17-11-17, 06:36 PM | #202 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكرا يسلم قلبك قراءة ممتعة عزيزتي | ||||||||
17-11-17, 08:13 PM | #203 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
احداث الرواية تدور بحقبة زمنية قبل مئة عام وفي تلك الفترة بالذات في المجتمع الاديغي كان الناس يتداولون حكاية الصخره تماما كما رواها جانتي وبعض المسنين الكبار مازالوا الى يومنا هذا لا يتقبلون ان حكاية الصخرة اكاذيب.. واذا ركزتي في نص المشهد بالرواية فلقد وضحت عدم مصداقية ما يشاع من خلال ما كتبته على لسان جانتي عندما سألوه ان كانت الصخره معلقة فكان رده انه للوهله الاولى ظنها كذلك لكنه اكتشف بان الصخرة متصلة بجانبها بجزء من الجبل وهذا يضحد الاحاديث المتناقلة بين الناس عن طيرانها في الهواء وزغردتها.. اما تأكيد ابو جانتي على ابنه بلمس الصخرة فهذا واقع مجتمعنا الذي يتبارك بهذه الامور رغم ادراكهم انها لا تجوز ولكنهم يفعلونها ويصرون عليها بحالة ازدواجية تناقض!!!.. واجبي ككاتبه يحتم عليي ان اروي ما يجول في فكر المجتمع وما يتشبثون به من افكار راسخه فهي تدل على بساطتهم واحيانا تعصبهم للجهل وعدم قابليتهم لتغيير افكارهم ومعتقداتهم .. عزيزتي لقد ذكرتيني بجدتي فبعد عودتها من اداء مناسك الحج بمكة كانت كل ما تبتغيه وتريده الذهاب الى القدس باي طريقة حتى ولو اتهموها بالتطبيع مع العدو .. وعندما سألتها لماذا هذا الاصرار؟.. قالت لي من اجل تقديس حجتها!!! فاخبرتها ان ذلك يعتبر من التمائم ولا يوجد بديننا الاسلامي او في شعائر الحج ما يسمى تقديس الحج!! فكانت اجابتها احنا هيك عاداتنا.. ولم قلتلها هاي عادات خزعبلات وحرام تتصدق.. حكتلي يحرم جلدك على عضمك انتي شو بفهمك يلي لسه مافقصت عنك البيضه امشي من وجهي.. طبعا انا ما مشيت لاني فعلا ما فهمت شو يعني قصدها فقصت البيضه!! المهم ما حليت عنها الا لما رفعتلها ضغتها ورفعتلي عكازتها :heeheeh: | ||||||||
17-11-17, 11:04 PM | #204 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
| ||||||||
18-11-17, 04:52 PM | #206 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعزائي موعدنا اليوم السبت الساعة السادسة مع الفصل السادس وغدا الأحد بنفس التوقيت مع الفصل السابع بإذن الله الاحداث غاية بالاهمية وبين الفصلان ترابط لهذا افضل تنزيلهما متتاليان ضمن امكانياتي المتواضعة قمت بتصميم توقيع بسيط اتمنى يعجبكم توجان عروس الشام والشهم نارت | |||||||
18-11-17, 07:00 PM | #207 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الفصل السادس عمان/ وادي السير عام 2011م في بيت الجدة توجان العريق الشاسع لطالما حاولتا زويا ودينا أثناء تنظيفه بالقيام في إعادة ترتيب ما تقويان على حمله من المفروشات لتبديل مواضع الأغراض والأشياء التي ظلتا تريانها منذ ولادتهما على حالها دون أي تغيير.. علقت زويا بتهكم وهي ترفع شمعدانات فضية :- ما لزوم الاحتفاظ بهذه!!.. ربما