آخر 10 مشاركات
151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-17, 11:33 PM   #61

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
مصطفى شو هاد يالهوووي هاد وحش لزيز😍😍😍
مرح اخ شو بتألم من حزنها 😢😢
يوسف متى بدك توب يازير النساء 😒😒
تسلم ايدك الفصل رائع ملوكة ❤❤❤
حبيبتي خولة 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
النسوانجي يوسف ما خلى اي وحدة تحمل صفة الأنثى إلا و عاكسها 😂😂😂😂
مرح المسكينة لس في بدايات الوجع 😔😔


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-17, 11:38 PM   #62

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة siaa مشاهدة المشاركة
فصل جميل
ملك ما زالت متخبطة في كوابيسها عن اللي صار الها ولسا ما طلعت من الصدمة وأكثر شي آلمها هو فقدها لجنينها اللي كانت معتبريتوا شعلة الأمل واللي رح ينقذها من كل اللي بتعيشوا... شعور مدمر

يوسف شاف في ملك رغم غيابها عن الوعي تقريباً انها بتثق فيه وبتعتبروا حاميها بعيداً عن المظاهر وهو بدو هاد الشعور لأنو زواجو من زينب أو علاقته بسمية نبت عندو انو هو فقط للمصلحة
لكن هاد ما بعطيه مبرر من أنه يرتكب المعصية.. هو مخطئ جداً وبنتظر كيف رح تكون توبتو

وثنائي جديد... مصطفى باين انو عندو عقدة من النساء لكن يا سبحان الله بس شاف جميلة انفكت العقدة فوراً هههههههههههههه
عندي فضول كبير اعرف قصتو
جميلة حاسة في اشي غامض حواليها شو هو يا ترى

بانتظار الفصل الجاي على نار
شكراً لتعليقك الدسم سيا.... بداية ب يوسف... تحليلك لشخصيته اذهلني صراحة....حتى أنا لم أفكر من هذا المنظور، فعلا يوسف يعتبر نفسه زائد عن الحاجة... مجرد اداة لقضاء المصالح.... ربما ما تحتاجه مرح بالفعل هو كشخص يوسف الذي بستفزها بطريقة تجعلها تتناسى ألامها قليلاً.... بالنسبة للضخم حبيب الملايين مصطفى 😍😍 شعلته النارية هي الحل


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-17, 11:42 PM   #63

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
😱😱😱😱😱😱
مصطفي ما صدق شاف مزة و راح هجم
اينعم هي اللي نكشت عش الدبابير و اتحرشت بيه فعليا هههههههه الا انه انتهز الفرصة و زنقها في الحيطة و هاتك يا قلة ادب
بدات مرح تخرج من صمتها تحكي تعيط تصرخ تنهار
يوسف السافل اللي مقضيها شمال و يمين لكن بالنهاية مرح حالة خاصة جدا عنده
فصل جميل و بانتظار القادم
حبيبتي رونتي 😍😍😍😍
مصطفى الضخم ما صدق لقى مزة و حلوة تتحرش بيه 😂😂😂😂 و استغل الفرصة... جميلة كوارث تتمشى على أرجل.
بالنسبة ل يوسف و حياته الماجنة ربما يحاول أن ينسى شيئا و يعتقد ان لذة الحرام تدوم....


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 10:25 AM   #64

Mrham

? العضوٌ??? » 406165
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » Mrham is on a distinguished road
افتراضي

ايه البت جميلة دى 17 سنة وبتتحرش بمصطفى البريئ لا وهو ايه محبش يكسفها قال يديها فرصتها ويتحرش هو كمان يلا اهى اول تجربة للاثنين اهم يتعلمو فى بعض
تعلق يوسف بمرح غريب شوية ومش مطمنى يوسف اصلا شخصية لعوبة مش مريحنى
انهيار مرح كان موجع بس طبعا كان لابد منه سكوتها بعد الحادث كان مقلق


Mrham غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-17, 01:40 PM   #65

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrham مشاهدة المشاركة
ايه البت جميلة دى 17 سنة وبتتحرش بمصطفى البريئ لا وهو ايه محبش يكسفها قال يديها فرصتها ويتحرش هو كمان يلا اهى اول تجربة للاثنين اهم يتعلمو فى بعض
تعلق يوسف بمرح غريب شوية ومش مطمنى يوسف اصلا شخصية لعوبة مش مريحنى
انهيار مرح كان موجع بس طبعا كان لابد منه سكوتها بعد الحادث كان مقلق
😂😂😂😂 المسكين مصطفى راح تفسد البنت أخلاقو.
تعلق يوسف بمرح من وراه شي...كأنو بيحاول يثبت لنفسو شي


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 10:06 PM   #66

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع:

قراءة ممتعة 💋


****************

لأول مرة في حياته الثامنة والعشرين يُقَبِّل... شعر بتخبط خصوصا أن التي امامه أكثر منه قلة في الخبرة... لكنه واصل غزو شفاهها بعنفٍ... احساس كمس كهربائي سرى في كامل جسده... أنساه من يكون... أنساه حتى الآلام التي تنهشه نتيجة تقربها منه... أحس وكأنه إنسان عادي لا تشوبه شائبة... مما جعله يُنزل يديها ويضعهما خلف عنقه ويقترب منها أكثر حتى أحس وكأن ملابسهما تشكل عائقا مزعجا... حملها باتجاه الأريكة وهي غائبة عن الشعور... إلَّا من احساسها بين يدي هذا الضخم الذي غزا أحلام مراهقتها ولم تمر أكثر من أسبوع على دخوله لحياتها...

أحست به يجلس ويجلسها فوق فخذيه، وبجرأة نزل إلى عنقها يوشمها بملكية ليست من حقه... ويديه ترفع قماش منامتها الخفيف...

برودة يديه ضد سخونة بشرة ظهرها... جعلتها تستفيق... لتبعده بعنف وهي تهرب باتجاه غرفة نومها وتغلق الباب... ثم استندت عليه لتتمالك نفيها.... لتغرق في موجة بكاء حادة...

أفاق من نشوته وهو يحس كأنه أبعد عن مصدر الهواء... كان مازال يحبس نفسه داخل صدره ليطلقه حارا محملا بالمشاعر الجياشة التي كانت في قلبه....

لم يفهم مالذي حدث؟ هل حقا قبلها؟ هل حقا ضمها بمحاذاة جسده... نظر إلى يديه... كانت ترتجف قليلا مقارنة بارتجافتها سابقا عند اقتراب مخلوق منه... ما الذي تحمله هذه الحمراء جعلته يتخدر من آلامه؟؟... ليضرب سؤال مسَّه كسوط من نار... هل كاد أن يتخطى الخطوط الحمراء معها؟؟؟؟ هل يعتبر زانٍ!!!؟

شعر وكأن ماء مثلج سكب على جسده...

ليتجه بعنفٍ لباب الشقة... لكنه توقف عن التقدم وهو يتذكر السبب الذي جعله يأتي..... جميلة مهددة..... اتصل بزميلة له أن تأتي وتتولى مهمة حراسة جميلة من الآن وصاعدا...

كان ينتظر نور أن تظهر... قادته قدماه بفضول إلى غرفتها... استمع لنحيبها الذي قطع نياط قلبه... لم يستطع أن يبقى أكثر... ليسرع باتجاه الباب، سينتظر وصولها خارجاً.... بينما كان يسرع في الخروج... دلفت نور.
كادا أن يتصادما.. ما جعل جسده يتقلص رعبا ويبتعد عن طريقها في آخر ثانية...

- مرحبا سيدي؟ "قالت بتوتر وهي تلاحظ احمرار عيونه من الغضب"

قادها داخلا دون أت يرد على تحيتها باتجاه الغرفة وبصوت مرتفع كي تسمع التي توقف نحيبها ليصبح مجرد نشيج صامت:

- الآنسة جميلة في الداخل... تعرضت لاقتحام... ساعديها على توضيب ملابسها وأحضريها إلى المقر...

- علم سيدي.. "قالت وهي تضرب تحية عسكرية"

لم يشرح أكثر لنور... ليسرع خارجا وكأن شياطين الأرض تتبعه..

