آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-20, 10:44 AM   #71

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي



رن هاتفها لتقول العنود بخبث : يلا اتصل الحب والسنقل الوحيده فيكم بتجلس وحيده كالعاده .
خرجت سارة ، وردت جنى على هاتفها وظلت العنود وحيدةً للحظات ، لكنها سمعت صوتاً صادراً من الخارج ..
وقفت عند باب الشقه تنظر من العين السحربه ، عقدت حاجبيها بإستغراب وهي ترى رند !
فتحت الباب بهلع : بسم الله كيف عرفتي بيتنا ؟
رند بهلع : بسم الله انتِ من وين طلعتي !!!!
بنفس اللحظة فتحت ارجوان الباب : مابغيتي !! لهالدرجة البيت صعب ؟
فجأة نظر الثلاثة لبعضهم البعض بدهشة ..
في منزل ارجوان ، رند اشارت عليهما : انتو من متى جيران ؟؟
العنود : انتو اللي من متى تعرفوا بعض ؟
ارجوان : والله من جد جدة صغيرة ، صحبتك ميهاف تطلع بنت خالي وصحبتك العنود جارتنا !
رند : ما ابغى اصدمك بخبر ثالث ، بس صحبتك ياسمين تصير بنت خالتي ! العنود وارجوان بنفس اللحظه : نعم ، امااا .
ارجوان : تستهبلي صح ؟ والله مو وقتك !
رند : والله ما امزح حتى انا مصدومه .
ارجوان : كيف يعني بنت خالتك ؟؟ يعني حتى بدر ولد خالتك وتميم ؟؟
رند : الظاهر كذا .. ما ادري ارجوان انا امي اول ما قالتلي ان ام ياسمين اختها ، وانا راسي يلف ماني مستوعبه شيء ، فقلت اجيك على الاقل مصيبتك تهوّن علي مصايبي .
ارجوان : بس كذا انتِ صرتي بدائرة مصيبتي !!! انتِ طلعتي بنت خالتهم ! رند : اي دونت كييير ، انا حتى ما اعرف اشكالهم ، ما اعرف الا ياسمين اللي تعرفت عليها بالصدفه !
شعرت العنود بأنها لم تفهم اي شيء لذا وجودها مجرد عائق ، لذا قررت العودة الى شقتها : بنات انا برجع ..
قاطعتها ارجوان : عادي عنود اجلسي منتي غريبة .
رند : صح اجلسي حتى انتِ ابغى تقوليلي ايش صار مع سراج ؟
العنود جلست : بشرط .. تقولولي ايش سالفتكم المعقدة اللي قلتوها قبل شوي !
سكتت ارجوان بينما قالت رند : اذا قصدك على ياسمين ، ف أنا لسه مو فاهمه كيف بنت خالتي وما كنت ادري ان عندي خالة من الاساس ، اما عن ارجوان ..
قاطعتها ارجوان : موضوع مرة طويل ويمكن تكوني عشتي نصه زي ان جارنا كان يلقاني نايمه تحت العماره ، لكن اختصاره ان تميم اخو ياسمين بالسجن بقضية قتل ، وهو مظلوم وانا الشاهد الوحيد ، ماعندي مشكله لو بتسمعي التفاصيل لكن بشرط ياسمين ماتعرف عن الموضوع ابداً ..
العنود : انا ما اعرفها اصلاً ، بس شفتها مرة ف بيت رند .

\\

في مكان آخــر وبعد مرور خمس دقائق على وقوفها خارج باب المطعم وقلبها ينبض برعب من هذه اللحظة , تشعر أنها تريد التراجع لا تستطيع إكمال السير للأمام .
رن هاتفها بإسمه هذا مازاد شعورها بال"مغص" من فرط التوتر .
أخذت شهيقاً طويلاً وزفرت وهي تفتح باب المقهى ..
وضع هاتفه على الطاولة بضيق ينظر إلى الساعة متسائلاً "ليش ماترد !"
تأخرت كثيراً على الموعد المحدد , يشعر أنها لن تأتي , شعر بالضيق والغضب في آن واحد لماذا لم تعتذر عن الحضور على الأقل .
كان يشعر بحماس شديد جداً على رؤيتها أما الآن يشعر بالخيبة !
رفع يده يشير للنادل بأن يأتي , يريد أن يطلب فاتورته .. لكنه قبل إنزال يده لتعود لموضعها السابق إلا وصوتها يدخل حدود سمعه بهمس خافت قائلة : آسفه تأخرت .
توقفت نبضات قلبه للحظات , إستدار ببطء وهو يكتم أنفاسه , إلى أن استقرت عيناه عليها وهي ماتزال واقفة , ووجهها محمر ..
لم تلبث كثيراً حتى سحبت الكرسي وجلست دون ان تتفوّه بكلمة أخرى .. ونظرتها مازالت لأسفل ..
عقد اصابعه فوق الطاولة واقترب منها "من الطاولة" : سارة .
رفعت نظرتها تنظر إليه للحظات قليله ثم اخفضت رأسها بإرتباك مجدداً ..
إتسعت إبتسامته بدهشه : بس اتأكد إنك سارة سارة .
أغمضت عينيها بقوة : جابر .
في هذه الأثناء قطع عليهم حضور النادل متسائلاً : آمر .
جابر أشار لسارة : ايش حابة تاكلي ؟
سارة : ولا شيء .
جابر : لا مو بكيفك راح نتعشى هنا .
سارة : مالي نفس والله .
جابر : ساره !!
سارة نظرت إليه مجدداً : خلاص اطلبلي بذوقك .
إبتسم إبتسامة هادئة واخذ يختار من قائمة الطعام عدة أطباق .. عندما انتهى النادل من التدوين , أخذ القائمة وذهب ..
عندها عاد جابر ينظر إلى سارة مبتسماً : أخيـــراً شفتك .
أشاحت لليمين ثم عادت تنظر إليه : ايش الشي المهم اللي قلت بتكلمني عنه ؟
جابر : وفي شيء أهم من إني أشوفك ؟ من لما رجعت لحد اليوم كم مرة طلبت منك نتقابل ورفضتي ؟
سارة : وتستدرجني ؟
جابر : مو قصدي , بس وحشتيني وكان نفسي أشوفك اول وحدة بعد ما أصحى من عمليتي بس انتِ حتى الفيس تايم رفضتيه , ورفضتي نتقابل , ما خليتي لي خيار ثاني ! ... انتِ ماكنتِ تبغيني أشوفك ؟
سارة : احتاج وقت عشان اتجهز نفسياً بس .. يمكن انتو كرجال عادي عندكم تقابلوا أي بنت , بس انا لأ .. أوكِ يمكن انا مو أول مرة أشوفك فما احتاج كل هذا الخوف , بس انت أول مرة تشوفني !
جابر : أي بنت ؟ تظلمينا ترى .. وبعدين انتِ سارة مو أي بنت .
ثم أكمل مبتهجاً : الصراحة كنت بكلمك بشي كنت مخطط أخليه آخر شيء اقوله لك اليوم عشان انا عارف إنك بتكوني متوترة وخايفه ومن ذا القبيل وما أبغى أزيد عليك بس انا مو قادر أسكت متحمس أعرف ردك ..
سارة : قول .
جابر : بخطبك .. بس حبيت آخذ رأيك أول قبل ما أتقدم لك رسمياً من أهلك .
سارة انخطف لونها تلعثمت : من أهلي ! بـ بس أنا ماعندي إلا أعمامي وما أعرف عنهم شيء !
جابر : أبوك موجود .
سارة بإستغراب : قلتلك أبوي متوفي من زمان .
جابر بإصرار : أبوك موجود ياسارة .
سارة : لا مو موجود انا كنت عايشه عند جدتي وقالتلي انه توفى هو وأمي .
جابر : ابوك كان مسجون ما كان متوفي !
تعلقت عينيها عليه بصدمه , لم تستطع التفوّه بأي حرف من هول الصدمه والشك اللذان انتابانها : مسجون ! ايش دراك ؟ ايش اللي وصلك له ! إذا أنا ما أدري إنتَ كيف دريت ؟؟
أتى النادل وهو يضع الأطباق ..
جابر : الصراحة انا موضوع الخطوبة فبالي من زمان بس كنت متردد أسألك إذا بخطبك أروح لمين , ف رحت سألت عن أهلك يمكن ألقى أحد من أعمامك أو خوالك , بس بالصدفة لقيت معلومات تخص أبوك ..
سارة بإنفعال : بس انت لك فترة تكلمني ولا جبت لي سيرة عنه !
جابر : مو لأني شايفك مصرّه إنه مات ف قلت بتأكد قبل ما أقولك .. انا قبل يومين بس وصلني عنوانه .. راح أرسله لك إذا حبيتي تشوفيه وتتأكدي بنفسك .
تبدل شعورها بالتوتر من جابر إلى شعور بالذعر والرعب مما سمعته للتوّ ؟؟ كيف لميّتِ يعود على قيد الحياة من جديد بعد كل تلك السنوات التي انقضت وهي تحاول التعود على شعورها بالفقد !
وضعت يدها على وجهها تحاول الإستيعاب , بينما أمسك جابر بيدها الأخرى : سارة , انا آسف إني جبتلك الموضوع بذي الطريقة بدون أي تمهيد ..
قاطعته وهي مازالت في حالة لاوعي : ليش قالوا إنه مات ؟ ليش جدتي قالتلي إنه ميّت ؟ مستحيل كانت تكذب علي بموته , مستحيل كانت تكذب بإنها فاقدته وزعلانه عليه وهي تدري إنه حي ..
جابر : سارة اهدي كل شيء أكيد له تبرير انت اهدي واسمعيني .. تنفسي
أخذت شهيقاً طويلاً ثم زفرت : بــ..
قاطعها : اقطعي كل الأفكار اللي براسك والشكوك هذي واسأليه هو .. إذا تبين آخذك لبيته تشوفينه وتكلمينه عشان تتأكدي ..
سارة كادت ان تقوم .. لكنه ظل ممسكاً بيدها لتجلس مجدداً : لما تطلعي من الصدمه اللي انتِ فيها .
سارة : كيف أطلع من الصدمه وانا كنت احسبه ميّت عشرين سنه !
جابر قدّم لها كأس الماء : اشربي , اهدي .. وإذا تسمحيلي بسألك عن شيء ثاني .
سارة ظلت تنظ إليه ليكمل كلامه .
جابر : فيه شخص ثاني انتِ ماقلتيلي عنه ..
لم تستطع المكوث أكثر : جابر التوتر مو قاعد يخليني أفكر بشيء تكفى خلينا نروح أبغى أشوفه , أبغى اتأكد ان ابوي لسه حي .. تكفى أجل كل أسئلتك بعدين انا مو قادرة استوعب شيء .

\\

أوقف السائق السيارة بالقرب من المنزل المنشود .. تعلقت نظراتها على المنزل ودموعها مجتمعة في عينيها ..
جابر : تعرفي البيت ؟
سارة اومأت برأسها بالإيجاب وزفرت في نفس لحظة سقوط دموعها : أنا تربيت هنا ..
فهم ان هذا المنزل هو نفسه منزل جدتها والدة والدها التي ربتها ..
ظلت تحدق في المنزل والذكريات تهاجمها .. تشعر بالخوف والرهبة من ذكريات بسام التي هاجمتها مجدداً وكأن ماحدث .. حدث بالأمس !
جابر : ماحتنزلي ؟
سارة اشاحت إلى يسارها تنظر إليه : خايفه , إذا شفته راح أعرفه أو لأ ؟ راح يعرفني ولا لأ .. يتذكر إن عنده بنت إسمها سارة ؟ أنا ما أتذكره ما أتذكر شكله الا اللي بالصور .
جابر تنهد لكن في هذه الأثناء , مر رجل عجوز من امام السيارة ووقف أمام المنزل يريد فتح الباب بالمفتاح ..
حينها نظر الإثنان إليه , كانت نظرة سارة متلهفه ومترقبة ومتأملة ومتحمسه , بينما نظرة جابر انتقلت إلى سارة بصمت ..
سارة بهمس : هذا هو ؟
جابر : تنزلي ؟
سارة استعدلت بجلستها : لأ مو عارفه ايش اقول , احتاج اجلس لوحدي استوعب أول واتأكد إني ما أحلم !
ثم نظرت إليه : أبغى أرجع بيتي , ممكن ؟

*****

بدا الضيق على وجهها وبيدها أداة إختبار الحمل : قللك مو حامل .
قامت وهي ترميه في سلة المهملات , ليقف وهو يقول : طيب ياقلبي عادي احنا مو مستعجلين أصلاً لاتزعلي .
روان بلهجة عدائية : انا عارفه من اول إني مو حامل والموضوع مو مزعلني , بس أنا مو فاهمه انت اللي ليش أصرّيت أسوي الفحص ؟
رعد : مو انتِ لكِ فترة مو طبيعيه ومزاجك حاد ف قلت يمكن حامل !
روان : وقت ماتحس إني مو طبيعية وغريبة عليك المفروض اول شيء يجي فبالك انك تراجع نفسك وحركاتك مو انك تحط الحمل عذر !
رعد بإستغراب : أراجع حركاتي ؟
روان : وحتى لو حسيت اني مقصره المفروض تجي تقولي ماتروح لغيري .
رمقته بنظرات ساخطه جداً ثم ذهبت إلى الغرفة .. تبعها إلى الغرفة متسائلاً : ايش قصدك ب ماتروح لغيري ؟
جلست هي على طرف السرير : انا حاولت المرة الأولى اجيبها لك بأسلوب , قلت يمكن تحس وقلتلك لو كانت عندك أي رواسب لأي علاقة مرت ف حياتك قبل زواجنا انهيها لأن انت دحين زوجي أنا , مكالمات آخر الليل ورسايل وقلة حيا وتتحجج بسما وكأنها مو أمي وما أدري .. انا أمشيها لك لأني مو حابه نتجادل ومتأملة انك تحس من نفسك , بس خلاص انا صبري محدود ما أقدر أتحمّل فكرة إني قاعدة أحاول قاعدة أحاول أحافظ على بيتك وأصونك وانت تكلم غيري , يعز علي اقول انك خاين لأني أحبّك وما أبغى أشوفك بهذي النظرة بس خلاص يارعد .
رعد على الرغم من من صدمته ودهشته من انها كانت تلاحظ كل هذا طوال الوقت لكنها فضّلت أن تبقى صامته .. لم يلاحظ هو أنها لاحظت أصلاً ..
وكمحاولة سريعة منه لإبراء نفسه : ايش ذا الكلام اللي تقوليه انتِ كيف تقولي عني كذا ؟
روان رفعت حاجبيها : والله ؟ ومين ان شاء الله My hope ؟؟؟ قول إنها سما .
رعد : ماكذبت عليك لأنها من جد سما .
روان بغضب : رعد لا تستهطفني انا ماني غبيه عندك !!
رعد : إنتِ اللي لا تتبلي علي .. مو لأني مسميها my hope شكيتي على طول !!
روان : والمكالمات اللي بآخر الليل ؟ والرسايل ؟ وجوالك اللي اشعاراته ماتوقف .
رعد وبدا يغضب هو الآخر : هذا مايعني اني اخونك !!! عندي قروب أصحاب عندي قروب أهل !! عندي أخوات مو أي احد يكلمني يعني حبيبتي !
رصت على أسنانها بغيظ وهي تحدق فيه لبرهه ثم قالت : انت كنت بمكة لوحدك ؟
بهت لونه لكنه تدراكها سريعاً وقال : لا كنت مع أصحابي قلتلك .
روان بنبرة متحشرجة : وهي سما لما تكلمك تقولك اوك خلي الحب تنفعك ؟
رعد : سبحان الله واذا كانت حبيبتي هي اللي تكلمني بتقول لي خلي الحب تنفعك ؟ ياغبيه هذا يعني انا احبك انتِ !!
سكتت وهي تنظر إليه بذهول كيف له أن يجد إجابات سريعه تنقذه بهذا الشكل ! , ظلت تنظر إليه عاقدة حاجبيها , هي واثقه من شكوكها جداً لكنه لم يترك لها باباً !
ارتخت ملامحه وهو يقول بلهجة عتاب : كان قلتيلي ان المكالمات الكثيرة والاشعارات تضايقك واقفلهم عشان خاطرك ونقطع الأفكار الدراميه اللي براسك ! وكان سألتيني مين اللي مسميها my hope وجاوبتك بدون ماتحطي تخمينات وافتراضات !!
ثم مسح بيده على وجهها : روان انا ما تزوجتك إلا لأني أشوف مستقبلي وحياتي معاكِ .. وبعدين مو بس انتِ تحبيني حتى أنا أحبّك , بس فاجأتيني بنظرتك لي .. تشوفيني خاين ؟؟
روان تبدد غضبها ونظرت إليه : مو قصدي قلتلك يعز علي اعتبرك خاين .. مدري يارعد .
رعد وضع يده على رأسها وهو يجرها لصدره : انا عارف وفاهم ان بدايتنا كانت متوترة بس والله مو عشان حاجه انا ماكنت متعود عليك وما اعرفك ولا اعرف اعبر عن شعوري , انتِ عارفه , واسف لأني دخّلت الشك بيننا وشغلت بالك ..
روان : يعني انت ما عندك وحدة تكلمها ؟؟
رعد : شوفي تبي الحقيقه مرة مرة , عندي صحبه بس مجرد صاحبه نتكلم بين فترة وفترة ومابيني وبينها ولا أي حاااجه .
روان كادت ان تبتعد عنه قائلة : يا ســــــــلام !!!!
رعد اعادها لحضنه من جديد : سهله قوليلي احذفها وبحذفها مو لازم نتخاصم ونتزاعل .
روان : والله وعد ؟ أقولك تحذفها وتحذفها ؟
رعد : وعد .
روان : أوك نشوف .
رعد إبتسم وهو يقبّل أنفها : اشوفك روّقتي ؟؟؟؟
روان بإبتسامه : مايطاوعني قلبي ازعل , بس شوفني أقولك من دحين ما أبغى أحد يشاركني فيـــك أبداً أبداً أبداً .
رعد دس أنفه في عنقها يستنشق رائحتها ثم قال بنبرة دافئة جداً يتخللها التهكم : شرايك ننسى ذا الموضوع ونحاول نجيب أطفال مو أحسن ؟
ضحكت وهي تعانقه : أحسن ..

*****

في مركز الشرطه ..
غرفة زجاجية معزولة ، كاميرا التسجيل في احد زوايا الغرفة ..
ظل يمشي بالمكان يمسح وجهه بحيرة : وضح لي ، ايش صلتك بالموضوع أكثر ؟
جالس وهو عاقد يديه على الطاولة : قلتلك كل شيء .
المفتش : ابغاك تعيد .
اخذ شهيقاً طويلاً ثم زفر : القضية ما تمسني بشيء ولا لي علاقة فيها وبالبداية كانت مجرد كوابيس ، لكنها تكررت كثير ، خطف ومحاولة قتل .. وبحكم إني خضعت لعملية زراعة قلب لشخص متوفي ، وكان اسمه هو اللي يتكرر بالحلم .. راجعت الدكتور اسأله إذا حالتي طبيعية او لأ ، قال لي ممكن تكون ذكرى مو مجرد كوابيس ، بالبداية ما اهتميت بس لما شفتها .....
المفتش : والصور ؟؟ انت ليش كنت تراقبهم ليش ما بلغت على طول ؟
سراج : ماعندي دليل يدينهم ، مو منطقي ابلغ عليها عشان شوية كوابيس !!
المفتش : وليش ارسلت المظروفات بأسماء مختلفه ومستعارة .
سراج : خفت يعرفني المفتش سلطان .
المفتش : انت تعرفه ؟
سراج : تقريباً .
المفتش جلس امامه ثم رفع رأسه ليفكر : وليش ارسلت لي انا الظروف والصور ، ليش ما ارسلتها لسلطان ؟
سراج : اتوقع انك عارف الاجابة .
المفتش زفر بضيق : كم مرة شفتهم مع بعض ؟
سراج : كثيــــر .
المفتش : انت ساعدتنا بمعلومات كثيـرة ومن ضمنها إنك كشفت لنا حقيقة لمياء والمختبر السري اللي بالقرية , ف أبغى أعرض عليك شيء ويبقى بيننا ما أبغى حتى أقرب أقرب شخص لك يعرف عن شيء ..

*****

دموعها مازالت عالقه على اهدابها ، تنظر إلى الفراغ ناحية اليمين بشرود .
لم تعرف كيف تواسيها لكنها حاولت قائلة وهي تمسح على ظاهر يدها : ما يستاهلك لو يستاهلك ما بكاك ..
بكت أكثر : ما توقعت منه هذا الرد ، طوال الوقت على بالي إنه يبادلني نفس الشعور ، حاسه ببشاعة ، بمرارة بحلقي ، كيف ما حسيت انه مايشوفني الا أخته ؟ انا اسفه لأني جبتك هنا ونكدت عليك بس والله كنت محتاجه اتكلم وما عرفت اروح لمين ، البنات فيهم اللي يكفيهم ..
مسحت على ظهرها بود : عيب عليك عنود والله مانكدتي علي ولا شيء بالعكس بتلاقيني بأي وقت تضايقتي فيه ، انا صحبتك ، اذا ما شاركتيني شعورك ايش فايدة صحبتنا ؟
العنود : تمارا من جد قلبي يعورني تمنيت اني ما كتبتله شيء ، يعني من وساعة وجهي رايحه ومسوية ان الحياة مرة ولازم اعترف ، ليتني انطميت !
عانقتها تمارا لتهدأ : معليش معليش لازم تجربي عشان تنتبهي المرة الجايه .
العنود : ما عاد ابغى أصلاً .
بعد نصف ساعة وبعدما هدأت العنود واخذوا يتبادلون الاحاديث المتفرقة العشوائية ، رن هاتف تمارا واجابت : هلا .. اما جيت ؟ مو قلتلك لا تجي لين اتصل ... اشبها ؟ ... لا يا شيخ ؟ .... بس انا ماخلصت .... يوووه عاد ....
نظرت إلى العنود متسائلة : انتِ حتتأخري ؟
العنود : مدري انا جنى قالتلي اذا برجع اكلمها بس ما كلمتها ، ليش ؟
تمارا اشارت لها بأن تصبر قليلاً : ما كلمت احد ياخذها .... يا متخلف اسيبها يعني ؟؟ ...... ياربي منك
ثم عادت تحادث العنود : اخوي جا عادي اخليه يطلع لحد ماتروحي ؟ ما ابغى اخليك لوحدك وذا المعتوه جاي بدون طلب .
العنود هزت كتفها بلا مبالاة : عادي ، حتى لو بتروحي عادي والله .
تمارا : لالا ما بروح حتى القهوة ما مداني اشربها
ثم عادت تتحدث بالجوال : خلاص اطلع ابلع اي شيء لين نخلص احنا ... مع السلامه .
اغلقت الهاتف بإستياء : مصفووووق لازم يعلني إذا امي خلته هو اللي يرجعني .
العنود : توقعت عندكم سواق !
تمارا : عندنا بس اذا كنت لوحدي امي ماتخليني اروح وارجع معاه .
العنود : ليش ماتثق ؟
تمارا : تقريباً لأنه جديد ماله كم شهر استقدمناه ف لسه مايعرف الطرق واحنا مانعرف اخلاقه ، وكمان ماهو مسلم .
فيه هذه الأثناء قطع عليهم صوت : السلام عليكم ..
تمارا : وعليكم السلام ، عمــــــى رفعت ضغطي .
في هذه اللحظه وبعد ان ردت العنود السلام ورفعت نظرها صدمت من ريّان الواقف امامها ، بإبتسامه رقيقه محترمه دون ان ينظر إليها ، وجلس امام تمارا مباشرة : قلتلك الساعة ظ،ظ، حجي ليس تسوي مجنونه .
تمارا : والله ما انتبهت للوقت .
العنود : خلاص انا بتصل على جنى على ما ترسل لي احد ياخذني .
في هذه الاثناء ارسل ريان لتمارا : يا حماره قوليلها احنا نوصلها !
تمارا : اقسم بالله لو ما تسحب سبتك ما راح اقول لها شيء !
ريّان : اسف عمتي ممكن تقوليلها عادي ارجعها بطريقنا ، باليييز .
تمارا : كذا تعجبني ، محترم ..
ثم نظرت للعنود : ليش ما تجي معانا خلي ريان يرجعك بالمرة .. دحين التراويح دوبه مخلص والشارع أكيد زحمه ما حيوصلولك الا بعد ساعة .
العنود : لا لا عادي استناهم انتو عادي روحو .
تمارا : لا ما حنمشي قبلك ، بس تعالي معانا عشان نرجع اي وقت .
العنود وهي تسترق النظر لريان خلسة تريد ان تستنتج رأيه بالموضوع : مدري بكلمها برضو ..
ريان لتمارا " لاتسكتي لين توافق امانه امانه "
تمارا " اغصبها يعني ؟"
ريّان : اي شيء بس خليها تجي تكفين
تمارا : ترى والله قافله معاها دوبها طالعه من صدمه عاطفيه ماهي ناقصتك .
ريّان : بسم الله عليها من الصدمات ، يارب في الجدار ولا ف قلبها .
تمارا : يا لطيف يا حنيّن ، وين هالكلام مع اختك تيمو .
رفعت العنود رأسها وقالت بإحراج : تعرف حي ال####
ريّان بتلعثم وصدمه : ها .. لا ايوة
سكتت العنود لا تعرف ما الجواب الصحيح إذاً ؟
ليقول ريّان متداركاً موقفه : اقصد ايوة ايوة مشهور مرة .
العنود ببراءة : لا مو مشهور ! يمكن مخربط .
ريّان : لا ما اقصد مشهور عند الناس بس اعرفه يعني .
تمارا تحاول كبح رغبتها بالضحك على ملامح ريّان المخطوفه ..
العنود : انا بيتي هناك .
ريّان ابتسم : اهاااا احنا نتكلم عن بيتك ، اعرفه دايماً اروحله ..


قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الخميس الموافق :
29-7-1441 هجري
24-3-2020 ميلادي


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 10:54 AM   #72

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي


الفصل السادس عشر
الجزء الثالث

عقدت العنود حاجبيها ، ليتدارك موقفه مرة اخرى : يعني اروح مع رواد عشان نشوف جنى ..
شعر بفظاعة ماقاله حين زادت عقدة حاجب العنود ، احتقن وجهه بإحراج وقال : لا لا امزح مو كذا بس ...
قاطعته تمارا وهي تنفجر ضحكاً عليه ، ابتسمت العنود عندما شعرت بأنه قد شعر بالإحراج حينها نظر لتمارا : ليش تضحكي ؟
تمارا وهي تضرب الطاولة بيدها وتضحك ، ثم مسحت دموعها : ريّان اطلب لك قهوة ، شكلك ما قيّلت بعد الفطور .
ريّان رمقها بنظرة تهديد .. ثم نظر إلى العنود : تبينا نمشي دحين ؟
العنود : لا لا عادي وقت ماتبغوا .
ريّان قائلاً لتمارا : بروح اطلب لي قهوة تبغوا شيء ؟
تمارا : لا خلاص روح .
ذهب ريّان علّه يستجمع عقله قليلاً ..
اما العنود لم تستطع كبح إبتسامتها ، في هذه الأثناء قالت تمارا ضاحكه : معليش اعذريه مرتبك .
العنود ضحكت : صدمني خلا عقلي يعلق

*****

وضع رأسه على مقعد السيارة : انا ماقلت لاتتصلي قلت خففي اتصالات مو اذا مارديت عليك تتصلي عشرين مرة ، طبيعي انها شكّت .
سهام بغيظ : لا والله ؟؟ خايف عليها لاتعرف ؟؟؟ انت الظاهر مو ناوي تقول لها عن زواجنا أصلاً .
رعد : يا سهام افهميني انا مو مستعد اواجهها دحين ، على الاقل خلينا نكمل سنه على زواجي منها .
سهام : نعم نعـــــم ؟؟؟ سنة مين يارعد هذا مو اتفاقنا !! وربي يارعد لو ماقلتلها انك متزوجني قبل مايجي يوم فرحنا ماراح يصير خير .
رعد نفخ الهواء من فمه : سهام روان لو زعلت سما بتزعل ...
قاطعته بإنفعال : وايـــــــــش يعني سماا ؟ امك لا ماهي امك واذا يعني ربتك ما يعني انك صرت ملزوم تراضيها اذا زعلت ، قول انك ماخذها حجه وخلاص !!
رعد : ايش قصدك بإني مو ملزوم اراضيها ؟؟؟
سهام : ماهي امك يارعد حتى امك وهي امك انت مو مجبور تراضيها ..
رعد بتعجّب : والله ؟؟
سهام : اي والله وحدة ما سوت بحياتها شيء غير انها ولدتك لا ربت ولا كبرت ولا سألت ولا اهتمت ما تستاهل حتى تسأل عنها ، وسما ماهي أمك من الاساس ..
ظل رعد ينظر إليها بدهشه , اغمضت عينيها تحاول تدارك ماقالته : بس كل هذا مو مهم يارعد انا راح اعوضك عنهم كلهم ، حتى لو زعلَت روان , تزعل احسن من انك تستغفلها ، واذا ماتقبلت الموضوع طلقها وين المشكله ؟ انت ما تحبها وهي مامداها تتعلق فيك لانه ما مر على زواجكم اكثر من خمسة او اربعه شهور .. صدقني بعدهم كلهم مو خسارة طول ما انا معاك وأحبّك وتحبني ، ايش نبغى بالناس والاهل اصلاً ؟
اخذ شهيقاً طويلاً وزفر .. لم يتقبل عبارات كثيرة قالتها سهام ، لكنه في نفس الوقت شعر بالحيرة : مدري المهم اني ماحقولها دحين وبس .
وضعت يدها على خده : حبيبي نفسي افهم بس ايش اللي يخليك تتردد ؟ لايكون حبيتها ؟
رعد : مدري يا سهام ...
قاطعته وهي تمسك بذقنه وتدير وجهه قليلاً لترى الآثار الواضحه على عنقه ، لتقول بغيرة واضحه : كنت معاها ؟
ابعد يدها عنه بملل : هي معاي بالبيت ولا لا يكون فبالك اننا نعيش كأننا أخوان يعني ؟
سهام بقلة صبر : رعد رعـــد .. ادري انكم مع بعض ف البيت بس ممكن تحترمني واليوم اللي تنام معاها فيه ما تقابلني !!
رعد بسخريه : يعني ماراح نتقابل ابداً ؟
سهام بغضب مفرط : انت ايش فيك اليوم ؟؟؟ تحاول ترفع ضغطي ولا إيـــش ؟
رعد : يا سهام يا روحي يا حبيبتي المفروض تتعودي ! ولا مو معقوله اذا اعلنا زواجنا وصرت يوم عندك ويوم عندها بتسمّعيني نفس الكلام كل مرة !
سهام والدموع وقفت في عينيها : وانا مطلوب مني اتحمل هالشكل كل مرة ؟ يارعد الغيرة تعور مو بيدي !! انت ليش ماتحس ؟ حط نفسك مكاني ..
رفع رأسه ينظر إليها عاقداً حاجبيه : ايش اللي حط نفسك مكاني هذي ؟؟؟
سهام : شااايف انت حتى خيال ما بتتخيل وتبغاني اتعود ؟؟؟ وبعدين تعال لا يكون ماراح نروح شهر العسل اذا ماعرفت الست روان بزواجنا ؟

لم ينتهي حوارهم هذا على خيرٍ أبداً ، بل ازدادت حدة هذا النقاش حتى انتهى بها المطاف غاضبه منه ، تشعر أن الارتباط به بدأ يدفعها للجنون لطالما ظلت روان موجودة في حياتهما ..
اما رعد عاد إلى المنزل ، حاملاً معه وجبة السحور التي احضرها من احد المطاعم المفضله لديه ..
وضعها على الطاولة ذهب ليوقظ روان التي ما تزال نائمة ..
جلس على طرف السرير وانحنى إليها يبعثر شعرها بخفه : روااان ، ما بتقومي تتسحري ؟ .. يلا قومي اشتريت سحور أكيد بيعجبك .
فتحت عينيها وهي تنظر إليه : الساعة كم ؟
رعد : ثلاثة الا ربع .
روان وضعت يدها على رقبته : متى صحيت ؟
رعد : مانمت .
روان : طلعت تشتري سحور وما حسيت فيك ، يا الله احس جسمي مكسر . رعد : قوومي قومي تسحري معاي وبالمرة عشان ماتسهري الصباح .
روان فركت عينها بكسل : غفوة 5 دقايق واقوم ، بليـــز .
وضع يده تحت جسدها : تقومي ولا اشيلك وارميك من السرير ؟؟؟؟
روان قعدت وهي تنظر اليه : تسويها ؟
رعد : جربيني !
روان غادرت السرير : ما احب التجارب .
ابتسم وهو يراها ترفع شعرها بربطة الشعر : حستناك برا .

*****

30-9-1439h

وبآخر أيام شهر رمضان , الموافق يوم الخميس .
وتحديداً بالنرويج .. الساعة العاشرة مساء بعد وجبة الإفطار
أمام خزانة ملابسها .. أدخلت يدها بين الملابس وأخرجتها حاملةً تذكرتين لدخول أحد المهرجانات البحريه , ظلت واقفة تنظر إلى التذاكر بتردد , لاتعلم إن كان سيوافق أم لأ ..

جالساً أمام الحاسب المحمول على الأريكة .. يقرأ الرسائل البريدية التي وصلته , شعر بوقوفها أمامه , رفع بصره إليها حين نادته لكن عيونه تعلقت عليها بإستغراب من أناقتها , هز رأسه بمعنى "على وين"
بيان رفعت التذاكر : حجزت بمهرجان بحري اليوم , قلت بما إن بكرة العيد نطلع نغيّر جو شويه .. ممكن ؟
خالد : متى يبدأ ؟
بيان : بدأ من الساعة عشرة , ومستمر للساعة اثنين الفجر ..
تجهم وجه خالد , لتبرر هي بسرعة : انا حجزته امس ووصلتني التذاكر اليوم عشان كذا ما قلتلك من أول .
أغلق شاشة الحاسوب متنهداً : أوك ابدل ونروح .
في المهرجان .. وعند وصولهم لبقعة من الأرض مليئة بالإضاءات الملونة , بالقرب من البحر , الناس يتوافدون لداخل سفينة ضخمه مزيّنه بالأنوار والمناظر الخلابة .. أحواض من الورد على مد السفينة .. بركة سباحة كبيرة جداً في منتصف ظهر السفينة .. كراسي الإسترخاء البحرية المصفوفه على كلى الجانبين .. مائدة طويلة جداً تضم أشهى الأطباق البحرية المختلفه والحلويات ..
عوضاً عن وجود الحجرات في منتصف السفينة الضخمه بنوافذ زجاجية ملوّنه .. إلتفت خالد لمصدر صوت الموسيقى , لينتبه على وجود مسرح "ستيج" يقف عليه أحد مغنيين الروك ..
في هذه الأثناء إنفصلت السفينه عن اليابسه لتبحر بوسط البحر حامله معها ضجيج الأغاني والأضواء ..
أما خالد أخذ يتجوّل بالمكان بإنبهار تام , لم يكن يعلم أن هناك مهرجانات من هذا النوع تقام على السفن ..
مر من جانبه أحد الرجال ببدلة بيضاء يحمل بيده صينية مليئة بأنواع الخمور الفاخرة .. رفع خالد يده بمعنى "شكراً لا أريد"
ما لبثوا كثيراً حتى انتهت أغنية الروك لتنطلق أغنية هادئة جداً , وتبدلت الإضاءات الملوّنه لإضاءات صفراء خافته , ليتشكّل الناس على إثرها ثنائيات يتراقصون على العزف بهدوء ..
حينها اتت بيان وهي تقول بإنبهار : المكان مرة حلو .
خالد : حتى انا عجبني , اول مرة أدري عنه .
بيان اتسعت إبتسامتها : والله ؟ طيب شفت الزاوية اللي هناك , بعد نص ساعة راح يخلونا نروح لهناك .
خالد : ليش ؟
بيان بحماس : مناطيد مضيئة ..
ثم ضحكت قائلة : انا ماحجزت إلا عشانها نفسي أشوفها واجرب أطيّرها , تخيّل شكل السما وكلها مناطيد مضيئة , شيء مرة حلو كأننا بفيلم من أفلام ديزني .
إبتسم على ماقالته واخذ ينظر بعينيه حول المكان مجدداً ..
أما هي أخذت كاساً من العصير وشربته وهي تحدق بالراقصين بسعادة ..
مشى خالد مجدداً يحاول استكشاف المكان أكثر ..
مر الوقت حتى بدأ منظموا الحفل بتوزيع المناطيد المضيئة وأحدهم يمسك بالمايكرفون على المسرح ويقول "سنطلق المناطيد حالما ننتهي من العد" ليصرخ الناس بحماس فجأة ..
بينما هي مشت بين الناس المجتمعين تبحث عنه بعينيها أين ذهب ؟؟ سيبدؤون الآن وهي لم تجده بعد !
بدأ الناس يشعلون الفتيل بالمناطيد , وقلبها يخفق بشدة لا تريد أن تمرّ اللحظة هذه بدون أن تفعل ماخططت له وما أتت من أجله تحديداً .. لكنها لا تجد خالد بين الحشود هذه !!
صرخ الشخص الذي يمسك بالمايكرفون بادئاً بالعد التنازلي : تــــن
نايـــن
ايــــت

الصخب يشتت تركيزها والخوف بدأ يجتاحها

سفـــن
سكـــس
فايـــف

أوقفها أحد منظموا الحفل متسائلاً : هل تريدين المساعدة في اشعال منطادك ؟
بيان : "لا شكراً , أنا فقط أبحث عن شخص ما ."

فـــور

وقفت وهي تشعر بالقهر واليأس من إيجاده قبل موعد إطلاق المناطيد ..

ثــــري

حينها لمحته جالساً على أحد كراسي الإسترخاء يتحدث إلى واحدة غريبه , لكنها لم تأبه مشت إليه بخطوات مسرعة غاضبه وأمسكت بيده : أنا لي ساعة أدور عليك وانت هنا !!
خالد : توقعتك هناك جهة المناطيـد .
بيان بغضب : أروح لوحدي ؟؟؟
خالد لم يفهم ما المشكلة في ذلك ؟؟
لم تعطه فرصة أكثر ليتساءل , جرته من يده وهي تحاول أخذه لذلك الإتجاه ..

تـــــوو

أعطته منطاداً واشعلا منطاديهما , أخذت شهيقاً طويــلاً ثم زفرت حينما قال الجميع بصوت واحد : ون
صرخ الجميع بحماس وهم يطلقون المناطيد بالهواء .. أصوات التقاطات الصور بكل مكان .. السماء امتلأت بالمناطيد المضيئة التي انتشرت بالجو , كان خالد ينظر للأعلى يحاول إلتقاط صوره ..
حينها قالت بيان وهي تنظر إليه : كل عام وانت بخيــر .
انزل رأسه وهو ينظر إليها ثم إلى يدها الممدودة له بهديــة .. علبة مستطيلة .. مغلفة بشريطة حمراء ..
ظل ينظر إلى الهدية لبرهه ثم أمسكها قائلاً : وانتِ بخير .
لم يلبثا كثيراً وهما ينظران لبعضهما البعض فسرعان ما أشاحت بيان عنه وهي تنظر إلى السماء قائلة : طالما ميلادك صادف ليلة العيد هالسنه فما حبيت يكون يوم عادي .. وهالمنظر أبداً مو عادي ويستاهل يكون ذكرى مرتبطة بمناسبة تخصنا .. افتح الهدية شوفها .
أزال الشريطه وفتح العلبة ليجد في وسطها قلماً من ماركة كارتير ..
أغلق العلبة وطيف إبتسامة تداعب شفتيه , لأنه عرف لمَ اختارت هذه الهدية من بين كل الهدايا , كان يملك واحداً لكنها كسرته وألقت به في القمامة عندما غضبت منه ذات مرة .. كانت المرة الأولى التي تغضب فيها منه بهذه الطريقة المجنونه .. بالرغم من غضبه الشديد منها حينها لكنه هو الذي استسلم في نهاية المطاف وحاول إرضاءها ..
لا يعلم لمَ بدأ يشعر أنها تحاول التكفير عن كل مافعلته سابقاً .. بدءاً من محاولاتها بالتخلي عن بعض التصرفات التي كانت تزعجه سابقاً .. إنتهاءاً بمحاولاتها بتعويضه عن جميع ما دفعه سابقاً للغضب منها .. بالرغم من أنهما كانا يتصالحان دائماً ..
لكن يبدو أنها تحاول التكفير لعله يعود لسابق عهده !


"ميلاد خالد 15 يونيو "

في الصباح ..
اول أيّام عيد الفطر ..
خرجت من المنزل وهي تستنشق الهواء مرتدية فستان لمنتصف الساق باللون الرماديّ وقبعة من القش ..
وقفت على شاطئ البحيرة والهواء يداعب خصلات شعرها ويحرك فستانها , أول عيد يمر بينهما بهذه الرتابه .
مازالت تتساءل لمَ إقتصرت ردة فعله على الإبتسامه الصغيره تلك فقط !
حتى أنها تشعر بالصدمه قليلاً لأنه لم يهدِها شيئاً بمناسبة العيد كما يفعل في كل عام ..
تحاول ألا تفكّر في الأمر , لا تريد أن تشعر بالحزن على مقدار الفجوة التي أصبحت بينهما , لا تريد أن تتخيل أن هذه العلاقة شارفت على الإنتهاء ..
لذا قررت العودة إلى الداخل والإتصال على أهلها فالأكيد أنهم الآن مجتمعون في بيتٍ واحد ..

ظلت تضحك والابتسامه الواسعة تزيّن وجهها وهي تتحدث إليهم ، كانت جوانا تريها جميع من في المنزل ..
شعرت بالحنين إليهم ، إلى اجتماعاتهم المليئة بالصخب والازعاج والأحاديث العشوائية ، إلى خلافات ريّان ورعد الكثيرة جداً ، وتعليقات سلطان الساخرة .. إلى أحاديث سما وميار عن افضل عيادات التجميل والمشاغل النسائية وما إلى ذلك .. إشتاقت إلى صمت رواد وضحكه على مايحدث فقط دون التدخل في أيّ جدال .. اشتاقت كثيراً لعناقهم ، لللّحظات الدافئة بينهم ، لأوقاتهم التي يقضونها معاً .. اشتاقت لرؤية سطام ، أما الآن فهي تتوق لرؤية عبدالرحمن وجنى وروان ..
اتسعت ابتسامتها بينما وجهت جوانا الكاميرا لروان ، لتقول روان بإرتباك واضح : هااي بيان .. انا روان ، كل عام وانتِ بخير .
بيان : وانتِ بخير ياعمري ، انا لو رجعت جدة اول وحدة بشوفها انتِ ..
حينها ادخل رعد وجهه بالكاميرا : وانااااا ؟ ماوحشتك ان شاء الله ؟
بيان : وحشتني والله مرة مرة وحشتني ، بس انت قديــــم روان جديدة .
رعد : يا سلااااام ، تراها زوجتي وعشان كلامك هذا ماراح تشوفيهااا قبلي .
ضحكت بيان ، ليقول رعد بحماس : متى متى تولدي وتشرّف البرنسيسه الصغيره ؟؟
بيان : لسه باقيلي 14 اسبوع تقريباً ان شاء الله وبعدها تجي إن شاء الله ..
روان : الله يقومك بالسلامه يارب .
بيان : عقبالك يا قلبي ، تجيبيلنا نونو لزيزة تشبهك .
رعد : يصيرو كأنهم الماتريوشكا كلهم نسخ من بعض هي وسما وبنتها ههههههههههههههههه
وكزته روان : لا ياشيـــــخ .
ضحك الجميع على ماقاله ، لتقول جوانا : تدري حتى انت تشبهلهم ؟؟؟ والله دوبني الاحظ .
رعد : نعـــــم ؟؟
جوانا وهي ترفع صوتها ليسمعها الجميع : بالله مو رعد يشبه عمه سما ؟
لتختلف اراءهم بين مؤيد ومعارض ..
ويقول سلطان : الظاهر عايلتنا طابعة وانا مدري ؟؟؟
رعد : لا والله مع نفسك ما اشبهلها بس بلون العيون ..
سما : وليش ان شاء الله ماتشبهني قصدك انا مو حلوة ولا كيف ؟
ضحكت بيان ، بينما قالت ميار : وليش يشبهلك ان شاء الله انا امه المفروض يشبهني .
ضرب رعد وجهه : لهالدرجة وجهي يجيب المشاكل ؟
بعدها قامت جوانا وهي توجّه الكاميرا على رواد الذي كان يقف بعيداً عنهم وهو يتحدث بالهاتف ، كانت الإبتسامه معتلية وجهه ، حينها همست جوانا لبيان : شوووفي روميو له ساعتين وهو يمشي بذي الزاوية يكلمها ، نااااسي دين اهلنا كلنا .
ضحكت بيان بشدة : والله ماعرفنــاك يارواااد
ثم نادته جوانا : رواااد بيان بتشوفك ..
نظر رواد الى الكاميرا ولوّح بيده مبتسماً ثم اشاح عنهم وهو يتحدث بالهاتف ..
لتقول بيان : والله من جد مو معبرنا حتى ..
جوانا : انتِ لو تشوووفي كيف شكله وهو يحاول يقنع أمي فيها .. يا الله والله محد كان يتوقع انه يتزوج وحده يحبها ، كلنا نحسبه جدار ما راح يحب طول عمره .
بيان : اما امك كانت رافضه ؟
جوانا : ايوة طبعاً رافضه لعدة اسباب كمان مو سبب واحد ، اولاً لأنها كانت زوجة عمي سطّام .. ثانياً لأنها دخلت الاحداث .. ثالثاً طبقتها ماتناسب طبقتنا بنظرة امي ، وبلا بلا بلا اعذار مرة كثيرة ، بس رواد قفل اذنه حرفياً كان مقفل اذنه عن كل هالاسباب .. تدري بيان وين المشكله ؟ هو اكثر واحد كان كارهها ويقول عمي كيف مورطنا بوحدة زي هذي ؟ وشوفي سبحان الله ، هذي اللي قال عنها جابته على وجهه .
بيان بضحكه : اااه ياجوانا ااه ما ابغى اقولك الكُرهه هو الوجه الثاني للحب !
جوانا : الله الله ايش هالكلاااام لا قوليلي ..
حينها قاطعهم ريان وهو يتساءل : تخلوووني نايم لهالوقت ليش ؟؟ ليــــش ماني ولدكم ؟ جايبيني من الشارع تجتمعوا كلكم بدوني ..
لتقول بيان بصوتٍ عال : ريّاااااان .
التفت هو لمصدر الصوت ، ليجد جوانا تشير إلى هاتفها ، اخذ الهاتف وهو يبتسم : يا صباح الخير يا صباح الخير ، بالله يرضيك اني دوبي صاحي وهما ولا طقولي خبر ومخلييني نايم ، لا صلاة ولا عبادة يحسبوني يهودي الظاهر .
بيان بضحكه : كل عام وانت بخير يا حبيبي ، والله ما يعرف قيمتك غيري . ريّان : من جد اه بس خذيني للنرويح انا مضطهد هنااا مضطهد ..
ليقول والده بصوت عال : سفر مافيـــــه لو تموت .
ريّان : شايفه كيف ؟ تخيلي انهم حاجزين جوازي عندهم من بعد سفرتي للمغرب قربت أكمّل سنه وانا مخمج بجدة ، مو راضيين يقتنعوا انها غلطه ما راح تتكرر ..
بيان : دحين انت رحت المغرب ولا البحرين حدد !!
ريان : صراحه رحت البحرين ومن البحرين للمغرب .
بيان : اجل حلال فيـــــك ولا ايش اللي موديك اصلاً ؟
ريان : يا الله والله فضول بسس وما طولت جلست يومين هنا ويومين هنا ورجعت .
ظلت تتبادل الاحاديث العشوائية مع الجميع ، إلى أن دخل خالد للغرفة ..
جلس على طرف السرير ، وتحديداً عند موضع قدميها ..
توترت من دخوله بلا سبب .. اما هو امسك بإحدى قدميها التي كانت تثنيهما .. ثم فتح علبة كانت بيده منذ لحظة دخوله ، اخرج من العلبة قطعة ذهبية .. ثم ألبسها بقدمها اليسرى لتستوعب حينها انه البسها "خلخال" لم يلبث كثيراً حتى قام وخرج دون ان يتفوّه بكلمه ، وكأنه لم يدخل اصلاً إلا ليلبسها إسوارة القدم هذه ..
حاولت إنهاء مكالمتها بسرعة ، ثم تبعته إلى الخارج : خالد .
استدار ينظر إليها ، اقتربت منه مبتسمه وهي تشير للأسفل : هذا ايش ؟
خالد : هدية العيد ، كل عام وانتِ بخير .
ابتسمت وضمته بقوة : حبيبــــــي وانت بخير ... شكراً .
قبّلت خده برقّه ، خالد : عجبك ؟
بيان : أكيد ما يبيلها سؤال ..
مد لها علبة أخرى : وهذا لبنتي ..
اخذت العلبة وهي تفتحها لترى سلسال ناعم جداً بحجر صغير ، عانقته مجدداً : ياعمـــري انت احلى اب وزوج بالدنيا ، انا وبنتي محظوظيـــــن فيك والله .

*****

فُتح الباب ، ارتمت عليه تعانقه بقوة وتبكي بفرح : الحمدلله على سلامتك يا عيوني انت .
بادلها العناق : الله يسلمك يا حبيبتي ..
ابتعدت عنه ، وقبّل هو رأس والده الذي دمعت عيناه بفرحه ، وبعدها عانقته ياسمين : الحمدلله على السلامه .
تميم : الله يسلمك .
رفعت قطتها من الارض : تعرف على تيدي .
ضحك تميم وانحنى لمستوى القطه وهو يصافحها : انا تميم ، تشرفنا .
والده : هذا من فضل الله انه كتبلنا نفرح بالعيد وانت معانا .. ياتميم سألتك بالله إنك تنتبه على نفسك ولا عاد تخوفنا عليك .
تميم ابتسم بأسف ثم قال : وبدر وين ؟
والدته : طلع من العصر قال عنده كم شغله يخلصها ويجي ، تعال يا ماما تعال ، اشتقتلك تعال كلمني قولي ، انت بخير ؟ نفسك ف شيء اسويه لك ؟ ، ترى اليوم قلت للطباخ يسويلك كل الاكل اللي تحبه .. حتى عمتك خوله قلتلها تجي تشوفك ، ما عاد ابغاك تروح تعيش عندها هناك ، أبغاك تكون قريب مني , شوف حتى غرفتك موجودة ماسوينا فيها ولا شيء .
تميم : بس ...
ضحى : لا بس ولا شيء مو بكيفك ، قطعت قلبي عليك ما ابغى تكون بعيد عن عيني مرة ثانيه .. والله ياتميم خوفتني عليك ، خفت ما عاد تطلع ، خليتني اندم لأني خليتك عند عمتك خوله .
والده : الا قول لي ، تعرف وحده اسمها لورا ؟
تميم عقد حاجبه بإستغراب : لورا ؟ لا مين هذي ؟
سكت والده لبرهه ثم قال : ما ادري بس هي اللي تكفلت بخروجك .. وخالتك فجر وكلتلك محامي ثاني غير اللي وكلناه احنا .
ياسمين بسخريه : طلعولنا اقارب من تحت الارض .
تميم : خالتي فجر ؟ مين هذي ؟ ومين لورا ؟
والده : بالعكس الله يجزاهم خير ، هذول الناس الكفو ..
ضحى : من جد مو اعمامك الله يسخطهم كلهم مرة وحدة .
والدهم بتجهم : ضحى !!!!!
ضحى بغيظ : مين اللي رمى تميم بالسجن مو اخوانك ؟؟ الله ياخذهم وياخذ الساعة اللي ناسبناهم فيها ولا عاد من زينهم عشان اخطب ليان لبدر ، لكن ايش اقول هو اللي اختارها الله يرحمها بس .
تميم وقف وهو يقول : اسمحولي بروح لغرفتي ارتاح احس راسي يدور .
صعد تميم لداره وارتمى على سريره ينظر للسقف ، وأخيراً القى بظهره على شيء ناعم ، رقيق ، حريريّ بعد طول هذه المدة التي قضاها بالسجن ..
لكنه اخذ يفكّر بحيره من هي لورا التي تكفلت بخروجه ! هل لهذه الدرجه تمتلك واسطه قوية جداً ؟ ومن هي فجر التي ارسلت المحامي ؟
انقلب على يمينه واخذ يفكر كيف ستكون مقابلته لبدر ؟ لا يشعر انه مستعد لرؤيته بعد ما حدث !
وكيف حال إيـــ...ارجوان ..
زم شفتيه ، لم يعتد على اسمها الجديد " ارجوان " مازال يشعر أن اسم إيرام يليق بها أكثر ..
امسك بهاتفه يشعر بالاسف لأنه لا يمتلك اي شيء يوصله إليها .. يشعر أنها كالحلم ، بعيده جداً عن واقعه ..
يودّ رؤيتها ولا يستطيع ، تظهر فجأة وتختفي فجأة ، ليس عليه سوى الإنتظار حتى يخطر هو في بالها لتراه فيراها .. ، يود لو يستطيع معرفة اي شيء بسيط عنها على الاقل !!
خطر في باله بدر ، بدر يعرفها !! لكنه سرعان ما نفى هذه الافكار ، لا يريد مخاطبة بدر او طلب ايّ شيء منه بعد ما دار بينهما ..
لا يدري كيف استطاع بدر فعل هذا به ؟ لا احد يعرف ما الذي حصل بينه وبين بدر ، ولا يشعر أنه يودّ ان يعرف احد بذلك ..
لكن هل من طريقه اخرى تجعله يصل إلى ارجوان ؟ ويخبرها انه قد خرج من السجن ؟
لايستطيع نسيان دموعها ، وكلمة " أحبّك " التي قالتها له وهي تبكي .. مازالت الكلمة ترنّ في أذنيه ، ما زالت دموعها محفورة في ذاكرته .. ملامحها التي بالكاد يستطيع السهو عنها ..
عاد وانقلب على ظهره ينظر للسقف قائلاً برغبه : والله لو لقيتك هالمرة ما راح أخلّيك .. اوعدك

*****

نادتها بعد إغلاقها للهاتف والإبتسامه الواسعه تزيّن شفتيها : جونا يا ماما تعالي ..
خرجت أرجوان وهي تحاول إرتداء قرطها : هلا ..
لورا : متى رايحه ؟
أرجوان : يلا خلاص خلصت ..
لورا مدت لها الكيس الورقي الذي كان بيدها : تفضلي يا امي انتِ , كل عام وانتِ بخير ..
وقفت أرجوان تنظر إليها بحب ثم عانقتها : حبيبتي وانتِ بخيـــر .. لحظة طيب ..
ذهبت سريعاً إلى غرفتها وأحضرت علبة خشبية مزيّنه بالورود الطبيعيه وبوسطها غلاف ورقي بشريطة كحليه : وهذا لك ..
عادت لورا لعناقها : حبيبتي ارجوان كلفتي على نفسك .
أرجوان : قليل بحقك والله بس ان شاء الله يعجبك .
لورا : أكيد بيعجبني بدون تفكير حتى .. تعالي ياماما اجلسي قبل ماتروحي عندي لك خبر بيعجبك ..
جلست أرجوان بجانب لورا : ايش ؟
لورا ابتسمت : تميم طلع اليوم من السجن ..
ارجوان بلهفه : والله ؟؟؟؟ يعني خلاص خرج من القضية مرة مرة ؟
لورا : إيوه تكفلت فيه .
ارجوان : والله أحبّك ماتدري قد إيش كنت خايفه وشايله هم .
قبّلت خدها بقوة : انتِ أفضل إنسانه في العالم ..
لورا : شايفه انك ماكنتِ تحتاجي إلا إنك تكلميني وبس .
ارجوان : قلتلك كنت خايفه ماتفهميني ما تصدقيني , ومابيدي شيء يثبت كلامي أصلاً !! عشان كذا كنت مترددة أقولك .
لورا : يا ارجوان انا بالدنيا هذي ماعندي إلا انتِ , حتى لو كل شيء يثبت لي إنك كذبتي انا بصدقك وبكون معاك , لأن انتِ أحلى شيء عندي ولا أبغى أفرّط فيك.
ارجوان : بس انتِ تدري اني ماكذبت صح ؟
لورا : طبعاً أدري وواثقه فيك , وبدر أنا اوريكِ فيه .. (ثم ابتسمت بخبث وقالت) انتِ متأكدة متأكدة انك بس كنتِ شايله هم تميم لأنه مظلوم ؟؟ يعني مافي مشاعر من هنا ولا من هنا .
اختفت ابتسامة ارجوان وقامت : لا طبعاً ولا شيء أصلاً قلتلك كان بالنسبه لي حلم .
لورا : وماحبيتيه بالحلم يعني ؟
ارجوان بتهرب واضح نظرت للساعة : تدري انا دوبني تذكرت قايله للسواق الساعة ثمانية بالضبط يكون تحت , ودحين حرام مسكين لطعناه ربع ساعة , ف بسبقك لتحت , بليــز ماما ما ابغى نتأخر على ميهاف .
ضحكت لورا على ملامحها التي خُطفت وهربها الواضح جداً ومغادرتها السريعة للمكان رفعت صوتها قائلة : لاتنـــــسي هديّتها .

*****

في فيلا فجر .. الساعة العاشرة والنصف ليلاً ..
الفيلا تعج بالضيوف وتحديداً صديقات فجر .. رائحة البخور تملأ المكان , وصوت الكعب يرن صداه بالفيلا .. أصوات ضحكاتهم الناعمه .
صحون الحلويات التي تدور عليهم وفناجيل القهوة .. وأحاديثهن عن الموضه .. آخر الإصدارات .. أفضل أنواع العطور لهذه السنه , عِوضاً عن تفاخر كل واحدة فيهن بـ تصيم فستانها الذي صُنع خصيصاً لها ..
ثم بدؤوا بالحديث عن مصففي الشعر .. ثم الماكياج .. ثم بدأن بالحديث عن سفراتهن القادمة , وايّ البلدان التي سيقضون فيها بقية شهر شوّال ..
لتقول إحداهن وهي ترفع يدها : بالله شرايكم حلوة مو ؟
لترد الأخرى بإنبهار : الله ركبتي الإكريليك ؟ وين بأي صالون ؟
وتقول أخرى مدّعيه اللامبالاة : يوه دحين أغلب الصالونات صارو يسوونها ماعاد فيه شيء مميّز ..
وتجيب الأولى : لا ياحبيبتي صالون عن صالون يفرق ..
هكذا بدى الحوار في عين رند سخيـــف جداً , متكلّف جداً ,, مصطنع جداً .. كل عام يأتون إلى منزلهم في هذا الوقت لإستعراض مجوهراتهم وملابسهم وتراهات أخرى سطحيـــه تستدعي الملل , على الرغم من وجود بناتهن القريبات من عمر رند إلا أن احاديثهن تشبه أحاديث والداتهن , لكن فجر تجبر رند على الجلوس معهن لتكون أكثر إنفتاحاً على الناس , لكنها فعلاً تشعر بالملل ..
خرجت رند من المكان دون ان ينتبه لها أحد , الجميع مشغول في إثبات غناه الفاحش وكأنهم في سباق ..
خرجت إلى حديقة المنزل تتنفس الصعداء , تشعر وكأنها كانت في جهاد نفسي حتى تتحمّل كل هذه التراهات .. سجّلت صوتها لميهاف متسائلة : ليش ماجيتي ؟ تأخرتي !



Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 10:59 AM   #73

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي


وترد ميهاف : أرجوان ومامتها عندنا ما أقدر اطلع , إذا تقدري تعالي انتِ .
رند : عشان أمي تعلقني عند مدخل البيت ؟؟ تدري شكلي بجمعكم عندي بكرة ولا بعده انكتمت منهم ابغى اتنفس لازم أشوفكم ..
ميهاف : حتى أرجوان قبل شويه قالت تفكر تعزمكم عندها , ف بالله ترى أيّام شوّال كثيرة رتبوا عزايمكم لا تنحشروا بيوم واحد .
رند : اقول شرايكم تتصوروا وترسلولي ؟ ولا اقول نتكلم فيديو ؟ شرايك ؟
ميهاف : اقول طيري عني شويه قاعدة اجهز العشا .. إذا خلصنا بشوف .
رند : خلاص انقلعي انا مدري ليش اكلمك .
ميهاف : من جد ماعندك احد يشغلك عني ؟
رند : حتى وانا وسط الناس بالي معاك شايفه كيف احبّك ؟
ميهاف : آآه ياحظي ..
رند : لا واثقه من نفسيها .
ميهاف : ههههههههههههههههه انا اللي مدري ليش لسه أرد عليك .
كانت عيونها متعلقه بالهاتف وتبتسم لكن إبتسامتها اختفت بمجرد سماع صوت مألوف : رند , اشبك واقفه لحالك هنا ؟ مافي أحد جوا ؟
ابتسمت رند بإرتباك : ها إلا كلهم واصلين يستنوكِ بس انا ماما قالتلي دحين بيجي مندوب العشا ف بستناه .
نظرت إليها بتفحص ثم أشارت إليها من رأسها لأخمص قدميها : تستنيه بهذا الشكل ؟
نظرت رند إلى نفسها ثم قالت لتتدارك موقفها : لا طبعاً مو انا اللي راح اطلع , الخدم راح يطلعوا بس انا بشوف كيف راح يجهزوا البوفيه عشان ماما مشغوله..
رحمه : اها أوكِ .. ماراح تدخلي طيب ؟
رند : الا أكيد بس تفضلي انتِ .
رحمه : تعالي ادخلي معايا طيب ..
استغربت رند من إصرارها على الدخول , لكنها طاوعتها ودخلت لتقف عند المدخل .. إلى أن تجاوزتها رحمه عندما رأتها فجر وهي ترحّب بها وتدعوها للدخول , تبادلتا الحديث وهما تمشيان للداخل ..
اما رند التي ظلت جالسه عند المدخل .. رفعت رأسها ونفخت الهواء من فمها بملل .. اهتز هاتفها إثر مكالمة ..
عقدت حاجبيها ثم ضحكت عندما رأت إسمه .. خرجت للحديقه مجدداً لتجيب : هلا هلا .
رشاد بضحكه : هلا بالساحبه ..
رند : ساحبه ؟ يا إنسان ماخلوني أتنفس , اقسم بالله إنكم محظوظين لأنكم اولاد ماتضطروا تسمعوا كلامهم اللي يجيب المرض .. وربي أحس راسي بينفجر وفوقها امي مهددتني إني ما امسك جوالي واسحب عليهم ..
رشاد : هههههههههههههه لا واضح انك ماسحبتي عليهم ! لدرجة ان مافي ولا صوت جنبك ..
رند بأسف : قاعدة برا , والله الجو حار بس عالأقل هدوء .
رشاد : طيب ماتبيني أشوفك ولا تشوفيني ؟
رند : أكيد طبعاً بس متى ؟
رشاد : دحين .. انا بالمواقف مامشيت لسه .
ضحكت رند بقوة , ليتساءل رشاد : إيش ؟؟
رند : وأنا أقول شفيها أمك بتدخلني بالقوة .
رشاد : أما .. ترى تحسبني مشيت .
رند : لا ما اتوقع ماشفتها كيف مارضيَت تدخل إلا بعدي .
رشاد : طيب تقدري تجي عشان أشوفك قبل ما أمشي ؟
رند : بفكر ..
رشاد : بلا سخافه يلاااا ..
رند وهي تنظر إلى فستانها : طيب اعطيني دقيقه بس .
رشاد : دحيـــن يعني دحيـــن ما حطول والله لازم امشي .
رند : مدري رشاد ما احس فستاني لايق ..
قاطعها : أقول عادي والله تعالي بس , هيــا .
وقفت عند مواقف السيارات بالفيلا , لم تكن هناك سوى عدة سيارات قليلة لأهل البيت وسيارة رشاد : انا جيت .
التفت يبحث عنها إلى أن استقرت عينه عليها , فستان أحمربقطعتين بأكمام طويلة , ضيّق إلى بداية البطن ومن ثم جزء من البطن مكشوف إلى الخصر , وبعدها تنورة ضيّقة قصيرة إلى منتصف الفخذ , كعب بلون فاتح .. مكياج خفيف يبرز نعومة ملامحها .. شعرها مرفوع بالكامل ومربوط .
خرج من سيارته مبتسماً , بينما هي أخذت تمشي ببطء إليه .. حتى وقفت أمامه مباشرة ..
سارعت بالقول عندما أطال النظر فيها دون ان يتحدث فقط ينظر بإبتسامه عميقه : لا تطالع كذا أدري الفستان ما عجبك بس أنا قلتلك إن...
رشاد قاطعها : أصص ماجيت أعلق على فستانك , جاي أشوفك .
أمسك بيدها : صايره مرة حلوة .
إبتسمت والحمره تعتلي وجنتيها بخجل : رشـــاد .
ضحك ثم تنهد , يحاول مقاومتها لكن لم يستطع الصمود أكثر حتى باغتها بعناق جعلها تتخشب في مكانها .. شعر بتسارع أنفاسها , لا يودّ أن يبتعد لكن في نفس الوقت يخشى أن يراهم أحد .. ابتعد عنها ليرى وجهها قد احمرّ بالكامل , أشاحت بصرها عنه تلقائياً وأخذت تعصر أصابعها دون ان تتفوّه بحرف .. ليقول هو : ما أبغى أروح بس كمان ما أقدر أطوّل .
رفع يدها وهو يقبّلها ثم ضم يدها لصدره : ياربي متى نتزوج واشوفك طوال الوقت !!
وأخيراً تمتمت هي قائلة بعد ان شعرت انها ستسقط من فرط التوتر : رشاد .. لازم أرجع قبل ما ماما تفقدني ..
رشاد : أوك .. بس لحظة .
فتح باب سيارته واخرج كيس رماديّ اللون يحمل شعار لكنها لم تميّز الشعار الموجود عليه .. ثم مده إليها : بما إنها المرة الأولى اللي احاول اختار فيها شي زي كذا فإن شاء الله يعجبك .
وضعت يدها على وجهها وابتسمت : رشـــــاد ايش هذي الحركات ؟
اخرجت ما بالكيس وفتحته : مرة شكراً مرة مرة شكراً , حلـــوة مرة .
رشاد : والله من جد عجبك ولا تسلكي ؟
رند : والله مــــــرة حلو ما أسلّك ..
ثم مدت له العلبة : خذها ولبّسني .
رشاد : لا عاد ..
رند بإصرار : والله تلبّسني هي يلاا .
أخذ العقد واستدارت هي رافعة شعرها .. وضع العقد على عنقها واستغرق وقتاً ليقفله , يده ترتجف أصيب بالتوتر والتشتتت من أفكاره ..
رند : ايش قاعد تخترع ؟
رشاد : خلصت ..
استدارت مرة أخرى إليه مبتسمه إبتسامة واسعة : شرايك ؟ حلو صح ؟
رشاد : كل شي حلو عليك ..
رند تنفست بعمق واضعةً يدها على العقد : انا راح ادخل اوك ؟
رشاد اقترب منها كان يود فقط السلام عليها , لكنها من الإرتباك الذي انتابها , قبّلت خدّه بسرعة بمجرد ما اقترب منها ..
ضحك بشدة بينما قالت هي بصدمه : اوميقاااد اوميقاد الروج طبع ...
حاولت مسحه لكنها قالت بسرعة أكبر : أنا اسفه بس والله من جد لازم اروح ..
ذهبت قبل ان يرد عليها حتى .. لكنها بالفعل تشعر أنها إذا بقيت لفترة أطول ستموت من الهلع والتوتر والإرتباك ..

بعد أيّام ..
طرقت الباب عليه , فتح الباب ونظر إليها : ايش تبغي ؟
هي بإحباط : لا تقول نسيــــت ؟؟؟
ضحك : أمزح , خلصتي ؟
ياسمين : إيوه يلا بليــــز قبل ما ماما تشوفنا ..
لم تنتهي من جملتها الأخيرة إلا وهو ينظر خلفها قائلاً : متأكدة إنها ما شافتنا وخلصت ؟؟
إستدارت ياسمين ببطء لتجد والدتها تقف عاقدةً حاجبيها ومطوقة ذراعيها : على وين ان شاء الله ؟ لا تقوليلي رايحه لرنــد .
ياسمين بترجي : يا ماما بليـــــز الله يوفقك ويخليك ولا يحرمنا منك والله كلهم مجتمعين عندها وانا وعدتها إني بجي , بليـــز خليني .
ضحى : إحنا مو كأننا تكلمنا بهذا الموضوع وعكّينا فيه بزيــادة , ليش موراضية تفهمي ؟
ياسمين : بليـــز ماما الناس عيد بتجلسيني في البيت وما تخليني أشوف صحباتي ليش ؟
ضحى : ياسمين قلنا رنــد لأ .. لو بتروحي لأرجوان ما منعتك بس رنــد يعني بيت خالتك فجر لأ .
إستدارت تنظر لتميم : تمومي أقنعها عشان خاطري .
تميم بقرف : تمومي هذا إيش ؟؟ (ثم نظر إلى والدته) معليش ماما خليها ذي المرة تروح شوفيها كاشخه لا تبكي علينا إيش بيسكتها ؟
ضحى : بــ..
قاطعها تميم : خلاص مشّي عشان خاطري , عشان خاطري ..

في السيارة ..
وهي تداعب قطتها وتتحدث إليها ..
تميم : حتى هذي معزومه ؟
ياسمين : طبعاً , عزمتها قبل ماتعزمني حتى .
تميم : ايش اسمها قلتي ؟
ياسمين : تيدي .
تميم : أقصد بنت خالتنا مو بستك .
ياسمين : رنــد .. ليش ماتتعرف على زيــاد ؟ ولا انت كم عمرك ؟
تميم : ثمانية وعشرين ..
ياسمين : امم أصغر منك هو بس عادي عيال خالة .. لحظة إذا إنت عمرك ثمانية وعشرين , بدر كم عمره ؟
تميم : اتوقع ثلاثة وثلاثين او اثنين وثلاثين حاجه كذا .
ياسمين بدهشه : أما , طلعتوا كبار وانا ما ادري .
تميم : ليش كم تحسبي عمري ؟ سبعة طعش ؟
ياسمين بضحكة : مدري بس قلت يمكن خمسة وعشرين , غريبه دام بدر كبير كذا ليش مافكر بالزواج الا متأخر ؟
تميم بحقد : لأنه مريــض متخلف ..
ياسمين بإستغراب : يا ساتر إيش مسويلك ؟
تميم : ولا شيء بس نرجسي ما تعرفيه يعني ؟ كل البنات مو لايقين , مو على ذوقه , مو مناسبات .. جاهلات .. وهرج فاضي .
سكتت ياسمين لبرهه ثم قالت بعدها : عادي أسألك سؤال بخصوص ليان .
تميم بملل : إذا بتسأليني ايش كان بيني وبينها ما بيننا شيء والله ..
ياسمين : لالا مو هذا سؤالي .. بس كنت بعرف من جد بهذاك الوقت كانت فيه بنت ثالثه معاكم ؟
عندها اصدر هاتفها صوتاً "لقد وصلت إلى وجهتك"
اوقف تميم السيارة امام باب الفيلا : وصلنا .
اتصلت ياسمين على رند وانفتح الباب .. ادخلها تميم بسيارته قائلاً : متى حترجعي ؟
ياسمين : تعال الساعة وحدة .
همّت بالنزول لكنها سرعان ماقالت : وما حنسى سؤالي .

في غرفة رنـد المفضلة و تحديداً الديوانية المعتادة المطلة على المسبح الداخلي للفيلا
مجتمعين على شكل دائرة يلعبون لعبة ورقية "لاتقول"
الكثيـر من الصراخ , والضحك , والعراكات التي انتهت برمي الوسادات على بعضهم البعض .. والضحك مجدداً .
وقفت العنود على ركبتيها بحماس : أص أص دوري والله مالي شغل اللي صوتها اعلى وجوابها صح هي اللي تفوز .
رنـد : يلا ايش .
العنود : شيء ينقال على الولد بالشارع ..
لم تكمل جملتها الا والكلمات تنهال عليها واصواتهم تتعالى .. وعنود تومئ رأسها بـ "لا" على كل إجاباتهم ..
ميهاف : ها ايش طيب كل شيء لأ !!
العنود : لسه الوقت ماخلص ! بغششكم شويه .. كلمة كأنها مشتقه من حنش ..
سكت الجميع ينظرون بإستغراب : ينقال عالولد ومشتق من كلمة حنش ؟؟
ارجوان : سهله ثعبان .
غدي : ما قد سمعت احد قال لولد ياثعبان !
انتهى الوقت لتصرخ ياسمين : خلااااص خلص الوقت ايش الكلمة ؟؟
العنود : حونشي يا دلوخ ..
رند : إنتِ الدلخه هذا مشتق من حنش ياحوله ؟
العنود : قريـــب منه نفس الحروف غباء .
ميهاف : خلاص خلاص دوري ..

مر الوقت وهم يلعبون حتى انطلقت أغنية جعلت غدي تقوم فجأة وهي تتراقص قائلة : خلاص مليت خلونا نرقص ..
لتبدأ فقرة الحركات الغريبة التي تشبه كل شيء إلا الرقص ..
أخذوا يتمايلون بلا هموم ولا مشاكل .. متناسين كل شيء , ضحكاتهم تملأ المكان حياة ومرح ..
إقتربت ياسمين من المسبح وهي ترقص بحماس , لتأتي رند مسرعة وتدفعها ضاحكه .. سقطت ياسمين وهي تصرخ بكم هائل من الشتائم , وسط ضحكات الجميع .. لتدفع ارجوان غدي التي كانت أيضاً بالقرب من المسبح , لكن غدي لم تسقط لوحدها بل امسكت العنود وسقطتا معاً ..
جرَت رند لتسقِط أرجوان لكن أرجوان هربت بسرعة .. حينها جلست ميهاف بعيداً جداً عن المسبح لكي لا تلقى حتفها هي الأخرى ..
توقفت أرجوان وهي ترفع يدها بوجه رند : اصطب اصطب ناخذ بريك تعبتيني ..
حينها تعالت ضحكات ياسمين والعنود وهما تنظران إلى غدي التي ساحت مساحيق التجميل من عينيها ولوثت المياه : هههههههههههههههههه غدي آآهـ بموت خلاص ...
غدي : لا لأ لأ صرت كأني مدمنه يابنات إيش هذا ..
لتقول ياسمين : الله يل### يا رند مسبحك كله بيصير ترتر من فستاني , كيف حطلع من الموية فستاني ثقيل كأنه جينز .
العنود : من فضل ربي علي إني لابسه جمبسوت ولا كان صار فستاني سلسله برقبتي .
غدي اقتربت من العنود : عنود عنود قولي حسد .
العنود بإستغراب : حسد .
غدي : شعرك زي الأسد .
الجميع : ههههههههههههههههههههههههه هههه
العنود من بين ضحكها : حيوانه .. طيب قولي قولي كافيار .
غدي : لا ماابغى .
العنود : امانه قولي .
غدي : لا ماابغى .
العنود عضت يدها بقوة : قــــولي ..
غدي وهي تصرخ : آآآآآي يا متخلفهه .

بعد أن فرغت الخادمه من توزيع المناشف عليهن , قالت لها رند : لاتنسي إغسلي ملابسهم واكويها وجيبيها .. معليش بزرات اول مرة يشوفوا مسبح .
ضربتها ياسمين على رأسها : احنا البزرات يا وصخه ؟؟ ولا انتِ ؟
رند : هيّا والله انك مطروده من الفقرة الجايه .
ياسمين : والله لأشتكي عليك مديرة البيت .
رند : مين هي ان شاء الله ؟
ياسمين بإستفزاز : خالتي فجّوره .
رند : يوه نسيت انها صارت خالتك فجأة .. المهم ماعلينا شرايكم الفقرة الثانيه فقرة تجميل , انا بحط لكم مكياج .
العنود : لالا لا انتِ مو وجه ثقه ما اقدر اسلّمك وجهي .
رند : بقلعتك راح تكوني أبشع وحدة بدون لمساتي , مين تبغاني أبدأ فيها .
غدي : بشرط مكياج حلو بدون إستهبال !!
رند : ههههههههههههههههه طيب .
غدي : رنــــد بليــز لو رجعت لأهلي كذا بيحسبوني ميته صياح واكيد كانو ف بيتك شباب لااااا وكمان بدون ملابسي عز الله ما طلعوني بعد اليــــوم .
رند : لا والله والله منجد بحط لكم مكياج حقيقي مرتب .
أرجوان : خلاص انا بسوي شعوركم عندك سيراميك صح ؟
العنود وهي تمسك بشعرها : سوولي ويفي ماقد شفت نفسي بويفي ..
رند وهي تصفق : يلا يلا كلكم تعالوا نطلع لغرفتي نكمل فقراتنا فوق .
خرج الجميع من الغرفه حاملين حقائبهم واغراضهم ..
شدت العنود رباط المنشفة على خاصرتها : يع يع مبلولة مع رطوبة جدة أحس إني ملصقه ..
كانت ميهاف آخر واحدة تمشي من بينهم وارجوان تمشي قبلها : ذكريني اقولك اوك ؟
ميهاف : أوك ..
حينها وصلها إشعار على هاتفها .. نظرت إلى الشاشة "وينكم؟"
عقدت حاجبيها وهي تنظر حولها ثم كتبت : ببيتكم .
هو : أدري بس أقصد وين بالضبط ؟
وقفت ميهاف لتكتب : طالعين لغرفة رند , ليش ؟ .. انت بالبيت ؟
زياد : دوبني داخل مع الباب ..
نظرت ناحية الباب لترى سيارة زياد وهي تدخل الفيلا .. وزياد يكتب : بما إنك لوحدك لحظة لا تدخلي .
لم يسعها الوقت لكتابة "ليش ان شاء الله ؟"
حتى أوقف سيارته بمنتصف الطريق وخرج بسرعة من السيارة قبل ان تدخل هي .. وقف أمامها وابتسم : لحقتك .
ميهاف والقلق يجتاحها : فيه شيء ؟
زياد : لا بس من زمان ماشفتك .
رفعت ميهاف حاجبها : نعــم من زمان ماشفتني ؟ وهو لازم تشوفني أصلاً ؟
زياد : أكيد لازم أشوفك (أدخل يده في جيبه) طالما بعطيك هذا ..
امسك بإحدى يديها واضعاً فيها علبة صغيرة وتركها , ميهاف وهي تنظر إلى يدها تحاول استيعاب ماحدث !!! شعرت بالغضب من تصرفه , رفعت نظرها تنظر إليه بعصبيه : زياد يا زياد إني اكلمك وارد عليك هذا ما يعني إنك تتجاوز حدودك معاي أبداً ولا حتى تفكّر .. وبعدين ايش بيني وبينك عشان تعطيني هذا ؟؟
اختفت ابتسامته : والله ما قصدت شيء آسف ما توقعت إنك بتتضايقي .. وبعدين مو لازم يكون بيني وبينك شيء عشان اهديك .
ميهاف بسخرية : إي صح نسيت إنك متعوّد على هالحركات .. بس ياليت تركز .. أنا ميهـــاف ميهـــاف يازياد .. وحدة ماتجيبها بهدايا , زياد لاتخليني أندم إني عطيتك وجه .
مدت له العلبه ليأخذها .. لكنه نظر إلى يدها لبرهه ثم قال بخيبة : عادي خليها معاك , بالنهاية انا اشتريتها لك .. ايش اسوي فيها .
ميهاف : عادي منت خسران اعطيها أي وحدة تعرفها وين المشكلة ؟
رفع نظره ينظر إلى وجهها , شعر بوخز في قلبه , بإستحقار لذاته .. شعر أنه يودّ لو أنه لم يفكّر فيها أبداً .. لأول مرة يشتري فيها شيئاً بنية صافيه جداً .. لكنها المرة الأولى التي يحصل فيها على ردة فعل كهذه !! أسوأ ردة فعل تلقاها على الإطلاق ..
أشاح بوجهه عنها : لسه هذي نظرتك ليّ ؟ ماراح تتغيّر ؟
ميهاف : طالما انت بتظل تنتهز الفرص بذي الطريقة الواطيه أكيد ماراح تتغيّر نظرتي !!
زياد بدفاع : أقسم بالله ياميهاف ماكان قصدي شيء ..
ميهاف قاطعته : وانت ليش قاعد تبررلي ؟؟ ترى ماتهمني , تغيّرت لنفسك , ماتغيّرت برضو لنفسك انا مو جايني شيء !
ثم حركت يدها : خذ ..
شد على قبضة يده وهو يشعر بالقهر .. رص على أسنانه وغادر عائداً إلى سيارته ليوقفها بمكانها المخصص .. تاركاً ميهاف ويدها ممدودة باللهواء .
زفرت بضيق ودخلت للفيلا , كانت تريد وضع العلبة على طاولة المدخل ليراها زياد عندما يدخل ..
لكنها ترددت ووضعتها بالحقيبة , وصعدت مسرعةً إلى غرفة رند .. وبمجرد دخولها قالت غدي : ويـــنك فقدناك .

\\

في منزلها وتحديداً وهي جالسه على سريرها وبيدها العلبة .. شعرت بتأنيب ضمير قوي جداً , تشعر انها بالغت في ردة الفعل , لكنها في نفس الوقت تشعر أن مافعلته هو الصواب لتوقفه عند حده ولكي لا يظن أنها سهله .. ولا يعتقد أنها كباقي الفتيات اللاتي يعرفهن ..
فتحت العلبه , إختفت نظرة البرود وتحوّلت لنظرة أسف شديد عندما اخرجت العقد من العلبة .. كان العقد مصنوعاً من الذهب الخالص .. يتوسطه لؤلؤ صغير وعلى بعد مسافة بسيطة حرف "م" بالعربيه , نظرت إلى العلبة المطبوع عليها شعار مميّز ..
أمسكت بهاتفها وهي تبحث قليلاً عن نفس الشعار حتى وجدت حساباً يحمل نفس الشعار .. دخلت إليه لتكتشف أن الحساب خاص بتفصيل الذهب ..
رفعت العقد تنظر إليه مجدداً : تفصيـل !!

*****

في مركز الشرطة ..
مد له الملف : طلعت النتيجة .. البصمات اللي عالبطاقة لشخصين بس , طلعنا كامل معلوماتهم عندك بالملف .. أي خدمه ثانية ؟
المفتش رفع يده : لا خلاص يعطيك العافيه .
خرج الرجل من مكتبه , بينما أخذ المفتش يقلّب في صفحات الملف ليقرأ الإسم الآخر لصاحب البصمات , رفع عينيه بإزدراء ..
ثم أخذ يطرق على لوحة المفاتيح بحثاً عن صاحب الإسم في سجلاتهم الجنائية , المثيـر للذكر أن وجهه مألوف لكنه لا يملك سجل جنائي إطلاقاً !!

\\

وضع ورقة على مكتب أحد أعضاء الفريق وهو يقول : هذا , أبغى تطلعلي عنوانه ومعلوماته الكامله , نشاطاته , وأماكن تواجده الدايم .. كل شيء عنه ما أبغى ولا تفصيل صغير يغيب عني ..

\\

بالقرب من منزله .. ظل المفتش يراقب المكان إلى أن يظهر الشخص المطلوب .. وفي تلك اللحظة التي أوقف فيها سيارته وترجّل منها ..
ترجّل أيضاً المفتش من سيارته واخذ يخطو بخطى ثابته إليه منادياً : لو سمحت ..
بمجرد أن استدار عقد حاجبيه وابتسم بإستغراب : آمر .
مد المفتش يده ليصافحه : أنا هاني , وانت ..
هو بمقاطعه : محمد .
عقد المفتش حاجبيه : محمد ؟ توقعت إن اسمك حمد عبداللطيف ال#####
بهتت ملامح حمد : وانت مين ؟ أعرفك ؟
المفتش هاني : اسمي هاني .
حمد بتفكير : ما اتذكر هالإسم مر علي !
حينها قطع عليهم وصول سلطان وهو يقول : السلام عليكم , اسف تأخرت .
هاني : لا جيت بوقتك , حمد ممكن نتكلم معاك ؟
حمد والخوف بدا يظهر على ملامحه : انتو مين ؟
سلطان : انا المفتش سلطان وهذا ...
حينها تلعثم حمد : آآ يمكن انتو تدوروا على حمد ولد جيرانا مو انا , أنا إسمي محمد ..
هاني بنفاذ صبر : إحنا حنستعبط ولا كيف ؟
حينها تراجع حمد بضع خطوات للخلف محاولاً المباغته والهرب , لكن سرعان ما أمسك به سلطان وهو يضع الأصفاد على يديه خلف ظهره ..
ليقف هاني امامه قائلاً : كان ودنا الاسئلة تكون ودية أكثر , بس شكلك تبي تشرفنا المركز .
حينها استدعى سلطان فرقة لتفتيش منزل حمد بينما وضعوا حمد في السيارة , وقف سلطان يقول لهاني : ممكن أعرف انت كيف وصلت له ؟
هاني بنظرة شك : يخوّفك بشيء ؟ ولا تخاف إن لمياء تتورط بشيء ؟
رمقه سلطان بإزدراء : قلتلك ماكنت أدري .
هاني ببرود : قلتلك إني مصدقك , اطلع ..
صعد الإثنان للسيارة وحمد معهم بالخلف يقول بهستيريا : والله ماسويت شيء ليش ماسكيني ؟؟ والله اقسم بالله مالي دخل بشيء .
سلطان : تعرف وحده إسمها لمياء #### ؟
حمد : لا وربي ما اعرفها مين هذي ؟
سلطان : طيب بدر ######## ؟
حمد : برضو لأ .
هاني بنفاذ صبر رفع كيس بلاستيكي بوجهه بداخله هوية وطنية : هذي البطاقة يمكن تذكّرك بأحد !
حمد وهو يتصبب عرقاً : ما اعرف ما أعرف , ما اعرف هالشخص والله .
سلطان : الهوية مزوّره يا حمد , وماعليها إلا بصماتك وبصمات شخص ثاني ..
حينها ورَد سلطان مكالمه هاتفيه : الو ... كيف يعني ؟ ...... اوك اوك طيب ...... خذ كل الأدلة للقسم وافحصوها حتى الأجهزة .
اغلق الخط ونظر إلى هاني : لقوا ببيته الأدوات اللي يحتاجها للتزوير (ثم وجّه كلامه لحمد) يعني ماعندك مجال تراوغ أكثر !
اخرج الهواء من فمه بحسرة : بس انا بطلت من زمان .
هاني : وكم مدة الزمان اللي تقصده ؟ أمس ؟
سلطان وهو يعود لرفع الكيس البلاستيكي : طيب جاوبنا تعرف لمين هذي الهوية ؟


قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم السبت الموافق :
4-8-1441 هجري
28-3-2020 ميلادي


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 11:04 AM   #74

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي


الفصل السابع عشر
الجزء الأول

هاني : حمد أتوقع انك عارف عقاب التزوير لأوراق شخصيه وهويات .. لكن ممكن يتخفف الحكم عنك إذا ساعدتنا .
ظل ملتزم الصمت يحاول التفكير , هو بالفعل لا يعلم من الذي بالصوره !! يشعر ان عقله متوقف عن التفكير بسبب الخوف الذي يتملكه ..
حينها صرخ هاني بنفاذ صبر : انت راح تماطلنا ولا كيــف ؟؟ ليش جالس تغطي عليهم .
حمد باكياً : والله ما اعرف والله ..
سلطان : حمد الشخص اللي انت زورت له هويته متورط بقضايا قتل , انت لازم تساعدنا عشان نوصل له .
حمد بصدمه : مستحيــل .. مستحيل .
هاني : ايش المستحيل ؟
حمد : كل الناس اللي تعاملت معهم بالتزوير كنت أعرفهم ...

\\

في مركز الشرطة وتحديداً غرفة الإستجواب ..
سلطان ظل جالساً أمامه بينما هاني يدور بالغرفة يحاول التحكم في غضبه من إنكار حمد .
سلطان : طيب ممكن تعطينا قائمة الناس اللي تعاملت معاهم بدون ماتنسى ولا شخص ؟
حمد بتشتت بدأ يسرد الأسماء التي يتذكرها جميعها حتى انتهى وسلطان يدوّن ..
هاني : هذول كلهم متأكد ؟؟
حمد أغمض عينيه يحاول التذكر أكثر : مو كلهم بس هذول اللي اتذكرهم تقريباً واخر اللي زورت لهم .
هاني : ايش الدافع اللي خلاك تزوّر ممكن تفهمني ؟؟
حمد : والله ما أدري إن الموضوع فيه قتل , كل اللي زورت لهم كانوا إما بدون او الناس اللي مخالفين للنظام وهوياتهم منتهيه من زمان , الموضوع كان انساني والله .
هاني ضحك بسخريه : إنساني ؟ ناس مخالفين للنظام وتقول عمل إنساني ؟
حمد : انت ماراح تفهم وعمركم ماراح تفهموا لأنكم ماجربتوا ..
سلطان وهو ينظر إلى الأسماء الذي دوّنها ثم أشار على إحداها مقاطعاً حوارهم بتعجّب : اووه , كأننا وصلنا للي نبغاه !
هاني نظر بسرعة إلى الورقة وهو يرفعها ليتمتم بصدمه : لا مستحيـــل ! كيف وهو...
وضع الورقة امام حمد وهو يطرق بإصبعه بقوة إلى اسمه : هذا وين نلقاه ؟؟
حمد : تبون عنوانه ؟ انا اللي اعرفه انه يسكن بحي العزيزية بـ..
قاطعه سلطان : متى آخر مرة شفته ؟ احنا جاينا بلاغ من فترة انه مفقود وإلى الآن أهله ماحصلوه والعنوان اللي بتعطينا إياه أكيد عنوان أهله بالعزيزيه , متى آخر مرة شفته وتواصلت معاه ؟
حمد بتفكير : آخر مرة شفته يوم زوّرت له هوية (ثم تذكّر) إي إي صح الهوية اللي معكم بإسم فيصل أنا سويتها له بس .. مستحيــــل يكون متورط بقضايا قتل , أنا اعرفه .. إنسان مسالم !!
هاني متسائلاً : الشخص اللي بالصورة هو ؟
حمد وسلطان بنفس الوقت : لأ .
سلطان : مين اللي بالصورة ؟
حمد : ما اعرف واحد غريب عني أول مرة أشوفه .
هاني بتفكير : آخر مرة شفته يوم التزوير , كان لوحده ؟
حمد : ايه جاني لوحده .
سلطان : حاول تتذكّر أي شيء ممكن يوصلنا له .. طيب لما كان يتواصل معاك يتواصل برقمه ولا ؟
حمد : إي كان يتصل علي برقمه دايماً الا آخر مرة اتصل علي برقم ثاني ..

\\

استند سلطان على الكرسي بتعب وهو امام شاشة الحاسوب .. هاني ربت على كتفه ثم اتكأ على طاولة المكتب : لقيت شيء ؟
سلطان : لأ .
هاني : ولمياء ؟
سلطان : برضو لا , مافي شيء يدينها .
هاني اقترب منه بشك : انت ماتخبي شيء يخصها ؟
سلطان رمقه بإزدراء : أكيد لأ .. وبعدين وحده استدرجت اربعة اصحاب ..
قاطعه هاني بسخرية : مابتصعب عليها صح ؟ , بس اتمنى انك ماتكون شاركتها بأي شيء يخص قضيتنا , يعني ماتكون ساعدتها تكون حذره لدرجة اننا مو قادرين نمسك عليها ولا شعره .
قام هاني مدخلاً كلتا يديه بجيبيه يتأمل بصور الضحايا المعلقه على الحائط .
ليقول سلطان : تدري .. أنا آخر شيء توقعته اني بعد كل هالسنوات برجع أشوفك .
ابتسم هاني واستدار ينظر إلى سلطان : جدة صغيرة , وانصدمت انك صرت محقق لأني توقعتك تحب الطيران زي ماكنت تقول دايماً !
سلطان : ويمكن يكون عندي دافع ثاني !
هاني بتهكم مقصود : ايش ؟ انك تضللنا عن حبيباتك ؟

*****

في ذلك اليوم ..
لم تستطع النوم ، قلبها يخفق ، لا تشعر بشعور جيّد حيال زياد .
تشعر بالخوف من أنها ظلمته ، او آذته بكلامها ، وبلا سابق إنذار انهالت عليها المواقف التي تجمعها به .. حاولت إغماض عينيها تحاول منع تسرب الذكريات برأسها ، لكن تلك الذكرى بالذات استقرت في رأسها ..
في ذلك اليوم عندما كانت بالمستشفى ، تبكي بسخط على الحال الذي وصلت إليه بسبب عمومتها .. وكانت قد فقدت السيطرة تماماً على نفسها .. عندما امسك زياد بوجهها محاولاً تهدئتها ، تلك اللحظة بالضبط التي وعدها فيها أنه سيذهب معها للشرقيه للبحث عن والدتها !!
فتحت عينيها وهي تضع يدها على قلبها وتعض شفتها السفلى ..
لتعيدها ذاكرتها مجدداً لتلك اللحظات التي قضتها هي برفقة زياد بالشرقيه .. اللحظات التي بددت كل مخاوفها من زياد ..
كان شخص لطيف جداً لدرجة أنها شكّت أنه وزياد القديم شخص واحد !!
لا تعلم لمَ الآن فقط لاحظت أن زياد كان يقف بجانبها كلما احتاجت إلى شخص يساندها .. كيف لها أن تنسى وقوفه معها عندما سمح لها بالبقاء بالمنتجع الذي يملكه ..
هل من المعقول أنه كان يفعل كل هذا لكي يحاول الاستحواذ عليها ، لا لا تظن ذلك .. هل فعل كل هذا لكي يشعر بأنه مازال يمتلك جانب خير ، كما قال لها ذات مرة ؟؟
ربّما ، لكن .. ما قصة العقد ؟ اهو من اجل شعوره بالخير الذي في قلبه ، ام للاستحواذ على قلبها ؟ ام ماذا ؟
دفنت وجهها في المخدة بقهر من افكارها التي دارت حول زياد طوال الليل .. لم يستحوذ على قلبها فقط وانما سلب عقلها على مايبدو !!

\\

أما باليوم السابع من شهر شوّال
ركبت السيارة وسلّمت ..
وبعدما ردّوا السلام ، استدارت رند تنظر إليها : ماشاء الله عالوقت بالضبط ..
ابتسمت ميهاف : تدري ما احب اتأخر على احد .
رند : طيب جبتي معاكِ الجهاز ؟
ميهاف : ايوة ايوة بالشنطه .. ليش تبغيه ؟
رند : لاني لما جيت بحط جهازي لقيته محروق وتذكرت اني حرقته ونسيته , ماعلينا والله متحمسه اشوف روان من كثر ما تتكلم عنها عنود .
ميهاف : هذي نفسها اللي ورتنا صورها ؟
رند : ايوة ايوة .
زياد : ما كنت ادري إنك اجتماعيه كذا ولا ايش صار ؟
رند : والله اول مرة القى ناس على جوي .. بس زي نهى الله يرحمها ما لقيت .
توقف زياد عند احدى المحطات لتعبئة الوقود .. خرج من سيارته ، لتخرج رند بعده وهي تشير : بروح البقاله ، تجي ؟
ميهاف اومأت بالنفي ..
ذهبت رند وماهي إلا دقائق قليلة حتى عاد زياد للسيارة ومشى قليلاً ليوقف سيارته بجانب مركز المواد الغذائية .. واخذ يعبث بهاتفه ، بينما ميهاف تشعر انها تود الاعتذار عما حصل بينهما آخر مرة ..
فمن بعد ذلك الحين لم يتحدثا إطلاقاً ، حتى أنه لم يعد يحاول التحدث إليها بالرسائل ، والآن يتصرف وكأنها غير موجودة .. وهذا ما زاد شعورها بالتأنيب . لم تستطع التفوّه بحرف ، لأنها لا تدري هل تعتذر بلا مقدمات هكذا ؟ ام يجب عليها بدء حوارٍ أولاً ؟؟
أخذت تفكّر كثيراً إلى أن عادت رند وتجاهلت الفكرة برمتها ..
عندما وصلوا للمكان المنشود ..
نزل الثلاثة من السيارة ، وقف زياد عند حقيبة السيارة وهو يخرج حقائبهم منها ..
كانت تريد ان تأخذ حقيبتها لكنه لم يضعها على الارض بل تجاهل انتظار ميهاف ومشى بالحقائب ووضعهم عند باب الفيلا بهذا المنتجع ..
امسكت بحقيبتها وهي تضغط جرس الباب ، وميهاف خلفها .
عندها قال زياد : رند وقت ما بترجعي كلمي مجيد .
رند : اوكِ .
فتحت العنود الباب وهي تعانق رند ، وبعدها عانقت ميهاف وهي تحثهم على الدخول ، وعندما هموا بخلع عباءاتهما ، شهقت ميهاف بقوة : شنطتي !!! الله يقلع الشيطان نسيتها بالسيارة .. بالله رند اتصلي على زياد قبل ما يبعّد جوالي فيها .
همّت رند بالاتصال عليه لتخرج ميهاف مسرعة تنتظره بالخارج .. وبمجرد ان عاد واوقف السيارة ، اقتربت هي بتوتر وفتحت الباب الخلفي لتأخذ حقيبتها : انا آسفه ..
زياد هز رأسه بالنفي بمعنى " مو مشكله " لكنها ظلت واقفه لفترة لم تغلق الباب تنظر إليه بتردد ، تريد الاعتذار عن الموقف ، موقف الهدية لكنها خائفة ومترددة ..
حتى استدار زياد بإستغراب ، مومئاً برأسه " فيه شيء ؟"
انتبهت على نفسها وهزت رأسها بالنفي واغلقت الباب وعادت إلى الفيلا ..
اما هو رغم استغرابه من نظرتها التي كانت تنظر إليه فيها الا أنه شعر بالخيبه لأنها تستمر بالنظر إليه بطريقه تجعله يشعر بالإحتقار لذاته ..

//

داخل الفيلا عندما اجتمع الجميع روان - العنود - ياسمين - ارجوان - رند - ميهاف .. اما غدي فلم تأتي محتجه بأن والدتها لم توافق على المبيت خارج المنزل في الـ" كباين "
وبينما هم يتبادلون أطراف الحديث ، ظلت ميهاف سارحه في معمعة افكارها ..
تنهدت تنهيدة جعلت الجميع يلاحظ انها لم تكن تستمع إليهم ، لتقول العنود : فيك شيء ؟
هزت ميهاف رأسها بالنفي وقامت مبتعدة عنهم ، تمشي للخارج وتحديداً للمسبح التابع للفيلا ..
فتحت محادثته ، كتبت ومسحت ، ثم كتبت ومسحت ، ثم عادت لتكتب وتمسح ربما عشرات المرات ، وفي آخر مرة كتبت فيها عبارات اعتذار وتملق وازدراء ثم اعتذار ، ثم توبيخ ولوم وعتاب واختتمتها بإعتذار ..
وقبل ان ترسل مسحت كل شيء وارسلت : آسفه
ليجيب في نفس اللحظه : قلتلك عادي .
ميهاف : اقصد اسفه على موقف الهدية ، حسيت اني بالغت بالرد وقلت كلام ماله داعي .
زياد : بالعكس نبهتيني على شيء ما انتبهتله
ميهاف : ايش ؟
زياد : ما اتحمس زياده عن اللازم واعرف قدري اول ، انا اللي اسف احسبك تعتبريني صديق وراح تتقبلي .
ميهاف : والله ما كان قصدي اكون وقحه بس انا ما توقعت ، يعني كانت ردة فعل سريعة مافكرت فيها .
زياد بسخريه : كل الكلام اللي قلتيه ومافكرتي اجل لو فكرتي ؟
ميهاف : زياد انا آسفه .
زياد : عادي قلتلك ( ثم اكمل بسخريه) على قولتك متعود على حركات البنات .
رصت على اسنانها بغيظ : بس انا ما اشبهلهم ولا بشبه للبنات اللي عرفتهم بحياتك .
زياد : بسألك .
ميهاف : ايش ؟
زياد : تثقي فيّا ولا لا ؟
ميهاف ظلت فترة لم ترد ، ليقول : انا مستغرب .. اذا انتِ هذي نظرتك ليّا من البداية ولا عمرها تغيرت ولا اظنها بتتغير ، وماتثقي فيّا ، كيف رضيتي تسافري للشرقيه معاي ؟
ميهاف : كنت مضطره .
زياد : وعلى الاقل وجودنا فترة طويلة مع بعض لحالنا بدون ما امسّك بسوء ما خلاك تثقي ولا 1% ؟؟؟
ميهاف : ما ادري يا زياد ما ادري .
زياد : يهمني اقولك اني قاعد احاول قد ما اقدر اتغيّر ، اتخلص من زياد اللي تعرفوه ، بس انتِ خليتيني احس اني مهما سويت الصورة وحدة ما راح تتعدل بعيونكم .
ميهاف بغيظ : خلاص عاد لا تصير كأنك ضميري تأنبني زيادة ، قلتلك اسفه !
زياد : طيب
ميهاف : ايش طيب ذي ؟
زياد : خلاص ميهاف طيب يعني ماصار شيء .
سكت كلاهما لفترة وجيزة حتى تقول ميهاف : بس يعني ذوقك حلو ، شكراً
زياد : عوافي
ميهاف : يووه خلاص انسى الموضوع ، لا تعتبر الموقف صار ولا المحادثة هذي صارت ولا شيء ، احس اني كل ماجيت اعتذر اخربها زياده .. اسفه وبس .
زياد : اوكِ

\\

ياسمين : بالله شرايك بالزواج ؟
روان بتفكير : اممم والله صراحه احس استعجلت بالزواج .
رند : ليش مو حلو ؟؟
روان : مو انه مو حلو ، بس حوسه مع الدراسة هذا وانا بالمدرسة احس كل مافكرت كيف بتكون حياتي بالجامعه انكتم ، خصوصاً ان جداول الجامعه مو زي المدرسة وهو دوامه شفتات ، ف والله حوسه ..
العنود : تخيلي لو حملتي كمان ..
روان : بالله لا تذكريني من جد مدري كيف بتصرف ، بس يعني حلو صراحه .
ميهاف وهي تجلس بعد ان عادت من الخارج : ايش الحلو فيه ؟
روان : بيتك وانتِ حره ، حياتك وانتِ حره ، تحسي انك ملكتي نفسك محد يحاسبك .
ياسمين : يعني زوجك يخليك براحتك ما يقولك لا تطلعي لا تروحي لا تكشفي لا تحطي ذا اللون لا تلبسي ذا الشيء ؟؟ ويتحكم يحسب نفسه ملك العالم ؟
ضحكت روان : يعني امم ، لا مو مرة يتحكم عادي .
ارجوان : لو انه يتحكم ما كان شفتيها جالسه بيننا .
روان : اي والله ، بس هو رفض بالبداية بعدين قال عادي روحي غيري جو .
العنود بسخريه : كيف قدر يفارقك ؟؟
روان : عاااد يوم واحد بتنفــــــس ، بس انتو شرايكم ؟ تحسوا عادي تتزوجوا دحين بذا العمر ولا صغار ؟
ياسمين : اببببداً ولا افكر ..
ميهاف بمزحه : انا فاضيه ف عادي .
رند : لا صغيرة بس اذا واحد اعرفه واحبه عادي ..
ارجوان : لا ما احس بتزوج عالاقل خلال السنتين الجايه ، بعدها يصير خير .
العنود تنهدت : لو القى واحد يستاهل بوافق .
لتقول روان بعفويه : ريّان بيموت فيك اكيد يستاهل .
سكت الجميع ينظر للعنود والعنود تنظر لروان بصدمه : نعم ؟؟؟ اي ريّان ؟ لايكون قصدك ولد خالك اخو رعد ؟؟؟
روان : اما ماتدري ؟ ما قالتلك تمارا ؟ ما لمّحت عالأقل ؟؟؟
رند صفقت بحماس : الله فيه قصة حب من طرف واحد .
العنود : لا لحظه لحظه فهميني ايش الموضوع ؟
روان بتفكير : لا يكون هو شيء سري المفروض ما اقوله وقلته ؟؟
ياسمين : بالله قولي تحمست اعرف ..
ارجوان : عادي عادي سرك ف بير .
ميهاف : بس بير كبير شويه
العنود : والله من جد تكلمي .
روان : اممم مدري بس ريّان من زمان حاطط عينه عليك ويبغاك بس لسه ما بيكلم امه بيستنى شويه ، وصراحه هو كلّم رعد وقال له يخليني اجس نبضك والمح لك اعرف رأيك فيه بس انا نسيت الموضوع ، ولما قلتيلي انك قابلتي تمارا وكان ريان معاها توقعت انها تولّت مهمتي عني ..
العنود غطت وجهها : الله ياااااخذك ياروان ليش دوبك تتكلمي ؟ يعني هو يبغاني من قبل ما اقابل تمارا حتى !!!
روان : من ملكة جنى ورواد .
العنود : الله يااااخذك مرة ثانيه قولي امين !!! الله يقلعك انا رايحه اتشكى واتبكى عند اخته عشان سراااااج وانتِ تقوليلي حاط عينه عليك بكل برود !!!!
رند : لا عااااد لايكون تمارا قالتله ؟؟؟
العنود : اكيد قالتله تمارا ما توفر ..
روان : ايش دراااني انا ما اهتميت لأنه لسه متردد يكلم امه ، فقلت ما ابغى اكلمك وبالاخير امه ترفض مايحتاج اقولك ..
العنود : بس على الاقل قلتيلي عشان انطم وما اتكلم مع تمارا عن سراج !!
سكت الجميع للحظات ، لتقول رند : احسب مافي ف جدة وحدة اسمها تمارا غير المجنونه اللي بثانويتنا القديمه ...
قاطعتها العنود : هي نفسها .
رند بصدمة : سألتك بالله ؟؟؟؟
العنود : والله نفسها ..
رند : اللي تضاربتي معاها !!!
العنود : ايوه ..
رند : يااااا صغر الدنياااا
ميهاف : اما انتِ ما خليتي ولا وحدة الا وعرفتيها !
رند : والله من جد مادريت اني اجتماعيه واعرف الناس ، بس بالله شوفوا سخرية القدر .. تعرفت على ياسمين طلعت بنت خالتي ، تعرفت على ارجوان طلعت بنت خالك تعرفت على روان طلعت زوجة اخو تمارا اممم مين كمان !!!
ارجوان : ياسوو ايش صار على اخوك تميم ؟
ياسمين : الحمدلله بخير ، بس كلب مو راضي يقولي مين البنت وخدامة عمتي خولة تقول اسمها إيران .
ارجوان بصدمه : إيران ؟؟؟ حرام عليها .
ياسمين : ليش هو ايش المفروض يكون ؟
حينها بهتت ارجوان وضحكت رند : إيرام .. اتوقع الله اعلم .
رمقتها ارجوان بنظرة تهديد ، لكن ياسمين قالت : مدري عنها ، المهم انه خرج بالسلامه وخلاص .
ميهاف قاطعتهم : دحين بآخذ رأيكم بشي ، لوووو فيه شخص بحياتكم من كثر ماهو ضااامن مكانته عندكم يهددكم طوال الوقت انه بيترككم كل مازعل .. واذا خليتيه , رجع يعتذر تسامحوه ولا لا .
روان : على حسب مكانته .
رند : لا والله ما ارجع بيجلس يبتزني بحبه كذا ليش ؟
ارجوان : بلوك من حياتي والله .
ياسمين : ما اعرف ، يمكن على حسب اذا احبه ومن جد ما اقدر افارقه بسامحه .
العنود : لا افارقه ولا ما افارقه مع نفسه والله ما ارجع خلي تهديداته تنفعه ..
سكتت ميهاف بحيرة ، لتقول رند : جاك احد زي كذا ؟؟؟ (ثم قالت بصدمه) لاتقولــــــي والله اموّتك اذا كان عثمان ولسه محتاره !!!!
ميهاف : هو عثمان بس انا مدري ...
رند بإندفاع : يا غبيه هذا تحطي عليه اكس اكبر من راســــك ولا تفكري تلتفتيله من جديد .
ياسمين امالت شفتيها : هو شخص مرة مهم يعني ؟ اذا مهم سامحيه .
رند : كان خطيبها السايكو المختل ، اي تسامحه وربي المفروض اذا فكرت فيه تتعوذ من الشيطان وتتفل على يسارها قال تسامح قال .
ارجوان : يا ساتر ليش احس الموضوع شخصي بينك وبينه !!
ميهاف : لا هي معاها حق بس انا احس اني لسه ..
رند : تحبيه ؟؟؟ قوليها عشان وربي ما يردني عنك الا الشرطه .
العنود : يا لطيف ايش مسوي ذا ؟
ميهاف : كان خطيبي او بالاصح كنا مملّكين بس يعني هو كان على قولتها سايكو يتحكم فيا لأني صغيرة وكنت متعلقه فيه مرة مرة واطاوعه بكل شيء ، لين كبرت ومليـــت حسيته يحاول يطمس شخصيتي ويحاول يشكلني على كيفه ، وتطلقنا ...
رند : لا لا بالله كملي اللي سواه عشان يصفقوك معاي اذا فكرتي ترجعي له ..
ضحكت ميهاف : ما اتوقع تحتاجي فزعة ..
روان : طيب ايش سوا ؟
ميهاف : هو الظاهر انقهر لأني اول مرة اعانده واوقف بوجهه واقوله ماعاد ابغاك واذا بتطلق طلق مايهمني ، ف من جد طلقني وراح خطب بنت عمي ..
ارجوان : لا تقولـــــي وافقت ؟؟؟
رند : الا الحقيرة وافقت وطلعت تحبه من زمان وعينها عليه ومن زمان تحاول تحتك فيه ف هو استغلها وخطبها لانها اقرب وحدة لميهاف ..
روان : يا الله هذا وهي اقرب وحدة وتوافق !!!
ارجوان : ما قد قلتيلي إنك كنتِ مملّكه .
ميهاف : ما حسيت إنه شيء مهم ، لأنه خلاص انتهى .
رند : بس سبحان الله دحين محتاره ترجعي ولا لا .
العنود : معليش ميهاف اسمحيلي بتنزلي من قيمة نفسك اذا رجعتيله ، واحد يحاول يكسرك بذي الطريقة لا تستبعدي منه شيء .
روان : صح والله دامك قدرتي تتجاوزيه لا تعطيه فرصة ثانيه يكسرك !
سكتت ميهاف وهي تتنهد ، رند : والله ذي اللي بقتلها من جد !

\\

بعد منتصف الليل عندما بقي الجميع مستيقظ يلعبون في بركة السباحة عداها هي التي اعتذرت وصعدت إلى أحد غرف النوم ..
دموعها تتساقط من عينيها على الوسادة ، في حيرةٍ من امرها ، مازالت تشعر بالفراغ من بعده ، تحبّه لكنه كسرها بشدة ،آذاها في قلبها ، لم يترك مجال للعودة حتى .
وبينما هي تبكي وضعت يدها على نحرها تشعر بشيء ما عالق في هذا الموضع تحديداً يخنقها ، حتى استوعبت انها ترتدي عقد زياد ..
لم تفكر كثيراً حتى عادت لمحادثة زياد تقول : زياد ، انت مو زعلان صح !
عند زياد الذي كان يجلس في شرفة غرفته (البلكونه) مغمضاً عينيه ، يستمع للموسيقى ..
حتى اهتز هاتفه بيده إثر رسالتها عقد حاجبيه وفتح الرسالة واجاب : ميهاف ! ، توقعت مايهمك بس ايش الاصرار ذا ؟
ميهاف : لأني ادري كسرة النفس مو حلوة ، ما ابغى اكسر نفس احد .
زياد : حصل خير .
ميهاف : اعرف اني بالغت بس والله مو قصدي .
زياد : يا بنت الناس حصل خير .
ميهاف بعد لحظات من الصمت : ينفع اخذ رأيك بموضوع ؟ احتاج اعرف وجهة نظرك فيه بما إنك ولد .
زياد : قولي .
ميهاف سردت له حوار قد دار بينها وبين عثمان قبل يومين ، حوار مليء بالاسف والاعتذارات الندم ، والوعود .. من قِبَل عثمان .. ثم ختمت كلامها بـ : شرايك ؟
زياد : رأيي بإنك ترجعيله او لا او تسامحيه ولا ؟
ميهاف : ايوة .. يعني لو انت مكانه تشوف صح ارجع واسامح ولا لا ؟
زياد : اول شيء انا مو واطي لدرجة عثمان ، صحح ان اغلاطي كثيرة بس ما قد ضريت بنت بأكثر شيء تكرهه .. فلا تحطيني مكانه ، ثاني شيء بعطيك رأيي اللي اشوفه صح من زاويتي كزياد ، لا ترجعي لأن انتِ ماتدري هو تحت تأثير اي شعور بالضبط ! يمكن متأثر بضميره ، بالندم ، يمكن يحس بفراغ من بعدك وهذا اللي رجّعه ، ممكن مالقى وحده تسمعه وتتحمله زيك .. ولا تحسبي هالاشياء كويسه ولصالحك لا .. لأنه لو رجعلك من فراغ بمجرد ما يتملا فراغه بيكسرك ثاني ، ولو رجعلك لأنه تعود عليك بيكسرك بمجرد مايتعود على غيرك .. ولو رجع لك عشان تأنيب ضميره ، ممكن يرجع يغلط بحقك بدون مايحس بتأنيب لأنك سامحتيه على خيانه .. لا تضعفي قدام مشاعرك ياميهاف .
تنفست بعمق : واذا رجع لي لأنه يحبني ؟
زياد : اللي يحبك ما يتفنن بالأذيه زي ماسوا ، هذا يحب نفسه أكثر منك ماخذ علاقتكم كأنها تحدي وعناد والبقاء للأقوى !!
ميهاف : زياد كيف نسيت نايا اذا كنت تحبها ؟
زياد : اتوقع جاوبتك ..
ميهاف : لا ، قلتلي نفس ماتعديتي عثمان وإخلاص بس انا ماتعديت عثمان !
زياد : اجل الله اعلم فجأة بهتت نايا بقلبي واحس مو طايقها لأني اكثر حاجه اكرهها الاستغفال والخيانه ، يمكن لو ركزتي على عيوبه وسلبياته والشعور المعفن اللي خلاك تحسي فيه ، يمكن راح تكرهيه !
ميهاف : مدري بس بحاول .. شكراً ، كنت محتاجه اتكلم .
زياد : المحادثة محادثتك ياستي .
ميهاف : يعني اعتبرنا رجعنا اصحاب ؟
زياد : هذا يعتمد عليك .
ميهاف ابتسمت : الله يسعدك ، من جد كنت محتاره ورتبت لي افكاري .
زياد : تعالي اي وقت بتلاقيني

*****

متوسدة حضنه بينما هو يلعب بخصلات شعرها : كيف كانت خرجتك ؟
روان : مرة انبسطت ، حبيت صحبات عنود ماحسيت اني غريبه بينهم .
رعد : عشان كذا اتصلت وما رديتي !!
روان رفعت رأسها تنظر إليه : قلتلك كنت بالمسبح ما انتبهت للجوال .
رعد قبّل خدها بلطف : اهم شيء غيرتي جو وانبسطتي .
روان : ممرة ممرة ..
ثم تساءلت بحيرة : هو عادي يتأخر الحمل ولا لازم اروح اكشف ؟
عقد حاجبيه : لهالدرجة نفسك ب نونو ؟
روان : لا مو كذا بس يعني انا ما اخذ موانع ولا شيء ف احس اني بدأت اوسوس ، وكلهم كل ماشافوني يسألوني عن الحمل كأنه شيء غريب اني ماحملت لسه !
رعد : والله مدري على حد علمي انه ممكن يتأخر عادي .
روان بعد لحظات من الصمت : طيب لوو لا قدر الله طلعت عقيمه هل راح تتزوج علي ؟
تنفس بعمق ثم زفر قائلاً بإبتسامه : امم لا ما أحس .
روان ابتسمت : ليش ؟


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 04-04-20, 11:09 AM   #75

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي



حينها قطع حوارهم رنين هاتفه ، لتقوم روان بإنزعاج قائلة : قول لي كمان اصحابك داقين بهذا الوقت ؟
ضحك رعد وهو ينظر بشاشة الهاتف : يعاملوا مكالمات الواتساب كتنبيه .
غادرت السرير وهي تغطي جسدها العاري قائله : انا بتروش وبعدها نتفرج فيلم اوك ؟ بس بالله خلي جوالك صامت ، الإشعارات تنرفزني .

//

بالحمام ، فتحت صنبور المياه لتملأ حوض الإستحمام وتسترخي ..
وقفت امام المغسله تغسل وجهها بغسولها المعتاد ، لكن !! شدّها صوته الهامس ، اقتربت من الباب اكثر لتتأكد هل يتحدث إليها ام ماذا ؟
بهتت ملامحها وهي تسمعه يقول : ياعمري والله بعوضك ، وبعدين انا مو كنت معك طوال اليومين اللي راحو .... حبيبتي ولا انا اقدر اشبع منك ....... تغاري من ايش فهميني بس من ايش ؟؟ ......... وهذا اللي مخليك مقهورة كذا يا روحي انتِ حتى جسمك احلى منها ............

شلّت من الصدمه استدارت ببطء عندما ابتعد صوته وكأنه خرج من الغرفة ، اول ما وقعت عينيها على انعكاسها بالمرآة والدموع انحبست في عينيها ، ما الذي سمعته ؟؟
قلبها يخفق بشدة ، بألم .. هل كانت تتوهم ام ان هذا الحوار حصل فعلاً !!
رعشة سرت بكامل جسدها ، شعور الخزي بلا سبب ، شعور الاشمئزاز ، شعور القرف ..
سقطت دموعها وهي تمشي بسرعة لتجلس في حوض الاستحمام ، وقطرات الماء تنساب على شعرها ومن ثم تختلط بدموعها ، ضمت ركبتيها لصدرها ، الحوار عالق في رأسها ، يتردد بشكل يجعلها تنهار اكثر فأكثر ، الصدمه ، الخيبه ، شعور الاستغفال ، الكذب ، الخيانه ، المقارنة الحقيرة ، العجـــــز .. غرقت بالبكاء كيف تجرأ رعد !!
كيف ظلت تؤمن به وبمشاعره ويخذلها !!
كيف وثقت فيه بحب ، وخانها بهذا الشكل !
كيف رفعت سقف احلامها فيه وتكسر السقف على رأسها الآن !!!
كيف وهبته قلبها ليكسره بلا رحمه !!
ظنونها بأنه هو الذي سيخلصها من سوء حياتها ، إيمانها بأنه الحب الذي احاط حياتها لينسيها العتمه التي عاشتها ، سنوات الألم والنبذ !!
ألم يسري بكامل جسدها وغضب ، وعجز ، موقف لم تتوقع ان توضع فيه إطلاقاً ...

امام التسريحه ، وقفت تمشط شعرها وهي تحاول التوقف عن البكاء ، لم يكن موجوداً بالغرفة ..
تفكر كيف ستتصرف ، لكن عقلها مشوّش .. بلعت ريقها سبعين مرة لتخفف من مرارة الموقف وتوقف دموعها , لكن بلا فائدة فدموعها تأبى الا ان تسيل على خديها ..
فجأة دخل رعد بإبتسامه واسعه : اخيراً خرجتي مابغيتي مرة طولتي ..
لم تجبه بل ظلت تنظر بإنعكاسه على المرآة وهو يسير خلفها ويضع ملابسه التي يود ارتداءها على السرير ، التفت ينظر إليها : اخترت فيلم شوفيه اذا ماعجبك غيريه على ما أغيّر أنا ..
انزلت رأسها دون ان تجيب ، عقد حاجبيه بإستغراب وهو يرى ملامحها بالمرآه وكأنها تبكي ..
اقترب منها بإستغراب كاد ان يضع يده على كتفها لكنها دفعت يده بقرف قائلة : وخر عني .
صُدم من ردها ليتساءل : اشبك ايش صاير ؟
اشاحت عنه باكيه ، امسك كتفها ليديرها إليه : روان اشبك .
دفعت يده مجدداً تصرخ في وجهه : قلتلك وخر يدك عني .
قامت بإنفعال وسقط الكرسي .. رعد : سلامات ايش صايرلك ؟
روان : طلقني .
رعد : نعم ؟؟؟
روان نظرت إليه ودموعها تسيل بحرقة : طلقني ، انا ما عاد اتحمل كذب ونفاق وخيانه اكثر من كذا .
رعد هم بالاقتراب : ايش تقولي اشبك ؟
روان : انت كيف كيف تتصرف وكأنك مو مسوي شيء ؟ كيف جالس تستغفلني ماتقرف من نفسك ؟ ماتحس انك واااااطي وحقييير ورمّــــه .
صرخ حينها : ثمنــــــي كلامك روان وتكلمي زي الناس ايش بك ؟؟
روان : انا لو تكلمت زي الناس انت اللي ماراح تفهمني لانك حيوان ، ولا يا كلب انا مو قلتلك الف مرة اذا لك علاقات اقطعها...
قاطعها بغضب وهو يجر معصمها بقوة : بتنتبهي لكلامك ولا ؟
روان : وين كنت البومين اللي راحو ؟ ولا مين كنت تكلم قبل شويه ؟
رعد محاولاً التملص : أوكِ لأي حد سمعتي المكالمه لأن أكيد فيه سوء فهم .
روان بسخريه : صح سوء فهم يمكن ماكنت تقصد ان جسمها هي احلى من جسمي انا يمكن ما تقصدني يمكن تقصد وحدة ثالثه غيرنا ..
ارتخت قبضته لتفلت منها روان : شفيك انخرست ؟؟ ولا ما تقدر تقولي انك نجس وواطي ، انا واثقه فيك وصاينتك بس انت ...
قاطعها بصراخ : تراك زودتيها لك ساعة تصارخي وانا ساااكت ومسويتلي فيها أشرف خلق الله ، تسوقيها علي انتِ ولا تبيني اذكرك انتِ من وين طالعه ووش كانت قضيتك ؟؟ وجايه دحين تتكلمي عن الخيانه !! انا اصلاً متفضل عليك بإني متزوجك وساترك ولا انتِ مين بيرضى فيك ؟؟ طالعه من احداث وماندري وينها طول هالسنوات ومع مين !!
قاطعته تصرخ باكيه بحرقه : انت كيف تقولي كذا ؟؟ انت عارف اني ماغلطت .
رعد : هذي الحقيقه ولا دحين الحقيقه صارت تزعل ؟؟؟ تراني ماتزوجتك عشان سواد عيونك ، ماتزوجتك الا عشان سلطان لا يتورط فيك , حرام ، حاولت اغصب نفسي عليك ، حاولت احبّك حاولت اتجاهل مشاعري بالقرف ناحيتك بس عشان سما .. ولا انتِ مين بيطالع فيك !! بس برضو انا من حقــــــي اعيش الحياة اللي ابغاها !!
لم تستطع تمالك صدمتها من كلامه ، شدت قبضة يدها وهي تغمض عينيها بألم ودموعها تزداد ، وتقول بهمس : طلقني .. مافي شيء يحوجك تنغصب علي طالما هذا شعورك وهذي نظرتك لي !!
رعد بحاجبين معقودين ونظرة حادة : انتِ طالق ..
فتحت عينيها تنظر إليه ، إلى وجهه بالتحديد ، تبحث عن رعد الذي أحبته لكنها لم تجده في هذه اللحظة ، شخص غريب اصاب قلبها في مقتل ، لا تعرف منه الا ملامحه ..
تنهدت ثم مشت لتأخذ عباءتها وهاتفها ، خرجت من الغرفة قائلة : الله لا يهنيك ويجعلك تذوق شعوري اللي خليتني أحسّه يا خايــن ..
ارتدت عباءتها حاملةً حقيبتها ليقول رعد بسخرية : الافضل لو تاخذي ملابسك معك لأن مالك رجعه .
رمقته قبل ان تخرج قائلة : لا انت اللي راح تجيبهم لي زي الكلب .

\\

قرابة النصف ساعة وهي تنتظر سلطان بجانب العمارة .. إلى ان وصل استغرب جداً عندما رآها جالسه على الدرج تغطي وجهها بحجابها ، وما إن وصل حتى صعدت إلى سيارته ، وهو يقول متسائلاً : اشبك جالسه تستني بالشارع ؟؟
حينها سمع صوت شهقاتها الباكيه ، صُدِم من وجهها المتورم إثر البكاء عندما كشفت وجهها ، سلطان : اشبك ايش صاير ؟ رعد مسويلك شيء ؟
روان : وديني عند ماما ، بروح البيت ، انا تعبت خلاص ، والله ما عاد ارجع .. انتو السبب .. انتو اللي اقنعتوني انه كويس ... ليش قلتله انك تحبني ليش ؟
سلطان : روان ايش صاير ؟ قالك شيء ؟ سوالك شيء ؟
روان بحرقه : طلقني !
ثم غرقت بالبكاء مجدداً ، عندما سكت سلطان من الصدمه لمدة قصيرة ثم سأل : طيب ليش ؟ توقعتكم متفاهمين ؟
روان : سلطان مو قادرة اتكلم بس وديني للبيت ، احس راسي بينفجر ..

\\

في فيلا سما ، تمشي بالمكان وهي تتحدث بهاتفها بغضب : والله يارعد اذا ماجيت دحين تفهمني ايش صاير لا يكون لي تصرف ثاني معاك ..
رعد : امي والله هلكان والوقت متأخر ، بكرة الصباح نتكلم .
سما : اوكِ يارعد بكرة الصباح ونشوف ، واقولك من دحين إذا ماجيتني اقسم بالله...
قاطعها رعد : والله بجي انتِ لاتعصبي ..
سما : ما اعصب ؟؟؟ البنت ميته بكا وتقول لي ما اعصب ، بالموووووت نامت ، انا بس بفهم ايش اللي صار لدرجة انك تطلقها ..
رعد : هي ما قالت لك ؟
سما بإستهزاء : لا والله للأسف (ثم اكملت بغضب ) البنت ماهي قادرة تاخذ انفاسها عشان تنطق بحرف ، بس يصير خير ، تعال الصباح ونشوف .
اغلقت الخط بعنف وزفرت ، حينها قال سلطان الجالس : ما قالتلك ايش اللي صار بينهم ؟
سما جلست لجانبه : تكلمت بس انا ماقدرت افهم منها شيء ، سلطان ماشفتها كيف تحاول تتكلم وهي تبكي قطعت قلبي !! وكانت تقول انه خاين وحقير و استغفلها وكذب عليها ومنافق ، وكلام كثير ما فهمت منه ايش اللي صار حتى !
سلطان بإستغراب : خاين ؟ اي خيانه تقصد !
سما : ما اعرف ياسلطان هذا اللي قاهرني مو قادرة استوعب ايش اللي صار ، ما اتوقع انه خانها بالمعنى الحرفي بالنهاية رعد مو كذا !!
سلطان عقد حاجبيه بحيره : روان ورعد كانو مسافرين نهاية هالشهر ؟
سما : لا مدري ما جابتلي سيرة ، ليش ؟
سلطان : اجل شكلي ما سمعت زي الناس .

