آخر 10 مشاركات
319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          1199 - مرارة الغيرة - روايات عبير دار النحاس ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل]مذكرات مقاتلة شرسة// للكاتبة إيمان حسن، فصحى (على مركز الميديافاير pdf) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-18, 07:10 PM   #101

Maria A

? العضوٌ??? » 387465
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » Maria A is on a distinguished road
افتراضي


🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎🐎

Maria A غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-18, 11:57 PM   #102

نجمه البحر الاحمر

? العضوٌ??? » 380767
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 385
?  نُقآطِيْ » نجمه البحر الاحمر is on a distinguished road
افتراضي

روابه جميله وممتعه

نجمه البحر الاحمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 08:37 AM   #103

sun2014

? العضوٌ??? » 404977
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 919
?  نُقآطِيْ » sun2014 is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

sun2014 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-18, 07:01 PM   #104

nouf_y

? العضوٌ??? » 378446
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 144
?  نُقآطِيْ » nouf_y is on a distinguished road
Smile

[QUOTE=Just Faith;12673341]المحتوى المخفي لايقتبس[/QUOTE لك كل الشكر

nouf_y غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-18, 02:30 PM   #105

eikobaby85

? العضوٌ??? » 332989
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 885
?  نُقآطِيْ » eikobaby85 is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااا جدااااا

eikobaby85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-18, 09:25 AM   #106

مي صبري

? العضوٌ??? » 354041
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,175
?  نُقآطِيْ » مي صبري is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


مي صبري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-18, 04:30 PM   #107

333Nisreen

? العضوٌ??? » 364886
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 913
?  نُقآطِيْ » 333Nisreen is on a distinguished road
افتراضي

ممتع
ممتع
ممتع


333Nisreen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-18, 08:08 PM   #108

hamidakarfi

? العضوٌ??? » 384016
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » hamidakarfi is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
3 ـ
عصر الفرسان
بعد أن خف خوفها على أليوت , استرخت سيلينا أكثر , وبدا
وكأنها تتقبل الحياة كما هي . فسألها : (( هل أنت و أليوت معاً منذ فترة
طويلة ؟ )) .
ـ منذ خمس سنوات , كنت أعمل بشكل غير منتظم في الروديو ,
واشتريته بسعر زهيد كم رجل يدين لي بالمال . كان يدرك أن حياة
أليوت العملية انتهت , لكنني رأيت أنه ما زال بالإمكان الاستفادة منه
إذا ما تمت معاملته بشكل جيد . وأنا أعامله بشكل جيد .
ـ أظن أنه يقدر ذلك .

قال ليو هذا فيما وقفت سيلينا و توجهت نحو أليوت لتداعب أنفه ,
فاقترب منها الجواد برضا و سرور .
وقف ليو بدوره وسار نحوها , ماراً بالمرابط حيث راح يتأمل
الحيوانات التي بادلته النظر بنظرات هادئة , جميلة , بدت وكأنها تشع في
النور الخافت .
انضمت سيلينا إليه وسألته : (( أنت خبير في الجياد , أستطيع أن
أرى ذلك )) .
ـ أربي البعض منها في بلادي .
ـ أين ؟ .
ـ إيطاليا .
ـ إذن , أنت غريب فعلاً .

ـ نعم . معظم الناس لديهم أفكار مسبقة عن الإيطاليين , فلسنا
جميعاُ ممن يتحرشون بالنساء .
ـ لا , أنتم فقط تغمزون النساء على الطريق السريع .
ـ من يفعل هذا ؟
ـ أنت فعلت . عندما تجاوزتني سيارة السيد هانوورث , رأيتك
تنظر إلي ومن ثم غمزتني .
ـ لم أفعل هذا إلا لأنك غمزتني أولاً .
ـ إنها خدعة من الضوء , فأنا لا أغمز الرجال الأغراب .
ـ وأنا لا أغمز النساء الغريبات . . . إلا إذا غمزنني أولاً .
وفجأة , راحت تضحك كما أرادها أن تفعل , فأشرقت الشمس
من جديد . أمسك بيدها وقادها مجدداً إلى كومة القش حيث كانا
يجلسان . فقالت : (( أخبرني عن موطنك , أين تعيش في إيطاليا ؟ )) .
ـ توسكانا , شمال البلاد قرب الساحل . أملك مزرعة حيث أربي
بعض الجياد وأزرع الكرمة وأشارك في الروديو .
ـ روديو في إيطاليا ؟ لا بد أنك تسخر مني .

