آخر 10 مشاركات
تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-17, 08:26 PM   #91

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس:


قراءة ممتعة 💋

****************


- مساء النور حبيبتي...

قالت منى وهي تمرر يدها على خد مرح لتغلق هذه الأخير عيونها وتستمتع بالدفء الذي ينبع من هذه المرأة الجميلة... دفء لن تنكر أنه ساعدها على تقبل مأساتها...

- حبيبتي... اليوم أريد أن أريك شيئا...

نظرت إليها بفضول وهي تبحث في حقيبتها لتخرج صورة متوسطة الطول... لطفلة جميلة... كانت بيضاء جدا، شعرها القصير الحريري يحيط بوجه مستدير بعيون لوزية منحرفة للأعلى وأنف مسطح وجزء من لسانها ظاهر... ترفع مقدمة شعرها بفراشة حمراء كلون فستانها... كانت جميلة بطريقتها...

- هذه صورة ايمان... حفيدتي ذات الخمس سنوات وتعاني من متلازمة داون... "رفعت مرح عيونها عن الصورة إلى منى.... لتستطرد هذه الأخيرة " هي شبه صماء تصلها الأصوات كتشويش فقط... الأمر الذي يجعلها عصبية وغير متقبلة للأمر... نحن نحاول أن نمنع عنها الانفعال... خصوصا مع ضعف قلبها... ابنتي تعاني معها و مع المصاريف الباهضة التي تطلبها المراكز التي تهتم بمثل حالتها... "مسحت دمعة تسللت من عينها مردفة" هي ذكية وأنا أحبها... لكن... لكنها تعاني وأنا أكره أن أراها كذلك...

لتستسلم لبكاء مرير... لم تستطع مرح أن تلمحها تبكي دون أن تواسيها... اقتربت منها لتعانقها بقوة احتاجت لها منى... فقد كانت أياما عصيبة مرت عليها...

أمسكت منى بوجنتي مرح قائلة:

- أرجوكِ لا تستلمي... لا تدعيهم يدمرونك، لا تسمحي لهم بكسرك...

ابتعدت عنها مرح لكن منى لم تدعها تنكمش على نفسها مرة أخرى فقد سئمت سلبيتها... مر شهران وهي لازالت ترفض تقبل الواقع... فتحت فمها لتقول شيئاً.... لكن صوته قاطعها..

- أرى أنك لا زلتِ هنا سيدة منى؟ "قال يوسف بمرح وهو يدخل إلى الغرفة"

- جئت أودع مرح فقط دكتور... وسوف أغادر حالاً... "أجابت منى وهي تنظر إلى مرح التي تشبثث بكتفها"

- نعم... تودعين الطفلة مرح... التي أفسدتيها دلالا... فترفض العلاج والتحدث إلى طبيبتها النفسية... أو ربما أعجبها أن تعيش دور الضحية... وتقتات من شفقتك سيدة منى...

قال يوجه كلامه إلى منى، التي شهقت من كلامه الجارح، ولكن عيونه مركزة عليها... كانت مغمضمة عينيها ترتجف...

- أنظري إلي... "قال بصراخ ما جعلها تفتح عيونها بتلقائية" هل كنتِ تحبينه؟... أجيبيني!! "صرخ بعصبية.... و كلام مصطفى مازال يتردد في أذنيه"

وضعت مرح يديها على أذنيها وتحرك وجهها يمينا ويساراً... لكنه لم يرحمها وهو يقترب أكثر..

- أجيبيني!!... هل خاب ظنك بعدما فعله بك؟؟.. هل كسر قلبك ؟؟ "قال ببرود وهو يقف أقرب منها....تفصل بينهما منى التي تتشبث بها بقوة " هل آلمتك خيانته وهو يُسلمكِ لغيره؟؟

ابتعدت منى قليلا وهي تشهق باكية... وهي تنظر لعيون يوسف المرعبة.... و انكماش مرح على نفسها....و هي تلتفت يمينا و شمالا وكأنها ترى شيئًا لا يلمحونه....و تحاول الهرب منه.

- لا... لا أريد الحديث... ابتعد عني... أتركوني وشأني...

صرخت مرح بهستيرية و أنينها يختفي وهي ترفع رجليها لتخفي بينهما رأسها وتحيطهما بيديها... تحمي نفسها.

- حسنا... سأتركك مرح... لكن قبل أن أذهب أريد أن أقول لك شيئا... أفضل شيء حدث لكِ هو فقدان طفلتك... فأنتِ ضعيفة... ولن تستطيعي حمايتها... حتى لو قدر الله وأتت للحياة... أنتِ لستِ بالقوة الكافية لتوصليها لبر الأمان..." تحاول أن تصم أذانها عن كلامه.... تهمس له أن يرحمها و يسكت.... لكنه واصل طعنها في أعماق روحها " أنتِ ضعيفة مرح... تركتِ أنذل البشر يقتلكِ ويجعلك تستسلمين لبؤسك...آسف لكنكِ ضعيفة" سكت بحرقة.... جزءٌ منه يتمنى أن يضمها لصدره.... يُخفف عنها القليل..... كلمات مصطفى عادت للظهور.... ليقول بصوت أقل حدة، و كأنه قد تعب فجأةً.... " أتعلمين شيئا؟... لا!! لست آسفا!!.. أنتِ حقا ضعيفة ومثيرة للشفقة... وأنا أشفق جدا عليك!!

رفعت نفسها لتقف على ركبتيها وهي تصيح، وهي تواجه بشراسة عيونه التي استحالت لأزرق داكن....فقد جماليته فجأة...

- لا!!... أنا لست ضعيفة... أنا قاتلت... دافعتُ عن نفسي وعن ابنتي... أنتَ لا تعرف شيئا... كلكم لا تعرفون ما الذي عشته هناك... قاتلت.. خمشت وعضضت... لكنني كنت وحيدة أمام عدة وحوش... لا لستُ ضعيفة... أنا قوية... قوية وأقوى حتى منهم... "قالت بعنف وصدرها يعلو ويهبط وكأنها خاضت مراثونا" قاتلت... لكن جسمي خانني... أنا قاتلت... أنا لستُ ضعيفة... لست ضعيفة...
أمام هجومها....اتجه للباب.... أمامها يفقد رباطة جأشه... و يستحيل لإنسان يكره أن يصيره... وقبل أن يعبر عتبة الباب إلتفت ينظر إليها.

" لستُ ضعيفة.... لستُ ضعيفة " كانت تعيدها وصوتها يختفي شيئا فشيئا إلى أن تحول إلى أنين... أسرعت إليها منى تحتضنها...

- نعم... أنت قوية... اهدئي... فقط اهدئي... أنت أشجع فتاة رأيتها...

سكنت مرح بين أحضان منى لترفع عيونها إليه...
التقت عيونهما في حديث صامت...

- إذاً برهني على ذلك!!.. برهني أنهم لم ينالوا منك... تعالجي... عودي أقوى... لتنتقمي... "ثم استدار خارجاً "

كانت مرح تنظر إليه إلى أن اختفى.. وكلماته تتردد في أذنها " عودي أقوى...لتنتقمي..."

- حبيبتي... ماقاله الدكتور صحيح... يجب أن تتعالجي... يجب أن تصبحي أقوى من أجل نفسك ومن أجلي... أنا الآن سأرحل... لكني... "قالت وهي تحاول اخفاء دموعها"

- ترحلين؟؟! "نظرت إليها بتأنيب وكأنها خذلتها هي الأخرى"

- نعم حبيبتي... قدمت استقالتي اليوم... حفيدتي تحتاجني... ويجب أن أذهب إليها... ابنتي على وشك الولادة والاهتمام بطفلين سيكون شاقا عليها...

- ستتركينني؟! "قالت مرح بحزن وهي تبتعد عن حضنها"

- لا حبيبتي... أنت منذ الآن أصبحتِ ابنتي... وسوف تناديني ماما فأنا لم أعد ممرضتك...و لست مريضتي

- ماما؟! x"قالت باندهاش وكأنها طفلة تتعلم النطق لأول مرة في حياتها"

- نعم يا روح ماما... كلما سنحت لي الفرصة سوف آتي لزيارتك مع إيمان سوف تحبينها جدا..

ابتسمت مرح... لتسمع منى تضيف:

- لكن عديني... أن تساعدي نفسك، هذه المرة يجب أن تتكلمي مع طبيبتك، أخبريها كل شيء... لا تتركي شيئا في نفسك إلا أفصحت عنه... وأنا سأنتظر خروجك لآخذك معي إلى منزلي... بعد خروجك سوف تبدئين حياة جديدة معنا أنا وأنت وإيمان... اتفقنا؟ "هزت مرح رأسها ونظرة رعب تظهر في عينيها"

- لا تخافي... وشيء آخر... يجب أن تسامحي نفسك... أنت لست مذنبة... وصلاتك يجب أن تعودي إليها... هي السبيل الوحيد لنجاتك...

- لا أستطيع!! "أجابت مرح برفض"

- بلى... أنت تستطيعين... هيا لننهض لنصلي المغرب جماعة...

- لا أستطيع..." أعادت مرح بهمس...وهي تنسل يدها من قبضة منى و تخبيء يديها خلف ظهرها لكن منى لم تهتم باعتراضها وجرتها خلفها إلى الحمام للوضوء..

بعد وقت،...

سلمت منى... ونظرت لمرح الساجدة واهتزاز كتفيها يدل على شدة تأثرها

- ابكي عزيزتي... فلا أرحم من رب العباد ليجبر خاطر العباد..

********

أحست وكأن نورا يتسلل إلى جميع أنحاء جسمها..... راحة فورية تستوطن جنبات قلبها... سجدت فأغمضت عينيها تتخيل وقوفها أمام الخالق تشكي له.... كانت تهتز وهي تسترجع ما حدث لها وتنتحب ودموعها تجري مدرارا...