صباحاً في الفيلا ..
لم تلبث في دائرة صدمتها طويلاً حتى صرخت في وجهه ولأول مرة : متزوج ؟؟؟ كيف متزوج وانا ما ادري ؟؟ انت تزوجت بأستراليا ولا بآخر سفرة لك للندن ؟ ، رعد لا تسكت تكلـــــــــــم .
رعد : لا انا عقدت قبل 4 شهور .. بعد زواجي من روان بــ...
لتقول سما بصدمه اكبر : شهر !!!!! بعد زواجكم بشهر تزوجت عليها ؟ انت متخلف ؟ بعقلك شيء ؟ مجنون ؟ البنت لسه عروسه وانت رايح تتزوج عليها ؟ ماعندك دم ؟؟؟؟ انت ايـــــــــــــــش !!
رعد : سما كل شيء صار بسرعة ..
لم تكن تستمع له بل قالت : وانا وانا حتى ما ادري !! رعد كيف قدرت تسوي كذا كيف طاوعك قلبك تكســـــــرها بهالطريقة الـ.. مين اللي خطبها لك ؟ ولا هذي من بنات الـ.....
رعد : لاتغلطي عليها البنت بنت ناس ..
سما : وبنت الناس هذي مين خطبها لك ؟
رعد : امي ..
سما ضحكت بصدمه : ميار !! يعني ميار وابوك يدروا واخوانك يدروا واخواتك يدروا بس انا وبنتي زي الاطرش في الزفه صح ؟؟ هذا وانت طول عمرك تعتبرني امك ، واخرتها تطلع متزوج على بنتي بدون لا انا ادري ولا هي تدري !! تطلعني غبيه ، كذابه بعيونها صح ؟ هذا اللي تبغاه ؟؟ انت كيف سويت كذا رعد !! ماقدرت تصبر سنه عالاقل ؟ انا بفهم ، اذا انت ماتحب روان ليش تزوجتها ؟ احد غصبك ؟ انا غصبتك ؟ انا ولا حتى فكرت اكلمك عنها ولا خطرلي اني ازوجها لك اصلاً !!! ولا انت تعودت ان كل الاهتمام يصير لك ولما جات روان انهبلت !! ، رعد انا مو قادرة استوعب ، احاول اعطيك عذر عاللي سويته بس تدري !! انا شكلي دلعتك وعطيتك وجه اكثر من اللازم لدرجة انك حتى بنتي استقليت فيها !!!
رعد : سما والله مو قصدي كذا ..
سما بصراخ : ايش قصدك اجل ؟؟
رعد : انا كنت بقول عن زواجي بس ماكنت لاقي طريقه ، وهي عرفت من نفسها وانا بس كنت احاول ادافع عن موقفي ، ما كان قصدي اطلقها او يوصل نقاشنا لهالوضع , بس هي استفزتني !
سما : لا والله !! وانت كنت متوقع انها تباركلك وتطبطب عليك لما تدري انك متزوج عليها , لاااا بعد زواجكم بشهر بس !! قصدك انك مظلوم دحين يعني !!! .. لا يكون لما عايرتها بالاحداث كمان ما كان قصدك ؟ عايرتها بالغلط صح ؟
سكت رعد ، لتقول سما بإزدراء : آخر شيء خطر فبالي إني انحط بهذا الموقف معاك !! رعد انت مو كسرت روان ، انت صدمتني فيك ، انا ماربيت انسان ماعنده دم ولا مسؤولية ، ماربيت واحد يخبي عني موضوع زواجه !! ماربيت واحد لما يعرف ان هالشيء يضايقني ويئذيني يسويه بقلب بارد ، دحين بس تذكرت ان ميار امك صح ؟ .. انا اسفه رعد بس ، اطلع برا ما ابغى اشوفك .
رعد بصدمه : سماا ..
سما : ما أبغى اسمع شيء ، اطلع برا .. انا عطيتك قطعة من قلبي وانت اذيتها واذيتني فيها ..
رعد : بس انا ولدك !!
سما : وهي بنتي ، تعرف ايش يعني بنتي ؟؟ لا ماتعرف ، لما يصير عندك اولاد تحبهم تمد لهم كفوف الراحه على حساب نفسك حتى ، تعطيهم وقتك وجهدك ومشاعرك وايامك ، صحتك .. ويخذلوك بتفهم .. او يجي واحد يتزوج وحدة من بناتك ويرجعها مكسورة ، برضو بتفهم .. تدري ايش اكثر شيء زعلني يارعد ؟ مو زواجك ولا انك فجأة تذكرت ميار ، اكثر حاجه عورتني انك عايرتها بالاحداث تدري ليش ؟ لأننا احنا المسؤولين ، احنا اللي خليناها بعيده عننا ولا سألنا عنها حتى ما تأكدنا انها ميته فعلاً ولا لا .. (بكت بحزن ) اطلع يارعد ، ما عاد ابغى اشوفك عندي ، وانا مو راضيه عليك .
رعد : بس ...
سما : روح خلاص ..
رعد بإستسلام : انا زواجي نهاية هالشهر ، ادري مالي وجه اقولك بس .. ابغاكِ تكوني معاي .
سما : لا والله فيك خير ما شاء الله ...
قاطعها : والله يهمني تجي وتكوني معاي ، ما ابغى يمر علي يوم مهم زي كذا وماتكوني فيه ..
سما بغضب مفرط : اوقح منك ماشفت ، رعد اطلع برا ولاعاد اشوف وجهك نهائياً ، لا انت ولدي ولا اعرفك ، روح لميار ، مو هي موافقه وحتكون موجودة ، خلاص ايش بيهمك وجودي ياكذاب !!! اطلع براااا .

*****

في مكانٍ آخر تعيش أسعد لحظات حياتها معه تشعر وبأن الحب له نفس تأثير المسكرات .. منتشيه جداً , لا تستطيع السيطرة على إبتسامتها ونبضات قلبها .
قالت له متسائلة وكأنها تذكّرت شيئاً : صح كنت بسألك انت لما اشتريت السلسال زياد كان معاك ؟
رشاد : انا اخترتها وهو اللي جابها لي لأنه كان طالب لنفسه برضو .
رند نظرت إليه بدهشة : نعم مخلي زياد يطلب لي السلسلة ؟ تبغى تفضحنا ؟
رشاد : ليش هو سألك ؟
رند : هو شافني لابستها وقالي انها تشبه السلسله اللي اشتريتها انت , ما سالك انت طالبها لمين ؟
رشاد : لا يمكن يحسبها لأمي ! بس انتِ ايش قلتيله ؟
رند : مارديت عليه سويت نفسي مجنونه ارتبكت .
رشاد : عادي اذا قلتي انها مني يعني في النهاية هو ماراح يشك .
رند : مدري ارتبكت ماعرفت ارد بسرعة , ماعلينا بس هو طالب لمين ؟
رشاد : مدري والله ما سألته .
رند بتفكير : الزفت لا يكون طايح له على مصيبة ثانيه غير نايا ؟
رشاد : لالا ما أظن أحسه هاجد هالفترة أصلاً .. حتى بالكباين يسألو عنه ساحب عليهم .
رند : بما اننا جبنا بسيرة الكباين , ماقلت لي ماقد فكرت ؟
رشاد : أفكر بإيش ؟
رند : يعني تجرب .. وحدة , إثنين
رشاد بضحكه : ثلاثه اربعه .. لا
رند صغرت عينيها بتشكيك : والله !!
رشاد : والله .
رند : كيف ؟ اذا انت برضو كنت تجلس هناك بينهم تشوفهم عن اليمين وعن الشمال , كيف ما تتأثر فيهم وتجرب ولو شيء بسيط , وانت عارف ان كل البنات اللي هناك ماراح يرفضوا !
رشاد بتهكم : صدقي او لا تصدقي اني ماجربت شيء .
رند : ليش ؟
رشاد : ايش مشكلتك ؟ تبغيني اجرب ولا ايش ؟
رند : لا طبعاً بس مستغربه !
رشاد : مدري بس أحس ماني متقبّل الفكرة .. هذا واحد , اثنين يعني أحس بكل مرة يوسوسلي فيها شيطاني وارجع افكر اني اذا تزوجت ما ابغى اطيح على وحدة جربت ..
رند : ماتبغى تطيح على وحدة جربت , يعني انت ماكنت حاطط فبالك وحدة محددة ؟
رشاد بعفوية : لأ ..
رند اعتدلت بجلستها : حلو كويّس .. وجهة نظر جيده .
رشاد : وبعدين هالأشياء مالها معنى بالنسبة لي إذا ماكانت بمشاعر .
رند هزت رأسها بإيجاب : أها طيب حلو .
رشاد : ايش يعني ؟ يعني انتِ رأيك من رأيي ؟
رند : يمكن .. صح
رشاد : ايش ؟
رند : صح انه حتى انا ما بتزوج واحد مجرب .
رشاد ابتسم : شايفه عشان كذا انا ماجربت .
رند : اوك وانا ماقلت اني اقصدك انا اتكلم بشكل عام .
رشاد : لا مو على كيفك بشكل عام وبشكل خاص انا اللي بتزوجك .
رند : لا مو على كيفك انت طالما حتى انت مو محدد انا ماابغى احدد .
ضحك رشاد ليقول : اهاااا , اوك انا بشكل عام ماحددت بس بشكل خاص كنت خايف من ناحيتك .
رند : نعـــــم ؟ ليش ان شاء الله ؟
رشاد : مدري كنت احسك مجنونه ممكن تسوي أي شيء تدري انه غلط بس عشان تشدي انتباه احد .
رند : هذي نظرتك ليّ ؟؟
رشاد : والله مو قصدي شيء بس انتِ مو فاهمه علي صح ؟
رند : ولا أبغى أفهم !! انت مو قلت انك تحبني من زمان ؟؟
حاوط خصرها بذراعه ليضمها من جنبها : طيب ؟
رند : كيف ماجيت فبالك , ليش لما قررت ماتجرب ماحطيتني فبالك ؟
رشاد : قلتلك اني كنتِ فبالي بشكل خاص بس بشكل عام لو انتِ مابادلتيني نفس الحب ما أبغى أطيح على وحدة جربت .. فهمتي ؟
رند : لا قول اني غبيه .
ضحك بشدة قائلاً : لا واضح مزاجك مشاكل .
ظهرت على شفتيها ابتسامه بسيطة : انت اللي تقهر ..
امسك ذقنها وهو يدير وجهها إليه قائلاً : بس ترى اتقبل التجارب اللي بمشاعر .
رفعت حاجبها وابتسمت : لما اضمن ان امك راح تجي تخطبني لك يصير خير .
ابتعد عنها ضاحكاً : مطوليـــــن لأن واضح انها رافضه رفض قاطع .
رند : ابداً ابداً ما مالت ولا شويه ؟
رشاد : كل ماقلتلها بكلمك تقول لو بنفس الموضوع مابسمع ومن جد ماتسمعني , آخر مرة وانا بنص كلامي خلتني وراحت لغرفتها .
رند : طيب لو مرة يئست من ان امك توافق هل راح تصرف رغبتك عني ؟
رشاد : لا ان شاء الله ماراح اوصل لليأس هذا , بس مو تطفشي انتِ وتوافقي على اول واحد يخطبك !
رند : اممم اوك بوافق على ثاني واحد .
رشاد بتعجب : رنـد ؟؟
رند بضحكة : أمزح
حينها رن هاتف رشاد بمكالمة من والدته ليقوم قائلاً : شكل امي بترجع , انا حمشي .
وقفت هي تبعاً له ممسكةً بيده , متقابلين : ليش ما احاول انا اكلمها ؟
رشاد بإستنكار : ايش بتقوليلها ؟
رند : مدري بس .. اف رشاد ما ابغى اجلس متوترة وخايفه من انها ماتوافق طوال الوقت .
رشاد : ما اعرف بس اكيد بلقى طريقة تقنعها .. خليني امشي دحين وان شاء الله خير .
اطبقت شفتيها بحيرة لكنها لم تلبث كثيراً حتى عانقته : أشوفك على خير.
بادلها العناق وهو يتنفسها بعمق , لم يشأ احدهما الإبتعاد لكن في نهاية المطاف ابعدت جسدها عنه قليلاً وهي تنظر إليه ظلّا فترة وجيزة وهما يتبادلان النظرات بحب ليقول : أحبّك .
ابتسمت : وانا أحبّك .
لم تكمل كلمتها ولم يقاوم احمرار وجهها حتى اقترب منها يقبّل خدها بالقرب من شفتيها , وما كاد ان يبتعد حتى اقتربت منه هي مجدداً بلا وعي وقبّلت شفتيه , كانت قبله عاديه لكنها لم تنتهِ كذلك ..
بعد نصف دقيقه تقريباً خرج رشاد من " الديوانية " ليغادر الفيلا ..
اما رند القت بنفسها على الأريكه وهي ماتزال تحت تأثير قُبلته , تشعر أن قلبها يكاد يخرج من فرط هذا الشعور الغامر .
وبمجرد أن دخلت إلى الفيلا وهي تغني بسعادة , بعد خمس دقائق من بقائها بمفردها في الديوانية .. نادتها فجر وهي تستشيظ غضباً .. مشت رند إليها بإبتسامة واسعه : لبيـــه .
لتتلقى صفعه قويــــة أثارت صدمتها !!

*****

قبل أيّام ..
بعد محادثات طويلة من العشق والعتابات التي تلقاها منها , بعد أن شعر أن لا شيء قد تغيّر وأنها نسيت تماماً مافعله بها ..
تمتم بإزدراء : من جد الحب يخلي البنت غبيه .
ثم كتب لها قائلاً : حبي شرايك بمناسبة العيد ومو انتِ تقولي وحشتك ؟ طيب ليش مانتقابل انتِ مرة واحشتني .. اشتقت لحضنك وعيونك وكل شيء فيك .. اكذب عليك لو اقول ماندمت عاللي سويته وودي أعيد الوقت عشان انسيك اللي صار .
لم تلبث كثيراً حتى قالت : موافقه بس بشرط ..
ابتسم بسخريه وخبث : قولي كل شروطك انا موافق .
هي : مانتجاوز حدودنا كثيــر .
هو : طيب عادي نتجاوزها شويه ؟
هي : هههههههه متى طيب ؟
هو : انتِ قوليلي متى تقدري ؟ متى يكون بيتك فاضي ؟
هي : لالا بالبيت صعبه انت عارف ان ماما ماتطلع كثير ف صعبه تجيني وانا مشتاقة لك ماابغى استنى يوم يطلعوا فيه كلهم .
هو : يا عمري انتِ , طيب وين تبينا نتقابل ومتى ؟
هي : اممم عادي بالسيارة ناخذ راحتنا أكثر , بالويكند حلو ؟
هو : طبعاً حلوو
ثم أكمل : ااه راح ارجع اشوف احلى وجه عرفته بحياتي .
هي : هههههههه لا تبالغ ..

باليوم الموعود (الخميس – الموافق : 14-10-1439h)
صعدت إلى سيارته وعانقته بحب ورائحة العطر تفوح منها , اذابته .. استنشقها بعمق قائلاً : وحشتيــــــني .
ابتعدت عنه قليلاً تنظر إلى عينيه وتمسح على خده : وانت وحشتني , بس خلينا نبعد عن البيت ما ابغى أحد يشوفنا .
اعتدلت بجلستها وهي بكامل أناقتها بالرغم من أنها ترتدي العباءة لكن حتى عباءتها أنيقه , وعلى وجهها القليل من مساحيق التجميل .. كان ومازال لا يقاوم عذوبة ملامحها واناقتها هي التي سحرته بالمرة الأولى .. توقع ان التأثير قد قل بعد كل هذه المدة لكنه الآن يشعر بأنه لا يستطيع مقاومة تأثيرها عليه ..
أخذا يتبادلان أطراف الحديث إلى أن وصلا لأحد المقاهي .. مرّ الوقت بينهما بالكثير من عبارات الحب والاشتياق حتى آلت الأمور إلى ماهو أكبر من ذلك .. بدأ هو بتقبيلها ولم تقاومه بل كانت وكأنها متوقعه مايحدث ..
شعرت بلمساته على جسدها فوضعت يدها على يده قائلة وهي تبتعد قليلاً عنه : مو هنا .
هو وهو غارق فيها : تكفين بس شوي .
هي : احنا بمكان عام حبيبي ماينفع !
هو : نروح للسيارة ؟
هي : لا انا عندي مكان احلى (ثم ابتسمت بحب) وحدة من صديقاتي عندها شقه وهي اليوم مسافرة لأهلها وكلمتها اني ممكن اروح لشقتها وعطتني المفتاح .
هو بفرحة : أحبّك لما تفكري .

\\

لم يكن يستطيع التحمل والأفكار تأكل رأسه , لا يعلم ماهذا الشعور الذي يعتريه هل أحبّها ام ماذا ؟ لمَ يشعر بالحرقة بمجرد رؤيتها مع شخص آخر !!
شعر أنه سئم من الإنتظار بالخارج ولكن عندما قرر الارتجال من سيارته خرج الإثنان من المقهى وصعدا للسياره .
حبس أنفاسه لبرهه ثم زفر وعاد لملاحقتهما دون ان يلحظه أحد ..


قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم السبت الموافق :
10-8-1441 هجري
3-4-2020 ميلادي


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 07-04-20, 04:57 AM   #76

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء السابع عشر
البارت الثاني


لم تكتفِ فجر بالصفعة بل فقدت سيطرتها على نفسها بالكامل وهي تنهال على رند بالضرب بهستيريا وسط صدمة رند وبكائها ومحاولاتها بالإفلات منها دون ان تعلم السبب لكن قلبها يخفق برعب من تصرف فجر ، سقطت اثر صفعة اخرى تلقتها من فجر ، لتنكمش على الارض محاولة حماية نفسها من ثورانها اللامنطقي تبكي بصوت عال قائلة : خلاااص تكفيين خلاص شسويــــــت انا !!
اجتمع الخدم برعب ينظرون إلى مايحدث ، إلى أن تدخلت فتحيه وهي تجر رند وتضمها وهي تنظر إلى فجر قائلة : ماكفايه حرام عليك ..
فجر وهي تحاول التقاط انفاسها : حراااام علي انا ؟؟ حرام عليها هــــي خليـــــها وربي ما تعدي عليها هالليلة على خير ، انا اعطيتك وسويتلك كل شيء تبيــــه ليش بتوطي راااسي ؟؟ ليش بتشمّتي الناس فيّا ؟ واخرتها يابنت الكلب ج....
بترت كلامها وهي تبكي بحرقه : من متــــى وانتِ مع رشاد يارند ؟
لتدفن رند وجهها بحضن فتحيه تبكي بألم ، بينما صرخت فجر بكامل صوتها : ايــــــش اللي صار بينكم تكلمــــــــــي ؟ من متى تقابليــــــه ؟ من متــــى وهو يجي الفيلا يختلي فيك ؟؟ من متى ..
اقتربت فجر منها بغضب ، لتشد فتحيه بعناقها لرند : بالراحه يا ست فجر ما يصحش كده !
فجر : اتركيـــــها يافتحيه اتركيها لا تخليني اتجنن عليك .. البنت هذي بتموتنـــــي !!
جرّتها فجر من يدها بقوة لتأخذها من حضن فتحيه وتوقفها امامها وهي تقول بألم : والله اول مرة يجي ..
فجر : سوالك شيء ؟
لم تنتظر ردها لتصرخ بخوف واضح : لمسك ؟؟ دخل عليك ؟؟ رنــــــــد .
رند وهي تشعر بالخزي والخوف : لااا والله ما قرب مني والله ماصار شيء (حاولت التقاط انفاسها من بين دموعها) والله والله هو يبغى يخطبني بس امه مو موافقه ...
فجر : وانتِ صدقتي ذا الكلام صح ؟ رنــــــد انقلعي عن وجهي لا اشوفك هنا ولا اقسم بالله اموتك بيدي .
صعدت إلى غرفتها واغلقت الباب تبكي بحرقة وصدمه والم ..
لم تتوقع يوماً ان تكون فجر بهذه الشراسه معها ، لم يسبق لفجر أبداً أن ضربتها بهذا الشكل الهستيري ..
تشعر أنها بداخل كابوس مزعج ، انينها يعج بالمكان تحاول معانقة نفسها ، لا تشعر بالأمان ، فقط الخووف والانكسار ، التشتت والحيرة ، ماذا سيحدث لرشاد ؟ تعلم ان والدتها ن تتركه ابداً ..

\\

في منزل رشاد ، وقد عادا للتو هو ووالدته ، دخل هو لغرفته في نفس اللحظة التي رن فيها هاتف والدته وردت ..
لم يستمع للحوار الذي دار بالخارج لأنه قد اغلق باب غرفته والابتسامه ترتسم على شفتيه ، تمدد على فراشه بعد ان خرج من الخلاء وهو يتذكر تفاصيل هذا اليوم وقُبلتهم الأولى ..
امسك بهاتفه ليكتب لها : ادري دوبني شايفك بس وحشتيني â™،
ما إن ضغط على زر الإرسال حتى دخلت رحمه بتجهم دون أن تطرق الباب وبصوت غاضب : رشااااد يا زفـــــت .
قام بفزع : بسم الله ايش فيه ؟
رحمه : وين كنت قبل شوي ؟؟؟؟
رشاد بمراوغه : بالبيت وين بكون ؟
رحمه : بالبيت ياكذاب ما كنت عند رند ؟
بهتت ملامحه لوهله لكنه قال بإستغراب : رند ؟
لتقول رحمه بغضب واضح وهي تقترب منه : كنت عند رند ولا لا ؟؟؟ تكلم لا تجلس تكذب !!!
سكت رشاد قليلاً : مين قالك ؟
رحمه وهي تضرب يده بخفه : مين قالـــــي الله يسود وجــــــهك فجر اللي قالتلي ، الله يقلع ابليسك انا مو قلتلك وخر عن البنت ؟ مو قلتلك شيلها من راسك ؟ تروح لها البيت تبغـــــى فجر تذبحــــــك ؟ تبغى تفشلني عندها ؟ رشاد تحبها ما تضرها !! ما تروح لها البيت ماتشوهه سمعتها ما تخلي احد يتكلم عنها !!! ايش استفدت انت دحين قول لي !!! فجر عرفت تدري ايش يعني فجر عرفت ؟؟
رشاد بقلق واضح : ايش صار ؟
لم تجبه رحمه بل ظلت توبخه مع سيل من الشتائم .. ليقاطعها رشاد بقلق على رند وهو يقوم ويدور بأرجاء الغرفة : انا قلتلك اخطبيها لي انتِ اللي عاندتي !!
رحمه : تروووح تقابلها من وراي وورى اهلها ؟؟ بالحلال بالحرام ما تفرق معاك المهم تكون معاها ؟ ماتفكر انت ماعندك مخ ؟ ماتفرق بين صح وخطأ ؟ ..
لم يستمع لباقي كلامها لأن عقله توقف عن التفكير من الخوف على ما حدث لرند وهو يضع سماعة هاتفه على أذنه محاولاً الإتصال بها لكن لا أحد يجيب .
عاود الإتصال مجدداً ، مرة واثنتين وثلاث ، لتقترب منه رحمة : ايش قاعد تسوي انت ؟؟؟ اكلمك ومطنشي ياقليل الحيا ؟؟
رشاد وهو ينظر إلى والدته : رند ماترد !
رحمه وضعت ردها على راسها : يارب صبرني على هذا الولد الحمار ، يا ولد افـــــهم امها درت يعنـــي مالها وجه تكلمك حتى هذا لو ما انكسر الجوال على راسها ..
رشاد : اخاف تكون فجر سوت لها شيء ؟؟
رحمه : وانت شرايك ؟؟؟ بنتك شايفها مع واحد بتصفق لها ؟
رشاد بترجي : امي الله يوفقك كلمي فجر اخطبيها لي ما ابغى تصير لها مشاكل بسببي !! تكفين الله يخليك والله لك اللي تبينه بس اخطبيلي رند .
رحمه : انقلع عني ، اذا تخاف عليها لهالدرجة كان ماحطيتها بهالموقف يا قليل الحيا ، كأني ماربيتك !! طول عمري اقول عنك فاهم وعاقل طلعت غبي ..
رشاد : يا ماما افهميني أحبّها , ترى لو ماتزوجتها ماراح أتزوج ولا وحدة غيرها .
رحمه : انت شفيك ماتفهم !! رشاد الحب مو كل شيء هذي إذا تزوجتها كيف بتعيّشها ؟؟ يا حبيبي هي ربطة شعرها وهي ربطة شعر بالميتين والثلاث ميه حسبالك إذا تزوجتها بتقدر تجاري الرفاهيه اللي كانت تعيشها ؟ ولا بتحاول تعيّشها بمستوانا يعني ؟ يا رشاد البنت مدلعــــه وفجر مو مقصره عليها بشيء ولا حتى عبدالله , تجي انت بتاخذها وما تقدر تعيشها نفس ما كانت تعيش عند أهلها ماراااااح ترتاح افهم .
رشاد : بس هي قالت انه ماتفرق معاها .
رحمه : البنت صغيـــرة وقاصر بتاخذ بكلامها ؟؟ هي تقولك هالكلام لأنها متأثرة تحبّك .. لكن إذا تزوجتها صدقني الحب هذا ماراح يستمر .
رشاد : ماهي قاصر عمرها 18 يعني عارفه ايش تبغى !
رحمة : لا ياشيخ !! رشاد حبيبي انا عارفه ومتأكدة انك إذا تزوجتها بتعيش أسعد لحظات حياتك بس لفترة مرة قصيرة .. لين تبدأ مشاكلكم على النفقة والمصروف والأولويات لين تحس انك مقصر معاها وممكن تعتبرك بخيــل .. وانت تشوفها مبذرة وماعندها مسؤولية ولا إدارة للفلوس ولا لشيء ماتعرف تسوي ولا شيء .. لا تطبخ ولا تغسل ولا شيء راح تحس انك متزوجها ديكور صدقني راح تكرهها وتكرهك تخيل انك تعيش مع شخص تحت سقف واحد وكل واحد فيكم ماهو طايق الثاني , حياتك راح تصير جهنم .. رشاد ما أبغاك توصل لمرحلة اللي تبدأ تدور وحدة غيرها ولا كأنها هي اللي مصرّ عليها دحين .. ما ابغاكم توصلوا لمرحلة الكرهه !
رشاد : انتِ ليش تحاولي تحسسيني ان لما كل واحد ياخذ شخص مناسب له بالطبقة الإجتماعيه والمادية بيكون مرتاح .. ليش ماتحطي اسباب ثانية ممكن تخرب الزواج برضو زي مثلاً اني اتزوج وحدة خاينه .. او اتزوج وحدة نكدية , او أتزوج وحدة عصبية او كئيبة او نمامه او خبيثه .. رند تحبك وتحترمك وانتِ تحبيها بس تخيلي لو تزوجت وحدة وطلعت ماتتقبلك !! تحاول قد ماتقدر تخرب بيني وبينك .. مو هذا أسوأ ؟ يا ماما مشاكل الزواج كثيرة ولازم منها سواء على الفلوس او على أي شي ثاني .. وبرضو أبغى رنـــد .
رحمه هزت رأسها بإستياء : انت وربي مافيك فايده , أنا لو أروح اكلم الجدار بيفهمني أكثر منك .
تركته وخرجت من داره غاضبه منه ..
أما هو ظلت الأفكار تتلاطم في رأسه , الحيرة والقلق والخوف اجتمعوا في دائرة أفكاره .. لكنه تجاهل كل ذلك وصبّ تفكيره في رند وعاود الإتصال بها ..

*****

بإحدى الفلل الصغيرة في جدة ..
وقفت وهي تشير : مو لو حطيناه هنا بيكون احلى ؟ ولا شرايك ؟
رواد : ممكن برضو يجي سواء هنا او هنا .. انتِ فبالك شكل محدد للمكان ؟
جنى بحيرة : ماني متأكدة إذا بيطلع التنسيق زي ما أنا متخيلته ولا لأ .
ثم استدارت تنظر إليه عندما جلس هو على الأريكة ينقل نظراته بالمكان : رواد ..
جلست بجانبه : شرايك باللي صار بين روان ورعد ؟
رواد : والله صراحه هو صدمنا كلنا بالطلاق و..
قاطعته جنى : ما اقصد الطلاق أقصد انه من الأساس اتزوج عليها وهما حتى ماكملوا شهرين ..
تنهد رواد بحيرة : والله مدري رعد دايماً عليه شطحات غريبه محد يتوقعها .
جنى : بس انت كنت تدري صح ؟ يعني من يوم ما اتزوج وكلكم تدروا سواء انت ولا اخواتك صح ؟
رواد : لا والله انا مادريت الا قريب (اكمل بضحكة) الظاهر مايعتبروني من العايلة , كيفها روان ؟
جنى بأسف : ما اعرف حاولنا انا والبنات نكلمها بس يعني ترد علينا بأسلوب بارد وبكلمتين وخلاص حسينا انها لسه ماتبغى تتكلم او إنها لسه مو مستوعبه ولا مدري .
رواد : والله ما ادري ايش اقولك بس الله يعينها .
جنى : اللي يقهر انها حبته يعني احنا اول مرة نشوف روان تتكلم عن أحد وهي مبتسمه بدون ماتحس ودايماً تقول لنا انها مرتاحه وان الزواج حلو وان رعد مو مقصر معاها بشيء .. أوكِ بصراحة احنا كنا ندري انه متزوج عليها بس ماكنا متأكدين لكن الطلاق صدمنا .
رواد بإستغراب : كيف دريتوا ؟
جنى بضحكة : تمارا قالت للعنود بس احنا ماصدقناها توقعنا انها بتختبر العنود .
ضحك رواد : تمارا الفضيحة حتى انا هي اللي قالتلي .
عند وصولهم لمنزل جنى وقبل ان تنزل هي من السيارة .. مد لها رواد كرت الدعوة قائلاً : جنى هذا الكرت لك .. رعد وسهام وخليين الدخول ببطايق ف أمي عطتني هالبطاقة لك ..
جنى ظلت صامته تنظر إلى الدعوة للحظات ثم امسكت بها قائلة : عادي لو ماجيت صح ؟
ابتسم رواد : أصلاً انا كنت متردد أعطيك لأن مدري بس ... بالنهاية روان صحبتك وعزيزة عليك وحسيت ان شكلي بيكون غلط بس يعني انتِ زوجتي وهو اخوي ولازم اعطيك , بس انتِ حره إذا بتجي أو لأ أنا أكيد ماراح اتضايق .
جنى بإبتسامه : اوك .. اشوفك على خير .

\\

مرت الأيام برتابة مقيته , وثقيلة جداً على قلب روان
لم تفارق مضجعها ولم تفارقها دموعها كذلك خصوصاً بعدما عرفت بأمر زواج رعد .. دموعها لاتكاد تتوقف اللحظات الدافئة والجميلة بينهما تكاد تقتلها من الألم .. هل كل تلك اللحظات كِذبة ؟؟
هل حتى أصدق شعورها كِذبة ؟ هل حتى أنقى إبتساماته لها كانت كِذبة ؟
أخبرها بأنه يحبّها , كلمة لامست قلبها والآن تقتلها من الشك هل كان الحب كِذبةً أيضاً ؟؟
لم تعد تدري ما الشيء الحقيقي الذي كان بينهما ؟؟ هل كلّ شيء كان مزيّف لهذه الدرجة ؟
ليس هذا فقط ما أراق دم قلبها من الألم , بل هناك شيء آخر جعلها تشعر بالأسى .. فقبل أيّام ..
وهي منكمشة تحت بطانيتها تقلّب بهاتفها وتشعر أن الوقت يكاد يقتلها والشوق أيضاً ..
طُرق الباب وصوت الخادمه ينادي : مس روان .. رعد يجيب أغراض .
خفق قلبها عند ذكرها لإسمه لكن خفق بخوف من الكلمتين الاخيرتين , هل ستكون هذه النهاية بينهما !
فتحت الباب لتجد الخادمة تحثّها على النزول وعلى وجهها علامات الإستغراب .
لم تكترث روان لنظرة الخادمه , لكنها نزلت لترى ما الذي أحضره رعد هل أحضر جميع الأشياء أم بعضها ؟
لكن بمجرد وصولها إلى منتصف الدرج وهي ترى الخدم يدخلون أكياس سوداء بلاستيكية الخاصة بالقمامة , و مليئة .. وأكثر من 6 أكياس ..
توسعت عينيها بصدمه وهي تشير وتكمل طريقها بإستنكار : هذا ايش ؟
الخدم : سير رعد قول هذا اشياء روان .
ظلت للحظات تنظر بصدمة , لم تستطع الوقوف أكثر بل فتحت الأكياس بعنف لترى ملابسها .. أدواتها .. عطورها .. مكياجها .. كل شيء ملقى بعشوائية بأكياس القمامة ..
رائحة العطور المكسورة تفوح بالأرجاء .. وقفت الدموع على أطراف عينيها والغضب يعتليها اتصلت عليه وهي تنهال بالشتائم ليقول ببرود : مو انتِ مارضيتي تاخذيه بنفسك وقلتيلي أجيبه لك ! انا جبته لك بالطريقة اللي تناسبك ليش زعلانه ؟؟؟
روان : انت إنسان واطي وااااااطــــــي وسافل انت حثاله أصلاً ...
اغلق الخط في وجهها قبل أن تكمل شتائمها , أما هي مشت بخطوات غاضبة إلى جناح والدتها والدموع تملأ وجهها .. طرقت الباب بعنف ولم تنتظر حتى إجابة سما .. فتحت الباب باكيه قائلة بسخط : هذا ولدك اللي ماتبغي تروح معاي المحكمه عشان خاطره !! جايبلي اغراضي بأكياس زبالة ويقول لي هالطريقة تليق فيك ؟؟ هذا اللي انتِ ماتبغي المشكلة اللي بيننا تكبر ؟؟
ظلت سما واقفه لبرهه تنظر إلى وجه روان تحاول إستيعاب ماقالته , وسرعان ماخرجت مسرعة لتجد أنّ ما قالته روان قد صار فعلاً !!
شعرت بالغيظ هي الاخرى من تصرفات رعد الحقيرة ..
استدارت وهي تحاول تهدئة روان الساخطه لكن روان اشارت للخدم بصرامة : كل الأكياس زي مادخلت تطلع من البيت ما أبغى ولا شيء منها , أي شيء جاي من بيت رعد ينعاف .
ثم استدارت مغادرةً إلى غرفتها .. ويتحوّل الحزن إلى غضب , والشوق إلى نفور , والحب إلى كره عظيــــم ملأ قلبها ..
نظرت احدى الخادمات إلى سما وهي تقول : ماما مافي مشكلة انا ياخذ هذا ملابس ؟
سما : حلالكم خذوا اللي تبغوه , ما اتوقعها أصلاً لبست ولا ربع الملابس حتى .

ثم مرت الأيام بعد هذا الحدث بشكل كئيب .. لم يرها أحد منذ ذلك اليوم , لازمت غرفتها , ترفض رؤية أيّ أحد حتى والدتها .. لا تريد أيّ شيء , لا تفعل أيّ شيء سوى البكاء ..
استسلم سلطان من محاولته المستميته بالتحدث إليها ونزل مجدداً إلى سما ..
جلس قائلاً : لين متى بتجلس كذا ؟ كيف تخليها توصل لهالحاله .
سما : ايش بيدي أسوي ؟ هي حتى أنا ماهي راضية تكلمني لأني رافضة أروح معها المحكمه عشان إجراءات الطلاق .. ورعد مايرد .
سلطان : وانتِ ليش مابتروحي المحكمه ؟
سما : تبغاني أوقف ضد رعد بالمحاكم ؟
سلطان بتهكم : لا أحسن استني روان تموت من القهر , يمكن رعد وقتها يرتاح !
سما دفنت وجهها في كفوفها بحيرة : انا تعبت خلاص ماني عارفة ايش اسوي ضعت بينهم .. قلبي مايطاوعني اخليها بس برضو مايطاوعني اكون ضد رعد .
سلطان زفر بضيق : وسليمان ؟ ماكلمه ؟
سما : ايش بيد سليمان ؟ صح اني تهاوشت مع سليمان وميار بس برضو انا عارفة ان مالهم دخل ولا لهم حيلة انت عارف رعد لما يحط براسه يسوي شيء بيسويه ولا بيأخذ رأي أحد فيه , وبعدين رعد ماهو صغير .
سلطان : والله ما ادري ايش اقولك بس لازم روان تطلع من غرفتها حرام البنت لا تكتئب .. لا تسوي بنفسها كذا عشانواحد ماكان يستاهلها من البداية !
سما : وانت حسبالك ان عاجبني وضعها ؟ كلمتها نطلع أي مكان تبغاه عشان تغيّر جو , لكنها رافضة رااافضه مابتكلمني .
سلطان : وصحباتها ؟ ليش ماتكلمينهم يزورونها يحاولون يطلعونها من الوضع اللي هي فيه .
سما : مين صحباتها انا مااعرف اللي ..
قاطعها سلطان : خطيبة رواد والبنات اللي معاها اللي كانو مع روان .
سما بتفكير : صح كيف راحوا عن بالي !

\\

باليوم التالي عصراً ..
وروان تجلس على الأريكة ثانيةً اقدامها وسارة وجنى والعنود حولها يحاول خلق حوارات بعيــدة جداً عما حدث لروان ..
يحاولن كبح أسئلتهن .. نظرات الأسف على حال روان ووجهها المتورم من فرط البكاء .. يحاولن جاهدين خلق اجواء مرحه علّها تخرج من صمتها وتكسر هذه النظرة الحزينة التي تعتليها ..
لتقول العنود التي تجلس بجانب روان وهي تأكل بذور دوار الشمس : وربي أحس قلبي قارصني على الله ما انقبل بالشريعة لأن من جد حرسب بجدارة وبعدين حرام انا وين والشريعة وين .
سارة : ليش محسستني انك من بني قريضة ؟ ايش الصعب بالشريعة ؟
العنود : مو عن صعب بس تخيلي أدرس وما أطبق ؟ حرام والله ماخذ ذنب ف ان شاء الله انقبل بتخصص حلو .
جنى : ما ابغى أخرب عليك بس ترى باقيلك سنه زيادة عالتخرج لا تتحمسي .
العنود : جنى تموت لو ما نكدت علي وذكرتني اني برجع لنفس الثانوية الزباله اللي ادرس فيها !!
روان : ليش ماتنقلي عندي ؟
العنود وهي تضع يديها على خاصرتها : لحظة بقرر اول أي كِلية من كلاويه ابيعهم عشان اجي ثانويتك .. ولا الكبد اغلى يا بنات ؟؟
ضحكن على سخافة العنود , لتقول العنود بسخرية : والله من جدي مدرستك اهلية أي اجي فيها الله يصلحك بس !
روان وهي تبتسم : عادي والله لو وافقتي بخلي امي تجيبك لي .. بس بقلعتك روحي كملي بثانويتك وجيبي درجات خايسه والله ما بيقبلك غير الشريعة وتشوفي .
العنود : روان لاتتفاولي علي ما تحزني على مستقبلي ؟ الا قوليلي ايش برجك ؟
ضحكت سارة قائلة : والله من جد مو وجه شريعة لو دخلتي شريعة وسألتيهم عن الأبراج وربي لا يكفروك .
العنود : هيا من جد ايش برجك روان ؟
روان : الحوت ليش ؟
العنود بتفكير : اوووه وربي حوته أصليه .
روان : وليش ان شاء الله ؟
العنود : انا اقولك لأن ابرز صفات الحوت المزاجية , والعاطفية وحساسين .. اممم بس اللي مو فيك انهم مسالمين .. إيوه صح ومعروفين الحوت اغلبهم جذابين , وبهذي المناسبة أحب اهديك أغنية يا أجمل عيون .
ضحكت روان .. لتقول سارة : ياسلام وانا ؟ مالي اهداءات ؟
العنود : ايش برجك ؟
سارة : اتوقع العقرب .
العنود : اممم مدري ما مو مرة أحسك عقروبه !
سارة : ليش ؟
العنود : منتي حساسه ..
سارة : ماعلينا ابغى اهداء .
العنود : مافي اغنية لبرج العقرب أنا اسفة , اللي بعدو جنى ايش برجك ؟
جنى : الجدي .
العنود : لا عاااااد مرة صفر بالمية مواصفات ..
روان : ليش ايش المواصفات ؟
العنود : أبرز أبرز شيء ف برج الجدي حب التنظيم والجدية والعجله وانهم صعبين المراس .. جنى عكس كل هذا .
جنى : هههههههههههه قصدك اني فوضويه ؟
العنود : والله انتِ والفار عبدالرحمن ادرى باللي سويتوه بالبيت اخر مرة !
سارة : دحين انتِ تصدقي كلام الأبراج ؟
العنود : صراحة اتسلى فيه يعني مو ان اؤمن فيه واصدق ان برجي كذا راح اكون سعيدة وتعيسه وكئيبة حسب الأيّام لا ..
سارة : بس برضو يدخل بالتنجيم وماتنقبل صلاتك 40يوم .
العنود ظلت تنظر إلى سارة للحظات ثم قالت : صدمتيني ماتوقعت هالكلام منك توقعته من جنى بس انتِ دايماً جانبك الديني يبهرني !
ضحكت سارة , لكن حلّ الصمت بينهم للحظات عندما قاطعتهم روان قائلة : انتو من جد ماحتسألوني عن اللي صار ولا تتحاشوا تسألوني يعني ؟
جنى : والله صراحة ..
لتقاطعها العنود : نتحاشى .. بس اذا انتِ تحسي انك لو تكلمتي بترتاحي تكلمي .
سارة جلست بجانب روان وابتسمت وهي تضع يدها على كتفها : احنا ماحبينا نسأل عشان خفنا إنك مو حابه تتكلمي , مو إننا ما نبغى نسمعك يعني !
روان زفرت بضيق : أحس بحرارة بقلبي يابنات , وندمانه اني عرفت اهلي بدون استثناء .. يعني ايش اللي لقفني ادور عليهم ؟
بدأت بالتحدث والتحدث والتحدث ودموعها بدأت بالانسياب , تحاول وصف ماتشعر به .. من ألم .. من قهر .. من خذلان .. من صدمه .. من مرارة .. والأدهى انها تشعر بالفراغ ..
مر الوقت وهي تتحدث وهم يستمعون محاولين مواساتها بكلامهم , يحاولون تهدئتها .. اقناعها بأن في الأمر خيره ..
قامت فجأة من بينهم وهي تلتقط شيئاً من الرف ثم جلست وهي تلقي بطاقة الدعوة على الطاولة امامهم وتقول بغيظ : السافل بكل وقاحة ونجاسه راسل بطاقة الدعوة لأمي يعزمها , على اساس انها بتروح يعني !!
التقطت العنود بطاقة الدعوة وفتحتها بفضول وهي تقرأ محتواها بصوت ساخر إلى أن وصلت إلى "المكرّم : رعد سليمان ...." لتقول بعدها : والزق والله الله يخرب له زواجه بس الكلب .. هو وزوجته بنت (ثم قرأت اسم العروس المكتوب بالبطاقة)
عقدت حواجبها وهي تشيح إلى سارة التي قالت بشك : بنت مين ؟؟؟؟
العنود مدت لها الكرت بغرابه : مو كأن اسمها يشبه لإسمك ؟
امسكت سارة الكرت وهي تقرأ الإسم مراراً وتكراراً حتى تجهم وجهها ..
كانت نظرات الجميع مصوّبه عليها , لتقول جنى بتردد : تقربلك ؟
انزلت سارة البطاقة لحجرها ونظرت إليهم بنظرات جامده : أختي .
تعلقت نظرة روان عليها بصدمة , لتقول العنود : انتِ عندك اخوات ؟
سارة : بس سهام .
تبادلتا النظرات بصمت سارة وروان , ليشعر الجميع بغرابة الموقف عندما حلّ الصمت بينهم ..
اشاحت روان عينيها وهي تبلع ريقها قائله : ماقد تكلمتي عنها !
جنى : صح انتِ حتى قلتي انك كنتِ عند جدتك لوحدك !
سارة نظرت للفراغ : ما احس اني بدخل بالتفاصيل بس هي اخذها عمي يربيها لأنها اخت بنته بالرضاعه بس انا اخذتني جدتي .. انا ما اعرف عنها شيء من لما دخلت الاحداث ..
لتقول روان مدعيه اللامبالاة : اجل خذي الدعوة إذا حبيتي تروحي تشوفيها .
نظر الجميع لروان التي سندت رأسها على الأريكة قائلة والدموع تهلّ من عينيها : انا مو طايقة البيت يا بنات كل زاوية تذكرني برعد .. مو طايقة اشوف سلطان ولا طايقة أكلم امي .. احس اني مكتوووومه وما احس اني بمكاني اللي المفروض أكون فيه .
وضعت سارة يدها على يد روان : تعالي عندنا اذا البيت هذا يضايقك ارجعي عيشي معانا ..
رفعت رأسها تنظر إليهم : وراح تستقبلوني ؟
جنى : طبعاً مايبيلها سؤال !!
العنود : أفرشلك عيوني لو ماوسعك البيت .

\\

بمجرد ان فَتح الباب نظر إليها بإستغراب ، عانقته بشده وهي تبكي : الحمدلله على السلامه .
صُعِق من الفتاة الغريبة التي تعانقه ، وما إن ابتعدت عنه وهي ترى الاستفهامات تعتلي وجهه ، لتبتسم وهي تمسك يده قائلة : انا سارة ..
تحوّلت ملامح الاستغراب إلى الدهشة ، اخذ ينظر إليها بلهفه وهو يتحسس وجهها بعدم تصديق : سارة !!
عانقها بشدة ودموعه تهلّ على خده : سارة ..
سارة بنبرة متحشرجه : ايوة سارة .
والدها : كيفك يابوي ؟ ، تعالي تعالي اجلسي ، قوليلي وينك وين اختك ؟ ووين عايشين ؟ كيف عرفتيني ؟
سارة ابتسمت بحزن : انت اللي قول لي وينك طول هالسنوات !! ليش محد جابلنا سيرتك ؟ ليش محد قالنا إنك حي ؟
شد بقبضته على يدها ليقول بأسف : انحرمت منك انتِ واختك بسبب غلطه طايشه ماحسبت حسابها ، بس طمنيني عليك ، مرتاحه ؟
سارة : ما قابلت احد من اعمامي ؟
والدها تنهد : محد يدري اني رجعت ، ولا عندي ارقامهم ، ومحد زار البيت عشان يعرف الا انتِ ، انتِ اول وحدة تجيني بعد ماخرجت !!
القت نظرة على المكان الرث ، المتسخ ثم نظرت إليه : ياحظي لاني الاولى اللي عرفت بخبر خروجك .. تغديت ؟ جبتلك معي غدا ، قلت بتغدا معاك اليوم ..
ابتسم لتظهر التجاعيد على وجهه اكثر : مو مصدق عيوني ، مرة كبرتي .. مو مصدق انها مرت 20 سنه ، تركتك وانتِ عمرك 4 سنوات ، واشوفك الحين وانتِ بنت ال 24 سنه
شعرت بمشاعر عذبه تخالج صدرها لأنه يعلم كم اصبح عمرها الآن ولم ينسى : الله يرزقك طولة العمر وتشوفني حتى لما اول الـ50 سنه .
استأذنت منه وقامت لتجهز مائدة الغداء .. ليكملوا أحاديثهم المتلهفه أثناء تناولهم الطعام .

*****

في الخامس والعشرين من شهر شوّال ..
بالمعرض المُقام من قِبل المدرسة النموذجية لعرض جميع أعمال الطالبات , وقد وجّهت الدعوات لهن ولأهاليهن أيضاً ..
كانت الحفلة بإحدى قاعات جدة الواسعة جداً , بتنظيم وترتيب مدروس بدقة .
كانت اللوحات الفنية المرسومة بانامل الطالبات معلقة على الجدران وأيضاً طاولات مليئة بالأعمال اليدوية المختلفه ..
عِوضاً عن وجود آلة البيانو الضخمة التي تعتلي المنصه لتجلس إحدى الفتيات وهي تعزف مقطوعة موسيقيه هادئة ..
لم تقتصر الدعوة على النساء بل هناك أيضاً بعض الأباء والإخوة اللذين أتو برفقة بناتهن ..
الجميع مندهش من تنسيق المكان وترتيبه , كل قطعة وُضعت بالمعرض كانت بانامل الطالبات بلا استثناء , الجميع شارك لإحياء هذا الاحتفال المبهر بالمعرض ..
وبينما كان يمشي متسائلاً : وانتِ ايش سويتي ؟ ولا دخلتي فاشلة وطلعتي فاشلة ؟
رمقته بنظرة إزدراء : مستقل فيّا ؟
ضحك : لا طبعاً بس ماني شايف شيء عليه اسمك .
جرته من يده وهي تقول : تعال أوريك ..
اوقفته أمام منحوتات واشارت على واحدة بفخر : هذي انا سويتها .
اقترب منها وهو ينظر إليها بتفحص ثم قال : لا والله فنانه .. وايش كمان ؟
قالت : والله عاد وشاركت معهم بديكور المسرح وترتيب الطاولات وخلاص يكفي .
ضحك بشدة لكنه قطع ضحكه عندما وقعت عينيه على لوحة معلقة على أحد الجدران , عقد حاجبيه بإستنكار !! ترك ياسمين ومشى متجهاً للوحة يريد التأكد من أن الرسمه لا تشبهه لكنه كلما اقترب يشعر وكأنه هو صاحب الوجه المرسوم !
ظل واقفاً أمام اللوحة واسئلة كثيرة تدور في باله , وسرعان ما أخذ يبحث عن الإسم لكن لم تحمل اللوحة اسم صاحبة الرسمه , لكن قطع عليه صوت ياسمين قائلة : تشبهك مو ؟ حتى انا اول ماشفت ارجوان مخلصتها حسيت كأنها انت .
نظر بصدمه إلى ياسمين : مين اللي راسمتها ؟؟
ياسمين بحماس : أرجوان صحبتي (ثم نظرت حولها) بس شكلها لسه ماجات ماشفتها .
تميم لم يقدر على استيعاب هذه المفاجأة !! كانت ارجوان قريبة منه إلى هذا الحد دون أن يدرك !! : لازم توريني ارجوان إذا جات .
ياسمين : وليش ان شاء الله ؟
ليقول بتهكم : والله على ذي اللوحة شكلها من معجباتي السريات .
ياسمين : ياشيخ سرّي بس مادريت عنك ولا عن شكلك .
تكتف : وايش تفسيرك للشبه الواضح بيني وبين رسمتها ؟
ياسمين : والله صراحة انت وجهك مكرر يعني عندك 160 شبيه مو بس 40 ف يمكن هي رسمت واحد يشبهك بس مو انت .
تميم بعناد : وليش مايكون انا ؟
ياسمين : لأن الصورة أحلى منك بثلاث مرات .
تميم رفع حاجبيه بدهشه : يا قرده هذا وانا الوحيد اللي وافقت أجي معاك !!
ياسمين : الله اكبر ما كأن ماما هي اللي غاصبتك تجي .
تميم : لا ماهي غاصبتني انا تكرماً مني على أختي العنقوده جيت معاها ..
وبينما هما يتشاجران سكتا فجأة وهما يستديران على الصوت الذي قال مشيراً للوحة : هذي انا رسمتها .
كانت ارجوان تخاطب لورا التي اثنت على رسمتها , في حين قالت ياسمين بحماسها المعتاد : جونــــــــــا أخيراً وصلتي ..
لم تكمل كلمتها الأخيرة الا وهي تخنق أرجوان بعناقها .
بينما تميم تعلقت عينيه على أرجوان التي اغمضت عينيها بإختناق : يا زفته بتموتيني وخري .
وبمجرد ان تركتها ياسمين وهي تصافح لورا : كيفك خاله لورا ؟
لورا بإبتسامة : هلا ياسمين , انا كويسه الحمدلله , انتِ كيفك وكيف مامتك ؟ وينها ؟؟
ياسمين : ماما ما جات بس (جرت تميم من يده) جا أخوي معايا .
انحبست أنفاس أرجوان وهي تنظر إلى تميم لتستوعب أن اللوحة التي خلفها لوجهه , شعرت بالدوار من الهلع والتوتر .
أما لورا التي قالت مبتسمه : كيف حالك ؟
تميم : هلا , الحمدلله بخير .

(ملاحظة , لورا ماتعرف تميم ولا قد شافته , وماكانت تعرف الا اسمه لما طلعته من السجن)

لم يطل النظر إلى لورا بل سرعان ماتصادمت عينيه بعينيّ أرجوان التي ولّت ظهرها له وهي تنظر إلى اللوحة , تشعر أنها ستنفجر من الإحراج , ما الذي سيطرأ في باله او ما الذي طرأ في باله عندما رأى اللوحة !
حاولت السيطرة على توترها لكنها لم تستطع تشعر ان ارتجافها اصبح واضحاً .. وبينما لورا تتبادل أطراف الحديث مع ياسمين , قالت أرجوان بإستعجال : ماما انا بروح اعدل طرحتي واجي .
لورا : طيب يا ماما انا حستناك هنا لا تتأخري .
ارجوان : اوك ..
مشت بسرعة لتهرب من نظرات تميم المسيطرة عليها وارتباكها منه .. وما إن وقفت عند أحد الممرات المليئة بالمرايات , ولم يتواجد به أي احد .. اخذت تلفظ أنفاسها وهي تضع يدها على قلبها , نظرت بالمرآة واستدارت بقوة عندما راته يقف خلفها .. ظلت تنظر إليه بهلع قائلة : بســــــم الله ؟
ابتسم ابتسامة أقرب للضحك ثم قال وهو يستند على الجدار الذي خلفه .. ورغم ذلك كانت المسافة بينهما صغيرة جداً : حلوة لوحتك ما كنت أدري انك رسامه .
كساها اللون الأحمر , أشاحت عنه بصمت , ليقول : ما كنت أعرف انك صحبة ارجوان .. انا لو ادري كان قطعت على نفسي كل هالفووووضــــى وعرفت اوصل لك بدون تعب .


تنفست بعمق : ايش تبغى ؟
تميم اعتدل بوقفته وانحنى للأمام قليلاً : انا اللي ايش ابغى ولا انتِ اللي ليش ملازمه أفكاري كذا ؟
ثم اتسعت ابتسامته : بس الظاهر مو انتِ لحالك اللي ملازمه أفكاري .
أرجوان همّت بالمشي لكنه سرعان مامد يده ليمنعها ..
ارجوان برعب : تميم خليني أروح .
تميم : ماراح تروحي هالمرة وربي الا إذا عطيتيني رقمك او سنابك او تويترك او ان شاء الله تعطيني الفيس بوك أي شيء , وإذا ما رضيتي انا راح اخذهم من ياسمين ف بكيفك يا تعطيني برضاك او باخذه غصباً عنك .
ارجوان : انت ليش مصرّ ؟
تميم : ليش مصرّ , يا بنت اكلتي راسي وانا افكر فيك مو قادر أطلعك من بالي .. إيرام تطلع مو إيرام .. وحتى ماهي بالجامعة زي ما قالت .. وفوق كذا بدر اللي راسلها وفوق كذا تطلع صحبة ياسمين .. هذا غير انها ممكن تكون هي اللي مطلعتني من السجن !
ارجوان : ايش دخلني بالسسجن ؟
تميم : الله اعلم الا لو كانت لورا اللي كفلتني هي نفسها لورا امك !
ارجوان : وايش راح تستفيد اذا اخذت رقمي وكلمتني طيب وبعدين ؟
تميم : انتِ عارفه انا ايش ابغى !
أرجوان : لا موعارفه ..
قاطعها تميم : انا بكل مرة كنت أصحى فيها وما ألقاك واحس اني ماراح أرجع اشوفك او ماني عارف اوصل لك كنت أحس بـ قلة الحيلة اوك ممكن نسميها كذا .. وكنت أحس اني انا لحالي اللي أفكر فيك و .. (ضحك بإرتباك) أحبّك .. بس لما شفتك بالـ..
قاطعته أرجوان : يمكن تكون حبيت إيرام !
تميم : ايش الفرق انتو شخص واحد !
ارجوان : شخص واحد بس مو شخصيه وحدة , لا تنسى اني بإيرام كنت تحت التنويم ..
تميم : ارجوان لا تضيعينا أبغى رقمك (وعندما لمح التردد في عينيها اكمل) اوك عشان اتأكد ان ارجوان وايرام شخصية وحدة ..
ارجوان : واذا ماطلعنا شخصيه وحدة ايش بيصير ؟
تميم : ولا شيء بكون تعرفت على شخصيتك الحقيقيه .
ارجوان : مدري يا...
قاطعها قائلاً : يعني هوا لازم اقولك اني ابغى اخطبك بس ابغى اكون صورة كاملة عنك اول !
ارجوان بإرتباك : بس انا ما ابغى اتزوج دحين .
تميم بنفاذ صبر : يا ارجوان ..
قاطعته : طيب هات رقمك .
تميم : لا ما بعطيك مو كل مرة انا اللي بجلس استناك تحزني وتتصلي وتحزني وتجي ..
امالت شفتها وهي تمد يدها له , ابتسم بحماس واضعاً هاتفه في يدها .. أخذت تكتب رقمها للحظات وهو يقول : رقمك الحقيقي لو سمحتي .
ضحكت وهي تعيد هاتفه له , نظر للشاشة قائلاً : الرقم الاول كان رقم مين ؟
ارجوان : ما اعرف ما اتذكر .
قطع كلامها رنين هاتفها ثم صوت تميم قائلاً : لا خلاص صح رقمك الحقيقي .

*****

النرويج .. الساعة السادسة صباحاً
الأفكار تأكل رأسه لم يستطع حتى الجلوس وظل يدور بالغرفة ينظر إليها وهي نائــــمه , لا يعلم هل ما سمعه كان صحيحاً أم لأ ؟؟ لكنه يشعر بالتوتر هل كانت بيان تعلم بذلك سابقاً ولم تخبره ؟
شعر بالغيظ أكثر من هذه الفكرة , وانقطعت افكاره عندما رن جرس الباب , ذهب بسرعة ليفتح الباب قبل ان يوقظ صوت الجرس بيان ..
نظر إلى الخادمه التي ابتسمت بمجرد أن رأته , تنهد بضيق لم ينتبه أنه أكّد على مجيء هذه بالذات .. لا يعلم ماذا ستفعل بيان عنما تراها حالما تستيقظ , لكن لا يملك خياراً آخر سواها الآن .. ابتعد عن الباب لسمح لباسكال بالدخول قائلاً بجمود : باشري بالعمل الآن وكوني حذره من اصدار أيّ صوت عال ..
ثم ذهب هو للاستحمام قبل أن يحين موعد دوامه ..
في هذه الأثناء بدأت باسكال بتنظيف الصالة ..

الجدير بالذكر أن باسكال سبق لها تنظيف منزلهم لمدة لا تتجاوز الساعتين والسبب أنها وفي ذلك اليوم تحديداً وبينما هي تنظف المكان .. كان خالد جالساً في الدار يقرأ كتاباً , وبيان كانت تزور الجاره صوفي منذ قرابة الساعة تقريباً أي قبل مجيء باسكال ..
لم يستمر الأمر طويلاً حتى دخلت باسكال غرفة النوم حيث يجلس خالد وبدأت بالتنظيف ..
لكنها أخذت تحاول خلق حوار مع خالد , لم يكترث خالد كثيراً لكنه بدأ بالإستغراب من إصرارها على التحدث إليه ، رفع رأسه عندما شعر أنها قريبه منه ، عندها انحنت إليه قليلاً واقتربت وهي تمسح زاوية السرير من خلفه ، قام خالد من مكانه بتوتر : لمَ لا تقولي لي ان ابتعد .
ابتسمت بطريقه مريبه : لا بأس .
وضع كتابه وخرج من الغرفة يشرب كوباً من الماء .. وبمجرد ان استدار رآها واقفه عند الباب وبيدها إحدى قلنسواته : هل هذه متسخه ؟
خالد : اظن ذلك ..
ثم اقترب منها قائلاً : ما رأيك ان تبدئي بتوضيب الغرفة المجاورة أولاً ؟ اقتربت منه بشدة وهي تستنشق عطره قائلة : رائحتك زكيه جداً ..
خالد : شكراً .
هم بالعودة للغرفة لكنها امسكت بيده وحين استدار واعتدل بوقفته : ماذا ؟
اقتربت منه بشكل صادم وهي تمسح على وجهه : هذا اول يوم لي بالعمل وهذا ثاني منزل آتي إليه ، هل استطيع أن آخذ قسطاً من الراحه قبل ان استأتف عملي ؟
تخشّب في مكانه إثر لمساتها ، اصابه القلق حيال تصرفاتها ، ما بالها أهي ثمله ام ماذا !! تضاربت الافكار في رأسه ، حاول التركيز قليلاً في رائحتها علّها تكون ثمله ، لكن انقطع كل هذا على صوت بيان وهي تقول بإستنكار وصدمه : خااالد !!! هذا ايش ؟؟؟ ايش تسوو ؟
ابتعدت الخادمه عنه معتذرة بأنها لم تكن تعلم أن هناك احداً آخر يعيش معه ، لكن بيان استشاظت غيظاً ..
احتد النقاش بين خالد وبيان لينتهي المطاف بطرد الخادمه من المنزل ..
بالتأكيد بعد محاولات مستميه من خالد بإقناع بيان عما حدث بالضبط ، استطاع كسر غضبها منه لكنها ختمت كلامها قائلة : انا بصدقك بس هذي لاعاد اشوفها هنا .