ـ أبداً ! ثمة مدينة صغيرة تُدعى غروسيتو , يقام
فيها سنوياً روديو
ومهرجان واستعراض يجوب المدينة كلها . وهناك مبنى مغطى بصور
(( رعاة البقر )) المحليين . حتى سن السادسة , كنت أظن أن رعاة البقر
إيطاليون , وعندما أخبرني قريبي ماركو أنهم أمريكيون نعته بالكاذب .
يومها تشاجرنا فتدخل الأهل للتفريق بيننا .
وتوقف عن الكلام إذ راحت سيلينا تقهقه ضاحكة . بعدئذ ,
أضاف : (( في النهاية , كان علي أن آتي إلى هنا لأرى بأم عيني )) .
ـ هل لديك أقارب غير قريبك ماركو ؟
ـ نعم , لدي أقارب عديدون . لكني لست متزوجاً , فأنا أعيش
وحدي إذا ما استثنينا جينا .
ـ هل هي صديقتك الحميمة ؟
ـ لا , جينا تجاوزت الخمسين من العمر , وهي تطبخ وتنظف
وتتنبأ لي بأنني لن أجد زوجة لأن الشابات لن يتحملن ذاك البناء الذي
يعصف فيه الهواء .
ـ هل تيارات الهواء مزعجة وقوية فعلاً ؟
ـ في الشتاء فقط ! فهي تتغلغل في الجدران الحجرية الضخمة .
ـ يبدو لمكان بدائياً .
... ـ أظنه كذلك . فقد بُني منذ ثمانمائة عام , وما أن أُنهي إصلاح جزء
منه حتى يظهر الخراب في مكان آخر . لكنه جميل في الصيف , إذ يبقى
بارداً . وعندما تخرجين في الصباح الباكر وتنظرين إلى الوادي , ترين
نوراً ناعماً لا ترينه في أي وقتٍ آخر . لكن عليك أن تتواجدي هنالك
في الوقت المناسب لأنه لا يدوم سوى دقائق معدودة . بعدئذ , يتغير
الضوء , فيصبح أقوى . و إذا أردت رؤية السحر مجدداً فعليك أن
تعودي في صباح اليم التالي .
توقف عن الكلام , وقد فوجئ لاستخدامه هذا العدد من
الكلمات , ولموجة الأحاسيس الشاعرية التي اجتاحتهما . وأدرك أنها
تنظر إليه باهتمام لطيف .
ـ هل لديك أخوة وأخوات ؟
ـ لدي أخ أصغر مني . . .

وعبس ليو ثم أضاف : (( علماً أن غويدو هو الأكبر بالنسبة
للمجتمع . في الواقع , أكاد أكون غير موجود من الناحية القانونية , إذ
تبين أن زواج والدي لم يكن قانونياً . لكن ما من أحد كان يعلم ذلك
حينها )) .
ـ وهل يهمك الأمر ؟
ـ أبداً .

فقالت برضا : (( وأنا أيضاَ . فهذا الأمر يتركك حراً نوعا ما .
يمكنك أن تذهب حيث تشاء , وأن تفعل ما تشاء , وأن تكون من
تشاء . هل هذا رأيك أيضاً ؟ )) .
وعندما لم تسمع منه أي رد , التفتت سيلينا فوجدته مستلقياً إلى
الخلف , وقد أغمض عينيه وبدا جسمه في حالة من الاسترخاء . يبدو
أنه لم يستطع أن يقاوم سلطان النوم أكثر .
مدت يدها لتوقظه , لكنها توقفت على بعد إنش منه وراحت
تتأمله . فأحداث هذا اليوم المربكة لم تترك لها فرصة لتتأمله . إنه المنقذ
الذي أجاد التعامل مع أليوت , والذي هدأت يداه وصوته الحيوان
الهائج . وإذا ما تقبله محبوبها أليوت , فعليها أن تتقبله هي أيضاً . لقد
أنقذها في الحمام من جروح خطرة . حينذاك لم تسمح لنفسها بأن تفكر
في الأمر أبعد من ذلك . لكن يمكنها أن تفكر فيه الآن . . في شعورها
حين ضمها إلى صدره . . تذكرت كيف أمسك بها بيديه الكبيرتين ,
حاملاً إياها إلى بر الأمان , وكيف أبعدهما عنها ما إن أصبحت سالمة .
لقد تصرف كسيد مهذب , حتى في تلك اللحظات .
كل ما فيه يعجبها , بدءا من جبينه العريض الذي تخفي نصفه الآن
خصلة شعر شاردة , مروراً بحاجبيه الكثيفين وصولاً إلى عينيه البنيتين
الداكنتين . أعجبها أنفه المستقيم وفمه . وتساءلت عن مدى جرأتها في
التعامل معه . في الحياة يمكنها أن تخاطر , وتجرؤ على تحمل أي سقطة ,
وامتطاء أي جواد لم تتآلف معه . لكن الرجال مختلفون , وفهمهم
أصعب من فهم الجياد . إنهم غريبو الأطوار وقد يسببون الأذى أكثر
مما تفعل أي سقطة .

