آخر 10 مشاركات
غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-18, 05:37 PM   #191

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr كل عام و انت بخير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 5 والزوار 3)

‏موضى و راكان, ‏قلب حر, ‏samam1, ‏noura 203, ‏amana 98




كل عام و انت بخير و عيد أضحى مبارك

ارجو ان تكونى بخير يارحاب

نحن فى انتظارك

:heeheeh:


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-18, 12:53 PM   #192

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 10:39 PM   #193

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلة سعيدة... تم فتحت الرواية بطلب من الكاتبة لاستئناف تنزيل الفصول...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 11:11 PM   #194

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الواحد و العشرون
...............
فتشت بيديها التائهتين كعقلها تماما داخل حقيبة كتفها بصعوبه بالغة عن مفتاح شقتها , فبالاضافه لإجهادها البدني و الذهني المضاعف فإبنتها نور النائمة علي كتفها تزيدها ارهاقا , واخيرا وجدته لتدلف داخل أول عش جمعها بحبيبها , كانت شقة احلامها و مازالت تمثل ذلك , ولما لا و قد عاشت بها اسعد ايام حياتها و اكثرها هدوءا , وما ان خرجت بعيدا عن جدران تلك الشقه حتي لفحتها رياح الغيره و كوتها نيران المشاكل الزوجيه , سواء في بيت هند برفقة غريمتها , او بعدما سافرت لتتذوق مرارة الغربة و علقم الغيرة معا لتتحول حياتها لجحيم مستعر
وضعت طفلتها علي الفراش , استلقت بجوارها بإنهاك مبالغ طالبة بعض الراحه , ولكن ما ان وقعت عيناها علي صورة محاطه بإطار ذهبي مثبته علي الجدار حتي استيقظت جميع احزانها تثور داخل عقلها , صورة تجمعها بفهد بعد خطبتهما بأيام , كان حبهما في غاية ازدهاره , سعادتهم في اشد بريقها ترتسم جليه في بسمتهم الصافيه و عيونهم المشعه بالفرحه و السرور
وبالحال ارتفع نحيبها يشارك دموعها المتسابقه في رثاء حالها الذي تحول كلية , تناست ارهاقها و قامت تتجول داخل مملكتها الصغيره التي اختارتها جزء جزء لتشاركها حبيبها غير عابئة بكم الاتربه المتراكمه عليها , تنظر لكل ركن من اركانها لتري فيه زوجها وحبيبها وتري حبها الذي هرم سريعا وهاهو يكاد يتواري خلف التراب
لا تعرف أبسبب شروق حقاً , ام بسببها هي و فهد وانهم لم يستطيعا الحفاظ عليه , ام بسبب فهد وحده الذي تخلي عنها في اول نقطة خلاف بينهما ,و لم يعطيها الاهتمام الذي تحتاجه و تستحقه ولم يعطيها عذرا لغيرتها نحوه , ام هو معذور
لم تعطيها نفسها الوقت للتفكير اكثر و جلست علي اريكتها المفضلة مسبقا وظلت تنتحب علي فقدان احب من يكون لقلبها و والد ابنتها الوحيده و من كان يمثل لها الحياة بأثرها من ماضيها و حاضرها و مستقبلها
..................
متقوقعه حول نفسها مختبئة داخل فراشها , لم تسمح لغطائها بأن يترك قيد انمله من جسدها , تملأ الصدمة ملامحها , بل وتعدت ذلك فقد افقدت حنجرتها القدره علي النطق , عينيها متسعتين في فراغ موحش ملأ عقلها , حتي تلك اللحظة ولم تستوعب بعد احداث الأمس , ولا تستطيع تفسيرها , كانت كالمغيبة تسير وفق طلبات علي , وبعد ان تم كل شئ تفاجئت بالمخاوف تحيطها من كل جانب , لم يترك شيطانها تخمين سئ و لا ظن اسوداً الا و لقم عقلها به
احداث تمر بخاطرها كالخيال , علي في صباحه الباكر يخبرها برغبه انس بالزواج منها , ويحاول اقناعها و طلب استرضائها و ذكر محاسنه , ابدت موافقتها بالحال ليتحرك علي بخطوات جدية ليتم عقد قرانهم بنفس اليوم استغلالا لساعاته قبل مغادرة ندي و علي في طريق عودتهم لمصر
وبعد مغادرتهم , هاهي مازالت علي حالها منذ ساعات , ساعات تعد الاصعب بحياتها , تشعر بوحدة و رهبه لم تشعرها من قبل , فبالرغم انه اصبح ولأول مره بحياتها من يمت لها بصله حقيقيه ولكن تشعر بوحده مريبه , تشعر بالكون حولها كالغابه , ظلت تسأل نفسها , من يكون أنس , لما طاوعت قلبي و اسرعت في الارتباط به , هل هو حقا كم ظننته , هل يكفي بعض الكلمات التي اخبرها بها ليكون زوج لها وشريكها بباقي حياتها , وتقيدها تحت اسمه باقي ايامها و تسليمها له لنفسها , هل يجب عليها تصديق كل شئ بعمي , هل سيحالفها الحظ تلك المرة و يكون منصفاً لقلبها ام انها وقعت في فخ قلبها للمره الثانية لتقوم علي مفاجئة قد لا يحتملها قلبها تلك المره
لما طلب انس الارتباط بها فجأه بعدما اكد رفضه اكثر من مره , هل اعاد حساباته بطريقه مادية بعيدا عن شعاراته الانسانيه التي زعمها مسبقا ً , هل وجد نفسه كاسب لصفقة مربحه بإرتباطه بها , ام انه جاءه خاطرا من السماء انه سيستعيد بصره لذلك وافق الارتباط بها دون الشعور بذنب ظلمها معه كأعمي كما ادعي مسبقا
لم يكن هناك متسعا من الوقت لتفهم منه , فقد كان علي علي عجله من امره لإتمام ارتباطها قبل مغادرته , حتي انس نفسه لم يطلب الحديث معها , بل ان مظهره وقت عقد القران كان مبهما بشكل لم تستطع فهمه ولا فك شفراته
ورغم كل تلك الامور التي تستدعي الرعب الا ان خوفها داخل قلبها كان اضعاف مضاعفه له , حتي انها ظلت تسأل نفسها , لما تلك الرجفه المريبه داخلها , لما ذلك الضعف و الخوف من ذلك , لقد مرت بظروف أسوأ و لكنها لم تشعر بكل ذلك الضعف و التيه في حياتها مسبقا
كل تلك الهواجس اللعينه حولت مستقبلها امام عينيها لأيام موحله سوداء , ولم تعلم ان علي هو سبب تلك الزيجه بعدما سمع حوارهما سويا وكيف ان كل منهما يسعي للحفاظ علي الاخر ولو كلفه ذلك التنازل عن سعادته وسعادة قلبه , وقد عزم النيه بأن يكون سبب في التوفيق بينهم وقد استعان بالله وظل طوال االليل يقنع أنس حتي وافق
.......................................
تجلس بجواره بوجهها الشاحب و عينيها الغائبتين و ملامحها التائهه , يديها المثلجتين تستقران بحجرها و تشد قبضتهما علي بعضها بقوه حتي احمرت مفاصل اناملها , نظر علي لها برأفه تمزق نياط قلبه , لتلتفت له للمره الألف تلقي عليه نفس الطلب قائله بصوتها المهتز / علي , ارجوك اوعدني تكون معايا في مصر كل لحظه , ارجوووك يا علي متسبنيش
ابتسم رغم عنه رغم نظرات العطف الفياضه من اعماقه و قال لها بكل صدق / والله ما هسيبك لحظه يا ندي , صدقيني متقلقيش الامور كلها هتعدي علي خير
ثم التفت أمامه ليخبأ تلك الثقه الواهيه التي غلف بها حديثه و يترك المجال للخوف يحدث قلبه بقلق ولكنه سمع صوتها الراجي ثانية تقول بهمس/ ممكن كمان طلب يا علي
التفت لها بإهتمام فظهر بعض الارتباك بوجهها ثم قالت / ممكن لما ترتاح تروح بكره لرجب و تحاول تقنعه بإسلوبك بالحقيقه , وتعرفه اني مستعده اسامحه علي اي حاجه بس حياتي ترجع زي الاول
ألجمت الصدمه لسانه كما أوقفت دقات قلبه للحظه وهو يستقبل تلك السياط الناريه لقلبه منها, مسح صفحة وجهه بكفه و هو يلتفت امامه و يومأ لها موافقا لطلبها
قالت بفرحه و تمني شديد/ شكرا يا علي , ويارب يجازيك كل خير و يجعله في ميزان حسناتك
وبعدما اطمئنت انسدلت جفونها بسكينه لتسمح لبعض الراحه بأن تتسلل لرأسها المرهق , سمع علي صوت انتظام تنفسها فعلم انها استسلمت لنومها بعدما انقطعت عنه لمدة يومين كاميلين , نظر لها بعينين عاتبتين تشوبها بعض دموع طفيفه متألمه ثم التفت بحزن قاطع و انحني بجزعه للأمام قليلا يفرك جبهته بأنامل متشنجه غاضبه , غاضبه علي و من تلك الحمقاء الغبيه التي لم تتعلم من ذلك الدرس الصعب الذي لقنتها به الحياه , لم تلهث خلف حب شخص جاحد اناني كزوجها و تردع حبه لها بكل الوسائل ولم تكتفي بذلك فقط بل تطلب منه بأن يستعيد حبها لها دون النظر لقبه هو وما فعلته به هي وطلبها ذلك الذي حطمه و فتته إلي اشلاء بكل عنف
وفجأه شعر بثقل علي كتفه ليتفاجئ برأسها انحدر و استقر علي كتفه , كاد شيطانه بأن يأمره بتركها نائمه و لا يزعجها و يستمتع بلحظات قربها قبل ان يفقدها كلية و لكن ضميره دوي بصوته عاليا يمنعه من ذلك رغم تألمه الشديد معه و بدا يناديها بصوت خفيض حتي استيقظت و انتبهت واعتدلت في نومتها
وبعد مدة ليست بالطويله اعلنت المضيفه وشوكهم علي الخطي علي ارض وطنهم الحبيب
ناداها بصوت منخفض حتي استيقظت فأعلمها انهم وصلوا بالفعل , رغم توقعه لخوفها الذي سيزداد ولكنه تفاجأ ببكائها الشديد والذي يكاد يصل لدرجه هستيريه
حاول تهدئتها و هم ينزلون من الطائره و في طريق خروجهم من المطار و لكن دموعها لم تتوقف , وجسدها بدأ يتزايد ارتعاشاته العنيفه
اتجه بها نحو سيارة اجره لتقلهم إلي دمياط , ظلت تتوسل له طوال رحلة عودتهم بأن يظل بجوارها و لا يتركها لحظة و هو يحاول طمئنتها , حتي وصلوا لدمياط نفسها
وصفت للسائق مكان منزلها , ثم التفت لعلي تسأله عما سيفعل , اعطاها هاتفا صغيرا و طلب منها ان تخبأه وسط ملابسها وتخبأه في مكان لا يراه اخاها و لا احد من أهلها , حتي يستطيعا التواصل ان عزموا علي حبسها , ثم بدأ يلقنها بعض الأدعيه التي تمنحها بعض السكينه حتي وصل امام منزلها و اشارت له علي شقتهم
همت ان تفتح باب السياره ولكنها التفتت له ثانية بعيونها الراجيه فهم ان يطمئنها ولكنها بثت قنبلتها في وجهه ثانية و هي تقول / علي ارجوك متنساش موضوع رجب
شحب وجهه و أومأ برأسه موافقا
نزلت بخطي متثاقله تجر أذيال العار و الفضيحه وسط بعض الاعين المتسعه المستنكره من اهل الحي , وهو يراقبها ولكنه تفاجأ ببعض الاعين تلتفت اليه بشكل مستشف مستطلع , ما صلة من في السياره بمن نزلت منها فطلب من السائق الانطلاق به لقريته
..............................
كان يدور بشقته بقلق مبالغ , لا يستطيع عقله ان يهدأ قبل ان يطمئن علي وصلها هي و ابنته بأمان وسط كنف اهلها , خبط الجدار بقضته حتي أوجعته بشده , هم ان يتصل عليها ولكن يجب عليه ان يصمد , هي من طلبت الفراق ويجب عليها تحمل هذا , ولكن لا يستطيع الهدوء قبل الاطمئنان علي سلامتها
اتصل علي والدها و رغم عدم حبه لفتح اي حوار او تحقيق من احد في الوقت الراهن , ولكنه مضطر , بعد دقائق وصل صوت والدها بشكل غير متوقع , هادئ مستكين , بدأ هو بالحديث والسؤال عن صحته و احواله وبادله الاخر نفس الاسئله ثم سأل عن حال ابنته سما , رغم تفاجئ فهد ولكنه لم يظهر ذلك و اخبره انها بسلام , ثم انهي الاتصال , اذن سما لم تعود للمنزل , يا لها مصيبة مضاعفه , كاد عقله يطير
اتصل علي هنا اختها , ربما والدها لم يمر علي المنزل في الظهيره و لم يعلم بعودة سما
دقائق حتي ردت عليه كاد يجن فيها
ردت عليه بتعجب/ السلام عليكم
نسي ان يرد عليها السلام وقال لها بلهفه ورجفة تشوب صوته / هنا لو سمحتي اتصلي علي سما شوفيها وصلت مصر ولا لا , بس متعرفيهاش اني كلمتك وكأنك بتكلميها عادي خالص
قالت بتعجب / مصر؟ ليه ؟ ايه اللي حصل؟
قال / بس اتصليلي عليها الاول و طمنيني
أغلق معها الاتصال وظل يجول بعصبية مضاعفه داخل شقته , وقبل ان تمر دقائق فتح خزانة ملابسه وبدأ بإرتداء ملابس الخروج استعدادا للخروج للبحث عن زوجته
وقبل ان يهم بفتح باب المنزل استقبل اتصالا من هنا
رد عليها بسرعه / ها نزلت مصر ولا لا
قالت الاخري/ ايوا وصلت بس قاعده في شقتكم في القاهره , هو ايه الي حصل؟
زفر بإرتياح عميق وقال لها / هي مش حكتلك؟
قالت / لا , قالتلي هتكلمني بعدين لما ترتاح شويه , وطلبت اني معرفش ماما ولا بابا ولا اي حد
قال برجاء/ طيب يا هنا بالله عليكي لما تكلمك عقليها كده , وافضلي وراها لحد ما تيجي عندكم متخليهاش تفضل لوحدها في القاهره , قوليلها علشان تسلمي علي ماما وبابا و ان اصرت هدديها بإنك هتعرفيهم
قالت له / حاضر متقلقش
فختم حديثه قائلا / ومتعرفيهاش اني كلمتك وهبقي اتصل عليكي كل يوم اطمن عليها بس متعرفيهاش
..................
ظل يجول بتوتر و حيره داخل ردهه جناحه , لا يعرف سبب انعزالها التام عنه بهذا الشكل , حتي انها نسيت او لربما تناست طعامه , لم يذق شئ منذ ليلة امس , رغم تضوره جوعا لكن كل ما كان يشغل عقله هي , وسبب اختفائها , هو لا يعلم ان كانت بأمان ام لا , لربما مريضه , او حتي تركت المكان له وحده , ظل شيطانه يعبث به , ولكنه يريد سبب مقنع يجعله يذهب لها , بعيدا عن موضوع خطبتهما التي لم يستوعبها بعد , حتي تذكر ان اليوم هو موعد متابعته الطبية , لقد نسيت ذلك ايضا ولأول مره
ارتدي ملابسه و اتجه نحو جناحها , ثم دق الجرس , لم يأتيه الرد من المره الاولي بل استعان بعدة مرات , حتي تناهي لمسامعه صوتها هزيلا ضعيفا
فتحت له الباب وقالت بصوت اكثر وضوحا / نعم يا انس
لم يكن صوت هزيلا , بل مهتز مرتجفا بشده , لم يكن ضعف بل خوف شديد قيد اعماقها ليخرج صوتها بهذا الشكل
انتابته دهشة كبيرة , لم كل هذا الخوف , لم تختبأ منه , علي ايه حال لا يجب عليه الآن ان يبدي اي ردة فعل حتي يتأكد أولا , فكل ما اعتمد عليه لأستنتاج ذلك هي اذنيه فقط
قال لها طالبا/ بعد اذنك يا شروق , معاد كشفي النهارده , ومش عارف الساعه كام دلوقتي
قالت بنفس النبرة المرتعدة / حاضر , هجهز و هجيلك
اغلقت الباب خلفها ليصل صوته لمسامعه فيزداد تعجبا مضاعفا , أولاها ظهره و خرج بإنتظارها بالحديقه
وبعد دقائق , سمع صوتها مبحوحا تطلب منه الاتجاه معها للسيارة تحسس خطواته التي اعتاد عليها منذ اشهر لمكان السياره المعتاد ثم جلس بجوارها و بدأت هي بالقياده
كان يشعر بتوترها الشديد و قيادتها البطيئه , لم تنبت شفتاها حرف واحد قبل ان تتوقف بالسيارة و تقول / وصلنا
نزل وتابع سيرة مستندا علي الجدار حتي وصل لدرج المبني و اتجه نحو عيادة الطبيب و هي تسير بجواره , صوت انفاسها المرتبكه بدأ يتزايد بشكل ازعجه من اجلها , الأمر ليس بالهين او الذي يمكن تغافله
ظل عقلة مشتت من اجلها , يبحث عن كلمات مناسبه يستطيع بدأ حواره معها ليستنتج ما هي به , راوده الشك بأنها ندمت علي ارتباطها به و تريد التراجع , ولن داخله يقين ينفي ذلك , ظل يخطط كيف يبدأ حديثه , وكيف يقضي ليلته البارده تلك في فتح ابواب قلبها , او قلبيهما , ليتبادلا حبهما الفضي النقي و يعملا علي تغذيته بكل وسائل العشق حتي يصل لمنتهي السماء , ولكن عليه الخوض بخطي متأنية , رويدا رويدا حتي يتخطي حاجز خوفها الشديد ذلك
خرج من طوق افكاره علي الممرضه تنادي بأسمه , شعر بوقفها الحاد وقالت / يلا يا انس
دخلا للطبيب و بعد بعض الاستفسارات قام الطبيب بفحصه ثم قال / أرجو منكم الاتجاه لحجرة الأشعه و عمل تلك الفحوصات
قاما سويا لخارج الغرفه , سألت شروق الممرضه عن مكان الغرفه الخاصة بالأشعه فوصفت لها الطريق عبر الممرات المتقاطعه بتلك المشفي الضخم
سارت كما وصفت لها الممرضه ولكن تفاجأت بأنس يتلفت بتيه حوله لا يعلم كيف يسير , عادت له ثم وقفت بجواره بضع دقائق بحيره و تشتت و خوف لا مثيل له , كيف تتصرف الآن , لم تكن تلك المره الاولي التي تضطر بأن تمسك يده لتدله علي الطريق إن ذهبا لمكان جديد لم يتعود عليه, ولكن تلك المره الاولي التي تشعر و كأنها سوف تلمس عقربا وليس انسانا , نظرت لوجهه وكأنها تحاول ان تستشف حقيقته من خلف تلك الملامح التائهه , حتي دمعت عيناها و قبضت شفتيها بقوه كي تمنع دموعها من المرور عبر جفنيها , شعر بإرتباكها الشديد وانفاسها المتقطعه , فقال بصوت خاوي تائه / شروق
لم ترد عليها مخافه من ان تخذلها دموعها / اغمضت عينيها بشده وشدت قبضتيها بعنف ثم مدت يدها و امسكت بكفه
وعندما لمسته تحجرت ملامحه و تصلب جسده من شدة بروده يدها و ارتجافها المبالغ
بدأت تسير و هو يتبعها , حتي وصلا لمقصدهم واستلمته منها ممرضه خاصه لتطلق تنهيدة ارتياح تصل لأذنية كرصاصة بارده
وبعد مده قليلة عادا ادراجهما للطبيب , ليخبرهم بأنه أمامه اسبوع فقط حتي يجري عمليته الجراحيه
كان ذلك الخبر كصاعقه من السماء نزلت عليهما , عاد لمنزلهما حاملين كم من الذهول و الحيره والخوف يكفيا للبشر اجمع
وقبل ان يصلا للمنزل احضرت شروق بعض الوجبات الخفيفه و المعلبه تكفيهما طوال ذلك الاسبوع و كانها تحاول منع احتكاهما مطلقا , قدمتها له / اتفضل يا انس
مد يده سائلا/ ايه ده؟
قالت بصوت بارد / دي جبن و عيش و شوية اكل تكفيك الاسبوع خليها عندك
تملكت الصدمه وجهه , بل و خيبة الأمل ايضا , وغلف الحزن و العتاب قلبه و لكنه ظل صامتاً , يناجي وحدته و ضياعه , اذن عليه ان يواجه مصيره وحده و يعاني باقي الاسبوع مع نفسه دون طلب الدعم الروحي من احد , اذن هو مازال وحيدا كما كان
.....................
ملتفة بأهلها بحفله بارده لا معني لها , في جو مختلف تماما عن الترحيب بعيد كل البعد عن الفرح
تنالها أعينهم من كل جانب بنظرات الاتهام المصحوبه بصمت تام , -لم تكن تتوقع افضل من ذلك , بل هي حامدة لله ان الأمر هكذا , فقد كانت تتوقع اسوأ ما يمكن توقعه
قالت في محاوله منها لردع تلك النظرات اللعينه عنها/ انا كنت مع شروق في ألمانيا , وده جواز سفري و ده عقد العمل بتاعي في مطعم , انا كنت في شغل .
تلقت منهم صامتا منكرا مما زاد موقفها ضعفا و لكنها لم تحاول تأكيد كلامها والدفاع عن نفسها اكثر و اختارت ان تشاركهم صمتهم , فمنذ متي و هم يقفون في صفها او يحاولون الدفاع عنها
وما هي الا نصف ساعه حتي استأذنت اختيها للرحيل وصفحتاها ببرود و انصرفا , فقام نسيم بملامحه المستنفره بعد ان نظر لها شذرا بطرف خفي و دخل حجرته مستأذنا للنوم و تبعته زوجته و ابنائه
قامت نجوي بوهن شديد و قد تضاعف شكلها عمرا عما تركتها ندي و ذهبت بجسدها المكدث بالامراض تجاه فراشها و هي تقول بإنكسار / تعالي يا ندي ريحي من السفر
دخلت ندي لفراشها و هي لديها شعور بالهرب من ذلك المكان الذي لم تشعر بإنتمائها له البته , استلقت بجوار والدتها و انتظرت ان توضح لها نجوي اي شئ يدل علي موقفهم معها , او ربما عن رجب , او اي شئ ولكنها سلكت مسلك البقيه و استسلمت للنوم , ففعلت الاخري مثلها
ولكن قبل ان يصل للنوم جفونها تذكرت علي و طلبه منها ان تطمئنه قبل نومها
قامت من مرقدها و فتحت هاتفها وبدأت مراسلته
وبعد ان ألقت السلام أتاها رده مباشرة , يبدو انه كان بإنتظارها
أتتها أسئلته القلقة قبل ان تكمل كتابتها / ايوا يا ندي , طمنيني , ايه اللي حصل؟ , مش عارف اقعد من القلق
شعرت بوخز شديد في صدرها , كم هو صعب المقارنه بين موقف ذلك الغريب عنها و موقف اهلها و من هي قطعه منهم
اختنق حلقها و دمعت عيناها حتي صعبت رؤيتها للحروف امامها و هي تكتب ردها / الحمد لله انا كويسة , محصلش حاجه , كلهم اتجمعوا وسلموا عليا بس حاسة من غير نفس , حتي نظرتهم يا علي حاسه انهما كلها اتهام
رد عليها / معلشي يا ندي , وصدقيني بكرة ربنا يوضح كل شئ و حقك هيرجعلك
مسحت دموعها حتي تستطيع اكمال كتابتها وكتبت / حاسه هدوئهم مش عادي يا علي , حاسه وراهم حاجه , في حاجه متفقين عليها , مش مطمنه و مش عارفه اتكلم معاهم زي الاول , مش حساهم اهلي و لا فرحنين بوجودي وسطهم , ياريتني ما جيت
رد عليها / سيبيها علي الله يا ندي , استحملي بس شويه ومتقلقيش انا جنبك مش هسيبك
كتبت / والله الحاجه الوحيد اللي محسساني بالامان هو ان انت معايا , فأرجوك خليك معايا للأخر
عليها / من غير ما تطلبي انا معاكي و اي حاجه تحصل عرفيني علطول
قذفت بوجهه قنبلتها المتفجره كاتبه / بس ارجوك متنساش تروح بكرة لرجب , وتقوله الحقيقه و تفهمه كل حاجه
شعر بكلماتها كرصاصه تدس في منتصف رأسه وخبط بقبضته علي الفراش جواره و هو يقول بغل / غبية
ثم كتب لها بضيق / حاضر اول ما هقوم من النوم هروحله علطول
..........................................
منذ ساعه و هي مستلقاه علي الأريكه العريضه في صالة جناحها الملاصقه للباب , ظلت تسب نفسها و تلومها , كأنها تتحدث لأحد أخر قائله / أنا غبية , انا اللي عملت في نفسي كده , عقلي كان فين و انا بعترفله بحبي و بطلب منه كمان انه يرتبط بيا
تشنجت بأكملها و هي تتذكر موقفها وهي تطلب منه الارتباط بها بكل بجاحه ورفضه القاطع أمامها
شدت قبضتيها و ضغطت علي اسنانها بقوه و قالت / طول عمري متخلفة متخلفه متخلفه , بهدر مشاعري بغباء وبدون تفكير و أرجع الوم اللي قدامي , اذا كان فهد اللي متربي معايا و عرفاه وعارفه كل حاجه عنه طلع في الاخر كده , ازاي أآمن لواحد معرفش عنه اي حاجه و اصدق كلامه بكل سذاجه و كانه عيله صغيره , اضمن منين صدقه , اضمن منين انه انسان كويس , انا في قمة الغباء اني اتسرعت و اعترفتله بكل حاجه من غير ما اعرفه بجد و دلوقتي سلمته نفسي و بقيت مراته و انا مش عارفه عنه حاجه , واكبر دليل انه مش انسان كويس و انه مجرد بيخدعني بشوية شعارات انسانيه كدابه انه لما حس الفرصه هضيع منه رجع في كلامه و قال ايه بيخلي علي هو اللي يطلب مني , اكيد لانه خايف اواجه و أسأله ليه رجع في كلامه , لا و في ثانيه كان مخلي علي مخلص كل حاجه بدون ما يظهر في الموقف , ده كداب , ده حيوان خسيس ,ده أأأأ , لا بجد انا اللي استاهل , توصل بيا اروح اطلب منه بنفسي ............ ظلت علي حالها تزرف الدموع و تهدر روحها المرهقة الخائفه وتشبع مسامعها قذائف ناريه من السب و العتاب وتخرج كل ما لديها من ظنون سيئه و مخيفه حتي غلبها النعاس وغفت و هي محاطه من كل جوانبها بوحوش الخوف الوهميه التي تعتقد انها مختبئه داخل انس مغطاه بعبائة مكره و خداعه لها
لم تشعر بنفسها الا بعد فتره منتبه لصوت طرق شديد علي باب جناحها , انتبهت من كابوسها المزعج فتفاجئت بنفسها كانت تصرخ بكل قوتها و هي نائمة وعينيها تسيل منها دموعاً دافئه , اعتدلت جالسه و ظلت تلهث و كأنها كان تجري حقا و ليس في خيالاتها ومنامها فقط
قامت كالمغيبة و فتحت الباب فوجدت أنس يقف امامها و علي وجهه علامات القلق الشديد و يسألها برعب / خير يا شروق؟ , فيه ايه ؟, بتصوتي ليه ؟
ازداد لهثها و شعرت بدوار يلف راسها و انها لم تعد قادره علي الوقوف اكثر
أمسكت جبهتها المتعرقه بضعف و قالت له بصوتها المتقطع المختنق بالبكاء / مفيش كنت بحلم
ثم ترتكته و اتجهت لأقرب مقعد وجلست
تقدم انس خطوتان للداخل و اغلق الباب خلفه ليمنع البرد الشديد ان يملأ المكان , وظل واقفا مكانه , سمع لهثها الشديد و انفاسها العاليه المتسارعه
قال لها بحنان / مالك يا شروق , ايه اللي قلقك...؟
نظرت له وللباب المغلق خلفه ثم نظرت للساعه مقابلها لتصعق بأنها تجاوزت منصف الليل , عادت لتنظر له برعب وتقول بخوف شديد / مفيش انا كويسه
قال بخوف / لا يا شروق انتي مش كويسه , انتي خايفه من ايه ؟ وقلقانه من ايه ؟
ازداد رعبها بقلبها وقالت ببعض القوه الواهيه كي لا تضعف امامه / مفيش , مش خايفه مش قلقانه من حاجه
ولكن دموعها خذلتها لتخرج مصاحبه لكل كلماتها , فقال لها برجاء / طيب ممكن تقعديني؟
لم ترد عليه بل ظلت تنظر له بقلق مضاعف فأعاد طلبه فقامت نحوه و مدت يدها المرتعشه ليده و هي تظن انه سينقض عليها في الحال ولكن لحسن حظها انه ظنها كان خاطئا , فسحبته بهدوء و اجلسته علي مقعد مجاور للأريكه التي كانت تنام عليها ثم جلست في مقعد اخر ابعد ما يكون عنه
توقعت ان يبدا في أسئلته ثانية ولكنها تفاجئت به يبدأ ترتيله بصوت عذب دافئ في قراءة سورة "يس"
ما اجمل صوته الهادئ , وما اجمل كلمات الله و هي تصب علي قلبها فتشفيه و تسقيه برودا و طمئنينه و سكينه
استرخت علي الكرسي و اغمضت عينيها و ظلت تستمع لصوته و كلمات الله , وحين انتهي من تلاوته للسورة الكريمه و صدق اعتدلت جالسه بتوجس ولكنه بدأ في البسمله و تابع قرائته لسورة اخري
شعرت بإسترخاء عضلاتها المتشنجه و عادت لتستمع اليه في هدوء , وبعد مده شعرت بإسترخاء شديد فقامت بهدوء كي لا يشعر بها و يقطع ترتيله و استلقت علي الاريكه ثانية و دثرت نفسها بغطائها و هي تتامله و تستمع لصوته حتي ذابت في نومها
شعر أنس بها وهي تقوم وتستلقي بقربه و تدثر بغطائها ولكنه لم يتوقف عن التلاوه حتي لا تشعر بالانزعاج حتي شعر بإنتظام انفاسها , فأتم السورة التي كان يقرأ ثم توقف مده كي يتأكد من انها نامت , وظل يناديها بصوت هادئ ولكنها لم ترد , ففضل طمئنينتها و ابتعد عن ازعاجها واستلقي بظهره علي المقعد خلفه و نام و أمرها يملأ رأسه , وقلقه عليها يتزايد , حتي نام هو الاخر مكانه
...........................
كانت تبكي بحسره و هي تحكي لأختها حالها وما وصلت اليه هي وزوجها , وتلقي كل اللوم علي شروق وحدها, تركتها هنا تفرغ كل كبتها و ما يختزن في صدرها , بالتأكيد هي في أشد الحاجه لتفريغ كل هذا الكم من الطاقه السلبية و بعدها سوف تهدا و تحسب الأمور بميزانها الصحيح
لم تعاتبها , او تحاول ردعها و اظهار ان الخطأ خطئها وحدها وليس لشروق دخل به , فهي لا تريد اشعال غيرتها ثانية , سوف تعترف وحدها حينا تجلس مع نفسها ولكنها ابدت تعاطفها معها و تقدريها لمشاعرها و طلبت منها ان تهدأ وتستريح ثم تبحث عن حل وبالتأكيد هناك حل , ثم اكدت عليها ألا تبقي وحيده بالقاهره و ان تاتي كي تري نور ابنتها و كم اشتاقت لها
فأخبرتها سما انها سترتاح يومين و تأتي للمكوث معهم ولكن عليها اخبار امها و والدها انها بأجازه عاديه وسوف تعود بعد مده لزوجها ثانية , فوافقتها هنا الرأي عل فهد يتراجع عما بعقله كما ظنت سما ولكن هنا كانت علي يقين ان فهد لن يطلقها او يتنازل عنها و عن ابنتها بعدما سمعت نبرته امس في الهاتف
...........................
استيقظت من نومها صباحاً وجدت نفسها وحدها علي الفراش و قد قامت والدتها من جوارها مبكرا , فقد نامت هي متأخرا بسبب ارقها الشديد و قلقها مما سوف يحدث في ايامها المقبله و في حياتها القديمه التي تدمرت في لحظه , وهل سيستطيع علي اصلاح ما تم تخريبه ام سيفشل تلك المره في اخماد نيران قلبها مثلما يفعل في كل مره تلجأ إليه
سمعت بعض اصوات بخارج الغرفه , ظلت تنصت ببعض التركيز فإستنتجت ان والدتها و أخيها نسيم يتناقشون سويه ولكن يبدو ان نقاشهم به بعض الحده و أيضا يدور حولها فقد وصل لمسامعها اكثر من مره اسمها , حاولت التركيز اكثر لتستنتج ما يقولون ولكنها لم تفلح
فقامت من مكانها و اتجهت نحو الباب وظلت تنصت فسمعت اخيها ينعتها بالعاهره قائلا / احمدي ربنا انني فكرت في الحل ده , كفايه اني مسكت نفسي ومقتلتش العاهره دي بإيدي , كفايه منظرنا في وسط الناس
لترد امه عليها / بس اصبر شويه يا نسيم اسبوعين تلاته كده علشان الناس ميحسوش انها لعبه عاملينها علشان نداري فضيحة بنتنا و بعدين المفروض انها تظهر قدام الناس وتتحرك شويه و الناس تشوفها , فقال لها / ماشي يا ماما , بس انا مش هاجي الا بالليل لاني مش طايق اشوف وشها والله امبارح مسكت نفسي بالعافيه اني اقوم و اموتها من الضرب
فقالت نجوي برجاء شديد / ارجوك يا نسيم اهدي شويه , دي بقي ليها مكان تروح عليه , لو حست اننا هنشد عليها هتسيب البيت و تمشي ومش هترجع تاني
تخلل صوت نسيم بالعصبية الشديده وقال / حاولي تعرفي مكانها فين بالضبط , وماتصدقيش حكاية انها كانت في المانيا و الكدب ده , ودي اخره دلعك ليها انتي و ابويا يا ست هانم , طالعه دايره علي حل شعرها , علشان لما كنت اجي اتكلم زمان و اقولك متخلهاش تشتغل للساعه 10 بالليل و ترضي بقليلها كنتي بتقفيلي
هنا لم تستطع ندي الصمت اكثر و خرجت من الغرفه ليصمت كليهما من مجرد رؤيتها و قام نسيم متحججا انه سيتأخر علي عمله
اتجهت ندي نحو الحمام ودخلت لتنظر نفسها المرآه و تبكي بمراره وتمسح دموعها , بعدة
مده فتحت صنبور المياه لتأخذ حماما باردا عله يخرج من جسدها كم السموم الهائل الذي دس به من دقائق
............................
فتحت عينيها بوهن لتتفاجئ بالمكان حولها و انها مازالت علي الأريكه بالخارج , وفجأه قفز بعقلها احداث ليلة امس
اتسعت عينيها بذهول و هي تنظر حولها لتري أنس يجلس نائما مكانه ومتوقعا حول نفسه ليبدي كم البرد الذي يشعر به جسده و صوت نومه المختلط بزكام حاد يملأ المكان
اعتدلت جالسه بتفاجئ و ظلت تتأمله بذهول , عقلها بدأ يحلل الموقف الذي تراه امامها تدريجيا , لماذا اختار النوم جالسا مكانه في هذا البرد الشديد بدلا من ان يوقظها لتخبره طريق الباب ليعود الي فراشه , ألهذه الدرجه يحرص علي الا يزعجها , او لربما اراد ان يبقي بجوارها طوال الليل بعدما سمع صياحها و شعر بخوفها ........ ولكن لما لم يطلب منها غطائا او ان تسمح له بالتمدد في نومة مستريحة , ألأنه شعر انه مصدر خوفها و اراد الا تشعر بأي خوف من مجيئه لها في منتصف الليل ....... أحقا شعاراته الانسانيه التي كان متمسك بها مسبقا لم تكن شعارات مزيفه كما ظنت به و انها من شيمه الحقيقيه التي يندر وجودها بهذا العالم ..... ولكن لم غير رأيه فجاه بدون اي تفسير و فضل الابتعاد واظهار علي بالموقف بدلا منه , لم لم يطلب الحديث معها و تفسير تغير موقفه تجاهها
علي اي حال يجب الحذر حتي النهايه , ولكن يجب عليها التصرف في الامر الذي امامها الآن
قامت و اتجهت نحوه وظلت تناديه بهدوء حتي رد عليها بصوته الناعس المرهق
قالت له / انت ايه اللي نيمك علي الكرسي كده , مش كنت تصحيني....
قال لها / حصل خير حصل خير انا كويس, المهم انتي كويسه؟
قالت بحياء من حديثه / اه الحمد لله كويسه
فقال وهو يستعد للنهوض / طيب هقوم اروح جناحي انام شوية , مش عاوزة حاجه
فقالت / لا استني هعملك كوباية حاجه دافية تشربها احسن يظهر انك اخدت برد وبعدين ابقي نام
يبدو انه كان يشعر ببرد شديد فلم يبدي اعتراضا علي عرضها و جلس ثانية حتي اتت له بمشروب ساخنا أمسك بكلتا يديه يحاول نيل بعض الدفء منه لجليدهما المتجمدين و ظلت هي تطالعه بعينين نادمتين ان سببت له البرد هذا حتي سمعت صوته الهادئ يقول / شروق , عاوزك تستعيني بالله و خليكي دايما علي يقين ان اللي مع ربنا عمره ما بيضيع , ديما اطلبي من ربنا انك تكوني وديعه عنده و صدقيني مفيش اي مكروه هيمسك , دايما رددي اللهم اني استودعتك نفسي و روحي و أمني يا من لا تضيع ودائعه
ثم قطع حديثه فجأه فظلت تتأمله هي بذهول , اذن هو يشعر بها , يشعر بخوفها و عدم شعورها بالأمان في تلك الحياه , فأتاه صوته ثانية ولكن يحمل بين طياته انكسارا وقال / كان نفسي اطمنك و اقولك ما تقلقي انا جنبك و متخافيش من حاجه لكن.... يلا ربنا احسن مني و من اي حد , ربنا يحفظك بحفظه
ثم صمت و ظلت هي صامته تحدث نفسها " يكفي الامان اللي حسيت بيه و انت جنبي امبارح ... بس لازم برضه احاذر شويه"
.........................
مرت ساعات النهار ببطئ و ثقل علي قلب ندي و هي تجلس مع والدتها بقلب منقبض من كل شئ حولها , حتي جدران ذلك المنزل تشعر انها لم تعد تطيقها و تريد ان تلفظها بعيد عنها و تستبرأ من دنسها , كل ما كان يشغل بالها هو حديث والدتها هي و اخيها عنها الذي لم تعرف مقصدهم منه ولكنه يبعث داخلها قلقا و يبقيها متوجسه منهم متيقظة بكل جوارحها لأفعالهم معها , كان بإمكانها ان تسأل والدتها و لكنها فضلت الصمت و الاستكشاف بنفسها , تعد الثواني و الدقائق لتمر ساعات النهار و تستطيع مراسلة علي تخبره بما سمعت و تسترشد برأيه و تسأله عما حدث بينه و بين زوجها
حتي اتت ساعات الليل البطيئة و خلد الجميع لفراشه , فتسللت من جوار والدتها و اخرجت هاتفها و بدات مراسلته
- ايوا يا علي , انت صاحي و لا نايم؟
- لا انا صاحي يا ندي منتظرك , ها عامله ايه , واهلك عاميلين ايه
- اهلي ... الكلمه دي هعتبرها اتمسحت من الوجود ( ثم ظلت تسرد له ما سمعته صباحاً)
- ان شاء الله يا ندي مش هيعملوا حاجه وحشه فيكي , لو كانوا عاوزين يعملوا كانوا عملوا , وحاولي تستكشفي ايه مقصد حديثهم
- طيب انت رحت لرجب
( ظل متردد بعض الوقت في الكتابه لعلمه مدي صعوبة الحقيقه التي سوف تسمعها حالا حتي سألته هي مره أخري فكتب لها )
- ندي انسي رجب ده خالص , صدقيني انسان ميستاهلكيش
- يعني انت رحتله و لا لا , وقالك ايه؟
- رجب اتجوز يا ندي من 20 يوم تقريبا
تركت الهاتف يسقط من يدها بإهمال فقد تفككت جميع اعصابها مع قراءة تلك الكلمات , وغشيت صفحة عينيها بابلدموع قبل ان تبدأ بزرف المزيد و المزيد
استأذنت من علي للنوم دون ان تنظر لبقية حديثه و دثت وجهها داخل غطائها وظلت تبكي بصمت طوال الليل , اذن حتم عليها ان تبقي بقية حياتها مشرده بعيد عن اهلها , او الاستسلام لحلهم الذي سوف يحل علي رأسها بعد اسبوعين باستسلام تام , رغم شعورها بمدي ما يحمل ذلك الحل من كوارث
....................
تدثرت بغطائها الناعم و حاولت تحسس طريقها للنعاس دون جدوي, منذ ساعه و هي تحاول النوم ,ولكن هواجسها اقتحمت عقلها ثانية , بل وماضيها الأليم ايضا خداعهابأمها المدعيه خوفها عليها وبيت كانت تعيش فيه حياة شبه طبيعيه في وسط اسرة مزيفه ,وفهد وكيف شوه قلبها
لم تشعر بالحزن علي خسران قلبه , تعجبت أنها استطاعت التخلص من قيود حبه التي قيدت قلبها لسنوات , تذكرت بعدها أنس , مازال قلبها متأرجح تجاهه , تاره تشعر بحبها له , وتاره لا تري سوي خوفها من خوض تجربه عشق اخري , لا تعلم أفهد هو السبب وهو من جعلها تخشي تسليم مفاتيح قلبها لأحد , ام ان عقلها نضج ليجعل الحب معادلات حسابية يجب دراستها جيدا قبل الخوض به
تقلبت في نومتها , شعرت بألم برأسها من كثرة التفكير و الخوض في بحار خوفها و آلامها , حاولت ان تتناسي كل شئ حولها ولكن كيف وقد مر بخاطرها أنس و ما تربطهم من علاقه ليست بالهينة , مخاوف وهواجس ظلت تجول بعقلها حتي تعبت و بدأت في البكاء , ولكنها لا تعرف لما شعرت برغبة في نومة هادئه تشبه ليله أمس , نومه بقرب أحدهم , علي صوت هادئ و ترتيل جميل لآيات الله , كانت كدواء لقلبها الذي يتألم بنار حارقه لا تستطيع السيطره عليها و اخمادها
وبعد بعض التردد قامت تحمل اغطيتها و ذهبت لخارج الغرفه ووضعتها علي الأريكه
ثم عادت ثانية و جلبت الاغطية الخاصة بندي ووضعتها علي الأريكة المقابله , ثم خرجت تجاه باب أنس , فتح لها الباب مبتسما , شعرت بحرجها يجتاح كيانها ويبكم فمها , حاولت جاهدة الحديث فخرجت كلماتها مبهمة لا معني لها , فقال لها و هو يتجه للخارج و يغلق بابه خلفه / تعالي يا شروق
سارت خلفه بخطي خجوله تختطف نحوه نظرات متقطعه و كانها نسيت كونه أعمي , وقف عند بابها منتظر ارشادها له للطريق
أمسكت يده بيدها المرتجفه وقادته للأريكه , ثم قالت له بصوتها المهتز / اتعدل يا أنس و خد الغطا ده علي رجلك علشان الجو برد
تحسس المكان حوله فعلم انها حنت عليه و اكرمته بالجلوس علي اريكه وثيرة بل و اغدقت عليه بغطائها الثقيل
فقال لها / خدي الغطا انتي يا شروق
فقاطعته / لا انا هتغطي بغطا تاني , الجو الليله دي برد قوي
ثم استلقت مقابله و بدأت تستمع بهدوء لصوته و هو يعاود ترتيل آيات الذكر الحكيم ليكمل نثر الهدوء و الطئنينه بقلبها ثانيه ليغشي النعاس جفونها المرهقه سريعا و تستسلم لنوم طويل
نادها بعدما انتهي من قرائته مرات ومرات فعلم انها نامت فأستلقي هو الاخري وتدثر و لحق بها في عالم الاحلام متمنيا ان يراها في احلامه , فإن حرم من رؤيتها بالحقيقه فيتمني من الله ان لا يحرمه منها في المنام