- يا رب... أنت أعلم مني بحالي... يارب... هم قتلوني وذبحوني ولن يستطيع جمع أشلائي غيرك... يا رب... اجعلني راضية xبقدرك... يا رب... ابنتي... "لتدخل في نوبة بكاء" ابنتي... يارب... أخذوها مني غصبا... يارب اجعلها شفيعة لي يوم القيامة... يا رب... لا تتركني فأضيع... يا رب...

حاولت النهوض..... لتميل وتسقط على جانبها فاقدة الوعي...

لم يستطع أن يبقى بعيدا بعدما صرخ في وجهها لكنه الحل الوحيد لتستيقظ... وما سمعه اليوم من مصطفى جعله يرتعب... فهي الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه زوجها ان طالب بها في المحكمة... وقف أمام الباب... ليلمحها ساجدة...

شده المنظر... كان يعلم أن منى بأمومتها التي لا تنضب والتي شملته هو الآخر... هي الوحيدة التي تستطيع اخراجها من حالتها، لكنها تورطت معها شخصيا... لم تعد العلاقة بينهما كممرضة ومريضة بل تعدتها الى أم وابنتها... وهذا غير صحي لمرح بالمرة... لهذا كان يجب ابعاد منى عنها... قضية الآلة الحادة أتت في وقتها... يعلم شدة حاجتها إلى هذا العمل لمصاريف حفيدتها إيمان... و لن يتركها بدون مساعدة...

كانت جالسة بجانبها تقرأ القرآن... عندما حاولت مرح أن تقف وتسقط للجانب الآخر...

أسرع إليها يحملها ويضعها على السرير... كانت رموشها مبللة بالدموع التي حفرت بشرتها الشاحبة... حجابها المنفلت أظهر شعرها القصير جدا... قاس ضغطها الذي كان منخفضا جدا... يبدو أنه قسى عليها أكثر من اللازم...

************

كانت تجلس على حافة النافذة تنظر خلال الزجاج إلى البعيد... وتنفث سيجارة بعصبية... أحست بضربة جنينها في بطنها... مسدت مكان الضربة دون اكتراث وهي تتأمل الدخان المتصاعد من السيجارة في يدها...

- يالتني لم أعد... "همست"

وهي تتذكر حياتها السابقة... كفراشة جميلة، حرة وجريئة تنهل من رحيق الحياة بأقوى ما تستطيع...

والداها اللذان كانا مشغولان دائما عن محاسبتها... هي بنت حياتها بنفسها، دراستها وطريقة حياتها اختارتها بنفسها دون ضغط من الآخرين ولا اكثرات لنصائحهم...

سمعت صوت المفتاح في الباب لتجري تخفي أداة جريمتها في مزهرية بجانب النافذة... وتتسلل عائدة إلى غرفتها فليس لديها المزاج للشجار اليوم فيبدو أنه لا يحتاج أصلا لشخص يتشاجر معه... فلعناته على الأشياء التي تعترض طريقه تصلها... يبدو أن أحدهم قد أشعل بركان غضبه... ياليتها تعرفه لكي تشكره على معروفه...

*****************

جلس في السيارة أمام المنزل ينتظر اتصالا من أحد رجاله وهو يفكر في قضية جميلة... فلحد الآن لم يظهر بعد أي مشتبه به والشقة مراقبة على مدار الساعة دون أن يصلوا إلى أي شيء... إن كانت فعلا العصابة من تبحث عنها، أم أنهم مجرد لصوص صُدِف اقتحامهم للمنزل في هذه الفترة...

رن هاتفه ليجيب بلهفة:

- هااا عمر... ما الأخبار؟ "قال بسرعة"

- كما توقعنا سابقا مصطفى... عبد المجيد مدين للبارون بمبالغ طائلة ويبحثون عن ابنته المزعومة لتسديد الدين... والغريب أنهم يبحثون عن جميلة السنوري وليس جميلة الوليدي... ربما مازالوا يعتقدون أنها ابنته بالفعل؟!!

- وما الذي يروج عندهم عنها؟ هل عرفوا مكانها؟؟

- المخبر السري أخبرني أنهم ملتهون بصفقتهم وموضوعها تم تأجيله إلى حين... تعرف أنها صفقة عمرهم فليس كل يوم يتعاملون مع المافيا الإيطالية... وخطأ بسيط منهم ستتم ابادتهم جميعاً...

- نعم بالفعل... فلندعهم يعتقدون أننا نسيت أمرهم لفترة... وضربتنا ستكون مفاجئة هذه المرة... شحنة الأسلحة لن تمر على أرض المغرب... ولو كانت هذه آخر مهمة لي في الحياة!!

- الشباب جاهزون.. والانتربول الايطالي كذلك...

- حسنا... نلتقي في المركز بعد ساعة... يجب مناقشة جميع الأمور قبل الإجتماع بهم...

x

- السلام عليكم أمي... لقد عدت...

صاح وهو يبحث ببصره عنهما... لم يسمع صوتا لهما في الطابق الأسفل، التقى بمدبرة المنزل العجوز في طريقه إلى الأعلى

- سيدة حورية أين أمي؟؟

- صعدت إلى غرفتها... سيدي...

أسرع الخطى كان يريد الحديث معها... أن يشرح لها.... السبب في إحضاره لجميلة معه إلى المنزل..... بعد أن كوَّن عدة أسباب مقنعة في رأسه... ففي الوقت السابق كان سيقف فقط صامتا، لأنه حتى هو غير مقتنع بخطوته أن يأخذها إلى أمه... لكنه أحس بأنها تحتاج أن تحس بحضن دافئ... وأمه أفضل حضن... خصوصا أنها حرمت أن تلعب دورها كأم معه...

**************

كانت تمرر أصابعها على شعر جميلة التي استغرقت في النوم بعد وصلة بكاء عندما تذكرت فقدها... أخبرتها عن أمها التي أصبحت ملامحها ضبابية في مخيلتها، وعن خوفها أن تستيقظ يوما ولا تستطيع تذكرها.. عن احساسها بالذنب لموت خالها، ومحاولتها تناسي أنها كانت السبب... عن مدرستها التي تكرهها، ولكنها اشتاقت لها جدا... ثم عن ابنها الذي يشعرها بالآمان وأن كل شيء سيكون بخير... كانت عفوية جدا لا تفكر قبل أن تتحدث... المهم أن تخرج ما في قلبها... أحبتها لكن لم تسلم من مشاعر بغيضة تسللت إلى قلبها رغما عنها... كيف لطفلة عفوية أن تكسر حاجز عزل نفسه فيه لمدة طويلة... وهي أمه التي عاشت معه كل دقيقة وثانية... وهي الأَوْلى أن تساعده في الخروج من أزمته التي طالت جدا... تعلم أنها حساسة أكثر من اللزوم وحبها لحماية من تحب يجعلها تبالغ بل تصاب بهستيرية... تتذكر بعد رجوعه إليها كانت تمنع الكل عن رؤيته... عزلته حتى عن عائلته... اعتقدت أن بإبعاده عن الكل ستحميه... لكنها أغرقته أكثر في الوحل... ووحدها الجميلة من عرف كيف يخرجه منها، وبالأحرى حتى هي لم تعرف، طفوليتها وعفويتها التي تقودها ما دمرت دفاعاته.. رغم حنقها إلا أنها أحبتها، ولا تريد أن تودعها قريبا... كانت غائبة عن محيطها ويدها مازالت تمسد رأس النائمة بعمق جوارها... تفكر بمكرٍ كيف ستكون هذه الصغيرة الوسيلة التي ستسخدمها... ليعود ابنها لحضنها... أحست بالنشوة... والخطة تتبلور في عقلها...


- أمي... أريد أن أحدثك...

توقف عن الكلام وهو يلمح أمه نصف نائمة على السرير وجميلة تكاد تبتلعها الأغطية إلا من رأسها الذي يظهر... كانت مستغرقة في النوم.... وكأنها لم تنم منذ فترة طويلة...

- ششششششش... جميلة نائمة... أخرج إلى الصالة وسوف ألحق بك ...

قالت بهمس وهي تتأكد من نوم جميلة براحة... رفعت رأسها لتضعه على الوسادة.. فانزعجت جميلة وتذمرت لترجع رأسها كما كان... كان ينظر إليها وإحساس بالشفقة يملؤه... ما زالت طفلة... صغيرة لتعرف معنى الفراق... مثلها مازلن في المدارس كل همهن ماذا سيلبسن غدا ليبهرن صديقاتهن!!!... x

xوقفت أمه بجانبه لتضع يدها فوق كوعه تحثه على أن يتقدمها... لكنه وكأنه لُسِع من حية... ارتد إلى الوراء ونظرة أسف تعلو ملامحه... ما جعل ابتسامة امه تنمحي وتسرع بالخروج... والعزم باستعادته يصبح هوساً داخلها...

ولم تستطع أن تتحكم في شعور مرٍّ... شعور الغيرة... غيرة عليه من الصغيرة التي تستطيع أن تقترب منه بدون حق وهي أمه التي ولدته ولا تستطيع ذلك...

أرجع بصره إلى النائمة ليخرج ويغلق الباب برفق...

- حسنا بني أنا أسمعك.. "قالت بحنان...."

- أمي... أريد أن أحدثك عن موضوع جميلة... هذه الأيام سأكون مشغولا جدا... وحياتها مهددة لكن للآن لا أحد يعرف أنها معنا... أريدك أن تهتمي بها إلى أن أجد حلا لمشكلتها... خالها الوحيد الذي كان يهتم بها قد قتل وهي وصيته لي قبل موته...

- لا تقلق حبيبي... سوف أهتم بها إلى أن تجد حلا... "ابتسمت بانتصار"

- حسنا أمي... سأذهب الآن... السلام عليكم...