تم استعمالها أخر مرة قبل أكثر من سبعون عاما!!.. تقطعت أنفاس دينا بتعب وأنهاك بعدما دفعت إلى زاوية الغرفة طاولة فوقها جهاز مذياع خشب قديم ضخم ثقيل.. تابعت زويا تعقيباتها الساخرة: - أظن حتى متجر الكراكيب لن يقبل بهذا الراديو!. أومأت دينا إيجابا تقول وهي مازالت تلهث:- أنه يصلح للعرض في متحف أثري للانتيكات. تناهى لهما صوت العمة تيتيان الواقفة قرب باب المطبخ: - انتبها زيتا.. هذه الشمعدانات وذاك الراديو لهما قيمة معنوية لا تقدر بثمن بالنسبة للجدة توجان.. لقد جلبتهما من بيتها في دمشق الذي عاشت به عندما تزوجت الجد الشهم نارت. توهجت ولمعت عيناي دينا بألق، شفتيها رددت بهمس رقيق "دمشق".. زفرت تنهيده حارة هائمة شوقا وتوقا للحبيب الغائب في دمشق.. رمت من يدها قطعة القماش التي كانت تمسح بها الغبار عن الأثاث واندفعت مسرعة نحو غرفة الجدة توجان تسألها بشغف:- جدة هل تذكرين دمشق؟! تحرك بؤبؤا عيني الجدة بسرعة وحيوية للحظة ثم شردت بنظراتها إلى الأعماق، ابتعدت لتطوي الزمن وتلمس أطرافه الغافية موقظة ألوان الربيع.. سوريا / دمشق عام 1934م أتذكر دمشق وكأني لم أغادرها يوما، مازلتُ هناك على حدود الصحراء والخضرة المائية.. أتذكرها كأني ذهبتُ لها لتو من عمان عروسا مكللة بأطواق الياسمين بثوبي الشركسي الأبيض البديع متأبطه ذراع عريسي الشهم نارت ونسير في الدرب الطويل المنحدر من محطة قطار سكة حديد الحجاز باتجاه الصالحية.. كأني مازلتُ أسمع صياح بائع العرقسوس المتجول في شوارعها وحوله يتهافت الصبيان ضاحكين وهم يتذوقون الشراب بأكواب معدنية.. وكأني أطوف مع الشهم نارت حول السور القديم المحيط بها ولم يتهدم بأكمله ونحن نتأمل جدران الأبنية الحجرية الشامية العتيقة وآثارها التي تروي حكاية قوم يصرون على البقاء رغم بطش الحكام ومكائد الغزاة .. كأني هناك في سوق الحميدية بطريقنا إلى الجامع الأموي الكبير.. كأني أتجول في سوق ساروجة والشاغور، الميدان وباب توما.. كأني أقف عند عتبة دكان العم أبو المعتز والد الشاعر نزار قباني بائع السكاكر والشوكولاتة والحلوى الذي يرحب بنا بدماثة وكرم، يملأ لي علبة بقطع النوجا وملبس لوز السكر.. يرفض أن يأخذ ثمنها قائلا بابتسامة واسعة:- أنها هدية لربيعية العينين لعروس الشام. مع الشهم نارت عرفتُ دمشق كما لم أكن أعرفها رغم أني كنتً أذهب مع باباج أنزور لزيارة أقربائنا في مرج السلطان، لكن كل الأماكن والأشياء كان لها معنى وتأثير أعمق برونق خاص مع الشهم نارت.. عشقت الشام وأهلها.. سحرتني بيوتها وجدرانها المغطاة بالنباتات المتسلقة الخضراء، الغرف ذات السقوف العالية وكذلك النوافذ التي بنيت واسعة لتسمح للنسيم العليل أن يعبر في أرجائه محملا بعطر أزهار وورود القرنفل والياسمين والنارنج المنتشرة في كل البيت وتشك أن تتحول إلى غابة تخفيه لولا تشذيبها والاعتناء بها بشكل دائم.. كانت حياتنا بسيطة وجميلة.. الشهم نارت كلما سمحت ظروف عمله العسكري يأخذني لسيران الطبيعة والينابيع.. نتسلق