل شيء وكل اسبوع تجمع صحباتها عندها لأن ممنوع انها تطلع من البيــت وتروح لأحد ... "

في البداية توقعت أن بيان تبالغ قليلاً ، او بالأصح لم اتخيل أن الأمر بهذا السوء!!!
ليته توقف على أن جابر مازال يطعمها بنفسه بعض الأحيان ، او أن الخادمه تذهب مع السائق يومياً لإيصال ديمه للمدرسة وإعادتها منه لتحمل حقيبتها عنها .. الأفظع من ذلك أن جابر يتحدث معها وكأنها طفله ، نبرته غريبه جداً وليس هو فقط بل حتى الخدم يتعاملون معها وكأنها طفله لدرجة جعلتني اشك أنني الوحيدة التي أراها كبيرة !! كل هذا شيء
والمزعج فعلاً أنه في يومٍ ما وأنا أجلس مع ديمه بالصاله في طابقي ، نتبادل الأحاديث وانا أحاول التودد إليها والتعرف كذلك .. كنا بالعاشرة ليلاً ، اسلوبها وطريقتها في التحدث عاديه جداً بل وهادئة لكن نبرة صوتها طبيعية وحتى تصرفاتها طبيعيه معي لا يبدو وكأنها غارقة بالدلال إلى ذلك الحد .. المهم كانت تريني بعض الصور التي التقطتها هي ليوم زفافي ، وتريني بعض صديقاتها اللاتي حضرن إلى الحفله حتى عاد جابر ورءآنا ، ألقى السلام وبعدها نظر إلينا : تعشيتوا ؟
ساره : ايوة الحمدلله .
ديمه : اكلنا بيتزا .
نظر إليها : بالعااافيه ، وليش سهرانه لسه ؟ ما وراك دوام ؟

ديمه بإبتسامه : ساره نادتني عشان نجلس مع بعض .
جابر : طيب يا حلوة وقت النوم عشان تصحي نشيـــــطه .
ديمه : بس انا مو نعسانه .
جابر : ديوومه مو كويس تسهري لوقت متأخر بعدين ما بتشبعي نوم .
ديمه : حبييبي بسس للساعة 11 وانام والله وعد .
جابر : 10 ونص وبس .
ديمه : لا 11 .
كنت اشاهدهما بهدوء وهي تلح عليه أن تسهر نصف ساعة أخرى لكنه يأبى السماح لها بذلك .. لا افهم لمَ تخبره انها ستسهر اصلاً ؟ لمَ لا تكمل سهرتها في دارها ان كانت تود السهر أكثر دون إخباره ؟
تعلقت نظرتي عليهما بصدمه وانقطع حبل تساؤلي عندما رأيته يحملها فجأة بين ذراعيه ، طوقت يديها حول عنقه ضاحكه وبنفس الوقت مستاءة : ماااا كملنا حتى عشرة ونص .
جابر استدار وقد هم بالنزول وهو يحملها : تستاهلي ليش تعانديني .
ديمه : جااااااااابر
اختفوا عن ناظري ، جلست مصدومه لوهله لا أعلم كيف افسر ما اشعر به ، لا اعرف هذا الغيظ الذي انتابتي سببه الاستنكار ام الغيره ؟
لا أود أن اصبح زوجة الأخ المتسلطة مثلاً لكن فعلاً الأمر زائد عن الحد المحتمل !!!! عدت إلى داري افكر ، هل سأبقى طول عمري ارى هذا الهراء ؟؟ على هذا النحو يبدو أنني سأقبل فكرة الاستقرار في اسبانيا لعدة سنوات على الأقل لأنجو بصحتي النفسيه والبدنية صراحه !

في غرفة ديمه , اوقفها على الأرض ونظر إليها بجدية : خالد ليش رجع بدري ؟
ديمه : ما اعرف بس ما كان رايق لما راح كأن صاير شيء .. وحتى اهل بيان كل يوم وهم عندنا والجو متوتر بس خفت اسأل خالد .
جابر هز رأسه ثم ابتسم : وكيف ســاره ؟
ديمه بضحكه : كيـــوت , بس لا تمصخها معايا زي خالد وتخليها تكرهني .

دخل جابر إلى الغرفة ، نظر إلي مبتسماً : شكلكم اتفقتوا انتِ وديمه .
ساره : يعني ، اعتبرها زي عنود ، اختي .
جابر : حلو اهم شيء انكم تتفقوا ..
ساره بعد لحظات من الصمت : عادي اقول شيء ؟
جابر : قولي .
ساره : ما تحس إنك تعاملها كأنها طفله ؟ يعني مو قصدي شيء بسس ما تتضايق هي من هالمعامله ؟
جابر : لا عادي بعدين ديمه مو كبيرة .
ساره : برضو ماهي صغيرة !
جابر : عادي هي متعودة وانا متعود اعاملها كذا ، ليش تسألي ؟ يضايقك ؟
ساره نفت بإندفاع : لالا مو يضايق بس غريب ، ليش توقعت انه يضايق مثلاً ؟
جابر : مدري لأن بيان كانت تتضايق .
ساره : شدراك ؟
جابر : ديمه قالتلي

*****

في الفيلا .. وتحديداً في صالة الفيلا المفتوحه ، سلطان وهو يرتشف القهوة : شرايك ؟
سما زمت شفتيها بحيرة : انت عارف انا ما احب اتحيّز لأي قرار قبل ما أفكر .
سلطان : بس الموضوع يخصني و..
قاطعته : اعرف عشان كذا ما اقدر اعطيك رأي بدون تفكير خصوصاً بموضوع حساس زي كـ.....
قطع حديثها التفاتتها السريعة تجاه باب الفيلا الذي فُتح بقوة وصوت روان صارخه ودموعها تنهال على وجنتيها : ما ابغى اسمع ولا حرفف .
وقفت سما بذعر وهي ترى روان تصعد بخطوات سريعة غاضبة للأعلى ورعد توقف ينظر إلى طيفها الذي تلاشى من امامه سريعاً ، عندما سألت سما ايش بكم ايش صاير ؟
نظر رعد الى سما بتنهيدة : سهام حامل .
تجهم وجه سما : واذا يعني حامل؟؟ لا يكون بترجعها ؟
رعد سريعاً : لا ما قلت شيء ولا فكرت ..
سما : اجل شفيها روان ؟
رعد : مدري ، لما درت ان سهام حامل عصبت وزعلت وخلتني وراحت حتى ما مداني اتكلم .
ظلت تنظر سما إلى رعد للحظات ، نظر إليها : شفيك والله ما برجعها .
سما : رعد هالمرة لو صار شيء بينك وبين روان والله العظيم لـ....
رعد قاطعها : تفااااولي خيــــــر .. ماسويت شيء هي زعلت من نفسها ، بطلع اشوفها . . .
في غرفةروان التي لم تتوقف عن البكاء وهي تجلس على السرير ، بمجرد ان رأت الباب يفتح عقدت حاجييها بإستياء عندما ظهر رعد امامها : اطلع برا .
لم يكترث بل اقترب وجلس بجانبها ، روان بغضب : قلتلك اطلع براااا .
رعد : مو قبل ما اعرف اشبك ليش زعلانه !
سكتت وبكت اكثر ، رعد : كلميني ليش زعلانه ؟ لأنها حامل ؟ مو سبب يخليك تبكين !
روان : مو على كيفك تحدد سبب يبكيني او لا !!! وبعدين اطلع برا ابغى اجلس لوحدي ما بشوفك .
اغلق النور الذي بجانب سريرها : اهوه ماصرتي تشوفيني .
بكت ساخطه : رعــــــــــد !
كادت ان تقوم من السرير لكنه سحبها إليه بقوة وسقطت ، ضمها وهو يمسح على شعرها بينما هي تقاومه بسخط لكن شد بعناقه : روااان تكلمي اشبك ...
روان من بين دموعها : سيبني ، قلتلك بجلس لوحدي ، ما ابغى اتكلم بشيء .. اطلع من غرفتي .
رعد : ليش زعلانه ؟
روان : مااالك دخـــــــــــل .
رعد : لا لي دخل تكلمي .
روان : ليـــــــــــش حامل ؟ انت ماعشت معها الا شهر شمعنــــــــى حملت هي ؟
رعد عقد حاجبيه بدهشه : ليش شهر مو كفايه عشان تحمل ؟
روان : بـــــــس انا قعدت معاااك خمس شهور وانا موعقيمه ولا فيا شيء شمعنى ؟ وتقــــــــــــــــــول لي ماتحبها ..
رعد : ماااله دخل شدخــــــــــــل ؟
روان : الا له دخـــــل اسأل نفسك شمعنى هي حملت بشهر وانا لا .. وانا محلله والدكتورة قالتلي انـــــــــي ما اعاني من شيء ، توقعت انت السبب بس لا ماااشاء الله واااضح ان مشاعرك هي السبب .
لم يستطع كبح ضحكته على فكرتها الغريبة ، بكت اكثر : طيب وانتِ وقتها ما سألتي الدكتورة ليش تأخر حملك ؟
سكتت للحظات ، رعد : خمس شهور مو كثير ياروان ...
قاطعته : الا كثيــــــــــــــــــر .
رعد : طيب ايش قالتلك الدكتورة وقتها ؟
روان : مو شغلك .
رعد : قووولي .
روان : طبيعي ، عادي ممكن يتأخر الحمل (ثم اكملت بإعتراض) بــــــس لا مو طبيـــــــــــعي هيي ليش حااامل الا لأنك تحبهـــــــــــــا .
ضحك وازداد ضحكه شد في عناقه لها وهو يقبّلها : ماله دخل ، ماشفتي قلبي انتِ ، وبعدين انتِ صغيـــــــــــرة ليش مستعجله عالحمل وماكل تفكيرك كذا ؟
روان : مو صغيــــــــره عمري...
قاطعها بضحكه : هل كنت مقصر معاكِ وقتها ؟ قولي عشان اعوضك ..
فهمت ما يرمي إليه لكنها سكتت للحظات ثم قالت : ما اعرف ، كأني جربت قبلك عشان اعرف يعني ؟؟ شدراااني عنك .
رعد رفع رأسها إليه : لأنك كذابه عارفه اني كنت ...
روان قاطعته : ما ابغى اسمع شيء ، احلف انك ما تحبها ولا عمرك حبيتها طيب !
سكت للحظات : صعب احلف ان ماعمري حبيتها لان ....
بتر كلمته وهي تدفعه بقوة باكيه : كــــــــــــــــــل تبــــــــن طيب !!! واطلع بــــــــــــــــــرا ، انا الغبيه اللي صدقتك ثاني وغبية لأني طاوعتك وعقدت قراني قبل الثلاث شهور وغبيــــــــــة لأني فكــــــــــرت ارجع لك ، انا كيف كيف كيــــــــــــــف ضعفت قدامك ورضيــــــــــــت ..
رعد : روان !!
روان : مااا ابغى اسمع منك شيء ، روح عني ما ابغاك ما ابغى اشوفك ما ابغى ولا شيء اطلع وبسسسس .
رعد بغضب : والله ما اطلع الا لما تتعوذي من ابليس وتناقشيني زي الناس .
روان : مااا ابغى اناقشك ولا ابغى اكلمك قلتلك ما ابغى اكلمك واطلع ما ابغى اشوفك ايش اللي مو مفهوم بكلامي !!!!
رعد : ايش يعني ما تبغي تشوفيني ولا نتكلم وزعلانه لاننا عاقدين !!! هي كانت زوجتي يعني الحمل وارد ، وانا ما قلتلك اني ابغى ارجعها لذمتي ولا علقت عالموضوع ماني فاهم ليش مكبرته انتِ وزعلانه وتقولي هالكلام !!! روان : بس احنا اتفقنا انك تنقطع عنها وعن اخبارها واهلها وكل شيء يربطك فيها نهائياً ، انا ماتوقعت انها حامل ، انا ما ابغى شيء يربطك فيها ، انت وانت مابينك وبينها شيء خليتني ورحت لها ، الحين بيصير بينكم طفــــــــل يا رعد ، بتجلس تواصلها بحجة ولدك ؟ بحجة انك بتشوفه ؟ بتزوره بيزورك ، بتواصلها بحجه النفقه والحضانه والزيارات ، بتتطمن عليه .. رعد ما ابغى كذا مااااا ابغى كــــــــــــــــــــذااا ا .
رعد : ايش يعني ؟ اقول لها سهام معليش والله روان مو راضيه ، نزلي الولد وكنسلي الحمل .
روان : تستهــــــــــبل ؟
رعد : انتِ اللي سامعه كلامك ؟
روان : ايوة سامعه وارجع اقولك انا ما ابغاك تكلمها ولا تحت اي عذر وحجه وظرف ، هذا كان كلامنا وشرطي من البداية يا رعد .
رعد : طيب انا ما قلت شيء ، انتِ اصلاً متى مداك تفكري بكل هالاشياء ؟
روان : يارعد خلاص .. خليني لوحدي انا بهدى وبفكر ويصير خير بس دحين روح لا تضغطني .
رعد : لا معليش افكارك ماتبشر بخير ..
روان : بليز رعد بليـــــــــــــــز .
ظل ينظر إليها لوهله وهي مازالت على نفس الحال ، دموعها تتساقط بغزارة تحاول لفظ انفاسها ، تمسح دموعها ، تعقد اصابعها وهي تنظر إلى الأسفل .
قوّس شفتيه بإستياء .. امسك بذقنها ، ظل يمسح بإبهامه عليه لثوان معدودة .. ثم قبّل شفتها بهدووء : بخليك تفكري قد ماتبي بس خلي في بالك اني ماراح ارضى بأي قرار ماراح يخلينا مع بعض انا وانتِ يا روان .. وانا والله ماعندي نية برجعة سهام نهائياً .
لم تجبه بل ظلت صامته على حالها .. زفر بضيق وغادر ..

ظل يحاول التحدث إليها بالرسائل ، تجيب بطريقة باارده جداً .. وعندما يتحدث إليها عبر مكالمة صوتيه تجيب ايضاً بنبرة هادئة بارده على غير العادة .. وعندما يطلب مقابلتها تتحجج وتعتذر كثيراً ، لم تتجاوز اي محادثه بينهما الساعة ابداً .
بعد أيّام من انقطاعها عنه .. ذات يوم .. فتحت عينيها على صوت المنبّه ، امسكت الهاتف لتطفئ صوت الرنين .. شعرت بشيء يتحرك بجانبها ..
فزت من السرير وقعدت بذعر وهي تنظر إلى السواد الذي يتحرك في وسط الظلام بالقرب من السرير ، كادت ان تصرخ بهلع لكنه سرعان ما اضاء المصباح الجانبي للسرير : روان .
تعوذت من الشيطان وهي تضع يدها على قلبها براحه ثم استوعبت : ايش تسوي انت ايش جايبك بهالوقت ؟
رعد : وحشتيني ، كم لك تفكري ولسه ما وصلتي لشيء ؟ مليت استنى وانا على اعصااابي ..
روان : ما فكرت .. ما بفكر بشيء بريح دماغي من التفكير .
رعد : لا والله ولمتى ناويه تسفهيني ان شاء الله ؟
روان : رعد والله مو وقت نقاش ..
غادرت سريرها وهي تدخل الخلاء.. بعد ربع ساعة خرجت وهو مازال جالساً على السرير ، تجاهلته وهي تفرش سجادتها لتصلي ، رعد : متى نتكلم ؟
روان : بعدين .
رعد : متى بعدين ؟
روان : مدري بس خلاص بعدين .
رعد : روان والله ماصارت ان.....
بتر كلامه عندما كبّرت للصلاة متجاهلة كلامه ..
بعد ان انتهت نظرت إليه : مطوّل ؟
رعد : والله لأجلس لحد ما تكلميني .
روان : صليت ؟
رعد : لا .
روان : روح صلّ وتعال .
رعد : والله ؟
روان : ايوه ، روح .
رعد بشك : ما ابغى بصلي هنا .
روان : ياربي رعد روح بتجهز للمدرسة انا .
رعد بعد لحظات من الصمت قال بإبتسامه : والله ما راح تفتكي مني .
غادر بعدها من الغرفة
في طريقها إلى المدرسة برفقة رعد الذي أصر على إيصالها ، ظنته سيتحدث معها عن موضوع حمل سهام واعتراضها هي على الأمر ، لكنه ظل طوال الطريق يتحدث بأحاديث عشوائية دون أن يتطرق لأمر سهام .. بل ظل يتحدث عن تجهيزات منزلنا وأن زميلة سما " فجر " بقي لها القليل جداً في تأثيث المنزل واستلامهم لمفتاح البيت ، عن محلات جميلة للكماليات ، عن قاعات فخمه ، عن دول يود زيارتها معي ، اوقف سيارته فجأة امام احد المحلات ، نظرت إليه : وين رايح ؟
ابتسم : دقايق بس .
دخل إلى أحد محلات الورد وبعد عشر دقائق خرج وهو يحمل بيده باقه من الأزهار المختلفه ، صعد إلى السيارة ومدها لي ، ابتسمت : هذي ليّا ؟
رعد : ايوه .
روان : ايش المناسبه ؟
رعد : تروحي المدرسة وتختبري بنفسيه مفتوحه وعشان تتفائلي باليوم وعشاااااان .... مو لازم يكون فيه سبب اذا بجيبلك شيء !
روان : تحاول تأثر على رأيي يعني وقراري ؟
رعد : لا طبعاً لأن ما قدامك اراء وقرارات ، هو يا إنك تكملي معاي راضيه او إنك تكملي معاي غصباً عنك .. اي قرار غيرهم ملغي .
اوقف سيارته امام مدرستها .. نظرت إليه : يمكن اقرر اخلعك ؟
رعد : والله لأخلع راسك من مكانه .
روان بإبتسامه : احسن عالاقل ماراح احزن بعدها من شيء ولا اغيــــر .
وضعت الباقه في حقيبتها وهمت بالنزول : روان .
نظرت إليه : هلا .
رعد : بمرك بعد دوامك نتغدا برا .
روان : حستناك .
قبّل يدها بحب وهو يودعها ..

*****

في ذلك اليوم الذي زارني فيه ريان
قبل عودة سارة وجابر من اليونان ..

فتحت الباب وتبدلت ابتسامتها إلى استغراب بنظرات صامته بينهما حتى كسرت الصمت متسائله بإرتباك : فيه شيء ؟
بلعت ريقها : لورا موجودة ؟
أرجوان فتحت الباب على وسعه : موجودة تفضلي .
دخلت بيان وجلست بالصالة المفتوحة تنظر حولها بريبة ، نظرات التوتر واضحه جداً عليها ، ذهبت ارجوان لتخبر لورا عن وجود ضيفه غريبة تسأل عنها .
لورا : مين دي ؟
ارجوان : ما اعرف اول مرة اشوفها (وبتفكير) شكلها مو عربية بس لهجتها عربية كويسة ، امم يمكن من عرب الشمال عيونها ملوّنه (ثم عقدت حاجبيها) تشبهلك تصدقي ؟ (اكملت بتهكم) شكلها بنتك .
قامت لورا بسرعة بملامح غير مفهومة وخرجت من دارها بخطوات سريعة ، وما إن رأت بيان التي وقفت بدورها حتى ابتسمت لورا بإبتسامة وااااسعة وهي تمشي لبيان بخطى سريعة : بيلااااا ، أخيراً جيتي ..
همت بمعانقتها لكن بيان تراجعت خطوات للوراء تنظر بكرهه : انتِ لورا ؟

قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم السبت الموافق :
24-1-1442هجري
12-9-2020ميلادي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 12:59 AM   #93

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرين
الجزء الثالث

قامت لورا بسرعة بملامح غير مفهومة وخرجت من دارها بخطوات سريعة ، وما إن رأت بيان التي وقفت بدورها حتى ابتسمت لورا بإبتسامة وااااسعة وهي تمشي لبيان بخطى سريعة : بيلااااا ، أخيراً جيتي ..
همت بمعانقتها لكن بيان تراجعت خطوات للوراء تنظر بكرهه : انتِ لورا ؟
لورا : ايوه يا حبيبتي أنا أمك لورا ..
بيان : امي كارلين .
لورا : انا امك انا ، أمك مو كارلين ، كارلين زوجة ابوك .
بيان اجتمعت الدموع بعيونها وبكره اكبر : قصدك أختك اللي وثقت فيك وخنتيها !! وسرقتي زوجها وفلوسه .
لورا بعيون مليئة بالدموع واللهفه بادية عليها : ليش تقولي كذا ؟ هالكلام هما اللي قالوه لك ؟ صدقيني كذابيــــــــــن ، بس خليني أضمّك ، كفاية حرموني منك 30 سنه يا بيلا ، خليني أبرد قلبي وأحضنك .
بيان : انا اسمي بيان امي سمتني بيان .
لورا : بيان او بيلا المهم إني شفتك (نزلت دموعها) خفت يروح عمري كله وما أشوفك ، بيلا والله العظيم اللي قالوه لك كذب صدقيني ، لا تظلميني وتسمعيهم ويقسّوا قلبك عليّا .. اسمعيني طيب .. لا تحرميني منك زي ما حرمني ابوك وكارلين منك .
نزلت دموعها هي الأخرى بضيق وسكوت ، امسكت لورا يدها واجلستها وجلست بجانبها قائلة بضعف : انا والله مو ذنبي وما خنت كارلين ، إذا فيه أحد خاين فهو أبوك .
عقدت بيان حاجبها بإعتراض ، لكن لورا أكملت ودموعها تهلّ على وجنتيها : أنا والله حاولت امنعه بس ما كان بوعيه كان سكران ، وهو اقوى مني ، ابوك اغتصبني انا ما خنت اختي ..
بيان بسخريه : اغتصبك ؟ مو انتِ اللي حاولتي تتوددي له أكثر من مرة واستغليتي وجودك معاه بالبيت لوحدكم ؟
لورا : والله العظيم كذب ، بيان صدقيني لا يُمكن أسوي كذا بكارلين هي أختي ، هو اللي حاول يتقرب مني كثيــــــــر وكنت اتحاشاه ، هو اللي كان يستغل وجودنا لوحدنا ، هو اللي جاني على غفلة مني واغتصبني وهو سكران ....
قاطعتها بيان : مو انتِ اللي خليتيه يشرب ؟
ضحكت لورا وسط دموعها : لهالدرجة أهلك شوّهوني بعينك وطهّروا أبوهم ؟ بيان أبوك كان يشرب بدون تدخلات من أحد وبإرادته كمان والكل عارف ، ولا انا من وين بجيبلي لومونتراشيه (نوع من انواع الخمور) طالما انا في بيت أختي واكيد حتعرف ، وخبرتي بجدة كانت قليلة ، ما أعرف ايش اللي انقال لك بالضبط بس .. والله العظيم هو الخاااين الله لا يرحمه .
بيان : لا تدعي عليه .
لورا : شوّه صورتي بعيونك واخذك مني وما تبيني أدعي عليه .
بيان ببكاء : بس هو ميت وهو أبوي .
لورا : وأنا أمّك ، بيلا لازم تصدقيني اللي انقال لك كذب ..
بيان : اذا كان كذب ايش الصح طيب ؟ انا ما جيتك الا لأني بعرف الحقيقه .
لورا : الحقيقه إني جيت أدرس عربي ، وعشت عند كارلين في بيتها ، كنت اكشف على ابوك واتغدى واتعشا معاهم بالبداية كان كل شيء عادي بس مع الايام بدأ يضايقني بنظراته وتصرفاته .. خفت أقول لكارلين واخرب بينهم لأني اشوف حياتهم حلوة ومتفاهمين ، كل اللي سويته اني صرت اتحاشاه ...
قاطعتها بيان : ما بعرف كل هذا ، اللي بعرفه كيف حملتي فيّا .
لورا نزلت دموعها أكثر عندما تذكرت : كانت اختي كارلين وكل اخوانك حاضرين زواج الا أبوك كان بالبيت ما راح وانا ما كنت أدري إنه موجود .

" في ذلك اليوم .. قبل سنوات كثيرة بغرفتها المظلمة الا من نور خفيف ينبعث من مكتبها موجّه لكتابها ، عاقدة حاجبيها بتركيز شديد وهي ترتدي نظارتها الطبيه تحاول فهم المكتوب باللغة العربية ..
سمعت طرق خفيف هي بلهجه ركيكه : ادخل .
فتحت الخادمه الباب قائلة : سينيور لورا يور فود ..
قاطعتها لورا : كارلين رجعت ؟
هزت الخادمه رأسها بالنفي : سير ابو سليمان جست اكزيستس .
لورا : رجع بدونهم ؟
الخادمه ؛ نو ، ديدنت قو .
هزت لورا راسها بإيجاب وعادت إلى كتابها .. خرجت الخادمة ومر الوقت حتى انتهت لورا من طعامها ، اخرجت صينية الاكل ووضعته عند الباب كالعادة لتأخذه الخادمه ، وبعد ان تجهزت للنوم وتمددت على السرير ، كانت للتوّ قد اغمضت عينيها وبدأت تدخل في النوم لكن سرعان ما استيقظت على صوت طرق الباب .. طرق غريب غير متزن لكن متواصل ، يعلو وينخفض فجأة .
وهمهمات غير مفهومه ، فتحت الباب بإستغراب ووجدته أمامها وعلى وجهه شبه ابتسامه : لورا ..
لورا مدت يدها لتساعده على الوقوف : ابو سليمان ، انت بخير ؟
لكنها تفاجأت عندما عانقها ، حاولت ابعاده عنها : ايش تسوي انت !!
اخرستها الصدمه عندما شعرت بيده على جسدها يحاول خلع لباسها .. صرخت وهي تقاومه لكنه اسكتها واضعاً يده على فمها : اشش
اغلق الباب بقدمه وانهال عليها بالقبلات ، دفعته عنها لكنه لم يحرك ساكناً ..
نزلت دموعها برعب ورهبة وهي تشعر بالهواء على بشرتها بعد ان تمكن من قطع جزء من لباسها .. ظلت ترفس الهواء علّها تصيبه ، لكنه ثبت قدمها بجسده في نهاية المطاف "

ظلت تبكي وهي تسرد أحداث ذلك اليوم بألم ، رفعت عيونها تنظر إلى بيان الباكيه بدورها أيضاً ، لكنها لم تعقب على قصة لورا ، اكملت لورا بغصه : ما كنت عارفه اتصرف بعدها ما كنت عارفه اقول لكارلين عن اللي صار او لأ .. أنا كنت اموت كل يوم بس ابوك ما كنت اعرف اذا كان يتذكر اللي صار او لأ لأنه كان يتصرف بشكل طبيعي ما كأنه سوا شيء ! ظليت فترة وانا اعاني ومحتارة وخايفه ومو قادرة اقابله ، واخذت جوازي ورجعت لإيطاليا لأهلي .. ظليت عندهم فترة تعبانه نفسياً وجسدياً الكل كان ملاحظ ويسألوني بس انا ما كنت اتكلم .. بعد فترة بسيطة بدت علي اعراض الحمل ..
اغمضت عيونها بقوة وهي تزفر بضيق : وبعدين ؟
لورا : خبيت الموضوع فترة وبعدها ماقدرت ، كلمت كارلين وحكيتلها على اللي صار وماصدقتني ، لكنها واجهت زوجها واعترف لكن قالها بالطريقة اللي انقالتلك وكأن انا اللي اغريته ! ووصل الكلام لأهلي من كارلين .. ولما دريت طلعت من البيت قبل ما اشوفهم لأنهم كانو متوعديني ، كنت خايفه ، ووحيدة ، ومحد مصدقني ، ارسلولي رسايل بريدية كارلين وابوك يبغوني ارجع للسعودية عشان يصلحوا الموضوع ، ابوك كان خايف اني ارفع عليه قضية بإيطاليا ، او افضحه بأي طريقه ، كان خايف على سمعته ومنصبه ، ما كان عندي خيار الا اني ارجع لان مالي مكان اصلاً ..

عادت لورا إلى السعودية ليقوم هو بدوره بطلاق كارلين والعقد على لورا ليومين فقط وبعدها طلقها هي الأخرى واعاد كارلين ..
بيان : ليش ما تسميت بإسمك طالما فيه بينكم عقد ؟ ليش حتى بشهادة ميلادي حاطين امي كارلين ؟
لورا : لأنه لو سجلك بإسمي حيصير فيه جدل وانه كيف تزوج اخوات ، وهرج وزي ماقلتلك ابوك يخاف على سمعته ، ف ما اعترف بوجودي بحياته اصلاً وحطك بإسم كارلين ، وبرضو لنفس هالسبب اخذوك مني ، التفاصيل كثيرة ، كثيرة مرة يا بيان بس انتِ عشتي معاي اول ثلاثة شهور من عمرك ، حاولت بكل الطرق اخليهم يخلوك عندي انتِ بنتي انا ومالهم حق ياخذوك مني نفس ما اخذوا حياتي واحلامي وطموحي ، كنتِ انتِ الشيء الوحيد اللي كان نفسي يبقى لي بس اخذوك مني بالقوة ، حتى لو رفعت عليهم قضية حضانة هي بإسم كارلين وانا لوحدي ماعندي احد هنا ف كنت ضايعة مو عارفة اخذ حقي .. كلمت اهلي وتواصلت معهم وقلتلهم على كل اللي صار ، حسبالك انهم لما كلموا كارلين انكرت ؟ لا ما انكرت شيء بالعكس قالت اني استاهل لأني خربت حياتها ..
بيان : وايش موضوع النصب ونص الثروة ؟
لورا : رجعت ايطاليا وانا قلبي محروق على كل اللي صار ، ابغى اخذ حقي منهم ، كان معي نسخة من العقد .. واهلي كانوا واقفين معاي لما عرفوا ان كل القصة الاولى تلفيق رفعت قضية على ابوك بإيطاليا وبلاغات بالسفارة .. جلست فترة وانا اراجع بالمحاكم قدمت اكثر من شكوى ورفعت اكثر من قضية ، قضية اغتصاب ، قضية تزوير وثائق رسمية ، وطالبت بحقوقي كطليقته ، كنت عارفه لو رفعت البلاغ بالسعودية هو له واسطات هناك لكن بإيطاليا لا ، المهم تعقد الموضوع مرة وكسبت القضايا وطلبت تعويض نص ثروته ودفعها .. اخوانك للحين يطالبون بفلوس ابوهم للحين يشوفوا انه مسكين واني اكلته وضحكت عليه .. بس الله يعلم اني مو محللته ابد .
بيان وضعت يدها على رأسها ودموعها مازالت تهلّ : انا مين اصدّق !! انا مين اسمع ، ليش ليش كل شيء طلع فجأة ؟
لورا بحقد واضح : تدري متى حسيت ان الحياة انصفتني ؟ قبل سنوات لما صادفت روان مع اهلها اللي تبنوها , شدتني لأنها كانت مميزة عنهم ماتشبه ولا أحد فيهم , وشدتني أكثر لأن وجهها كان مألوف لي , ذكرتني بأختك سما , وعرفت ان اللي معاها متبنيينها , وسألت عن روان بالميتم ودريت انها بنت سما , تحريت عن الموضوع وعرفت ان سما تحسب بنتها ميته .. ما بكذب عليك اني وقتها حسيت بالتشافي لأن سما محرومه من بنتها زي ما حرموني منك .
بيان : انتِ مجنونـــــه !!! سما ايش ذنبها باللي صار بينك وبين كارلين وابوي , كنتِ عارفه طوال هالوقت بموضوع روان وساكته ؟
لورا : وأنــــــا ايش ذنبي يحرموني منك ويكرهوك فيني كذا ؟ ايش ذنبي اشوفك بعد كل هالسنين وانتِ ماتشوفيني الا وحدة قذره وحقيره وخاينه ؟ ايش كان صار فيهم يعني لو خلوك معاي ؟ وليتهم وقفوا عليك هم حتى عبدالرحمن اخذوه من جنى , ما أردى من أبوك الا سطام .. ولا احد تكلم ولا احد عارضه عاللي سواه محد يحس بشعور أم ماخذين ضناها بالقوة , انا لو علي والله العظيم اتمنــــــاهم كلهم ينحرقوا ولا احد يسأل عنهم أخوانك كلهم بدون استثناء لأنهم ناس مايخافوا الله في احد , انا ما اعرف انتِ كيف تشوفيـــــهم .
بيان : اشوفهم أخــــــــــــواني ...
قاطعتها لورا غاضبه : واخوانك ايش طلعوني قدامك إلا فاجـــــره وغداره وخاينه ونصابه وملعونه جدف ؟ وصدقتيـــهم .
بكت بيان وهي تدفن وجهها بين يديها بحيرة , تشعر أن رأسها سينفجر لم تعد تعرف من الظالم ومن المظلوم !!!
لورا : بيــلا أنا آسفـــه والله آســـفه لأني جلست طوال هالسنوات خايفه أقرّب منك .
بيان : ليش ؟ ليش دامك كنتِ عارفة مكاني ماجيتي ؟ ليش دحين ؟
لورا : لا يجي فبالك ان ابوك طوال هالسنوات مخلييني بحالي , وحتى لما توفى حاولت اشوفك بس اخوانك ماخلوني , لما مات ابوك توقعت اني خلاص حقدر اشوفك , بس ما أسوأ من ابوك الا اخوانك كأنهم جن .
ضغط ضغط شديد تشعر به , تتحدث لورا عن اخوتها بكره شديد واضح حتى في عيونها , ويتحدث اخوانها عن لورا وكأنها فعلاً حيـــّه وطاغيه .. تتمنى لو انها تختفي ويختفي هذا الشعور .. شعور الحيرة والضغط ..
تنفست بعمق ثم تساءلت وهي تبحث بنظرها : البنت اللي فتحت لي الباب ، اختي ؟
لورا : قصدك ارجوان ؟ لا مو اختك ، تبنيتها ، انا ما تزوجت بعد اللي صار (ثم نادتها بصوتٍ عال) ارجوااااان ، تعالي .
خرجت ارجوان بتوتر بعد ان سمعت القصه كامله من دارها : هلا .
لورا : هذي بنتي بيلا اللي دايماّ تشوفيها بالصور عندي .
ارجوان مدت يدها لتصافح بيان : تشرفت .
بيان صافحتها وبيدها الأخرى مسحت دموعها وابتسمت .
//
في مكان آخر وتحديداً في فيلا عائلة خالد ، في غرفة نومهم اخذت نفساً عميقاً ثم زفرت ، خالد شبه متمدد على السرير بإهتمام : قولي .
يان : ما اعرف محتارة يا خالد ، انت سمعت اللي قالته سما بهذاك اليوم وبرضو نفس الكلام قاله سليمان ، بس كلام امي غيــــــر .. حتى ورتني التعهدات اللي كتبها أبوي وقتها .
خالد : ملتي لكلامها اكثر ؟
بيان : ما اعرف (دفنت وجهها بصدره) ولا ادري ايش اسوي وكيف اتصرف ! ابغى اطلع من جده وخلاااااص انا ايش اللي خلاني أجي!
اعتدل بجسده وقعد وهو يمسح على شعرها : هانت كلها ثلاثة ايام ونرجع للنرويج .
تجهم وجه خالد فجأة حين سألت بيان : انت ليش تأخرت مارجعت بدري؟ واتصلت عليك كم مرة جوالك مشغول .
خالد ؛ لا تذكريني ..
بيان : صاير شيء كمان ؟
خالد : مازن توفى لا انا اللي اخذت حقك منه ولا انا اللي بردت قلبي فيه ، كلـــــــــه من اخوانك ما اعرف ليش كانو مصرين يعالجوه ...
قاطعته بيان : معاهم حق ، ايش كنت بتسوي ؟ اذا عالبلاغ بلغت بس كانو ينتظروا حالته تتحسن ، وبعدين خلاص قدر الله وما شاء فعل .
خالد : لا هو ما مات موته طبيعية ، هو فك كمامة الاكسجين عنه والاجهزة اللي كانت عليه ، هو اختار انه يموت ، اففف .

*****

يوم زفافي صار هذه المرة في حديقة الفيلا .. كان يوماً غريباً مليئاً بالتوتر وكأنني لأول مرة سأرى فيها رعد ! القلق والخوف والرهبه من المجهول ، التردد الذي انتابني حينها ، حقيقةّ فجأة شعرت أنني لا أريد أن أعود لرعد ، زادت مخاوفي وهواجيسي تجاهه اليوم بالذات ربما لأنني ارسلت له رسالة ولم أجد منه أيّ رد !
مر الوقت بسرعة ونزلت لكي أزف مع رعد في الحديقه على الموسيقى الهادئة ، حتى انا صدمت من التوتر الذي اشعر به والخوف وكأنها المرة الأولى لي !!
بالكاااد أخطو .. بالكاااد أبتسم ، شيء ما يثقل على قلبي .. وأخيراً وصلنا إلى المنصه ... قطعنا كعكة زفافنا ، الابتسامة لا تفارق رعد بينما انا الرعب لا يفارقني والأفكار السوداء حياله .. بعد أن قطعنا كعكتنا ، قالت المطربه : هالاغنية اهداء من العريس للعروس .
عقدت حاجبي بينما ابتسم رعد بشدة ينظر إليْ : ركــــــــزي .
لتبدأ تلك الموسيقى الهااادئة ، تبعتها كلمات رقيقه بصوت المغني " رامي جمال " بأغنيته الشهيرة " اوعديني "
انفاسي تكاد تتوقف من شدة نبضاتي .. ورعد قريب مني إلى هذا الحد .. حرفياً أجسادنا متلاصقه تماماً ، ويداه تحاوطان خصري وهو يردد كلمات الأغنية وينظر إليْ بحالمية أهل الأرض جميعهم ، لم استطع حتى الرمش وانا انظر إليه واشعر أنني اهيم بعالم آخر تماماً .. نسيت افكاري ، نسيت خوفي ، نسيت توتري وترددي .. نسيت اسمي حتى .. لا اعرف الآن إلا رعد وابتسامته اللذيذة هذه .. لا اشعر سوى بلمساته الدافئه على وجهي .. ثم شفتيه التي قبّلت ظاهر يدي .. ثم اعاد يده إلى خاصرتي يردد الاغنية مجدداً ، وكأنه يقول لي " هي من اجلك فعلاً "
تساقطت دموعي بلا سابق إنذار عندما قطع انسجامه مع الاغنية قائلاً : ورب البيت إني أحبّك .
دفنت وجهي في صدره وانهرت بالبكاء ، اجتاحني الخوف من ان تكون اجمل لحظه عشتها الآن على الإطلاق ، هي ما سيكسرني غداً !
ضمّني ضاحكاً : عمري اشبك ؟ لأقول من بين دموعي : انت اللي اوعدني اوعدنـــــــــي يا رعد ...
رعد : اوعدك بإيش ؟
روان غطت وجهها تبكي : ما تخليني اندم على شيء ولا اخاف من شيء معاك .
رعد كانت إجابته عناق .. عناااق شديد لدرجة اشعرتني أنني سأدخل في اضلاعه ..
هل كانت اجابته بالعناق كافيه ؟ بالطبع لا ..
في شهرنا الأول ونحن نطوف بلدان جنوب شرق آسيا متنقلين بين " جزر الفلبين - ماليزيا - وبالي في اندونيسيا "
حرفياً كنت متربصه حيال رعد بلا وعي مني .. عيوني لا تفارقه طوال الوقت .. اشعر بالخوف كلما رنّ هاتفه والضيق اذا ابتعد عني ليجيب على المكالمه ..
اصبحت اصر عليه ان يجيب على مكالماته امامي مادام صادقاً في أن المكالمات من اهله واصدقائه ليس إلا ..
لم يكن يعاند او يجادل او يركز كثيراً في تصرفاتي هذه معه ، بل كان ينصاع لرغباتي بشكل يجعلني اخجل احياناً لأنني ما ازال متربصه !
تحدثنا مرة حول الأمر عندما سألني : انتِ تشكي فيّا ؟
روان : ما ادري ..
رعد : روان انا وعدتك !
روان : رعد مو بيدي .. واحس إني احتاج وقت عشان ارجع اثق فيك .
رعد : مو مشكله انا مقدر موقفك مني بس .. لا يقلب الموضوع شك ابدي .
روان وضعت رأسها على صدره : طمني .
رعد : ما اتوقع ان الكلام بيحل شيء!

لم افهم ما يرمي إليه حينها لكن ... رأيتُ بعيني كيف يبذل رعد قصارى جهده ليستحوذ على قلبي وعقلي وثقتي وكياني وحياتي مجدداً .. وهذا ماحدث !
سلّمته نفسي وقلبي راااضيه جداً هذه المرة .. رعد لا يبدو كرعد الأول .. أكثر لطف ، أكثر ود ، أكثر تفاهم ، وأكثر حب ! جعلني فعلاً أتغاضى عما مضى واخطو خطواااااات إلى الأمام معه .. أعشقه في كل يوم ألف مرة ، لدرجة أشعر فيها بالتخمه من هذا الحب ، قلب واحد لا يستطيع أن يتحمل فيض مشاعري هذه .. لحظه ..
لم اكن اعلم أن الغيره لذيـــــــــذة ، جربتها للمرة الأولى عندما دخلت إلى أحد الأسواق في اندونيسيا ، كانت مفاجأة جميلة عندما علمنا أن الذي يعمل بالمحل يجيد التحدث باللغة العربية ..
جربت بعض الاساور ، وبعض الساعات ، حتى اقتنعت بواحدة منهن : خلاص ابغى هذي .
الرجل : ابشري .
جلست اعبث قليلاً بالهاتف إلى أن ينتهي من تغليف ساعتي التي اخترتها ..
سألني : تبغي أحط كرت إهداء ؟
قلت بلا وعي : لا حبيبي شكراً .
لم انتبه حتى لما قلت ، لكني لمحت ابتسامته .. اخذت ساعتي وخرجت ورعد بجانبي ، بمجرد ان ابتعدنا عن المحل قال : ولااااااا كأني موجود ، كان اخذتي رقمه أحسن .
روان : ها ؟ رقم مين ؟
رعد : اللي اشتريتي منه الساعة !!!!
عندما لاحظت تجهم رعد للتو استوعبت ما قلت لكنني قلت : اهااا ، اظن رقمه هو اللي بكرت المحل ، وحطه لي بالكيس يعني ما يحتاج .
رعد : انتِ غبيه ولا تستغبي ؟
روان بضحكه : استغبي .
رعد رمقها بحدة وسبقها بمشيه ، تبعته مبتسمه : حبيبــــــــــي لاتك....
قاطعها بإشمئزاز : يع لاعاد تقوليها لي .
روان : بلا هباله لاتكبرها قلتها له بالغلط .
رعد : لأنك متعودة عليها .
روان : اكيد بتعود عليها ، لي قريب الشهر ما اناديك الا حبيبي اكيد بتعود .
رعد : وانااااااا مبسووط عليها احسب اني مميز ما دريت انك تقوليها لأنك متعودة لي ولغيري مافرقت معك .
روان : لااا والله اقولها لك قاصدتها ولأنك حبيبي من جد .
رعد : خليكِ ساكته انا مرفوع ضغطي واي حاجه حتقوليها دحين حترفع ضغطي زيادة .
روان : حبيبـــــــــي والله إني ما قصدت ....

لم يدم الأمر طويلاً حتى نسي أمره .. عدنا إلى جدة بعد انتهاء شهر العسل ، لا أعرف كيف اصف سعادتي الغاااامرة عندما علمت بعد مدة أنني حامل ! لم أنم تلك الليلة من الفرحه بل ظللت ابتسم كالمجنونه بين الفينه والأخرى . عندما أخبرت رعد بالأمر ضحك قائلاً : أخيـــــــــراً تحقق حلمك .
ضحكت ، ثم قلت بتجهم : شكلك هالمرة تحبني جد !
رعد : لا عاااد رجعنا ثااااني ؟
روان : شايف ان نظريتي صحيحه ؟
رعد : لا والله ماهي صحيحه لا تهوجسي على راسي انا ماصدقت تنسي .
روان : ماهي هواجيس ، كنت صادقه شمعنــــى بالخمسه شهور ماحملت ودحين حملت ! اكيد مشاعرك لها دور .
رعد : لنفترض إن كلامك صح ، هذا يعني أنا صادق هالمرة وأحبّك .
روان : امممم صح قهر ، كنت بدور مشكله بس ما ضبطت .
كان أمر الحمل لطيفاً إلى أن ...
تمددت على السرير اريد النوم ورعد يشاهد شخصاً يتحدث بهاتفه يبدو أنه شخص مشهور ، تساءلت بإنزعاج : مين هذا ؟
رعد : واحد مشهور بسناب اسمه أحمد .
روان : صوته مزعج ، بالله قفل بنام .
رعد : لحظه قاعد يقول قصه .
روان : اشوف شكله .
رأيته ، كان شخصاً عادي ببشرة حنطيه ، وملامح عاديه جداً ، لأول مرة أراه .. لم اهتم كثيراً وقتها ، بل غطيت نفسي جيداً بالبطانية ونمت ..
بعدها بأيام أو ربما أسبوع , فجأة وبلا مقدمات أشعر برغبه شديدة في رؤيته .. في سماع صوته .. في تأمل ملامحه العاديّه .. رغبه مُلحه تجتاحني .. تابعته .. اصبحت أمضي وقتاً وانا أسمع كل حرف يقوله .. اشاهده بتركيز شديد .. اتأمل صوره كثيراً قبل ان انام تحديداً ..
بالبداية ظننت أن الأمر عاديّ ، إلى أن اصبحت اشعر بالضيق إن مر يوم دون ان أجد له شيئاً .. وبشكل مهووس اصبحت أتأمل صوره كل ليلة قبل النوم .. الغريب أنني لا اجده جميلاً ولا مميزاً حتى صوته يزعجني لكن لا اعلم ما هذه الرغبه التي تنتابني لرؤيته وسماع مايقول ..
لاحظ رعد الأمر .. لاحظ تأملاتي الطويلة للهاتف نظرتي التي استفزته لأنها على حد وصفه " نظرة حالمه " كنت اتأمل بها صور المدعو بأحمد ..
رعد : خير انتِ شفيك تتأملي فيه كذا ؟
روان : والله مدري مع انه ما يعجبني بس .. معقوله وحام ؟
رعد : نعم يختي ؟ تتوحمي عليه ليش ان شاء الله ؟ وجهي مقصر معك بشيء لاسمح الله ؟ ماعندك اهل ولا صحبات تتوحمي عليهم ؟ رايحه تتوحمي على ذا ليش ؟
روان : شفيك اكلتني ؟ انا قلت يمكن .
رعد : واذا مو وحم ايش بيطلع ؟ اعجاب ؟ انتِ شايفه نظراتك له ولا لا ؟ مصختيها والله ، ما كأنك وحدة متزوجه ، انا مو مالي عيونك ؟
روان : رعد ! ماله دخل بس والله فجأة احس إني أبغى اشووووفه أبغى اسمع صووته أبغى اشوفه قبل ما انام ....
قاطعها بغضب أكبر : لا وتقوليـــــــــــــها لي بكل وقااااحه ، روااااان !!!!
روان : والله والله مو قصدي بس اقولك شعوري ....
رعد : انـــــــــتِ اصلاَ كيف تقوليلي كذا ؟ لا وشعورك كمان , شعورك انك تبغي تشوفيه وتسمعي صوته وتنامي على صورته يا ماشاء الله .
لم ينتهي جدالنا هذه المرة على خير وعندما شعرت أنه غاضب فعلاً هذه المرة اتصلت على طبيبتي التي تتابع معي حملي فسألتها عما أشعر به تجاه أحمد واخبرتني : طبيعي ياقلبي طبيعي وكثير زيك يتوحموا على ممثلين او مغنيين عادي لا تخافي .
شكرتها وودعتها ونظرت إليه : شــــايف .
لكنه أيضاً لم يعجبه الأمر لكنه ظل صامتاً ..
مرت أيّام والحال كما هو عليه , اتأمل احمد كل يوم , اعيد مقاطعه عشرات المرات دون ملل .. ورعد يحاول التغاضي عني مرات ومرات إلى أن أتاني ذات مرة وانا مستلقيه على الأريكة أشاهد قصة يسردها أحمد ..
جلس بجانبي متجهماً : روان .
روان : هلا .
رعد : ماصارت مو لأني ساكت تفليها لهالدرجة !! أدري انه وحام بس تــــرى برضو يقهر .
روان قعدت بملل : رعد يا كثر ماتناقشنا بالموضوع ..
رعد : اقولك شيء ؟ خذ اغراضك وروحي اجلسي عند سما .
اتسعت احداقي بصدمه : تستهبل ؟
رعد قام من جانبي : حستناك تحت لا تطولي .
\\
نظرت إلينا بفزع وهي ترى وجوهنا المتجهمه : صاير بينكم شيء ؟
رعد : لا بس روان حتجلس عندك لحد ماتخلص وحامها .
عقدت حاجبي أكثر بإستياء , لتقول سما مبتسمه : تتوحمي عليه ؟
روان : لا .
سما : اجل ليش بتخليها عندي لين تخلص وحامها ؟
روان بإستياء أكبر : عادي اذا منتي مرحبه فيّا برضو بجلس بالشارع ولا منتكم ذي ..
سما : مو قصدي أكيد البيت بيتك يا زعوله بس مستغربه يعني !
روان : رعد ماغير يكبّر المواضيع .
رعد : لا والله !! قوليلها على ايش تتوحمي .
روان : على مشهور بس احب اشوف صوره واسمعه وذا مكبرها .
رعد : بالله يا سما يقهر ولا لأ ؟؟؟ حتى وهي معاي عيونها ماتفارق جوالها تحسسني انه حبيبها ماهو واحد عادي ولا هو وحام .
روان : هذا والدكتورة قالتلك بنفسها انها فترة وبس وعادي طبيعي .
رعد : لا موطبيعي مو على كيفك ولا على كيفها دكتورتك , اقنعيني انك لو شفتيني اتأمل بوحدة مشهورة ومتعلق فيها بيكون عادي عندك !! حتى لو اقنعك دكتوري اني مريض وهذي علاجي !!
روان : ياسبحان الله ايش المرض هذا اللي بيصيبك وعلاجك انك تتأمل وحدة وتتعلق فيها .. لا طبعاً مو عذر ولا راح اقتنع ولا تحاول تقارن نفسك فيّا ..
رعد : اقولك خليك عند امك ما أبغى أولّع فيك .. لمااااا تفكينا من أحمد وقتها بجيك .
تركها وذهب لتصرخ قائلة بغضب , روان : انقلع عاد انا اللي ميته عليك , لا ترجـــــع .

لم نتحدث بعدها أبداً , انتظرته ليتحدث إليْ او يعتذر عن غضبه اللامنطقي .. حسناً شعرت بالأسف نحوه قليلاً عندما فكرت بالأمر وانه إلى حدٍ ما مُحق , لكنني غاضبه قليلاً لأنه تركني في منزل سما ولم يتحدث معي بعدها ..
بعد ثلاثة أيّام , طرقت الخادمة بابي وأخبرتني أن رعد أتى لزيارتي ..
نزلت .. رمقته بنظرات إستياء عندما وقف بمجرد ان رآني , وجهه كان متجهماً كما تركني .. تنهدت بضيق وعانقته بقوة : خلاااص عاد ما صارت ذا مو استقبال تستقبلني فيه , وحشتني .
رعد : عشان كذا ما تكلميني .
روان : انت اللي ماتكلمني .
رعد : انا زعلان انتِ اللي المفروض تتصلي وتراضيني .
روان : انا اللي زعلانه انت اللي جبتني هنا انا ماقلتلك بجي .
قطع جدالنا عناقه لي ، عانقني بشده : اشتقتلـــــــك .
اغمضت عيني وبادلته العناق : حبيبي ..
رعد : ما خلصتي وحامك ؟ والله البيت فاضي بدوووونك .
روان : عيوني الثنتين انت ، حتى انا استوحشت بيت ماما بدونك .. وأحس كأنه مو بيتي .
عدت بعدها إلى منزلي حاولت جاهدةً تجاهل رغبتي برؤية احمد والاستماع إليه أثناء وجود رعد .. كان الأمر مرهقاً قليلاً لكن بعد أيّام صرفت نظري عنه بشكل مفاجئ واصبحت اتوحم كالناس على بعض الأطعمه ..

*****

اخذ نفساً عميقاً وزفر وهو يخرج من مكتبه ملتقياً بهاني في طريقه : بشّر وش صار ؟
هاني هز كتفه : اللي تبغاه .. قاعدين يجهزوها عشان ينقلوها للمستشفى (نظر إلى ساعته) ربع ساعة وتطلع ان شاء الله .
سلطان تهلّل وجهه : حلو .. هاني شكراً .
تجهم وجه هاني : ما سويت شيء ولا لي دخل انت اللي رتبت لكل هذا .
سلطان : برضو شكراً لأنك ما وقفت بطريقي .
هم هاني بالمغادرة : ما بسمع هالكلام يا سلطان بس أتمنى إنك قد اللي سويته .
ذهب هاني وغادر سلطان المقر .. دقائق قليلة حتى أتت سيارة المستشفى النفسي لأخذ لمياء ونقلها إلى المشفى ، لتودّع بعدها لمياء السجن نهائياً .. وما زال البحث عن بتّال قائماً ، أما لمياء أسقطت عنها جميع التهم بحكم أنها تعاني من اضطراب نفسي دفعها للقتل ، لكنها ما زالت تحت المراقبة بحكم سلوكها العدواني الذي دفعها للقتل .. أدخلوها إلى أحد الغرف ، جلست على السرير وهي تشعر بالأسى على هذا الحال .. وكأنها خرجت من سجن لسجن آخر .. لم تتمالك دموعها التي هطلت كالمطر بغزارة ، أخذت تبكي وتبكي وتنوح .. ليتها لم تطاوع سلطان .. ليتها قتلت بدر وهربت وارتاحت من كل هذا ..
أ ليتها استمعت ليحيى او امين او حتى ماجد ويزيد .. اخبروها جميعهم بأن بدر حي لكنها أبت إلا أن تنتقم لدمه الكاذب .. ماذا استفادت الآن ؟ سوى الحسرة وشعور الذنب الذي حاصرها تجاه من قتلتهم .. كيف تستطيع التكفير عن كل هذا ! كيف ترتاح من ملاحقتهم لها في يقظتها ومنامها ؟ لم تعد تستطيع مقاومة كل هذا البؤس والندم والأسف على ما فعلته ..
وسلطان ؟؟؟ تفكيرها بسلطان يجعلها تحترق أكثر ، تبكي أكثر ، تنوح ساخطه على اللحظه الخاطئة التي جمعتها بسلطان ، على مشاعرها التي خضعت لسلطان .. على حياتها التي ضيعتها في بدر من ثم أتى سلطان .. كيف تمحو كل هذا ؟ لطالما تمنت أن يعود بها الزمان لتلتقي سلطان بدون أن تكون ملوثه بالقتل ! لطالما تمنّت أن تحب شخصاً يستحق وأتى سلطان .. لكن بالوقت الضائع جداً !
وضعت رأسها على المخدة حتى امتلأت بدموعها ..قطع كل هذا طرق خفيف على الباب ثم فتحت إحدى الممرضات قائلة : عندك زيارة ..
خرجت تجر خطواتها وتفكر من يكون ؟ سلطان ام عائلتها ام الشرطه .. ابتسمت حتى تجلى البؤس من ملامحها عندما رأت والديها ، لكن ابتسامتها انكسرت عندما نظر إليها والدها بأسف : لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يصبرنا ، لاحول ولا قوة إلا بالله .
جلست مطأطئة رأسها ، تفرك أصابعها في حيرة .. حتى قال والدها : لمياء .. كيف حالك ؟
أيّ حال يسأل عنها ؟ جسدي خاوي بلا روح وجهي بارد بلا ملامح ، قلبي باهت .. أيّ حال يريد أن يعرف ؟ بكيت وبكيت مجدداً وأنا أتوسل إليه أن يخرجني من هنا ، لا أريد المكوث لدقيقه واحده بين جدران ، يكفي ما لبثته في السجن !
عانقتني أمي ووقف ابي بجانبها يهدئني ويمسح على رأسي : قريب .. ان شاء الله قريب ..
بعدها بأسبوعين زارني سلطان .. لم أكن بحال أفضل من السابق ، بالعكس كل يوم حالتي تزداد سوءاً .. حتى عندما رأيته بكيت ، أخبرته وحلفت آلاف المرات أنني تبت وأريد التكفير عن ذنوبي كلها ، لكن أريد أن أخرج لأبدأ من جديد .. سئمت !
نظر إلي بحب : تحملي شوي بس شوي ، انتِ صبرتي طول هالمدة ما بيصعبوا عليك هالأيام .. انبسطي لأن كل التهم طاحت وطلعتي منها .
لمياء : بس أنا ما بجلس للأبد بين مجانيــــــــــــن !
سلطان : صدقيني لو بيدي ما تجلسي دقيقه زيادة ، بس الوضع بيكون غريب لو طلعتك بسرعة ، وبكون محل شك .. لمياء بليز حاولي تتحملي شهرين على الأقل .
لمياء بكت أكثر : انا حنجن لو جلست اسبوع زيادة وانت تقول لي شهرين ، سلطان والله احس إني حتى مو قادرة اتنفس .. حس فيني ليش تخلوني هنا طييب ابغى ارجع لأهلي ، محد حيدري إنك طلعتني لو طلعتني والله ما حجيب سيرتك بس تكفى ..
سكت سلطان للحظات يفكّر ، ثم اقترب منها قائلاً بجديه : أبغاك توعديني يا لمياء ...
قاطعته : والله العظيم حتى النمله ما حدعسها بس طلعني ، والله ما حتعرض لأحد ولا راح اضر أحد والله والله والله .
ابتسم : لمياء .. حتى لو شفتي بدر ...



لمياء : حتى لو شفت الزفت بدر ما حتعرض له ولا اضره ولا بسوي شيء .. والله وعد ، واذا سويتها انا راضيه تلف علي حبل المشنقه بيدك بس تكفى فكني من هالعذاب .
سلطان : طيب إنتِ هالفترة حتكوني هنا تحت إشراف طييب كتقويم سلوك حاولي قد ما تقدري تتصرفي على طبيعتك ..
لمياء ببكاء : ياااااااربي ومتى اطلع ؟
سلطان : بكلم اهلك هالمرة بشيء .. وإذا وافقوا هم بجي أقولك عنه وآخذ رأيك فيه .
لمياء : تكلم أهلي ؟ أكيد ما حتروح تخطبني مثلاً .
سلطان بضحكه : وش دراك ؟
لمياء : لأنه أبد مو وقت مناسب وعلى قولتك انا تو طلعت من السجن اكيد ما بتورط نفسك بعد ما مشى كل شيء صح ! وكمان انا مازلت تحت المراقبه وفوق ان عندي سجل جنائي كمان عندي ملف صحي بعيادة نفسيه !! هل انت متأكد ؟؟؟؟
سلطان ضحك أكثر : امداك تحللي وتفكري بكل ذا ؟ طبعاً الموضوع حالياً ما حياخذ مجرى الزواج نهائياً ، حيكون بشيء يخصك انتِ وكيف ممكن نطلعك من هنا بشكل طبيعي ومو مريب ..

مقابلتها لسلطان جددت الأمل فيها من جديد ، عادت مبتسمه متحمسه متفائلة لما سيحدث وأيضاً ظلت تفكر ما قصده بـ " طبعاً الموضوع حالياً ما حياخذ مجرى الزواج نهائياً " لمَ قال " حالياً " في سياق كلامه ؟
لم لم ينفي هذه الفكرة بالمرة ؟ هل من المعقول أنه يفكر فيها بجدية ؟؟؟ لكن كيف ؟ كل الابواب بينهما مغلقه .
نفضت الأفكار عنها وعادت تفكر في الموضوع الذي سيتناقش فيه سلطان مع عائلتها .. لكنها لم تتوصل إلى شيء ...
بعد أيّام عرفت ما دار بين عائلتها و... المجنوووون سلطان .
ضحكت بصدمه ، بل ازداد ضحكها عندما سمعت ما قاله والدها .. توقفت فجأة عن الضحك ونظرت إليهما بجدية عندما رمقاها بخوف من أنها فعلاً قد جُنّت : أسافر ؟ كيف ؟
والدتها : تتعالجي برا .. وبرضو الطبيعة ممكن تخليك تستجيبي للعلاج النفسي اسرع .
لمياء : ايش جاب هالفكرة لكم ؟
نظر والدها ووالدتها ببعضهم البعض : شخص اقترحها علينا .
ابتسمت وانا اود الصراخ ، فعلها المجنون ، لم اعلم أنه يود أن يخرجني من هنا بهذه الطريقة ، يبدو أن سقف أحلامي أقصر من ان اتخيل السفر بهذه الاوضاع .
والدي : ايش رأيك ؟
لمياء : لوين ؟ ومين راح يكون معاي ؟
والداي : كلنا راح نسافر معاك ، البلدة ما حددناها للحين.
لمياء : حتى سهام ؟
والدتي : لأ ، سهام حامل وقاعدة ببيت مستقل ما راح تجي معنا أكيد .
لمياء : رجعت لطليقها رعد ؟
والدتي : لا بس رعد اعطاها الفيلا عشان تسكن فيها سهام وصار يصرف لها مصروف شهري كنفقه ، وبرضو سهام للحين تشتغل ما تركت شغلها ، البنت صارت لها حياتها ماظنتي بترضى تجي معنا .
والدي يخاطب والدتي : والله الظاهر للحين متأملة ان رعد يرجع لها .. بس والله الولد شايلها من راسه لدرجة انه ماعاد يرد علي .
لمياء بتجهم : وانتو شفيكم ميتين عليه لهالدرجة .
والدها : مب ميتين بس كاسره خاطري هالسهام من وقت طلاقها للحين وهي ماهي بسهام اللي نعرفها .
بعد مدة ربما شهر تقريباً او ثلاث أسابيع استطاع والداي إنهاء إجراءات السفر ثم بدءا بإجراءات نقلي من هذا المشفى لمشفى آخر في سويسرا بما أن أفضل عيادات الطب النفسي في سويسرا فقد كان عذر نقلي وسفري مقنعاً للغايه ..
ثم بعد ذلك حدث كل شيء في غمضة عين ووجدت نفسي في شوارع مونترو أستنشق الهواء واشعر به يتغلغل في داخلي ويبث في جسدي الحياة .. كيف انقلب كل شيء فجأة ؟ من السجن لمصحه نفسيه وفجأة في سويسرا !!
رنّ هاتفي الجديد الذي اقتنيته قبل سفري ، أجبت وأنا مفعمه بالحياة والهدوء : هلا .
ابتسم : حتى صوتك تغير .
ضحكت : كيف أقدر أرد لك كل هذا ؟
سلطان : عيشي لنفسك وبس ، لمياء هذي فرصتك .. عيشي .
لمياء رفعت رأسها تستنشق الهواء : سلطان .. يمكن هذا أنسب وقت أقولك فيه إني ممنونة لك بحياتي و.. (تنهدت) سلطــان ...
سكتت لا تعرف كيف تعبّر الآن .. سلطان فهمها وقال بإبتسامه : انتبهي على نفسك ، قدامك سنه بحالها تقدري تبني فيها نفسك من جديد .. وانتبهي عليها (أكمل ساخراً ) أبغى اشوف بعد هالسنه حترجعي تحبيني ولا بيغروك اهل سويسرا .
لمياء : كأنك تودعني ؟ هل راح تقاطعني سنه ؟
سلطان : لا .. بس يمكن شهر ، أبغاك ترتبي نفسك ، وأفكارك ، وتعيشي بدون شيء يربطك بماضيك وبعدين نتكلم .. أبغى اسمعك هالمرة ، بسمع لميااااء اللي ما اعرفها .. لمياء احنا من جد ما قد تكلمنا عن حياتك .. عيشيها وكلميني عنها ، اتفقنا ؟ بخاطري أعرف وجهة نظر لمياء لحياتها الجديدة .
لمياء : اتفقنا .. بس مو نجي بعد شهر تطلع انت اللي ناسيني ! سلطان انا من جد أحبّك ، يمكن يكون الوضع غريب بس مدري هذا شعوري وخلاص (ثم ابتسمت بهدوء ) حتى لو رفضت انت مشاعري ناحيتك تقدر تصارحني .. لا تخاف ماراح اضرك .
سلطان ضحك بشدة : هبله .. بعد شهر بنشوف مين نسى الثاني ...
لا اعلم لمَ اختار ألا نتواصل لمدة شهر ؟ لكن فعلاً لم نتواصل ، الغريب والمزعج أنه حتى حين أتصل عليه او ارسل له أيّ رساله لا يُجيب ..
يبدو أنه يحترم أوقاته التي يحددها ولا يريد أن يحيد عنها ..

*****

أمضيتُ ما يقارب الست شهور هنا في الفيلا مع جابر وديمه ..
مللتُ فعلاً من تصرفاتهم ، أشعر أنني سأنفجر يوماً ما .. وأنا إلى الآن لم أبدي أي إنزعاج لجابر على تصرفاته مع ديمه .. لكن أخشى أن يأتي يوم أتصرف فيه بطريقة غير لائقه .. فكرة الإستقرار بالخارج تراودني كثيراً لأنني أشعر أن العمل يأخذ من وقت جابر كثيراُ .. وديمه أيضاً ..
تنتابني رغبة الإستفراد فيه بعيداً عن كل هذه الضوضاء قررت أن أبادر أنا هذه المرة واسأله عمّا إذا كان عرض السفر مازال قائماً , سارة : حبيبي .. غريبه ماعاد جبت لي سيرة .
جابر بإبتسامه : ليش لايكون غيرتي رأيك ؟
سارة : امم صراحه فكرت .. وفكرت .. قلت لو نسافر شوي ، اشوف الوضع بأسبانيا يناسبني ما يناسبني نتطقس الوضع والاحوال هناك وإذا ناسبني الوضع نستقر هناك .
جابر : فكرة حلوة خصوصاً اني كنت أفكر ارجع اقنعك .. خلاص انا بشوف خلال هالشهر ارتب اوراقنا واشوف مكان نجلس فيه ، وان شاء الله خير .
سارة : كويس يمدي اشتري ملابس ..
جابر بتهكم : حلو لان بأسبانيا قحط ما عندهم ملابس .

مرت الأيّام وجابر يحاول إنهاء عمله وتوكيل نائبه ليحلّ محلّه في المؤسسه .
وبعد شهر واسبوع تقريباً وصلنا إلى أسبانيا .. أوصلنا السائق لمنزلنا الذي سنقيم فيه . تنفست بعمق ، ينتابني الخوف من تجربة هذه الحياة الجديدة ، في بيئة مختلفه كلياً عن جدة وحياة جدة .. لكنني متحمسه في نفس الوقت ..
ظل شعوري يزيد ويتناقص خلال الأيّام التي قضيتها وحسب المواقف التي تمرني وأمرّ بها
استمتعت بالتعرف إلى ثقافة وعادات جديدة واماكن رائعة سياحيه وأثريه .. مضت الأيام حتى انقضى عام كامل ونحن نسرح ونمرح في أسبانيا .. كل شيء مستتب وهادئ للغاية خلال هذا العام وجابر اخذ يجرب كل ما يستطيع تجربته من مشاريع تجارية وxxxxية يريد التروّي بإختيار شيء يروق له ويناسبه .. مر العام بغمضة عين حتى بدأت أشعر بالملل .. خصوصاً عندما فقدت هاتفي واضعت ارقام الجميع .. حرفياً عندها احسست بالوحدة ربما تتساءلون كيف اضعت هاتفي وارقامهم .. الأمر أنني في يوم ما ركبت حافلة لنعود إلى المنطقة التي نعيش فيها .. كنت اعبث بهاتفي ريثما نصل ، لكن النعاس غلبني وغفيت ، ايقظني جابر عندما توقفت الحافله ، نزلت وانا لم استوعب بعد وسقط هاتفي مني .. لا اعلم حتى هل وقع بالحافله ام بالشارع .. لكنني لم استوعب فقداني لهاتفي إلا عندما وصلت إلى المنزل ونمت وعندما استيقظت ابحث عن الهاتف لم اجده ..
بحثت في كل مكان ولم أجده .. الأمر الذي أحزنني أنني حتى لو اقتنيت جهاز جديد ، الارقام ليست معي .. وان اردت اصدار شريحة بدل فاقد ، انا في اسبانيا والشريحه الاولى من جدة فلم استطع فعل شيء حيال الأمر .. في نفس الوقت كنت مترددة ان اطلب من بيان رقم روان لأنني علمت أن هناك مشاكل بين بيان وعائلتها فلا اعلم هل عادت المياه إلى مجاريها فيما بينهم ام ما زالت مشاكلهم قائمه .
لذا جلست اراقب الوضع علّ جابر يتحدّث عن شيء يجعلني استنتج أن بيان وعائلتها بحال جيّدة لأذهب واتحدث مع بيان لكن لا يبدو ان خالد يتحدث عن الأمر لجابر ..
مرت أيام أخرى وانا بدأت أفقد شغفي تجاه أسبانيا على الرغم من أن حياتنا هنا هادئة وجميله لكنني أشعر بالوحدة جداً , خصوصاً عندما لا يكون جابر في المنزل وأجلس أنا بمفردي اتأمل الحائط ..
أفكر كيف سأتحدث إلى جابر لنعود دون ان يشعر أن قراراتي متخبطة .. لكن عندما عاد جابر قال وهو يخلع ملابسه بعجله ليستحم : ساره انا حجزت لجدة وطيارتنا حتكون بعد يومين .
دخل إلى الخلاء قبل ان استوعب الأمر .. هل قرأ أفكاري أم ماذا ؟ ولما وجهه متجهّم إلى هذا الحد وعلى عجلةٍ من أمره ؟؟
لكنني فرحت جداً لأنني أخيراً سأعود لمسقط رأسي .. وبحماس أخذت أوضب حقيبتي وأجمع ملابسي المتسخه لا أريد التأخر على موعد رحلتنا ..
خرج جابر من الخلاء , ونظر إليْ وانا اوضّب حقائبي , ضحك : لهالدرجة طفشتي ؟
سارة : مو بس طفشت إلا أحس روحي طلعت من القعدة بأسبانيا .. بس انت ليش فجأة حجزت ؟ صاير شيء ؟
تجهم وجهه مجدداً : فيه مشكلة بين الخدم بالفيلا , وكمان عمي كمني للأن فيه واحد بيتقدم لديمه فلازم ارجع .. عموماً أنا مرة تعبان بنام بكرة الصباح ان شاء الله راح نشوف الأشياء اللي ناقصتنا وشوفي اذا بتشترين شيء انتِ لصحباتك .
اومأت بالإيجاب .. وذهب هو .. لم أقتنع بسبب العودة , لا أدري لمَ لكن وجهه متجهم وكأن هناك مصيبة واقعة في جدة .. وليس مجرد مشكلة بسيطة بين العاملات ..