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

كاد أن يخرج من الصالة عندما التفت قائلاً:

- أمي... عيد ميلادها بعد غد.. هل يمكن أن تحتفلي بها؟ فهي كانت حزينة لأنها لا تستطيع الإحتفال مع خالها رحمه الله ...

- حقا!!... بالطبع حبيبي... سأعد لها أفضل حفل ميلاد مر في هذا البيت...

ابتسمت بحزن وهي تتذكر صراعهما لتحتفل بعيد ميلاده الذي يرفضه دائما...

- أمي... لا أريد ان تلفت الأنظار إلى وجودها معك... يكفي أن تحتفلي بها أنت والسيدة حورية..

- حسنا... سأحتفل بها اذاً... السيدة حورية ستغادر غداً... ابنها عاد من الخليج و سيأخذها معه..

قالت بشيء من الخيبة.... حرك رأسه بتفهم.... ليخرج وهو يعلم أنها بين أيادٍ أمينة...

******************

كانت بين الفينة والأخرى تنظر إلى الباب... تنتظر أن يفاجئها ويأتي... ساعتين مرتا وبدأ اليأس يدخل إلى قلبها...

- هل تنتظرين شخصا ما عزيزتي؟

- لا خالتي... أنا فقط...

قطع كلامها رنين الجرس فهبت مسرعة وهي تقول:

- أنا من سيفتح خالتي...

أسرعت إلى الباب واليأس يختفي من قلبها كلمح البصر "لم يخذلني.. لقد أتى.. سوف يحتفل معي" لكن عيونها تسمرت على هيئة نور ولمعة عينيها تختفي لتستبدلها دموع نزلت بدون إذن على وجنتيها

- هل أنت بخير جميلة؟ "سألتها نور ببرود....و هي تخفي غضبها منها، ومنذ دخولها للمركز و رئيسها لم يعد كما كان.... في السابق كان حلم صعب المنال، أم الآن فقد تبخر ليصبح مجرد سراب... "

غصة أحكمت حنجرة جميلة.... لم تسمح لها بقول كلمة لترفع فستانها الأزرق الطويل الذي كان هدية من فاطمة وتهرب باتجاه غرفة هذه الأخيرة...

- هل حدث مكروه ابنتي؟ "سألت فاطمة نور باستغراب"

- لا سيدتي... لا أعلم ما الذي حدث لها... أو ربما لم تكن تتوقع هذا الوجه... "أشارت لوجهها لتضحكا معا"

- لا بأس عزيزتي... ربما هي حساسة جدا... تفضلي نحن نحتفل بعيد ميلادها... ونصف الكعكة بالشكولاطة مازالت موجودة إن كنت من عشاقها...

- عرض لا يقام... لكنني فعلا مستعجلة... أتيت فقط لأسلم هذه لجميلة... مصطفى أرسلها...

قالت وهي ترفع كيس أسود كبير...

- وأين هو مصطفى... كنت أتوقع حضوره للاحتفال...

- تركته في المركز سيدتي... أستأذن...

وضعت نور الكيس وأسرعت باتجاه باب الحديقة...

كان يقف في ركن بعيد يسمح له برؤية باب المنزل..... طلب من نور أن توصل الهدية التي بعد اتصالات قام بها عرف أنها ستصل في الساعة الخامسة وأمر أن يتم تحويلها إلى عنوان شقته الخاصة... كانت عبارة عن حقيبة ظهر باللون الأزرق مزينة بورود حمراء ... كانت بسيطة لكن أنثوية جدا كحال صاحبتها... لا يعلم لماذا... لكن رغبة ملحة في أن يكتب لها شيئا يعيد الفرحة لعيونها الذابلة من كثرة البكاء... جعله يتوقف عند مكتبة ويشتري بطاقة صغيرة للتهنئة بعيد الميلاد... حار ماذا يكتب... وبعد بعض الوقت وبعجالة لكي لا يتراجع... كتب جملة ووضعها بسرعة في الجيب الصغير للحقيبة وأعاد تغليفها بسرعة... طلب من نور أن توصلها إلى المنزل... لمحها عندما خرجت بلهفة لتسرع وتختفي دون أن تأخد هديتها... فضول جعله يطفئ محرك السيارة ليهم بالترجل منها لكنه تراجع في آخر لحظة وهو يلمح أمه تكلم نور... ليعيد تشغيل سيارته وينطلق مغادرا....

*****************

- ماذا يبكيكِ عزيزتي؟ "قالت فاطمة وهي تدخل إلى غرفتها لتجد جميلة تحت اللحاف غارقة في دموعها" الجميلات لا يبكين لكي لا يفسدن جمال عيونهن...

- أنا لست جميلة... بل مرعبة، عيوني وشعري وهذا النمش... كل شئ مرعب فيَّ "لتنخرط في بكاء مرير"

- ما السبب في قولك هذا الآن؟ ومنذ قليل فقط تتغزلين في جمالك الناري... وتخبرينني أنك أجمل فتاة رأتها عيناك..

- لكنه لا يعتقد ذلك؟ "قالت بصوت خافت ما جعل عيون فاطمة تلمع بفرح "

- ما الذي جعلكِ تعتقدين ذلك... ربما هو فقط لا يعرف كيف يعبر عن ذلك..

- لا... هو يراني طفلة وجائز أنه يراني مراهقة مندفعة ومتسرعة..."قالت بشيء من الحدة"

- ولماذا يهمك ما يعتقده؟؟ هل تحبينه؟ "قالت لتنظر إليها بتساءل"

- كيف يعني؟ "تساءلت"

- ما الذي يعنيه لكِ مصطفى عزيزتي؟

- هو كل شيء بقي لي ... أنا لم ألتقي بمصطفى أبدا قبل وفاة خالي ... لكنه منذ عدنا إلى هذه المدينة وهو يحدثنا عنه بصورة دائمة... مصطفى قال، مصطفى فعل... لدرجة أنني كنت أتخيله كملاك... وعندما رأيته لأول مرة كان مغايرا جدا لتوقعاتي... لدرجة خفت وقررت الهرب... وبعد عدة أيام معه عرفت لماذا خالي يحبه جدا..."كانت تتحدث ولمعة تستوطن عيونها لتظهرها شفافة كمرآة لمشاعرها" رغم غضبه الدائم وكلامه القليل، إلا أن شيئا ما يجذبني إليه... وكأنه وعد صامت أنه لن يدع مكروها يصيبني طالما هو موجود فأنا لا أخشى شيئا أبدا...

- وكيف تحسين عندما يقف مع امرأة..

لتضحك جميلة بصوت عالي

- هل تمزحين؟ هو لا يقف أبدا مع النساء... إلا لدقائق معدودة في ساعات العمل... هو وحيد... لهذا أنا أهتم لأمره... فهو يشبهني... ولن يستطيع اخراجه من وحدته إلا شخص عرف ماذا يعني أن تكون وحيدا..

أحست بخنجر يطعن في قلبها... ألهذه الدرجة خلقت من ذلك الطفل المرح طفلا وحيدا بدون حياة أو أصدقاء...لم تره في حياتها يسهر كباقي أصدقائه... أو يسافر للإستجمام... لم تره xيضحك بعفوية إلا مع يوسف... ابنها لم يخرج من أزمته وهي صدقت قوله في كل مرة أنه بخير..... أو فقط اغمضت عينيها عن معاناته...

"يا لي من أم سيئة!!" همست لنفسها

- عزيزتي... مصطفى يعاني وأنتِ الوحيدة القادرة على اخراجه من معاناته... "قالت فاطمة بجدية"

- مما يعاني خالتي؟!!

سألتها بفضول... نظرت إليها فاطمة بتركيز لدقائق طويلة وكأنها في مداولة بينها وبين نفسها... هل تخبرها؟ .. لتنطق في النهاية:

- هو وحيد بدون أصدقاء... وأريدك أن تكوني صديقته وتتقربي منه فأنت الوحيدة القادرة على ذلك...

كانت تحدق إليها ونظرة اصرار تحتل نظراتها...

- نعم هو يحتاج لي كما أحتاج له... لا تقلقي خالتي... مصطفى سيكون بخير... من أجلي يجب أن يكون بخير!! "قالت بإصرار و قوة"

*******************

- ما ذنبي أمي... أنا مشغول ولست جليس أطفال "قال مصطفى بتذمر "

- ابني... جميلة حزينة منذ تسلمها للهدية... فقد تذكرت خالها وهي الآن تبكي بهستيرية... أرجوك ابني أخرجها فقط لساعة أو نصف ساعة... كتغيير جوي فقط أرجوك... "قالت بتوسل"

- حسنا أمي سأكون هناك بعد قليل... لا أريد أي تأخير... أريد أن أجدكما جاهزتين ... "قال"

- حسنا بني... شكرا لك يا أفضل ابن في الوجود...

ضحك مصطفى الذي شعر بارتياح لاقتراح امه... فهو لم يعرف كيف سيعوضها في هذا اليوم وهو خجول أن يقترح ذلك على أمه..

*******

أسرعت فاطمة كطفلة صغيرة لغرفتها...

- جميلة... جميلة استيقظي... هل هذا وقت النوم؟؟؟ جمييييلة... ما قصتك مع النوم يا فتاة؟؟

كانت تحاول ايقاظها بلهفة...

- دعيني خالتي... والله أنا متعبة جدا..."قالت جميلة وهي تحاول ارجاع الغطاء على رأسها"

- هيا جميلة... مصطفى يكاد يصل وهو سيخرجك بمناسبة عيد ميلادك... هيا أسرعي!!

ما أن سمعت اسم مصطفى حتى هبت جالسة وبدأت تحرك عينيها في الغرفة وكأنه سيخرج من مكان ما...

- هيا جميييلة!! لم يبقى على وصوله الكثير!!

صاحت فاطمة لتطلق جميلة صيحة فرح وتسرع إلى الحمام لتغسل عنها آثار النوم...

- لم يعد صالحا... أنظري إليه أصبح مجعدا..