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 11:13 PM   #195

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع البارت الواحد و العشرون
.......................................
مرت ايام رتيبة , مليئة بالملل و الاكتئاب علي ندي و التي لجأت لوسيلة الاختباء داخل الفراش و البكاء الطويل المرير الصامت , صورة زوجها لم تترك مخيلتها لحظة , تتخيله مع اخري , يغازلها بكلامه المعسول و تتدلل عليه الاخري , ظلت تمرر داخل عقلها اللحظات الفريده في خطبتها و تتخيل زوجها يعطيها لغيرها , تتخيل حلمها بالاستقرار يتبخر امام عينيها , وما ان تهدأ قليلا حتي تبدأ في بكاء حالها مع أهلها وحديثهم المهموس دائما عنها و وتجنبهم للتعامل معها , كم تشعر بالرغبه في الموت و التخلص من تلك الحياه , لقد زهدتها بكل ما فيها , حتي علي لم تعد تريد مراسلته , منذ تلك اللحظة المشئومه التي قذفها بها بخبر زواج زوجها وهي لم تفتح هاتفها ثانية ولم تعد تنتظر الليل حتي تخبره بحالها وتطمئنه عليها
أما هناك بعيد , فقد كان أنس و شروق يعيشون بجو متوتر بصمت , كل منهم يعيش مع نفسه داخليا رغم رجوعهم للمشاركه في الطعام و بعض ساعات النهار ولكن كل منهم يعيش داخل دوامه افكاره العاصفه , مازالت شروق تشعر ببعض الخوف تجاه انس و الاخر عقله منشغل بمصيره الذي يتحدد بعد ايام , بعد اجراءه لعملية جراحيه لا يعرف نتائج محتمه لها , اما النعيم او الجحيم, لم يحاول ان يبدأ الحديث مع شروق بأمر يخصهم , فهو يشعر مدي توترها و خوفها , لكنه لا يعلم ما السبب , ربما تراجعت عن قرارها بعدما اقتربت العمليه وربما علمت من الطبيب عدم نجاح عمليته , او ربما استفاقت من غيبوبة مراهقتها و انقذافها بأحلامها الخاويه لتتفاجأ ان اصبحت علي حافة هاوية الحقيقه المخيفه التي تربطها بأعمي طوال حياتها
كل ما عليه هو الانتظار ثم تحديد قراره ثم مصارحتها , لم يكن خوفها الشديد بالشئ الذي لا يدرك بكل سهوله بل كان جليا كالشمس الصارخه في كبد السماء بنهار حارق ,
اما عن سما فقد فعلت مثلما اخبرت اخته و انتقلت لقضاء بعض ايام معهم بإنتظار صفح زوجها , حاولت الاتصال عليه مئات المرات و لكنها لم تلق منه ردا واحدا , بعثت له الكثير من الرسائل دون جدوي
اما عنه فقد تابع محاولاته الفاشله في العثور عن اخته و تركه لزوجته تتذوق نار تلك الكلمه التي نطقتها ولم يستطع سمعه تحملها , فظل يتابع اخبارها من خلال اختها وهي لا تعلم لتكتوي بنيران الحسرة و الندم ولكنها ظلت ساكنه صامته حتي لا يشعر اهلها بشئ عل زوجها يتراجع عما اتخذه من قرار في لحظة غضب
..............................
كعادتها ظلت تبكي حتي غلبها النعاس ولم تفق الا في منتصف النهار التالي , وبعد ان تناولت فطارا خفيفا لا يشبع عصفور , اخبرت والدتها انها بحاجه لبعض الراحة بسبب شعورها بالحمي وسوف تخلد للنوم و لكن طلبت منها والدتها بأن تخرج للشرفه و تقوم بنشر بعض الملابس علي الحبل حتي يراها الناس و يعلموا عودتها وتكتم الافواه التي تنهش في عرضها منذ تركها المنزل منذ اشهر
كانت علي وشك الرفض فهي لم تعد تعبأ بكلام احد و لا رأي احد بها ولكنها فضلت الصمت و الخروج لاستنشاق بعض الهواء
وبعد ان بدأت في وضع الملابس تفاجئت بوجه أعاد لها الأمل بحياتها بعد ان كادت تفقده نهائيا , وجه علي , يقف مقابل شرفتها مباشرة مع جار لهم , يمتلك المنزل المقابل لمنزلها , يبدو انه منشغل معه بحديث مهم
كادت تصيح فرحه ووجها انار بوهج سعادة مبهج , وقتها شعرت بكم الحاجه الهائله لديها لعلي , لم تعلم ان قلبها سيمتلك كل ذلك القدر من السعاده من مجرد رؤيته بقربها , وان روحها ستزدهر و تنتعش بهذا الحجم من وجوده بجوارها
ظلت تكمل عملها و هي تتابعه , ولكنه لم يلحظها في بداية الأمر , كادت تصرخ بأسمه كي يعيرها انتباهه و يعطيها جزء من اهتمامه كما تعودت , انه كالعلقم الشافي لجروحها
وأخيرا نظر لها نظره عابره , بدا علي وجهه المفاجئه ثم الارتياح , وحاول تصنع انه مازال منشغلا مع جارها , ابتسمت له ثم انهمرت دموعها الصامته بغزاره و هي تصرخ فيه بصمت ان ينقذها من سجنها الذي لا تعرف مصير لها بداخله و لكنها تتوقع اسوأ المصائر
انهي حديثه ثم ودعها بنظره و انصرف , ظلت تودعه بصرخاتها المكتومه و هي تشاهده يبتعد حتي اختفي عن انظارها
انهت عملها وهي تتابع ذرف الدموع ثم ظلت واقفه تاركه للهواء البارد يجفف دموعها , كانت تقف تلتهم وجوه الماره بنهم علها تلحظ وجهه بينهم , عله يعود ولكن ظنها كان خاطئ حتي استسلمت و دخلت سجنها ثانية و دست نفسها في الفراش مباشرة تكمل جلسه بكاء مرير ولكن تلك المره لم تكن صورة رجب مقابلها كالعادة و لم تكن تبكي معاملة اهلها لها و لا كم الغربه التي تشعرها بين ثنايا منزل والدها ولكن تبكي اشتياقها لسندها الحقيقي بالحياه , تبكي ساعات طوال كانت تبث شكواها له و يستمع دون ملل , تبكي حديثه الذي هي بأشد الحاجه له كل لحظه , مواساته , حنانه , نصائحه , تعاطفه , حقا تحتاجه , تحتاجه , تحتاجه , اعلنتها امام نفسها انها تشتاقه و تشتاق لكل شئ خاص به , ظلت تائهه في ظلمة احزانها حتي جاء الليل علي وجل , فانتظرت حتي نام الجميع و اسرعت للهاتف , وما ان فتحته حتي وصلتها عشرات الرسائل من علي , منذ ايام وهو يريد الاطمئنان عليها و بشده , لم تجيبه علي رساله واحده من رسائله , ولكن سألته دون مقدمات / انت كنت عند بيتنا النهارده بتعمل ايه؟
رد / انت بتستهبلي , انا كنت هتجنن لما لقيتك اختفيتي و الشيطان قعد يوسوسلي ان اهلك عملوا فيكي حاجه , لولا اني متأكد ان زعلانه علي المحروق بتاعك اللي اسمه رجب كنت جيتلك البيت و قلبت علي اهلك الدنيا
كانت نبرة العصبية تشع من بين حروفه ولكنها تاهت بعدما قرأت كلماته ولم ترد عليه , ظلت تتذكر كم الاهتمام الذي احاطها به دون مقابل و عندما شعرت بإنجذبه نحوها ردعته بكل قسوة وغباء , هل هي حمقاء لتلك الدرجه
قالت بنفسها / ممكن يكون لسه بيحبني و عصبيته حب؟
ثم تابعت بكل سخريه من نفسها / مش بقولك اني غبيه , معقوله بعد ما صديته و عرفته قد ايه لسه متعلقه بجوزي و اول شئ لما نزلت مصر دورت عليه هو جوزي , معقوله لسه بيحبني؟
جاءتها رساله اخري منه / انتي مش بتردي ليه ؟
قالت بنفسها / ان كنت خسرته كحبيب بغبائي مع انه كان هيبقي نعمه لا تعوض بس مخسرهوش كأخ لأني في اشد الحاجه ليه , والله يا علي انت اهم عندي من نفسي ومستعده اخسر العالم كله الا انت
ثم بدأت بالكتابه والرد عليه / ايوا يا علي , معلش مكنتش بعرف امسك الموبيل , كنت بنام بدري من تعبي , المهم انت عامل ايه و كنت بتعمل ايه قدام بيتنا؟
- خليها مفاجأه من بكره الصبح , بس اهم حاجه انتي كويسه و لا اهلك زعلوكي في حاجه
- لا انا الحمد لله كويسه ومحدش زعلني بس ايه هي المفاجأه
- لو قتلك مش هتبقي مفاجأه يا ذكيه , طيب مفيش جديد , معرفتيش ايه اللي ناوين عليه
- لا معرفتش حاجه , بس حاسه اني قاعده في وسط عصابه قاعدين يتفقوا عليا , همس ولمز , بجد زهقت
- ربنا يسهل يا ندي, اصبري بس شويه
- بصراحه معدتش قادره اصبر
- ان شاء الله المفاجأه بتاعة بكره هتخليكي تصبري
- ايه هي؟
- مش هقولك
- ما تخلص يا ظريف , بجد مفاجأه ايه؟
- ادخلي نامي يا ندي , اخر مره تعملي المقلب ده فيا و تقفلي موبايلك كام يوم و الا هجيلك و اجيبك من شعرك , اذا كان ليكي شعر من الاساس
- ههههههههههه
- اخيرا ضحكتي , انا كنت حاسس انك نسيتي الضحك , حاولي تتناسي كل اللي حواليكي وعيشي حياتك بشكل طبيعي , صدقيني ربنا عمره ما بيضيع مظلوم و انتي اتظلمتي من اكتر من ناحية من جوزك و اهله و الراجل الظالم و اهلك , وصبرتي , فكملي صبرك و كوني علي يقين ان ربنا هيعوضك عن كل لحظة اتظلمتي فيها وكل دمعه بكيتيها
دمعت عيناها حتي اغشيت الرؤية امامها بعدما قرأت كلماته التي اعتادتها ودائما تنتظرها منه , ودون تفكير كتبت له
- تعرف يا علي انا نفسي اللحظة دي في ايه؟ نفسي كنت تبقي انت اخويا , واترمي في حضنك واحس بالأمان , بجد عمري ما حسيت بأمان حقيقي الا بوجودك جنبي
- وانتي زي اختي و اكتر يا ندي و ربنا اعلم , انا بقلق عليكي اكتر من اخواتي الحقيقين , بس يلا بطلي رغي و ادخلي نامي علشان عندي شغل كتير الصبح بدري
- ربنا يعينك
- علي موعد غدا ان شاء الله , اياك تقفلي موبيلك
- حاضر
.................................................. ................
رعد يهز أرجاء السماء , يسبقه برقا يشق الافق شقا , يصاحبهما تلك الغيوم المتراكمة التي تغرق الارض بأمطارها المنهمره وتزيد ظلمة الليل رهبه, ظلت متكوره حول نفسها بخوف , ذلك الطقس يزيد الرعب داخل قلبها , لم تتعود عليه في مصر , بل لم تري مثله مطلقاً , اطلقت صرخة مكتومه و هي تضم غطائها بشدة مع سماعها صوت انفجار شديداً , قالت بخوف/ يارب ده مش رعد وبرق , ده انفجارات
وبعد بعض التردد , قامت و هي تحمل جميع الاغطية الموجوده لديها بالغرفة
وضعتها علي الاريكة وتدثرت بها , وكأنها تحاول استشعار أحد بقربها , ولكنها مازالت ترتجف من الداخل كأرتجافها من الخارج تماما
اذن عليها معاودة طلبها لأنس , لم يحتمل قلبها الوحده و الرعب سوية
همت واقفه وهي تقول / لا مش هعرف انام كده ابدا , هقوم انادي لأنس
ثم خرجت بخوف تتلفت حولها مخافة من سماع صوت طلقة رعدية من تلك السماء الموحله و قبل ان تدق الباب المقابل لها وجدته يفتح , ويظهر من خلفه انس و علي وجهه علامات القلق
وقبل ان تنطق قال لها / انا كنت قلقان عليكي, وكنت عاوز اجي اطمن عليكي بس خفت تكوني نمتي و ازعجك
قالت بصوتها المرتجف بقوه / هيجيلي نوم ازاي في الجو ده
اسرعا السير نحو جناحها و دخلا بعدما اغلقت الباب خلفها بصعوبه في مقاومة الرياح التي كانت تمانع غلقه
قالت شروق / ده الشتا في مصر كان زغزغه مش شتا أبدا
قال لها و القلق جليا في صوته / ربنا يستر بس و الجو يظبط علي الصبح علشان العمليه
قالت بتفكر / عملية ايه ؟, ثم تداركت ذاكرتها حديثه أن الغد موعد عمليته الجراحيه المصيريه بالنسبه له
خبطت جبهتها تحسراً علي أنانيتها التي جعلتها تنسي ذلك الموعد
ثم قالت معتذره / اه اه معلش مش واخده بالي , ان شاء الله هيبقي الجو كويس و ربنا ينجيك و تكمل العمليه علي خير
ظهرالحزن علي وجهه و تصنع التفهم بشكل لا يبدي نفعا وقال بألم / عادي
ثم جلس علي الاريكة و انتظر دقائق حتي تجلس هي الاخري , حقيقه لم يكن ينتظر جلوسها بل كان يحاول ابتلاع غصة غليظة ستبدي حزنه منها اذا تحدث , ثم بدا الترتيل
ولكنه فشل في متاببعة قرائته للسورة التي بدئها , يبدو ان توتره أنساه و افقده القدره علي اكمالها
فأعاد البسمله و بدأ في ترتيل اخري , ولكن بعد دقائق حدث ما حدث ثانية , فاعاد البسملة وبدأ في قراءه سورة ثالثه ولكن دون جدوي
صمت برهه بخجل يحاول السيطره علي توتره و خوفه و هو يستنشق الهواء البارد حوله و يزفره ثانية
نظرت له شروق بندم شديد , كيف تتركه وحيدا في تلك الظروف , حتي و ان كان لا يصلح الارتباط به مطلقا , وان لم يكن صادقا في حديثه معها , ولكنه أحق ببعض الاهتمام و المواساه النفسية في تلك الظروف
ضغطت علي اسنانها بحسرة تألما من أجله وحاولت تجميع اي حروف تبدي اعتذارها بها لكن جميع حروفها تبخرت في الهواء البارد حولها ,وفجأة دوي في المكان صوت رعد مفزع فصرخت لا اراديا و اعتدلت واقفا مبعده عنها غطائها بكل قوه
فزع أنس لصوتها وقام واقفاً هو الأخر و اتجه نحوها يطمئنها ماداً يده في الفراغ أمامه و هو يقول / شروق , شروق متخافيش
مدت يدها المتجمده ليده تمسكها كالمغيبة وهي تلهث بفزع , اقترب منها ببطء ثم طوق كتفها بذراعه ووضع كفه الاخري علي رأسها و أخذ يقرأ عليها بعض الاذكار ليشعرها بالأمان
دمعت عينيها من أجله و ليس من اجل خوفها , ثم استقرت برأسها علي صدره , وكأنها تعطيه ثقتها به , شعرت و ان مجرد الوثوق به و الاطمئنان له بحد ذاته مواساه له في ظروفه الصعبه تلك
استقرت داخل صدره الفسيح تسمع لهمس قلبه مع همس شفتيه , شعرت بدفء و حنان لم تشعرهم من قبل في حياتها قط و شعرت وانها غلفت بحنان فياض لم تكن تعلم بوجوده في الحياه من قبل , لا تعرف لم استشعرت صدق حبه لها , صدق خوفه عليها و محاولته للحفاظ عليها و اشعارها بالامان و الطمئنينه من شئ لا يخاف منه سوي الاطفال و هو في اصعب لحظات حياته
, تلك السمات النبيله لا يمتلكها الا النادرون في ذلك الزمان الموحش, استعادت تركيزها و هي تحدث نفسها ان هذا زوجها , زوجها حقاً و هل يستحق ذلك ؟ , لا بل السؤال الصحيح هل هي تستحقه حقاً , هل تستحق حبا حقيقيا كالذي تتيقن بوجوده بقلبه في تلك اللحظة , هل تستحق روحا طاهره كروحه
فجأه شعرت بدموعها تهطل بغزاره و صوت بكائها بدا يعلو , ثم بدأ يتزايد وكأنها بدأت تفرغ مخزون أحزانها المكبوت من شهور و تزايد من أيام
اصطحبها انس و هي مازالت مستلقاه علي صدره للخلف يتحسس مكان الأريكة , ثم جلس معها , ضمها بشده ثم ظل يربت علي ظهرها بحنان, تحسس وجهها و ظل يمسح دموعها الغزيره , حتي هدأت قليلا وتوقفت عن البكاء و لكن ظل صدرها يعلو ويهبط وهي تختم بكائها , همس بقلق / مالك يا شروق؟
اجتاحت دموعها ساحة عينيها ثانية ثم تحدثت بصوتها المكدس بالبكاء / عارف انا عندي كام سنه يا أنس ؟ انا عندي 21 سنه , عمري ده كله و عمري ما حد ضمني الضمة دي , عمري ما حسيت بالامان بصدق من حد , عمري ما حسيت بالامان ده يا أنس , ولا حتي من امي اللي ربتني , انا اساسا معرفش ان في حنان في الدنيا بالشكل ده
زاد في ضمها ثم قال لها / شروق , عاوزك تنسي كل اللي مضي , لسه قدامنا مستقبل نقدر نعوض بعض فيه كل اللي فاتنا , ليه مختاره البعد و القوقعه حولين نفسك و تحبسي نفسك في احزانك و احنا بين ايدينا مستقبل نقدر نرسمه بالشكل اللي حبينه
ثم صمت بقلق واضح بشده في صوته و هو يختم كلماته المواسيه لها , علمت ما جال بخاطره للتو , خوفه مما هو مقبل عليه في صاح الغد , تحررت من ذراعه ثم قالت بثقه شديده تحاول بثها في روحه / بإذن الله يا أنس , كل شئ هيبقي تمام ,وزي ما قلت قدامنا مستقبل نقدر نرسمه بالشكل اللي حبينه و انا بعطيك خبر اني نويت احط ايدي في ايدك ونرسمه بأحلي الألوان و احلي الاشكال , عمرنا ما هنمر بظروف اصعب من اللي مرينا بيها , ان شاء الله كل شئ جاي هيهون طول ما احنا مع بعض
رغم تعجبه الشديد من تغير نبرة صوتها فجأه وطريقه حديثها و لكنه علم انها مجرد محاوله منها لمواسته هو الاخر فرد عليها بإقتضاب و الضياع يتملك جميع ملامحه / ان شاء الله
نهضت وهي تقول بحماسه / طيب يلا ننام دلوقتي علشان نشوف بكرة بإذن الله هنعمل ايه
نهض معها و اتجه بصحبتها للأريكه المقابله ثم قال لها برجاء/ شروق ادعيلي
قالت له / ربنا يتم شفاك علي خير و تنجح العمليه و يردلك نور بصرك , وبإذن الله هنطلع صدقه بكره بنية شفائك
رد بحرج / ربنا يجازيكي خير يا شروق
عادت لاريكتها المقابله بعدما دثرته جيدا وظلت تتأمله من مكانها , لم تجد مسلكا للنوم مطلقا و هي تستعيد لحظات ضمه لها ومحاولاته بكل الوسائل اشعارها بالامان , تكررت اصوات الرعد ولكنها لم تنتبه , شعرت بقلقه عليها ولكنها تظاهرت بالنوم , وبعد مده طويله وهي مازالت تائهه في وسط ملامحه تفاجأت بدموعه بدأت تنحدر بجانب عينيه و هو يهمس برجاء شديد
ظلت هي الاخري تردد الدعاء له دون صوت , لكنها لم تستطع الصمود اكثر وهي تراقبه من بعد وتراه يذرف كل تلك الدموع
قامت بهدوء فتفاجئت بالصقيع يضرب جسدها , فحملت غطائها معها و جلست بجوار أريكته وغلفت كفه و قالت بحنان / متقلقش يا أنس , وكن عندك حسن ظن بالله
ابتلع ريقه ليحسن صوته ثم قال لها بتألم / نفسي افتح يا شروق علشان خاطر حاجه واحده بس ........ نفسي اشوفك
شهقت بخفه من صدمتها لشدة حبه لها وظلت تحدق فيه بذهول بعيني متسعتين و فاه مفرغ ليفاجئها بتأكيده لذلك الحب و هو يتابع / عشت طول عمري بحاول اتخيلك و انتي كبيره , لما لقيتك برضه مازلتي في مخيلتي مجرد تخيل , نفسي اشوفك ........, خايف يكون اتكتب عليا طول عمري اني اتحرم من شوفتك
لم تستطع نطق كلمة واحده وظلت تبكي بعدم تصديق من شده صدمتها , ظلا علي حالهما مدة طويله , حتي سمع صوت هاتفه ليخبره ان موعد صلاة القيام قد حان , فقال لها / تصلي معايا قيام يا شروق ؟, مش هطول نص ساعه بس و الفجر هيأذن
قالت له وهي تمسح دموعها التي لم تتوقف بعد و تنهض من علي الارض / ماشي
ثم قاما ليخشعا سوية بين يدي رب كريم يدعوه بكل صدق و يقين ان يمر الغد بسلام و تكون عاقبته كل خير
............................
بكل نشاط انطلقت من فراشها , أخذت حماما منعشا وارتدت ما حلا لها ثم تناولت افطارها
كانت علي يقين ان اليوم سيكون سعيدا , طالما وعدها علي بذلك فسوف يكون , لم تكن تعلم ما هي المفاجاه التي بإنتظارها ولكنها كانت كفيله لملأ روحها بالسعاده
دخلت تساعد زوجة اخيها بأعمال الطبخ , ورغم التجاهل الذي تلقته منها ولكنها لم تعبأ , وبعد ان انتهيتا من اتمام الطعام خرجت للشرفه بعقلها المكدث بالتخمينات المختلفه , جلست علي مقعد وظلت تمرر عينيها هنا وهناك لتتفاجئ بعلي يقف مقابل منزلها مباشرة , وقد جهز المحل المقابل لهم ليكون مطعم لسندوشات الكبده و الوجبات السريعه , اذن تلك المفاجأه , سيكون بقربها طوال النهار
يا لها من مفاجأه تعد الافضل والأجمل لديها , كادت تفقد صوابها و تناديه كطفله رأت والدها الحبيب لتشكره علي تلك المفاجأة التي جعلتها تشعر و كأن لديها جناحين تستطيع التحليق بهما في السماء من شدة السعادة
ولكن متي تم تجهيز هذا المحل بهذا الشكل , تذكرت تقوقعها حول نفسها طوال الاسبوع , مده كافيه لتجهيز محل بهذا الشكل المتواضع الغير متكلف , اذن هو بجوارها منذ اللحظة الاولي و لم يتركها ثانية كما وعدها
كان منهمك في عمله و لكن سرعان ما لمحها , ابتسم بفرح لها و لكنه تظاهر بإنشغاله ثانية
جائت بعقلها فكره , دخلت مسرعه لوالدتها وقالت برجاء / ماما , في محل كبده اتفتح قصادنا , ريحته وصله لهنا , ما تبعتي حد من ولا نسيم يشتريلنا سندوتشين
ولكن رد نجوي جاء كما ظنت و توقعت قائله / لا بلاش ولاد نسيم , ما تنزلي انتي حتي الناس تشوفك
لم تمانع ودخلت بالحال و ارتدت ملابسها و اسرعت له
وعندما وصلت له بوجهها الذي يشع سرورا كان معه زبون , فظل يعمل علي طلبه و هو يتظاهر بإجراء مكالمه هاتفيه مع احدهم
قائلا/ اهلا يا عم أنس
والله وحشنا وحشنا وحشنا , كان نفسنا نشوفك ونسمع صوتك من زمان
......
بس يا عم خد بالك من نفسك شويه احسن انت خسيت قوي الايام دي و شكل اتبهدل خالص
......
لا يا عم اجمد شويه و خلي عندك ثقه بالله ان مش هيضيعك
.....
قدم للزبون طلبه ثم قال / كويس انك فكرت تيجي علشان نشوفك و حتي تكسبنا بالمره
ثم وضع الهاتف جانبا و قال لها مبتسماٌ / خير يا افندم طلبك
تعجبت من عدم انهاءه حديثه مع أنس فقال له متسائله / انت بجد كنت بتكلم أنس؟
قال لها / لا يا ذكيه بكلمك انتي , بس لاحظي اننا في حي شعبي مليان ألسنه
قالت له / بس احنا بجد عاوزين نطمن علي شروق و انس , متصلناش عليهم من ساعة ما جينا
قال نادما ً / اه والله انشغلت بمشروعي الكبير ده ونسيتهم , هتصل عليهم النهارده
قالت له / طيب يلا خلص احسن ماما خرجت البلكونه بتبص عليا , هاتلي 10 سندوتشات كبده
قال لها مازحاً/ بس متكليش منها أحسن كبدة كلاب
اتسعت عينيها فضحكت علي مظهرها وقال / بهرج يا بت , هي مجمده معرفش كبدة ايه اساساً
تناولت منه طلبها فقال لها / ابقي اطلعي اقعدي مع مامتك في البلكونه شمي هوا
قالت له وهي تنصرف/ اكيد , الجو جوه خنقه
فقال / علي موعد بالليل , متقفليش موبيلك
.......................
حانت اللحظة الحاسمة , ارتدت ملابسها مبكرا , ثم ذهبت اليه , وجدته يرتدي ملابس ليست ثقيلة بالشكل الكافي ليحميه من البرد في هذا الجو الجليدي , بل و يرتدي نعلا مكشوفا
نظرت له لتكشف كم هائل من الحيره و الخوف يحاول ان يخبأه خلف ملامحه الهادئه , اقتربت منه ثم قالت بحنان دافئاً / هدومك دي مش كافيه , وبعدين هتروح بالشبشب ده في الشتا
فقال لها بحرج يشوبه عتابا/ مش عارف مكان الجاكيت التقيل فين و لا باقي الحاجه
صعقت من مدي تقصيرها تجاهه الذي تجسد في كلمات صارخه بالحزن الخفي , فقالت بإعتذار شديد / اسفه والله يا انس , عارفه اني مقصرة في حقك بس مش عارفه مالي الايام اللي فاتت كنت مخنوقه , انا اسفه
ثم اجلسته و بدأت في البحث عن معطفا ثقيلا و حذاءا سميكا يدفأ قدميه
ثم اقتربت منه و طلبت من ان يقف و قامت بمساعدته في ارتدائهما , ثم قادته للخارج
شعرت بثقل خطواته , بل انه كاد يتراجع , شدت قبضة يدها علي يده ثم قالت له / متقلقش يا أنس , ان شاء الله كله هيبقي تمام
فأومأ برأسه مبتسما وتابع سيره معها
وبعد ساعات
كانت تجول بخوف شديد في الردهه الواسعه بالمشفي , ترتجف بقوه رغم كم الملابس التي ترتديها
وبعد ساعات خرج الطبيب المساعد للطبيب الذي اجري العملية الجراحيه لأنس , تفاجأت من شكله , في الوهله الاولي ظنته أنس نفسه , ولكن عندما دققت النظر اكتشفت انه يرتدي ملابس مختلفه و طويل ونحيل بعض الشئ, وقفت تطالعه بإندهاش , كادت تجري نحوه وتسأله عن جنسيته ولكنه سبقها وهو يسأل الجالسين بلغة عربية ولهجة مصرية / مين مع المريض أنس؟
تناست كونها في مشفي وليس بحجرة دراسيه ورفعت يدها عاليا و هي تجيبه / أنا اللي مع أنس
نظر لها بتدقيق و الصدمه جليه بوجهه , ثم قال لها / طيب اتفضلي تعالي
سار في ممر طويل بخطواته الواسعه و هي تلحقه بخطواتها المتلاحقه , جال بخاطرها انه يحتاجها من اجل اخبارها بشئ لا تحبه عن سلامة أنس , او ربما فشل عمليته , فبدأت دقات قلبها تتسارع و وجهها يشحب بخوف
دخل غرفة مليئة بالأطباء وجلس علي مكتبه الخاص و طلب منها الجلوس مقابله
ظل صامتا بعض الوقت , يبدو عليه الارتباك الشديد , مما زاد خوفها حتي كاد يغمي عليها
ولكنه انقذها بسؤاله / انتي من مصر صح ؟
أومأت برأسها وهي تطالعه بملامحه الخائفه , فسألها ثانية / طيب تقربي ايه لأنس؟
ظهرت الحيره عليها , وكأنها تبحث عن شئ تاه منها , ظن انها خائفه من أجله فقال لها / متقلقيش هو كويس و العمليه تمت الحمد لله بنجاح و هيخرج علي اوضة العنايه هيقضي فيها باقي اليوم , بعدين هيخرج في غرفه عاديه 3 ايام تحت الملاحظة
زفرت بإرتياح و دمعت عيناها وقالت / الحمد لله
فقال لها ثانية / سؤالي بعيد عن الحاله الصحيه ليه , انا بسألك عادي , تقربيله ايه؟
فقالت بحرج / انا مراته
رفع احد حاجبيه مندهشا ثم قال لها / وعندكم اولاد؟
قالت و ووجها اتقد خجلا / لا احنا مكتوب كتابنا بس
فقال له / طيب هو منين , واهله فين؟
ظلت تفكر بحيرة شديده كيف تجيبه , ولكنها اصبحت علي يقين ان هذا الطبيب يسألها لعلمه به اكثر منها ومنه , انه يربطه به صلة قرابه
قالت له / حضرتك بتشبه عليه , او تعرف حد شكله؟
ظل يطالعها بصمت برهه ثم قال / لا , انا توأمي اسمه أنس , وضايع في مصر وهو طفل , ولحد النهارده بندور عليه
اشرق وجهها من فرحتها وقالت بعدم تصديق / أيوا هو , هو أنس , ما هو كان في دار ايتام من ايام ما كان طفل
قام الطبيب من مكانه بفرحة طفل لا يتجاوز العشر سنوات , ثم قال لها / متعرفيهوش ,وخليها مفاجأه لما يجي يخرج من المستشفي ,وانا هبعت اجيب ماما من مصر وتبقي مفاجأه ليهم هم الاتنين , تعالي دلوقتي ادخلك ليه تطمني عليه , بس ما تطوليش علشان اساسا ممنوع الدخول دلوقتي ,وعامة لحد دلوقتي العمليه تمام ولكن مش هنقدر نحدد النتيجه النهائية الا بعد اسبوع لما يشيل اللزق من علي عنيه
خرج و هي تتبعه , حتي وصلا له
وقف الطبيب عند رأسه و قال بفرحه / حمدالله علي السلامة يا بطل
قال انس بوهن / الله يسلمك
قال الطبيب / انا الدكتور حمزة , وهكون مسؤل عنك بشكل خاص ان شاء لحد ما تخرج بالسلامة
قال ممتناً/ شكراً
فقال له / اي حاجه تحتاجها انا موجود , انا مصري زيك , واعتبرني اخوك متتحرجش من حاجه
ابتسم انس و قال له / ربنا يجازيك كل خير
قال / طيب اسيبك مع المدام دقايق و هرجعلك