\\

في جدة بمجرد ان عدنا إلى الفيلا جلسنا مع ديمه التي استقبلتنا بالدمــــــوع والأحضان تعبيراً عن شوقها لنا .. صحيح في فترة غيابنا ترك جابر ديمه مع حارستين أمن تكونان معها طوال الوقت لا استطيع تخيّل كل هذا الحرص على ديمه التي منذ عودتنا وهي تلوم جابر على إبقائها مع حارستين وليست واحدة , وانها لا ترتاح معهما , منظرها بالجامعة ملفت وهي تمشي بحارستين شخصيتين .. لدرجة ان بعض صديقاتها بدؤوا يتضايقون من الجلوس مع ديمه بسبب تزمّت الحراس كأنها محاصره .
وديمه لم تعد تعرف كيف تتحدث مع صديقاتها بمواضيع خاصه بينهم لأنها تخشى ان يصل الأمر إلى جابر ..
ليقول جابر معترضاً : وليش ان شاء الله ماتبينهم يسمعون سوالفك مع صديقاتك ؟
ديمه : لانها مواضيع تخصنا ما ابغاهم ينقلوها لك .
جابر : وايش ماهية ذي السوالف ؟
ديمه : قلتلك سوالف خاصه بالبنات , خليتني منبوذة يا جابر حتى صديقاتي يتحاشوا يجلسوا معايا بسبب اللي حاطهم لي انت .
جابر : معليش انا مو متعود اخليك لوحدك بجدة .. كنت شايل همك .
ديمه : طيب كان مارحت !
جابر : تكلمنا كثير بهالموضوع ياديمه وقلتلك انا حاب اكوّن نفسي برا .
قام جابر : عموماً بخليكم شوي انا عندي شغله بسويها .
ذهب جابر في حين سألت ديمه : ايش مشكلة الخدم ؟
عقدت ديمه حاجبها : أي مشكلة ؟
سارة : مدري جابر لما رجع قال انه راجع لان فيه مشكلة صايرة هنا .
ديمه بتفكير : مدري بس .. قبل كم يوم سمعت صوت غريب بالفيلا ما ادري كان صراخ مكتوم ولا ايش بس صوت يخوّف وغريب ما ادري من وين طالع ..
ولما طلعت من غرفتي مفجوعة لقيت رئيسة الخدم وستيفاني يتهاوشوا ولما سألتهم عن صوت الصرخه الغريبة قالوا مايدروا وماسمعوا شيء .. بس أحسهم كذابات والظاهر كان في أحد دخل الفيلا وقتها لأن بعدها شفت رئيس الحرس والسواق يتهاوشون ويمكن الموضوع وصل لجابر , خصوصاً ان البوديقارد وقتها ماتركوني حتى بغرفتي جلسوا معاي .
أكملت بضجر : والله جننوني يا سارة مو قادرة أخذ راحتي بشيء , حتى لو انهم حريم بس أحس إني مسجونه ومراقبه طوال الوقت وجابر إلا يقنعني إن كل هذا عشان يضمن سلامتي .. انا فاهمه إنه يخاف علي بس عاد مو لهالدرجة خلاااص زهقت .
سارة : توقعت إنك متعايشه مع الموضوع ..
ديمه : أي متعايشه , تخيلي ان حتى صحباتي صاروا يكرهوا يجلسوا معاي لأنهم يحسوا نفسهم محاصرين وكل شيء محسوب علينا والله اخواني بيخلوني منبوذة من كثر حرصهم هذا .
سكتت ديمه للحظات بوجه مهموم ثم اقتربت من سارة قائلة بجدية : بقولك سر بس سألتك بالله ما أبغى جابر يعرف اني قلتلك .
سارة : قولي .
ديمه : إنتِ تدري اني كنت مملّكه صح ؟ وزوجي كان ولد عمي نبراس .
سارة : إيوة أذكر قد قالي جابر .
ديمه : ونبراس مارضى يطلقني إلا إذا تنازل جابر عن نصيب ابوه بالمؤسسة .
سارة : اللي اعرفه ان المؤسسة بكاملها لكم .
ديمه : انا مااعرف عن موضوع المؤسسه ومشاكلها وتقسيمها ومين له نصيب ومين لا بس المهم كان فيه حاجة تخص الفلوس والمؤسسة بين عمي وجابر وانحطت براسي انا وطلاقي من نبراس .. بس بعدها فجأة نبراس انسجن بقضية حيازة ممنوعات وعمي استفزع بجابر اللي شرط عليه يطلقني بعدها يطلّع نبراس .. واكيد كل هالكلام تعرفينه .. اللي عرفته قبل فترة ان اصلاً جابر اللي ورط نبراس بقضية الحيازة كله بس عشان يلوي ذراع عمي ويخلي نبراس يطلقني .. بس انا مو فاهمه كيف ورّطه جابر .. بليز لاتقولي لجابر اني اعرف .
سارة سكتت للحظات بصدمه ثم قالت : وجابر من وين له هالممنوعات ؟
ديمه : ما اعرف .. وانا مو متأكدة من هالكلام بس برضو لا تقولي لجابر اني قلتلك عن شيء .. انا بس كان الكلام عالق بقلبي ومستغربه ومصدومه من تصرف جابر .
سارة : وانتِ مين قالك عن هالكلام ؟
ديمه : ما اقدر اقولك ..
شعرت بالغيظ منها لأنها تخبرني بما تريد فقط .. لكنني حاولت تجاهل الأمر وتغيير مجرى الحديث ..

\\

عند جابر ووجهه يزداد تجهماً وغضباً : سمعت ديمه ولا لا ؟؟
رئيسة الخدم اومأت رأسها بالإيجاب : وسألتنا ...
قاطعها جابر : ايش قلتوا ؟
الرئيسة : قلنا ان محد سمع غيرها وان يمكن يتهيألها ..
جابر شد على قبضته : ستيفاني وينها ؟
الرئيسة : بصالة الطعام ...
ذهب جابر مسرعاً إلى صالة الطعام , حينها توقفت ستيفاني عن مسح التحف بهلع وسقطت قطعة القماش من يدها : سير جابر ..
جابر هرع إليها وهو يمسك بمعصمها صارخاً : انا مو قلــــــت محد يقرب منه غيرك .. قلت ولا ماقلت ؟ ليش ماتسمعين اللي أقوله ؟؟
ستيفاني والدموع اجتمعت بعيونها : am sorry ..
جابر : وش اللي آسفه انا ما ابغى مخلوق واحد يدري .. كيف ما انتبهتي !! قسماً بالله لو هالكلام طلع برا جدران الفيلا منك انتِ وإيما موتكم على يدي إنتِ ماراح ترجعي لاهلك صدقيني .
تركها وغادر .. انهارت ستيفاني على ركبتيها باكيه , تعلم أن جابر ليس كما يبدو أمام الناس عامةً .. تعرف جانبه المظلم .. المظلم جداً .. على الرغم من أن ستيفاني خادمة جديدة على الفيلا .. لكنها ليست جديدة على جابر .. كانت هي ورئيسة الخدم الجديدة يشرفون على أحد فلل جابر .. أو بالأصح ذلك القصر الموجود تحت الأرض !
أحضرها جابر إلى الفيلا هذه .. لأن بتّال مايزال محبوساً في مكانٍ ما هنا بالفيلا دون ان يعلم أحد عن وجوده سوى ستيفاني المسؤولة عن إطعامه ورئيسة الخدم ..
لكن ماذا حدث ليعود جابر !!
\\
قبل عودتهما من اسبانيا بثلاثة أيّام ..
في الفيلا ..
نادت رئيسة الخدم ستيفاني وأخبرتها انه حان وقت إطعام بتّال , ذلك المسجون في مكانٍ ما في الفيلا ..
أخذت ستيفاني صينية الطعام ومشت بحذر شديد تنظر حولها بتربّص لكيلا ينتبه لها أحد .. لكن إيما التي لم ترتح لا للرئيسة ولا ستيفاني اللتان تتهامسان طوال الوقت ومتربصتان وقلقتان طوال الوقت وغالباً ماتختفي ستيفاني في وقت محدد من الليل حتى قررت إيما مراقبة ستيفاني غريبة الأطوار ربما تجد إيما شيئاً ما يجعل ستيفاني تغادر الفيلا لأن ستيفاني وإيا لم تكونا على وفاق إطلاقاً ..
تبعت إيما خطوات ستيفاني من بعيد دون ان تنتبه ستيفاني.. لكن إيما توقفت وعيوونها تتسع بصدمه عندما سحبت ستيفاني كتاباً من الرف المثبت على امام أحد الحوائط وفجأة انزاحت الارفف بكامل كتبها وتحفها الموضوعة على الرفوف عن الحائط وظهر ممر , دخلت ستيفاني مسرعه وعادت الخزانة إلى مكانها ..
مشت ستيفاني بالممر القصير حتى وصلت إلى باب آخر حديديّ .. اخرجت المفتاح من جيب لباسها وفتحت الباب , أخذت نفساً عميقاً ثم دخلت ..
وضعت صينية الأكل على طاولة الخدمة ثم سحبت كرسياً وهي تجلس بالقرب منه : هذا وقت الأكل .
بتّال بعيون مرهقه مستسلماً .. يئس من محاولاته في الهرب والخروج من هنا .. يئس حقاً من أن يصل إليه أحد .. حتى ان لم يعد يحاول الصراخ لأنه يعلم ان الغرفة هذه معزولة ولن يسمعه أحد بالخارج ..
مدت ستيفاني الملعقه إلى فمه وبلع لقمته ودموه نزلت بيأس : ستيفاني , كم مر وانا هنا ؟ ليش جابر ما جا .. وليش مابتقوليلي انا وين ؟ ليش ما بتساعديني أطلع ؟ , توقعتك تحبيني !
اضطربت من كلامه وحشت فمه بلقمه أخرى : كُل انت لازم يخلص اكل وانا.......
سقطت الملعقه من يدها عندما سمعت صوتاً مصدوماً من خلفها يقول : ستيفاني !!!
توجهت نظرات بتّال وستيفاني على مصدر الصوت ليجدوا إيما تنظر إليهما بصدمة : هو از ذس ؟؟؟؟ هو ار يو ؟؟؟؟
حينها قام بتّال بطريقة مجنونه متجاهلاً قدماه المربوطة ويداه كذلك .. قام يقول بترجي : طلعيــــــني من هنا تكفـــــــــين طلعيـــــــني .
سقطت ايما على الأرض بهلع وهي تتراجع إلى الخلف , وبتّال يبكي صارخاً : طلعوووووني من هنا .
هرعت ستيفاني إلى تهدئة بتال بينما قالت صارخه في وجه ايما : what brought you here?
نهضت إيما بسرعة وهمت بالهرب حاول بتّال اللحاق بها لكنه سقط على وجهه عند الباب وصرخ بقوة : لاتخليـــــــــــني خذيني تكفيــــــن تكفيـــــــن , ستيفاني فكيني ليش ما بتخليني كيـــف توقفي مع جابر ضدي !!
ستيفاني جرته وهي تبكي : بليــــز , نَت دو ذس (ارجوك , لا تفعل هذا )
خرجت بسرعة واقفلت الباب على بتّال ثم خرجت من الحائط .. تبحث بسرعة عن إيما قبل ان تحدث مصيبة أخرى .. وعندما صادفت رئيسة الخدم أخبرتها أن إيما راتها هي وبتال .. حينها صرخت الرئيسة في وجهها بخوف وصدمة ثم قطع جدالهما ديمه وهي تتساءل عن الصرخه الغريبة التي سمعتها .. وعندما غادرت ديمه ذهبت الاثنتان للبحث عن إيما التي وجدوها قد أخبرت جابر بالفعل بما رأته

في الوقت الحالي..
بمجرد أن رأت إيما جابر ابتسمت قائلة :
I'm glad you came, Stephanie went too far
(سعيدة لأنك أتيت لأن ستيفاني تمادت كثيراً)
نظر جابر إليها :
Did you tell anyone what you saw?
(هل أخبرت أي شخص بما رأيتِ ؟ )
ايما : نوو .. But you must take the necessary measures against them
(لكن يجب ان تأخذ الإجراءات اللازمه ضدهن)
قاطعها جابر : (هذا ما سأفعله لذا جهزي حقائبك ، وان علم اي مخلوق بهذا الأمر فسيكون حسابك عسيراً جداً يا ايما( .
اتسعت احداق ايما بصدمه : (ما .. مامعنى هذا ؟ هل كنت تعلم بأمر الفتى المحبوس ؟ )
جابر : ( لا وقت لدي لأناقشك في الأمر ، لكن اعلمي أنني لن أدعك تبقين هنا بعد أن رأيته وصدقيني ان اخبرتي احداً بذلك فلن تتخيلي ما سأفعله بك .. )

سفّر جابر ايما بعد ذلك بلا سابق إنذار وكان عذره أن عقدها انتهى .. عم الهدوء من جديد وعاد الوضع لما كان عليه وستيفاني تؤدي عملها بحرص أكثر بعد تهديدات جابر لها .. وفي يومٍ ما ..
دخلت ستيفاني إلى بتّال تجر خطواتها بضيق ، جلست مطأطئة الرأس ، تطعمه لكن بتّال رفض أن يأكل متسائلاً : اشبك ؟
ستيفاني : هيّا كُل .. لازم ياكل عشان انا اروح .
بتّال : ما حآكل ايّ شيء إلا إذا قلتيلي اشبك ؟
ستيفاني نظرت إليه : "أما زلت تحبني ؟ أما زلت محتفظاً بالوعود التي قطعتها لي ؟ أم أنني فعلت لك اشياء لا تُغتفر عندما وقفت في صفّ جابر ضدك ؟"
سكت بتّال في حيرةٍ من أمره ، اكملت ستيفاني باكيه : "لا استطيع فعل شيءٍ أنت تعلم ، لا استطيع ، لا أملك خياراً آخر لكن صدقني .. "
قاطعها بتال : "كم مر من الوقت وانا محبوسٌ هنا ؟ لمَ لم تحاولي فكي على الأقل لأعانقك ، لمَ توقفتِ عن معانقتي أصلاً ؟ ظننتُ أنكِ لم تعودي لي ".
ستيفاني : "لا لا الأمر ليس كذلك لكنني اشعر بقلة الحيلة والضعف تجاهك ، اشعر بالخزي لأنني الآن في صفّه . "
بتال بإستياء أكبر : "هذه اعذار واهيه ياستيفاني ، فأنا مازلتُ أحبّك وأرغب في معانقتك كما كنا نفعل سابقاً حتى وان كنتِ الآن معذبتي ، أريد أن أشعر بالتحسن ، وأنه لم يتغير شيء بيننا على الإطلاق .. "
ستيفاني بكت أكثر : "لا تقل هذا لأنه لم يتغيّر شيء فعلاً فأنا ما زلت أحبّك وسأحبّك دائماً .. "
بتال : "إذاً اسمحي لي هذه المرة بمعانقتك ارجووووك . "
ستيفاني بقلق : لكن ...
قاطعها قائلاً بضعف : "اريد فعل هذا فقط ، ستيفاني قد اشتقت إليك جداً ."
ستيفاني : " عدني ألا تفعل شيئاً يهلكنا جميعاً . "
بتّال : "أعدك ، ام هل اصبحتي لاتثقين بي أيضاً ؟"
حلّت وثاق يديه .. ليفرد هو بدوره ذراعيه ويعانقها بشدة عندما ارتمت في حضنه باكيه تعبّر عن شوقها له واستيائها من جابر وتسلّط جابر ، وشعورها بالضعف وقلة الحيلة .. مسح على ظهرها بود لتهدأ .. ابتعد عنها ينظر إلى عينيها بألم ممسكاً بكلتا يديها.. يصف لها شعوره وأنه قد كان مهموماً من تغيّرها عليه أكثر من وجوده هنا .. يصف لها مشاعره لها وانه على الرغم من كل شيء مازال يحبّها ..
تساءلت بحيرة : "انت كنت شريك جابر فلماذا يحبسك الآن؟"
بتّال : "لأنني عرفت مخططاته وأنه يحاول الإطاحة برؤسائنا .. لذا حبسني الوغد هنا لكيلا أخبرهم عنه"
ثم أكمل بحالميه : "لكن لا بأس مادمتِ أنتِ بجواري .. ومادمت واثقاً من أنني مازلت موجوداً هنا في قلبك , فسيصبح السجن هذا أخف وطئاً عليّ"
هامت بكلامه لدرجة انها لم تعد تشعر لا بالزمان ولا المكان ولا حتى الوقت , نسيت كيف ترمش حتى .. عيونها متعلقه عليه ودموعها في مقلتيها كررت بضعف : آسفه .. بتّال , انا آســــــفه آسفه ..
اقتربت منه وهي تهم بتقبيله لكنه سرعان ماتراجع للخلف قليلاً .. واعتلت على ملامحه ابتسامه ساخره : راح آخذ حقي ....
اختفت ابتسامتها عندما ترك يديها لتستوعب أنه قد ربط كلتا يديها دون ان تشعر , كانت غارقة بالوهم .. حل وثاق قدميه وهي تبكي : بتااال بتال ليش كدا !
بتال قام مبتعداً عنها دون ان يجيب , اخذ ينظر حوله .. خرج من الباب للحظات ثم عاد وهو يفكر بحيرة , هو لا يعلم ما هذا المكان وما الذي ينتظره بالخارج .. نظر إلى ستيفاني التي تبكي وتتوسل إليه بأن يفك وثاقها وألا يتهور ..
نظر إليها بتفكير ثم اقترب منها والهلع يزداد فيها , اخذ يلمس جسدها كأنه يبحث عن شيء ما وهي تصرخ وتحاول منعه والتوسل إليه بأن يتوقف ..
فجأة أخرج من جيب ردائها الجوال بيدان ترتعشان ..
وهم بالإتصال على ....

\\

للتو استلقى على السرير وبدأ يغط بالنوم , لكن سرعان ما استيقظ على صوت رنين مزعج جداً صادر من هاتفه .. يعرف هذا الرنين جيداً ..
فز من نومه واخذ هاتفه بسرعة تحركت سارة بإنزعاج لكنها لم تستيقظ ..
اتسعت أحداقه عندما ظهر على شاشة الهاتف تحذير .. بأن هناك ذبذبات عاليه صادره من الغرفة إذاً هناك هاتف خلوي في الغرفة المعزولة بما أن الغرفة مزودة بمستشعرات حساسه لكي يعرف إن حصلت أي محاولات تواصل ..
غادر الغرفة بهلع ونزل مسرعاً دخل إلى الغرفة المعزولة ليستدير بتّال عليه والهاتف بيده .. وستيفاني المربوطه التي عادت إلى البكاء مجدداً عندما رأت جابر ...
بلع بتّال ريقه والصوت الذي بالهاتف يناديه : بتال بتال صاير شيء ؟؟ ألوو
بتّال : معه .. مسدس
صوّب الطلقه إلى الهاتف الذي رماه بتّال بسرعة عندما اصابت الطلقه يده وتكسر الهاتف وانقطعت المكالمه ..

قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الأحد الموافق :
3-2-1442هجري
20-9-2020ميلادي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 01:06 AM   #94

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرين
الجزء الأول


فتح الباب بلا مقدمات : جانا اتصال من بتــّال بسرعة تعال .
قام بسرعة من مكانه : وش ؟؟ كيف ؟؟ وينه ؟
دخل إلى المكتب حينها نظر هاني إليه وهو يضع السماعات في أذنه , وبمجرد أن أتى سلطان أشار له هاني بأن يجلس ليستمع إلى المكالمة .. حينها همس سلطان للشرطي الذي بجواره : حددلنا موقع المكالمة .
خلع هاني السماعة ورفع الصوت وصوت بتّال يتضح بالمكان قائلاً : ما اعرف ويني ..
هاني : طيب ممكن تشرحلنا وش اللي صار ليش حبسك ؟
بتّال وانفاسه واضحه : لأني دريت إنه بيغدر برؤساءنا .. خاف إني أبلّغهم عنه وحبسني قبل ما يوصل لي أحد ..
فجأة سكت بتال , ليقول سلطان : بتال بتال صاير شيء ؟؟ ألوو
بتّال : معه .. مسدس
صوت طلقة ناريه وبعدها انقطع الإتصال
صرخ بتّال بقوة وألم ويده تنزف .. ضغط على يده ، قام بإندفاع يريد ضرب جابر لكن جابر رفع المسدس بوجهه من جديد : اذا خطيت خطوة زيادة راح تموت .
بتال صارخاً بإنفعال : حسبالك بتفرق معي ؟ وانت معيشني سنوات بهالمكان يا جبااان ، اقتلني وش تستنى ؟ وششش تستنى ؟ ولا ما تقدر ؟ شفيك ؟ ليش ترتعش ؟ ما سبق لك قتلت بنفسك صح ؟ ماجربت تلوث يدك بالدم ، تعودت تكون الآمر وبس .. ما جربت تحط نفسك مكان القطيع اللي يمشون وراك وينفذون جرايمك عنك لأنك جبااااااان .
ظلت النظرة الباردة تعتلي ملامح جابر ، لم تتزحزح يده حتى ومازالت مصوّبه ناحية بتال ، بصمت من جابر .. صمته المرعب ونظراته البارده .. اجتث بتال على ركبتيه ، امسك برأسه باكياً : اقتلني وريحني من هالعذاب .. قبل ما يتلونك للسجن .
رفع راسه ينظر إلى جابر بسخريه : حتى لو مت ، يكفيني اني اموت مرتاح اني ما خليت اللي سويته فيني يمر مرور الكرام ..

//

في المركز والجميع في حالة استنفار .. اتى الشرطي بعجله : الموقع فيلا جابر ال###### حي ال#####
بردت ملامح سلطان للحظات لكنه قال بحزم وهو يضع مسدسه في جيبه : لازم نتحرك بأقصى سرعة ..
خرج الجنود وسلطان وهاني من مركز الشرطه بعد ان حددوا مصدر مكالمة بتال ..
الارتباك يسيطر على سلطان ، والخوف من ان يكون كل شيء صحبحاً !!

\\

إستيقظت بفزع من الحلم الذي باغتها , تعوذت من الشيطان وامسكت هاتفها وهي تتصل عليه .. بعد عدة رنّات أتاها صوته الناعس : ألو ..
هي : إنتَ بخير ؟
هو : يابنتي مصحيتني من النوم عشان تسأليني هذا السؤال ؟
هي : اشتقتلك وماقدرت ما اتصل عليك .
ابتسم : تعالي زوريني بكره طيب ؟
هي : مرتاح ؟ ناقصك شيء ؟
هو : لا تشيلي هم الحمدلله مو ناقصني شيء وانتِ بنتي !
هي : آسفة قطعت عليك نومك بس .. جعلها نومة العافيه .. مع السلامة .
هو : مع السلامة .
اقفلت الخط وتنهدت براحه , ارتاحت من نبرته الهادئة , تشعر أنها لا تحتمل خسارته مجدداً بعد طول هذه السنوات التي قضتها بمفردها بدونه , وبعد ما واجهته من الشقاء بعيداً عنه !
غادرت السرير تودّ الذهاب للمطبخ لشرب المياه , والبحث عن زوجها الذي لم يكن نائماً بجانبها على السرير على غير عادته .
مرت بالصاله لكنها لم تجده .. دخلت إلى المطبخ المظلم شربت الماء وخرجت وهو ليس موجوداً .. وقفت عند أحد النوافذ لتتأكد من وجود سيارته .. الغريب أن السياره موجوده ..
عقدت حاجبيها بإستغراب وقررت العودة للدار والإتصال به , لكنها توقفت بمنتصف الطريق من صوت غريب صادر من أحد جدران المنزل .. شعرت بالرعب لوهله لكنها تماسكت وتقدمت من مصدر الصوت , كان الصوت يصدر من .. ارفف موجوده بهذا الممر , بلعت ريقها بهلع وهي تضع أذنيها بالقرب من الرف لتستمع إلى صوت مكتوم لكنه واضح , وكأن شخصاً ما يئن !!
ابتعدت عن الرف وهي تستعيذ بالله لكن الصوت لم يختفي بل كان يزداد ليتحول إلى صرخات مكتومه .. تخبطت نبضاتها برعب وابتعدت عن الرف تجري بسرعة إلى غرفتها !
أغلقت الباب وإختبأت تحت اللحاف وهي لاتُظهر سوى عينيها تراقب الباب .. اخذت هاتفها بسرعة تحاول الإتصال بزوجها .. لكن الرنين تكرر دون ان يجيب هو , ازداد الرعب في قلبها وحاولت الإتصال مراراً حتى أجاب على هاتفه قائلاً : هلا .
ساره : انت وينك ؟
جابر : بالملحق .. في شيء ؟
ساره : لا بس استغربت صحيت ومالقيتك .
جابر : انشغلت شوي , بس انتِ ارجعي نامي ولا تشغلي بالك.
ساره بتردد : جابر ..
جابر : آمريني .
ساره : لا خلاص ولا شيء .
كانت تريد اخباره بأمر الصوت الغريب لكنها لم ترد ارعابه لذا قررت أن تخبره عندما تراه ..
اغلقت الخط
عندها ابعد جابر يده عن فم بتّال الذي صرخ بقوة قائلاً : فكنــــــي يا مريــــض (ثم تحولت نبرته للتوسل) جابر انت حتى ماعرضت علي أي مقايضه , انا ما كانت لي نية اقولهم عنك .
جابر : بس انا اعرفك اكثر من نفسي , واعرف انك زي الكلب ماتلهث الا ورى مصلحتك وممكن تنقلب ضدي بأي لحظة .. (اكمل ساخراً) واتوقع فاتتنا المقايضات بما إنك بلغت عني !
بتال : وانت دامك تدري اني بلغت عنك .. ليش واقف ؟
ابتسم جابر : هل تتوقع ان بلاغك ما كان على بالي ؟ او توقعت انه بيخوفني ؟ بيرعبني ؟ , بتّال .. انا ماعندي حاجه أخسرها , وطالما انا ماعندي شيء أخسره فأنا مافي شيء يخوفني ولا حتى الشرطة ..
ضغط جابر على شاشة هاتفه دون ان يشيح بعينيه عن بتال , وسرعان ما انطفأت إضاءة الغرفة ..
عندها الهلع سيطر على بتال مجدداً عندما غطى السواد على الغرفة .. صرخ بهستيريا وهو يشعر بيد جابر تطوقه بقوة , ثم شعر بالحبل وهو يلتف على يديه .. جره جابر بقوة ليقف .. ثم دفعه مرة أخرى ليجلس على الكرسي ..
عندها شعر بإبتعاد جابر عنه للحظات ثم سمع صوت ستيفاني وهي تتوسل إلى جابر وتعتذر عما حصل لكن جابر وضع المسدس في يدها بعد ان حل وثاقها قائلاً : اثبتيلي .
بكت ستيفاني بشدة : بليــــــز نوو .
جابر اوقفها ودفعها لتصبح واقفه امام بتال .. فتح إضاءة بيضاء متدلية من السقف في منتصف الغرفة وبتال يجلس تحتها ..
تكتف جابر وهو يرى ستيفاني تزداد بكاءً : وش تنتظرين ؟ تبيني اسامحك ؟ اقتليه .
بتال نظر إلى ستيفاني بحزن : لا يضحك عليك ستيفاني .. لا يخليك تغلطي غلطة تندمي عليها طول عمرك ..
ضحك جابر بشدة : تخيل لو مت على يدها ؟ يا الله كيف بيكون إحساسك ؟ خيبه صح ؟ حبيبتك تقتلك عشاني ! صراحه شعور ما اتمناه لعدوي بس انت لسوء حظك منت عدوي .
انهارت ستيفاني على ركبتيها , سقط المسدس من يديها , غطت وجهها تبكي وبعربية ركيكه : اقتلني معه ..
جابر : يا الله وش هالمشهد الرومنسي !
قام جابر من مكانه وهو يضع شريط لاصق على فم بتّال قائلاً : ازعجتني خلك ساكت لا توترها .
فجأة صدرت صرخه خفيفه وحل الصمت بالمكان .....


لم تستطع العودة إلى النوم والرعب يدب في قلبها من الصوت الغريب الذي سمعته من بين تلك الأرفف ! تقلّبت على السرير بضع مرات ثم قامت مجدداً ..
مشت على أطراف أصابعها وهي تحاول تشجيع نفسها على تقصي الأمر ربما تكون واهمه , او بالأصح أرادت ان تثبت لنفسها أنها تتوهم وان ماسمعته لم يكن سوى مجرد خيال !
قرأت كل ماتحفظه من القرآن والأذكار حتى وقفت أمام الأرفف .. ارتجف قلبها برعب عندما سمعت أصوات خفيفه مجدداً , ارتبكت جداً اقتربت من الجدار بجانب الأرفف , وضعت اذنها على الجدار لتصغي , هناك فعلاً أصوات خفيفه من خلف الحائط !
ابتعدت عن الحائط برعب تتعوذ من الشيطان .. طرقت الحائط لكن الحائط من الاسمنت فلم تشعر بأي تجويف بداخله .. ابتعدت أكثر وهي تقف امام الرفوف تنظر بحيرة .. مشت قليلاً لترى غرفة مَن المجاورة للحائط ؟ لكن هناك مسافة كبيرة ثم غرفة الطعام والأكيد ان هذا الصوت ليس من غرفة الطعام الخالي من أيّ أحد .
عادت مجدداً لتقف أمام الأرفف , ربما يكون التجويف خلف الأرفف ؟؟
أخذت تحمل التحف وتضعهم على الأرض وهي تخطط لإفراغ الأرفف علها تستطيع إزاحة الأرفف و طرق الحائط الذي يقع خلف الأرفف .
لم يتبقى سوى الكتب .. همت بحمل الكتب , لكنها عندما سحبت كتاباً انزاحت الأرفف بالكامل وظهر الممر الذي خلفه
اتسعت احداقها بصدمه .. تقدمت بخطوات مرتعبه إلى ان ظهر امامها باب مفتوح , اصوات بكاء , صراخ , همهمات .. ضحك ..
شعرت بالهلع عندما أحست ان الضحكه مألوفة .. سارعت بخطواتها للباب وشهقت وهي ترى الرجل المربوط وتسمع كلام جابر .. ستيفاني المنهارة على الأرض ...
عندها قامت ستيفاني بسرعة ودفعتها وهي تهرب للخارج .. بينما ظلت سارة واقفة بصدمة ..

\\

صرخ سلطان في وجهه عبر اللاسلكي : تستهبــــل ؟ كيف الموقع خطأ ؟
نظر سلطان حوله .. لمَ يتبع الجي بي اس وهو يعرف موقع الفيلا ؟
مشوّش ومشتت جداً , لا يستطيع حتى التركيز بالطريق .. قال للشرطي : انا اعرف الموقع ..

\\

مكان معتم تماماً تتوسطه إضاءه صغيرة معلقه بيضاء تُنير المنطقة الوسطى من المكان فقط .. وتحت بقعة الضوء هذه , رجل مثبت على الكرسي بحبال مربوطه بإحكام عليه .. على فمه شريط لاصق , عينيه محمرتان من فرط البكاء والرهبه .. وأطرافه ترتعش بخوف ..
أمامه تقف وصوت انفاسها المضطربه واضحه جداً , والخوف أيضاً , ممسكةً بالمسدس , تصوبه نحو رأسه ..
جابر يقف خلفها بالضبط .. صدره ملاصق لظهرها .. يمسك بيدها الموجهه نحو رأس الرجل القاعد على الكرسي , يحاول تصحيح تصويبها إلى منتصف الرأس قائلاً بهدوء قاتل : كذا راح يموت أسرع .
ابتعد عنها وهو يشجعها على الإطلاق , بينما هي دموعها تنهمر ويدها ترتجف تهز رأسها برعب : ما أقدر .
هو : تقدري ..
هي بصراخ : قلتلك ما أقدر .
هو : اذا حافظتي على هدوئك راح تقدري .. إعتبري راسه علبة بيبسي كنتِ تتعلمي عليها الرمايه .
وجهت المسدس نحوه بإنفعال : انت قاعد تعذبني قاعد تعذبني ليش تسوي كذا ليش خليتني أعرف حقيقتك ؟؟ ليش تحاول تجرني وراك ؟
هو : يـــ..
لتصرخ وتقاطعه باكيه : والله لو قلت كلمة زيادة راح اموتك انت وافك الناس من شرك .
لم يلبث الأمر كثيراً على الشرطه وهي تحاوط المنزل ويستعد الجنود لمداهمة البيت , لكن سرعان ما سمعوا صوت صرخة هزت المكان وبعدها صوت إطلاق النار وهدوء تــــاااام .. حينها أمر الرئيس جنوده بمداهمة المكان بســـرعة قبل مغادرة أي شخص من هذا المنزل ..

*****

رؤيتها في المطعم اعادت لي الذاكرة وهي تجلس بمفردها على الطاولة بوجه عابس وذهن شارد ، تنظر بين الفينه والأخرى إلى مكان ما ، ثم تزفر بضيق ..
آآآه لو أن الأمر لم يخرج عن السيطرة إلى هذا الحد لما كنتُ رفضت حبها لي ، لأنها أيضاً حبيبتي التي أبت الحياة أن تنصفني فيها !! لا تعلم هي كم كان قاسياً علي أن أعرف مشاعرها تجاهي وأرفضها بحجج واهيه لأنني لا استطيع قول الحقيقه ..
حقيقة أن آسِر قد أخبرني ذات مرة أنه يحب العنود .. وأنه مستاء لما فعله والدنا بها ، وأنه يتمنى لو أن يجدها ليخبرها عن حبه لها .. عز علي أن أسرق العنود من آسر بالرغم من أني أحبّها أيضاً لكن لم استطع سوى رفض حبها لي .. ولم استطع تجاهل وجود والدي كعائق بيني وبين العنود ، والدي الذي رفض حتى ان يعقد قرانها على ريّان بالرغم من انه هو الوصي عليها ، لا تعلم العنود كيف تمزق قلبي عندما اوكلني والدي ان اذهب لعقد قرانها بدلاً عنه لأنه لا يريد رؤيتها ..
والآن اراها مجدداً .. أمامي ، بمفردها عابسه ..
لم استطع تمالك لهفتي وذهبت استبق شوقي إليها : عنود !
رفعت نظرها تنظر إليْ ، ابتسمت ابتسامه صفراء مرتبكه : سراج ! أهلاً .
سراج : كيف حالك ؟ ايش مسوية ؟ جيتي هنا لوحدك ؟
العنود : لا مع ريان .
سراج اختفت ابتسامته وكأنه لاتو تذكّر أنها تزوجت : اهاا اوكِ .. شفتك و حبيت اسلّم واتطمن عليك بس ..
العنود : الله يسلمك تسلم .
سراج : تامرين بشيء ؟
العنود : لا شكراً سلامتك .
عندما هم سراج بالمغادرة عن طاولتها كان ريّان قد أتى بوجه متجهم ، تبادلا النظرات الصامته ثم غادر سراج دون ان يتفوه احدهما بحرف ..
من زاوية أخرى ..
وصلنا إلى المطعم ونحن نتحدث ونضحك بهدوء .. قاطع حديثنا صوت رجل اوقف ريان قائلاً : انت ريّان الناجمي ؟ ممكن اتصور معك لو سمحت ؟
لم يعارض ريان ، بل وقف ليلتقط صورة مع هذا الرجل ، وبعدها توافد الناس على ريان يصورونه ويلتقطون بعض الصور معه ..
انزعجت من التصوير وسحبت نفسي من بينهم وجلست بعيداً عن هذه الضجه ..
منذ أن طلبت سما من ريان أن يكون الوجه الإعلاني لتصاميمها الرجاليه وانا لم اعد استطيع الخروج مع ريّان بهدوء ، دائماً يتجمهر الناس عليه بطريقة مزعجه .. جلست انظر إليه من بين الناس وهو يبتسم ويضحك ويتحدث إليهم ويلتقط صوراً معهم ، سواء رجال او بنات .. عبست أكثر وانا أراه يلتقط صورة مع فتاة بهاتفها ..
زفرت بضيق ، لا احتمل هذا الهراء المزعج خرجنا لنرفه عن انفسنا لكن يبدو انني تنكدت !!
قطع حبل افكاري سراج وهو يسأل عن اخباري .. ارتبكت .. منذ زمن طويل لم اره ، حتى في عقد قراني لم اصادفه على الرغم من انني اعلم ان سراج هو من اتم العقد وليس والده .. تحدث إليْ قليلاً ثم هم بالمغادرة في نفس الوقت الذي اتى فيه ريان .. لم اتجاوز النظرات التي تبادلوها بطريقة صاااااامته لكنها مربكه ، حتى ذهب سراج ...
جلس ريّان غاضباً : خير هذا وش جابه عندك ؟
العنود : صدفه شافني وجا يسلم .
ريّان : والله ؟ جا يسلم ؟ بصفته ايش ؟
العنود بلا مبالاة : ولد عمي .
ريان : بسسسسس ولد عمك ؟؟؟؟؟
العنود : ريان ! انا اقول لو نطلب العشا احسن لأن لي نص ساعة جالسه انتظرك .
لم تكن بمزاج جيد ، شعر ريان بهذا من لهجتها في التحدث : اشبك تكلميني كذا ؟ ولا هي شوفته رجّ....
قاطعته بغضب : ماااله دخل ل....
قطع كلامها مجيء فتاة قائلة : انت ريان ؟ لو سمحت ممكن صورة ؟ (ثم التفتت الفتاة على العنود) اذا ماعندكم مانع ؟
اشاحت العنود عنهم بإستياء أكبر ، لم يرفض ريان طلبها ، وبعد ان انتهى من التصوير غادرت الفتاة .. نظر إلى العنود العابسه : ايش قالك ؟
لم تجبه ، اخذت قائمة الطعام تقرأ محتواه مجدداً ، ثم اشارت للنادل لتطلب ، متجاهله تحدث ريان تماماً .. أثار تجاهلها غضبه : اكلمك انا وش فيك تجمديني ؟
اتى النادل وطلبت العنود ثم اضطر ريان للطلب بسرعة .. غادر النادل ، نظر ريان مجدداً إلى العنود : اكلم جدار ؟
العنود بضيق : ريّان انت عاجبك اللي يصير ؟ وإننا كل ما طلعنا مكان يتجمهروا الناس عليك ، ما عاد ناخذ راحتنا ولا بأي مكان نروح له .
ريان : لاتغيري الموضوع !
العنود : هذا موضوعي ، انت ايش موضوعك ؟
ريان : الحين بتحطيها بالناس وتجمهرهم ؟ ايش قالك سراج ؟
العنود : ماقالي شيء .
ريان : كذابـــه لو ما قالك شيء ما كان تنكدتي كذا وقلبتي علي .
العنود تعلقت نظراتها عليه : انت تشك فيا ؟
ريان : محد جاب طاري الشك انا سألتك وانتِ اللي مابتجاوبين .
قامت العنود من الطاولة غاضبـــــه وأخذت حقيبتها : انت فيه جواب براسك تبغاني اجاوب فيه واقولك ايــــــه شوفته خلتني أحن صح ؟ لما تطلّع الجن اللي براسك نتكلم .
ريّان : اجلســـي لا تمشين , عيون الناس علينا .
العنود : وانا ايش دخلني بالناس ؟ هل انت اخذت رأيي قبل ماتوافق على عرض سما إذا كنت حتقبل شهرتك او لأ ؟ مو معقوله بتقيدني لهالدرجة حتى بردة فعلي !
ريّان : عنوووود .. بليـز اجلسي لا تفضحينا , بليـــز ..
اشحت بوجهي وانا اريد البكاء لكنني فعلاً انتبهت للنظرات التي كانت حولنا , شعرت بالضيق أكثر وقفت الدموع على اطراف محاجري ويد ريّان تمسك بيدي : عنوود ..
جلست وقتها عابســـه جداً ومجبورة ولم نتحدث أبداً إلى أن وصلنا إلى بيتنا حينها تجادلنا وازدادت حدة الموقف , هو غاضب من مجيء سراج إليْ وانا غاضبة من شهرته التي لم أرضى عنها قط .
حتى انتهى المطاف بنا غاضبين جداً من بعضنا البعض انا ابكي وهو تركني بمفردي ودخل غرفة النوم مغلقاً الباب بقوة .. حركة بسيطة لكنها اثارت غيظي أكثر وجعلتني اجن أكثر ..
وبدون تردد تركت المنزل وغادرت دون ان يعلم حتى ..

*****

مضت الثلاث سنوات بلمح البصر ، كنت قد نسيت او تناسيت أمر لورا منذ لحظة عودتي للنرويج ، صحيح انني عند عودتي إلى النرويج لم أكن اتحدث إلى احد لمدة ليست بالقصيرة على الرغم من محاولات اخوتي الى التواصل معي , لكنني لم أخرج من صدمتي الا بعد فترة .. وفعلاً لم يتغيّر ايّ شيء سوى أن علاقتي في عائلتي اصبحت اقوى قليلاً من السابق لدرجة أنني اتحدث إليهم بشكل يومي ..
لكن ما اثار استغرابي هو سلطان كان يسأل كثيراً حول خالد وتصرفات خالد وكأنه يحاول التوصل إلى شيء لا اعلمه ..
أما حبيبي خالد خلال السنوات التي مضت باع تلك الفيلا التي في جدة ، وبدأ مشروعه هنا بالنرويج ، مطعم على الشاطئ بتصميم كلاسيكي فخم جداً .. لأشهى المأكولات المتنوعة بين مأكولات عربية وإيطاليه وامريكية وحتى نرويجيه ..
لاقى المطعم نجاحاً كبيراً لأنه في منطقة سياحيه وايضاً لأنه متعدد الخيارات ..
اما طفلتي ماريا التي اكملت عامها الثالث ، تعشق الورد كوالدها بالضبط . وضعت الكتاب على الطاولة امامي وقمت اناديها وهي تلعب بين الزهور : ميروووو ، تعالي يا ماما خلاص توسختي .
اتت إليْ تجري بحماس وبيدها علبة مربعة صغيرة مكشوفة : ماما سوفي .
مدت لي العلبة وهي تريني تشكيلة من الحشرات التي وجدتها بين الزرع .
قلت بإشمئزاز : يا ميروو قرف ارميهم لا تلعبي فيهم يجيبولك حساسية وجراثيم بعدين .
ماريا : ابا اروّسهم عسان يسيرو نديفين .
بيان : ميرو ارميهم اذا اخذتيهم حيجوا اهلهم في الليل يعضوكي وانتِ نايمه .
ماريا بالنرويجيه : ياي فيل هيفي ادم (ابغى أربيهم)
بيان : لا , إنقين هولدِر إنسكتِر (محد يربي حشرات)
ضربت ماريا قدمها بالأرض : مــــامااا .
بيان : مارو كبيهم خلينا ندخل نتروش قبل مايجي بابا عشان نطلع للملاهي , انا حدخل إذا تأخرتي ما حناخذك معانا .

ماريا لطيفه معي وتحبني إلى أن يعود والدها ثم بعدها .... لا اعلم ماذا يحدث
مساءً وخالد متمدد على السرير بجانبه ماريا يشاهدون برنامج للأطفال سوياً اغلقت باب الخزانه بعد ان بدلت ملابسي : يلااا بصك النور وقت النوم .
ماريا هامسه : حلينا نتفرج الين نهاية الحلقه (خلينا)
خالد : بس باقي كثير شوفي .
ماريا : عادي انا مو نعسانه ، انت بتنام ؟
خالد : ايوه شوفي عيوني تتقفل لوحدها .
فتحت عيونه بقوة بإصبعها : لاااا خليها تنفك .
خالد ابعد يدها : لاتعوريني يا بابا بشويش .
ماريا : طيب بس سويه (شويه)
خالد اغلق الهاتف عندما اطفأت بيان الانوار : خلاص نكمل بكرة دحين تأخر الوقت .
ماريا : بس انا مابا انام .
بيان وهي تتمدد بجانب خالد من الناحية الأخرى : لازم تنامي عشان نصحى بدري عشان تكبري بسرعة .
ماريا : ماااا بكبر بسرعة .
مد خالد ذراعه لها : تعالي نامي بحضني .
ماريا بعناد : مابا انااااااااام مو نعساااانه قلت .
بيان وضعت رأسها على صدر خالد : احسن انا انام بدالك .
حاولت ابعاد رأس بيان عن صدر خالد بكامل قوتها الضعيفه : قوووومــــــــي ما نااادااااكِ قومـــــــي ، قووومي وخري راااااسك ..
بيان عانقت خالد : لا انتِ ماتسمعي الكلام .
بكت ماريا بغيظ : قوووومي عن باباااا قوومي ، بابا والله لو ما قوّمتها ازاعلك وما انام جنبك .
ضحك خالد : عادي انتِ نامي هنا .. ماما باليمين وانتِ باليسار .
ماريا : لااااااا لاا لا عندها مخده خليها تنام هناك عالمخده .
بيان : وانتِ ماعندك مخده يعني ؟
ماريا : مابا بابا كل يوم ينومني على يدو ، هيــــــــــــــا قومي .
بيان : نامي هنا ، عادي بابا عندو يدين .
ماريا بعناد : مابا انتِ لاتنامي على ولا يد نامي هناك على المخده .
بيان ابتسمت بعناد : مابا .
ماريا بغيظ : قوووومــــــــــــــي .
شعرت بيان بأصابع ماريا الصغيرة وهي تقرص يدها لتبعدها عن خالد ، ابعدت يدها بألم : ميـــــــــروووو ..
ماريا : احسن .
خالد : ميروو ليش تعوري ماما ؟ مو عيب ؟
ماريا : احسن هي تآزيني (تآذيني)
خالد : نامي يلاا ..
وضعت رأسها على صدر خالد متسائلة : بابا ، تحبني انا ولا ماما ؟
خالد : أحبكم انتم الاثنين .
ماريا : لا اختار وحدة بس .
خالد : لا الاثنين .
ماريا : طيب مين اكتر ؟ انا ولا هيّا ؟
خالد ؛ كلكم أحبّكم قد بعض .
ماريا بغضب : لاااا مين أكثر قوووول .
خالد : انتِ أكثر .
ابتسمت بإنتصار ، قبّلت خده وعانقته بيدها الصغيرة وهي تتوسد صدره : حتى أنا أحبّك أكتر منها .
خالد : افاااا ماتحبي ماما ؟
ماريا : الا سويه بس ، احبّك اكتر .
بيان : ليش ؟ ليش تحبيني شويه بس ؟
ماريا : كدا , قلبي كدا .
ضحك الاثنان ، بيان : قلبك يقولك حبي بابا اكتر مني ؟
ماريا : ايوه ، بس يعني انا مو ما احبك انتِ ، الا أحبّك سويـــــه مرة .
بيان : اللهم لك الحمد ، قليلٌ خيرٌ من العدم .
خالد : لازم تحبينا قد بعض عشان حتى ماما تحبك مرة .
ماريا عقدت حاجبها : بس هي ماتحليني العب على كيفي وتحاصمني ازا كبيت السامبو في البانو .. (بانيو)
خالد : وليش تكبي الشامبو ؟
ماريا : عشان اتزحلق .
بيان : عليها حركات مدري من وين تتعلمها وما تبغى احد يخاصمها .
خالد ساخراً : ما راحت لبعيد طالعه على امها تغلط وماتبغى احد يعاتبها .
بيان : والله ؟ والشقاوة اكيد عليك .
خالد : والعناد عليكِ .
بيان : والتملّك عليك .
خالد : التملّك علي يعني طالعه منها انتِ ؟
بيان : اناا ما أتملكّك .
خالد : ياااااااااكبر هالكذبه ، انتِ لو شديتي حيلك شوي بتخليني انا اللي اتغطى عن بنات الجامعه .
بيان : وانت لوووووو..
قاطعتهم ماريا : حلاااااص انا بنااام مابسمع صوت .

صباحاً وانا امشّط شعرها : ماما بكلم حمني .
بيان : حمني عنده مدرسه ما حيرد عليكِ .
ماريا بعناد : إلا حيرد .
بيان : ميرو نتصل عليه الساعة اثنين وقت مايرجع .
ماريا : لأ ابا اتصل دحين ..
بيان بملل : ميرووووو .
ماريا : لوووو سمحتــــــــي يا حبيبتي ماااما .
طفله ماكره فعلاً ، مددت هاتفي لها بإستسلام وهو يرن بإسم جنى .. ردت جنى وظهر وجهها بالمكالمه : أهلاً وسهلاً ميررروو .
بيان : كيفك جنى ؟
جنى : هلا بيان بخير الله يسلمك ..
ماريا بإبتسامه واسعه : فين حمني ابا اكلم حمني .
جنى : حمني في المدرسة لسه مارجع .
بيان : شفتي قلتلك .
زمت ماريا شفتيها : متى يجي ؟
جنى : اممم باقي 4 ساعات .
ماريا : يووووه مرة كتيــــــــر .
جنى : لما يرجع اقوله يتصل عليك ماشي ؟
ماريا : اوكي .
جنى وطفلها الآخر يدخل وجهه في كاميرا الجوال : مين ؟
جنى : هذي ميرو بتكلمها ؟
طفلها : لا يع .
ماريا بغضب : انقلع ياااا نونو .
بيان : ماريااا عيـــــــب .
في نفس اللحظه ضحكت جنى بصدمه بينما قال طفلها : انقعّي انتِ نونو مو انا . (انقلعي)
ماريا : والله اقفل في وشك . (وجهك)
هو : عبيه كبـ..... (غبيه)
اغلقت ماريا المكالمه في وجهه ساخطه ثم بكت وهي ترمي الهاتف : يع يع يع غبـــــــي .
بيان : ماريا ايش قلنا لا تسبي .
ماريا : هو اللي بدا مو انا ، سمعتي قالي غبييه !!!!!!!
في جهة أخرى وبخته وقال عاقداً حاجبيه : لا تحاصميني .
جنى : الا بخاصمك ليش تطول لسانك على ماريا ؟
هو : انا ما احبها هي تتكبّل عليّا (تتكبّر)
بالرغم من صغر سنّه إلا أنه فصيح اللسان ، وعدوانيّ يكره ماريا جداً على الرغم من انه لا يراها الا في المكالمات هذه الا أنه كلما تحدث معها تشاجرا .
ابني تيْم البالغ من العمر عامين ونصف ، ظل متكتفاً بإعتراض : مااااما .
جنى وهي تضع طلاء الاظافر : هلا .
تيْم : ليس ما نلوح عند حاله لوان او او نلوووح عند زده ؟ (ليش مانروح عند خاله روان او نروح عند جده )
جنى : ليش نروح عندهم ؟
تيْم : انا تفسسسسسساااان محد يحسني .
جنى ضحكت : اسمها محد يحس فيّا مو يحسني .
ربما أثار اسمه استغرابكم قليلاً ، لكن سأوضح الأمر .. بعد أن نشب شجار بين رواد وعبدالرحمن على اسم الطفل بالرغم من أننا لعبنا القرعة ووقع اختياري على اسم قصي ، لكن عبدالرحمن جلس يبكي إلى أن نام من التعب ..
وفي المشفى عندما وُلد طفلي عاد مجدداً عبدالرحمن بالبكاء عندما نادى رواد الطفل " قصي " صراخه وهو يبكي جعل الممرضات يأتون فزعين يظنون أن هناك كارثه حصلت في غرفتي .. سئمت من رواد وعبدالرحمن حتى وأنا مُرهقه لا يتوقفان عن ازعاجي ، صرخت قائلة بتعب : هي قسماً بالله مانسميه لا قصي ولا لؤي وإنّكم تسموه تيْم ، وتطلعوا دحين دحين برا لأنكم ازعجتوني ماصااااارت انا تعبااااانه فجرتوا راسي ، واذا واحد فيكم اعترض عالإسم ياويله .
عقد عبدالرحمن حاجبه وهو يكتم ما تبقى من بكائه ، ليقول رواد : شفت خليت ماما تتعب زيادة .
عبدالرحمن : انت السبب .
جنى : رواد والله لو ما طلعت انت وعبدالرحمن برا وبطلت مبزره ، اني لأفتري فيك .
رواد : ما قلت شيء .
جنى نظرت برواد ساخطه : حرام عليـــــك انت جاي تزورني تتحمدلي بالسلامه ولا تزيدني وتجلس تعابط بحمني ، يارواد انا تعبانه مو طايقه حتى نفسي .
نظر رواد لعبدالرحمن : تعال تعال نطلع نخلي ماما ترتاح .
عبدالرحمن ود أن يرفض لكنه خاف ان توبخه جنى فخرج مع رواد ... عاد رواد بعد نصف ساعة تقريباً بدون عبدالرحمن ، اعتذر عن التراهات التي حدثت ثم سأل : متأكدة تبين نسميه تيْم .
جنى : ايوة ، ليش فيه اي اعتراض ؟
رواد : كان نفسي ف قصي .
جنى : والله ما نسميه قصي يا رواد بعد جنانك انت وعبدالرحمن انا مو ناقصه .
ضحك وهو يمسح على شعرها بحب : اسفين .
كنت خائفة من الغيرة التي ستكون من عبدالرحمن ضد تيْم ، لكنني ارتحت جداً عندما رأيت اعتناء عبدالرحمن وحبه لتيْم ، لا يسمح لأحد بالإقتراب منه ، ويريد ان يكون بجانبه طوال الوقت ، يحتضنه عند النوم واذا شعر بإنزعاج تيْم يستيقظ ويربت عليه قليلاً ليطمئنه ، لم اتوقع أن يكون عبدالرحمن مسؤولاً إلى هذا الحد لكنني سعيدة جداً من شعوره بأنه الأخ الأكبر لتيْم إلى هذه الدرجة .
لكن عندما بدأ تيْم يتعلم الكلام كنّا دائماً نلقنه كيف يقول لي " ماما " ولرواد " بابا "
حينها تساءل عبدالرحمن : ليش يقول لرواد بابا ؟
جنى : عشان رواد ابوه
عبدالرحمن : وانا مين ابويا ؟

سكتت جنى للحظات ألا يتذكر عبدالرحمن والده ؟ ، قالت بعدها : ما تعرف ؟
عبدالرحمن : نوو .
جنى : سطام .
عبدالرحمن : هوّا فين ؟
جنى : ماصار فيه خلاص راح .
عبدالرحمن : فين راح ؟
جنى : امممم مات .
عبدالرحمن : ايش يعني مات ؟ يعني خلاص ما راح اشوفه ودوه مكان بعيد ؟
جنى : ايوة .
عبدالرحمن : طيب مو تيْم اخويا ؟ ليش هو ابوه غير وانا غير ؟
جنى : حمني حبيبي إذا كبرت بتعرف طيب ؟
عبدالرحمن سكت قليلاً ثم اكمل : طيب عادي انا اقول لرواد بابا زي تيْم ؟ عشان انا ماعندي أب !
جنى بإبتسامه : ايوة طبعاً عادي .
منذ ذلك اليوم وعبدالرحمن ينعت رواد بـ " بابا " مثل تيْم ..

الآن وعندما عاد عبدالرحمن من مدرسته ، استقبله تيْم بوجه متهلل : ميـــــــــلو اتسلـــــت وسبيـــــــــتها فاااتك .
عبدالرحمن وضع حقيبته : وفرحان لأنك سبيتها ؟
تيْم اتسعت ابتسامته أكثر : ايــــوا بكيَت النونو ميلو .
جنى جلست بجانب عبدالرحمن : كيف المدرسة حمني ؟
عبدالرحمن : عادي نفس كل يوم ، ميرو ليش اتصلت ؟
جنى : كانت بتكلمك بس انت في المدرسة ، بعد ما نتغدا كلمها .
عبدالرحمن : بابا ما جا ؟ انا جيعااااااان .
جنى : روح غيّر ملابسك عشان نتغدا بابا في الطريق .
على مائدة الغداء ، كان صامتاً شارد الذهن ، متجهم الوجه على غير عادته .. حتى أنه لم يعلق او يتحدث إليْ .. انتهى عبدالرحمن من غدائه وقام مسرعاً ليتحدث إلى صديقته ماريا ، ولحقه تيْم ..
نظرت حينها إلى رواد متسائلة : فيك شيء ؟
رواد : ماني متأكد استنى المحامي يتصل .
جنى بإستغراب : ليش ايش صاير ؟
رواد : سلطان احالوه للتحقيق فجأة ، كلمتني سما بس ما فهمت منها شيء وهي تبكي ، كلمت المحامي يشوفلي الموضوع بس للحين ما رجع كلمني .
جنى : طيب ما قالوا احالوه عشان ايش يعني ؟
رواد : سما كانت تبكي ومافهمت الا لما قالت لمياء بس ماني فاهم ايش دخل ؟
جنى : الله يستر .
رواد : من جد الله يستر ، انا بكلم ابوي اعطيه خبر يمكن مايدري .
جنى : كلمه لما يرد عليك المحامي احسن .
في نفس اللحظه اتصل المحامي ورد رواد .. وملامحه تزداد تجهماً : متأكد ؟ ..... طيب لمتى ؟ ...... لا حول ولا قوة إلا بالله لا تقولها ياشيييخ ...... والحل ؟ ....... طيب متى ؟ ........ ما عرفت ايش صار يعني ؟ .......... يا الله !! ..... لالا خلينا نتأكد اول ......... خلاص ، خلاص حبيبي تسلم ماقصرت .... بالله لا يغيب شيء ..... ان شاء الله خير ... مع السلامه .
بمجرد ان اغلق الخط زفر وهو يقوم بسرعة : انا طالع .
جنى قامت تبعاً له : لويــــــن ؟
رواد : بروح لأبوي ، الظاهر الموضوع كبير ...
//
اجتمعوا في منزل سليمان .. ريان - رعد - رواد - سما
سما ودموعها تهلّ على وجنتيها : انا قايلتله لا تنزوجها موقفك معها حساس ما سمعني !
سليمان يسأل رواد : ايش اللي خلاهم يفتحوا قضيتها من جديد ؟ مو تسكرت من زمان وطلعت لمياء لمستشفى نفسي تتعالج وانتهى الموضوع ؟
رواد : الشرطه قفلت القضيه لأنها مالقت بتّال قبل ثلاث سنوات ، وتسجلت القضيه ضد مجهول ، لكن قبل كم يوم رجعوا فتحوا ملفات كل اللي لهم علاقة بهالقضيه لأن وردتهم مكالمه يقال إنها مكالمة من بتّال ، سلطان تورط بإنه هو اللي مشى بموضوع لمياء لين طلعها ، هذا بالنسبة للسبب اللي خلاهم يفصلونه من شغله ويحيلونه للتحقيق .. ثاني شيء اللي خلا الشرطه تشك بسلطان هو ...
سكت رواد للحظات ، والده : هو ايش تكلم ؟
زفر رواد : جابر حمى بيان متورط بالموضوع وبتّال كان محبوس عنده بالفيلا ، هذا اللي زاد الوضع سوء وسلطان تورط اكثر لأن كذا صار فيه رابط بين جابر وسلطان ، موقف سلطان مع لمياء وان سلطان هو اللي كان ماسك القضايا واخر شيء سجلها ضد مجهول ، طلّع سلطان وكأنه كان متعاون معاهم .
الصدمات تهل تباعاً , رعد : كيف يعني جابر متورط ؟ متورط بإيش بالضبط ؟
رواد : ما اعرف هذا اللي وصلني من المحامي .. اظن والله اعلم انه متورط بالتجارة .
ريان : مستحيــــــل .
سليمان : جابر ؟ معقوله ؟ لا ما اتوقع اكيد فيه تلفيق او شيء غلط .
سما : وجابر وين ؟
رواد : ما أعرف .. قبل أمس سلطان والشرطة داهموا الفيلا بس مالقوه .. ما كان موجود إلا أخته وكانت فاقده لوعيها ..
رعد : طيب وخالد ؟ ايش راح يصير عليه هو وبيان ؟
رواد : انا مو عارف اذا هم يدرون عاللي صاير هنا ولا لا .
سما : ياعمري بيان هي راحت من جدة بسبب صدمتها بموضوع لورا , ودحين بتصدموها بجابر .
ريان : ياخوفي يكون جابر فعلاً متورط ويكون خالد يدري !
سليمان : الله لا يقولها !!
رعد بتفكير : طيب لو كلام ريان صح ...
ريان قاطعه بتجهم : والله ماتجلس على ذمته دقيقه وحدة !!!

عندما خرج ريان ورعد مغادرين , نظر ريّان إلى رعد متسائلاً بتردد : رعد , عنود ما جاتكم ؟
رعد : لأ ليش ؟
ريان : طلعت من البيت ولا أدري وين راحت واتصل عليها ماترد .
رعد : يمكن ببيتهم القديم .
ريان : رحت ماكان فيه أحد , طيب هي ماكلمت روان ؟
رعد : ما اعرف ! تبي اسألها ؟
ريان : تسوي خير انا مشغول بالي عليها .

*****

لم تتوقف عن البكاء منذ مجيئهم إلى هنا ، بل وظلت حبيسة الغرفة ..
طرق الباب مجدداً : لو سمحتي ..
صرخت : ما بسمح ، وخلاص خليني خلااااااااص .
زم شفتيه وابتعد عن الباب ليدعها وشأنها علّها تهدأ من تلقاء نفسها ..
في الغرفة ، دفنت وجهها في السرير تبكي بشدة ، الأمر كالكابوس يمر على عقلها دون توقف ، تنام لبضع لحظات ثم تستيقظ بذعر وتبكي مما حدث .. ماذا حدث في ذلك اليوم ؟
" وهي تصوّب ناحية جابر بعيون غارقة بالدموع : ليش يا جابر ليش ؟
جابر : ساره .. ماهي أول مرة لك انتِ تقدري .
ساره : لا ما اقدر ، انا ما قتلت بسام بقصد !!! كيف تبغاني اقتل هالادمي اللي ما ضرني !
جابر : تقدري صدقيني .. المرة هذي بتكون اسهل بكثير من المرة الاولى ..
قاطعت كلامه صارخه في وجهه : بس اناااا مو مجرمه !! اذا تبغاه يموت اقتله انت لا تدخلني بهالفوضى .
اقترب جابر منها امسك بوجهها بكلتا يديه ، رفع رأسها لتتعلق عينيها عليه : انا عمري ماراح اجبرك على شيء ما تبينه ، ولا بخليك تسوين شيء ما يناسبك ، اذا ما تبين تقتلينه فإنتِ حره ، لكن أنا ماراح أخليك ..
لم تفهم ما يرمي إليه ! هل يهدد ام ماذا بالضبط !! تبدو نبرته دافئة ونظرته أيضاً ، لكن كلامه نقيض هذا الدفء .
ضربت وجهها وبنبرة متهدجه : اصحي يا ساره هذا كابوووووس اصحي .
بكت بضعف وصوتها يخفت : انا ايش بسوي لو كان حقيقه !
عانقها جابر لتهدأ وقال : غصب عني ، مو بيدي ، ماعندي خيار ثاني الا انه يموت ، اذا ما مات هو راح اموت انا ..
وبينما هما يتجادلان فجأة فُتح الحائط مجدداً ، ليباغتهم بتّال وهو يحاول الهرب والصراخ وتظهر ديمه امامهم بصدمه ..
في نفس الوقت الذي استدارت فيه ساره برعب وهي تطلق طلقة طائشة سريعة من غير قصد تجاه بتّال جعلت بتّال يتوقف عن الحركه بينما سقطت ديمه مغشياً عليها ....
//
داهمت الشرطه الفيلا عندما سمعوا صوت إطلاق الرصاص .. انتشروا بالأرجاء يفتشوا المكان ، الخدم والحرس في حالة هلع .. جلس سلطان على ركبتيه امام تلك الارفف وديمه ملقاه على الأرض فاقدةً وعيها ، امسك بيدها مكان النبض : لسه تتنفس .. اتصلوا عالإسعاف ..
قام مجدداً عندما أتى جندي يقول : مالقينا أحد غير الخدم ..
أتى هاني : ماهو موجود فتشنا الدور الثاني بالكامل مالقيناله أثر .. الخدم قالوا انه بغرفته لكن مالقينا أحد !
نظر هاني الى ديمه : مقتوله ؟
هز سلطان رأسه بالنفي : لا مافيها ولا خدش حتى .
اتى شرطي آخر : الفيلا كلها فاضيه مافيها أحد غير الخدم .
سلطان : أكيد فيه ممر سري نفس ما قالت لمياء .
هاني : تبينا نرجع نفتش ؟
سلطان : اذا هالبنت طاحت بسبب شيء شافته ف الممر هنا أكيد ..