قاسيون حتى (قبة السيار) وننحدر في درب (القادومية) إلى الدمر.. ما زلتُ أشعر وكأني أدوس أوراق الخريف المكومة على تراب الغوطة.. ألهو راكضه بين أشجار الصنوبر الباسقة والشهم نارت يحاول الإمساك بي بيديه.. ياه كم عشقتُ نهر الروافد السبعة بردى وابهرني لمعان مياهه العذبة الجارية المتدفقة بقوة تحت انعكاسات أشعة الشمس، كنا نستريح على الصخور حول ضفافه نبلل وجوهنا ونتراشق المياه بمداعبات مزاح.. صدا ضحكاتنا تتردد عاليا لتملأ أرجاء المكان.. مع الشهم نارت ضحكت كما لم أضحك قبلها في حياتي.. وفي صباح يوم الجمعة نتجه باكرا إلى الجولان الحبيب لزيارة الأهل والأقرباء الذين استقبلوني بينهم بحفاوة وترحاب كأني أبنتهم.. كنا نحرص دوما على برهم وطلب رضاهم فمن أديغتنا الشركسية التي لا يمكن أن يتجاهلها أحد مهما أرتفع المرء بمقامة العالي وتزاحمت انشغالاته عليه تقديم واجب الطاعة التامة للآباء والأمهات والأجداد الذين لا يعيشون لوحدهم على الإطلاق ولا يتركون أبدا، ويجب استشارتهم في كل الأمور بأدب واحترام ولا يجوز رفع الصوت بحضورهم.. وتكون لهم الكلمة العليا دون منازع بأي قرار يتم اتخاذه. في الجولان دهشتُ بالطراز المعماري التي بُنيت فيها المنازل وقد غُطيت سطوحها بالقرميد.. كانت الممرات بين البيوت مرصوفة بالحصى والأحواض مزروعة بالياسمين والريحان والدالية المتعربشه على الجدران المطروشه بالكلس الأبيض.. بالداخل حيطان الغرف مزخرفه بنقوش جميلة حيثُ الفرش النظيف والطاولات الشركسية ذوات الأرجل الثلاثية والمقاعد المريحة فوقها الشراشف والمفارش البيضاء الناصعة المطرزة بأنامل الشركسيات في إتقان ومهارة.. فوجئت بالمستوى الرفيع الذي امتازت به الطرق الواصلة بين جميع قرى الأديغية بجودتها ونظافتها، باتساع سعتها وسهولة السير عليها بالعربات الشركسية ذات العجلتين التي تجرها الثيران وهي تحمل القش والمحاصيل الزراعية.. قال لي الشهم نارت أثناء جولتنا بالمروج الخضراء وحول الحقول والبساتين لأستكشف أملاكه من الأراضي الزراعية: - أجدادنا المهاجرين إلى سوريا ما أن وطئت أقدامهم ثرى هذا الوطن الحبيب (شام شريف) خلعوا أحذيتهم ومشوا حفاة معتبرين أنهم وصلوا الأرض المباركة المقدسة.. كانوا أشلاء وأشباح بوضع يرثى له، ضحايا ناجيين من الموت المحقق بالإبادة الجماعية المدروسة على مدار أجيال بالقفقاس.. كان الرجال الاديغيين همهم في بلدان الشتات البقاء أحياء من أجل حماية أولادهم ونسائهم والحصول على سكن مناسب وطعام قوتهم لعائلاتهم المرضى من جراء سوء التغذية وتعب الترحال... سكان المنطقة القدماء بالجولان استقبلوهم بشيء من الخشية وحذر التوجس.. في البدء اندلعت المنازعات حتى اطمئنوا العرب أن أجدادنا لم يأتوا ليعادونهم بل ليجدوا بينهم الأمان في بلاد الإسلام، حينها ساد الهدوء واقتنع الجميع بضرورة التعايش السلمي معا باحترام متبادل.. عاشوا أهلنا في معاناة وعذاب وضنك مع الأرض الصخرية لبناء مساكنهم وإنشاء القرى التي لم تكن موجودة أصلا.. صارعوا