صَّدَي * مميزة *

[شَهيدة المحْراب]

كانَت وحيدةً وحدة مُطلَقة,
وحدة لا تمتُ للبشرِ ولا عزلتهم بِصلة,
كوحدةِ الآلهةِ في العدَمِ بالأساطير القديمةِ,

فكيفَ لأحدٍ دونَ الله أن يفهمَ.

[شَهيدة المحْراب]

يُخيل إليّ أن روحي قد صعدتْ ولكنها عاجزةٌ عن الهبوطِ أو عوضًا عنها قد حلَّ شيء أخر.

[شَهيدة المحْراب]

إن لم يملأ الإيمانُ قلبَك،لن تستطيعَ الاستمرارَ بأي شيء.

[شَهيدة المحْراب]

لقد كانت الطرق إلَي قلبي عديدة,بعددِ الطرق التي قطعتُها عَبثًا،لكن الشَّقاء أكلَها وطمسَ آثارَها وأصبح قلبي كأنما يسبح في فراغٍ ليسَ بينه وبين أي شيء رابِطة.

[شَهيدة المحْراب]

في عالَمي النَّاقصِ وحياتي المتقطعة ما كانَ لشيء أن يكتملَ,اعترافاتي,أحلامي,صد� �قاتي حتي إيماني وكُفري،لم ألحظ من قبل أنَّ كل أحاديثي,جُملي تتعرضُ للبترِ من خلال نفسِها إلا الآنَ.

[شَهيدة المحْراب]

لقد انتهي العَزاء لكن مازلتُ أرغبُ في الصُّراخِ,
انقضَت الحياةُ لكني حملتُ غضبي معي,
وانتهت الحربُ لكن مازلتُ أريدُ اللطمَ علَي الموْتي,
علي الكرامةِ المُهدَرة والإنسانية التي ضاعت,
ذهبت الجنازات لكني مازلتُ أسمعُ صوتَ الرَّصاص,
لقد دفنوهم وأخفوهم تحتَ الأرضِ,
لكن مازلتُ أسمعُ صراخَهم..طلبهم للنجدةِ,
لقد أعلنوا نتائج الحرب لكني لا أصدّقها,
مازلتُ أرغبُ بالقتالِ والانتقام لأجلِكم.

أنا لم أنسَ,لم أنسَ

[شَهيدة المحْراب]

شيءٌ ما يشدُّ رُوحي للخارجِ دائمًا,
وكأنَّ ملاك الموْتِ يقيمُ فوقَ كَتفي.

[شَهيدة المحْراب]

لماذا الفَراشةُ رقيقةٌ وخفيفةٌ إلَي هذا الحدِ ولكنها لا تستطيعُ التحليقَ في السَّماءِ كالنسورِ والصقورِ؟

[شَهيدة المحْراب]

تحتاجُ الحربُ إلي شخصٍ لا ينسَي,شخص يستطيعُ الاحتفاظَ باللحظةِ الأولَي للكراهيةِ والتمسُك بالأثرِ الدمَوي والمأساوي لقتلِ أشخاص لا يعلمونَ لِما قُتلوا,
شخصٌ تعادلُ رغبته في الثأرِ رغبته في الحياةِ أو الموْت!
شخص غير محدود في محبةِ البشرَ وكرههم,في إيمَانه بهم وكُفره بقضيتهم.

[شَهيدة المحْراب]

إنَّ الحياةَ طريقٌ عَظيم ولاشكَ ولكن قُل لي إلي أينَ يؤدي هذا الطريقُ؟