كانت تنظر إلى الفستان الذي قدمته لها فاطمة سابقا كهدية...

- لكنك لا تملكين إلا هو جميلة... ولا أظن أن سروال الجينز يصلح لسهرة رومانسية...

قالت وهي تحاول تعديل شعرها...

- هل تعتقدين أنه سيأخذني لمكان رومانسي يطل على الشاطئ... والشموع تضئ المكان...

- لا أعلم... فمنذ وقت طويل توقفت عن تحليل شخصية ابني...

- ماذا تعنين؟؟؟ "سألت جميلة بريبة"

- لاشيء ابنتي... من الأفضل أن ننزل فقد انتظر أكثر مما ينبغي..

كان يجلس على الأريكة المقابلة للسلم الذي يؤدي إلى الأعلى... ينتظر نزولهما... رفع عيونه إلى أمه التي نزلت تتبعها الحمراء بفستان يكاد يظهر أكثر مما يخفي... أنزل بصره ووقف مغادرا...

- الى أين مصطفى؟ "تساءلت فاطمة باستغراب"

- أنا رجل كفاية لأمتنع عن الخروج معها بهذه الحالة... إن كنتما تريدان الخروج أنتظر في سيارتي...... خمس دقائق فقط مهلة أن تخرج بلباس يليق بنساء محترمات... أو أقسم سأذهب دون انتظاركما!!

ليخرج دون أن يلتفت إليهما...

*************
إنتهى الفصل 💋




يليه الفصل السابع بعد قليل ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 08:55 PM   #92

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع:

قراءة ممتعة
💋

******************

جلس في السيارة ينتظر خروجهما... وهو لازال متأثرا بما شاهده منذ قليل... فستانها الأزرق الشفاف الذي يظهر كامل بشرة جسمها... تمنى ألا يكون خدعة بصرية من الخدع التي تستخدمها النساء لكي يجد السبب الذي يبحث عن ليكسر رأسها اليابس، حاول أن يطلق سبابا نادرا ما ينطق به لكنه تراجع وهو يستغفر... مرر يده على صفحة وجهه بإحباط

"يا إلهي رحمتك... ستجنني تلك الفتاة"

أبعد يده فجأة وهو يتذكر أن أمه كانت تلبس منامتها القطنية، هي لم تكن تنوي أن تخرج معهما!!!... بحث بتخبط عن هاتفه... هل حقا أنت بوعيك أمي؟ تتركينني وحدي معها؟؟!... كان يحدث نفسه وهو يلتفت يمينا وشمالا بحثا عن الهاتف، ليتذكر أنه في جيب سترته الداخلي...

- أمي هل أنتما جاهزتان؟

- بني... أنا أحس بوعكة... آسفة لن أستطيع القدوم معكما...

قالت بربكة فضحتها نبرة صوتها التي تحاول تغييرها ليبتسم... هل تحاول أمه الإستخفاف به وهو الخبير في قراءة لغة الجسد لاكتشاف الصدق من الكذب...

- سلمك الله من كل شر حبيبتي... أخبري جميلة أن الموعد ملغى... "قال بجدية تمنع أي جدال"

- لكن إبني... هي متحمسة جدا للخروج... "قالت وقد نست أن نبرتها عادت لطبيعتها"

- ليست نهاية العالم إن لم تخرج أمي..

- حسنا... الآن أحس أنني بخير... سأرتدي جلبابي ونخرج حاليا... "قالت بعصبية لتغلق الهاتف"

ضحك باستمتاع من أمه التي ما زالت تتصرف بطفولية رغم سنها...

- فاطمة... يا فاطمة... ما الذي تحاولين فعله... ما يرعبني أن تتفقي مع الحمراء ضدي... فأنا حقا لن أستطيع مجابهتكما معا...

*****************

- خالتي... أرجوكِ... أقسم أنني لم أعد أحتمل تصرفاته معي... ولا أريده أن يعلق على لباسي لأنني لن أسكت هذه المرة... فقد نفذ صبري حقا!! "قالت جميلة وهي تحاول عقد خيطي غطاء رأس العباءة في مؤخرة رأسها...

- أقسم أنني أدخل نفسي في مواقف... لا أعرف حتى ما يجبرني عليها... "قالت وهي تبحث عن عباءتها لترتديها"

حملت الكيس الأسود الذي يحمل الهدية، هدية خالها التي اختارتها بمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر، جلست ووضعته على فخديها... اغرورقت عيونها بالدموع وهي تخرج الحقيبة التي وقعت في حبها منذ اللحظة الأولى لرؤيتها في الموقع الإلكتروني...

"ستكون أثمن هدية في حياتي" فكرت وهي تخرج ما بداخلها وتلقي به في سلة مهملات صغيرة بجانب السرير... حملتها تنظر إليها، "وستظل معي إلى الأبد..." قالت بهمس...

فضول قادها لاكتشافها... لتجد مغلف صغير بلون وردي شاحب... فتحته "كوني بخير... لأجلي" كانت تنظر إلى توقيعه بخوف، برهبة وصدمة... مصطفى كتب ثلاث كلمات لأجلي... نظرت إلى الرسالة ثم إلى أمه لترجع نظراتها إلى الرسالة...

- ما بك يا فتاة؟ "قالت فاطمة بريبة"

- لا!!... لا شيء... فقط تذكرت خالي...

أعادت المغلف إلى الحقيبة وقلبها مازالت ضرباته تصم آذانها... حملتها واتجهت خارجا..

- أنا جاهزة خالتي...


***************

- أنت فعلا ميؤوس منك يوسف... "قال مصطفى بين ضحكاته"

- أتعلم أنك يجب أن تعطيني راتبا لكوني بحياتك... كنت ستكون وحيدا ولن تجد من يضحكك أبدا..."ضحك مصطفى بصوت عال"

- الآن عرفت لماذا كل مرة أنا من يدفع الفاتورة وغالبا ما تكون باهضة... هل كنت تستخلص مني راتبك في كل جلسة بيننا؟

- وماذا تعتقد؟؟!!.. أنت ملعون أنك لا تحضن وتريد منعه عني... أسفي عليك يا مصطفى أنت تمنع نفسك من شعور وكأنك بالجنة... أفضل شيء أن تحيط امرأة جميلة بين ذراعيك فتخفيها وكأنك تعدها بالأمان.. لماذا تمنع نفسك عن تجربة ذلك؟

كان مصطفى يستمع ليوسف لكن باله مشغول بتلك التي تخرج من منزله، بعباءتها الفضفاضة التي تزيدها سحرا... استدارت تغلق الباب الحديدي ليلمح حقيبة ظهرها، كانت امرأة طفلة... أو العكس، لم يعد يعرف كيف يصنفها... احتار... استيقظ على سؤال يوسف الذي ملأ صداه السيارة

- لماذا تمنع نفسك عن تجربة ذلك؟

"نعم لماذا مصطفى؟" سأل نفسه...

- يوسف... لماذا لا تفتتح مكتبا للعلاقات الغرامية... يقال أنه مشروع ناجح هذه الأيام... "قال وعيونه مازالت مركزة عليها وهي تتقدم وتتشاجر غالبا مع عباءتها لأن أمه تبدو صامتة بجلبابها السكري المزين بأشكال باللون الأسود"

- سأفكر بالأمر... على الأقل سأحظى بالوقت لمغازلة الجميلات...

- أقسم أن عقلك ليس برأسك!!... يا أخي أنت متزوج وتنتظر طفلة...

أسرع يوسف للإجابة وكأنه يبعده عن الخوض في موضوعه وزوجته:

- مصطفى... تعلم أنني أحبك... نصيحتي لك لا ت..ت..ز..و..ج أبدا... فقط تخلص من لعنتك التي أعرف أنها مجرد دلع أطفال ومن بعض أخلاقياتك وسوف أجعلك تعيش الدنيا كما يجب...

- غبي... لا أعلم كيف يسلمك الناس أرواحهم... كان الله في عونهم... سأذهب الآن... أمي قادمة... السلام عليكم...

أغلق الاتصال مع دخول أمه إلى السيارة وقد اتجهت إلى المقعد الخلفي... كادت أن تغلق الباب لكن جميلة أسرعت تمسكه لتدخل وتجلس بجانبها... لكن أمه أشارت لها برأسها وعيونها تهدد أن تتجه إلى المقعد الأمامي... لكن جميلة تحرك رأسها برفض وتحاول الصعود للجلوس بجانبها... وأمه مازالت مصرة على عدم التحرك من مكانها لتفسح لها... وهو يشاهد المسرحية الصامتة بابتسامة وكأنه غر لا يفهم ما الذي تخططان له... استسلمت جميلة لتتجه إلى الجانب الآخر وتفتح الباب بجانب أمه... ما جعل هذه الأخيرة تطلق صرخة استهجان وتلتفت برأسها لجانب النافذة...

ابتسم من تصرفاتها... رفع رأسه ينظر إليها من خلال المرآة... لمحته لتبعد عيونها بسرعة ووجهها يحتقن من الخجل...

- أين تريدان الذهاب؟ "قال بتسلية لكن لم يحظى بأية إجابة" حسنا... وبما أنه عيد ميلاد جميلة فلها الحق بالاختيار...

نظر إليها لكنها كانت تنظر إليه بوله لم يخفى عنه ما جعله يرتبك ويبعد نظراته عن المرآة...

- سنذهب إلى مدينة الملاهي... هل هذا جيد؟

قال بنبرة حاول أن تكون طبيعية... لكنه لم يستطع أن يمنع عيونه من البحث عن ردة فعلها في ملامحها... التي ازدادت احمرارا ونظرة سعادة تطل من عيونها... لتتحول فجأة إلى نظرة حزن تغلفها ضبابية دموعها... أخرجتهما من اتصال عيونهما صوت والدته الغاضب...