قاد سيارته باتجاه منزل والديه... وهو يفكر بجسده الخائن... كيف استطاعت أن تسيطر عليه وتنسيه رعبه؟؟... لقد أحس بالنفور عندما كاد يصطدم بنور...

"مالذي يحدث معه بحق الله" ضرب مقوده بعنف..

وصل أخيرا إلى المنزل.. ليدخل بصخب..... ما جعل مدبرة المنزل العجوز تستغرب... فهو دائما ذلك الحليم الذي لا يسمع له همس في هذا المنزل...

- أمي... أمي...

كان يصيح وهو يصعد السلالم باتجاه غرفتها... دخل بدون أن يطلب الإذن... كانت قد أنهت لتوها صلاة الضحى وقفت تنظر إلى ابنها الوحيد... الذي يجعلها دائما تحس إلى أي درجة هي أم سيئة لم تستطع حمايته... لم يكن الوحيد الذي خرج من تجربة قاسية، فحتى هي لم تتخطى بعد أن تجد ابنها يحاول التخلص من آلامه... لو تأخرت فقط قليلا كانت ستفقده... كانت تجربة جعلتها تفقد إحساسها أنها أم.... أمٌّ تستطيع حماية اولادها... لهذا لم تجرؤ على أن تنجب أطفالا بعده... نظرت إلى إبنها ونظرة حزن وعذاب تعلو وجهه على غير عاداته...

"ما الذي حدث ليحيي أحزانك بني؟؟"... اشتهت فقط أن تكون علاقتهما كأي أم وابنها... أن تمرر يدها على تكشيرته فتمحيها بحنية... أن تغرسه بين ضلوعها وتمسح دمعته في لحظات ضعفه... تمنت وتمنت...

- أمي... عانقيني...

قال بهمس لتخرج منها شهقة... وتفتح عيونها على وسعها هل ما تسمعه صحيح وأن الله استجاب لدعواتها أخيرا والتي طالت لتسعة عشر سنة...

- أرجوكِ.. عانقيني... أريد أن أتأكد أنني بخير... أنا لست..

لتختفي عبارته خلف نبرة تأثره... أراد أن يجري إليها ويحضنها إلى أن تتمازج عظامهما... اشتاق جدا لرائحتها... دائما ما يبحث عنها بين حنايا ثيابها المنزوعة...

لكنه لم يستطع أن يتقدم... كانت رجليه وكأنها مغروسة في اسمنت جاف فاستحال معها تحريكهما...

اقتربت منه ودموعها تجري أنهارا على وجنتيها... أخيرا ستشبع منه... إقتربت منه أكثر ومع همسته "أرجوكِ..." وضعت يدها على شفتيه تسكته... فأحست بقرب انتفاضة جسده... لكنها لن تستسلم وستحارب معه خطوة بخطوة...

أحس بنار تلسعه وهي تضع أصابعها على شفتيه تسكته عن التوسل... لتنتشر على كامل جسده ويبدأ بالإهتزاز وحبات عرق باردة تظهر على جبينه... وعلى طول ظهره، أحس أن النوبة قادمة وستكون مدمرة لكلاهما... لكنه لن يضعف لها... ألم يتغلب عليها صباحا مع الحمراء؟!... حاول أن يتذكرها، عيونها التي صارت داكنة نتيجة أحاسيسها معه والإحمرار الذي غزا بشرتها والذي خلفته لحيته الكثيفة على طول بشرتها... و أنينها الذي تستقبله أعماقه.....كان يحس أنه بخير طالما هي في باله...

- ستكون بخير... بني...

قالت بصوت باكٍ عندما استكان قليلا... وضعت رأسها جهة قلبه الذي كان يضرب بعنف وكأنه في سباق محموم وسط صحراء ملتهبة....

همسة أمه أخرجته من أفكاره بالحمراء... ما جعل جسمه يخرج من حالة الخدر التي كان غارقا بها.. سكاكين تنهشه وأمه تقربه منها أكثر... ابتعد عنها بعنف... وهو يُغلق عيونه عن رؤية آلامها....لم يعد يستطيع التحمل... جلس على سجادة صلاتها... وركع...

أحست بقلبها يتقطع على فلذة كبدها... لكنها سعيدة أنه بعد حالة الإنكار التي كان يعيشها قد اعترف أخيرا أنه يستطيع أن يتعالج... فكما أخبرها زوجة أخاها محمد أنه هو الوحيد القادر على علاج نفسه... خصوصا أنه كان طفلا صغيرا لم يستوعب عقله الصغير الحادث... وأن حالة الخوف عنده تم تعزيزها من المحيطين به، خاصة هي، فقدت بالغت بحمايته بعد الحادث حتى انعكس سلبا عليه...

مازال راكعا واهتزاز كتفيه يدل على شدة معاناته... فرجل كمصطفى لن يبكي إلا إن وصل به القهر أقصى تحملاته... وما أقصى قهر الرجال...

- يا رب... أنا راضٍ عن قدرك فقط أمهلني المزيد من الصبر... يارب... اللهم أنزل على أمي صبرا يفوق صبر أيوب فهي تعاني... يارب...

ليستسلم لبكاء كتمه كثيرا... كطفل صغير أجبر على الفطام قسراً...

******************

كانت تستند على الباب ورأسها بين ركبيتيها... ودموعها تجري... وإحساس الذل يغطيها كأنها نجت للتو من الغرق في كومة فضلات.. طوال عمرها السابعة عشر وهي مندفعة... تفعل ما يحلو لها وخالها لم يستطع ردعها...

"وماذا جنيت جميلة؟؟... خال مقتول بسببك... وغريب أنت أمانة في عنقه كدت تسقطينه في الرذيلة..."

لتشهق وهي تتذكر مصطفى... كيف سولت لها نفسها أن تتواقح مع غريب؟؟ رغم كلام خالها عنه إلا أنه يبقى غريباً عنها... كانت منذ عيشها مع خالها أي منذ ست سنوات وهي تستمع عن مصطفى وشهامة مصطفى وأخلاق مصطفى... حتى عند لقائهم الأول أحست أنها عرفته منذ الأزل، فقد كان بطل قصصها كلها؟ لا تنام إلا عندما يحكي لها عن بطل وسيم ينقذ طفلة صغيرة بشعر ناري من أنياب الوحش... ثم يعيشا في سعادة وهناء...

"هل حقا أثرت فيك قصص ما قبل النوم؟؟؟؟ والآن بطلك يكرهكِ جميلة... أنت مجرد طفلة تحتاج لتهذيب في نظره..."

توقفت أفكارها في رأسها ما أن استمعت لخطواته تقترب باتجاه الغرفة لتحبس شهاقاتها.. عرفت أنه الآن أمام الباب مباشرة.. أرادت أن تفتح الباب وتعتذر... و تقسم أنها ليست هكذا.. هي لم تتربى على هذه الأخلاق.. هي فتاة جيدة.. حتى أنها لا تترك فوضى خلفها.... تجمع فراشها بمجرد أن تستيقظ... خالها رباها أحسن تربية... خالها الذي كانت السبب في وفاته... ابتعد لتطلق لأنفاسها وشهقاتها العنان...

مرة واحدة فقط غلطت فكلفت خالها حياته...

في ذلك اليوم، أخبرها أن تبقى في السيارة... لكنها خالفت أمره ونزلت فخاض عراكا شفهيا بسببها... اعتقدت أن برحيلهما المشكل قد حل... لكن اختفاء خالها في مساء ذلك اليوم... والتسجيلات المرعبة التي وصلتها جعلتها تعرف أن البارحة كان نهاية خالها وبداية نهايتها أيضا...

******************

وقف ينظر إليها تجوب انحاء الخلية بنشاط افتقده منها منذ فترة... كانت لا تغادر غرفتها أبدا.... و الآن وكأنها لم تدخل ابدا في نوبة كآبة كان هو سببها... كان ينظر إليها من خلف زجاج مكتبه والذي يسمح له برؤيتها عكسها... كانت تمر بملابسها الفاضحة... سروال قصير جدا وبلوزة مغلقة بالكاد تغطي بطنها... وكل من يحمل صفة الذكورة يلتفت إليها.. كان جمالها الوحشي بشعرها الطويل المنثور الممزوج ببراءة ملامحها.... يغري أي رجل للإقتراب منها وضمها لصدره لمنحها الحماية... ثم الإقتراب من شفتيها و.... ضرب رأسه بكفه يخرجه من أفكاره....