بجلادة من أجل البقاء والحفاظ على حياتهم ومزروعاتهم وأنعامهم وحاولوا كسب ود وصداقة سكان المناطق القريبة.. بالبدء بنوا البيوت قرب أشجار الحور الموجودة في القفر الأجدر القاحل المغبر، فكانت بيوتهم القديمة بسيطة مكونه من غرفة طينية صغيرة واطئة كئيبة المظهر لها كوى صغيرة عالية وباب واحد.. ورغم ان البيوت كانت فقيرة لكنهم حملوا معهم إليها عاداتنا وتقاليدنا الاديغة الخابزة.. بالمثابرة والنشاط الذي يميز كل شركسي زرعوا الأراضي التي وزعها عليهم العثمانيين الأتراك.. وربوا المواشي والأبقار واهتموا بالخيول الأصيلة، خزنوا العلف لحيواناتهم مما ساعد على رفع مستوى المعيشة.. أجدادنا بنوا وسكنوا في سبعة عشر قرية حول القنيطرة على خط توزيع المياه حول سلسلة الجبال البازلتية وسفوح الشغف وجبل عكاشة، هذه كلها استغلها المزارعين الشراكسة وحولوها إلى بساتين خضراء يانعة بعد أن كانت وعرة جرداء مليئة بالأحجار والأشواك. معظمهم اعتمدوا بأرزاقهم في الغالب على الزراعة بشكل أساسي ولهذا قاموا بتحسين وتطوير وابتكار أدواتهم الزراعية، أضافه لتجارة المواشي بين أهل حوران وجبل العرب والأردن وفلسطين.. لكنهم امتازوا أيضا بإتقان الحرف والمهن الضرورية لسبل الحياة كالنجارة والحدادة وصناعة الجلود والسروج.. قاموا ببناء المساجد لرفع الآذان وأداء الصلوات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.. وافتتحوا مدرسة قومية شركسية سميت (المدرسة الأديغية) فيها يتم تدريس المنهاج الرسمي الذي تقره وزارة المعارف السورية وكذلك تعليم تراث التاريخ واللغة الشركسية التي واجهت صعوبات بالاتفاق على وضع حروفها الأبجدية الأصلية وعدم الاعتراف بالأبجدية التي أضافها الروس بحيث أصبحت كلمة واحدة تحتاج إلى عشرين حرفا.. لذا تم عقد مؤتمر بالقنيطرة عام 1932م حضره زعماء الشركس من سوريا وفلسطين وشرقي الأردن وعلى أثر هذا تم تأليف كتاب شامل لقواعد اللغة الشركسية بأيدي لجنة من الأساتذة الأديغيين.. ولقد اشتغل العديد من شباب قومنا المتعلمين في وظائف مختلفة بمركز حاكم اللواء.. ولأننا لدينا شغف كبير بالجندية انضم معظمنا إلى الجيش والعسكرية لنخدم بصدق وإخلاص فأصبحنا ضباط معروفين كمقاتلين أشداء لا نهاب المنية في المعارك.. قسم كبير منا خدم في طابور الفرسان الخامس بولاية سورية تحت قيادة القائد الشركسي الكبير (ميرزا باشا) هذا اللواء الذي تم تشكيله للحفاظ على الأمن والنظام في بادئ الأمر وبعد ذلك أوكلت إليه مهمة المحافظة على خط سكة الحديدية التي تصل الحجاز وتحول اسم الطابور إلى اسم (كتيبة قوة الفرسان الشراكسة).. الشهم نارت بعد أن عرفني على دمشق والجولان قال لي أنه جاء الدور لتعريفي على سوريا بأكملها لأنني لن أحبها بصدق كوطن ألا أذا تنفستُ هوائها بدمي وعرفتُ تاريخها العظيم.. أخذني إلى مدينة معلولا المحفورة في قلب الصخر الجبلي .. ولتدمر مدينة الملكة زنوبيا.. سافرنا لمدينة اللاذقية الساحلية وكسب بجمال طبيعتها الخرافي وجبالها الخضراء