- مدينة ملاهي؟؟!! هل تظننا طفلتان تحتاجان للإلهاء... جميلة تخطت مرحلة الطفولة... هي الآن امرأة جميلة... امرأة في سن الزواج... ربما يجب أن أعرفها على صديقاتي... فجائز أن يردن خطبتها لأبنائهن...

- خالتي... "اعترضت جميلة بهمس"

- أنا لا أحدثك جميلة... بل أحدث هذا الغول الذي لا يرى أبعد من أنفه... وخذنا إلى أي مطعم جميل...

قالت تهاجم مصطفى الذي تغيرت تعابيره... لم يكن يعتقد أنها ستعترف وتعلن عن نواياها بهذه السرعة... وهي لم تتعرف على جميلة سوى البارحة...

- حسنا... أمي كما تشائين... "ليتهلل وجهها فرحا" سنذهب إلى المطعم كما تريدين...

لتتحول ملامح أمه إلى غضب فعلي دون أن يفوته ملاحظة تقلص وجه جميلة بخيبة أمل...

كان يبحث عن مكان لركن السيارة قرب المطعم الفخم، لمح احدى السيارات تغادر... فاتجه ليحتل مكانها قبل أن سيبقه سائق آخر، عندما اتجهت أنظاره إلى جميلة وعوض أن يوقف السيارة أسرع يخرج للطريق...

- سنذهب لمكان آخر... لم أجد مكانا لايقاف السيارة...

لم تهتما لتبريراته فكل واحدة تفكر فيه... أمه تخطط كيف تجبره على الزواج من جميلة... وجميلة تفكر في رسالته "ماذا كان يقصد بكوني بخير من أجلي" أضواء عدة ضربت صفحة وجهها.. لتفتح عيونها على اتساعها... ومدينة الملاهي الكبيرة بأضوائها المتلألئة تظهر على طول الطريق الذي تسلكه السيارة...

- أرجوك مصطفى لنذهب إليها... أرجوك "قالت بصخب وهي تقترب من كرسيه وتقرب وجهها من وجهه" أرجوك... لا تبتعد كثيرا... دعنا فقط ندخل ثم نخرج سريعا... أقسم لن نتأخر...

كانت أنفاسها تضرب جانب وجهه مما جعله يتوتر وذكرياته عن ملمس بشرتها تعاد إلى ذهنه...

- عودي جميلة لمقعدك... "قال بشيء من العنف" ونحن ذاهبون إليها الباب من الجهة الأخرى...

تهللت أساريرها لتقترب منه وتقبل جانب وجهه...

- أنت أفضل مصطفى في كل الكون

قالت لتبتعد فجأة وضحكات فاطمة تملأ السيارة:

- اهدئي يا جميلة... فلتتركي شيئا من حماسك للقادم...

مازال مكان قبلتها على وجنته توخزه بشدة... أحس بحرارة تنبعث منه لتتفرق على كامل وجهه وجسمه... وضع يده على مكان القبلة وكأن شيئا أجبره على رفع عينيه... لتلقي بعيون أمه السعيدة... أسرع يخفضهما خجلا فما حدث قد أفاض كأس صبره بالفعل...

************

- مرح... هناك شخص يريد رؤيتك يقول أنه خالك... وصل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة... هل تريدين الذهاب لرؤيته؟ هو الآن بخير ويطلب رؤيتك..

- نعم أرجوك...

قالت بتأثر فخالها رغم أنه لا تراه كثيرا إلا أن فضله عليها لن تنساه أبدا... تحاملت على آلامها فهي للآن ما زالت تحس بألم طفيف أسفلها وبآلام بظهرها...

وقفت بباب الغرفة، كأنها تتساءل مالذي سيحدث إن غادرت ملاذها الآمن... أعادت نظراتها إلى السرير لتقرر العودة... لكن تذكرها لحالة خالها جعلها تخرج مستندة على الحائط...

- هل أساعدك؟

قالت الممرضة لتحرك رأسها نفيا:

- لا!! شكرا..

كانت ترتدي إحدى العباءات التي أحضرتها لها منى... كانت سوداء إلا من تطريزات جانبية باللون الأزرق...

أشارت لها الممرضة إلى المصعد لأن العناية المركزة في الدور الأول... نظرت مرح إلى المصعد بريبة ليفتح ويظهر رجلان يرتدان البياض يبدو أنهم من طاقم المشفى... كانا ينتظران ولوجهما إلى المصعد ونظراتهما مركزة على مرح التي أحست بالرعب... لتتحول نظراتهما في خيالها إلى نظرات شهوانية لرجل خسيس ينظر لجسدها وكأنه آداة تفريغ فقط... ابتعدت بخطوات إلى الوراء... ليخرج أحد الطبيبين...

- هل أنت بخير آنستي؟

صرخت مرح تبعد جسده عنها... كانت ترفعه بيديها الوهنتين لكنه ملتصق بها كعلقة ترفض الفكاك... كانت تصرخ ب "لا" وهو يلتصق بها أكثر ويحاول تقبيلها... وهي تضرب وصراخها يملأ المكان لتستيقظ على صوته...

- مرح... أنت بخير لا تخافي... كل شيء بخير...

فتحت عينيها لتجد الطبيبان واقفان بعيدا قليلا ينظران إليها بدهشة... والدكتور جالس على ركبة واحدة ليصل إلى مستواها وهو يمسك بيديها بقبضته...

- أنت بخير... تنفسي بعمق... "قال وهو ينظر في عيونها بتركيز"

اتجهت نظراتها خلفه وقالت بهمس:

- لقد حاول...

- لا مرح!!... أنت فقط توهمت ذلك... الدكتور معاذ لم يحاول التهجم عليك...

- أريد العودة لغرفتي... أرجوك...

حرر يديها ليساعدها على الوقوف

- ليس بعد..

أمر الطبيبين أن يبتعدا عن باب المصعد لتدخل إليه يرافقها يوسف والممرضة المرتبكة والخائفة وهي التي أخرجتها بطلب منه، يبدو أنها لن تنال رضاه أبدا... فهاهو أول طلب يطلبه منها ولم تحققه بأحسن ما يجب...

كانت تنظر إلى الطبيبن برهبة حتى أغلق الباب لتحيط نفسها بذراعيها وترجع إلى أقصى المصعد الكبير... ومع صوت تنبيه المصعد قال يوسف:

- وصلنا..

خرجوا من المصعد وهي تكاد تلتصق به فهو الوحيد الذي تعرفه في هذا المكان الذي يبدو ضخما جدا...

- أدخلي...

قالها برفق والممرضة تسبقها إلى الباب... نظرت إليه مرح برجاء...

- أرجوك... لا تتركني...

- سأكون هنا... حتى تنتهين من زيارتك وسآخذك بنفسي إلى الغرفة مجددا

أشارت بحسناً لتتبع الممرضة وتدخل الغرفة...

نظرت إلى الجسم فوق الفراش... كان بالكاد يرى من شحوبه وهزاله وكأن لحمه ملتصق بعظامه... اقتربت منه وذكرياتها تقودها إلى المرات القليلة التي رأته... كان دائما يأتي لزيارتها في المدرسة بعيدا عن عيون أبيها الكاره له...

- خالي...

قالت بهمس ليفتح عيونه... نظر إليها مطولا لينخرط في بكاء مرير اهتز له جسده الضعيف... مد لها يده... نظرت إليه بحيرة، لترفع عيونها اتجاه الباب وكأنها تتأكد من وجوده إن حدث لها مكروه... لكنها لم تستطع أن تقترب من خالها أكثر... أرجع يده بضعف وبخيبة أمل:

- أنا آسف حبيبتي... أنا السبب في كل ما حدث لكِ... فلو دقَّقتُ في من كان سيزوجك له أبوك ما حدث لك كل هذا...

- أصمت أرجوك!!... لا تتكلم عن الموضوع... أنا قوية وسوف أنسى... فلا تذكروني!!

كانت تشبك يديها بقوة وتغلق عيونها... بعد مدة فتحت عيونها لتلتقي بعيون تشبهها... كانت رمادية ولكن الزمن أضفى عليها لمسة يغالبها الحزن.....

- أثق أنك قوية... حتى أقوى مني... "ابتسم لها لترد له الابتسامة" أنا لم يتبقى لدي الكثير لأعيشه... ثلاثة أشهر فقط... ولهذا أريدك أن تسامحيني مرح على تقصيري في أمانة أختي... أخاف أن ألقاها وتعاتبني...

استسلمت لبكائها فآخر نقطة نور في حياتها ستنطفئ قريبا... جلست بجانبه لتمسك يده وتضع جبينها عليها...

- أنا أسامحك خالي... وإن ذهبت إليها قبلي... لا تخبرها عن مصابي... لا أريدها أن تحزن...

لتنهض فجأة وتتجه إلى الباب بسرعة بحثت عنه ليصيبها الرعب وهي تكتشف عدم وجوده...

- أنا هنا...

التفتت تنظر إليه كان يحمل كوب قهوة ويتجه ناحيتها

- أنا آسف... كدت أنام واقفا فلم أنم منذ 24 ساعة...

لم تهتم لما يقوله لتتجه إلى الأمام وهو خلفها والممرضة تتبعهما...

- من يكون الشخص الذي زرته؟

لا إجابة...

دخلت إلى غرفتها لتجد امرأة طويلة ترتدي ملابس ملتصقة بها تظهر منحنياتها المثيرة، شعرها الأصفر الطويل يصل لمنتصف ظهرها، رفعت يدها إلى رأسها تتحسس شعرها من فوق الحجاب وتذكرت شعرها الطويل الأسود الذي أصبح قصير جدا كشعر الرجال... وتحسرت...

كانت تحبه جدا... قاطع أفكارها صوته:

- مرحبا بطبيبتنا الجميلة... كيف حالك؟

اقترب منها مادا يده... تلقفت يده بدلال وهي تبتسم ابتسامتها الرائعة والتي جعلته يحدق فيها بتوهان...