"أسبوعين مرا مصطفى... أسبوعين ولم تستطع أن تنسى!!! هي مجرد طفلة مشتتة تبحث عن الحماية والإلهاء من الظروف الصعبة التي تمر بها..."

ابتسم وهو يتذكر ردة فعل يوسف عندما أخبره بالذي حدث...

أطلق يوسف ضحكة إلتف لها كل رواد المقهى... كان يضحك إلى أن دمعت عيونه... وهو ينظر إليه بخجل وأذنيه ترسل طنين... قال وهو يحاول كتم ضحكته...

- لا يعقل أنه تم انتهاك براءة شفتيك من طفلة... طفلة يا مصطفى؟... طول وعرض وطفلة كعقلة الأصبع من تخرجك عن طورك...

ليستسلم لضحكة مجلجلة جعلت وجنتا مصطفى تحمران... ويتململ بعدم راحة...

- إهدأ يوسف... انسى أمر القبلة وأخبرني عن رأيك في ما حدث معي... طوال حياتي وجسمي يرفض التلامس مع أي شخص آخر وفجأة تلك... تلك... جعلت مرضي يتلاشى..

أطلق يوسف ضحكة وهو يقول:

- لماذا لا تسمي تلك... صاحبة الشفاه اللذيذة...

قال وهو يجمع شفتيه في وضعية تقبيل ما جعل مصطفى يقف بعصبية

- سخيييييف!!

وتحرك مبتعدا عن يوسف باتجاه سيارته وقبل أن ينطلق اقتحم المقعد المجاور له:

- أنا فقط أمزح يا صاحبي... إهدأ.. "قال بجدية"

- أنا أحدثك كطبيب قبل أن تكون صديقي يوسف... أريد أن أعرف... "سكت أرجع المقعد إلى الوراء قليلا إلى أن أصبح في وضعية استرخاء ويوسف ينظر إليه بتركيز" أتعرف تلك القبلة ماذا أحيت في... حلما لم يراودني أبدا... أن أكون أبا... أتزوج و...

أغمض عينيه في تعب وسكت... طال صمته حتى اعتقد يوسف أنه قد غفى... ليكمل:

- أتعلم أول شيء فعلته بعد أن هربت كالجبان... أسرعت أطلب من أمي أن تعانقني... رجل في الثامنة والعشرين يتوسل عناقا من أمه... كنت أريد أن أتأكد أن الحمراء قد فكت لعنتي... أنني وبعد أن غزى الشيب شعري سأنهل من حنانها... "ضحك باستهزاء" لكن... لم أستطع جسمي لم يتقبل أن تلمسه أمي... أحسست بقشعريرة وألم... وأنا أنبذها كما نبذتها طوال حياتي... لكن... في جزء من الثانية وقلبي يستحضر جميلة استكانت مخاوفي...

- تبدو كمخدر لحواسك يا رجل... أريد حقا أن أتعرف على الهيرويين خاصتك..."نظرات التشتت في عيون مصطفى... جعله يتسطرد بمزاح" أنت تعلم أن المصابين ب Haphephobia (رهاب اللمس)، قليلون جدا... ابتسم أيها الضخم فأنت حالة خاصة وفريدة... والنساء تعشق الفريد من نوعه..

ابتسم مصطفى بألم، لكم يحسد صديقه فدائما يمزح... في أصعب الظروف يمزح... حتى وهو تحت ضغط أصعب العمليات، كان يداري شيئا خلف مزاحه...

أرجع يوسف مقعده هو الآخر للوراء... استند عليه ووضع يده على عينيه:

- أنت تحتاج لعلاج مصطفى... ولا تخبرني عن غباء الأطباء النفسيين وأسئلتهم التافهة المستفزة... الطبيب سيجعلك تواجه مخاوفك وتتواجه مع الرعب الذي تحس به كلما لمسك شخص ما...

- كيف؟... "قال مصطفى بصوت ناعس"

- لا تسألني كيف... فلطالما هربت من حصص الطب النفسي أثناء دراستي... لكنه سيجد طريقة ما... لندع كل شيء الآن وننم..

لم ينتظر أن يجيبه فانتظام أنفاسه دل على استغراقه في نوم عميق....

"علاجك سيكون هي أيها الضخم... الحمراء فقط من تستطيع اخراجك من دوامتك..."

ليغلق عينيه هو الآخر.. وتتلقفه كوابيس التي أصبحت مرافقته كلما غفى... عن طفلته وظلال سوداء تسعى إلى طمرها...

"الطبيب سيجعلك تواجه مخاوفك... تواجه مخاوفك...."

كان يرددها في نفسه وهو يرى الشعلة الحمراء تكلم سليمان أحد أفراد طاقمه، كانت تبحث عن شيء ما وفجأة مد سليمان يده إلى أذنها ليخرج قلم من تحت كومة شعرها... يبدو أنه ما كانت تبحث عنه... استشاط غضبا وهو يرى تلكأ سليمان بجانب بشرة وجهها... ابتسمت له لتتجه إلى طاولة قريبة وتميل عليها تكتب شيئا ما... ما جعل ذلك السفيه ينزل نظراته إلى مؤخرتها... رفع هاتفه:

- هل تعرف أنك الآن بصدد ارتكاب جريمة تحرش بقاصر؟

شحب وجه سليمان ليرفع وجهه باتجاه مكتبه... وكأنه سيستطيع لمحه...

- آسف سيدي!!

ليستدير مغادرا بسرعة...

قطع الإتصال بشيء من الحدة... كانت ما تزال في وضعية الإغراء ليزفر بغضب وهو يتصل بنور:

- مرحبا نور... مالذي تحاول جميلة فعله؟

- سيدي لقد أخبرتني أنها تحس بالملل... خصوصا أنها ممنوعة من الخروج حسب أوامرك... فأعطيتها وثيقة بأسماء الأعضاء لتتأكد من حضورهم... لا تصدق ما الذي اكتشفته... أن صادق وابراهيم دائما ما يتأخران بعشرة دقائق... وحرفيا قد هددتهما بالفصل إن تأخرا مرة ثانية..

ابتسم...

- حسنا نور... شكرا لكِ

أغلق الخط ليخرج مسرعا مارا من جانبها وكأنها جدار غير مرئي... ما جعلها تحس بآلام قاتلة...ظهر جلياً في نظراتها...

بعد أن أكملت جولتها اتجهت إلى غرفتها التي كانت أشبه بزنزانة... لونها الأسود يجعلها ترتعب كلما دخلت إليها وكأن أرواحا شريرة تستوطنها... فقط أريكة واسعة باللون الأسود وطاولة استجوابات المليئة بمستلزماتها وكرسيين هذا ما تحتويه غرفتها الجديدة... كانت تريد الخروج لشراء بعض الأشياء لتزيينها لكن ذلك المتوحش منعها... وكأنه لم يستخلص بعد العقاب الشافي لتصرفاتها معه...

- أدخلي نور... الباب مفتوح

أدارت عينيها في حجرهما وكأنها تستطيع اغلاقه...

- حبيبتي... العقيد مصطفى يرسل لك هذه..

أبعدت عينيها كيلا تواجه عيونها المتسائلة عن ما يوجد في الكيس الأسود...

أحست بسرور ينبعث من النقطة السوداء المتعششة في قلبها... منذ أسبوعين أو أكثر... ربما تذكر عيد ميلادها الثامن عشر الذي يصادف تاريخه بعد خمسة أيام... ابتسامة شملت كامل وجهها... لتتقلص شيئا فشيئا إلى أن اختفت وهي تخرج العباءة السوداء الفضفاضة دون شكل ولا نهاية... كانت تنظر اليها باستغراب... هل ستجعلها كلحاف؟ وتتغطى بها؟... لم تفهم أهميتها... ولماذا أرسلها لها...

- يقول أنك لن تخرجي من الغرفة أو من الخلية بدونها...

نظرت إليها ثم أرجعت بصرها إلى الثوب الأسود الناعم بين يديها...