عاد بأفكاره مجدداً وهو يغلق صنبور المياه ، اخذ يمسح جسده بالمنشفه ، نظر إلى انعكاسه بالمرآة وتنهد لا يعلم كيف ستكون الأيّام المقبلة بينه هو وبيان ! لا يشعر أنه يودّ التحدث إليها ولكنه اشتاق فعلاً ، عِوضاً عن أنه سئم الإدعاء باللامبالاة في كل مرةٍ يراها تبكي فيها محاولةً التحدث إليه ..
خرج من الخلاء دون ان يعير الخادمه أدنى إهتمام بوجودها خوفاً من تكرار ما حدث .. اغلق باب الغرفة واخذ يرتدي ملابسه .. وبمجرد انتهائه وخروجه من الغرفة وقبل ان يغادر المنزل قال للخادمه : ارجو ألا تغيري ترتيب أي شيء ، اعيدي كل شيءٍ كما كان عليه ..
هاتفه لم يكف عن الرنين .. وهو لم يكف عن إغلاق المكالمه التي جعلته يتذكر شيئاً أثار غضبه وجعله يعقد حاجبيه وهو يغلق الخط بسخط .. استيقظت بإنزعاج على صوته وهو يتحدث إلى أحدٍ ما بالخارج !! مما أثار استغرابها لتغادر السرير وتخرج من الغرفة لترى إلى من يتحدث خالد .. اتسعت عينيها وهي تراها ، نظرت إلى خالد بغضب : هذي ايش تسوي هنا انا مو قلتلك ما ابغى اشوف وجهها مرة ثانيه ؟؟
ارتفع صوت خالد بقلة صبر : شسويلك يعني مالقيت غيرها اخلي البيت مغبر ومقربع ؟؟؟
بيان : سبحاااان الله من كل موظفات الشركة مالقيت الا هذي انحجزوا كلهم فجأة يا سبحان الله ..
خالد : بيان خلي الادميه تخلص شغلها وتمشي مالي خلق اجادلك ولا لي خلق بوجع الراس مع ذا الصباح .
بيان بغضب : اقسم بالله ماتجلس دقيقه هنا .
خالد بغضب اكبر : اقسم بالله لو مشيتيها وانا رجعت من الدوام ومالقيت البيت نظيف ومرتب ويمين الله ما راح يحصل لك خير .
بيان : تهددني ؟
خالد بتأكيد : اهددك .
بيان نظرت للخادمهget out : (اخرجي)
الخادمه : But .. (ولكن)
بيان بصوت عال : geeeeeet out now . (اخرجي الآن)
وضبت الخادمه اشياءها بإستياء
لتقول بيان : Never come here , never (لاتعودي إلى هنا أبداً , أبداً ) .
ابتعد خالد قليلاً عن الباب وهو يشعر بالغبن من تصرفها وبمجرد خروج الخادمه قال : ارتحتي ؟ هيّا والله لو رجعت والبيت مايلمع انك ما راح تشوفي خير .
خرج واغلق الباب خلفه بعنف ..
تجمعت الدموع بعينيها بغضب منه تشعر أنها اكتفت من كلّ هذا ..
بعد ما يقارب النصف ساعة عندما استعادت نشاطها بعد ان صلّت مافاتها وتناولت إفطارها أيضاً ..
فتحت هاتفها لتطلب خادمة اخرى لتأتي ، حاولت تقديم الطلب مرة واثنتين وثلاثه ويعود طلبها بالرفض لأن من شروط هذه الشركه طلب خادمه واحدة فقط في اليوم لنفس العنوان ...
حاولت البحث عن شركات أخرى لكن لم تجد أي طلب متاح الا بوقت الظهيرة .
عقدت حاجبيها بضيق : ايش ذا الحظ ياربي ، مالي خلق اتخاصم معاه ذا الثاني .

//

الثالثه والنصف مساءً ، فتح باب المنزل ودخل عقد حاجبيه بصدمه عندما رآها تجلس على الارض وهي تفركه بإسفنج وتبكي ، رمقته بغضب ثم اكملت دعك الارض ..
اقترب منها لتقول بحدة : لا توسسسسخ الارض دوبني ماسحه ذا المكان .
جلس بجانبها وهو يمسك بيدها لتتحول ملامح الاستنكار إلى غضب : انتِ ايش قاعدة تسوي ؟؟؟
دفعت يده عنها بقوة : وخر عني مو انت تبغى بيتك ذا يلمع .
خالد : بس ماقلتلك انتِ اللي تنظفي !!
بيان : وايش قصدك لما تقول لي أبغى أرجع وألقى البيت نظيف ومرتب وانت عاااارف شروط الشركة اللي نتعامل معاهاً .
خالد : بيان بلا جنان انتِ حامل واكيد اني ما قصدت انك تنظفي بنفسك !!
بيان : لا ماشاء الله مهتم ، ما كأنك اللي من الصباح جالس يهدد فيّا .
زفر خالد بضيق : والله انا ما عاد ادري انتِ ليش تسوي اشياء غبيه كذا ؟؟
بكت بقهر : كل شيء أسويه صاير غلط بعيونك كل شيء ، حتى وانا منظفة عشانك عشان ما أبغى نتخاصم ما ابغى نتزاعل زيادة على أشياء غبيه انا طفشــــــــــت انت صاير كأنك تدور الزلة علي كل شيء اسويه غلط مو عاجبك ولا شيء ...
مسحت دموعها بقوة مكملة : طالما ما تبغاني ماعاد تتقبل وجودي وصايره ثقيله على قلبك لهالدرجة ومو طايق مني ولا شيء ؟ خليني ارجع جدة ليش مخليني هنا ؟ عشان تذلني ؟؟؟ أصلاً انا مجنونه لما كنسلت سفرتي عشانك ..
ألقت الاسفنجة الصغيرة من يدها وذهبت للخلاء ، اقفلت الباب وهي تجهش بالبكاء ، خلعت ملابسها المبلله ودخلت تحت الـ"دش" لينساب الماء على شعرها نزولاً إلى جسدها علّها ترتاح وتهدأ بعد هذا اليوم المرهق ..
ظل القلق يجتاحه وبمجرد دخولها للغرفة جلس هو على السرير ينظر إليها بتمعن ، لكنها لم تنظر إليه ، كانت ملامحها عبوس جداً وآثار البكاء باديه على وجهها ، جلست على التسريحه لتدهن جسدها بالمرطب ..
ثم قامت لترتدي ملابسها حينها سأل خالد : انتِ كويسه ؟
لم تجبه ، بل عبست ملامحها اكثر متجهةً نحو السرير حتى تمددت عليه وهي تغطي نفسها لتعود للبكاء مجدداً ..
تمدد بجانبها مقترباً منها من الخلف : بيان كلميني فيه شيء يوجعك ؟
دفنت وجهها بالوسادة وهو يكرر سؤاله مرة تلو أخرى لتصرخ بقلة صبر : قلبي قلبي اللي يعورني سيبني خلاص , والله العظيم تعبانه .
عانقها ليهدأ صوتها وهي تقول : لاتجلس تأملني فيك وتحسسني اننا راح نرجع زي ماكنا وبالنهاية مايتغير شيء ! سيبني .
شد بعناقه عليها وهو يقبّل كتفها : ما كان هذا قصدي بيان .. لو ادري انك مجنونه بتنظفي بنفسك ما كان كلمتك ولا قلتلك شيء .
امسكت بيده التي تعانقها وهي تقول : بطني يوجعني ، وظهري يوجعني كل جسمي يوجعني ..
قعد وهو يبعد الغطاء عنها : قومي ، قومي خليني اوديك العيادة انا ما حرتاح كذا .

خرجوا من العيادة بعد ان قالت الطبيبة ان الالم ناتج عن الاجهاد فقط ليس هناك أيّ ضرر قد حلّ بها ..
لكن بيان كانت تشعر بألام غريبة أسفل بطنها ، وفي نفس الوقت لا تريد القلق وقررت تجاهل الألم بما ان الطبيبة قالت ان الامر طبيعي ، فقط عليها أن تأخذ قسطاً من الراحه دون القيام بأي مجهود آخر مرة أخرى .

في المساء ، بعد منتصف الليل ..
استيقظ بفزع من نومه عندما غرزت أظافرها بيده ، عقد حاجبيه وهو يسمع انينها وهذيانها الغريب ، فنح الاضاءة التي بجانب السرير وهو يراها بحالة يرثى لها تبكي وتهمس بإسمه وكأنها تحتضر ، تحاول لمسه لكن يبدو أنها فاقدة لقواها ..
قام من مكانه بفزع وهو يضيء مصابيح الغرفة ، تلفظ انفاسها بصعوبة ، نظرت إليه عندما وقف بجانبها بهلع وانحنى لها : بيان سامعتني ؟
لتقول بصوت بالكاد يسمعه : بموت .. مو قادرة اتنفس ...
لم يستمع لباقي كلامها ف سرعان ما ابعد البطانية عنها ليصدم من بقعة الدماء الكبيرة تحتها ..
جلس على ركبتيه قائلاً بخوف وهو يمسك يدها : بيان بيان حاولي تركزي معاي حاولي ماتفقدي وعيك ...
ثم قام بسرعة وهو يمشي بخطى سريعة وبتشتت واضح ، فتح باب الغرفة وباب المنزل ، حملها واخرجها وهو يكرر بإسمها لكيلا تغيب عن الوعي ، لكنها بدت منهارة تماماً وكأنها غير واعيه أصلاً .
ادخلها إلى السيارة بسرعة وصعد ايضاً ، حرك سيارته وهو يحاول التحدث إليها ، كان انينها وهذيانها يطمئنانه قليلاً انها مازالت مستيقظه لكن ما إن هدأت ، نظر إليها بفزع : بيان تسمعيني ؟ بيان لا لا تفقدي وعيك ..
وضع يده على رقبتها موضع النبض ، ثم امسك بيدها وهو يضغط عليها وينادي : بيان الله يخليــــك قومي قومي .
يقود بسرعة جنونية ، يحاول مسابقة الزمن وايصالها للمشفى بأقصى سرعة ، قلبه يخفق برعب وخوف من فقدانها ، كل دقيقه يلتفت إليها ليتأكد من أنها مازالت تتنفس ..
يشعر وكأن المسافات طالت أكثر من السابق .. يشعر بأنه المسؤول عما يحدث لها الآن ، يشعر أنه تمادى كثيراً بمعاقبتها وصدها عنه ، يشعر بالرعب والخوف والقلق والندم والحسرة ، ظلت الافكار تتصارع في رأسه بينما هو يحاول الضغط على يدها علها تهدئ سرّه وتستيقظ لكن بلا فائدة .. وأخيراً اوقف سيارته امام باب الطوارئ ، حملها بيديه ودخل كالمجنون ينادي ، قميصها تلوّن بالدماء .. قطرات الدم بدأت تقطر على الارض ، اسرعت الممرضات بوضعها على السرير الأبيض وهي فاقده للوعي كلياً ، حاولوا اسعافها بأقصى مايمكن ..
ادخلوها للغرفة بينما هو وقف بالخارج مع افكاره ينتظرها برعب ..
يدعو بشدة ألا يصيبها مكروه ، يشعر بنار في صدره سخطاً على نفسه .. لم يستطع حتى الجلوس من فرط توتره وقلقه ، اخذ يمشي جيئةً وذهاباً خرجت الممرضه تسأله عن فصيلة دمه ، ثم طلبت منه التبرع بدمه لبنك الدم لأن بيان قد نزفت كثيراً وتحتاح لنقل الدم .
لم يعارض بل على الفور ذهب للتبرع .. بعد مرور فترة من الزمن ، هدأت الغرفة من حركة الممرضين والطبيب ، خرج الطبيب ليطمئنه أن حالتها استقرت وايضاً حالة الطفلة مستقرة ، لكن حذره الطبيب من اي جهد تقوم به بيان قد يؤدي إلى مضاعفات ونزيف آخر ..
دخل إلى الغرفة وهو يراها تغط في نوم عميق ، جلس بجانبها يمسح على شعرها ، اقترب منها وقبّل خدها بلطف ، امسك بيدها وضمها لصدره : انا مو مستعد اخسرك والله .
وضع رأسه على كتفها ثم عانقها لم يشعر بدموعه التي بللت قميصها ، كيف يقول انه خاف من فقدانها جداً !
كان يظن ان حبها بقلبه بدأ بالانحسار ، لكنه وفي هذه اللحظة تأكد أن قلبه متعلق فيها لا محاله ، أنه يعشقها ، لا يستطيع تخيّل حياته بدونها ..
لا يستطيع تقبّل حياة خاليه من بيان ! حبيبته ووجف قلبه .

*****

في مركز الشرطة , هز كتفه بمعنى "مالقينا شيء"
نظر سلطان إليها وهي جالسه ودموعها تهلّ على وجنتيها , جلس امامها قائلاً : ما راح تتكلمي ؟
لتقول من بين دموعها : انا قلتلكم كل شيء أعرفه .
مسح سلطان وجهه : بس احنا مالقينا ولا شيء من اللي قلتيلنا عليه , لا مكالمات ولا اتصالات ولا حاجه تدل على ان كلامك صح .

\\

بالعودة إلى ذلك اليوم , الرابع عشر من شهر شوّال ..

عقد حاجبيه فجأة وهو يقطع كلامه عندما بدأ يتجه إلى طريق ترابي مظلم بلا إنارات نظر إليها : متأكدة من الموقع ؟
هي نظرت للهاتف : ايوة على حسب الخريطة هنا بيتها .. هي معلمة بقرية ف أكيد انها مستأجرة هنا عشان تكون قريبة من القرية .
كان يشعر ببعض التوترلكنه سرعان ما ابتسم عندما شعر بالأمان عندما فكّر بأنه من الأفضل جداً انهما بعيدان عن أي احد من الممكن ان يعرفهما .. وبعيداً حتى عن البيوت ولا احد سيعلم مالذي سيحصل بينهم ولا أحد يرى : يلا احسن عشان ناخذ راحتنا .
ضحكت : طبعاً .
بدأ يلقي عليها كلمات وعبارات وإيحاءات جنسيه , يمسح بباطن كفه على فخذها , بينما كانت هي تضحك محاولةً ابعاد يده برفض مزيّف لتشعل رغبته فيها أكثر ..
لم يستطع إكمال الطريق .. بل أوقف سيارته قائلاً : مو لازم نروح الشقه هنا محد بيشوفنا !
ابعدت جسده عنها قائلة بإرتباك واضح : لا لا هنا لا (ثم ابتسمت بمكر) وبعدين انا مجهزة البيت لهذي السهرة , راح تنبسط هناك أكثر .
ضحك بفرحه وهو يتنهد قبّل خدها قائلاً : والله ياحظي .
واكمل الطريق ....
عند وصولهم للمكان المطلوب .. ترجلا من السيارة بينما أخذ هو ينظر إلى المكان بغرابه : متأكدة ان هذا هو البيت ؟
وقفت بجانبه وهي تمسك ذراعه وتمسح على كتفه : طبعاً متأكدة انا زرتها قبل كذا .
سبقته وهي تفتح الباب ثم أشارت له بالدخول .. دخل بخطى ثابته وهو مندهش من المكان .. كان منزل قديم بغرفة واحدة فقط وحمام صغير جداً .. وبزاوية الغرفة ادوات مطبخ صغير ..
سرير لشخص واحد مزيّن بالورد .. الشموع الصناعيه تملأ المكان .. وأيضاً طاولة خشبية بوسط الغرفة مغطاة بقماش أبيض وكرسيين خشبيين عليها أطباق بيضاء فارغة واطباق كبيرة أخرى مغطاة بغطاء فضي مقعر , لم يلبث كثيراً وهو ينظر بالمكان حوله بدهشة .. استدار وهو يقول : اما تعيش هنا لوحدهــ ...
بتر كلامه اثر ضربة قوية على رأسه وسقط مغشياً عليـــه ..

\\

بالخارج .. اوقف سيارته عندما رأى سيارة بدر واقفة أمام هذا المنزل الطيني الصغير ..
اقترب من النافذه الصغيرة جداً بحذر , لتتسع عيناه بصدمة وهو يراها تحاول رفع جسده من الأرض وإجلاسه على الكرسي .. عرقه بدأ ينحدر من جبينه عندما همت بلف الحبل عليه لتثبت جسده على الكرسيّ ..
لم تكن لمياء الرقيقه الطيبه التي لطالما عرفها , بل كانت نسخه مرعبه منها , الإبتسامة ترتسم على شفتيها بينما هي تحضر إناءً متوسط الحجم وترشّ الماء الذي فيه على وجهه بدر .
فتح فمه وهو يحاول إلتقاط انفاسه , تلاعبت به .. سلطان وقع بغرام فتاة ظنّها طيبه , لطيفه , مثقفه , ذكيّه , جميلة .
كيف لتلك الملامح العذبه ان تخفي كل هذا الشر !!
أكان طوال هذه المدة يفصح عن صعوبة قضيته ومخططاتهم للقبض على المجرم للمجرم نفسه !! كيف خُدع فيها ؟؟ كيف لم يشكّ بها حتى !
راقبها لمدة اسبوعين تقريباً كانت تحركاتها طبيعية لم يشكّ بها حتى ظن بأن شكوك هاني تجاه لمياء مجرد هراء ..
لكن اليوم !! أخرجته لمياء من الشك إلى اليقين بأنها محترفه جداً بالتخفي !
لا يدري هل يصوّر مايحدث ليفضحها , ام يراقب بصمت , لأنه ظل يراقبها طوال هذه المدة سراً بدون أن يعلم أحد , ولا حتى هاني , شريكه بهذه القضية !

بالداخل
استيقظ بفزع عندما رُشّ وجهه بالمياه البارده يتنفس بسرعة ينظر إليها بتعجب وهي تجلس امامه مبتسمه : ايش ؟ ايش تسوي ؟
شعر بالحبل الملفوف على جسده لينظر إلى حالته ثم ينظر إليها بهلع : ايـــــش هذا ايــش قاعدة تسوي ؟
لمياء بضحكه : اسوي اللي جيت عشانه (ثم تحوّلت ملامحها للحقد وهي تنحني بإتجاهه) ولا لايكون تحسبني غبيه ورضيت بهالسرعة عشان سواد عيونك ؟ لا يكون صدقت إني رجعت طحت بغرامك من جديد ؟؟ والله صراحة توقعتك أذكى من كذا !! كيف تثق ف بنت ضيّعت لها عمرها وهي تبكي عليك وعلى موتك .. (تهدج صوتها) قتلت ناس مالهم ذنب تحسبهم اخذوك منها ويطلعوا اصحابك أصلاً !! انت كيف حتقدر تنسيني أصواتهم وهما يترجوني أسيبهم وإنك عايش وان الموضوع كان مقلب ولا صدقتهم؟ الكل , الكل كان صادق معاي إلا انت , انت خليتني اشوف دمهم يسيل قدام عيني وبسببي وبدال ما أحس بحزن أحس بتشفّي , أحس إني أخذت حقك بيدي ..
نزلت دموعها واكملت : وبالنهاية أكتشف انهم ما قتلوك أصلاً وان دمهم اللي استبحته بقلب بارد كان ظلم .. بس صدقني , صدقني ماراح أخليك .
بدأ العرق ينساب من جبينه برهبه لكنه مازال يحاول السيطرة على أفكارها قائلاً : انا ادري أدري إنك مو ناوية تئذيني عشان سوء الفهم اللي صار .. واضح أصلاً من عيونك إنك قاعدة تسوي كذا غصباً عنك بس عشان تعبري عن شعورك بالسخط ناحيتي , بس انتِ ما تبغي تسوي لي شيء انا عارف ومتأكد لأن هذا اللي واضح من عيونك , انتِ ماتبغي تئذيني , لازم تتعايشي مع شعورك لمياء .
ضحكت بشدة لتتحول ملامحها المستاءة إلى سخرية : والله ماشاء الله كل هذا استنتجته من عيوني ؟ بدر حركاتك هذي ماعاد تأثر فيّا على فكرة , توقعتك بتستخدم حيل وحركات جديدة بس انت انت ما تتغيّر .

مازال يشاهد مايحدث بأفكاره ومشاعر مختلطه , ممسكاً بجهازه اللاسلكي لكن لا يعلم هل يطلب النجدة ام ينتظر أكثر !!
لم يلبث كثيراً في تساؤلاته ف سرعان ما استدار بإستغراب على أصوات السيارات المقتربه وفي نفس اللحظة أطلقت سيارات الشرطة صافراتها وهي تحيط المنزل من جميع الجهات وصوت شرطي يقول بمكبر الصوت : المكان كله محاصر , أيّ مقاومه راح يتم إطلاق النار اطلعي من المكان وسلمي الرهينه وسلمي نفسك .
وقفت بفزع من الأصوات التي احتشدت بالخارج من صافرات سيارات الشرطة واصواتهم , وحين صرخ بدر مستنجداً وجّهت فوهة المسدس عليه قائلة : ماراح اطلعك من هنا إلا جثه ..
قام سلطان من مكانه متوجهاً لهاني الذي خرج من سيارته ليقول بدهشه : انت ايش تسوي هنا ؟
سلطان : البنت معها سلاح أي حركة غلط منكم ممكن تضيّع حياته !
هاني : ماجاوبتني انت ايش تسوي هنا ؟
سلطان : كنت اراقبها من فترة وشفتها طلعت معاه , ماتطمنت ولحقتهم لهالمكان .
هاني : وماعرفت تكلمني ؟ ولا ترد على اتصالاتي ؟
سلطان : انت اللي كيف جيت لهنا ؟
زفر هاني بضيق : زرعنا أجهزة تجسس بجوالها من فترة ..
ليقاطعه سلطان بغضب : كيف تسوي كذا بدون ماتستشيرني .
هاني : حاب تناقشني بالأسرار ؟
تقدم هاني عنه لكن سلطان اوقفه قائلاً : قلتلك البنت ممكن تقتله لو دخلتم فجأة ..
هاني : ويعني ننتظرها برا لين تطلعلنا جثمانه بنفسها يعني ولا وش موضوعك انت ؟
سلطان : انا راح ادخل .
نظر هاني إليه بإستنكار .. ليصرّ سلطان : انا اللي راح أدخل .

بالداخل وهو ينظر إلى ارتجاف يدها : لمياء اهدي اهدي وانا اوعدك إني راح أصلّح كل شيء .. كل شيء والله , بس انتِ ماتبغي تقتليني انا عارف .. لمياء مهما حاولتي تنكري مشاعرك انتِ لسه تحبيني .. ولا ماكان قتلتيهم عشاني .. خليني , خليني والله اوعدك راح اطلعك من السجن وماراح اخليهم يئذونك ولا يعدمونك بس خليني , لا تغلط وتقتليني وتوسخي يدك بدمي .
شدت قبضتها على المسدس صارخه : قلتلك اسكت ما أبغى اسمع منك كلمة انت ماتفهم !! أيّ حب تتكلم عنه انا ما أبغى شيء دحين غير إني أفرّغ هالمسدس براسك .. دام إنهم راح يعدموني بكل الأحوال فأنا مو ناوية أخليك تعيش من بعدي أصلاً ..
بدر : انا آسف والله آسف اوعدك را...
انقطع صوته بطلقة خرجت من سلاحها , طلقة أخرست جميع من بالخارج على إثرها , وهم يتبادلون النظرات بفزع ..
وعينيّ هاني متعلقه على المنزل متسائلاً هل قُتِل ؟ ....


قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الثلاثاء الموافق :
14-8-1441 هجري
7-4-2020 ميلادي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 02:18 AM   #77

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مساء الخير
قبل ما ندخل بهالبارت حبيت أنوّه ان هالبارت أطول بارت
ف أتمنى تقرؤوه على مهلكم وبفراغكم


الفصل السابع عشر
الجزء الثالث


مغمضة العينين ودموعها تنساب على خديها إثر طلقتها .. أطرافها ترتجف وهي تشعر بيده الممسكه بذراعها وصوته القريب جداً منها يقول : ارمي المسدس لمياء .
فتحت عينيها وهي ترى أن طلقتها الأولى صوّبت على الجدار بسبب دفعه ليدها .. حولت نظراتها لبدر الذي تعتليه نظرة مذعورة اشاحت قليلاً برأسها تنظر إلى صاحب الصوت باكيه : سيبني , طالما قدرت توصل لي خليني اقتله قبل ما انسجن وانعدم .. طالما انت دريت اني ورى كل هالقضايا اللي كانت محيّرتك خليني أختمها ببدر , تكفى خليني .. ما اقدر اشوفه يتنفس ما أقدر أتخيّل إني ورطت نفسي بكل هذا عشان واحد سافل كان يلعب علي .. سلطان فك يدي خليني آخذ حقي منه خليني أبرد قلبي فيه , على الأقل خليني آخذ حق كل اللي قتلتهم عشانه وبالنهاية اطلع ظالمتهم .. سلطان قلبي قاعد ينحرق خليني ارتااااااح .
حينها وضع سلطان يده فوق يدها بالضبط ووصوب السلاح ناحية بدر , ليصرخ بدر برعب : انت مجـــــــــنون ؟؟ تبغاها تموتني ؟
لكن سلطان لم يأبه ببدر بل وجّه حديثه الهادئ للمياء قائلاً : إذا بتنهي حياتك انهي حياته الحين ..
لتقول بيأس : حياتي انتهت من زمان , من لما توسخت يدي بدم امين أول مرة .
سلطان : حياتك ممكن تبدأ من جديد إذا تركتيه يعيش .. انتِ لو قتلتيه الحين مافي مفر من إعدامك .. لكن لو خليتيه يعيش , راح ينجبر يعترف باللي سواه فيك هذا غير انه متهم بسوء استخدام سلطته , فيه مريضه ثانيه رافعة عليه قضية إستغلال .. اوعدك لو خليتيه ماراح يوصل حكمك للإعدام , راح احاول بكل الطرق إني اطلعك ..
نظرت إليه : انت ليش تسوي كذا ؟
سلطان : لأن .. لأني أبغاك تعيشي من جديد بدون هواجيسك ف بدر, لا ياخذ من عمرك أكثر من اللي اخذه لمياء ..
شعر بإرتخاء يدها وقواها تنهار لتسقط على الأرض وتنتحب بألم , شعور مُر جداً يخالجها وصور ضحاياها تمر أمام عينيها بسرعة ..
حينها سمح للشرطة بالدخول , وانحنى ليأخذ المسدس من يدها بينما كانت هي غارقة في البكاء .. أمسك بكلتا يديها وقيّدهما , لم تقاوم , بل كانت مستسلمه جداً لما يحدث وكأنها تعرف أن هذا ماتستحقه بالضبط ..

\\

لم تتفوّه بكلمة في ذلك الوقت بل ظلت تقول كلام غير مترابط وتردد اسم شخص ما ..
لذا وضعوها في السجن ريثما تهدأ ليعاودوا بإستجوابها في وقتٍ لاحق .
بعد يومين من وجودها بالسجن احضرها الشرطي إلى غرفة التحقيق ثم وضع سلطان امامها كوب من القهوة وجلس ليقول هاني بسخريه وهو يهمس لسلطان : ما كنت ادري انك تعامل المجرمين معاملة vip , لم يكترث سلطان لكلامه عقد يده على الطاولة وقال : لمياء أبغاك تجاوبي على كل الأسئلة بصراحة بدون مماطلة ولا لف ودوران .
أخذت ترتشف القهوة وهي تومئ رأسها بالإيجاب .. سلطان : أول شيء عدد الأشخاص اللي قتلتيهم خمسة .
لمياء : ثلاثة .. يزيد ما مات على يدي .. وإذا اعتبرنا بدر الخامس انا ماقتلته .
سلطان : بتّال .
لمياء : ما قتلته .
هاني : وينه طيب ؟
لمياء : ما اعرف ..
سلطان : لمياء قلنا بدون لف ودور..
قاطعته لمياء : انا ما اعرف وين بتّال .. بس اللي أعرفه إنه مو ميّت .
هاني : وايش اللي يخليكِ متأكدة إنه مو ميّت طالما مالك علاقه بإختفاءه .
لمياء سكتت للحظات ثم قالت : لأنه هو اللي كان يساعدني ..
نظر الإثنان إلى بعضهم البعض بدهشة , ليقول سلطان : كيف كان يساعدك ؟ وليش ؟
لمياء : ليش ما أعرف بس هو اللي زوّر لي الهوية وهو اللي جابلي ماجد .
هاني بإستنكار : بس حسب كلام اصحابهم ان بتّال وماجد أصحاب وقريبين من بعض كيف بيجيبه لك ؟ ايش كان المقابل ؟
لمياء : المقابل اني اقتله .
سلطان : وليش بتّال يبغى ماجد يموت ؟
لمياء : ما أعرف .
ظل ينظر إليها بشك , لتقول : والله ما أعرف انا ما كان يهمني السبب المهم اني .. أعذّبه واموته لأنه كان معاهم لما خطفوا بدر , او بالأصح بالمقلب اللي سووه .
هاني : ويزيد .. كيف سممتيه بالمستشفى بدون محد يشوفك ؟؟
لمياء : مو أنا .. انا تركت يزيد بعد ما اختفى من البيت اللي كنت حاطته فيه , دورت عليه اوك ما انكر بس قال لي بتّال وقتها ان الشرطه لقته وهو بالمستشفى وقال لي هو بيتكفل بالباقي وبس ..
اسند ظهره على الكرسيّ : يعني قصدك تقولي ان بتّال كان شريكك بكل جرايم القتل !
لمياء : اي .
سلطان : وايش الدافع لبتّال ؟
لمياء : قلتلك ما ادري .
هاني بغضب : كيف ماتدري ؟ كيف تتعاملين معه وتشاركينه وانتِ ماتدري ايش دافعه كيف وثقتي فيه طيب ماخفتي يبلغ عليك و..
قاطعته لمياء بهدوء : كنت ضامنته لأنه ما كان يسوي كذا من نفسه هو كان مرسول من شخص ثاني ..
سلطان : ومين هالشخص ؟
لمياء : ما اعرف إلا إن اسمه جابر مدير شركة ###### عرفت اسمه بالصدفه هو ما كان يستخدم اسمه الحقيقي أصلاً , بس أنا عرفته بالصدفه .
عقد سلطان حاجبيه عندما استوعب انها تقصد شقيق خالد زوج بيان : مافهمت جابر ايش دخله ؟
لمياء : ما ادري .
حك هاني رأسه بقلة صبر : اسمعيني انتِ كلامك مو منطقي , انتِ لك دافع للقتل اللي هو انهم قتلوا بدر قدام عينك زي ماكنتِ شايفة على الأقل , وكنتِ تحاولين تستدرجينهم عشان تنتقمين منهم لبدر .. ايش دخّل بتّال وايش دخل جابر ؟
رفعت عينيها تنظر لهاني : انا قاعدة أقولك الحقيقه انا مو قاعدة أحاول ابرئ نفسي وأتهمهم .

الشيء الوحيد الذي استطاعوا فهمه هو تورطها في جميع القضايا لكن لم يستطيعوا ربط هذه القضايا ببتّال وجابر , ولكن بناءً على اتفاق سلطان وهاني قررا البحث في موضوع جابر والتعاو مع فريق البحث للتكثيف البحث عن بتّال علّ هناك حلقة خفيّة ناقصة في هذه القضيّة .

*****

لم يتحدث معها إطلاقاً بعد آخر مشاده كلاميه حدثت بينهما ، وكأنه قد غيّر موقفه منها من الترجي إلى العناد ، سئمت من تصرفاته الصبيانية وعدم قبوله للمنطق ، لأول مرة تشعر أنه متهوّر جداً ولا يريد التفكير ، دخلت إلى غرفته ، ترتدي عباءتها ، لتقول بتجهم : قوم غيّر ملابسك خلينا نروح ..
هو : لوين ؟
والدته : لبيت حبيبة قلبك رند خلينا نخطبها لك يمكن لما ترفضك فجر تستوعب اني ما كنت ابغى إلا مصلحتك .
شعر بالتردد والحيرة لكن حين كررت والدته : قووووم اخلص حستناك برا .
قام يجر خطواته والخوف يملؤه من رد فجر ، لكنه متلهف جداً لرؤية رند ..

في فيلا فجر .. وتحديداً في المجلس
استقبلتها بتجهم وهي تقول : هلا رحمه , اماندا استعجلي بالقهوة ..
حينها اعتدل رشاد بجلسته عندما وكزته رحمه وهو يقول : جاي أعتذر على اللي صار وأنا والله ما كنت قاصد أخون ثقتك فيّا و..
قاطعته رحمه قائلة : امسحيها بوجهي فجر والله يعلم ان ولدي ما كان قصده يلعب على بنتك ولا يضرّها وكم مرة كلمني أخطبها له وكنت مترددة من ردك بس ماتوقعته يسوي كذا ! أنا آسفه ..
فجر : وانت شايفه ان الموقف يتصلح بالأسف ؟؟ رحمه انتِ أكثر وحدة تدري إني ما أقدر أتحمل فكرة ان اللي صار معايا ممكن يتكرر مع أحد من أولادي ..
رحمه : عشان كذا جيتك لأني برضو ما أرضى بالغلط على رند واعتبرها زي بنتي بالضبط .. (ثم قالت بتردد) ف أبغى رند لرشاد ..
نظرت إليهم فجر بإستنكار وكأنها لم تسمع ما قالته رحمه : تبغي رند لرشاد ؟ أظن إنك متوقعه الرد صح ! رحمه سوري بس أنا ما اقصد استقل فيك لالا بالعكس انتِ عارفه انك عزيزة على قلبي وأعتبرك أقرب لي من أختي بس .. لا طبعاً لا مستحيل أخلي رند تكرر نفس أغلاطي ..
رشاد : خالتي فجر طلبتك , والله أحبّها ..
لتقاطعه فجر بحدة : لو تحبّها ماكنت فكرت ولا ربع تفكير إنّك تستغل وجودها لوحدها بالفيلا وتجي .. ما كنت رضيت إنك تحط رند بموقف رخيــص لو تحبّها من جد كان فكّرت ألف مرة قبل ما تعلقها فيك أصلاً ..
طال الجدال بشكل غريب بينهما , لتنتقل رحمه من موقف الأسف على مابدَر من رشاد لموقف دفاع عنه ..
قطعت فجر كل هذا قائلة : يا حبيبي شنطة وحدة من شنط رند تساوي راتبين من راتبك , انت كيف راح تعيّشها ؟ انا ما عمري خليت بخاطرها شيء ولا أي شيء لو تبي عيوني عطيتها بس قول لي انت لو اخذتها كيف بتجيبلها اللي تبغاه ؟؟ انت تدري إن آخر فستان اشترته رند كان ب 27 ألف ولا ماتدري ؟ قول لي الـ10 آلاف اللي تاخذهم انت نهاية كل شهر ايش راح يجيبولها ؟؟ ولا شيء .. رند ما راح تطلع من بيتي إلا لبيت شخص يعيّشها نفس ماعيّشتها انا وأحسن ..
قطع حوارهم دخولها وهي قائلة : بس أنا موافقه !!
نظر جميعهم إلى رند بينما هي تنظر إلى فجر بعناد .. فجر : اطلعي يارند محد قالك تجي .
رند : بس الموضوع يخصني أنا , وانا موافقه .. وإذا إنتِ ماوافقتي على رشاد أنا ماراح أتزوج غيره .
فجر : رند اطلعي بالطّيّب وخلينا من حركات الأفلام هذي .. اطلعي ولا تتدخلي أبداً ..
رند : ما راح أطلع إذا ماوافقتي على رشاد .. ماراح أخلّيك تقرري عني هو بيتزوجني انا مو انتِ .
فجر بغضب : رنـــــد احترمي نفسك واحترميني انا أمك .. واطلعي لغرفتك ولا قسماً بالله ..
قاطعتها رند ودموعها تدافعت لعينيها : ولا ايش ؟ بترجعي تضربيني طيب وبعدين ؟ تحبسيني ؟ انت لما اخترتي أبوي محد منعك ليش تمنعيني .
فجر : وتشوفي ان زواجنا انتهى بخيـــر ؟؟ تطلقنا محد فينا قدر يتعايش مع الثاني ..
رند : انتِ اللي خليتيه , هو ياما تخلى عن رأيه عشانك وياما تنازل عشانك بس انتِ ولا عمرك تخليتي عن شيء عشانه ..
فجر : لا تتكلمي بشيء ماتعرفيه ..
رند بلا اكتراث : اللي اعرفه اني أبغى رشاد .
فجر : انا من جد ماعرفت أربيك ..
رند ودموعها تسيل على خديها : لأن ماعمرك كان عندك وقت ليّا .. حتى لما وصل عمري 17 سنه جبتيلي مربية .. ماعمرك حسستيني انك معايا وجنبي حتى بيوم تخرجي حتى هالسنه لما تخرجت وينك ؟ ما كنتِ موجودة ..
فجر : وليش ماكنت موجودة ؟ لأني هالكه نفسي بالشغل عشانك انتِ وزياد عشان ما يصير بخاطركم أي شيء .
رند : وانا ما أبغى ولا شيء ولا شيء من اللي قاعدة تسويه عشاننا برأيك , تحاولي تعوضيني عنك بملابس ؟ بشنط ؟؟ ايش اسوي فيهم أنا ؟؟ بيهتموا فيّا إذا مرضت ؟ بيسألوني عن زعلي عن أكلي عن نومي عن دراستي ؟ ولا شيء .. والوحيد اللي اهتم فيّا وحسسني اني مهمه بحياته بتبعديه عني ليش ؟
لتقوم فجر وهي تمشي لتغادر المجلس بخطى واثقه وتقول : هالزواجه ماراح تصير يعني ما راح تصير .. لو ما ادري ايش بتسووا انتِ ماراح تاخذي رشاد ورشاد ما راح ياخذك , ووريني ايش بتسوي ؟
خرجت فجر تاركةً لهم المكان لتقطع هذا النقاش , بينما ظلت رند واقفةً مكانها تعض شفتها السفليه بغيظ ودموعها تهلّ على وجنتيها ..
قام رشاد يمشي إليها حتى وقف أمامها قائلاً : انتِ بخير ؟
بكت أكثر وهي تهز رأسها بالنفي .
ليتساءل : جوالك لسه معاها ؟
هزت رأسها بإيجاب .. رشاد : طيب هي كيف عرفت .
لتقول أخيراً : ما اعرف بس الأكيد انها شافتنا لانها أصلاً ما كانت في البيت وولا وحدة من الخدم قالتلها أي شيء لأنهم حتى لو شافونا سوا الموضوع بالنسبة لهم عادي مافي أيّ شيء جديد من وجودك بالفيلا .
حينها وقفت رحمه بجانبهم قائلة : خلينا نمشي ..
لكن ظل رشاد ينظر إلى رند وكأنه لا يريد الذهاب حتى يطمئن , لتستسلم رحمه قائلة : حستناك برا لاتتأخر .
خرجت رحمه ورند تحاول إيقاف دموعها لكن بلا فائدة .. رشاد رفع رأسها إليه قائلاً : ماراح أخليك ..
رند : انا خايفه تسوي فيك شيء ! اعرف أمي مجنونه , سجنت نايا لما عرفت بموضوعها مع زياد انا ما أبغاها تضرك .
إبتسم رشاد : لا تشيلي همي , المهم انتِ لا تسوي شيء طايش يخليها تفصل عليك انتِ .
رند : بس انا تعبت يا رشاد , لين متى وهي تعاملنا كأننا عرايس تحطنا مكان ماتبغى وتلعب فينا على كيفها !! انت ماشفتها كيف ضربتني ما كأني بنتها ما كأني أحس , حتى فتحيه انكسر خاطرها علي وهي لا ..
كانت تبكي بشدة وهي تتحدّث , ليقول هو بأسف : انا آسف لأني حطيتك بذا الموقف ..
رند بتهكم : على اساس ماكنت بوعيي يعني ؟ ترى كنت بوعيي وبرضاي انت ماغصبتني .
رشاد : حتى ولو المفروض ما أجيك للفيلا ..
ابتسمت من بين دموعها : بالعكس , صح اللي صار غلط بس جابكم لبيتنا بسرعة .. (تقصد مجيئهم لخطبتها)
ضحك ثم قال متنهداً : الله يعدي كل شيء على خير ..
عند خروجه من باب الفيلا الداخلي .. صادف زياد وهو عائد من الخارج يدندن , ثم قال بمجرد رؤيته : هلا والله برشاد أشوفك منوّرنا اليوم .. على وين ؟؟
رشاد : هلا زياد , والله كنت جايب أمي , وخلاص ماشيين .
زياد : أي ماشيين يا رجّال انت صاير ما تنشاف , ادخل اتعشى معانا بعدين روح ..
رشاد : لا والله مستعجلين خليها وقت ثاني .
زياد نظر إليه بتمعن : امم وجهك كذا مو مطمني ! صاير شيء ؟
نظر رشاد إلى الفيلا خلفه ثم استدار ينظر إلى زياد مجدداً : خلينا نتقابل بعدين وأقولك , لأني شكلك ماتدري .
زياد : ليش فيه شيء لازم أدري عنه ؟ (ثم قال وكأنه استوعب) ولا لا يكون رند قالتلك ايش صار بينها وبين امي والله لا اوريها تقولك قبل ماتقولي وانا لي اسبوع اترجاها تحكيني .
ابتسم رشاد : ترى أمي من اول تستنى .. خلينا نتقابل بيوم ثاني واقولك ان شاء الله .
زياد : ان شاء الله .. قود باااي .
رشاد لوّح بيده وغادر ..
وعند وصوله لباب جناحه سمع صوت بابها يُفتح , إستدار مبتسماً لكن سرعان ماتحوّلت إبتسامته لإستغراب وهو يددير كامل جسده إليها : وين وين وين على وين رايحة بشنطتك ذي ؟ لا يكون مسافرة ؟
لتقول رند بإزدراء : بروح عند ..
ليأتي صوت فجر متسائلة بعجل : زياد شفت ..
وحين وقعت عين فجرعلى رند قالت رند مكملة : بـابـا .
عقدت فجر حاجبها وأيضاً زياد , ولكنه أخذ ينقل نظره بين رند ووالدته التي ظلت تنظر لرند ثم قالت : رايحه لأبوك ! أوكِ انتِ حرّه بس .. (نظرت إلى التذاكر التي بيدها ثم قالت وهي تقترب من رند) كنت بعطيك هذا .. المفروض إنها مفاجأة بمناسبة تخرجك بس انتِ اللي فاجأتيني .. عموماً انبسطي ..
غادرت دون ان تستمع لرند التي ظلت تنظر بالتذكرتين بحزن , يبدو أنها تسرّعت كثيراً فيما قالته لكنّها لاتملك حق إعادة الكلمات إلى فمها ومحوها من ذاكرة والدتها .. تنهدت وهي تشعر بالإستياء , حينها اقترب زياد منها متسائلاً : صح إني ما أدري ايش صاير بينك وبين ماما .. بس إنك تقرري تسيبي الفيلا وتروحي لبابا ماتحسيها قوية بحقها ؟
عقدت حاجبيها بإستياء أكثر ودموعها تتدافع لمقلتيها : كل شيء غلط أصلاً.
زياد : طيب قوليلي ايش صاير يمكن نقدر نحلّ الموضوع سوا !
رند : انا أحب رشاد ..
زياد بإبتسامة بلهاء : أخيراً مابغيتي بس هذا مو موضوعنا , انا أسألك ايش اللي بينك وبين ماما ؟
رند : زياد قلتلك أنا أحب رشاد وهو يحبني وجا يخطبني بس ماما ما وافقت .
بردت ملامح زياد بعدم استيعاب , ليرمش بعدها عدة مرات قائلاً : لحظة هذي مو مزحه صح ؟ (ثم ارتفع صوته بغضب) انتِ مجنونه ؟ احد ضاربك على راسك ؟ أكيد أمي ماراح توافق هذا أخوك اخوك بعقلك شيء انتِ ؟؟؟
رند بملل : هو اخوك انت مو أنا .
زياد : وانا وانتِ مو أخوان ؟؟ يعني اخوكِ برضو , لا وتقوليلي هو يدري وبرضو يحبّك وجا يخطبك ؟؟ الحيــــــــوان الواطــــي..
لم يكمل كلمته الأخيرة الا وهو يغادر المكان بغضب متجاهلاً نداءات رند له ..
في جناح فجر , امام مرآتها تحاول جاهدةً كبح رغبتها في البكاء إثر ما شعرت به خلال هذه الأيّام بسبب رند , عبثاً تحاول نفض الذكريات عنها والإعتراف بالشعور السيء الذي يعتريها الآن , تشعر أنها مهما فعلت فدائماً هي الملامة , لا تدري ما الصحيح إذاً ؟؟
قطع صوت الباب حبل أفكارها وهي تفتح علبة كريم بشرتها الليلي : ادخلي ..
ثم استدارت بكامل جسدها عندما لم تسمع أيّ صوت وبمجرد أن سقطت عينيها على باب الغرفة حتى رأت رند تقترب منها بخطوات حذره : كنت بقولك إني .. آسفة و.. مدري .
فجر : آسفة يعني إنك راح تشيلي رشاد من بالك ولا آسفة ليش ؟
رند : آسفة لأني رفعت صوتي عليكِ وأحرجتك قدامهم وقلت كلام ماله داعي ..
فجر : ورشاد ؟
ظلت صامته بلا جواب .. تنهدت فجر واستدارت مجدداً للمرآة , لتقول رند : أنا عارفة إنك تبغي مصلحتي وتشوفي إن رشاد مو مناسب لي عشان حالته المادية بس انا مايهمني .. ماما أنا أحبّك ما أبغى أزعلك بس .. أنا أحبه برضو ونفسي أعيش مع واحد نتفق أنا وهو وأحبه ويحبني .. ما بعيش مع واحد ما أعرف عنه إلا انكم تشوفوه مناسب ليّا ..
تنفست بعمق واستدارت تنظر إليها مجدداً وهي تسحب كرسي دائري من الوبر وتشير لرند بان تجلس , وعندما جلست رند , أمسكت فجر بيدها قائلة : رند أبغى نعقد اتفاق بيني وبينك .
ظلت رند تنظر لتكمل فجر كلامها : تروحي المالديف بعد بكرة وتاخذي بريك من أفكارك ومن رشاد تصفي ذهنك من كل حاجه , انا حاجزة بمنتجع فيه مساج وفيه مسبح وحجزتلك ببرنامج سياحي كل يوم ياخذوك لمكان , أبغاك تنسي كل الفوضى هذي وتنبسطي لما ترجعي بالسلامة ان شاء الله وعقلك صافي بتقدري تاخذي قرارك بعقلانيه ان شاء الله ..
سكتت رند للحظات ثم قالت : انتِ اعطيتيني تذكرتين .. التذكرة الثانية لمين ؟
فجر : كنت حاجزتها لنفسي لأن حتى انا برضو نفسي أقضي وقتي معاك .. بس حسيت انك يمكن ماتبيني اكون معاك بذي السفرة وما بفرض نفسي عليكِ ف إنتِ حرّه مين بتاخذي معاك ..
رند بإستياء : ماما أكيد انتِ ! أكيد اني أبغاك دايماً معايا بكل وقت وأي وقت .
فجر : عشان كذا بتروحي لأبوكِ ؟
رند : ماما انا اسفه بس موضوع رشاد شد اعصابي وكنت احتاج اصفي افكاري على قولتك ..
عانقتها فجر عناق دافئ جداً : انا اللي آسفة لأني مديت يدي عليك , وتعاملت معك بهالهمجيه بس حطي نفسك مكاني .. الموقف صدمني انا طول عمري أعتبركم أخوان ما خطرلي ولا واحد بالمية إنك راح تحبيه ..

\\

في منزل رشاد عندما دخل زياد والغضب واضح من عينيه : لا اهلاً ولا سهلاً , قول لي انت كيف قاعد تفكّر ؟؟ من جدك تبغى رند وهي اختك انت مجنون !!!
رشاد : مين قالك ؟
زياد هدأ للحظات قائلاً براحه : يعني كلامها كذب صح ؟ انا كنت عارف انها تصرفني بس ..
قاطعه رشاد : طيب ينفع تدخل ونتكلم ؟
جلس زياد ورحمه ترحب به , وبعد ان بادلها الترحيب نظر لرشاد : انا عارف انك مو مختل لهالدرجة بس لما رند قالتلي مدري ماحسيت بنفسي الا وانا عند بيتك .
رشاد ارتاح عندما علم ان رند هي من أخبرته , ليقول : بس كلامها صح .
تجهم وجه زياد مجدداً : نعـــــم مخبول انت ولا ؟؟ شوف اقسم بالله لو انه مقلب ترى مرة سخيف كيف ترضوا ..
رشاد : زياد زياد , الف مرة أقولك رند ماهي أختي أوكِ انت اخوي بالرضاعة بس رند لأ ..
زياد صارخاً : لا والله محد فيكم صاحي كيف اختي وماهي اختك وانا اخوك تسوق امها علي ؟؟ وبعدين من متى من متى وانتو هذي نظرتكم لبعض ؟؟ ماني قادر أتخيّل لالا ياخي ايش انت ايش ما عندك عقل تفكر ! كيف أصلاً تفكّر برند بذي الطريقة لااا وبكل وساعة وجه جاي تخطبها , ضاربين الحرام بعرض الجدار ولا كأنكم مسلمين ..
وسيل من التوبيخ يتخلله سيل آخر من الشتائم , بينما رشاد يحاول شرح الأمر له لكنه يأبى أن يصدّق ومصرّ على أن رند ورشاد "أخوان"
إلى أن نشب بينهما شجار بالأيدي .. لتدخل رحمة بفزع وهي توبخهما وتبعدهما عن بعضهما البعض , رحمه بغضب : خيــــر اطفال انتم ؟
رشاد بعصبية : هذا الحمار يحسب رند أختي ومعصب كيف احب واخطب اختي ؟
زياد : فهميــــــه فهميه انها أخته اللي يسويه مايجوز والله لو انه من البهايم حتى البهايم ماتسوي ذي الحركات .
رحمه ظلت تنظر إلى زياد ورشاد عاقدةً حاجبيها تحرك رأسها بإستياء : انت طوال هالسنوات حسبالك ان رند ورشاد أخوان ؟
زياد : وهوا ذا الصح بس هذا حمار مو راضي يفهم .
رحمه جلست وهي تقول له : لا يا زياد ماهم أخوان .
زياد يكاد يجن : كيـــــف كيــــف ماهم اخوان ابفهم ! مو انتِ رضعتيني أكثر من خمس رضعات حتى ورشاد يعتبر اخوي ؟؟ يعني حتى رند أخته !!
رحمه : ياماما ياحبيبي انت قلتها انا اللي رضعتك يعني رشاد واذا كنت مخلّفه بعد رشاد بيصيروا كلهم أخوانك لكن رند ماتصير اخت رشاد لأن مو فجر اللي رضعت رشاد فهمت ؟
زياد بغضب : لا ماني فاهم ولا شيء , كيف كذا ؟؟
تنفست رحمه بعمق : يعني يا روحي انت ورشاد بنفس العمر طيب ؟ اذا فجر وقتها رضعت رشاد .. انت ورند راح تكونوا اخوان رشاد بس لأن طلال أكبر منك ف هو ماراح يعتبر أخوه ..
قاطعها زياد : لالا شوفي انتِ قاعدة تضيّعيني أكثر ايش دخل طلال ؟
رحمه اغمضت عينيها بإستياء : زياد سهله ترى ..
زياد : أحس اني مو قادر استوعب شيء , اقولك ؟؟ جيبي دفتر وقلم واشرحيلي عشان استوعب أكثر ..
اشارت رحمه لرشاد : روح روح جيبلي ورقة وقلم هذا بيجنني .
رشاد : ماعندنا دفاتر .
رحمه : يا ابني روح جيب أي ورقة لو ان شاء الله اكياس العيش ..
غاب رشاد للحظات ثم احضر ماطلبته , أخذت رحمه ترسم رسومات عشوائية وهي تحاول ايصال الأمر لزياد الذي ظل ينظر للرسومات عاقداً حاجبيه لم يكن الأمر صعباً لهذه الدرجة لكنه يأبى الإقتناع بذلك فقط .
قاطعها وهو يعتدل بجلسته وهي لم تنتهِ من شرح الأمر : اقولك لا تتعبي نفسك انا مو قادر اقتنع أصلاً , بروح اسأل شيخ أحسن لي ..

\\

صباح اليوم التالي في أحد المطاعم , اخذ يرتشف عصيره حتى انتبه لنظرات رشاد عليه ليقول : خيـر ؟ ليش تطالعني كذا ؟
رشاد : مدري يعني جايبني لهنا وساكت ما قلت ولا شيء ..
زياد : خلاص اقتنعت إنكم مو اخوان .
رشاد : وعادي تقبلت الموضوع ؟
زياد :لا طبعاً وتراني حاقد عليك وكارهك , ولا يا رمّه طول هذي الفترة تعرف انها مو اختك بس ماخذ وضعية انكم اخوان !! .. انا كيف ما لاحظت ؟؟
رشاد : لأنك كنت تشوفنا اخوان .
زياد : هذا اللي قاهرني الكل يدري الا أنا اغبى واحد .. بعدين يا حيوان انت كيف كنت مستغل غبائي لهالدرجة ؟
رشاد : زياد انا ما كنت استغلك ولا كنت استغل رند انا حبيتها وجيت خطبتها بس أمك رفضك وخلاص .
زياد : امي ليش رفضت ؟
رشاد : اسالها .. الا انت مين اقنعك ؟ سألت شيخ ؟
زياد : لا بس خلاص الكل يقول نفس الكلام يعني مو معقوله كلكم خطأ وانا صح .
رشاد : مين الكل ؟ سألت امك؟
زياد : لا يعني انت وامك بس .
رشاد : انا وامي من أمس نقنعك ولا اقتنعت !! سألت مين غيرنا ؟
زياد : ميهاف .
حينها ضحك رشاد وبتهكم : هذي الشيخ اللي قلت بتسأله ؟
زياد : لا طبعاً بس يعني قلت أشوف رأيها بالموضوع أول وقالت نفس كلامكم فقلت خلاص أكيد انا اللي فاهم غلط بس .
رشاد : يا سلام , ويمكن انا وامي وميهاف نكون فاهمين غلط وانت الصح ؟
زياد : لا مستحيل انا احس ميهاف مثقفه ويعني تفهم بالدين .
لم يستطع رشاد كبح ابتسامته : اوووووكِ طالما ميهاف قالت صح يعني صح .
زياد : انا ماقلت كذا !
رشاد : ما كنت ادري انك تكلمها , توقعتها من البنات المستفزات بالنسبة لك !
زياد : لأن صراحة مو لازم اقولك كل شيء ..
رفع رشاد حاجبيه بإستهزاء , ليكمل زياد : وبعدين يعني حسيت اني غلطان بحكمي عليها من المرات الأولى .. ولا هي كويسه و افكارها غيــــــر عن اللي اعرفهم وأحس حتى شخصيتها غير لا ما أحس الا أكيــد .
رشاد : لا يكون السلسال اللي طلبته انت بحرف الميم لميهاف !!
زياد : انت ليش تحقق معاي ؟
رشاد : ما احقق اسأل .
زياد :الأسئلة والتحقيق واحد .... لحظة لحظة السلسال اللي طلبته انت انا شفته على رند ..
رشاد : اوكِ انا طلبته لرند !
زياد : طيب وانا كمان طلبته لميهاف وين المشكلة ؟.
صغر رشاد عينيه وهو ينظر إليه بشك وابتسامه ماكره ليقول زياد : لا تطالع كذا ما بيننا شيء بس يعني انا حسيتها تحبني وقلت حرام ما اعطيها وجه .
رشاد : ميهـــــااااف تحبّك ؟؟ انتَ ؟؟
زياد : ليش ان شاء الله مو مالي عينك ؟؟ تراها مو اول وحدة وانت عارف .
رشاد : بس انت بنفسك قلت ميهاف غير عن أي وحدة عرفتها من اول .
زياد : طيب خلاص يا قفيط انا اللي حبيتها .
رشاد : نفس ماحبيت نايا ؟
زياد : لا لا ما أحس بكذا .. نايا كنت احب احساس التملك معاها وانها حتى لو كانت بين الف واحد احب احس انها حقــــي (ثم اكمل بإستهزاء) كنت احب احس اني احسن واحد بعيونها بالمستنقع اللي كنا فيه , وانها تلبي لي كل شيء ابغاه , بس ميهاف لا غير .. انا اول مرة اطلب من وحدة صورتها وترفض وما ازعل بالعكس احس انا اللي خفت انها تزعل لأني طلبت .
رشاد : هي تدري ؟
زياد : لالا لا ماقلت لها وما احس إني بقول لها .
رشاد : ليش ؟
زياد : مدري هي أحياناً ردود أفعالها ماهي متوقعه , ف اخاف اقولها وترد رد ما يعجبني .
رشاد : الظاهر حتى رند مرة تحبها دايماً تتكلم عنها ..
ليقاطعه زياد : انا مو قادر استوعب انت ورند .. كيـــف ؟ ماعمركم اجتمعتوا الا وتخاصمتوا ولا هذا كان تمثيل ؟؟؟

\\

مساءً في الفيلا ..

بعد أن انتهت رند من تجهيز حقيبة السفر وهي تتحدث لميهاف التي كانت تجلس على الأرض أمامها : مو عارفه بس شكلي من جد راح اروح اصفي دماغي بالمالديف وبعدها يصير خير .. الا انتِ ماقلتيلي ايش صار على عثمان ؟
ميهاف : ولا شيء مارديت عليه , بلكته من كل مكان .
رند : أحسن وجع رافع ضغطي , اسمعي اسبقيني لتحت برصّ الشنط واجيك , وبالمرة بالله قولي للخدامه تطلع لي عوامات السباحة من المخزن ..
نزلت ميهاف واخبرت الخادمه بما طلبته رند , ثم توجّهت للصالة حيث وجدت فجر تجلس بين فوضى من الأوراق والملفات من حولها والضجر بادٍ عليها .
جلست ميهاف على إحدى الأرائك ثم قالت بعد ان اغلقت فجر مكالمتها : اساعدك ؟
فجر نظرت إليها : ياريت والله , بس تعرفي ؟
ميهاف نظرت لفوضى الأوراق هذه لبرهه : لا بس ممكن تعلميني ايش اسوي بالضبط !
أخذت فجر تحاول اختصار لها ماتفعله وكيف ترتب الأوراق داخل هذه الملفات , لتختم كلامها بإرهاق : أنا غبيه لو إني مو مأجله شغلي كان مداني أخلص قبل ما انحشر فيهم اليوم , عرفتي كيف ترتبيهم ؟
اومأت ميهاف رأسها بالإيجاب وهي تجلس بالقرب من فجر ممسكةً بإحدى الملفات وتختار الأوراق بحذر وهي تقرأ مافيه ..
استغرق الصمت بينهما بضع دقائق إلى أن امعنت النظر إلى الورقة التي بين يديها ثم مدتها لفجر وهي تقول : شوفي هالورقة , الختم اللي فيه غريب , صح احطه بهالمستند ؟
اخذت فجر الورقة ولم تلبث إلا ثوان قليله ثم عادت وهي تنظر إلى ميهاف بإبتسامة غريبه , قامت من بين تلك الفوضى وغابت للحظات لتعود عاقدةً حاجبيها إثر المكالمة التي أجرتها وما إن رأت ميهاف حتى ابتسمت مجدداً وهي تجلس قائلة : تدري إن الشهادة اللي قبل شوي كانت مزورة ؟ بس واضح ان السكرتيرة ماراجعت ملفاتهم قبل ما ترسلهم لي .. لكن انتِ برافو عليك والله ..
ابتسمت ميهاف دون ان تعلّق واخفضت رأسها وهي تكمل ما بدأته ..
بعد ربع ساعة تقريباً نزلت رند وحين رأت ميهاف تساعد فجر قالت : خير خير ان شاء الله صرتوا صحبات بدوني ؟
نظرت ميهاف لرند بينما ضحكت فجر قائلة بوِد : ما قلتيلي ان عندك صحبة ذكية زيها ..
لتقول رند لميهاف : ان شاء الله بس ما خبصتيلها الدنيا عشان ما تغيّر نظرتها عنك ! يلا خلاص خلي اللي بيدك وتعالي نجلس بالديوانية .
ميهاف : لحظة ماخلصت ..
فجر أخذت الأوراق من حجر ميهاف : خلاص حبيبتي روحي اصلاً ما بقي شيء أنا اكمل الباقي , شكراً مرة ساعدتيني الله يسعدك .

*****

في النرويج .. في اليوم التالي من وجود بيان بالمشفى ..
استيقظت صباحاً لكنها لم تجده وتذكّرت ماحدث .. وسبب مجيئها إلى المستشفى لتشعر بالغضب حياله .. كادت أن تموت بسببه بينما هو لم يأتِ لزيارتها حتى !! لم يكترث ..