خرج حمزة تاركاً شروق تذوب في خجلها من اطلاقه عليها لفظ مدام , ونظرت لأنس المستلقي و الفرحه تعم وجهه لعلمه بوجودها بجواره
همس يناديها / شروق
لا تعرف كيف أتت بتلك الجرأه و أمسك بكفه بحب ولمسات حانية وقالت له / حمد لله علي السلامه يا انس , ربنا تم شفاك علي خير
حاول تحريك يده الاخري المعلق بها الانابيب التي تمده بالمحلول فقالت بفزع / لا لا متحركهاش
تأثر وجهه بخوفها عليه و الذي استشعره للمره الاولي بحياته حتي كاد يبكي و احتقن وجهه بالدماء
فربتت علي كتفه وقالت له بحنان فياض / ان شاء الله كل شئ هيبقي تمام و حياتنا هتبقي افضل يا أنس
ابتسم بصمت وابتلع ريقه يحاول السيطره علي مشاعره الهائجه كمشاعره تماما
, وجدت حمزه يقبل عليها مره اخري فأبعدت يدها عنه و قالت له / هستناك بره لحد ما تخرج , مش عوزاك تشيل هم حاجه و لا تقلق من حاجه
اصطحبها حمزه لغرفة انس المخصصه لتبقي بإنتظاره باقي اليوم و اكرم ضيافتها و احضر لها كل ما ستحتاجه و استأذن لعمله و انصرف
..............................
كانت تهدهد طفلتها كي تنام قليل في منتصف النهار حين سمعت صوت دق جرس الباب
اتجهت بجبينها المقطب بتعجب من قد يأتي في ذلك الوقت , فتحت الباب لتتفاجئ بالبواب وبيده مظروفا أبيض صغير وقال لها / جواب لحضرتك
تناولته منه و بعد ان أغلقت الباب وفحصت مظهر الرساله من الخارج فعلمت انها من فهد بعثها لها خصيصا من الخارج
تهاوي قلبها بين قدميها و هي تتيقن ما كتب بها , اذن فهد لم يتراجع عن قراره بل الامر بالنسبه لم يكن سوي بعض الوقت , لقد تحطمت حياتها و ضاع كل شئ لديها
تركت طفلتها علي الفراش تبكي و جلست هي الاخري تبكي بجوارها بشده , بل ان بكائها كان اقوي من بكاء طفلتها الصغيرة
ظلت تسب وتلعن نفسها , بل وتلعن شروق التي هي سبب كل احزانها بتلك الحياه , حتي سمعت صوت باب المنزل يفتح , بالتأكيد هنا قد عادت من جامعتها
أكملت بكائها , بل تزايد بكائها اكثر وظل جسدها يهتز بقوه وهي تشعر بفتح هنا لباب الغرفه وتقترب منها وظلت مخبأة رأسها بين كفيها ولكنها في لحظة استنشقت عبيرا خاصا , رائحة عطر لم تنساه ابدا , خاصا بشخص عزيز جدا , رفعت عينيها بتيه لتتفاجئ به أمامها يبتسم بسخريه و ينظر لها بعتاب
وقفت مصدومه تحدق به بعينين متسعتين كصنم مرعب نحت لتوه
اقترب منها اكثر ثم أمسك بكفها ليلثمه بقبلته , ثم تابع قبلته لجبهتها و ضمها له بشده وهي مازالت ميبسه صامته
وبعد فك حصاره عنها نظرت له بدهشه مضاعفه ثم نظرت للمظروف الصغير الملقي علي الفراش بجانب طفلتها التي نامت بعد نوبه بكاء طويل
نظر لمكان نظرتها فوجد المظروف مازال مغلقا فعلم ما يدور برأسها فقال لها بسخريه ممزوجه بعتاب و هو يضغط علي حروفه/ اه انتي لسه مفتحتيش رسالة الطلاق اللي طلبتيه
فإبتعد عنها وهو يتجه للخارج ,قائلا/ طيب هروح الحمام علي ما تقرأيها
خرج من الغرفه و هي تتابعه بنظراتها المندهشه و بعدما خرج التقطت المظروف بسرعه وفتحته بفوضويه وفردت الورقه البيضاء المطويه بداخله ثم بدأت تقرأ
نعم أنا فهد ابن محمد أؤكّد وأنا بكامل قواي العقليّة أنّني أريد زوجتي، ولا أريد التخلّي عنها، ومهما كانت الظّروف ومهما فعلت سأظلّ متمسّكاً بها، ولن أرضى بزوجةٍ أخرى غيرها تشاركني حياتي، وهي زوجتي للأبد...
وكل ما اريده منها ان تكون تعلمت من الدرس و علمت مدي خطوره طلبها الاحمق مثلها هذا
تهاوت جالسه علي الفراش خلفها وهي تنظر بعينيها الدامعتين للكلمات المسطره ثانه و تعاود قرائتها , لم تنتظر عودته من خارج الغرفه وخرجت له ليقابلها بالصاله فإنهارت علي صدره ضربا و هي تصيح ببكاء هستيري / حرام عليك , انا كنت هموت انا فكرته جواب طلاق بجد , انت ايه ؟
فأمسك قبضتة يدها المنهاله عليه وقال لها من بين ضحكه/ هو المفروض مين يصالح مين دلوقتي؟ وبعدين مش انتي اللي طلبتي؟
فقالت له / انت عارف متاكد انني مكنتش بتكلم جد وده طلب غبي في لحظة غضب
فقال لها مشاكساً/ طيب وانا اعرف منين اني مراتي غبية و بيطلع منها طلبات غبية في لحظات غضبها
فنظرت له شذرا وهي تتجه للجلوس علي مقعد خلفها
فقال لها وهو مازال يقف مكانه / هو مش المفروض تصالحيني, يعني جايلك مخصوص من سابع ارض و انتي تسيبيني و تمشي
قالت له بغيظ / لا حق الخضه دي , وحق ما انت سايبني المده دي كلها بتكوي بناري ولا راضي ترد علي اتصال و لا رساله و لا تعبرني
فضحك بتعجب عليها ثم قال وهو يتجه ليجلس بجوارها / والله ما كنت اعرف اني مراتي غبية و بتطلب طلبات غبية , وبعدين قومي يلا صالحيني قبل ما هنا تيجي , احسن قيلالي ساعه و هتيجي
نظرت له بتعجب فقال / فعلا غبية , اصل كون انك تفكريني ناسيكي ومش معبرك المده دي كلها تبقي غبية , انا من لحظه ما نزلتي مصر وانا متابعك عن طريق هنا , ومتفقين مع بعض وقابلتها دلوقتي واخدت منها مفتاح الشقه , حتي الجواب انا اللي معطيه للبواب وقلتله يطلعهولك من ساعه
نظرت له بتوعد فضربها بكتفها وقال / قومي يلا يا بت صالحيني قبل ما اختك تيجي
فقامت وطبعت قبله سريعه علي جبهته وهمت بالرجوع لمكانها فنهض مسرعا و أمسك بكفها وقال / يعني غبية و بخيله
فضربته بضيق شديد في كتفه فلم يعبأ لضيقها و ضمها بشده لتبادله هي الاخري ضمه بشده فهمس لها / وحشتيني اوي
فقالت والبكاء واضح بصوتها وهي مازالت مختبئه بين ضلوعه / وانت كمان وحشتني قوي