- كيف... لماذا؟... أنا لم أفعل شيئا... أنا أخطأت فقط مرة... أو مرتين... لماذا يعاقبني؟

لم تعلم أنه كان أمام الباب يستمع لكلامها ليزفر بقوة وهو يتمتم:

- أغلاطك... قاتلة.... يا حمراء... قاتلة

وانصرف باتجاه مكتبه...

- لا أستطيع لبس هذا الشيء... إنه حتى ليس على الموضة....

تمتمت وكأنها تكلم نفسها وهي تستكشف العباية:

- أنا حتى لا أعرف كيف يُلبس هذا الشيء... أرجوكِ نور... أخبريه أنني آسفة.. أعرف أنني غبية التصرفات ومندفعة.. لكنني لا أستطيع لبس هذا الشيء..

- لا أستطيع عزيزتي... يبدو مصرا جدا..

جلست على الأريكة الواسعة التي أحضرت لها من مكتبه كسرير... وبدأت بالبكاء بصوت يكاد لا يسمع والعباءة متكومة أمامها... كانت تنظر إليها وتبكي... أكثر ما آلامها أنها اعتقدت أنه تذكرها بهدية عيد ميلاد مبكرة... كانت تبكي خيبة الأمل...

- لا تغضبي.. هو فقط يريد حمايتك.. فهو يرى أن ملابسك أضيق أكثر من اللازم و أيضا فاضحة جدا...

نظرت إليها جميلة... كانت ترتدي حجابا بسيطا ولباس العمل على الرغم من ضيقه إلا أنها تغطيه بمعطف طويل يصل إلى ركبتيها يحمل شعار الوحدة... أحست نور بتأنيب ضمير ولكي تحفزها أكثر قالت بشيء من التسلية:

- تعالي معي... أريدك أن تساعدينني على ترتيب أرشيف...

نظرت إليها جميلة ببراءة وهي تفكر بعرضها:

- أرجوكِ... فقدت اقتربت من الجنون بسببه... أنا لا أحب الأعمال المكتبية... أفضل الأعمال الميدنية أكثر..

- حسنا...

ووقفت تنوي التوجه إلى باب الخروج..

- جميلة....

قالت نور وهي تشير إلى الأسفل... أشارت برأسها دليل رفض لكن نور اقتربت منها وحضنتها..

- حبيبتي... أنت تعلمين كيف يكون مرعبا حين يغضب... وقد رأيته آخر مرة كيف تصرف معكِ...

وبخنوع وبشفة متدلية اقتربت من العباية... حملتها بشيء من العنف واتجهت لأبعد زاوية في الغرفة... كانت تتخبط تبحث عن مدخل الرأس واليدين... لتصرخ بعنف وتقذفها لأبعد مكان تستطيع الوصول إليه، وهي تلعن وتسب الظروف التي وضعتها تحت رحمة ذلك الجلمود... اقتربت منها نور وهي تحاول اخفاء مرحها واستمتاعها بثورتها... حملت العباية واتجهت نحوها... سكنت جميلة والفضول يقودها لتعرف كيف يلبس ذلك الكيس، أدخلت نور جسمها في العباية لتخرج رأسها في فتحة ضيقة، وساعدتها بإخراج ذراعيها.. كانت ساكنة فقط تشاهد، وتحاول مجاراة نور المركزة وكأنها تحل مسألة رياضية معقدة... كانت العباية تغطيها كلها إلا يديها ورأسها... تفاجأت عندما غطت رأسها بجزء من العباية وقامت بربطه للخلف بخيطين كانا يتدلان على الجانبين... ليصبح وجهها فقط الظاهر وجزء من يديها..

- هل هو حقا جاد بهذا؟... "قالت وهي تدور حول نفسها"

كانت العباية جد واسعة عليها أمسكت بكلا جانبينها وفردتهما، لتظهر إلى أي مدى هي واسعة..

- إنها واسعة جدا... سأخبر مصطفى بذلك ليحضر أخرى أصغر حجماً... أو ربما نذهب معا لتختاري ملابس أكثر حشمة"

كان واقفا ينتظر خروجها... بعدما أخبر نور أن ترسلها للأرشيف... عالأقل النساء هناك أكثر من الرجال...

ظهرت نور ليبدأ قلبه يضرب بقوة... وكأنه طفل ينتظر ظهور كعكة عيد ميلاده... خرجت... لم يستطع أن يطبق شفتيه، كان فمه مفتوحا على وسعه... بشرتها البيضاء الحمراء من الغضب، عيونها الفيروزية زادت اتساعا... ازدادت فتنة... أنزل عيونه يتفحص هيئتها الجديدة... كانت رائعة... والأسود عوض أن يخفي جمالها البري زادها فتنة بريئة... كأنه أخفى جموحها وأظهر براءتها فقط... كانت قادمة باتجاهه والعباية تكاد تسقطها عدة مرات من عنف خطواتها... توقفت أمامه مباشرة ليرتد إلى الوراء، ويقهقه بخجل عندما تذكر الزجاج الفاصل بينهما... كانت عيونها مركزة عليه وكأنها تنظر إليه حقا... لتميل إلى الأسفل وتمسك بأسفل عباءتها وتدسها تحت حزام سروالها القصير، لتظهر كامل رجلها... مرر مصطفى يده فى وجهه بإحباط وكأنه فشل في مهمة دولية... ولتزيد من اضطرابه ارسلت لنفسها قبلة... لتستدير مغادرة، ورجلها تظهر كلما تحركت... كان مسمرا ورغبة ملحة أن يضمها لصدره تسيطر عليه...

******************

فتحت عينيها ببطئ... لتنهض بعنف... حتى بعد مرور شهرين وهي تستيقظ على كابوس أنها في تلك الغرفة النتنة في منزله... ما زالت تتذكر رائحة الرطوبة التي تغلف الجدار، رغم أنها قضت ثلاثة أشهر فقط فيها إلا أن الرائحة ما زالت تملأ أنفها... تذكرت جهودها في الأيام الأولى لزواجها... كانت عروس... وكأي عروس كانت تحلم بشهر عسل في مدينة ساحلية.. تستيقظ على صوت أمواج البحر وتملأ عينيها بزرقته... وعوض ذلك كانت بالنسبة لها أشهر قطران كانت تستيقظ بلمسات مقرفة من يديه وانتهاك جارح لجسدها وكأنه جسد دمية من ينتهك لا جسدها... كانت ترسل نظراتها إلى بقع العفن الموجودة في السقف وتضع خطة كيف تحاربها... تعلم أنها ستظهر من جديد لكنها الوحيدة التي تبعدها عن الشعور بجسدها...

- أطفئ الضوء أرجوك "همست ودموعها تسيل في كلا الجانبين"

- لا... " همس بغلٍّ " أنظري إلي... لتعرفي من مالكك... أنت فقط عاهرة... اشتريتها بورقة...

كانت تضع يديها على أذنيها تسدهما من سماع ألفاظ تجرح براءة نفسها كما سالت دماء براءة جسدها...

- أرجوك ابتعد..

أنَّت وهي تتفادى قبلة منه كادت تخرج امعاءها من رائحة أنفاسه...

- نعم أيتها العاهرة... توسلي... أريدك أن تتوسلي سيدك ليعتقك... أنت ملكي فقط... بجسدك المقرق هذا... الذي يثير اشمئزازي...

ليبصق عليها وكان غالبا ما يتبعها بضربات مؤلمة فتتكور على نفسها وتحاول تفاديها وصوتها مبحوح من التوسل... لكن كيف لعقل أعمته المخدرات أن يسمع...

كانت في غيابه تنظر إلى المرآة المكسورة لتنفي كلامه... كانت تمرر يديها على وجهها... عيونها الرمادية جميلة جدا خصوصا في اتساعهما، بشرتها بصفاء اللبن، وفمها لا يحتاج إلى أحمر شفاه لإظهاره..

"ربما كبر عيوني ما جعلها قبيحة فهي تبدو جاحظة وكأنها ستخرج من مكانها... إنها مرعبة... وفمي كبير وزاد من كبره هذه الشفاه الغليظة... وجهي سمين ككل جسمي... نظرت إلى جسمها... أنا السبب لو كنت جميلة لكان أحبني واحترمني.. لكان نظر إلي وهمس لي بأعذب الكلام كما همس لتلك الفاتنة في السوق..."