ومع ذلك أرادت أن ترى ليو يبتسم مجدداً . . أرادت أن تتبع
حدسها حتى النهاية .
صهل أليوت بنعومة , لكن الصوت كان كافياً ليوقظ ليو . فتح
عينيه فيما وجهها لا يزال قريباً منه , ابتسم قائلاً : (( لقد مت ودخلت
الجنة , وأنت ملاك )) .
ـ لا أظن أنهم سيرسلوني إلى الجنة . إلا إذا تم تغيير القواعد
و القوانين .
ضحكا معاً , وتوجهت سيلينا نحو أليوت الذي صهل مجدداً .
قال ليو : (( إنه يشعر بالغيرة وحسب لأنك تعيرينني انتباهك )) .
ـ ما من داع للغيرة وهو يعلم ذلك , فهو عائلتي .
ـ أين تعيشين ؟
ـ إقامتي مسجلة في مكان ما حيث أدفع الضرائب , لكني لا أقيم
فيه . أنا أعيش مع أليوت , فهو بيتي وأهلي , وسيبقى كذلك إلى الأبد .
فأشار : (( لا يمكن أن يبقى كذلك (( إلى الأبد )) . لا أعلم كم يبلغ من
العمر , لكن . . . )) .
قالت سيلينا بسرعة : (( إنه ليس عجوزاً . وهو يبدو أكبر من سنه
لأنه تعرض للضرب , وهذا كل ما في الأمر )) .
فرد ليو بلطف : (( نعم , أنا واثق من ذلك . لكن , كم يبلغ من
العمر ؟ )) .

تنهدت : (( لا أعرف بالتحديد , لكن عهده لم ينته بعد )) .
وأشاحت بوجهها سريعاً لئلا يرى الألم الذي غمرها . لكنه رآه
وانفطر قلبه من أجلها , فهذا الحيوان الهزيل , كان كل ما لديها في
العالم . وفجأة , بدا وكأنها فقدت قوتها , فأمسك بها ليو بسرعة وقال :
(( هيا , ستخلدين إلى النوم . ولا تجادلي لأني لن أرضى بالرفض
كجواب )) .
وأبقى ذراعه حول خصرها تحسباً لقيامها بخطوة مشاكسة , لكنها
كانت أكثر إنهاكاً من أن تجادل , وتركته يقودها إلى المنزل ومن ثم إلى
غرفتها . وعندما وصلا إلى الباب , قال : (( عمت مساءً . أتمنى لك نوماً
هنيئاً )) .