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 11:21 PM   #196

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثاني والعشرون\

وقفت تستقبله عند باب الغرفه كأم تستقبل ابنها بعد عودته من اول يوم دراسي له , فرحتها تشع من جميع جوارحها , وبسمتها تشرق بوجهها بشده , اقبلت عليه مسرعه و أمسكت بيده و قالت بفرحه طاغيه / حمدالله علي سلامة أنوس
تعجب لهجتها و حماستها , ورفع احد حاجبيه , ولم يعلم ان سر سعادتها هي خروجه سلاماً من غرفة العنايه فقط , بل لحصول علي أهله بعد كل هذا العمر , فرحت حقا من اجله و من اجل نفسها , فإن كان أنس اصبح جزء من عائله فهي بالتأكيد ستنتمي لتلك العائله , شعور بالفرحه لا يضاهيه شهور ولا يستطيع تقديره الا من عاش محروما طوال حياته من شعور الانتماء , بل يغرق في امواج الغربه و الوحد والضياع
وبعد ان غادرت الممرضات الغرفه الخاصه به و بقيت برفقته بمفردها , عادت ثانية وجلست علي طرف الفراش بجواره و قالت له بصوتا مهتزا فرحا ً / انا فرحتي مش سيعاني النهارده بعد ما الحمد لله عمليتك نجحت , ربنا ييسر بالاسبوع الباقي و تكون الفرحه الحقيقيه وانت مفتح و شايف الدنيا حواليك
احتقن صوته و هو يردد متضرعاً بصوته المتهالك / اللهم امين يارب , واقدر اعوضك يا شروق عن كل الي قدمتهولي
قاطعته وهي تضرب كفه بخفه / عيب يا أنس , مسمعش الكلام ده تاني , اهم حاجه عندي ان ربنا يشفيك ونقدر نعيش حياه سعيده زي ما بنتمني و نخطط لكل شئ ونرسمه سوا
قال برجاء / يارب يا شروق
ردت عليه بحماسه متفجره / ان شاء الله انا متفائله كل خير ,وهتلاقي افضل بكتيييير من اللي بتتمناه , واهم حاجه اننا نفضل يارب دايما مع بعض وما في اي شئ يفرقنا عن بعض تاني
ابتسم بهدوء , تمني لو بإستطاعته ان يصوب لها ادفء نظرة مليئة بكل ألوان الحب , سعادتها من اجل سلامته شحنت قلبه بسيل فياض من شحنات حبه الذي بذر بقلبه منذ صغر و نما و كبر مع كل لحظه يعيشها في حياته
......................
اخرجت نصف رأسها من تحت الغطاء وطالعت والدتها دقائق لتتأكد انها سبحت في نومها العميق ثم تسللت لمكان الهاتف وفتحته
كتبت مسرعه / علي , انت لسه صاحي؟
تأخر في الرد بعض الوقت حتي كادت تفقد الامل في كونه مستيقظ , قال لها / كنت هبدأ انام , انتي اتأخرتي قوي
قالت له بمزاح/ علي ما ماما نامت , وسندوتشات الكبده بتاعتك عاوزة تتظبط شويه , جابتلي مغص ههههههه