كانا معا عندما مرت ساحرة بجلباب أحمر شديد الإلتصاق على تضاريسها الفتانة... كانت قادمة من الاتجاه المعاكس... غمز لها لتنطلق منها ضحكة رنانة...

- قنبلة... فاتنة وأنا أعشق الأحمر والتي ترتدي الأحمر!! "قال بصوت مبحوح مرح و هو يميل عليها"

كانت مرح تنظر إليه وكأنه ليس زوجها.. لم تحس بالإختناق من الغيرة، بل كانت تنتظر ردة فعل تلك الجميلة التي نظرت إليها نظرات تقييمية لترسل إلى زوجها أخرى نارية وتتحرك بغضب تتجاوزهما...

- أقسم أنها أحبتني... لكن لسوء حظي كقباحة حظك... إلتقيتها في اليوم الوحيد الذي أخرجكِ فيه... تباً!!

ليتحرك دون أن يلتفت إليها أسرعت الخطى وجزء منها مسرور أن مزاجه متكدر من رفض تلك الفتاة... ليس حبا فيه بل حبا في جعله تعيسا كما أذاقها من التعاسة رغم أنه شتان بين تعاسته وتعاستها...

رائحة العفن لم تفارق خياشيمها... رفعت نظرها أكثر تستكشف زوايا السقف... كانت بيضاء تلمع... من أين تأتي الريحة؟ شمت معصميها، عبائتها... ثم فكت شعرها الطويل جدا وبدأت في تحسسه بأنفها... كانت رائحته نتنة لدرجة أن أبعدت أنفها... لتسرع إلى الحمام وتنزع ملابسها بسرعة وتبدأ رحلة جديدة في سلخ جلد جسمها ونتف شعيرات من رأسها...

دخلت منى، فأحست بتوجس وهي ترى مكانها فارغا... وحجابها مرميا على الأرض... لتسرع إلى الباب تنوي الخروج... لكن أنين بكاء وصراخ جعلها تعود على عاقبيها باتجاه الحمام... كانت مرح تبكي وتصرخ...

- حبيبتي مرح... هل أستطيع الدخول؟

وتيرة صراخها لم تتغير وكأنها في عالم لوحدها... حمدت الله أن الباب لم يكن مقفلا من الداخل... شهقت وهي تلمح عدة خصلات من شعر مرح مرمية أسفل قدميها وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة نزع شعرها... كانت عارية كما ولدتها أمها، وآثار الهجوم الذي تعرضت له مازالت ظاهرة... توقفت عن شد شعرها عندما أحست بأنها مراقبة... إلتفتت إلى منى... كانت شاحبة جدا وعين رمادية واسعة، تظهر أسفل شعرها الذي نزل على وجهها... وكأن منى تشاهد فلم رعب والشبح يستعد للإنقضاض عليها.. لكن عينها الظاهرة ارتخت لتهمس:

- ساعديني... الرائحة... ت.. كاد... تخنقني...

ابتلعت منى ريقها لتقترب منها بعد أن نزعت منشفة من وراء الباب..

- أخبريني... أين هي الرائحة... فأنا لا أشم شيئا

قالت وهي تحاول اخفاء ارتعاشة يديها... ونبرة الخوف من صوتها..

- هنا...

أشارت مرح لشعرها

- حسنا... حبيبتي... ارتدي هذا... وأعدك أن أجعل الرائحة تختفي...

وبكل خنوع سمحت لها أن تستر عورتها وتلف عليها المنشفة... أجلستها على الأرض فوق سجادة خاصة بالحمام... لتغيب لدقائق وتعود ومكينة الحلاقة بيدها... وبدأت الخصلات الطويلة بالسقوط ومرح تبعدها عنها وكأنها وباء سيتسلل إليها... أنهت منى من حلاقة شعرها لتوقفها وتخلصها من بقايا الشعر...

- الآن أفضل...

كانت تنظر مباشرة في عيونها لم تأتي مرح بأية ردة فعل لكن بريق امتنان جعل شيء من الروح يرجع إلى عيونها الجذابة... لتلتفت وتخرج من الحمام وتلبس ملابسها كما العادة... وتنام على جانبها الأيمن... وعيونها مركزة على منى بشوق لسماع آيات من الذكر الحكيم...

**************

بعد أن نامت مرح بدون مهدئات هذه المرة... تكفلت بجمع الفوضى التي خلفتاها داخل الحمام، ولتغطي عن ما فعلته فللآن لم تعرف إن كان تصرفها صحيحا أم سيئا... لكنها تعاملت كما أملت عليها غريزة الأمومة ناحية مرح...

كانت تحمل الكيس الذي وضعت فيه خصلات شعر مرح الطويلة... عندما لمحت يوسف من بعيد، لتغير مسارها وتلتفت يمينا... تنفست الصعداء عندما وصلت آخر الرواق الذي توجد فيه الغرفة الخاصة بالممرضات عندما وقف سد منيع أمامها...

- إذاً... هل ستعترفين عن ذنبك أم أجعل مصطفى يتكفل بذلك...

أخفت الكيس وراء ظهرها... وهي ترسل نظراتها لذلك الوحش المتجهم وراء يوسف.. كان وكأن أحدهم قلب عالمه رأسا على عقب وهرب... حركت رأسها دليل نفي...

- ماذا أفهم من حركتك؟؟... "وقلد حركة رأسها" هل معناه لن تعترفي؟؟ أم لا أدخل مصطفى في الموضوع؟؟ "نظر جهة ابن عمته وصديقه وقال وهو يرتشف من كوبه" أقسم أنه لن يتساهل معك... وهو غاضب جدا منذ أيام... عانقته احداهن... وهو غبي لا يحب العنا...

لم يكمل الجملة إلا وضربة مفاجئة ما بين كتفيه جعله يسعل حتى كاد أن يختنق...

- الغبي هو أنت!!... سيدة منى لم تفعل شيء... لقد قصت شعر احداهن... أنظر إلى جيب بلوزتها توجد آلة حلاقة والشعيرات الطويلة تملأ بلوزتها... وغالبا باقي الشعر تخفيه وراء ظهرها... هل نذهب؟ "قال بملل"

كان ينظر إلى الدلائل التي أشار إليها مصطفى ثم انتقل لعيونها المرتبكة:

- سيدة منى... هل ما أفكر به صحيح؟ هل قمتِ بحلق شعر مريضة تعرضت لأبشع جريمة...

- دكتو...

- سيدة منى... هل تعرفين عواقب حمل آلات حادة بجانب ضحية اعتداء جنسية غير معروف بردات فعلها... وإلى أي درجة هي خطيرة على نفسها وعلى الآخرين؟

- أعرف دكتور يوسف... لكن أقسم هي من توسلت إليَّ أن أساعدها...

قالت وقد بدأت تعي الخطورة التي عرضت بها نفسها والمريضة..

- آسفة سيدة منى... لكن أنت مفصولة مؤقتاً....وستحالين على التحقيق.. فقد تعاملتِ بطريقة غير مهنية مع مريضة مضطربة تشكل خطرا عليك وعلى نفسها!!

ليتركها وينطلق ببرود وكأنه لم يطردها للتو... رفع مصطفى كتفيه دليل أسفه ليتبع صديقة ويتركها وحيدة.. تحاول منع دموعها عن النزول... لكن لم تكن بتلك القوة وقد خرجت للتو من تجربة فضيعة مع مرح... وكل ما تفكر فيه لو فعلا عرضت حياة مرح للخطر... لم تكن لتسامح نفسها أبداً...


**************

إنتهى الفصل 💋

يليه الفصل الخامس ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 10:14 PM   #67

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس:

قراءة ممتعة 💋

*******************

كانت تنظر إلى الخليج البعيد، وتبكي بصمت عندما اقترب منها... عرفت أنه مصطفى، من رائحته المميزة، لكنها لم تستطع أن تلتفت وتواجهه، فآخر مواجهة خرجت منها باكية وترتجف رعبا...