بروعة غابات أشجار السنديان الباسقة.. عشتُ أجمل سنوات عمري مع الشهم نارت.. كنا متفاهمان معا بوئام وانسجام.. غمرني واحتواني باهتمامه ألا محدود بعد أن كنتُ منبوذة ومقهورة.. جعلني أعثر في داخلي على توجان الأنثى المشتعلة الفياضة بعواطف المحبة والعطاء المتبادل المشترك.. كان يحاول التفرغ لي قدر استطاعته لكني بالمقابل أدركتُ وتفهمت أن طبيعة عمله العسكري له الأولوية دوما.. أحيانا كثيرة ينشغل بالمعسكرات التدريبية، ويغيب لأيام عديدة تمتد لأسابيع في مهمات الجيش لا أعرف عنه شيء، لهذا كنتُ أثناء فترات غيابه أقيم بالجولان في منزل عائلته.. يتبع >>>>>>>> التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-02-18 الساعة 06:38 PM | |||||||
18-11-17, 07:02 PM | #208 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| كانت أيامنا جميلة رغم قسوة الظروف والأزمات.. وذات يوم عاد الشهم نارت للبيت ومعه شيء خشبي ضخم يصدر أصوات فزعتُ باهته مشدوهة من مصدرها وظننتُ أن عفاريت تتلبس هذا الجهاز الغريب الذي يسمى مذياع.. لكن ما لبثتُ وان زالت رهبتي وأدمنتُ أثير الراديو.. أصبحتُ كل يوم بعد اتمامي للاعمال المنزلية أجلس قربه أتسلى بسماع الموسيقى والأخبار وانا أمارس هوايتي بالاشغال اليدوية من حياكة صوف ومطرزات.. حينها بدأتُ أعي أكثر مدلولات أحاديث السياسة وعن المعانات التي يحياها السوريين والعرب. فبعد توقيع معاهدة وعد بلفور 1917م الذي يقضي بتقسيم أرض الشرق الأوسط وجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود.. وبالفترة الأخيرة من الانتداب البريطاني بدأ اليهود يتوافدون وأقاموا المستوطنات اليهودية ولأن الأيدلوجية الصهيونية في فلسفتها الخاصة قامت على أساس عدم التعايش مع الآخرين أو القبول بالوحدة معهم بل العكس تماما غايتهم العمل على نفيهم واقتلاعهم ليتخلصوا منهم، لذا كان الهدف الصهيوني هو أبادت الفلسطينيين والتخلص من وجودهم بأي طريقة ليقوموا في توطين اليهود ويجعلوهم يمتلكوا بيوت وأراضي الشعب الفلسطيني.. حينها قامت الثورة الفلسطينية عام 1936م. حاولوا الصهاينة اليهود التوسع في مستوطناتهم باحتلال هضاب الجولان الواقعة بين فلسطين وسوريا حينها هبوا فرسان الشركس ليدافعوا عن أراضيهم وعرضهم وشرفهم.. بأعصاب مشدودة وتوتر ضممتُ الشهم نارت.. يداي تشبثت بياقة بدلته العسكرية، قلتُ له بأنفاسي المرتعشة وصدري يلهث بريبة التوجس والهواجس:- قلبي ليس مرتاح. طوقني بذراعيه القويتان يحتويني لصدره للحظات قبل أن يبعدني عنه قائلا بحزم وتحدي:- أذا لم نتصدى بقوة لاعتداءات الصهاينة سيحتلون كل أراضي الجولان.. لن نقف لنراهم يقومون بانتهاك شرفنا وحرماتنا. أعتلى صهوة الجواد الشرس، وبلفته خاطفة نحوي قال بصوته الخشن العميق الواثق:- مهر الحرية والكرامة غالي ولهذا نفديه بدمائنا. اجتاحني شعور هائج بأن تلك أخر كلماته لي .. وأنها المرة الأخيرة التي سأراه فيها .. حاولتُ أن أناديه قبل أن يبتعد أكثر.. شفاهي