كان الفجر على وشك أن يبزغ عندما غادر آخر المدعوين , ملوحاً
بيده وصارخاً : (( أراكم لاحقاً )) , عندئذ , توجهت الأسرة إلى النوم
بعيون غائمة وقلوب سعيدة .
جلس ليو في سريره وقد تملكه شعور غامض سار . هذه الليلة
شهدت الكثير من المسرات , وتخللها الكثير من المرح والضحك
والرقص , لا سيما بعد أن أوصل سيلينا إلى غرفتها وودعها ليعود إلى
الحفل . شعر أنه الآن في سلام مع العالم . لكن وقع الخطى التي توقفت
أمام باب سيلينا لم يفته . وساد الصمت , ثم تعالى صرير الباب وهو
يُفتح . وكان هذا كافياً ليجعل ليو يهب واقفاً , ويخرج إلى الممر في
الوقت المناسب , ليمسك ببولي وهو يهم بالدخول إلى غرفة سيلينا . قال
بصوت جعل بولي يجفل : (( أليس هذا لطيفاً ؟ كلانا منشغل البال على
سيلينا بحيث لم نتمكن من النوم قبل أن نطمئن عليها )) .
منحه بولي ابتسامة باردة ورد : (( لا يمكنني إهمال ضيف )) .
ـ بولي , أنت مثال يحتذى به .
ودخل ليو إلى الغرفة فيما هو يتكلم ثم أضاء النور . عندئذ , توقف
الرجلان وقد باغتتهما رؤية السرير فارغاً . وتمتم ليو : (( تلك المرأة
الحمقاء عادت إلى الإسطبلات )) .
ـ لا , لم أفعل .

تناهى إليه هذا الصوت من كومة على الأرض . فأضاء ليو المصباح
الموضوع بجانب السرير , ورأى كومة تتضمن غطاء ووسادة وامرأة
حمقاء تشعث شعرها الأحمر بفعل الصدمة , سألت وهي تجلس : (( ما
الأمر ؟ هل حصل شيء ما . )) .
ـ لا , أنا وبولي قلقان عليك , لذا جئنا لنطمئن إلى حالك .
فقالت وقد أدركت الحقيقة على الفور : (( هذا لطف بالغ منكما .
أنا بخير )) .
ـ إنها بخير يا بولي . يمكنك أن تخلد إلى النوم الآن وأن تنام
هانئاً .
وجلس ليو على الأرض قرب سيلينا كرجل يعود إلى جذوره .
ـ آ . . . حسناً , أنـا . . .
تكلما بصوت واحد : (( عمت مسا يا بولي )) .
اضطر بولي للاعتراف بالهزيمة , فتراجع نحو الباب ثم خرج . وآخـر
ما رأياه هو تقطيبته . قالت سيلينا : (( أنت تعلم أنه كان بإمكاني أن
أواجه الوضع )) .
ـ بعد ما مر بك اليوم , ألا يحق لك أن تكوني ضعيفة ولو قليلاً ؟
ـ لا يحق لأحد أن يكون ضعيفاً .
ـ آسف !
فقالت بندم جلي : (( لا , أنـا آسفة . لم أقصد أن أكون فظة . أعلم
أنك تحاول أن تكون لطيفاً معي , لكن عمليات الإنقاذ هذه بدأت
تتحول إلى عادة سيئة )) .
ـ أعدك بألا أعيد الكرة . في المرة القادمة , سأتركك لمصيرك ,
أقسم لك .
ثم قالت شاكية : (( حاولت أن أنام على السرير قد المستطاع , لكن
هذا جنون . فكما تقلبت طرت في الهواء ستة أقدام . النوم هنا
أفضل )) .
ـ من الأفضل أن أتركك فبل أن أغفو . اقفلي بابك بالمفتاح بعد
خروجي . أعتقد أن ابن داليا لن يتوانى عن المحاولة ثانية .
لكنه تذكر أن الباب من دون مفتاح , ولم تستطع إقفاله حين
حاولت القيام بذلك من قبل , فتنهد . لم يعد أمامه سوى حل
واحد .
ـ ماذا تفعل ؟

طرحت عليه هذا السؤال حين عاد إلى السرير والتقط غطاءً
ووسادة . فقال وهو يرتمي أرضاً , ساداً الباب : (( ماذا يبدو لك أني
أفعل ؟ إذا استطاع أن يفتح الباب الآن فهو رجل أقوى مما ظننت )) .
وتغلب عليه النعاس , أما آخر فكرة خطرت له فهي أنه سيعاني
الأمرين في الصباح من جراء تصرفه هذا . لكنها ستبقى آمنة على
الأقل .
استيقظ وهو يشعر أنه بحال أفضل بع سهرة البارحة الطويلة .
شعر بالنشاط يدب في المنزل حوله , ورأى أنه يستطيع أن يتركها
بأمان .من الأفضل أن يرحل قبل أن تستيقظ , فهو لا يعرف ما يمكن
أن يقوله لها . وراح يسخر في سره من تصرفاته التي شبهها هازئاً
(( بتصرفات عصر الفرسان )) .

