آخر 10 مشاركات
268 - أغنية الريح - آن ويل .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )           »          267 - أسرار للبيع - ليندساي آرمسترونغ ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          لعنة اسمها الحب -رواية زائرة- للكاتبة المبدعة: سوسن رضوان (زهرة سوداء) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          خبراء الخليج افضل شركة لنقل العفش بالعالم (الكاتـب : ليليان محمد - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 147 55.06%
مصطفى و جميلة 130 48.69%
معاذ و ورد 22 8.24%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 267. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-18, 06:47 PM   #351

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


مسا الفل ملوكة
ثلاث فصول هاديين ومن دون قفلة شريرة كعادتك... كتير استمتعت فيهم

مرح ويوسف... بتعرفي وانا بقرأ بالفصول خطرلي سؤال... يوسف ما بعرف شو اللي صار مع مرح بالتفصيل... هو بس بعرف انه اتعرضت للاعتداء من قبل مجموعة... شو رح يكون ردة فعله لما مرح تفتح إله قلبها ؟وهل شهامته وصبره اللي بتعامل معها فيهم رح يبقوا ولا رح يفقد سيطرته؟....
مرح ويوسف الاثنين بحبو بعض والاثنين بحاجة لبعض جداً... كل واحد عنده فراغ بداخله ما رح يقدر يسده إلا الطرف الثاني...لهيك علاقتهم ماشية ببطء وتروي

ما بعرف اعصب لأنه جميلة رجعت لمصطفى ولا افرح ولا أخاف... عنجد مو عارفة... لأنه فاطمة ام مصطفى مبين انها رح تقف حائل بينهم...وانا بقرأ مشاهدها ما حسيت الا انها مجنونة ومهووسة بابنها وبدها إياه الها لحالها لهيك مضى كتير من عمر مصطفى من دون انو يتعالج من مرضه لأنها ما اهتمت... بس كانت بدها تخبيه بصندوق صغير مدعية انها بتخاف عليه.... وهي لنفس السبب اختارت كاميليا حتى ينخطبوا... لأنها ما شافت ابنها منجذب لكاميليا أبداً فكان هاد يرضيها... إنه ابنها يعيش من دون مشاعر وميت الأحاسيس... جد مو عارفة هي بتحبه ولا لاء... مع انه تصرفاتها بتدل أنو لاء....
حمل جميلة انا شايفه رحمة عليهم الاثنين حتى تقوا علاقتهم اكتر ويتقربوا من بعض اكتر واكتر...

معاذ وورد... ما بعرف ليه بحس علاقتهم مريضة... الإثنين في علل فيهم ومو عارفين كيف يتعاملوا معها فبأذوا بعض من غير قصد أو بقصد.... معاذ تربى ببيئة غلط وهاي البيئة عكست تصرفاته وأفكاره... يمكن هو صح بحب ورد بس شايف من وجهة نظره أنو التعامل معها مسألة بغاية التعقيد... بيقرب منها وببعد عنها... مع انه لو وازن عقله كان توصل لحل لأنه ورد انسانة بسيطة وبتحبه... مع انها تألمت كتير من نبذ أهلها وعمها لألها واتهامهم من دون سبب... ومعاذ كان واحد منهم... إلا أنه الوحيد اللي سامحته وحاولت تظهرله قد ايش بتحبه وما جازاها إلا بالأذى....

بانتظارك يا جميل اليوم


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 07:36 PM   #352

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل 😍😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 09:27 PM   #353