تحركت لكن صوتي رفض أن يخرج وظل ملتصقا بحلقي الملتهب.. لم يصله نداء وجداني المذعور.. تسمرتُ في مكاني دون أي حركة.. لم يرف لي جفن ولم ترتخي في وجهي عضله واحدة.. بقيتُ جامدة بعينان متسعتان أبصره رافعا الرأس بشموخ منطلقا كالسهم إلى الأمام متجها لميدان القتال.. حدس أحساس رهيب صاعق تملكني مؤكدا أنها المرة الأخيرة. ************************************ بأمر من رئيس الجمهورية العربية السورية تم تكليف القائد الشركسي جواد أنزور قائد قوات فرسان الشركس باسترجاع هضاب الجولان بعد أن استعصى ذلك على باقي الوحدات العسكرية بالجيش.. الفرسان تحركوا للهجوم وهدفهم تل العزيزيات ذلك الموقع العسكري على حدود الجبهة السورية الذي كانت الصهاينة قد احتلته لما له من أهمية إستراتيجية.. تقدم القائد جواد على رأس مجموعة من الضباط والجنود الشراكسة ضمن فرقته كوكبة المغاوير الخاصة (الكومندس) لاقتحام القمة الحصينة واستعادتها من العدو الصهيوني. انقسمت المجموعة إلى فريقين، فريق يتقدم بالهجوم وفريق يغطي هذا التقدم بنيران مع إسناد من بعيد تقدمه السرايا الثانية والثالثة وسريتا الاحتياط.. وبالرغم من أن العدد قليل والأسلحة قديمة والكثير منها فاسد إلا أن قوات كتيبة فرسان الشركس لم يتراجعوا بل تصدوا للمهمة ببسالة.. هاجموا مستعمرة كعوش واستولوا عليها، استعادوا تل العزيزيات من اليهود ومن ثم دخلوا مستعمرة سمخ ودكانياِA ودكانياB وغيرها من المناطق.. فرقة الاقتحام بقاماتهم المنتصبة لم يترددوا وواصلوا بصمودهم لتحرير الهضاب والأراضي.. خاضوا معارك ضارية في بستان الخوري وتل أبو الريش والبكارة.. حتى أحرزوا النصر المؤزر من يد العدو الصهيوني.. مقاتلين قوات الكتيبة الشركسية في الجيش العربي السوري كتبوا صفحات رائعة من الإيثار والبسالة والتضحية حيثُ أضحت شجاعتهم مضربا للأمثال دفاعا عن ثرى سوريا والأرض المباركة الطاهرة بفلسطين مهد الأديان والحضارات.. وكل ذلك لأن الشهادة عند الشراكسة له قيمة استثنائية سامية لا تضاهيها أية معانِ ولهذا تصبو نفوسهم ليجاهدوا في سبيل الله ولنجدة وحماية عز الأوطان التي أعانتهم بمحنتهم العصيبة. القائد جواد أنزور ورفاقه الضباط في قوات جيش الإنقاذ النخبة فرقة الاقتحام حققوا الانجازات ونالوا بتلك المعركة الشهادة وقد صادقوا ما عاهدوا الله. ************************************** كنتُ مع النساء اللواتي اجتمعن في بيت أهل الشهم نارت نبتهل للعزيز الحكيم بأن ينجينا العلي القدير وينصر فرساننا.. تناهت لنا من الخارج الأصوات الخشنة تقترب مردده:- لا اله الا الله والشهيد حبيب الله. نهاية الفصل السادس التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-02-18 الساعة 06:39 PM | |||||||
18-11-17, 07:03 PM | #209 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اتمنى لكم قراءة ممتعة وموعدنا غدا الأحد الساعة السادسة مع الفصل السابع بإذن الله | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|