دنا منها ببطء وهدوء متناسياً الفروسية , وراح يتأمل وجهها .
لقد استعاد وجهها بعض اللون منذ الليلة الماضية , واستطاع أن يرى
أنها نامت , كما يفعل هو دوماً , من دون حراك , كحيوان راضٍ .
كانت قد نزعت الضمادة , فظهر الجرح و الكدمة في جبينها . وبدا
لونها متناقضاً مع شحوبها . خطر له أن وجهها صغير وأنها تبدو
الآن غير حصينة كطفل صغير , بعد أن تخلت عن حذرها وحكمتها
لتستسلم للنوم .
ساورته رغبة جامحة في أن ينحني ويعانقها , لكنه سُر لأنه لم يفعل ,
إذ ما لبث أن فتحت عينيها . بدت عينيها رائعتين , واسعتين وعميقتين
عمق البحار , واختفى الطفل الذي كانته منذ قليل .
ـ سألها : (( كيف حالك اليوم ؟ )) .
ـ بألف خير . لم أمضٍ في حياتي ليلة مريحة كهذه .
ـ على الأرض ؟
ـ هذه السجادة سميكة , إنها ممتازة !
ـ تمنى لي الحظ لئلا يراني أحد وأنا أخرج من هنا .
ـ سأتحقق من الممر .

ونظرت إلى الممر ثم أعطته إشارة الانطلاق . وما هي إلا لحظات
حتى وصل إلى غرفته وإلى الأمان . صحيح أنه سمع الفتاتين تضحكان
مجدداً , لكنه كثير الارتياب على الأرجح .
استـحم وارتــدى ملابسه و هــو غـــارق في التــفكـيــر لأنـه أدرك أن
ضميره يؤنبه بعض الشيء . فبالرغم من أنه لم يخبر سيلينا أي كذبة , إلا
أنه ترك لديها انطباعاً بأنه فقير بقدرها تقريباً . لقد رأته في ثياب قديمة
وسمعته يتحدث عن العيش القاسي , واقتنعت بأنه ابن مهمل . لكنه
تغاضى عن إعلامها بأن عمه هو الكونت كالـﭭـاني الذي يملك قصراً في
البندقية , أن عائلته ثرية جداً . و مــا أشــار إليه على أنه مزرعته , هو في
الواقع ملكية رجل ثري . و إذا ما شارك في العمل المضني فهذا نابع م
رغبة لديه . لكنه م يوضح لها هذه الأمور لأنه كان مقتنعاً في أعماقه بأن
فكرتها عنه ستصبح سيئة . فهو يذكر كلامها بعد وقوع الحادث . لقد
قالت : (( أنتم كلكم متشابهون . تسرعون في سياراتكم اللماعة , وكأنكم
تملكون الطريق )) .
أمضى يومه مع بارتون , يجولان في ممتلكات هذا الأخير .
فبارتون يربي الماشية لجني المال , والخيول لأنه يحبها . وكان يسعى إلى
تحسين نسلها ويدربها من أجل الروديو . ولفت نظر ليو جواد كستنائي
اللون , وهو فرس ربعي , قصير , قوي العضلات , تمت تربيته للعدو
السريع على مسافة ربع ميل , إنه حيوان مثالي للسباق .
ـ إنه جميل , أليس كذلك ؟
قال بارتون هذا وهما يتأملانه ثم أضاف : (( أصله من هنا , اشترته
زوجة صديق لي , ثم عدت واشتريته منها بعد أن تخلت عن الروديو
لتنجب أطفالاً )) .