- مرحبا دكتور... "لتلتفت إلى مرح" مرحبا مرح... أنا لبنى لن أقول طبيبتك الجديدة بل صديقتك ان كنت لا تمانعين...

نظرت إليها مرح ببرود ثم إلى يديهما التي مازلت متشابكة.. لتتجه إلى سريرها وتجلس عليه ببرود...

- أنا سأدعكما تتعرفان...

نظر إلى مرح الساكنة وخرج داعياً الله أن تساعدها لبنى التي استقدمها من أكبر مراكز لإعادة تأهيل المغتصبات والمعنفات من النساء ليتجه إلى بيته طلبا للراحة...


******************

- يوسف!! "صاحت بأعلى صوتها" يووووس!!

- نعم ماذا تريدين زينب؟

رفع رأسه من تحت الوسادة كان يمني نفسه بنوم عميق... لكنه يبدو ذلك كأمنية بعيدة بعد السماء عن الأرض...

- أريد الخروج قليلا... وأيضا أرغب بشراء بعض حاجيات الطفلة...

رفع رأسه ينظر إليها بتمعن... هل بدأت تهتم بكونها أم؟

- حقا... منذ متى؟ "قال باستهزاء"

- منذ متى ماذا؟ "أجابت"

- تهتمين... فهذه أول مرة تطلبين شراء ملابسا لها "قال وهو ينهض من فراشه ويستقيم"

اقتربت منه بحميمية واضعة يدها فوق قلبه..

- تعلم جيدا أنني أهتم لها... ولك..

وهمت أن تقبله لكنه أبعدها برفق..

- حسنا... نصف ساعة ونذهب إلى أي مكان تريدين...

قال وهو يبتعد باتجاه الحمام... بعد أن إطمأنت لدخوله الحمام حملت هاتفه وأرسلت رسالة إلى شخص "بعد ساعة سأكون في المقهى بجوار المحل "...." سأنتظرك" مسحت الرسالة وأعادت الهاتف إلى مكانه ثم خرجت لتستعد..

بعد ساعة،..

كانا يجلسان في مقهى بعد احساسها بالتعب ورغبتها بعصير منعش... طلبت عصير الليمون وجلست تحتسيه وهي تبدي اهتماما غير طبيعي بالمشتريات الكثيرة... وأغلبها من اختياره... فقدت كانت مستعجلة للخروج...

- يوسف نسيت حقيبتي في آخر متجر كنا فيه... أرجوك أسرع وأحضرها لي أرجوك

نظر إليها بشك... هل تنوي الهرب؟؟... وهو ليس بالمغفل ليسمح لها...

- حسنا لنذهب ونحضرها معا...

نظرت إليه بغضب:

- اذهب وحدك!!.. فأنا متعبة ولست قادرة على الوقوف...

- كما تريدين...

وعاد للجلوس دون اكتراث لغضبها...

- حسنا لنذهب...

نظرت خلف يوسف ثم غمزت لشخص ما...

كانا متجهين عندما اصطدم بها شخص ما ووضع لفافة بيضاء في يدها... لكن ارتباكها جعلها تسقطها لتسرع وتضع فوقها رجلها تخفيها... انتبه يوسف للرجل الذي كان يحمل احدى أكياس المشابهة لما يحملانه ثم نزل بمحاذاة زوجته...

- هل أنت بخير... هل تأذيت؟ "قال بقلق"

- نعم... أقصد قليلا..."قالت بارتباك وخوف مما هي مقدمة عليه"

- سأذهب إليه النذل!!... ألم يلاحظ أنك حامل؟"

وقف بسرعة ينوي اللحاق بالرجل مما أعطاها مساحة أن تأخذ اللفافة وتخفيها في أحد الأكياس... ثم وقفت تلحق به

- لا بأس يوسف... أنا بخير... فقط لنذهب...

أخذا حقيبتها ثم اتجها للخارج وهو يلاحظ هدوءها المخالف لعصبيتها وقت قدومهما...


***************

- مرح... منذ ساعة وأنا هنا.. ألا تريدين ان نتعرف؟

لكن مرح ظلت ساكتة تنظر للحائط بجانبها...

- بالمناسبة منى تسلم عليك... "إلتفتت إليها مرح بفضول" لقد زرتها في بيتها... ورأيت إيمان.. لقد أرسلت معي شيئا لكِ... أخرجت صورة تجمع منى بحفيدتها ومجموعة كتب وضعتهم بجانبها... لترجع إلى مكانها في الكرسي بجانب السرير...

- ما أجملها!!

كانت تنظر إلى الصورة... إلى الطفلة الصغيرة المبتسمة ومنى تحيطها من الوراء...

- نعم فعلا... الأطفال نعمة..

نظرت اليها مرح للحظة لترجع عيونها إلى الصورة وضعتها جانبا لتأخذ أحد الكتب وتبدأ بتصفحه... كان كتاب "الروح والجسد" لمصطفى محمود

- مر الكثير منذ قرأت كتابا... ربما قبل حتى أن... "صمتت لتبتلع غصة" أن أتزوج..

أخذت لبنى تكتب في لوحها الإلكتروني مما جعل مرح تنزعج...

- " هل صعب أن تنسي ولو لنصف ساعة أنك هنا مدفوعة الأجر لكي تسمعينني وتتظاهرين بأنك حقا تفهمينني... وتحاورينني كإنسان غير معطوب؟

- آسفة... "ثم أشارت للوحها" حكم العادة...

وضعته جانبا ثم نظرت لمرح التي تتصفح الكتاب بين يديها لتقول:

- يقال أن القراءة هي تذكرة سفر مخفضة لكل بقاع العالم... لكني أراها أكثر من ذلك هي تذكرة لفهم الروح للتوغل فيها واستكشاف مكامن قوتها...

رفعت نظرتها إليها وكأنها تتحدث عن طلاسيم لا تستوعبها...

- أنا لا أعرف عما تتحدثين... أغلب ما كنت أقرأه كانت الروايات الرومانسية... التي تتحدث عن الحب الجارف، الاكتواء بنار الغيرة ثم العيش في سعادة وهناء... ربما لهذا السبب أنا الآن هنا... كنت أتوقع أكثر مما هو معقول...

- ماذا كنتِ تتوقعين؟

سألتها لبنى وكأنه ليس سؤال بين طبيبة ومريضتها بل سؤال من صديقة لأخرى..

- سؤال ليس في محله... بل ماذا كنت لا أتوقع..

حدقت فيها بعزمٍ... عزم امرأة قررت المضي قدما بحياتها وغسل بقايا ماضيها إن كان الكلام ما سيجعلها تخطو لذلك فستتحدث... ستعيد مأساتها كما حدث دون السهو عن أصغر التفاصيل... عن ابهث صورة وأخف رائحة وصلت إلى أنفها... عن تلك الليلة المشؤومة التي وضعت نهاية لمرح المتفائلة، الكريمة... الأم...

- هل تعتقدين أن الحديث سينفع في حالتي؟

- أنا لا أعرف ما حالتك مرح... أنت مجرد ملف من عدة ملفات وُكِّلت إليَّ... لكن يقال أن الحديث أول خطوات العلاج...

- أنا لست مريضة لأتعالج... أنا فقط مدنسة!!

- وما الفرق؟ "سألت لبنى بفضول"

- الفرق هو الإحساس... أن أكون مريضة يعني أنني أتألم... أحس بجزء مني يتقطع وينزف... لكني لا أحس بأي ألم... أنا أحس بفراغ واشمئزار... "نظرت إليها ببرود لتواصل" هل كنت تصدقين بوجود السندرلا؟

سألت وعيونها لازالت مركزة عليها... حركت لبنى رأسها يمينا وشمالا..

- أما أنا فبلى... كنت أعتقد أنني السندرلا التي كتبت عليها القصة... وكيف لا وأنا أنام على الأرض الباردة، أطهو أشهى المأكولات لأسمع همهمات استمتاع بها دون أن يكون لي الحق لأكل سوى الفضلات... كيف لا وأنا من يستيقظ وينام بصراخ، كنت أذهب للمدرسة بملابس بالية مرقعة... أليست هذه صفات السندرلا؟

كادت تجيب لتقاطعها قائلة:

- كنت أدعو دائما أن تظهر تلك الجنية وتأخذني بعيدا حيث سألتقي بأميري الوسيم، سيقبلني وستبدأ حياتنا في تبات ونبات... سأكون أما لعدة أطفال، وسأكون سندهم إلى أن يكبروا... خططت حتى لزواجهم كيف سيكون... يوم خطبتي، كدت أطير من الفرحة، الجنية لم تستطع القدوم فأرسلت إلي الأمير مباشرة... لكني استيقيظت على كابوس أكبر... الأمير لم يكن أميرا... والقبلة لم تكن كما الروايات... كانت انتهاك وكأن سكينا غير مسنونة تنغرز في قلبك لتنزع ويعاد غرزها ببطئ وهدوء... كانت ساعات وليست ثواني...

مررت يدها على فمها عدة مرات وكأنه تمسح بقايا تلك القبلة...

- والقادم كان كقطرة في محيط... أن ينتهلك جسدك وتستسلم وتهان كرامتك كل ساعة فقط لأن ورقة تجمعكما... أن يتذكر الدين فقط عند التمنع عن اعطائه حقه الشرعي... وأنوثتك تنمحي شيئا فشيئا تحت وابل من قنابل الشتائم والإهانات... كنتُ...

سكتت لتمسح دمعة انسابت من عينها... أشفقت عليها لبنى... فقد فاجأتها جدا باسترسالها في الكلام... فكما أخبرتها منى يمكن أن تجد صعوبة معها... خصوصا أنها لا تعرفها...

- لماذا لا ترتحين الآن وسآتي لزيارتك غدا صباحا؟

لم تلتفت إليها بل استلقت على جانبها ورفعت الغطاء لتبتعد عن كل ما يذكرها بنفسها.. وإستسلمت لنوم دون كوابيس...