ذاك اليوم سمعته يخبر نور أنها منذ الآن مسؤوليتها، أحست أنها فقدته هو الآخر، فازداد نحيبها... اقتربت نور من باب غرفتها كانت قد تعرفت عليها سابقا هي من أمسكت يدها وهي تخبرهم عن ما حدث في لقائها الوحيد مع ذلك المجرم، فتاة هادئة وذكية...

- جميلة!! افتحي الباب!!... يجب أن نتحرك الآن!!

هزت رأسها نفيا وكأن نور تراها...

- إذهبي... لا أريد رؤية أحد... أريد أن أبقى وحدي...

قالتها لتتكور على نفسها على الأرضية البيضاء...

- أرجوكِ جميلة... لا أريد أن أكون في وجه المدفع اليوم...

لم تسمع اجابة منها، ازدادت احتضان نفسها... لتقول بصوت هامس وصل لنور الجالسة قرفصاء أمام باب الغرفة:

- نور... ِهل أنا فتاة سيئة؟

- لا حبيبتي... أنت فقط مشتتة... فقد الخال، السند الوحيد في هذه الحياة أمر صعب، لو كنت مكانك كنت سأتصرف مثلك تماما...

- نعم... كان صديقي وأخي... كنا نمرح كثيرا...

- ادعي له جميلة... والآن افتحي الباب... مصطفى سيرجع في أي وقت... ولن نسلم منه...

- هل أنت خائفة منه؟

- أنتِ لم تريه أبداً كيف يتعامل مع المجرمين... يتغير 180 درجة عن هذا المصطفى الذي ترينه الآن... لهذا نتفادى كلنا اغضابه... نعم أنا أخاف منه، فهو بحر هائج لكنه يغريك بسطحه الهادئ... لكنك مع ذلك تتلهف بالإقتراب منه...

كانت تتكلم بحرقة...

- تتكلمين عنه وكأنك...

لتقاطعها نور التي ندمت على لحظة ضعفها والتي جعلتها تسرب جزء صغير مما يحمله قلبها لذلك البارد منذ أيام الدراسة...

- أتعلمين أن مصطفى وخالك كانا رفقة في أيام الدراسة؟... كانا بالكاد يفترقان... لكن بعد التخرج... خالك اشتغل في مدينة أخرى ونحن كنا من المحظوظين في دفعتنا أن نختير للانضمام للوحدة الخاصة للتحقيقات القضائية لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة... وبعد فترة جدَّدا لقاءهما وانضم إلينا... كان شخصا مفعما بالحيوية ويضحك كل الوقت..

- نعم كان كذلك...

- والآن هل نذهب؟

أومأت موافقة وهي تنهض لتفتح الباب...

- لنتحرك شباب...

قالت لجسدين ضخمين كانا يقفان أمام باب شقتها حمل أحدهما ملابسها وتحركوا باتجاه سجنها الجديد

يوم فقط مر على الحادث، أحست بأن الجدران السوداء لغرفتها الجديدة تنطبق عليها، وكلص متسلل كانت تخرج من الغرفة باتجاه ممر طويل ينتهي بباب المكتب الذي دخلته سابقا... مكتب مصطفى، تجاوره من الجهة اليسرى وتقابله عدة أبواب لمكاتب اخرى... ونافذة زجاجية بمساحة الحائط تظهر زرقة السماء... وعلى الجانب الأيمن حاجز حديدي... اتجهت إليه كان يطل على عدة أشخاص، كل أمام شاشة، والبعض يأتي ويذهب في كل الإتجاهات... والآن فقط عرفت لماذا تسمى بالخلية... كانت الأصوات التي تصل إليها كطنين نحل والكل مشغول وكأنهم آليين...

- هل يعجبك المكان؟

التفتت وملامحها مازالت مشدوهة بالمنظر...

- ماذا يفعل كل هؤلاء؟ "أشارت للأسفل"

- يحاولون انقاذ العالم "قال وهو يرفع كتفيه وكأنه الوضع أصبح طبيعي بالنسبة له"

- أنا سليمان بالمناسبة...

مد يده لكن جميلة كانت في عالم آخر وهي تلمح مصطفى أمام شاشة عملاقة مع عدة أشخاص... تبدو أنهم يناقشون احدى القضايا بجدية...

- أهلا... سليمان..."قالت دون أن تلتفت إليه ما جعله يحس بانزعاج"

- أنتِ ابنة عبد المجيد؟

- نعم... أقصد ابنة اخته... "قالت بحزن وأرجعت نظرها إلى مكانه فلم تجده"

- هل تريد شيئا... سليمان؟ "كان هذا صوت الذي كان تبحث عنه بالأسفل دون أن تجده عيناها"

- لا سيدي... لمحت الآنسة وأردت أن ألقي السلام فقط... بالإذن...

ليغادر دون أن يلتفتا إليه... كانا ينظران إلى بعضهما... أسرع مصطفى يبعد نظراته ليقول بصوت جاف:

- اتبعيني إلى مكتبي...

كانت كصنم لم تأتي بحركة... فلم تتوقع مواجهة سريعة لما حدث بينهما...

- الآن!!

قال بصراخ مما جعلها تسرع باتجاه الباب الذي فتحه ينتظر مرورها..

- ألم يكن أمري واضحا... ممنوع الخروج من غرفتك!!

- لقد شعرت بالملل... ف...

- هل تعتقدين أنك في ديزنيلاند... تتجولين وتحدثين من تشائين؟ أنت في مركز حساس... غلطة واحدة يمكن أن تكلف مئات الأشخاص حياتهم....

كأنه يذكرها بأنها السبب في موت خالها...

- ماذا فعلتُ لتهاجمني بهذه الطريقة؟؟!!

- لن أنتظر حتى تفعلي جميلة... وأحذرك!! ابقي بعيدة عن الموظفين!!

- هل تفعل كل هذا لأنني قبلتك!! "احمرت وجنتها وهي تستمر" أنا لم أقبلك... أعني قبلتك لكن ليس... أقصد قبلتك قبلة عادية في خدك... وليس... وليس... أنت من...

- حسنا وصلت فكرتك... "قاطعها بعنف وخجل" ألم يعلمك خالك ألا تقتربي من رجل بهذه الطريقة أبدا!!

هزت رأسها بالنفي... أحس بأحشائه تتقطع وهو يتذكر قبلتهما... هل قبلها شخص آخر بنفس الطريقة؟؟... هل تجاوبت معه بنفس التخبط والخجل واللهفة؟؟... أصبح وجهه أحمر من شدة الغضب لدرجة يتمنى أن يدخلها للغرفة السرية ويجعلها تتوب عن تصرفاتها الوقحة...

- يبدو أن خالك غفل عن عدة نقط يجب أن تعرفيها... وبما أنني الوصي عليك حسب رغبته إلى أن أجد لك حلا والذي أتمنى أن يكون سريعا... يجب أن تطبقي أي شيء أطلبه منه ودون نقاش... وإلَّا أقسم لن يعجبك الأمر!!

قال بعنف ما جعل رجفة خوف تتسلل إليها وهي ترى مصطفى آخر أمامها...

- هل هذا مفهوم؟؟!!... أجيبي!!

- نعم... مفهوم... "قالت بصوت باكٍ"

- الآن اذهبي لغرفتك!!... لا تخرجي منها بدون إذني أو مع نور!!

في تلك اللحظة عرفت أنها وحيدة... وأن الغريب أبداً لن يكون كقريب... مهما ظنت...

نفس شعور الوحدة يكتنفها الآن... نفس المرارة والرغبة في البكاء... بقيا لدقائق صامتين إلا من شهقاتها وتنفسه الرتيب...

- كان يخطط أن نزور مدينة الملاهي غدا... حتى أنني اخترت هديتي وستصلني عبر البريد بعد غدٍ... "ضحكت وسط دموعها لتكمل" ... عرف أنه لن يكون موجوداً... أخبرني أن الهدية ستصلني في تمام الساعة الخامسة... كنت سأفتح الباب وأصرخ من المفاجأة... وأرسل له رسالة حب عن المفاجأة التي لم أتوقعها... كنا قد خططنا لكل شيء حتى غيابه يوم عيد ميلادي ذكرناه... لكنني لم أعتقد أنه سيكون غيابا للأبد... وأنني لن أراه مجددا...