//

كنت اشعر بالضياااع ، وكأنني أطفو في حلم ! لا أعلم ماذا حدث لكن فجأة عندما سقطت ديمه مغشياً عليها وهممت بالإسراع لها ، شدني جابر واعادني للغرفة مغلقاً باب هذه الغرفة الضيقه ! ..
ضغط بعض الازرار الموجودة بجانب الباب لأشعر بعدها وكأن الغرفة تتحرك !!!
نظرت إليه برعب : ايش قاعد يصير ؟
لم يجبني ، بل اخذ يتحدث بالهاتف والتوتر بادٍ عليه لم افهم أي شيء من كلامه سوى : جهزلي الطياره ، انا راجع الحين لأسبانيا .
نظرت إليه صارخه : انت اييييش قاعد تسوييي مين قالك اني برجع معك اسبانيا ؟؟ مين قالك اني بجلس معاك أصلاً ؟؟ جابر تكفى خليييني ما بروووح ، جابر انا مالي دخل بكل هذا لا تورطني معك ...
صرخ في وجهها لأول مرة : اسكتتتتي خلااااص كيف تبيني اخلييييك ؟ تبينهمم يمسكونك يحققون معك ؟ تبين تنسجنين ؟ يا سارة انا ما اقدر اخليك ! بصماتك عالمسدس اللي رميتيه برا الغرفة ، مصيرهم يلقون الممر نفس مالقيتيه انتِ ومصيرهم ياخذون بصماتك من المسدس .
سارة بكت بشدة : ايش يعني ؟؟ ايش يعني يا جابر ؟ راح ارجع للسجن ؟ بس انا ما قتلته ! شوفه ما مات الشرطه اذا شافوه حي راح يخلوني .
جابر : بس انا مستحيل اسلمه للشرطه !
سارة : لييييش هذا مين أصلاً !! انت ليش حابسه هنا ؟ وهالمكان ايش ؟ ليش تتحرك الغرفة !
خرجنا بعد ربع ساعة من الغرفة لكن في قصر آخر تماماً لأكتشف حينها أن الغرفة ماهي الا مجرد مصعد كهربائي لكن يسير بطريقة افقيه في مسارات محددة يربط بين عدة اماكن ومن ضمنها هذا القصر .. لا اعلم اين موقع هذا القصر بالضبط ، لكن بمجرد ان خرجنا إلى حديقة المنزل الكبيرة جداً ، كانت هناك طائرة خاصه بإنتظارنا ، شعرت بالهلع واخذت ابكي بشدة اتوسل إلى جابر بأن يدعني وشأني .. لا أريد الذهاب للمجهول معه ، الرعب يتملكني منه .
لكن سرعان ما اقترب منه شخص ببدله سوداء بهيئة مرعبه أكثر ويبدو انه من الحراس الشخصيين ، ومدله صندوقاً بها جوازات سفر وهويات .. ويبدو أنها مزورة .
اخذها جابر ثم نظر إليّ كأنه اراد أن يقول شيئاً لكنه سكت فجأة ينظر إليّ بتفحص ثم قال للحارس : ابغى عباية .
هل اكتشف للتو أنني اقف امامه بلبس البيت !!! لم يكترث لبكائي وتوسلاتي حاولت ألا اصعد إلى الطائرة ، وأن احاول الهرب لكن إلى أين أذهب ؟ انا لا اعرف حتى اين انا الآن ! اتى حارس اخر قوي البنيه واخذا بتال هو والحارس الأول واصعدوه إلى الطائرة ، وانا مازلت اقف باكيه ، جابر بقلة صبر : سارة ما عاد فيه وقت لاااازم نطلع من هنا بأسرع وقت !
صرخت : ماااا ابغى اروح معاااك ما ابغى ماتفـــــــهم ؟ انت واحد مجنــــــووووون كيف كيف خليتني اثق فيك ؟؟ انت كنت تبغاني اقتــــل يا جابر ، ليـــــش بتورطني معاك ليــــش ؟ خلبني والله العظيم ما راح اجيب سيرتك بس خليني ابغى ابووي وابغى اجلس مع جنى والعنود ، ابغى اشوووف روان ، جابر الله يخليك .
ازدادت عقدة حاجبيه بغضب اغمضت عيني بقوة عندما لمحته يحرك يده استعداداً للصفعة التي سأتلقاها منه ، لكنه مسح على خدي بلطف : ما اقدر اخليك افهميني ، ما راح يصدقوك وبصماتك عالمسدس ، راح يستجوبوك ، ما ابغى اعرضك للأذية لأن حتى لو الشرطه تركتك ، الناس اللي يتعامل معهم بتال ماراح يخلوك ، راح يحاولون يلوون ذراعي فيك .. سارة ما ابغى اخاف عليك .. راح اشرحلك كل شيء بالطيارة بس تعالي .
سارة : وديمه ؟ راح تخليها ؟
جابر : اكيد لأ ، بس انتِ الحين تعالي ، يلاا .
مشيت معه ، ليس وكأنني مقتنعه ولكن لا خيار أمامي وافكاري مشوّشة كلياً !! امضينا ساعات في الطائرة وانا اشعر بالصداع من كثرة التفكير ، اما جابر لم يتفوه بكلمة ..
هدأت قليلاً : مين هالشخص يا جابر ، وليش هو معنا ؟
اخذ شهيقاً ثم زفر قائلاً : بتّال ، تابع للناس اللي قتلوا أهلي ... كانوا عصابه يا سارة ما كان شخص واحد زي ما حللتي انتِ المرة اللي فاتت .
سارة : كنت تبغاني اخذ حق اهلك من بتال بنفسي لأنك جبان مو قادر تموته بنفسك ؟
جابر : لا بتّال ماله علاقة في موت اهلي ، بس بتّال يدري اني اخطط اقتلهم وحبسته عشان ما يوصل لهم هالكلام ."

مازلت أشعر انني في حلم , شعور لا أستطيع وصفه ..
نحن في أسبانيا الآن ولا أعلم أين بتال لكن جابر معي وانا منذ وصولنا حبست نفسي في هذه الغرفة لا اريد رؤيته ..
ما الذي ينتظرني ؟ هل سأكمل ماتبقى من حياتي هاربة مع جابر ؟

*****

نظر إليْ وفي عينيه حيره واضحه وانا استعد للنوم : فيه شيء ؟
خالد اخذ كتاباً من الدرج ورفعه : هذا حقك ؟
نظرت إلى الكتاب الذي كان بالأصل مذكّرة .. تذكّرت تلك المذكّرة التي كانت معي عند فقداني للذاكرة ، المذكّرة التي شوّشت أفكاري بسبب المكتوب فيها عن بدء حياة جديدة وحرف ال m المكتوب فيها .. المذكّرة التي شككتني طوال فترة فقدي للذاكرة بأنني فعلاً على علاقة بمازن ..
ابتسمت بهدوء قائلة : لا مو مذكرتي .
خالد : وليش هي معاك ؟
بيان : قبل ما افقد الذاكرة .. كانت هالمذكرة بين الكتب اللي اخذتها من المكتبه ف كنت مقررة اتركها بالمكتبه اذا رجّعت الكتب ، لكنّي لما رجّعت الكتب نسيت المذكرة بالبيت ، وباليوم اللي فقدت فيه ذاكرتي كنت ماخذه معاي المذكرة عشان بالصباح احطها بمكتبة الجامعة وما انساها ، بس اللي صار اني فقدت ذاكرتي وظلت المذكرة معاي ..
خالد بإستياء : كم سنة مرت والمذكرة معاك !! وما رجعتيها للحين .
بيان : نسيت موضوعها اصلاً .. انت اللي وين لقيتها ؟
خالد : كانت بالدرج بين اغراضي .
اغمضتُ عيني في حين شعرت بجلوس خالد بجانبي : أفكر آخذ إجازة هالفترة ونروح رحلة استجمام انا وانتِ وماريا ، شغلي أخذ من وقتي كثير وكان الضغط مو طبيعي الفترة اللي راحت ، وحشتووني .
بيان : والله انا اللي تعبت اقولك ان الشغل اخذك من جد اخذك ، واذا رجعت للبيت تاخذك ماريا وانا بالياالله تتذكرني .
خالد مسح على وجهها : عشان كذا فكرت برحلة الإستجمام هذي أبغى ارتااااااح فترة (ابتسم) واعوّضك .
بيان : وقد ايش حتكون الاجازة ؟
خالد : يعني تقريباً اسبوعين ..
بالفعل أخذ خالد إجازة من عمله بالجامعه وطلب من الموظف المشرف على مطعمه ألا يتصل به الا للضرورة القصوى لأنه يود قضاء بعض الوقت بلا ضغوطات العمل ..
خرجنا من منزلنا الصغير نحمل حقائبنا ونستعد للمغادرة .. ابنتي تقفز فرحاً وهي تحاول دفع حقيبتها الكبيرة مقارنة بحجم ماريا ، ضحكت على حجمها الضئيل بجانب الحقيبة وهي تبذل جهدها في دفع الحقيبة ، قلت لها : تبيني اساعدك ؟
ماريا : لا انا كبيره مولازم .
فجأة دفعت الحقيبة بقوة وتعثرت وسقطت على وجهها ثم جلست تبكي بألم ممسكةً انفها ليأتي خالد ويوبخني على تركي لها تدفع حقيبة كبيرة .. حملها واخذ حقيبتها وذهب ليضعهما في السيارة لكنها ابت إلا ان تجلس في حضنه ..
تسرق أباها مني بطريقة تجعلني أعشق كليهما أكثر .
غادروا المنزل ولم ينتبهوا إلى العيون التي تراقبهم ..
رفع هاتفه قائلاً : خرجوا من البيت .. رايحين ل#####
الطرف الآخر : خلي عيونك عليه طوال الوقت .. وبالوقت المناسب انا راح اقولك وش تسوي ..
الاول : ابشر .

فتحت باب الشرفة في الصباح وانا استنشق الهواء العليل الذي داعب شعري .. ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتي ، اشتقت للبقاء مع خالد طوال الوقت فعلاً ، آخر مرة امضينا الوقت معاً كان قبل ثلاثة سنوات في جدة ، لكن عندما عدنا وباع تلك الفيلا وبدأ مشروعه لم اعد أره كثيراً .. حقاً أتوق إلى وقتنا معاً .. دخلت مجدداً وأغلقت الشرفة ، جلست على السرير لأوقظه كما كنت افعل سابقاً انثر قبلات عنيفه على وجهه لأزعجه ، اشد وجنته اضغط على انفه بخفه : خلّوووووودي قووووم .
خالد دفع يدها بإنزعاج وفتح عينيه : يا مزعجه خلااص .
ضحكت واخذت امسح شعره بحب : طلعت الشمس وانت ماصليت ، وكمان انا جوعانه ، هيّا اصحى .
خالد اغمض عينيه بكسل : بعد عشرة دقايق صحيني .

كنا نمضي أوقات هادئة لطيفة دون ان نعلم ماذا يحدث في جدة وما الأيام التي تنتظرنا !

*****

في المشفى .. خرج الطبيب من غرفتها وهز رأسه بأسف : على حالها , ماتتجاوب معي بشيء للحين البنت تحت تأثير الصدمه .
زفر هاني بضيق : مانقدر نستجوبها ؟
الطبيب : ماراح تفيدكم بشيء بوضعها الحالي , يبيلها وقت عشان تتجاوز الصدمه .
هاني : بــــس احنا ماعندنا وقت ننتظرها تتجاوز صدمتها !!
الطبيب : وهي ماراح تفيدكم بهالحاله !!!
هاني مسح على وجهه بتوتر : يا الله !!
الطبيب : اسمحوا للطبيب النفسي يتدخل وان شاء الله تتحسن حالتها بسرعة وتتجاوب ..

في الغرفة ..
شفتيها ترتعش .. المنظر الذي رأته يتكرر في عقلها بلا توقف , ضمت نفسها برعب وصرخت : جــــابر , ســـاره .. لأ .. لأ ..
أغمضت عينيها بقوة وهي تمسك برأسها وتبكي : خـــالد .. خالد وينك ؟؟ أنا ليش لوحدي ليـــــــش ..
خرجت فجأة تبكي .. أمسك هاني بها : وين رايحه ؟
نظرت إليه بعيون غارقه بالدموع : أبغى خالد , وديني لخالد , الله يخليك بروح لخالد .
هاني : مين خالد ؟
ديمه اشاحت بوجهها تنظر حولها وكأنها غير واعيه بنفسها .. تنظر حولها بنظرات غريبة , هاني : تسمعيني ؟
ديمه عبست بوجهها أكثر وهي تثبت نظرها على الفراغ , ثم اغمضت عينيها بقوة وتحولت ملامحها للرعب ودفنت وجهها بصدر هاني تبكي وتحتضنه بشدة بجسد يرتعش : خالد ..

*****

في مكان آخر جالسه على السرير وهاتفها بأذنها : ماحقولك .
روان : والله اني أكلمك كصحبة مو أكثر .. وإذا ماتبي ريان يدري عادي .
العنود : مع نفسه ريانوه آخر همي ..
روان : طيب أجل قولي وينك ؟
العنود : ما بقولك .
روان : طيب ماراح ترجعي ؟
العنود : ما ابغـــــى خلي شهرته وفانزه ينفعوه , روان فاااااقع قلبي من لما اشتهر وهو ماهو ريّان اللي تزوجته , انجن , والله صاير يرفع الضغط , مايدري عني واهم اهتماماته شكله ولبسه وكيف حيقابل الناس وايش حيقولوا الناس .. شيء يرفع الضغط .. حتى صاير يدقق بعباياتي وشنطي وشوزي يعني فوق انه مهتم بمظهره بشكل مبااااالغ فيه كمان مناشبني على مظهري انا .. هذا غير إنه صايـــــر متخلف ونفسيه علي ويحسسني اني محظوظة لأنه متزوجني وان عشرين الف بنت تتمناه بس هو اختارني انا .. خليه ينقلع بالله ماني ميته عليه .
روان : وانتو متهاوشين عشان كذا ؟
العنود : انا تهاوشت معه لأنه خلااااص فقع مرارتي بحركاته وما عاد اقدر اطلع معه لمكان براحتي .. بس هو حسيته خلاص كارهني كانه يطفشني وبس .
روان : يطفشك وبس ؟ ليش ؟
العنود : متهاوش معي عشان شفت سراج بالمطعم بالصدفه وجا يتطمن واحس هذا مو سبب عشان يزعل ريان , روان صرت أحسه يدور أي سبب عشان يتهاوش معي عليه وكأنه مل !
روان : حراااااام عليك والله انه رجنا عشان نكلمك لأنك ماتردين عليه , ولو انه مل منك مايبيك ما كان سأل عنك بالعكس بيحس فكه .
العنود : فكه بعينه ..
ضحكت روان ثم سكتت للحظات وتغيرت نبرتها : عنود صراحه فيه موضوع بكلمك فيه بعيد عن ريان ..
العنود : قولي خوفتيني ..
روان : ساره .. مختفيه ...



قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الخميس الموافق :
14-2-1442هجري
1-10-2020ميلادي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-20, 11:23 PM   #95

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني

في عام 1440هجري في اواخر شهر رمضان وتحديداً عندما كنت في الشهر الثالث من حملي ..
ايقظني رعد في وقت متأخر من الليل قائلاً : ما بتصحي ؟ انا بروح المستشفى مابتجي معاي ؟
عقدت حاجبي بإستغراب : مستشفى هالوقت ، ليش حبيبي فيك شيء ؟ تعبان ؟
رعد : لا بس .. سهام بالمستشفى الظاهر بتولد ومدري ..
روان : مصحيني بالليل لأن حضرة سهام بتولد انا وش دخلني ؟
رعد : جا فبالي اصحيك يمكن بتتطمني على الجنين وتكشفي او شيء ..
روان : ما بكشف (ثم سكتت للحظات وهي تراه ينهض من السرير) انت رايح لها ؟
رعد : ايوه ، ابوها اتصل علي ووصاني اروح عشان اجراءات الولادة ..
روان : ومين عندها مو على اساس اهلها بسويسرا ؟
رعد : يمكن سارة وابوها بس .
روان : هي ولدت خلاص ؟
رعد : مدري بس لا ما اظن ...
قاطعته روان : اجل ليش بتروح من دحين ؟ استنى لين تولد عشان تروح تخلص اجراءات النونو .. هي بكر اكيد ما حتولد بسرعة .
رعد : حتى ولو لازم اروح لأنها بنتي .
روان تغطت من جديد : بكيفك انا قلتلك ماحتولد بسرعة روح استناها عاد محد ماسكك ، ومدري شدخلني تقطع علي نومي كأن أنا اللي حولّدها يعني !
رعد : ما اشوف انه غلط لو رحت .
روان : وانا ماقلت شيء !!!
رعد : بس معصبه .
روان : لأن ما بعمري شفت واحد متحمس يروح ولادة طليقته !
رعد : بس هذي بنتي .
روان غطت وجهها بالبطانية : بقلعتك روح محد ماسكك .
خرج رعد من الغرفة وبعد نصف ساعة عاد مجدداً ليبدل ملابسه ويستعد للذهاب ، لكنه رآى روان قاعدة بحواجب معقودة ونبرة جافه : بتروح ؟
رعد : ايوه ، تبي شيء من برا ؟
روان نزلت من السرير : بروح معاك استناني .
في المشفى ونحن نجلس في صالة الانتظار مع سارة ووالدها ، اخذت اتحدث مع سارة لأضيّع الوقت كانت تتحدث كثيراً عن ديمه شقيقة جابر ويبدو أنها منزعجة من جابر وديمه بعض الشيء ، زفرت سارة بضيق بعد ان انهت كلامها ثم قالت : تدري احيان افكر اقوله نروح اسبانيا من جد نعيش هناك خلاص عالاقل سنه اجرب حياتهم اول .. اووف مدري المهم الله يقوم سهام بالسلامه .
روان مسحت على يد ساره : وانتِ ؟ لسه مالك نيّة ؟
ساره : جااابر رافض لسه واحس ممكن اقنعه بعد ما نكمل سنه انا لسه ما فبالي برضو .. وانتِ ؟ ماكشفتي بنت ولا ولد ؟
روان : لااا بدري دوبني بالثالث الدكتورة قالت اكشف عن الجنس بالشهر الخامس ، سهام ايش بتسميها ؟
سارة : اممم قالتلي انها محتارة بين اسمين رذاذ و سفانه ..
روان : شمعنى رذاذ و سفانه ؟
سارة : من زمااان تحب اسم سفانه بس تقول اسم رذاذ رقيق .
مضى الوقت واذن الفجر ..
ذهبنا جميعنا لنصلي وعندما انتهينا عدنا مجدداً .. لكن سارة لم تجلس كثيراً ف سرعان ما استأذنت وغادرت لأن النوم داهمها ووالدها ايضاً كان متعباً لذا غادرا ..
بقينا انا ورعد الذي نظرت إليه ساخطه : انا مو قايلتلك حتتأخر ؟
رعد : شدراني احسبك ما تبيني اجي وبس .
روان تكتفت بضيق : ومتى نروح ؟ ولا بتخلينا نستناها لليل ؟
رعد : خلينا نستنى شوي انا وعدت ابوها اني حجلس .
روان : وش دخلك تجلس انت ! ابوها واختها راحوا وانت مابتروح ولا انت مسوي الرقيق الحنون ؟
رعد : روااان ..
روان : وبعدين انا تعبااانه تعبت من الجلسه ابغى ارجع انام ظهري صار يعورني ، ولا عادي ما يهمك بس المهم تكون موجود بولادتها وانا طز فيني ؟
نظر إليها بإستياء : انتِ جيتي عشان تقوليلي هالكلام ، دامك عارفه انها حتتأخر ليش جيتي ؟
روان : لا والله ؟ انت اللي ليش جاي تراها طليقتك ولا للحين قلبك عليها ؟
اسند ظهره على الكرسي وزفر بضيق : روان انا ما اعرف ايش المفروض اسوي وايش المفروض ما اسوي خفت اتجاهلها وما اجي وما يدخلوها وانا ما اعرف ايش الإجراءات المطلوبه منها عشان يدخلوها غرفة الولادة ولا ادري ايش اللي حيطلبوه مني بعد الولادة ، ف كنت متوتر عشان كذا جيت . روان : ابغى ارجع ، لما تولد هي اكيد حتتصل على اهلها وابوها وقتها بيقولك وخلاص .
عدنا إلى المنزل لكننا في وقت الظهيرة استيقظنا على اتصال والدها الذي اخبر رعد ان سهام وضعت طفلتها أخيراً .. لنرجع مجدداً إلى المستشفى .. لكن ونحن في طريق عودتنا إلى المشفى كان التوتر بادٍ على رعد ، نظر إليْ يسألني بحيره : يحتاج اجيبلها شيء ؟
رمقته بإزدراء : هذا سؤال حقيقي ولا تمزح ؟
ضحك : والله روان مو قصدي شيء بس ما اعرف .
روان : بكيفك ، بس اذا فكرت تجيبلها شيء شوف وش اللي بيجيك انت .
رعد : قولي لأ وخلاص ليش اللفه ذي .
روان ازدادت عقدة حاجبيها هامسه بضيق : غبي .
في المشفى ، جلست بمفردي انتظر رعد إلى أن ينتهي من اوراق طفلته .. وبعد ربع ساعة أتى إليْ يحملها بين يديه بإبتسامه واااااسعه والممرضه بجانبه جلس وهو يريني طفلته قائلاً : شووفيي .
نظرت إليها بطرف عيني وانا اشعر بالغيــــــــــره ليس من طفلته بل لأنه سعيد إلى هذه الدرجة ولست انا السبب !
اشحت بعيني عنها : ماشاء الله ، تتربى بعزها .
رعد قرب طفلته منه يقبلها ويستنشق رائحتها : اسمها رذاذ .
روان : اوكِ ، ماخلصت ؟ عشان نمشي !
رعد : رووني خلينا شويه ، شوفيها تشبهني ؟
روان شعرت بالغيظ من تعابير وجهه وفرحته : لا ..
رعد : ما بتشيليها ؟
روان : لا
رعد : شوفي كيف كيوووووت وصغييره اسم الله عليها ، ياروح بابا انتِ .
اتت سارة من غرفة سهام وهي تقول : معليشش بس سهام تبغى تشوف البنت .
لا اود القول أنني بكيت وبكيت ، شعور مزعج انتابني وافكار سوداوية وخوووووف ، نظرة رعد لطفلته تتكرر في عقلي وجعلتني اهلوس بأن رعد بدأ يحن لسهام مجدداً ، خفت كثيراً أن تكون هذه الطفله سبب عودة رعد لسهام .. لم اتوقف عن التفكير بالأمر والبكاء ، ليس هذا فقط بل قاطعت رعد بلا سبب احتياطاً ولم اتحدث معه منذ عودتنا إلى المنزل .. بعد انتهائنا من الإفطار تركت الطاولة وذهبت إلى الغرفة مازلت اشعر بالضيق ، حاولت تهدئة نفسي حتى أتى رعد : فيه حاجه ؟
روان بكيت مجدداً : لا .
رعد : تبكي ومافي شيء؟؟ قولي اشبك .
روان : قلت ولا شيء .
رعد : روان والله ما كان قصدي اسأل اذا اجيب لها شيء او لا ، قلتلك ما اعرف كنت متشتت مو عارف اتصرف .
لم تجبه بل جلست على السرير تبكي اكثر .
رعد : روااان قوليلي ايش مزعلك ؟
روان : ولا شيء .
رعد : هيّااا بلا هباله .
روان : لاتعصبني قلتلك ولا شــــيء .
زفر وهو يجلس بجانبها : حبيبتي ...
قاطعته متسائلة : تتوقع انا حامل بولد ولا بنت ؟
رعد : ما ادري اللي يكتبه ربي ..
روان : انت ايش تتمنى ؟
رعد : قلتلك عادي ، بسس يمكن ولد (اكمل مبتسماً) لأن خلاص عندي بنت .
روان : وانا وش دخلني انت وش عندك ؟ واذا يعني جبت بنت ما راح تحبها نفس رذاذ ؟؟؟؟
رعد : الا اكيد كلهم بناتي (ثم اكمل بخبث) ويمكن احبها اكثر لأنك امها .
روان ؛ طيب تذكّر إنك وعدتني إنك ماراح تتواصل مع سهام نهائياً ولا راح ترجّعها ولا عشان رذاذ حتى .
ضحك رعد : طيب انتِ قوليلي ايش مزعلك ؟
روان : ليش تصرفني ؟؟؟ وعدتني ولا لا ؟
رعد : يابنتي محد قالك بنرجع ولا قلتلك بكلمها .
روان : ولا عشان رذاذ !
رعد : اممممم
ضربته : ولااااااااااا عشاااان رذااااذ ، رعـــــد لا ترفع ضغطي .
رعد : هههههههههههههههههه هذا اللي مضايقك ؟ تخافي نرجع نتكلم او افكر ارجّعها ترى خلصت عدتها , روااان وعدتك الف مرة وحلفت ألف مرة إني ما راح افكر بسهام من جديد نهائياً .
روان : طيب دحين راح ينادوك ابو رذاذ ؟
رعد ساخراً : يزعلك برضو ؟
روان متجاهلةً سؤاله : بس إذا انا جبت ولد راح ينادوك بإسمه صح !
رعد : الأغلب ايوه راح ينادوني بإسم الولد لو عندي ولد والبعض راح ينادوني بإسمها لأنها الأكبر .

كانت إحدى انتصاراتي الطفولية انني عندما انجبت انجبت طفلاً ..
ليس لأنني افضّل الذكور على الإناث بل ليُكنى رعد بإسم طفلي .. اعرف تفكيري طفولي جداً وسخيف ، لكنني اغار لدرجة التملّك هذه بالضبط .
كان رعد يأتي برذاذ إلى منزلنا كل يومين بضع ساعات ثم يُعيدها إلى سهام لأنها ما زالت طفله رضيعة فلا يستطيع إبقاءها معه فترة طويلة ، وعندما أنجبت أنا ابني يوسف كان يصر عليّ أحياناً أن ارضعها لكني ارفض وبشدة لعدة اسباب ، اولاً لا اريدها ان تصبح ابنتي
ثانياً لا أحب فكرة ابناء الرضاع
ثالثاً لا اهتم لوجود سبب منطقي يجعلني ارفض ارضاعها !! انا رافضه وهذا يكفي بدون ذكر اسباب حتى .
لكن الحقيقه لم أكن اكره رذاذ لكن ايضاً لم أكن أحبّها كثيراً ، لكنني كنت اتقبّل وجودها في منزلي وأحب اللعب معها .. أحبّ تقارب العمر بين يوسف ورذاذ التي تكبره ب 6 اشهر فقط .. احب رؤية رذاذ ويوسف يلعبان معاً بإنسجام ، تحبه جداً ويحبّها أيضاً .. على الرغم من ازعاج سهام واتصالاتها اللانهائية عندما تكون رذاذ في منزلي ، تشعرني وكأنني سأقلي ابنتها او اقطعها وارميها للكلاب !! متربصه جداً ومزعجه تلك السهام !
عموماً ..
عندما بدأت ابنتها تتعلم الذهاب إلى الحمام بمفردها .. وأيضاً عندما فُطمت أصبحت تقضي يوم كامل عندي حتى اعتادت هي علي وعلى بقائها عندي .
الصراحه كنت اظن ان رعد يحب رذاذ لأنها ابنته الأولى لكن عندما انجبت انا يوسف اكتشفت ان رعد اصلاً يحب اطفاله بلا استثناء .. يحبـــــــهم جداً
ذات مرة اتت إليّ رذاذ وهي تطبطب عليّ بيدها الصغيرة وتناديني : ماما .
انصدمت للحظات ونظرت إليها : هلا .
رذاذ : ابا ليب .
روان : قمت طواعية مني واحضرت لها الحليب من الثلاجه ، لا اعرف اشعر كأنها سحرتني بكلمة " ماما " ظننت انها ربما تظن ان كلمة " ماما " تطلق على جميع النساء .. لكنني اكتشفت لاحقاً ان رعد دائماً يتحدث عني عندها بصيغة " روحي اطلبي من ماما ، اعطي ماما ، خذي من ماما ، هذا لماما " لم اشعر بالانزعاج على العكس تقبلته جداً .. وشعرت انه لا بأس إذا عاملتها كيوسف فهي في النهاية أخته ، ولا علاقة لمشاعري ناحية سهام بإبنتها ..
ذات يوم ..
عندما وصل رعد إلى منزل سهام ليأخذ ابنته رذاذ .. اتصل على الخادمه لتخرجها له .. خرجت ابنته برفقة الخادمه وهي تبكي تبكي بشدة ووجهها محمر ..
نزل رعد من سيارته بفزع وجلس بمستواها : اشبك ؟
بكت أكثر وهي تشير إلى الفيلا .. نظر رعد الى الخادمه : اشبها ايش صاير ؟
لترد الخادمه والإرتباك بادٍ عليها : مافي شيء بس رزاز طيح من درج .
رعد سألها : طحتي يا روحي ؟ وين تعورتي ؟
هزت رأسها بالنفي : لا .
ارتبكت الخادمه اكثر ، رعد : طيب ليش تبكي ؟
اخذت تشهق وهي تحاول لفظ انفاسها ، تمسح دموعها التي تأبى ان تتوقف ، عانقها رعد يمسح على ظهرها بحنان : بابا اشبك ؟
عادت تشير إلى الفيلا قائلة من بين دموعها : ماما ..
رعد : ماما اشبها ؟
لتقاطعها الخادمه : مافي شيء سير راد بس بنت طيح .
رعد تجاهل الخادمه وكرر سؤاله على ابنته : ماما اشبها ؟
رذاذ : انا بتني نا (ثم اشارت على ظهرها)
وبكت مجدداً وهي تعانقه لم يفهم رعد ماذا تقول لكنه حملها يمسح على ظهرها ظناً منه أنها تقصد سقوطها على ظهرها : معليش معليش حبيبي ماصار شيء ..
لكن .. تلك لم تكن المرة الأخيرة التي يراها تخرج من منزل سهام باكيه .. لكنه لم يكن يهتم كثيراً للأمر ظناً منه أنها تسقط او ربما ليست بمزاج جيّد .
لكن ذات مرة .. أردت أن احمّم يوسف وأتت رذاذ تريد الاستحمام معه أيضاً ليلعبان سوياً في حوض الاستحمام والرغوة .
خلعت ملابسها و تألمت ، استغربت من شعورها بالألم لأنني لم اخلع رداءها بقوة .. لكنني توقفت بذهول من الكدمات الموجودة في جسدها ، شعرت بالقلق لأن الأثر متفرق بجسدها .. لم اتجاهل أيضاً الخدوش الموجودة في يدها ، لم تكن المرة الاولى التي ارى فيها خدوشاً عميقه لكنني كنت اظن لأنها طفله فربما تجرح بأي شيء ..
لكن منظر الكدمات مع الخدوش جعلني اشعر بالقلق ! لم تدع لي الفرصه لأطيل النظر فيها أكثر ، بل سرعان ما ادارت ظهرها وذهبت لتغطس في حوض الاستحمام ، وهنا كانت الصدمة ، ندبة كبيرة موجودة في ظهرها ، بلون داكن وكأنها كانت مجروحه جرح عميق ثم تماثل الجرح بالشفاء وبقيت الندبة ..
خرجت بسرعة وانا انادي رعد : رعد تعال ابغى تشوف شيء .
رعد : هاا ايش ؟
روان : تعااال يلا بسرعة .
رعد : قولي ايش مافيا اقوم .
روان بجدية : لا لازم تشوف بنفسك ، بنتك فيها شيء ..
قام رعد بكسل : ايش فيها ؟
وقف عند باب الحمام : تلعب ومبسوطه ، اشبها ؟
روان : حبيبتي زوزي تعالي شويه .
قامت وهي تقول ليوسف بأن يتوقف عن اللعب ريثما تعود بلغة لايفهمها سواهما لكننا فهمنا ذلك من اشارتها له .
اتت إليْ : نم ( نعم )
اشرت لرعد : شوف جسمها كله كدمات وخدوش ..
ادرتها ليرى رعد الندبة الموجودة بظهرها : شوف ! مو معقوله جروح عادية يا رعد !
رعد جلس بمستواها برعب وهو يديرها ويمسك بيديها : رذاذ مين سوالك كذا ؟
نظرت رذاذ الى جسدها بعدم فهم : ايس ؟
رعد : فيه احد ضربك ؟ مين ضربك ؟ مين سوالك هذا ؟
رذاذ : ماما .
نظر رعد إليْ ، قلت برعب : وربي مو انا شدخلني .
رعد اشار علي : هذي ؟
شعرت بالغيظ منه لكن رذاذ هزت رأسها بالنفي واشارت للفراغ : ماما ..
تقصد ان " ماما " التي تعنيها في مكان آخر وليست أنا .. زفرت براحه لأن التهمه سقطت عني لكنني اصبت بالصدمه هل تعني سهام التي فعلت هذا بها ؟ مستحيــــــل ! قُطع تفكيري ورعد يقف بوجه متجهم ، خرج من الحمام ورذاذ عادت للعب مع يوسف بالبطات الصغيرة التي تطفو على الماء ..
سمعت صوت رعد العالي ، الذي كان غاااضباً جداً .. خرجت انظر إلى من يتحدث لأجده يتحدث على الهاتف : مب علـــــى كيفك ما اتدخل ، هذي بنتي لعنبوك خافي ربك بنت ماكملت حتى ثلاث سنوات وش قسوة القلب اللي فيك !!! محد سلم منك لا خدم ولا حتى بنتك ؟ بنـــــــتك تفهمين وش يعني ؟ هذي من لحمك ودمك كيييف تسوين فيها كذا ....... لا تربية ولا زفــــــــت وش هالتربية الزبااله .......... اقسم بالله يا ##### ...
ابعد الهاتف عن اذنه ساخطاً يبدو ان سهام اقفلت الخط في وجهه ، رص على اسنانه بغيظ : الحيواااانه والله لأطلعها من عيونها الرمـــــــه .
خرج واغلق الباب بقوة ، لا اعلم اين ذهب لكنني مازلت مصدومه هل يُعقل ان تلك الاثار بسبب سهام ؟؟ عدت إلى الخلاء لأنتبه عليهما ، اخذت العب معهما وانا اتساءل : رذاذ .. ماما ليش سوت لك كذا ؟
نظرت إليْ للحظات ، حاولت شرح الأمر لي لكنها لا تعرف ان تتحدث بطريقة واضحه بعد ، ولم افهم منها شيئاً : نا بعدين بيت التل نا ونا كلو بعدين ماما (ضربت بيدها الهواء لتصف ان والدتها ضربتها لهذا السبب)
حاولت استيعاب الأمر لكن لا جدوى ..

عند رعد الذي ذهب لمنزلها كالمجانين وطرق الباب حتى كاد يخلعه من قوة الطرق .. فتحت الخادمه الباب برعب ، رعد صارخاً : الزفت سهام وين ؟
أتت سهام : خيــــــــر وين جاي انت تصارخ حضرتك ؟؟؟ انقلع ولا والله اتصل بالشرطه ..
رعد : اتصلي اتصلي يا مجـــــــــرمه اتصلي عشان اصكك بقضية تعنيف تعرفين ان الله حق .
سهام : تعنيـــــف ؟ اقول تراها بنتي ولا لك دخل فيها الحق علي عطيتك وجه ومخليتها عندك ..
رعد : كلي تبـــــــن تفهمين ؟ انت وحدة مجنونه مريــــــضه محد مفتك منك لا انس ولا جن ، عنـــــــدك شيء لي تجين تقولينه لي ماتحطين حرتك برذاذ !!!
سهام ضحكت بإستفزاز : انت اخر همي على فكـــــــرة ، وبعدين نعم !! وين عايش انت ؟ اشوف بنتي تغلط وتبيني اسكت ؟ اطبطب عليها اقولها شاااطرة حبيبتي شااطرة .
رعد : وش الغلط يا مريــــــــضه اللي يستاهل تخلي جسمها يتشوه كذا وانتِ وش مسوية بظهرها الله يلعنك !!!! ام انتِ ام ؟
سهام : ام غصباً عنك .. وترى عطيتك وجه ، انا اقول لو ترجعها احسن مصختها وانت كل يومين والثاني ماخذها ومرجعها لي غبيه من جديد وارجع افهّم فيها من جديد البنت مو راضيه تفرق بين صح وخطأ بسببك ، روحاتها الكثيرة لك خلتها غبيه .
رعد نظر إلى الخادمه قائلاً : لمي كل ملابس رذاذ والله ماتجلس عندك وانا اوريك يا كلبه ، انتِ مو كفو الواحد يعاملك بأخلاق اصلاً .. وطالما رذاذ راح تصير عندي انتِ تقشي عفشك وتطلعي من الفيلا للشارع لان هذا مكانك اصلاً يا#####
سهام بصراخ : احتـــــــــــرممم نفسك وانت اللي تنقلع من هنااااا الحيين ولا اقسم بالله انادي الشرطه ..
عندما مشت الخادمه قاصدة غرفة رذاذ صرخت في وجهها : انطقــــــي هنا انتِ الثانيه والله ما تاخذ رذاذ .
رعد : والله لآخذها وإذا مو بالطيب غصباً عنك ، بنتي ما تتربى مع مختله زيك ... روووحي جججيييبي اغرااضها !
ذهبت الخادمه بسرعة لكنها ترتجف خوفاً وتبكي لأنها ظلت تفكر اذا غادر رعد ماذا ستفعل سهام بها ؟ لكن ما حدث ان رعد بمجرد ان اخذ ملابس رذاذ نظر إلى الخادمه : وانتِ كمان جيبي اغراضك ..
حينها اقتربت منه سهام وهي تجر حقيبة ابنتها : والله ما تااااخذها مو على كيفك والله لاشتكيكك .. رعد خليييها انا امهاااا .
رعد : امها يا معتوهه ماتسوي فيها كذا !!
سهام باكيه : اربيــــــــها اربيــــــــها ماتفهم ..
رعد : هالكلام روحي قوليه للشرطه اذا صكيتك بلاغ تعنيف وشوفي اذا الحكومه تعترف بالتربية الزبالة ذي ...

اخذتني الافكار المرعبه حيال ماحصل لرذاذ ، شعرت بالضيق على حالها ، ما الذي يجعل سهام تفعل بها هذا ؟ فتاة صغيرة لم تكمل الثلاث اعوام بعد ! لمَ تُضرب بهذا الشكل الوحشي ! هل سهام مصابه بخلل نفسي ؟ ام ماذا ؟ سقطت مني دمعه دون وعي مني ، اشعر بالحزن قلبي يؤلمني على حال هذه الطفله .. ما ذنبها هي ؟ لم تُعامل بقسوة ؟ ومن اقرب الناس إليها !
قطعت افكاري وانا اقول : يلا خلاص خلوني اروّشكم عشان نتعشا وننام .
اخرجتهم من الحمام واخذت اجفف يوسف والبسه ملابسه .. وعندما انتهيت اقتربت هي مني كأنها تقول انه دورها الآن ..
جففتها وانا اتساءل : جبتي ملابس يا ماما ؟ ولا ايش حاطه بشنطتك ؟
هزت رأسها بالنفي : اللاب (العاب)
احترت ماذا البسها إذاً ؟ فتحت خزانة يوسف ابحث عن شيء تستطيع رذاذ ارتداءه ، وجدت افرول على شكل دب ، جيّد ربما تستطيع لبسه .. البستها الرداء : يعورك ؟
اشارت إلى مكان ما تحت عظمة الترقوة بقليل : نا يوّر (هنا يعوّر)
لم استطع تمالك نفسي وانا اعانقها وابكي شعور فظيـــــــــع انتابني ، يؤلمني قلبي عليها ، مابها سهااام كيف تفعل هذا بإبنتها ؟؟ ابتعدت عنها للحظات وذهبت إلى تسريحتي ابحث عن كريم يخقف ألمها .. دهنت مكان المها بكريم خاص لالم العضلات ولا اعلم هل سينفع ؟ وااقفلت سحّاب الرداء ..
ابنسمت ببراءة : وي سعلي (سوي شعري)
مشطت شعرها بهدوء وانا افكر ، كيف ستعود مجدداً إلى سهام ؟ ان كانت صادقه فيما قالت ، هل سيدعها والدها تعود أصلاً ؟
بعد ربع ساعة عاد رعد بوجه متجهم ، ادخل حقيبة ابنته وبمجرد ان رأيته وففت بقلق : رعد ..
قاطعني بنبرة خشنه : بنتي راح تجلس هنا عندي واذا مو عاجبك راح اخذها ونطلع اثنينا .
سكتت بدهشه من نبرته وما قال ، لكنه تركني وجلس ، يبدو أن مزاجه سيء لابعد درجة ، جلست بجانبه وهو يسأل : وين البنت ؟
روان : بالغرفة مع يوسف ، يلعبوا .
رعد سكت مجدداً ينظر للفراغ بنفس النظرة المتجهمه : ما بطلب منك تهتمي فيها ولا الزمك فيها بس هذي بنتي وبخليها عندي زيها زي يوسف ...
قاطعته وانا اضغط بيدي على يده لاطمئنه : رعد رذاذ بعيوووني .
نظر إلي وانفكت ملامحه المتجهمه ليحل محلها الضيق : روان هذي بنتها كيف تسوي فيها كذا ؟ اذا هي تكرهها وما تبغاها او تطلع احقادها ناحيتي عالبنت البنت وش ذنبها ؟ حتى اقسى قلب مستحيل يئذي طفل بس هذي الظاهر ماعندها قلب أصلاً .. روان انا كنت راضي انها تنكر على الاقل واطلع غلطان وتطلع اللي مسويه فيها كذا الخدامه ، بس مو امها عاد !! صدمتني انها تسمي اللي سوته تربية ! والله ماهي ام .
مسحت على وجهه : لا تزعل نفسك كويس اننا عرفنا بدري .. وما تطور الموضوع اكثر من كذا .
رعد : رواان عشان خاطري اعتبريها بنتك البنت صغيرة و..
روان : رعد والله البنت وابوها واخوها بعيونـــــــــي وهذا بيتها تجي وتروح وقت ما تبغى .
ربما لو كان الوضع مختلفاً لما تقبلت رذاذ بهذه الرحابه ، بل على العكس ربما لو كانت سهام جيدة مع رذاذ ل رفضت وجود رذاذ في منزلي اما الآن اشعر أنني عديمة انسانية لو رفضت ..
أحببت رذاذ او ربما تعاطفت معها بشدة .. لكنني من ذلك الحين اعتبرتها ابنتي .. لدرجة أنني اتقبل غيرتها علي من يوسف أحياناً .
عرفت بعد ذلك ان رعد طرد سهام من المنزل وأيضاً توقف عن ارسال النفقه بما ان ابنته صارت عنده .. رفعت سهام قضية حضانه لكنها سحبتها عندما هددها رعد برفع قضية تعنيف مع وجود تقارير طبية وشهود (الشهود كانو الخادمتين اللتين عملتا عندها بالفيلا (

زرنا جنى ليلعب يوسف مع تيْم وعبدالرحمن ورذاذ ، منزلي ومنزل جنى بالنسبة لاطفالنا ، ملاهي لأنهما المنزلان الوحيدان الذي فيه اطفال لذا تزورني جنى وازورها كثيراً .
كنا ننظر إليهم وهم يلعبون ويركضون ، ضحكت جنى بشدة: ولدك دايماً اخر واحد ! الناس تجري وهو يتمخطر ، رقيـــــــــــق ياعمري كل شيء عنده بطيء .
ضحكت ، فعلاً يوسف يفعل كل شيء ببطء ، لا يركض ابداً ، ويتصرف ببطء وهدوء .. صرخت رذاذ وهي تضحك عندما شد تيم ربطة شعرها .. اتتني مسرعة تمسك ربطتها بيدها : ماما وي لي دا (سوي لي هذا)
ربطت شعرها مجدداً : تيم لا تسحب شعرها تعورها .
تيم : ما سديت سعلها بس بكلتها .
روان : طيب انتبه لا تتعوروا .
جنى : ياقو قلبك كيف تعامليها كانها بنتك كذا ؟ احس لو انا مكانك بنجن ما اقدر اتجاهل انها مو بنتي .
روان : حراام ايش ذنبها ؟ احس تكسر خاطري ما بصير انا وامها عليها حراام .
جنى : ما اقول الا يااازيــــــــنك رواان وربي ما توقعت ولا واحد بالميه انك اذا صرتي ام بتصيري مرهفه وحنونه لهالدرجة .
روان : هههههههههههههههه والله من جد الامومه تغيّر ، الا انتِ الامومه خلتك مجنونه .
جنى : ههههههههههههههههههههه والله تيْم بهذلني ما اتذكر ان عبدالرحمن كان كذا ! والله تيْم شقي شقــــي نفسي اخليه عندك تربيه شويه يمكن يهجد ويصير بطيء ورقيق زي يوسف المشكله ان رواد يزعل يزعل يززززززعل إذا مديت يدي عليه ، ذاك اليوم كب لي حليب البودرة بقدر كب العلبة كامله وحط فوقها فلفل اسود ومويه وكسر بيض معاهم .. تخيلي شكلي وانا دوبني مخلصه صلاة وادور عليه والقى الخلطه ذي بوجهي ، كااسر طبق بيض كامل نصه عالارض والنص الثاني بالقدر واصرخ عليه ولا ارادياً ضربته بس وربي كان ضرب عادي ماهو مبرح حتى بس ضربت كتفه وقام يبكي ورواد توو داخل للبيت ، واسمعي التهزيء اللي جاني قهرررررنـــــــي واوريه خلطة ولده يقول عااادي كل شيء يتعوض بسس ماا تضربينه كذا ! روان والله يقهر مو كل شيء ينفع بالسياسه والطبطبه .
روان : ههههههههههههههههههههههههه هههه حرام عليك حطمتي مواهبه ماتدري يمكن يطلع طباخ بس قفلتيها بوجهه .
جنى : هيّا خذلك ذي الثانيه ، اي طباخ هو يصير طباخ وانا ادخل جهنم على لعبه بالنعمه .
روان : ههههههههههههههههه استغفر الله .
جنى : اللي يقهر ان رواد يجلس يقارن بين تعاملي مع حمني وتعاملي مع تيم ، يقول انتِ ما كنتِ كذا مع عبدالرحمن ، طيب عبدالرحمن ماكان كذاااا !!
روان : اما للحين يغار من حمني ؟
جنى : ما يغار بسس ما اعرف والله يتحسس بزيادة المشكله كلهم اولادي يعني اكيد ما حفرق بينهم ، و هو مدلّع تيم لين صار الولد مشااااااغب مرة ما يسمع الكلام واذا هزأته يروح يشتكيله تخيلي ..
روان : اما ليش كذا يخلي ولدك ضدك ؟ طيب كلمي رواد نفسه مايصير .
جنى : رواد راسه ياااابس كل شيء يسويه يشوفه صح , المهم ماعلينا تدري وش سبب اجتماعهم اليوم عند أبوهم ؟
روان : لأ , ليش ؟
جنى : سلطان بالسجن .
روان بصدمه : نعــــــم ؟ ليـــش ؟
وبينما نحن نتحدث .. عاد رواد ولم ألبث كثيراً حتى اتصل رعد ليأخذني من منزل جنى على الرغم من أنني اردت ان اعود مع السائق عندما ننتهي انا وجنى من التحدث عن امر سلطان ، لكن رعد أصر أن أعود الآن معه لأن هناك ما يود إخباري به ! في السيارة ..
رعد : اكيد قالتلك جنى ان سلطان مسجون !
روان : ايوة .. كنا نتكلم عن الموضوع وانت جيت ، بس ايش حتسوو ؟
رعد : موضوع سلطان هيّن ان شاء الله وبسيط بس يتأكدوا من براءته ويفكوه ، لكن اللي بقوله لك ان .. صحبتكم سارة مختفيه .. محد عارف مكانها لاهي ولا جابر ، محد عارف اذا راحت معه بإرادتها ولا مخطوفه !
عقدت روان حاجبيها بعدم استيعاب : ايش دخل سارة ؟ وانت ايش دراك ؟
رعد : قضايا القتل اللي كان سلطان يحقق فيها قبل كم سنه كانت كمان قضايا تجارة اعضاء (نظر إلى روان) جابر متورط بتجارة الأعضاء .. وخاطف شخص كانت الشرطة تدور عليه وحابسه بالفيلا .. قبل امس سلطان والشرطه داهموا الفيلا بس جابر وسارة والشخص اللي خاطفه جابر مالهم أثر .. وأخته ديمه بالمستشفى .
روان بصدمة : كيف يعني سارة مالها اثر ؟؟؟ يمكن عند ابوها ؟؟ يمكن اصلاً هي وجابر ما كانو بالفيلا ، يمكن البلاغ كاذب !
رعد : ما كان بلاغ وبس ، الشرطة تتبعت موقع مكالمة وصلتهم من بتال اللي كان جابر حاجزه عنده بالفيلا .. والشرطه اول ما وصلت للفيلا سمعوا صوت طلق ناري ولما دخلو للفيلا مالقو احد بس ...
روان : بس ايش ؟
رعد : لقوا ممر سري بس ممر مسدود وفيه مسدس وعليه بصمات ساره .. احنا ماندري اذا سارة متورطه مع جابر ولا جابر مسوي بها شيء كمان ! ، لكن ابوها حاول يتصل عليها ولا قدر ... واضطر يسجل بلاغ ضد جابر لأنه خايف على سارة يكون جابر مسوي فيها شيء .
امسكت روان رأسها بتوتر لم تستطع تصديق ولا استيعاب اي شيء : وبيان ؟
رعد : ما اظنهم يدرون عن شيء ، بس الاكيد ان خالد اذا درى ان اخته بالمستشفى راح يجي .. احنا خايفين يكون خالد يدري عن جابر وقتها وش بيصير ببيان !!
تحدثت بعدها إلى العنود لأخبرها بما حدث !
\\
رتبت حقيبتها .. وعند الباب تقف أخرى تنظر إليها ضاحكه : ايش يعني حترضي من نفسك وترجعي ؟
العنود والتوتر بادٍ عليها ، قالت ساخطه : مو عشان وجهه بس الظاهر صايرة مصيبه هناك لازم ارجع .
اقتربت الاخرى من السرير وجلست : فضول يعني ؟ خايفه يفوتك شيء؟
العنود : فضول بعينك ، الموضوع يخص ساره صحبتي .. ومن جد اخاف يفوتني شيء !
هي : ريان اللي حياخذك دحين ؟
العنود : لا طبعاً ماقلتله اني هنا ما ابغاه يعرف مخبئي السري ، وبعدين انا ما حرجع لبيته برجع لعمارة ارجوان .
ضحكت بشدة : والله غيرتي لي جووي ، كل ماتهاوشتي معه تعالي سليني .
العنود بضحكه : اي خذيني مضيعة وقت لحد ما يرجع الأخ زياد وقتها انسيني .
اختفت ابتسامة ميهاف وتنهدت بضيق : ادعيلي يا عنووود انا من جد بدأت أخاف .
العنود : الله يهدي ما بينكم ويرجع ..

في الشقة (في نفس عمارة لورا) ..
فتحت الباب وهي تستند عليه ، نظر إليها بحواجب معقودة : عنووود وين كنتِ ؟ ليش ما تردين علي ؟ خوفتيني .
العنود : والله ؟ اشك انك حسيت بغيابي .
بغضب : طيحتي قلبي وتقولي ماحسيت بغيابك !! مفجر جوالك اتصالات وسافهتني وما حسيت بغيابك قولي انتِ اللي ما فرقت معاك وفالتها بعيد عني .
العنود ابتعدت عن الباب ودخلت : اممم صح شويه ارتحت بدونك لا مقاطعات كل شوية ولا طلبات تصوير ، واروح واجي بكيفي واطلع وانا لابسه على كيفي .
ريان اغلق الباب : وين كنتِ عنود ؟ لا انتِ هنا ولا انتِ عند روان ولا جنى وما اظن كنتِ عند سارة ولا حتى عند عمك .
العنود نظرت إليه بصدمه : رحت سألت عني هناك ؟
ريان : ما تركتي لي خيار ثاني !
العنود : بلا غباء ايش بيوديني عندهم ؟
ريان : مدري عنك من لما كلمك سراج وانتِ مو انتِ !
زفرت العنود بضيق : رجعنا لسراج ثاااااااني ؟؟؟؟؟ (صرخت بغضب) ريااااان يا حيواااااااان انااااا زعلاااانه من مضايقات التصوير وخنقتك لــــــي بكل شيء من لما اشتهرت وانت مجنون معاي ومو قادرة اخذ راحتي معاك لا بطلعات ولا بشيء ، صاير مهوووووس بشكلك وفانزك بشكل مستفز ومهمشنــــــي .. سرااااج ماله دخــــل فهمت !!!
ريان : لا تصرخي طيب .
بكت العنود بغيظ : انت جاي ترفع ضغطي اكثر صح ؟ روووح اذا ما بتراضيني رووح ، انا ماا بسمع شيء ثاااني .
ريان : ما اعرف ايش اقولك ، انتِ فكري لوحدك ، سالفة التجمع وانك ماتاخذي راحتك هذا شيء مو بيدي ، ما اقدر اخفي نفسي ولا اقدر ارفض وجود الناس واوضح لهم انهم يضايقوني .. واني مهووس بشكلي هذا شيء طبيعي انا معرّض للتصوير بأي لحظه .. وإني اضغط عليك بشكلك اذا طلعنا برضو لأنك تحت الانظار وانتِ معاي .
العنود : ويعني ؟
ريان : تقبلي الموضوع .
العنود : واذا ماتقبلت ؟
ريان مازحاً : يا تتقبلي او تتقبلي ماعندك خيار ثالث .
العنود اقتربت منه وهي تضرب صدره بغيظ : ليش ليش ليش ما اخذت رأيي اذا كنت حوافق على ذي الحياة الغبيه ولا لا ؟ ليش حطيتني قدام الأمر الواقع فجأة ، انا ما احب هذا الجووو ، هذا الجو ما يناسبني ، ابغى اعيش انسانه طبيعيه مو محسوب علي ولا شيء ..
ريان : خلاص انتِ فيها ما نقدر نغيّر شيء .
العنود : اوكِ طالما هي عاجبتك ، خليك فيها لوحدك ..
ادارت ظهرها له وهي تبكي : وروح من هنا لاتسوي فيها قلبك علي ، انت مو رياااني اللي اعرفه .
ريان : مو مشكله انا ألف بنت تتمناني .
عادت تنظر إليه بتجهم وهو يضحك : احنا مو قاعدين ننكت اظن ؟؟؟؟
ريّان : عنووووووود
عقدت حاجبها اكثر بينما عانقها بشدة وهو يحملها عن الارض : والله ان قلبي عندك ، مو عليكِ أبداً ..
العنود : حتى لو قلت وقف !
ريان : خليني افكر فيها بعدين .
العنود : وانا ماااا برجع الا بجواب وااضح .
ريان : عنووودي والله راسي فيه الف موضوع وموضوع ما بفكر في جواب دحين .
ابتعدت عنه عاقدة حاجبيها بغضب : ريان تدل الباب صح ؟
ريان بخبث طبع قبله خفيفه على نحرها : باب غرفتك ادله طبعاً ....

ظل يلعب بخصلات شعرها وهي تقاوم رغبتها بالنوم ..
ريان : جبتلك هدية .
العنود : ايش هي ؟
ريان : دبله جديدة ، اذا قمنا بوريك هي .
العنود رفعت يدها لتُريه : ليش دبله ؟ انا دبلتي موجودة .
ريان : ادري بس شفت هذي وعجبتني واشتريتها ..
العنود : وحضرتك ايش موديك محل ذهب ؟ ولاا لايكون كنت ناوي عالثانية بس تصرفها كذا ؟
ضحك ريان : كنت رايح مع تمارا تبغى اسورة ذهب لصحبتها ، وشفت الدبلة وماخليتها بخاطري ..
العنود تساءلت بجديه : انت ماراح تقول لي عن اللي صاير بسلطان وسارة ؟
ريان : هذا اللي جابك ؟ يعني مو عشاني عشان سارة ؟
العنود : طبعاً مو عشانك ، انت ما راضيتني .
ريان : وكيف براضيك ان شاء الله وانتِ ماتردي علي وما ادري وينك !
العنود : اهوه شوفني عندك ولا راضيتني .
ريان رفع حاجبيه بإستنكار : ياااااا كذاااابه وش سويت دوبني ؟
العنود : هذي مو مراضاه انت حتى ما قلتلي حتكمل ولا حتوقف !

ريان : نوودي حتى لو وقفت هذا ما حيمنع ذي المضايقات .
العنود : بس ما حيجدد شهرتك كل شوي ، بيظلوا يعرفوك بس اللي عارفينك من اول ، ما حيزيدوا اللي يعرفوك فهمت !
ريان : مدري حبيبي خليني افكر فيها بعدين على رواق ...
قاطعته وهي تمسح وجهه : ولااا شرايك اصير مودل معاك .
ريان : نعم يختي ؟ ذا الناقص إي والله قال مودل قال ، مع نفسك سبحان الله مضايقك التجمع والتصوير اللي يصير بس مافكرتي الا بهالحل سبحان الله !
العنود : ايوة طبعاً عشان لما الناس تجي تتصور معك انا ما اصير كأني مزهرية ، بالعكس تصير انت تتصور بجهة وانا بجهة مع فانزاتي .
ظل ينظر إليها صامتاً بقلة صبر ، العنود : ايش ؟ ولا صح انت ما اخذت رأيي أنا ليش آخذ رأيك .
ابعدها عن صدره : انقلعي انقلعي كذا ، خلي بلاهتك تنفعك .
العنود نامت على الوسادة : انت الخسران ، بكرة لو اشتهرت انا بيصيروا الف غيرك يتمنوني .
ريان : قلتيها يتمنوك وبس ، ومااااا قدامك الا انااا .
العنود : لا مو شرط ، بيمدي وقتها اخلعك .
ريان : لا شوفي نمزح اوك بس حتى لو مزح لا توصليها لكذا .
العنود : يمكن ما امزح ؟
ريان قام من جانبها : اوكِ ، سوي اللي تبينه .
قعدت هي الأخرى تنظر إليه بينما هو يرتدي قميصه : وين رايح ؟
لم يجبها ..
العنود : ريان بس انت ماقلتلي شيء عن سارة !
ريان بلهجه جافه : ما ضربت هالمشوار عشان اكلمك عن احد ! خلي جنى وروان يقولولك اذا مرة مهتمه ..
العنود : اوك ، الله معاك .
توقف للحظات ينظر إليها بضيق ، لتكمل : بس لاتنسى تعطيني دبلتي الجديدة قبل ما تروح .
اخرج العلبة من جيبه ووضعها بقوة على الكومدينه ، ومازال على نفس النظرة المتجهمه .
العنود فتحت العلبة ومدتها له : لبسني .
ريان : منتي بزر تعرفي تلبسينها لوحدك .
وقفت امامه : لا لبّسني ، هي منك يعني انت تكمّل هديتك وتلبّسني .
ريان اخذ هاتفه ومفاتيح سيارته : مستعجل ، بعدين .
وضعت الخاتم براحة يده : لاتعاند .
عقد حاجبه أكثر .. امسك يدها بخشونه والبسها الدبلة بقوة ، ضحكت وهو يقول : خلاص كذا ؟
العنود : خلاص ، بس توقعتك حتقول لي تعالي نرجع ، او البيت مو حلو بدونك ، او اي شيء من ذا القبيل ، بس الظاهر من جد مرتاح بدوني .
ريان : انا جاي عشان اقولك ذا الكلام بس انتِ غبيه وخلي غبائك ينفعك وافكارك الغبيه تنفعك وكلامك الغبي ينفعك ، وتعرفي بيتك ؟ ارجعي وقت ما بترجعي ..
العنود باغتته بقبله على شفتيه وهي تمسك قميصه : بسس تراك لبست بسرعة ومو ذا اتفاقنا .
ريان حاول ابعاد يدها : انشغلت .
العنود : سبحان الله ايش الشغل اللي طلع فجأة ، وحتى لو صادق ماراح تطلع ...

*****

تزوجت في نفس العام الذي تزوجت فيه ميهاف .. تقريباً كان عام 1440هـ مليء بالأفراح ، جميعنا تزوجنا فيه واحدة تلو الأخرى ..
رند ، سارة صديقة العنود ، ميهاف ، روان ، العنود ثم أنا أرجوان
على الرغم من محاولاتي المستميته في إقناع تميم بتأجيل موعد الزفاف إلا أنه رفض بشدة حتى استسلمت أنا .
خلال أشهري الأولى في الزواج كان الأمر أشبه بالسجن بالنسبة إليْ ليس من ناحية تميم بل من ناحية بدر .. في كل مرةٍ أراه فيها أشعر أنني أحترق .. ملامحه تستفزني !
تدفعني لمحاولة الثأر لنفسي على ما فعل بي .. وذات مرة .. وأنا أحاول الإيقاع به بعد تفكير عميق حاولت التقرب إلى أحد خادمات منزلهم ، طلبت منها التفتيش عن أي شيء أستطيع أن ابتز بدر به .. أعلم أن الأمر ساذج لكن رغبتي بالثأر اعمتني وجعلتني لا أفكر إلا بالتربص ببدر .. السيء بالأمر أن بدر كشف الخادمه وهي تعبث بأشيائه .. وبخها بشده واوشت بي عند بدر وأخبرته أنني طلبتُ منها هذا ..

كيف سار الأمر بعدها ؟؟
في يومٍ ما وأنا في منزلهم على مائدة العشاء ، شعرت بحرارة نظراته التي يختلسها تجاهي ، لكنني تجاهلته .
خرجنا بعد ذلك أنا وياسمين لنجلس في حديقة الفيلا بما أن الجو بدأ يتحسن ، أخذنا نتحدث في مواضيع متفرقة .. ظلت تلمّح لي وتزعجني بأنها متحمسه جداً بأن تصبح " عمه " لكنني طبعاً ما زلت لا اريد أن انجب خصوصاً عندما رأيت معاناة رند وميهاف مع بناتهما ودراستهما والمسؤوليات الكثيرة المترتبة عليهما .. صحيح أن والدة رند تعتني ببناتهما أثناء ذهاب رند للجامعه وذهاب ميهاف للعمل , بما أن فجر تقاعدت لتتفرغ لتربية طفلتها شقيقه رند " نهى " التي اختارت رند اسمها ..
لكن انا ارفض او اخشى مسؤولية الأطفال في الوقت الحالي على الاقل ..
المهم استأذنت ياسمين وهي تقف : جواني بروح اجيب لي شيء اشربه اجيبلك شيء معاي ؟
ارجوان : لا شكراً .
سرحت بأفكاري قليلاً وانا اتأمل السماء وأفكر ، عندها رنّ هاتفي .. نظرت إلى اسم المتصل لأجدها شقيقتي أريج ! اغلقت الرنين لأنني لا اود الإجابه .. المزعجه أريج لم تتذكرني ولم تعترف بوجودي إلا عندما تزوجت تميم ليس حباً فيّ إنما تريد التقرب من بدر وإيقاعه في حبّها ، تبني أحلامها الورديه على بدر السافل !
حذرتها منه وأنه ليس كما يبدو عليه لكنها اجابتني قائلة : انتِ انانية ما تبغي لي الخير وتبغي تستفردي بهالعايلة لوحدك ، انا اعرف انك ماتحبيني عشان اللي صار بينك وبين بابا ، بس خلاص مو ذنبي ليش تكرهي لي الخير وحاسدتني ..
على الرغم من أن كلامها جرحني لكنني تركتها تفعل ما تريد ، بالنهاية لن يتضرر سواها .
ودائماً تتصل علي لتقول : متى تعرفيني على ياسمين ؟ .. لاتنسي تكلميهم عني ... بالله امدحيني مرة عند امهم .... رشحيني لهم اذا بدر بيتزوج بليز ..... عرفيني على بدر ، او خلي الصدفه تجمعنا ....
تريد مني ان اخترع الصدف بينها وبين الاحمق بدر ، لكن انا لا اريد لاريج ان تعاني مع المختل بدر ! والغبية لا تفهم هذا !
المهم قطعت افكاري الخادمه وهي تضع امامي كوباً من القهوة الحلوة ، عقدت حاجبي بإستغراب : انا ما طلبت !
الخادمه اعتدلت بوقفتها : سير تميم قول ودي قهوه لمدام .
ابتسمت بحب : طيب شكراً .
ثم تسائلت : لقيتي شيء ؟
تجهم وجهها وارتبكت : مدام انا مايبي مشكله مع سير بدر !
ارجوان : ايش اللي خلاك تهوني فجأة !
الخادمه : سير بدر شوفي انا بالغرفة وسوي مشاكل ويصرخ علي ، وقول راح يقولي لمدام ضحى ، انا مايبي مشاكل مع مدام ضحى .
قطع هذا الحوار بدر الذي اوقف قلبي وهو يقول : لايكون اجتماعكم تخطيط جديد ؟ ريحي نفسك ما عندي اللي تدوري عليه .
نظرت إليه برعب وهو يبتسم بسخريه ، لكن حاولت الثبات قائلة : عن ايش تتكلم ؟
لتختفي ابتسامته ويتجهم : لا تستعبطي ! تراها قالتلي انك راسلتها تفتش غرفتي ، وانا اقولك ريحي نفسك ما راح تلاقي شيء .
سحبت الخادمه نفسها وغادرت المكان بسرعة .. اكمل بدر بنبرة حادة : لا تخليني اسوي شيء ما أحبه .
ارجوان : تهدد ؟
بدر : افهميها زي ماتبي ، بس بعدي عن طريقي ليش ماتفهمي !
ارجوان بعناد : واذا مابعدت ؟
بدر : انتِ الخسرانه ..
قاطعته ارجوان : ماعندي شيء اخسره !
بدر : والله ؟ حتى لو قلت لأهلي إن ابوك متبري منك لأنه يشك بأخلاقك ؟ وإن لورا متبنيتك وانك كذابه لأن امك اصلاً مو لورا ؟ وإن انتِ وإيرام شخص واحد ؟ إيرام اللي اعتبروها ... ولا اقول الكلمة كبيرة عليك .
تجمدت ملامحي ، الحقير يريد ابتزازي بالأمر هذا !!!
قطع حديثه تميم : ومين قالك انها بتفرق لو تكلمت !
نظر بدر لتميم : تبغانا نجرب ؟
تميم : اكسر شرك يا بدر .
بدر غاضباً : انت اللي خل زوجتك تكسر شرها عني وتبطل تنبش من وراي ولا والله العظيم لا تشوف مني شيء ما يعجبها .
فجأة وقبل ان استوعب ما حصل كان بدر وتميم يتشاجران ، اصواتهم اعتلت ونقاشهم احتد .. وقفت لا ادري ماذا أفعل لكنني كنت متوترة جداً .. اتت ياسمين وانقذت الموقف وهي تتساءل بإستغراب : خيــــــــر ايش صاير اشبكم ؟
بدر وهو يرمق تميم بنظرات غاضبه ، وتميم يرد بنفس النظرات : هي روقنا .
تميم : انت اللي روقنا ، واقسم بالله لو عادني شفتك معها او مضايقها يا بدر والله انك انت اللي لاتشوف مني شيء ما يعجبك !
نظرت انا إلى ياسمين : يا زفته كل هذا عصير وين رحتي ؟
ياسمين ببلاهه : قلتلهم يسوولي سموذي ورحت للحمام ، ايش الهرجه بدر قالك شيء ولا ليش تميم معصب ؟
قاطعنا تميم غاضباً : وانتِ البسي عبايتك خلينا نمشي .
ياسمين : بس ...
قاطعنا : انطمي انتِ .
سيل من التوبيخ والتهزيء واللوم والعتاب ألقاه تميم على مسامعي أثناء عودتنا إلى المنزل ، كان غاااااضباً جداً ، في البداية ظننته غاضباً لأن بدر هددني لكنني اكتشفت انه غاضب مني لأنه علم أنني ارسلت الخادمه لتفتيش غرفة بدر !
ظل بضعة أيام لا يريد التحدث إلي إلا للضرورة القصوى .. يشعر أنني لا اثق به لأننا خضنا في نقاش كهذا سابقاً قبل ان نتزوج لكنني نقضت وعدي له وبقيت احاول التصيّد لبدر .
إلى أن وعدته أنني سأترك بدر في حال سبيله وانسى أمره ، ولن أكرر مافعلت ، وما دام الأمر سيمس علاقتي بتميم فأنا لا أريد الخوض فيه أكثر .. وفعلاً تجاهلت بدر وتجاهلت رغبتي في الثأر منه .. خفت أن افقد تميم ، وخفت أيضاً ان يكرهني تميم .. لذا قررت ألا التفت لبدر مجدداً ..
مرت حياتي برتابة وهدوء محبب إليْ .. أزور لورا كل يومين بإنتظام لكيلا تشعر بالوحدة خصوصاً بعدما تركتها ابنتها بيان دون ان تتواصل معها ولا برسالة على الأقل ، لم تكن لورا بحال جيدة بعد شعورها برفض بيان لها ، لذا كنت احاول أن ابقى مع لورا واتحدث إليها كثيراً حتى لو لم ازرها فأنا اتصل يومياً إلى ان تغلق الخط في وجهي .. أيضاً كنت اعمل على معرض الرسم الذي أنشأته في منزلي ف كان وقتي مشغولاً بين الدراسة والمعرض ومنزلي ولورا .. ولم يتبقى لي اي وقت للتفكير في امر بدر مجدداً .
مرت السنوات بلمح البصر ووالدي مازال بالسجن , لا أعلم متى سيخرج , لكنني علمت أنه طلّق زوجته بناءً على رغبتها لكنها أخذت شقيقتي أريج لتعيش معها لا أدري لمَ !
ما عرفته أيضاً ان عمتي فاديه والدة ميهاف استعادت حقها من والدي , ليس طوعاً منه بل أكره على ذلك ..
أما أنا فلم أزره أبداً منذ دخوله للسجن , أشعر بالخوف من مقابلته بعد كل ماحصل بيننا , أشعر وكأنه ليس والدي انا ولا أدري هل أُلام على ذلك ام لا ؟
لكنني اتحرى عنه بين الفينة والأخرى .

إلى أن وصلنا لعام 1443هـ
اما أنا بعد إلحاح تميم الذي استمر سنتين أخيراً وافقت على أن يكون لي طفل يشاركني ملامح تميم وقلبه .. أعطيته نتائج التحليل وانا ابتسم : ارتحت كذا ؟
تميم بإبتسامه واسعه : لاتحسسيني إنك مغصوبه .
ارجوان بتهكم : طبعاً مغصوبه .
تميم اجلسها في حضنه : توقعتك اقتنعتي مو انغصبتي ! وبعدين في وحدة تكره تكون أم ؟
ارجوان : انا ما أكره بس كنت خايفه ، خايفه ادخل مرحلة جديدة بحياتي .
تميم : وبعدين معك انتِ ؟ تخافين من الزواج ، تخافين من الحمل ، تخافين من كل شيء !
ارجوان : مو لأني كنت اخاف من الزواج وتزوجت وشفت انه حلو ، عشان كذا قررت اجرب الحمل كمان يمكن اطلع برضو غلطانه .
تميم : الله يتمم حملك على خير وتقومي لي بالسلامه وتجيبي لي نونو صغيــــــــر يشبهك .
دفنت وجهي بصدره : امين ..