في الساعة الثانية مساءً .. قامت الممرضة بفحص ضغط الدم لديها , ثم غزّتها بإبره , لتسأل بيان عن حالتها وتطمئنها الممرضة وتطلب بيان بعدها رؤية الطبيب ..
وعندما همّت الممرضه بالخروج دخل خالد , تنفس براحة عندما وجدها مستيقظه .. اقترب وهو يضع باقة الأزهار بجانب السرير : الحمدلله على السلامة .
أشاحت بوجهها عنه ولم تجب , كان من الواضح على وجهها أنها غاضبة جداً .. جلس على طرف السرير بالقرب من ركبتها متسائلاً : كيف حالك ؟
لم تجب أيضاً , رفعت النصف الأعلى من السرير لتسند ظهرها .
خالد ممسكاً بيدها : اكلمك ..
لتقاطعه بإنفعال : وانا ما ابغـــــــى أتكلّم معاك , انا كنت بموت بسببك وانت ولا على بـــــــالك حتى ولا كلفت على نفسك تجي تزورني .
اشار على نفسه بإزدراء : وانا جالس دحين ليش لا يكون مو باين ؟؟؟
بيان : وينك بالصباح ؟؟ أصحى وما اشوف الا الجدار .
خالد : جيت الصباح قبل ما اروح للدوام وانتِ نايمة ...
لتقاطعه : وتخليني لان الدوام اهم مني وكأنه بيطير , مو ضروري تستناني أصحى وتتطمن علي , بس دوامك الضروري مرة منت قادر تخليه .
خالد : الدكتور قال انتِ كويسه ومافيك شيء بس لازم ترتاحي وخليتك عشان ترتاحي ...
بيان : لا مو على كيفه انا ماني كويسه هو ايش دراه .. انا كل جسمي يوجعني بسببك وقلبي يعورني بسببك وان حتى مو مهتم عادي مو فارقه معاك ... يعني بالله قول لي لو ماصحيت لو مُت ايش كنت راح تستفيد انت !
خالد : بيان خلاص قلتلك انا آسف وانا ما كان قصدي انتِ اللي تنظفي وتجهدي نفسك وانا لو كنت ادري ان هذا اللي راح تسويه ماكنت تكلمت .
بيان : وايش كان قصدك لما كنت تهدد ؟ ذكرني !!
خالد : لا تدققي عاد كنت معصب وقتها ..
بيان بغيظ : وانا مو وقتها كمان كنت معصبه وقلتلك ماكان قصدي بس جلست تعذبني 8 شهور, اعتذرت مليون مرة ولا أثّر فيك ودحين ماشاء الله ماخذ عصبيتك عذر ..
خالد : لا تقارني , الموقفين يختلفوا !
بيان : صح لأني انا لما عصبت بس جرحتك بس انت لما عصبت كنت راح تموتني , صح والله يختلفوا .
خالد : انا ماقلتلك نظفي !
لتقول باكيه : بس انت تدري اني قاعدة أحاول اسوي أي شيء عشان ترضى ما ابغاك تزعل وتعصب زيادة بس على ايش ؟ اصلاً انا لو أدري اني راح اتألم لهالدرجة كان خليتك انت وزعلك بالطقاق , ايش بستفيد أنا اصلاً لما احاول احمّل نفسي فوق طاقتي عشانك وانت ولا اهتميت ولا ايش بستفيد لو صار بالبنت شيء !! والله والله لو صار فيها شيء ما راح اسامحك طول عمري .
سكت ولم يرد , يعلم ان الجدال معها وهي بهذه الحالة لن تزيد الأمر إلا سوءاً .. لكنها لم تسكت لتقول عندما استفزها صمته : والله لأرجع جدة واوريك (ثم قالت ساخطه بهمس) حتى الحضن مستكثره علي .
اشاح بوجهه عنها وهو يحاول كبح ضحكه , الآن فهم سبب محاولاتها في إثارة غضبه وسبب غضبها الرئيسي أصلاً , لأنها لم تشعر بقلقه عليها وخوفه من فقدانها , لم تشعر بأهميتها لديه بعدما حدث .. بغض النظر عن غضبها بأنه هو من اوصلها إلى هنا لكنه يعلم أن هناك سبب آخر يجعلها مشتته حتى في انفعالاتها ..
دخلت الممرضه مجدداً وهي تعتذر عن تأخير الطبيب لأنه مشغول , وتسأل بعدها ماذا تريد بيان من الطبيب بالضبط لتخبره الممرضه بذلك .. لكن بيان قالت : كنت أريد الإطمئنان على الجنين .
لتقول الممرضه : حسناً , لكن الأفضل أن تأخذي موعداً من طبيب النساء والولادة من اجل طفلك .
اومأت بيان رأسها بالإيجاب وخرجت الممرضة , نظر خالد لها : اخذلك موعد ؟
بيان : لا تتدخل ما ابغى منك شيء .
اخذت تنظر حولها لبرهه وكأنها تبحث عن شيء ما ثم قالت : وين جوالي ؟
خالد : ما جبته .
بيان : طيب هات جوالك .
خالد بتهكم : قلتي ماتبغي مني شيء .
رمقته بغيظ ليمد هاتفه مبتسماً : خذي .
لم تجبه عندما سألها إلى من تودّ التحدث لكنه سرعان ما عرف الجواب حين سمعها تتحدث وتنطق بإسم سليمان ..
وبعد حوار قصير قالت : طلبتك بس قول تم .
سليمان : آمري وتدللي .
بيان : قول تم اول .
سليمان : تم باللي أقدر عليه .
بيان : ابغاكم تجوني النرويج بوقت ولادتي تكونوا معاي كلكم بفترة نفاسي انت وميار والبنات وحتى العيال وسما وبنتها وعبدالرحمن وكلكم ابغى اشوفكم .
سليمان : على خير ان شاء الله , انتِ بس قومي بالسلامة وان شاء الله تلاقينا كلنا حواليك .
بيان : بس بطلبك طلب ثاني .
سليمان : آمري ..
بيان : أبغى ترسل لي ريّان بأقرب وقت أقرب أقرب رحلة للنرويج تكفى ..
سليمان : بس تدرين ان ريّان معاقب .
بيان : أدري والله أدري بس خلاص عاد مرت سنه وبعدين لا تخاف بيكون هنا بالنرويج عندي , تكفى لا تقول لأ , والله بموت وانا لوحدي مقابلة الجدران .
سليمان : وخالد وين .
لتقول بيان بجفاء : خالد ماينحسب .
رفع خالد حاجبيه بدهشه , بينما اكملت بيان : انتو اللي وحشتوني , ولو اني ما ادري ان زواج رعد بعد اسبوع كان قلتلك ترسل جوانا وتمارا كمان .
سليمان : حاضر من عيوني , بشوفله اقرب رحلة للنرويج واخليه يجيك .
بيان : الله لا يحرمني منك سليمان , أحبّك .
سليمان بضحكه : حب المصالح ذا الله يغنينا عنه .
بيان : هههههههههههههههه وبرضو أحبّك .
بعد ان ودعته أغلقت الهاتف , وهي تسند رأسها لى السرير مجدداً
نظرت إلى خالد الذي قال : ما انحسب ؟
بيان : لا , لا تكلمني ولا اهمك ولا تسأل عني ولا شيء كأني جدار ليش احسبك ! وبعدين قوم من السرير ضايقتني .
خالد : وين مضايقك عادي شوفيك مسدوحه مرتاحة .
حركت قدمها لتصدم به : شفت ماني قادرة احرك رجولي براحتي ..
ليقترب وهو يجلس بالقرب من خاصرتها : اهوه ما صرت مضايق رجلك .
بيان : صرت مضايق يدي (وضعت يدها لتصطدم به هي الاخرى) شفت يدي مو ماخذه راحتها , روح اجلس عالكنبه بس الله موسع علينا وانت حاشرني بالسرير .
قام خالد : خلي الغرفة والسرير لك انا حمشي ..
بيان : احسن وخذ باقة الورد معاك ولا قصدك تخنقني بثاني اكسيد الكربون وانا نايمه ؟
اقترب خالد ليحمل باقته قائلاً : أحسن برضو وفرتي راح آخذها معاي للجامعه واوزعها عالبنات , على الأقل القى كم بنت يسلوني بدال مانجلس نخانق بعض أنا وانتِ كل شويه .
بيان : ماراح تعيش لبكرة .
خالد : ناسيه اني اعرف اهتم بالورد ؟
لتقوم هي من مكانها وتقطع الورد بعشوائية إلى ان افسدت جميع الورود : هاه خلاص ماتت يلا روح .
خالد بإنزعاج : يا بزره ليش ليش قطعتيهم كنت بحطهم بالبيت .
بيان بإستفزاز : خلاص طيب لاتبكي تقدر تحط الفازه بالبيت وخلاص .
خالد : والله انك ماتستاهلي .
خرج وهي تقول : بكرة اذا جيت جيبلي شوكولاته أفضل .

\\

اخذت تدور وتدور بغرفتها تقضم اظافرها بملل ، لا شيء لتفعله وهاتفها ليس بحوزتها الآن ، لاتدري كيف تتصل على خالد لتذكّره بألا ينسى أن يُحضر هاتفها ..
ليدخل خالد بعد طرقه للباب مرة واحدة كعادته ، نظرت إليه لتبدأ قائلة : جبت جوالي ؟؟
خالد جلس على السرير وهز رأسه بالنفي : نسيت.
بيان : طيب جبتلي شوكولاته ؟؟
خالد : برضو لأ .
بيان تكتفت بإستياء : اجل ليش جيت ؟
خالد بتهكم : جيّتي ماتكفي ؟
بيان : لا طبعاً انا ٢٤ ساعة طفشانه استناك تجيبلي جوالي عالاقل ، حتى اسياب المستشفى حفظتهم لين انطردت لغرفتي .
جلست بجانبه : وليش ماجبتلي شوكولاته ؟؟؟



خالد : خلي تقطيع الورد ينفعك .
بيان : ياربي ماتوقعتك زعول لهالدرجة ، طيب انا دحين نفسي بشوكولاته ايش اسوي !
خالد : مو شغلي .
بيان : ترضى اني اتوحم على شوكولاته وماتجيبلي عشان مزاجك وتطلع الوحمه بالبنت ؟
خالد : مصختيها عاد عشر شهور وحام ؟؟
بيان : ترى اول مرة اطلب شيء للوحام ، تدري ؟؟؟ قوم بس من السرير ما ابغى منك ولا شيء .
قام وهو يجلس على الاريكه ، اما هي فتمددت على السرير وتلحفت بالغطاء مولية ظهرها إليه بإستياء ، لا تدري ماخطبه الآن !! لكنها فعلاً تشعر بالإستياء من تصرفاته ، غطت وجهها وبكت .. تشعر بالغيظ حتى من نفسها ، دمعتها اصبحت خفيفه جداً وتنتظر اي سبب تافهه لتنزل ..
سمعت صوت غلق الباب ، ابعدت الغطاء عنها ولم تجده ..
غادر دون ان يتفوّه بشيء حتى .. الملل يقتلها والذكريات تقتلها اكثر ، وفوق هذا غرابة تصرفاته معها .. لا تشعر انه مازال غاضب منها لكن لاتدري لمَ يتصرف بهذه العجرفه والانانية .
بعد نصف ساعة عاد مجدداً ولم يجدها بالغرفة ، ليستنتج بعدها انها بالخلاء .. وضع علبة الشوكولا على السرير وجلس ينتظرها على الاريكه إلى أن خرجت وعقدت حاجبيها اكثر وهي تراه ، وسرعان ما اشاحت وجهها عنه جلست مجدداً على السرير وهو يقول : ترى كنت احسبك تمزحي لأنك طلبتيها بأسلوب غريب وماحطيتها فبالي .
لم تجبه ، لكنه صُعق عندما رآها تفتح العلبة وهي تبكي اخذت تأكل وهي مازالت تبكي بحزن شديد ، لم يفهم مالذي يبكيها الآن !!!
اما هي كانت تشعر ان كبرياءها انجرح جداً لأنها شعرت بالإستهتار منه .. وتشعر انها من المفترض الا تأكل ، لكنها كانت تشعر بحاجه مااااسه للشوكولا ويبدو انها كانت صادقه فيما يخص الوحم !!
جلس بجانبها متسائلاً : اشبك ؟ مو لذيذه ؟ بلجيكيه ..
ذاق قطعة وهو يقول بإستغراب اكبر : لذيذة ايش اللي مزعلك طيب ؟
بيان : ليش شايفني مجنونه ابكي لانها مو طِعمه ؟
خالد : اجل ليش تبكي ؟
بيان : لأني ماصرت أحس إني مهمه عندك .
خالد : هيّا عاد مو عشان نسيت تقلبيها دراااما .
بيان : خالد مو بس لأنك نسيت ، انت ماتحس انك متغير ومو طبيعي ؟ بدأت أحس إن بُعدك عني مو بس لأنك زعلان لأني غلطت عليك ، صارحني فيه وحدة ثانيه بحياتك ؟؟
خالد : شرايك نتكلم لما تطلعي من المستشفى بالسلامه ان شاء الله ؟ وماتشغلي بالك دحين ؟
بيان : شااااايف انت حتى ما تبغى تكلمني ، وكل ماتكلمنا تجلس تضايقني .. انت حتـــــــى لما جيت امس ما حسيت انك خفت علي ولا شيء كأنك متعود او مو فارقه معاك تفقدني او لا ...
قطعت حوارهم الممرضه وهي تدخل لتقول : حان دورك الآن الطبيب ينتظرك .
نظرت إليه تنتظر رده لكن لم يرد ، اغلقت علبة الشوكولاته بإستياء وقامت لتغادر الغرفة ..
تبعها بهدوء وفي منتصف الطريق قال : وين رايحه ؟
بيان : ليش جاي اذا انت مو داري ؟
خالد : اتطمن .
بيان رمقته بإزدراء : سونار
بعد ان انتهت من جلسة السونار وعادت الى غرفتها ، ظل هو مبتسماً ، يقول : قلتلك مافيها الا العافيه ..
هي : تخيل لو صارلها شيء لا سمح الله ما راح يأنبك ضميرك ؟
امال شفته بإستياء : انتِ ليش مصرّة ؟
بيان : خالد تحبني ؟
انحنى وقبّل خدّها : أحبّك ، وكل كلامك ماله داعي وما ادري ليش قلتيه وليش حسيتي فيه .
بيان : لأنك قاعد شهوور ماتكلمني .
خالد : هذا يعني اني مرة زعلان منك ما يعني ان عندي غيرك .
امسك بيمينها واخذ يمسح على خدها بيده الأخرى قائلاً : لا تضغطي على نفسك بذي الافكار الغريبة ، أنا ابغاك ترتاحي وتهدي عشان تتعافي بسرعة وتطلعي من هنا ، بعدين نتكلم باللي تبينه .
بيان عقدت حاجبيها : ما أبغى ارجع معاك .
خالد : ليش ؟
بيان : لأنك مجنون تصير كويس فجأة وتفقد ذاكرتك فجأة مدري ايش يصير فيك ، وتخليني مو عارفة كيف اتعامل معاك ، واجلس على اعصابي طوال الوقت ، ما ادري انت راضي ولا لسه زعلان ..

مرت ثلاثة أيّام أخرى وهما على نفس الحال من شجار تافه لشجار أتفه لكن هذه الشجارات الغبيه لم تكن تمنع خالد من القدوم كل يوم ولم يكن قدومه المستمر يمنع بيان من الشعور بالإحباط من أفكارها حياله بعدم الإهتمام والتجاهل المستمر منه لها ..
في الليل أتى فزعاً وفتح الباب ليجدها جالسه على السرير وبمجرد أن رأته قالت : أخيراً جيت !
عقد حاجبيه بإستغراب وهو يدخل : فيك شيء ؟
بيان : لا بس طفشانه لمتى بتجلسني هنا ؟
خالد بإستياء : مستعجلتني ومطيّره نومي وجايبتني على وجهي للمستشفى بهذا الوقت أحسب صايرلك شيء وبالنهاية تطلعي بس طفشانه !
بيان : وهذا مو سبب يخليك تجي ؟
خالد : لا طبعاً , إذا انتِ طفشانه انا ايش اسويلك ؟ ألعّبك ولا وش اسوي ؟
تكتفت بغضب : شايف انك ماتهتم .
خالد : اووومايقاد لا انتِ والله فظيعة مو طبيعية ..
بيان : خلاص مو عاجبك روح .
خالد : لا والله على كيفك الشغله تعال تعال وروح روح !! وكأن بين البيت والمستشفى خطوتين !
بيان : يوووووه خلاص سوي اللي تبغاه .
جلس الإثنان صامتان للحظات لتقول بيان : يا خالد انا طفشت من المستشفى متى اطلع ؟ والله طلعت روحي من الزهق , حتى نظافتهم تجيب الهم نظيفين بزيادة لدرجة اني مو لاقيه حتى نمله اراقبها .. بليــــز بطلع اصلاً ريّان راح يوصل بكرة العصر أبغى استقبله بالمطار بليــز .
ليقوم بتقليدها بسخرية : انا ماعاد أبغى منك ولا شيء .
بيان : خلاص هذا اخر طلب اطلبه منك والله .
خالد : يعني ماعاد حتكلميني اجي وبالنهاية بس تطلعي طفشانه !
بيان : ايوه .
خالد : أوكِ , بعد الدوام بجي اخذك ..
لتقاطعه : تعال الصباح .
خالد : اذا جيت الصباح حضطر ارجعك للبيت وبعدين ارجع اخذك من البيت وبعدين نروح للمطار , الطريق بياخذ وقت ! خلاص اخذك بعد الدوام من المستشفى للمطار .
بيان : واروح بلبس المستشفى يعني ؟ ولا انت ناسي اني كل ماقلتلك جيبلي ملابس تجيبلي ملابس داخليه بس ماني فاهمه ايش مشكلتك .. بس اوك هذا مو موضوعنا , موضوعنا شرايك تنام هنا ونرجع الصباح مع بعض ؟
خالد : ترى هذا يعتبر طلب !
بيان : يووه خلاص اذا جيت جيبلي ملابس وبس .
خالد : حتى هذا طلب .
بيان : يووووه خلاص احسن أصلاً انا ناوية اروح مفصخه بس كنت ابغاها تجي منك .
ضحك خالد بينما هو يستلقي على الأريكة لتقول بيان : حتنام هنا ؟
خالد : طبعاً .. البيت بعيد على ما اوصل بتكون الساعة صارت 4 .. طفي اللمبة لو سمحتي .
بيان : ما ...
ليقاطعها بسرعة : اوك ماراح تطلعي بكرة ..
لم يكمل كلمته الأخيرة الا وهي تغلق جميع الإضاءات بسخط ..
وتجلس على السرير عاقدة حاجبيها , لم يدم الأمر طويلاً حتى شعرت بأنه قد نام فعلاً ..

صباحاً فتحت عينيها عندما شعرت بحركة وهمس غاضب بجانبها .. لترى خالد عاقداً حاجبيه بإستياء , وسرعان ماقام من مكانه داخلاً إلى الخلاء ..
استدارت للجهة الأخرى لترى الوقت وسرعان مافهمت سبب استيائه , لأن xxxxبالساعة شارفت على أن تشير إلى التاسعة والنصف صباحاً , أيّ أنه تأخر جداً على دوامه ..
بعد ان انتهت من الصلاة قال : قومي جهزي اشيائك خلينا نرجع ..
شدت قبضتها بفرحة : يــــــس (لتقول بعدها محاولةً إغاظته) طيب ودوامك ؟
خالد : تأخرت مرة ولو رحت دحين حتهزأ فخليني اغيب بكرامتي .
ابتسمت وهي تقوم من الأرض : هذي دعواتي ..
قام خالد من مكانه : يلا انا حستناك تحت ..
بيان : لحظة لحظة انا كيف حطلع من المستشفى ماعندي ملابس خالد !!!
خالد : يووه مو من جدك طيب على الأقل اللبس اللي جيتي فيه للمستشفى !
بيان : تستهبل صح ؟؟ أكيد انرمى ..
خالد : والله مرة مالي خلق ارجع البيت عشان لبس !! شرايك تلبسي شرشف الصلاة اللي قبل شويه ؟
بيان : لا ياشيخ ؟ ألف نفسي بشرشف الصلاة حتى مافيها مكان أطلع يدي منه امشي كأني بشرنقه ؟؟
خالد : والحل ؟
بيان : اكيد فيه محلات قريبه من المستشفى ..
ليقاطعها خالد بسرعة : صح صح في محل هنا قريب .. انتِ جهزي اشياءك على ما اجي انا ..
لتقول بيان وهو خارج من الغرفة : ترى حتى طرحة ماعندي لا تقول ماقلتلك .

خرجت من المشفى وهي ترتدي فستان ناعم واسع باللون السكّري مربوط بشريط متوسط الحجم بنفس قماس الفستان تحت الصدر .. بأكمام طويلة مزمومة الأطراف .. تلف شعرها بوشاح رماديّ اللون .. وتنتعل حذاء رياضي ملوّن .. بس الرمادي والأصفر والأبيض .
تمشي عاقدةً حاجبيها بإستياء , وخالد يقول : احمدي ربك ان هذا اللي طلع معاي بربع ساعة بس .
بيان : خالد جايبلي سبورت مع فستان ؟؟
خالد : انتِ ماحددتي ايش تبغي !
بيان : خلاص كثّر الله خيرك عالطقم المولع ذا .. خلينا نروح نفطر بس .
خالد : طلـــــب برضو !!
بيان : يـــــــــــــاااا الله ..
ليضحك حينها بشدة على انفعالها السريع : خلاص خلاص ..
كانا يجلسان في حديقة عامة بها بعض الناس والأطفال ، يتحدثان بعشوائية ثم يعودان للصمت ، إلى أن تذكّرت بيان شيئاً ، عقدت حاجبيها وهي تقول : لحظه لحظه يا خالد تذكرت حاجه !
خالد : ايش ؟
فتحت هاتفها وهي تعبث به لثوانٍ قليله ثم رفعت الهاتف امام وجهه بتجهّم : هذا ايش ؟
تعلقت عيناه على مقطع الفيديو القصير ، منشور نشرته فلك قبل بضعة اشهر عبر الانستقرام له معها في ذلك اليوم على السفينه عندما باغتته بقُبله على خده ..
اشاح بوجهه ينظر بإستقامة : قديم .
بيان : ماهو قديم قبل مانتزوج مثلاً !! تراه قبل كم شهر يعني وقت ما كنت انا فاقدة ذاكرتي يعني وانت زوجي (ثم قالت بغيظ واضح) انا نفسي افهم لأي حد وصلت علاقتك فيها (ثم اكملت بإستهزاء تجيب على نفسها) للحد اللي القاها معاك بالفندق !!!!
خالد : اتوقع تكلمنا بموضوع الفندق !!! ووضحتلك ان اللي صار سوء تفاهم !
بيان : انت كنت تحاول تنساني فيها ؟ ليش ليش طوال الوقت كنت اشوفها معاك ؟ ليش قلتلي انها هي طليقتك .. لاااا والهديه !!
خالد : بيان كل هالمواقف تعديناها وبررتها لك ! ليش ترجعي ...
قاطعته : تجذبك ؟
خالد : مين ؟ فلك ؟
بيان : تحبها ؟ ليش ليش طيب كل مرة اقولك احذفها ، انساها ، بلكها ، تجاهلها طنشها فكني منها ، ما ترضى ؟؟؟؟
خالد : ايش معنى فلك ؟ ليش انتِ مرة تركزي على فلك ؟
بيان : لأنها تحبّك وانت مهتم فيها بزيااااادة .
خالد : لا ماني مهتم بزيادة ..
لتقاطعه بيان : اثبتلي .
نظر إليها لبرهه قائلاً : ايش ؟
بيان : اثبتلي انها ماتهمك .
خالد : هي من جد ماتهمني ..
بيان : ما ابغى كلاااام ، ابغى تثبتلي ، وبعدين ليش كنت معها بالبحر ؟
لم يكن يودّ بدء اي شجار معها الآن : ليش ما تأجلي كلامك هذا لحد ما نرجع البيت ؟ مو حلوة نقابل ريّان واحنا متخاصمين .
سكتا قليلاً لتخرج عن صمتها بضجر : طيب قوووول لي ليش كنت معاها !! خالد زفر بضيق : لأني سويتلها ملخص لمادة ، وطلبت مني اقابلها لموضوع مهم ...
لتقاطعه بيان : وانت بكل غببببااااء صدقت ورحت ..
نظر إليها بإزدراء : ماصار شيء !! وين المشكله لو رحت .
بيان : ابداً مافي مشكله لو صاروا عندك صحبات تروح وتجي معاهم , وتاخذ ملخصاتك هذي عذر (ثم اشارت إليه بسبابتها ) بالمقااابل ...
قاطعها وهو يمسك اصبعها : لا نبدأ وخلينا نروح المطار .
قام عائداً إلى سيارته دون ان ينتظر ردها ، لتقوم بعدها عاقدةً حاجبيها وقلبها مشتعـــــــــل

عانقته بقوة وبادلها العناق ضاحكاً : وحشتيــــــــــــني .
ابتعدت عنه والابتسامه تزيّن وجهها : والله انت اللي واحشنـــــــي ، ماتوقعتك حتجي قلت يمكن تتأخر عشان زواج رعد !
ريان : بالله عليك ؟؟؟ يجيني عرض سفر واكنسله عشان زواج رعد ، على اساس اول مرة يتزوج يعني !!
ضحكت بيان ونظر ريان لخالد وهو يسلم عليه : كيفك ؟
خالد : الحمدلله بخير ، الحمدلله على سلامتك .
ريان : الله يسلمك .
ثم نظر إلى بيان مجدداً والابتسامه تعتليه : متى بتولدي انتِ ؟؟؟ طفشتيني كم شهر مر وانتِ حامل ؟
بيان وكزته : الله يقلعك دوبني ببداية السابع .. لا تحسسني اني مرة سمنت .
اخذوا يمشون مغادرين المطار والابتسامه تعتلي وجهيهما بإستثناء خالد الذي تجهّم وجهه وهو يشعر بالتهميش ..
عند وقوفهما امام البوابة سألت بيان : بأي فندق حجزت ؟
ريان فندق : فندق راديسون بلو .
بيان : واااو انا راح ازورك كل يوووم افطر معاك .
ضحك ريان : شمعنى يعني ؟
بيان : كثير اشوف يمدحوا فطورهم ، الا ايش رأيك بدال ما تروح مع ليموزين الفندق ، تعال معانا نتغدى قبل ما تروح للفندق ، احس اني مشتاااااقة لك ما ابغاك تروح بدري .
خالد بسرعة : خليه يرتاح اكيد تعب من الرحله .
ليقول ريان : لا عادي طوال الرحله نايم ، الا لو كان مالك خلق توصلني !
خالد : لا بالعكس عادي بس قلت يمكن انت بترتاح .
ريان : انا مرتاح كذا ، خلينا نروح نتغدى .
نقلت بيان نظراتها بينهما ، لايبدو انه سيأتي اليوم الذي يتفقان فيه دون النظرات الصامته التي تعتليهما تجاه بعضهما البعض ..
في المطعم ، لم يتوقفا عن التحدث ولم تتوقف بيان عن الابتسام ، ولم يتوقف ريّان عن وصف ما دار في جدة من احداث وخلافات ويصف حالة شقيقاته وهن ساخطات على زواج رعد هذا ومشاجرتهما الدائمه مع خطيبته سهام التي لا تنفك عن إصدار الاوامر بما تريد ، ضجر ميار من شكاوي تمارا اللانهائية عن سهام ..
وتوبيخ ميار لرعد المستمر ، ظلت تضحك بيان على تقليد ريّان للوضع الذي يمر عليهم بالمنزل .. ليختم كلامه بتنهيدة : بس اللي ضايقني شويه بالموضوع ان ابوي وسما تقاطعوا بسبب ذا المهبول ..
امالت بيان شفتيها : والله مدري ايش اقول بس يعني حرام على رعد اللي سواه بروان ، روان كيفها طيب؟
هز كتفه : ما اعرف صراحة ، بس انا ما عجبني ان سما وابوي يتخاصموا عشانهم ، يعني اي زواج ممكن يفشل هذا ما يخلي الاهل يتقاطعوا ولا شرايك ؟
بيان : صح بس فكر فيها ، كم لها سما وهي محرومه من روان ، وفجأة تلاقيها اكيد بتتعلق فيها وما حترضى بخدشه وحدة تصيب روان ، فما بالك بواحد يمكن يكون كسرها ! اكيد سما حتتأثر !
ريان : مدري يختي الزواج كل ابوه مشاكل ..
بيان : وانت ما تفكر ؟
ريان بضحكه : صراحه صراحه ؟ بديت اتبنى الموضوع بس متردد من شغلتين .
بيان : الله الله يالتطورات اللي مدري عنها ، ايش هي الشغلتين ؟
ريان : الاولى ان امي ما توافق على اللي ابغاها ، الثانيه بيني وبينها فرق عشر سنوات اذا مو 11 او 12 سنه .
عقدت بيان حاجبها : وكمان حاطط وحدة فبالك !! بس لا جد صغيرة اذا فرق 11 او 12 سنه
ليقول خالد بإستهزاء : عندها فوبيا من فرق العمر .
عرفت مايرمي إليه لكنها لم تكترث : مين هي نعرفها ؟ تقربلنا ؟
ريان : صراحة صراحة لا ، هي من صحبات روان اسمها العنود .. وصحبة تمارا برضو .
بيان : اوووه كيف عرفتها انت ؟
ريان : شفتها بالصدفة بس ااااخخ .
ضحكت بيان بشدة على تعابير وجهه الحالمه : لا مو لاااايق عليك ..
لم تنتهي احاديثهم إطلاقاً بل ظلا يتحدثان بالسيارة وبيان تجلس خلف مقعدته بالضبط ومقتربه من المقعد ، بينما بدأ يشعر خالد بأن رأسه سينفجر من الغيظ ، مر ما يقارب الثلاث ساعات بالمطعم وهو يشعر بالتهميش ، كأنهما لا يرونه أبداً !! هذا الشعور يلازمه في كل مرة يكون فيها ريّان حاضراً معهما .. حتى قبل ثلاث سنوات ..
اوقف خالد السيارة فجأة وهو يدهس على الفرامل إثر الوقوف المفاجئ للسيارة التي امامهم ، ضرب رأسها بمقعد ريان وهي تشهق بفزع ، ليستدير خالد بغضب مكتوم : اجلسي زي الناس واربطي الحزام .
ريان مؤيداً : صح بيونه اربطي الحزام لا يصير فيك شيء .
وأخيراً عادا لمنزلهما بعد ان اوصلا ريان .. جلس على الاريكة يقلب بقنوات التلفاز وحاجباه متعاركان ..
خرجت من الغرفة بعد ان بدلت فستانها لقميص منزلي مريح ، جلست بجانبه وهي ترفع شعرها : قلتلي حنتكلم اذا طلعت من المستشفى ، فيه شيء بتقوله لي ؟
خالد بثقل : لا .. مالي نفس اقول شيء .
بيان : اوك ، بس انا حرجع اسألك ايش السبب اللي خلاك تكون معاها بالبحر غير عذر الملخص؟ هل كنت تحاول تنساني فيها ؟
خالد رص على اسنانه بضجر : بيان ايش تبغي مني ؟
بيان : ابغى اعرف ايش مكانة فلك عندك ؟
خالد : ولاااا شييييء .
بيان : خالد انت ماعمرك كلمتني عنها من لما تزوجنا ، بس فجأة بعد سنتين تطلع فلك بحياتنا من تحت الارض وتقول لي انها كانت صحبتك من زمان !! ابغى افهم ليش ماقد تكلمت عنها ؟
خالد : انقطعنا وانقطع تواصلي فيها واعتبرتها انتهت من حياتي بس على قولتك فجأة رجعت للنرويج وتقابلنا ، وبسسسس مافي اي شيء ثاني .
بيان لم تقتنع بما قاله : بس ...
خالد : بيان بيان والله ماتعني لي شيء ولو احبها او كنت احبها كان تزوجتها لاني اعرفها قبلك ، ف مو منطقي اني اتزوجك بعدين فجأة اصير احبها ، فهمتي ؟
بيان : تحبني اكثر منها ؟
خالد : مافي وجه مقارنة صلاً !!
بيان : لو قلتلك تقاطعها بتقاطعها ؟
خالد : وما عاد نتناقش بأي شيء يخصها ؟ وتنسيها ولا عاد تجيبي سيرتها ؟
بيان : موافقه .
خالد : اوك ، راح احذفها من كل مكان ، وما راح اكلمها بالواقع إذا هي ماكلمتني ...
لتقاطعه : حتى لو كلمتك ترد عليها بإختصار ، وما تطلع معاها أبداً لا عشان ملخصات ولا غيرها ومالك دخل فيها نهائياً !!
خالد : اوك ، ونخلص من سيرتها للأبد .. لأني مليــــــــــت خلاااص .
بيان : موافقه ، مو وكأني احب اغير عليك منها اصلاً !
امسك بهاتفه يبحث عن اسم فلك .. بيان : بس مو حذف يومين وترجعها ، ولا اقول هات بس ...
اخذت هاتفه من يده لدقيقه ، ثم اعادت الهاتف له بإبتسامة واسعة : خلصنا .

*****

في جدة .. ظهر يوم الخميس الموافق :
6-11-1439h
في صالة شقتهم وسما تجلس بينهم يتبادلون الأحاديث والضحك والمواقف الساخرة , لتقول روان الواضعة رأسها على صدر سما : ماما تخيلي سخرية القدر بس هذي (اشارت على سارة) تطلع أخت سهام اللي حتزوجها رعد , بس عادي هذا ما يغيّر حبي لسارة .
ابتسمت سارة حين سكت الجميع وقالت : والله أنا اللي أحبّك مرة مرة مرة .
العنود : خاله سما ممكن سؤال ملقوف شويه ؟
سما : تفضلي .
روان وهي تهمس بصوت مسموع اصلاً : هذي ألقف وحدة فينا .
ضحكت سما وعقدت العنود حاجبيها : انقلعي بس برضو حسأل .. تقربلكم جارتنا لورا ؟
سكتت سما لثوان تفكّر ثم قالت : صراحة هي تقرب لأمي الله يرحمها أتوقع يصيرو بنات خالة .. بس ايش دراك ؟
العنود : موضوع مرة طويل بس المهم عرفنا انها تقربلكم من تمارا .
سما : يا ذي التمارا ماشاء الله عليها .
روان : مناسبين لبعض هي والعنود ههههههههههههههه
جنى : عبدالرحمن يا ماما لا تطيح .
جلس عبدالرحمن متسائلاً : ماما ليش رواد يقولك حبيبتي ؟ ليش مايقولك ابله جنى ؟
انخطف لون جنى على ضحكهم عليها وسؤال عبدالرحمن المفاجئ الذي لم يكتفي بل أكمل مشيراً إلى شفتيها : وليش خليتيه يبوسك هنا ؟ جوانا تقول عيب .
لم يستطع إكمال كلمته وجنى تضع يدها على فمه عندما صخب الجميع بالضحك , لتقول بهلع : انت متى شفت ؟
ابعد يدها عن فمه وهو يضحك بخبث : لما كنا بالسيارة وانا اسوي نفسي نايم .
لتقول سما وهي تحاول كبح ضحكتها : حمني حبيبي عيب ذي الحركات .
سارة : والله من جد سوسة انتَ .
روان : ما يكرهني بالأطفال أحد قدك ماشاء الله عليك .
جنى بغضب : حمني مايصير تسوي كذا ترى والله بعدين ما آخذك معايا ولا مكان .
عبدالرحمن : طيب هوا ليش يقولك حبيبتي ؟ انتِ اسمك جنى .
العنود : عشان هو يحبها ..
عبدالرحمن : طيب حتى انا أحبها عادي اقولها حبيبتي ؟
قامت روان من حضن والدتها وهي تحمل وعاء الفشار الذي قارب على الإنتهاء : انا بروح ازيد فشار واجي , حمني لا تكمل استفسارات لين اجي .



جنى امسكت بيديه : عادي ناديني اللي تبغاه .
حينها اقتربت سما منهم قليلاً قائله وهي تنظر ناحية المطبخ : بنات بنات .. أكيد تعرفوا ان اليوم زواج رعد .. بليز حاولوا اليوم بالذات ماتخلوا روان لوحدها ولا نص دقيقه حتى , ما ابغاها تفكر فيه نهائياً ..
العنود : لا تشيلي همها ما اشوفها طقت له خبر أصلاً .
سارة : من جد من لما جاتنا وهي الحمدلله كويسه ومندمجة معانا .
سما براحة : الحمدلله طمنتوني بس برضو حاولوا تشغلوها اليوم بأي شيء لا تخلوها لحالها ولا تخلوها تمسك جوالها , اخاف يصووا البنات شيء كذا ولا كذا بالزواج وتتأثر روان .
جنى : ولا يهمك بنكون معاها ..
عادت روان : خير على ايش تتهامسوا ؟
العنود : أكرهه هادمين المفاجآآت يا ناس .
ضحكت روان وهي تجلس : مفاجأة على ايش ؟
سما وهي تجاري العنود : عنود لا تفضحينا , تجهزي بالليل انتِ والبنات راح يمركّم السواق ..
لتقول العنود ببلاهه : شكل المفاجأة لنا كلنا .
ضحكت سما قائلة : ولا شرايكم بوقت الغروب احسن مو ؟ خلاص العصر حكلمه يمركم عالساعة5 لاتتأخروا .
ثم قامت قائلة : انا حمشي , حقيقي بنات انبسطت لأني جلست معاكم وعرفتكم أكثر .
جنى : خليكِ ليش رايحة ؟
سما : والله عندي كم شغله لازم أخلصها .. انتبهوا لنفسكم .
قاموا وهم يوصلونها للباب : احنا اللي انبسطنا معاك والله ..
سما بإبتسامة : لاتنسوا الساعة خمسة تكونوا جاهزات .
ثم وضعت يدها على خد روان وقبّلت خدها : ماما ياروحي أي شيء تبغيه كلميني وبيجيك على طول .. وانتو كمان أي شيء تبغوه قولولي ..
سارة : تسلمي ماتقصري ..
سما : انتو زي روان ., المهم اشوفكم على خير , وزي ما اتفقنا اوك ؟
الفتيات : اوك .. لا تشيلي هم .. ابشري .
بمجرد خروجها من باب العمارة , اجرت اتصالاً وبعد المقدمات البسيطة قالت : بليـــز ابغى منك خدمه سريعة بخصوص اللنش ...

في العصر .. الساعة السادسة إلا ربع
أمسكت روان بيدها يد جنى لتساعدها على الصعود للمركب , وبمجرد أن وطأت قدماها المركب ابتسمت , في حين أن العنود صفقت بحماس : الله حشوف غروب الشمس من وسط البحر .
مشوا الثلاثة للجهة الأخرى من المركب ليتفاجئوا بأن المكان مجهز بالكامل لرحلة بحرية ممتعة لمدة ساعتين .. من شبسات وعصيرات وحلوى .. وقطع من الكب كيك جميعهم موضوعين فوق الطاولة امامهم ومزهرية بها باقة من الورد , والأرض مليئة بالبلالين وأيضاً مجموعة من بلالين الهيليوم مربوطة على طرف المركب .. همست العنود لجنى : والله امها فاجأتنا كلنا .
لم تفارق الإبتسامة وجوههن يشعرن ببهجة غامرة وانتعاش , بالرغم من حرارة الجو في هذا الوقت من العام , الا أن سرعة المركب جعلت الهواء يداعب وجوههن ..
جلست العنود برأس المركب وقدميها بإتجاه البحر , وجنى تقول برعب : لا تطيحي ياهبله .
العنود : الحدايد ماسكتني , تعالي جربي والله آخخ أحس إني بتايتانيك .
انقضى الوقت , وانقضت الساعتان بلمح البصر بين التصوير والأكل وأحاديثهم اللانهائية .. لم تستطع روان تجاهل أن سبب تغيّب سارة عن التواجد بينهن هو أنها جلست بالمنزل لتبدأ التجهيز من أجل الليلة .. لأجل ذهابها الليلة لعرس سهام ورعد ..
مع أنها قالت لسارة أن الأمر لا يعنيها إن شاءت الذهاب ام لا فلا مشكلة لدى روان , لكنها تشعر بغصه عالقه في قلبها ليس من ناحية سارة بل من رعـد !
مساءً .. في تمام الساعة الثانية عشر ونصف بعد منتصف الليل ..
دخلن إلى المنزل منهكات من هذا اليوم الطويل لكنه ممتع .. فبعد عودتهن من المركب ذهبوا إلى اكواريوم , ساعة ونصف فقط تجولوا بداخل اكواريوم ثم غادروا إلى مطعم ساكورا , لتجربة بعض الأطعمة اليابانية ... وبعدها غادروا إلى مقهى كلتشر.. بالرغم من شعورهم بالشبع من تناول الطعام لكن روان التي لم تتناول الا القليل فقط ارادت الذهاب لذلك المقهى ..

ألقت العنود بجسدها على الأريكة قائلة : ااااااه بمووووت لازم أروح المطعم هذا كل يوم ليييين اعرف كيف امسك الأعواد .
جنى : لا والله لك نية تفشلينا كل يوووووم وانتِ تغرسي العود بالسوشي .
العنود : مرفوع ضغطي يعني كان الأكل لذيذ بس ماخرب علي الا الأعواد .
حينها قامت روان ذاهبة إلى غرفتها , جنى : وين رايحة ؟
روان : بدخل غرفتي خلاص داااايخه قاعدة أشوفكم أربعة .
بعد هذا اليوم المليء بالمرح والضحك هاهي عادت إلى فراشها بمفردها مجدداً , كَـ كُل ليلة ..
عندما تهدأ الأصوات من حولها يبدأ ضجيج قلبها بالعودة , تبدأ أفكارها بالثوران .. يبدأ الليل بالإمتداد ..
استلقت على جانبها الأيمن تحاول تجاهل الأمر .. لا تريد تخيّل مايحدث الآن لرعد .. لا تريد التفكير بالأمر .. لا تريد الشعور بأنه يعيش الآن أسعد أوقاته بينما هي تحاول الهرب من أفكارها التي تدور حوله .. وتأبى الرحيل عن رأسها .
حاولت اغماض عينيها بقوة لتنتصر لهذا النعاس على أفكارها , لكن هيهاااات ..
ليست الأفكار هي من تنصاع ليلاً !
فتحت عينيها وهي تشعر بالرهبه ولكن تشعر أيضاً بالفضول !
فتحت هاتفها بلا تردد .. أخذت تبحث عن تمارا وجوانا وساره بين قائمة الاشخاص الذين تتابعهم في "سناب شات" لم تلبث كثيراً حتى وجدت بضع سنابات لجوانا .. مقطع قصير لمدخل القاعة .. صورة للكوشة .. صورة أخرى لجوانا بفستانها الفيروزي الغامق ..
مقطع آخر لبعض التقديمات .. والعاملات بزيّهن الموحد .. صورة أخرى للقاعة كاملة بإضاءاتها البيضاء الخافته جداً ..
الورد مابين الزهري والبنفسجي والأحمر والأبيض يزينون الطاولات المرتبة بطريقة غير معتادة .. والممر والكوشة .
لا تستطيع إنكار فخامة المكان والديكور , لا عجب في ذلك ف سهام في النهاية مصممة ديكور
حاولت تجاهل ماتشعر به من حسرة .. غيظ .. غيرة .. نـــــااار تحرق قلبها لكنها مازالت تقاوم ..
فتحت سنابات تمارا .. لتجد مقطع من الأعلى أيضاً لشكل القاعة وتنسيق الطاولات والكوشة .. المقطع من الأعلى كان يُظهر جمال المكان أكثر من الصورة التي التقطتها جوانا .. ثم صورة أخرى للدرج المزيّن بالورد من بدايته إلى نهايته مع كرستالات صغيرة متداخله بشكل لطيف مع الورد .. صورة أخرى لفستانها الأنيق معلق على المانيكان وكعبها العالي مع مجوهراتها .. تعشق تمارا التقاطات الصور الإحترافيه هذه كالعادة .
سقط قلبها فجأة عندما رأت صورة رعد .. ببشته الرماديّ , وابتسامته الواسعة تعتلي وجهه .. وأناقته المعتادة ..
لم تستطع المقاومة أكثر .. المكابره .. ولا حتى التصرف ببرود تجاه مايحدث .. فسرعان ما سقطت دموعها دمعة تلو الأخرى وهي تتأمل صورته , يبدو سعيداً بليلته هذه بينما هي تحترق خيبة ..
تلى الصورة مقطع فيديو قصير أيضاً لرعد وتمارا تقول : مسوي فيها متوتر كأنك مو متعود عالجو ؟
تنفس بعمق : فكيني من شرك بس .

\\

صباحاً .. بمجرد ان فتحت عيناي حتى استقرت نظرتي للسقف ..
شعرت حينها أن كلّ شيء على حاله عدا قلبي .. اختفى .. أستطيع أن اشعر بالخواء داخل صدري .. ولكن مع ذلك أشعر بإجتثاث الأرض بكامل ثقلها على صدري .. لم استطع النهوض .. أول فكرة حاصرتني حينها "رعد"
صباحه الاول برفقتها .. حبيبته .. التي ما كانت يوماً أنا !
لا أستطيع إنكار الألم الذي أشعر به الآن ودموعي تتساقط على المخدة .. أشعر بالصداع .. رأسي مثقل بالأفكار .. جسدي ثقيل ..
لا أستطيع محو صباحنا الأول من أفكاري .. مازلت أشم تلك الرائحة العالقه في ثيابي .. رائحة عطره الثقيل .. لا أستطيع نسيان شعوري عندما وجدته نائماً بالغرفة المجاورة .. تركه لي أثناء الإفطار !! لا شيء يدعو للإشتياق لصباحنا الأول .. لكنني أتألم .. أموت .. من فرط الألم .. أصباحه الأول معها يشبه صباحنا الأول معاً ؟ لا أستطيع التوقف عن التفكير ولا التوقف عن البكاء ..
رائحة الفندق عالقة في بالي جداً .. صوت أمواج البحر .. شعوري في ذلك الوقت تحديداً .. شعوري بأنني سأحاول بتغيير عاداته هذه واحاول فهمه ..
فهمته ولكن .. لم يعد هنا .

جلست وهي تبكي عندما شعرت أن رأسها جداً ثقيل حتى على الوسادة .. جلست وهي تئن ممسكةً موضع قلبها , كيف أصف ألم الفراق ؟
ظنت أنها تجاوزت طلاق رعد .. ظنت أنها تجاوزت الحزن والبكاء عليه وعلى ذكرياته .. ظنت أنها خُذلت منه حتى كرهته لكن ..
ماكان ركود مشاعرها آن ذاك إلا آلم مؤجل .. عميق .. كُبتَ حتى انضحّ ..
تشعر أن قلبها بالكاد ينبض ..

\\

على مائدة الغداء .. وهي تتصفح أيبادها لترى آخر أخبار عملها ..
سلطان : لهالدرجة منتي قادرة تركزي بأكلك حتى ؟ يا عمي الشغل مابيطير .
سما وهي تبتلع لقمتها : خايفه إن دفعة الأقمشة هذي ماتكفي لكل التصاميم , ومدري ليش أحسهم منقصين شيء . أنا آخر مرة تأكدت من الأنواع بس مدري أحس إني نسيت حاجه .
سلطان : نفسي بيوم أشوفك مو متوترة وشايله هم .
سما : آآه أنا شكلي من جد أحتاج فترة نقاهه أحس عقلي ذي الفترة تحمل فوق طاقته ..
سلطان : إلا كيفها روان ؟
سما : والله حسيتها مرة أحسن مع البنات .. وكمان بيوم زواج رعد حاولت اني اطلعها ما أبغاها تفكر فيه .. بس بنفس الوقت أنا خايفه .
سلطان : ايش اللي مخوّفك ؟
سما : مدري سلطان يعني أحس في شيء غريب بروان .. ماني عارفه احدد هل هي ردة فعلها الغريبة او ايش بالضبط بس , هدوءها هذا مو مطمني ..
سلطان : تحسي وكأنها تكابر يعني ؟
سما : إيوه , أنا خايفه عليها , وبنفس الوقت احسن لها تشغل نفسها ولا تهتم لرعد بس برضو مدري ياسلطان ..
في هذه الأثناء قطع حوارهم رنين هاتف سما .. ردت بترحيب : هلا هلا جنى ... بخير ياحياتي انتِ , انتِ اللي كيفك والبنات كيفهم ؟......
تجهّم وجهها للحظات : ليش ايش اللي صاير ؟ .... خلاص خلاص دقيقه واجي ... بليـــز جنى طمنيني لو قالكم الدكتور أي شيء ... اوك .... مع السلامة .
قامت من مائدة الغداء تمسح يديها بالمناديل المعطرة واخذت تتحدث لسلطان بذعر : سلطان روان بالمستشفى ..

في المشفى ..
دخلت إلى الغرفة والهلع بادٍ على وجهها , وبمجرد أن رأتها تجلس على السرير ودموعها تهلّ على خديها , سارعت إليها وعانقتها : روااان ايش اللي صار يا ماما خوفتيني عليك .
دفنت وجهها بكتف سما تبكي بوجع دون أن تتفوّه بحرف .. ظلت سما تمسح على ظهرها : يا قلبي فهميني طيب ايش اللي صار اشبك ؟
جلس سلطان على طرف السرير من الجهه الأخرى : روان ..
زاد نحيبها وتمسكها بسما , حينها قالت سما : اشبها ايش صار ليش جبتوها للمستشفى ؟
العنود : مدري كنت بصحيها للغدا وحاولت اصحيها وما صحيت وناديت البنات وجو كمان يحاولوا فيها وماصحيت .. خفنا عليها وجبناها للمستشفى لأننا شفناها ترتجف .. وقالنا الدكتور ان عندها انخفاض بالضغط وضيق تنفس ..
سما : روان حبيبتي خلاص يا روحي انتِ ما صار شيء .. ما قالكم الدكتور ليش هذا كله ؟
سكتت العنود بتردد , وقالت جنى : افراط بتناول الحبوب المنوومه , وسوولها غسيل معده .
ابعدتها سما وهي تنظر إليها بإستنكار : حبوب منومة ليش ؟ تحاولي تموتي انتِ ولا ايش ؟
روان وهي مازالت تبكي محاولةً التحدث : أنا مو قادرة أنام , أحس راسي بينفجر من التفكير .. الأرق مو مخليييني مو عارفة ايش اسوي !!
سما : وتاكلي اكثر من حبة ليش ؟
روان : لأني اكلت وحدة بس مانمت برضو .. مو قادرة اوقف تفكير مو قادرة أحس في اصوات كثيرة براسي ماتسكت .
سما : ايش السبب ؟ تفكري بإيش ؟
لم تجبها .. سما : روان جاوبيني ايش اللي شاغلك ؟
رفعت عينيها تنظر لسما بألم : مو قادرة أتحمل ...
قطع حديثها رغبتها بالقيء .. مدت لها العنود سطل القمامه وروان تحاول القيء لكن لاشيء سوا الهواء ...
عادت للبكاء .. لتقول سما : مو قلتوا سوولها غسيل معده ! اشبها طيب ؟
جنى : قال الدكتور انها لازم ترتاح بس شوفة عينك .. هذا حالها من نص ساعة ..
عانقتها سما مجدداً وهي تمسح على شعرها : روان بس يا امي انتِ والله تقطعيلي قلبي قولي لي طيب ايش اللي شاغلك ايش اللي مضايقك ومو مخلييك عارفة تنامي ؟؟ من متى وانتِ تنامي بحبوب ؟
روان : هـ ــو قالـ ـلي أحبـ ـك .. حتـى هـذي كـ ـانت كـ ـذبة ؟
عندها تجهم وجه الجميع بمن فيهم سلطان الذي قال بإستياء : روان مو منجد مقطعة نفسك بكا وتفكير عشان ذا التافهه , والله مايستاهل اللي تسويه بنفسك .
بكت أكثر : لـ ـيش سو وّا كذا ؟؟ إذا كـ ـان يحبـ ـها من زمــ ـان ليـ ـش دخـ ـل حيـ ـاتي ؟؟ سلـ ـطان أنـا قاعـ ـدة أتعـذّب وهـ ـو مسـ ـافر ولا علــــ ـى بالــ ـه .
سما مسحت على وجهها بحزن : طيب عشان خاطري روان لا تفكري فيه .
روان : مو بيـــ ـدي أنا لو أقــ ـدر كان ما فكّرت فيه عشان نفسي مو عشان أحد .. أنا مو قادرة حتى اتهنى بشيء ..
سلطان امسك بيدها : وعاجبك اللي انتِ فيه ؟
روان بغيظ : انت السبب ترى , انت اللي ليش من الأساس تحبّني ؟
سلطان : روان , انا آسف إذا كنتِ للحين تشوفيني أنا السبب بس ايش بيدي أسوي طيب ؟ ما أقدر ارجع بالوقت واسحب اللي قلته ؟
لم تفهم سما ما الأمر لكنها تجاهلت قائلة : أبغاكِ ترجعي الفيلا روان .. ما اقدر اتطمن عليك وانتِ بعيده عن عيني .
روان : ما أبغى ارجع .. ما أبغى اجلس بالفيلا .. كل شيء بالفيلا يخليني افكر برعد ..
سما : لازم تتعودي يا روان طول ما انتِ تحاولي تتهربي من اللي صار بينكم هذا اللي راح يصير ! حتنهاري فجأة .. ما عمرك راح تقدري تتعديه ! طول ما انت حتتحاشي الفيلا ماراح يتغير شعورك ناحية ذكرياتك مع رعد , مصيرك ترجعي هذا بيتك فمو معقوله كل مارجعتي وحسيتي بالضعف بتروحي .. لازم تواجهي ضعفك عشان تتعديه !

ثم عادت .. لكنها لم تعد كما كانت عليه إطلاقاً .. انطفأت تماماً .. كانت تموت أمام عينيها بطريقة خرجت عن سيطرة سما ..
تراها تذبل كل يوم .. تبكي كل يوم .. منعزله في غرفتها لا تطيق رؤية أحد ولا التحدث مع أحد .. محاولات سما في الترفيه عنها تبوء بالفشل كل مرة .. لم تستقبل روان حتى جوانا وتمارا , لم تعد تطيق رؤيتهم .. تشعر بالخيبة من الجميع .. هاتفها لا ينفك عن الرنين لكنه صامت ..
غرفتها مظلمة طوال الوقت .. باردة .. الستائر دائماً مسدوله حتى في الصباح .. أشعة الشمس باتت بالكاد تدخل إلى الغرفة ..
فقدت شغفها ومعنى الحياة في عينيها , تستيقظ لأنها لا تشعر بالنعاس وتنام وتتمنى ألا تستيقظ .. تشعر بثقل قلبها يزداد يوماً بعد يوم ..
حاولت والدتها مجدداً في أن تتحدث روان إلى صديقاتها " جنى وسارة والعنود " لكنها أيضاً لم تعد تجيب على محادثاتهن ولا حتى اتصالاتهن ..
تشعر بالوحدة وأن لا جدوى من التحدث إلى أحد !
تبنّت فكرة أن لا أحد بالحياة أحبّها كما أحبّته .. ف حتى عائلتها الأولى بالنسبة إليها , تغيّر حبّهم لها بمجرد ولادتهم لأطفالهم .. تركوها عند أول غلطة .. لم تبحث عنها عائلتها الحقيقية حتى .. لم يكترث بها أحد طوال حياتها , لكنها كانت تحارب هذه الفكرة طوال حياتها .. تحاول تجاهل الصوت الصغير الذي يخبرها دائماً أنها وحيدة .. منبوذة .. غير مرئية .
لا أحد سيبقى بجانبها , الجميع يرحل عندما يجد الأفضل ويتركها تصارع الذكريات والألم والوحدة ..
كلما أحبّت شخصاً يرحل عنها !
حتى عندما التقت بعائلتها وأخيراً , عائلتها الذين ظنت أنه ملاذ الحياة .. لم تلبث سوى بضعة أشهر برفقتهم ثم قرر مجنون منهم أن يتزوجها .. لينقلها للمرحلة الأقسى من إنتزاع الروح أثناء الفراق .
من قال أن الإنسان يموت مرة واحدة فقط طوال حياته ؟
قد يموت الإنسان في كل مرة يفقد فيها شخص ..
طرق خفيف على بابها لكنه مزعج جداً بالنسبة إلى هذا الهدوء البائس المحيط بها ..
قامت وهي تفتح الباب عاقدةً حاجبيها .. تنهد بمجرد أن رأى شحوبها : ممكن نتكلم ؟
روان بثقل : لأ .
أمسك الباب عندما أرادت إغلاقه ودخل رغماً عنها , اغلقت الباب وتكتفت عندما فتح اضاءة صغيرة بالغرفة : ايش تبغى ؟
سلطان : لمتى بتجلسي بهالكهف ؟
روان : مو شغلك .. أنا مرتاحة انت ايش تبغى ؟
سلطان : يا روان هذي مو راحه .. مرتاحه انك منعزلة عن العالم بتنجني انتِ ولا بتدخلي حالة اكتئاب ؟ ولا ليش قاعدة تسوي كذا !
روان : بليز سلطان انا مرتاحه ولا ابغاكم تتدخلوا فيا .. تبغوني بالفيلا .. جيت الفيلا .. تبغوني انسى رعد ؟ نسيت رعد .. بس بالمقابل ما أبغى ولا احد يجيني ولا يعطيني نفس المحاضرات هذي لأني حفظت كلامكم ..
سلطان : واحنا شذنبنا تخوفينا عليك ؟
روان ربتت على كتفه بإستهزاء : وفروا مشاعركم هذي , أنا ما احتاج أحزانكم ولا اسفكم ولا حبكم ولا أي حاجة منكم .. محد فيكم بيدوم ! إذا ما رحتوا لانكم لقيتوا أحد أحسن مني .. بتموتوا بالنهاية , ف خلاص لحد يحتك بأحد ويتعلق فيه من البداية , ليش نكرر نفس الأغلاط ؟
لوهله شعر بانها جُنّت , لكنه لم يستطع تجاهل نظرات اليأس منها ..
عانقها بخوف , لا يعلم ما سببه لكنه خائف .. خاف من نبرتها اليائسة وذبولها .. خاف من ما آلت إليه الامور ..
عانقها بشدة مغمضاً عينيه : أنا آسف لأني وصلتك لهالدرجة .
لم تبادله العناق .. بل وضعت كلتا يديها على صدره وابعدته , لم تدفعه بل كانت مقاومتها لعناقه جداً ضئيلة وكأنها لاتقوى أصلاً على دفعه , لكنه عندما شعر ضغطها بيدها على صدره ابتعد , وقالت هي : اذا خلصت اطلع .

مسحت دموعها بالمناديل تقول بقلة حيلة : والله مو عارفة ايش اسوي انا طيب ؟؟ حتى قلتلها اذا طلاقك بالمحكمه بيرضيك والله لأروح بس قالت ما عاد تبغى وماله معنى حتى لو تطلقت بالمحكمه هذا مابيغير أي شيء , انا تعبت اشوفها كذا .. او أنا مو قاعدة اشوفها اصلاً ..
سلطان : ما أدري يا سما , ولا انا مو عارف ايش اقولك بس هي مو قاعدة ترد على احد اصلاً .. حتى جوانا وتمارا لما قلتلهم يكلموها قالوا ماردت على ولا وحدة فيهم ..
سما بحيرة : اكلم رعد يرجعها ؟

أبليتني بالعشقِ ثم تركتني
وأذقتني حلو الهوى فقتلتني
ووهبتني قلبًا يفيضُ تعطّفًا
بضعًا من الأيام ثم قهرتَني
تقسو عليّ ولستُ أعلمُ غلطتي
أو غلطتي أنّي بِذُلّي أنحني؟
أنّي رميت القلب صبًا مذعنًا
بل خاضعًا يرجو الرضى لا ينثَني
وحفرتُ في الأحشاء حرفك غائرًا
وجعلت حرفك في الصبابة موطني


"مقتبس"

قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الثلاثاء الموافق :
21-8-1441 هجري
14-4-2020 ميلادي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 02:19 AM   #78

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن عشر
الجزء الأول

سلطان بتجهم : تبغيها تفصل عليك ؟ واصلاً ليش تكلميه ؟؟ هذا ما تكلميه الا عشان تلعني أصله مو عشان تترجيه يرجع روان !! لا ترخصي بنتك يا سما ولا حتى لرعد ..
سما : ايش اسوي يا سلطان أخليها على حالها هذا !
سلطان : لا زيديه أحسن وروحي كلمي رعد وشوفي ايش اللي راح يصير !!
سما : لا تستهبل اوكِ أدري فكرتي غبيه بس خلاص ما عاد بيدي شيء .
سلطان بعد لحظات من الصمت : شرايك تاخذيها لدكتور او دكتوره نفسيه , يعني هما أدرى بهالحالات طالما احنا ماعاد بيدنا شيء نسويه لها .
سما : وتتوقع روان بترضى ؟
سلطان : لا طبعاً مو بكيفها ترفض أصلاً ! مو من جدك بتخليها على هواها .

*****
بعيداً عن كل هذا ، قبل ان نبتعد كثيراً عن شهر شوّال ، نعود للوراء قليلاً لأسلّط الضوء على رعد ، وسهام والاحداث التي خاضوها خلال هذه الفترة ..
بدءاً من الاسبوع الثالث من شهر شوّال ..
لم يكن البيت على مايرام ، الهلع والصدمه في آنٍ واحد على ما وصلهم للتوّ ، سقطت والدتها والصدمة معتليه ملامحها المتجعدة : كيف ، كيف بنتي تقتل ، بنتي حتى الذره ما تئذيها ..
والد لمياء : انا حروح المركز ، اتأكد بنفسي ، مستحيل تكون لمياء أكيد في شيء غلط !!
اثناء خروجه من المنزل عادت سهام والابتسامة معتليه وجهها ، لكن ابتسامتها اختفت بمجرد ان لاحظت تجاهل والدها لها وخروجه فوراً دون الاكتراث لعودتها ..
عقدت حاجبيها عندما انتابها شعور ان هناك خطب ما !
دخلت إلى المنزل لتجد والدتها تبكي وهي ترفع يديها وتدعو بخفوت ، ازدادت عقدة حاجبيها : ماما صاير شيء ؟
بكت والدتها قائلة : تعالي ادعي ، ادعي ان لمياء مظلومة ، ادعي ان ابوك اذا رجع يجيبها معاه .
سهام بتعجب : ليش ايش صاير لها ؟
والدة لمياء : مدري يا بنتي مدري بس اتصلوا علينا من مركز الشرطه وقالوا انها عندهم ، وانها متورطه بقضية قتل وتحتاج محامي ..
توقفت سهام عن العلك بصدمه ، ثم نفت الفكرة بثقه : اكيد تشابه اسماء ، ولا ايش بيجيب لمياء لقضية قتل ؟
لم يمضي ذلك اليوم على خير ، ف ليست الصدمه فقط بأنها متورطه بقضية قتل ؟ بل الكارثه انها اقرّت بذلك ، والكارثه الكبرى ، لم يكونوا على علم بقدرتها أخيراً على التحدث !
كان الأمر اشبه بالكابوس ، لكن كابوس ازداد صخباً ورعباً كل يوم .. لم تخرج عائلتها من صدمتهم ، ولم تخرج سهام عن صمتها وتساؤلاتها !! كيف لم تشعر بما تخبئه لمياء طوال هذه المدة وهما تتشاركان نفس السقف ؟
حاولوا توكيل محام للمياء ، لكن ما يجعل خروجها من القضية صعب للغاية هو اعترافها بالجرائم ، لم تنفي اي واحدة عن نفسها سوى سبب اختفاء بتال ..
ولم يتحمل والدها هذه الصدمه ، لم يتحمل كلمة اخيه الذي قال : ما خلصنا من سارة الا وتطلع بنتك لمياء من نفس الطينه ؟؟
تذكّر أنه من ضمن اللذين حرّضوا والد بسام على سارة ، هو الذي قال وقتها ألا يتنازل واضاف قائلاً : البنت اللي تجيها جرأة على القتل قلبها ميّت وماراح تقدر تتوقع اللي حتسويه بحياتها .. اليوم قتلت بسام بالغلط ، بكرة الله العالم ايش راح تسوي !

اليوم ، في هذه اللحظة ، كلامه يتكرر من افواه غيره .. الجميع مستاء ، مصدوم ، مشمئز ، مشفق ، مستنكر ، اختلفت النظرات التي طعنته بحدتها ..
لكنه يأبى ترك لمياء تصارع مصيرها ، ابنته وحيدته ، فلذة كبده ، قرة عينه ، كيف يتركها ؟ لم يشأ تصديق أنها قتلت بكامل رغبتها ووعيها ، لم يشأ الاقتناع أنها سبب في فطر قلوب عوائل القتلى .. لم يشأ تصديق أن فتاته الناعمه قاتله !
حاول بشتى الطرق إثبات أنها قتلت وهي تحت تأثير شيء ما .. لكن دون جدوى ، كل شيء ضدّ لمياء ..
حاول اقناعها بأن تغيّر اعترافاتها ، بأن تنكر ، بأن تكذب ، لكن لمياء كانت مستسلمه كلياً ..
مضى الاسبوع تلو الآخر ، زفاف سهام يقترب ، والهم يزداد ويخيّم على منزلهم ، تحوّلت فرحتهم بإقتراب عرس سهام ، لمأتم على ماحدث للمياء .. قابلته ووجهها متورم من فرط البكاء ، اخبرته بما حدث بالصدمه التي تشعر بها ، بالخوف ، بالقلق ، لا تريد التفكير فيما سيحدث للمياء ..
ثم نظرت إليه قائلة بسخط : عمك عمك سلطان هو اللي ماسك القضية يا رعد ، تكفى الله يخليك كلمه خليه يسوي اي شيء ..
رعد : ايش اقوله ؟؟ اذا اختك بنفسها اعترفت على نفسها انا وسلطان ايش بيدنا نسوي ؟ وبعدين انا ما اقدر اكلم سلطان بموضوع حساس كذا !
سهام بغضب : وانت طول عمرك جبان ؟ ما عمري طلبت منك شيء الا وتعذرت بألف عذر ؟؟
رعد : سهاااام القضية كبيرة اختك مو متورطه بقضية وحدة انتِ قلتيها ثلاث قضايا قتل هذا غير قضية الخطف والاعتداء على شخص رابع ومحاولة قتل برضو ، انا ايش اسوي ؟؟؟ انا الجبان ولا اختك المجنونه ؟ فيه وحدة بعقلها تقتل ..
سهام : انت ماتعرف لمياء ماتعرفها مستحيل تكون هي اكيد هي قاعدة تحاول تغطي على احد ، الله يخليك خلي سلطان يتوسط لها ، طلعوها والله امي وابوي مقطوعه قلوبهم عليها ، رعد زواجنا ما باقي عليه الا اسبوع واهلي يبغوني ااجله .. رعد انا جهزت كل شـــــيء كل شــــيء وحجزت كل شيء .. تكفى الله يخليك كلم سلطان .
زفر رعد بضيق : واذا ماقدر يسوي شيء ؟
سهام غرقت ببكائها : لا تتفاول طيب !!! حاول وبس ، ولا راح يغصبوني ااجل الزواج !
رعد : ما ينفع نأجل يا سهام ابداً ماينفع ، انا مكلمك من اول اني ابغى اقدم الموعد ورفضتي والحين تقولي نأجل !
سهام : ايــــــش اسوي انت شايف الحاله اللي اهلي فيها مناسبة اصلاً ؟ المفروض انت من نفسك تقترح علي هالاقتراح ما تستناهم يجبروني ااجله !
رعد بغضب : هذا الكلام كان مداك تقولينه من اسبوعين .. مو لما يبقى عالزواج اسبوع .. سهام كل شيء كل شيء دفعنا عربونه في حال تأجل الزواج احنا حتى مو عارفين لين متى بيتأجل كل العرابين راح تروح ..
سهام : وهذا اللي همك ؟
رعد : طبعاً هذا اللي بيهمني سهام انا دافع دم قلبي بالزواج هذا , انتِ مارضيتي تتنازلي عن ولا حاجه تبينها كل اللي تبينه حجزته لك وسويته الدبلة وهي الدبله طلبتيها تفصيل من لندن .. هذا غير الكيكه اللي طالبتها من هلن 7 أدوار , شوفي اسمعيني انا ما أبغى اعددلك أي شيء زيادة ولا الحوسه اللي حُستها لا عشان كوشه ولا ديكور قاعة ولا شيء .. ولا ابغى اناقشك بالتوزيعات اللي طالبتها من دبي .. بس حطي فبالك اذا تأجل الزواج لأجل غير مسمى لأن حضرة لمياء ماندري متى بتطلع وكل هالحجوزات راحت هباءاً منثورا .. قسماً بالله إني راح آخذك من بيت أهلك بدون زواج انا ماراح ارجع ادفع ف شيء من جديد , تكفيني المشاكل اللي صارت بيني وبين اهلي عشان هالزواج يتم بالشكل اللي تبينه .
ازداد بكاؤها بغيظ من كلامه : من جد الأزمات هي اللي تبين معادن الناس !!