كانت تنتظر منه ولو كلمة... فقط كلمة مواساة...

لكنه ظل صامتا... صمتا لم يكن من اختياره فهو للأسف ليس ذلك الشخص الذي يستطيع أن يخرج كلمات لطيفة ويدعم شخصا وهو نفسه كجدار متشقق آيل للسقوط...

- الآن فقط... علمت أن ما يقال عني في مدرستي القديمة صحيح... سمعت البنات يتداولن أنني ممسوخة... الشيطان حملني من رجلي وغطس بي في الجحيم... لأخرج حمراء ملعونة بفقد كل عزيز عليها...

- هذه مجرد خزعبلات... لون الشعر والعيون والجلد مرتبط بالوراثة و...

قاطعته:

- تباً لك!! أنا أعرف كل ذلك... لكن هل تستطيع أن تفسر لي لماذا كلما أتعلق بشخص يذهب ويتركني؟... لماذا لا توجد لدي عائلة ككل البشر... أمي ثم خالي... ثم.... "نظرت إليه قالت وعيونها ترسل آخر زخات من الدموع" أنت...

- هيا!!

أمسك بيدها وأسرع خارجا وجميلة تحاول مواكبة خطواته... وعبائتها ترفرف حولها كانت ترفعها للأعلى... ترك يدها ما إن وصلا السيارة...

- اركبي...

قال بشرود وهو ينظر بتمعن ليده وكأنه يستكشف خريطة يده لأول مرة... بعد عشر دقائق كانا أمام منزل... رغم اتساعه إلا أنه يبدو حميميا جدا... كان باللون الأبيض وشرفة كبيرة تحتل واجهته الأمامية وحديقة بسور قصير وباب حديدي تحيط به... فتح الباب الحديدي...

- تفضلي..

دخلا ليستدير يغلق الباب... كانت تنظر إلى الحديقة البسيطة بشيء من الإنبهار... عندما لمحت كلب ضخم بالكاد ستظهر بجانبه خصوصا مع فروه الكثيف يسرع ناحيتهم... ما جعلها تستعد للهرب فتضغط على جزء من العباءة... أغلقت عينيها تنتظر لحظة التقاء وجهها مع الأرض الصلبة لكن يد مصطفى أحاطت بخصرها ليرفعها بعنف ويصطدم ظهرها بصدره الصلب... أنزل شفتيه باتجاه أذنيها:

- لا تخافي... هو غير مؤذي...

- أنا لا أحبه... أبعدني من هنا...

استدارت لتقابله وهي تضعُ يدها على قلبه....وعيونها تحمل نظرة توسل...

- أرجوك..

اقترب منهما الكلب الضخم لتقترب منه أكثر وجسدها يرتجف من الخوف

- مرحبا روكسي...

قالها لينبطح الكلب على ظهره ولسانه خارج فمه... أبعدها مصطفى بلطف لتقف خلفه...و نزل على ركبتيه... وبدأ يداعب فرو الكلب الكثيف... أصدرت جميلة صوت تقزز ما جعله يضحك:

- إنه كلب جيد... كان هدية من أبي رحمه الله... لن تصدقي هذا... ولكنه كان جروا صغيرا جدا بدون فرو ومريضا... مكسور الساق عندما أحضره... وجده مرميا في الشارع عالجه وقدمه لي كهدية...

- مسكين... لكنه يبقى بشعا وأنا أكره الكلاب... "قهقه مصطفى.. ليردف وهو يصرف روكسي بعيداً" حسنا..... لندخل...

أمسكت بجانب معطفه وهي ترفع عباءتها لتوازي خطواته...

ولم يلمحا تلك المصدومة في الشرفة... التي رأيت كيف تلك الصغيرة تتشبث به... وعيونه لا تحمل نظرة الرعب... بل نظرة أخرى... كانت من المعجزات التي تتمنى حدوثها...

***********************

كل دقيقة كانت تلتفت إلى الباب تنتظر دخول منى... ثلاثة أيام لم تأتي خلالها لزيارتها... لم تأتي كما العادة، لم تحضر لها الفطور وتجبرها على أكل خمس لقيمات من كل صنف كما تعودت... والآن مر أكثر من ساعة على وقت قراءة القرآن ولم تأتي... أحست برغبة كبيرة في تأمل آياته تحركت باتجاه المنضدة... فتحت الجارور الثاني وهي تلتفت كل مرة وكأنها تتعدى على أملاك ليس من حقها... فتحته ليظهر القرآن الكريم... شعرت باشتياق ولهفة لحمله والتعمق في قراءته ونسيان كل ما يحيط بها... أرسلت يدها لتحمله... لكنها توقفت على بعد بوصة منه... لم تستطع... هي نجسة... متسخة... ليست طاهرة... لقد لوثوها... لن تستطيع أبدا الاقتراب منه، هربت إلى أقصى زاوية بالغرفة وبدأت بضرب رأسها بالحائط وهي تعيد برتابة:

- أنا ملوثة... هم لوثوني... أنا ملوثة.... أنا ملوثة...

ومع كل كلمة تزداد ضربات رأسها مع الحائط... لتدخل في نوبة بكاء... وصراخ... لم تهتم لها الممرضة الجديدة...

- لماذا أنا... ابتعدوا عنيييييي... ابتعدوا... أمييييي... منى... لا تتركوني... إبتعدواااااا...

كانت تصرخ وتنكمش أكثر... دخلت منى الغرفة... لترمي بحقيبتها وتتجه إليها... نزلت القرفصاء بجانبها...

- أنا هنا حبيبتي... أنظري إليَّ...

قالت منى بحنان وهي تقترب أكثر إلى الطفلة مرح... كانت تبدو كطفلة تائهة بدون مأوى..

- أمي... لا تتركيني... "همست مرح"

- نعم حبيبتي... أنا هنا... لن أتركك... فقط اهدئي...

- عديني لن تتركيني... مجددا...

- أعدك...

احتضنتها منى بكل قوة تملكها ورأس مرح يختبئ بين أضلعها... ويديها تلتف حولها كأنها تخشى أن تذهب وتتركها... كأنها أحست أن الفراق قريب... كانت دموع منى تسيل على وجنتيها وهي تدعو الله أن يمنحها الصبر بعيدا عنها...

- القرآن... "همست مرح"

- حسنا حبيبتي... أتركيني قليلا لأحضره... "هزت مرح رأسها رفضا"

- حسنا كما تريدين....

وضعت يدها على رأس مرح وبدأت تقرأ ما تيسر من السور القصيرة إلى أن غفت في حضنها...

******************

بعد أن ساعدتها على العودة إلى سريرها جلست تنظر إليها وتتذكر ما حدث قبل قدومها بقليل...

كانت تجلس أمام هيئة الإدارة... والد يوسف محمد العالمي يجلس على رأس الطاولة ويوسف في الجهة اليمنى وبعض المحامين في الجهة اليسرى...

- سيدة منى... أحِلتِ للتحقيق بتهمة تعريض مريضة في حالة نفسية حرجة وأيضا تعريض نفسك للخطر... خاصة أن المريضة عرف عنها اصابتها بنوبات عصبية يمكن أن تتصرف بعنف خلالها... "قال الدكتور محمد وهو يتصفح الملف الذي أرسلته له هيئة التحقيقات الخاصة بالمستشفى"

- دكتور محمد... أنا قضيت أكثر من 35 سنة في هذه المهنة... وأنت أعلم أكثر من الآخرين... أنني أعامل كل مريض وكأنه ابني... ما حدث مع المريضة مرح كان فوق طاقتي... كانت تنزع شعرها بيدها من الرائحة الكريهة كما زعمت... وقد همست بالمساعدة... طلبت مني المساعدة ولم أستطع أن أرفض...

- سيدة منى أنت لا تنفين التهمة؟

- لا دكتور محمد... ولو عاد بي الزمن إلى تلك اللحظة كنت سأحلق شعر المريضة مرح الوفاق...

اهتزت حدقتا عين يوسف الذي شعر أنه تسرع بتقديم الشكوى لكن مهمته كمدير توجِب عليه أن يعاقب كل متجاوز... من أجل سلامة مرضاه...