لم يعير حديثها اهمية و لكن قال لها / سيبك من الكبده والكلام ده , عارفه لو خرجتي تاني بالعباية اللي كنتي جايه بيها هقطعهالك في الشارع , وبعدين ازاي تخرجي البلكونه بشعرك؟
تعجبت من خشونه حديثه ولكنها حاولت استيعاب غضبه ببعض اللطف / معلش يا علي من مفاجئتي وفرحتي بيك مخدتش بالي انا هلبس ايه , وبعدين شعري انا متعوده اخرج البلكونه بشعري عادي
ثم قالت بنفسها وهي تطالع الهاتف امامها ( ده انا منقيه العبايه دي قلت تلفت انتباهك ليا , اهي جات علي دماغي)
وصلتها رسالته / المره الجايه هطلع احقلهولك , وبعدين انتي مش واخده بالك ان كل الي رايح واللي جاي بيبص عليكي و انتي مبسوطالي بالشعرتين و مش مكسوفه من نفسك , والله كنت ماسك نفسي بالعافيه , ولولا اننا في مكان شعبي و اي حركه محسوبه علي الواحد كنت جيتلك تحت تاالبلكون و هزقتك
قالت له لتغير مجري الحديث/ حاضر يا علي خلاص مش موضوع , اتصلت علي شروق وانس؟
قال / ازاي مش موضوع ؟ ده موضوع ونص , واه اتصلت علي أنس , وعلي فكرة انس عمل العملية النهارده
تملكتها الصدمه و هي تكتب / بجد , وعمل ايه , وشروق لوحدها ؟
قال / لا متقلقيش كله تمام و ربنا معاهم يا ستي ,وفيه كمان مفاجأة كبيره
- ايه ؟
- في دكتور هناك في المستشفي طلع اخو أنس .........ثم بدأ يسرد عليها ما اخبرته به شروق
.............................................
وصل لبدايه طريق حفظه شبرا شبرا من كثرة سيره عليه طوال حياته , شعر بالحنين يقبل عليه يخترق خلاياه بوحشيه , تذكر والدته و كيف انتهي بيتهم الصغير بموتها , دمعت عيناه حتي اغشيت رؤيته , رغم انه ترك المنزل قبل موتها ولكن كان الامل باقيا داخله انه سيعود ثانية , وان لم يعد فكان يشعر انه علي الاقل له اصل ثابت و جذور راسخه من حبهم له و سوف يطغي يوم عليهم وسيسامحونه
مسح عينيه بظهر يده ليتفاجئ بتغير مدخل الطريق الترابي , لقد وضع في بدايته بوابه حديديه ضخمه ,بل وسيجت كامل اراضيهم بسياج عاليه من الاسلاك الشائكه , هجم الحزن علي قلبه يغلفه بوحشيه , لم تعد ملامح مزرعتهم لها اثر حقيقي , اقترب من الحارس المسن فعلت أصوات الكلاب حوله من كل مكان
فإنتبه له الحارس في الحال و سأله / من سيادتك؟
فقال له / انا عاوز اتكلم مع صاحب المزرعه في امر خاص
استأذن له البواب فدلف للداخل , كلما خطا خطوة للداخل شعر بغمة تقبض علي قلبه بقبضة حديده , لقد تغير المكان كثير في غضون شهور , حتي شعر و كأن مزرعتهم الاساسية دفنت ارضا لتحل محلها اخري , حتي وصل للمنزل لتكون الصدمة الكبري بعدما هدم المنزل البسيط المحبب لقلبه و ظهر مكانه فيلا ضخمة مازالت تحت الانشاء , شعر و كأنه ورقة شجرة صفراء باليه تتأرجح في الهواء مع هبات الرياح العاتيه , قد اخفتي وتده الوحيد بالحياه مع اختفاء حياته القديمة بكل معالمها , ام ماتت و اخت اختفت , وبيت دمر و مزرعة بدلت , ياله من احساس يصعب استيعابه بسهوله نزل عليه كصاعقة من السماء و هو يري صاحب المزرعه مقبل عليه مستشف من كونه و ماذا يريد
صافحه برسمية ثم قدم نفسه قائلا انه قريب لسكان المزرعه الاصلين و سأله اذا كان يعرف اين انتقلوا , ولكن رده لم يزيده شئ مفيدا , اذا اخبره انه اعطي الشابه التي كانت تمتلك الدار مهله لتنتقل و عندما انتهت المده اتي ليستلم الدار فوجدها فارغه من كل شئ حتي حاجياتها , ولم يجد سوي الاثاث فقط
شكره فهد و ولاه ظهره في طريق عودته للخارج في حياه تشبه قهوة بدون سكر , ليس لها طعم سوي المراره , لولا وجود زوجته و طفلته لكان الموت اقرب لقلبه من تلك الحياه
اذن عليه البحث داخل كومة قش عن ابره صغيره , اين سيجد تلك المشاكسه التي كانت تدعي اخته و مازالت بقلبه تمثل باقي عائلته و اصله في الحياه
اجري بعض الاتصالات لأقارب والدته بالقاهره ليخبره الجميع عن عدم معرفته بشئ بل يلقون اللوم عليه وحده كيف تركها وفضل انانيته و حياته الخاصه علي وصية امه ولكن ما كان ينتظر منهم ان يقدم احدهم يد العون له ليجدها ولكن لم يحدث
جلس علي احد المقاهي ليستريح قليلا وهو يشعر بالعالم يدور حوله من شده ارهاقه و حيرته , ماذا يفعل الآن , أيجب عليه الاستعانه الشرطه ام ماذا؟
وبعد تفكير طويل غير مجدي قام بضياع واتجه يبحث عن شقه مفروشة كي يقضي بها ايام اجازته مع زوجته
...................................
كان يتحدثان حديثا عاماً اثناء تناولهم وجبة الافطار , حينما دق باب الغرفه ودلف منه الدكتور حمزة وبرفقته ممرضه, ألقي السلام و بدأ بالسؤال عن احوال انس و كيف يشعر , وكذلك شروق ألقي عليها تحية الصباح و سألها بشكل عام عن احوالها و ان كانت تشعر بالارتياح بإقامتها بالمشفي , ثم بدأ بعمل بعض الفحوصات السريعه
كان وجه انس منبسطا بشوشا وهو يري كم الاهتمام الشديد الذي يفيضيه عليه حمزه , بل شعر بحنان الاخوه حقا به , حتي طلب من الممرضه الانصراف وبقي هو يكمل جلسته معهم , وحديثه مع شروق ايضا
انقبضت ملامحه بشكل واضح و احتقن وجهه بغيظ
بدأ حمزة بالحديث عن خارج نطاق العمل , منذ متي وهم يقيمون في المانيا ,واين يقيموا , وهل يعملون هنا ام لا ,وكيف كانت اصابة انس و متي.....الخ
كانت شروق تجيب والاخر وجهه يكتظ نيران الغيرة المستعره , حتي برزت عروق وجهه وجعلته كخريطه لمتاهه ضخمه وخاصة ان جمزه يتمتع ببعض من روح الفكاهه والتي لم يطيقها مطلقاً
تدخل في اجابات اسئلته حتي يمنع شروق من الحديث معه ولكن كان يبدو انه علي وشك اقامة معركه كلاميه وليس اجابة عن اسئلة , التقط حمزه ضيقه و سببه بسرعة بديهه فأستأذن للانصراف ولكنه أشار لشروق ان تتبعه للخارج
وبعد ان خرج اخبرت شروق انس انها سوف تخرج لدقائق مما زاد غيرته وحقده تجاه هذا المتطفل
خرجت مسرعه لتجده بجوار الغرفه و وجهه مبتسم ببعض السخريه , ثم قال لها / انا جبت ماما المانيا وطيارتها هتوصل بكره في وسط النهار ,وطبعا انتوا هتخرجوا بعدها بيوم , بس انا عاوز اعمل تحليل dna ليا و لأنس قبل ما اعرفها لأنها مش هتستحمل اي ضغط نفسي يكفي ما يقرب من 20 سنه وهي قلبها بيتكوي عليه
قالت شروق بثقه / يا دكتر انتوا شكل بعض بالضبط وانت بتقول ان اخوك اسمه انس و غير سنكم قد بعض , بس ما يمنعش انكم تعملوه
قال لها وهو يهم بالانصراف / طيب هسيبك احسن انس يطلع يضربنا احنا الاتنين بس متعرفيهوش , هخلي الدكتور زميلي يجي ياخد منه عينه علي اساس ان ده تبع عملية عنيه وربنا ييسر
ثم انصرف وبسمة السخريه تعود لتملأ وجهه ثانيه علي غيرة اخاه الشديده
وقفت شروق مكانها تطالعه بملامح مستنكره تحاول فهم مقصد حديثه ثم انفرجت اساريرها وهي تستوعب ما يرمي له ثم عادت مسرعه تتأكد من حديثه لتجد أنس يجلس مستندا علي وساده و يكاد ينقض علي السواد امامه
ابتسمت بفرحه وقلبها يتراقص بين اضلعتها و هي تري كم الغيره عليها يشع منه , احسس جميل لم تذقه من قبل , ابتلعت ريقها و اقتربت منه وقالت / مش هتكمل اكل يا أنس
نفي ذلك بحركة رأسه دون ان يتكلم
قالت بهدوء/ طيب مالك زعلان كده ليه؟
قال بإقتضاب / مفيش
ثم استلقي علي ظهره بهدوء وقال / هنام شوية
تعجيبت من طبيعته الكتومه لتلك الدرجه , وشعرت بالحزن يغشي قلبها ثانية , ما ان بدأوا في ايجاد حبل تواصل و تفاهم بينهم حتي انقطع مع اول موقف
القت يديها بجوارها بخيبة أمل لتسمعه يقول وهو يحاول التحكم بأنفعالاته / والدكتور الظريف الي اسمه حمزه ده لما يجي متبقيش تتكلمي معاه , هو بأي حق بيتدخل في شؤننا الخاصه
ابتسمت ثانية و هو يفصح بشكل غير مقصود عن غيرته وقالت / حاضر يا أنس , بس يلا ريحلك شويه
ثم جلست بجواره و وظلت تمرر يدها علي شعره بحنان بشكل أظهر المفاجأه علي وجهه , ولكنه صمت قليلا قبل ان يسألها بضيق ثانية / انتي كنتي بتعملي ايه بره؟
تلجلجت حروفها و هي تحاول اختراع اي كلمات كي لا يشك بالأمر او يكتشف مفاجأه اخيه له , فأتخذت مسلك الهروب من الاجابه بالصمت فاعاد سؤاله فقالت / أنس هسألك سؤال بس تجاوبني بصراحه , وانا والله مش هزعل
ثم سحبت يدها من علي رأسه ليشعر بأهميه ما ستقوله , فقال لها / أسألي
اهتز صوتها وهي تبدأ كلامها / طبعا في حاجه اسمها قبول , يعني ممكن تتقبل شكل حد وممكن مش تتقبله ,......... لو انت بعد ما فتحت عنيك ان شاء الله يارب ومتقبلتش شكلي هتعمل ايه؟
صدم بشده , ثم صمت لحظات وقال بدفء عميق / انا ما فضلتش السنين دي كلها ادور علي صوره , والا كنت رسمتها عند فنان وعلقتها قصدي ومعرضتش حياتي للخطر اني افضل في دمياط وانا عارف ان فيه سفاح بيدور عليا , انا كنت بدور علي حياتي كلها , اللي انتي بتمثليها , انتي مش مجرد واحده كنت متعلق بيها و انا طفل , انتي متعرفيش يا شروق انا قلبي شايلك ايه , انتي بالنسبه ليا العام كله , انتي الدنيا كلها ومن غيرك حياتي ملهاش لازمه , انا ميهمنيش شكلك ايه , وانا عارف ان اكيد شكلك اتغير عن ما كنتي صغيره خالص , لكن مهما كان انا عاوزك , عاوز حياتي المتمثله فيكي , والله مهما اوصفلك حبي ليكي وتعلق قلبي بيكي مش هقدر اوصف ولو جزء من الميه , متسألنيش ليه وازاي , ده شئ الاهي مليش دخل بيه , حاجه ربنا زرعها في قلبي , طول عمري مش بفكر غير فيكي وليكي , ولولا تعلقي بإني الاقيكي قبل ما ابدأ اي شئ في حياتي كان زماني دلوقتي كونت نفسي وشفت مستقبلي لأن انا دماغي تجاريه وبحب الاستثمار وكل ما يجي في دماغي فكره اقول لا لما ألاقي شروق الاول
كاد قلبها ينصهر وسط حرارة جسدها التي ارتفعت بشكل كبير من تلك الكلمات التي لم تتوقع ان تسمعها في يوم بحياتها , وبدا دموعها تجري علي خديها وكأنهما مجريا من نهر متدفق حتي أتي طبيب وبرفقته حمزه , لزم حمزة الصمت تماما حتي لا يشعر أنس بوجوده ووقفت شروق توليه ظهرها وتمسح دموعها حتي لا يسألها عن سبب بكائها فهي لن تستطيع اجابته و اخذ الطبيب الاخر عينة من أنس ثم انصرف برفقة حمزة
..................................
مرت الايام علي الجميع , فيهم من شعر بسرعتها و اخرون شعروا وكأنها امداً بعيدا و خاصه من قيد بداخل جدران المشفي, كانت ندي تلازم الشرفه تنعم بلفحات الهواء الشتوي البارد لتبقي مقابل من تشعر بالطمئنينه بوجوده و امها فرحه بذلك دون ان تدري سبب مكوثها الحقيقي
واما فهد و اسرته الصغيره استقروا بشقه مجهزه ليقضوا ايامهم في الخروج و التنزه مع اسرة سما , وكل ما كان يحاول فعله هو اخفاء حيرته و قلقه عن اعين زوجته حتي لا تفسد الامور ثانيه و لكنه بدأ في بحث جدي عن اخته في محاوله لإيجاد اسمها في اماكن العمل كالمصانع و المدارس وتتبع صفحتها المهجوره عبر الانترنت
اما شروق فقد كانت اسعد الجميع وخاصة بعدما اعلمها حمزة بنتيجه اختبار الD N A وانه بالفعل اخ لأنس و ان لديهم اسرة عريقه أغلبها يقيم في ألمانيا لعملهم كأطباء , ما عدا والدته التي فضلت البقاء في مصر علها تجد ضالة فقدتها منذ مايقرب من العشرون عاماً
أغلقت له سحاب المعطف المبطن جيدا حتي لا يشعر بالبرد في رحلة عودتهم , لم تخبره انهم بطريقهم لبيت اخر , بيت ضخم كبير ملئ بعائلته التي اتت لترحب بولدته علي ارض المانيا ويشاركوها لحظة عودة ابنها لأحضانها ثانية
وكما توقعت اكفهر وجه أنس عندما علم بتطوع الدكتور حمزة لإيصالهم بسيارته الخاصه لمنزلهم , بل وتناول العشاء برفقته في منزله الخاص كأبناء وطن واحد يقع عليهم نفس الشعور بالغربه
رفض بشده ولكن شروق وافقت بإصرار مما زاد من حنقه وهو يعلم ان حمزة بالفعل في طريقه لمنزله وظلت شروق تبتسم بسعاده غامره و هي تجلس بجواره
وعندما وصلوا ابدي اعتراضه في الدخول ولكن حمزة تجاهل تزمره و بأسلوب دبلوماسي ادخله , وعندما دخلت شروق في بداية صاله واسعه ضخمه تتمتع بذوق عالي و تكلف في تفاصيل تصميمها , رأت جمعا غفير من أشباه أنس وخاصة الرجال , حقا يبدو انها عائله عريقه , وقفت تبتسم بخجل و الجميع يطالعها بإبتسامه واسعه هي و من تقف بجواره
توجه حمزه لسيده عجوز انهكتها الاعوام و اكل من صحتها الحزن ما يكفي وقال لها بمزاح / ايه رأيك في المفاجأه الحلوه دي
دققت النظر جيداً لوجه شروق وهي تضبط وضع نظارتها الطبيه ثم شهقت و بدأت تبكي وهي تنهض بضعف وتقول / سميه حببتي , سميه حببتي
تعجب الجميع فقد كان توقعهم غير ذلك , فقال لها حمزه / سمية مين يا ماما
استعادت تركيزها و هي تنفض رأسها وتقول / قصدي شروق , شروق حببتي الغاليه بنت الغاليه , قطعه من امك
تبدلت ابتسامه شروق لعينين متسعتين , ووجه مصدوم وكأن صاعقه من السماء حلت فوق رأسها
اقبلت عليها السيده وهي تقف كصنم جامد , حتي احتضنتها بشده وهي تقول / انا استودعتك عند ربنا وعارفه انه مش هيضيعك
زادت همهمات الجميع فوقف حمزه مندهشا بجوار والدته ثم قال لها / ماما , طيب ده متعرفهوش؟
دققت النظر لوجه أنس , فقد خبأ نصف وجهه بسبب اللاصق الابيض علي عينيه ثم نطقت بأسمه بوهن وهي تسقط مغشياً عليها
..................................
جهزت طفلتها ووضعتها بحجر والدها ثم قامت لتتجهز هي , لديهم موعد عشاء بعد ساعه برفقة عمر صديق فهد وزوجته , كان فهد يجلس علي طرف الفراش ساهماً مما جعل الظنون تبدأ بالتسرب لقلبها ثانية ولكنها فضلت التحكم بإنفعالاتها وانصرفت لحالها
سمعت صوته خلفها اثنا ارتدائها لحجابها وهو يقول / سما , احنا مش هنسافر تاني , ملهاش لازمه الغربه , احنا مش محتاجين فلوس نتغرب ليه؟
احمر وجهها بشكل ملحوظ وقالت / بس مش فيه عقد موثقه مع الناس دي و حرام تخلفه من غير علمهم
قال لها / انا هتصل عليهم و هعرفهم اني عندي ظروف وهقدملهم اي حد من صحابي من الل محتاجين السفر , خلينا هنا جنب اهلك , في وطنا ومكانا , نشتري شقه قريبه من اهلك و افتح عياده في مكان كويس و عمري ومجهودي اللي اضيعهم في الغربه اقضيهم هنا في اني اجتهد علشان عيادتي تكبر و اسمي يكبر
لم تجد عذر تقدمه له لتجعله يعود للسفر ثانية و الهروب بعيد عن انياب تلك اللعينه شروق التي تنهش في استقرار حياتها حتي في عدم وجودها و اختفائها
فقد ساقتها ظنونها مباشرة ان فهد يريد البقاء للبحث عنها , شعر بما يدور بخلدها فجلس علي مقعد مقابلها ثم قال لها / تعرفي يا سما , كان احساس صعب قوي لما رجعت بيتنا , حسيت ان الدنيا كلها اختفت مش بيتي و ارضنا و اهلي بس , احساس صعب قوي , تخيلي لا قدر الله لو كنتي رجعتي لقيتي العماره اللي باباكي فيها ااتهدت ولا لقيتي اي حد من اهلك احساسك كان هيبقي ايه
صمتت رغم تأثرها بحديثه ونبرته الحزينه الضائعه ولكن مازالت غيرتها هي المسيطره فقال لها / انا عاوز افضل هنا علي الاقل احس اني ليا وطن , علي الاقل ولو الوطن
شعر بغيرتها مازالت طافحه علي وجهها فقام ووقف خلفها ثم احاطها بذراعيه وقال لها / انتوا تكفوني عن الدنيا كلها , انتي ونور افضل حاجه عندي و كل سبب سعادتي , لولا وجودكم كان الموت احب ليا من الحياه
ثم ادارها بيده ليغرسها داخل صدره و يضمها بشده ويقول بصدق عميق / ربنا ما يحرمني لحظة منكم و لا يبعد بينا اي شئ
..................................
يبدو ان البرد اشبع جسدها حتي كادت ان تجف مثل الملابس المثبته علي الحبال أمامها , قامت لتستريح بالداخل طالبه بعض الدفء , كانت اختيها في زيارة لوالدتها كعادتهما في كل يوم جمعه
دخلت غرفتها هي ووالدتها وهي تستمع لحديثهم المنخفض و كأنهم يدبرون لمكيده وما ان وقع نظرهم عليها حتي غمزوا لبعضهم ان يصمتوا ثم اخرسوا ألسنتهم جميعا
كانت تنوي نيل قسطا من النوم و طلب بعض الدفء بين الاغطيه , فهي لم تشعر بترحيبهم بها منذ الصباح ولكن موقفهم هذا جعل رغبتها في البقاء بين جدران هذا السجن تتبخر , بل شعرت انها تريد الهرب و الاختفاء من الحياه
وبدلا من ان تنام قالت لوالدتها / ماما انا نفسي رايحه للكبده , ممن انزل اشتري ليا و للجميع و نتعشي سوا
قالت والدتها / ماشي يا ندي , خدي من الشنطه الفلوس اللي تكفي و انزلي اشتري
ارتدت ملابس فضفاضه كما طلب منها علي مرارا و حجابا طويلا ساتراً , ثم خرجت مسرعه نحوه , واثنا نزولها الدرج رأت جارتها الشابه المفضله لديها برفقة زوجها كانوا بزياره لوالدتها هي الاخري
ابتسمت لها وهمت ان تقبل نحوها ولكنها تفاجأت بنظرة التجاهل منها و عدم الاهتمام ونظرة التحذير من زوجها لها لتصعق بمراره و تسرع نحو سندها و صدرها الحنون
وما ان وصلت حتي بدأت دموعها تنهمر بقوه وهي تحاول التحكم بها
حاول علي الا يظهر اهتمامه بها كي لا يشعر بهم احد من الماره و قال لها بقلق/ مالك يا ندي؟
لم ترد وظلت تهدر باقي دموعها الصامته , فقال لها بخوف / ندي اهلك عملوا فيكي حاجه ؟
ردت و بكائها يغلف حروفها / انا عاوزة اموت , مش عاوزة اعيش في البيت ده , كرهت الدنيا و كرهت اهلي و الناس كلها , محدش بيكلمني من الجيران
قل لها بحنان / وانتي يهمك الجيران في ايه؟ , وان شاء الله شويه كده وهنشوف حل , اصبري بس شويه وبإذن الله هنسافر تاني
قاطعته قائله / لا مش عاوزة استني , انا هاين عليا اخد بعضي دلوقتي و امشي
قال لها برجاء / ندي اعقلي , صديقني ايام و هنمشي , بس عاوزين نجيبها بشكل ميضايقناش ونبتدي الموضوع من اوله تاني
هدأت قليلا خاصه وهو يصب حنانه عليها و يكمل / طول ما انا جنبك متقلقيش يا ندي و والله ما اسمح لحد يأذكي مهما كان , انا من بكره هتصرف , هحاول افكرلك في حاجه و نمشي من هنا
...........................
الجميع يستمع للسيده العجوز بإنصات و اهتمام بالغ , الوجوه تمتلئ صدمه و تعجب مع استمرار حديثها , فبعدما افاقت و اغرقت ابنها قبلات و احضان مشتاقه , جلست بين ابنها وزوجته و هي تضمهم منذ اكثر من ساعه و تبكي بحرقه حتي هدأت وبدأت تسرد الموضوع بكامله قائله
/ شروق مامتها اسمها سميه , كانت صديقتة عمري لسنين طويله من ايام الثانوي , كانت اسرتها فلسطنين و عايشين في مصر من وهي في ثانوي , حبت واحد برضه فلسطيني واتجوزت بعدي بكام سنه , كنت انا ساعتها سافرت المانيا مع جوزي وكان معايا أنس وحمزة صغيرين , وسميه كانت في مصر بتشتغل هي وجوزها مدرسين في مدرسه , مع ان اسرتها كلها رجعت فلسطين بس هي صممت تفضل في مصر
وفي يوم جوزها سافر بلده علشان ظروف و تعب و اتحجز في المستشفي وحالته كانت خطيره , وكانت بتحبه قوي وقالتلي انها مصممه تسافرله رغم الغارات اللي في البلد
فطلبت مني انزل مصر اجازه و اخد بنتها وتفضل معايا , مقدرتش ارفض طلبها خاصه انها كانت منهاره علي جوزها , وكانت طيارتي هتوصل مصر بعد طيارتها بساعه , ملحقتش اشوفها و اسلم عليها وسابت بنتها عند جارتها ست مسنه وكبيره علي ما اروح اخدها منها, ولما نزلت مصر و انا في طريقي قلت اشتري شويه اكل وحاجات , و انا بشتري أنس اتخطف
كنت هموت في الليله دي ونسيت كل حاجه , نسيت اروح لشروق يومها و استعنت بأهلي وفضلنا نلف و الشرطه معانا بس فعلا انس اتخطف مش ضاع
توقفت قليلا عن السرد وظلت تبكي والجميع يبكي حولها تأثراً بأصعب لحظة بحياتها , ثم اكملت قائله برجاء / سامحيني يا شروق , بس كان يويمن صعبين , , وبعد ما فقت شويه رحت جري ليكي لكن ملقتش الست العجوزة و كنت هتجنن في اليوم ده , فتحت شقة مامتك بعد ما كسرنا الباب وقعدنا فيها فتره جايز الست العجوزة ترجع لكن مرجعتش , حاولت اتواصل مع امك لكن عرفنا ان في غاره نزلت علي المستشفي اللي والدك فيها , تقريبا استشهدوا هم الاتنين , اهل والدتك نزلوا مصر و حاولنا نبحث عنك , برضه مش لقيناكي
ثم بدأت تبكي ثانية فقالت شروق / انا في ست عجوزة قالتلي انها كانت شغاله في الملجأ اللي كنا فيه و احنا صغيرين وبتقول ان في ست جابتني انما أنس جه بعدي بسنه و كانوا فعلا مخطوف
فقا انس / طيب وانا كنت اعرف شروق يا ماما؟
قالت له / انت كان عندك تقريبا خمس سنين يعني مدرك للي حواليك و كنت عارف اننا نازلين مصر علشان هنقعد مع طفله اسمها شروق بالاضافه للصور بتاعتها اللي كانت مامتها بعتهالي
فقال بيقين / علشان كده لما لقيتها كنت متعلق بيها قوي و انهارت لما والدتها جات و اتبنتها
قالت والدته مره اخري / كان جوايا يقين اني هلاقيكم , الحمد لله انه جمعكم ورجعتولي تاني ,والله يا شروق كنتي بتحرقي في قلبي زيك زي انس , علي فكره ليكي قرايب كتير هنا , اغلب اخوالك هنا في ألمانيا
كانت فرحة الجميع تشارك انبهارهم بما يسمعونه وبدأوا في سماع قصه شروق وانس منهم وكيف اجتمعوا وكيف تربوا وكبروا , قرروا ان يقيموا حفل زفافهم في ألمانيا بحضور اقارب شروق و يحتفلوا بإقامة حفلا كبيرا يملأ قلوب الجميع سعاده , ولكن عليهم الانتظار حتي يشفي أنس و يعود لحياته الطبيعيه , ويستطيع اختيار منزل مناسب له ولزوجته بعدما اخبروه بميراثه الكبير هنا في ألمانيا الذي تركه له والده الطبيب الجراح الكبير الذي قضي عمره هنا
..........................
مرت الايام علي انس و شروق مكدسه بالمفاجئات و زيارات و احتفالات من اقاربهم , واصدقاء العائله , حاول اخوال شروق ان يأخذوها لتنضم لعائلتها ولكنها صممت علي البقاء برفقة زوجها و اسرته و طلبت زيارتهم لها , كانا محفوفين طوال النهار بأم أنس و اخواته الثلاثه , حمزة و رقيه و اسماء , وابنائهم , لم يستطيعوا الانفراد ببعضهما ولو لحظة واحده , وبنهاية اليوم يخلد كل منهم في غرفته الخاصه , وفي اليوم الرابع همس أنس لشروق والتي كانت تجلس بجواره قائلا / لما الكل ينام تعاليلي ضروري في اوضتي
تعجبت من طلبه ولكنها لم تستطع النقاش و الجميع حاضرون