\\

عاد إلى المنزل بخطى غاضبه وحاجبان متعاركان .. في اللحظة التي نزلت فيها تمارا من الدرج قائلة : جيت بوقتك دوبهم الخدم حاطين العشا ..
ليقول بتجهم : مالي نفس ..
ثم اكمل طريقه دون ان يعير أحد أي اهتمام ..
نظرت تمارا إليه إلى أن غاب عن ناظريها لتقول بتعجب : اشبه ذا ؟
جوانا وهي تمشي للمائدة : اكيد متخاصم مع خطيبته , مافي شيء جديد .
تمارا بكره : والله انها نكديه وغبيه بشكل لا يطاق ... غثتني غثتني اسلوبها مو طبيعي اوامر ماتعرف تقول طلباتها بذوق , تكلمني وكأني اشتغل عندها حرفياً قليلة أدب ..
جوانا : حتى أنا ماعجبتني , ذاك اليوم تقول لي بالله تأكديلي من أشكال الورد اللي طلبتيهم لأن اخاف ذوقك مايعجبني , ف حسيت اوكِ يمكن انتِ صريحه بس هذي حبيبتي وقاحة هي حتى ماتمون عشان تكلمني بذا الأسلوب .
تمارا عقدت حاجبيها : يازينها روان والله ما كانت تتشرط .
جوانا : وربي انا عارفه هذي حوبة روان تتذكري لما حددنا موعد زواجها عنها , شوفي ربي عاقبنا بسهام .
ليتساءل سليمان : تكلموا روان يابنات ؟
تمارا : نكلمها عادي .
ميار : وما قالتلكم شيء عن رعد ؟
جوانا : لا ما قد فتحنا معاها موضوع رعد .
تمارا : صح أصلاً احنا شدخلنا باللي صار بينهم بالنهاية احنا بنات خوال .

\\

تكتف عندما رآه يجلس أمامه .. امال برأسه قليلاً : غريبة مكلمني , ان شاء الله خير ؟
رعد : بدون مقدمات انا كنت بسأل عن وحدة إسمها لمياء ######### سمعت إنك ماسك قضيتها .
هز سلطان رأسه ببطء : وش عرفك فيها ؟
رعد : أخت خطيبتي .
رفع سلطان حاجبيه بتعجب : لمياء أخت سهام ؟ طيب مافهمت المطلوب مني ؟
رعد : كيف ممكن تطلع لمياء من القضايا اللي هي متورطه فيها ؟
سلطان ابتسم بسخريه : حبيبي هي متورطه بقتل مو أي قضية !! يعني لو طلعت بتطلع للقصاص .
رعد : طيب عالأقل اهاليهم ماطالبوا بديات ؟
سلطان : تراهم 4 عوائل انت متأكد انك بتحاول أصلاً تتكفل بالديات ؟
رعد : سلطان أي شيء ثاني ممكن يطلعها ؟
سلطان : حالياً لأ .. لانها لسه تحت التحقيق .
رعد : بس مو هي اعترفت بكل شيء ليش لسه تحت التحقيق ؟
سلطان : لان باقي واحد مختفي ومحنا لاقيين له أثر .. بس هي تنكر إنها قتلته وانه لسه حي , ف ممكن نقول اننا قفلنا على 4 قضايا بس بقيت قضية خامسه تشملها .
رعد امسك بمقدمة أنفه والإرهاق بادٍ عليه ..
سلطان : فاجأتني انهم اخوات .
رعد بقلة حيله : سلطان انا خايف انهم يصرّوا يأجلوا الزواج عشان لمياء , تكفى لو كان فيه شيء ممكن نسويه قول لي .
سلطان : انا آسف ما بيدي شيء دحين لين نخلص تحقيق .. واصلاً ماراح تطلع من السجن حتى لو تنازلوا كل الأهالي عن القضايا , فيه حق عام ف حتى لو بيأجلوه لمتى بيأجلوه ؟ واحنا ماراح نخلص تحقيق بخمس ايام !
رعد استندت على كرسيّه : يا الله أنا ليش قاعد يصير معايا كذا !!
سلطان : ان شاء الله انها مو دعاوي روان بس .
قام من مكانه قائلاً : معليش اخذت من وقتك , انا حمشي .

\\

الجدير بالذكر أن حفل الزفاف قد تم في الموعد المحدد , لم يصرّوا اهل سهام على تأجيل الزواج بل على عكس المتوقع أصرّوا على إتمامه وكأن شيئاً لم يحدث .. ردعاً لكل الكلام الذي نُقل والشائعات التي أضيفت على ماحدث للمياء داخل اقربائهم وجماعتهم ..
لم تكن سهام بأفضل حال , على الرغم من أنّ كل شيء مثاليّ إلا أن بعض التفاصيل الصغيرة كدرجة اللون البنفسجي بالورد لم يكن كما توقعت .. والكرستالات لم تكن كبيرة كما تخيّلت ..
وفستانها لم يأتِ بصندوق خشبي كما طلبت , وتفاصيل أخرى تافهه جعلتها تغضب وتتوتر أكثر ..
وبينما هي ساخطه على كل شيء بلا سبب او ربما السبب الرئيسي شعورها بالخوف والتوتر ..
طُرق الباب التفتت حين فُتح الباب عاقدةً حاجبيها : ايـــش ؟
تمارا بكرهه : جاتك ضيفة .
سهام : بليــز لا تدخلي علي ولا أحد ولا حتى صحباتي ما أبغى اشوف أحد .
حينها تعدّت تمارا قائلة : ولا حتى أختك ؟؟
اتسعت أحداق سهام بصدمة واسرعت بخواتها المندهشة : سااارة !!
حينها قالت تمارا : انا حروح .
خرجت واغلقت الباب , بينما سهام امسكت بيد سارة بعدم تصديق ومسحت على وجهها ثم عانقتها بلهفه : ويــنك ؟ كيــف دريتي اني هنا !
سارة بادلتها العناق محاولةً مداراة دموعها : وحشتيني .
سهام وهي تحاول ألا تبكي لكن دموعها تأبى إلا ان تسيل : وانتِ أكثــــر والله أكثـــر (ابتعدت عنها وهي تمسك بيدها) تعالي تعالي خلينا نجلس .. وقوليلي كيف وصلتيلي ؟ آخر شيء توقعته أرجع اشوفه هو انتِ .
سارة : وهل هذا يعني اني مرحب فيّا ولا لأ ؟
سهام : طبعاً مرحّب فيك لو ماوسعتك القاعة توسعك عيوني يا سارة .. طمنيني عنك ..
سارة : الحمدلله بخير حال .. انتِ ان شاء الله بخير ؟
حينها عبست ملامحها بحزن : كيف أكون بخير ولمياء مو هنا ..
سارة : ماجات ؟ ليش ؟
سهام : بالسجن .
سارة بصدمه : ليش ؟ ايش صاير ؟
سهام سحبت منديل واخذت تمسح مدمع عينها بحذر : ما اعرف يا سارة بس لمياء متورطه بقضايا قتل ما ادري اذا هي من جد قتلت ولا لأ واتمنى انه لا لأني مو قادرة استوعب كيـــف لمياء تسوي كذا!
سكتت سارة تنظر إلى انهيار سهام اعادتها الذاكرة لليالي المقيته بعد قتلها الغير متعمد لبسام الذي حاول اغتصابها .. تحريض الجميع عليها خصوصاً والد لمياء .. لم ترغب في السخريه إطلاقاً لكنها شعرت أن الدنيا دارت فعلاً ..
ثم تنهدت قائلة : قتل متعمد ؟
سهام هزت رأسها بالإيجاب : المشكلة انها ثلاث قضايا قتل وقضية وحدة محاولة قتل لالا قضيتين ..
سارة : متى صار هالكلام ؟ من متى ولمياء مسجونه ؟
سهام : ثلاث اسابيع ..
سارة : غريبة ما أجلتوا الزواج .
سهام : اعمامي رفضوا عشان كلام الناس , لأن الجماعه بدت تتكلم بالموضوع , ف اعمامي اقنعوا ابوي إنه يتم الزواج وكأن ماصار شيء عشان يسكتهم ويثبتلهم ان اللي واصلهم خطأ .
سارة : هما اعمامي لسه سايكو كل شيء بالعالم يتغير إلا هما ! .. اوكِ تبغيني اقولك خبر ممكن يفرحك ؟
سهام : إيش ؟
سارة : أبونا طلع حي ..
سهام بصدمه : مين ؟ أبونا اللي هو ابوي وابوك ؟
سارة اومأت رأسها بالإيجاب , سهام بصدمه أكبر : كيف يطلع حي ؟
سارة : طلع حتى هو كان مسجون بقضية سياسية .. ف محد كان داري هو بأي سجن ولا توصلهم أخباره .. ف توقعوه مات .. بس هو قبل كم شهر خلصت مدة حكمه ورجع للبيت ..
سهام رمشت عدة مرات وبلعت ريقها : سارة الكلام هذا كثير علي .. فجأة تطلعي انتِ وابوي يطلع حي بوقت واحد .. انتِ ماجاوبتيني كيف ووصلتيلي ؟
سارة : صحبتي جنى تصير سِلفتك , عزمتني , ما صدقت عيوني وانا اقرأ اسمك بالكرت وجيت عشان اتأكد .
سهام : يا سارة انا خايفه ومتوترة الجو تحت مرة مشحون .
سارة : لاحظت , محد رايق ..
سهام : واهل العريس المتخلفات غثوني يطالعوني كأني سارقة اخوهم مو متزوجته .
كادت أن تسألها عن علاقتها السابقة برعد وهل لها علاقة بطلاقه من روان , لكنها سكتت لا تريد أن تعلم سهام بالوقت الحالي انها صديقة روان ..
سهام : ااه ماعلينا مني حكيني انتِ عنك , كيف حياتك طوال هالسنوات وين عايشه ؟ ايش مسويه ؟
مر الوقت وهما تتحدثان عما جرى في حياتيهما .. تحدثت سارة عن جابر .. بينما تحدثت سهام عن دراستها في جامعة نيوساوث في سيدني .. تحدثت عن اعجابها بشخص اسمه تركي .. لكنها اكتشفت بعد فترة أنه متزوج من ابنة عمه عبير ..
لتتساءل سارة بإستغراب : ورعد ؟ مو على اساس تزوجتم عن حب ؟
سهام بتعجب : ايش دراك ؟
سارة بتهرب : سألت جنى (ثم قالت بمزحه) بس شكلك ماتطيحي الا على متزوجين .
سهام : ايش قصدك ؟
سارة شعرت أنها بدأت تتخبط بالكلام : اللي عرفته ان رعد كان متزوج برضو بنت عمته قبلك , وتزوجك وهي لسه على ذمته .. الا انتِ كيف رضيتي تاخذي واحد متزوج ؟
سهام بتجهم : الظاهر جنى تحب تسولف لصحباتها عن اهل زوجها وتنشر غسيلهم .
سارة شعرت بالإستياء لكنها ابتسمت : صح كلامها طيب ؟
سهام : لا طبعاً غلط .. انا ورعد نعرف بعض من استراليا صح وقتها انا ماكنت احبه بس هو ظل يحاول فيا يحاول فيا لين حبيته .. انا ماكنت ادري انه متزوج أصلاً .. ضحك علي ما قال لي عن زواجه .
سارة : يعني لما وافقتي عليه ماكنتِ تدري انه متزوج ؟ ولما طلق مادريتي انه طلق ؟
سهام : لا طبعاً لو ادري انه متزوج ما كان وافقت حتى الطلاق ما كان لي دخل فيه ..
شعرت بالأسف مجدداً , تعلم انها تكذب , لانها رأت سهام في زواج روان لكن وقتها ظنت سارة أنها تتوهم .. كما تعلم أيضاً انها هي من استمرت في الترصد لرعد حتى حصلت عليه .. وهذا الكلام نقلته العنود على لسان تمارا .
قامت سهام وهي ترتب فستانها عندما دخلت والدة رعد قائلة : دحين الزفه جهزي نفسك .
سهام : ورعد وينه ؟
والدته : دحين بيدخل ..
قامت سارة وسهام تقول : احد شافك تحت من اهلنا ؟
سارة : لا ما أظن .
سهام : كويس , بس بالله حاولي تتحاشيهم ما أبغى تصير أي مشكله بليـــز .
شعرت بالضيق من كلامها لكنها لم تجب وخرجت من الغرفة لتعود إلى القاعة بوسط الناس مجدداً .

*****

في أحد منتجعات المالديف المبنية فوق تلك الشواطئ النقية ..
ترتدي زيّ السباحة الخاص بها .. وهي متمددة فوق عوامة على شكل طائر الفيلامنجو ..
تغطي شعرها بغطاء بلاستيكي شفاف .. وبيدها كأس من الموهيتو المنعش باللون الأحمر .
ترتدي نظارتها الشمسية السوداء , واشعة الشمس منعكسه على بشرتها البيضاء النقية ..
اقتربت فجر م البركة وهي تقول : ماخلصتي تان الفطور جاهز .
رفعت رند نظارتها الشمسيه : تغيّر لوني ؟
فجر وهي تنظر إلى جسدها : مابيتغيّر بخمس دقايق , قومي بس خلينا نفطر وبعدها نرجع نسوي تان مع بعض .
خرجت من بركة السباحة وهي تجفف جسدها , جلست على طاولة الإفطار قائلة بإبتسامة : مادريت انك تعرفي تطبخي .
ضحكت وهي تجلس : لسه ماشفتي شيء .. شرايك بعد الفطور نطلع نتسوّق ..
رند : والتان ؟
فجر : لاحقين عليه ..
..
انقضت أيّامهم بسرعة بين التسوّق والمشي في الاسواق الشعبية , عوضاً عن سباق الدراجات اليوميه بينها هي ووالدتها .. التي تصل قلبها كل يوم ..
حتى ذلك اليوم الذي توقفت فيه رند تبكي ممسكة بقدمها , عادت فجر بقلق : اشبك ؟؟
رند : جاني شد عضلي مو قادرة احرك رجلي ..
وعندما نزلت فجر لتلقي نظرة على قدم رند أسرعت رند بدراجتها هاربة وهي تقول بصوت عال : سبــــقـــــــــــتــــــ ك أخيـــــراً .
وجلسة اليوغا عندما جلستا مغمضتان عينيهما للتخلص من طاقاتهما السلبية وأفكارهما .. قرابة الربع ساعة لكن سرعان مافتحت فجر عينيها بفزع عندما سمعت صوتاً غريباً لتجد رند قد نامت ..
يبدو أن رند تعشق النوم , او أن النوم والراحه مرتبطان ببعضهما البعض لدى رند بالذات ف حتى في جلسات المساج التي حجزوها مرتين خلال تواجدهم بالمالديف نامت رند ..

دفعت القارب للبحيرة بحماس وصعدت وهي تمسك بقبعة القش : ماما تعالي ..
وبمجرد ان صعدت فجر وجلست : ليش طلبتي قارب بدون مجدّف ؟
أمسكت رند بالمجاديف : عشان راح اوريك احترافيتي بالتجديف .
فجر : نشوف ..
أثناء محاولات رند بالتجديف وصلو لمنتصف البحيرة تقريباً .. اتسعت عينيها بفزع وهي تصرخ : الأسماك تطيـر ..
فجر : طيب بعدينا عن هذا المكان ..
حاولت رند التجديف بقوة لكن تطاير الأسماك الصغيرة اثارت ذعرها , وصرخت بذعر أكبر عندما سقطت سمكة في منتصف القارب ..
امسكت بها رند بقرف ورمتها بالماء مجدداً , لكن سمكة أخرى سقطت القارب .
لتقول فجر : يا رند سيبي الأسماك وطلعينا من المكان ذا ..
عادوا إلى اليابسه وهما تدفعان القارب للتربة .. فردت رند ذراعيها تنظر إليهما : يديني بتصير أنحف شيء بجسمي بعد ذا التجديف ..
ثم أكملت بإرهاق : آآآه توجعني أكتافي .

وآخر ليلة في المالديف بعد انقضاء اسبوعين على تواجدهما هنا .. ظلت تراقب غروب الشمس وهي تجلس على الشاطئ في منتجع هيلينجيلي ..
تشعر أنها ستفتقد الوقت الذي أمضته هنا برفقة والدتها .. لأول مرة ترى الجانب المرح بفجر .. العفوي .. هذه اول مرة تسافران فيها بمفردهما ..
سندت رأسها على أريكة الإسترخاء وهي تتنفس بعمق , تحاول أن تحتفظ برائحة الشاطئ بهذا الوقت تحديداً .. والشمس تغيب في وسط البحر ..
رفعت بصرها وهي تنظر إلى فجر التي امسكت بكتفها : رتبتي شنطتك ؟
رند :باقيلي شنطة وحدة ما رتبتها .
فجر : لا تنسي ترتبيها قبل ماتنامي , ما ابغى تفوتنا الطيارة بكرة .
رند : طيب ..

\\

انتهت الصور لتعتدل هي بجلستها قائلة : وبس هذي كل الصور اللي تصورتها بالمالديف .
ابتسمت ميهاف : أهم شيء انبسطتي !
رند : والله مرة انبسطت .. من جـــــد استرخيــــت .. آآه لو تجربي جلسة المساج اللي هناك وريحة المكان آخ بس .. وكذا أشعة الشمس مرة شيء يجنن تسترخي غصباً عنك , وتحسي أعصابك ذابت ما عاد حتعصبي بحياتك أبداً .
رن هاتفها بإسم راد لكنها لم تجب , مما أثار دهشة ميهاف قائلة : صاير بينكم شي ؟
رند تنهدت : لأ بس بيني وبينك قاعدة افكر اسيبه ..
ميهاف : اما تمزحي , ليش ؟ أمك قالتلك شيء ؟
رند : لا ماتكللمنا عنه أصلاً بس .. انا شايله هم , خايفه إذا عاندتها تضرّه .
ميهاف : ومن متى ماتتكلميه ؟
رند : طوال ما انا بالمالديف مارديت عليه , يمكن بس رديت بأول أيامي هناك بس حسيت ان ماما عينها علي طوال الوقت وسمعتها مرة تتكلم بالجوال تقول سوي أي شيء بس لا يوقف بوجهي .. وحسيتها تقصد رشاد .. من بعدها قلتلها اني قررت اخلي رشاد وان كلامها صح , بس عشان اذا كانت تقصد رشاد وقتها تنسى موضوعه .. وكلمت رشاد اننا لازم نفترق وتخاصمنا بس خليته زعلان ما كلمته .. بس هو رجع كلمني ققالي انه حاول بس اشتاقلي .
ميهاف : ورديتي ؟
رند : لأ , كنت بالسوق وقتها واتصل اكثر من مرة وحظرت رقمه خفت ماما تلاحظ ..
ميهاف : وتحسي ان هذا من جد قرارك النهائي ؟
رند : مدري يا ميهاف انا مو مرتاحه ومو عاجبني اللي قاعد يصير بس خايفه .. ما أبغى أاذيه وهو ذنبه بس انه حبني .
ثم زفرت بضيق : ما ابغاه يكرهني ويحس اني ما اهتميت لمحاولته بإنه جا خطبني واوفى بكلامه بس انا من جد ميهاف ما ادري كيف اتصرف ، ابغاه بس بدون ما استفز ماما ..
ميهاف : وليش ما تصارحيه بهالكلام على الاقل عشان ما يحس انك خذلتيه وغيرتي رأيك فيه ؟!
رند : ما ابغاه يواسيني بإن كل شيء له حل ولا ابغاه يحاول ابغاه يهدا هالفترة عشان امي تصدق ان علاقتنا انقطعت ، ما ابغى اطلع كذابة ابغاها تثق فيا هالفترة عالاقل لين افكر بحل .
طُرق الباب ثم أذنت رند بدخول الطارق ، ودخلت فجر قائلة بإبتسامه : ميهاف انتِ هنا .. كويس والله جيت اسأل رند متى حتجي .
ميهاف قامت وهي تسلّم عليها بتوتر : الحمدلله على السلامه .
فجر : الله يسلمك يا قلبي ، اذا فاضيه تعالي بكلمك بموضوع.
بلعت ريقها وقلبها ينبض برعب ، بينما رند قالت مستغربه : خير وانا ؟
فجر : اممم عادي تعالي بس انا بكلم ميهاف .
وميهاف تشعر بالمغص من الخوف ...

لنعد بالاحداث للخلف لنعرف سبب خوف ميهاف من نداء فجر لها ، وفي ذلك اليوم تحديداً ليلة موعد رحلتهم .. عندما كانت ميهاف في منزلهم ..
ف بعد ما انتهت من زيارتها لرند وخرجت من باب الفيلا الداخلي سمعت صوتاً يتحدث ، التفتت للمصدر ووجدت زياد الذي قال ببلاهه : اوووه يا محاسن الصدف انتِ هنا؟
صغرت عينيها وامالت شفتيها وهو يقترب منها وقالت : صدف ؟
زياد : امم ايوة لأني طلعت فجأة ولقيتك .
حاولت كبح ابتسامتها لأنها لمحته اصلاً وهو يتيعها للخارج لكنها ظنت انه سيخرج فقط ولم تتوقع انه يتبعها حينها ..
ميهاف : اوك بتقول شيء ؟
زياد : مين حيرجعك ؟
ميهاف : عبدالمجيد .
زياد : طيب ليش واقفه تستنيه برا ادخلي استنيه جوا ..
اشارت ميهاف بأصابعها : شوفه هناك واصل من اول .
زياد حك راسه بحرج : اووه ما انتبهت .. طيب انا حدخل ، وانتِ انتبهي على نفسك ..
اعتلتها ابتسامه ساخره لكن بطريقة غريبة لم يفهمها هو ..
مشت بدون ان تجيب عليه ، وقف في مكانه حتى ركبت السيارة وخرجت من حدود بصره ..
في اليوم التالي ورند تخرج حقائبها من الفيلا ، هي وفجر بمساعدة زياد ، جرت فجر حقيبتها ووقفت عند الباب حين هم زياد بالدخول بعد انتهائه قائلاً : باقيلك شيء ؟
فجر هزت رأسها بالنفي : لا بس (اقتربت منه جداً وهي تهمس) تعجبك ميهاف ؟
اصفر وجهه ولم يجب وسرعان ماقالت فجر مبتسمه : ما راح اعارضك لو حبيتها او قررت تتزوجها لأنها برضو تعجبني .. وخمن بإيش فكرت كمان ؟ كنت بكلمها امس اخذ رأيها بكم شغله لأني افكر اعلمها على طبيعة شغلي ، احسها راح تفيدني مرة .. عموماً انا بس كنت بقولك رايي فيها ، عشان انت ماتردد .
اتسعت ابتسامتها هي تبتعد عنه : انتبه على نفسك وعلى البيت ..
ثم ضحكت مكمله : وعلى وظيفتك الجديده .
خرجت قائلة : مدري كيف طرت الفكرة فبالك بس اهنيك ..
زفر براحه بمجرد خروجها جعلت قلبه ينقبض بمجرد ذكرها لميهاف ، هل رأته يتحدث إليها بالأمس ام ماذا !! لكن بمجرد ان تذكّر كلامها الذي قالته بشأن إعجابها بميهاف ابتسم بل اتسعت ابتسامته ودون تردد ذهب لإخبار ميهاف برأي والدتها فيها ..
لتجيب ميهاف حينها بهلع : نعممم ؟ ليش تكلمك عني .
زياد : يمكن لانها شافتني اكلمك .
ميهاف : تستهبل ؟؟؟ امك تدري انك تكلمني ؟؟
زياد : وين الغلط اذا هي راضية ؟
ميهاف : ياغبـــــــــــــــي الموضوع مو فيك فيّا انا ايش الفكرة اللي بتاخذها عني ؟؟
زياد : ترى قالت انك تعجبيها وعادي اذا كانت بيني وبينك علاقة وابغاك .
ميهاف : ايش رديت ؟
زياد : مارديت ؟
ميهاف بغضب : ليـــــــــــش ما رديـــــــــت ؟ ليش ماقلـــــــــــت ان مابيننا شيء وان ..... ياااخي ليش ما جحدتني ؟؟؟
زياد : انتِ ليش معصبه ؟
ميهاف : ما ابغاها تاخذ فكرة غلط عني ، لا تنسى اني صحبة رند .
زياد : طيب هي ما قالت شيء بهذا الخصوص ..
ميهاف : بموووووت منك ليــــــــش ما انكرت عالأقل طيب ؟؟
زياد : انكر ايش ؟
ميهاف : ان بيني وبينك شيء وانها فاهمه غلط .
زياد : يمكن لأني من جد أحبّك ؟
قرأت ولم تجب .. مرت دقيقة وايضاً لم تجب ، انتظر ردها طويلاً ليهدئ من افكاره لكن انقضى اليوم بأكمله وهي لم ترد ..
ويوم تلو يوم ولم تعد تجيب على رسائله أصلاً .. لا يعرف هل تضايقت ؟ ام خافت ؟ شعر بالإحباط عندما فكّر ربما ظنت أنه يكذب محاولاً التلاعب بها كغيرها .. لم تنفك عنه الافكار السوداء حيال سبب تجاهلها لتصريحه !

عادت بها اللحظه وهي تجلس امام فجر المبتسمه بحماس ، جلست بإستقامة ظهرها وبدأت قائلة : ما ادري كيف افاتحك بالموضوع بس انا حابه اخذ رأيك بحاجه ، انتِ ماشاء الله عليك واضح إنك ذكيه ودقيقه وملاحظتك مرة قوية ، فأنا كنت افكر اعرض عليك إني أعلمك طبيعة شغلي ، منها انتِ تستفيدي وأنا استفيد من مهارتك .. فإيش رايك ؟
ميهاف : بس اخاف انقبل بالجامعه ..
قاطعتها فجر : ماراح يأثر .. انا مبدئياً ما راح اخليك تتقيّدي بوقت إذا انقبلتي بالجامعه ، تعليمي لك حيكون بيني وبينك واذا حسيت إنك صرتي جاهزة راح اخذك للمؤسسة تتعرفي على طبيعة المكان وتشوفي اذا يناسبك او لأ سواء انقبلتي بالجامعه و لأ ، ووقتها تنظيم الوقت يكون عليك .
ميهاف : طيب ينفع تعطيني وقت افكر .
فجر : طبعاً ، خذي راحتك ولا تستعجلي بالرد اهم شيء تكوني مقتنعه .

عادت ميهاف لغرفة رند لكنها وجدت زياد جالساً معها وهما يتحدثان ، لكن بمجرد دخولها اختفت ابتسامة زياد وأشاح بوجهه عنها ينظر لرند التي ابتسمت عند رؤية ميهاف قائلة : هاااا ايش كانت تبغى منك ماما ؟ تعالي اجلسي قوليلي .
تنهدت عندما شعرت ان زياد لا يود المغادرة اخذت تمشي الى سرير رند وتجلس بجانبها قائلة : قالت تبغى تعلمني على شغلها عشان اشتغل معاها . رند بدهشة : اماااا حرررركاااات والله يعني راح اشوفك كل يومم عندنا ؟(ثم اكملت بمزحه) الواحد ما يفتك منك ؟
ضربتها ميهاف على رأسها : انقلعي عاد انا اللي لي نفس اشوفك كل يوم .. بس لسه ما وافقت .
رند : خيــــــر ليش ما وافقتي ؟ وافقي ، والله حتستفيدي .
ميهاف : قاعدة افكر اذا انقبلت بالجامعة كيف راح انظم وقتي طيب ؟
رند : على طاري الجامعه ، سويتي لنفسك ملف وسجلتي من جديد ؟
زياد : ليش ماكان عندها ملف ؟
رند بإزدراء : تخيــــــل انو طلع ماعندها ملف من الاساس تقول اول مرة لما سجلوا صحباتها العام خلت وحدة من صحباتها تسجلها ، والزفته سحبت عليها بس قالتلها انها سجلتها وما انقبلت وطلعت من الاساس مو مسجلتها بس كذا وصاخه .
زياد نظر إليها ببرود ثم عاد ينظر لرند : ما قلتيلي ايش رأيك ؟
رند بضجر : مدري ياخي مالي نفس ، خليها بكرة .
زياد : مسوية نفسك طفشتي من الخروج ؟؟؟؟
رند : ما فيا والله لسه جسمي احسه مكسر من السفر .
زياد : قصدك تلمحي نطلع من الغرفة بتنامي ؟
رند وهي تتمدد على سريرها : انت ايوة ، ميهاف لا .
ميهاف : عادي اذا بتنامي حمشي .
رند : لا لا تروحي اصلاً عالعشا حتجي بنفسجيه هي والعنود .
اهتز الهاتف بيدها ، نظرت إليه لتجد رسالة من زياد : بكلمك .
تجاهلته وهي تنظر لرند : انت مجمعتنا ولا تقوليلي عشان عالاقل اكشخ شوي .
رند : لا تخافي مسويه حفلة بجايم .
ميهاف: لا والله ؟؟؟ وما تعرفي تقوليلي !



رند : دوبني كلمتهم يجو ببجايم وانتِ عندي يعني راحت عليك ، بس قس وت ؟ عادي راح اخليك تختاري بجامه من عندي على كيفك .
ميهاف : لا والله ؟ مع نفسك راح اخرب عليك واجلس بملابسي بحفلة بجايمك .
رند : بكيـــــفك .
رسالة اخرى من زياد " انتِ ليش تطنشيني ؟"
لم تعره اي اهتمام : ترى والله ارجع البيت مالت عليك .
رند : لا تصيري زعولة خلاص قلتلك البسي اي بجامه تبغيها شوفي غرفة ملابسي قدامك .
ميهاف وقفت : اوكِ راح افكر ..
وهمت بالخروج في حين تساءلت رند : وين رايحه ؟
ميهاف بتهكم : بررررجع احسن لي واضح ماتبيني من البداية .
رند بتهكم ايضاً : الحمدلله اكتشفتي بنفسك ..
خرجت ميهاف من الغرفة وخرج بعدها زياد قائلاً لرند : وانا بسيبك تاخذي غفوة على مايجو صحباتك ..
بمجرد خروجه وجدها واقفه بإنتظاره ، التفتت عليه قائلة : ايش تبغى ؟
زياد : انتِ ليش تتجاهلي محادثاتي ؟ ميهاف : لأن ما كنت ابغى رند تحس بشيء !
زياد بغضب : ما اقصد دحين !!
ميهاف : اششش بتفضحنا !!
لم يكترث للخوف الذي انتابها حين جرها إلى الغرفة المجاورة لغرفة رند وكانت غرفتها اثناء وجودها بالفيلا ..
ميهاف بخوف واضح : ايش ليش مدخلني هنا ؟
زياد : عشان نتكلم براحتنا بدال ما انتِ خايفه أحد يشوفنا او يسمعنا .
ميهاف : تروح تحبسني معاك بغرفة وحدة !!
زياد : ما عطيتيني خيار ثاني ، بس اوك ما علينا انتِ تضايقتي من كلامي ؟
ميهاف : اي كلام ؟
زياد : لا تستعبطي ، انا من لما قلتلك اني أحبّك وانتِ ماعاد تردي علي ، اذا ضايقتك الكلمة لهالدرجة اعتبريني ماقلتها .
ميهاف بهلع واضح : ممكن اطلع لاني مو قادرة اتنفس ؟
زياد بإنفعال : لااااا تجمديني كذا طيـــــب ابغى اعرف رأيك عالاقل .
ميهاف : زياد انا ابغى اطلع الله يخليك .
زياد : انتِ خايفه مني ؟
ميهاف : بليـــــــز .
زياد اغمض عينيه بغيظ ثم فتح الباب ، لكن المفاجأة ان رند كانت خلف الباب مباشرة وكأنها كانت تريد طرق الباب ، نظرت إليهم بصدمه : زياد ؟؟؟

بعد خمس دقائق ورند جالسه تنظر إليهما وميهاف تدور بالغرفة بإرتباك واضح : اقسم بالله ما بيننا شيء .
زياد : بس أنا أحبّها ..
ميهاف : بس انا مارديت عليه يعني ما بيننا شيء !
زياد : بس تكلمني .
ميهاف : هذا مايعني ان بيننا شيء زياد ! ولا يعني انك مميز بالنسبة لي .. زياد : بالله ؟ طيب جاوبيني كم واحد تكلمي غيري ؟
ميهاف بسرعة : ولا واحد .
زياد : شايفه يعني انا مميّز .
ميهاف : مو على كيفك !!
زياد : اجل ليش تكلميني شمعنى انا ؟
ميهاف وقفت تنظر إليه بغيظ : لأن ...(ثم رصت على اسنانها تصرخ بغيظ) اااااااااااهـ منت مميز وخلاص .
نظر الاثنان لى رند : انتِ ليش ساكته ؟
رند : خلصتوا مضاربة القرود هذي ؟ من متى تتكلموا مع بعض ؟
زياد : من زمااان
ميهاف : كذااب مالنا الا كم شهر ..
رند نظرت إلى ميهاف : انتِ ليش معصبه ؟ محد قال انك تحبيه ..
ميهاف : هو يقول ..
زياد : انا ماقلت ، قلت انا اللي أحبّك ، وهذي ثالث مرة اقولها وما تردي .
ميهاف : رند والله بيجلطني اخوك .
رند : اعرف هو جالطني قبلك ، بس انت من جد تحبها ؟
زياد : للأسف .
ميهاف نظرت إليه بغضب : وليش للأسف ان شاء الله ؟ تحمد ربك انك حبيتني اصلاً .
زياد : وليش ان شاء الله ؟ احمد ربي لأني حبيت وحدة ماتحبني ؟
ميهاف : مو عــــــــــــلى كيــــــــــــــفك تعتبرني ما احبّك بس لأني مارديت .
ضحكت رند وضحك زياد ، وضعت ميهاف يدها على فمها بصدمه مما قالته ، ثم حاولت بدفاع : مو قصــــــــدي شيء ..
رند : خلاص قلتيــــها ، ما تترقع .
جلست ميهاف بغيظ عاقدة حاجبيها ، زياد بنذاله : الله طلعت تحبني .
رند : والله صدمتوني بس اوك اكذب عليكم لو قلت ما فرحت .
رن هاتف رند بإسم العنود : شكلهم وصلوا ..
امسكت رند الباب وقبل خروجها قالت : حنستناك 5 دقايق تقرري حتلبسي بجامه ولا لاااا واذا تأخرتي حنبدأ بدونك .
خرجت ، بينما نظر إليها زياد ضاحكاً ، وقالت هي بغضب : كلـــــه منك مستفــــز .
زياد : عالاقل عرفت انك تحبيني ، وبعدين انتِ الغلطانه لو انك راده على رسايلي ما كان حطيتي نفسك بذا الموقف .
ميهاف : ارد ايش اقول ؟؟
زياد : عادي قولي وانا احبّك بسيطه .
ميهاف : بسيطه عندك مو عندي .. وبعدين ما كنت ضامنه قصدك لما قلتها قلت يمكن تحبني لأني صحبتك ، يمكن تحبني لأني جالسه اتناقش معاك ، يمكن تحبني ك أختك ..
زياد : يمكن كنتِ حتعرفي الجواب لو سألتي بدال ما تحطي احتمالات براسك .
همّت بالخروج من الغرفة قائلة : راح نتناقش بعدين ..

*****

بالنرويج
عاد من عمله وكالعادة لم يجدها بالمنزل .. أصبح الوضع لا يُطاق بالنسبة إليه .. مرت بضعة أيّام على خروجها من المشفى لكنه بالكاد يراها وحتى وان رآها تكون نائمة .. وإن عاد من عمله فلا يجدها لانها بالغالب تكون قد خرجت مع ريّان في نزهه ..
استلقى على السرير متسائلاً ما هذه النزه اليوميه ألا تنتهي أحاديثهم ويصيبهم الملل ؟
حاول مقاومة نومه ليستطيع رؤيتها حالما تعود ويتحدثان بشأن الرتابة المقيته التي حلّت بينهما يريد إصلاح الأمر فقد سئم حقاً ..
ولكن في أوج أفكاره ...
استيقظ فزعاً بعد قرابة الساعتين لينتبه أنه نام على نفسه دون أن يشعر .. قام من مكانه ليتوضأ ويصلّي ... انتبه أيضاً انها لم تعد بعد : كأنها تأخرت !
اخذت الأفكار تدور في رأسه لكنه يحاول نافياً : لو صار شيء كان اتصل ريّان .
إنتظرها ساعة أخرى إلى أن غربت الشمس وحلّ الليل .. لم يطق صبراً أكثر ..
اتصل بها مرة تلو أخرى حتى ردت : الو .
خالد عاقداً حاجبيه : وينك تأخرتي .
بيان بعد لحظات من الصمت : ماراح أرجع .
عدل جلسته : نعـــم ؟ وليش ان شاء الله ؟
بيان : لأن هذا كلامي لك بالمستشفى قلتلك ماراح ارجع معك هذا اولاً .. ثانياً انا ناقضت كلامي ورجعت معاك أبغى اعرف هل وضعنا بعد اللي صار حيتغير او لأ بس ماتغيّر ولااااا شيء , انا خلاص يكفيني الوقت اللي قعدت فيه معاك على أمل اننا حنرجع احسن بس كل يوم قاعدين نصير أسوأ .
خالد بقهر : عشان كذا خليتي ريّان يجي للنرويج ؟
بيان : بالضبط , لأن الواضح انك طوال هالمدة ضامني لأنك عارف بالنهاية انا ماعندي أحد اروح له .
خالد : بس انا قلتلك انك لو طلعتي من المستشفى راح نتكلم .
بيان : لي خمسة أيام برا المستشفى ولا تكلمنا !
خالد بغضب : لأنك اربعة وعشرين ساعة مع ريّان انا ارجع ما القاك واصحى وتكوني نايمه احنا حتى مو قاعدين نتقابل ..
بيان : خالد ثلاث شهور اذا مو أكثر وانا استناك .. بس خلاص لين متى ؟ تبغاني ؟ تعال زيك زي أي واحد بالعالم خذني من عند أهلي .
خالد : بجــدة ؟
بيان : يس بجدة .
خالد : انتِ حترجعي ؟ بيان انتِ حامل وما اتوقع انك بترجعي للمستشفى ثاني ..
قاطعته قائلة : انا ادرى بنفسي .
خالد حاول تمالك أعصابه : انتِ وين ؟
بيان : بفندق راديسون عند ريّان .
رص على اسنانه بغيظ وهو يرتدي حذاءه : أي دور وكم رقم الجناح ؟

\\

في الفندق , ضحك ريّان : وليش واثقه ؟
بيان : لأني اعرف خالد أكثر من أي أحد بالعالم .
ريّان : وليش ..
بيان قامت وهي تفتح الباب : اقول روح لجناحك بس هو ممكن يوصل بأي لحظة .
قام ريّان مغادراً وهو يقول : اتمنى انه مايسحب عليك .
بيان : هو الخسران وقتها .
ريّان : تبي اطلبلك عشا ؟
بيان : لاشكراً ..
وما لبثت سوى دقيقه منذ إغلاقها للباب حتى طُرق الباب مجدداً , فتحت الباب بسرعة ظناً منها أنه ريان .. لكنها وجدت خالد , حاولت كبح ابتسامتها وتصنع اللامبالاة : خالد !
كان وجهه متجهماً وعاقداً لحاجبيه لكنه ما إن رآها حاول كبح غيظه منها , وسرعان ما حاول كسر هذا الغضب بعناق شديد صب فيه كل مشاعره المتضاربه في هذه اللحظة , لم تبادله العناق وحاولت كبح ابتسامتها أيضاً لكنها لم تستطع , لتقول بتهكم : اشوفك تذكرت كيف تحضن .
ابتعد عنها ومد باقة الأزهار التي كان يحملها قائلاً : انا آسف .
اخذت الباقة وهي تبتعد قليلاً عن الطريق : ادخل .
جلس على الأريكة بينما هو ينظر حوله بالمكان , جلست على نفس الأريكة وبينهما مسافة شخص , وضعت الباقة على الطاولة امامهم ثم عادت تنظر إليه : ايوة ؟
خالد ظل صامتاً للحظات , ثم هز كتفه : ما عندي شيء اقوله .
بيان بإزدراء : تستهبل ؟
خالد : لا .
بيان بغضب : ليش جيت طيب ؟
خالد : لأني ما ابغاك تروحي .
بيان : بس هذا مو سبب يخليني اجلس .
خالد : أنا آسف , صدقيني ابغاك وابغى تكوني معايا بس انا مو قادر اقول او افكر بشيء ممكن يخليك تكنسلي روحتك وتجلسي .. تسعة شهور مو قليله .. انا أحس ان بيني وبينك حاجز .. انا اسف .
قامت من الأريكة تمشي بخطوات غاضبه لتقف امام النافذه الزجاجية المطلّة على المدينة ودموعها بعينيها : وانا ما استنيت كل هالوقت عشان بالنهاية اسمع ذا الكلام .
وقف بجانبها واتكأ على النافذه : القرار لك , أنا ماراح اجبرك ذي المرة إنك تجلسي .
حاولت حبس بكاءها ونظرت إليه بسخط وعيناها غارقه بالدموع , ثم اشاحت عنه تنظر مجدداً عبر الزجاج محاولةً كبح دموعها ..
ابتسم خالد بل اتسعت ابتسامته حتى تحولت لضحكه خفيفه جعلتها تنظر إليه عاقدةً حاجبيها بغضب شديد : ما اتوقع فيه شيء يضحك .
ازداد ضحكه قائلاً : توقعت هالحركات .. أصلاً ما فبالك تروحي جدة بس كنتِ تبغيني أجيك واراضيك .
بيان : لا طبعاً كنت حروح جدة لو ماجيت .
خالد : لوو ماجيت .. بس انتِ عارفه اني حجي .
اعتدل بوقفته ومشى إلى ان استقر خلفها بالضبط وعانقها داساً أنفه في رقبتها مُبعداً خصلات شعرها عنها يقبّل عنقها ببطء .. ثم همس بإذنها : وحشتيــــــني .
أغمضت عينيها للحظات ثم نظرت إلى انعاكسهم الخفيف بالزجاج , لم تلبث كثيراً حتى استدارت تنظر إليه : انت اللي وحشتني .
أنزلت يدها من على خده وامسكت يده : تعال .
جلسا مجدداً على الأريكة والإبتسامة تزيّن شفتيها وقلبها يتراقص ..
اخذت باقة الأزهار ووضعتها بحجرها قائلة : كنت عارف نيتي وجيت .
خالد : لأني ما ابغاك تروحي , واشتقتلك , وأتوقع تكفي التسعة شهور وانا ماني مستعد أعيش بدونك ولا لأي سبب .
اتسعت ابتسامتها حتى ضحكت , عضت شفتها السفلى واخذت اناملها تداعب الباقة بفرحه : حتى هذي تشبهني ؟
عقد حاجبيه : ايش ؟
بيان : فيه مرة جبتلي باقة وقلتلي حاولت تخليها تشبهني .
ضحك خالد وهو يتأمل وجهها المتورّد : يمكن بهذي اللحظة ايوة تشبهك .
كانت الورود ورديّة اللون بغلاف سكري و قماش بأفتح درجات البني ..
ثم اكمل عندما ظلت تنظر إلى الورد بإبتسامتها الواسعة : بس قطعيها والله ماعاد تشوفي مني ورد بحياتك .
ضحكت وهي تضع الباقه مجدداً على الطاولة ثم نظرت إليه نظرة مـــاكرة وهي تحرك أصابعها على قميصه بينما تقترب منه هامسه : ماراح أقطع الورد بس فبالي أقطع أشياء ثانيه ...
لم تكمل كلمتها الأخيرة الا ويداه تحاوطان خصرها يقترب منها ببطء حتى انغمس في تقبيل شفتيها قُبلة تلو الأخرى .. وهي تحاول خلع قميصه وانفاسهما بدت متسارعة جداً ..
توقف للحظات متسائلاً : لحـــظة ريّان وين ؟
بيان : بجناح ثاني مو هنا ...

بعد مضيّ فترة من الزمن .. على السرير تحديداً , والنوم يداعب عينيه وهي نائمة على صدره العاري وتحرك اناملها عليه تتأمل وجهه الناعس : لا تنام .
خالد : اما ما انام والله مرة نعسان .
بيان عقدت حاجبيها : لا تناااام ..
خالد : ليش طيب ؟
بيان : ما ابغى تصحى بكرة مجنون ما كأن صار شيء ولا تكلمنا !
ضحك خالد : لا خلاص ما راح اصبح عليك بذي الحركات .
بيان : ايش يضمني ؟
خالد : جربيني .
بيان : ما ابغى , بس لا تنام .
خالد : لين متى ؟
بيان : مدري بس ما ابغى اتحطم بكرة من جديد .
خالد : اوك تكلمي عشان ما انام .
بيان : اممم ما فبالي شيء انت ما فبالك شيء ؟
خالد : لا .
بيان : امممممم طيب بسألك .. متى كانت المرة الاولى بيننا وانا فاقده الذاكرة ؟
خالد : قصدك متى رجعتك يعني ؟
بيان : ايوة ..
خالد : اتوقع قلتلك بالنيويير ..
بيان : وكم مرة جيتني بعدها ؟
خالد : مدري ما اتذكر بس كثير .. صح انا جاني سؤال , انا لما كنت اجيك كنت دايماً نايمة بس مايصير بيننا ولا شيء الا وانتِ صاحيه وكل شيء يصير وانتِ صاحيه .. ما كنتِ تتذكري ؟
بيان : الا .
نظر إليها بدهشة : بس ما قد كلمتيني !
بيان : انا ما كنت متأكدة انك تجيني من جد لأني لما اصحى من النوم اتذكر اللي صار بس مو بالتفصيل يعني تجي كذا ذكرى مشوّشه فما كنت اعرف افرق اذا هذا حقيقي ولا حلم .
خالد رفع حاجبه : ليش قد حلمتي فيا بذي الطريقة ؟
ضحكت : إذا استثنينا وقت فقداني للذاكرة بما اني ما اعرف افرق بين الحقيقة والحلم , ف لا ما قد حلمت كذا .
خالد : اجل ليش جا فبالك انه حلم ؟
بيان : قلتلك لاني اتذكر بتشويش ما اقدر اتذكر المكان .. ويمكن لاني كمان طوال الوقت كنت افكر فيك ف حطيت احتمال انه مجرد حلم .
خالد : ومتى دريتي انك حامل ؟
بيان : لما جلست بمنتجع لمدة اسبوعين .. دريت وقتها اني حامل .
خالد : طيب انتِ أصلاً ليش شلتي اللولب ؟
بيان : انت المفروض تسألني ايش كان شعوري وقتها لأني كنت بموت من الرعب يعني انا فبالي ماني متزوجة أصلاً فجأة احس بألم وأروح المستشفى ويقولولي بسبب اللولب .. كمية الأسئلة اللي جات فبالي والخوف اللي حسيت فيه شيء مو طبيعي كنت أحس ان باقي لي شوي واتجنن ... قلتلهم يشيلوه عشان اتأكد ان كلامهم حقيقي مو خطأ طبي مثلاً .
خالد : ووقتها عرفتي اني انا زوجك ؟
بيان : لا انا كنت شاكة انك كذاب أصلاً بس ماعندي شيء يثبت , ف العازل والحمل اكدولي بس انا برضو كنت بتجنن كيف حملت وانا ما اتذكر .. اوك انا ممكن اتذكر كل المرات اللي جيتني فيها الا يوم النيويير ما اتذكر ولا شيء الا اني صحيت بالبيت .
ابتسم خالد : يمكن لانها المرة الوحيدة اللي ماكنتِ صاحيه فيها ..
بيان : كيف ما اكون صاحيه مستحيل ما اكون حسيت !!
خالد : صراحة صراحة لأن ذاك اليوم كنت معطيك منوّم ف يمكن عشان كذا ماحسيتي .
إبتسمت : اعتبر هالفقرة فقرة اعترافات ؟
خالد : اللي تبيه .
بيان ضمته قائلة : بس والله من جد جننتي وانت كلامك شي بس حركاتك شيء ثاني كنت بتخليني اطلع من فقدان الذاكرة للانفصام .. انا ماني فاهمه ليش كنت تسوي كذا معايا يعني ؟
خالد : يحتاج ارجع اقول السبب ؟
بيان : لا , بس .. خالد أنا حبيتك بذكريات وبدون وحتى بعد ما تذكرت حبيتك , حبيتك أكثر من كل مرة حبيتك فيها ..

\\

صباحاً ..
عندما تسللت أشعة الشمس من بين الستائر حتى وصلت لعينيها .. فتحت عينيها بإنزعاج حتى تذكرته ..
نظرت حولها ولم تجده , قامت برعب خوفاً من أن افكارها صدقت !
خرجت من الغرفة مرتدية قميصها العلوي فقط , تنظر حولها بحثاً عنه حتى وقعت عينيها عليه وهو يضع كوب قهوته على الطاولة : أخيراً صحيتي .. صباح الخير .
بيان زفرت براحة : احسبك رحت .
خالد وقف امامها : كنت حمشي عشان ألحق ارجع البيت اغيّر واروح الدوام , بس حسيت مو حلوة اروح قبل ما تصحي .
بيان : كان رحت وشوف ايش بيصير .
ابتسم : تموتتت بالمشاكل ..
قبّل خدها بلطف ثم قال : روحي تروشي وتنشطي وخلينا نطلع نفطر .
بيان : ودوامك ؟
خالد : اممم فجأة حسيت ان لي خلق اداوم اليوم .. أبغى نطلع نفطر مع بعض ونرجع عالبيت .

*****

بعد محاولاتها العديدة في إقناع روان بالذهاب إلى طبيب نفسي .. وافقت بشرط أنها إن لم ترتح لن تتحدث بشيء .
في المرة الأولى قابلت فيها الدكتور رافع صاحب الثلاثة وخمسون عاماً ..
ظل عاقداً أصابعه ومتكئ على الطاولة : تفضلي ..
لم تعجبها نظراته المتفحصه من خلف نظارته الطبية : أحس بضيقه مخنوقه .. بإختصار مكتئبة .
أخذ يدون بالورقة التي أمامه وهو يقول : بسيطة أكثر الناس بهذا الجيل يعانوا من الإكتئاب , لأنكم لاهيين بالحياة .. جانبكم الديني مرة ضعيف , حاولي تـ....
لم تدعه يكمل حديثه وخرجت من الغرفة بغضب , قامت سما قائلة : ايش صار ؟
روان : اقوله عندي اكتئاب يقولي جانبك الديني ضعيف .. هو المفروض يقيّم حالتي النفسيه ولا وضعي الديني ؟ ماااااا عجبني .
تنهدت سما بإستياء وتبعتها لخارج العيادة ..

في موعد آخر مع طبيبه اخرى ..
جلست روان تنتظر ردها بينما اكملت الطبيبة سقاية الأزهار التي على نافذه مكتبها : اللي فهمته إنك تحسي بالنبذ والتهميش بس عشان طلاقك ؟
لم ترتح روان أيضاً للنبرة التي خاطبتها بها الطبيبة وكأنها تستحقر السبب .. واكملت قائلة : حبيبتي نسبة الطلاق بالسعودية واصله 48% إذا مو خمسين .. ف تخيلي لو كل وحدة تطلقت إكتئبت , كيف بتكون الحياة ؟ احنا لازم نكون أقوى من كذا , مانحتاج لأحد بحياتنا عشان نحس بأهميتنا واهمية وجودنا ..
قاطعتها روان : انتِ مو فاهمتني ..
الطبيبه وهي تجلس : الا انا فاهمتك .. فاهمه شعورك .. لأن حتى انا سبق لي وتطلقت بس ايش اللي صار ؟ ولا شيء بالعكس حسيت بالحرية أكثر بعد طلاقي .. وتدري كم سنة دام زواجي ؟ 15 سنة مو بس خمس شهور .. انتِ لاتعطيه أهمية أكبر من حجمه عشان ما يزيد شعورك بالإكتئاب , التفتي لحياتك .. دوري عن شغفك , الحياة ماتوقف على رجّال راح , هو راح بيجو 10 غيره .
خرجت من مكتبها وهي تحمل ورقة ..
سما بإبتسامة : ها كيف ؟
رمت الورقة بحاوية القمامة : سيئة ماعجبتني ..

طبيبة أخرى ثم طبيب آخر مجدداً .. لم تستطع روان مجاراة أي أحدٍ منهما .. سئمت من تكرار هذا الهراء لتقول في نهاية المطاف : كل اللي اخذتيني لهم مجانين , واحد مو عارف يفرّق بين الاحتياج النفسي والدين والثانية تحسبنا بسباق مطلقات والثالثه غثتني بالتفاؤل والإيجابية .. لا نتكلم عن الرابع المجنون اللي اكلمه بشيء يركز بتفاصيل غبيه ما لها دخل بسالفتي اقوله كنت احس الصداع يزيد لما حطيت راسي عالمخدة يقولي ايش لون المخدة .. ايــــــــش دخـــــــــــل ويجلس يتفلسف لي نص ساعة عن طاقة الألوان وان اكيد اللون الي كنت لابسته بوقت الطلاق هو اللي اثر على حدة الموضوع علي والأكيد اني كنت لابسه لون غامق وامتص الطاقات السلبية أكثر , يا ســــــــــلام بحصة فنية احنا مو بجلسة .. فكيني خلاص ماعاد بروح عند أحد , خلوني , دكاتركم حيجننوني زيادة اقسم بالله .

تجلس بمفردها .. واضعة يدها على رأسها مغمضة العينين بإستياء , لا تدري ماذا تفعل الآن ؟ لم تتجاوب روان مع أيّ طبيب او طبيبة , لم يعجبها أحد ولم ترتح لأيّ أحدٍ منهم .
رن هاتفها , ردت دون تردد : الو .
هو بإبتسامه : وحشتيني .
ابتسمت بأسف : وانت أكثر , كيف حالك ؟
رعد : مابتشوفيني ؟ لسه زعلانه ؟
سما تنهدت : انت بجدة ؟
رعد : ايوة , انتِ بالبيت ؟ إذا بالبيت بمرك , أبغى أشوفك والله اشتقتلك .
سما : إذا لوحدك تعال .
رعد : بس ..
سما : رعد ما أبغى سهام تجي .. تعال لوحدك ولا لا تجي .
شعر بالأسف لكن لا خيار أمامه ..

عند مجيئه لم تكن روان بالمنزل , هذا ما أراح سما قليلاً أن روان خرجت لموعد خامس لزيارة طبيبه نفسيه أخرى ..
جلس رعد بعد ترحيبه الحار لسما .. مد لها هدية مغلفة : هذي لك من جنيــف .
اخذتها سما : يعني شهر العسل كان بجنيف .
اومأ رأسه بالإيجاب , ثم قال : سهام كان نفسها تشوفك .
تجهم وجه سما ثم قالت : رعد ما أبغى اشوفها ابداً , فلا تجلس كل شوي تحاول تستعطفني !
رعد : الى متى ؟ بالنهاية خلاص سهام صارت زوجتي .
سما : رعد .. لو جاي عشان تغثني تقدر تروح خلاص !!
رعد : أنا اسف مو قصدي أضايقك .. بس انتِ أمي .
سما : رعد ايش تبغى تشرب ؟ تعشيت طيب ؟ ولا شرايك تتعشا معانا اليوم .
رعد نظر حوله : روان ماهي فيه ؟
سما : لا بس ممكن ترجع بأي لحظة .
سكت للحظات ثم قال بتردد : كيفها ؟
سما : مين ؟ روان ؟ الحمدلله بخير .
تنهد وشفته تقوست للأسفل بلا شعورٍ منه , انتبهت لكنها لم تعلق بل حاولت تجاهل الأمر , لا تودّ مضايقة نفسها بالجدال معه مجدداً .
بعد نصف ساعة تقريباً وهما يتحدثان بعشوائية ويضحكان وكأنهما نسيا تماماً ما حدث بينهما .. قامت سما قائلة : والله لازم تشوف الألبوم , حجيبوا وأجي ..
وبينما هي ذاهبة لغرفتها دخلت روان من باب المنزل , توقفت فجر بمجرد أن رأتها ومشت إليها : ها يا ماما كيف كان الموعد ؟
روان هزت كتفيها بلا مبالاة : كويسه .
ابتسمت سما : أخيـــــراً , يعني راح تكملي معاها ؟
روان هزت راسها بالإيجاب : أخذت موعد كمان .
سما : حلـــو , طيب اطلعي غيري وانزلي عشان تتعشي وتقوليلي ايش صار معاكِ اوك ؟
روان : مالي نفس بطلع أنام .
سما : روان بليــــز لو لقمتين عالأقل , انت كم لكِ ما عاد تاكلي معانا عالطاولة !
روان : معليش والله تعبانه ونعسانه خليها بكرة الفطور .
سما وهي تمسح على خدها : اللي يريحك .
همّت روان بالمضيّ لكنها سرعان ما انتبهت على الشخص الجالس على يسارها , التفتت تنظر إليه بلا شعور والتقت أعينهما ..


قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الثلاثاء الموافق :
28-8-1441 هجري
21-4-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 02:20 AM   #79

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



//

الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني


خفق قلبه بشدة عندما نظرت إليه , لم يعي بنفسه وهو يقف والإبتسامة المتلهفه ترتسم على شفتيه , لكنها سرعان مارمقته بجمود وصعدت إلى الأعلى ..
حينها عاد لوعيه ليجد نفسه واقفاً وضربات قلبه انقبضت , لم يشح عينيه عنها إلى أن اختفت عن حدود بصره ..

*****

نظرت إليه بصدمه عندما استوعبت الأمر : انت سكران ؟ ولا ف راسك شيء ؟
وصلا إلى الطاولة وهو مبتسم : اجلسي بس .
رفع نظره ينظر إليهم حتى تعلقت عينيه فيها دون ان يتفوّه بحرف ..
حينها جلس زياد قائلاً : اجلسي اشبك واقفه ؟
رند بغيظ : انت لو امي تدري عنك ..
قاطعها زياد بلا مبالاة : ماحتدري لو ماقلتيلها انتِ يلا اجلسي .
نظر إليه رشاد : مافهمت ايش هذا ؟
زياد والذي يجلس بينهما تحديداً : ولا شيء اعتبرونا طالعين مع بعض زي مانطلع كل مرة ايش الغريب ؟
رند بإنفعال : الغريب انك صرت تدري اننا مو اخوان .
رشاد : وتدري اننا نحب بعض .. او عالأقل أنا احبها .
أشاحت وجهها عنهم عندما خفق قلبها بشدة من نبرته التي ارتخت لم تكن مستعدة أبداً على لقائه ولا النظر إليه , ولا رؤية نظراته المليئة بالأسئلة دون وجود إجابات شافيه ..
عادت تنظر إلى زياد مجدداً بحدة حين قال بدوره ضاحكاً بإستنكار : مو هوا هذا بالضبط اللي خلاني اجمعكم .. كيف كيف تتكلموا ابعرف , انا مو قادر اتخيلكم كيف حبيتوا بعض ؟ طيب اوك تكلموا ولا كأني موجود عطوني دليل يثبت كلامكم .
ظل رشاد يتساءل في خُلده هل يملك هذا الإنسان في رأسه عقلاً ؟
لكنه نظر لرند التي قالت بغضب : خلاص يازياد احنا ماحبينا بعض ولا كان بيننا أي شيء !
رشاد بدهشه : لا والله احلـــــفي ؟؟ والزعل والصياح اللي سويتيه عشان خطوبتي من رغد هذا ايش ؟ استهبال ؟
سكتت رند وهي تتكتف عاقدةً حاجبيها تحرك قدمها بتوتر .. اشاحت وجهها تنظر إلى الناس .. حينها ابتسم زياد ابتسامة اقرب للضحك واشار للنادل طالباً "عصير له ولمن معه"
لم ينتبه له أحد لأن رشاد كان ينظر إلى رند بحدة ورند تحاول التركيز بأي شيء عداه ..
رشاد : رند اكلمك صاير شيء ؟ أمك مكلمتك بشيء ؟؟ لأنك من المالديف مو طبيعيه !
اتى النادل وهو يضع العصائر امامهم .. اخذ زياد يشرب عصيره وهو يشاهد شجارهم بهدوء ويضحك ..
رند ودموعها تعلقت بعينيها : مو صاير ولا شيء , بس احنا كيف حنعيش لا انت اللي امك راضيه ولا انا اللي امي راضيه ..
رشاد : بس احنا كنا متوقعين رفضهم كلهم ووعدتيني انك ماراح تخليني لو امك رفضت .. وقلتي يكفي لو بس ابوك اللي وافق ! ما ابغى اصدق انك فجأة غيرتي رأيك بدون سبب !!
غطت وجهها بيديها عندما لم تستطع كبح رغبتها بالبكاء .. رشاد : رند ايش صاير قوليلي لو صار شيء ما ادري عنه ؟
لم تلبث كثيراً وهي تحاول كتم بكائها , مسحت دموعها التي تأبى الإنحسار قائلة : افهمنــــي انا ما أبغى وجودي معاك يضرك .. ما أبغى الأذية تجيك من جهتي .
رشاد : عشان كذا اخترتي تخليني فجأة صح ؟
رند : رشاد ايش اسوي ؟ قول لي ايش اسوي ؟ توقعت الموضوع سهل اعاندها وخلاص .. بس اذا حاولت تئذيك انا ايش بستفيد ؟
رشاد : والحل الأمثل برأيك اننا نفترق و كل واحد فينا يكمل حياته طبيعي ولا كأن صار بيننا شيء صح ؟
سكتت تحاول مسح دموعها ولم تجبه , رشاد بغيظ : قوليها قوليها قولي رشاد خلاص احنا مابيننا نصيب وخلينا نفترق والله يستر علي وعليك خليك بحالك وخليني بحالي .
بكت أكثر وظلت صامته .
ليقول رشاد بإصرار : قوليها عشان تريحيني واقتنع ان هذا اللي تشوفيه صح من جد .... (ثم اكمل بصوت خافت) واسيبك .
لم تستطع البقاء تشعر ان قلبها يعتصر لا تريده ان يتركها لكن لا تعلم ماذا تقول او كيف تبرر موقفها ..
قامت بسرعة قائلة : زياد خلينا نروح .
زياد توسعت عينيه وهو يرتشف عصيره بسرعة ويقرّب عصيرها منها : لحظة لحظة كبيها عليه اذا انتِ معصبه سوي إثارة بالموضوع شويه .
رند بغضب : وربي لو فيه احد حينكب عليه العصير فهو انت لو ماقمت .
غادرت رند بسرعة بينما زياد اخذ عصيرها قائلاً : شكلها ماتبغاه .. يا الله مشكلة الدلوعين اللي مايحسوا بقيمة الفلوس ..
شرب عصيرها أيضاً ونظر إلى رشاد : وانت اشرب عصيرك تراه بفلوسي وانا مو لاقي فلوسي بالشارع .. تعبان عليه .
رشاد : خلاااص ترى ذليتنا كأن محد اشتغل بأوبر الا انت !
لم تنفك عن شتمه بالسياره على الموقف الذي وضعها فيه رغماً عنها ..
لكن ظل لا مبالياً بل وسعيداً : والله صراحة اغرب حوار شفته حسيت اني بفيلم مو حقيقي , عارفة كذا كأنكم مدبلجين مدري مدري ماكنت قادر انسجم .
رند باكيه : حيــــوان لأنك وغبي .. زياد ليش تسوي كذا ؟
زياد ترك الهراء عنه واخذ يتحدث بجديه : لحظة لحظة بعيد عن كل هذا ابوي يدري عن موضوع الخطوبة ؟ ولا لأ ؟
سكتت رند للحظات ثم نظرت لزياد : انا ماقلتله وكمان ما اتوقع ماما قالت له !
زياد : مو المفروض من البداية يخطبك من ولي امرك اللي هو ابوي مو امي .. بعدين بلا هباله طالما كنتوا متوقعين الرد ليش رحتولها ؟ ليش خليتيه يجي لماما ليش ماقلتيله يخطبك من ابوي .
رند : بس انا أصلاً ما كنت ادري انه راح يجي بذاك الوقت يخطب .. أمه اللي خلته يجي لماما لانها هي اللي قفطتنا يا فاهم وتخاصمت مع ماما رحمة .
زياد نظر إليها : قفطتك وانتِ تكلميه واستنتجت انك حبيتيه ؟
رند : لا كان عندنا بالفيلا .
زياد اوقف سيارته فجأة بلا وعي منه وهو يقول بصدمه : نعــــــم ؟
رند بهلع : يامجنـــون بتموتنا ؟؟ (وعندما لمحت الغضب في عينيه قالت) ترى جا يخطبني بالنهاية .
زياد : لا والله على اساس تمت خطوبتكم يعني !! الله ي#### هذا كيف يسوي كذا ؟؟ انتِ اختـــــــي ....
رند قاطعته : والله والله ماصار شيء ولا شيء .. اوك جيته للفيلا بذاك اليوم كانت غلطه .. وجا يصلح غلطته وخطبني وانتهينا من ذا الموضوع بس والله ماصار شيء وانت اكثر واحد يعرف رشاد صح .. بليــز خلينا نمشي ..
افاق على اصوات تنبيه السيارات من حوله وسخطهم والسب الذي انهال عليه .. حرك سيارته والغضب مازال يعتليه لكنه التزم الصمت ..
اما رند ظلت صامته متوترة لم تكن تعلم انه لا يعلم بالامر , ظنت انه يعرف !