****************

-إلى أين؟ " سأل يوسف سامية، التي تتجه الى باب الخروج جارةً معها غطاء السرير
-" الى الغرفة الأخرى....ألا تخبرني دائما أنك تكره، أن أشاركك السرير؟" قالت بحرقة...فهذا يجعلها دائما تعرف مكانتها في حياته، مجرد نزوة.. شهوة سرعان ما يطفئها ليهجرها لأيام...و لا يتذكرها الى اذا أحس بحاجته اليها.
-" ومن الذي أخبركِ أنني إنتهيت منك؟" قال وهو يتوجه اليها، ليخلصها من الغطاء، و يتمعن في جسدها...أغلقت عيونها، لكي لا ترى نظرته اليها...مجرد جسد فاتن، لحم مستهلك، سرعان ما سيقذفها بعيدا عند إحساسه بالشبع....فتحت عيونها بصدمة وهو يجذبها باتجاهه ليتلقف شفتيها في قبلة غاضبة.... رحبت بها كما ترحب بكل شئ يأتي من طرفه.
بعد بعض الوقت....
كان ينظر اليها، و انتظام انفاسها دليل على استغراقها في النوم... رغبة شيطانية تخبره أن يوقظها بعنف و يطردها الى غرفتها.... أو أن يأخذها في جولة أخرى رغم جسده المنهك ... ليبعد عن جفونه النوم.. فمنذ مدة و كوابيس مرعبة تجعله يتمنى ألا يغمض له جفن.... هي أقرب الى الحقيقة منها لكابوس..... غالبا ما تأتيه على هيئة طفلة صغيرة، كلما حاول اسعافها تنزف من كل مسامات جسمها، ليجد نفسه يغرق في دمائها.... و يستيقظ مذعورا..... يقسم أن إحساسه بلزوجة دمها في فمه يكاد يكون حقيقيا.... كابوس تكرر معه طوال هذه الأشهر الأخيرة... و أصبح ينهك نفسه بالعمل، ليسقط نائما من شدة تعبه.... وغالبا ما تصر هذه الكوابيس....على زيارته.

وقف امام باب الشرفة، فتحه لتلسع جدعه العاري برودة الجو الساحلي للمدينة.... كان يفكر في حياته.

ابنته القادمة بعد أشهر، علاقته بأمها.... لا يريد أن تحس بإحساس النبد الذي عاشه وهو صغير.... لا يريد أن تعيش نفس معاناته عربي في فرنسا و فرنسي هنا....رغم انه لم يعاني مشاكل في الإندماج خصوصا أن أمه فرنسية...كان يعتبر نفسه فرنسي في فرنسا و مغربي في المغرب... دائما ما يحس نفسه يلعب دورين يتقنهما معا بنفس الكفاءة....

فبعد طلاق أمه، سافر معها و عاش حياته كاملة هناك... يزور المغرب في العطل و الأعياد فقط...
أمه دائما تخبره أنه مسلم، ولهذا يعتبر إسلامه شئ مسلم به، رغم تناقض تصرفاته مع ذلك.... إلا أن ذلك لم يجعله ينفي أنه عاش اضطرابا للهوية، فالمجتمع لا ينسى أنه ابن عربي مسلم هناك و لا أنه ابن فرنسية غير مسلمة هنا..... عاش دائما يحاول أن يثبت انه ابن المكان الذي يوجد فيه... دائما يحاول الا يلفت نظر الآخرين للجانب الآخر من هويته، لكن دائما احس أن طابعه الفرنسي هو السائد... ربما لان المجتمع الغربي ينسى مرات اصله خصوصا أنه اندمج جيدا معهم عكس مجتمعه الذي دائما يذكره بذلك كلما اقترف غلطة....
التفت ينظر الى أحد غلطاته....نظر الى جسدها العاري الظاهر من تحت الملاءة ليتساءل " إلى متى يوسف؟" سؤال دائما ما يتردد الى باله في اوقات خلوته، او بعد استيقاظ ضميره.... اتجه اليها ووقف فوق رأسه
- " سامية.... " قال و هو يحركها بعنف " إستيقظي"
تذمرت من ازعاجه لها...
- " أرجوك يوسف... أنا لم أعد لدي الطاقة لجولة أخرى"
لكنه لم يبالي بتذمرها... و ابعد عنها الغطاء ليظهر جسدها العاري الفاتن.... ابعد نظراته... ضعفه اتجاه جسدها سيجعله يتراجع عن ما ينوي القيام به.. شهقت من البرودة التي ضربت جسدها الساخن... لتنهض جالسة
- " مالذي تفعله يوسف.... هل جننت؟" قالت بتخبط وهي تحاول مواراة جسدها بالغطاء
- " ارتدي ملابسك...لا أريد رؤيتك بعد الآن " قال ببرود
-" ماذا؟!!!!.... "
- " ما سمعته سامية....لقد وصلنا الى نهاية المغامرة" قال وهو يتجه للحمام
- " هل لأني نمت هنا....أنا آسفة لم أقصد...أرجوك" رجع اليها ووقف قبالتها
- " أنا آسف سامية....لم يعد لك ضرورة في حياتي" اتجه الى الدولاب و اخرج منه شيكا، دون رقما.... و قدمه له
أمسكت به و هي ما زالت في صدمتها.... نظرت بعيون ضبابية من الدموع الى الشيك، كان مبلغا كبيرا مقارنة بما كان يقدمه لها.... و بصمت اتجه الى الحمام و هو يدمدم انه لا يريد أن يجدها هنا إن انهى استحمامه.
كانت تعلم نبرة الجدية في صوته..... اخدت ملابسها، ترتديها على مهل و هي تفكر بقراره المفاجئ.... تعلم أنه يعشق جسمها ولن يطول به الأمر أن يتصل بها و يطالب به....خرجت و هي واثقة أنه غدا في نفس الوقت سيتصل بها...والآن كل ما عليها التفكير به هو صرف الشيك.

***********

كانت تتلفت على نفسها مبهورة بالأجواء الصاخبة داخل المدينة، و تشير الى كل الألعاب.... تريد تجربتها، و هو مفتون بعيونها الفيروزية المتلألئة، من إحساسها بالسعادة الظاهر على ملامحها، وبين فينة و أخرى يبعدها عن طريق أحدهم، لتفادي اصدامها به.... و كم مرة زمجر في وجهها، ولكنها تنظر اليه ثوان بعدم مبالاة ثم تواصل استكشافها للمكان، و كأنها تخبره أن لا شأن له بها، كانت تمشي بتخبط و زاد الأمر ملابسها الفضفاضة، و بدون وعي تقفز بين صديقين يتحدثان او تدخل وسط بين مجموعة أطفال... و كأنها تعلم بكرهه للأماكن المزدحمة فكانت تتوغل فيها أكثر...وكأنها أعمى أبصر فجأة، ليجد نفسه يتخبط في عالم غير عالمه المعتاد....
اتجهت الى لعبة عبارة عن أحصنة لتركبها، ذهبت تتزاحم مع الأطفال، الذين انزعجوا من صخبها... حاولت الصعود فوق الحصان الخشبي عندما عرقلت ملابسها ذلك، و بكل هدوء رفعت عبائتها الى أقصى ليظهر السروال القصير الذي ترتديه.... كان يحس باطمئنان أنها لم تختر، لعبة خطرة او صعبة يمكن أن تتأذى منها.... صوت شباب بالقرب منه جعله يرفع عيونه عن هاتفه باتجاههم، ليتبع نظراتهم.... كانت تحاول الصعود و عبائتها محشورة بين أسنانها، هرول اليها بأقصى ما يستطيع، كانت قد جلست أخيرا و تنفست الصعداء، تنتظر بإثارة أن يتحرك الحصان...لكن يد حطت على كتفها، لتنزلها بعنف من فوق اللعبة.... كادت تسقط لولم يمسك بها مصطفى.... نظرت اليه بتساؤل تبحث عن سبب لتصرفه.... لكنه لم يسمح لها بذلك....
- " مصطفى... دعني... ماذا تفعل؟" واصل طريقه الى أن وقفا في مكان شبه خالٍ....
- " ألم تفهمي بعد الغاية من إلباسك هذه العباءة؟ " نظرت الى ملابسها ثم اليه
- " لا... لماذا؟؟" قالت بفضول...
- " صبرك يا رب" قال من بين أسنانه، نظر الى عيونها التي تنتظر إجابة مقنعة... ثم تحرك دون أن يجيبها، فلم يعد يعرف كيف يشرح لها..... كان يعتقد أنها ستتبعه كما يفترض بها أن تفعل.....بعد عدة خطوات أنبأه حدسه انها ليست وراءه....