ظلت باقي اليوم تنتظر مروره , وتخمن لما يريدها أنس
وعندما تأكدت من ان الجميع نام , تسللت من غرفتها بهدوء واتجت نحو غرفة أنس المجاورة ثم فتحت الباب
وجدته يجلس علي الفراش بإنتظارها
اقتربت منه وهي تشعر بشوق يجتاحها بقوه , حقاً اشتاقت لجلسة تجمعهم وحدهم يتحدثون سوية كما سبق , لا بالتأكيد سيكون حديثهم اليوم مختلفا تماما
قالت له / خير يا أنس , عاوزني ليه ؟
اعتدل واقفا مقابلها وظل صامتا بعض الوقت , قالت له / انا كمان نفسي اقعد معاك شويه زي الاول ....
قاطعها / لا الموضوع مش كده , وعاد صامتا دقيقه قبل ان يضيف بتوتر بالغ/ انتي عارفه اني الصبح هروح المستشفي اشيل الزق اللي علي عيني
وصمت ليستجمع شجاعته و يسيطر علي توتره
اقتربت منه و امسكت بكفه وقالت تبث الامل و الطمأنينه بداخله / متخفش يا انس , بإذن الله العمليه هتنجح و هتشوف
فقال بصوت دافئ عاشق / انا هشيل اللزق دلوقتي يا شروق , عاوز تكوني انتي اول حد عيني تشوفها
كان رد فعلها عباره عن شهقه عاليه و هي تضع كفيها علي فمها , وتعود للخلف
رفع أنس يده المهتزه نحو عينيه فقالت له و هي تسحبها بخوف / لا يا أنس , ليكون خطر , وجايز الدكاتره هيمشوك علي نظام معين , علشان عينك مش تتضر
سحب يده من يدها وقال لها / شغلي بس اضاءه خافته ومتقلقيش
صاحت بصوت مكتوم / مقلقش ايه ؟, انت بتهرج ؟
ثم سحبت يده ثانية تمنعه من ازاله اللاصق , فأمسكها من اعلي ذراعيها وقال لها بحب و رجاء / شروق متقلقيش , بس ارجوكي متحرمنيش من اللحظة اللي حلمت بيها طول عمري , متحرمنيش من رغبه جامحه اني اشوفك
قالت ودموعها بدات تتسلل لجفنيها / مش هتفرق في كام ساعه
فقال لها بعشق فياض / لو تعرفي اللي في قلبي هتعرفي انها هتفرق في دقايق
ثم حررها وهو يقول / شغلي بس اضاءه خافته
انصاعت لإصراره واطفأت الاضاءه وبدلتها بأخري اقل شدة ثم عادت له تطالعه بعيون خائفه
رفع يده المهتزه بشده و بدأ في ازاله اللاصق الاول وظل مغمضا حتي تبعه بالثاني
ظل واقفا مغمضا لعينيه مده , خائفا ان فتحهما فيخيب امله للابد , وشروق تفرك يديها وهي تطالعه بخوف شديد حتي فتحهما فأرتجفت مكانها وهيتقف بعيد عنه بأكثر من مترين
ظل يطالعها في صمت مطبق وهي تطالعه برعب , هل يا تري يراها ام لا , اهتزت مكانها وكأنها علي وشك السقوط من شده القلق وهي تري ردة فعله اليابسه تلك , ينظر داخل عينيها بتركيز غريب , ثم بدأ يتجول بين ملامحها
ضيقت فتحه عينيها لتسأله بصمت عن ماذا يشعر
وجدته يقترب منها بهدوء ثم بدأ في فك حجابها ببطء , ثم فك قبضة شعرها لينساب بنعوومه خلف ظهرها , مرر يده داخل خصلاته و اتي ببعض منه علي كتفها وظل يتأملها لحظه قبل ان يفاجئها بقبلة علي شفتيها وضمته الشديده لها
كان وجهها يشتعل خجلا وهي محبوسه داخل احضانه , حاولت الفكاك منه بخجل عدة مرات ولكنه ابي ان يتركها مده طويله وكأنها كنز ثمين و يخاف ان يضيعه ثانية
وبعد مده طويله اخرجها وظل ممسكا بذراعيها , وجدت وجهه غارقا بالدموع , لكن يعتصر عينيه و يعود ليتأملها بحب , فبدأت البكاء هي الاخري تأثرا به وبحبه الفياض لها
ابتلع ريقه ليقول بصوت مبحوح / وحشتيني , وحشتيني قوي , كنت خايف اللحظة دي متجيش عليا
ثم عاد ليحتضنها بقوه ولكن تلك المره احتضنته هي الاخري بنفس القوه , تشاركه مشاعره التي فاضت علي قلبها واغرقته بشده حتي كاد يتفجر بحبها له الذي زاد في ايامها الاخيره
فك حصارها واخذها من يدها و اجلسها بجواره علي الاريكه , يضمها وينظر لها , دموعه لم تتوقف وكذلك دموعها , يردد دعائه لله بألا يفرق بينهم ثانيه و يحفظهما لبعضهما , يحمده انه لم يحرمه من نظرته لها , حتي اقترب الفجر فصليا القيام سويا ثم الفجر و اعاد اللاصق مكانه و ذهبت هي لغرفتها و خلدا للنوم و دفء صدريهما مازال يغرقهما حراره جياشه كل للاخر
......................................
استقظت متأخرا كعادتها فوجدت والدتها تجلس بجوارها وعلامات القلق تبدو عليها
قالت بفتور / صباح الخير ياماما
ثم خرجت لتتوضأ وصلت , مازالت امها جالسه علي الفراش , فجلست بجوارها , فقالت امها / ندي انتي جايلك عريس
اختل تفكيرها و تذبذبت مشاعرها بين الفرح والقلق ثم قالت بتوجس / مين؟
ترددت نجوي لحظات ثم قالت / حمدي جارنا.
اطلقت صرخه عاليه و هي تقول مستنكره / ايييييييييييييه؟
قالت والدتها / احمدي ربنا انك هتتستري
فقالت بصياح / حمدي ؟ مش لاقيه الي حمدي السوابق اللي نص عمره في السجون , بتاع المخدرات و البلطجه
فقالت نجوي بعصبية / اومال كنتي فاكره مين هيجيلك يعني ؟ بعد فضحيتك دي كنت منتظر مين يجيلك؟
قالت ببكاء / ومين قال اني منتظرة حد يجيلي ولا عاوزة حد يجيلي
قالت نجوي بجد / ندي , كفايه الفضيحه اللي كلنا شايلنا علي راسنا و احنا ماشين , علي الاقل ده يسترك , وبعدين عاوزة تفضلي طول عمرك مع اخوكي ولما اموت يذلك هو ومراته
قالت / ومين قال اني هعرف اعيش مع البلطجي ده
التفتت نجوي بوجهها وهي تقول بصرامه / عيشي زي ما الناس عايشه , زي ما انا عشت , ربيتكم واتحملت و ابوكي كان فقير ومريض
قالت / فقير ومريض زي بلطجي وسوابق
وهنا اقتحمت الغرفه بجسد اخيها نسيم الضخم وهو يهجم عليها بوحشيه و يصفعها بعنف لتلقي ارضا ويصيح بها بوحشيه / احمدي ربنا اني مقتلتكيش , عيشي وانتي ساكته , مش كفايه العار اللي جبتهولنا
قامت تقف مقابله بتحدي وقالت / عار ايه ؟, انتوا ليه مصممين اني مشي غلط؟ , ليه مش مصدقين ان دي صور ومتركبه؟
قال بنفس الوحشيه / اتكتمي يا عاهره , فاكرنا عيال برياله قدامك , ورايحه تهربي وتكملي الفضيحه بفضيحتين ,والله يا ندي لو فتحتي بقك لأكون دفنك بإيدي حيه
ثم تركها وخرج تبكي بحرقه ووالدتها تجلس تصب عليها جام غضبها وتكمل نهرها وتجبرها علي الرضا بما سيضعونها به وتخبرها ان ذلك الحمدي سوف يدون عليه بالموافقة بعد ثلاثه ايام وسيأتي
وبعد ذلك تركتها وسط دموعها و خرجت , تكتوي بنيران حسرتها و حزنها , فجأه قامت ثم خرجت تغسل وجهها و ارتدت حجابها و خرجت تستنجد بعلي لتصدم بمطعمه مغلقاً , شعرت بقلبها يعصر بشده وكأنها تتهاوي في حفرة عميقه نهايتها الموت الساحق
ظلت مقابل مطعمه تتنظره طوال اليوم , تبكي تاره و تشرد تاره , كلما مر الوقت ومازال باب مطعمه موصدا تزداد خوفا و رهبه , اين منقذها , لا تستطيع الاستسلام لما سيضعه اهلها به و لا تستطيع مواجهتهم وحدها , اين علي اين علي اين علي اين منقذها
وما ان رحلت الشمس عن السماء و بدأ الليل في التخيم علي قلبها كما خيم علي الكون كله
دخلت تختبأ في فراشها تنتظر نوم الجميع بعدما هجروا الحديث معها ليجبروها علي الاستسلام , وبعد نومهم جميعا اسرعت لهاتفها و بدأت في مراسلة علي
اكثر من رساله ولم يرد , بل يظهر امامها انه يغلق هاتفه
حاولت الاتصال عليه ولكن بالفعل هاتفه مغلق
شعرت بروحها تصعد لحنجرتها , ماذا يحدث لها , هل ستدفن في حياه دنيئه لتلك الدرجه
دخلت لفراشها و قلبها يكتوي بنيران حارقه حتي استسلمت للنوم
.......................
ظلت تجول بفرحه في شقه خاليه وزوجها يراقبها بفرحه لا تقل عن فرحتها , قالت بحماسه / بجد تحفه يا فهد
قال لها / ربنا يجعلها شقه سعاده وفرح
قالت له / امين يارب , وهتشتري شقه العياده فين؟
قال لها / هحاول في نفس العماره , المكان هنا كويس و راقي , وكمان علشان افضل جنبكم طول النهار , مش عاوز احس اني انشغل عنكم في شغلي , انا اهم حاجه عندي في الدنيا هو انتم
احتضنته برفق وقالت له / ربنا ما يحرمني منك يا قلبي
قال لها / ولا يحرمني منك
.........................
كان الجميع يلتف حول مائدة طعام كبيرة , يتناولون طعاما شهيا أعدته حبيبة زوجه حمزة , قالت فاطمة والدة أنس / ها يا شباب , ان شاء الله هنعمل فرحكم امتي؟
قال أنس وهو يطالع شروق بحب بعينيه الواسعتين اللتان تشبها العسل / ان كان عليا عاوزه النهارده
علت ضحكات الجميع فقال انس / خلاص نجهز بس الشقه ونحدده علطول , بس انتي يا ماما مترجعيش مصر بقي
قالت له / اعمل ايه في مصر ؟, ثم دمعت عيناها وهي تكمل / انا كنت مصممه اقعد في مصر علشانك وسبحان الله اننا نتقابل برضه في المانيا
قال لها / وسبحان الله برضه افضل ألف الدنيا ادور علي شروق واتقابل معاها جوة بيتها
ثم قال / بإذن الله هحاول اشوف سكن كويس ياماما وتفضلي معايا بعد ما اتجوز
قالت له / طيب ما تشوف الفيلا اللي كانت بتاعة باباك الله يرحمه كانت كبيرة و بعدين بنيها قبل موته علطول يعني شويه تعديلات و هتبقي تمام و فيها جنينه كبيره و وواسعه
قال لها موافقا / اوك نروح نشوفها النهارده ان شاء الله , لوعجبنتنا نقعد فيها وتيجي معانا ياماما
قال ذلك وهو يضغط علي يد شروق ليعلمها انه يقصد رأيها خصيصاً
وبعد ان انهوا غدائهم اتجهوا للفيلا المقصوده , ابدت شروق انبهارها بها مع احتياجها لبعض الديكور الحديث وستتحول لجنه
وبعد ان استقر رأيهم عليها , خرج أنس برفقة زوجته للحديقه الجليديه حول الفيلا , قالت له / احنا هنتجمد هنا
عمز لها رافعاً احد حاجبيه وقال / اعمل ايه وحشاني موت ونفسي انفرد بيكي شويه , امتي بقي ؟ امتي؟
ابتسمت بخجل فقال لها / عاوزين نخطط هنعمل ايه في مستقبلنا , نفسي اعوضك عن وقفتك جنبي
نظرت له بغيظ وقالت / اياك تقول الكلام ده تاني لو سمحت , يكفي انت جنبي بالدنيا كلها , مش محتاجه اي حاجه تانيه
غمرها بنظرة حب مطوله ثم قال وهو ينظر داخل عينيها / وانا اوعدك عمري ما هسيبك لحظة ولا هسمح اي ظرف كان يبعدنا عن بعض , كفايه حرمان طول عمري
وفجأه سحبها من يدها وحملها كطفله صغيره وظل يدور بها ويدور وهي تتشبث به و تأمره ان ينزلها
فأنزلها بعد عدة دورات كبيرة و قال لها وهو يترنح و يتشبث بها / من ساعة ما شفتك و انا ايدي بتاكلني و عاوز ادوخك زي ما كنت بعمل و انتي طفلتي المدلله بس مستني الفرصه
قالت وهي تتستند علي صدره تقاوم دوارها / انت بتهرج , افرض كنا وقعنا
ظل ينظر حوله ثم اخذها من يدها ليقف بمكان واسع بعض الشئ مغطي بثلج زلق , يبدو انه حمام سباحه ولكنه تجمد , وقف عليه فانزلقت قدمه ولكنه تماسك , ثم سحبها خلفه فقالت له / انس انت بتهرج
فقال لها / سيبك من رقه البنات الكبار دي , عاوزين نعيش طفولتنا اللي اتسرقت مننا , عاوزين نعوض كل شئ ضاع مننا واحنا بعيد عن بعض
ثم سحبها بقوه وظل يتزلق علي الجليد بشكل ابدي كم فشله الزريع في تلك المهاره وهي كذلك , يمشون خطوه و يقعوا التي تليها , تتعالي ضحكاتهم لترن بصوت حبهم داخل قلوبهم
.........................
مر ثلاثه ايام طويله عليها كدهر كامل , وضع عائلتها لم يتغير , وعلي ايضا اختفي تماماً , تظل طوال النهار تنتظره و طوال الليل تبكيه وهي تنتظر عبر الهاتف , شعرت بالقلق عليه كما القلق علي حالها , ولكن كان اصعب علي قلبها , فقد اعلمها اخيها ان عريسها سيأتي ليلا لزيارتها
ودت الهرب بالفعل و تسللت وقت الظهيرة وحاولت الخروج ولكنها تفاجأت بالباب موصد بالمفتاح
كادت تجن ولكن عليها الصبر قليلا حتي تستطيع التفكير و الهرب دون اثارة شكوك والدتها واهلها نحوها
وفي نهاية اليوم , أمرتها والدتها بإرتداء افضل ما لديها فقد حضر العريس
نظرت لها نظر المغشي عليه من الموت ولكن والدتها تجاهلت نظرتها وخرجت بعدما اغلقت الباب , كادت تبكي ولكنها قالت لنفسها / لازم احسسهم ان الامر عادي وهتقبله علشان يعطوني الامان و اهرب بجد , ده الحل الوحيد
ارتدت ملابس مناسبه ولكنها ساتره و دخلت غرفه الضيوف ووجهها يمتلأ بآثار بكاء ايام
وقف العريس يستقبلها , مد يده يصافحها وهو يرحب بها بحفاوه
شعرت و كأن ثعبان يقبل عليها ليلدغها , ارتعدت و ارتجف جسدها فتجاهلته و جلست
بدا علي وجهه الغضب وكذلك اخوها ولكنها لم تستطع ان تصافحه مطلقا
بدأ الحديث وهي ترد عليه بشكل يبدي رفضها الصارخ له , تجلس بشكل وكأنها مستعده للهرب , وبعد مده قال حمدي يعاتب نسيم بصوت متحشرج من كثرة تدخينه / ايه يا عم , احنا جياين في مكان مش مرغوب فينا ولا ايه , هو ده منظر
قام نسيم يربت عليه ويطلب منه ان يبقي بتذلل / لا يا عم حمدي انت علي دماغنا كلنا , العروسه بس مكسوفه , صدقني بكره هتتعود عليك وهتبقي فل ( ثم همس في اذنه بشئ ما)
جلس ثانيه وقال / ما هو برضه يا عم انا عملك خدمة عمرك , هو انت فاكر علشان اتسجنت قبل كده اني مش هيفرق معايا شرف بيتي ولا ايه , انا بس علشان خاطرك ,متفكرش ان انا مش واخد بالي , ومهما تعملي مش هتكفين جميلتي دي
لم تستطع ندي المكوث اكثر واستأذنت وخرجت
قام نسيم خلفها بغضب فأمسكه حمدي من يده بشده وقال / خلاص يا عم بس سيبها دلوقتي , انا محدش يمد ايده علي مراتي غيري , سيبها دلوقتي جايز متوتره
جرت ندي لغرفتها مسرعه و اغلقت الباب خلفها و اوصدته ثم اسرعت تمسك هاتفها و تتصل علي علي وجسدها يرتجف خوفها وهي تشعر بدمائها تتسرب من عروقها وكأن الموت في طريقه لها
استلقت بجسدها علي الجادر خلفها و انسابت أرضا بضايع و ظلت تبكي
وبعد مده سمعت صوت حمدي ينصرف و صوت نسيم يعلو لها ابلتهديد و امها تحاول تهدأته وتقول له / اصبر بكره تؤروحله يربيها هو , اسكت مش ناقصين فضايح
تعالي بكائها بشده و ظلت تضرب برأسها في الحائط خلفها وهي تدعو علي نفسها بالموت و الهلاك
سمعت صوت نسيم ينصرف خارج المنزل و والدتها تطلب منها فتح الباب , فأسرعت تخبئ الهاتف ثم فتحت الباب / قالت لها والدتها بحزم / حمدي هيجيب اهله يوم الجمعه و هيجوا نقرأ الفاتحه و نعمل خطوبه علي الضيق و الفرح بعد شهر
ثم ولتها ظهرها وانصرفت , كادت ندي تجن , ماذا يحدث حولها , لما الحياه كلها تسير في الاتجاه المعاكس تجرفها معها للجحيم
لم تجد مهربا مما هي فيه سوي النوم , متمنيه الا تري نهارا ثانية و تستريح في قبرها منذ الليله للابد
..............................................
كانت تتجول برفقته بمتجر خاص لبيع الاثاث الحديث و فرحتها تكلل وجهها المشرق , وبعد ان اختاروا بعض مما اعجبهم خرجوا يتناولون مشروبا ساخناً في احد المقاهي الراقيه طلباً لبعض الدفء في هذا الجو الجليدي القارص , ابتسم لها بجزل وقال / ها .. ايه رأيك نعمل يوم فرحنا 1/1 زي ماقلتلك؟
شردت قليلا فقال لها / خير يا شروق مالك متردده كده؟
تنهدت بهدوء ثم قالت بتوتر / انا مش معترضه علي المعاد , بس في طلب ممكن اطلبه؟
ظل ينظر لها بحب وهو يقول/ طلباتك اوامر يا برينسيس شروق
تلجلجت كلماتها علي طرف شفتيها و هي تقول/ بس متفمنيش غلط والله ,........ انا كنت عاوزة اتصل علي فهد يحضر فرحي , اياً كان هو اخويا , وبرضه علشان وصية ماما يبقي نفذناها
صمت قليلا وبدا وجهه يتغير تغير طفيفا , ولكنه قال متصنعا الهدوء/ مفيش مشكله يا شروق
تهلل وجهها فرحا و قالت / انا كنت خايفه يبقي حرام علينا اننا نخلف وصيه ماما , الحمد لله انك متفاهم
قال / اي شئ يسعدك يا شروق انا مش همانع
اخرجت هاتفها و ظلت تفتش عن رقم فهد و هي تشكره ثانية , ثم قالت له / طيب نتصل عليه ونعرفه , علشان يقدر يرتب اموره في خلال العشر ايام دول , بس انا معرفش هو في مصر و لا في الكويت دلوقتي , انا هرن علي الرقمين
ثم ضغطت علي زر اتصال و انتظرت الرد , ثم ابعدت الهاتف عن اذنها ثانية وقالت / ممكن يكون في مصر؟
اتصلت علي رقمه المصري فسمعت صوت الرنين , فأعطت الهاتف لأنس و قالت له / كلمه انت الاول , شوفوا هيفتكرك ولا لا
.................................
كان يتناول وجبه غداء دسمه علها تدفيء اجسامهم بعض الشئ في هذا اليوم الممطر , سمع صوت هاتفه , ترك الطعام و قام ليري من المتصل
قطب جبينه و هو يطالع الشاشه ثم قال لزوجته / رقم من بره مصر
قالت / يمكن حد معاك من الشغل
قال نافيا و هو يغسل يديه / لا ده مش الكويت
ثم اسرع الخطي ليرد علي المتصل
قال بتساؤال / الو , السلام عليكم-
رد عليه انس ببعض الارتباك / وعليكم السلام , ازيك يا دكتر فهد
تزايدت علامات تعجب فهد علي وجهه وهو يقول / الحمد لله بخير , مين معايا؟
قال له / نشوف هتعرف لوحدك ولا لا , انا كنت صديق طفوله او شئ زي كده بس مشفناش بعض من ما يقرب من 18 سنه
لا يعرف فهد لما جال بخلده أنس مباشره , ربما لان أنس مرتبط في عقله بشروق , وكثرة انشغال بشروق قاد له انس فوراً , لم يتحكم بصوته من شدة مفاجأته وقال له بصوت مبحوح / أنس؟؟؟
ابتسم أنس بشكل جعل صوته يوضح ذلك وقال له / ما شاء الله , عندك سرعة بديهه
قال بإندهاش / ياااه , بعد السنين دي , انت اخبار ايه يا باشا , وفينك و فين دنيتك
قال انس/ الحمد لله بخير , انا حاليا في ألمانيا...................(ثم بدأا الحديث في شؤنهم العامه و الاطمئنان و السؤال عن احوالهم )
وبعد ان انتهوا قال فهد و هو يختطف نظره سريعه علي زوجته بحذر/ فاكر شروق اللي كانت معانا في الملجأ
ابتسم أنس وهو ينظر لها مقابله و قال / مش تقريبا اختك؟
احدثت تلك الكلمه صدعا في قلب فهد , هل اوفاها حقاً حقوقها بتلك الكلمة كي يرد عليه بنعم؟ و لكنه رد قائلاً / اه , اختي
ثم صمت بتأثر فقال أنس طيب اتفضل في حد كمان عاوز يكلمك , وسلم الهاتف لشروق, لم يكن فهد يتوقع البته ان يكون صوت شروق ما سيستقبله , بل توقع احد ممن كان رفيقهم في الملجأ , وفجأه جاءه صوتها مرتبكاً / ألو ازيك يافهد
دارت الدنيا حوله بسرعه , حتي انه استند علي الجدار خلفه و قال بعدم تصديق / شروق؟
دمعت عيناها وتحشرج صوتها في حنجرتها وقالت / اه , انا شروق
ظل فهد يردد بإرتياح شديد و هو يلهث من شده مفاجأته / الحمد لله , الحمد لله انك بخير و اطمنت عليكي , انتي فين؟
رغم تأثرها بقلقه الشديد عليها ولكنها قالت بتحدي / انا في ألمانيا مع جوزي أنس
صمت مندهشا من صدمته بتلك المفاجأه التي لم يكن يتوقعها البته , بل يبدو عليه انه لم يستوعب كلامها واعاد سؤاله / انتي بتقولي ايه؟
فقالت بنفس نبره التحدي ممزوجه بالتفاخر / انا مع جوزي أنس في المانيا
بدا علي صوته الضيق و العصبيه و قال لها / ازاي يا شروق تتجوزي بدون علمي , بعدين فين وصية ماما
قالت له / ما انا بتصل علشان كده , حتي لو ماما مكنتش وصتك انا كنت هتصل عليك لأني بصراحه فرحتي عمرها ما كانت هتكمل الا لما تكون انت موجود معايا في فرحي و تسلمني بنفسك لجوزي , انا فرحي بعد 10 ايام يوم 1/ 1 هنا في ألمانيا
رغم وجود بعض الضيق مازال معلقا في صوته و لكنه هدأ قليلا بعد كلماتها تلك و قال لها / اكيد يا شروق مش هقدر اتأخر , بس انت ليه سافرتم ألمانيا
قالت لها / صحيح علي فكرة , انا و انس عرفنا أهلنا , وانا أصلي فلسطيني مش مصريه
ظهرت الصدمه جليه علي جميع ملامح فهد و قال لها / بجد ولا بتهزري
ظلت تسرد عليه كيف اكتشفوا ذلك و ان انس ينتمي لأسرة كبيرة و عريقه ., ووووو
.........................
فتح مطعمه الصغير بإنهاك شديد و الحزن يطغي علي ملامحه الباهته و عينيه المتورمتين , وكان اول ما فعله في هذا الصباح ان خطف نظرة علي الشرفه التي دائما ما تطل عليه منها ولكن لم يجدها
بدأ في عمله من تنظيف و ترتيب و غيره و عينيه لم تتواني عن خطف نظات متفرقه نحوها عله يراها , حقا اشتاق لها كثير , ولولا شوقه لها ما فتح مطعمه اليوم , بالاضافه لقله الشديد عليها
بدا في عمله و هو يراقب الشرفه حتي اقترب منتصف النهار و لم تظهر , بدأ القلق يدب في قلبه من اجلها , وبعد ان اعد بعض السندوتشات لزبونين من أهل الحي , جلس علي الطاوله التي أمامهم وهم يتناولون اطراف الحديث مع الطعام
في بداية الامر لم ينتبه لحديثهم و لم يعيره اي اهتمام فقد كان عقله مشغول بشده حتي التقط سمعه كلمة ( اخوها نسيم)
مباشرة علم ان حديثهم قائما حول من تشغل عقله , حول تركيزه لحديثهم
فقال الاول/ هم فاكرين انهم لما يجوزوها لحمدي يبقوا كده ستروها , يابني سمعه الوحده لما بتتخدش انسي
قال الاخر / والله الواحد كان واخد فكره تانيه خالص عن ندي دي , فعلا بقينا في زمن غريب , الواحد بينخدع بسرعه
قال الاخر / بس حمدي ده يابني ما يتعاشرش
رد عليه / ما كل واحد يشيل نتيجه اخطاءه , دي كان معاها جدع زي العسل , جدع طول بعرض , معرفش كان نقصها ايه علشان تبص بره و تمشي شمال
قال الاخر / اسكت يا عم ملناش دعوه عندنا ولايا برضه , بس فرحهم امتي؟
قال له / معتقدش هيطولوا , هم قالوا قراءة الفاتحه هتبقي الجمعه و هتبقي خطوبه بالمره علي الضيق , اكيد بكتيرهم شهر و هيجوزها
قال علي بحذر / فرح مين يا جماعه , حد هنا من اهل الحي
رد احدهم / اه فرح حمدي البيومي لو تعرفه
صدم علي بشده , فقد سمع عنه مرار و تكرار , بل و راه ايضا فسيماهم علي وجوههم , فرغم انه لم يمكث في الحي منذ زمن بعيد ولكن سمعة هذا الشخص معروفه و بشده
قال لهم / هيتجوز حد من اهل الحي برضه
أشار احدهم لشرفة ندي وقال له/ اه هيتجوز من الشقه دي , واحده مطلقه
تصنع علي عدم الاهتمام و قال / ربنا يقدرلهم ما فيه الخير
ثم قام علي عجاله يلملم اشياءه حتي فرغوا من الطعام و أغلق مطعمه و طار بسرعه و قلبه يرتجف بخوف شديد ان تكون ندي في مأزق كبير وقد وصل لها متأخرا ولا يستطيع انقاذاها
.........................
كان نسيم يحتسي الشاي بعد تناوله للعشاء برفقة زوجته و امه , وندي تختبأ كعادتها منذ
ايام بحجرتها برفقة نفسها , تفاجئوا بطرق علي الباب
قام نسيم وفتحه ليجد علي صاحب المطعم الجديد و يرتدي بذلة انيقه وبيدة علبه مغلفه مكتوب عليها اسمه افخر محلات بيع الحلويات