بقدر ما كنت أخشى ، كان تميم اطمئناني ..
بقدر ماكنت أشك ، كان تميم يقيني
بقدر ما كنت أكره ، كان تميم دافعي للحب
بقدر ما كنت محاطه بالسواد ، كان تميم النور الذي احاطني
ولا عجب في أن اترك ثأري من اجل تميم .. من أجل شخصي الأحب إطلاقاً

ذات يوم دعتني ميهاف إلى منزلها لنقضي بعض الوقت أنا وهي ورند ، يبدو أن ميهاف تحاول كثيراً الإنشغال بتفكيرها عن زياد الذي لا نعلم أين اختفى فجأة ! تاركاً خلفه ميهاف تصارع وحدتها وشعورها بالألم وفيض من الاسئلة دون اجابات ..
ونحن في اوج احاديثنا المختلفه وضحكاتنا .. اتت فرح وهي تضع يدها على بطني : يعني هنا في نونو ؟
اومأت رأسي بإيجاب وانا ابتسم : ايوه ، واذا كانت بنت بسميها زيك فـــــرح .
رند : من جد ؟
ارجوان : مدري ما فكرت .
ميهاف : موني خلااص سيبي الحلويات .
فرح : ماما انادي نهى تزي ؟ (تجي)
ميهاف : يمكن نوني نايمه .
رند : روحي شوفيها اذا نايمه لاتناديها .
فرح نظرت إلى رند : طيب ، ابا انادي لالين كمانا (لاربن)
رند : لالين نايمه يا قلبي ، اذا صحيتيها حتبكي .
زمت فرح شفتيها بإستياء : نايمين نايمين كلهم اس دا ! (ايش هذا(
ارجوان : انتِ متى تنامي ؟
فرح : دحينا الساعة البعه (اربعه)
ضحكت ارجوان : ماشاء الله احنا دحين الساعة تسعه وانتِ بتنامي الساعة البعه !
رند : لما انتِ تنامي ، لارين ونهى يصحوا .
اخرجت فرح لسانها بإشمئزاز : موووو حلووو هباله .
قطع حوارنا طرق عنيف للباب لدرجة اننا شعرنا بالفزع والخوف ، وبعد ذلك اصوات صرخات وكأن هناك مشكلة تحدث بالخارج ..
وقفنا جميعاً بينما رند تقول لميهاف : نفتح الباب نشوف ايش صاير ؟
ميهاف : لالا لا يمكن حرامي .
رند : لا ياشيخه حرامي يسوي كل هالصخب !
تقدمت رند وفتحت الباب بينما كنا انا وميهاف خلفها ، وفرح متمسكه بقدم ميهاف وميهاف تحمل مونيا التي بكت بفزع ..
بمجرد ان فتحت رند الباب ، دُفع الباب بقوة من الخارج لتظهر بعدها فتاة وجهها مليء بالدموع وفجر خلفها عاقدة حاجبيها بغضب : والله لو قربتي منها ما بيحصلك خير !
رند بصدمه : نايا !
نايا صارخه : وين الزفت ميهااف !! انا ما ابغى منكم شيء بس أبغى بنتي !
ابتعدت رند عن الباب وهي تنظر إلى ميهاف التي ظلت واقفه بصدمه للحظات ثم قالت وهي تمسك فرح بتملّك : مالك شيء عندي ..
نايا دخلت بخطوات سريعة واقتربت من ميهاف : مو علــــى كيفك مالي شيء عندك ، عندك بنتي بنتي انااااا .
مونيا بكت اكثر بخوف ، عانقتها ميهاف ، بينما قالت فرح برعب : ماما مين دي ؟
نظرت نايا لمونيا وفرح تحاول تخمين من فيهما ابنتها ! لتستقر نظراتها بالنهاية على فرح ، انحنت لمستواها باكيه وفردت ذراعيها : فرح .. انا ماما ، تعالي .
فرح دست نصف وجهها خلف ميهاف وهي تومئ رأسها بالنفي .
نايا : قلتلك انا ماما هذي مو امك انا امك ، فرح تعاااالي .
فجر : نايا انتِ قاعدة تخوفي البنت بعدي عنها !
نايا جرتها بقوة وهي تعانقها وتبكي : فرح انا ماما لا تسمعيهم ، انا ماما .
بكت فرح بشدة من الخوف تحاول الإفلات ودفع نايا عنها : ماباا وحررري انتِ مو ماما ...
نايا بإصرار : ليــــــــش ليش تبكي والله انا ماما ، فرح هيّا أخذتك مني .
فرح تصرخ باكيه وتمد يدها تحاول الاستنجاد بهم ، رند : نااايا خلاص وخري عن البنت .. حرام عليك .
نايا صارخه : وموووو حراااام عليكم انتو ماخذيـــــنها منـــــــي !!!! مو حرااام عليكم انا امها وماتعرفنـــــــي ؟
فجر : هذي مو مشكلتنا ! مشكلتك ، البنت اصلاً كانت بالدار يعني خلقه ماراح تعرفك .. ومحد ضربك على يدك وقالك امشي بهالطريق وبعدها تعالي تمسكني عندنا وتظلّمي علينا ..
نايا : مشكلتكم ونص محد فيكم يقدر ينكر انها مو بنت زياد السااافل ..
حينها بكت ميهاف بغيظ صارخه : مااااهي بنت زياااد ولا تفتري عليــــــه لو انها بنــــته كان تطابقت تحاليل الـ dna , و لو انها بنته ما انسجنتي انتِ بقضية اخلاقيه ، بس فرح بنتك انتِ وماهي بنت زيااد .
نايا : لو انها مو بنته ليـــــــــــش اخذها من الدار ؟ ليش ما خلاها ؟
ميهاف : انتِ حتى مو عارفه مين ابوها !! والا غصب بتدبسيها بزيـاااد ؟
تعالت صرخاتهم ، تداخلت اصواتهم الغاضبه محاولين ابعاد نايا عن فرح التي تبكي بشدة وتصرخ ..
اقف في مكاني ارى هذا المشهد ، اشعر بالتوتر ولا اعرف كيف اتصرف ! قطع كل هذا سقوط فرح وفقدانها للوعي بين يدي نايا .. عندها دفعتها ميهاف بقوة وهي تبكي بخوف وتحمل فرح : فررررح ..
حملت انا مونيا احاول تهدئتها ، اشعر أنني سأجن من الجو المشحون هذا ، وصرخات البكاء مع صرخات الغضب .. فجر نادت الحرس ليخرجوا نايا .. ميهاف تعانق فرح ودموعها تتساقط بغزارة وتحاول ايقاظها .. رند بجانب ميهاف تحاول التأكد من أن فرح مازالت على قيد الحياة وتشتم غباء نايا ووضعها لطفلتها في هذا الموقف ! ، ووجه فرح يميل للزرقه ويبدو أنها مختنقه ..
فجر اتصلت على الاسعاف .. ثم خرجت من عندنا لتتأكد أنهم ابعدوا نايا عن القصر ، لكن نايا تقاومهم بشراسة : فجر ، فجر حرااام عليك انتِ ام انا ابغى بنتي وبس والله بس ابغاها وماراح تشوفوني ثاااني ...
فجر : بنتك اللي بتموتيــــــــــها ؟ عندك شـــــيء روحي خذيه بالمحاكم ياشاطرة ولا تجي تتهجمي علينا بهالشكل الهمجي وتفجعينا وتفجعي بنتك !!
نايا : انتِ عااااارفه انهم ماراح يعطوني فرررح حتى لو رحت المحكمه ، انا انسحبت مني الاهليّه بفرح عشان كذا حطوها بالدار ، بس هذي بنتي لاتحرموني منها (وبإنهيار) ما ابغى اصير بنظرها زي امي تكفين فجر ...
فجر : كان فكرتي بهالشيء قبل ما تجيبيها عالدنيا ! مو بعد ما انسحبت منك حضانتها .. وانتِ شفتي بعينك قد ايش البنت متعلقه بميهاف ، انتِ مالك وجود بحياتها أصلاً ، انتِ قاعدة تخوفيها البنت ماتعرفك !!
انهارت نايا أكثر وهي تمسك موضع قلبها بقوة : بس انا اعرفها ...
فجر قاطعتها : نااايا حتى لو اخذتيها ، تتوقعي لو كبرت وعرفتك بتحبك ؟ بتتقبلك حتى لو انك امها ماراح تعترف فيك وانتِ حتى ماتدري مين ابوها ، نايا المفروض بنتك ماتعرفك بالمرة .. خليها مع ميهاف وإذا كبرت وسألتنا عنك بنقول لها انك كنتِ ام مثاليه بس متي ، لاتخافي ماراح نشوهك بعيونها ، بس انسيها .
نايا : كيف تقوليها لي بكل هالبساااااطه كيف ؟
فجر : لأن الأحسن لفرح انها ماتعرفك بالمرة ...
دخلت فجر مجدداً عندهم بعد ان غادرت نايا ، لتجد فرح قد استعادت وعيها لكنها دفنت وجهها في حضن ميهاف ومازالت تشهق باكيه ..
رند : اذا جو الاسعاف راح ترسليها للمستشفى ؟
ميهاف : ايوة ابغى اتطمن عليها ، ليش اغمى عليها قبل شويه ؟
فجر : اكيد لأنها خافت .
ارجوان : بس برضو احسن تروح تطمن عليها ..
ميهاف وهي تتحدث إلى فرح : حبيبي خلاص ماصار شيء .
رند : راحت نايا ؟
تنهدت فجر : راحت .
اتت الخادمه وهي تحمل بين يديها نهى التي استيقظت ، واخذتها فجر : يا عمر ماما انتِ صحيتي !! صح النوووم .
شعر أرجوان برغبه عاااارمه في الضحك بسبب نظرة رند لوالدتها ونهى بحواجب معقودة وشفاه مزمومة بإستياء ، مهما حاولت رند إخفاء غيرتها لا تستطيـــــع ، الغريب اصلاً انها تشعر بالغيرة حتى الآن !
في المستشفى بعد ان اطمأنّت ميهاف على فرح وأن فقدانها للوعي بسبب الخوف فعلاً وتباطؤ نبضاتها مما أدى إلى نقص الاكسجين وفقدانها للوعي .. والأمر ليس بتلك الخطورة لكن المهم ألا تتعرض فرح لهذا مجدداً .
عندما عدنا نامت فرح ، بينما ظلت ميهاف عاابسة الوجه .. رند : دحين مو اتطمنتي عليها ليش زعلانه ؟
ميهاف : اخوك وينه ؟ لين متى ناوي يسحب علينا ان شاء الله ولا هو داري عن ولا شيء يصير ؟ وبعدين انا زهقت لا هو اللي مطلقني ولا هو اللي موجود ، معلقني وبسسس .. والله احيان افكر ارفع قضية تغيّب , ولا افتك من هالهم وارفع قضية فسخ نكاح .. لان والله ما صاااارت ، هذي ماهي حااله والله , مخلييني مع البنات وهاايت ما ادري وينه ؟ مين المفروض يكون زعلان ومختفي انا ولا هو ؟ له اكثر من شهرين غايب وفوقها لا يتصل ولا يسأل ولااا احنا على باااله ، لمتى وزياد مستهتر وماعنده مسؤولية ؟ رند انا مليـــــــــــت .
سكتت رند للحظات : ما اعرف ايش اقولك بس .. الله يكتب اللي فيه الخــير .
ميهاف : ما ابغى استناه ، اذا ما رجع خلال هالشهر انا ما ابغى استناه اكثر .. ما ابغى اصحى كل يوم وانا احس بشيء كااااابت على قلبي ما اعرف هل انا هيّنه بعيونه لهالدرجة لدرجة انه يخليني ويروح بدون ما يكلمني ولا يسأل عني ولا حتى يراضيني ولا يفهمني ليش سوااا كذا وليش تبنى فرح بنت نايا ! كأنه كان يستنى هالفرصة عشان يهج .. والله ماااارااااح اساااامحه بحياااتي كلهاااااا تعبنـــــــــي .

\\

عدت إلى المنزل منهكه جداً أشعر بالصداع مما جرى , أشعر وكأن كل شيء كان حلماً .. مجيء نايا فجأة ارعبنا جميعاً ..
اخذت حماماً بارداً ينعشني وخرجت وانا استعد للنوم وكان رشاد غارقاً في النوم قبلي مع ابنتي لارين .. تمددت بجانبهما احاول ان انام لكنني لم استطع , هناك أفكار كثيرة تشغل عقلي ..
إلى متى سيظل زياد بعيداً عن المنزل ؟؟ يتحدث إلينا جميعاً عدا ميهاف .. يقول انه يخشى ان يتحدث إليها لا يعرف كيف سيكون استقبالها له ..
هراء , عذر واهي جداً .. لم نخبر ميهاف ان زياد يتحدث إلينا لكنني أعرف انها تعلم ذلك لذا دائماً تتحدث امامي بكل مايجول بخاطرها عن زياد وكأنها تعلم انني ساخبره ..
وفعلاً , امسكت بهاتفي وكتبت له ما قالت ميهاف وما حدث هذا اليوم .. ختمت كلامي قائلة : تراك مصختها ارجع خلاص لمتى بتخليها ! والله لو مسّكت معها انها بتتطلق محد حيوقف بوجهها حتى امي , شوفني قلتلك وانت بقلعتك , احنا بالموت حاولنا نقنعها تبقى بالفيلا وان كل حاجه حتتصلح , وانت ساااحب ولا كأن الموضوع يهمك !

*****

بعد ان مرت ثلاثة ايام على وجودي هنا ، مُحاطة بأربعة جدران ومازال جابر يحاول طرق الباب بين الفينة والأخرى لكنني لا استجيب لنداءاته .. الهم أكل رأسي ، والحزن قضى علي .. الأفكار السوداء تدور حولي وتجرني لبحر من السواد الحالك ، الخوف من الغد والمجهول ، دموعي جفت من كثرة البكاء .. البرودة تحاصرني واشعر بإرتعاش جسدي .. كابوس واقعي طويل جداً ولا اعرف كيف سينتهي ، كيف سأنجو من كل هذا ؟ ما النهاية ؟
ما قصد جابر بإحضاري معه إلى هنا ؟ انا خااائفة جداً ووحيدة !
كنت في ليلتي الثالثه مستلقيه على السرير اغطي عيناي بذراعي ، أحاول سرقة النوم قليلاً علّ أفكاري تهدأ وقلبي يهدأ ، علّ كل الهواجس تسكن قليلاً وتدعني أرتاااااح ..
كنت قد بدأت أغط في النوم حتى قطع عليّ طرقه الخفيف على الباب قائلاً : سارة .. خلاص يكفي لمتى بتظلين حابسه نفسك ؟ احنا لازم نتكلم !
نتكلم عن ماذا يا جابر؟ تشرح لي ماذا ؟ أن جابر الذي أحببته ما كان إلا زيفاً ؟
جابر اكمل : وكمان احنا ما ينفع نطوّل بهالمكان ، ضروري ننقل منه قبل ما يكشف وجودنا أحد ، الموضوع مسألة وقت عش...
بتر كلامه عندما فتحت الباب بوجه يائس : طالما مصيرهم يلاقونا رجعني (امتلأت عيوني بالدموع مجدداً) انا راضيه اموت بجدة راضية استقبل اقداري بجدة عند اهلي ، وصحباتي ، على الأقل اموت وانا أحس بوجودهم معايا ولا اموت وانا وحيدة مايدري عني أحد !
عانقها يمسح على ظهرها : آسف لأني دخلتك بكل هذا وانتِ مالك ذنب ! آسف لأني ...
دفعته صارخه : لأنك خليتني احاول اقتل شخص عشانك ؟ ولا لأنك جبتني لأسبانيا غصب ؟ ولا لأنك حرمتني من الناس اللي أحبهم ؟ ولا لأنك صرت غريب عني ؟ كان يكفيني يا جابر اكون معاك ، مع واحد أحبه وأحسه أماني ، بس دحين انت مين أصلاً ؟؟ انا ما عاد أحس إني اعرفك ! انا انام واقوم خايفه ، بس ما اعرف اخاف من ايش بالضبط ؟ جابر كان احسن انك تخليني غبيه ما اعرف عنك شيء ، انا ما بعرف عنك شيء .. ما بعرف سببك اللي خلاك على هالحال لأن مافي ولا سبب بالدنيا يبرر لك اللي قاعد تسويه !
جابر هم بلمس وجنتها لكنها صفعت يده بشراسه : اكرهك ، واتمنى اني ماعرفتك ما قابلتك ، ما حبيتك ، كنت حرة بدونك كنت اعيش حياة طبيعية حتى لو ما كانت حلوة بس كانت طبيعية ، انا بالموووووووت نسيت بساااام بالموت طلعته من كوابيسي ليش تورطني ببتال ، ليش أنام كشخص عادي واصحى وانا مع شخص هاااارب .. مو تحبني ؟ كيف طاوعك قلبك يا جااابر ؟؟
لمعت عينيه التي احمرت فجأة ، جعلتها تتشتت أكثر ، اما زال يملك قلباً أصلاً ليتأثر ؟ تنهد وبنبرة ثقيــــــــلة جداً : ندمتي إنك عرفتيني ؟ كرهتيني ؟ تمنيتي إنك ماقابلتيني ؟ لا تستعجلي يا ساره المسألة مسألة وقت وينتهي كل شيء ، مسألة وقت وبترجعي لحياتك ، لأهلك ، لصحباتك ، لنفسك قبل ماتعرفيني حتى ، اعرف إني كنت أناني لأني كنت عارف من البداية إن المفروض ما اتزوج ، ما اعلق وحدة فيني طالما انا حياتي متوجسه .. وطايح بهالأعمال ، كنت اعرف اني ما اقدر اقرب من شخص عشان ما يدخل معاي بهالمعمعه وكنت راضي لأن حياتي كلها مالها معنى ومن لما عرفت شيء اسمه طموح كان طموحي الثاار وبس .. ساره ما كانت لي نيّة أتزوج نهائياً ولا توقعت إن شخص مثلي يقدر يحب ، شخص ملوّث كِبر عالحقد ، عالغل ، عالقسوة عالكره ، ما توقعت بيحس بنقيض كل هذا ، ساره إذا تعتبري حبك لي غلطه أنا أعتبر حبي لك الصح الوحيد اللي حسيت فيه ، الشيء الوحيد اللي خلاني اتردد ألف مرة ، أحس إن فيه جوانب بالحياة كان المفروض أعيشها كان المفروض أصب اهتمامي فيها ، بس بعد ايش يا ساره ؟ بعد ما كسبتك وخسرتك بنفس الوقت ؟ ، انا جبتك معاي لأني ابغى أقضي آخر ايامي معاك معاكِ وبس ، وبكون راضي بأي شيء يصير بعدها .
انهارت باكيه دون أن تعلق ، يزيدها لوعة ، تخبّط ، شتااااات .. ضمها لصدره مجدداً بطريقة جعلتها تشعر وكأنه عناق وداع ، تمسكت به بخوف لاتريد فقدانه ظل يمسح على ظهرها بهدوء ليطمئنها ثم قال : اوعدك ماراح يمسك شيء ، وزي ما جبتك حرجعك .
نظرت إليه : وانت ماراح ترجع معاي ؟
جابر : اتمنى .. بس لعلمك احنا راح نترك هالمكان بالليل بكرة راح ننقل لمكان ثاني ، وكل فترة راح نغير مكاننا ، انا آسف يا سارة بس .. تحملي شوي بس شوي لحد ما اتطمن واوعدك راح ترجعين لأهلك ..
ساره : وانت يا جابر ؟ ايش راح تسوي ؟ ماراح ترجع لأهلك .
جابر ابتسم : اهلي ؟ ديمه وخالد احسن بدوني ..
ساره طأطأت رأسها ودموعها تنزل من جديد ، شعور متضارب ، تكره الحال الذي وصلت إليه بسببه لكنها تخشى رحيله عنها ، تشعر وكأنه يودعها بهذه اللحظات : جابر الله يخليك ماااا في اي طريقة تطلعنا من كل هذا ؟ حتى الفلوس ؟
جابر : الفلوس ؟ الفلوس ماتسوي شيء لو كان الهدف دم .. ساره لاتشغلي بالك بكل هذا
مسح دموعها مبتسماً : أبغى تكون معك ذكرى مني ، حتى لو رحت ، تبقى هالذكرى معاك .. مو هاين علي انمسح من حياتك نهائياً إذا تفارقنا .
ظننت وقتها أنه يريد أن يعطيني شيئاً لأحتفظ به لكن .. لم يكن هذا قصده إطلاقاً ..
خلع ثيابي فجأة ، حاصرني على السرير فجأة ، كل شيء كان غريباً وليس اسلوبه المعتاد ولم يعطني فرصة لأستوعب .. حتى ظننت من فرط خوفي واستغرابي منه أنه لقاؤنا الأول ! بكيت وبكيت حتى ظننت أن دموعي ستصبح دماً ، هدأت لأن طاقتي خارت ولم يعد بإمكاني البكاء أكثر .. لكن ما أثار فيّ الأسئلة هو أن دموعه كانت تتساقط على وجهي لكنه كان صامتاً لم ينطق بشيء .. كأنه كان مُجبراً على فعل هذا ! عانقني وهو يدفن وجهه في كتفي وانهار باكياً .. صدمه ألجمتني ماذا يحدث بالضبط ؟ عانقته بخوف : جااابر !
مرت بعدها أيّام وأيّام ربما أكملنا الشهر أوك أكثر ونحن ننتقل من مكان لمكان آخر كل عدة أيّام .. وما زلت لا أدري ما السبب الذي جعله يبكي تلك الليلة !
والحقيقة اصبحت بالكاد أرى جابر لأنه يتركني طواااال النهار بمفردي ولا يعود إلا ليلاً لينام معي , تصرفاته غريبه جداً لا يتحدث إليّ , لم يعد يعيرني إهتمامه أبداً حتى وإن كنا سوياً أشعر بفجوة كبيرة بيننا ..
لم يكن جابر هو جابر الذي عرفته أبداً ..
زاد خوفي وقلقي وعذابي .. زاد لوعتي وافكاري .. سئمت من تغييره المفاجئ وتهميشه لي , سئمت من معاملته لي وكأنني بائعة هوى !!
حاولت التحدث إليه عدة مرات لكنه كان يتركني وكأنه لا يود سماع شيء ..
أشعر أن كل شيء أصبح باهتاً بلا معنى وأني فقدت نفسي أصلاً منذ خروجي الأخير من جدة !
ذات يوم استيقظت من نومي وانا اركض إلى الخلاء وأفرغ مابجوفي , أشعر بالألم والخوف .. الخوف من الفكرة التي طرأت في بالي .
عدت إلى السرير بسرعة وانا اوقظ جابر والرعب يتملكني , استيقظ وهو ينظر إليْ , لأقول : بطني يوجعني قوم .
جابر : وش اسويلك ؟
سارة ساخطه : اقولك بطني يوجعني ولي كم يوم اشوف قطرات دم .. واحس بدوخة وغثياااان , أخاااف اكون حااامل يا جابــــر ..

صباحاً دخل ورآني أجلس على السرير بيدي أداة اختبار الحمل ودموعي تسيل على خدي , جابر : ايش النتيجة .
مددت يدي إليه , لكنه قال : ما اعرف انتِ قوليلي .
ساره من بين دموعها : انا حامل .
ظل ينظر إليْ , لكنني سبقته قائلة بخوف : انت السبب انت مارضيت تسمعني وتركت حذرك كم مرة قلتلك ...
قاطعتني ابتسامته التي اعتلت ملامحه وهو يمسح دموعي : مبروك , وخلي بالك من نفسك ومنه .
صدمه اخرستني عندما استوعبت الأمر هل كان متعمداً طوال هذه المدة ! كيف غاب عن بالي ان هذا ما قصده بالذكرى التي سيتركها ؟
غادر الغرفة بل غادر المكان باكمله تاركاً إيّاي احاول استيعاب الأمر .. استيعاب أنانيّته !! كيف يجعلني أحمل طفلاً في احشائي بينما هو ينوي تركي ؟ ألم يكفه ما فعله بي ؟ أيريد أن يجعلني أحمل هم آخر على عاتقي ؟ أيريد أن ألِد طفلاً في أوج كل مانخوضه الآن ! كيف لم يفكّر جابر ؟ ما الذي سأفعله أنا ؟؟؟
استمرت الأيّام وكل يوم يزيد قلقي وخوفي بينما جابر لا يحرك ساكناً , بل وكأن الأمر لا يعنيه بتّ أشعر أنه يرميني في الجحيم بمفردي لا يفكّر إلا في نفسه ومصلحته .. أيُريد أن يضمن وريثه قبل موته !
لم أعد أحتمل كل هذا الألم والهم والأحزان التي تراكمت علي أشعر أنني أكاد أجن كيف يستطيع جابر النوم براحة بينما أنا أهذي وأخاف من مرور الأيّام !! هو السبب فيما أشعر به وفيما أنا عليه الآن !! كيف يجعلني أصارع كل هذا بمفردي بينما هو بات يتجاهلني جداً !!
لا أحتمل .. لا أستطيع النظر إلى وجهه , اشعر بالإشمئزاز , بالغضب , بالحقد , والكره ... برغبة ملحّه بان انهي هذه المعاناة التي وضعني فيها هذا الأحمق .. و..
قامت بإندفاع , رصت اصابعها على عنقه بفكرة مجنونه بأن تقتله وتنهي كل هذا الرعب ضغطت بكامل قوتها حتى بدأت انفاسه تختنق ...


قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم السبت الموافق :
23-2-1442هجري
10-10-2020ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-20, 05:35 PM   #96

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

هالبارت مكوّن من 36 صفحة وورد
يعتبر طويل بالنسبة للأجزاء السابقة
وبما إني قاعدة أحط النقاط على الحروف واخوض بتفاصيل القضية
أحتاج وعيكم وتركيزكم بالبارت
هالبارت حرفياً كتبته بغصه

قراءة ممتعة حبايبـــــي



الفصل الثالث والعشرين
الجزء الثالث

أنا عنّي اكتفيتُ فهل رجعنا ؟
وهل لغيومِ فرقتنا انسكابُ ؟
لعينٌ بعدنا/ قاسٍ/ عنيدٌ
وأقسى منه إنْ عدنا العتابُ

ليلاً وانا ذاهبه لفجر لتناول العشاء عندها ..
فتحتُ باب الفيلا وانا أمسك بيدي طبق من السلطه التي اتفنن دائماً في إعدادها وتحبها فجر .. وضعت قدمي على الباب وانا أحثّ ابنتاي على الدخول : يلا موني و فروحه بسرعة ادخلوا .
وبمجرد ان دخلت فرح قفزت بحماس قائلة : بااااابا .
وركضت بسرعة ومونيا تتبعها وهما تجريان إلى الصالة المفتوحه .
خفق قلبي برعب وشدة لدرجة أنني لم استطع الحركه من الارتباك ، هل عاد ؟ هل رأت فرح زياد فعلاً ؟ هل إذا نظرت سألتقيه الآن ؟ ابعدت قدمي عن الباب عندما قالت فجر : ميهاف اشبك ادخلي !
ونظرت بسرعة تجاه المطبخ انادي : ناارمين خذي هذا لو سمحتي ..
ثم ظللت واقفةً في مكاني ، لا اعرف هل أنظر ، هل امشي ، هل اعود ؟ لستُ جاهزةً لرؤيته الآن ! لستُ مستعدة لأواجهه !
سمعت صوته خفق قلبي اكثر ، ضربات قلبي تكاد تخنقني ، رفعت عيني والتقت أعيُننا ..
كان واقفاً ينظر إليْ ، وعندما همت خطواته بالإقتراب مني خرجت بسرعة من الباب مجدداً بلا وعي مني وكأنني احاول الهرب من مواجهته ..
شعرت برغبة في البكاء اغلقت باب منزلي واستندت عليه ابكي .. اشتقت إليه !
لملامحه ، لصوته ، لهيئته ، كل تفاصيله التي احفظها عن ظهر غيب .. شعرت بمحاولته لفتح الباب .. ابتعدت عن الباب وانا افتحه لأجده واقفاً أمامي ، ابتسم بلهفه وعبست انا اكثر بدموووع وما كان مني إلا أن اقطع محاولته بالتحدث إلا بحضن قوي جداً ، ابكي بمرارة , دموع لوم وعتاب ، خوف ورغبة ، ألم واشتياق ، وحب ..
لم يتوقع ردة الفعل هذه بل كان يتوقع الكثير من التوبيخ والعتاب والعناد والف حاجز شعر بتأنيب أكثر على تركه لها طوال هذه المدة ! بادلها بحضن اقوى دافناً وجهه في عنقها يستنشق راائحة حن لها كثيــــــــراً
وميهاف تبكي بمرارة وبصوت متحشرج : زياااااد .
اشتاقت حتى لنطق اسمه .. زياد هامساً : انا آسسف آسف ..
لايعرف ماذا يقول ، نسي اعذاره التي فكر فيها طويلاً ، نسي ما رتبه من كلام ، نسي ماا خطط له من استقبال .. نسي كيف يبدأ حتى .. كل مانطق به هو الأسف : آسف .. سامحيني ..
ميهاف دفنت وجهها بكتفه ودموعها تهل تحاول لفظ انفاسها : كيف تخليني ؟ اهون عليك لهالدرجة ؟
زياد : وحشتيـــــــــني .
ميهاف ساخطه : ومخليـــــني لا سؤال لا اتصال ولا تكلمني ، تخليني اخااااف وبس .
ابتعد عنها يمسح دموعها بعذوبة وحب ، يمسح خدها بباطن يده : أنا آسف ، من جد ولا عذر يستاهل أخليــك طول هالمدة ، سامحيني .
ميهاف بعتاب : انت حتى رحت بدون ماتراضيني !
زياد ضمها لصدره مجدداً وتنهد : كنتِ معصبه وما بتسمعي مني كلمه ، اسبوع كامل احاول فيك ومصمّمه عالطلاق ، انا ما بطلق بس ما بعاندك عشان ما تولعي زيادة ، ايش كنتِ تبيني اسوي ؟
ميهاف : وشفت ان روحتك حل ؟ شهريــــــن واكثر يازياد حل ؟
زياد : قلت بخليك لحد ما تهدي شوي وبعدها نتكلم .
ميهاف : لا ياااشيــــــخ اكثر من شهريــــــن وما جا الوقت المناسب انك تكلمني فيه ؟ تفهمني ليش رحت ؟ ليش خليتني ؟ كيـــــف هان عليك ؟
زياد : والله ما هاان ..
ليمضي الليل بينهما وهي تبكي بعتاب وهو يحاول الإعتذار والتبرير ..
ميهاف : بس كان يكفيني اسبووع عشان اهدى وترجع او حتى عالاقل تكلمني وتطمني !
زياد : ما بكذب عليك انا كنت حرجع بعد اسبوعين من روحتي بس ، اللي صار اني لقيت مستثمر للكباين ، وسافرت لدبي فترة اوقع معه عقد لأنه كان بدبي .. ولما رجعت كان مار شهر على غيابي ، خفت ارجع لك بدون عذر مقنع على غيابي الطويل وازيد زعلك أكثر ، ف قررت انتظر شوي لحد مايتم كل شيء وبعدها ارجع ، اخذ الموضوع وقت لأني كنت انتظر المستثمر يجي من دبي وتأخر هو .. والله ما هنتِ انتِ ولا خليتك لأن خاطري طاب منك .. والله اشتقتلك ..
ميهاف قاطعته : بسسسس خرابيطك هذي برضو ماتقنعني ، وبعدين تعال ، 11 اسبوع بدوني كيف عايش فيهم ؟؟؟؟؟
ضحك من نظرتها التي رمقته بها وهي تكمل : انا لو متطلقه كان مداني تحللت ..
زياد بضحكه : والله شفتك مصره مصره مصره عالطلاق خفت اكلمك اقول شيء غلط كذا ولا كذا تثوري علي ، قلت بخليــــك تفكري وتهدي من نفسك عشان اعرف اتفاهم معاك (اكمل بحب) لو ما خليتك ما كان استقبلتيني بذا الحضن وانتِ زعلانه صح ؟ ميهاف ياروحي انتِ ما تشوفي نفسك قد ايش تصيري ناااار وانتِ معصبه تصيري ماتعرفي احد قدامك ، وانا اخاف اكلمك وانتِ معصبه وتغلطي علي وتعصبيني عز الله ماتراضينا .. فاكرة المرة الوحيدة اللي عصبنا فيها على بعض ايش صار ؟ ما ابغى ذاك اليوم يتكرر عشان كذا احاول اتحاشى اكلمك وانتِ معصبه ، بس برضو انا آسسسف آسسسف لأني طولت وخليتك تحسي إنك لوحدك .
ربما ترك زياد عاداته في العلاقات الكثيرة المتعددة بالنساء لكنه مازال يحتفظ بقدرته على استمالة قلب اي فتاة بكلامه فقط حتى لو لم يكن يحبها ، فماذا لو كانت حبيبته !

صباحاً استيقظت بإنزعاج على صوت فرح وضربات مونيا على خدها : ماماا .
فتحت عينيها ، فرح ووجهها قريب من وجه ميهاف : سباح الحيــــــر .. احنا رحنا البداله وزينا وانتِ نااايمه . (البقاله- جينا)
قعدت ميهاف بكسل : مع مين ؟
فرح : بابا ..
افرغت مونيا كيس حلوياتها على السرير : ماما سو (اشارت للحلويات تريد ان تري ميهاف ماذا جلبت )
ميهاف بإبتسامه : بالعافيه حبيببتي .
فرح : وانا كمان دوليلي .
ميهاف : بالعافيه حبيبتي انتِ كمان .
اختفت ابتسامتها للحظات وهي ترى مزهريات الورد الضخمه المنتشره بالغرفة ، ورد الروز الطبيعي يملأ المكان .. ضحكت بحب ، في نفس اللحظه التي دخل فيها زياد يحمل بااقة كبيرة اخرى متسائلاً : ها ماصحيتوها ؟
ميهاف ابتسمت اكثر : انت اللي راسلهم يزعجوني ؟
زياد اقترب منها يقبّل خدها ويضع باقة الورد في حجرها : صباااح الخيير ياروحي .
ميهاف : صباح النوور ، ليش ليش كل هالحديقه اللي مسويها ؟
زياد : 1850 ساااعة كنت غايب فيها وجبت 1850 وردة عن كل ساااعة .
ضحكت ميهاف : زيااااد (عانقته بحب) الله لا يحرمني منك .
زياد : روحي انتِ وحبيبتي ، انتِ اللي الله لا يحرمني منك ، قوومي يلاا فتحيه جهزت الفطور عشان اول ماتصحي نفطر مع بعض .
على مائدة الإفطار ..
وزياد ينظر إلى مونيا التي تتردد قليلاً بالنظر إليه : هالبنت من امس اكلمها ماهي طبيعية لايكون نسيتني ؟
ميهاف : اكيد بتنساك ، 11 أسبوع ما شافتك يالظااالم .
زياد : الله اكبر ظاااالم مرة وحدة ! حتى الحديقه اللي سويتها مااا فادت يعني؟
ميهاف : والله فادت وزيادة ، بس لا عاد تروح .
نظرت إلى الساعة وشهقت : تسعة ونص ، انا تأخرت عالدوام !!!
همت بالنهوض لكن زياد امسك بيدها لتقف وهو ينهض : تستهبلي انتِ ؟ انا امس راجع وانتِ بتروحي تداومي ؟ والله ماتروووحي ، على الاقل اسبووووع .
ميهاف : بس انا ماعطيتهم خبر اني حغيب .
زياد : وين المشكله اتصلي الحين وخذي اجازة ، والله ماترفضي ياميهاف اناااا من امس اخطط نسافر .
ميهاف : بس انا والله عندي اجتماع الساعة 11 عقد مهم مع شركة ##### ما يمدي أأجله قبل موعده بشوي !
ذهبت إلى دارها لتبدل ملابسها بينما لحقها زياد بضيق : ميهااااااااف .
ميهاف : والله العظيم يا حبيبي ما اقدر اسحب اليوم .. بس اوعدك حرجع بعد الاجتماع على طول .
تكتف برفض : لا يعني لا ، مو معقوله ما تغير ولااااشيء ، ووقتك كله يروح بدوامك ، محسستني انها فرقت معااك وزعلانه لأني غايب عنك شهرين وزيادة ، اهووه شوفيني انا عنـــــدك دحيــــن بس دايماً دوامك اهــــم مني ، لمتى ميهااااف لمتى ؟ حياتنا خلصت و الاشغال ما حتخلص والف مرة اقولك خلاااص رتبــــــي وقتك اذا مصره تداومي ، وكم مرة قلتلك خذي اجازات بس مااعرف ايش هوس الدوام اللي تعاني منه انتِ ! اذا غبتي ايش بيصير يعني ؟؟؟ بتنهار المؤسسة ؟ بيموتوا الموظفين ؟ بينحرق الاجتماع ؟ طزز فيهم اجليـــــه .. فوووق اني موووو راااضي ان امي تمسكك مكانها بالكامل ومااا سمعتيني ، كمان تمشي على نفـــس اسلوبها .. ميهااااف انا ما ابغاك تصيري نسخة ثاانية من امـــــي ما ابغاااك تفضلي دوامك عن حياتك وعايلتك وزوجك وبناتك ، انتِ وعدتينـــــي بسسس ماااا شفتك سويتي شيء من اللي قلتيه ووعدتيني فيه , خليتك على راااحتك قلت يمكن بتثبتي انك قد هالمسؤولية ، بس دحين ميهاف مصختيها , انا بجلس معااك على الاقل اسبوع بدون دوام وبدون التزامات ما طلبت منك اكثر من كذا .. والله وحشتيني .
ميهاف وهي تحاول مقاومة دموعها من غضبه المفاجئ وعتابه : محسسني اني انا اللي ساحبه عليك مو انت اللي رحت من كيفك !
زياد : فرقت معاك لا قوليلي فرقت معاك ؟ والله لو هي فارقه معاك كان تنازلتي وسألتي ...
ميهاف غاضبه : انت تغيب عشان انا اللي اسأل ؟؟؟؟ زياد توقعت اننا تصالحنا امس وخلصنا من هالموضوع !! ولا انت اشتقت تحارشني ؟
زياد : فعلاً خلصنا من هالموضوع وهذا اصلاً مو موضوعنا ، بسس لاتداومي ميهااف .
مشت بغيظ وانفعال باكيه وجلست امام التسريحه تفتح ادراجه بإنفعال وكأنها تبحث عن شيء ما ودموعها تهل على وجنتيها : اذا مضايقك موضوع دوامي لهالدرجة ليش ساكت ؟ ليش محسسني انه عادي متقبل وفجأة تفصل علي ! انا ايش دراني انك تشوفني مقصره معاك لهالدرجة ؟
زياد : انا ساكت قلت اكيد بتحسي من نفسك بدون ما اعاتبك ولا شيء ..
قاطعته : وانا كيف بعرف اذا انت ماتكلمت ؟ مو معقوله نتصالح امس عشان نتخاصم اليوم ! ولا انت تحب تبكيني ؟
انحنى وهو يعانقها من الخلف ينظر إلى انعكاسها بالمرآة ثم قبّل خدها : لا والله ، أنا آسف بس والله قهرتيني المفروض من نفسك تأجلي مواعيدك كلها بدون ما اقولك .
ميهاف : طيب انا ما كنت ادري انك حترجع امس .
زياد قبّلها مجدداً : طيب لا تروحي ، ميهاف والله وحشتيني مرة مرة مرة .
ميهاف نظرت إلى وجهها بالمرآة : أكيد ما حداوم بذا الوجه كفايه ، بكا امس فقع لي وجهي وتزيدها علي اليوم .
ضحك وابتعد عنها قليلاً بينما استدارت هي عليه : بس ايش اقول ؟
زياد : مو لازم تقولي شيء اجليه لظروف خاصه وانتهينا .
عبست بوجهها : بس ؟
زياد : حيااتي اجلسي برضاك لاتجلسي وانتِ مغصوبه .
رمقته بإزدراء بعد ان وبخها يقول " اجلسي برضاك " !!!!
ضحك زياد اكثر : خلاص خلاص بكلم امي تروح عنك اليوم .
ميهاف همت بمنعه لكنه تجاهلها واتصل على والدته واخبرها ان تذهب اليوم للإجتماع عوضاً عن ميهاف .. لم تستأ فجر بل رحبت بالأمر وطلب زياد منها ان تسمح لميهاف بآخذ إجازة ..
اغلق الخط ، ميهاف : ايش قالت ؟
زياد ابتسم وهو يمسح خدها : قالت خليها تاخذ راحتها وانبسطواا ، انا تعبتها معايا وما حعطيها بس اسبوع بخلي اجازتها مفتوحه وقت ما بترجع ترجع ، شايفه كيف الموضوع بسيط ؟
ميهاف : قول لنفسك انت اللي فصلت علي بدون سبب .
زياد : انتِ لو تفكينا من راسك الياااااابس ذا ما كان فصلت عليك .

*****

وبعد مرور اسبوع فقط من تواجد ديمه بالمستشفى التي كانت حالتها تزداد سوءاً كل يوم ولم تخرج من صدمتها بما حدث ، وكل ما دخل هاني ليسألها وجدها تبكي وتهذي بإسم خالد ، حرفياً لم تكن بوعيها ابداً ولا تشعر بأحد ، كأنها تهيم في عالم آخر تماماً ..
خرج هاني وقد سئم من محاولاته في استجواب ديمه الغير واعيه .. حتى الطبيب النفسي لم تتجاوب معه ..
فتح هاتفه ، يظن أن الوقت المناسب قد أتى لإبلاغ خالد شقيق ديمه عن وجودها بالمشفى ، علّ رؤيتها لخالد سيحسن صحتها النفسيه والجسدية !
وأيضاً يريد رؤية خالد والتحقيق معه بأمر جابر لأن جميع ممتلكاتهم اتضح أنها بإسم خالد وليس جابر , ودون إقحام المباحث الفيدرالية بالأمر لأن خالد يعتبر مواطن نرويجي الآن وإذا أرادوا القبض عليه وهو بالنرويج ستتدخل السفاره النرويجيه بالأمر ..
يرى هاني أن الأسهل هي استدراج خالد للمجيء إلى جدة من أجل ديمه اولاً !!

\\

اما عند خالد في أحد منتجعات الإسترخاء في النرويج ، وتحديداً في يومهم العاشر ، رنّ هاتفه وهو يحتسي كوب القهوة .. ماريا التي غرست الشوكه في الحلوى : باباااا زوالك يرن . (جوالك(
انتبه خالد الذي كان يتحدث إلى بيان الشاحب وجهها : رقم دولي ، الوو .
هاني : السلام عليكم .. انت خالد ###### اخو ديمه ###### ؟
خالد عقد حاجبيه بإستغراب : وعليكم السلام ، وصلت ، سم ؟
هاني : سم الله عدوك .. حبينا نبلغك ان اختك بالمستشفى من اسبوع ...
قاطعه خالد بقلق : عسا ما شر ! ليش ؟ وانت مين ؟
هاني : انا اكلمك من المستشفى ، ما ندري وش اللي صارلها بالضبط لكن الظاهر اختك تعرضت لصدمه نفسية ، ونتمنى تجينا بأقرب وقت .. ضروري تشوفك لعل صحتها تتحسن وتساعدها بإنها تستجيب للعلاج .
خالد : صدمه نفسيه ؟ من وش ؟ وين لقيتوها ؟
هاني : اذا جيت راح تعرف هالتفاصيل من الشرطه ، احنا اتصلنا عليك نبلغك بوجودها عندنا بالمستشفى ..
خالد : بأي مستشفى طيب ؟
هاني : مستشفى #####
خالد : طيب طيب مع السلامه .
اغلق الخط بوجهه دون ان ينتظر رده ، ظل وجهه متجهماً وهو يحاول الاتصال على جابر لكن رقمه مغلق .. الخوف يجتاحه واسئلة بيان وترته أكثر ، نظر إليها وهو يقوم على عجل : ديمه بالمستشفى وجابر رقمه مفصول !! ايش بيكون صاير بجدة وما ادري انا ؟؟؟
غادر بسرعة لا تدري بيان إلى اين ذهب بالضبط !
ماريا : بابا فين لاح ؟
بيان : خلصي اكلك بسرعة عشان نروح نشوف فين راح .
ماريا حشرت باقي الكعك في فمها لتنتهي بسرعة ..
بيان : يا بنت مو كذااا كيف حتبلعي ؟
نزلت ماريا من الكرسي تشير لبيان ليلحقوا بخالد بسرعة ، لكن وجهها ازرق من اختناقها بالكعك ..
اخرجت بيان الكعك من فمها : مو قلتلك ماحتقدري تبلعي .
عقدت ماريا حاجبيها : طيب خلينا نلحق بابا بسلعه لا يديع . ( بسرعة - لايضيع )
في جناحنا الخاص ، وانا اجلس امامه والقلق بادٍ عليه يمسح وجهه هامساً : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ايش بيصبرني لبكرة انا ؟ محد يرد وجابر وسارة ارقامهم مفصولة !!! ما ادري وش صاااير ؟ انا قاايل سكوت ديمه مو مطمني بس ما جا فبالي ان الموضوع بيكون كبير !!
بيان : اهدى اهدى يا عمري خلاص مو حجزت ! تعوذ من ابليس واجلس وان شاء الله مو صاير الا كل خير .
خالد : بيان اي خير اقولك جابر وسارة ارقامهم مفصولة ، ولا السايق ولا الخدم ولا الحرس يردوا ولااا احد يرد !!! يطمنوني عالأقل ..
بيان : اتصل على اخواني او عيال سليمان اخليهم يشوفوا وش صاير ؟
نظر خالد إليها صامتاً ، لتفهم بيان أنه يود ذلك ..
اخذت هاتفها واتصلت على سلطان لكن سلطان لم يجب .. اتصلت على ريان ولم يجب ابضاً ، لكنها عندما همت بالاتصال على رواد اتصل ريان بها .. : هلا بيووونه .
بيان : كيف حالك ؟
ريان : بخير الحمدلله ، انتِ طمنينا عنك ؟
بيان : الحمدلله ، ريان حبيبي كنت بسألك اذا تعرف شيء عن ديمه اخت خالد او جابر وسارة ؟ المستشفى اتصلوا على خالد وقالوله ان اخته بالمستشفى وجابر وسارة محد فيهم يرد ويطمنا عليها ، ف قلت يمكن عنود تعرف شيء عن سارة ؟ وليش ماترد !
سكت ريان للحظات ثم قال : ما اعرف ايش اقولك , خالد اليوم بس يدري ان اخته بالمستشفى ؟
بيان : ايوة ، ليش انتو كنتم تدروا من اول ؟
ريان : لالا ، بس اسمعي .. ارجعي مع خالد احسن ، شوفوا اللي صاير بنفسكم .
بيان : ليش ايش صاير ؟ ريان لا تخوفني وتتكلم بألغاز !
ريان : والله يا بيان الحقيقه محد عارف وش صاير بس .. سارة وجابر مانعرف عنهم شيء وديمه برضو .
بيان غاضبه : لا والله مالك دااعي مرة افدتني يعني ؟؟؟
ريان بجدية : بيان الموضوع ان سارة وجابر مختفيين وابوها مسجل بلاغ اختطاف والشرطة تدور عليهم بس مالهم أثر ! والشرطة قاعدة تنتظر ديمه تتحسن حالتها عشان يفهموا منها ايش صار بس اللي نعرفه ان ديمه لسه تحت تأثير الصدمه وما اعرف وش اللي صاير بالضبط !
بيان : وانـــــــتم ليش ما تكلمتوا ولا بلغتوني لا انا ولا خااالد ؟؟؟ دام الموضوع واصل لكم ليش ساكتيــــــن ؟
ريان : والله ما كنا قاصدين نخبي انشغلنا بسلطان الفترة اللي راحت انفصل من عمله وانسجن ف كان الوضع مكركب بجدة ..
بيان : سلطان بالسجن ؟؟ ليـــــــش ؟
ريان : بيان الموضوع معقد وطويل ، وما ينفع اكلمك فيه عالجوال ، ارجعي وبنتفاهم .
بيان : واذا انا ما دقيت اسأل ما كان تكلمتوا صح ؟ ماني من اهلكم انا ؟
ريان : موو...
اغلقت الخط في وجهه بغضب ونظرت لخالد الذي ظل ينتظر ماستقول : ابغى ارجع معاك .
خالد : ايش قالك ؟
بيان سكتت للحظات : سارة وجابر مالهم اثر والشرطة تدور عليهم ، وديمه بالمستشفى ويستنوها تطلع من الصدمه عشان يستجوبوها ، الظاهر هي الوحيدة الشاهدة ..
تجمدت ملامح خالد ، ثم قال غاضباً : واهلــــــــــــك ما يعرفووون يتصلوون يبلغون يعني ؟؟؟ ما يعرفون ؟
بيان : سلطان كان مسجون الفترة اللي راحت ف كانو مشوشين ما جا على بالهم انك ما تدري !!!
فتح خالد خزانة الملابس واخذ ينثر ملابسه على الأرض ليملأ حقائبه .. بيان : خالد برجع معاك .
خالد : كلنا راح نرجع .. ماراح اخليكم هنا ما اعرف متى أرجع ، رتبي شنطتك وشنطة بنتك راح نكون بالمطار تسعة الصباح .
كانت الساعات تمر ثقيلة جداً على خالد الذي لم يهدأ لهُ بال ولم ينم حتى صعدنا للطائرة .. خطف غفوة صغيرة جداً لأن الإرهاق تمكّن منه .
لكنه استيقظ مذعوراً ينظر حوله , مدت بيان يدها لتهدئته : حبيبي بسم الله اشبك ؟
خالد تنهد براحة عندما استوعب انه في الطائرة : كم باقيلنا ونوصل ؟
بيان نظرت إلى ساعتها : خلاص ساعتين تقريباً .

حطت الطائرة على أرض جدة , لكن هذه المرة شعوري مختلف لم أكن متلهفه لرؤية أحد بل كنت مرعوبــــه مما ينتظرنا هنا !
إختفاء جابر وسارة ووجود ديمه بالمشفى ! ما الذي يحصل هنا يا الله !!
ما زاد استغرابي هو أننا وقفنا قليلاً لنختم جوازات دخولنا لجدة لكن الموظف عندما رأى اسم خالد ظل يتأمله للحظات ثم اجرى مكالمة , لم نفهم ما المشكلة لكن سرعان ما اعاد الموظف الجواز لخالد واشار له بأن يذهب بعد ان ختم الجواز ..
مشيت اتساءل : ليش كان يطالعك كذا ؟
خالد زفر بضيق : ما اعرف , الحين بما إننا وصلنا جدة راح نفهم كل شيء , شوفي سما وريّان هناك .. روحي معاهم .
بيان بهلع : وانت ؟ ما راح تجي معانا ؟
خالد : بروح اسلم عليهم وبعدها بروح المستشفى اتطمن على ديمه .
بيان : خالد انت ما نمت ولا ارتحت ودوب....
قاطعها خالد : ما راح اقدر ارتاح الا لما اشوف ديمه وافهم اللي صاير لها ولجابر وسارة يا بيان .. والحين الله يرضالي عليك خلينا نروح لأهلك .
سكتت لأنه لا يبدو بمزاج جيّد ومشيت أتبعه ونحن متجهين لريان والعنود وسما الذين أتوا لإستقبالنا من المطار ..

طرق الباب .. وقف هاني قائلاً لديمه : هذا خالد أكيـد .
لم يكمل كلمته الأخيرة إلا وخالد يدخل والقلق بادٍ عليـه : ديــــمه .
نظرت إليه واتسعت أحداقها وهمت بالنهوض من السرير لكن خالد سرعان ما اقترب منها وهو يعانقها بشدة ليهدأ قلبه المرتعب متجاهلاً وجود هاني او بالأصح لم ينتبه له : ايش اللي صارلك ياحياتي ؟؟

يا حياتي ..
اخبريني ما حدث ؟
ماذا دهاك ؟
من الذي أدرك منتهاك ؟
وآرقك ؟
من الذي قد اوجعك ؟
من الذي غيّب البسمة عن شفاهك ؟
واتعبك ؟
خطف ألوان الحياة من وجهك
وازهقك ؟
أخبريني .. لا تخافي
أخبريني ..
لا تظلي صامته
ما الذي قد آلمك ؟
ما أرعبك ؟
ابصريني.. ما دهاك ؟
الا تريني ؟ بلغيني
واشتكيلي ، او حتى اشتكيني

"كتابة : حنان عبدالله"
بكت بـ لَوعه تدفن وجهها في صدر خالد تهمس غير مصدقه بأنه هنا : خــالد .. انت موجود أنا ما أتخيل ؟
خالد : موجود يا قلبي انا جنبك , بس طمنيني ايش اللي صار ؟

تسألني ماذا حدث ؟
رأيتُ حفلة من جُثث
وكان " جابر " بينهم
متجبّراً
وأيّ قسوة قد وَرِث ؟
مازلت لا أصدق ما رأيت
كذِّبوني ..
ساعِدوني..
دثِّروني ..
هذا الذي اسدى إليّ وعوده
"لن أهجرك "
"لن أتركك "
"لن ادع سوءاً يُبصرك "
أيُّ وعدٍ قد نكث ؟
خيية مريرة تحيطُ بي وظلام ..
وأنتَ تسأل ماحدث ؟

"كتابة : حنان عبدالله"

اشتد بكاؤها قائلة : خاااالد , لا تخليني معاه راح يقتلني , خذني خذني لا تخليني هنا .. راح يحبسني ورى الجدران , راح يجبر سارة تقتلني !!
ابعدها خالد عنه بصدمه : تقصدي مين ؟
ديمه : جـابر .. راح يموّتني .. راح تقتلني سارة .. لا تخليني معاهم الله يخليـــــــك .
ليقطع صوتها صوت هاني : جابر حاول يقتلك هو وسارة ؟
عندها استوعب خالد وجود شخص ثالث معهم , نظر إليه للحظات ثم تجهم : خيــــر انت مين ؟
هاني : انا المحقق هاني .
خالد بحدة : واذا يعني المحقق هاني هذا ما يعطيك الحق تدخل علينا بدون استئذان .
هاني : انا موجود من قبل لا تجي انت .
خالد نظر إلى ديمه للحظات ثم غطى شعرها وهو يق متجهماً : وانت كيف تسمح لنفسك تشوفها ؟ تبي تحقق معاها وكأن وضعها يسمح ؟ وداخل طالع من عندها على كيفــــك ؟ وش هالفوضــــى .
هاني : لو سمحت احنا ملزومين ناخذ أقوال أختك ولهذا السبب برضو جبناك ...
قاطعه خالد : ممكن تضف وجهك وتخلينا لحالنا ؟


هاني : لا طبعاً , هذي فرصتي بما إنها تكلمت ! أنا لي أسبوع أحاول فيها انا والدكاترة واختك رافضة تعطينا وجه , بس بما إنها جالسه تسترسل بالكلام معاك فأنا آسف راح اضطر أخذ أقوالها .
خالد امسك بياقة قميص هاني : اسمع لا تخليني أطلع ديني عليك وخلينا لحالنا البنت أصلاً جالسه تهلوس , لما تستوعب نفسها ذيك الساعة انا بجيبك بنفسي تاخذ أقوالها .
ابعد هاني يد خالد عن قميصه : انت الظاهر ماتدري ان كلامها صح !

\\

وصلت إلى منزل سما برفقة ريّان والعنود وسما ..
بمجرد أن دخلت وقلبي ينقبض بشكل غريب لا أدري هل خوفاً على سلطان , ام قلقاً على حالة ديمه وكيف استقبلت خالد ؟
سقطت عيني على سلطان الجالس وكأنه كان بإنتظارنا , اتسعت ابتسامتي له لكن وجهه تجهم , بهتت ابتسامتي بإستنكار وانا امشي إليه : سلطــــــاااان ما وحشتك ؟
عانقته لكنه لم يحرك ساكناً , بل رد بوجوم : ما يوحشك غالي .
ابتعدت أنظر إليه واستغرابي يزداد : هو اللي يتزوج يصير رسمي مع اخواته ؟
سلطان نظر إلي : الحمدلله على السلامة .
بيان : الله يسلمك ياحبيبي , ووينها لمّــو ؟
سلطان : نايـمه .
بيان نظرت إلى ابنتها : ميرو تعالي سلّمي على خالو سلطان .
اقتربت ماريّا وهي تمد يدها الصغيرة : السلام عليكم .
ابتسم سلطان بلا وعي وانحنى وهو يقبّل يدها : وعليكم السلام يا حبيبة خالو .
حملها ووضعها في حضنه يقبّل خدها : ما بغينا نشوفك !
نظرت ماريا إلى والدتها : ماما ايس يقول ؟
سلطان : ايش هي بنتك ثقافتها نرويجية ماهي فاهمه علي ؟
بيان بضحكه : تفهم بس يمكن ما استوعبت .
ظلت ماريا تنظر في وجه سلطان , وضعت يدها على خدها وهي تمسحها بلطف : يسبه اللي اكلمو في الزوال (يشبه اللي اكلمه بالجوال)
سلطان : طيب انا نفسه .
ماريا : آهــــاااااا ايـــوه عرفت , يعني انت تعرفني مو صح ؟
سلطان : صـــح وقلتلك إذا جيتينا راح أوديكِ الملاهي .
ابتسمت ماريا بخباثه : وكمان بتوديني عند الاسكريم قلت .
سلطان : لا هذي ما اتذكرها .
بيان بتردد : سلطان ما قلتلي وش سالفة السجن ؟
تجهم وجهه من جديد , نظر إلى بيان قائلاً : ما قالولك يعني ؟
بيان : ما اعرف قالولي ان قضيتك تخص قضية لمياء ولأنهم عرفوا انك انت اللي مشيت بموضوعها عشان تطلع .
سلطان : يعني ماتدرين ان جابر هو اساس القضية ! يعني خالد ما قالك ؟ ما جابولك سيرة اني انسجنت وحققوا معاي ثلاث أيام بسبب القرابة بيني وبين جابر ؟ ما تدرين ان القضايا اللي كانت مطلعه عيوني أساسها جابر !
تجمدت ملامحها : ايش دخل جابر ؟
نظر سلطان امامه للفراغ : لمياء ما كانت الا نقطة من بحـــر جـابر , الظاهر ان هاني سوّا اللي قال عليه واستدرج خالد بديمه عشان يقدر يحقق معاه بدون مشاكل بالسفارات وبدون تعاون المباحث الفيدراليه .. بيان لآخر مرة أسألك ما لاحظتي تصرفات غريبه من خــالد ؟
بيان : سلطان ايش اللي قاعد تقوله انت انا مو فاهمه شيء !! تبغى تفهمني ان ...
قاطعها سلطان : قضايا القتل يا بيان جابر اللي دبرها , قضايا تجارة الأعضاء جابر وراها .. بس لما الشرطة كانت بتوصل لجابر جابر اختفى وكأنه فص ملح وذااااااب مو معقوله خالد مايـــدري !
بانت الصدمه على وجه بيان : اسألك بالله ان اللي تقوله حقيقي ؟
سلطان : وهل الموضوع يتحمل المزح ؟
بيان : بس اللي انت قاعد تقوله شيء كبيــــــر كبيـــــر مرة يا سلطان , انت قاعد تتهم جابر انه .. مستحيـــــل , طيب وســـارة ؟
سلطان : سارة ابوها رافع بلاغ انه مخطوفه لكن الأكيد انها هاربه معاه ماهي مخطوفه , الشرطة جالسه تحقق بتورط سارة أصلاً مع جابر وانها عضو من عصابة جابر .. اللي زايد الموضوع شك هو قرابة لمياء وسارة .
ليقول ريّان حينها : بيان لما كانت الشرطة بتحجر أموال وممتلكات جابر , سواء الشركة , سواء حساباته البنكيه , سواء الفيلا طلعت كلها مسجله بإسم خالد , وجابر مايمتلك من الشركة إلا أسهم بسيطة , وحساباته البنكية كلها خارجية اما حسابه المصرفي السعودي مافيه الا مليونين بس مو معقوله شخص يتعامل مع السوق السوداء ماايتغير رقم حسابه خلال ثلاث شهور الا بشيء جداً بسيط !
سلطان : بيان الموضوع كبيـر , كبيـــــر وملغوص فيه ثغرات كثيـــرة ماهي مفهومة , لكن لوو خالد له علاقة لو واحد بالمية وكان يدري عن كل هذا وسااااكت انتِ ماراح تجلسين على ذمته دقيقه وحدة !
بيان : انت ايش قاعد تقول !
سما : سلطان طوّل بالك أكيد خالد مايدري لو يدري كان لاحظنا ...
سلطان : احنا حتى جابر ما شكينا فيه ولا واحد بالمية كيف تبينا نلاحظ على خالد اللي أصلاً مانشوفه !!
بيان : وخالد كيف بتكون له علاقة بالموضوع اذا احنا أصلاً بالنرويج ؟
سلطان : عادي مافي...
قاطعهم ريّان عندما بدأ يلاحظ انهم سيتجادلون بالامر : لا نستبق الاحداث للحين مافي شيء أكيـــد !
حينها قامت سما تنادي إحدى الخادمات ثم قالت : خذي اغراض بيان ورتبيها بغرفتها لو سمحتي .
بيان : يمكن يمرني خالد ..
سلطان : ماظنتي ...
سما بمقاطعه : راح ترتاحي عندنا اليوم وبكرة خير ان شاء الله .
شعرت بالقلق لا تدري لمَ !
وقفت بيان : طيب بعطيه خبر اني بنام اليوم هنا .

تنفست بعمق عندما اجابها : هلا .
بيان : انت بخير ؟
خالد : الحمدلله .
بيان : وديمه كيف حالها ؟
خالد : الحمدلله .
بيان : فيه شيء ؟ اوو عرفت ايش صارلها ؟
خالد : ينفع نتكلم بعدين ؟ لأني الحين مشغول شوي .
بيان : خالد لاتخبي عني شيء !
خالد سكت للحظات : ان شاء الله خير ..
بيان : طيب انا دقيت عشان اتطمن عليك واقولك اني بنام هنا عند اهلي بس عادي متى ما خلصت وتبغانا نرجع اتصل علي .
خالد : ماشي , تصبحي على خير .
اغلقت الخط وعادت مجدداً لتجلس بينهم , اخذوا يتبادلون الأحاديث المتفرقه لكنها ظلت صامته شاردة الذهن تفكّر فيما قالوه وفي نبرة خالد الغريبة ..
زفرت بضيق وقطعت حوارهم متسائلة : كيف دريتوا ان جابر له علاقة بالتجارة والقتل ؟
سكت الجميع لوهله ثم قال سلطان : ما كنا شاكين فيه نهائياً بس , لما استجوبنا لمياء قبل 3سنوات كان دافعها للقتل دافع شخصي , واللي ساعدها بإستدراج ضحاياها كان بتّال .. وقالت انها ماتعرف دافع بتّال بإنه يغدر بأصحابه لكنها متأكدة إنه تابع لشخص إسمه جابر .. وقتها عطتنا اسم جابر وانه مالك مؤسسة ###### ثاني شيء تأكدنا من براءة لمياء وانها ماتدري عن تجارة الأعضاء ف الأكيد ان الموضوع أكبر من انه دافع شخصي وبس , دورنا عن بتّال بس مالقيناله أثر , وتحرينا عن جابر لكن جابر سجلاته نظيـــفه وحياته مافيها شيء تثير شكوكنا ناحيته , لكن يظل بتّال اهم طرف مختفي ..
قاطعته بيان غاضبه : وبس هذا اللي اكد لك ان جابر متورط معكم وتبغى تشككني بخالد كمان ؟ بس لأن حضرة الأخت لمياء هي اللي قالت ؟ ايش اللي يثبت أساساً ان لمياء صادقه ؟ وانها فعلاً بريئة من قضية التجارة , وحدة قتلت ما بيصعب عليها تتاجر باعضاء ..
سلطان بمقاطعه : جابر هو اللي كان خاطف بتال طوال هالثلاث سنوات , تتوقعي لو ما كان لجابر علاقة ايش اللي بيخليه يخفي بتّال طوال هالوقت ! إذا فعلاً جابر ماله علاقة ليش أول ما اكتشفت الشرطة مكان بتّال اختفى جابــر ؟ كيف حابه تبرري لبصمات جابر وسارة اللي لقيناها عالمسدس ؟ والممر السري اللي بفيلا اهل خالد ؟ اقنعيني ان خالد ما كان يدري عن الممر السري اللي ببيتهم , لا وبزيدك ان الممر السري كان أصلاً طريق تحت الأرض يربط أكثر من 3 فلل ببعض إذا مو أكثر لكن بعض الطرق كانت مسدودة , جابر ماهو بجدة أصلاً وما أتوقع يخفى على خالد إن جابر يمتلك طيارة خاصه بإسم خالد , حطت الطيارة بأسبانيا وكان فيها 5 اشخاص لكن ما كان من بينهم " سارة وجابر وبتال " والأكيد إنهم دخلوا أسبانيا بهويات مزورة .....
قطع سلطان حديثه وقام بهلع عندما صرخت بيان بألم وهي تحيط يديها ببطنها وتنحني , تغمض عينيها بقوة وتعض على شفتيها السفلى ..
سما جلست امام بيان بسرعة : اشبك ؟
بيان بأنفاس متقطعه : بــ طـنــي .. أحــ س إنـ ـي أنـــ ـزف .
عندها قالت العنود بصدمه وهي تنظر إلى مكان بيان : دم ..

\\

في المستشفى , وقف سلطان عندما رأى خالد قادماً إليهم بخطوات سريعه ووجه مفزوع : وينها ايش اللي صار ؟
سلطان : استهدي بالله للحين ماطلع الدكتور , إذا طلع بنفهم منه كل شيء .
خالد : ايش صارلها ليش دخلت للمستشفى ؟ انتوا قايلين لها شيء ؟
سلطان بتفحص : ليش هو فيه شيء ماتبغاها تدري عنه ؟
اقترب خالد من سلطان بنظرات حاقده لكنه قبل ان يهم بإمساكه وقف ريّان بينهم : اعصابكم ترانا بمستشفى مو ناقصين فضايح .
قطع عليهم صوت آخر من بينهم وهو ينادي : سلطان .
عندها نظر سلطان تجاه الصوت ورأى هاني الذي تبع خالد إلى هنا , ذهب سلطان لهاني : ايش صار ؟
هاني وعينيه على خالد الذي كان ينظر بقلق إلى الغرفة التي تضم بيان فيها : ما قدرت أوصل معه لشيء كل ما قلتله عن شيء كذبني ولعن خيري او انه قاعد يظللني ويلعب دور المصدوم وبس .. مين هنا ؟
سلطان : بيان .
لم تفت سلطان ابتسامة هاني وهو يكرر بخفوت : بيان , ماتشوف شر إن شاء الله .. إلا وش صار فيها ؟
سلطان رمقه بنظرة : ليش مهتم ؟
هاني : نتطمن على بنت جيرانا مو أكثر .
سلطان : للحين ماطلع الدكتور يطمنّا , وترى متزوجة .
هاني نظر إلى خالد : الله يوفقها وتطلع هالمرة اختارت صح .
لم يسمع سلطان ماقاله هاني لأنه ابتعد عنه بعجله عندما خرج الطبيب : الحمدلله حالتها مستقرة وقدرنا ان شاء الله إننا نعوّض الدم اللي فقدته ..
قاطعه خالد : طيب هي ليش نزفت ؟
الطبيب : واضح انها ارهقت نفسها وجسمها ضعيف مايتحمل الإرهاق خصوصاً وهي حامل , بس تطمنوا الحمدلله هي بخير والجنين بخير , يمكن لو تأخرتوا شوي كان صعبت حالتها بس الحمدلله لحقتوا عليها بسرعة .
ريّان : انت خليتها تركب طياره وهي حامل ما استشرت دكتور قبل ما تجيبها ؟
خالد : ما أدري انها حامل .
سلطان غاضباً : ودي اعرف انت تدري عن وش بالضبط كل شيء ماتدري عنه .
خالد : اسمع اقسم بالله ماني برايق لك فكني من شرك اليوم .
ابتعد عنهم وهو يدخل إلى غرفتها وقال قبل أن يغلق الباب : لحد يدخل .
ريّان : حشا غرفة نومك ؟ حتى احنا بنتطمن عليها .
خالد : شوفوها بعدين .
اغلق الباب , ريّان بقهر : هالبزر شفيه ؟
سلطان نظر إلى هاني : انت لو متعوذ من ابليس ومتزوجها بدال هذا مو كان أحسن ؟
ضحك هاني : راحت علي .