إلتفت يبحث عنها فلم يجدها خلفه، أحس بهلع غير مبرر ولا مألوف... كان جامدا في مكانه البعيد نسبيا عن ممر الجموع، يلتفت باحثاً عنها..... و عيونه تتحول الى أحمر من شدة غضبه.... كان يهيئ نفسه و جسده الذي بدأ يتوثر وهو يتخيل نفسه ينحشر بين الناس... ما إن تحرك من مكانه حتى إصطدم به جسم عرف قبل أن يراه من سُكون جِسمه أنها هي.
-" ألم أخبركي ألا تبتعدي عن مرأى عيوني ؟" قال بصراخ وهو يجذبها من ذراعها، باتجاه مكان جلوس أمه
-" هل تحمل فكة؟" قالت تسأله، نظر اليها بانشداه، " أحقا لا ترى الى أي درجة هو غاضب منها"
-" موووصطفى الا تسمع...أريد فكة بسرعة، بائع غزل البنات سيغادر إن لم أسرع.... أرجوك!" قالت وهي تشير الى رجل بعربية صغيرة... و بحركة لا إرادية اخرج حافظة نقوده يبحث عن طلبها، نظر اليها بحرج
-" أنا آسف لا أملك نقودا...هل يقبل البطاقة البنكية" نظرت اليه بغضب، لتتركه باتجاه أمه...والحزن باد على ملامحها الشفافة...بعد أن إطمأن أنها وصلت الى جانب أمه... اتجه الى أحد الحراس يسأله عن أقرب مكينة صرف....
جلست أمام فاطمة التي كانت تتحدث الى امرأة اصغر منها بقليل، نظرت اليها لتسألها بفضول
-" لماذا شفتاك تسبقانك مجددا...مالذي حدث؟"
-" اريد شراء غزل البنات و مصطفى لا يملك المال..." همت أن تجيب لتسكت و ترفع عيونها الى الظل الذي وقف عليهم فجأة... كان شابا بسن جميلة وسيم الملامح، اتجه بالحديث الى المرأة التي كانت تتحدث معها...
-" أمي... هل نذهب؟"
-" ليس بعد إبني...أختك و بناتها مازلن يستمتعن بوقتهن" بحثث فاطمة عن ابنها فلم تجده قريبا، لتتجه الى المرأة
-" هل هذا ابنك سيدة خديجة؟"
-" نعم هذا أحمد أصغر أبنائي.." ابتسمت له فاطمة
-" أحمد إن لم تكن مستعجلا...إبنتي جميلة...تريد أن تشتري شيئا، هل تستطيع مرافقتها؟"
تألقت عيون جميلة إثر سماعها كلام فاطمة خصوصا وصفها بابنتها، و بعفوية رفعت عيونها للشاب، الذي ابتسم بوله وهو ينظر اليها..." إسم على مسمى" هذا ما فكر به عمران وهو يحدق بجمالها الساحر
-" بال...طبع خالتي... " كان ينظر الى جميلة وهو يحدث فاطمة، مما جعل هذه الأخيرة تبتسم بخبث، و تلتفث بعيونها تبحث عن ابنها.......
-" تفضلي جميلة" أعطتها نقود لتستطيع شراء ما ترغب... لينطلقا باتجاه بائع متجول.
وأخيرا حصل على ما يريده.... رجع الى مكان جلوس أمه، فلمحها كما تركها تتحدث بعمق مع المرأة الأخرى
-" السلام عليكم ورحمة الله " قال بصوت جهوري لتلتفتا اليه
-" عليكم السلام ورحمة الله... أين كنت إبني؟" كان يبحث عنها فلم يسمع سؤال أمه
-" أين جميلة أمي؟" سأل بعصبية حاول مداراتها
-" ستعود قريبا...لا تقلق" قالت ببرود لتلتفت الى صاحبتها
-" كيف ستعود قريبا... هل أخبرتكي أين ستذ......" لم يكمل كلامه لأن غصة حانقة منعته فجأة أن يستكمل كلامه و هو يلمحها مع شاب غر، يظهر عليه صغر السن...وهي تحمل عدة مشتريات... وتيرة تنفسه الشئ الوحيد الذي يدل الى أي درجة قد وصل غضبه.... كان ينظر اليها بنظرات قاتلة... وهي تتقدم و ضحكاتها تلفت اليها جميع من حولها.... إزدادت قتامة نظراته و هو يلمح رجلها الظاهرة.... "لم يعد أحتمل أقسم أن أدفنها... هنا و الآن"
كانت امه تحدثه عن ذلك المتبجح و ابن من يكون.... لم يلتفت اليها، و ما زالت نظراته مركزة عليها....كانت تضحك لذلك المراهق الغر والذي يبدوا أن هرموناته تتحكم به الآن ليتصرف كبطل خارق و هو يمسك بحقيبة ظهرها لتضع ما اشترته بها...
- " لنذهب أمي..." قال بعنف وهو يتجه الى جميلة،
- " هيا الى البيت...."
- " لكنني لم ألعب بعد.. "
- " إن لم تتحركي... سأدخلك الى نفق الرعب...و سأغلقه عليكِ...." فتحت فمها لتعترض "... لا تجرؤي على أن تتحديني...لأنك الخاسرة جميلة " قال بهدوء و هو ينظر الى عينيها... كانت تبحث خلالهما عن ذرة مزاح وهي تتذكر ما حدث سابقا، عندما اقترح عليها أن تجربه، فأخبرتها أنها تخاف الظلام.... فأخبرها بكل جدية أنه لن يتوانى بإدخالها هناك ان اساءت التصرف.....
- " لماذا انت مستعجل ابني...بالكاد وصلنا؟!" قالت فاطمة وهي تلاحظ التوتر السائد بين جميلة و مصطفى
- " آه أنت أخو جميلة...تشرفت بمعرفتك، أنا عمران ابن... "
- "أنا زوجها...."

******************

إنتهى الفصل 💋


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 08:59 PM   #93

kouki kouki
 
الصورة الرمزية kouki kouki

? العضوٌ??? » 404928
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 127
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » kouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond reputekouki kouki has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووور و رغم أنه متأخر
متشوقة للقراااءة 😍😍😍


kouki kouki غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 09:56 PM   #94

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

مرح بدأت تحكي عن اللي حدث الها وهاد بحد ذاته تقدم في العلاج...بدأت تحكي عن أحلامها البسيطة بزوج وأولاد لتنصدم بعد زواجها ويحصللها هاي الحادثة الشنيعة... واضح جداً انها اكثر شيء متأثرة فيه وآلمها هو فقد جنينها.. شعورها موجع جداً.. بإنتظار معالجتها بشوق

يوسف زي الطفل التائه... ما في حدا يوقف جنبه ويوجهه... فبتصرف تصرفات خاطئة بهدف يملئ الفراغ اللي عايش فيه.. لكن في هاد الفصل أيقن بأنه بلا فائدة.....وأول شيء عمله انو طرد سمية... يوسف ببساطة حسيتو ببحث عن النقاء والبياض في وسط سواده

مصطفى خلص وقع بحب جميلة وما حدا سما عليه... تصرفاتها البريئة جذبته وخلته يثق فيها... يمكن مشكلته تكمن في عدم ثقته بأحد فإنزوى مع نفسه رافض اي اقتراب... متشوقة جداً اعرف اللي صارله بالماضي..

فصلين زادوا تشوقي أكثر تسلم ايدك


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 10:41 PM   #95

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين دسمين تسلم ايدك ملوكة اااخ من القفلة موووصطفى والغيرة يالهوووي
منى بكل مشهد بتعجبني بطريقة كلامها واحتوائها لمرح يوسف عرف نقطة ضعف مرح وبلشت تستجيب للعلاج
المنكوبة مرت يوسف حرباية عرفت كيف تتطلع ماتستاهل حتى تكون ام انانية
😒😒


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 12:14 AM   #96

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
فصلين دسمين تسلم ايدك ملوكة اااخ من القفلة موووصطفى والغيرة يالهوووي
منى بكل مشهد بتعجبني بطريقة كلامها واحتوائها لمرح يوسف عرف نقطة ضعف مرح وبلشت تستجيب للعلاج
المنكوبة مرت يوسف حرباية عرفت كيف تتطلع ماتستاهل حتى تكون ام انانية
😒😒
😂 😂 😂 😂 الأم لعبت لعبتها... و موووصطفى خلاص وقع


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 12:17 AM   #97

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة siaa مشاهدة المشاركة
مرح بدأت تحكي عن اللي حدث الها وهاد بحد ذاته تقدم في العلاج...بدأت تحكي عن أحلامها البسيطة بزوج وأولاد لتنصدم بعد زواجها ويحصللها هاي الحادثة الشنيعة... واضح جداً انها اكثر شيء متأثرة فيه وآلمها هو فقد جنينها.. شعورها موجع جداً.. بإنتظار معالجتها بشوق

يوسف زي الطفل التائه... ما في حدا يوقف جنبه ويوجهه... فبتصرف تصرفات خاطئة بهدف يملئ الفراغ اللي عايش فيه.. لكن في هاد الفصل أيقن بأنه بلا فائدة.....وأول شيء عمله انو طرد سمية... يوسف ببساطة حسيتو ببحث عن النقاء والبياض في وسط سواده

مصطفى خلص وقع بحب جميلة وما حدا سما عليه... تصرفاتها البريئة جذبته وخلته يثق فيها... يمكن مشكلته تكمن في عدم ثقته بأحد فإنزوى مع نفسه رافض اي اقتراب... متشوقة جداً اعرف اللي صارله بالماضي..

فصلين زادوا تشوقي أكثر تسلم ايدك
كالعادة شكرا على التحليل الدسم.
موووصطفى خلاااص وقع 😂😂😂 شفتي الغيرة شو سوت فيه 😂😂
يوسف لس بيبحث عن منارتو.... ربما ما حدث مع مرح خلاه يقيم حياته و يفكر في الظلال لي عايشو.
مرح للأسف تحكي من أجل الحكي فقط.... لا من أجل انها ترتاح 😔


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 12:17 AM   #98

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kouki kouki مشاهدة المشاركة
تسجيل حضوووور و رغم أنه متأخر
متشوقة للقراااءة 😍😍😍
مرحبا بك عزيزتي ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 12:51 AM   #99

Essonew

? العضوٌ??? » 373602
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » Essonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond repute
افتراضي

😱😱😱مصطفي بيغيير وبيتحول في وجود جميله الناريه بتخرجه من القوقعه بسهوله
حاجه كويسه انه مرح بدأت تتكلم عشان تبدأطريق العلاج


Essonew غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-17, 01:00 AM   #100

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة essonew مشاهدة المشاركة
😱😱😱مصطفي بيغيير وبيتحول في وجود جميله الناريه بتخرجه من القوقعه بسهوله
حاجه كويسه انه مرح بدأت تتكلم عشان تبدأطريق العلاج
شوفتي الغيرة شو بتعمل 😂 😂 😂 😂


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.