سأله ليو مفكراً : (( هل بإمكاننا أن نأخذه معنا ونضعه في
الإسطبل ؟ )) .
أومأ بارتون إيجاباً , وفي طريق العودة إلى المنزل , علق قائلاً :
(( يبدو أنك غرقت حتى أذنيك يا صديقي )) .
ـ هيا يا بارتون , أنت تعلم ما سيقوله خبراء التأمين , سيلقون
نظرة على أليوت وأخرى على الشاحنة , وعندما يتوقفون عن الضحك ,
سيعرضون عليها عشرة سنتات .
ـ وبِمَ يعنيك هذا ؟ فمـا حصل لم يكن غلطتك أنت .
ـ ستخسر المسكينة كل شيء .
ـ حسناً , لكن ما دخلك أنت ؟
صرف ليو بأسنانه : (( هلا عدنا إلى المنزل وحسب ؟ )) .
وابتسم بارتون ابتسامة عريضة .
وصلا إلى المنزل ليجدا الجو كئيباً . كانت سيلينا جالسة على حافة
شاحنتها تحدق في الأرض , فيما تسعى الفتاتان إلى مواساتها وتعزيتها .
و كان بولي يحوم حولها كما تحوم الدجاجة حول صغارها .
قالت كاري : (( قال البيطري إن أليوت لن يكون بصحة جيدة
للمشاركة في السباق الأسبوع المقبل . وإذا ما حولت أن تمتطيه فقد
يتعرض للإصابة )) .
فقالت سيلينا على الفور : (( بالطبع , لن أفعل . لكنني لن أحظى
بأي فرصة لأكسب أي شيء , ولا بد أني أدين لك بالكثير . . . )) .
ـ لا , لكن يمكنك أن تسدي لي معروفاً .

و أشار بارتون إلى الجــواد الربعي مضيـفـاً : (( اسمه جيبرز , ثمة شخص
يود شراءه , و إذا ما ربح سباقاً أو اثنين فيمكنني أن أرفع سعره , لذا ,
امتطيه واعرضيه و سيكون هذا أكثر من كافٍ لتفي دينك )) .
أخذت سيلينا نفساً عميقاً ومررت يدها بمحبة على الحيوان , قبل
أن تقول : (( إنه جميل )) .
ثم أضافت بسرعة : (( لكنه ليس بجمال أليوت بالطبع )) .
وأطلعها بارتون على قصة المالك السابق , فشعرت سيلينا
بالصدمة : (( تخلت عن المشاركة في الروديو لتبقى في مكانٍ واحد وتنجب
أطفالاً )) ؟
فأشار ليو مكشراً : (( ثمة نساء غريبات )) .
وأظهرت النظرة التي رمقته بها سيلينا رأيها بهذه الفكرة . ثم قالت :
(( هل بإمكاني أن أضع سرجي عليه )) ؟
ـ فكرة جيدة .

خرجت الأسرة كلها لتراقب سيلينا وهو تختبر جيبرز في حلبة
بارتون التجريبية , وضعت البراميل الثلاثة على شكل مثلث . وانطلقت
سيلينا وجيبرز بسرعة من خط الانطلاق وتوجها إلى المثلث ثم دارا
بسرعة حول البرميل الأول ليعودا على المثلث , ومن ثم دارا مجدداً حول
البرميل الثاني واستدارا نحو اليسار متوجهين نحو البرميل الأخير . كل
استدارة هي عبارة عن زاوية من خمس وأربعين درجة , تضع توازن
الجواد رشاقته فضلاً عن سرعته تحت الاختبار . كان جيبرز سريعاً ,
لكنه ثابت كالصخرة , أما سيلينا , فسيطرت عليه بيدين خفيفتين إنما
قويتين . حتى ليو , وهو ليس خبيراً في هذا النوع من السباق , رأى
أنهما متناسبان ومتجانسان .
بعد الاستدارة الأخيرة , توجها مجدداً إلى وسط المثلث ومن ثم إلى
الخارج , فيما تعالى تصفيق العائلة و صراخها .
صرخ بارتون : (( ثماني عشرة ثانية )) .
كانت عينا سيلينا تلمعان : (( بدأنا على مهل . انتظر حتى نعتاد على
بعضنا البعض . سنسجل أربع عشرة ثانية في غمضة عين )) .

وأطلقت صرخة ابتهاج وصلت إلى السماء , فانضم الكل إليها .
وخطر لليو , وهو يتأمل وجهها , أنه لم يرَ قط في حياته شخصاً
بمثل هذه السعادة .

* * *
نهاية( الفصل الثالث) . . .
8 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


hamidakarfi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 02:38 AM   #109

حكآية جنون

? العضوٌ??? » 192136
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 943
?  نُقآطِيْ » حكآية جنون is on a distinguished road
افتراضي

شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا

حكآية جنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 12:34 PM   #110

helene

? العضوٌ??? » 384729
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 349
?  نُقآطِيْ » helene is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااا لكممممممممم

helene غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.