جلس بجانبها ونظرت إليه بعيون دامعه : خالد .
حاولت النهوض لكنه منعها عن ذلك وهو يمسح شعرها بلطف : ليش ماقلتيلي إنك حامل ؟
بيان : ما كنت أدري .
خالد : تحسي بشيء ؟ فيه شيء يوجعك ؟
بيان هزت رأسها بالنفي : بس ..
خالد : بس ايش ؟
بيان بعبره : سألتك بالله انت مو مخبي عني شي صح ؟ ولا تدري عن قضايا جابر ولا لك دخل فيها , خالد سألتك بالله قول لي ما ابغى اسمعها من غيرك , ماعاد فيّا حيــــل انصدم بأحد .
خالد ابعد يده عن شعرها وتنهد : والله ما أدري عن شيء ولاني مستوعب شيء من اللي يصير بس حتى لو كذّبت كلامهم ديمه جالسه تردد نفس الكلام !
أمسكت بيده : طيب ايش راح يصير ؟؟؟
حينها قطع حوارهم دخول ريّان وسلطان , خالد : انا موقلتلكم لاتدخلون ؟
سلطان : لما تصير الغرفة بإسمك تدخّل .
ضحكت بيان من بين دموعها حين قال ريّان : عاجبينك هالبزران ؟ واحد مايبينا ندخل نتطمن عليك والثاني إلا يبي يعانده .

\\

في مكان آخر والهاتف على أذنه , قال بجمود : نفّـــذ .
الطرف الآخر على الهاتف : أمرك .
: أي غلطة انت راح تتحملها تذكّر هالشيء .
الطرف الآخر : لا تشيل هم طال عمرك , كل شيء راح يصير نفس ما اتفقنا عليه .

\\

صباحاً بالمشفى ..
يمشي بين أروقة المشفى بخطى هادئة وهو ينظر إلى ساعته , يظن انها مستيقظه الآن , يريد الإطمئنان عليها قبل مغادرة المشفى .
توقفت خطواته على بعد ثلاثة أمتار عن غرفتها , رفع حاجبيه بتعجب من تجمع الممرضات والطبيب وحتى الشرطة وهاني من بينهم على غرفتها والقلق بادٍ عليهم , همسات كثيرة تدور بينهم وخطواتهم المتعجله خروجاً ودخولاً إلى غرفتها , تساءل في خُلده "ماذا يحدث ؟" حين استوعب انها غرفة ديمه اسرع بخطواتهم بقلق متسائلاً : ايش صاير ؟؟
توقفت إحدى الممرضات تنظر إليهم والتوتر بادٍ عليها : انت مين ؟
خالد : انا , انا اخوها , طمنيني هي فيها شيء ؟ ليش متجمعين هنا ؟
الممرضه سكتت للحظات وهي تتنهد : المريضة مفقوده .
تجمدت ملامحه , ابعدها عن طريقة بسرعة وهو يدخل إلى الغرفة الفارغة من ديمه لكنها تضم عدد من الشرطة والطبيب المسؤول عن ديمه .
خالد أمسك الطبيب : وين راحت ؟؟ وين ديمه ؟
هاني ابعد خالد عن الطبيب قائلاً : تعوذ من ابليس وان شاء الله نلقاها بخير .
خالد دفع هاني بحدة : أي خيــــــر انت الثاني ؟؟ كيف طلعت البنت إذا انتو متناوبين عالغرفة ولا تدروا وين راحت ؟؟
دخل أحد رجال الشرطة وهو يرفع كيس بلاستيكي قائلاً : لقينا هذي مرمية بسلة المهملات .
هاني : ارسلها للفحص خلهم يرفعون البصمات اللي عليها .
خالد غاضباً : انت ماراح تتكلم يعني ؟
هاني ببرود متعمد : ديمه انخطفت .
امسكه خالد من ياقة قميصه بإنفعال وهو يهزه بعنف : كيــــف تنخطف وين كانوا رجال الشرطة المتناوبين على حراستها ؟؟
هاني حاول ابعاد خالد عنه لكنه كان يمسكه بشدة , هاني : يمكن حبوا يوصلولك رسالة بإنك تشتري سلامتها بسكوتك ؟؟
لكمه خالد بقوة على وجهه ثم امسكه مجدداً من قميصه صارخاً : أقولـــــك وينهاااا ؟ أجّل خرابيطك لبعدين , وين ديــــمه ؟ لا تقهروني فيها انا ماعاد باقيلي إلا هالبنــــت لا تختبر صبري فيها !!
هاني دفعه عنه بنفس القوة وقيّد يديه خلف ظهره صارخاً : قلتلك انخطفت وش اللي ماتفهمه انت ؟؟
خالد حرك رأسه للخلف بقوة ثم دفعها للأمام ليضرب رأس هاني الذي أفلت خالد وهو يمسك مقدمة رأسه بصدمه من ثوران خالد , لم يكن يتوقعه بهذه الشراسه ..
خرج خالد بسرعة كالمجنون يمشي بين أروقة المستشفى يناديها بكامل صوته : ديـــــــــــمه .

\\

أجرى اتصالات عديدة , رفع بلاغ بإختطافها المجهول الذي سجلته الشرطة أصلاً قبل ان يقدم خالد بلاغه .. لأن هاني سبقه بتقديم البلاغ ..
ضرب رأسه في مقود السيارة مرة تلو أخرى , يشعر أنه سيفقد عقله في أيّ لحظة , ما الذي يحدث يا الله !!
حاول الإتصال مجدداً بجابر , مرة تلو أخرى لكن النتيجة واحدة , والهاتف مغلـــــق ..
اسند رأسه على المعقد وضربات قلبه تزداد , الخوف يسيطر عليه , ماذا فعل جابر ؟ لماذا هرب ؟ لماذا تركهم فجأة .. لمَ خُطِفت ديمه ؟؟
أيّ جحيم قد اوقعهم به جابـــر الذي لا يجيب على أي اتصال .. لمَ تبحث الشرطة عن جابر ؟ هل فعلاً جابر متورط بقضايا تجارة أعضاء ؟ قضايا تحريض على القتل ؟ قضايا تزوير ؟ قضية إختطاف ؟
حسناً ... مع كل هذه الجرائم التي لم يستوعبها لا بأس ان يظل جابر مطارداً من الشرطة لكن ! لمَ خُطِفت ديمه ؟؟
بلا وعيٍ منه , قاده الطريق إلى الفيلا آملاً أن يجد ديمه هناك ويستيقظ من كابوسه المرير ..
لكنه بمجرد أن وصل إلى الفيلا وجد باب الفيلا مغلقه بالكامل بشرائط صفراء تحذر من دخول الفيلا ..
سحب الشرائط بغضب وألقاها على الأرض , فتح الباب ودخل ينظر يمنة ويسره شعور غريب يتسلل إليه , يشبه الحيرة والخوف مما سيواجه , كيف كان ينعم بحياة هادئة في النرويج ثم يجد نفسه محاطاً بالمصائب في جدة بلا مقدمات ؟؟
فتح الباب الداخلي للفيلا , الفيلا خاليه تماماً من أيّ شخص عداه , يمشي بلا هُدى يشعر وكأن المنزل غريب عليه , غريب عليه هذا الهدوء وهذه الفوضى .. وقف أمام الحائظ وهو يرى أنهم نزعوا الخزانة التي كانت كباب للممر السري .. حتى هو لم يكن يعلم أن هناك مخرجاً خلف هذا الحائط !!
دخل الممر الضيق ثم وقف في نهايته وهو يرى حائطاً آخر في وجهه , مستحيل أن يكون الممر مسدوداً بحائط , الأكيد أن هذا الحائط أيضاً يخفي خلفه شيء !
اقترب من الحائط ووضع أذنه عليه , طرق الحائط بهدوء حتى شعر بالتجويف الذي خلفه .. ظل يمشي ويطرق الحائط يحاول تحديد سعة التجويف لكن يبدو ان الحائط يغطي تجويف كامل خلفه .. حاول دفع الحائط , ركله , ضربه , ابتعد بضعة خطوات عن الحائط ثم اندفع إليه بقوة وهو يدفعه .. لكن هذا لايجدي ..
خرج من الممر يبحث عن أي شيء يستطيع تحطيم الحائط به ..
عاد وهو يحمل بيده مطرقه ..
ضرب الحائط بكامل قوته حتى أحدث شق .. استمر بالضرب حتى اصبح الشق فجوة .. لم يكن الحائط سميكاً بل كان رقيقاً جداً لذا استطاع احداث فجوة فيه .. لم يتوقف حتى كسر جزءاً كبيراً من الحائط استطاع الخروج منه ليرى ما خلفه .. ما كان إلا طريقاً ممدوداً على مد البصر , صرخ يائساً : ديـــــــمه .
وتردد الصدى في أرجاء المكان ..
ظل يتأمل المكان من حوله بحسرة , لم يكن جابر يكذب حين قال ذات مرة ..

"وبينما هو يحتسي الشاي شعر بهزه أرضيه خفيفه جداً لكنه فزع منها ونظر إلى جابر : حسيت بالزلزال اللي صار ؟
ضحك جابر : زلزال مرة وحدة ؟ لا تخاف جالسين يحفروا نفق تحت الأرض .
خالد : وش دراك ؟
جابر : انا اللي طلبت منهم (ثم ابتسم) مخرج طوارئ للأزمات ."

لم يصدقه خالد وقتها ظن انه يمزح , لكن مر وقت طويل جداً على هذه الذكرى , ما يقارب العشر سنوات .. هل كان جابر منذ ذلك الحين يخطط للهرب ؟
لا يريد سوى أن يفهم من جابـــر مالذي يحدث ؟؟ هل مايُقال عن جابر صحيح ؟؟ إن كذّبهم جابر فسيقف في صفّه , لكن لمَ جابر لا يُجيب ؟

غرق بالأسئلة , بالحيرة , بالذكريات , يشعر وكأنه في دائرة تدور بسرعة وتصيبه بالدوار , لكنه لا يملك القدرة على إيقاف دورانها ..
سمع صوتاً خلفه يقول : لقينا شخص !!
ثم صوت خطوات سريعة توقفت فجأة ثم قال : كبّلوه وخذوه لقسم الشرطة .

لم يقاومهم عندما شعر بهم وهم يمسكونه بقوة , ثبّتوا كلتا يديه خلف ظهره وكبّلوها , كان مستسلماً جداً يظن أنهم أمسكوا به لانه دخل إلى الفيلا بالرغم من وجود تلك التحذيرات ..
لكن بمجرد أن اخرجوه من ذلك الممر الضيّق , رأى أمامه جثّه مغطاة بغطاء أبيض .. اتسعت احداقه بصدمه وهم بالإسراع إلى الجثه صارخاً : ديــــــــــمه لأ لأ مستحيــــل ديمه ..
أمسكوا به بسرعة قبل أن يفلت من بين أيديهم , لكن جلس على ركبتيه بجانب الجثه مفزوعاً : ليش ليش مغطيينها , لالا هي ماهي ميته فكوها ليش ليش كاتمينها بالغطا , ابعدوه عنها لاتموووووت .
تهامس الشرطة فيما بينهم .. ثم اقترب منه أحدهم يجلس أمامه بالضبط والجثه بالوسط بينه وبين خالد , ركز نظرته على خالد رافعاً إحدى حاجبيه قائلاً : ديمه ؟ (امسك بطرف الغطاء وهو يبعد الغطاء عن الجثه ببطء) متأكد إنك ماتعرف صاحب الجثه ؟
ظلت نظرات خالد مثبته على الجثه أمامه وعندما انكشف وجهه زفر لم تكن ديمه , كان شخصاً غريباً أول مرة يراه فيها لكن لايُهم , المهم أنها ليست ديمه ..
اشاح بوجهه عن الجثه ونظر للشرطة : وديمه وين ؟ مالقيتوها ؟
قطع عليه الشخص الذي أمامه : وهذا ؟ ماتعرفه ؟
عاد خالد ينظر إلى الجثه بأنفاس مضطربه , يقسم انه لا يهتم ولا يعلم حتى من يكون ولمَ جثته موجودة بالفيلا !! , لا شيء يتردد في عقله سوى ديمه , ديمه المُختطفه فقط .

في مركز الشرطة وخالد يجلس امام الطاولة المستطيله بشرود , هادئاً ساكناً ظاهرياً , لكن أفكاره لم تهدأ , لم يستوعب أصلاً أين هو كل ماكان يفكّر به أين تكون ديمه ؟ هل من الممكن أن من أخذها هو جابر ؟
سحب الكرسي المقابل لخالد وجلس : ممكن أفهم سبب وجودك بالفيلا مع اني حذرتك ماتروح لها ؟ وكيف وصلت جثة بتّال لهناك ؟
ظل خالد على حاله ولم يحرك ساكناً .. تنهد هاني : خالد ماعندي وقت اضيّعه معك فرجاءً ..
قاطعه خالد : ما أعرفه .
هاني عقد اصابعه تحت ذقنه : طيب كيف مات ؟ هل خطف ديمه له علاقة بموت بتّال ؟
خالد رفع عينيه ينظر إلى هاني : انت جاوبني !
هاني بقلة صبر : يا الله ..

خرج هاني ثم خرج خالد بعده مع الشرطة ونظراته الحاقدة مصوبه ناحية هاني الذي اداره إليه ظهره وهو ينظر إلى سلطان الذي قال بصدمه : ايــــش ؟
هاني : مارضى يعترف بشيء , يراوغ , بس البصمات اللي كانت على أداة الجريمة كانت بصمات خالــد .
سلطان : الخسيــــــس طوال هالفترة يستغفلنا , طوال هالفترة يلعب لعبته وانا الغبي اللي أحسبه ... هيّن والله ما أكون سلطان ال##### إذا ما مات مقصوص ..
هاني : بالنسبة لأخته ..
قاطعه سلطان بغضب : بقلعتها .. الأكيد انه مسوي هالفيلم عشان يطلعها من الإستجواب , ولا ليش ما انخطفت البنت إلا بوجوده !!!
هاني : سلطان ترى جثة بتّال لها 5 أيام بالفيلا محد درى عنها .. وهالوقت ما أظن خالد كان موجود بجدة ..
سلطان : بس مافي شيء يثبت إنه ما كان بجدة !
هان : دخوله لجدة تسجّل من ثلاث أيّام بس .
سلطان : لا تنسى إن القضية فيها تزوير يعني ما بتكون صعبة عليه يزوّر دخوله !
هاني زفر بضيق : أظن إننا لازم نستجوب بيان ...

\\

دخلت إلى الفيلا ودموعها تهلّ على خديّها ليدخل سلطان بعدها بملامح لا تبشّر بالخير أبداً .. احتضنتها سما بقلق : إشبك ؟ ليش تبكي إيش صاير ؟؟ سلطان ايش صاير ؟ شفيها وجيهكم كذا ؟
اكتفت بالبكاء دون أن تجيب , اما سلطان مسح وجهه وهو يقول : خالد ..
عندها ابتعدت بيان عن حضن سما : والله كذب مستحيل يكون خالد اكيد فيه شيء غلط .
سما : طيب فهموني شفيه خالد ؟
سلطان : المركز أمروا بإعتقاله , لانه من المشتبهين فيهم بقضايا القتل اللي صارت من أربعة سنوات ..
سما اتسعت محاجرها بصدمه : نعم ؟؟؟
سلطان ثم قال بغضب : وانا وقفوني من التحقيق لأنه نسيبي .. والأخت مو راضيه تفهم .
بيان وبكاؤها يزداد : ماهو خالد والله ماهو خالد كيف خالد يا ناس واحنا كنا بالنرويج ؟؟
سلطان : والأدله اللي لقوها ضده ؟؟ بتكذبي كل هذا ؟؟
سما : كيف صار كذا ؟ انت قلت إن الأدلة كلها ضد جابر , وان الشرطة تدوّر على جابر , كيف صار خالد كمان ؟
سلطان : لأنهم لقوا بتّال مقتول والبصمات اللي بمسرح الجريمه كلها ترجع لخالد .. الشرطة لما داهمت الفيلا لقت خالد فيها وجثة بتّال موجودة , الأكيد إنه راح يخفي جثة بتّال لكن الشرطة لحقوا عليه ..
بيان : قـــــول شيء يدخل العقل لا تتبلى عليـــه , خالــــد ماعمره أذى أحـــد عشان تتهمه بالقتل ! خالـــد طول عمره بحاله مستحيـــل يكون قاتـــــل مستحيــــل , والله العظيم قال لي إنه مصدوم من اللي انقال له عن جابــر ولا يدري عن شيء .
سلطان صارخاً : وانتِ صدقتيه بس لأنه قال لك ؟؟
سما : سلطان انت متأكد من اللي تقوله ؟
سلطان : إيه هذا اللي قاله هاني , بس .. خالد له حجة غياب قويــة رغم ان البصمات اللي بالمكان بصماته , لكن بتّال له خمسة أيّام مقتول وخلال هالمدة خالد كان بالنرويج على حد قوله هو وبيان , بس للأسف القضية كمان فيها تهمة تزوير , فما بتكون بعيدة عن خالد إنه مزوّر دخوله ...
بيان : وبتكذبنـــــي انا كمـــــان ؟ قلتلك اقسم بالله كنا بالنرويج ماجينا إلا لما جيتوا انتم استقبلتونا .. شفيك ؟ بتكذب حتى عيونك ؟
سلطان : وش دراني يمكن لعبة لعبتيها معاه عشان تغطي عليه ؟
بيان بصدمة : مو طبيعي انت جنيـــــت ؟؟ أغطي عليه ليش ؟ إذا كنت أدري إن خالد قاتل بغطي عليه ليــــش ؟ تحسبني من طينتك ؟ أدري إن لمياء مجرمه قاتله استباحت دم ناس مالهم ذنب وبكل برود برأتها , تحسبني زيّـــــــك ؟
صفعة قويــــه تلقتها بيان من سلطان .. انخرست بصدمة وهي تمسك خدها .. لم تستوعب ما حدث لكن الألم الذي تشعر به يؤكد لها أنها فعلاً صُفعت من سلطان !
سما بغضب وهي تدفع سلطان عن بيان : سلـــــــطاااان انهبلت انت ؟
سلطان يتنفس بغضب : سامعتها وش تقــــول ؟ اقسم بالله لو عادك جبتي سيرة لمياء على لسانك مابيصيرلك خير .
بيان صرخت في وجهه : ليـــــش لأن الحقيقه تزعــــل ؟ إذا فيه أحد تسبب بفصلك ف هو إنت انت ماهو خالد , خالد ماله علاقة لا فيك ولا بقضاياك , مو لانك فشلت ودافعت عن مجرمه وفصلوك ترمي بلاك على غيــــرك .. جبـــــان واجه نفسك ..
اقترب سلطان من بيان والغضب واضح على وجهه , وقفت سما بينهما : والله العظيم ماتقرب منها ..
بيان ما زالت تصرخ في وجهه : لا خليـــــــه ايش بيسوي يعني ؟ بلقى كف ثاني ؟ وعشان ايش ؟ عشان قلت الحقيقه بوجهه ؟ لميااااااء مجرمــــــه قااااتله ، مريـــــــــضه ، حتى لو حااااولت تنكر ، حتى لو طلعت لها الف ملف وتقرير نفسي ، هذا ماااا يشفع لها ولا يبرر ذنبها ..
سما : بيااااان خلاااااص .
انتهز سلطان فرصته وامسك بيان من يدها بقوة ، لم تكف بيان عن الصراخ واستفزازه : حتى لو كنت احااااول اغطي على خااالد انت آخر واحد يتكلم ...
صفعة تلتها صفعة اخرى بغير وعي منه لما يفعل ، كان يحاول افراغ غضبه فيها كان يحاول اسكات صوته الداخلي الذي يؤيد كلامها .. متناسياً أن هذه بيان ، بيان التي اعتبرها طوال الوقت توأمه .. صديقته ، أخته وحبيبته .. لا يرى إلا الغضب إلا الذنب ، إلا الخوف من أن تنطق بيان ما حاول دفنه في أعماق قلبه ، خوفه من لمياء وعلى لمياء .. لم يتجرأ على التفكير بهذا الأمر ، بأنه برأ مجرمه ، قاتله وأحبّها لدرجة أنه يرى أخطاءها جميعاً مُبررة ولا تستحق العقاب .. او تحمُّل الخطيئة !
لم تستطع ابعاد سلطان عن بيان التي انهارت باكيه ومحاولاتها بإستفزازه انقلبت لتوسلات : خلاااص خلااااص فكني ، سلطاااان تضربني عشانها ؟ عشان لمياء ؟ انا بياااان ، سلطان انا بيااان أختك .. سلطان وقــــــــف انا حااامل ، خلاااااص ....
اتصلت على سليمان قائلة برعب : الحـــــــــــق بيموتها المجنـــــــون والله بيقتلها ، سلطان انجن ، سليمان تكفى تعال بسرعة بيان حتموووت بيده .
تركها بعد ان خارت قواها في الدفاع عن نفسها .. تركها بعد ان غطت دموعها على عينيها ، تركها بعد ان بُح صوتها الباكي .. تركها وهي منهارة على الأرض ، تضم ركبتيها لصدرها ، دفنت وجهها بركبتيها .
اما هو فغادر المنزل .. اقتربت سما منها ودموعها على وجنتيها مسحت على شعرها : بيان ياروحي اسفه والله اسفه ماقدرت ابعده عنك .. انتِ بخير ؟
لم تلقى جواب بل زادت عبرات بيان وزاد بكاؤها المُر ، عانقتها سما : بسم الله عليكم ايش اللي صابكم ؟ ايش اللي دخّل الشيطان بينكم .
رفعت بيان وجهها المحمر من اثر الصفع والبكاء هامسه : لميااء .. إذا فيه شيطان فهي لمياء ..

ضمتها سما اكثر : خلاص ياعمري اهدي ، والله ما تعدي عليه ، انا كلمت سليمان ، وحيجي يتفاهم معاه ، ولا يصير خاطرك إلا طيب ...
بيان : وانتو ليش تجيبوني من النرويج عشان تبهذلوني ؟ ليش تجيبوني ، انا مرتاحه هناك مالي ولا علي من احد ، ليش تجيبوني وترموني بالنار كل مرة ؟ انا مو أختكم ؟ ايش قساكم علي ؟ لأنكم من كارلين وانا لا ؟
سما : لاتقولي كذا , والله إننا نحبّك وما تغيّر شيء .. لاتفكري فينا كذا , لا يجي فبالك اننا بيوم راح نخليك والله لو يتخلى الكل عنك انا بظل أختك وإنتِ أختي ..
بيان رفعت رأسها : تصدقي اللي انقال عن خالد ؟ سما خالد والله العظيـــــم ما يسويها ..

نزلت من الدرج وهي تسمع أصواتهم التي تعالت , دخلت إليهم عاقدة حاجبيها : لا تصافقوا انتو كمان احسن !! خير ايش صاير ؟
سلطان نظر إلى سما بحدة : وينها ؟
سما : ولك عين تسأل عنها بعد اللي سويته فيها ؟ اختك هذي أختــــك كيف تمد يـــدك عليها .
سلطان : تستاهل عشان تعرف حدودها مرة ثانية .
سليمان بغضب : انت اللي لازم تعرف حدودك , من متى واحنا نضرب يا سلطان !!
سلكان وقف : يعني الحين انا الغلطان ؟ انتِ شفتي بعينك وش قالت ؟
سما : غلطان ونص ولا هذا أسلوب تتناقش فيه معاها ؟ البنت مصدومه طبيعي بتنفعل وانت إلا بتطلع زوجها مجرم أكيد بتنفعل .
سلطان : ما خلاها تتمادى الا انتو , طوال الوقت واقفين بصفها لو انها وش سوت ...
سليمان : وش سوت ؟ ولا لأنها ما قالت إلا الصح , كلنا وقتها وش قلنالك ياسلطان ؟ قلنالك لمياء ماتصلحلك , بتضرك ما تضمنها بكرة تمل منك وتقتلك بعذر مرضها النفسي اللي برأتها فيه ..
سلطان : اقسم بالله الكلام معكم ضااااااايــــــع تاركين سالفة خالد واخوه والمصيبة اللي احنا فيها ومنشغلين بسالفة لمياء اللي المفروض قفلنا عليها من سنة واكثر ! انا ليش اعوّر راسي واجادلكم أصلاً ..

\\

اختبأ في مكان مظلم لكيلا يراه أحد , فتح هاتفه وقال : الشرطة قاعدة تتحرى عن خالد , وعن وجود خالد بالنرويج بنفس وقت مقتل بتّال .
هو بنفس النبرة الباردة : امحي كل شيء يدل على إن خالد كان بالنرويج .. ولا تنسى الشاليه اللي كان فيه خالد قبل سفرته لجدة امسح الحجوزات اللي بإسمه , ولا تنسى تتوصى بطاقم الإستقبال والخدمات , ما أبغى خالد يطلع منها نهائياً ..
هو : ابشر , وبالنسبة لمطعمه ما واجهنا صعوبه لانه أصلاً ماخذ إجازة , وحتى جارته صوفي هذي اقوالها إنها ما شافتهم من اسبوعين تقريباً .
ابتسم بخبث : حلو , لصالحنا , مايحتاج نتلاعب بتاريخ دخوله لجدة , كل شيء لصالحنا ...

\\

سما : كيف يعني كل اللي قالته كذب ؟ وليش أصلاً تكذب ؟
مسح وجهه : هذا اللي صار , والحين ممكن تناديها عشان نفهم وش الموضوع بالضبط !
جلست بيان أمامه بعد ان عانقها وقبّل جبينها بحب لكنها ظلت صامته وآثار البكاء باديه على وجهها .. لم تفته أيضاً الآثار التي تركها سلطان على وجه بيان والكدمات التي على يديها ..
بادر بالسؤال عن حالها وحال ابنتها ماريا , وايضاً حملها , اجابته بجواب مختصر وعادت للسكوت ..
سليمان امسك بيدها ومد يده الأخرى يمسح على وجهها : اوريك فيه والله لأجيبه على وجهه يعتذر منك .
بيان : ما بشوفه ولا يشوفني ولا ابغى منه شيء .
سليمان : ولا يهمك كل اللي تبينه يصير حتى لو تبيني أجيبه لك تاخذين حقك منه بنفسك بقولك تم , بس ليش تعاقبينا معاه وماتبين تجتمعين فينا ؟
بيان : اعذرني تعبانه ..
سليمان : معذورة يابوي انتِ ..
حل الصمت بينهما لثوان ثم قال سليمان : الشرطة تحرت عن اجازة خالد ووجودكم بالنرويج الفترة اللي فاتت , كان خالد ماخذ إجازة أسبوعين من دوامه ومن المطعم ..
بيان : إيوة , رحنا جلسنا بمنتجع , حب ياخذ إجازة يخفف فيها الضغط اللي مر فيه , وبالمرة نغيّر جو .
سليمان : ذكريني وش اسم المنتجع اللي كنتم فيه ؟
بيان : منتجع ######## .
زفر سليمان ثم شد على يدها قائلاً : الشرطة تحرت عن الحجز يا بيان .. مافي حجز بإسم خالد نهائياً .
رفعت رأسها تنظر إلى سليمان : انا ما أكذب , انا وخالد وماريا كنا بالمنتجع , سواء كذبتوا حجزنا او لأ , انا ماراح أكذّب وجودنا هناك لأني مو مجنونه , وماني فاقدة ذاكرتي للحين !
فتحت هاتفها بعصبية : ولو تبي الدليل هاااه شووف الصور اللي تصورناها , شوف التواريخ , هذا خالد وهذي انا ولا لا ؟؟ ولا لا يكون فوتوشوب وانا مدري ؟
سليمان : بيان انا موقصدي إنك كذابه , بس يمكن انتِ خايفه على خالد من شيء وتبين تحمينه ...
قاطعته : حتى لو بدالكم الموضوع على هالمنوال وحتى لو كذبتوني وصدقتوا ان خالد قاتل ومجرم وشخص مايخاف الله , انا واثقه انه بريء , لا تحاول لا انت ولا غيرك تشككني فيه او تشككني بنفسي .
سليمان : بيــان .
بيان : وبعدين بالله عليك لو خالد له دخل بكل هالجرايم اللي قلتوها كان جاكم برجوله لجدة ؟ كان رمى نفسه بنفسه لكم ؟ انا ما اعرف ايش اللي قاعد يصير بس أنا متأكدة اللي بيورط خالد لعبها صح .
سليمان : كل شيء ضد خالد يا بيان .. وجوده بموقع الجريمه , البصمات الموجودة على السلاح اللي انقتل فيه بتّال .. اجازته اللي اخذها ومافي ولا دليل واحد يثبت إنه فعلاً كان بالنرويج !
بيان وقفت وهي تتكتف : والمطلوب مني يا سليمان ؟
سليمان : لا تصدقي بس برضو لاتكذّبي لأن ما راح يتألم إلا انتِ .
نزلت دموعها بألم : محد فاهم , محد فاهم شعوري , خالد قدامي طوال الوقت مافارقني ولا لحظة كيف تبوني أصدق إنه قتل شخص هنا بجدة واحنا كنا بالنرويج , كأنكم تبوني أصدق إني مجنونه وكل اللي عشته وهم !
استدارت تنظر إلى سليمان : قول غير هالكلام , خالد بريء حتى لو جرمتوه كلكم .. وراح اتواصل مع جاسر يتكفل بقضيته ويطلعه وقتها والله ماراح اسامحكم كلكم لو طلعت براءة خالد تذكّر هالشيء انت وسلطان ..
تركته وعادت إلى دارها مجدداً لا تريد رؤية أحد , ولا أيّ أحد .

\\

وهو يحزم أمتعته وهي تقف عند الباب بصدمه : إنت متأكد من قرارك ؟
سلطان : ايش تبغيني أسوي ؟
سما : وخالد ؟ راح تخليه بالسجن ؟
سلطان : ايش بيدي أسوي ؟ انا انفصلت .
سما : بس انت انفصلت عشان لمياء !
سلطان : لا .. لا مو عشان لمياء , بس ..
قاطعته سما بنبرة ترجي : سلطان لا تروح , لا تروح والوضع مكركب بينك وبين بيان .. ما أبغى بعد كل هالسنوات نتفرق .
سلطان بإنفعال : إنتِ بعينك شفتي بيان إيش سوت ؟ ضربتنا كلنا بالجدار ما كأننا أهلها عشان خالد .
سما بغضب : وانت بتسوي نفس الشيء , تخلينا كلنا وتضرب أراءنا بالجدار عشان لمياء .
سلطان : بس انا أصلاً مالي شيء هنا .
سما : لك اخواتك واهلك .
سلطان : سما انا راح ارجع .
سما : لا تروح أصلاً , سلطان والله مايهون علي اشوف كل واحد فيكم بجهه , بعدين مو انت وبيان اقرب اثنين لبعض ايش اللي صار بينكم !!
سلطان : هالكلام روحي قوليه لأختك لا تنصدم بخالد بس .. والله محد حيندم غيرها .
سما : سلطان المفروض ما تخلوها المفروض توقفوا معاها حتى لو كانت غلط .
سلطان رمق سما بنظرة جامدة : ما بفيدكم بشيء , ما عاد أقدر أسوي ولا شيء , افهمي يا سما انا انفصلت لأني سعيت للمياء , ايش بيكون موقفي إذا حاولت بس حاولت أسعى لخالد وانا خِلقه حاطيني بموضع شك .. اعفيني من الموضوع , وبعدين خلاص هي كلمت جاسر , وعيال سليمان معها ماراح تحتاجني بشيء .
سما : وتروح وانتو ماتصافيتوا ؟
سلطان : لما ترجع لعقلها بنتصالح , لما تعرف إنها قاعدة تسعى بالسراب بنتصالح .
سما : عندك أمل انها تكون غلطانه !
سلطان : وهذا الواقع لان مافي شيء يبرئ خالد من التهم !

\\

طرق الباب مرة تلو أخرى بصوت خافت جداً بالكاد يُسمع ..
قامت لتفتح الباب وبمجرد ان رأت بيان تقف أمامها ابتسمت بلهفه ودهشه : بيـــلا متى رجعتي ؟
لكن بيان انهارت بالبكاء وارتمت في حضنها : مــ ـا عــ ـرفــ ـت أرووح لمـ ـين ! , خـالـ ـد بالـ ســجـ ـن ..
هي بصدمه : ليــــش ؟ ايش صاير ؟ تعالي تعالي يا روحي ادخلي وارتاحي وحكيني كل شيء ..
جلست بيان وهي تحاول ان تهدأ وتتنفس وتجمع أفكارها , ارتشفت الماء عدة مرات لتخفف من توترها ..
اما هي فظلت تنظر إليها ريثما تهدأ , ثم تساءلت : تقدري تتكلمي ؟
بيان بلعت ريقها ثم عاودت البكاء مجدداً : كنا بالنرويج وقتها كيـــف يتهموه بشيء حصل واحنا بالنرويج ؟ خالد متورط بقضايا تجارة أعضاء بس والله العظيم خالد ماله دخل احنا كنا بالنرويج كــــــــيف كذا ؟ وسلطان احالوه للتحقيق لما عرفوا ان فيه صلة قرابة بينه وبين جابر هذا غير ان سلطان تزوّج لمياء اللي كانت أصلاً متورطه بهالقضايا .. خالد ما يعرف لمياء ولا عمره شافها وهي أكدت انها ماتعرفه , ما أعرف ما أعرف كل شيء ملخبط , كل الأدلة ضد خالد كلـــها , اخواني يبغوني انفصل عن خالد .. انا مو قادرة افكر , انا عارفه انه مظلوم , بس كل شيء ضـــــده .
هي : متى صار كل هذا ؟ وليش ما قلتولي من أول ؟
بيان : لأن كل شيء صار بسرعة .. بس انا خـــــلاص قلبي قاعد يتقطع مو قادرة افكر ولا اتحمل , اخواني يضغطوا علي ويقنعوني اتطلق , بس انا ما بخليـــــه .
اخذت نفساً عميقاً وقالت : وكلتوا محامي صح ؟
بيان : ايوة بس انا خـــايفه والله خايـــفه , حاولت اتواصل مع اخوه بس مو عارفه اوصل له !
هي : اهدي حبيبتي اهدي التوتر ماحيفيدك , انا حشوف الموضوع ماراح اخليه لا تخافي , وطنشي اخوانك لا تفكري ابداً تنفصلي عن خالد طالما انتِ متأكدة انه بريء .
بيان بضعف : انا ايش حسوي بدونه !!
لورا : انت وين قاعدة دحين ؟ عند اختك سما ولا وين ؟
بيان : ايوة بس انا افكر اطلع من هناك ما ابغى اشوف اخواني هالفترة ما ابغى احد يناقشني بخالد .. يمكن اروح لـ...
قاطعتها لورا : اجلسي عندي ليش ما فكرتي تجلسي عندي ؟
بيان ظلت تنظر إلى لورا للحظات : ما أبغى اثقل عليك .. وعلى ارجوان .
لورا ابتسمت : هذا بيت أمك عيب عليك , وارجوان ماهي موجودة , ببيت زوجها , انا جالسه لوحدي , ووما اظن ان ارجوان بتمانع اذا جلستي بغرفتها , وحتى لو ماتبي تجلسي بغرفتها والله لأفرشك بيتي كله لك بس تعالي .

لم ارفض صراحة ففي النهاية انا اود الإبتعاد عن عائلتي بلا استثناء ومنزل لورا هو المنزل الأنسب فأنا أثق تماماً انهم لن يبحثوا عني هنا أصلاً !
عدت لأحضر أغراضي من منزل سما , لم تكن سما موجودة ولا حتى سلطان الأحمق البغيض , أشعر ان هناك شيء كُسر بيني وبين هذا الأحمق بسبب ما حدث لي معه هو بالذات ..

رأيته في صباح هذا اليوم , ظننته ندم على مافعل لكننا تشاجرنا مجدداً عندما حاول استفزازي قائلاً "والله لو ما طلعت براءته راح يطلقك غصباً عنك وعنه تكوني طليقة مجرم ولا تكوني أرملته إذا انقص .
بيان بعناد : لما تكون وصي علي ذيك الساعة تعال تفلسف على حياتي .
سلطان : نشـــــوف ياروح أمك وش اللي بيصير يا أنا يا خالــد .
بيان : بجهنم انت ولمياء معك ..."..

احزم حقائبي لأعود إلى منزل لورا واسكن فيه لفترة لا أعلم مداها .
دخلت مجدداً إلى منزل لورا , احمل بين يدي طفلتي ماريا النائمة , حملتها لورا بحب : بيلا على امها .
ابتسمت : راح ادخل ارتب اغراضي .
لورا : نادي الخدامه اذا تبيها تساعدك .
بيان : مايحتاج ...

انتهيت من إفراغ حقائبي في الخزانه , استلقيت على السرير وانا اتأمل حالي , من كان يتوقع ان تقودني قدماي إلى لورا ؟ واترك عائلتي بأكملها ؟ من كان يظن انه سيأتي ذلك اليوم الذي نتشتتت فيه بسبب مشكلة لا نعلم من أين أتت حتى ؟ لكن لا يُهم , مادمت مؤمنة أن خالد بريء , لن أنصاع لرغباتهم ولا لكلماتهم الغبيه .. أغبياء لم يكن احدهم في حياتي عندما احتجت إليهم , لم أجد سوى خالد بجانبي طوال الوقت , لم يواسيني سوى خالد , لم يطمئنني سوى خالد , لم يساندني سوى خالد والآن ؟؟ يجبرونني على تركه ؟ هُراء .

*****

كلميني ..
لاتظلي صامته ، فتصيبني الحيره
متخبّطاً بين لوعةٍ وقلق
وإن كنت الذي أحزنتك ، فعاتبيني ..
لاتكتمي ، فيصيب قلبك مني
لهيباً واحتراق
سامحيني ..
إن بدالك أنني لاهٍ ، لا مبالٍ
بينما أنتِ تعانين الأرق
طمئنيني ..
أن تحبيني كثيراً كما عهدتك
لا تقولي لي : مكانك قد سُرق
عانقيني ..
عوّضي حرماننا من بعضنا
وانفضي عنّا الفراق

"كتابة \ حنان عبدالله"

أمسك بيدها وفتح عينيه لكنه بمجرد أن رآها ارتخت ملامحه وابعد يده عنها وسكن مستسلماً لتنتهي حياته على يدها ..
ظل ينظر إليها وهي تبكي شدت بضغطها على عنقه اكثر تصرخ في وجهه : ليــــــــش ماتقاومني !! راح تمــــووووت .
ابتسم واغمض عينيه وكأن الفكرة أعجبته , أن يموت على يديها أفضل من أن يموت على يد قتلةِ والديه ويذهب كل مافعله طوال هذه السنوات هباءً ..
ارتخت قبضتي وارتخى جسدي ، تبدلت ملامحي الشرسة للحزن ، تساقطت دموعي ، اغمضت عيني ، أليس لهذا العذاب نهاية ؟
اراحني على صدره يمسح على شعري بخفه : ليش ترددتي ؟
ساره : لأني مو كذا ، ما راح استفيد شيء ، ارحمني انا تعبت مو قادرة اتحمل الهم والتفكير ، مو قادرة اتقبل مصيري المجهول .. مو قادرة اعيش ولا اتنفس ولا انام ، ارحمنـــي ، انا محبوسة راح امووت من الخنقه ، قاعد تحملني فوق طاقتي .
دفعت صدره ونهضت بشراسه وبُغض ودموعي تنهار على خدي : انا ما اقدر اتحمل اكثر من كذا ماعاد اطيق وجودك ، ما عاد اطيق حياتي ، تعشمني كذب ، وانا ما عاد اقدر اجاري كذبك .. هالمرة راح اطلع وما راح اسمح لك تحبسني وتعاملني بهالإستهتار ما كأني إنسانه وأحس ...
همت بالفرار كالمجنونه لكنه وقف بسرعة ممسكاً بذراعها : ساااااره لاتسوي شيء مجنون تندمي عليه .
ساره : انــــــــدم ؟ اذا فيه شيء بندم عليه فهي اللحظه اللي جمعتني فيك .
دفعت يده لكنه احكم قبضته على يدها وبلهجه تهديد لم تعهدها سارة : والله لو عتبتي الباب ياويـــــــلك .
اقتربت بجسدها منه بنظرة مليئة بالتحدي هامسه : وريني ايش بتسوي ؟ بتموتني انا كمان ؟ مناي والله .
جابر : لا تتهوري .. انتِ ماتعرفي ايش اللي يستناك برا !
سارة : والله حتى لو ادري ان اللي يستناني برا ملك الموت والله لأطلع ، المهم ما اقعد مع واحد مجرم .
انتهزت فرصة ارتخاء قبضته عنها ودفعته بكل قوتها وخرجت تركض خارج المنزل بسرعة هاربه .. لحقها بلا أدنى تفكير يناديها : ساااااااااره والله العظيم لمصلحتك ارجعي .. سارة ، سااارة .
وقف أمامه رجلان بأجسام ضخمه : تآمر بشيء طال عمرك .
جابر لم يعرهما اهتمامه : ساااااره ارجعــــــي .
ابعدهما عنه وهو يسرع في خطواته ، غابت عن عينه حتى وصل إلى مفترق طريق ، لايدري هل اكملت الركض إلى الأمام ام انزوت إلى اليمين .. لا ربما إلى اليسار !
نظر خلفه لأصحاب البدلات الذين تبعوه قائلاً : ابـــــــغى تجيبوها لي لو من تحت الأرض .
افترق كل واحدٍ منهما يبحث عنها في طريق ..
دموعها التي تخرج من عينها وتطير بالهواء بسبب سرعتها بالركض ، لا تريد حتى النظر للخلف ، ضربات قلبها تزداد وبرودة الجو لاترحم .. وركضها يزيد البرد سوءاً .. تكاد تتجمد عظامها وخدها يحترق من شدة البرد ، او ما يُسمّى " زمهرير "
تباطأت خطواتها عندما شعرت أنها بمكان هادئ ، بعيد .. توقفت تنظر حولها ، الناس هنا قليلون جداً .. نظرت خلفها لا أحد يتبعها ولا حتى ظلها !
شعرت بالرعب أين وصلت ؟ ماذا ستفعل ؟ كيف ستهرب أكثر ؟ هي لاتعرف وجهتها أصلاً ، هربت بملابسها التي ترتديها فقط .. لا هاتف ، لا ملابس ، لا حقيبة ولا حتى مال ..
ظلام الليل ، وهدوء المكان ، القمر الغااائب عن السماء .. اصوات الرياح ترعبهااا ، ماذا ستفعل وحدها في الليل وفي هذه الغربة المريرة ؟ حتى اللغة الأسبانية لا تُجيدها ولا تعرف حتى الانجليزية الا بشكل بسيــــط جداً .
دفنت وجهها بين كفوفها وجلست على ركبتيها تبكي بشدة : يا الله ساعدني انا مو عارفه وين ارووووح ! ابغى ابوي .. ابغى ارجع ، وينك ؟ مااا فقدتني ؟؟ مو قاعد تدور علي ؟ بالك مو مشغول علي ؟ تعال انا خااااايفه ، انا خاايفه , والله العظيم مالي ذنب .. انا ما خرجت معه بإرادتي ، انا ماتركت جدة بإرادتي هالمرة ، ما قتلت ، والله العظيم ماقتلت ولا جاني قلب اقتل !! ليش ليش جاااابر سوابي كذا ! ليش قوّاني بقربه وكسرني برضو بقربه ؟ ليش يظلمني ويخليني احمل طيب ؟ عجزت افهم ، عجزت استوعب ، عجزت اتحمـــــل يارب ارحمنــــــــي .
حتى دموعها الحارة المريرة تشعر ببرودتها وهي تنزل على خدها بهدوء وتمسحها يدها بقسوة ، حاولت ضم نفسها علّها تخفف شعور البرد والوِحدة .. مشت بخطوات بطيئة مرتجفه تجر خلفها الحيرة ، الرعب ، الالم ، الاستسلام .. شفتاها ترتجفان ووجهها شااااحب جداً ومتورم من كثرة البكاء .. تشعر ان اقدامها تصلبت اصلاً من شدة البرد لدرجة أنها بدأت تفقد توازنها وتتعثر بخطواتها لكنها تقف مجدداً بإصرار بائس لإكمال الطريق إلى اللامعلوم !
سمعت صوتاً جعل كل مافيها يرتعش ، لا بل أصوات كثيرة متداخله وبالأحرى أصوات ضرب وكأن مجموعة من الناس يتقاتلون فيما بينهم .. وقفت بذهول وهي ترى اجساداً عملاقه بالنسبة إلى حجمها الضئيل يتقاتلون فيما بينهم ، اتسعت أحداقها بشهقه وهي ترى جابر بينهم .. يحاول الدفاع عن نفسه بشراسه وما إن وقعت عينه عليها ارتخى دفاعه ، وبلمح البصر طرحوه أرضاً على وجهه وأحدهم يلوي ذراع جابر لظهره ويجلس فوق ظهره ليحد من حركته ..
رفع جابر وجهه حين صرخت سارة برعب : جااااااابر .
ليصرخ بدوره : لا تقربــــــــــــي .
تجاهلت ما قاله لتهم بالإسراع إليه ,حينها دفع الذي يجلس فوقه بقوة وبمرونة لتميل الكفه إلى جابر ويصبح هو المسيطر ، لكم الشخص عدة لكمات بلا رحمة حتى افقده الوعي ..
قام بسرعة إلى سارة ، جرّها من يدها وهو يركض وهي تركض تبعاً له تشعر أنها لم تعد تستوعب أيّ شيء ، لا تدري إلى أين سينتهي بها المطاف هذه المرة ! حاولت افلات يدها من قبضة جابر لكن جابر يمسكها بقوة راكضاً لا مبالياً بسرعته الشديدة وتعثرات سارة .. بعد فترة طويلة من الركض وسارة تبكي من البرد والالم ، دخلا إلى أحد الممرات الضيّقه وقف جابر ليلتقط انفاسه بينما سارة تبكي بمرارة ، حاوطت بطنها وانحنت للأمام قليلاً وهي تتأوه بألم شديد ، ارتاب من منظر الدم الذي يسيل منها ، اقترب منها بفزع : ساره !!
نظر إلى ملابسها بحيرة : ايش هذا الدم ؟
سقطت على ركبتيها وبدأ انينها يزداد وتهذي : تعبت خلاص تعبت لمتى هذي الحياة ؟ لمتى بظل اجري واجري ؟ متى راح نوصل ؟ متى راح نوقف ؟ متى راح نرجع نعيـــــــــــش ؟
جلس جابر على ركبتيه ليصبح في مستواها اقترب منها برعب وهو يرفع رأسها إليه : ايش اللي يوجعك ساره ؟ ايش صار ؟ ليش قاعدة تنزفي ؟؟؟
بدأت عيونها تثقل ورمشاتها تتباطأ وكأنها ستغيب عن الوعي .. سقطت بين ذراعيه ، صرخ بإسمها : سااره لا تموتي لا ، ساره ردي علي .. تسمعيني ؟؟
ظل يضرب خدها بخفه ويحرك رأسها ، يمسك بفكها بخوف ويناديها ، انفاسها ثقيله جداً ومازالت تنزف والثلج الأبيض تلطخ بدمائها الحمراء ... تفتح عيونها ببطء شديد وكأنها بالكاد تستطيع فتحهما ، رفعت يدها تمسح على وجهه ، على ملامح الخوف التي اعتلت وجه جابر ، لأول مرة تراه خائف .. كانت تظن أنه لا يخاف من شيء إطلاقاً .. لكن .. يبدو أن هنالك ما يُخيف جابر فعلاً .. ابتسمت بتعب ، هل يعني أنه يخاف فقدانها ام ما سبب هذا الخوف ؟
جابر مسح على وجهها : لاتفقدي وعيك ، لا تموتي ، انا لسه ما اكتفيت منك ، لا تروحي وتخليني أنا استمد قوتي منك , انتِ اللي تخليني أعيـــش , لاتموتـــــي .
سالت دموعها أكثر وهي تهمس بمرارة : ليش يا جابر ؟ كان نفسي نعيش حياة طبيعيه ..
سقطت يدها التي كانت على خده ، اغمضت عينيها واستسلمت لفقدان وعيها ضمها لصدره حتى كاد ان يكسر عظامها من شدة عناقه ، ودموعه التي نسيها منذ وفاة والديه ، سالت من جديد على خده ، لتعلن أن مشاعره لم تمت أبداً ، او ربما أحيتها ساره !
جابر : والله العظيم آسف ، والله العظيم ندمان ، والله فات الوقت على إني أرجع ، لا يجي في بالك إني مرتاح بهالحياة ، تعبت أساير كرهي وحقدي والنار اللي ما طفتها الايام على اللي كانوا سبب بموت ابوي ووجع امي ، خذوهم ظلم ، بقلب باااارد بس انا ماعمره برد قلبي ، ولا عمره طاوعني قلبي أأذي شخص ، تعبت ، طوال هالسنين وحقدي يسيّرني .. الشيء الوحيد اللي اخترته من حياتي هو انتِ ، لا تموتي .
لم تجبه ، كانت كجثه هامده بين يديه فاقدة الوعي وجسدها باارد كالجليد .
امسك بهاتفه وسرعان ما صرخ بكامل انفعاله : تعاال عندي بسرعة وجهز السيارة ..
اغلق الخط وعاد يمسح على وجه ساره ، يحاول حفظ ملامحها وكأنه سيراها لآخر مرة ، عانقها طويلاً .. وضع يده على بطنها حين تذكّر حملها وهمس بألم : يارب تمم حملها على خير ، يارب لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين .
ثوان بسيطه حتى وصلت سيارة سوداء ، نزل منها رجلان واقتربا من جابر : انت بخير ؟
جابر حمل ساره بين يديه والتوتر بادٍ على ملامحه ، اسرع بخطواته وهو يضع سارة بالمقعده الخلفيه : ابغى تنقلها للمستشفى بسررررعة .
الرجل 1 : وانت لازم نطلعك من هالمكان قبل م...
صرخ جابر : ماااااافي وقت خلاااص خذها للمستشفى انا راح ابقى .
الرجل 1 : بس طال عمرك بتكون بخطر ..
جابر : ما اقدر ما اقدر انا لو اختفيت عنهم راح يضروها .. شافوها ، شافوا وجهها أكيد إذا ما لقوني بيسعوا وراها ..
الرجل 1 : تقصد إنك تبغى تسلّم نفسك لهم ؟
سكت جابر وهو يمسح على رأسه بحيره : ماراح اسمح لهم يئذوها .. اسمعني بوصيك عليها ، خلي بالك منها .. وخلال 24 ساعة اذا ما وصل لك خبر عني (وضع بيد الرجل هاتف) اعطي هالجوال لسارة ، وتأكد إنها وصلت لجدة ولأهلها بالسلامه ...
الرجل بصدمه : مستحيل تدمّر كل اللي خططت له وتسلم نفسك لهم !
جابر صد عنه ، وبنبرة هااادئة ، غامضه : خلي بالك من ساره .
عاد جابر إلى السيارة قبل مغادرتهم , وضع يده على رأس سارة هامساً بإذنها: انا ماراح اخليك .. لأن روحي صارت هنا (وضع يده على بطنها) سارة .. اهتمي بنفسك عشانك وعشانه .. ولو كانت حياتي وهم تأكدي إن حبك أكثر شيء صادق حسيت فيه .


قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )

كتابة : حنان عبدالله .
حُرّر يوم الثلاثاء الموافق :
3-3-1442هجري
20-10-2020ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-20, 03:54 PM   #97

هيدراانجياا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية هيدراانجياا

? العضوٌ??? » 478636
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » هيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond reputeهيدراانجياا has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
?? ??? ~
;وكيف يا ربّ نخشىٰ ما نكابدهُ .. وفي حماك يضيء الفأل والأمل;
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه جميلة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


هيدراانجياا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 04:19 PM   #98

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأخيــر
الجزء الأول

في المشفى صباحاً .. تجلس على السرير تنظر إلى اليسار عبر النافذة الزجاجية بنظرة يائسة شاردة ..

مسحت دموعها وهي تسمع طرق خفيف على الباب , ارتدت حجابها بسرعة وقلبها يخفق راجياً أن يكون الطارق جابر , على الأقل تُريـد أن تطمئن بأنه مازال بجوارها ولم يتركها وحيـــــــدة .
همست بصوت مرتجف : Enter .
فُتح الباب وظهر أمامها شخص طويل القامة عريض البنية يرتدي بدلة سوداء , لم يكن شكله غريباً لكنها شعرت بالخوف والخيبة في نفس الوقت , اقترب منها بإحترام : الحمدلله على سلامتك .
لم تجبه بل تساءلت بخوف : وين جابـر ؟
سكت هو للحظات , ثم قال : ما وصلنا أي خبر عنه .
اجتمعت دموعها بعينيها : كيف يعني ماوصلكم خبر عنه ؟ هو كان معاكم أمس ! إلا انا متأكدة كان معاكم ..
هو : سلّم نفسه لهم لأنه كان خايف عليك , خايف إنه لو أخفى نفسه عنهم يئذوك انتِ .
ثم اقترب لخطوات بسيطة وهو يضع هاتفاً بجانب سريرها قائلاً : طلب منّا نعطيك هالجوال , في حال إنه مارجع خلال يومين تقدرين تتواصلين مع أهلك , وطلب مننا نتأكد من سلامتك لحد ماتوصلين لجدة .
نزلت دموعها بمرارة : بس أنا مابرجـــع بدونـــه , قوله ما برجع بدونــــه (همست بخفوت) ياربي ايش اللي قاعد يصيرلي !! كله مني أنا اللي ماطاوعته وطلعت !!!


" ضحك وهو يحملها بين يديه وهي غاضبه : نزلنـــــــي والله لأوجعك .
جابر : ايش بتسوي يعني ؟
ساره حاوطت عنقه بكلتا يديها واقتربت منه وهي تعض منتصف عنقه بقوة ، ازدادت ضحكاته وهو يتأوه بألم : حشااا مصاص دماء خلااااص بنزلك بعدي .
ابعدت وجهها عن عنقه ونظرت إليه عاقدة حاجبيها ، ابتسم : بس اول قوليلي ليش معصبه ؟
ساره : نزلني وبعدين اسأل على كيفك .
جابر : اممم لا ابغى تقولي كذا ما اضمنك اذا نزلتك بتسفهيني وتقفلي الباب عليك وما بتقولي ايش مزعلك .
ساره عضت كتفه بقوة ، صرخ بألم : يا دبّاااااسه خلاااص عورتيني الحق علي براضيك .
ابتعدت عنه وهو يوقفها على الارض ويمسك بكتفه : وش ذا الافتراس اللي فيك .
ساره : احسن محد قالك تعاندني .
جابر : يلا نزلتي ، ايش اللي مزعلك ؟
زمت شفتيها وتكتفت : لمتى يعني تجلس تتهرب من سالفة الحمل ؟
وضع يديه على كتفيها بجديه : ساره والله اني مو جاهز وما ابغى اظلمك ولا اظلم الطفل ..
ساره : ايش يعني مو جاهز ؟ كيف ومتى حتصير جاهز ؟ خلاااص مرت سنتين .
جابر : افهميني ، ما ابغى اظلمك والله .."

نزلت دمعة تلتها دمعة أخرى ، حتى اعتلت عبراتها وانخرطت في البكاء ، وضعت كلتا يديها على بطنها : وايش اللي سويته دحين ؟ ليش ليش دحين بالذااات ؟ ويــــــنك ؟

*****

في مركز الشرطة ..
فركت أصابعها بتوتّر إلى أن أتى الضابط : آمري وش بغيتي ؟
بيان : أبغى أشوف خالد ##### .
الضابط : خالد ممنوع من الزيارات .
بيان : والله ما حطول بس بشوفــــه تكفـــى .
الضابط : قلت خالد ممنوع من الزيارات , أظن كلامي واضـــح .
بيان : بـــس ...
قاطعها الضابط غاضباً : انتِ تدرين وش قضيته لا عفواً قضاااايــــاه مستحيــــل يدخل عنده أحد الحيــــن .
خرجت من مكتبه ودموعها على خديها لا تستطيع الإنتظار دون أن تراه وتفهم مايجري هنا , في ماذا تورط خالد ؟ كيـــف يُساق فجأة للسجن بعد أن نعِموا بحياة هادئـــة بعيـدة كل البُعد عن المشاكل هذه !! القلق حيال خالد سيقتلها ..
رفعت هاتفها وهي تتحدث قائلة بيأس : ما خلّونـــي أشوفـــه والله قلبي يتقطـــع انا لازم أشوفــه لا تخليهم يمنعوني عنه ..
لورا : طلعتي من المركز ؟
بيان : لا .
لورا : أجل خليك , الظاهر ما تمشي معهم الا الواسطات .. دقيقه وما حتأخرعليك .
جلست في كراسي الإنتظار وهي تمسح دموعها , الصداع يجتاح رأسها لأنها لم تتوقف عن التفكير ..
يمشي بالممر برفقة أحد الجنود وبيده ملف قائلاً : هذا وصله للضابط حسن .
الجندي : حاضر .
سبقه الجندي بخطواته بينما توقف هاني للحظات في مكانه يحاول التفكير مالذي كان يريده من الضابط بالضبط ؟؟
هم بالتوجه إلى مكتب الضابط لكن خطواته توقفت من جديد حين رآها تجلس على كراسي الإنتظاربذهن شارد وعيون دامعه ..
إقترب منها بخطوات ثقيله : ايش تسوي هنا ؟ جيتي تشوفي خالد ؟
رفعت رأسها تنظر إليه : إيوة , بس ماسمحولي .
هاني : خالد ممنوعه عنه الزيارات ماقالولك ؟
عادت دموعها للنزول من جديد : بس انا أبغى أشوفـــــه .
سكت هاني للحظات ثم قال : تدري انا مستغرب من شيء .. ليش أمروا إن التحقيق مايشملك مع إنك زوجته ؟ وما اتوقع سلطان له يد بالقرار هذا بما إنه مفصول وماعاد له سُلطة ..
مسحت بيان على جبينها وزفرت بضيق : مدري ايش تقول بالضبط بس ايش تبغى ؟
هاني : أبغى أعرف واسطتك جايه من طرف مين ..
استغربت من اسئلته لكنها لا تفكر في الإجابة ربما تكون لورا هي السبب في عدم إقحامها للمساءلات لكن أيضاً لاتظن ذلك ف لورا لم تعرف بالمشكلة من قبل ..
خرج الضابط مسرعاً من مكتبه ينظر يمنه ويسره حتى رآها ثم اعتدل بوقفته قائلاً : الأخت بيان ..
رفعت رأسها تنظر إلى الضابط ثم وقفت : هلا .
أشار الضابط لأحد الجنود : راح تشوفيه لمدة خمس دقايق وبــس .. وصلها .
بيان بعجله : شكراُ .
تبعت الجندي بينما وقف هاني يمشي بجانبها , نظرت إليه بإزدراء : نعم ؟
هاني : اوصلك له .
بيان : هذا راح يوصلني شكراً .
ابتسم هاني : مو مشكله بوصلك برضو .
دخلت بيان للغرفة بينما وقف هاني يراقبها من خلف الزجاج , ماهي إلا لحظات حتى دخل خالد ويداه مقيدتان .. اندفعت بيان إليه سريعاً وهي تعانقه باكيه بينما لم تظهر أيّ ردة فعل على خالد سوى أنه أغمض عينيه
بيان : وحشتني ..
ظل صامتاً ولم يجبها ..
ابتعدت عنه وهي تمسح وجهه : إيش صار فيـــك ليش وجهك كــذا ؟ خالد طالعني ليش ساكت ؟
رفع عينيه ونظر إليها , بيان : انت مالك ذنب صح ؟
ارتجفت شفتيها أكثر : خالد لا تسكت على الأقل طمنّي , انا راح أصدقك والله راح أصدقك .
امسكت بيده وجلست .. جلس امامها : خالد كلمني , ليش ساكت ؟ طمنّي .
خالد : لقوا ديمه ؟
سكتت لبرهه : لأ .. رواد وسليمان ماشيين بموضوعها بس مالها أثر .. والشرطة مالقت لها أثر .
أشاح خالد بوجهه قليلاً : انتِ كيفك ؟
بيان : انا ... أبغاك تطمني عليك يا خالد , بس طمنّي إنك بريء ووجودك هنا ظلم .
خالد بحيره : انا مو قادر اجزم بهالشيء .
بيان بإنفعال : لاااااتخليـــهم يشككوك حتى بنفسك , انت بريء انت مالك ذنــب انت كنت معاي بالنرويج , انت ماتعرف الجثه وما كنت متعاون مع جابــر ولا تدري عن هروبه , خالد الله يخليك لا تورط نفسك لا تثبت على نفسك شيء غلــــط , لا تظلم نفسك بنفسك , لو مو عشان نفسك عشانـــي (بكت أكثر) خـــالد ساعد المحامي لا تخبي ولا شيء تعرفه حتى لو بيضر جابــر , لو تعرف أي شيء لا تتستر عليه .. خالــــد الله يخليــــك ما أبغى تكون بعيد عني حتى بحملي هذا .
دخل الجندي قائلاً : انتهى الوقت .
وقف خالد , ووقفت هي : ارجعلي انا راح استناك , حستناك طول عمري بس لاتتأخر .
هم بالمغادرة لكنه رمقها بنظرة يائسة أخيرة جعلت الخوف يستقر بين أضلعها متسائلة " ماهذه النظرة !! "

في منزل لورا , ضمتها لصدرها : بس يا ماما بس قطعتي قلبي من لما رجعتي وانتِ تبكي ! والله لو ادري بترجعيلي بهالحاله ماخليتك تشوفيه .
بيان : ليـ ــش مو قاعــ ـد يدافـ ـع عن نفسـ سـه أنا متأكـده إن ماله دخـ ـل بشيء , خـ ـالد لا يمـ ـكن يئذي حشـ ـره , كيـ ـف يقتـ ـل ؟؟؟
ظلت تبكي حتى غفت على فخذ لورا التي ظلت تمسح على رأسها بعطف , لا تستطيع إنكار أنها سعيــدة بوجود بيان معها بعد كل تلك السنوات المُرة التي عاشتها بالبُعد عنها .. لكن لا تُريد رؤيتها بهذا الضعف .
رن هاتف بيان بداخل حقيبتها على الطاولة أمام لورا , انحنت قليلاً وهي تخرج الهاتف من الحقيبة وترى إسم المتصل "سما"
مرت أيّام طويلة وبيان تتجاهل مكالمات إخوتها جميعاً بلا استثناء .
ردت لورا بهدوء : الو .
سما بإستغراب : السلام عليكم , بيان موجودة ؟
لورا : وعليكم السلام , بيان نايمة .
سما : وانتِ مين ؟
لورا ابتسمت : أمــــها .
سكتت سما بصدمة , بينما أكملت لورا : بيان تحتاج تكون لوحدها هالفترة بدون ماتضغطوا عليها بأي شيء , ماتبغاكم تعرفوا مكانها لأنها ما تبغى تسمع أيّ شيء يخص حياتها مع خالد ..
سما : إذا صحيَت قوليلها تكلمني , ممكن ؟
لورا : طيب , بس ما اوعدك إنها حتكلمك .
سما زفرت بضيـق : بس المحامي جاسر يبغى يشوفها .
لورا : راح اوصل لها هالكلام اول ما تصحى ان شاء الله ..