- سيدة منى... أعرف أنك لم تقيمي بذلك بسوء نية، لكن القوانين هي القوانين... آسف لكنك مفصولة... ولأن الحادثة تعتبر أول حالة في مسيرتك المهنة فسأكتفي بهذا... يمكنك الانصراف...

- دكتور محمد... هل أستطيع زيارة المريضة؟

- نعم يمكنك ذلك... "قال يوسف باندفاع"

- شكرا لك دكتور يوسف... "قالت ببرود وهي تقف استعداد للخروج" بالإذن..

*******************

- أين أنت مصطفى؟

- في المنزل مع أمي... هل كل شئ بخير؟؟

قال وهو يرسل نظراته الى أمه وجميلة المنهمكتان في صنع قالب حلوى... وصوت ضحكاتهما يصل إليه..

- حسنا... أنا قادم... فقد مر وقت طويل منذ رأيت عمتي...

- لا تأتي!!... أقصد لنلتقي في مكان ما... فلدي أخبار عن قضية مريضتك...

- حسنا نلتقي بعد عشر دقائق في المقهى المعتاد...

تنفس مصطفى الصعداء عندما استطاع ابعاد يوسف عن المنزل... فهو لن يسلم منه حتى يشرح له ما الذي تفعله جميلة في منزله... نظر إليها، كانت قد تخلصت من العباءة وبقيت بفستان قصير وشعرها مرفوع إلى الأعلى ككعكة كبيرة فوق رأسها... أمه لا تكف عن النظر إليه نظرات مرحة... حتى عندما أخبرها عن وصية خالها إلا أن ابتسامتها لم تفارقها...

كما الآن... التفت إلى أمه التي كانت تنظر إليه باستمتاع

- ماذا؟ "قال وهو يحمر خجلا محاولاً مواراة نظراته بعيدا عنها"

- وهل قلت شيئا؟؟!!.. أصبحتَ حساسا أكثر من اللزوم هذه الأيام...

قالت لتضحك عاليا ما لفت نظر جميلة لهما...

- أمي أرجوكِ... ومسألة الحساسية خاصة بكم أنتم النساء... "قال وهو يرتدي معطفه ويحمل مفاتيحه ليردف" أمي أنا مضطر للذهاب... انتبهي لها...

- لا تخف ابني... رافقتك السلامة

أرسلت له قبلة ليبتسم لها ابتسامة حزينة...

- جميلة... أنا ذاهب... تصرفي بأدب... سأرجع بعد ساعة لنعود إلى المركز...

قال لها بينما كانت ملتهية عنه بتزيين الكعكة ما جعله منزعجا...

- هل سمعتي؟ جمييييلة!! "صرخ ما جعلها ترفع وجهها باتجاهه"

- أنا لست صماء مصطفى!!... سمعتك سأتصرف بأدب إلى أن تعود...

قالت بسرعة ودون اهتمام مما زاد من غضبه... واتجه إلى الباب ومفاتيح سيارتك تكاد تدخل تنغرز في راحة يده... فتح الباب ليخرج عندما أوقفه صوتها:

- مصطفى... "إلتفت اليها بسرعة " خذ.."

وقدمت له قطعة كعكتها مكتوب عليها "آسفة" بقطع حلوى ملونة...

- أتمنى أن تعجبك...

لتهرب من أمامه... تابعتها نظراته إلى أن إلتقت بنظرات أمه... ليستدير ويخرج والصحن مازال في يده...

***************

كان يوسف يُجهز على ما تبقى من قطعة الكيك التي قدمته له جميلة... وهو يحس وكأنها من حقه لوحده لكن يوسف وغير العادة أتى في وقت أبكر من المعتاد:

- أخبرتني أن لديك أخبارا عن القضية... "قال يوسف وفمه مازال ممتلئا"

- حتى تنتهي من أكل كعكتي... أو ربما أخبرك الآن لكي تختنق وأكون قد انتقمت فعلا!!

قال بطفولية مما جعل يوسف يضع شوكته وينظر إليه بشك:

- إنها مجرد كعكة يا رجل... ولو أنها تبدو منزلية الصنع... إلا أنك يمكن أن تطلبها مرة ثانية...

وعاد ينهل من الفتات المتبقي ليسمع مصطفى يقوم بغيض:

- فقط كل وارحمنا بسكوتك...

ضحك يوسف لطفولية وغضب صديقه الغير عادية والغير مفهوم سببه...

- هل هناك أخبار جديدة عن القضية؟؟ "سأل بجدية"

- الزوج قال بأنه المسؤول عن اجهاض زوجته... وأنها تحب هذا النوع من السادية في العلاقات... والآخرين خرجوا منها كالشعرة من العجين... هناك من تلاعب بنتائج dna والشرطة لازالت تبحث في الموضوع...

- الأوغاد... حتى نتائج التحقيق في المستشفى لم تسفر للآن عن أي نتائج... في من زور الوثائق لكني سرحتُ كل من كان مسؤولا عن التحاليل... لا أدري كيف ستتقبل الأمر... "قال بغضب ليطلب سيجارة من نادل مار من أمامهما"

- ألم تقلع عن التدخين منذ فترة؟ "قال مصطفى بتأنيب"

- نعم لكني بحاجة لواحدة قبل أن أذهب و أقتل ذلك الوغد!!

- على كلٍ هذه فقط مجرد أخبار عادية مقارنة بما سأخبرك به... لقد خرج بكفالة ويطالب بزوجته ليصلح الأمر بينهما...

- ماذااا؟؟!! "صرخ يوسف بصدمة"

*******************

إنتهى الفصل 💋


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 11:52 PM   #68

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

ولا كلمة توصف جمال الرواية ابدعتي ملوكة حب حب انتي ياعسل
مرح وذكرياتها بتوجع منى انسانة رائعة مرح تعلقت فيها وحزن عليها ياترى كيف
ردة فعل مرح بعد طردها من عملها
يالهوووي على هالمز مصطفى عسل عسل يختي ونارية ذبحت قلبو وفكت العقدة
ونور شكلها بتحبو
💙💚❤


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 11:58 PM   #69

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
ولا كلمة توصف جمال الرواية ابدعتي ملوكة حب حب انتي ياعسل
مرح وذكرياتها بتوجع منى انسانة رائعة مرح تعلقت فيها وحزن عليها ياترى كيف
ردة فعل مرح بعد طردها من عملها
يالهوووي على هالمز مصطفى عسل عسل يختي ونارية ذبحت قلبو وفكت العقدة
ونور شكلها بتحبو
💙💚❤

يا حبيبتي يا خولة 😍😍😍😍😍😍😍😍

شكراً لتشجيعك ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 12:22 AM   #70

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

فصلين ولا أروع ايوا هيك دلعينا وكتري الفصول

نبدأ بيوسف انا مو عارفة ليه حاسيتو بيتعامل ببرود مع كلشي... ردود أفعاله باردة... حتى تعامله مع مرح بارد مع انو مهتم بقضيتها
هل يا ترى هاد شي في شخصيتو ولا بيتظاهر بالبرود

مرح كل فصل بتأثر في أكثر وأكثر.. أبدعت بوصف مشهد نزع شعرها لدرجة اني تخيلتو زي كأنو بصير قدامي وقشعر بدني
مرح مو بس خمسة اللي سبب باللي صار لها بل ابوها وخالتها كمان وكل حدا دفعها لهاد الزواج وجنى عليها.. وهي كانت مجرد بنت بتحلم بالزوج الحنون عليها والعيلة الدافية...

أثرت حماسي جداً بمجرد معرفتي بمرض مصطفى... أنا دايماً بتجذبني الأشياء الغريبة... مرضو برهاب اللمس لكن اللي ما فهمتو هو يعني رهاب بس تجاه النساء؟
كلي شوق لأعرف سبب مرضو لأنو واضح أنو من حادث صارله
جميلة مسكينة... صعب الواحد يفقد شخص عزيز عليه وبعدين ما يلحق يصحى من صدمته وحزنه فيفقد واحد تاني
أنا شايفها وحيدة وبحاجة لحضن حنون يحتويها

كل فصل بيزيد حماسي للرواية أكثر وأكثر
بإنتظار القادم اكيد


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.