\\

لم يستطع التصرّف وكأن شيئاً لم يحدث .. أفكاره السوداء أكلت رأسه , نعم يعرف رشاد لكنه لا ينفك عن الشك فيما حدث بينهما !!
أخذ هاتفه من فوق سريره وخرج من نافذته ليقف على السور وهو يحاول الإتصال برشاد . يشعر أن الغيظ يجتاحه بحده ..
وحين رد رشاد قال زياد بلا مقدمات : اسمع ما أبغى راسي ياكلني أكثر وانا اتخيل ايش ممكن يكون صار بينكم هذاك اليوم بالفيلا ف انا راح اسألك مرة وحدة بس ولو عرفت بأي طريقة ان إجابتك خطأ ويمين الله ماراح يحصل خير يارشاد .. قربت من رند ولا لأ ؟
رشاد : طبعاً لأ .. ولا فكرت , وانا اسف لأني مافكرت فيك وقتها بس صدقني ما قربت منها ..
زياد : لسه ملزّم تبغاها ؟
رشاد : انا مو قاعد اتسلى ف رند يا زياد .
زياد : اثبت لي .. وزي ماجيت لأمي ابغاك تروح لأبوي .. تخطبها من أبوي لأن بالنهاية القرار لأبوي مو لامي ..
رشاد : بس انت سمعت كلام رند اليوم .. بالنهاية القرار لرند مولأبوك ولا لأمك .
زياد : انت بنفسك قلت كـــــلااام , وبعدين من متى البنات يقولوا شيء حقيقي ؟ بس اذا خطبتها من ابوي بتعرف ردها الحقيقي لما يكلمها هو .
رشاد : طيب هل ممكن يرفض؟ عشان اتجهز نفسياً عالأقل .
زياد : ابوي ماحيرفض قبل مايسألها وخصوصاً هو عارف مكانتك عندنا .
رشاد : ورند ؟
زياد : ما راح نقول لها شيء ابغى الكلام يجيها من ابوي ما ابغاها تحس اني كلمتك , عشان على قولتك يجيك الرد الحقيقي .
ابتسم رشاد : اوك , شكراً لانك طمنتني ولا انا فبالي اروحله من اول .

\\

في يومٍ ما , ليلاً ..
نزلت إلى الديوانية والإرتباك بادٍ عليها : أخيراً لقيتك !
كان شبه متمدد على الأريكه يتحدث بهاتفه وما إن رآها حتى اعتدل بجلسته قائلاً : خير ؟
رند : تكلم مين ؟
زياد : ايش تبي ؟ .
رند : ميهاف صح ؟ عشان كذا اتصل عليها وماترد ..
ابتسم زياد : عادي قوليلي ايش تبغي منها انا اقول لها .
رند : رشاد كلم بابا .. وبابا دوبه كلمني ..
زياد : ميهاف لحظة ..
لتقول رند : عادي حط سبيكر مافيا اعيد لها الموضوع ..
زياد وهو يضع هاتفه بالمنتصف بينهما : اوكِ ايش قالك ؟
رند : قال لي ايش رأيي اذا موافقه ولا لأ عشان يحدد يوم معاه يجي يشوفني .
زياد : طيب ماني عارف من وجهك انتِ زعلانه ولا فرحانه ؟
رند : خااااااايفة قلبي بيطلع من صدري .. ماما ايش حتسوي فينا ؟
زياد : ابوي قال لها ؟
رند : لا ما قال قالي اول شيء بياخذ رأيي إذا انا موافقه نكلم ماما عشان نشوف رأيها وانا ماقلتله ان رشاد قد كلمها أصلاً ورفضت ..
ميهاف : وانتِ ايش ردك طيب بتوافقي ولا لأ ؟
رند : ما ادري انا افكاري متخربطة على بعضها , ماني عارفه .
زياد : تبغي رشاد ولا ماتبغيه ؟ بالعربي كذا ؟
رند : ابغاه بس شايله هم ماما .
زياد : انتِ ليش مرة خايفه ان ماما تسوي شيء ماحتسوي شيء ايش بتسوي يعني ؟ الا لو خايفه انها تزعل ايوة اكيد حتزعل .
رند : بس يازياد انت شفت ايش سوت بـ نايا ..
زياد : وبتقارني نايا برشاد ؟ اكيد ردة فعل ماما بتختلف لأن لو فيه أحد يحب رشاد اكثر من امه فهي ماما .
رند : انت ماشفتها كيف كلمته لما جا ..
زياد : اسمعي احنا ما حنعرف موقف ماما الا لما توافقي انتِ .
ميهاف بتردد : طيب ليش تقولولها ؟
رند : ايش يعني ماتبغيني اقول لها ؟
زياد : صح ليش نقول لها دحين ؟ انتِ وافقي وخلي بابا يحدد وقت للشوفة ويشوفك رشاد عند بابا ولما يتم الموضوع خلاص أكيد .. نقول لماما .
رند : قصدك تبغاني احط ماما بالأمر الواقع ..
زياد : الحل الوحيد إذا ماتبيها تخرب لك خطوبتك .
رند : شرايك ؟
ميهاف : مدري والله بس احس افضل يعني على الأقل لو قلتيلها بعد ماتتم الشوفة والموضوع يصير عند ابوك .. ف هي ما راح يكون عندها خيار ثاني الا انها توافق ..
رند : ما ادري ..
ميهاف : استخيري , لا تاخذي أي قرار قبل ماتستخيري .
زياد : لو ما يبغاك من جد كان ما رجع خطبك من ابوي بعد ما تبهذل من فجّورة .
رند : بستخير أحسن .

*****

بالنرويج ..
وهي تقف بالمطبخ : تعال ذوق هذا ... ما راح اسمحلك تناديني الا بيان العالم .
خالد وهو يقترب للتذوق : مو نفس المحروق اللي برمضان ؟
ضحكت : لا من جد ذا مضبوط .
ارتشف قليلاً وهو يقول : الله لذيذ ايش هذا ؟
بيان : شفت قلتلك غير ، هذي كريمه بالدجاج والفطر .
اجلسته على المائدة وهي تضع الاطباق بحماس على الطاولة : ايش النشاط هذا من وين طالعه الشمس اليوم ؟
بيان بغزل ساخر : من وجهك .
خالد بإبتسامه واسعه : لا والله وجهك انتِ ..
ابتسمت عندما وضعت اخر طبق وجلست: هذي الوصفه غشيتها من لينور طباخة سما بس اول مرة تضبط معاي .
اخذ يغرف من الاصناف التي امامه والتي عددها اثنتين فقط (الارز - كريمة الدجاج )
نظرت إليه قائلة : بعد كم يوم ميلاد ريّان كيف احتفل فيه ؟
خالد : كم حيكمل ؟
بيان : تسعة وعشرين .
خالد : امم اعزميه على مطعم او على كوفي ، او جيبيله بس هدية وخلاص .. ولا اقولك اعزميه عالبيت واكليه ذا الشيء ..
بيان : لا تتريق والله لذيذ !!
خالد : انا ما قلت شيء طيب قلت اعزميه عليه !
بيان : طيب حبيـــــــــــبي ، ابطلب طلب .
خالد : النبرة ذي ما تطمني بس قولي .
بيان : بليز بليـــــــز لا ترفض ابغى اجيب فوتوغرافي بوثق حملي .
خالد بإزدراء : ما خلصنا من هوس التوثيـــــق اللي فيك ؟
بيان : يلااا عاد من زمان ما جبت مصوّرين ، وبعدين ذا اول حمل ليّا لازم اوثقه .
خالد : بشرط ..
قاطعته بملل : تتأكدي انها بنت مو ولد ، اعرف مانسيت .
ضحك : بالضبط ..
ابتسمت : يعني مواافق ؟
خالد : اوكِ ماعندي مشكله ..
امسكت هاتفها بحماس: يسسسس راح احجز قبل ما تتراجع ..
وبعد فترة من الزمن قالت بتساؤل : خالد انا لما كنت هنا وانا فاقدة الذاكرة ، ليش كنت تقفل باب الغرفة طوال الوقت ؟ (ثم اكملت بسخرية) تخاف اتحرش فيك ؟
خالد وكأنه تذكر : صح ذكرتيني بعد ما نخلص بوريك السبب .
بعد انتهائهم وترتيبهم للمائدة ، سبقته هي للغرفة بينما اجبرته على غسل الاطباق بحجة انها هي التي طبخت .
دخل بعد ان انتهى ووجدها تعبث بالدواليب متسائلة : ايش اللي بتوريني هو ؟
خالد انحنى وهو يسحب شيئاً كبيراً إلى حد ما مغلفاً من تحت السرير ..
عقدت هي حاجبيها حالما وقف واوقف الهدية الكبيرة بجانبة : صراااحه كانت خطتي اعطيك هي يا بالفلنتاين او بميلادك بس كلهم عدو واحنا متزاعلين ..
ثم مده لها : خذي شوفــي .
جلست على السرير وهي تفتح الهدية بحماس وكلما انكشف جزء منها اتسعت دهشتها إلى ان ازالت الغلاف بالكامل وهي تنظر إلى اللوحة بإنبهار : الله راسمني ! ممرة حلوة الرسمة والالوان ..
خالد : هذا لأنك جننتيني ليش ما ترسمني وليش ما ترسمني ، رسمْتـــك .
قامت وهي تعانقه بحب : مـــــرة حلوة حبيبي تسلم يدك ، تجننن .. وين اعلقها ؟
رفعت اللوحة : احطها بالصالة ولا هنا ؟ ايش احلى طيب ذا الجدار ولا هذا ؟

\\

في أحد المطاعم ..
بيان : جابر خطب سارة ولا لسه ؟
خالد : لا لسه ..
ريّان : الا قولولي كيف افاتح امي بموضوع العنود ؟
بيان وخالد نظرا إليه للحظات ثم قالت بيان : عادي قول لها اخطبيلي عنود .
ريّان : لا صراحة ابهرتيني وكذا امي راح تقول لي من عيوني ابشر كم ريّان عندي أنا .
خالد بسخريه : يعني تبغانا نقنع امك لك ؟
ريّان بجديه : بالضبط .. تقدري تكلميها بيان ؟ تقوليلها مثلاً ان عندك وحدة مرة تناسبني وكذا ..
بيان اكملت بسخريه : وسبراااايز تطلع العنود واااااو , مو انت قلت إنها صحبة روان ؟ وتمارا ؟ خلاص خلي وحدة فيهم تكلم امك عليها .
ريّان زفر الهواء من فمه قائلاً بإحباط : مو المشكلة ان امي أصلاً تعرفها ف أنا مو عارف ألف الموضوع , هذا غير انها انهارت على رواد لما خطب جنى , ورعد لما خطب روان .. واتذكرها جات تقول لي لاتسوي زي اخوانك وانا متأمله فيك خليني أخطبلك على ذوقي من بنات صحباتها فـ ماني عارف .
بيان ضحكت بشدة : ماتدري انك حبيت صحبتهم الثالثه .. ياعمري يا ميار هههههههههه
خالد : لا من جد ماتشوف انها صغيرة ؟ يعني 12 سنه فرق بينك وبينها ماهو شيء قليل , أكيد بيكون فيه اختلاف تفكير .
بيان : لو انا اللي قايله ذا الكلام كان قلت (بتقليد ساخر) عندها فوبيا من فرق العمر .
ريّان : عادي يعني طالما انا عارف عمرها وعاجبتني يعني انا متوقع افكار جيل الالفيه هذول .
بيان بجديه : بس لازم لازم اذا خطبتها جد تعرف عن سفراتك وطلعاتك وحركاتك اللي قبل الزواج .
ريان : لا ياشيخه محلاني وانا رايح اقولها ترى هاااا سافرت كل مكان ..
لتقاطعه بيان : ما اقصد كذا , اقصد تقول لها عن عدد اللي تعرفهم بحياتك , واذا كنت متعود تسافر وتشرب او لأ .
ريان : انتِ تلمحي انك تبيها ترفض صح ؟
بيان : لا طبعاً بس يعني المفروض تكون متوقعه مو وانتو بشهر العسل فجأة تلاقيك عاااااادي تمون مع موظفة الإستقبال وتصدم البنت بحياتها ولا بالفندق فجأة تلاقيك سكران ..
خالد : لا ماينفع يقول لها طبعاً .
ريان : من جد , وبعدين انا يعني وقتها كنت طايش وعازب ماورايا شيء , بس اني بروح اخطب واقول للبنت كذا سلامات !!
بيان : وتخليها تنصدم فيك ؟
ريان : لا مو اني ابصدمها بس انا اصلاً بطلت ذي الأشياء لي سنه .
بيان : على اساس سنه وانت تقي نقي بإرادتك ما كأن جوازك محجوز وغصباً عنك جالس بجدة وهاجد لانك تحت عيون سليمان .
ريان : بس انا نيتي ابطل اوقف , خلاص طالما بتزوج ماحرجع لشيء .
بيان : برضو من حقها تعرف عشان هي بإرادتها تختار او ترفض مو تنخدع فيك .
خالد : ليش تبيه يتكلم عن ماضيه اذا هو بيتغير ؟ بالعكس ما انصحك تقول ولا شيء لأنها بتاخذ صوره غلط عنك وحتى لو انك من جد تغيّرت هي بتظل شاكه فيك !
بيان : يا سلام ويعني يخلي البنت توافق على عماها ؟ بدون ماتدري ايش كانت حياته قبل مايقرر يتزوج !
خالد : خلاص انتِ قلتيها حياته قبل مايقرر يتزوج يعني شيء مضى وراح واذا هو له نية يتغير ويعقل ف ليش يتكلم ويخرب على نفسه ؟
بيان : ماشاء الله يعني انت لو كانت عندك علاقات قبل زواجنا ماكنت راح تقول لي صح ؟
خالد : طبعاً ماراح اقولك لأنه شيء انتهى ليش اقولك واخليك شاكه فيا طوال الوقت ؟
بيان : يعني قصدك كااااااانت عندك علاقات ماادري عنها قبل زواجنا ؟؟
خالد : يا الله كيف البنات ييشبّكوا المواضيع كذا , قاعدين نتكلم عن ريان شدخلني انا ؟
بيان بغضب : لأن هذي فكرتك ان المفروض مهما كانت عندك علاقات قبل الزواج ماحتحكيها لزوجتك .
خالد : ريان اقولك لاتتزوج ..
ضحك ريان على وجه بيان الغاضب التي قالت ساخطه : من جد لاتتزوج لأن أصلاً احنا يالبنات دايماً متورطين فيكم , ماخذيننا من بيت اهالينا معززات مكرمات عشان ننصدم بخيانات وقلة حيااا .
ريان : لحظة لحظة انا مو فاهم كيف موضوع الخطوبة وصلت للخيانات , وبعدين صح سافرت ماخليت كلوب مادخلته بس ما وصلت لخيانات بيان انتِ عارفه موقفي من الموضوع .
بيان : يا سبحان الله على اساس انا ماجلست معاك فترة من الزمن بالنرويج ايام دراستي ؟ ما اعرف ان صحباتك اكثر من اصحابك لا اصلاً ما عمري شفتك مصاحب ولد !
ريان : انتِ قلتيها صحبات .. بس ما وصلت علاقتي بولا وحدة فيهم أكثر من كذا .
بيان : صح ماشاء الله عليك بس لو نستثني البنت اللي كانت معاك بالبيت وانا برا ؟؟
ريان : قلتلك وقتها انها صحبتي , صح كنت شارب بس هي وصلتني للبيت وماصار شيء لأني صاحبها أصلاً بالنسبة لها , حتى لو ماكنت ادري عن نفسي أكيد ماراح تستغل ..
بيان مقاطعة بإنفعال : لا تفقع قلبـــــــــي على اساس عندهم مبادئ يعني وحدود بين الأصحاب يا عمي ما كننا ندري عن مصطلح فريندز ويذ بينيفت , ولا على اساس انتو اللي عندكم حدود , لالا المفروض مني اصدق رجال صح ؟
ريان : انتِ صاير شيء بينك وبين خالد بذا الموضوع وجالسه تحطي حرتك فيّا
خالد : اقووووووول ترى مالنا الا امس متصالحين لا تجلس بيننا كأنك ابليس .
بيان نظرت إلى خالد بتمعن : ما قد قالي شيء .
خالد ابتسم : لأن مافي شيء اقولك عنه , والله .
بيان : اوكِ بصدقك بس تدري ليش ؟ لأني ماقد لاحظت عليك حركات بايخه بإستثناء فلك , بس اوكِ خلصنا منها .
ريان : ماشاء الله هو بس حلفلك شويه وصدقتيه , وانا مسحتي فيّا الأرض ولا رضيتي تصدقي !
بيان وقد بدأ غضبها منهما يتبدد : طبعاً بصدقه انا عشت معاه وعشت معاك وشفت الفرق , وهو ثقيـــــل مع أي وحدة غيري (ثم اكملت بإبتسامه واسعه) تدري ايش الموقف اللي راسخ فعقلي من أيّام الجامعه ؟
ريان : ايش ؟
بيان : اتذكر مرة خلصت محاضرتي بدري والأغلب خرجوا باقي هو وكم شخص بس بالقاعة , وكنت طالبه منه بحث معاقبته واتذكر جاته بنت تكلمه ما سمعت ايش قالت بس شكلها كانت بتساعده يعني واتذكر كانت حركاتها ماصخه صراحة , عطاها نظرة بــــــــردت قلبـــــــي وقالها شكراً ما احتاج ومشى ولا عطاها وجه ف حسيت كذا آآخخ هذا هو الانسان المثالي بالنسبة لي .
خالد : ما اتذكر الموقف , بس امااا كنتِ تراقبيني كذا ؟ أحسبك ما طقيتي لي خبر .
ريان : الظاهر انتِ اللي حبيتيه من اول نظرة مو هو .
بيان بتفكير : والله الصراحة ونظراً للشعور اللي كنت أحس فيه بكل مرة اشوفه فيها صح شكلي حبيته من اول نظرة .
خالد بضحكه : هذا وانتِ تحبيني ووكل يوم معاقبتني ومحارشتني اجل لو تكرهيني !!
بيان وهي تنظر فه بحالميه : مين يقدر يكرهك أصلاً ؟؟
ريان تحمحم : تراني لسه موجود عالطاولة ..
خالد : والله ليتك تختفي ..
بيان : من جـــد .
وبينما هم للتوّ منتهيين من تناول طعامهم ..
وريان يقول مبتسماً بسخريه : طبعاً رضيتي ونسيتيني , حتى امس ما قلتي خليني اكلم ريان اعطيه خبر اني حطلع من الفندق .. ارد على محادثته عالأقل , ولاااااا شيء .
بيان : والله معليش مرة ما مسكت جوالي وقتها ولا شفت رسايلك .
ريان : اووك اوك بس لأنك مبسوطه راح اسامحك ...
لم ينتهي من جملته الا وهي تبتسم بضحكه خفيفه والنادل يضع امامه طبق من الحلوى مزيّنه بشمعه , يغني له اغنية الميلاد هو وثلاثة من العاملين معه ..
ريّان ضحك بدهشة , وبيان تقول : كل عااام وانتَ بخيـــر ياروحـــي .

*****

يجلسون جميعهم حول المائدة لتناول العشاء ..
سليمان – ميار – تمارا – جوانا – رعد – سهام
يتحدث الجميع بأحاديث متفرقه فيما بينهم دون اشراك سهام في الأمر وكأنها غير موجودة , كانت تشعر برفضهم لها ولوجودها بينهم , لكن سليمان كان يحاول خلق أيّ حوار معها ويشير إلى بناته بأن يتحدثن إليها.
لكن تمارا التزمت بالصمت وقتها وجوانا حاولت قائلة : ايوة ماقلتيلنا ايش الاماكن اللي زرتوها بجنيف ؟
سهام : صورت بسنابي ماشفتي ؟ (ثم قالت بمزحه) ولا تسويلي سكيب .
شدت تمارا على يد جوانا بغيظ تشعر أنها من فرط غيظها من سهام ستبكي .
اما جوانا حاولت الإبتسام : حتى لو ماسويتلك سكيب انا قاعدة أسألك عن اسماء الأماكن اللي زرتيها .
سهام : اممم والله رحنا اماكن مرة كثيره رحنا مصنع ساعات رحنا متحف التاريخ الطبيعي .. ورحنا منتزه دي قرانق (اكملت بضحكه) هداياكم طبعاً اشتريناها من اسواق دو مارشيه , رحنا الملاهي ومتحف اريانا , يعني مرة مرة كل مكان بجنيف رحناه .
سليمان : اهم شيء انبسطتي .
سهام : والله ياعمي مو مرة رعد ما خلاني اتهنى بشيء ..
سليمان : افااا ليش ؟
رعد : يا كبرها عند ربي كل هذا ومو مرة انبسطتي ؟ كل هذا عشان الساعة !
سهام : طبعاً نكدت علي السفره كلها , ولا عمي يرضيك اقوله هذي الساعة عاجبتني , قالي توك مشتريه ساعة قبل يومين , هذا وانا عروس ويقول لي لأ ؟
رعد : بس بالنهاية اشتريناها .
سهام : بعد ايش ؟؟
ظلت تنظر تمارا بإشمئزاز واضح جداً بلا وعي منها , كانت تشعر بثقل في قلبها طوال تحدث سهام .. تشعر بالتصنع المقيت في تصرفاتها الخرقاء بالنسبة لتمارا ..
رعد وهو يضع بطبقه أحد الأصناف : ذقتي هذا ؟
سهام وهي تقطع قطعة اللحم في طبقها : لا ايش هذا ؟
رعد اخذ قليلاً بملعقته من كرات اللحم بالصلصه الحمراء ومدها لسهام قائلاً : ذوقيها طعمه ..
لم يكمل كلمته الا وهي ترفع يدها لتأخذ الملعقه لكنها هزت الملعقه بغير قصد وسقطت قطعة اللحم بصلصته الحمراء على فستانها الأبيض .. تجهم وجهها بغضب وبإنفعال لا واعي : عاجبـــك كذا ؟ وسخت فستاني .. خلاص انا اعرف اكل بنفسي .
صمت الجميع يحدقون في بعضهم البعض ثم عادوا للنظر إليها وهي تشير للخادمه : انتِ تعالـــي .. جيبيلي منشفه مبلوله ولا شيء أمسح فيه فستاني .
تمارا بغيظ : روحي اغسليه بالمغسله !
سهام : لو قمت بينعدم فستاني اكثر .
اشار سليمان للخادمه بأن تذهب .. بينما ظلت سهام تحاول إزاحة قطع اللحم عن فستانها بمنديل جاف وهي ساخطه ..
الموقف لم يعجب أيّ أحد .. يشعرون أنها بالغت بردة فعلها , حتى ان رعد تغيّرت ملامحه واكمل طعامه بهدوء ..
بعد انتهائهم من العشاء .. غادر الجميع إلى الصالة لشرب الشاي ..
اما رعد كان للتوّ قد خرج من الخلاء .. وبينما هو يغسل يده رآى انعكاس جوانا بالمرآة : ساعتين تغسل يدك ؟
رعد ابتعد عن المغسله مبتسماً : من قلّ مغاسل البيت مناشبتني على هذي .
جوانا : ما بغسل شيء بس بكلمك ..
رعد اخذ يجفف يده : تفضلي يا ستي .
جوانا : انت عارف ان انا ماقد كلمتك بشي لأن حياتك وانت حر فيها , بس معليش رعد انت راضي ان سهام تعاملك بهالطريقة ؟ صح مايخصني إذا انت راضي تعاملك كذا بس معليش اسمحلي البنت قليلة أدب .. وعلى الأقل لو بتعاملك بالوقاحة ذي المفروض بينك وبينها بس لكن انها تحرجك قدامنا كذا وانتو مالكم الا شهر متزوجين ..
رعد : معليش جوانا اعذريها هي هالفترة نفسيتها تعبانه شوي .
جوانا : رعد انا مو ضارني شيء بقلة ادبها ذا , محد متضرر الا انت انت اللي عايش معاها .. ومافي شيء اسمه اعذرها على وقاحتها كل ماسكت كل ماتمادت هي .. وارجع اقولك انتو ماصارلكم مع بعض الا شهر وهذا تعاملها معاك اجل لو بكرة النهار صار عندكم اطفال ومن جد انضغطت ايش بتسوي فيك ؟ المشكله انكم من يوم تزوجتوا مازرتونا مع بعض الا مرتين وبالمرتين كل مرة تعاملك بأسوأ من الي قبلها لا هي اللي محترمتك ولا هي اللي محترمه وجودنا ! , أنا اسفه على كلامي هذا اذا ضايقك بس رعد لازم تحطلها حد لا تتمادى او عالأقل لاتلوث عيوننا بهالتصرفات , ماراح اعلق على اسلوبها مع الخدامه سواء عالعشا ولا قبل شوي لما تقولها هيــــه جيبيلي مويه , الأسلوب زيرو .

\\

رآه جالساً بمفرده بالخارج ، بوجه بائس جداً ، ويبدو أن ذهنه شارد لدرجة أنه لم ينتبه لاقترابه منه ..
جلس بجواره على العشب متسائلاً : اشبك جالس برا لوحدك ؟
نظر إليه : هلا رواد .. ولا شيء بشم شوية هوا .
رواد : كيف كانت سفرتك ؟



رعد : الحمدلله جنيف حلوة مايبيلها سؤال ..
رواد : طيب اشبك ؟ هذا وجه واحد جاي من شهر عسل ؟
عادت ملامحه للإستياء : مدري يا رواد ، مو قادر انسجم مع الوضع ، أحس كأني بحلم .
رواد : مو طبيعي طيب ؟ بما ان توكم تزوجتم وما تعودتم على بعض !
رعد : ما قد حسيت بذا الشعور .. أنا كل يوم طوال الشهر كل ماصحيت أحس إني حشوف شخص ثاني مو سهام .
رواد : قصدك روان !
رعد : أحس إني تسرعت بالطلاق ، كل شيء غير ، او ... ينفع اقول اشتقتلها ؟
ضحك رواد بإستنكار : انا توقعتك تحن لروان بس مو بذي السرعة !! انت مو مرتاح مع سهام ؟
رعد : ما أدري قلتلك أحس ان الوضع حلم ، شيء مؤقت وراح ينتهي بس هو مو قاعد ينتهي انا كل يوم اصحى على امل اشوفها بس مو هي اللي قاعد اشوفها ! مو روان ..
رواد : ما فهمت ، مو انت تزوجت سهام لأنك تحبها ؟ طيب ايش اللي تغيّر ؟ المفروض تكون مبسوط !
رعد : رواد احس اني تسرعت ، فيه شيء غلط مو بمكانه الصح ، بس انا مو عارف احدد الغلط اني طلقت روان ولا الغلط اني تزوجت سهام بهالسرعة ؟
رواد : الغلط انك تزوجت من الاساس وانت حتى مو عارف ايش تبغى !!!
ضحك رعد : والله لو بيدي من جد ما تورطت بالزواج ..
رواد : وليته زواج واحد ..
رعد : قول لي ايش اسوي ؟
رواد بعد لحظات من الصمت : شدراني ! انا ما اعرف اعطي نصايح بهالمواضيع ، جرب تستشير احد تثق فرأيه أكثر وله خبره أكثر مني , عاد أنا مستجد .
رعد بأسف : حتى هي صعب استشيرها ..
رواد : مين ؟ سما ؟
رعد اومأ رأسه بالإيجاب : صعب استشيرها بموضوع يخص روان وسهام .
رواد : طيب وسلطان ؟
رعد : انا وسلطان خربانه علاقتنا من زمااااان ما صرنا نتكلم الا للضرورة القصوى .
رواد : انت الظاهر مخرب علاقتك بكل الناس !
رعد : عشان كذا اقولك احس طلاقي لروان غلط .. لاني خربت علاقتي بسما و..
سكت وهو يتنهد ..
رواد : ما زرت سما بعد الطلاق ؟
رعد : الا رحت قبل كم يوم بعد يوم من رجوعي من السفر ، اول مرة تعاملني بطريقة حسيت فيها ان فيه حاجز بيني وبينها .. تكلمني ما كأني رعد .
تنهد مجدداً ثم رفع رأسه ينظر للسماء : وشفتها ..
لمعت عيناه بأسى : شفتها واول شيء خطر فبالي إنها راح تحضني نفس كل مرة نغيب فيها عن بعض وبعدها نتقابل .. تحضني وتسألني اذا اشتقتلها او لأ .. اول مرة يكون نفسي اقول الجواب قبل ما تسأل حتى بس .. روان ما كانت روان ، فيه شيء تغيّر
رواد : اكيد فيه شيء تغيّر ، لأنك طلقتها !
رعد : لا مو هذا اللي اقصده ، روان ما كانت طبيعيه .. كأنها تعبانه وجهها ما هو نفس كل مرة اشوفها فيه ، كان نفسي اسأل بس خفت .. عادي تسأل جنى اذا روان كويسه ولا لا ؟
تنهد رواد ثم قال : ما يحتاج اسألها ، سبق وقالتلي ان روان تمر بفترة اكتئاب حاد لدرجة ان سما تاخذها لدكاترة نفسيين ..
رعد : ليش ؟ ايش صاير ؟
رواد : ما ادري بس الاكيد انك سبب من الاسباب اللي وصلتها لهالحالة اذا مو السبب الوحيد .
بلع ريقه وبحيره واضحه : معقوله !! رواد تتوقع لو برجعها بتوافق ؟ او اصلاً صح اني ارجعها وانا مالي الا شهر متزوج ؟
رواد : والله يا رعد كل شيء غلط طلاق وزواج بأقل من شهر .. وزواجين وطلاق بأقل من سنه ، انت ايش قاعد تسوي بالضبط !
دفن وجهه بيديه : مو عارف ايش اسوي ! بس انا مو مرتاح .
رواد : انت مو متفق مع سهام ؟
رعد : مشاكلنا كثيرة كثيرة مرة شبه يوميه وعلى اتفه سبب تزعل ..
رواد : يمكن لأنكم ببداية زواجكم .
رعد : روااان ما كانت كذا ! روان حتى لو بدينا نتجادل تسكت وتسلكلي لين اروق ونتناقش ، ماعمرنا وصلنا للترادد الا بآخر مرة بيننا ، كانت اول مرة تعصب علي وتراددني .
رواد بسخريه : عشان كذا انهبلت وطلقتها ؟
رعد ابتسم : يمكن !
رواد : انت من متى تعرف سهام ؟
رعد : من ايام استراليا .
رواد : يعني من قبل سننين تقريباً ، ماني فاهم اذا كنت تحبها من ذاك الوقت ليش ما تزوجتها الا بعد روان ؟
رعد سكت للحظات ثم قال : كان حب من طرف واحد .
رواد : كيف يعني ؟
رعد : يعني انا كنت احبها بس هي لا .
رواد : كانت تدري انك تحبها ؟
رعد : كانت تعتبرني صاحبها ، بس لما قلتلها قطعت علاقتها فيا ..
رواد بتجهم : وايش اللي صار كيف رجعت تكلمها ؟
رعد : هي اللي صممت لنا ديكور غرفة من غرف بيتنا انا وروان .
رواد : وسبحان الله ما حليت بعينها الا وانت متزوج ؟
رعد : ما ادري بس هي من وقتها تكلمني وانا اتجاهلها لأنها تجاهلتني .. لحد ما جات بيوم قالتلي ان فيه شخص بيتقدم لها وانها تحبني بس طالما انا ما احبها فهي حتتمنالي السعادة .. خفت وقتها خفت تتزوج واندم لأني ضيعتها من يدي مرة ثانية .. بدون ما افكر خطبتها .. انا حتى ما عطيت نفسي فرصة افكر هل انا لسه احبها ولا لا ! كان همي بس انها ماتروح واندم .
رواد : انت اناني على فكرة ..
رعد : اعرف .
رواد : تزوجتها وانت ماتدري اذا تحبها او لا تزوجتها بس لأنك خفت تندم اذا ماتزوجتها .. بس بالمقابل خربت حياتك مع روان يعني فوق انك اناني غبي !
رعد : تدري ايش اللي احسه يحز بخاطري دحين ؟
رواد : ايش ؟
رعد : كانت روان تحس ان فيه غيرها بحياتي بس كانت طوال الوقت تقول لي لو عندك ترسبات اي علاقة انهيها وركز بحياتنا وان نفسها تكون حياتنا مثاليه .. نفسها تكوّن عايلة متحابه ، كانت دايماً تقول تبغى تكون الام اللي تمنتها لنفسها طوال حياتها ..
سكت ولم يكمل كلامه اغمض عينيه وهو يتنهد : رواد وحشتني .. انا كنت كل يوم استنى الوقت اللي ارجع فيه للبيت عشان اشوفها .. كنت من جد ارتاااح .. بس اللي يقهر اني ماكنت حاس بهالشي اصلاً وقتها ، كنت اعتبره شعور طبيعي ممكن يحس فيه اي انسان متزوج .. بس مع سهام الوضع غير , مالنا الا شهر بس احس كأن لنا دهر موقادر اتحملها .
رواد : اشوف ان مشكلتك انك قاعد تقارن .
رعد : غصباً عني يا رواد ، انت متخيّل خلال سفرتنا اللي المفروض تكون احلى ذكرياتنا فيها ، طوال السفرة نكد وزعل وهي زعلانه تبغى هالساعة وزعلانه تبغى هالاسورة ، وزعلانه لان عجبتها شنطه وما رضيت اخذها .. رواد : كأنها تستغلك ؟
رعد : ما ادري تعاملني كأني مارد سحري لازم يلبي لها كل طلباتها بدون ما يعارض ، اذا عارضت بتزعل وما حترضى لين يجيها اللي تبغاه .. خلال ملكتنا وزواجنا اللي ما مر عليه غير شهر واسبوع انا حرفياً كل اسبوع قاعد اجيبلها هدية ! صاير الوضع مو كأني جالس اهديها من قلبي وبطيب خاطر لااا جالس اهديها لاني عارف انه لامفر من هالهدية !! مدري يارواد بس انا ابداً مو مرتااح مهما كنت ابيّن العكس بس ايش اسوي هذي اخترتها انا محد غصبني عليها .
رواد : انت اصلاً المفروض ما كان عطيتها مجال ترجع لحياتك ولا بالله وحدة رفضتك من البداية سحبت عليك سنتين ولما شافتك متزوج رجعت !! وليش مانقول انها رجعت عشان اسم عايلتك مو عشانك وهذا الواضح انها جالسه تستغلك وبس !!
رعد : تدري انا بالبداية كنت اتجاهل شعوري مع سهام واقول يمكن لأننا ماتعودنا على بعض مو لانها فعلاً فيها شيء ! بس ايش اللي أكدلي ان البلا فيها مو فيا وانا مو قاعد أقارن بينها وبين روان من فراغ ؟ (ثم نظر إلى رواد) لأن حتى جوانا اللي حالها حال نفسها ولا عمرها تدخلت بشيء يخصني علقت على سهام .. قالت لي هي متعودة حتى بالبيت كذا تعاملك ؟ تراها قليلة ادب ويعني انتو مازرتونا مع بعض الا مرتين بس خلال هالمرتين تعاملها معاك مرة سيء انت لازم تحطلها حد عشان ما تتمادى .
رواد عقد حاجبه : يا لطيف ايش سوت سهام عشان تكلمك جوانا ! اوكِ ما اقصد اني بعرف اذا ما بتقول بس لو جا الكلام من تمارا بقولك مو شيء جديد ذي تتخاصم مع كل شيء بس جوانا ؟
رعد : هذا اللي ضايقني حسيت اني من جد تسرعت .
رواد : يعني نقدر نقول انك عارف بالنهاية ايش الغلط اللي سويته بس مابتعترف فيه .
رعد : ما أقدر .. لأن يعني خلاص صارت زوجتي ما اقدر اتراجع فجأة .
رواد بتهكم : صح ولا تقدر تطلق مرة ثانية بوقت قياسي !
رعد بضحكه : ما افكر اطلقها بس مرة نفسي اكلم روان ..
قطع حوارهم صوت الخادمه وهي تنادي : مستر رأد سنيور سهام لوكينق فور يو (سيد رعد السيدة سهام تبحث عنك)
رعد : أوكِ ..
ثم نظر إلى رواد : شكراً , كنت محتاج اتكلم عشان أرتب أفكاري .
رواد : يـور ولكم .
هم رعد بالوقوف لكن سرعان ماقال رواد : بليز فكّر قبل أي قرار تاخذه , لا تهبد هبد بحياتك بدون تفكير .
رعد : ان شاء الله .
دخلا الإثنان في آنٍ واحد لتصادفهم سهام عند الباب وهي عاقدةً حاجبيها لم تكترث بوجود رواد بل سرعان ما أسرعت بخطواتها ناحية رعد تقول بإنفعال : انت وينك لي ساعة أدور عليك مخليني لوحدي جوا ؟
حينها رفع رواد حاجبيه واطبق شفتيه وكأنه استوعب حديث رعد قبل قليل ..
بينما أجابها رعد مبتسماً : يلا نمشي ؟
لم تنفك عقدة حاجبيها بل رمقته بإزدراء وذهبت لإحضار حقيبتها .
قال رواد وهو يهم بالذهاب لداره : ارجع فكّر .
طوال طريقهم للمنزل وهي ساخطه لم توقف عن التحدث بسوء عن أخواته ووالدته , ضربت حقيبتها بغيظ : ماشفتها كيـف تطالعني كأني متزوجة زوجها مو أخوها ودق بالكلام طوال الوقت وع .
رعد : لا تاخذي بخاطرك منها , هي ماخذه موقف منك بس لأن روان كانت قريبة منها .
سهام : وانا ايش دخلني ؟ ربي ماكتب بينكم نصيب انا ايش دخلني ؟ تعاملني بذي البياخه , لا عاد تقول لي ازورهم ما بزورهم المرة الجايه اذا بتجيهم روح لوحدك او عالأقل كلمهم يحترموني .
سكتت لحظات وهي تتنفس بغضب .. ثم قالت : وامك مو طبيعيه , كمية شوفة النفس الي فيها تكلمني كأني حشرة , والله تعبوني أهلك رعد .
رعد : معليش ياقلبي لازم تتعودي عليهم انتو لسه ماتعودتوا على بعض .
سهام : افف , ولسه مصر تعرفني على سما ؟ إذا اخواتك عاملوني كذا ايش تتوقع من سما وهي ام روان ؟
رعد ابتسم : سما غيـــر .

*****

في غرفة مساحتها تقريباً ثلاثة عشر متراً مجموع طولها وعرضها ..
تحت نافذتها مكتب وكرسي جلدي مريح .. ألعاااب في كل مكان في الغرفة مرتبة بطريقةٍ ما .. ثم اريكتين متقابلتين .. وفي أحد زوايا الغرفة كافتيرا كهربائية .. عليها ابريق بلونه الوردي الزاهي والنار مشتعلة تحته .. والدخان يتصاعد من فوهة الإبريق ..
الغريب بالأمر أن هذا ثالث موعدٍ لها في هذه العيادة وكل مرة تأتي فيها وترى ابريق الشاي يفور بهدوء دون ان تطفئه الدكتورة ..
جالسة على الأريكة تنقل نظراتها حول المكان تتأمل الألعاب .. بيت كبير إلى حد ما .. به دمى صغيرة جداً .. قطار سريع على الطاولة أمامها ..
ثم ألعاب أخرى على كلا الجانبين شيء يشبه البندوول .. شيء آخر يشبه الدرج وفي مقدمة الدرج بطريق يصعد ثم يتزحلق ويعود للصعود هكذا طوال الوقت .. قطة صناعية تدور وهي تصدر مواء ..
أحصنه تدور حول بعضها في لعبة أطفال .. على الرغم من استغرابها من وجود هذا الكم الهائل من الألعاب الا انها تشعر بالراحة وهي تشعر وكأنها في متجر ألعاب وليس في عيادة نفسيه ..
قطع افكارها دخول الطبيبه قائلة بإعتذار : آسفة تاخرت عليك .. كيفك اليوم ؟
روان : الحمدلله .
خلعت الطبيبه حجابها وهي تعلق عباءتها على الشماعة بينما وضعت وشاحها على رقبتها وجلست امام روان مبتسمه : ها بإيش حابه نسولف اليوم ؟
روان وهي تنظر إلى الإبريق : هذا من اول يفور .
الطبيبه : عادي خليه .
روان : ماراح ينحرق ؟
الطبيبة : لا ما عليك انا احب اخليه يجلس يفور كذا وينشر لي ريحة البابونج والنعناع بالغرفة .
روان بإستغراب : الفواحات مقصره معاك بشيء ؟
ضحكت : جربت بس ماعجبتني ماهي زي لما تكون الريحة اصليه مركزة حقيقيه طبيعية كذا فهمتيني ؟
ابتسمت روان , وقالت الطبيبه : يلا قوليلي , عن ايش راح نتكلم اليوم ؟
روان تنهدت : شفته قبل كم يوم , زار بيتنا .
الطبيبه : وايش كان شعورك ؟
روان قوست شفتيها للأسفل : كره , حسيت اني اكرهه ومو طايقه أشوفه , بس نظراته كانت غريبه .. انا كنت متوقعه اشوفه بأي لحظة بس توقعت ان نظراته لي راح تكون بارده عاديه .. كارهني مثلاً بس ..
الطبيبة : بس ؟
روان ظلت صامته بذهن شارد للحظات : انا خايفه اكون فاهمه نظرته غلط , وخايفه اكون فهمتها صح .
الطبيبة : ايش فهمتي من نظراته ؟
روان : عارفة لما تغيبي عن شخص فترة او يغيب عنك فترة وتتقابلوا !!
الطبيبة : حسيتي انه مشتاق لك ؟
اغمضت عينيها وهي تومئ رأسها بالإيجاب وتتنهد , الطبيبة : وايش اللي مخوفك ؟
روان : ما ابغى يحاول يكلمني او يرجعلي , ما ابغى افكر فيه وبنظراته ابغى اتعداه وبس , ليــنا انا ما ابغى احس ان فيه امل بيننا ما عاد ابغى افكر فيه .
لينا : روان هل تحسي ان رعد سبب اكتئابك الأساسي ؟ انا من الموعد الأول كان نفسي اسألك هالسؤال بس حسيت انك ممكن ماتكوني لسه مستوعبه مشاعرك أصلاً .
روان : كيف يعني ؟ واذا ماكان رعد سبب اكتئابي ايش بيكون مثلاً ؟
لينا : ممكن تكون مشاعر متراكمه مكبوته بقلبك , اثارها رعد بس ..
حينها سمعوا صوت انسكاب الماء من ابريق الشاي , لتشير لينا : بالضبط زي كذا .. لو افترضنا انك كابته مشاعر محددة بقلبك تجاهلتيها فترة وجا رعد اللي هو بمثابة النار .. أثار فيك ذي المشاعر لما طلقك , ايش ممكن تكون مشاعرك المكبوته ؟ اللي سببتلك شعورك بالإحباط .. والألم ..
روان بتفكير : ما اعرف , بس ليش مانفترض ان رعد كان هو سبب المشاعر المكبوته اللي انحطت بقلبي .. و ... يعني مثلاً انا حسيت انه يحبني وحسيت بالأمان والثقه والاستقرار معاه , وهذي تعتبر مجموعة مشاعر حطها رعد فيا .. وطلاقه خلا ذي المشاعر تتبخر وهذا اللي خلاني اكتئب ؟
هزت لينا رأسها بالنفي : انتِ قلتيها المشاعر الحلوة تتبخر ما تنكبت , الشعور اللي خلاك تكتئبي من الأساس كان شعور سلبي .. فكري ايش هي المشاعر السلبية اللي ممكن تكوني تحاولي تتجاهليها طوال الوقت ؟ بس طلاقك من رعد خلا هذا الشعور يزيد فيك ؟
روان : النبذ ؟
لينا : النبـذ ؟ انتِ تحسي انك منبوذة ؟
روان : ليش مانتعامل مع رعد على انه السبب الأساسي وتعلميني كيف ممكن اتخطاه ؟
لينا ابتسمت : شكلنا فعلاً وصلنا لنقطة حساسه عشان كذا حبيتي تغيّري الموضوع ! مانقدر نتجاهل ان فيه سبب متأصل فيك انتِ ف مكان ما جوا قلبك حتى لو حاولتي تتخطي رعد وقدرتي تتخطيه .. بيجي غير رعد ممكن يثير فيك نفس الشعور وترجعي تكتئبي ولا كأنك سويتي شيء ولا تعالجتي ! انتِ لازم تعرفي سبب شعورك الأساسي وتواجهيه وتتخلصي منه عشان لا رعد ولا غير رعد يقدر يوصلك لهالمرحله من جديد ... قوليلي ليش تحسي بالنبذ ؟ اللي اعرفه انك وحيدة امك ..
روان : لأني دايماً احس اني لحالي ؟ و شي زايد ماعمري كنت شيء اساسي ؟ (سكتت لوهله) انهم تبنوني لمصلحة نفسهم ولما انتهت مصلحتهم رموني بالاحداث ؟ اني كنت طوال الوقت ادري انهم بيتخلصوا مني بس ماكانوا عارفين كيف واكتشف بالصدفة انهم سبب وجودي بالاحداث ؟ (امتلأت عيناها بالدموع) ليش مارجعوني للميتم على الأقل ؟ ليش خلوني بالسجن ؟
لينا بإستغراب : مين اللي حطك بالاحداث ؟ اهلك ؟ وليش يرجعوك للميتم ؟ سما مو امك ؟
روان نزلت دموعها قائلة : الا امي , بس انا كنت عايشه مع ابوي , امي وابوي كانو منفصلين وتوفى ابوي وحطتني عمتي بميتم بس قالت لماما اني توفيت .. وماما ما سألت عني محد سأل عني .. محد راح يتأكد اني ميته أصلاً او لأ !! .. كنت صغيره عمري بالشهور ما كملت سنه حتى .. تبنتني عايله كانت امي بالتبني عقيمه وتبنتني بس لما صار عمري سنتين وهي تتعالج ومن مستشفى لمستشفى قدرت تحمل .. ويتم حملها وتجيب ولد .. ما خف اهتمامهم لي وقتها واعتبرت ولدهم اخوي لأني كنت احسبه من جد اخوي .. ولما صار عمري عشر سنوات او تسعه حملت مرة ثانية بتوأم بنتين .. لمى وسجى .. وقتها بديت احس بالتهميش تغيّرت معاملتهم معاي .. وكل ماحاولت اكلمها تعصب علي على اتفه الأسباب .. انقلبت حياتي بعدها وقالولي انهم تبنوني واني مو بنتهم .. حرفياً وقتها حسيت وكأنهم قالولي اني متبناه عشان يخلوا مسؤوليتهم مني .. ما عاد صاروا يدروا عني .. ولا يسألوا عني .. (سكتت ودموعها تسيل بحرقة على خديها) كنت اسمعهم اكثر من مرة يتناقشوا ايش راح يسووا فيا واسمعها تقول خلاص احنا مانحتاجها ويقول لها بس احنا مانقدر نرجعها للميتم فجأة ..
سكتت وهي تنهار بالبكاء .. اخذت تحاول كفكفة دموعها لكن لا فائدة , مدت لينا لها علبة المناديل قائلة : إذا مو قادرة تكملي خلينا نوقف !
لتقول بعدما هدأت قليلاً : تخيلي انا بآخر ليلة لي بالبيت معاهم لما كنت جالسه بغرفتي اتجهز دخلت علي اللي اعتبرتها امي , سألتني وين رايحه , وقلتلها بروح حفله مع لتين بنت عمي .. ما أدري اذا كانت تدري هي ان الحفلات اللي اروحها حفلات مكس بس الظاهر كانت تدري وساكته .
لينا بتعجب : كتِ تروحي حفلات مكس وانتِ كم عمرك ؟
روان : بالمتوسطه .. ثانية متوسط يعني يمكن عمري 14 سنة او 13 ما اتذكر بالضبط بس استمريت بهالحفلات سنتين لين وصلت لأولى ثانوي ..
ثم ضحكت رغماً عنها عندما رأت وجه لينا المصدوم بشدة : ما اعرف انتِ مصدومه من الحفلات ولا من عمري ؟ اذا من الحفلات ترى ما كانت لي علاقة بالعيال كثير لأني كنت بوية , واذا مستغربه من عمري ف ما بصدمك أكثر واقولك بنت عمي هي اللي عرفتني على ذي الحفلات .. كانت أكثر انسانه منبوذه بالعايلة الكل يعرف انها بايعة الدنيا بس هي كانت يتيمة أب , .. والصراحة اكثر كانت تربطنا علاقة .. أنا ما ادري اذا هي كانت تستغلني او ايش بس هي اللي دخلتني هذا الجو وهي اللي عرفتني عالحفلات , هي كانت أكبر مني .. أولى جامعه , كنا نحضر الحفلات سوا على اننا حبيبات , المهم ان هذيك كانت آخر حفلة احضرها واخر مرة اشوف فيها لتين واهلي اللي تبرو مني لأني انمسكت بذيك الحفلة وتورطت بقضية أخلاقيه بما ان الحفلة كانت مكس .
لينا : ولتين ؟ ما انمسكت معاك ؟
روان : لا .. وقتها لتين ما اتذكر وين كانت بالضبط بس بذيك اللحظة بالذات ماكنا سوا .. (ابتسمت من بين دموعها) تبغيني اصدمك أكثر ؟ أكثر حاجه خلتني افقد ثقتي بالناس كلهم إني استوعبت وانا بالاحداث ان الناس اللي تبنوني وربوني وحبيتهم على انهم كل شيء عندي بالعالم , هما اللي بلغوا عن الحفله بالأساس ..
لينا : كيف عرفتي ؟
روان : بعد ماخرجت من الاحداث بفترة قابلت لتين وهي اللي قالت لي .. هي كانت تدري عشان كذا اختفت فجأة عمها قالها انها تحاول تطلع من الحفله ما كان يبغاها تتورط لأن مهما كان هذي بنت اخوه و اسمها راح يدنس اسم العايله كامله لو انمسكت هي , اما انا .. كانت هذي حجه عشان يخلوني ..
عادت للبكاء مجدداً : انا كانت هذي اقوى صدمة جاتني طوال عمري .. لدرجة اني ما تجرأت اقولها لأحد قبلك .. ما كنت مستوعبه كيف ممكن يسوو فيا كذا ؟؟ هما ربوني كيف ماعمرهم اعتبروني بنتهم ؟ كيف هنت عليهم ؟ ليش عالأقل مارجعوني للميتم بدال ما يخلوني اتعذب بحياتي ونظرة الناس لي طوال الوقت ؟ ليش مافكروا بمستقبلي ؟ ليش ما فكروا كيف راح اكمل حياتي اذا طلعت من الاحداث ؟
لينا : انتِ كيف طلعتي من الاحداث ؟ مين كفلك ؟ واصلاً كيف رجعتي لاهلك الحقيقيين ؟
روان : الشخص اللي تبناني هو اللي كفلني وطلعني من الاحداث .. الظاهر ضميره ماخلاه بحاله , طلعني و عطاني مفتاح شقه , قالي بما انه تبرى مني ف هو ماراح يتحمل مسؤوليتي من جديد ومحد يدري انه كفلني وطلعني .. ف إذا ما كان عندي مكان أعيش فيه .. فَ هالشقه ملكه واقدر اجلس بالشقه للوقت اللي ابيه بس بشرط ما احاول اتواصل مع أي احد من العايله من جديد واطلع من حياتهم نهائياً , حذرني اني ما ارجع لنفس الطريق , وبس من بعدها ماشفته .. اما عن اهلي كيف لقيتهم ورجعت لهم .. انا كنت احسبني لقيطة وبعد محاولااااات كثيرة اقنعوني فيها البنات اني ارجع للميتم اتأكد وتأكدت وطلعت يتيمه مو لقيطة .. وطلعت امي موجودة , وعطوني عنوانها , ما بدخل بالتفاصيل بس هذا اللي صار بإختصار اني زرتها وتأكدت اني بنتها وعشت عندها .
ابتسمت لينا عندما رأت الإبتسامه على شفتيّ روان : الظاهر استقبالها لك كان حلو .
روان : مو بالضبط صراحه بس انا شعوري وقتها كان حلوو مرة حلو ..
لينا : روان ايش كانت ردة فعلك لما دريتي ان اهلك بالتبني هما سبب وجودك بالأحداث وايش كانت ردة فعلك لما كفلك وطلعك ابوك بالتبني ؟
روان : زعل كرهه حقد اسئلة .. بس الشعور الأقوى حسيت اني مو محتاجه وجوده بحياتي اصلاً واقدر اعيش بدونه هو وشقته واقدر اعتمد على نفسي .. وطالما هو مايبغاني حتى انا ما ابغاه ولا ابغى اتذكّره .
لينا : بالضبط هذا اللي اقصده .. دايماً هذا يكون شعورنا المبدئي ناحية أي شيء يضايقنا او أي شخص يضايقنا .. بنحس بالكبرياء والكرامه والترفّع عن أي شيء ممكن يجينا من ناحيته .. هذا بالضبط اللي انتِ ماحسيتيه بعد طلاقك من رعد وهذا اللي خلاني احس ان طاقة صبرك وصدك للأشياء انتهت يعني فيه شيء استهلكها قبل رعد أصلاً .
تنهدت روان وسكتت , لتتساءل لينا : تحبيه ؟
روان : أكرهه واكره وجهه واكره سيرته واكرهه أي شيء يخصه .. احس اني تعبت ماعاد اقدر اتجاوز أي شيء زيادة !! أنا كنت اتمنى انه يعوّضني عن حياتي .. كنت اتمنى اني اقدر أحب شخص واحد على الأقل وانا واثقه فيه , أحبّه بدون ما اتوقع شيء .. وبدون ما أخاف من شيء .. تخيلي اني لأول مرة اقرر اترك حذري من الناس واحب كنت راضيــــه اني احبه بعماي .. ابغى ارمي تعبي واحب , ابغى احس بإني مستقره نفسياً وعاطفياً , ابغى استغل كل لحظة معاه .. أبغى احس ان فيه شيء بالعالم يهمني ويعنيني , أبغى اعيش حياة مليانه حب واهتمام .. انا ما انصدمت بخيانته قد ما انصدمت انه تزوج علي بعد شهر من زواجي , تدري ايش الاحساس اللي جاني وقتها ؟؟ جلست اسأل نفسي لهالدرجة انا ما انطاق ؟ لدرجة انه تزوج علي على طول ؟؟ خلاني اشك بنفسي .. خلاني طوال الوقت احس اني مهما سويت انا محد يشوفني !! والشخص الوحيد اللي حبني من قلبه طلع خالي !! يا لينا انا تعباااااانه تعبــــــانه .. تخيلي انك تجلسي بوسط أقرب الناس لقلبك جلسة كلها ضحك ووناسه فجأة لما تطالعي بوجيههم تحسي انهم ماراح يدوموا لك , الكل يضحك الا انتِ متنكدة ومو قادرة تكملي الجلسه معاهم ! تحسي ان الأرض رافضة فكرة وجودك ما ادري كيف اشرحلك بس أحـــس بشعور ثقيـــــــل ثقيــــــل مرة ..
لينا : لنفترض ان فهمك لنظرة رعد بآخر مقابلة بينكم كانت صحيحة , وانه جد اشتاقلك , لوو كلمك راح ..
قاطعتها روان : مبلكين بعض بكل مكان .
لينا بضحكة : طيب لو قابلك وحاول يكلمك او ارسل احد يقولك ان له نية يرجعك ..
قاطعتها روان بإنفعال : ياااااكـــل تبـــــــن .. والله والله لو يترجاني ارجع ما رجعت , اللي سواه بحقي مو شويه عشان بمجرد ما يجيني ارضى ؟
لينا : لو رجعلك وهو ندمان .. لدرجة انك لو طلبتي الشمس بيجيبه لك , حترضي ؟
روان : لو يجيب الكره الأرضيه بأرضها وسماءها والناس اللي فيها ويحطها تحت رجلي مارضيت برضو ..



قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)

كتابة : حنان عبدالله .


حُرر يوم الأحد الموافق :
2-9-1441 هجري
25-4-2020 ميلادي






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 02:22 AM   #80

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//


الفصل الثامن عشر
البارت الثالث

لينا : ورفضك من زعل ولا من طيبة خاطر ؟
روان : من زعـــــل أكيد انا خاطري مو طيّـــــب أبداً .
لينا : لسه شايله عليه ؟
روان : طبعـــــاً .
لينا : اذا فعلاً حاطه فبالك انك بتتعديه وماترجعيله , اول شيء لازم تسويه تطيب خاطرك منه ماتكرهيه لأ .. الكرهه شعور برضو .. وعشان تطلعي رعد من افكارك ودائرة اهتمامك أهم شيء انك تتخلصي من مشاعرك تجاهه سواء مشاعر سلبية او ايجابية .. حب كره , شوق .. نفور عتاب او حقد أي شيء ممكن يندرج تحت المشاعر ما لازم تحسي فيه , وبمجرد ما يطلع من دائرة مشاعرك فإنتِ فعلاً بتكوني تجاوزتيه .
روان : بالعكس طالما انا اكرهه ف خلاص اضمن اني ماراح ارجع له !
لينا : مو بالضبط ! الكرهه والحب منحنيات موجودة بنفس المسار .. انتِ ممكن تحبي الشيء بعدين ترجعي تكرهيه بعدين ممكن ترجعي تحبيه من جديد .