*****

على أحد شواطئ جده وبالتحديد داخل فندق اويا بيتش ذات التصميم السيكلادي ..
ليلاً ونسمات الهواء تداعب ملابسهم بخفه ، جلسوا في الجلسات العامة المطلّة على الشاطئ ..
اسندت ظهرها على الكرسي قائلة : كم يوم راح نجلس هنا ؟
نظر إليها رافعاً احدى حاجبيه : ليش تسألي لا يكون مليتي ؟
ضحكت على نظرته : وانت ليش تدوّر حرش ؟ انا بس اسأل لأني توقعت إذا رجعنا من لندن راح نرجع للبيت ما حننزل بأويا ..
زياد اغمض عينيه ليسترخي : ما كفاني اسبوع صراحه ، وكان نفسي نطوّل بلندن بس شفت الجو مو مناسب للبنات عشان الثلوج ، فقلت نكملها هنا بجدة .
ظلت صامته ، فتح عينيه ينظر إليها شعر وكأنها مترددة في شيء ، زفر قائلاً : اشتقتي لدوامك يعني ؟ مافـــــــــي رجعه الا بعد مانكمل شهر .
زمت شفتيها : على اساس الإجازة اسبوع بس !
زياد : ليش ما تنسي شغلك وتنبسطي معانا ؟ ايش اللي معلقك في الدوام كذا ؟
ميهاف : اخاف يخبصوا بشيء او...
قاطعها بإبتسامه خبيثه : شرايك اريّحك من هالهم واقدم استقالتك عنك ؟
اتسعت احداقها بصدمة : لالالاااا ..
ضحك : هيّا روقينا لا تخليني اغِيـــــــر حتى من دوامك .
اتت فرح باكيه ورأسها مليء بالتراب : بااااابا سووووووف موني دحلت التراب في عيوني وبس ترمي التراب عليّا انا ماسويت سي ..
اكملت البكاء وزياد ينفض عنها التراب وموني آتيه من بعيد وهي ترمقها بنظرات بريئة ، مدت يدها إلى ميهاف لتحملها ، حملتها ميهاف وهي تضعها في حجرها : ليش تكبي التراب عليها ؟ ليش توسخيها ؟
مونيا تجاهلت تساؤلات ميهاف وبكاء فرح ، وضعت يدها على صدر ميهاف وهي تطبطب بخفه : اباا .
ميهاف : اول قولي ليش توسخيها ليش بس تبكيها ايش سوتلك ؟
مونيا : بتني نا ، ماويت سي (ضربتني هنا ، انا ماسويت شيء(
فرح بدفاع : كداااااابه هيّا بدأت .
مونيا بضجر : ماااامااا اباااا .
ميهاف : زياد بالله خلينا نرجع للفندق بيفضحونا هنااا .
نهض زياد بعد ان انتهى من نفض التراب عن فرح وامسك بيدها الصغيرة : يلا عشان كمان فرح تتروش شعرها كله تراب (نظر إلى مونيا) يابنت طالعه شرانية على مين انتِ ؟
اشاحت مونيا وجهها عنهم بلا اكتراث وهي تشد ملابس ميهاف بقوة : ابا ابااااا ابااااااااا .
لم تنتبه للعيون التي ظلت تشاهدها منذ مدة .. لم تنتبه لنظرات الدهشه الباديه على وجهه ، لم تلتفت أصلاً وترى عيونه المليئة بالعتاب ، بالكلام ، بالملام .. ولم يخطر على بالها وجوده هنا حتى .. غادروا المكان عائدين إلى جناحهم بالفندق ..
وميهاف تجلس على السرير ساندة ظهرها على ظهر السرير ، تُرضع مونيا التي في حجرها .. تسلقت فرح السرير بعد ان انتهت من الاستحمام وجلست بجانب ميهاف والمنشفه الطويلة على رأسها وهي تراقب مونيا متسائلة : متى تحلصي ؟ ابا ماما تسوي سعري
مونيا اشاحت وجهها تنظر إلى فرح عاقدة حاجبيها ثم شدت المنشفه مع شعرها ، امسكتها ميهاف بسرعة وهي تضرب يدها : يااااا مؤذية خلااااص .
فرح امسكت برأسها بألم وهي تحاول ألا تعود للبكاء : سفتي سفتــــــي انا ماسويلها سيء هي بس بلهه
بكت مونيا بزعل على توبيخ ميهاف لها وسخرية فرح عليها وتشفّيها .
وبعد جهد وصراع ومشاكل لا نهائية بين الاثنتين ، غرقتا بالنوم وفرح تحاوط مونيا بيدها الصغيرة .. وقفت ميهاف وهي ترى زياد واقفاً بالصالة الخارجيه وبمجرد ان شعر بإقترابها منه : ناموا ؟
ميهاف : صداااع هالبنتين ليش ما خليناهم عند امي .
ضحك زياد : انتِ ماتبي ، ما حتنامي ؟
ميهاف : لا نفسي اجلس عالشاطئ من جديد والله قطعوا استكناني .
ثم اخذت تحدث نفسها : انا ايــــــــش خلاني اجيبهم كان خليتهم عند ماما او عمتي فجر !
اخذت ترتدي عباءتها وحجابها ، زياد : بتنزلي للشاطئ ؟
ميهاف : ايوة ، ما بتجي ؟
زياد : والبنات ؟
ميهاف : نايمات .. ولا اقول اخاف يصحوا يفتروا ف بعض ، اعرفهم حبايب بالنوم بسسس .. ينفع تجلس معاهم ؟
زياد رفع حاجبه : وتنزلي لوحدك ؟.
ميهاف : محد بياكلني لاتخاف ، او اذا بتجي احسن بس افتح اللاسلكي عشان اذا بكت وحدة فيهم نسمعها .
زياد : خلاص اسبقيني انتِ ، انا ببدل ملابسي واجي .
على الشاطئ ..
جلست على الكرسي تتنفس بعمق ، تشعر بالهواء وهو ينعش رئتيها .. صوت امواج البحر الخفيفه .. مع نسمات باردة تداعب وجهها .. اغمضت عينيها واستندت على ظهر الكرسي تحاول الاستكنان مجدداً لكن ..
داهمتها الأفكار حيال عملها ، زفرت بضيق : زياد معه حق انا افكر بالدوام اكثر من اللازم ..
قررت ان تشغل بالها بعيداً عن العمل وتستمتع ، امسكت بهاتفها وهي تضع سماعاتها بأذنيها تبحث عن موسيقى هادئة .. سرعان ماشعرت بشخص يجلس امامها ، لتقول دون ان ترفع عينيها : غريبة ما تلكعت .
تجمدت اطرافها عندما قال بصوت متردد : ميهاف ..
رفعت رأسها ببطء تنظر إلى صاحب الصوت ، خفق قلبها بقوة عندما استقرت عينها عليه ، بينما هو زفر بإرتباك : ماتوقعت إني حرجع أشوفك ، كيف حالك ؟
اخفضت رأسها برعب : الـ .. حمدلله .
هو : لسه شايله بخاطرك مني ؟ ميهاف والله الدنيا اخذت حقك مننا وزيادة .. بس مو معقوله تمر كل هالسنوات بدون ما اشوفك ولا اعرف اخبارك ! وانا اللي كانت كل اخبارك عندي .
اغمضت عينيها بقوة ثم رفعت رأسها مجدداً تنظر إليه : ليش تعاتب ؟ انت اللي رميتني لهم بدون ما تتأكد ، انت اللي كنت عارف اللي راح يسووه فيّا ولا اهتميت .. انت اللي وثقت وقتها فيك وكسرتني ...
قاطعها : انا آســـــــــف يا ميهاف ، والله القهر والصدمه كانوا عامييني ..
ميهاف : المفروض ماتصدق شيء انقال عني وما شفته بعينك .
هو : طيب وايش تفسري زواجك منه ؟
ميهاف ضحكت بقهر : هاشم ايش تبغى ؟
هاشم : فرحت لما شفتك هنا بالصدفة ، ما تغيّر فيك شيء ، بس مضايقني ان مكانتي انا عندك تغيّرت ... حتى تزوجتي بدون ما تفكري تكلميني وتعزميني على الأقل ..
قطع حوارهم صوت انثوي غاااضب : انت من جدك ولا من جدك ؟ لهالدرجة ماعندك دم ولا مروّة ؟ اناااا كنت عااارفه ان وراك بلاا من اليوم وانت مو طبيعي ، طلعت تخوننــــــــي يااا كلـــــــــب .. وانتِ ؟ ماعـــــندك اهل يلمووك يا خرابة البيوت ؟
وقف هاشم بغضب : اسماااااااء احترمي نفســــــــك وافهمي قبل ما تهاجمي بهالطريقة .
اسماء بتهوّر وغضب اندفعت لميهاف وامسكت معصمها بقوة اجبرتها على الوقوف ، ميهاف نفضت يدها بألم بينما اسماء بدأت بالشتم ، ميهاف : انطمــــــــــي واحترمي نفسك وإذا ماعرفتي تحترمي نفسك اقسم بالله لأكّلك تــــراب , وانت شيل هالمجنونه عنـــــــــي ، يكفــــــي يا هاااشم فضحتونـــي بذاك الوقت مو ناقصه فضيحه ثانيه اليووووم .
اعتلت اصواتهم ، اسماء تصرخ في وجه هاشم باكيه وتحاول ضرب ميهاف التي تدفعها بقوة عنها وترد الشتائم ..
توقف كل هذا على صوت صفعة قوية تلقتها اسماء من هاشم .. هاشم بعيون غااااضبه اقترب من اسماء التي امسكت خدها بصدمه : تضربني عشان هالـــ.....
صرخ هاشم : لو نطقتيها ف انتِ طااااااالق .
بترت اسماء كلمتها وانهارت بااكيه ، ادارت ظهرها إليهم وغادرت بخطوات سريعة بعد ان رمقت ميهاف بنظرات كارهه و حاقده .. اما ميهاف العاقدة حاجبيها تكتفت وهي تنظر لهاشم
قائلة : عرفت ليش ماعاد بشوفكم ؟ صرتوا بالنسبة لي مصدر ازعااااااااااج وقلق , ناس صرت أستحي أقول عنهم أهلي وهم فاضحيني بكل مكان وطاعنين بسيرتي بكل مكان .
هاشم اقترب من ميهاف : انا آسف على اللي صار ، ما تدري انك بنت عمي .. امسحيها بوجهي ميهاف ، تعورتي ؟
ميهاف : لا عاد تشيل همي لأن فعلاً مكانتك بالنسبة لي تغيرت ، واهتمامك هذا ما عاد يحسسني إلا بالقرف .. روح شوفها هي .
استدارت لتغادر هي الأخرى ، لكن هاشم قال بصوت خافت : عمي انقص لأني ما رضيت اتنازل عن دم ابوي .. رغم ان الأهل والقبيلة والجماعه كلهم تدخلوا لكني رفضت اسمع لأحد ، وحكموا عليه قصاص لأني ما رضيت بالديه .. لما انقص عمي الكل نبذني ، اعمامي ، جماعتنا والقبيلة كامله .. حتى لما جيت اتزوج ما قدرت اتزوج وحدة من معارفنا الكل رفضني .. بس ما همني وقتها الا شيء واحد ، هل هذا تكفير عاللي سويته فيك ؟ لأني وصلتهم لك وانتِ اللي وثقتي فيني ؟ هل شعور النبذ اللي جربته هو نفس شعورك اللي حسيتي فيه وقتها ؟ ميهاف اكثر فكرة كانت تتردد في بالي لما رفضت اتنازل عن عمي هو اني ابغاه ينقص لأنه اذاك انتِ ، انا مو قادر اعدي فكرة انه كان بيقتلك انتِ مو أبوي، كان بيقتلك ظُلم ، ايش بيكون موقفي لو متي وانتِ مظلومة ؟ وانا اللي موصلك لهم بنفسي !
ميهاف : كل هالكلام ماله قيمه دحين (استدارت مجدداً تنظر إليه) استنيتك وقتها تبررلي اللي سويته انت ، بس .. ما كنت متأكدة اني راح اقدر اسامحك لكن دحين .. انا سامحتك لأن انت ماعاد تعني لي شيء سواء انت او اعمامي كلهم .. كلكم سامحتكم لأنكم ماعاد تعنولي شيء ولا ابغى اشيل بقلبي عليكم لأني ابغى انساكم بالمرة .. لأن حتى الكُره راح يرسخكم بقلبي ، وانا ما ابغى اتذكر عنكم شيء .. بالذات انت وإخلاص ، ولا الباقيين ما ينشره عليهم ..
هاشم بإستياء : ميهاف بس انا هاااشم اللي ياما اعتبرتيه اخوك وصاحبك و ..
قاطعته : ذا كان زمااااااان .. دحين انت ولا شيء ، ولااااااا شيء ..
قطع حوارهم صوت زياد رافعاً حاجبه : خير أخوي فيه شيء ؟
هاشم رمق زياد بإزدراء : كله منك انت ..
ثم رحل ..
زياد عقد حاجبه : مين ذا ؟
لم تجبه ، اشاحت وجهها عنه ، لمح الدموع بعينيها : ميهاف ، مين هذاااااا ؟
اقتربت من زياد وهي تدفن وجهها بصدره وتبكي : ليش تأخرت ؟ وقفت استناك كثيــــــر ...
زياد : ومين هذا ؟
ميهاف : هاشم .
زياد : ومين يكون حضرته ؟
ميهاف : ولد عمي (رفعت رأسها تنظر لزياد) انا ليــــــــش ما نسيــــتهم ليـــــش ابكي ؟ ليــــــــش زعلااانه ؟ هو اكثر واحد فيهم ضرني

في جناحهم عندما هدأت ، زياد : اول مرة ادري عنه .. اصلاً ما قد تكلمتي عنهم .
ميهاف : ما احب اتذكرهم ، من بعد اللي صار بهذاك الوقت لما اخذتني انت من بيتي للكباين واخلاص وعثمان ماقصروا شوهوا سمعتي ومشوا بسيرتي ، واعمامي ما قصروا بهذلوني , الله .... اااخخ بس ما احب اتذكّر هذيك الايّام يا زياد ، يعز علي إن هاشم كان بالنسبة لي أخوي وأكثر بس المضره جات منه هو .. هو مو غيره .. والله كان هيّن علي إخلاص و عثمان بس ما كان هيّن علي هاشم ..
مسح على شعرها بلطف : كان بالنسبة لك اخوك واكثر ... كويس انه صار ولا شيء لأن صراحه مالي خلق اغِير .
رفعت عينيها تنظر إليه بضحكه : وانت هذا اللي همك , بدال ماتواسيني لأني جالسه افضفضلك إذا مو واضح .
زياد : غيرتي شينه ..
قامت : لو فيه احد بتغار منه فالمفروض عثمان لأني من جد كنت أعشقه حتى بعد خطوبته من إخلاص ، وبعد كل اللي سواه لما جا اعتذرلي ترددت فيه .. يعني انا ما كرهته ولا صرفت نظري عنه وقتها .
زياد رفع حاجبه : وانا ليش تقوليلي هالكلام ؟
ميهاف : عشان اذا بتغار غار من واحد كنت احبه مو هاشم !
وقف هو الآخر يمشي إليها حتى وقف امامها بالضبط ، زم شفتيه : لين دحين ؟
ميهاف : ايش ؟
زياد : لين دحين ماصرفتي نظرك عنه .
ميهاف : شرايك انت ؟
زياد تكتف : الله اعلم ما صادفناه بعد زواجنا عشان اعرف الجواب للأسف .
ميهاف اختفت ابتسامتها : ما يحتاج نصادفه ، اكيد صرفت نظري عنه لأبد الآبدين ، اصلاً بكون غبيــــــــه لو فكرت بغيرك وانا ربي معطيني انت ومعوضني فيك خيـــــر عن كل خلق الله .
زياد : من قلبك ؟
ميهاف : زيااااااد بلا هباله ..
زياد : قد ندمتي لأنك تزوجتيني ؟
ميهاف : لا طبعاً والله ما قد ندمت بالعكس انا ندمت لأني ماطلت فيك .
زياد : وليش طلبتي الطلاق ، وليش لما كنت بعيد فكرتي بالخلع ؟
ميهاف : زياد كنت زعلانه ، ومكتئبة ومتضايقه وبموت منك وانت ولا على بالك .. كنت خايفه تكون كذبت علي وفرح بنتك كنت خايفه تكون كذاب ما حبيتني بس انا اللي أحبّك ...
زياد وضع كلتا يديه على كتفيها : تحبيني ؟
ميهاف ظلت تنظر إلى عينيه لكنه كان جاداً بتساؤلاته : أحبّك والله لدرجة أحس ما كان اللي قبلك حب .
زياد : دوبك تتكلمي عن عثمان ..
ميهاف : هل تعتبر نايا حب ؟
زياد ابتسم : ماكان اللي قبلك حب .
ميهاف : شااايف ( ابتسمت وهي تحاوط خصره بيديها ) من بين كل السلبيات اللي صارتلي مع اعمامي ، بس عرفتك وقتها .. عرفت زياد اللي ما لاحظته ابداً ، عرفت روووحي وان فيه انسان بيمرني بتمنى اعيد كل سنواتي معاه .
زياد : اجل فكينا من عثمان وما ابغى اعرف ايش كان شعورك معاه ، حتى لو انه شيء راح وما عاد يعني لك شيء , يضايقني .
ميهاف دفنت وجهها بعنقه تتنفسه بعمق : ماااا طلبت شيء ، لووو تبي عيووني ماقلت لا .
زياد ساخراً : هاتيهم .
ميهاف عانقته اكثر بضحكه : لا .

*****

شعرت بالإنزعاج من السيارة التي على يمينها وصوت منبه السيارة التي يضربها هذا الأخرق الذي يحاول التحرش بها (على حد استيعابها) إلى أن طفح الكيل بها كلما حاولت الإسراع أكثر لحق بها واخذ يضرب جرس السيارة ويحاول التحدث إليها بالإشارات ..
انزلت النافذة وهمت بالشتم لكنه سبقها قائلاً : الكفر مبنشششر لازم تخففي سرعتك وتجنبي لا تقلب السيارة فيك .
شعرت بالإحراج لكنها كابرت قائلة : ادري ماني غبيه طالع عندي بالشاشة .
رمقها بنظرة ساااخرة واكمل طريقه ، بينما هي ضربت المقود بسخط : الله يقلع غبائك يارند عشان كذا السيارة ماتمشي زي الناس وتطلع اصوات وانتِ هبله موو مركزة ، قلـــــــك بيعاكسني ياوااااثقه .
سمعت صوتاً عالياً جعلها تركن سيارتها على يمين الطريق وتتوقف ، نزلت وهي تتنهد بضيق ، ذهبت إلى العجله الخلفية من جهة اليمين ، عقدت حاجبيها : يااااربــي ايش اسوي انا !!
اخرجت هاتفها وهي تتصل على رشاد ..
قطع عمله وهو يجيب على هاتفه الذي ظل يرن بإلحاح مزعج : هلا .
رند : سنه عشان ترد .
رشاد : مو لاني فاضي استنى مكالمتك بس عشان ارد عليها .
رند : انا بالشارع تعال خذني .
رشاد : ليش بالشارع ؟ وين سيارتك ؟
رند : الكفر بنشر وما ادري ايش اسوي .
رشاد : حطيتلك ستبنه بشنطة السيارة .
رند : ما ابغى اغيّرها بنفسي الكفر ثقيل وبتتكسر اظافري .
رشاد : طيب بس انا ما اقدر اطلع دحين باقي ساعة على نهاية الدوام .
رند : يعني اجلس بالشارع ساعة لين حضرتك تخلص ؟؟؟؟
رشاد : بكيفك تبي تستني ولا تبي تغيري الكفر انتِ حرة .
رند : انا حره ؟؟؟
رشاد : يسسس .
رند : اوك طالما انا حرة باخذ اوبر ولا كريم وارجع وخلي السيارة بالشارع ..
رشاد : والله لو رجعتيلي فيهم لأكسر رجولك .
رند : انا حره .
رشاد : الا بهذي .
رند : طيب حكلم سامح او عبد...
قاطعها بحزم : لا ، لو تضطري تجلسي الف ساعة بالشارع بس تنسي عبدالمجيد .
عقدت حاجبيها بإستياء : انت ليشش معقد ؟
رشاد : اذا ناسيه اذكرك السبب !!! وبعدين اتصلي على اي تطبيق يجو يسوولك سيارتك .
رند : طيب بشوف .. مع السلامه .
رشاد : لاترجعي مع احد فاااهمه .
رند : خلاااص انقلع بس ، هذا بدال ما تسألني اذا صارلي شيء ولا انا بخير .
ابتسم : بخير بخير عارف ، لو انك مو بخير كان دقيتي تبكي .
اغلقت الخط في وجهه غاضبه : سخيــــــــف قصده انا بكايه يعني !!!! (قلدته بأسلوب ساخر) لو تضطري تجلسي الف ساعة بالشارع بس تنسي عبدالمجيد انننن انن مع نفسك انت عليه .
تكتفت بإستياء تنظر حولها علها تجد أحداً يساعدها .
استسلمت وهمت بإصدار طلب بأي تطبيق عبر الجوال ... صعدت إلى السيارة لتنتظر فيها ..
قائلة بسخط : احسن لو انك محترمه نفسك كان مداك ترجعي مع مجيد وفاكه نفسك من ذي الحركات ..

ماذا حدث ؟
قبل بضع سنوات وتحديداً بعد عودتي من شهر العسل واستقراري في الفيلا الجديدة التي اهدتنا إياها عائلتي ..
ظهراً عندما عدت من الجامعه مع سائقي الخاص عبدالمجيد .. اهداني باقة ورد وهدية أخرى في كيس صغير قائلاً : الحمدلله على السلامه رند .
رند : الله يسلمك ، مررررة حلوة بس كلفت على نفسك .
عبدالمجيد : بالعكس شيء بسيط بمناسبة زواجك ورجوعك بالسلامه .
رند : يا قلبي من ذووقك والله ، مــــــرة شكراً .
نزلت من السيارة والابتسامه تعتلي شفتيها ، خالجها شعور جميل بأن عبدالمجيد بادر بهذا الشكل اللطيف .. بمجرد دخولها إلى المنزل وضعت الباقة والهدية على المدخل ، لم تنتبه على الكرت الموجود في باقة الورد التقطت عدة صور ثم تركتها وذهبت لتبدل ملابسها وتناام ..
ليلاً عندما عاد رشاد وهي تسرح شعرها ..
دخل إلى الغرفة بيده باقة الورد : هذي من مين ؟
رند ابتسمت : عبدالمجيد ، كيوووووت جابلي الباقه مع هدية يقول بمناسبة زواجي ورجوعي بالسلامه من السفر .. انبسطت ماتوقعت .
امسك البطاقه وهو يقرؤها بعينيه : لا ماشاء الله صاحب وااااجب ، وانتِ مممرة مبسوووطه !! بس اوك يصير خير .
اختفت ابتسامتها بإستغراب من غضب رشاد ، القى الباقة على الارض وخرج : إذا ما علمته حدوده ...
رند وقفت : ايش فيك ؟ ترى عادي هدية .
وبعد لحظات خرجت بسرعة وهي تلف حجابها على شعرها عندما سمعت صوته الغاضب ، وقفت عند الباب وهي تراه يوبخ عبدالمجيد ممسكاً بياقة قميصه والغضب واضح عليه .. اما عبدالمجيد الذي حاول الإفلات من قبضة رشاد لكن رشاد يأبى تركه وختم صرخاته وتوبيخه : والله لو شفتك هنا راح افتري فيك .
عبدالمجيد دفع يد رشاد بقوة وتراجع بضع خطوات : مو انت اللي تحدد ...
هم رشاد بضربه لكن سرعان ما امسكت رند بمعصمه : رشااااد اشبك !!
نظر إليها بغضب : لا ماتدري يعني !!!! وبعدين ايش اللي طلّعك ؟؟؟ ادخليي ، وانت والله العظيم واللي خلقني وخلق اصابعك ان عادك كتبت لها حرف واحد لأكسرهم لك .
امسك بيدها ومشى نظرت إليه غاضبه محاولةً الخلاص من يده : اشبـــــــك سيبني .
تجاهلها وادخلها للمنزل مغلقاً الباب ، رند : انت تجننت ولا ايش ؟؟ كل هذا بس لأنه جابلي هدية ؟
رمقها بغضب : انت لو انك معلمته حدوده معاك ما كان تجرأ يكتب اللي كتبه ، بس والله يارند اذا فكرتي تكلميه او تطلعي معه والله ما راح تمسي على خير.
تركها ذاهباً إلى غرفة النوم ولحقته لتفهم عن ماذا يتحدث ، رأته يلقي الباقة بسلة المهملات : حراااام عليك طيب انا بحتفظ بالورد .
رمقها بغضب : بكسر اصابعك لو فكرتي تشيليها من الزباله .
رند : لاتهدد ترى لعبتي التهديد .
تجاهلها وهو يبدل زيّ عمله ، رند اخرجت الباقه من الحاوية وهي ترى البطاقه المثبته فيها ، فتحتها بفضول لترى ما اثار غضب رشاد ..
" حظ من تهنا بقربك يا نصيب غيري
مبروك زواجك رند
والحمدلله على سلامتك ولو إنها متأخرة .."


ضحكت بصدمه : اما من جد كاتبها !
رشاد : ايش قلتلك ؟
استدارت تنظر لرشاد وهي تضحك : دوبني اشوف الكرت ...
نزع الباقة من يدها والقاها مجدداً بالحاوية ثم نزع البطاقه ومزّقها : على اي اساس يكبتلك كذا الـ###### ؟؟؟ كيف جاته الجرأة يفكر فيك بهالطريقه ؟ ألف مرة أقولك اسلوبك مع مجيد ماااااا يعجبني ، من صغرك اقولك هالكلام من لما بدأ يوصلك وانتِ طاقتها مياااانه كأنه واحد من اهلك .. شاااايفه دحين كيــــــف كان يشوفك طوال الوقت ؟؟ والله يارند لووو ادري إنك بس كلمتيه حتى لو بالغلط والله ما بيحصلك خير ، هالمرة كلمتك المرة الجايه ...
قاطعته رند ساخره : بتكسر اصابعي .
رشاد : واعنيها .
رند : يا ماااامــــــــي .
رشاد غضب اكثر : لا تتمصخــــري وانا اكلمك من جدي ، واحترمي نفسسسك مع الكل ، ما عدتي صغيرة يا رنــــــد خلاااص ، مو كل من هب ودب طقيتي ميااانه معااه .
رند : حتقول لأمي عن مجيد ؟
رشاد : مرة خايفه عليه ؟
رند : مو كذا بسس يعني ما ابغى تصير مشكله بين ماما وابوه سامح ، احنا وسامح عِشرة عمر .
رشاد : وانا عادي مو مهم بالطقاق وطز فيني ، اهم شيء مشاعر سامح وعبدالمجيد صح ؟
رند : انت ماقصرت بمجيد خلاص صدقني بينساني ولا بيفكر يقرب ناحيتي حتى ، فمايحتاج تقول لماما .
رشاد بسخريه : ما راح اقول للماما لأن مشاكلي اعرف احلها بنفسي يا روح ماما .. بس انا عند كلامي يارند ، يمين بالله لو كلمتيه لو فكرتي أصلاً تكلميه لوووو فكرتي اصلاً تروحي معاه لأي زفـــــــت وربي ما رااااح يصيرلك خير .
همست بتهكم تخاطب نفسها : راحت علي يليتني دريت عنه قبل ما اطيح على وجهي وأحبّ ذا السايكو .
تجمدت ملامحها بهلع عندما شدها رشاد من معصمها بنظرة حاادة صارخاً في وجهها : انتِ ايـــــــــــش انتِ ؟؟ ماعندك ديـــــــن ! ماتعرفي صح وغلط ، مااا تعرفي حدك ؟ ماعندك دم بوجهـــــــــك ولا حياا ..
ترك معصمها وبنبرة ثقيلة هادئة : ندمااانه علي ؟ طيب رووحي مـ...
وضعت يدها على فمه بسرعة وهي تقرب وجهها منه بإرتباك : رشاد تدري اني امزح .
دفع يدها عنه : بكل شيء الا هذي ما راح اسمحلك تستنقصي مني فاااهمه !! ، ولا راح اسمحلك إنك تشوفي غيري احسن مني ، هذي فيها إهانة يارند وانا ماراح اسمحلك تحسسيني بالإهانه ..
رند : حبيبي ، حبيبي اهدى لا تبااالغ والله كنت امزح مو قصدي شيء اكيد اني ما اقارنك بمجيد ..
رشاد : ابعدي عني ، لما تعرفي تحترمي نفسك تعالي .. انا زوجك يا مدام ماني واحد من الشارع عشان تستهبلي معي كذا !!
رند بعيون غارقه بالدموع : خلااااص والله آسفه لا تزودها ، ماصارلنا شهرين متزوجين وتخاصمني كذا !
رشاد : قولي لنفسك ما صارلنا شهرين متزوجين وتقوليلي ياليتك دريتي عن مجيد قبلي ؟؟؟؟
رند : وربي امزح والله والله لو اعيد عمري لأرجع احبّك الف مرة ، خلااص والله اسفه ، طول بااالك عليْ مااني متعوده عليك زوجي تعودت اطفشك بهالحركاات وهالكلام وماتقول لي شيء .
رشاد : يعني كنتِ عارفه إنك رافعة ضغطي من زماان ومتعمده تطفريني لأنك عارفه اني بآآآكلها بنفسي وما حكلمك .
رند : كنت الاحظ انك تغاار عشان كذا اتعمد لأني احس بشعور حلوووو ..
رشاد : دا كان زماااان , قبل زواجنا , بس دحين والله لو كلمتي واحد او تكلمتي عنه بهالمجاغه والله كل كلمة بكف .
رند ابتسمت بتقليد : جرب والله لأكسر يدك .


استيقظت من سرحانها على صوت طرق خفيف على نافذتها ، انزلت النافذة : هلا .
الرجل : انتِ اللي طلبتينا صح ؟
رند : ايوة ايوة ، الكفر مبنشر ابغى تسووه لي ...
وبينما هم يبدلون كفر سيارتها اتصل رشاد ليطمئن عليها هل استطاعت ان تتصرف ام لا ، رند : خلاص مشكوور مستغنيه عن خدماتك .
رشاد : برضو جايك وينك .
رند : مالك داعي خلاص برجع بنفسي .
رشاد : لايكوووون زعلتي عشان قلتلك ما اقدر اطلع ؟
رند : لا عادي انا ما بطير ، عادي استناك بالشارع عشر ساعات ايش وراي ، ماهو انت ماتخليني اروح مع احد ولا تبغى تجي قبل ما يخلص دوامك ولا يهمك اني لوحدي بالشارع عادي ماتفرق معاك بس المهم ما اركب مع احد غريب لأنه ممكن ياكلني بس انرزع بالشارع مافي مشكله .
رشاد : يا لطيف بس عشان قلت باقي ساعة عالدوام .
رند : متى حسستني إنك مهتم أصلاً ..
اغلقت الخط في وجهه تشعر بالإستياء منه هامسه بسخط : لمتى بداري فيه وهو مخليني اخر اولوياته حتى .
انتهى العامل ووقف قائلاً : خلصنا .
شكرته وحاسبته ثم عادت .. متجاهله اتصالات رشاد ..

بعد ساعة ونصف من وجودها بالمنزل ، عاد رشاد متسائلاً بهدوء : مخليتني استناك هناك وانتِ رجعتي ! طيب ليش ما تردي تقولي إنك رجعتي .
رفعت شعرها لتربطه بلا مبالاة : نقص منك شيء وانت تستنى ؟ لا ، خلاص وين المشكله .
رشاد جلس على السرير : اشبك ليش زعلانه ؟
رند : مايخصك .
رشاد مازحاً : اجل شكل هرموناتك مخبّطه .
صرخت بغضب : موووو كل مـــــرة اتضايق منك تحط االبلا بهرمونااتي متى بتاخذني بجدية ان شاء الله ؟ متى بهمك ؟ تشوفني انت تشوفني أصلاً ؟ (بكت بغيظ) يا رشاااد خلاص يكفي انا تعبت منك مااا احس اني بأولوياتك اصلاً ، اشك إنك تعتبرني زوجتك مو واحد من اصحابك ، تعبت اماااشيـــــــك اسايرك ، تبغى تخليــــني اعتمد على نفسي بكل شيء بدون ما تساعدني بشيء ، طول عمرك تشوفني مدلعه وغبيه ما اعرف اسوي شيء وتتعمد تخليني اسوي كل شيء لوحدي وما تهتم ، تحاول تخليني نسخه مااااتشبهني بسسس انا رند يارشاااد رند رضيت ولا مارضيت اناا طبيعتي ماتشبه النسخه اللي بتخليني عليها انت جالس تحملني فوق طااقتي !! وفوق كذا ما تاخذني بجدية كل زعلي تعتبره دلع ..
قام من مكانه وهو يراها واقفه تمسح دموعها بغيظ ، رفع وجهها إليه : بس عشان قلتلك غيري كفرك بنفسك ؟
عضت شفتها بغيظ : لاااا طبـــــــــعاً بكل شيء انت كذااا بكل شــــيء ، اطبخي اغسلي اكوي بنفسك رتبي بنفســــك اشتري بنفسك جيبي بنفسك حطي بنفسك ، انااا حتى كوب مويه ما كنت اجيبه بنفسي ببيت اهلي بس انت تبغى تخليني شوي واشيل البيت على راسي انت عارفني قبل ما نتزوج ليش تضغطني كذا ؟ ليش تخليني لوحدي دايماً ؟ انا مو كبيـــــــرة لا تقولي كبرتــــــي .
رشاد : طيب لاتبكي .
غضبت اكثر : مااااا تبغااااني ابكي احضنــــــي ، لاتقولها لي بصيغة امر ياغبــــــي .
ضحك بشدة وهو يعانقها بحب ، ضربت صدره بقهر : مااا انكت عليك انــــــــا والله تعبت منـــــــك خذ بخاااطري ، داريني ، دلعنــــــي عاملني على اني رند اللي ماخذها من بيت اهلها مو اللي تبيها انت ، رشاد 3 سنين وانا احاول ارضيك لدرجة انك همشتني ما عاد تهتم لي ما تتذكر انا كيف كنت ..
امسك بيدها التي تضرب صدره وقبّلها بلطف : مانسيــــت والله بس مادريت انك كاتمتها بقلبك ، ما دريت انك قاعدة تتحملي فوق طاقتك عشاني .
رند : طوال هالوقت احاول اثبتلك انك غلطان انا ماني دلوعه لهالدرجة واني اقدر اتحمل بس لاااا انا ما اقدر اتحمل ..
رشاد : وما طلّعتي اللي بقلبك الا عشان كفراتك .
رند : لأنك مصخــــــــتها ايش اللي بدلي كفراااتك ، انـــــــااااا ابدل كفر انهبلت انت ؟
ضحك بشدة : والله انك عبيطه ثلاث سنين كثيــــــرة والله وانتِ تتحملي كل هذا ..
رند : مـــــــرة كثيــــــــرة ، وانت من اليووووم لو مااا بطلت هبــــــالتك وبطلت تعاملني كأني آله وتضغطني بهالشكل والله ياويلك ، خلاااص ثلاث سنين كفااايه ، ومن بكرة انا برجـــــع رند سواء رضيت ولا انقلع .. وحجيب 3 خدم للفيلا وطباخه زي فتحيه ، وكمان برجع لزياراتي الشهريه للصالونات ، وانت اذا ماعجبك ، تعرف ترجعني عند الناس اللي اخذتني منهم ، لا تعيشني حياة ماتشبهني
رشاد بمسايره : والله ساكته ومتحمله كثيـــــر شكلك ، ماااكلتها بقلبك كل هذي .
رند : عشان تعرف اني من جد كنت احاااول اسايرك بس انت مصختها وما عاد ابغى اسايرك الا باللي يعجبني وبسسسس ، حتى برجع اجيبلي سواق خاص .
اختفت ابتسامته : سواق ؟ مو انتِ تسوقي !
رند : مو كل مرة لي مزاج اسوق صراااحه .
رشاد : لا ، سوي كل اللي تبغيه بس هذي لأ .
رند : مو مجيد .
رشاد : لا هو ولا غيره كلهم لا .
رند : شاااايف انك ما تخليني اسوي ولا شــــيء .
رشاد : يااا جاااحده وافقت على كللل طلباتك الاولى بس عشان رفضت هذي خليتيني ظالم مفتري !
رند : اصلاً انا مو قاعدة اخذ رأيك واللي بسويه حسويه .
اغمض عينيه وهو يستغفر ثم قال : لا ماعجبني ذا الاسلوب ، بس اوك انتِ حره .
رند : لااااا تقول انتِ حرررره .
رشاد : لا حول ولا قوة الا بالله ، خلاص يا عيوني الثنتين وقلبي وروحي وحياتي واشراقي وشمسي وكواكبي ونجومي وعالمي سوي اللي تبينه كم رند عندي !
ابتسمت : كذا احسن .
رشاد : كلهم نفس المعنى ، عبيطه .
رند : شوف بس لأنك طيّب ومتفاهم راح اتنازل عن آخر شيء .
ضحك ، اما هي قالت بغرور : وممكن اغيّر رأيي واتنازل عن الباقي إذا اعتذرت .
رشاد : واعتذر على ايش ؟
رند : على سوء تصرفاتك وتهميشك لي .
رشاد : آسسسف .
رند مدت يدها ساخره : وبوسسسه .
دفع يدها بخفه عن وجهه وشدها من خاصرتها له : ما ينفع انا اختار مكان البوسه ؟

الحقيقه ..
رشاد لم يحاول تغيير عاداتي بعد ان تزوجنا كما ادعيت ، وليست المرة الأولى التي اقول فيها هذا الكلام له وليست المرة الأولى التي اعاتبه فيها على تقصيره تجاهي وشعوري بالتهميش ، بل منذ زواجنا وانا كلما غضبت منه قلت له نفس السيناريو بالضبط ، مع تغيير عدد السنوات التي صبرت فيها ، مدعيه أنني تحملت بما فيه الكفايه .. ومدعيه انني اشعر بأنه يحاول طمس هويتي وتغييري بينما كل مافي الأمر أنني اقول ما اقول عندما اشعر أن افكاره بعيده عني وأنني لست محور حياته .
الغريب أنه بكل مرة اعاتبه وادّعي أنه ظالم متسلط مفتري ، يجيب وكأنني فعلاً مظلومة وأنه يشعر بالذنب وأن كل ما قلته صحيح ويعتذر مع أنه يعلم أنني أباااااالغ فقط لأجذب اهتمامه وانتباهه لي ليس إلا .

مرة واحدة فقط قال لي " اتمنى اذوق طبخك " وطبخت له رااااضيه لكن كلما غضبت منه اقول : " وبس تخليني اطبخ وانفخ ولاعمرك اهتميت اذا انحرقت ولا انلسعت من الطبخ "

ومرة اخرى كان على عجلة من امره ولم تصل الخادمه بعد ، فطلب مني ان اقوم بكي بدلته بينما يستحم هو لكيلا يتأخر عن عمله .. فأصبحت اشعره أنه يجعلني اكوي ملابسه دائماً دااااائماً وابداً , المشكلة لست أنا من قام بكي بدلته بل طلبت من نارمين خادمة امي ان تفعل ذلك لأنني لا أعرف .

وذات مرة تجادلنا وانا ذاهبة إلى الصالون لأضع مساحيق التجميل لأنني اريد زيارة العنود لكنه كان غاضباً فقال :" خلاااص اشغلتينا بالصالونااات اشتري مكياج وحطي بنفسك وين الصعب بالموضوع !!!"
لم انسها له ومازلت اذكّره انه يحاول جعلي افعل كل شيء بنفسي !!!

الشيء الوحيد الصحيح جداً هو رفضه القااااطع بأن يكون لي سائق خاص ، ولا يحتاج إلى تبرير لرفضه بعدما حدث مع مجيد سابقاً .. لكن رفضه لوجود خادمات في المنزل مقتصر فقط على مبيتهم معنا في البيت ، لا يحب وجود الخادمات طوال الوقت ، يفضّل أن يأتون بساعات محددة أثناء وجوده بعمله ، ليقومون هم بأعمالهم ثم يغادرون ، بحجة أنه يريد ان يقضي كل وقته في المنزل معي براحة وبدون قيود ، وبالطبع الفكرة راقت لي لكنني كلما غضبت منه
قلت : طبـــــــــــعاً ماتبغى خدم لأنك بتخليني اشيل البيت على راسي ..

ابااالغ كثيــــــراً واعلم ذلك جيّداً ، لكنني مستمره في ذلك لأنه يساايرني جداً ويتقبل الإفتراءات هذه برحابة صدر وهو يثق جداً بأنني لا اقول ما اقول إلا لأنني شعرت بشيء من التهميش واحاول أن اجذب انتبااهه لي ..
يفهمني جداً ، يفهم تصرفاتي الطفوليه هذه ولا يحتاج لمبررات ، حياتنا تسير بطريقة هادئة لدرجة أنه لا يأخذ حتى المشاكل الا بطريقه هزلية تزعجني أحيانا ..
لكن أحياناً اخرى اشعر أنه لا بأس بهذا لأن غضبه يربكني جداً إذا غضب .. اما أنا فأنا غاضبه طوال الوقت لا فرق

في الوقت الحاضر , ليلاً ..
فتحت عيني ونهضت مبتعدة عن صدره ، لم استطع النوم ، في عقلي ألف فكرة وفكرة وأشعر بالتشتتت ، اما هو وابنتي لارين غارقين بالنوم ..
قمت من السرير وجلست على مكتبي الصغير الموجود في الغرفة .. فتحت حاسبي المحمول ، ما زلت لم أختم ايّ قصة في روايتي هذه ..
لا اعلم من أين أبدأ ؟
عائلة بيان وخالد ؟
أم سارة .. وجابر

أتذكّر جيّداً عندما اتصلت بي العنود ذات مرة باكيه ، تخبرني عما حدث لسارة واختطاف جابر لها .. بلاغ والدها بأنها مُختطفه ، لكن الشرطة تراها هاربه ..

" ممسكة بالهاتف ودموعها تنزل بغزارة قائلة : مافي اي خبر عنها ، مختفيه ، أبوها رفع قضية على زوجها بس .. حتى هو مختفي الشرطة مو لاقيين له أثر !!
رند : واخوه ؟ ما كلموا أخوه ؟ كيف يختفوا وكأن الارض انشقت وبلعتهم ؟؟؟
العنود : مو عارفه ، اخوه ماكان يدري عن شيء ، توقف فترة بالمركز حققوا معاه لين اثبتوا براءته وطلعوه ، الوضع مكركب ومقلوب ..
رند : وسلطان ؟ ايش وضعه ؟
العنود : سلطان الشرطة استبعدته عن القضيه ، لان فيه صلة قرابه بينهم ، وخافوا يكون ورى الموضوع .. حتى هو حققوا معاه .
رند : لحظه ، انتم ليش متأكدين انه خطفها ؟ ليش مايكونوا هربوا سوا ؟
العنود : لأن سارة مستحيل تئذي أحد بإرادتها حتى لو إنها سبق لها وقتلت لكن وقتها كانت تدافع عن نفسها بس !
رند : طيب يعني خالد دحين طلع من السجن ؟
العنود : لا , لما حققوا معه المرة الأولى تركوه .. بس بعدها رجعوا سجنوه لانهم لقوا جثة وأداة القتل عليها بصمات خالد .."


لكنها أخبرتني أن سلطان يقول ان سارة في وضعٍ مشابه لوضع جابر ، أي أنّ سارة مشتبه بها في هذه القضايا .. لأن بصماتها على المسدس الذي وجدوه في الممر السري , وبسبب صِلة قرابتها للمياء التي كانت متعاونه مع جابر في الجرائم ، وأيضاً سجلها الجنائي كان يحتضن قضية قتلها لبسام ابن عمها الذي قتلته دفاعاً عن شرفها ، لم يكن عم سارة سيتنازل عن سارة لكن إصرار والدته عليه بالتنازل جعله يتنازل عن سارة لكنها بقيت في الإحداث بسبب الحق العام .. ثم بعدها بفترة تحدثت إليّ العنود بصوت يرتجف ، لا أدري هل الارتجافه ناتجه عن فرح او حزن ! أخبرتني أنهم ...
حسناً دعوني ابدأ من هُنا مجدداً لأكمل ما بدأت واسرد ماحدث ....

*****

وقفت امام المرآة لترى شكلها بعد ان قامت روان بتصفيف شعرها ، ابتسمت ابتسامه وااسعه : انا حوّه ؟
روان : مرررة حلوة ، انزلي بشويش انتبهي لاتطيحي .
امسكت بهاتفها وهي تقول : حبيبي اووتي روح جيب جزمتك انت ورذاذ على ما اكلم بابا عشان نرووح .
رد رعد : هلا ياروحي .
روان : حبيبي كيفك ؟
رعد : الحمدلله ، انتِ كيفك والاولاد ؟
روان : كويسين الحمدلله ، كنت ابغى اقولك بآخذهم ونروح السوق .
رعد : دحين ؟
روان : ايوة .
رعد : مااشي ، خذي بالك من نفسك ومنهم .
روان : من عيونــي .
في السوق ..
اوقفت عربتي بضجر ورذاذ تشد عباءتي بإلحاح : هيّـــــااا .
وتضرب قدمها بالأرض بإستياء : ماااما هيـــــااا .
حملتها وهي تضعها على العربة مع يوسف : خلاص انبسطتي ؟
لفت نظري قسم المواليد حديثي الولادة مرت في بالي ذكرى ..

" قبل سنوات قبل أن أعود لعائلتي حتى .. كانت سارة تعمل في هذا المركز ، وبعد ان انهت ساعات عملها اتينا إلى هذا المحل .. كنت أبحث أنا عن قميص أبيض للعنود ، اما سارة فوجدتها واقفه في قسم المواليد ، اقتربت منها ساخرة : غريزة الأمومة بانت .
سارة بملامح جامده رمقتني : ليش لايكون حرام ؟
روان : مااش مو وجه امومة انتِ ، اتخيلك ام سايكو .
سارة : هذا انا ولا انتِ ، تدري جاي على بالي اتخيلك ام ، يع مرة مو لايق ، اشك انك حتكوني ام نفسيه 24 ساعة تهزئ عيالها ودكتاتوريه .
روان : سبحان الله كأنك توصفي نفسك بالمستقبل .
سارة : حتمشي ولا ادفك ؟ "

تنهدت روان بأسى هامسه : وينك يا سارة ؟ شاغله بالنا عليك .. يارب تكون بخير يارب سلّمها من كل شر وأذى وإن كان أذاها من جابر فاصرفه عنها وردها لنا يارب .
في المنزل ..
ورذاذ تمسك بكأس العصير وتدور في الصاله ، روان وهي تخرج الملابس من الكيس لتتأكد من وجود كل القطع : رذاذ اجلسي لا ينكب العصير .
لم تكترث رذاذ ، وظلت تلعب وهي تشرب العصير وتدور وتجري خلف يوسف وروان تكرر كلامها حتى انتهى المطاف بسجادة رمادية متلوّنه بالأحمر ..
قامت روان بغضب صارخه وهي تاخذ الكوب من يدها : انااا مو قلتلـــــــك اجلســـــــي لا ينكــــــب ليش ما تسمعي الكلام ؟؟؟ عااجبك كذااا عدمتي السجادة ؟ رووحي غسلي يدك وجيبي المنشفه من المطبخ عالباب .
ذهبت رذاذ بعيون مليئة بالدموع لتحضر المنشفه وعادت ، اخذت روان المنشفه منها واخذت تمسح الأرض للحظات ثم قامت لتغسل الكوب تاركةّ المنشفه على الأرض ..
رذاذ جلست ودموعها تنزل على خديها ، تحبس عبراتها المرتعبه من سكبها للعصير وغضب روان ..
وبمحاولة بريئة من رذاذ للتكفير عما فعلت ، امسكت بالمشفه واخذت تقلّد ما كانت روان تفعله لتمسح لون العصير الأحمر الذي أبى ان يزول ..

عاد رعد ، عقد حاجبه بإستغراب وهو يرى رذاذ تحاول مسح السجاد بكل قوتها الضعيفه وهي تحبس صوت بكائها لكن دموعها تنزل بغزارة ..
رعد : اشبك ؟ ايش تسوي ؟
قامت وارتمت في حضن رعد تبكي بشدة ، خرجت روان من المطبخ وابتسمت عندما رأته : يا أهلاً ..
عقد حاجبه بغضب وقام حاملاً رذاذ : ايش صار ؟
روان : ايش ؟
رعد : ايش ذا اللي عالارض ؟
روان : هذا من بنتك كبت عصيرها عالارض ..
تجهم وجه رعد اكثر ليقاطعها بغضب : وتخليـــــــها تمسحه ؟؟؟ صغيره ايش فهّمها هي ؟؟ حراام عليـــــك خاافي الله فيها مو لأني مو موجود ..
قاطعته بصدمه : اقسم بالله ماسويـــــت لها شيء انا اللي مسحته مو هي .
رعد : كذاااابه بتكذبي عيوووني ؟ انا بنفسي شايفها تمسحه وتبكي .
تجمعت الدموع بعيون روان بغيظ وهي تراه يسأل رذاذ : سوتلك شيء ؟
شعرت بالإهانه ، وقلة الثقه ..
رذاذ : خامتني (خاصمتني)
روان بتبرير : طببعاً بخاصمها لأني الف مرة قلتلها اجلسي لاينكب العصير وهي ماتسمع الكلام .
رعد : ماااالك دخل فيـــــــها على اي اساس تخاصميها اصلاً ولا تخليها تمسح اللي انكب ؟
روان : وكيـــــف ان شاااء الله بتعرف ان اللي سوته غلط وما تعيده ؟
رعد : موووو شغـــــلك ماااهي بنتك مالك دخل فيها ، عدمت لك سجادك بجيبلك غيــــره بسس ما تعامليها كذا !
روان ودموعها تنزل بقهر ، عضت على شفتها : صــــــح ماهي بنتي ليش احاول اربيها واعلمها حتى ؟؟؟ شكلي عشت دور امها اكثر من اللازم ، بس تدري انا مالي دخل لا برذاذ ولا بيوسف ، خليهم لك وربيهم بكيـــــفك .
رذاذ نظرت إلى روان بخوف : انا افّه (انا اسفه(
مدت يدها إلى روان تريد منها ان تحملها ، ارادت ان تمتص غضب روان ظناً منها ان روان غاضبه وتبكي لأنها سكبت العصير ..
لكن روان بكت اكثر وهي تتجاهل رغبه رذاذ بمعانقتها : خليـــك عند ابوك .
دخلت إلى غرفة الأطفال واقفلت الباب .
زمت رذاذ شفتيها بإستياء من رفض روان لها وبكت اكثر .. بعد مضي نصف ساعة وقد نسيت رذاذ الأمر وعادت للعب ، بينما ظل رعد غارقاً في افكاره ، يشعر أنه مخطئ ، لم يعهد من روان ايّ تصرف عدواني ضد رذاذ ، ربما فعلاً اساء فهم الأمر !
نادى رذاذ مجدداً متسائلاً : ليش كنتِ تمسحي هذا ؟
رذاذ : انا بيت الْصير (انا كبيت العصير(
رعد : وماما هي اللي قالتلك تمسحي ؟ هزت رأسها بالنفي ، ثم قالت بحماس : انا ريت فتّااان زي ماما .. (انا اشتريت فستان زي ماما(
رعد ابتسم : والله ؟ وريني .
ذهبت راكضه تبحث بين الاكياس عن فستانها ، ماهي الا دقائق حتى عادت بحماس تحمل بين يدها فستان احمر اللون : سووف ، بسني (شووف ، لبسني (
البسها فستانها وهو يمتدح شكلها : مرة حلو فستااانك حتى انتِ حلوة .
رذاذ : زي ماماا .
ذهبت مجدداً تبحث بين الاكياس ثم اتت وهي تضع على الارض فستاناً اخر اكبر حجماً بنفس القماش ، فردت الفستان على الارض ثم تمددت بجانب الفستان لتري رعد تشابه الفستانين : سوووف (اشارت على نفسها) انا وماما زيي .
عض رعد على شفتيه ، يبدو أنه بالفعل تسرع في حكمه وقسوته على روان ، وهي التي تحب رذاذ كإبنتها بالضبط ! انتبه على رذاذ وهي تجر فستان روان ، حتى وقفت امام باب الغرفة التي دخلت إليها روان ، طرقت الباب تنادي عليها : مااااماا تالـــــي ابسي تانك زيي .. مااماا (تعالي البسي فستانك (
وعندما لم تسمع الرد من روان ، طرقت بحدة : ماااامااااا .
اخذت تطرق وتطرق حتى انتابها الغضب من تجاهل روان لها ، اصبحت تركل الباب بقدمها بملامح مستاءة جداً ونبرة بااكيه : مااااما افتي البااااب ماماا (افتحي الباب(
عندها انتبه يوسف ان والدته لا تجيب وذهب هو الآخر ليطرق الباب مع رذاذ ويناديها هو الآخر ، وبلا سابق إنذار انقلب الموقف إلى حفلة بكاء والطفلان يجلسان امام الباب يبكيان لأن روان لاتجيب عليهما ..
ظن رعد أنها ستفتح الباب إثر هذه الحفله لكن يبدو أن روان مستاءة جداً لما حدث فلم يؤثر فيها حتى بكاء هذين الاثنين عند بابها ..
قام وهو يحاول تهدئتهما : ليش تبكوا ؟
رذاذ من بين دموعها : ماااما ما تفت الباب .
رعد يمسح دموعهما : طيب خلووها لاتزعجوها .
رذاذ ترفس بقدمها الفراغ كتعبير على رفضها : ما بااا ماباااا ابا ماماااااا .
ويوسف يقلدها ويصرخ باكياً اكثر ، يشعر وكأنهم يتسابقون من سيبكي بصوت أعلى !!
ابعدهم عن الباب بقوة وهو يحتضنهم : خلااص دحين اقولها تجي بس اسكتوا ، اذا ما سكتوا هي بتزعل وما تجي وماتحبكم .
سكتت رذاذ وعيونها لم تفارق الباب ، اما يوسف ظل يبكي واضعاً رأسه على صدر رعد حتى نام .
رذاذ : بابا ما زااات (جات(
رعد : دحين تجي .
بعد لحظات : فييين ما زاات .
رعد : لا حووول رذاذ نامي زي اخوك انا خِلقه ما ادري ايش اقول لها .
رذاذ تكتفت وهي تغوص بالمعقده : ابا ماما تبوتني شان انام .
رعد : انا ابوسك ما ينفع ؟
رذاذ : لا انت مو ماما .
رعد ضرب رأس رذاذ بخفه : كله منك انا ايش دراني انها مسكينه وانتِ اللي تلقفتي ومسحتي ومحد طلب منك ، دحين تجحديني وتبغيها ؟
بعد لحظات رآها قد نامت هي الأخرى ، لا عجب فالأكيد أنها تعبت من البكاء ..
تركهم على الأريكه وقام يطرق الباب ، يشعر بالقلق ، مرت ساعتان وهي تحبس نفسها بالداخل : روان .

بالداخل عند روان التي لم تتوقف عن البكاء بغبن ، كيف يشك رعد فيها وكأنه لا يعرفها !! كيف يتهمها بالقسوة ! كيف يكذّبها ويطعن في كلامها ويسأل رذاذ ! كيف يرمقها بتلك النظرات المشككه ..
قد نسيت تماماً انّ رذاذ ليست ابنة رحمها ، لأنها تحبّها ليس من أجل رعد ، بل تحبّها كيوسف بلا سبب وكأنها جُبلت على هذا الحب !
ف كيف يأتي رعد ليقول ما قاله لها ويجرحها دون ان يعير شعورها أدنى اهتمام !!
ظلت تفكّر وتتوعد في قرارة نفسها ، وتبكي لأنها تشعر بالخيبة من رعد ونظرة رعد لها بعد كل هذه السنوات ! سمعت طرق رذاذ ونداءاتها ، ركلها للباب ، مشاركة يوسف لها بطرق وركل الباب .. همهمات رعد لهما ..
بكت أكثر ، تصر على تجاهل رغبتها في فتح الباب لهما ، تصر على تمسكها بموقفها منه وان تكون عند كلمتها التي قالتها لرعد : " انا مالي دخل لا برذاذ ولا بيوسف "
تتوعده بقرارة نفسها ان كان يراها قاسيه ستريه كيف تكون القسوة فعلاً ! وضعت اصابعها في اذنيها لاتريد سماع بكائهما والضعف امامهما .. ابعدت اصابعها عندما سكتا ..
مر الوقت لكن دموعها مازالت عالقه في اهدابها وحواجبها معقودة ..
عاد الطرق مجدداً لكن هذه المرة كان الطارق رعد . تجاهلته لكنه استمر بالطرق : رواان ادري إنك صاحيه ، افتحي خلينا نتكلم ..
: هييااا والله إني آسف ..
: اذا ما فكيتي بكسر الباب لاتقولي ماقلتلك !
: روااان ، يعني ما راح تردي ابداً ؟
: طيب انا ما أعرف أنام بدونك ..
غطت وجهها بالبطانية لتتجاهل صوته وهي تشعر ان غضبها يزداد منه .. لكنها عضت شفتها بغيــــظ عندما شعرت برغبتها في الذهاب إلى الحمام ، حاولت التجاهل لكنها لم تستطع .
وقفت وهي تمسح دموعها وترتب لباسها وفتحت الباب فتعلقت يد رعد بالهواء لأنه كاد ان يطرق الباب ، ابتسم : اخيــــراً .
ابعدت جسدها عنه لكنه وقف امامها : اسمعي خلينا نتفاهم ..
روان : وخر عن وجهي مالي خلقك .
دفعته بخفه وذهبت للخلاء ..
عندما خرجت وهمت بالعودة إلى غرفة الاطفال وجدتها مقفله ، اغمضت عينيها وهي تتنفس بعمق لكي تتمالك اعصابها : وين المفتاح .
رعد بلا مبالاة : اي مفتاح .
روان تجاهلته ودخلت إلى دارهم , ظن أنها ستقفل الباب لكنها لم تفعل ، ابتسم ظنا منه أنها سمحت له بالتحدث إليها ، لكنه بمجرد ان دخل صُدم منها وهي تقفل حقيبة يدها وترتدي عباءتها : وين رايحه ؟
روان : قفل ابوابك بكيفك .
رعد : روان الوقت متأخر وين رايحه ؟
روان خرجت من الغرفة متجاهلةً كلامه ، لكنها عندما وصلت للباب شد معصمها : رواااان ..
انهارت دموعها تحاول دفع يده عنها : خليـــــني بحاااالي برجع عند امي ، وانت خليك مع اولادك ما ابغى اشوووفك ولا اشوفهم .
رعد : روان والله آسسسسف والله تلخبطت وانصدمت لما شفتها تمسح الارض ..
روان : وهذا خلاااك تشك فيّا !! وتكذبني تكذبنــــــي يارعد ، كيف اصلاً فكرت إني ممكن استغل غيابك عشان اعذبها ؟ ايش هالدرااااما اللي برااسك ؟؟ هل انا كذا بنظرك اصلااً ؟
رعد : والله قلتلك من الصدمة جاتني كل الافكاار ..
قاطعته : انا اعتبرررررهاااا بنتـــــــي يارعد بنتــــــي ألف مرة قلتلك رذاذ ماتفرق عن يوسف عندي وانا اعتبرها بنتي بس الظاهر انت اللي مو قادر تعتبرها بنتي ، ودامك تبغاني اشيل مسؤوليتي عن رذاذ فأنا بشيل مسؤوليتي من يوسف كمان ، لأن الاثنين بالنسبة لي واااااحد ، وانت خليك بصدمتك وافكارك الغبيه .
رعد بمراوغه : اعرفك طيبه ما حتسويها ما بيطاوعك قلبك تخليهم شوفي كيف قطعتي قلوبهم عليك هذا وانتِ بس قافله الباب ، تخيلي لو رحتي وسبتيهم .
روان : والله لاسويها وخلي الطيبه ذي لك كأني استفدت من طيبتي يعني ، لو انك واثق اني طيبه وأحبهم ما تجرأت تشك فيّا بس خليك قد كلامك .
رعد : مااااني قد كلامي بس اجلسي .
روان : شفيك سحبت كلامك بسرعة خايف من المسؤولية ؟
رعد : لا اخااف تعجبك القعدة عند امك وتنسينا .
روان : وهذا اللي بيصير .
رعد : ياقلبي حقك علي ..
قاطعته : بلا حق بلا هرج فاضي ، انا بروح عند امي .



نهايــة الجزء الأول




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 04:22 PM   #99

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الأخيـــــر
الجزء الثاني

رعد : طيب انا بوصلك لها بنفسي .
روان رمقته بإزدراء : لايكون شاك برضو ؟
رعد : لا والله حاشاك مو لهالدرجة ! بس ابغى اتطمن ان محد حيضايقك بالطريق لأن الوقت متأخر .
امضينا نصف ساعة ندور بالطريق ، ليس لرعد أي نيّة في إيصالي إلى منزل والدتي أصلاً ، فقط يحاول محاولات غبيه لمراضاتي ونحن ندور بالشارع بلا هدف ..
رعد : حيااتي صارلي ساعة اتكلم لوحدي .
: طيب عشان خاطر يوسف ايش ذنبه هو ؟
روان : إنك ابوووه .
رعد : يهون عليك حبيبك يوسف تخليه ؟
روان : يهون .
قطع عليهم صوت خفيف صادر من المقعدة الخلفيه ، اصدره يوسف كأنه منزعج وهو نائم ..
تنهدت روان : وديني لأمي يارعد وارجع انت والاولاد للبيت ، مطلعهم وهم نايمين !!
رعد : ماراح نرجع الا وانتِ معانا ، وانتِ بكيفك تبي تماطلينا او نرجع بسرعة ويرتاحوا بسريرهم .
شدت قبضة يدها بغيظ : لااااا تسوي ذي الحركات الغبيه !! ما ابغى ارجع .
رعد : ولا انا ولا هما ، واذا رحتي لسما بنروح معاك .
روان : اللهم طولك يارووووح .
رعد استدار بجسده عليها ، ومد يده يمسح خدها بلطف : قلبي حقك علي انا آسف ومرة آسف ، خلينا نرجع عشان خاطر اغلى واحد فينا عندك .
ظلت صامته متكتفه تأبى الإنصياع ، لكنها استسلمت عندما سمعت يوسف يبكي بشكل خفيف جداً وكأنه يحلم بحلم مزعج : خلاص رجعني ..
اتسعت ابتسامة رعد وباغتها بقبلة على خدها ..

على الرغم من انه اعتذر عشرات المرات إلا أنها مازالت تشعر ان هناك شيء في نفسها مازال ساخطاً ..
لذا فهي من ذلك الحين تتحدث معه بطريقة بارده ورسميه جداً ..
في يومٍ ما اتت رذاذ إليها بوجود رعد معهم ، قائلة : ماما وي سعلي (سوي شعري(
تجاهلتها روان وهي تعبث بهاتفها ، رذاذ كررت طلبها وهي تضرب روان بخفه لتنتبه عليها ، لكن روان اصرت على تجاهلها .. رعد شعر بالإستياء من تصرف روان : تعالي انا اسويلك .
رذاذ : ما تعف انتَ (ماتعرف انتَ) هيا ماما وي لييي .
روان بهدوء : روحي لأبوك انا ما ابغى اسويلك شيء .
رعد بغضب : رذاذ خلاص سيبيها وتعالي اسويلك .
اتى يوسف : ماما سوو (شوفي(
روان ابتسمت : حلوة ياروحـــي شااطر .
رذاذ رمت ربطة شعرها على الارض وهي تزم شفتيها بإستياء : حلاص مابا ماما ماتبني .(خلاص ماابغى ، ماما ماتحبني(
رعد زفر وهو يغادر المكان بضيق ، عندها قامت روان : تعالي ياحبيبة ماما انتٍ ، مين قالك ما أحبّك ؟

*****

كلُّ الليالي دونَ جسمكِ قاتمةْ
فارمي ارتيابَكِ والثيابَ الآثمةْ

وتقدّمي نحوي رصاصةَ قاتلٍ
تصحو بها كلُّ السنينِ النائمةْ

يا زهـرةَ التاريخِ يا من وجـههـا
فيه القصائد كالسكارى هائمةْ

قمم الأنوثةِ فيكِ تبلغ مجدها
مذ تنحني فيكِ الزوايا الناعمةْ


إبراهيم الصوّاني

كتمت انفاسها بصدمة ثم قالت : عيد ايش قلت ؟
رواد : خالد راح يطلع بكره .
بيان ابتسمت : قول والله ؟ امانه كيف ؟ ايش صار ؟ مو المفروض المرافعة تكون الاسبوع الجاي ؟
رواد : ما اعرف لكن جاسر قال إنهم اصدروا أمر بالإفراج عن خالد (اكمل بهمس) كل شيء بهالقضيه غريب ! دخلوه فجأة وبيطلعوه فجأة .
بيان قامت تمشي بحماس لا تدري حتى ما وجهتها : طيب طيب يعني خلاص راح يخلوه معانا للأبد يعني مو افراج مؤقت ؟
رواد : ايوة خلاص ، ان شاء الله بعد شوي راح اقابل جاسر وافهم منه كل حاجه .
بيان : برووووح معاااك .
رواد : ما ينفع ، بس لاتخافي راح اقولك كل شيء بيقوله جاسر لي .
بيان : سجل صوته ما اضمن يمكن تنسى انت حرف ..
ضحك رواد : بتحاسبيني حتى على حرف .
بيان بإبتسامه واسعة : على كل شــــــيء .
امسكت هاتفها والرجفه تسري في جسدها بفرحه : اكيد اكيد راح يطلع بكرة ؟ طيب متى اي وقت ؟؟؟
رواد : ما اعرف بالضبط لكن العصر يمكن ، ان شاء الله .
بيان وهي تعبث بهاتفها : ابغى احجز بفندق يكون عندهم خدمة مساج .
رواد : اصبري شوي الله يكفينا شر الحمااس اكيد بيطلع تعباان .
بيان : طبعاً بيطلع تعبان عشان كذا ابغى يكون عندهم خدمة مسااج ومكان بعيد عن الازعاج ، عالبحر .
قام رواد : براحتك ، انا استأذن بروح لجاسر .
بيان : سجل صوووووته لاتنسى .
ضحك رواد : من عيووني .
بمجرد ان اغلق رواد باب المنزل ..
خرجت لورا من دارها : راح ؟
قامت بيان بحماس : راح ، بس حتى انا بروح ..
لورا : وين رايحه ؟
بيان بعجله : خالد بيطلع بكره ان شاء الله وابغى انزل السوق ، وابغى اروح للصالون (وضعت يدها على رأسها) بسوي اشياء كثيرة بسس الوقت يارب يمديني !
وضعت يدها على خد بيان بحب : الله يقر عيونك فيه ويطلع بالسلامه .
عانقتها بيان بقوة وهي تتنهد : اميــــــن ، انا بخلي ماريا عندك عادي ؟
لورا : طبعاً عادي ، حفيدتي بعيووووني كيف مو عادي !
بيان : الله لا يحرمنــــــي ..
اسئلة كثيرة تدور في بال لورا بعد ان خرجت بيان ..
كيف سيخرج خالد هكذا فجأة ! لم يتحدث محاميها عن اي شيء بهذا الخصوص ! سارعت بالإتصال عليه والإطمئنان من أن الخبر صحيح ، لا تريد ان تُكسر بيان وهي في قمة فرحتها .. ليؤكد المحامي أن خالد بالفعل تم الإفراج عنه وسيخرج غداً ..
تساءلت لورا : كيف يطلع توقعت إن قضاياه معقده ومستحيل يطلع منها إلا بطلوع الروح ، حتى الجلسة القضائية لسه ما صارت وموعدها الاسبوع الجاي ، كيف بيطلع ؟
المحامي : الأكيد إنهم لقوا دليل ينفي تورط خالد بكل هذا ، لكن ما زال فيه جزء مخفي من القضيه ، لكن بطمنك إن خالد بريء وبيطلعوه على هالأساس ، على اساس إن كل التهم طاحت لأن فيه شخص اعترف بهالشيء مع الأدلة ، هذا اللي وصلنا من مركز الشرطه .
لورا : وجابر ؟ حتى هو طاحت عنه التهم ؟
المحامي : لأ ، مافي دليل على براءته ولأنه هارب وهذا اللي يأكد تورطه بالقضيه ، لكن ان شاء الله خير .
لورا تنهدت براحه : يلا الحمدلله المهم إن خالد طلع منها ، مشكور ما قصرت .
المحامي : العفوو واجبنااا .
اغلقت لورا الخط رغم شعورها بالغرابة في قصة خالد ، لكنها لاتريد التفكير بالأمر كثيراً ، المهم أن يخرج خالد بخير لترى اشراق بيان وابتهاجها مجدداً..
//
فتح الحارس باب الزنزانه وهو يحث خالد على الخروج منها .. خرج خالد يمشي بجانب الحارس الذي اوصله إلى مكتب العقيد واغلق الباب حالما دخل خالد ، رحب العقيد بخالد بحرارة لدرجة اثارت استغراب خالد ، ابتسم ابتسامة باااهته بينما طلب منه العقيد ان يجلس : تفضل تفضل يا خالد ليش واقف ، اجلس ، احب اعرفك بنفسي انا العقيد راكان ال#####
اومأ خالد رأسه بالإيجاب : هلا .
راكان : انا اعتذر بالنيابة عن الجميع عن كل حاجه شفتها وواجهتها هنا ، لكن المهم أدينا واجبنا ناحيتك وحفظنا الأمانه ..
عقد خالد حاجبيه بعدم فهم .. اخرج راكان من درج مكتبه ظرف ابيض كبير ووضعه امام خالد : هذا لك .. (اخرج ظرف اخر مدوّن عليه اسم خالد) وهذي اغراضك .. والحين تقدر تتيسر .
نظر خالد للظرفين امامه ، اخذهما وهو يقف : يعطيك العافيه ..
خرج دون ان يتفوّه بحرف آخر ، لا يصدق أنه سيخرج فجأة من السجن بعد ان فقد الأمل كلياً في إثبات براءته وكل الأدلة تدينه ..
يشعر بالحيره والغرابه وكأنه في حلم ، لا بل كابوس وانقضى أخيراً بمجرد ان وطأت قدماه الشارع خارج حدود السجن ..
اتسعت ابتسامته وهو يراها تمشي إليه بلهفه شديــــــــدة وسليمان ورواد يتبعوها ، ارتمت في حضنه تعانقه وتبكي بحرارة : خااااالد ، الحمدلله ياربي ، الحمدلله على سلاامتك .
دفن وجهه فيها وبادلها العناق هامساً : الله يسلمك .
ابتعدت عنه وتقدم سليمان ورواد للسلام عليه والتحمد له بالسلامه والمباركه على براءته .. لم يلبثوا سوى بضع دقائق وهم يقفون امام المركز يتساءلون عن حاله واحواله ، لتقاطعهم بيان : ينفع تأجلوا الأسئلة ، خالد اكيد تعبان .
سليمان بتهكم : الواحد يتمنى يصير خالد على ذا الاهتمام .
امسكت بيان بمعصم خالد ، ليقول سليمان : تراها رازعتنا هنا من الظهر تخاف يقدموا موعد خروجك بدون ما تدري .
بيان : بس انت تأخرت باقي كم دقيقه ويأذن المغرب .
خالد ظل مبتسماً والإرهاق بادٍ عليه ، بينما اجاب رواد : اكيد على ما يخلصوا إجراءات الخروج ..
بيان : طيب يلا ممكن تودونا للفندق عشان يرتاااح ؟

في الفندق ..
جلس على السرير بصدر عارٍ ، والمنشفه البيضاء ملتفه على خاصرته ، جلس ينظر إلى الفراغ بشرود .. وقطرات الماء مازالت تنساب من شعره على جسده .
دخلت إلى الغرفة وهي تراه ، ابتسمت ابتسامة واسعة وخطواتها تقترب منه : تحس إنك أحسن ؟
خالد : اكيد .
بيان : طيب يلااا تعال بعد شوي بيجي موظف المساج .
ليلاً ..
ارتدى ملابسه بعد ان انتهى من جلسة المساج وغسل جسده مجدداً ..
تمدد ونصف جسده على السرير والنصف الآخر في حضنها ، رأسه على صدرها ، وظهره ملاصق لبطنها ، عانقته بقوة : وحشتني وحشتني وحشتتنييييي فوووق ما تتصور .
وضع يده ورفع يدها التي كانت على صدره وقبّلها : وانتِ وحشتييني ، وين ماريا ؟ ماجبتيها ؟
بيان : لا طبعاً ماجبتها ، لاحق عليها دحين نام .
خالد : عند سما ؟
بيان : عند امي .
رفع رأسه ينظر إليها عاقداً حاجبيه بإستغراب : أمك ؟
ابتسمت : لورا .. امي .
خالد : لا الظاهر فيه تطورات كثيرة صارت بغيابي .
بيان عانقت رأسه وهي تدفن انفها في شعره : الله لا يغيّب حسك عني مرة ثانيه .. انا مو انا بدونك .
خالد : ما بتسأليني عن شيء ؟
بيان : لا نام اليوم ، قدامنا ايام كثيرة تحكيلي فيها كل شيء صار معاك وكل شيء صار معاي .. دحين ابغاك ترتاح وبس .
وضعت يدها على عينيه : لاحقين على كل شيء .
دقائق بسيطه وهي تمسح على وجهه بنعومه ليغرق في نومٍ عميق دون ان يشعر .. واضح أنه متعب جداً لدرجة أن لم يقاوم رغبته بالنوم .. يشعر وكأنه أمضى شهووووراً بالسجن ، ليست ثلاثة أسابيع فقط
نسي طعم الراحه ، نسي لذة الارتماء في سرير مريح .. نسي كيف تستقر وتهدأ افكاره .. كيف يمضي الليل في حضنها ، كيف يعبّر عما يشعر ، اشتاااق جداً لحياته الهادئة ، لكن لايعلم هل ستعود حياته هادئة مجدداً بعد كل ماحدث !