سلم عليه و استضافه في غرفه الضيوف , وكان اول من تحدث هو علي / اسف اني معطتش حضرتك موعد سابق , بس كان عندي ظروف موت والدتي فمكنش عندي وقت
قال نسيم بتعجب / لا يا سيدي تشرفني في اي وقت البيت بيتك
تلجلج علي وهو يقول / والله انا هطلب من حضرتك طلب بس ارجو منك تسمعني للأخر
قال نسيم بتعجب / اتفضل
قال علي/ انا من عزبة ........... معايا كلية تجاره ,وزي ما حضرتك شايف كنت هبدا مشروع علي قدي حكاية الكبده بس انا كنت مقدم علي وظيفه في شركة عظمي في ألمانيا و الحمد لله اتقبلت و هسافر في خلال اسبوعين , فطبعا انا لازم اتجوز قبل ما امشي او علي الاقل اخطب , فأنا طالب ايد الاستاذه اخت حضرتك , تقريبا ندي زي ما قالولي\ظهرت الصدمه و الارتباك علي وجه نسيم وهم ان يعتذر كي لا يفضح امر اخته و لكن علي تجاهل كل ذلك وقاطع حديثه بعد ان قال اسف و قال / انا هجيبلها ان شاء الله شبكة ب100 ألف و مش عاوزها بأي جهاز انا الحمد لله كفيل اني اجهز كل شئ وبعدين كمان انا هسافر و هخدها معايا , واكتبوا القايمه اللي تحبوها , وهعملها فرح كويس و علي مستوي ,ولو وافقتكم ان الجواز في خلال اسبوعين نعمل الحنه هنا علي مستوي عالي في الحي و الدخله تبقي علي سفينه في النيل لان طبعا مش هينفع نحجز قاعه في الوقت القصير ده ,وتكاليف الفرح كلها عليا ان شاء الله
ظل نسيم صامتا فتره حتي بدا القلق يتسرب لعلي , فقال له / اي اوامر حضرتك محتاجها قولي و انا بإذن الله مش هرفض
فرك نسيم ذقنه بتوتر , هو يخشي ان يعترف بحقيقه اخته لهذا الشخص و في نفس الوقت عرضه مغري , فسوف يعتق من ندي بدون اي خسائر مقارنه بحمدي الذي دفع له مبلغا باهظا لكي يزوجه اخته و هو يعلم انها ذاهبه للجحيم معه
قال له بتوتر/ هو حضرتك تعرف ندي منين؟
ارتبك علي بشده وقال له / والله انا شفتها كام مره في البلكونه فسألت عليها ,وعرفت كل حاجه عنها , لكن انا ليا وجهه نظر في اللي قدامي وشايف انها كويسه جدا و تناسبني و هي دي اللي بدور عليها , انا مش هيفرق معايا ان كانت مطلقه او غيره ماددام انا مقتنع بالشخص اللي قدامي بعطيله كل ثقتي و مبسمعش لحد لأن كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر
لم يستطع نسيم تحديد ما يقصده علي تماما , ايعرف كل شئ عن فضيحه اخته ام انها مطلقه فقط
قام قائلا / طيب هجيب بس حاجه نشربها سوا وهجيلك
خرج بوجه متوتر و اصطحب امه في غرفته , وظل يسرد عليها ما قاله له علي , ثم قال لها / بس باين عليه مقتنع بيها قوي
قالت نجوي / ده يوم الهنا , انا كنت بتقطع وانا برميها لحمدي ده , بس عاوزين نكلبشه بقايمه كبيره علشان ميعرفش يطلقها
قال لها / متقلقيش ده هيسافر المانيا يعني مش هيعرف حاجه
قالت / طيب اقول لندي تلبس وتجهز علشان اكيد هيطلب تقعد معاه شويه , انت ادخل بالحاجه الساقعه علي ما اجي ارحب بيه
دخلت علي ندي فوجدتها مازالت مختبأه بأكملها تحت الغطاء تتدعي النوم
قالت لها آمر وهي تسحب عنها الغطاء / قومي اغسلي وشك والبسي حاجه حلوه , علشان في عريس تاني جايلك
نظرت لها ندي شذراً و هي تكتم صراخ مستنجد داخلها , اذن هي اصبحت بالنسبه لهم سلعه يعروضنها لدنيه القوم و اقذرهم , ثم قامت و فعلت مثلما طلبت منها والدتها ثم انتظرت حتي آتاها الأمر بالدخول , كانت تسير كمن يسير في طريقه لجهنم , تدعو علي نفسها بالموت قبل ان تصل , ظنا منها ان ستجد بالداخل احد اشباه حمدي بإنتظارها
دخلت وعلامات البكاء والسهر و الاضراب عن الطعام لمدة ايام تظهر علي وجهها , لم ترفع نظرها من الارض , بل ذهبت لتجلس بصمت علي مقعد مقابلها , قال نسيم / طيب اسيبكم مع بعض شويه يا جماعه
خرج نسيم وتركهم , ظلت ندي محتفظة بوجهة نظرها , لم يهمها ان تتعرف علي من يجلس مقابلها , فقد صمم شيطانها علي الهرب و ان لم تستطع فالانتحار انسب الحلول السريعه
سمعت صوت مقابلها يقول بهدوء / بس بس بسسس
تعجبت بشده , من هذا المعتوه مقابلها ,اعليها ان تختار اما حمدي المجرم او اخر مجنون
رفعت نظرها بذهول لتصعق به , كتمت شهقتها بكلتا يديها و هي تحدق له بذهول , ثم بدأت في بكاء هستيري تحاول كتمه بيدها و تهدأ صوتها
صاح بها علي بهمس / بس يا ندي , احسن يشكوا في الموضوع
لم تستطع التحكم بنفسها بسهوله , قدم لها منديلا ورقيا و قال لها بتحذير وصوت منخفض / ندي متبوظيش الدنيا , امسكي نفسي
قالت له معاتبه بصوت منخفض وهي تمسح دموعها / حرام عليك , والله كنت هنتحر , انت كنت فين؟
قال لها و هو يعتذر / والله غصب عني , والدتي اتوفت فجأه و كنت مصدوم خاصه لما اخواتي صمموا يقسموا الورث ,واول ما عرفت موضوع بتاع حمدي ده جيت علطول
برزت دموعها ثانيه وهي تتذكر موقف اهلها و ما اوشكوا علي فعله ضدها , ثم قالت له / عاوزة امشي من هنا يا علي , معدتش عاوزة اقعد في البيت ده لحظة
قال لها / قلتلهم اني قدامي اسبوعين و مسافر عقد عمل في المانيا و مضطر اسافر وهاخدك معايا , معلشي استحملي الاسبوعين دول بقي
قالت له برجاء/ بس ابقي تعالي خرجني شويه كل يوم احسن والله هموت , بأي حجه اننا بنجهز اي حاجه بس انا معدتش عاوزة اقعد هنا
قال لها / حاضر من عيني بس عاوزك تفوقي لنفسك شويه انتي هتموتي
قالت له / انا كنت هموت فعلا , شكرا يا علي , شكرا علي كل وقفاتك جنبي , والله مش عارف اشكرك ازاي ولا اوفي جميلك ده ازاي
وضع وجهه ارضا وظل يفرك جبهته بعصبية , اذن تلك الغبية تظن انه يمثل دور الخاطب و لم يأتي لخطبتها حقيقه , او لربما مازال قلبها متعلق بزوجها الاول ولم تستطيع تقبل غيره بعد
تعكر وجهه بلون الدماء الثائره و قال لها / انا عند وعدي يا ندي , ولم يستطع قول المزيد بسبب انفعالاته الداخليه التي سببتها له بحماقتها
.........................