\\

استلقت على السرير وكلام لينا يتكرر في عقلها مرة تلو أخرى , تشعر بأن انسجامها السريع مع لينا هو بسبب عفوية لينا بالتحدث وقرب العمر بينهما واول ما اشترطته لينا صاحبة السته وعشرون عاماً عند رؤية روان بموعدهما الأول هو التحدث إليها كأنها صديقتها وليست طبيبة بل وإذا ارادت ان تتقابلا بمكان اخر غير العيادة فلا مشكلة في ذلك بالنسبة للينا ..
وأخيراً قررت روان بعد طول هذه المدة الخروج من غرفتها علّ هذا يساعدها قليلاً في إخماد أفكارها واستعادة روحها من جديد ..
نزلت تبحث عن أيّ أحد لكنها لم تجد لا والدتها ولا حتى سلطان , شعرت بالإحباط وحين قررت العودة إلى دارها مجدداً سمعت صوتاً من المطبخ شعرت أنه مألوف على الرغم من ان لغة الكلام لم تكن بالعربية .
دخلت للمطبخ عاقدةً حاجبيها ثم تحوّلت عقدة حاجبيها إلى ابتسامه عندما عرفت أنّه صوت لينور , لتجد أن احدى الخادمات كانت تتحدث مع لينور عبر مكالمة فيديو : ذس از لينور رايت ؟
الخادمه هزت رأسها بإيجاب , لكن شعرت روان بالغرابه من ملامح الخادمه المستاءه وهي تنظر إلى شاشة الجوال وتتحدث بلغتهم ..
روان : كان أي توك تو لينور ؟ (هل استطيع التحدث إلى لينور؟)
لم تستطع الخادمه الرفض لذا اخبرت لينور أن روان تود التحدث إليها , مسحت لينور دموعها بسرعة عندما امسكت روان بالهاتف وظهر وجهها بالكاميرا , روان : هاي لينور كيف حالك ؟
لينور بإبتسامة : فاين (ثم اكملت بحزن) مدام روان مافي يرجعي للبيت ؟
سكتت روان لوهله ثم قالت : خلاص انا رجعت عند امي .. انتِ قوليلي كيف مرتاحه ولا ؟
لينور : الحمدلله .
روان : ليش تبكي ؟ فيه شيء ناقصك ؟ تحتاجي شيء ؟ اذا تحتاجي شيء عادي قوليلي وارسل لك .. ولا ليش متضايقة ؟
لينور سكتت للحظات ثم عقدت حاجبيها وهي تبكي : انا كويس مافي مشكله .
روان : لينور انا مو غريبه عنك قوليلي ..
الخادمه التي بجانب روان : هدا مدام جديد يحرق يد لينور .
لينور بغضب : عايشه !!
روان نظرت إلى لينور : سهام حرقتك ؟ لينور !!
لينور سكتت مجدداً وهي ترفع يدها امام الشاشه لترى روان أثر الحرق , وتقول بإستنكار : ليش ؟ ليش حرقتك ؟
لينور : عشان انا يكوي فستان مدام ومكوى يحرق فستان شويه .
روان : وتحرقك المجنونه ؟ طز بالفستان وفيها ذي المتخلفه , هي دايماً تسويلك كذا ؟
لينور : لا اول مرة انا مايشوفي هي الا اسبوع بس هي كل يوم صراخ واذا انا مارد بسرعة يزعل ويخاصمني ..
روان بغضب : ورعــــد ؟؟ وينـــه عن مجنونته هذي ؟
لينور بخوف : سير رأد مايدري انا مافي قول مدام سهام سوي مشكل بعدين , بليـــز لا يقول مايبي مشكله .
روان : راح ارجعك ماراح اخليك عند المتخلفه هذي , واصلاً امي لما ارسلتك عند رعد ارسلتك عشاني مو عشان سهام ..
لينور بترجي : سنيور روان انا مايبي مشاكل بليــز .
روان : لا تخافي ما حيصير لك شيء الا انك حترجعي هنا عند مدام سما اوك ؟
لينور : اوك .
اعادت روان الهاتف لعائشه وخرجت من المطبخ وهي تفكر بآلاف الأفكار لتعيد لينور إلى الفيلا .. لم يكن الأمر محصوراً على غيظها من تعامل سهام مع الخادمه بل شعرت بأن لينور ملكها هي وليست لرعد لكي تبقى في منزله وتخدم سهام !!!
في اوج افكارها وهي تدور في نفس المكان جيئةً وذهاباً , دخل سلطان والارهاق قد تمكّن منه , وجهه شاحب جداً .. أغلق باب الفيلا وانتبه لوجودها امامه لم يسعه سوى الإبتسام بفرحه : الله أخيراً طليتي علينا ؟
ابتسمت وهي تمشي إليه : وحشتوني .. وانت وحشتني .
سلطان : لالا كذا كثيـــر ..
روان : كأنك تعبان فيك شيء ؟
سلطان زفر بضيق : لا بس مرهق شويه من شغلي ..
امسكت بيده وهي تجره ليجلسا , ثم قالت : يلا عاد قول لي ايش اللي متعبك ؟ إلى الآن ما لقيتم العصابة اللي جالسين تدوروا عليها ؟
سلطان : للأسف لقينا ..
روان بتعجب : للأسف لقينا ؟ ليش للاسف ؟
سلطان : طلعت بنت وماهم عصابة هذا اول شيء , ثاني شيء تتذكري لمياء اللي مرة كلمتك عنها ؟ قابلتها بكوفي ؟
روان ابتسمت وهي تصغر عينيها : ايوة ؟
سلطان : هي اللي قتلتهم .
روان بصدمه : واااات ؟ دقيقه شدخـــــلها ؟
سلطان : ما اعرف اذا هي صدفة ولا هي كانت راسمه على اننا نتعرف او مدري , بس الظاهر انا ماعمري حطيت مشاعري بالشخص الصح .
روان بأسف : هذا اللي متعبك ومضايقك ؟
سلطان : البنت معروف راح ينحكم عليها قصاص , بس انا ما ابغاها تنقص أحس يعني هي اكيد لها دافع هي كانت مخطوبة وكانت تحسب الناس اللي قتلتهم كانت تحسبهم قاتلين خطيبها , ف هي يعني لها دافع .. اااااهه مدري , ما اقدر استخدم سلطتي بشكل مباشر لأنهم يدروا اني اعرفها وشاكين اني احبها فما أقدر اطلعها ..
كانت تنظر إليه وهو يتحدث بحيرة وانفعال , لم يكن سلطان عاقلاً هذه المرة فقد كان بكامل عاطفته يحاول الدفاع عن لمياء , لمياء التي قتلت بكامل رغبتها الا ان سلطان يحاول البحث عن اعذااار لتبرئتها , لأنه لا يريد تصديق أنها قاتله ببساطه !
اكمل سلطان حينها بإنفعال : الله ياخذ ذا البدر يعني لو انه كنسل خطبتهم بهدوء بدون الدراما اللي سواها مو كان احسن ؟ كان خلاص هي انصدمت وبكيت شوي ونسته وكملت حياتها عادي ؟ كان ما اضطرت تحس بإنها لازم تاخذ حقه منهم وبالنهاية تتورط هي بكذبته !!
روان بسخريه : الظاهر كل مشاكل الحياة أساسها رجال ! بس صادق كان المفروض يخليها بدون افلام على الأقل حتى لو اضطرت تراجع دكاترة نفسيين بس ماتضطر تراجع سجون !
سكت سلطان لوهله وبردت ملامحه , ثم قال والإبتسامة ترتسم على شفتيـــه بغرابه : جبتيـــــها دكاتره نفسيين , وهي عندها ملف بعيادة نفسيه كانت تراجع فيها اول ما خلاها بدر !! (ثم نظر إلى روان) روااااان أحبّك .
قام من مكانه مسرعاً لا تدري إلى أين لكنه سرعان ما امسك بهاتفه ليجري اتصالاً .

*****

في منزل والدها , داخل دارها وامام مرآتها تجلس وقلبها يخفق برعب وخوف وتوتر وكأنها ستراه للمرة الأولى !!
لم تنفك عن النظر إلى نفسها بالمرآة لتتأكد أن لاشيء ينقصها .
حينها طَرقت نور الباب ثم دخلت وهي ترى رند وتقول مبتسمه : ماشاء الله تبارك الله طالعة قمر اليوم الله يحرسك .
ابتسمت رند بربكة واضحة جداً , ووجهها المكتسي بالإحمرار .. ونور تقول : خلصتي صح ؟
رند : ايوة , بس مو ناقصني شيء صح ؟
نور : ناقصك تاخذي نفَس كذا وتهدي وتجي نستقبلهم لأنهم وصلوا .
أغمضت رند عينيها وهي تتنفس بعمق ثم قامت مع نور لتستقبل رحمة والدة رشاد ..
على الرغم من رفض رحمة واعتراضها الشديد على مايحدث الآن بدون علم فجر , إلا انها لا تملك خياراً آخراً سوى الإستسلام أمام إصرار رشاد على موقفه ..
أخذت تتبادل الأحاديث العشوائية مع نور , ورند تشاركهم الحديث قليلاً ثم تعود للصمت .. افكارها مشتته وهذا واضح جداً عليها , قالت رحمه فجأة عندما رأت الشرود بعيني رند : محلوّه رند .
احمر وجهها أكثر وردت بخجل : عيونك الحلوه .
لم يستمر الأمر طويلاً حتى أتى زياد وهو يرحب برحمه ثم نظر إلى رند بتهكم : يلا ياعروســـه تعالي .
لوهلة شعرت ان قدماها لاتحملانها , لكنها سرعان ما امسكت برباطة جأشها وقامت تجر خطواتها جراً .. وبمجرد ان خرجا من الغرفة ضحك زياد على تعابير وجهها قائلاً : مسوية مستحيه انتِ ووجهك ما كأنك مقابلته طول عمرك ؟
رند : كل تبن بس لا توترني زيادة ..
زياد بخباثه : مع انو شكلك اليوم الصراحة مو مرة حلو يعني انتِ دايماً تطلعي احلى من كذا .
رند : اماانه ؟ ايش ناقصني ؟ الفستان مو حلو ولا المكياج مو حلو ؟
زياد : امم احس كل شيء مو مناسب .
رند وقفت بإحباط : أمانه ؟ والله مو لايق ؟ طيب بالله قولهم يستنوني شويه بروح اغيّر !!
زياد امسكها وهو يجرها من يدها عندما همت بالمغادرة : امزح والله تعالــــي .
رند زفرت بضيـق : زياد والله مو وقتك انا بموت من الخوف , بالله كيف شكلي ؟
زياد : والله حلوة مرة حلوة , تعالي بس .
بمجرد دخول رند وترحيب والدها لها اتسعت ابتسامة رشاد بلا وعي منه وعيونه تعلقت عليها , لم تستطع النظر فيه ولا حتى رفع عينيها عن الأرض .. لم تعرف اين تجلس فوقفت في مكانها للحظات , ليقول رشاد بحماس وهو يربت على المكان بجانبه : تعالي ليش واقفه .
ضحك زياد : مسويه مستحيه .
عبست رند بإستياء على سخريه زياد منها , ليقول والده ضاحكاً : زياد خليها بحالها , اجلسي يابابا ليش واقفه .
همت بالجلوس على أقرب اريكة منها لكن زياد صرخ ببلاهه قائلاً : لااااااا مو هنا اجلسي هناك جنبه عشان يشوفك بشكل اوضح , ولا تبي كشختك تروح عالفاضي ؟
رند نظرت إلى والدها بضيق : يا بابا خليه يطلع برا من اول يتريق عليّا .
زياد ورشاد : هههههههههههههههههههههههه
والده قام وهو يمسك بيده : اقول امشِ بس خليهم لوحدهم .
زياد وهو ينظر للخلف : لاااااا تكفى بتفوتنـــــي اشكالهم تكفى خليني .
والده : زيـــاد .
زياد : كيف تخليهم لوحدهم بيكون الشيطان ثالثهم .
رشاد وهو يحرك شفتيه بلا صوت قائلاً : والله مالشيطان الا انت انقلع .
والده : اطلع يا ولد الله يصلحك ما ادري متى بتعقل .
خرج الاثنان لتتنهد رند براحة وبلا وعي قالت : معتوه .
رشاد : مين انا ؟؟
رند : مو من جدك بتحارشني حتى اليوم ؟
ضحك رشاد : مافي مكان ابعد من مكانك عشان تجلسي فيه ؟
رند ابتسمت ثم قامت لتجلس بجانبه وما ان جلست حتى استدار بكامل جسده عليها قائلاً : وبس خوفتيني وبس ؟ قوليلي ليش غيرتي رأيك فجأة ؟ أمك كلمتك بالمالديف ولا شي ؟
رند : لا ماكلمتني بس .. يعني انا كذا جا فبالي موضوع نايا وزياد وكيف ماما تعاملت مع نايا وخفت انها تسوي فيك نفس الشيء ..
رشاد ابتسم : رند صح الحب مو كل شيء بس فيه فرق لما تعيشي حياتك مع شخص انتِ تحبيه ولما تعيشيها مع شخص ماتقدر مشاعرك تنسجم معاه حتى لو كنتِ بنعيـــم بتحسي بالضيق , وانا لما خطبتك من امك توقعت منها كل شيء بس عادي , طالما انا ضامن مشاعرك بجلس احاول عشانك عشان انا عندي دافع عشان انتِ دافعي .. وانتِ اكثر شيء ابغاه واكثر شيء أحبه , أكثر شيء تمنيته طول عمري , بس من جد ماكان في اسوأ من خوفي انك غيرتي رأيك .. هذا أكثر شيء خوفني أكثر من مكايد فجر حتى .
رند : رشاد انا ماكانت ليّ رغبة اني اسبب لك أي اذية .
رشاد : مافي شيء ممكن يئذيني غير انك تخليني اعيش حياتي بدونك .
رند بتهكم مقصود لتخفف من توترها : الله صاير تقول كلام حلو .
ضحك رشاد : وانتِ صايره مرة حلوة .

\\

في داره والإبتسامة الواسعه تزيّن شفتيه ..
اخذ يرش من عطره المفضل على قميصه ثم القى بجسده على السرير وهو يتحدث إليها عبر سماعة هاتفه : ااااه والله ما ادري ايش اقولك بس من جد من جد شعور ماينوصف , مرة مرة فرحان عشانهم ..
ضحكت بهدوء : الله يوفقهم ويهنيهم يارب أحس اني مو مصدقه ان رند بتتزوج كأني احلم والله , ياااخي والله انها اختي اللي ماجابتها امي .
زياد : واحنا متى دورنا ؟
ميهاف : دور مين ؟
زياد : انا وانتِ .. ترى امي موافقه وانا جاهز بالوقت اللي تبيه انتِ (ثم ضحك مازحاً) الا لو تبي مهرك بتعبي ف والله راح تستني كثيــــر .
ميهاف وقلبها يخفق بهلع من اثارته للموضوع : انت جاد بالموضوع ؟
زياد بإستغراب : طبعاً .. ليش ؟ ترى عادي ماعندي مشكلة انك تكملي دراستك او مثلاً بتشتغلي مع ماما ابداً ما حأمنعك من شيء بالعكس بكون معاك وحتى لو تبغي تأجلي فكرة الحمل لبعد الدراسه برضو ماعندي مانع ترى كل شيء فكرت فيه حتى السكن اذا ماتبي تسكني بالفيلا مع..
قاطعته ميهاف : زياد زياد لحظة ..ماتحس انه بدري نتكلم بذا الموضوع واحنا مالنا الا شهرين ؟
زياد : واذا يعني ؟ شهرين كفايه عشان احدد اذا انتِ مناسبه عشان اكمل باقي حياتي معاك او لأ .
ميهاف بعد لحظات من الصمت : لا مو كفايه قليل شهرين ..
زياد : انتِ ماتشوفيني شخص مناسب لك ؟
ميهاف : مدري بس مابيننا الا شهرين .
زياد : انتِ ماتحبيني ؟
ميهاف : زياد الحب ماله دخل , الحب شيء خارج عن إرادتنا احنا ما نقدر نختار الناس اللي نحبهم بس قرار مصيري زي الزواج لازم نختار الشخص اللي راح نرتبط فيه بعنايه .
زياد سكت وابتسامته اختفت وحلت محلها الصدمه : انتِ مو واثقه اني ممكن اكون الشخص المناسب ؟
ميهاف : زياد أنا أحبّك بس انا بكل مرة افكر فينا ما اقدر اتخيل اني ممكن اتزوجك .
زياد : ليش ؟
ميهاف : انا مو مستعده اتزوج واحد واجيب اولاد ويكون لاولادي اخ او اخت مو شرعيه .
جلس زياد حين شعر ان كلامها بمثابة الصفعة على وجهه , قال والغضب بدأ يعتليه : قلتلك الف مرة مو مني انا مو مسؤول عن حمل نايا !
ميهاف : بس انت مو متأكد لأن انت مو قادر تنكر انه ممكن يكون ولدك من جد !! وحتى لو كنت متأكد انا ما اقدر اتعدى فكرة انك ... زياد في كل مرة اتخيلك كنت معاها اموت .. انا ما ابغى اكون شاكه فيك وخايفه طوال الوقت !
زياد : واذا انتِ شاكه فيا ومو قادرة تثقي ابداً وماتشوفيني شخص مناسب لك , ليش تكلميني ؟
ميهاف : قلتلك احنا ما نقدر نختار الناس اللي نحبهم .
زياد بنبرة ثقيله : يعني لو كان الموضوع بيدك , ما كان فكرتي تحبيني ؟ (ضحك بصدمه) ميهاف انتِ سامعه اللي قلتيه ؟ انا كل يوم افكر كيف بخلي حياتنا وكل يوم اوعد نفسي اني ماحرجع لولا شيء كنت اسويه عشانك عشان انتِ انسانه كويسه وانا بصير انسان كويس عشان اصير مناسب لك , انا كنت متحمس افاتحك بالموضوع من اول بس كنت مستني اللحظة المناسبة وحسيت ان اليوم مناسب , بس ردك آخر شيء توقعته ..
ميهاف : انا آسفه ’ بس احنا نحتاج وقت .
زياد : وقت لإيش ؟ لإنك تغيري نظرتك عني ولا لإنك تحاولي تثبتيها ؟
ميهاف : ايش بيضمني اننا اذا تزوجنا ماراح ترجع للحياة اللي كنت فيها ؟
زياد بإنفعال : لأني تغيّــــــرت ومافي احد يبغى يرجع لورى , ميهاف انتِ خليتيني اتأمل فيك وبالنهاية تقولي انا مو مناسب لك ؟ طوال الوقت تلمحي اني لعّاب بس بالمرة الوحيدة اللي كنت صادق فيها مع نفسي ومعاك هذا ردك ؟ إذا انتِ من البداية ماتوقعتي اني ممكن افكر بالزواج من جد كنتِ راضيه اني اضيّع وقتي فيك ؟ هذي قيمتك لنفسك ؟
ميهاف : زياد قلتلك انا احبك بس ..
قاطعها بغضب : بس مو شخص ممكن تختاريه ولو كان بيدك تختاري ماراح تختاريني .. فهمـــــــت ..
أغلق الخط في وجهها وانفاسه تزداد وغضبه يزداد , صدمته أيضاً تزداد , تحوّلت فرحته بزواج رند لحزن شديـــد على حاله ..
لأول مرة يشعر فيها انه مرفوض .. ساذج .. احمق ..
قام من فرط الاختناق وهو يشعر بنــــــااار مشتعله بصدره اخذ يدور بالغرفة وهو يشعر بالغضب والغضب والغضب ..

\\

بعد ثلاثة أيّام بالضبط عقدت رند قرانها في منزل والدها أيضاً دون علم فجر بأيّ شي .. كانت السعادة تغمرها والخوف في آنٍ واحد .
ثم استأذنت من والدتها بالمكوث لمدة يومين اخرين عند والدها لتتمكن من رؤية رشاد دون ان تشعر والدتها بأيّة غرابة ..
خلال هذه المدة لم تتكلّف ميهاف بمحادثة زياد ولا الإعتذار , لم تكن تشعر أنها اخطأت أصلاً بل تشعر أنها ما قالت الا الصواب , ومهما شعرت بالشوق والحنين إليه فيجب ان يضعا حداً لتكون علاقتهما واضحه ..
أما زياد لم تره رند كثيراً , فقط مرة واحدة في يوم العقد وبعد ذلك لم تكترث لأمره على الرغم من الجمود الواضح عليه تلك الليلة , إلا أن افكارها انشغلت برشاد ووقتها امتلأ برشاد .. الذي أيضاً لم يلحظ تجهم زياد ..
مرت الأيام ولا أحد يعلم عنه أيّ شيء .. ولا احد يكترث , الجميع يظن أن كل شيء على مايُرام , حتى والدتهم ..
بالرغم من تغيّبه عن المنزل يوم كامل لكن لا أحد اهتم لغيابه .. لا احد يسأل عنه .. عاد وحيداً بعد كل شي ..

ليعود بعد أيّام بصاعقته التي هزت هدوء الفيلا وسكونها الذي دام طويلاً .. عاد وهو يقول لوالدته التي سألته عندما رأته يدخل للمنزل بوقت متأخر : وين كنت امس ؟
زياد بجمود : مع زوجتي ..
تعلقت لواحظ فجر عليه ورند تركت هاتفها ورفعت بصرها إليه عاقدةً حاجبيها وهي مبتسمه تظن أنه يمزح لكن ما إن رأت الجدية في عينيه وسؤال والدته : زوجة مين ؟
زياد : انا عقدت على نايا امس .. واليوم جيت اخذ اشيائي .
فجر بصدمة : تستهبـل صح ؟ زياد مو وقت مزحك !!!
زياد فتح هاتفه وفتح على صورة العقد بدون ان يتفوّه بحرف واراها الصورة .. امسكت فجر بهاتفه بكلتا يديها والصدمه تعتليها , نظرت إليه وكشرت : انت مجنون صح ؟؟ شارب شي ؟؟ كلمني شـــــارب شيء ؟؟
رند بصدمه : وميهاف يازياد !
فجر بغضب : قلتلك لو تبغى ميهاف اقسم بالله ما حرفض !! توقعتك تحبها , ايش اللي رجعك لنايا يازيااااااد ؟
زياد هز كتفيه بلا مبالاة : يمكن لأن هذا اللي كان لازم اسويه من اول , عشان لو طلعت فعلاً حامل مني , ما يصير عندك حفيد غير شرعي .
فجر : مااااايهمـــــــني يكون عندي حفيد غير شرعي ما ادري عنه ولا تكون عندي كِنّه من بنات الليل يا متخلّــــــف ايش بقول للناس انا ؟؟ ولدي تزوج مومس ؟؟ ..
زياد : صارت زوجتي وكل كلامك ماراح يغيّر شيء !
رند والغضب يعتليها هي الأخرى : انت مو قلت تحب ميهاف ايش اللي صار ؟ زيــــااااد لو مرة وحدة بحياتك بس خليك رجّاااااال مع البنت اللي وثقت فيك .
حينها انفعل زياد : مو انـــــــتِ ولا ميهاااف اللي تحددوا انا كيــــف لازم أكـــــون ,, هذا انا عجبتكم ولا لأ .. ورضيتوا ولا بالطقاق .
فجر ضربت كتفه بحرقة : توقعتك تعدلت وتغيّرت توقعت اني بقدر ارجع اثق فيـــك وننسى اللي صار ونبدا صفحة جديدة بس انت مافيــــك فايدة .. اطلع برا ولا عاد ترجع , خذ كل اغراضك وانقلع من الفيلا ما عاد بشوف وجهك خلي نايا تفيدك ..
زياد ببرود نظر إليها قائلاً : لا شوفي عشان نكوني عادله , ترى حتى رند تزوجت رشاد بموافقة ابوي وعقد من المحكمة بدون علمك ..
اتسعت احداق رند بصدمه : زيــــــاااد !
زياد : بتكذبيني ؟ اوكِ تقدري تقوليلها ليش اصريتي تباتي عند ابوي الفترة اللي راحت ؟
وكأنه حين احترق احرق كل من حاول لمسه ..


\\

جالسه برفقة والدتها التي تشاهد التلفاز ، اما هي تعبث بهاتفها ..
عقدت حاجبيها بإستغراب ولم يدم استغرابها طويلاً حتى تحول لصدمة عندما رأت صورة شاركها زياد ليد فتاة تمسك بيده ومكتوب على الصورة "I became with my love "
لم تكن الصورة بعدسته وانما هو فقط صوّر الشاشة ونشرها بسنابه معلقاً بثلاث قلوب حمراء
تباطأت نبضاتها لوهله لكن سرعان ماشعرت بالغيــــــــــــــظ وهي تقول في قرارة نفسها : هذا اللي بيتزوجني ؟؟ احنا حتى ما صارلنا اسبوع متقاطعين الا وهو مع غيري !!
حاولت تجاهل الامر لكنها لم تستطع ، قامت من مكانها بسرعة عائدة إلى غرفتها .. اغلقت الباب وجلست فوق سريرها محاولةً الاتصال به مرة تلو اخرى لكنه لا يُجيب ، وبلا سابق انذار اختنقت وهي تشعر بالغيـــــرة وكم هائل من التساؤلات .. اتصلت برند وايضاً لم تجب رند .. حينها قررت الاتصال بفجر بحجه انها قبلت عرضها .. رنه واثنتين وسرعان ما اتاها الرد بصوت مختنق : هلا ميهاف .
ميهاف بعد لحظات من الصمت : رند !
رند : ايوه ، بغيتي شيء ؟
ميهاف : اشبك صاير شيء ؟ مامتك وينها ؟
رند ودموعها تنزل على خديها : بالمستشفى .. ارتفع ضغطها وطاحت علينا وجبناها للمستشفى (وبصوت يكاد يختنق من البكاء) ميهاف ادعيلها ، ادعي انو مايصير لها شيء ولا والله ما حسامح نفسي ولا زياد .
ميهاف بهلع : ايش اللي صار طيب ؟
رند : ما ينفع اقولك عالجوال .. خلي الوضع يمر على خير واقولك ان شاء الله ، بس بالله عليك ادعيلها ..
ميهاف اغلقت الخط بعد ان ودعتها وانهت المكالمه .. الافكار تتضارب في رأسها مالذي حدث ؟؟ عاودت الاتصال مجدداً متسائلة عن موقع المشفى ورقم الغرفة ..

افاقت وهي على السرير الأبيض .. كمامة الاكسجين تغطي نصف وجهها .. اصوات الاجهزة من حولها ، الضوء المزعج فوق رأسها مباشرةً .. فتحت عينيها وهي تحاول الالتفات ، وترى رند تبكي بجانبها وزياد بمجرد ان انتبه لاستيقاظها اقترب .. احتقنت عيناها بالدموع مجدداً وهي تسحب يدها بقوى خائرة من يد رند وتهمس : وخرو عني .
رند ودموعها بإزدياد : ماما .
قامت فجر وهي تزيح كمامة الأكسجين عنها وتجلس : اطلعي برا انتِ واخوك , اطلعوا ما أبغى أشوفكم ..
لم تكمل كلمتها الأخيرة الا ونظراتها تتوجه ناحية الباب , على صوت خطواته وهو يدخل للغرفة .. وعندما التقت عينيهما بكت بسخط أكبر : ايــــش جابك انت ؟ جاي تتشمت ؟
عبدالله : جيت اتحمّدلك بالسلامة .
فجر : الله لا يسلّمك ولا يوفّقك تدري اني مو موافقه على زواج رند من رشاد وتزوّجها من وراي ؟ بدووووون علمي , تخليها تعاندني ؟
عبدالله : ما اظن ان الوقت مناسب عشان نتكلم بالموضوع .
فجر : ومـــــــــتى الوقت المناسب ؟ لما امــــوت من قهري ؟
عبدالله : الولد مافيه شيء انتِ ليش رفضتيه , ورند موافقه انتِ ليش واقفة بينهم ؟
فجر : ايوه ايوه اجلس العب عليهم بذا الكلام كأني جالسه احرمهم من الأشياء اللي يحبوها ما كأني ابغى مصلحتهم .. ماتقول لـــــي كيف بتعيــــش رنــد معاااه ؟ بس تدروا كلكم اطلعوا برا ولاعاد اشوفكم ابداً .. إنتِ خليكِ عند أبوك اللي بديتيه علي .. وانت روح لبنت الليل اللي متخرفن عندها يعني فوق انك عارف انها بنت ليل تتزوجها ليـــــش ليــــش ؟؟ اطلعوا برا ما ابغاكم ما ابغى اشوفكم .. احرق دمي عليكم ليش وانا مو هامتكم .. (ثم صرخت بإنهيار) أقولــــــكم اطلعوووووا ما تسمعوووونـــــي ..
دخلت الممرضة إثر صرخات فجر وبكائها العالي بينما خرج الثلاثه من الغرفة ..
نظرت رند إلى زياد بسخط ودموعها تنهمر على خديها : عاجبـــــــــك اللي سويته ؟؟
زياد : وكأنك طالعه منها يعني ؟؟
رند : انا كنت بقولها بالوقت اللي اشوفه مناسب بس انت خربــــت كل شيء كل شيء !!
زياد : ومتى كان الوقت المناسب برأيك ؟ لما تحددي موعد زواجك ؟ ولا لما تبشريها بحفيدها الأول ؟؟
سكتت لأنها تشعر أن لا جدوى من الجدال معه , وكأنه بلا احساس .. كان يتصرف كأن مافعله هو الصواب , لم تكن تعتليه آيةَ ملامح سوى الجمود .
بعد نصف ساعة تقريباً زارتها ميهاف برفقة والدتها فادية ..
وبمجرد أن رأتهما فجر حتى انفجرت باكيه مجدداً وبمجرد اقتراب فاديه منها لتسلّم عليها عانقتها فجر وبكت بحرقة : شفتي ايش سوو فيّا اولادي ؟؟ هما ليش مايفهموا اني ابغى مصلحتهم انا مو جالسه اعاندهم !! ولا بتحكم فيهم بس هما ليش مو فاهمين ؟؟؟ انا تعبــــت خلاص تعبـــت مهما سويت محد يحس ما ابغاها تتعلق فيه وتكون بينهم ذكريات وبعدين يكتشفوا انهم مايصلحوا لبعض , ما ابغاها تدخله حياتها ولا تقدر تتعداه طول عمرها ... وزيااااد زيـــاد عارف انها ماتصلح له عارف انها مومس عارف انها كل يوم مع واحد وفوق كذا تزوجها , لسه عنده امل انها تكون حامل بولده !! انا ايش اسوي يا فاديه ايش اسوي احس بناااااار ناااار بصدري .
اخذت فادية تمسح على ظهرها تحاول تهدئتها بينما ميهاف تلقت الخبر كالصاعقة التي اسقطت قلبها بخـــــوف هل فعلها الأحمــــق زياد وتزوّج نايا ؟؟
افكار كثيرة لجّت برأسها لكنها متأكدة انها السبب فيما فعله زياد , لم يكن سيتخذ هذه الخطوة لولا جدالهم الأخير .. قلبها يعتصر وهي تشعر بالذنب حيال بكاء فجر المرير مما فعلوه رند وزياد .. لأنها هي أيضاً من شجعت رند على اتخاذ قرارها لكنها لم تتوقع ان تصل فجر إلى هذه الدرجة , ظنت ان جلّ ما سيحصل هو مجرد خلاف صغير , لكن يبدو ان فجر هشّة وقوتها ليست سوى غلاف خادع ..
ابتعدت فجر عن فادية وهي تمسح دموعها وتقول : فاديه خلي ميهاف تجيني اليوم انا اليوم حطلع من المستشفى بس ما ابغى اكون لحالي وفاضيه ابغى انشغل بأي شيء , خليها تجيني وبعلمها كيف تشتغل , أكيد ميهاف قالتلك عن العرض الي عرضته عليها (ثم نظرت إلى ميهاف) حتى لو ماتبغي يا ميهاف بس هالفترة عالأقل لين اقدر اهدا وافكر ..
فاديه : كلمتني وهي قالتلي انها اصلاً موافقه .
فجر : حلو يصير تعالي لي اليوم العشا او المغرب ان شاء الله ولا اقول انا اول ما اطلع برسل لك عبدالمجيد يجيبك تمام ؟
ميهاف اومأت رأسها بالإيجاب : طيب .

*****

يجلس وهو رافع كلتا قدميه على الطاولة التي أمامه , اعتدل بجلسته عندما دخلت وجلست امامه تنظر إليه بإستياء : انت وعدتني ياسلطان وعدتني , اوفيت بوعدك ؟ اذا لأ تكفى طلعني بس بحرق دمه حرفياً بحرق دمه , سلطان انا مو قادرة انام , كل ما احط راسي عالمخدة اتذكرهم (نزلت دموعها بحقد) والله والله ما راح يبرد قلبي الا موته , سلطان الله يخليك .
اغمض عينيه يحاول جمع كلماته , ثم فتحهما ونظر إليها : نتفق اتفاق ثاني ؟ وهالمرة اوعدك من جد راح تطلعي من قضاياك زي الشعره من العجين .
لمياء : لا توعدني بشيء أنا عارفه وانت عارف انه مستحيـــــــل .
سلطان : اوثقي فيّا هالمرة بس ..
سكتت لمياء بينما تنتظر يكمل كلامه , ليقول سلطان : اللي حقوله لك الحين راح يبقى بيني وبينك ما ابغى ولا مخلوق يدري عنه .. انا ابغى استغل ملفك اللي بالعيادة النفسية اللي كنتِ تراجعين فيها لما حسبتي ان بدر توفى , ابغى المحامي يطّلع على ملفك وابغاك تساعديني لأننا ممكن نضطر برضو نجيبلك دكتور نفسي يختبر حالتك .. ملفك بالعيادة النفسية ممكن يفيدنا مرة مرة مرة ويطلعك من هالموضوع بسهولة .
لمياء : بعذر اني مختله ومريضة نفسياً ؟
سلطان : بالضبط .. بس لمياء مهما صار ما أبغى أحد يحس ولا واحد بالمية إني قاعد اساعدك فلا تستغربي اذا تغيّر اسلوبي معاك فجأة ..
قاطعته لمياء : انت ليش قاعد تسوي كذا وانت عارف انك لو انكشفت حتتضرر ؟
سكت سلطان , لتقول لمياء بنبرة اسف : حبيتني ؟ هذا اللي كنت اخاف منه طوال الوقت .. بكل مرة كنا فيها مع بعض كنت خايفة تدخل حياتي وهي انتهت أصلاً , كنت خايفه اكتشف اني ضيعت عمري ف بدر واصحابه وانا كانت عندي فرصة ثانية ارجع احب وانحب فيها ..
سلطان : هذا مايغيّر حقيقة انك استغليتيني .
لمياء : ماكنت استغلك يا سلطان , انا ماعمري اجبرتك تتكلم عن شيء يخص القضايا .. سلطان وجودك معاي طوال الوقت كان يخليني اتردد اكمل بس انا خلاص ما عاد اقدر اتراجع بشيء .. صح بالبداية قتلت امين ويحيى وانا من جد منهارة من اللي صار لبدر وما كنت أبغى شيء الا اني اخذ حق بدر منهم , بس تعارفنا اللي ما كان متوقع شوشنـــي .. شوّشني لدرجة اني لما حاولت اقتل يزيد حسيت اني نسيت السبب اللي يخليني اقتله اصلاً ! ما اعرف ايش اللي خوفني او ايشش اللي خلاني اتردد بيزيد , بس الحين تأكدت اني كنت خايفه من الصدفة اللي جابتك لي .. وماجد ماجد لما جابوه لي كنت متخليه تماماً عن فكرة القتل حسيت ان خلاص بدر ما عاد يعني لي انا افكاري انصبت عليك , فجأة تمنيت لو اقدر اتراجع واعيش حياة طبيعية بس ما كنت قادرة .. (اكملت باكيه) وهذيك كانت اول مرة اقتل شخص وابكي عليه .. قتلته عشان اسكّت افكاري واسكّته , كان موتّرني
سلطان : ليش ماسلمتي نفسك ؟
لمياء : صعب .. صعب اسلّم نفسي بس خليتكم تخترقوا جهازي وانا عارفه طوال الوقت , كنت عارفه اني مراقبة وبأي وقت راح انسجن ولا عارضت .. حتى انا برتاااااح برتاااح من عذابي , برتاح من ضميري وبرتاح من شعوري بإني كذبت عليك ..
سلطان عقد حاجبيه : جهازك مراقب من متى ؟
استغربت من استغرابه : ماتدري ؟
سلطان همس بغيظ : هاني الواطي .
لمياء ضحكت بسخريه : لا واضح انه مو شاك فيك عشان كذا ما قال لك .
سلطان : انتِ لسه مصره انك ماتدري عن اثار العمليات اللي بأجسام يحيى وامين ويزيد ؟
لمياء : كم مرة اقولك لأ ! اذا لقيتم بتّال اسألوه .. وبعدين مو فاهمه ايش اهمية الموضوع ؟ ايش اللي بيتغير بالقضيه اذا عرفت سبب اثار العمليات ؟
سلطان : لمياء العمليات صارت بعد الخطف مو قبل الخطف هذا اول شيء , ثاني شيء العمليات كانت عمليات استئصال .. كبد وكليه وهذا اللي خلانا نتوقع ان القتل كان لهدف تجارة اعضاء , ابداً ما خطرلنا ولا واحد بالمية ان الدافع عاطفي .
وضعت لمياء يدها على شفتها بتفكير : انتو لازم تلاقوا بتّال , او جابر .
سلطان : انتِ ليش مصرّه ان جابر يعرف شيء .
لمياء : جابر اساس البلا بس اللي يقهر ان جابر نظيـــف ما راح تقدر تطيح عليه بشيء .. مويته ماتتعكر ابداً .
سلطان : بالضبط هذا اللي صار لما رحنا له ما لقينا أي شيء يدينه .
لمياء : ولا راح تلقى بس صدقني هو اساس البلا واقدر أحلف لك ان بتّال مستحيل يتحرك خطوة وحدة الا بعلم جابر ثاني شيء اكيد هما ما كانو داعميني بهالمكايد الا ووراهم سبب اكيد مو حباً فيّا .. بس تجارة اعضاء , هذي اللي ماحسبت حسابها .
سلطان : لمياء انتِ ليش ولا مرة قلتي انك كنتِ تتعالجي عند بدر ؟
لمياء : لأنك ما سألتني كيف عرفته !



سلطان: كنتِ تتعالجي عنده من ايش ؟
لمياء : انا كنت من الجنس الثالث , ف كنت بهذيك الفترة اعاني من نظرة الناس ليّا ونظرتي انا للناس مع اني كنت مسوية العملية ومخلصتها بس ما كنت قادرة اتأقلم على شيء .. الموضوع دام فترة طويلة مرة قبل ما اتعلق فيه واحبه (ضحكت بسخريه) تخيل مع علمه اني كنت اعااااني من هالموضوع الا انه حسسني ان الموضوع طبيعي وفيه اكثر من شخص يعاني مثلي من الجنس الثالث وانا مو الوحيدة , لكنه لما تركني تركني عشان نفس السبب , عشان هو فجأة حس انه مايقدر يتقبل فكرة اني كنت من الجنس الثالث.. بس انت كيف عرفت ؟
سلطان : بدر قال , بهذاك اليوم انك كنتِ مريضه عنده من باب انه بيقنعنا انك مجنونه عشان كذا ما حب انه يتركك بشكل تقليدي لأنه كان خايف من ردة فعلك لأنه لاحظ عليك سلوك عدواني كذا مرة .
لمياء : والله انا انصحكم تشخّصوا بدر لأن انا ماشفت اخصائي نفسي يحتاج يتعالج نفسياً قده !!
سلطان ابتسم بعد تفكير : كذا لو اخذنا كلام بدر على محمل الجد وبحثنا بملفك بعيادته بيكون الموضوع من صالحك وفرصتك تكون أكبر ..

*****

في النرويج .. وتحديداً بالجامعة .
في وقت راحته اخذ يتجوّل بكوب قهوته بجانب أسوار الجامعة المطله على الحرم الجامعي , وهو يتأمّل بمنسوبي الجامعة , شجاراتهم المرحه , ضحكاتهم , لحظاتهم السعيدة وهم برفقة بعضهم البعض ولحظاتهم الحالمه أيضاً .. تنهد وهو يمضي في طريقه يرتشف قهوته , لكن سرعان ماتوقف في مكانه عندما اتته مسرعةً والغضب يعتليها , وقفت امامه متكتفه : ممكن أعرف ليش مبلكني بكل مكان ؟ اكلمك واتس ولا يوصل لك عشان اكتشف اخر شيء اني محظورة !!!
خالد : ما عندي سبب .
فلك بغضب : لا والله يعني بس فجأة نمت وصحيت وحسيت انك بتبلكني وبلكتني صح ؟
خالد : تقريباً صح .
فلك : تستهبــــــل ؟
خالد : فلك انا ما اعرف ايش تبغي صراحة واتوقع اني قلتلك الفيديو اللي صورتيه واحنا عالسفينه لا تنزليه بأي مكان , ما ابغى مشاكل لا بالجامعة ولا بالبيت , ما ابغى احد يتوقع ان بيننا أي علاقة .
فلك : انا نزلت الفيديو من زمان وانت شفته بس ما رجعت كلمتني احذفه ولا شيء , اش معنى دحين يعني تذكرت ؟
خالد : لأنك مصختيها , قلنا الفديو نزلتيه كذكرى وما كان قصدك فيها شيء , وكتبتي تعليق حب برضو انتِ حره .. تصوريني بكل مرة اكون فيها معاك حتى لو ان شاء الله بس مريت من جنبك وتنزليني بسنابك تكتبي تعليقات مالها داعي تطلعيني وكأني اجي الجامعة بس عشان اشوفك واننا عايشين قصة حب وغرام ما كأنك تدري ان بيان تتابعك برضو بكيفك حسابك وانتِ حره .. لكن كل ماشفتيها تجلسي تستفزيها بكلامك وكأني اقولك كل تفاصيل حياتي وكأني خبيت عليك زواجي عشان ما اجرح مشاعرك .. وكلام فاضي بس عشان تقهريها , لا معليش وقفي عند حدك لا تحاولي ولا تفكري تهزي ثقتها فيّا وتسببيلي مشاكل , انا كاف خيري وشري ولا عمري كلمتك بحركاتك اللي تسوينها وانا عارف انك قاصدتها بس كل مرة اعتبرها جات منك عفويه , بس خلاص يا فلك فكيني من شرك , اوك ادري انك تحبيني بس انا متزوج واحبها وما ابغى تصير لي مشاكل على اشياء تتخيليها انتِ وهي مو موجودة !
فلك : وكـــــل هذا بس عشان بيان , تهون عليك السنوات اللي بيننا بس عشانها ؟ ما كأن بيننا احدعشر سنه معرفة يا خالد , تقطع علاقتنا اللي استمرت احدعشر سنه عشان وحدة ماعرفتها الا من اربع سنوات بس !!
خالد : انتِ ما احترمتي الاحدعشر سنه اللي بيننا , لو انك محترمه سنواتنا هذي كان ما حاولتي تخربي حياتي وانتِ تدري اني مبسوط فيها .
مضى في طريقه بهدوء لكنها صرخت بغضب قائلة : اصلاً انت خروووووف بيان اللي تمشيك لأنك تافـــــــــــه وعديم شخصية , ولو انك رجّاااال كان ماهمك اللي تقوله هي ولا كنت تخليت عن صحبة ال11سنة بس انت خــــــروووووف ..
لم يستمع لباقي ماقالته لانه ببساطة وضع سماعته بإذنيه واكمل طريقه يستمع للموسيقى , لا يود جدالها إطلاقاً فرأيها يبقى مجرد رأي لا ينقص منه أو يثبت عليه أيّ شيء , يكفيه أنه يعلم من هو وكفى .

\\

في المطار عانقته مودّعة ودموعها تنزل بإستياء : توصل بالسلامة .. ريان .
ريان ضاحكاً : شفيك حزينه كذا ترى راجع جدة مو رايح القبر !!
بيان : لا تتفاول على نفسك ياحمار , والله كان نفسي تطوّل أكثر على الأقل لين اولد عشان انا أصلاً كلمت ابوك يجوني كلهم بنفاسي ويجلسوا عندي لين اخلص النفاس .
ريان : يا ساتر تبغيني اجلس شهرين زيادة !! انا وانا ماجلست الا شهر وشوي وصرت لمبة حوش مكسورة بعد ما تصالحتي مع حبيب القلب .
بيان : يا كذاب كل يوم احنا قاعدين نتقابل , لسه ماوصلت جدة وجحدت خلاص !!!!!
قطع عليهم صوت النداء الأخير للرحلة , ريان قبّل خدها على عجل : انتبهي على نفسك وعلى بنتك , جيبي وحدة تشبهك اوكِ ؟
بيان بتهكم : اوك دحين بختار من كتلوج الأطفال .
ضحك وهو يلوح إليها مبتعداً عنها ويرمي قبلات مرحه بالهواء حتى اختفى عن حدود بصرها ..
خرجت من المطار وهي تتجوّل بلا هدف , لا تودّ العودة إلى المنزل الجو جميل هذا اليوم لذا لاتودّ تفويت المشي تحت قطرات المطر الخفيــــفة جداً .. على الرغم من شعورها بالثقل لأنها في شهرها الثامن ولم يتبقى سوى شهر واحد على ولادتها ..

بعد فترة قصيرة من الزمن تقابلا هي وخالد في احد المطاعم عندما انتهى هو من عمله .. جلست تتأمل في قائمة الطعام ثم وضعت القائمة على الطاولة وزفرت بضيق : ماني فاهمه ايش وراه عشان يرجع بدري كذا !
ابتسم خالد : خلاص مو حترجعي تشوفيهم بعد شهر ان شاء الله ليش زعلانه ؟
بيان : والله الشهر عدّا بسرعة معاه .
خالد : والشهر هذا بيعدي بسرعة ان شاء الله وتشوفي الباقيين , ما قلتيلي ماطلعت الصور لسه ؟
بيان ابتسمت : قالوا بكرة بيرسلوها لي ان شاء الله .
أضيئت شاشة هاتفها إثر رسالة .. لم تكترث في البداية لكن الإشعارات انهالت فجأة واحدة تلو الأخرى , امسكت بهاتفها بينما قال خالد : ما اخترتي ايش تبغي ؟
بيان وعينيها على الشاشه : اطلب انت واطلبلي أي شيء خفيف .
فتحت الإشعار وفُتحت لها محادثه بها كلام طويل وكثيـــر , قرابة الصفحة الكاملة , عقدت حاجبيها اكثر وهي تقرأ انواع الشتائم والسب والتوبيخ والدعوات , خطفت نظرة سريعة للإسم لتجد الرسالة من فلك ..
رفعت عينيها على خالد الذي انتهى للتوّ من الطلب : خالد صار شيء اليوم مع فلك ؟
خالد : ليش ؟
قلبت الشاشه عليه ليراها .. اخذ نظرة سريعة على الكلام الطويل جداً : وش كاتبه ذي ؟
بيان وهي تقرأ بعشوائية : انتِ يامريضة لا تحسبيني ميته على زوجك وكأنك الوحيدة المتزوجة بالعالم ومايحتاج كل ماشفتي عندي شيء تكلميه يا غبيه , الله يحرقك ويحرقه معاك انا الغلطانه وثقت فيه واعتبرته اقرب شخص لي وعاملته بطيبتي وعاملتك بطيبتي برضو بس انتِ انسانه خبيثه ومتخلفه ومريــــــــضة انا الغلطانه لأني عطيتك وجه واضفتك عندي بالوقت اللي حتى هو سحب عليك فيه ودحين اشبعي منه جعله يقهرك زي ما قهرني الحيوان , حسبي الله عليكم الله ياخذك انت وهو ويفكني منكم ...
قطع قراءتها للكلام المكتوب ضحك خالد المصدوم الذي وازداد ضحكه قائلاً : هذي شفيها تعاملني كأني ظلمتها ؟
بيان : كمية الدعاوي اللي كاتبتها بالتكملة مو طبيعية احس كأني قاعدة اخذك منها , كأنها هي اللي زوجتك وانت جالس تخونها معاي , عارف كيف ؟؟
خالد : طنشيها واحذفيها ما كأنك قرأتي شيء .
بيان : لا منجد ايش صاير ؟
خالد : ولا شيء بس سألتني ليش بلكتها وتخاصمنا وعصبت بس .
بيان وضعت يدها على بطنها وهي تمسح بهدوء : الله يشغلها بنفسها المهم اني احس خلاص تعبانه وثقيـــله ما عاد فيّا امشي بس بنــااام .

خرجا بعدها يمشيان تحت المطر الخفيف يتبادلان الأحاديث والضحكات وبمجرد أن وضعوا اقدامهم على بداية الجسر حتى سمعوا صوت شخصٍ ما يقف امامهم على بُعدٍ يسير .. ينظر إليهما بوجه متجهم مرهق شاحب , يقف بجسده الهزيل أمامهم يقول مقاطعاً : بيــان .
التفت الإثنان لمصدر الصوت بغرابة وعندما رأوه زاد استغرابهم ..
لم يروه منذ فترة
طويــلة , قد شاع خبره بالجامعة من أنه يعاني من مشاكل صحيّه جعلته يقدّم استقالته لذا فلم يعد خالد يراه داخل الجامعة .. لكن يبدو عليه وكأن التعب قد تمكّن منه .. هالات سوداء محيطة بعينيه الذابلتين .. مرتدياً ملابسه بطريقة فوضوية .. شكله بات غريباً جداً ليس كما كان إطلاقاً .
استرسل بالحديث قائلاً : احنا لازم نتكلم , ولازم نحط حد لكل شيء .
خالد بتجهم : عفــــواً ؟؟
مازن بحدة : لا تتدخل انت !! انا ابغى اكلم بيان , أبغى جوابها هي (صب تركيزه عليها) انا ايش اعنيلك ؟
خالد خطى خطوة واحدة منفعله : انت مضيّـــع ..
لم يكمل كلمته ولا خطواته لأن مازن اخرج مسدسه مصوّباً تجاه خالد بأنفاس متضاربة وعينان محمرة : لاتقـــــــرب أكثر , قلتلك انا ما أبغى الا اني اسمع جوابها هي .
شهقت بيان برعب : مازن تقدر تسألني عن أي شيء بس نزّل المسدس ..
مازن بسخريه : خايفه عليه ؟ هو خلاك , طلّقك مايبغاك ليش رجعتيله ؟ ما يبغاك زي ما أبغاكِ أنا .. انتِ تدرين وش كثر أحبّك .
حاول خالد التحرك نحوه بغضب يودّ إبراحه ضرباً لكن بيان تشبثت بيده بترجي هامسه : لاتبعد عني .
بيان : مازن ايش اللي بتعرفه ؟
مازن ودموعه استقرت بمحجره : راح اسألك لآخر مرة , ليش فضلتي خالد علي ؟
بيان : لأنه زوجي .. ولأني حامل..
مازن : يعني انتِ ماتحبينه صح ؟ لولا الحمل ماكان فيه شيء راح يحول بيننا صح ؟
حينها لم يتمالك خالد نفسه وهاجمه بسرعة واسقطه أرضاً ووجّه له عدة لكمات .. وسط صرخات بيان الباكية المترجيه بأن يبتعد عنه لكن ظل خالد يهذي ومازن يحاول المقاومة .. وضع المسدس على رأس خالد قائلاً : والله لو ما بعدت لأيتّم ولدها !
توقف خالد لكنه ظل ممسكاً بياقة قميص مازن والغضب يملؤه : انت اللي لو مارحت عن وجهي ويمين الله لأموتك بيدي ..
وبيان تقول باكيه : مازن الله يخليك لاتتهور ما راح تستفيد شيء لو قتلته ..
ابتعد خالد عنه ووقف , ووقف مازن وهو يقول : كيف ماراح استفيد شيء ؟ بالعكس راح نتزوج ونعيش حياة ماحلمتي فيها ..
خالد امسكه مجدداً بغيظ لكن مازن قال : خليني اسمع ردها واوعدك لو رفضتني ماراح تشوفوني طول عمركم .
بيان ببكاء : مازن انا اسفه بس انا احب خالد , انا ماعمري اعتبرتك اكثر من دكتور بالجامعة وبس ..
مازن صارخاً بإنفعال : ليــــش انا ماعمري شفتك مجرد طالبه .. ليــــش انتِ مو راضية تحسي فيّا ؟
ثم هدأ صوته قليلاً وهو ينقل نظراته بينهما : هذا اخر رد لك ؟
ظلت صامته للحظات ودموعها تسيل على خديها ثم اومأت بالإيجاب ..
حينها قال خالد : سمعت ردها , يلا لا نشوفك ..
تعلقت عينيه على خالد قائلاً بحرقة : هي اختارتك بس انا متأكد إنها راح تندم لانك مستحيل تحبها قد ما أحبها انا .. بس تدري انا ما ابغاها تندم ولا ابغاك انت تنبسط ....
وبلمح البصر اطلق النار على بيان وهو يبكي ويصرخ بصوت عال : ما راااح يتهنى فيك أحد تفهميـــــن !!
لتستقر الرصاصة في صدرها .. ويغرق قميصها بالدم ... تسقط على الأرض مغشياً عليها .. امام عينيه المتسعة بصدمة , لم يستوعب أيّ شيء , لم يشعر بأيّ شيء .. توقف كل شيء من حوله لوهلة .. اجتث بجانبها على ركبتيه صارخاً بإسمها بهلع : بيـــــان ..
رفعها عن الأرض وهو يضرب خدها بخفه : بياااان تسمعيني ؟؟
رفع بصره على صوت طلقة ناريه أخرى لكنها ابعد قليلاً عنه , ليجد مازن الذي وقف على حافة الجسر قد سقط من الجسر بعد ان اطلق على نفسه الرصاص .. ظلت اطرافه ترتعش وهو يحاول مناداتها , توقف الناس ينظرون إلى هذا المشهد بصدمه وهلع .. قتيله واخر قد سقط منتحراً ..
حاول الناس القليلون مساعدة خالد في ايقاف النزيف , حاول اخرون الإتصال على سيارة الإسعاف , كان عقله يعج بالفوضى , نبضاتها خفيفه جداً , الوقت يمر ببطء عليه يخشى فقدها يخشى ألا تصل سيارة الإسعاف بالوقت المناسب , حاول الطلب ممن حوله بأن يساعدوه في نقلها إلى سيارته , لكنه اوقف سيارته بعيداً عن المكان , اوقفه احدهم عن حملها قائلاً : احضر السيارة إلى هنا .

\\

لم تتوقف دموعه عن النزول وهذا الخوف يجتاحه أطرافه ترتعش , الخوف من فقدانها هذه المرة , لأن الأمر لا يبدو مطمْئِناً هذه المرة .. مرت 3 ساعات ولم تتوقف غرفة العمليات عن الحركة .. لم يخرج أحد ليطمئنه على حالها , المشهد يتكرر في عقله , شعور الحسرة تتكرر .. كلمة "لو" تتردد في ذهنه مرة تلو الأخرى ..
لو أنه استطاع الحصول على المسدس .. لو أنه لم يبتعد عنها .. لو انهما تجاهلا مازن .. لو لو لو
ليخرج الطبيب بعد مرور أربع ساعات , يمسح العرق من جبينه وينزع عن وجهه الكمامة , نظر إلى خالد الذي وقف بلهفه ينظر في عينيّ الطبيب باحثاً عن أخبار سارّة ..
زم الطبيب شفتيه قائلاً : "لقد فعلنا مابوسعنا من أجلها , لكننا لا نستطيع التأكد من سلامتها إلى أن تستيقظ .. لكن مازلنا نخشى أنها لن تستيقظ بالوقت المحدد وفي هذه الحالة من المحتمل أن تدخل في غيبوبة , وحين يحصل ذلك سنضطر على إجراء عملية قيصرية لإخراج الجنين لكيلا يتضرر ."
خالد : "ألا نستطيع فعل شيء من أجل هذا ؟"
الطبيب : "مع الأسف كل ما بوسعنا الآن هو انتظارها إلى ان تستيقظ , لم يكن الأمر سهلاً فقد كانت الرصاصة بالقرب من قلبها بالضبط ."
ذهب الطبيب تاركاً خالد يصارع رعبه وxxxxب ساعته أصبحت بالكاد تتحرك لتتركه هي الاخرى يشعر وكأن الوقت يدهس على قلبه ببطء شديــــد .

\\

في المطار بمجرد أن وصل إلى أحد محطات التوقف .. قبل الإقلاع مجدداً .
فتح هاتفه ليجد كم هائل من الاتصالات الفائته ..
عاود الإتصال على والده الذي رد بهلع قائلاً : انت وينك ؟
ريّان بإستغراب : دوبني واصل مطار ....
قاطعه والده : يعني خرجت من النرويج ؟
ريّان : ايوة ليش ؟
والده : ماتدري ان بيان بالمستشفى ؟ كنت ابغاك تطمني عليها لأن كان خالد يكلمني وانقطع الخط ..
ريّان : بالمستشفى ليش ؟ بتولد ؟
والده : صابتها رصاصه , حالتها خطيرة حسب كلام الدكتور واحتمال اذا ما فاقت تدخل غيبوبة .. ريّان ابغاك ترجع للنرويج خليك معاها هناك طمني عليها !!
ريّان : اوك اوك راح اشوفلي حجز دحين .
اقفل الخط وهم بالاتصال على خالد لكن هاتف خالد مغلق , يبدو ان شحن هاتفه قد نفذ .. ذهب مسرعاً للبحث عن أقرب رحلة للنرويج مجدداً ..

\\

الجميع في حالة هلع عندما عرفوا الخبر .. سما لم تنفك عن البكاء والدعاء بخوف .. وسلطان يحاول التوصل إلى أيّ احد من الممكن ان يوصلهم إليها .. خالد لم يعد يجيب , وهاتفه مازال مغلقاً ..
سليمان هو الآخر اخذ يبحث عن حجز للنرويج , لا يستطيع البقاء منتظراً دون أن يراها ويطمئن عليها بنفسه .
جوانا – تمارا , والجميع في حالة خوف وحزن على مايحدث الآن لكن لا يملكون سوى الدعاء ..
بينما رواد اخبر المحامي بما حدث للبحث عن مازن أغلق مكالمته بوجه متجهم , وسأله سليمان : ايش قالولك ؟
رواد : اول ما يلاقوا أي خبر عنه راح يبلغني , نبلغ السفارة بالنرويج ؟؟
سليمان بإنفعال : أيّ شيء المهم هالإنسان مايعيش دقيقة وحدة وبيان بالمستشفى !!
ميار : الوقت متأخر سليمان , روح ارتاح وان شاء الله بكرة خير .
سليمان : أي خيـــــــــر وبيان بين الحياة والموت ياميار انا كيف بنام !! كيف بنام وانا ادري ان فيه واحد حاول يقتلها , ايش بيكون مصير بنتها طيب ؟ يا الله .

\\

لم يرفّ له جفن وهو يجلس بالقرب منها منتظراً استيقاظها ليطمئن .. النعاس يداعب عينيه لكنّه يأبى إلا أن يراها قبل ان يغادر ..

صباحاً فتح عينيه بإنزعاج من اشعة الشمس التي تخللت الغرفة ..
وبمجرد ان استوعب مكانه جلس بهلع ينظر إليها والممرضه تفحصها ..
اقترب خالد بخوف متسائلاً : الم يحن موعد استيفاظها بعد ؟
الممرضه : من المتوقع ان تستيقظ خلال هذه الساعتين القادمتين على الاقل ..
قطع افكاره اتصال من ريان على هاتف بيان ، رد خالد : هلا ريان .
ريان : يارجال كم ساعة وجوالك طافي ؟ تعبت اتصل عليك .
خالد : ما رجعت اشحنه شحنه مخلص وطفى ..
ريان : انت بأي مستشفى ؟ واي غرفة ؟
خالد : بمستشفى ###### غرفة 34

*****

عندما عاد من عمله ، ودخل إلى المنزل ، عقد حاجبيه وهو يسمع صوت توبيخها آتٍ من المطبخ .. زفر بضيق واكمل طريقه لغرفة نومهم دون ان يكترث لسبب هذا التوبيخ ..
بدّل ملابسه واستلقى على السرير والنوم يداعب عينيه لكن ... آنّى له أن ينام الآن وذكرى روان تحتل عقله ؟
حاول اغماض عينيه وطردها من أفكاره لكن ، فتح عينيه وانفاسه ثقيله جداً لمَ يشم رائحتها في مخدته ؟ لمَ فجأة عطرها انتشر بالمكان ..
قام وهو ينظر حوله لم يجد أحداً .. عاد واستلقى واختفت الرائحه التي لم تكن موجودة الا في عقله أصلاً ..
هلَك في هذه الافكار ، هلَك في حنينه إليها ، وكأنها عاشت معه خمسين عاماً ليس فقط خمسة اشهر ..
يراها في كل شيء يفعله .. افتقد عناقها الدافئ عند عودته من عمله .. افتقد حضنها أثناء نومه .. افتقد مداعبتها لوجهه إذا شعرت أنه لن ينام سريعاً .. افتقد مواساتها له إذا عاد من عمله بائساً ، ف تحاول غمره بالحب لكي ينسى .. افتقد عنايتها به وكأنه اهم شيء بالعالم .
ابتسم بإنكسار ثم تنهد ، لم يعرف مكانتها بقلبه الا بعدما اطفأ وهجها ، وكسر قلبها .. لم يشعر بقيمتها الا بعدما فقدها .. هو خسر ما كان بين يديه هذا ما يقرّ به الآن ..
بمجرد أن اغمض عينيه ، فُتح الباب ودخلت سهام ، نظرت إليه عاقدةً حاجبيها : انت رجعت ؟ ماحسيت فيك متى دخلت ؟
رعد بنبرة ناعسه : دوبني قبل نص ساعة .
سهام بدأت سخطها المعتاد : اففف خدامتك ذي جننتني ما تفهــــم الف مرة اقول لها ما احب الاكل حار ما تفهم ، بالله عليك كم لنا بالبيت ؟ اسبوعين وهي طوال الاسبوعين تحرقني بالفلافل اللي تحطهم بالاكل .
رعد : معليش حبيبتي هي متعودة اننا نطلب منها الاكل حار .
سهام : رعد 13 يوم وانـــااا افهّمها اني ابغااااه بدووون فلفل ايش اللي مو مفهوم بكلامي !!!
رعد : بس انا احب الاكل حار .
سهام : يعني هو انت اللي قاعد تقول لها تحط الفلفل ؟
رعد : لا ماقلت بس هي تعرف ، هي معايا من لما كنت بالمتوسطه ف خلاص حافظتني ..
سهام : اوووه ليش ماقلتلي انك تحب الاكل حار ! احسبها تعاندني .
رعد : يعني بالله عليك ليش تعاندك ؟
سهام : شدراني يعني ماتعرف وصاخة الخدم .
رعد : بس هي مو كذا بالعكس ياحليلها ماشفنا منها شيء طوال سنوات شغلها عندنا .
سهام : اوك اوك خلاص ما صار شيء ، بس قول لها لاعاد تحط فلفل انت تبي الاكل حار حطه بصحنك بس ، قوم خلاص اكيد حطت الغدا .

على مائدة الغداء ..
قال متسائلاً : ماكلمتي اهلي تسأليهم عن بيان ؟
سهام عقدت حاجبيها : وليش اسأل ؟ انت قلتلي انها لسه ماصحيت .
رعد زفر بضيق : أدري إني قايل لك بس .. هل لازم أقولك انه من الذوق تتطمني وتحسسي أهلي انك مهتمه ؟ انا ليش ما احس الموضوع هامك ؟
سهام : يا الله يارعد لاتبدأ وتسد نفسي عالغدا .. يعني انا فيا اللي مكفيني وانا لسه ما ادري ايش حيصير على لمياء , تبغاني أزيد همومي بعمتك ذي اللي ما اعرفها ولا شفتها ؟ والله خلاص ما اتحمل وبعدين انت المفروض تحاول هالفترة بالذات تبعد عني أي شيء يكدرني لأني أصلاً متضايقه , مو تضغط علي أكثر بالمفروض وما المفروض .. حسسني يا اخي انك من جد تحبني .. وبعدين كم مرة قلتلك كلم سلطان بموضوع لمياء وجمدتني ؟
زفرت بضيق ..
وهو أيضاً شعر بالضيق : وانتِ اللي ليش ماتحسسيني انك تحبيني وان مشاكلي تهمك ؟ مستكثرة حتى مكالمة تجبري فيها خاطري على الأقل .. ما أبغى اهلي يحسوا انك مو مهتمه وكأن مشاكلنا ماتعنيك وكأنك ماتعتبري نفسك من العايلة !
سهام : خلاص خلاص يارعد بعد الغدا بتصل , فخلينا ناكل واحنا ساكتين .
سكت رعد للحظات وهو يمسح وجهه : ليش تزوجتيني ؟ ليش رجعتي تكلميني وانتِ عارفه اني تزوجت ؟ ولا كذا بعد سنتين حسيتي انك حبيتيني فجأة
سهام بغضب شديــد : يااااااااا الله ياااا الله انت اليوم ناوي نكد , اصلاً انا غبيه لأني رجعت كلمتك وورطت نفسي مع واحد (أكملت ساخرة) يعتبر نفسه نبته بشرية ولازم اهتم فيه وبمشاعره 24 ساعة ولا بيموت .
رعد بغضب أكبر : أصلاً انتِ لو تحبيني بتهتمي بدون ماتحسي ان الموضوع اجبار , لأن اهتمامك بيجي من نفسك بدون ماتحسي على نفسك ! , انا الغبي اصلاً لأني رجعت لوحدة استكثرت نفسها علي لما جيتها .. وما اكتشفت مشاعر الحب تجاهي الا لما شافتني مع غيرها !
سهام بصدمه : رعـــــــد !!!


قال تعالى : (فَقُلتُ استَغْفِرُوا رّبكُم إنّهُ كَانَ غَفّارا)

كتابة : حنان عبدالله

حرر البارت يوم الخميس الموافق :
7-9-1441 هجري
30-4-2020 ميلادي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.