شيء ما يتحرك بخفه على صدره يصيبه بالقشعريره ، همسات خفيفه وانفاس حاره على اذنه وخده .. فتح عينيه دفعه واحده وهو ينظر لمصدر الهمس ، ارتاحت ملامحه عندما رآها مبتسمه : يا قلبي لهالدرجة تعبااان ؟ قوم الساعة صارت 9 الصباح وانت حتى الفجر ماصليته .
خالد : 9 الصباح (دفن وجهه بالمخده) 12 ساعة نايم .. كأني مانمت من 10 سنوات .
بيان : بالعااافيه ، بس قوووم انت امس ماتعشيت قوم صلّ وافطر معاي ..
قطع كلامها رنين هاتفه ، نظرت إلى هاتفه بملل : وجوالك جنني من 6 الصباح يرن ويرن ويرن هو اللي صحاني .
امسك خالد بهاتفه يرى من المتصل ، كان صديقه سراج ، رد : هلا هلا سراج .
سراج : الحمدلله عالسلامه خالد .
خالد : الله يسلمك .. (وبإستغراب) كيف دريت ؟
سراج : كيف دريت ؟؟ زي ما انتشر خبر سجنك انتشر خبر الإفراج عنك بالمقالات .
عقد خالد حاجبيه حتى استوعب الأمر ، كيف نسي أن الصحف ستتحدث عن الأمر وستُكتب المقالات عما حدث لملّاك مؤسسة ###### كيف غفل عن أن أخبارهم هو وجابر وديمه تنتشر بسرعة وسهولة على أساس أنهم من رجال الأعمال ..
يبدو أنه عاش بالنرويج كشخص طبيعي غير معروف لدرجة أنه نسي بأنه ليس كذلك في جدة !
افاق من شروده على صوت سراج متسائلاً : وديمه ايش صار عليها ؟
قعد خالد وهو يمسك بعظمة أنفه : مافي أي خبر عنها .. احس الشرطه ماراح تفيدني بشيء ، بحثهم محدود عالمعارف والاماكن اللي تزورها ديمه بالعادة ، سألوا عنها بجامعتها ، خلوا الوضع يزيد ربكه وشوشرة ..
سراج : صح قرأت الإشاعات اللي طلعت لما انتشر خبر فقدانها ..
زفر خالد بضيق : ما شفتها ، وما ابغى اشوفها ، اعرف ايش بتكون نوع الإشاعات ، كلام فاااضي ..
سراج : ايش راح تسوي ؟
خالد : راح اداوم بالشركة .. الظاهر جابر كان حاسبها صح وكان حاسب حتى هروبه وعارف إني راح انسجن وبتنحجز كل الأملاك ، عشان كذا سجّل كل شيء بإسمي عشان لما أطلع براءة ما نخسر شيء ! ولا يصادروا شيء من املاكنا ..
سراج : راح تمسك رئاسة الشركة بدال جابر .
خالد : ماعندي حل ثاني لحد ما يبيّن جابر !
سراج : وايش راح تسوي بخصوص ديمه ؟
خالد : بستأجر مختصين يدوروا عليها ، بوسع نطاق البحث .. بجدة واسبانيا ، جابر بأسبانيا ..
سراج : تلمح انها ممكن تكون مع جابر ؟ يعني فيه احتمال ماتكون مخطوفه ؟
خالد : ما ادري ، انا مشتت ..
سراج : انت متأكد ان جابر بأسبانيا ؟ بس الشرطه دورت عليه هناك وطالبت فيه بس ما بيّن ولا كأنه هناك .
خالد : الطيارة هبطت بأسبانيا .
سراج : ممكن يكون مجرد تضليل للشرطه ؟
خالد : لا ، جابر له نفوذ بأسبانيا هذي ماهي اول مرة ولا ثاني مرة يروح لأسبانيا ..
سراج : ايش اللي بيخليك متأكد ؟
خالد ابتسم : انت ناسي اننا نتكلم عن أخوي ؟؟
سكت سراج للحظات ثم قال : انت كنت عارف انه متورط بهالقضايا من قبل ؟
خالد زم شفتيه : انت تسأل بمناسبة إنك صاحبي وتتطمن ، ولا بمناسبة إنك تساعد هاني بشيء ؟
سكت سراج بصدمة ، ثم قال بدفاع : مين هاني ما اعرفه !
خالد : انت حر ، لكن ارضاء لفضولك لا ما كنت أدري ، بس أنا متأكد إن نص المعلومات اللي قالتها الشرطة سواء لي او لك معلومات موضوعة .. بس متأكد إن جابر له علاقه بالقضية ولو بشكل بسيط ..
سراج : الله يجيب العواقب سليمه ، انا بخليك الحين ترتاح وان شاء الله اشوفك قريب .. مع السلامه .
خالد : ان شاء الله ، مع السلامه .
اغلق الخط واسند رأسه على ظهر السرير ، نظرت بيان بذهول : سراج متعاون مع هاني ؟ قصدك إن سراج له علاقة بسجنك ؟
خالد نظر إليها للحظات ثم ابتسم : مو قلتي تبينا نفطر ؟ (غادر السرير) بصلي على ما تجهزي نفسك .
شعرت بالغرابة من تجاهله للسؤال لتعود كومة من الاسئلة برأسها مجدداً ...
على مائدة الإفطار ..
لم يكف هاتفه عن الرنين ، مكالمات كثيرة مزعجة ، لم يتجاهل خالد ايّ منها بل كان يجيب على جميع المكالمات ، أغلبها كانت مكالمات تهنئة على خروجه من السجن .. لكن كانت هناك عدة مكالمات تخص البحث عن ديمه ، وأخرى من محامي عائلتهم .. تكتفت بيان بإنزعاج : دحين انت ليش ما تخليه سايلنت وتفكنا من ذي القروشه ؟ لاحقين عليهم كلهم .
ليقول خالد بهدوء تام : انا جالس افطر عالبحر معاك بكل راحه ، بس بنفس الوقت انا ما اعرف ديمه وين وايش وضعها ، بالي ماراح يهدا يابيان بدون ديمه ، ما ابغى يفوتني شيء عنها !
مسح شفتيه بالمنديل : كم يوم حاجزه هنا ؟
بيان : ثلاث ايام .
خالد : الغي باقي الايام ، راح نطلع اليوم .
بيان : بس ..
خالد : بيان عارف انك تبغي تبعديني عن هالجو وتخليني ارتاح هنا ، ونقضي الوقت سوا بعيد عن كل شيء ، بس افهميني ما اقدر ارتااااح وانا ما اعرف عن ديمه شيء ، ما ادري حتى إذا كانت حيه ولا ميته ، قدري موقفي ! ثلاث اسابيع وانا بالسجن وديمه مالها أثر ، ثلاث اسابيع وانا موقادر اسوي شيء لأني مسجون ، هي الوحيدة اللي بقيت لي ما ابغاها تروح من يدي .
بيان : تقدر تدوّر عليها واحنا بالفندق .
خالد : ماني مرتااااح يابياااان استوعبيني ، كأني قاعد اتسلّى ومخليــها .
سكتت بيان ، هي لا تعترض على شعوره بالخوف ناحية ديمه ، لكنها مستااااءة لأنها لم تشعر به ، امامها هو لكن عقله وقلبه ليسا معها إطلاقاً .. كانت متلهفه جداً لرؤيته وعودته لأحضانها مجدداً ، لكنها لم تشعر أنه يبادلها نفس الشعوور ، تفكيره منحصر بأشياء كثيره جداً وليست بيان من ضمن كل تلك الأشياء ..
قامت من الطاولة وهمت بالمغادرة ، رفع نظره : وين رايحه ؟
بيان بصوت مرتجف : بروح الغي باقي الايام ، واجهز اشياءنا عشان نطلع ..
خالد : كملي فطورك اول .
بيان : شبعت .
غادرت دون ان تدع له مجالاً للإعتراض ، كانت تود المغادرة فقط ، الغت حجز بقية الأيام وصعدت إلى جناحهما ، بمجرد أن دخلت ، تجمّعت الدموع بعيونها وهي ترى أن الجناح مزيّن بالكامل كما طلبت ، أجلت الإحتفال بعودة خالد لصباح هذا اليوم ، طلبت من الطاقم المتخصص بتنسيق الاحتفالات بالفندق ان يقوموا بتنسيق المكان وترتيبه بأسرع مايمكن بينما هم يتناولون افطارهم ..
بكت عندما شعرت أن حماسها قد ضاااع ، طلبت من الطاقم الموجود والذين شارفوا على الإنتهاء بأن يغادروا الجناح .. لتقول مشرفتهم وهي تضع الكعكة على الطاولة بإبتسامة : نتمنالك وقت سعيد .
بيان من بين دموعها : شكراً ..
غادر الطاقم الجناح ، بينما ظلت بيان تتامل المكان بحسرة ، لم تعد تود الإحتفال بشيء .. دخلت إلى غرفة النوم لترتب حقيبتها مجدداً ..
دخل إلى الجناح وتوقف مندهشاً من كل هذا التزيين .. بلالين الهيليوم المنتشرة في كل مكان ، الورد المنثور ، الإضاءات المطفأة ليكون نور الشمس هو الحاضر فقط .. اقترب من الطاولة وهو يرى الكعكه التي كتب عليها ( اهلاً بعودتك خالد ) بالانجليزيه
ابتسم ، يبدو أنها كانت تريد مفاجأته بهذا لكنه سبقها إلى الجناح .. لكنه سرعان ما سمع صوتها آتياً من غرفة النوم ، اقترب وصوت عبراتها يتضح أكثر ، وجدها تجلس على الأرض وهي ترتب حقائبهما .. : بيان .
مسحت دموعها بسرعة : هلا .
جلس بجانبها : ايش تسوي ؟
بيان وهي تحاول الانشغال بكل شيء عداه : ارتب اشياءنا عشان نطلع قبل الظهر .
نظر إلى ساعته : الساعة 10ونص قدامنا ساعتين عالظهر .
لم تجبه امسك بيدها لتتوقف عما تفعل : انتِ ليش مستعجله ؟
بيان دون ان تنظر إليه : انت قلت ما بتجلس بالفندق منت مرتاح .
خالد : بس احنا دخلنا المغرب للفندق ما كملنا حتى 24 ساعة .
بيان : ماراح اجبرك تجلس هنا للمغرب اذا منت مرتاح !
رفع رأسها له : والحفله اللي مجهزتها ؟
تجمعت دموعها مجدداً ، بلعت غصتها مراراً : ادري تحمست .. ما فكرت بديمه ولا جا على بالي افكر إنك ..... (تنهدت) عادي ماصار شيء ، نأجلها لوقت ثاني لما تكون ديمه موجودة وتكون مستعد تفرح بدون مايكون بالك مشغول عليها .
خالد قام وهو يحثها على النهوض معه : لا والله دامك مجهزة كل شيء تعالي نحتفل زي ما خططتي .
وقفت معه لكنها سحبت يدها من بين يديه : خلاص ماعاد لها طعم ، كنت بفاجئك بس ... روح اقطع الكيكه وكلها وخلينا نطلع .
ضمها لصدره : اسف والله مو قصدي اخرب فرحتك .
بيان : انا اللي اسفه لأني مافكرت إلا بنفسي ... (ثم اكملت باكيه) بس والله فرحت ومافكرت بشيء إلا إني استقبلك بطريقه حلوووة اتشفّى فيها من الاسابيع اللي راحت بدونك ..
خالد : فاهمك ما يحتاج تبرري ، وانا مو زعلان منك بالعكس ، مافي أحلى من إني اطلع والقاك مستقبلتني بكل شغفك وبدون ما تتغيّر نظرتك لي .. بنفس اللهفه ، بنفس الحب .. اكذب عليك لو قلتلك ان شوفتك ما طيّحت كل تعبي والهم اللي ماكلني ، بس عطيني وقت اتطمن على ديمه ، وبعدها لك روحي واللي تبينه .
ظل يمسح على شعرها وظهرها وهي بحضنه حتى هدأت ، ثم قال مازحاً : ها ما نقطع الكيكه ؟ تراني قاعد اراضيك عشان تخليني اذوقها .

خرجا من الفندق عصراً ، ليذهبا إلى منزل جديد تراه بيان لأول مرة ، تساءلت من مالك هذا المكان ليُجيب بسخريه : السجن عرفني على ممتلكاتي اللي أجهلها بجدة .
اسوار مرتفعة تحيط بالمكان ، وبوابة حديديه ضخمه ، فتح الحارس البوابة عندما رأى وجه خالد ، وابتسم : أهلاً يا سِيدي نورت بيتك ومطرحك .
لم يتعجب من أن الحارس يعرفه بل رفع يده وكأنه يلقي السلام ثم دخل بسيارته لباحة المنزل الكبيرة جداً لدرجة أنه لم يرى المنزل في البداية ، بل الاخضرار والأشجار وكأنه دخل إلى منتزه او حديقه ، ثم عندما تقدم قليلاً ظهر المنزل أمامه ، فيلا كبيرة من طابق واحد فقط بتصميم مودرن كلاسيكي .. نوافذ زجاجيه كبيرة ، ومسبح مائي أمام الواجهة بالضبط ..
ماريّا وهي تلصق وجهها بنافذة السيارة : يا إلهي المكان رائع زداً .
ضحك خالد : سنعيش هنا ما رأيك ؟
ماريا : رااااااائع ، انظري ماما هنا بركة سباحه .
بيان : عشان تتعلمي تسبحي .
ماريا : بابا ما رأيك ان نحضر زرافه إلى هنا ؟ تجري في هذه الحديقه ؟
بيان : لاااااااا والله ما اخليك تقلبي البيت حديقة حيوانات .
ماريا عقدت حاجبيها : لمَ انتِ غاضبه ؟ ألا تحبين الحيوانات ؟
بيان : لا ياحبيبتي ما احبّهم .
ماريا : لكن انا وبابا نحبّهم ، صحيح بابا ؟
خالد : بس مو زرافه عاد .
ماريا تنهدت بطريقة تمثيليه : عائلة ممله حقاً .
ضربت بيان جبهة ماريا بخفه : احلفي بس .
نزلوا من السيارة عندما اوقف خالد سيارته ونزلوا من السيارة ، وماريا تقفز بفرحه : مرحـــــى لقد وصلنا .
خالد اقترب من بيان : هذي مين لاعب بلغتها ؟
ضحكت بيان : من النرويج وهي تتابع برامج عربية وتأثرت وفجأة صارت تتكلم زيهم لها اسبوع على هالحال .. بس يلا احسن لأني حسيتها ما كانت تفهم كل الكلمات العربية واحنا بالنرويج .
في يومٍ ما ، الساعة الثانية والربع فجراً استيقظ بذعر على رنين هاتفه ، رقم غريب يتصل به ، رد : الو .
الصوت : السلام عليكم .
خالد : وعليكم السلام .
الصوت : خالد ال###### ؟
خالد : وصلت ، آمِر .
الصوت : عندي لك أمانه ، مطلوب مني اسلّمها بيدك ، تقدر تقابلني عند محطة ##### ؟
خالد : انت مين ؟
الصوت : بندر ، ما تعرفني ولا اعرفك ، لكن وصلتني رسالة اوصل لك هالأمانه واقابلك عند المحطه ، ورجاءً تأكد إن الشرطه برا الموضوع .
خفق قلبه برعب ، ما هذه الأمانه التي تتطلّب عدم وجود الشرطه بشكل خاااص ..
خالد : الحين ؟
بندر : ايه الحين ..
خالد : مسافة الطريق ان شاء الله واكون بالمحطه .
بندر بتأكيد : الشرطه برا الموضوع الله يعافيك .
خالد : طيب ..

عند المحطه نزل من سيارته بتوتر ، لا يعلم ما المفاجأة التي تنتظره هنا ، يشعر ان خطواته ثقيله جداً ، والقلق مسيطر عليه ، توالت المفاجآت عليه منذ عودته إلى جدة ، لم يعد يحتمل أي مفاجعه أخرى ..
خصوصاً تأكيد المدعو بندر على عدم إقحام الشرطه بالأمر ، لايبدو أن الأمر مطمئن .. حاول الإتصال بالرقم الذي تحدث بندر منه ، ثوان حتى وصله صوت بندر : وصلت ؟
خالد : ايه انا بالمكان ..
بندر : تمام شفتك ، الحين بجيك ..
اغلق الخط وسرعان ما اقتربت منه سيارة جمس سوداء .. ترجّل منها رجل يميل للسمره ، بجسد مستصح وعضلات خفيفه بارزه من تحت قميصه .. ملامحه حادة رجولية شرقيه بحته .. متوسط الطول ، اقترب من خالد وهو يصافحه : هلا خالد ، اسف ازعجتك بهالوقت ، انا بندر .
خالد : تشرفنا ، وش الأمانه اللي جبتني عشانها ؟
نظر بندر إلى سيارته وانفتح الباب ، لتظهر طرف عباءة جعلت قلبه يخفق بهلع بينما بندر يقول : تعوذ من ابليس ولا تستعجل راح اشرحلك كل شيء .
وقبل ان يختم كلامه نزلت ديمه امامه : خااالد .
تجمدت ملامح خالد بذهول تحولت ملامحه في ثوان من الذهول الى الغضب : ديــــــــمه ، انت ميـــــن ؟ ديمه ليش معاك ؟
بندر حاول تهدئة خالد : يا رجال تعوذ من ابليس واستهدي بالله ، والله العظيم أختك ما مسيتها بسوء وراح تفهم كل شيء .
حينها ارتمت ديمه في حضنه باكيه : خاااالد ، خاالد وحشتني ، خالد انت موجوود صح انا ما اتخيلك ! انا استنيتك كثيـــــر وانت ماجيت ، بس هو وعدني ياخذني لك .
ابعدها عنه بقسوة ممسكاً بكتفيها ، ينظر إليها عاقداً حاجبيه : هذاااا مين تكلمي !! ديمه الغلط مايجي منك ، لاتخليني لأفكاري ، هذا ميــــــــن ؟
بكت أكثر : ما ادري .. انا نمت بالمستشفى ، وصحيت بمكان ثاني ، هو كان قدامي ..
بسرعة استدار خالد عليه وهو يثبته بكلتا ذراعيه على السيارة ، يضغط على صدره بقوة : انت بتتكلم ولا شلووون ؟ ترى دخلت السجن مرة ولا هي فارقه معي ادخلها مرة ثانيه .
بندر : يا خالد انا زوجها ..
ديمه باكيه : كل يوم يكرر هالكلام علي بس انا ماصدقته ، خالد والله ما اعرفه ..
خالد ضرب جسد بندر بخفه على السيارة صارخاً : لا تقول كلمة وتسكت !!!!
بندر : ابعد يدك عني وبفهمك كل شيء ، قسماً بالله ما اذيتها بشيء وهي عندك اسألها .
تركه خالد ، قام بندر يعتدل بوقفته ويهذب قميصه ، خالد راح اسمعك ، بس مو هنا .. ببيتي .
اشار لديمه بأن تصعد إلى سيارته ، ثم نظر إلى بندر قائلاً : بكيفك تبي تجي معاي ولا تلحقنا .
بندر : بلحقك بسيارتي .
صعد خالد وديمه إلى السيارة .. وبندر ذهب إلى سيارته .. طوال الطريق وديمه تبكي بتوتر من هذا الصمت الرهيب بينها وبين خالد ، ليكسر خالد هذا الصمت قائلاً : كيف تزوجك ؟
ديمه تعقد اصابعها : مـ مدري .
خالد : وش اللي ما تدري ؟؟ اقولك كيف صار زوجك هالرجال ؟
ديمه : مدري مدري ..
خالد : قرب منك ولا لا ؟
ديمه : لا لا لا ما قرب مني ..
خالد : بس قالك انه زوجك وصدقتيه ؟
ديمه : لا لا ما صدقته بس ، بس هو وراني عقد النكاح ... اسمي واسمه .
خالد : كيف اجل ماتدرين انه زوجك ؟؟ ديمه انطقي كيف تزوجتيه !
ديمه بكت اكثر : جابر .. جابر هو اللي وقع العقد ..
خالد : ديمه لا تلعبي بأعصابي .. حتى ولو جابر اللي وقع العقد لازم موافقتك انتِ ..
ديمه : ما ادري ، ما اعرف ..
زفر بضيق وهو يضرب مقود سيارته بغيظ : الله يلعن جاابر !
وصلوا الى منزل خالد ، اوقفوا سياراتهم بالباحه الخارجيه ، نزل خالد ونزل بندر ، اقترب خالد من بندر قائلاً : شايف لو كذبت بحرف ، راح تختار اي بقعة بهالارض تكون مقبرتك ، انت حُر .
ابتسم بندر : على هووونك لاتظلمني ، والله العظيم جيتكم من الباب ..
رمقه بحدة واشار له بالدخول إلى المنزل .. دخل بندر إلى المجلس ، بينما ديمه ظلت واقفه في منتصف البيت ، خالد : ماراح تدخلي ؟
ديمه بإرتباك : بالمجلس ؟
خالد : ايه .
ديمه مشت بخطوات ثقيله الى المجلس .. جلست بأريكة مختلفه عن اريكة بندر ، وجلس خالد بجانبها ... خالد : تفضل ، اسمعك .
بندر : كل اللي بالموضوع اني تقدمت لخطبة ديمة زي اي شخص ممكن يتقدم لأي وحدة ، قبل ثلاث شهور أو أكثر تقريباً ..
خطبتها من اخوك جابر ، وبعد يومين سافرت انا وكلمني جابر ان ديمه موافقه .. نظر خالد إلى ديمه التي طأطأت رأسها : بس ديمه قالت ماتعرفك .
بندر : يمكن لأنها ما شافتني ..
خالد : تزوجتها بدون شوفة ؟
بندر : شفتها بصورة ارسلها لي جابر .. كل شيء صار بسرعة وخلال شهر عقدنا انا كنت مستعجل لأن عندي رحلة عمل لدبي وكنت بآخذها معاي وقبل العقد جابر كان موافق على هالاتفاق لكن بعد العقد ما سمح لي آخذها .. اختفى جابر ودخلت ديمه للمستشفى ، وانا ما كنت ادري لأني لسه بدبي ، بعد اسبوع ابوي اخذ ديمه من المستشفى بناءً على طلب جابر بإننا نخفي ديمه عن عيون الشرطة ، ومحد راح يفكر إنها ممكن تكون عندنا لأننا لسه ما اعلنا زواجنا وماتربطنا اي صلة بعايلتكم .. لما رجعت من سفري كانت ديمه ف بيتي ، حاولت اهديها ، افهمها انا مين لكنها رفضت تشوفني او تكلمني لحد ما اخليها تكلمك ..
خالد : ليش ماخليتها تزورني ؟ دامك تدري اني مسجون ؟ ليش انت ماجيت تزورني وتقول لي هالكلام وتطمني !!! ليش تخلووووا بيني وبين الجنون شعععره وانتو قادريـــــــن تريحوووني من هالهم ؟؟ ليش ما قالي جابر انه زوجها لك ؟
بندر : جابر طلب مننا نخفي خبر زواجنا نهائياً ، لأنه عارف إن الموضوع بيوصل لهالحد ، ما قدرت ازورك لأني ما اقدر اجذب عيون الشرطه لي ، ما اقدر اخليهم يلاقوا ديمه ، ما اقدر اخلي اي مخلوق يشوف ديمه ..
خالد : ليش وافقتوا على شروط جابر ؟
بندر سكت للحظات ثم قال : ابوي يعرف كل حاجه عن جابر ، كل حاجه ، يدري ان جابر هو المتورط بالقضية يدري ان جابر بأسبانيا ، يدري ان وجود ديمه بالعلن خطر عليها ، وحتى وجودك انت بالعلن خطر عليك .. صدقني لو فهمت وجهة نظر جابر ، بتعذره ..
خالد : وليش الحين الحين طلعت ديمه وطلعت انا ، مين هو ابوك اللي يدري عن كل هذا وسااااكت وموافق يناسب شخص فاااااسد !
بندر : قلتلك إذا سمعت جابر راح تفهم وجهة نظره ، وبالنسبة لي وانا ولد مين ؟ انا بندر بن راكان ال#####
عقد خالد حاجبه للحظات ثم اتسعت احداقه بصدمه : العقيـــــــد !! عقيد الشرطه .
بندر : بالضبط ، العقيد راكان ..
خالد : مستحيل !! طوال هالوقت يدري عن مكان ديمه ويدري عن مكان جابر ويدري ان جابر هو المُدان وساجنّي ؟ وطالما يدري عن ديمه ليش الشرطه تدور على ديمه !!! ودامك زوجها ليش طلبت مني اجي بدون ما ادخّل الشرطه بالموضوع ؟؟؟
بندر : لأني ولد راكان يا خالد ، راكان عقيد الشرطه .. بس برضو الشرطه قاعدة تدور على ديمه لأنهم مايدرون وين ديمه ، صعبه اطلع انا ولد العقيد اللي خاطف ديمه ومتزوجها بينما اخوها مطلوب من الحكومه ، الموضوع معقد انا ادري بس ...
خالد ما زالت ملامح الصدمه مرسومه على وجهه : هذا يفسرلي غرابة كل اللي صار ..
بندر قاطعه : اما بالنسبة لوجودك بالسجن ، ممكن ابوي يفسرلك الموضوع اكثر مني ! هو اللي كان يتواصل مع جابر مو انا ..
خالد بشرود : كانت هالحبكه من ابوك وجابر !! وجودي بالسجن بإدانة كامله كانت بمساعدة ابوك لجابر .. ما تعاقبت ولا عقوبة ولا اصدروا اي قرار تجاهي لأنه كان يدري إني مظلوم .. كان مخليني بالسجن بسسس لأن هذي رغبة جابر !! طيب ليش ؟
بندر : قلتلك الافضل انك تقابل ابوي وتسأله ، لكن بشرط .. هالحوار مايدري عنه احد .
خالد نظر إلى بندر : ليش ؟ ليش الحين ؟ ليش تكلمت ؟ ما تخاف ابلغ عليك انت وابوك ؟
بندر : ماعندك دليل ، ولا اي دليل .. عموماً المهم إنك تطمنت على ديمه ، وعرفت إنها كانت معاي .. مد له ورقة اخرجها من محفظته : هذي نسخه من عقد زواجنا .
فتح خالد الورقة ، يشعر بالألم في رأسه واطرافه مما عرف ، كان طوال الوقت في لعبه وضيــــــعه من جابر لكن لمَ يفعل جابر كل هذااا ؟؟ هل كان يحاول ان يجعل خالد يعاقب عوضاً عنه على مافعل ؟
بندر وقف : والحين ، اقدر اخذها ؟
خالد بحدة : لا طبعاً ماراح تاخذها إلا بعد ما اعلن عن رجوعها وبعد ثلاث شهور راح نعلن زواجكم .. يكفي الكلام اللي انقال عن ديمه لاتزيد الطين بله .. وماراح ترجعلك ديمه الا برضاها .
بندر تنهد وهو يجلس على ركبتيه امام ديمه : ديمه .. قوليله انك وافقتي برضاك جابر ماغصبك .. لاتجحديني !
ديمه ظلت صامته ولم تجبه .. مسح بندر على رأسها بحب : انتبهي على نفسك ، اخوك معاه حق ، ما اقدر اعلن زواجنا مع خبر رجوعك ، راح يكثر الهرج عليك .. بس انا وعدتك وانا عند وعدي لك ، راح نعلن زواجنا بالطريقة اللي تناسبك انتِ .
اقترب منها وهو يقبّل رأسها ، لكن شعر بيد خالد وهي تبعده عن ديمه قسراً وبتجهم يقول : اقضب الباب احسن .
خرج بندر بينما ظل وجه خالد يشتعل غضباً ، ديمه بتوتر : خـ خالد اناا ...
قاطعها بحدة : روحي نامي ، بكرة راح نتفاهم على كل شيء ، بس الحين رووحيي نامي ..
ديمه ببكاء : والله ما لي دخل بكل هذا وربـــي ، انا ما كنت معاه برضاي ، ما كان يخليني اطلع ..
خالد : ليش كذبتي وقلتي انك ماتعرفينه ؟ ليش ما قلتيلي عن الخطوبة والزواج ؟
ديمه : وقت الخطوبه جابر قال انه كلمك .. وقت العقد قال لي جابر انك راح تجي ونفاجئك بالموضوع ما كنت ادري انه بيخلي خبر زواجي مخفي ..
خالد : ولما سألتك قبل شوي ليــــش جحدتي الموضوع ؟؟
ديمه بكت اكثر برعب : والله والله خفت تفهمني غلط .. شفتك انت بنفسك ماتعرفه ، خفت اقولك انه زوجي وتفهم غلط تحسبني رايحه معاه بإرادتي ، خالد ما كنت ابغاك تزعل ، وبندر قال هو راح يفهمك الموضوع بنفسه ..
رفع رأسه يتنفس الصعداء ، يشعر بنار تشتعل في صدره ، يبدو أن جابر خطط لكل خطوة ودرس كل التفاصيل ..
اكملت ديمه : والله العظيم حتى ما خليته يقرب مني ، ماخليته يجيني شرطت عليه ما يلمسني الا لما تعرف انت بموضوع الزواج .. ما ابغى اقابلك وانا متزوجه فجأة .. خالد انا آسفه والله آسفه ما كنت ادري إن جابر يكذب وما قالك عن شيء ..



مسح خالد على وجهه بقلة صبر : ايش اللي شفتيه قبل ماتدخلين المستشفى ؟ ايش اللي خلا جابر يحرص إنه يبعدك عن عيون الشرطه ؟
ديمه : باب سري طلعت منه ستيفاني .. فتحته شفته مقيّد شخص ويقنع سارة تقتله ، وسارة تبكي ، صرخَت عليه رفضَت تقتل الرجال اللي كانوا مقيّدينه .. بس انا من الخوف ماعاد حسيت بنفسي ، حسيت الدنيا سوداااا بعيوني وصرخت يمسكوني قبل ما اطيح ، بسس .. اخر شيء سمعته صوت المسدس .. بلحظتها توقعت إن الطلقه جات فيّا أنا .. حسيت بالألم بصدري .. سمعت صرخة سارة تناديني .. واختفى صوتهم كلهم .. صحيت بعدها وانا بالمستشفى ، ما اتذكر الا إن فيه شخص كان يزورني كل يوم يسألني عن جابر ، بس انا كان يتكرر علي المشهد كأنه كابووووس (بكت وهي تحتضن نفسها بخوف) انا ناديتك كثيــــــر ، كنت خايفه ، ابغاك جنبي تطمنّي ان اللي شفته كابوووس ، وان جابر مو كذا ، وان سارة ما قتلت ، انت ليش دايماً بعيد عني !
ضمها لصدره بمرارة : توقعت اني مخليك بعهدة إنسان ، انا آسسف يا ديمه .
ديمه : نفسي اعرف ليش يسوي كذا ؟ ليش سوى كل هذا ايش عذره ؟ ايش هدفه ؟ وسارة ؟؟؟ سارة وجهها ما يخليك تشك فيها نهائياً .. ليش يصدموني فيهم ؟؟ خالد مين بقالي ؟ لا ام ولا اب ولا حتى اخ .. لا تحرق قلبي عليك زيهم .. لا تروح وتخليني زيّهم ، لا تصدمني فيك زيّه ، انا تعبت ..
ضمها اكثر حتى كادت تغوص بين اضلاعه لولا صلابة تلك الاضلاع .. رفعت راسها قائلة : بندر ما ضرني بشيء ، والله العظيم تحملني وسايرني كثيـــــــر ، جننته بس كان يصبرني .. يوعدني انك حترجع قريب ، حشوفك قريب .. كنت خايفه تكون وعوده نفس وعود جابر بس .. هو جابني لك ما كذب .
خالد : لو تبينه يا ديمه ما بقولك لا ، ولو ماتبينه ماراح يجبرك أحد .. هذي حياتك ، حياتك ياديمه ، اطلعي من تسلّط جابر بقراراتك وحياتك ، استخيري وفكري ألف مرة قبل ما تعطيني جوابك .
ديمه اومأت رأسها بإيجاب .. أمسك بيدها قائلاً : أظن يكفي كذا اليوم ، خليني آخذك تنامي .
مشى ومشت معه ، فتح أحد الأبواب وأضاء الغرفة قائلاً : هذي اعتبريها غرفتك من اليوم .
ديمه : بس ..
خالد : بس ايش ؟ (اكمل بتهكم وهو يغمز) ولا صرتي تخافي تنامي لوحدك ؟
ديمه احمر وجهها : لا لا لااااا والله لا ، بس يعني انا ماعندي ملابس ..
خلعت عباءتها وهي ترتدي جينز وكنزه سوداء : وما اعرف انام بالجنز !
خالد بتفكير : بشوف اذا فيه شيء من ملابس بيان يناسبك ، وبكرة ان شاء الله اذا ماقدرنا نجيب اغراضك من الفيلا روحي السوق ..
صباحاً ..
وهي تعد الإفطار وماريّا تجلس على الطاولة بيدها الهاتف تشاهد برنامجها المفضل .. تجمدت بيان في مكانها وهي تستدير ببطء شديد عندما سمعت صوتاً انثوياً يقول : صباااح الخيــــــــر .
مارياً : من انتِ ؟
بيان بصدمة : ديمه !!!
ضحكت ديمه وهي تحمل ماريّا وتقبّلها : انا عمتك ديمه نسيتيني ؟
ماريا : اووه , لا اعرفك .
بيان اقتربت منها بذعر وهي تلمسها : ديمه .
ديمه ابتسمت : ايوة ديمه .
ضمنها بيان لكن مازالت الصدمه مرسومة على وجهها : انتِ بخير ؟؟ ايش صار عليك ؟ وين كنتِ ؟ متى رجعتي ؟؟؟
ابتعدت عنها : خالد شاافك ؟ يدري انك موجودة ؟
ضحكت ديمه : شويه شويه علي تبيني اجاوب على كل هذا ..
قطع حوارهم دخول خالد مبتسماً : طبعاً يدري خالد إنها موجودة .
بيان : ليششش ماقلتلي انك لقيتها ؟؟؟ وين لقيتها ؟
خالد : كنتِ نايمه ما حبينا نزعجك ، عموماً احسبوا حسابكم اليوم بعد ما اعلن عن رجوعها راح نطلع سوا ..

مضى الأمر على خير ما يُرام .. عندها رتبت بيان لحفلة أخرى بمناسبة عودة ديمه وخالد .. دعت فيها الجميع حتى والدتها لورا ، وسلطان الذي علمت بعودته من سفره ..

جلس في صالة المنزل ..
بيديه اوراق ، وعلى الطاولة مستند مفتوح واوراق متبعثرة ، يقرأ بتمعن .. زفر بضيق وهو يعلق على ماقرأ بصوت خافت : يا الله وش ذا التعقيد ؟ سارة لها سابقة جنائية ، وصِلة قرابة بينها وبين لمياء اللي قتلتهم ، ولمياء كانت متعاونه مع جابر ..
اخذ ورقة اخرى وهو يعيد قراءة قضية لمياء السابقة .. ثم ورقة اخرى للقضايا التي تورط بها هو والأكيد أنها القضايا التي تخص جابر اصلاً .
ترك جميع الأوراق على الطاولة واضعاً يده تحت ذقنه يفكر : جابر انت ايش سويــــــــت !!! تزوير اوراق رسمية - تجارة اعضاء - اختطاف , سارة سبق لها القتل .. لمياء قاتله ، سارة ولمياء بنات عم هذا اللي يخلي الشرطه تدوّر حتى على سارة كمجرمه وتعتبرها شريكه لجابر مو ضحيه ! حياة سارة بعد الاحداث حياة هادية بدون مشاكل ، اشتغلت بأكثر من محل بدوام جزئي ، سيرتها كويسة الا بمحل واحد ! واخر مكان اشتغلت فيه هو مؤسستنا وبعدها انفصلت وخطبها جابر (عقد حاجبيه) هذا ليش فصلها طالما يحبها ويبغاها معاه ؟
تجاهل سؤاله هذا وظل يقلب الاوراق على الطاولة .. واليأس ينتابه ، زفر بضيق وحين سمع اصواتهم تقترب من الصالة ، جمع الاوراق بالمستند مجدداً والتفت ينظر إليهن مبتسماً وهن قادمات إليه ..
ديمه تهمس لبيان : بالله ساعديني اقنعه .
بيان : ولا يهممك .
خالد : اشوف صايرة بينكم اسرار !
جلست بيان بجانبه : وجلست ديمه من الناحيه الأخرى وبحضنها ماريّا التي بالكاد تفتح عينيها والنوم يكاد يتمكن منها .
بيان : عادي اطلبك طلب صح ؟
خالد : آمري .
بيان : بروح عند صحباتي يوم الاحد الجاي .
خالد بغرابة : صحباتك ؟
بيان : ايوة لايكون حسبالك ماعندي صحبات .
خالد : الصراحة ايوة .
بيان : هذاك بالنرويج ما كان عندي صحبات بس بجدة لا حبيبي عندي عشرين صحبة ، خلّودي لا ترفض والله مرة اشتقتلهم كم سنه ماشفتهم !
خالد : امممم مدري غريب الموضوع علي .
بيان : خااالد ترى وافقت ولا ما وافقت انا بروح بس انا بعطيك خبر عشان اذا جا الاحد وما لقيتني بتعرف ويني .
خالد بضحكه : يا سلااام عالتهديد .
بيان : فوافق برضاك احسن .
خالد : صحباتك كويسات ؟
بيان بتهكم : لا مشعوذات وكهنه وخرابات بيوت، شرايك انت ؟
خالد : اقصد يعني ..
قاطعته : خااالد ترى اصغر وحدة فينا عمرها 31 سنه يعني كلنا كبار وفاهمين وعاقلين .
ديمه بإرتباك : خالد حتى انا بروح لصحبتي الاربعاء اللي بعد بكرة ، عادي ؟ الله يخليك ترى والله متفشله منها هذي رابع مرة تعزمني وكل مرة اعتذر .
بيان : خليها تروح حرام لمتى وانتو قافلين عليها !!
خالد : واضحه الخطط ترى (نظر لبيان) انتِ عادي روحي .
ديمه بإستياء : وانا ؟؟؟
خالد بضحكه : وانتِ شدخلني فيك كلمي بندر قوليله .
ديمه : لالالا ما بكلمه استحي ما قد كلمته بشيء .
خالد : خلاص فرصة كلميه وبالمرة قوليله .
ديمه : لا ما ابغى انت قول له .
خالد : ديموووه .
ديمه : ياربي خااالد والله مو متعودة ما قد كلمته وحتى اذا اتصل استحي أرد وفجأة اكلمه واقوله بروح لصحبتي ، خلاص بروح مو لازم يعرف .
خالد : من بداااايتها كذا .
ديمه : عادي انت موافق .
خالد : ماقلتها .
ديمه : مايهمني انا فهمتها كذا ، يسس يسس يس بروح اتجهز .
قامت بسرعة وهي تضع ماريا جانبه وتركض لدراها قبل ان يغيّر رأيه ، ضحك على عجلتها بينما قالت بيان : حرام عليكم والله بتخلوها متوحدة بسببكم .
خالد : وش دخلني انا جابر اللي كان حاكرها (اكمل بتفكير) مع اني كنت اشوفه يباااااااالغ ف ديمه من ناحية حرصه عليها والحرس اللي حاطهم لها والمواعيد اللي يحددها لها ، وحكرها بالبيت ، بس ماعمري انتقدته .
بيان : ليش ؟
خالد : توقعته يخاف عليها لهالدرجة ، بس بعد كل اللي صار ، اظنه كان يحاول يحميها من شيء ، زوّجها لبندر لأنه حس إنه ماعاد يقدر يحميها ، اسئلة كثيرة براسي ما راح يقدر يجاوبني عليها إلا جابر .
ظلت صامته تنظر إليه ، بينما اكمل خالد : كنت احس إن جابر مظلوم زيي واكيد أحد ملبّسه هالقضايا ويبغى يورطه ، بس الحين تأكدت إن جابر ورى كل هذا 100%
بيان : ليش يعني ؟
خالد : اشياء كثيرة تثبت لي ، واهمهم إنه كاتب كل ممتلكاته بإسمي ، سواء نصيبه من الورث او ممتلكاته الخاصه وسجلهم بإسمي بدون مايقول لي .
بيان : مو لازم توقيعك ؟
خالد : قبل ثلاث سنوات لما سوا عملية عيونه بالنرويج ، خلاني اوقع على اوراق على اساس إنه قسم الورث علينا ويبغى يكتب نصيبي من الاراضي بإسمي وجزء من المؤسسه ، بس الظاهر وقتها كان متنازل ومسجل اشياء كثيرة غير الاراضي والمؤسسه ، هو سجل xxxxات وطيارة خاصه ، انا ماقريت الاوراق ، انا وقعت بدون ما اقرأ لأنه كان مستعجل عالرحلة ولأني واثق فيه .
بيان : وايش الحكمه من انه يسجل ممتلكاته بإسمك !
خالد : لأنه عارف إن الشرطة راح تحجر على امواله كلها بإعتبار إنها اموال غير مشروعة .. لكن طالما كل شيء بإسمي ف ماراح يحجروها ولا يقدروا يتصرفوا فيها إذا طلعت براءتي .. الظاهر يهون على جابر اكل فلوسه انا المهم ما تروح للحكومه .
بيان : وانت راح تتصرف بهالممتلكات على انها لك بالكامل ؟
خالد : لا طبعاً .. بستناه لحد ما يرجع وبفهم منه كل شيء .. ما ابغى منه شيء ولااا شيء .
حاولت تغيير مجرى الحديث عندما شعرت أنه سيغرق بالتفكير مجدداً : تدري أحس نفسي اسوي فيلر بسيط لشفتي .. وخدودي ، شكلي بسويهم قبل الاحد عشان ...
خالد : تعرفي تتعوذي من ابليس ولا اعلمك ؟
بيان : طيب بصبغ شعري شرايك ؟ احس لاااازم اغير شكلي ببهرهم لما نتقابل .
خالد : مايحتاج تسوي شيء انتِ مُبهره بدون .
بيان : والله ؟ هذا رأيك الحقيقي ولا بس تسكتني ؟
خالد مازحاً : اسكّتك .

*****

دخل إلى مكتبه ..
وقف بلهفه : عرفت شيء عنه ؟ عن خالد ؟
سكت للحظات ينظر إلى هاني بنظرات صامته ثم قال بعدها : اولاً وعليكم السلام .. ثانياً انا ماجيتك عشان خالد .
زفر هاني بضيق وجلس مجدداً ، قال سراج وهو يجلس : انت ليش جالس تنبش وراه طالما الموضوع انتهى !!
هاني : مو مقنعني موضوعه .. كيف يدخل ويطلع من السجن ببرود كذا !!! أكيد الموضوع وراه شيء .. انا متأكد .
سراج : مافهمت وانت وش اللي يهمك وراه ولا قدامه شيء ؟ اظن خلاص المفروض تنساه .
نظر هاني إلى سراج بإعتراض ، ليقول سراج : عموماً انا سويت اللي علي وساعدتك باللي يخص قضيته وطالما خالد تعداه الغلط وطلع منها على خير ، فأنا مو مستعد أخرب علاقتي فيه على حسك ..
هاني : اجل ليش جاي ؟
سراج ابتسم وهو يضع بطاقة دعوة على مكتبه : اعزمك على زواجي ، واتمنى تشرفنا ..
هاني اخذ البطاقة وفتحها وخطف نظرة سريعة على الدعوة .. عقد حاجبيه : سراج و فلك ، غريبة حاط اسمها ببطاقة دعوة راح تعزم فيها اصحابك .
سراج هز كتفيه بلا مبالاة : وين المشكله لو عرفوا اسمها ؟
هاني ابتسم : مبروك ، الله يتمم لك على خير ياعريس .

خرج سراج من المكتب وهو يشعر بالسعادة التي تغمر قلبه .. صحيح أنه كان يحب العنود منذ زمن لكنه لاينكر إعجابه بفلك .. التي جعلت إعجابه لها يعوود أكثر عندما رآها قبل أشهر في جدة ، عادت وهي تقرر الاستقرار في جدة أخيراً ، بعد ان قضت سنوااات خارج أرضها ..
لم يتردد في خطبتها بعد ان تحدث إليها وشعر بقبولها للفكرة ..
لينتهي به المطاف مرتبطاً بإنسانه لم يتخيّل يوماً أنها ستكون زوجته ..

*****

ليلاً عندما تمددت على السرير لتنام .. شعرت بتجاهله لها ، لم يحاول معانقتها قسراً كما يفعل كل ليلة ، ولم يحاول المبيت في حضنها .
نظرت إليه لم يكن نائم بل كان مستيقظاً ينظر إلى السقف واضعاً إحدى يديه تحت رأسه ، تجاهل نظراتها على الرغم من انه انتبه لها لكنه اصر على تجاهلها .
ابتسمت لا بل ضحكت بخفه لتستفزه أكثر .. تعلم أنه غاضب من تصرفاتها مع رذاذ ومعه ، لكن لا بأس تحب استفزازه ، صدت عنه ونامت .

الأربعاء ..
عادت إلى المنزل لترتدي فستانها بعد أن انتهت من موعد الصالون ووضعت مكياج خفيف جداً يخفف من حدة ملامحها .. وجعلت مصففة الشعر تصفف شعر رذاذ بضفائر صغيرة في مقدمة الشعر ثم لفائف على اطراف شعرها .. ارتدت هي ورذاذ فساتين متشابهه بالقماش لكنها مختلفه إلى حدٍ ما في الشكل .. فستان باللون الأحمر الدموي بأكمام طويلة ونفخه بسيطة من الاكتاف .. ملتف حول الخاصرة ومن ثم منساب براحة على باقي جسدها ..
اما رذاذ فستان احمر دموي الاكمام للكوع فقط ، ملفوف حول الخصر ثم منساب براحته إلى منتصف الساق .. ارتدت حليّها وعقدها الذي زيّن نحرها .. قامت لتنادي على يوسف ورذاذ وتتأكد من جاهزيتهم ..
لكنها عندما همت بالخروج من الغرفة استند رعد على الباب أمامها قائلاً : مو خلاص ؟
روان : خلاص ايش ؟
رعد : خلاص زعل ..
روان : امم طولت صح ؟
رعد : مررررة .
روان : بس توقعتك انت اللي زعلان .
رعد تنهد : عارف انك عارفه وسافهتني ، ومردوووووده لكن دحين خلينا نتصالح .
روان : موافقه بس توعدني ماتعيدها .
رعد وضع انملة سبابته على طرف لسانه ثم مررها على رقبته بحركه طفولية بمعنى (والله) : اوعدك .
ضحكت بخفه : طيب خلينا نمشي ، تأخرنا .
امسك بخاصرتها وهو يعتدل بوقفته : اسمعي احس زاااايد حلااك .
روان وضعت يدها على صدره تبعده عنها ببطء : اسمع مو وقت هالحركات .

\\

في المنزل ، وتحديداً في الصاله الداخليه وجميعهن موجودات بيان- جنى - روان - العنود - سما - تمارا - جوانا - ميار

جنى : طيب وايش اللي صار ؟
بيان : طلع جابر مزوّجها بس محد يدري ..
تمارا : ماراح يعلنوا زواجها ؟
بيان : إلا إن شاء الله بعد شهرين او ثلاثه .. خالد مايبغاهم يعلنوه دحين عشان ما يكثر الهرج عليها .
سما : أحسن شيء والله ، خِلقة الأنظار انصبّت عليهم فأي حركة دحين محسوبة عليهم ، لازم يفكر ألف مرة قبل ما يسوي أي شيء .
زفرت بيان بضيق : من جد شيء مقرف ، انا قرّبت أنسى جو الصحافه والقروشه هذي من لما توفى بابا الله يرحمه ، بس حرفياً كل حاجه رجعت ، لما وصلنا جدة هالمرة ، ومقالات واشاعات انتِ تنصدمي إنهم جالسين يحبكوا حياتك على كيفهم وينشروها على إنها الحقيقه ! وخالد ماهو متعود على هالجو احسه متشتت مرة .
العنود : يع يع والله الشهره مزعجه ..
روان : بس فرق انه يكون مشهور بإرادته ، عن انه فجأة يصير حديث الناس ويتقوّلوا عليه .
العنود : طيب وسارة ؟ خالد ما يدري عنها شيء ؟
بيان هزت رأسها بالنفي : لأ ، ماهو عارف يوصل لهم ، جابر واضح إنه حريــــــــص مايعرف مكانه لا إنس ولا جن لا هو ولا سارة .
قامت روان وهي ترفع صوت الموسيقى عندما شعرت أن الموضوع سيعكر صفو مزاجهم ، قائلة : شرايكم نغيّر الموضوع ، أحس فيني طاقة رقص .
مشت على انغام الموسيقى برقصة شرقيه بحته وهي تقترب من العنود وتمد يدها لتحثها على الرقص معها ، العنود بلعت قطعة الحلوى وقامت : تمــــــــــوووت بالمصري زي عيووونها .
وبينما روان تتمايل بمرح ، قالت العنود وهي تتمايل معها : نفسي اعرف هل انتِ كذا عند رعد ؟
تمارا : اكيــــــــــــد انها اكثر من كذا .
روان : هيييّا ايش جاب السيرة دحيـــــــــــن؟
العنود : محظوظ ابن اللذين .
جوانا بجدية بريئة : بنات لاجد جد بما إني داخله على زواج علمووني هل من جد بيطلب مني ارقص له ؟؟؟؟؟
تمارا بدفاع : لاااويــــــــن ايش جو الدولة العثمانيه ذي بطلوووها .
جوانا : انتِ اش عرفك انا اسألهم هم ..
تمارا نظرت إليهم : امــــــــا اخواني يطلبوا هالطلب والله بيطيحوا من عيني !!!!
ميار : وليـــــــش يطيحوا من عينك عاادي زوجاتهم !
تمارا : حتى ولو يع ما اتخيلني ارقص له وحضرته جالس يصفق يع يع الخيال لوحدة يجيب حرقااااان .
ضحكن على خيال تمارا لتجيب العنود : لا ماقد طلب والله ، اصلاً انا ما اعرف ..
جنى : ولا انا .
تمارا : امم لا رواد احسه عاقل مو جوه اصلاً .
جنى : هههههههههههههههههههههه لا مثالي رواد بعيونك .
العنود ساخره : بس روان اتوقع رعد مايحتاج يطلبها هي ماتقصر ، الرقص عندها عادات وتقاليد يوميه .
روان : اول مرة تقولي شيء حقيقي .
تمارا بصدمه : اما انتِ ترقصي وهو يقعد كذا يتفرج عليك ؟ ماتحسي بغرابة ؟
روان : يتفرج علي ؟ لا ماني تلفزيون ..
روان بحركة لا واعيه كانت تحرك جسدها بالقرب من العنود بطريقة جرييئة على الموسيقى .. والعنود تجاريها وهي تمسك بخاصرة روان ، لكنها ضحكت : اتوقع كذا تخليه يشاركها الوصخه .
توقفت روان واحداقها تتسع بصدمة ووجهها يحمر : لااااا يا زفتــــــه
بينما ضحكن على دفاعها عن نفسها ، والعنود مصره على رأيها .. استسلمت روان قائلة : وإذااا ؟؟ عاادي .
العنود جلست : قلتلكم قليلة ادب .
بيان : حرااام لا تستلموهااا .
تمارا : قولي انك زيّها ؟
بيان : عااادي احس زوجي وين المشكله !!
جوانا : طيب خلونا من الرقص ممكن يهون ، بسسس ايش الطلبات الغريبة اللي ممكن تصادفني ؟
سكت الجميع ، تمارا بفضول : لا تحتفظوا بالمعلومات لنفسكم علمووونا ياااخي .
روان : مدري لما تتزوجي تعرفي انا ما يخطر ببالي شيء دحين .
العنود بتفكير : يمكن اغرب شيء انطلب مني اني ... ولا اقول انقلعي يا ملقوفه ايش دخلك .
تمارا : امانه امااااانه تكفين قولي بطقطق على ريااان .
العنود : مع نفسسسك تبيه يتفشل عشااانك لا والله انقلعي .
تمارا : يوووه من يوم تزوجتيه وانتِ غثيثه تراااك .. جنّوو انتِ قوليلي رواد ماقد طلبك شيء غريب ؟
جنى : امممم طلب غريب لا بس عنده حركات وعادات غريبة اتوقع تعرفوها بما انكم اهله !
جوانا : زي ايش ؟
جنى : يحب يسمع اغاني وهو يتروش مثلاً ... ويحط منبه عشان يصحى يشرب مويه .. امم مدري بس اتذكر بداية زواجنا كان يخوفني شوي ..
جوانا : مدري هذي ما اتذكرها بس اتذكره يحب يناام بدون تيشيرت حتى لو درجة الحرارة صفرين .
جنى : ايــــــــوا ويرفع برودة المكيف لحد ما احس اني نايمه بفريزر .
وضعت روان يدها على خد العنود لكن سرعان مادفعت العنود يدها قائلة : ماني رعد لاتتحمسي .
ضربتها روان : وربي انك معتوهه ، باين انك تعبانه يا ### وجهك اصفر .
على الجمله الاخيرة قالت ميار : بسم الله عليها اشبها ؟ اشبك يانودي ؟
لتهمس روان : طبعاً لازم تتطمن على كِنّتها المفضله .
ابتسمت عنود : مافيا شيء يمكن لأني ما نمت تمام .
ميار : طيب روحي ارتاحيلك شويه خلي البنات ماهم فايدينك ياحبيبتي .
تمارا : ولا شكلك حامل وما بتقوليلنا .
ميار بفرحه : والله من جد حااامل ؟ اخيـــــــراً يا نودي اخيـــراً ما بغيتي تحنّي وتخليني اشوف اولاد ريان .
العنود ضربت تمارا : لا مدري مااا اعتقد هذي اشاعات تيموو بس .
جنى : طيب يمكن جد حامل !
قطعت حوارهم بيان وهي تقول : شرايكم نطلع برا الجو مرة حلو مغيّم ، وكمان جهزت لكم طاولة بالحديقة سويتها تفصيل خصوصاً لليوم عشان تجي على عددنا .
روان : نتحجب ؟
بيان : ايوا الرجال حيكونوا معانا .
بالخارج عندما أتى الجميع ..
ريان وهو يمشي بإبتسامه لتأتي والدته قائلة : ولد .. نودي ليش تعبانه ؟
ريان نظر للعنود : تعبانه ؟ مدري ما قالتلي .
ميار : مو لازم تقولك منت شايف وجهها رااايح لونه وباااهت ، رووح اكشف عليها شوف اشبها وخليها تسوي تحليل حمل .
ريان مشى وهو يجلس بجانب العنود هامساً : اشبك ؟
العنود : والله ولا شيء بس مكبرين الموضوع .
ريان : اكيــــــــد ؟
ابتسمت : اكيديـــن .
سما : من جد اكشفي يمكن حامل .
ميار : والله إن لا أسويلك استقبال ما صاااار إذا ولدتي .
ريان نظر إلى العنود قائلاً : عرض مغري صراحة , بس لا تضغطي عليها محنا مستعجلين عالأطفال , هي براحتها وقت ما تحس ودها تصير أم .
ابتسمت العنود وهي تشكره بنظراتها لأنه دائماً ينقذها في هذه الحوارات , لا تعاني من أي مشكلة صحية تؤخر انجابها لكن هي ارادت تأجيل الأمر قدر المستطاع ..
وبينما هم يتبادلون الاحاديث المختلفه عن اعمالهم عن حياتهم عن كل شيء ..
قالت سما : لا وصحبتي اخوها ماشاء الله مهندس وهما اساساً صلاتي عالنبي مو ناقصهم شيء ، بيتهم تبارك الله كأنه قصر من فخامته والأسبوع اللي راح كان زواج المهندس ، مااوصفلكم قد ايش فخم مرة فخم تبارك الله اول مرة اشوف قاعة بالفخامه هذي ، تخيلوا هو مسوي القاعة بنفسه له ثلاث سنوات يشتغل عالقاعة ومخطط يسوي زواجه بقاعة هو يسويها .
سليمان : ماشاء الله وهذول بيت مين ؟
سما : بيت ال#### اللي جو زمان خطبوا روان هو نفسه الولد اللي خطبها .
عقدت روان حاجبيها : ما اتذكر !
سما : يمكن لأني ماقلتلك .
تمارا صرخت بحسرة : ليـــــــــــش ماقلتيلها وربي راااحت عليها كان مداها تسوي زواج بقاعة صُنِعت بحب .
سما نظرت لرعد : بعض الناس وصوني ما اجيب لها سيرة .
نظر الجميع إلى رعد الذي قال بإستغراب : أنا قلت ماتجيبيلها سيرة ؟
سما : فاااكر لما كنا بالنرويج وقلتلك وقلت لا تقوليلها .
رعد : اهاااااا قصدك اللي خطبوها بذيك الفترة ..
بيان بنذاله : كان قلتيلها يمكن توافق كان مدانا نوسع نطاق شجرة العائلة .
رعد : هذا وانتِ عمتي .
روان همست له : وانت ليش ان شاء الله تتدخل بماما تقول لي او لأ ؟
رعد : واذا قالتلك كان وافقتي يعني ؟
روان : الله اعلم مين يدري ! مهندس وفنان و..
قاطعها رعد وهو ينظر إلى سما : وششش جاب الطاري بالله عليك ؟ دامك ماقلتيلها من اول ليش تحارشيني الحين ؟
ضحكت سما : سوري نسيت انها ماتدري جات السالفة بالصدفة .
رعد : بعدين غريبة هو بيتزوج من ثلاث سنوات بس دوبه تزوج !
سما : الصراااحه كانوا من جد حاطين عيونهم على روان انا كنت احسب صحبتي بس هي اللي رشحتها له لكن طلع شايفها .
الجميع بنفس اللحظه : شايفها ؟؟؟
رعد : وين شايفها ؟
سما : اذا ماخانتني ذاكرتي ميعاد قالتلي إنها مرة جات زارتني واللي وصلها اخوها ، وهم داخلين للفيلا روان كانت طالعه وشافها وعجبته ومن وقتها قال لميعاد تخطبها له .
روان بتفكير : ما اتذكر .
رعد رمقها بإزدراء : مو لأن حضرتها مااااتعترف بالنقاب .
روان : كم مرة اقولك مو متعودة وما اعرف .
رعد : اللي مايعرف يتعلم .
جوانا : لايكون بتغار من سالفة صارلها 3 سنوات ؟
رعد : لا طبعاً مو كذا ، بعدين ليش اغار هباله (وبغرور) ما اغار الا على اشياء تستاهل الغيره .. وحتى اني ما ابااالغ بالغيره يعني تحمد ربها .
روان : لا والله وغيرتك من احمد اللي خلاك تطلعني من المووول ان شاء الله ، ماكانت مبااالغه ؟
رعد : لا ، قولي ليش .
روان : ليـــــش ؟
رعد : لأنك اكيد بترجعي تتأمليه كأنه تلفزيونن .
روان : لاااا طبعاً هذيك الفترة بس لأني كنت متوحمه على وجهه بسسس .
رعد : ولووو ما راح اعطيك مجال تشوفيه من جديد .
روان بغيظ نظرت إليهم : تخيــــلوا قبل يومين كنا بالياسمين مول وكان ذا احمد اللي توحمت عليه بحملي بيوسف موجود والعالم متجمهره عليه وتصوير وحوسه وانا جالسه من بعيد ولمحته ..
قاطعها رعد : بدينا فضايح .
روان تجاهلته : طلعنـــــي من الموووول عشان بس احمد موجود ، ليـــــته ليـته درى عني ذا الاحمد اصلاً ، قلك بس يغار بدون مبالغه والله من النصب .
سليمان : طيب يا بنتي عادي من حقه انتِ اللي توحمك كان غريب وطبيعي بيغار .
روان : طيب انا ماقلت شيء خليه يغار بس لا يقول انه يغار بمنطقيه .
رعد : اذا ماكان احمد غيره منطقيه ايش المنطقي ان شاء الله ؟
سما : لا احسن قوموا تصافقوا !!
ريّان : انا من رايي اشوف انه طبيعي يعني اننا نغار وهذي فطرة يعني ما نحتاج تبرير منطقي .
بيان : بس عاد فيه غيره مقبولة وغيره تكتم .
ريّان : خالد ترى تحشك بس بلفه .
ضحك خالد وقالت بيان : انت وابليس واحد .
رواد : بالعكس اشوف الغيره حلوة تحسسك بقيمتك عند الشخص .
روان : هيّا خذلك بدينا تعزيز ..
بيان : قلتلك بعضها حلوة بس كثرتها تخنق ، يمكن انتو بالنسبة لكم تشوفوه شيء طبيعي ومنطقي بس احنا ساعات نتضايق .
العنود : مـــــــن جــــــــد .
ضحك الجميع فجأة على نبرة العنود العمييقه ، سما بضحكه : ريان حرام عليك خف عليها .
ريان : والله اني ماقد كلمتها بشيء .
العنود : استغفر الله يارب خليني ساااكته .
ريان : تحداااك تطلعي موقف واااحد بس خلاك تقولي كذا .
العنود بتلقائية : بترووووووحي بذاااا الفستاااان ؟؟؟؟ امشي امشي غيّريه لاتخليني احلف ما تروحي .. خليتني اغيّر الف مرة عشان اروح لزواج كل اللي فيه بنات !!!
ريان : عادي دينياً ما يجوز تلبسي فستان عاري حتى لو عند بنات !
العنود : وربي كانت فساتين عااااديه ، بس اللهم إنها علاقي بدون اكمام وذا سوالي فيها مفتي المملكه فجأة سبحان الله ما عرف من الحلال والحرام الا بفساتيني .
ريان : لا هذي مالها دخل انا كنت انصحك ماهي غيره .
العنود : و..... ولا اقول خلينا مستورين احسن
تمارا : والله اخواني صدمتوني !! لما كنتوا عندنا ما اهتميتوا بفساتيننا ..
قاطعها ريان : عرفت دحين مين اساس البلا (نظر للعنود) هذي اقطعي علاقتك فيها عادي .
سليمان : ودامك عارفه يا ابوي ان فساتينكم ماهي مناسبه ليش تلبسوها ؟
تمارا : بااابا بيقلبوك علي ؟؟
ميار : وهو صادق مرة تماديتي بملابسك .
بيان بضحكه : شفتي لو انك ساكته احسن .
تمارا : من جد والله .
رواد هامساً لجنى : وانتِ شرايك ؟
جنى : رأيي بإيش ؟
رواد : الغيرة تضايق ؟
ابتسمت : إنك تغير علي لا بالعكس ، بس إنك تخليني اغير عليك ايوة تضايق .
رواد : يا سلاام .
تمارا : ياااخي بما إن كلكم متزوجين عن حب هل إذا مات واحد فيكم ، الثاني ماراح يتزوج ؟
رواد : ماله دخل الحب بإني أتزوج وحدة غيرها إذا ماتت ، أكيد الحياة ماراح توقف حتى لو قعدت أحبّها .
جنى : قصدك راح تتزوج عادي ؟
ضحك الجميع بينما قالت جوانا : تيمو تموتيي بالفتنة .
ضحك رواد لكن جنى قالت : لا خلينا نفهم ، قصدك بتتزوج عادي ؟
رواد : صراااحه ايوة عادي ، لو مو عشان نفسي عشان اولادك مين بيربيهم ؟ انا مو موجود معاهم طوال الوقت !
جنى تكتفت : اجل حتى انا بتزوج سواء مات ولا ما مات .
رواد : وهذي كيف تجي ان شاء الله ؟
جنى : تجي اذا ما مت بس انفصلنا .
رواد : وذا الحلم تحلمي فيه دايماً ولا أحياناً ؟
جنى : بتزوج غيرك يعني بتزوج واوريككك كيف احلامي حقيقيه .
رواد : هههههههههههههههههههه ..
قاطعتهم العنود قائلة : دحين من جد من جد اذا واحد تزوج اكثر من زوجة وبعدين دخل الجنه يكونوا كل زوجاته معاه ، بس اذا وحدة تزوجت واحد ومات بعدين تزوجت غيره ، اذا دخلت الجنه بس حتكون مع آخر زوج ؟
اجابوها بالموافقه ، لتقول بعفويه : اشوى الحمدلله .
ريان : وش اللي اشوى ؟
العنود نظرت إليه بتفحص : اممم ما أحس إني بشوفك دنيا وآخره .
ريّان بصدمه : ياااااانذلـــــــــه هذا وانا مجهزلك غزل وانك اذا متي اموت بدونك بس والله من جد نـــــــذله .
عنود : اتغدى فيك قبل ما تتعشى فيني .
ريّان اشار لها بتحدي : والله ؟؟؟ قد كلاااامك .
العنود ضحكت برعب : ايش بتسوي ؟
ضحك الجميع عليهما ، لكن ريان ظل مصراً على موقفه : ماراح اقولك حتشوفي بنفسك .
العنود بقلة صبر : والله ياااااا ريّااااان إذا ماقلت ..
ريان : ايوة ايش بتسوي ؟
العنود : ولا شيء ، المهم ماا راح اسمحلك تتزوج علي وانا حيّه بس وانا ميّته عادي عذرك معاك ، لأني صراحه مااتوقع اموت قبلك اصلاً .
ريان : وليش ان شاء الله لا يكون عارفه موعد موتي ؟
العنود : لا بس يعني احسااس .
ريان : وفري احساسك بجيبك .
العنود : تمااااارا من جد ابليسه الظاهر تبينا كلنا نتخاصم اليوم عشان ترتاح .. اقول غيري سؤالك الباااايخ ولا اسكتي .
ضحكت تمارا ثم قالت : لحظه باقي روان ورعد ساكتيـــــــن يسوو نفسهم مجانين ماسمعوا السؤال .
ضحكت روان بينما قال رعد : مدري ماعندي جواب .
تمارا : يا كذاااب جااوب .
بيان : لا واضح ما يبغى ينام لوحده اليوم .
رعد بضحكه : لا والله مو كذا بس ما قد فكرت بالموضوع هذا وما ابغى افكر واتفاول عليها .
تمارا : يااا هووووو من قلبك هالكلام !! طالعني !
روان امالت شفتيها : تزوج علي وانا حيه ما تبيه يتزوج وانا ميته ؟

نهاية الجزء الثاني





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-20, 04:24 PM   #100

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأخيــــــر
الجزء الثالث والأخيــــر