وقف المصور يلتقط صورته و هو يأتي من بعيد يحمل مجموعه من الزهور البيضاء وعروسته توليه ظهرها وهي بكامل زينتها برفقة اخيها فهد , وعندما وصل لها استدارت لتفاجئه , او بالأحري يفاجئها هو بدموعه المنهمره رغما عنه و هو يراها بفستانها الابيض لتكلل اليوم بأسمه امام العالم اجمع
قالت بتفاجيء / انس , انت بتعيط يا قلبي ؟
لم يتستطع الرد عليها و هو يحاول التحكم بدموعه فأحتضنته هي بقوه و ظل الاخر يحتضنها و المصور يلتقط تلك اللحظات الدافئه التي لا توصف بكلمات
وقف فهد يتأملهم بفرحه غامرة , حامدا الله ان قدر لهم تلك الاقدار , وان اكرم اخته بذلك الشاب ذو الاحساس المرهف و حبه الفياض لها ولم يتركه يمضي بعمي في خطة امه و يتزوجها ويحرمها معني الحب الحقيقي الذي تستحقه
نظر لسما التي تحمل طفلتها علي بعد منهم وتتأمل الرومناسيه النادره بينهم , ظلت تبتسم وهي تدمع تأثرا بهم
وبعد ذلك سلم فهد علي أنس وقدم له شروق قائلاً / اظن بعد اللي شفته مش محتاج توصيه , ربنا يخليكم لبعض ويبارك حبكم ويزيده كمان وكمان ويرزقكم حياه اجمل من اللي تتمنوها
ثم تركهم و اتجه لزوجته يطوقها بذراعه وهمس لها / انتي بتحبيني زي ما شروق بتحب جوزها كده
نظرت له بغيظ فقال لها بشقوة/ طيب تقدري تحضنيني قدام الناس بالشكل ده , ولا بتبصيلي البصه دي ليه؟
قالت له بتحدي / انت كنت عيط من فرحتك بيا قدام الناس لما شوفتني لابسه الفستان الابيض ومستنياك
اعتدل في وقفته و ضبط وضع سترته بشكل عفوي وهو يبتلع ريقه ويقول لها / طيب يلا نروح ناخد لنا صورتين معاهم
قالت له / اهرب قوي يا اخويا
ثم اتجهوا نحوهم , لتتفاجئ سما بإحتضان شروق لها بشده وهمست بأذنها / متزعليش مني يا سما , وربنا يباركلك في فهد ويسعدكم
دمعت سما لحديثها وقالت / انتي اللي متزعليش مني وربنا يتمملك علي خير ويباركلك في حياتك ويرزقك السعاده فيها
قالت لها شروق / خلاص يا مرات اخويا متعيطيش , متفضحيش ماضينا الاسود مواهبنا قدام الاجانب وشغل الضرر بتاعنا
ابتسمت سما وهي تعاود احتضانها ثم الوقوف بجانبها لإلتقاط بعض الصور
وبعد التقاط الكثير الصور المتفرقه داخل حديقه خلابه وركبوا سياره اخيه حمزة و قادهم نحو القاعه التي ستضم الحفل
كان حفلا هادئاً رائعاً , لم يضم الكثير من المدعوين ولكن كان كافيا لتشعر شروق انها تمتلك كل السعاده التي نثرت في الارض منذ ان خلق الله البشريه إلي الآن
.............................
دخلت برفقة علي من الخارج بعد رحلة شراء طويلة منذ الصباح وحتي ارتفع اذان المغرب في الارجاء
فمنذ ان تم عقد قرانهما بعد تقدمه لها بيومين في احد مساجد الحي وهو يقدم لأخيها كل يوم عذرا ليصطحبها معه و يقضي معها اليوم خارج جدران المنزل الذي اضحت تمقته بكل كيانها
كل ما كان يحاول فعله هو اخراجها من حالة الاكتئاب التي انغمست بها لأيام ومازالت تاركه اثر جليا داخلها , لم يحاول التحدث معها في حياتهم الخاصه فهي لربما مازالت متعلقه بزوجها الاول , يجب عليه خوض معركة حبها بهدوء كي يفوزها بكل جوانبها , وقبل يوم زواجهما بيومين , جلست معه في غرفة الضيوف بعدما تناولوا وجبة العشاء التي اعدتها لهم والدتها
خرجت من الغرفه وعادت بعد دقائق تحمل اكواب الشاي الساخنه وضعتها علي المنضدة ثم حملت كوبا وقدمته لها بيدها , اخذه منها ثم امسك كفها وغلفه بقبله حانيه , يبدو ان شوقه لها افقده السيطره علي التحكم بأفعاله
سحبت يدها بصدمه وظلت تنظر له بعدم تصديق , لم تتوقع ابدا ان يصدر منه ذلك
وقف مقابلها يتأمل صدمتها بحزن شديد و ثم قال لها بعتاب / للدرجه دي يا ندي لسه مش قادره تتقبليني لحد دلوقتي
اتسعت عيناها بشده وظلت تنظر له بإندهاش , فنظر هو ارضا بخيبة امل وقال لها بحزن / عامة براحتك
وهم ان يجلس ثانية , فسمعها تقول بصوت متأرجح بقوه / هو انت جيت خطبتني بجد؟
اعتدل واقفاً ثانية وقال لها مستنكرا ً / اومال بهزر يا ندي , كتب كتابنا الشرعي و المأذون وده كله تمثيل
قالت له / لا مش تمثيل , بس .... ثم قالت بضياع / .... انت تقصد ايه يا علي؟
قال لها بدفء / ندي اكيد مش هضحي بكل ورثي علشان خاطر انقذ واحده واقوم بواجب انساني , انا اتقدملت يا ندي و خطبتك علشان انا عاوزك تبقي ليا , وعلشان بحبك
دمعت عيناها وهي تطالعه بعدم تصديق ثم قالت له بصوت هامس / بجد يا علي
قال لها بصدق / والله بجد , انا هكذب في حاجه زي دي ليه , بجد بحبك يا ندي , بحبك
ظلت تطالعه بجمود و صمت ثم قالت له / علي انا بحلم مش صح؟...... اضربني يا علي
ابتسم بشقاوة ثم صفعها علي وجهها , ظلت جامده كما هي تطالعه بعيون صماء ثم قالت له / اضربني يا علي
فصفعها مره اخري و ضحكته تعلو قليلا وقال / مجنونه طول عمرك , تحبي كمان قلم
غطت وجهها وبدأت تبكي وتقول / مش مصدقه نفسي بجد
فغلفها بذراعيه و ضمها له بحنان ثم طبع قبلة علي رأسها وقال / لا صدقي نفسك اني بحبك وهفضل احبك وكان اكبر امانيا انك توافقي عليا وتبقي مراتي , وكنت هموت لما عرفت اني اهلك هيجوزوكي لغيري............
قطع استرساله للحديث صوت دق شديد ومستمر علي باب الشقه و صوت نسيم وهو يسرع ليري من الطارق
بعض الهرج و الارتباك شعروا به في الخارج , ثم دلف نسيم لغرفة الضيوف ومعه شخص غريب , يبدو عليه الثراء الفاحش و المستوي المرموق , سنه يكاد يتجاوز الستون , يبدو عليه الرعب الشديد و الخوف من شئ ما
اجلسه نسيم ثم قدم له كوبا من الماء و علي وشروق يتابعون الموقف بذهول
وبعد ان جلس قال لهم / انا المهندس عبدالشكور الباجوري صاحب مصانع الباجوري للحوم , وفيه بلطجيه طلعوا عليا وانا مروح وبيجروا ورايا وانا جاي اتحمي فيكم
قال نسيم / نبلغ الشرطه؟
فزع الرجل ثانية / لا لا بلاش الشرطه اصل عليا ضرايب ومتأخر في دفعها , وماتقلقش هعوضك عن استضافتي دي بإتنين مليون جنيه , بس افضل بأمان
شعرت ندي بوكز ذراع علي في ذراعها فنظرت له بتعجب فقال قبل ان يرد نسيم علي الرجل / متقلقش يا باشا انت في امان مادام انت هنا عمر ما حد هيمسك بسوء
وقال لنسيم / هنزل اجيب عشا محترم للباشا و مش هتأخر
ثم سحب ندي من ذراعها و قال لها / تعالي يا ندي علشان تختاري معايا العشا
خرج نسيم خلف علي مستاءاً من تورطه مع هذا الغريب فقال له علي / اصبر بس ده ربنا اللي بعته برجله لينا هقولك بعدين بس متخرجهوش من عندك
ثم انصرف مع ندي , واثناء سيرهم قال لها / عارفه مين ده يا ندي , ده الكلب اللي عمل فينا كل اللي حصل لنا
فزعت لعلمها بذلك وقالت بقلق / طيب وخليته يفضل عندنا ليه
قال لها / ده مش بلطجيه بيجروا وراه , دي زمانها الشرطه , والا كان اتصل علي الشرطه تنقذه
فقالت ببلاهه / ما هو قالك علشان الضرايب
قال لها / يا سلام , يعني مستعد يدفع لأخوكي 2 مليون مقابل انه يتحمي فيكم كام يوم ومش يدفع ضرايب, اصبري بس ده انا هعملك فيه حته مقلب , هنتقملك منه ومن كل اللي عمله
وبعد ان عاد وقدم له عشاءا فاخرا اصطحب نسيم للخارج ليترك الضيف يأكل دون حرج و اخذه للشارع وشرح له كل شئ حدث و اعلمه ان هذا المجرم سبب فضيحه شانعه لأخته ظلما وعليهم ان يتكتفوا للانتقام منه ثم تسليمه للشرطه
..........................
كانت تجلس مقابله في شرفه مغلقه بجدران زجاجيه علي دفء المدفأه الكهربائيه , قال لها / ايه رأيك يا شروق نعمل مشروع ايه؟
قالت له / بما اني متخصصه طبيخ وخاصة الحلويات و انت تخصصك صناعات غذائيه ايه رأيك نعمل مصنع كيك صغير ونعمله بأشكال محببه للاطفال و بطعم جديد
قال لها / اوك ندرس الموضوع بس مش هتدفعي جنيه و نص المصنع يتكتب بإسمك
قالت له / برضه مصمم علي دماغك الغريبه دي
قال لها / شروق ارجوكي الامر متعلق برجولتي , ومادام ربنا قدرني و اكرمني خلاص متحسسنيش اني مكسور من جوايا
قاتل له وهي تهز رأسها / والله بزعل من الاسلوب ده , نأجل الكلام في الجزء ده وندرس الموضوع الاول وعاوزين نشوف علي و ندي
قال لها وهو يتذكر حديث علي له بالامس / انا مش مصدق انهم اتجوزا و ان علي بيحب ندي بالشكل ده
قالت له / ايه رأيك نعملهم مفاجأه حق وقفتهم جنبنا و خاصة علي ونشتري ليهم البيت اللي كنا فيه و نجهزهلهم علشان لما يجوا
قال لها بفرحه / فعلا فكره , ده واجب علينا , علي يستاهل كل خير وقفته جنبنا كلنا متتقدرش بمال , بجد مشتاق اشوفه
.................................
حفل شعبي ضخم , اجنمع فيه اهل الحي ليباركوا علي خصيصا دون ندي , فقد كون علاقات طيبة مع اهل الحي منذ مكوثه بينهم وفتح مطعمه الصغير ,وقد اجتهد في هذا اليوم في دعوة الجميع لحضور حفل زفافه و التأكيد عليهم
يجلس علي بوقاره و بجواره ندي بفستانها الابيض للمره الثانية بحياتها , ولكن تلك المره تختلف بكاملها عن المره الاولي , ففرحتها حقيقيه نابعه من داخلها , فقد اصر علي ألا تضع اي انواع الزينه علي وجهها و ان ترتدي حجابا حريريا طويلا بعض الشي كي لا يظهر مفاتن جسدها من الاعلي كما يبرزه فستانها , علي النقيض تماما من زوجها الاول الذي اجبرها علي عري جزء من جسدها للتباهي بها امام الجميع تاركا الاعين المسمومه تنهش بها بوحشيه
وبعد بدء الحفل بقليل , اتي نسيم بالضيف المكرم و اصعده علي المسرح الشعبي الذي تجلس عليه ندي مع زوجها , شعرت بالرعب منه ولكن علي امسك بيدها ليطمئنها , ثم قام وامسك مكبر الصوت وقال للجميع / لو سمحتم يا جماعه الكل يسمعني , ده المهندس عبدالشكور الباجوري صاحب مصنع لحوم , ليا صديق كان شغال عنده مهندس اغذيه واكتشف انه بيحط في اللحوم نافقات و حاجات ميته فساب المصنع وبدأ يحذر الناس منه والباقي هو هيحكلكم بنفسه عنه
ثم اعطي المكبر للضيف الذي يقف بوجه يشبه الليمون الاصفر من شدة خوفه , نظر لنسيم فحذره الاخر بنظرة شرسه من عينيه قائلا / وربي ان ما قلت الحقيقه كامله ورديت شرف اختي ليكون اهل الحي رجمينك بالطوب وانت حي وتتسلم للشرطه خرده
وبالفعل بدأ الرجل في سرد كيف اعتدي علي انس و ان علي و ندي حاولوا إنقاذه ففعل ما فعل و تعرض لشرف تلك الطاهره دون ذنب منها سوي انها قامت بواجبها الانساني افضل من اشرف الرجال في هذا الزمن
كان جميع الحاضرون يتهامسون في ذهول , فأمسك علي المكبر ثانية وقال / يا جماعه اللي بيعمل معروف عمر ربنا ما بيضيعه , ندي جات تعمل معروف فالراجل ده أذاها في اغلي ما تملك فإتفضلوا جازوه باللي يستحقه
وفجأ صعد بعد الشباب وسجبوا الرجل وظلوا يضربوه وبالحال اتصل علي بالشرطه يعلمهم ان بحوزته شخص يدعي فلانا فأتت الشرطه بالحال وقبضت عليه و هو ملطخ بالدم في جميع أرجاء جسده , فالبفعل حدس علي كان صحيحا انه هاربا من الشرطه


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 11:32 PM   #197

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهت الرواية
قراءة ممتعه للجميع


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-18, 07:46 AM   #198

sam2001
 
الصورة الرمزية sam2001

? العضوٌ??? » 165263
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » sam2001 is on a distinguished road
افتراضي

مبروووووووووووووووووووووو وووووووووك عالرواية

sam2001 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-18, 01:31 AM   #199

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررا على الروووواية

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-18, 01:52 AM   #200

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.