رعد بمراوغه : مو لأني جربت غيرك مرة وما ابغى اكررها ثااااني .. روااان ما بعدها أحد محد يوصل لمستوى روان بشيء ، يعني شكلي بتمنى نموت مع بعض بنفس اليوم حتى هي ما ابغاها تعيش وتتزوج بعدي .
صفرت تمارا بتهكم كناية على الإعجاب بما قاله ..
اما جنى همست لرواد : تعلّم .
ضحك رعد بشدة على نظرات روان له : خيـــر مو مصدقه يعني ؟
روان : مدري مو متأكدة .
امسك بيدها ضاحكاً : والله إنك غيـــــــر .
تمارا : بيااان وخالد ..
بيان : اممممم .
خالد : لا حلوة ذي لسه تفكر بالموضوع ماهي متأكدة .
بيان : ههههههههههههههههههههههههه ه شرايك تجاوب اول .
خالد : ايوة بتزوج ..
بيان : مو مشكله المهم انها مو فلك ولا وعد ولا هذولاك اللي قلت عنهم .
ضحك خالد بشدة : يهب عالذااااكرة ماشاء الله ، طيب وانتِ ؟
بيان : لأ ، بس مو حباً ولا وفاءً لك بس كذا أحس لأ .
تمارا نظرت إلى والديها : امم لا انتو مو لازم تجاوبوا .
سليمان : ليش تحسي اننا راح نموت خلاص مايحتاج تسألي ؟
تمارا بدفاع : لااااا استغفر الله بعيد الشر عنكم ، بس حتى انا ما بتخيلكم ميتين واتفاول عليكم .
بيان : يا سلااام بس احنا عاادي تتفاولي علينا .
تمارا : الموت حق ، الا تعالي جا فبالي سؤال شاااطح ، دحين لو انتِ متي استغفر الله يعني هل يجوز انا اتزوج زوجك وانتِ عمتي ؟
سكت الجميع ينظر إلى تمارا التي استوعبت ماقالت لتقول بضحكه مرتعبه : امزح ، لالا مو قصدي شيء والله .
ضحكت جوانا بشدة : وربـــــــي اسرع كارما شفتها بحياتي .
تمارا ضربتها بقوة على رأسها : ساعديـــــني يا حيوااانه ما اعرف ارقـــــع والله مو قصدي شيء .
بيان : اممم شكلي ببدأ آخذ حذري منك .
تمارا : تكفيـــن والله امزح بس انا قصدي لأنك عمتي وهو يصير عمي بغض النظر عن الشخص اللي متزوجته انتِ .. الله يخليك افهميني او سوي نفسك ما سمعتيني .
سليمان : الظاهر محد بينام بالشارع اليوم غير تمارا .
ضحكوا على ملامحها الباهته من الخجل : والله بابا مو قصدي خلاص نلغي فقرة الاسئلة الغبيه هذي .
بيان : لإرضاء فضولك ، إلا يجوز عادي .
قطعت عليهم رذاذ وهي تأتي لروان : ماما ابا مويه ..
فتحت لها روان قنينة المياه لتشرب .. عندما انتهت اخذت رذاذ تتحدث بحماس لتحكي مايفعل الاطفال الآن وما كانوا يلعبون وتضحك وهي تصف الأحداث لروان .. روان ضحكت وهي ترتب شعرها : مبسووطه معاهم ؟
رذاذ : ايييواا ، عندم ملاهي . (عندهم)
تقصد بالملاهي الالعاب التي وضعوها خالد وبيان بباحة المنزل .
روان : طيب حبيبي روحي العبي بس انتبهي لا توسخي فستانك .
راحت رذاذ تركض مجدداً لتعود إلى باقي الأطفال ، عندها قالت العنود : حركااات مطقمه معاها ، حلووو والله ، كيووووت الفستان عليها .
بيان : حتى انا عجبني .
تمارا وهي ترتشف قهوتها : كأنكم طقم دله وفنجان .
روان بتهكم : انقلعي يا عديمة الذوووووق ياااا غيوووورة .
بيان : شكلي بقلدك انا وميرو بخلي كل ملابسنا طقم ..
روان : تدري كان نفسي كمان اطقم ليوسف معنا ..
قاطعتها جنى بصدمة : تلبسيه فستان ؟؟
روان : ههههههههههههههههههههههههه هههههه لا طبعاً بس اقصد كذا تجي مثلاً بلوزة حمرا مع افرول جينز مثلاً يعني ..
العنود : وليش ما طقمتيه معكم ؟
تمارا : ما تبغى يصيرو دله وفنجانين .
رمتها روان بكوب ورقي فارغ : انتِ انطمي بس .
قطع حوراهم صوت صراخ الاطفال وهم يركضون ناحيتهم وجميعهم ينظرون ناحية الأرض وكأنهم يلاحقون شيئاً ما ..
لم يستوعب الكبار الأمر إلى أن اقترب الأطفال منهم وشيء ما يقفز على روان التي قامت تصررخ بهلع وتنفض قستانها وتحاول النطق صاارخه : وزززززغه وزغــــــــه ، شيــــلوووهااا عنـــــي .
سقط الكائن الذي كان متعلقاً فيها على الأرض ، اسرع رعد وهو يخلع حذاءه وأيضاً ريان وعندما همّوا بضربه دون ان يدركوا ما هذا الكائن ،
صرخت ماريا برعب : لاااااااا تموتوا لولو .
نظروا الى بعضهم ثم إلى ماريّا التي حملت الكائن وهي تضمه لصدرها بعيون مليئة بالدموع ، تمسح على كائنها بلطف : معلي معلي انا اسفه حلاص محد راح يضربك .
تبادلوا نظرات الصدمه ، بينما روان تحاول التقاط انفاسها المذعووورة ، قامت بيان بتوبيخ : مااااريا انا مو قلتلك لا تطلّعي لولو من بيتها ؟؟
ماريا : مووو انا هذا الغبي تيم .
وضعت روان يدها على قلبها : مين تطلع لولو دي ؟
خالد بضحكه : سحليه .
روان استاء وجهها أكثر وهي تنفض فستانها : يع يع يع كمان سحليه ماهي وزغه .
بيان : رووووحي رجعيها لبيتها ياويلك تطلعيها حرميها في الشاارع .
ذهبت ماريا لتعيد سحليتها لولو إلى منزلها المخصص بإستياء وهي توبخ تيم على أذيته للولو .
جوانا : سحليه يا بيااان ؟؟
بيان : الشكوى لله ، احمدي ربك إنها سحليه ماهي زرافه .
العنود : لا والله زرافه اهون ، السحليه تقرف .
سما : من جد كيف خليتيها تربي سحليه ؟
بيان نظرت إلى خالد : اذا البنت وابوها اتفقوا انا مالي حيله .
خالد : سألتك ايش اهون سحليه ولا ثعبان قلتي سحليه .
ريان بصدمه : بتجيب لذي البزر ثعبان ؟ من جدك ؟
خالد : مااا تبغى تطلع من المحل لحد ما ناخذ سحليه او ثعبان .
روان : الناس تربي بساس ، ارانب ، هااامستر ، سلااااحف اذا مرة عصافير ، اسماك ، بنتك شطحــــــت مرة .
بيان : الحمدلله على كل حال ، ترى كانت مصره تبغى زرافه اول ما سكنا ، الظاهر طموحها نقلب البيت حديقة حيوانات .. بس ماشاء الله على ابوها ابو الحلول والافكار عشان ينسيها سالفة الزرافة وداها لمحل حيوانات تختار حيوان ثاني صغير على قدها ، ماااااا عجبها الا الثعبان ، فضحتنا بالمحل وهي تبكي ما بتطلع الا بثعبان ، شوي لفت وجهها وشافت سحليه عجبتها اكثر تقول تتلون حلوة كل يوم لبس جديد .
ظلوا يضحكون على ملامح بيان المشمئزة ، يعرفونها تكره الحيوانات بجميع انواعها ، وفجأة تصبح مضطرة لتربية سحلية من اجل ماريا ..
عادت ماريا تبكي بشدة وتيم أيضاً اتى هو الآخر يبكي ..
وبقية الاطفال يتسابقون من يأتي أولاً ليقول ماذا حدث .. خالد وماريا التي ظلت تبكي عنده حتى حملها ووضعها على صدره : اشبك مين زعلك ؟
ماريا بإنهيار وهي تلفظ انفاسها : تيـــــــم .
خالد : ايش سوالك تيم ؟
ماريا : دحل رزولو في بيت لولو ودعس البيضات ، موّت اولاد لولو .
روان : يا ساااتر هي لولو عندها اولاد كمان !!
بيان : احسن عشان لما اقولك خليها جوا لاتطلعيها ماتسمعي الكلام .
بكت ماريا اكثر وهي تدفن وجهها في صدر خالد : يا بابا ارمي تيم في الشارع مو لولو .
من ناحية اخرى عندما أتى تيم يبكي ، حملته جنى متسائلة وهي تمسح دموعه وتحاوره : يا الله مين بكّى تَيمي ها ؟ مين بكّاه .
تيم يريها قدمه : لولو العبيه عضت لزلي (لولو الغبية عضت رجلي(
جنى : ليش انت ايش سويت لها ؟
تيم : ما سويت سيء ..
عبدالرحمن : يا ماما كداااااب دخّل رجوله في بيتها و دعس بيوضها وبعدين هي عضته .
تيم بغضب : اسفيها يعنــــي ؟ دعست بيض مادعست لولو .
جنى بصدمه : ايش اللي اشفيها ؟ انت موّت اولادها ماتبغاها تعضّك ؟
تيم وهو ينظر إلى ماريا ويبكي مجدداً : حتى دي ضلبتني .. وتدولي لوووح السالع محد يباك ( حتى هذي ضربتني وتقولي روح الشارع محد يبغاك)
امال رواد جسده ناحية جنى ليرى تيم : انت ليش تآذيهم فهمني ليش ماتلعب معاهم ؟
تيم : مايبوووني مايبوووني .
جنى : شوف انت تآذيهم ، إذا لعبت معاهم زي الناس يصيرو يبغوك .
تيم : مابا الوح معام بدلس هنا (ماابغى اروح معاهم بجلس هنا)
قامت جنى وهي تحمله : طيب خلينا نغسل رجولك من عضة لولو اوّل ..
اما رواد نظر إلى خالد وبيان وماريا التي بالكااااد هدأت ، وقال بتهكم : تعازيَّا الحاره لأولاد لولو .
ضحكت بيان هامسه : سوا خير والله استغفر الله ، كنت شايله هم تتكاثر هاللولو .
خالد : حرام عليك .
بيان : حرام عليك انت اللي جايب سحليه ، يا مسلم والله لو قرد انا راضيه ، بس سحليه ؟؟؟؟؟
رواد لماريا : ميروو معليـــش ما كان تيم يقصد يموّتهم يحسبهم العاب لا تزعلي .
ماريا دفنت وجهها في صدر خالد مجدداً بإعتراض على كلام رواد الذي ضحك ، خالد : خليها خليها مطنقره ، الحين تروّق وتنسى .
قطع تركيز رواد صوت رنين هاتف جنى بجانبه ، التفت يبحث عنها لكنها لم تكن بالجوار .. اخفض الصوت وتركه يرن دون ان ينظر إلى المتصل .. انقطع الإتصال ، لكنه عاد للرنين مجدداً ..
رفع الهاتف ينظر إلى المتصل بإنزعاج لكنه كان رقم دولي غير مسجل على هاتف جنى ..
عقد رواد حاجبه ، بينما عادت جنى : اشبك ؟
رواد مد هاتفها لها : مكالمة من اسبانيا .
تمارا : شكله ساحر اسباني .
العنود بهباله : بالله بالله ردي خلينا نطقطق عليه .
جنى : يا بنت روقينا مابرد .
روان : ليش تخافي انه من جد ساحر ؟
جنى : لا بس اكيد نصاب راح يسحب رصيدي .
خالد بشرود : يمكن ساره ؟ مو هي بأسبانيا .
نظر الجميع إليه بصمت ، حينها ردت جنى وقلبها يرتجف من هذا الإحتمال ، لم تسمع سوى صوت أنفاس قوية ثم صوت يهمس : ألوو .
جنى خفق قلبها أكثر : سااااره !!
بكت أكثر : جنى .. جننى ساعدوونـــي ، راح اموت هنا .. راح يقتلوني ... اكيد بيقتلوني ....
جنى : طيب انتِ وين ساره انتِ وين ؟
اخذ رواد الهاتف من يد جنى المرتجفه وفنح مكبّر الصوت ، بكاء سارة واضح جداً ، انفاسها واضحه أيضاً : انـ نا بالمستشفى .. لاتخلوووني هنــاا .. ما بموووت هنا ... ما ابغى ..
جنى برعب : انتِ ليش بالمستشفى ؟ وبأي مستشفى !
سارة بصوت يرتجف : مدري مدري ما اتذكر ، انا نزفت بس ما اتذكر مين جابني للمستشفى .. مرت ايّام ، وجابر ما اعرف وينه .. كلمني واحد من .. من حرسه ... قالـ ـي تواصلي مع اهلك ... مالقيت الا رقمك هناا ..
رواد : انتِ وين بأسبانيا ؟
سارة : برشلونه ..
قام خالد بسرعة وهو يبتعد عنهم قليلاً ليجري اتصالاً .. بينما العنود وروان والجميع في حالة صمت وذهول وقلوبهم تخفق برعب من صوت سارة ، صوت مليء بالخوف ، بالألم ، بالغربة ، والوِحدة القااااسية .
جنى رفعت نظرها إلى رواد الذي اومأ بالإيجاب ، جنى : كم تاخذ الرحلة من جدة لأسبانيا ؟
رواد : اذا رحنا بطيارتي احتمال نوصل بأقل من يوم ان شاء الله الحاله الجويه تساعدنا .
خالد اتى قائلاً : انا بآخذها .
جنى همست لرواد : بروح اشوفها ..
رواد : راح يجيبها ..
جنى : ابغى اتطمن عليها ، بليـــز .
رواد : خااالد ينفع نروح معاك ؟
خالد تنهد : مو مشكله .
العنود : وانا بروووح .
روان : واناا ..
ريّان ورعد بنفس الوقت : راح تجي بالسلامه ان شاء الله ، ما يحتاج ، شوفيها لما توصل .
سارة بإنهيار : قولي لأبوي ، قوليله انا والله ما طاوعته .. ما قتلت .. ما كنت هاربه ... اخذني بالقوة ... جنى تسمعيني .
جنى ودموعها على خديها : اسمعك .. ارتاحي يا سارة بإذن الله بكرة نوصل لبرشلونه وناخذك .. انتبهي على نفسك وتحملي شوي يا ساره ، بس شوي لحد ما نوصل .
ساره : لا تخليني .. جنى لا تخلوووني ، انا لوحدي ... خايفه ... لوحدي .


فجأة وبلا سابق إنذار توترت اجواؤهم ، عبست ملامحهم ، هدأت أصواتهم غارقين بالحيرة والتشتت ..
دخل خالد ليستعد للسفر ، ولحقت به بيان ، يا لحفلة عودته التي لا تكاد ان تكتمل ..
في دارهم وهو يفتح خزانته يبحث عن جواز سفره واوراقه الخاصه ، بيان : راح تروح دحين ؟
خالد : لا بعد ساعتين ان شاء الله .
سكتت بيان بإستياء ، للمرة الثانيه تفسد الحفله لسبب لا تستطيع الإعتراض عليه إطلاقاً ولا تملك الحق في ذلك ..
بيان : ليش ماخليت رواد يروح .
خالد : هي زوجة اخوي انا ، ما سفّرها وغربها إلا جابر ، وما حترجع إلا بنفس الطيارة اللي سافرت فيها .
تركته ، وخرجت لهم مجدداً لكنها لمحت سيارة تقترب منهم ، مشت بإتجاه السيارة التي توقفت بالقرب من باقي السيارات ، ابتسمت ابتسامة ذابله عندما ترجّل سلطان من سيارته وبمجرد أن رآها ابتسم وهو يقترب منها ، رفع يدها له وقبّلها : آسف ولو إنها متأخرة ، بس أنا من جد آسف ، لبّيت عزيمتك لأن قلبي ما طاوعني ما اجي وأعتـــذر .
ضمها لصدره عندما شعر أنها ستبكي : لا تبكي والله آسف آسف آسف ما اعرف كيف نسيت نفسي وقتها ! والله ندمان سامحيني .
بادلته العناق وبنبرة باكيه : لاتعتذر ما ابغى احس إن اللي صار حقيقي ياسلطان .. ما أبغى أشوفك بنظرة غير اللي تعودتها .
سلطان : عساها الكسر لو انمدت عليك مرة ثانيه .
ابتسمت بتهكم : امين .
ضحك وهو يبعدها عن حضنه وتتساءل هي : ما جات لمياء ؟
سلطان نظر إلى سيارته : مُرحب فيها ولا لا ؟
بيان : طبعاً ، انت وكل اللي تحبهم مُرحب فيهم ..
اشار لها سلطان بأن تنزل من السيارة .. نزلت لمياء بإبتسامه مرتبكه وتقدمت لتسلّم على بيان : الحمدلله على سلامة خالد ، والله يجعله بيت عامر بالأفراح .
بيان : الله يسلمك ، ومبرووك حملك الله يتمملك على خير .
لمياء : الله يبارك فيك ..
سلطان : ووينه سعيد الحظ ما شفناه !
بيان : دحين يطلع .
اقترب سلطان من الباقين وهو يلقي السلام ويرحب بهم ويبادلونه الترحيب ، لكنه شعر أن هناك خطبً ما ليعلم بعد ذلك أن الأمر متعلق بسارة ..
جلست لمياء وجلس سلطان مقابل رعد وروان .. هذه ثالث مرة تقريباً ترى فيها روان لمياء ، لكنها المرة الأولى لرعد ..
لم تكف لمياء عن التحديق بهما واستراق النظر إليهما لدرجة ان روان بدأت تشعر بالتوتر والإنزعاج .. حتى قررت وضع حد لهذه النظرات المزعجه ، رفعت نظرها تنظر إلى لمياء التي اشاحت نظراتها بسرعة ، ف صارت كلما شعرت بنظرات لمياء لها ، تنظر إليها هي أيضاً .
بعد لحظات اتت الخادمة وهي تسحب طاولة متحركة تحمل فوقها كعكه من ثلاثة طبقات بيضاء يتخللها اللون الذهبي ويزيّنها الورد بطريقة مميّزة ..
أتى الأطفال بحماس يرتدون قبعات مخروطيه للإحتفال .
وماريّا تدور حول نفسها تسأل عبدالرحمن : اش رايك ؟ حلو ؟
عبدالرحمن اوقف دورانها : ايوة .
رذاذ : ونا ؟
عبدالرحمن : حتى انتِ حلوة .
اتى تيم يحمل بيده وردة صناعيه صغيرة وجدها ملقاة على الارض ، مدها لماريا : حدي .
ماريا بغرور : مابا .
تيم : حديييي .
ماريا : مابا يعني مابا . تيم اصر على ان تأخذها لكنها اصرت على الرفض .
لينتهي المطاف بتيم وهو يدفع ماريا بقوة وتسقط وهو يرمي الورد عليها : انقعّي يا عبيه .
انتبهت جنى لصرخة ماريا ودفع تيم لها لتندفع هي الأخرى وتضرب يده بتوبيخ ..
خرج خالد من المنزل وبدأ الإحتفال وتلك القصاصات الورقيه اللامعه تتساقط عليه والشموع تشتعل على كامل ادوار الكعك الثلاث .. تشابكت اصوات التشجيع والصفير والتصفيق يحاولون عيش اللحظه متناسيين الربكه التي حصلت للتو بسبب مكالمة سارة ..
حتى خالد ابتسم ابتسامة هادئة وسط تهنئاتهم .. اقتربت بيان منه وهي تضع سكين الكعكه امامه ليقطعها .
مد يده لها يحثها على المجيء إليه ، يعلم أنها مستاءة حتى وإن لم تبدِ ذلك ..
وقفت بجانبه ليحثها بعد ذلك على تقطيع الكعكه معه وسط اصوات التشجيع .. وحالما انتهوا من ذلك ، مد قطعة من الكعكه لفمها ، ابت ان تأكلها لكنها طاوعته عندما هتف الجميع بإسمها ... انتهى الأمر .. قدّموا هداياتِهم له يكررون تهنئاتهم مرة تلو أخرى ..
وعندما انتهى الجميع من تقديم هديته ..
رفعت تمارا كاميرتها الخاصه قائلة : بااااقي انتِ .
بيان ابتسمت : ملقوفه طول عمرك .
تمارا : مالي دخل بعرف ايش هديّتك .
خالد امسك خاصرتها : وجودها لحاله هدية .
ابعدت يده عنها قائلة : دحين توصل هديته ..
ماهي إلا لحظات حتى فُتحت بوابة المنزل ودخلت سيارة سوداء تتطاير منها بلالين الهيليوم البيضاء ..
ابتسمت تمارا بضحكه : الله سيااااره .
توقفت السيارة بالقرب منهم وباقة كبيرة من الورد الأبيض الطبيعي موضوع على مقدمة السيّارة ..
نزل ريّان من السيارة وهو يرمي المفتاح لخالد قائلاً : تتهنّى .
اتسعت ابتسامته أكثر حتى تحولت لضحكه مصدومه ، استدار بجسده ينظر إليها ولم يلبث كثيراً حتى عانقها بحب هامساً : يابيـــــان ، والله العظيم انتِ تكفييني .
دفنت وجهها بصدره بإحراج من التعليقات التهكميه التي انهالت عليهما بمجرد معانقته لها ..
وبعد نصف ساعة تقريباً كان الجميع قد غادر الحفله .
نصف ساعة على موعد إقلاع خالد الذي أجله لساعة أخرى لتستطيع جنى تحضير نفسها للسفر ..
في غرفة نومهم ..
جالسه على السرير تنظر للفراغ بشرود ، ازالت قناع الرضى وعبست ملامحها بإستياء .. دخل خالد ليأخذ حقيبة سفره الصغيرة ورآها تجلس عابسه .. جلس بجانبها ممسكاً بيدها وقبّلها : شكراً عالحفله والهدية وكل شيء .. فرحتيني .
ظلت صامته دون إجابه .. خالد تنهد : ما بروح وانتِ زعلانه ..
قامت وهي تمشي لخزانة ملابسها ، لتبدل فستانها الذي ترتديه ..
تبعها خالد : بيان ..
اخذت بجامه قطنيه من خزانتها ورمتها على الكرسي ، ابتعدت عن الخزانه خلعت فستانها وارتدت روب الاستحمام قائلة بغضب : سوي اللي تبغاه ، تبغى تروح لها بنفسك ! روح محد ماسكك .. تبغى تصلح غلطات جابر ، صلحها محد ماسكك ، وايش يعني تنكد علي حفله ولا حفلتين ولا عشر حفلات .. ايش يعني تخرب فرحتي برجوعك .. اهم شيء انت سوي اللي يريحك وخلاص ..
كادت يده تحيط بجسدها لكنها دفعته بكرهه واغلقت باب الحمام من الداخل وهي تستند عليه باكيه .
تشعر بالكرهه لكل شيء والغضب من كل شيء والمقت لجابر ، جابر الذي قلب كل شيء رأساً على عقب ، كرهها لجِدة يزداد .
ماذنبها هي لتفقده مرة تلو أخرى .. يذهب عنها مرة تلو أخرى .. لم تهنأ بوجوده منذ خروجه من السجن ، لم تشعر به منذ عودته .. كانت متلهفه له لكنها لاتشعر أنه يبادلها اللهفه بل كان مشغولاً على ديمه التي بالأصل لم تكن مخطوفه بل متزوجة وهو لايعلم ..
ليصدمها بعد ذلك بقراره في البقاء لمدة غير معلومة في جدة لكي يقوم بالإشراف على المؤسسه بنفسه .. لينغمس مجدداً في دوام جديد وبالكاد تراه ..
والآن ، عندما رغبت بأن يكون لها في هذا اليوم ، اتى اتصال سارة بلا سابق إنذار .. ليقرر الذهاب هو واعادتها لجدة لأن جابر هو الذي تسبب في نفيها لأسبانيا ..
تشعر كأنها هي فقط تحاول انتهاز اي فرصة لتبقى معه أما هو يبحث عن الفرص ليبتعد عنها ، ايٍّ كانت أعذاره هذا لا يمنعها من الشعور بالسووء جداً ..
تجاهلت طرقه للباب ، جلست بحوض الاستحمام المليء بالماء والصابون وتترك حرية التعبير لدموعها .. بينما كان خالد يقول : بيان مو باقي عالموعد كثير تبغيني اروح بدون ما اودعك ؟.
لا يُهم ، تشعر أنها لم تعد مهتمه لتوديعه ، لا تريد رؤيته هذا ماتشعر به الآن .. استسلم لرغبتها بالصد عنه ، اخذ حقيبته وخرج من المنزل بعد ان ودع ابنته ماريا .. التي كانت مع ديمه التي عادت من منزل صديقتها للتو

*****

بدل ملابسه وعاد وهو يراها واقفه تنظر إليه بتوتر ومازالت ترتدي فستانها ..
ريّان : اشبك ما بتغيّري ؟
العنود : إلا بس .. ليش ما خليتني اروح مع خالد ؟
ريّان : ليش تروحي خلاص هما حيجيبوها ، وجودك معاهم بس زيادة عدد .
العنود تنفست بعمق : مدري انا خااايفه .
اقترب منها وهو يضمها من جنبها الايمن : ان شاء الله خير تفاولي خير .
العنود عصرت اصابعها : طيب بقولك شيء .
ريّان : قولي يختي .
العنود : انا حامل (اكملت بإندفاع) بس لاتعصب لأني قلتلك بسافر وانا عارفه اني حامل ..
لم يستوعب كلامها بل توقف عقله للحظات عند كلمتها الأولى " انا حامل " اتسعت ابتسامته : والله ماهو مقلب ولا مزحه بايخه ؟؟
العنود : والله حامل .
ريّان : ماااااااابغيــــــــتي ، مبرووووك مبروووك مبرووووك يا حبي .
العنود اتسعت ابتسامتها : الله يبارك فيك .
ضربته بقبضة يدها : بتصير اب وافتك من زنّك ، احملي واحملي كأن انت اللي بتتعب تسع شهور مو انا .
ريّان : انتِ الملكعه مدري وين المشكله لو حملتي بأول سنه .
العنود : لا ما ابغى ، ما الحق اعرفك ولا الحق اتهنى فيك .
ريان : ودحين خلاص يعني مليتي مني ؟
العنود : ترى احترت معاااااك ايش تبغى بالضبط ؟
ريان ضحك وهو يحملها بين ذراعيه : ابغى اشياء كثيرة بس تبيني ابدأ من وين !!!!

*****

في الواجهه البحرية .. ظلت متمسكه في رعد لا تريد الإبتعاد عنه ، ونظرات الخوف باديه على وجهها وهي تنظر لسهام .
رعد ابعد يدها عنه بلطف يحثها على مصافحة سهام : حبيبة بابا يلا اسمعي الكلام وسلمي عليها .
رذاذ عبست ملامحها أكثر وكأنها توشك على البكاء .. سهام انحنت لمستواها : رذاذ ما بتسلمي عليّا ؟
عانقت ساق رعد وهي تدفن وجهها فيه ، نسيت تماماً من تكون هذه المرأة الواقفة امامها !! تشعر بالخوف لأنها لا تعرف من تكون هذه ، ليس لأنها تتذكّر معاملة سهام السيئة لها ..
سهام تنهدت : نسيَتني .. عجبك كذا ؟ بنتي وتنساني وتحسب روان أمها .
رعد : هذي غلطتك ماهي غلطتي ، كانت عندك ، وكيف كانت معاملتك لها ؟
سهام اشاحت وجهها عنه : تدري ، غلطة حياتي إني تزوجتك بيوم وجبتها .. كان المفروض تموت علاقتنا بأستراليا نهائياً .
رعد بلا مبالاة : المفرووووض .
نظرت سهام إليه ثم نظرت لرذاذ الخائفة منها ، شعرت بالإنزعاج من خوف رذاذ وعدم تذكرها لها : انا بنسى انها بنتي زي ما نسيَتني هي ، مو هي تحب روان ؟ خليها لروان .
صدت عنهم وغادرت ، بينما ظل رعد ينظر إليها إلى أن غابت عن عينيه ، متسائلاً هل تحمل بين اضلعها قلباً ؟ ما هذه القسوة التي تكتسيها ؟؟؟ كأنها تتحدث عن دمية وليست طفلة من لحم ودم ومشاعر ..
تمتم بخفوت مجيباً على كلامها : يكون أحسن .

*****

عاد من سفره وعيونه تبحث عنها بلهفه ، لكنه لم يراها في هذا المكان على الرغم من أنها تعرف موعد عودته ..
لكنها لم تأتِ لاستقباله ، تنهد .. يبدو أنها لا زالت غاضبه . همّ بالذهاب لدارهم علّه يجدها هناك لكن قطعت طريقه ديمه وهي ترحب به وتتحمّد بالسلامه على عودته ، تساءل : بيان ماهي بالبيت ؟
ديمه : الا ما شفتها طلعت ، يمكن تلقاها بغرفتها او غرفة ماريّا .
بالفعل بحث في دارهم لكنه لم يجدها لذا اضطر للذهاب لغرفة ماريّا ليجدها نائمة بجانب ابنته .
اقترب منها وانحنى وهو يقبّلها بعمق وحب وشوق ، حركت وجهها بإنزعاج ..
ابتعد مبتسماً وابعد يدها عن ماريّا .. ماهي الا ثواني حتى استيقظت بفزع وهو يحملها بين ذراعيه .. تحولت ملامح الفزع إلى غضب : فجعتنـــــي ، ايش الحركات الغبيه ذي ..
لم يكترث ، دفن انفه في عنقها يتنفسها بعمق ، بينما دفعته عنها : خااااالد !
خالد : عيون خالد .
بيان بحدة : لا تستعبـــــط .
دفع باب غرفتهم المجاور لماريا بقدمه : ليش فيه شيء ؟
بيان : نزلني ولا ترفع ضغطي .
خالد : وحشتييني ما وحشتك ؟
بيان : لا طبعاً .
خالد : كذااابه .
دفن وجهه في عنقها مجدداً حتى بدأت تشعر بقبلاته ، ابعدته عنها بحده : خالد انا مو رايقه .
جلس على الاريكه وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها : كنتِ تستنيني ؟
بيان : لا مرة واااثق .
همّت بالنهوض من حجره لكنه ثبتها بقوة : متأكدة ما اشتقتي ؟
بيان : قلت لا مو بالغصــــب ، ايش تبغى اصلاً !
خالد : قلتلك وحشتيني ، فقدتك .. مشغول بالي عليك ، رحت وما شفتك ، ما حضنتيني .
بيان : لأنك ماتستاااهل .
خالد حضنها بشدة وهو يدفن وجهه في عنقها مجدداً ، لكنها حاولت دفعه مجدداً ولم تستطع هذه المرة ان تبعده عنها ، لتقول : ما ابغااك وخر عني .
خالد : والعطر ؟ 8 سنين وانتِ ما تحطي هذا العطر إلا بوقت محدد ، تعرفيه ..
قاطعته : بالضبببط وهالمرة حطيته عشان اكسر فكرتك واكسر اللحظه المرتبطه بذا العطر بالذااات .
خالد بحالميه : مو بكيفك ما بخليك .
شعر ببكائها ، ابتعد عنها ينظر إلى وجهها الباكي ، مسح دموعها وظل يمسح خدها بحب قائلاً : والله وحشتيني ، وفاقدك فاااقدك فوق ما تتخيلي ، كأن لي شهووور ماشفتك ، ما ضميتك ولا كلمتك ولا اخذت كفايتي منك .. مو بس انتِ اللي تحسي إني بعيد عنك ، بس اعذريني كنت مشتت كل شيء مشتتتني وانتِ كنتِ عارفه الوضع .. لكن انتِ بقلبي مستحيل ياخذني أحد من نفسي أكثر منك ، حبيبتــي .
عبست اكثر وازدادت دموعها : خالد اكره احس اني آخر آخر اهتماماتك اكره احس إني صرت هااامش وكأنك ماصرت تشوفني بنفس النظرة ، ما صرت تحبني بنفس الطريقة ، اكره احس انك قاعد تروح مني .
خالد ابتسم : اروح منك لك ، ولا وين بروح يعني ؟ وبعدين مو لأني انشغلت شوي تقلبيها هواجس .. انا أحبّك كأن مو مكتوب لي إلا إني أحبّك انتِ وبس .
بيان : تدري إنك كريه وما اقدر اجاري كلامك .
عانقته بكل قوتها وبادلها العناق ، لحظات طويلة صامته بينهما لكن قبلاته التي تتناثر على عنقها ووجهها كانت سيدة الموقف، ابعدها عنه قائلاً : واضح انك مو جاهزة يا كذابة .
ضحكت وهو يحملها مجدداً ويضعها على السرير : دقااايق وما حتأخر .
خرج من الخلاء وقطرات الماء تنساب على جسده .. فتح حقيبة سفره الصغيرة واخرج منها علبة مجوهرات مخملية ..
فتحها وهو يمشي لها ، بيان : هذا ايش ؟
خالد وهو يريها العقد : هذا لك .
بيان : وانت رحت اسبانيا عشان سارة ولا عشان تتمشى ؟
خالد : اكيد عشان سارة ، بس هذا مايمنع افكر بحبيبتي ..
امسكت وجهه بقوة : خاااالد ما ابغى ولا كلمه زيادة ..

\\

خالد : طيب احكيلي .
بيان : انت اللي احكيلي ، كيف حالها سارة ؟
خالد : دحين فكرتي تسألي عنها ؟؟؟
بيان بضحكه : طيب جاوب .
خالد : الحمدلله مع ان حالتها مو ذاك الزود وتعبااانه وحامل ف اضطرينا ناخذ معنا ممرضه تنتبه لصحتها بالطيارة .. خفنا انها تنزف او يصير لها او لحملها شيء ..

\\

ذات يوم ليلاً ..
فتح الظرف الذي اعطاه إياه العقيد راكان عند خروجه من السجن ..
الظرف الأول فتحه عندما وصل إلى الفندق ، كان الظرف يحتوي على اغراضه الشخصيه .. هاتفه ومفتاح سيارته وهويته وجواز سفره ..
لكن الظرف الآخر فتحه للتوّ عندما تذكّر امره .. لا يوجد بداخل الظرف إلا قرص مدمج ( cd )
عقد حاجبه وهو يقلب القرص بيده متسائلاً على ماذا يحتوي السي دي ؟ فتح الحاسب المكتبي في مكتبه المنزلي ، وضع القرص في مكانه المخصص حتى ظهر امامه مقطعين فقط ، الاول بعنوان " إلى خالد " والثاني " إلى سارة "
بلع ريقه وفتح المقطع الاول بسرعة عندما فهم أن القرص من جابر ، ظهر أمامه جابر ، يجلس على كرسي
تنفس بعمق ثم قال : انا آسف .. واتوقع إني ما احتاج ابرر أسفي لأن الأكيد إنك ماراح تشوف هالسي دي إلا بعد خروجك من السجن ، وبعد ما تكتشف إني ورى سجنك ، وإني مو الشخص المثالي اللي كنت تشوفه ، ولا الأخ اللي كنت تاخذه قدوة وتحترمه وتعتبره بمقام أبوك وسندك ، بس اتمنى تشوف المقطع للنهاية وتفهمني ، بالنهاية أنا إنسان واحتاج لو شخص واحد يدعيلي إذا رحت عن هالعالم ، ما بخسرك حتى وانا ميّت .

ثم انقطع بث جابر المصوّر وعُرض مقطع آخر للحظه مقتل والده ووالدته ..
توسعت احداق خالد بصدمة من الفظاعة التي يشاهدها ، شعر بالتوتر ، لأول مرة يشاهد هذا المقطع .. صرخات والده الغاضبه ومقاومته للثلاث أشخاص الظاهرين بالمقطع .. إلى موته إلى لحظة دخول والدته وصراخها واستنجادها
ثم انقطع المقطع من جديد وعاد بث جابر المصوّر : هذا المشهد كان يتكرر علي لمدة 16 سنة من حياتي وياكل مني ومن قلبي وعقلي وافكاري ، هذا المقطع اللي حاولت اخفيه عن الكل وشلت الغل بقلبي لوحدي .. اللي قتلوا اهلنا عصابة يا خالد ، بمساعدة محمد
وبتنهيدة عميقة قال بعدها بنبرة ثقيــــــــله : آسف ، واعرف إن الأسف ما راح يصلح شيء أعرف إني تماديت وطغيت ، أعرف إنك شايل بقلبك علي وإن صورتي بعينك تكسّرت من اللي عرفته عني ، أعرف إني ورطتك وخذلتك وما كنت قد الأمانه ، آسف لأني استغفلتك بس صدقني ما كان عندي خيار ثاني يا خالد ..
تنهد مجدداً : أنا ندمان والحيرة ذابحتني ، انا ودي يرجع بي الوقت وما اكرر الغلطه ، بس اعذرني يا خالد , كان الكره والحقد والالم عامييني وما قدرت آخذ قراري الصح .. ما وعيت على نفسي الا بنص الطريق ، الا وانا محاوط نفسي بمصيبة ما قدرت اطلع منها .. ما كان قدامي إلا إني استمر ..
تهدج صوته : ما كان موتهم سهل وبسيط علي ، ما كان سهل علي اشيل مسؤوليتكم لوحدي ، ما كان سهل علي اوقف بوجه اقاربنا عشان الورث ، ما كان سهل اوقّف الشركه على رجولها بعد ما تأزم كل شيء بموت ابوي .. ما كان سهل علي اشوفهم ميتين قدامي بدم بارد .. خالد راحت حياتي وانا احاول امحيهم ، لكنهم أكثر وأقوى مما توقعت .. خالد انا تعباااان وخاايف .. ايه انا خااايف .. كنت اناني لما تزوجت سارة كنت ابغى اعيش ايام حلوة قبل ما اموت بس ما فكرت فيها هي كيف بتعيش اذا مت أنا ؟
نزلت دموعه : في الوقت اللي حيوصلك فيه هالتسجيل انا ما راح اكون موجود ، ما اعرف متى حيكون هذا الوقت .. اليوم .. بكرة .. بعد اسبوع .. بعد شهور ولا سنين .. يا خالد حللني وخليك واثق اني ما بغيت اضرك ولا ادخلك بهالمعمعه لكني تسببت بسجنك عشان أحميك , أحميك منهم خفت يوصلولك او يبتزوني فيك كنت أبغى اخليك تحت عيون الشرطة واصعّب عليهم يوصلولك , وديـمه .. أنا زوجتها لبندر ولد العقيد راكان , أكيد بتعرفه لأنه هو اللي راح يوصل لك رسالتي هذي , انا زوجتها وبعدتها عن الشرطة وعن العالم , خفت عليكم , خفت تدفعوا ثمن غلطاتي اللي ماعرفتوها انتو ... خالد اللي قتل اهلنا السايق .. قتلهم لأن حضرته تورط بعصابة تجارة اعضاء ، المذبحه اللي صارت هذاك اليوم كانت مجرد اختبار له منهم .. بس لا تخاف انا اخذت حق اهلنا منه .. لكن هذا ما شفى غليلي .. ورطت نفسي بعالم ما يشبهنا عشان امحيهم واحد واحد ، خالد ما اعرف كم باقي من الوقت عشان يلاقوني بعد ما كشفوني ، بس طلبتك يا خالد سامحني وانتبه على سارة ...





في أحد مستشفيات جدة ..
بعد انتهاء الشرطة من استجواب سارة
والد سارة بإندفاع : وش جابك ؟ لك وجه تجي بعد اللي سواه اخوك المجرم في بنتي ؟؟
خالد ابعد يد والدها عنه بهدوء : إذا كان الإعتذار يكفي ، تقبله ؟
والدها بغيظ : اعتذار ؟؟؟ والله لو تركع عندي انت واخوك ماني محللكم على اللي صار بسارة ولأظل ادعي عليكم بحياتي كلها .
لتهمس سارة : ابوي خالد ماله ذنب ، خالد ما كان يدري عن شيء .
نظر إليها : اخوه اكيد يدري .
هزت رأسها بالنفي وهي تقاوم رغبتها بالبكاء : ما يدري ، جابر ما قال لأحد محد يدري .. وحتى جابر ما ضرني زي ما انت متخيّل .
والد سارة : كيـــــــف كيف ماضرك وهو خطفك لاسبانيا وخلاك مجرمة بنظر الناس ، كيــــف تقولي ماضرك وهو تركك وحيدة بأسبانيا ، بدولة ماتعرفي فيها احد غير ظلك ، كل هذا وماضرك .
نزلت دموعها بحزن : ماضرني ، جابر يحبني لا يُمكن يضرني ، يمكن كان أناني بس ما كان يحاول يئذيني (انهارت بالبكاء) جابر ضحى بنفسه عشاااني جابر يحبّني ولأنه ما يبغى يضرني ضر نفسه ..
عانقها والدها بحب وانخرط معها في البكاء ، يشعر بقلة الحيلة والحيرة ، اما خالد ظل ينظر إليهما للحظات ..
وكلماتها تتردد في ذهنه " ولأنه مايبغى يضرني ضر نفسه " حتى وجوده هو بالسجن بتخطيط من جابر ، ظن في البداية أن جابر أراد التستر على نفسه بأن يجعل خالد يتلقى العقوبة بدلاً عنه ، لكن هذا لم يحدث ، لم يتلقى أيّ عقوبة أثناء تواجده بالسجن على الرغم من تورطه بقضايا كبيرة جداً .. ظن أن جابر غدر به ، استغفله ، طعنه ، وخيّب ظنه .
ليتضح بعد ذلك أن جابر قام بسجن خالد وتلفيق كل التهم ضد خالد وإدانته بالادلة المزورة لكي يضع خالد تحت حراسة الشرطة ويُبعده عن أعين أعدائه .. كان يخشى أن تحاول تلك العصابة أذية خالد ليظهر جابر ويسلّم نفسه لهم ..
أما زواج ديمه الذي أصر جابر على إخفائه وإخفاء ديمه وفيلم إختطافها .. ظن أيضاً ان الغرض منه إبعاد ديمه عن أعين الشرطه لكيلا تعترف ضد جابر بما رأت ، لكن الحقيقه كانت مختلفه !
أخفى جابر أمر زواجها لأنه كان يعلم أن الأمور ستؤول لهذا المآل وأنه سيضطر إلى إخفاء ديمه ليس لإبعادها عن اعين الشرطه .. انما لإخفائها عن اعين العصابة أيضاً .. سواء رأت ديمه جابر وسارة في ذلك اليوم ام لا ، في النهاية هي كانت ستخطف على كل حال من بندر لتختفي إلى حين ينتهي كل شيء ..
تسليم جابر نفسه للعصابه أنهى الأمر برمته ، لذا تم الإفراج عني فكما دخلت فجأة ، خرجت فجأة .. وأيضاً ظهرت ديمه لأن الخطر زال عنها .. وعادت سارة .. لكن جابر لم يعد ، جابر لم يعش يوماً لنفسه .. بل كان يعيش للثأر ..
وفي آخر أيام حياته ، ضحى من اجلنا جميعاً ، لكيلا يصيبنا أي أذى !
لا أعلم لمَ أشعر بكل هذا الضيق ، وكأن الكون يضغط على صدري .. اشعر برغبة في البكاء ، في عناق جابر ، في الإعتذار إليه لأنني في لحظة جهل مني شعرت بالسخط تجاهه ، بالحقد والكراهيه ، جاهلاً بما عاشه جابر ..

خرجت من الغرفة وانا اتنفس الصعداء ، الحمل الذي خلفه جابر من بعده ثقيل جداً ، ثقيل على كاهلي .. لطالما كنت ابتعد عن الفوضى والمشاكل ، اترك الأشياء وارحل عنها ، اتجاهلها ، اهرب لأقصى حد .. اهرب حتى من نفسي .
ويبدو أنني أجلت الخوض في حياتي ومواجهتها إلى هذا اليوم ، لأجد نفسي رميت في الحياة لأواجهها بمفردي كما تركت جابر يواجهها بمفرده ، ولا مفر من ذلك .. رفعت هاتفي وبعد عدة رنات اتاني صوته لاتساءل : مالقيتوه ؟
هو : لا والله طال عمرك ، قاعدين نبذل مجهودنا بس ...
قاطعه خالد : لا تتهاونوا ولا لحظه ، انا على الاقل بعرف هو حي ولا ميّت ، لو حي ابغاه يرجع لجدة بإرادته ولا غصباً عنه ، ولو ميّت ، ابغى ادفن جثته بنفسي .
هو : ابشر طال عمرك راح نكثف مجهودنا أكثر وان شاء الله خير .
اغلق الخط .. عندما خرج والد سارة وهو يمسح دموعه بضعف ، نظر إلى خالد الذي ظن للحظات أنه سيكمل هجومه ، لكن والد سارة قال بصوت مجروح : انا مو دايم لها ، إن كانك صادق بكلامك خلي بالك على سارة وعلى ولدها ..
اراد ان يصرخ بكل صوته ، لا يحتمل حمل ومسؤولية أخرى .. لكنه ظل هادئاً ، اومأ رأسه بالإيجاب وعندما رحل والد سارة عاد خالد مجدداً إليها وهو يقول : خلصتي ؟ عشان نمشي .
سارة مسحت دموعها وهي تتأكد من إغلاق عباءتها .. اومأت رأسها بالإيجاب همت بحمل حقيبتها لكن خالد طلب منها ان يحمله عنها ..
صعدت إلى سيارته وعيونها الدامعه متعلقه على النافذة ، قطع خالد شرودها قائلاً : جابر تركلك رسالة .. بمرك بكرة الصباح ان شاء الله اوصلها لك .

دخلت إلى منزلها وابتسمت إبتسامة متعبه على إستقبالهم لها ..
الجميع كانوا بإنتظارها , واقصد بالجميع "روان – جنى – العنود "
بكت سارة وهي تعانقهم واحدة تلو الاخرى بحرارة وتعبّر عن اشتياقها لهن ..
لينقضي الليل بطوله وهي تسرد لهن ماجرى ويسردون لها مافاتها من حياتهن .. من بين بكاء وضحك .. عادت أرواحهن لتجتمع مجدداً بنفس الحب , والألفه , وكأن الحياة توقفت على اجتماعهن ولم يتغيّر بينهم أيّ شيء ..

\\

اما عند خالد الذي سالته بيان مجدداً : ليش تتهرب من السؤال , ايش دراك إن سراج كان متعاون مع هاني ؟
خالد ارتدى قميص بجامته : ماقلت متعاون ..
بيان : اللي هو المهم كيف عرفت ؟
خالد : لأن هاني لما كان يحقق معاي سألني عن أشيــاء مايعرف عنها إلا سراج , وسراج قد قالي إنه يعرف محقق إسمه هاني .
بيان : وسارة ايش حيصير عليها ؟ حتنسجن ؟؟
خالد : لا , أخذوا إفادتها اليوم واعترفت بكل شيء صار .. مافي دليل ضدها على إنها متورطة بأي شيء بقضية جابر أصلاً .. حتى لو كانت بصماتها عالمسدس , محد مات مقتول من المسدس ولاحتى بتال .
بيان زفرت بضيق على حال سارة : الله يبعد عنها كل شر , والله البنت لما زرتها أمس بالمستشفى حسيت الهم بوجهها , الله يكون بعونها .
خالد : ماراح تزوريها ببيتها ؟
بيان : إلا طبعاً بس مو اليوم , سمعت ان جنى وروان ونودي بيجلسوا عندها كم يوم وأكيد بيكونوا معها لوحدهم .

*****

أمسك بيدها وهو يساعدها على المشي لأن جسدها متعب وهي في الاشهر الأخيرة من حملها ..
كلما نظرت إليه ، شعرت بشيء يتسلل إلى قلبها بخفه ، شعور الحب معه مُختلف ولذيــــذ وهي معه أيضاً مُختلفه .. شخص تقبّلها بكل عيوبها ، بكل ما يعلم عنها .
شخص دافع عنها وحماها بكل قوته وحبّه ، شخص ضرب بكلام الجميع واعتقاداتهم عنها عرض الحائط وتمسك بها .. أرادها بكل شغفه ..
دفعته للجنون بها ودفعها هو للعقل ، للمنطق ، للإستقرار النفسي .
أمضت عامان وهي تخضع لعلاج نفسي مكثف بمساعدته ، كان معها خطوة بخطوة ، يساندها ، يشجعها ، يطمئنها بأنها مُختلفه ، وأن حياتها السابقة ما كانت إلا حياة سوداء انتهت ، والآن حان دور لمياء المُختلفه لتعيش حياتها بلا قيود ، ولا أحقاد ولا ضغائن ..
لم يفدها العلاج النفسي بقدر ما فادها الحب .. عودة الشغف ، أن تشعر بالحب بكل حواسها ، يتدفق في عروقها مخالطاً دمها .. مع كل شهقة وزفرة تشعر بالحب , بمعنى لحياتها ، بالامتنان لوجود سلطان في حياتها ، شخص أحبّها على ماهي عليه ..
وصلت إلى السرير ، همت بالتمدد بينما سلطان يقول : شويه شويه .
ضحكت : حبيبي مو لهالدرجة اعرف انسدح ترى .
سلطان : ايش دراني ، ما اعرف اتعامل مع حامل .
لمياء وضعت يدها على خده : سلطان قلتلك إني محظوظه فيك ولا نسيت اقولها اليوم ؟
سلطان قبّل باطن يدها التي كانت على خده وابتسم : بس ما قلتيلي إن ودك تعيدي كل سنينك معاي .
ضحكت : والله العظيم اعنيــــــها يا سلطان ، ايش كانت حياتي قبلك ؟
غطاها وهو ينهض وقبّل جبينها : لا تخليني اضرب كلام الدكتورة بالجدار ، نااامي .
لمياء : متى اروح لسارة ؟
سلطان : لما تنامي وتصحي بكرة روحي لها .
عانقته قبل ان يبتعد عنها : تصبح على خير .

*****

صباحاً ..
فتحت الباب لخالد الذي كان خلف الباب , مد لها الظرف قائلاً : معليش لو ازعجتك .
سارة : لالا عادي ما كنت نايمه .
خالد : طيب , هذي رسالة جابر لك .. وإذا احتجتي شيء كلميني .
سارة : تسلم ماتقصر .
اغلقت الباب وعادت لهن وهي تقلب الظرف بيدها ..
جنى والعنود والنوم يداعب اعينهن : سارة ابغى غرفة أناااام فيها .
سارة نظرت إليهن وبتهكم : ماعندكم بيوت ؟
روان : لا ياحبيبتي لا تحسبينا راح نسيبك , ترانا متفقين ننام عندك اليوم كلنا .
سارة ابتسمت بحب : الله لايحرمنــــي منكم , من جد يا بنااااات نفسي اطلّع قلبي تشوفوا قد ايش أحبّكم .
جنى : أجلّي تعبيرات الحب والغرام لبعدين , وارحميني بنااااام وين أنااام؟
سارة بضحكه : اختاري الغرفة اللي تعجبك ونامي فيها , البيت باللي فيه لكم .
قامت جنى وتبعتها العنود ليناموا في إحدى الغرف , دخلت جنى ثم شعرت بدخول العنود خلفها , نظرت إليها ساخره : ايش ليش لاحقتني ؟
العنود : اخاف انام لوحدي بمكان جديد علي .
جنى : بالله كم صار عمرك عنوووود ؟
العنود سبقتها إلى السرير : اعتبريني تيم بس بحجم اكبر .
ضحكت جنى بنعاس وهي تتمدد بجانبها : ترى لو ازعجتيني بحركاتك والله لاشوتك انتِ وولدك وقد أعذر من أنذر .

عند سارة وروان التي أتتها مكالمة من رعد فقامت من مكانها لتجيب على اتصاله .. وبينما هي منشغله في التحدث إلى رعد ..
قامت سارة لتشغيل القرص الذي وجدته في الظرف وقلبها يخفق برعب , حاولت تأجيل فكرة تشغيله لكنها لم تستطع , الفضول يجعلها قلقه حيال مايوجد في القرص هذا ...
أخذت شهيقاً طويلاً , ثم ضغطت زر التشغيل ليظهر المقطع أمامها ..
وجابر على الكرسيّ مواجه للكاميرا , ظل ينظر للحظات والإبتسامة الهادئة ترتسم على شفتيه , تنهد ثم قال : أول مرة ارتبك وأنا أحاول اعبّرلك فيها , بس كل ماتخيلتك جالسه قدامي وتسمعيني يضيع مني الكلام ..
تنهد مجدداً والإرتباك بادٍ عليه , حاول ان يجمع قواه ثم قال : يعز علي إني أودعك , أو أخليك تعيشي حياتك بدوني .. تأكدي يا سارة ماعمري كرهتك ولا شلت بخاطري عليك من شيء ..
وأنا آســـف لأني حاولت أخفف حدة فراقنا عليك وأكرهك فيني قد ما أقدر بس ما قدرت .. وآسف لأني أناني ولأني برضو حسيــت إني ما ابغى أبدل شعور الحب بقلبك لي للكره , حسيت إني أبغى أطلَع من حياتي وانا متأكد وواثق من حبّك لي للنهاية .. وإني ملكت قلب واحد بالدنيا , قلب راح يحبني ويتذكرني للأبد .. أتمنـــى فعلاً إنك باللحظة اللي تسمعي فيها رسالتي أكون فعلاً موجود بقلبك , زي ما انتِ موجودة بقلبي .
أغمض عينيه عندما شعر بالغصه , تنهد ثم أكمل قائلاً : وإذا ماكان هذا شعورك ناحيتي , وإذا بهتت مكانتي عندك , فأنا مالي على قلبك سُلطه , بس بطلبك طلب أخير .. خلي بالك من نفسك ومن ولدي يا سارة .. وتأكدي إن أبوه يحبّـــك .
وأرجع أقولك إذا كانت حياتي كِذبه , ف حبك أصدق شيء حسيت فيه يا ساره .. انتبهي لنفســـك .

\\

عند روان التي تبدلت ملامحها للجمود : إيش قلت ؟
رعد : عمتـك غاليه , ماتت بشقتها من أربعة أيّام تقريباً , وهي ببيتها لوحدها ما معها أحد .. ما اكتشفوا جثتها إلا اليوم لأن الجيران شمّوا الريحة من بيتها وبلّغوا الشرطة .
ظلت روان صامته تحاول استيعاب الأمر ..
اكمل رعد : لو بقلبك شيء عليها حلليها .
روان تنهدت : دفنوها ؟
رعد : إيوة دفنوها وصلّوا عليها بالفجر .
روان : والعزا ؟
رعد : ما في عزا , قلتلك عمتك ماعندها احد ..
روان : طيب .. فهمت , مع السلامة ..

عادت روان لسارة لتجدها منهارة تنظر إلى الشاشة أمامها .
جلست بجانبها بهلع : سارة اشبك ؟؟
ارتمت سارة في حضنها وهي تشهق بقوة : والله العظيم مابقلبي شيء عليه , بس خلوه يرجـــع , ما أبغاه حتى يعتذر بس بشوفه قدامي بتطمن عليه .. روان قلبي يتقطع عليه ... أبغـــى أشوفـــــــه ..

*****

عانقتها بحب وهي تودعها في المطار : انتبهي على نفسك وادرسي هااا مو تهيتي بدووووني .
ضحكت ياسمين وعيونها مليئة بالدموع : ادعيـــــــلي ، انا خاايفه بس ما بقول لأهلي ما بخليهم يحلفوا علي ما اساافر ولا اكمل دراستي برا .
رند : الله يوفقك ويبعد عنك عيال الحرام .
ياسمين : والله من جد حتى دعواتك صارت دعوات امهات ، بس اميــــن .
رند : اقول امشي بس هذي عاشر مرة ينادوا فيها عالرحلة ..
ياسمين مشت بخطوات سريعة وهي تنظر خلفها لرند و تلوح بيدها : مع السلااااااااامه .
وتختفي بعدها عن أنظار رنـد لرحلة متجهه إلى ماليزيا لإكمال دراستها هناك .

\\

في منزل فجر , أخذوا يتبادلون الأحاديث المختلفه حتى تطرقوا مجدداً لما حدث قبل أشهر عندما أتت نايا لميهاف تريد أن تأخذ فرح ..
فجر : الصراحة أول مرة تكسر خاطري نايا , بكت بشكل قطع قلبي بس برضو ايش بيكون مستقبل فرح مع نايا , وما قطعت قلبي أكثر إلا لما قالت اننا مانجيب سيرتها لفرح الا بخير , وإذا كبرت فرح وسألت عنها نقول لها إن أمها كانت تحبها بس ماتت ..
ظلت ميهاف صامته لا تحب الخوض في هذا الأمر
لكن رند تساءلت : ونايا وين راحت ؟
زياد : نايا مالها حس بس كأني سمعت إنها سافرت ، رجعت للرياض .. أهل ابوها هناك .
رند : وامها ؟
زياد : امها تركتها من لما دخلت نايا السجن ، وحتى رفضت تآخذ فرح لما انسجنت نايا وبقيَت فرح بالمستشفى لحد ما حطيتها بدار الأيتام .
رند : الله لا يقسي قلوبنا ولا يعمي بصرنا و بصيرتنا عن التوبه ..
زياد : امين يارب ، يلا المهم فرح بخير معانا ..

استأذنت رند وهي تعود لمنزلها لتكون بمفردها وتكون أفكارها أكثر صفاء ..
وبعد مدة دخل رشاد بعد أن طرق الباب ، يحمل بين يديه لارين : حبيبي ما خلصتي ؟ (عقد حاجبيه) رند كلهم يستنوك بالفيلا عشان الحفله وانتِ جالسه هنا ؟
رند سطرت آخر حروف الرواية وخاتمتها اغلقت شاشة الحاسوب وقامت : يلا جيت .
عادوا سوياً وكعبها العالي يرن بالمكان معلناً حضورها .. اجتمعوا جمعيهم حول الطاولة
عبدالله - فجر - نور - رند - رشاد - زياد - ميهاف
وفارس الذي أكمل أول عام من عمره يجلس بجانب الكعكه بوسط الطاولة ، يصفق بحماس مبتهجاً وهو لا يعلم ما الموضوع أصلاً ، وهم يصفقون أيضاً مرددين مع كلمات أغنية الميلاد المفتوحه .. نهى وفرح ومونيا وأيضاً لارين يقفون فوق الكراسي ، ينتظرون لحظة إطفاء الشموع الموضوعه على الكعكه ، ليتولّوا هذه المهمه نيابةً عن الجميع .. انتهت الأغنيه ، تسابقت الصغيرات لإطفاء الشموع ، صفق الجميع تشجيعاً لهن بمجرد ان انطفأت جميع الشموع ..

فارس ليس ولد نور ، نور لا تستطيع الإنجاب لأنها ازالت رحمها بسبب السرطان الذي قد شُفيَت منه الآن تماماً ولله الحمد .. لذا فقد احتضنت فارس من دار الأيتام واليوم أكمل فارس عامه الأول .

"خاتمة رند للرواية "

ها أنا أسطّر حروفي الأخيرة لأختم بها روايتي , التي حاولت جاهدة أن أجعل نهايتها شاملة لجميع أبطالي دون أن أجحف في حق أحد ..
لكني ما زلت لا أعلم ولا أحد يعلم ماذا حدث لجابر بعد أن سلّم نفسه لأعدائه .. هل مات ؟ ام استطاع الهرب ؟
لا أدري , لكن اكتملت جميع القصص مادون جابر ..
أتمنـى أن جُهدي لم يذهب سُدى , وأن روايتي نالت استحسان كُل من وصل للنهاية ..

دمتم بخيــــر ..

*****

صرخ مغتاظاً من خلف اسوار السجن بعد ان غادر الجنود : اقسم بالله العلي العظيم عساني الموت لو كنت أكذب والله ما مسيتها بسوء ولا اعرفها ، انا مااااااا اعرفها ..
لم يجبه إلا صدى صوته .. ضرب اسوار الزنزانه بيده بقسوة ، يشعر بالظلم ، بالقهر ، تورط في قضية أخلاقيه مع فتاة لها نفوذ واسعة وقوية ، من طبقة عاليه لم يرها إلا مرة واحدة فقط في حياته عندما زارت عيادته ، أخذت تبكي وتشتكي له حتى غفت بدون سابق إنذار ، لم يفعل شيئاً سوى أنه ايقظها لترحل إن كانت متعبه وتريد النوم .. وذهبت .
لكن .. عادت بعد أيّام برفقتها رجال ضخام البنية ، يرتدون بدلات خاصه وكأنهم من الحرس ..
اشارت على بدر صارخه : هذااااا هووو .
وبدون مقدمات شعر بأياديهم وهي تقيّده وتحمله معهم قسراً ، امام مرأى ومسمع جميع من بالمشفى ..
حاول الخلاص من يديهم وفهم ما يجري لكن ادخلوه إلى السيارة بقوة وهم يغطوا عينيه وهو مازال يصرخ : انااااا ايش سويـــــت ؟ لويــــن ماخذيني ؟؟ حتى انتهى به المطاف امام قصرٍ ما .. ارغموه على الجلوس على ركبتيه ونزعو عنه ضمادة العين ، رفع رأسه يصرخ بالرجل الذي وقف امامه ينظر إليه بغضب شديد : ايــــش سويـــت ، انت ميـــن ؟ ليش جايبيني لهالمكان .
لم يتماسك الرجل أكثر ، بل امسك بدر من ياقة قميصه ولكمه لكمة قوية لدرجة أن بدر فقد الاحساس بمكان الضربه للحظات .. ثم انهالت عليه الضربات والركلات من الرجل الذي امامه وهو يُهمهم ويسب ويشتم ، لم يتوقف عن ضرب بدر .. لكن استوعب بدر حينها أن تلك الفتاة اتهمته زوراً بأنه اغتصبها .. يبدو أنها حامل !
حاول تبرئة نفسه ، لكن الرجل لم يكترث بل ظل يسدد له اللكمات بحقد وغل .. ثم انتهى به المطاف ملقى بالسجن بتهمه أخلاقيه يُقسم أنه لم يرتكبها ..
لم يستطع اهله إثبات براءته ولا حتى الواسطات القوية التي يمتلكونها افادتهم في شيء ، لأن الفتاة كانت تمتلك نفوذ اقوى واعلى منه بكثيـــــر .
على الرغم من افتقارهم للأدلة الكافيه ضد بدر إلا أنه لا يستطيع الخروج إلا بأمر من معالي الشخص الذي امر بحبسه .
لا يُهم إن كان بدر ظالم او مظلوم في هذه القضيّة ، فقد ظَلم وتجبّر وتمادى كثيراً .. لم استطع لا أنا ولا لمياء الأخذ بثأرنا منه ..
لتأتي فتاة غريبة من عائلة ثريّة جداً ، وتزجه بالسجن بتهمه باطله ..
حقاً لا يهمني أنه مظلوم .. فلطالما كان ظالماً ولم يجد رادع لأفعاله ، وسقط في شر فتاة تشبهه بالكيد ! وبسُلطة تعلو سلطته .. ويقع بدر في شر أعماله القذرة التي يغلفها بمثاليته المزيفة ..

بعد أشهر ..
في مكان آخر وتحديداً مستشفى خاص بجدة ، قسم النساء والولادة
تحمل بين يديها طِفلة حديثة الولادة ، تداعب أنفها بحب ..
ختمت مداعباتها بقبلة خفيفه على انفها جعلت الطفله تتحرك بإنزعاج لتستعد للبكاء .. اتسعت ابتسامتها وهي تهزها بخفه لتعود للنوم بسلام ..
جلس بجانبها واضعاً يده على كتفها يقربها لصدره ، قبّل رأسها ثم قال : أمنية .
نظرت إليه بتعجب : ايش أمنية ؟
تميم : سميتها أمنية .
عقدت حاجبيها : ايش معنى هالإسم يعتي !!!
تميم : كم ليّا أتمناك ؟ وأتمنى طفل يقاسمني ملامحك ؟ كم سنه انتظرتك وانتظرت هاللحظه ؟ وتسألي شمعنى اسم أمنيه ؟ امنية لأنها أمنية !
وضعت رأسها على صدره بضحكه : الله لا يحرمنــــــــــــي .
ابتعد عنها قائلاً : جيبي بنتي أحس ابغــــــــى احطها بقلبـــــي بذي اللحظه مو مصـــــــدق أخيراً جااات .
حمَلها وهو يقبّلها بقوة مردداً : أحبك ياروح بابا وعيونه إنتِ ، متضايقه ؟ جوعانه ؟ ولا بتنامي ؟ ازعجتك انا ؟ آسسسف والله آسف بس اااخخ ريحتك تجيب العافيــــــه كيف انتِ حلوة كذا كيـــــــف (ضمها لصدره) قولي بابا أحبّك !
ضحكت : خلاص شوف كيف البنت قرفانه من حياتها بتنام وإنت تهرج على رأسها .
تميم بعاطفه جيّاشه وعيون تلمع بحب : والله يا إنها بتتدلع دلع ما حصلشش .
أرجوان : وامها ؟
تميم : مع السلامه يا أمها خلاص .
تتصنع الزعل : قبل شوي يتفلسفلي بالامنيه والامنيات والانتظارات ودحين مايبغاني !!

*****

فتح نشرة الأخبار والتوتر بادٍ عليه , جلس وهو يركز في النشرة .. وأخيراً وبعد أشهر من الإنتظار والتقصي عن أي خبر يخص جابر , هناك خبر عنه
بُث على التلفاز ..

مقطع معروض من نهر سغري المشتركه بين اسبانيا وفرنسا ..
فريق من المتخصصين يحاولون إخراج جثه من النهر وصوت المعلق يقول : هذه اللحظة التي وُجدت فيها جثّة رجل الأعمال السعودي جابر ##### والذي فر من مدينة جدة بالسعودية بعد تورطه بعدة قضايا ومنها التزوير والخطف وتجارة الأعضاء ، وظلت السلطات السعودية والاسبانية تبحث عنه مايُقارب الخمسة أشهر لينتهي بهم المطاف أن وجدوا جثته غارقة في نهر سغري ..
ثم عرضت الشاشة صورة مقربة للجثة التي لا تحمل آية ملامح ولا أي دليل على أن الميت هو جابر حقاً ، اصابعه مبتورة وجهه مشوّه بالكامل ، اسنانه مخلوعة جميعها بلا استثناء ، جميع المعالم التي من الممكن ان تُظهر هوية هذا الشخص مخفيه ..
ليُكمل المعلق قائلاً : كما أن الجثة لا تملك أي معالم لكن تأكد الباحثون أن الجثه تعود لرجل الأعمال جابر بعد ان وجدوا بحوزته بعضاً من أغراضه المهمه ، وتعرفوا عليه من خلال هويته وهاتفه الخلوي ..
أغمض عينيه بيأس , زفر بضيق وهم بالإتصال على أحد معارفه يطالب بجثة جابر ليُدفن في جدة ..
أجاب الرجل : الموضوع معقد يا خالد وممكن يطوّل .
خالد : ماااايهمــــني لو يستمر ألفين سنه المهم جثة جابر ما تندفن إلا بجدة وأشيّعها بنفسي ..

------ ما بعد النهاية -------

في مكان آخر ..
وهو يشاهد ما يُعرض على شاشة التلفاز ، ومقطع معروض من نهر سغري المشتركه بين اسبانيا وفرنسا .. فريق من المتخصصين يحاولون إخراج جثه من النهر وصوت المعلق يقول : هذه اللحظة التي وُجدت فيها جثّة رجل الأعمال السعودي جابر ##### والذي فر من مدينة جدة بالسعودية بعد تورطه بعدة قضايا ومنها التزوير والخطف وتجارة الأعضاء ، وظلت السلطات السعودية والاسبانية تبحث عنه مايُقارب الخمسة أشهر لينتهي بهم المطاف أن وجدوا جثته غارقة في نهر سغري ..
ثم عرضت الشاشة صورة مقربة للجثة التي لا تحمل آية ملامح ولا أي دليل على أن الميت هو جابر حقاً ، اصابعه مبتورة وجهه مشوّه بالكامل ، اسنانه مخلوعة جميعها بلا استثناء ، جميع المعالم التي من الممكن ان تظهر هوية هذا الشخص مخفيه ..
ليكمل المعلق قائلاً : كما أن الجثة لا تملك أي معالم لكن تأكد الباحثون أن الجثه تعزد لجابر بعد ان وجدوا بحوزته بعضاً من أغراضه المهمه ، وتعرفوا عليه .....
اخفض الصوت والتفت ينظر إليه ، إلى الشخص المتمدد على السرير وسلك المغذي موصول بجسده : كذا ارتحت ؟ زيّفت خبر موتك .
ثم مشى وجلس بجانبه : ما راح تعلم أهلك عن وجودك ؟ وإن الجثة ماهي انت ؟
ابتسم بسخريه : اهلي ؟ بعد اللي سويته فيهم ، تتوقع بيستقبلوني ؟ يمكن هم اكثر ناس فرحوا بخبر موتي .. على الأقل بيخف هرج الناس عنهم بعد ما انفضح كل شيء .
هو : وزوجتك سارة يا جابر ؟
جابر تنهد بضيق وهو يغمض عينيه : هذا اللي كاسرني ، يمكن لولا رحمة ربي ولطفه بي ، وتعلقي بسارة كان انا من جد ميّت .. واحد نفس وضعي خذوا كليته ، كبده ، شعره ، ما خلو فيني شيء ممكن ينأخذ إلا وأخذوه وفوقها خلوني حي ، عشان يعذبوني عيال ابليس .. مستحيل يكونون اوادم الله #####.
زفر راكان بأسف على حاله : الحمدلله إن عملياتك كلها نجحت ، زراعة كبد و زراعة الشعر ، بس باقيلك آخر عملية اللي هي زراعة كلية وبعدها بترجع بصحتك بإذن الله , وبالنسبة لكسرة خشمك والتشوهات البسيطة اللي بوجهك راح نشوف موضوعها بأفضل عيادة تجميل .
فتح عينيه بدموع متحجره : راح ترحب برجوعي سارة ؟ ولا انا ميّت بنظرها ؟


قد غابَ عنّي أنّنِي بالكاد أعلمُ من أكون ؟
قد غَبتَ عنّي ولم أبالي بما دهاكِ ..
هَل يعلمُون الآن أنّي ضِعت هًل يعلمُون ؟
كنتِ الضياءَ لعتمتِي ولِعالمي ومن سواكِ ..
هلّا رجَعتي ؟ هلّا أتيْتي لأنّ دمعي إنتهى
والناسُ أحجارٌ لا يشعُرون ..
تعالي إليّ أو خذيني المهم أن أبقى معاكِ
فـ أنا في لُجّةٍ وحدي ..



وينتهي الأمر عند هذا الحد ..
كل الأمور المعقدة حُلّت , واتضحت الأحداث
وانتهى كُل شيء ونال كل شخص مايستحق من الحياة ..

قرائي الأعزاء ..
يامن نسجت لهم من حروف الخيال قِصة
ها أنا اودعكم وفي حنايا القلب غصه

فَـ شكراً لكل من قرأ حَرفي سواء علّق او لم يُعلق
فالمهم أنك شاركتني وقتك ..

وأخيراً ..
الحمدلله على التمام وحسن الختام
فإن أحسنت فمن الله , وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان ..

أستودعكم الله ..

محبتكم : حنان عبدالله .


قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )


حُرّر يوم الإثنين الموافق :
23-3-1442هجري
9-11-2020ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.