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون


قراءة ممتعة 💋

*****************

كان يمرر يده على خصلات شعرها.... و يفكر فيما أخبره خاله محمد....أمه تعاني من أزمة عصبية.... و سيأخذها معه لمناسك العمرة، لتغير الجو قليلا .... أحس بتأنيب الضمير رغم أنه كلمها و جعلها تسامحه عن كل ما سببه لها من ألمٍ فيما سبق....إلا أنه لم يعاود حضنها، جسده لم يطاوعه هذه المرة.
أوقف تمرير أصابعه.... ليقول بخجل
- " جميلة....أريد الحديث عما حصل مع والدتي...."
أبعدت يده بقوة....لتستوي جالسة
- " وأنا لا أريد الحديث عنها مصطفى...."
قال وهو يحاول ألا ينظر في عيونها
- " هي نادمة عما فعلته سابقاً..... و تتأسف جداً لذلك...." كانت تنظر إليه بتركيز لتقول
- " لا تجعلني أطردك من الغرفة مصطفى.... لأني أعرفك جيدا عندما تكذب...".... مرر يده على شعره ليقول
- " جميلة.... مهما حصل هي والدتي.... و أولادي أحفادها..."
- " مصطفى أخرج.... لا أريد رؤيتك...." قالت بعصبية و هي تشير للباب
- " لا تكوني سخيفة جميلة....يجب أن تقدري نفسيتها....و تسامحيها... فهي أم و...."
نزلت بعنف من السرير....أسرع يحاول إسنادها.....لكنها ابتعدت عن مرمى يده
- " و أنا ماذا مصطفى.... هاا... ماذا؟ " رفعت منامتها القصيرة.... لم تهتم لعريها أمامه و أنها لا ترتدي سوى سروال داخلي قصير بالكاد يغطي فخذيها..... لتظهر بطنها الذي زاد تكورها بشكل ملحوظ
- - "وماذا عني مصطفى.... ألستُ أماًّ؟!!! هااا.....أنا أيضاً كذلك مصطفى..... حامل بطفلين و ليس طفل واحد، وهذا الموضوع يحتم علي ألا أغفر لأي مخلوق كان سبباً في أديتهما يوماً.... والموضوع يشملك أيضاً"
-" أرجوكِ جميلة... كل شئ مر يجب نسيانه لبداية جديدة"
إقتربت منه، لتضغط على صدره بأصبعها بقوة
-" و تجرؤ ايها الوغد و تخبرني ان انسى....؟ "
أمسك بيدها.... يضغط عليها برقة....وهو يقول بانفعال
-" انتبهي لألفاظك جميلة.. "
-" " أنت لن تأمرني بعد اليوم مصطفى.... و لا تتجرأ أبداً على رفع صوتك علي....." كانت تبدو كجنية....عيونها تبرق بغضب، و شعرها مشعث يتحرك حول وجهها.... حاول أن يبعده عن ملامحها....لكنها ضربت يده بعنف
-" أنت فعلا وغد لتطلب مني النسيان.....ماذا سأنسى هااا؟.... هل أنسى عندما مسحتما بكرامتي الأرض و أنتما تستغفلاني في باريس....أم أنسى نظرة الشفقة من الكل و أنتم تجهزون لخطبتكما....ام ماذا مصطفى؟ ام أنسى لمسات ذلك الحقير و هو يصور لي كيف ستكون حياتي معه...بعد أن يتخلص من أطفالي....أطفالي أنا من كانوا على خطوةٍ وحيدةٍ من الموت.....أطفالي أنا من تشبثوا بالحياة في أحلك الظروف....و أنت ماذا فعلت؟ كنت كالعادة بعيداً.... بعيداً لتحافظ عليهم"
-" أرجوك كفى..." قال بتعب....
-" لا... لن أسكت....و أنت ستسمعني للنهاية.... هل تطلب مني النسيان؟ هل أستطيع يوما أن أنسى أنك أهنتني.... ضربتي و الأقسى خنتني .....و تخبرني الان أن أنسى و أسامح....." سكتت قليلا لتستطرد و هي تنظر إليه بقوة لبؤة تدافع عن نفسها لأجل أولادها "تبا لكم جميعاً.... أنت بالخصوص....إن كنت تعتقد أن عشقي لك سيشفع لك فأنت واهم.....فهو لم يشفع لي عندك سابقاً وانت تعاملني كنكرة....و أنت تمد يدك ......و أنت تخونني......أنا أحبك مصطفى لكني أحب أولادي و نفسي أكثر..."
- " أنا لم أخنك أبداً.... و ما حدث مع كاميليا كان غلطة.... لكنها لبست خيانة...."....صاحت بأقصى صوتها، و هي تحاول الوصول لوجهه....نار استعرت داخلها و هو يقول اسم تلك الوضيعة....
- " لا تذكر إسمها أيها الوغد الحقير....ولن تعرف أبداً شعوري.... و أنا أراها شبه عاريةٍ في غرفتك.....حتى لو حاولت.... لن تصل أبداً لشعوري و أنا أستلم صور زوجي مع أخرى...."
- " عن ماذا تتحدثين....." قال بعدم استيعاب...كانت تنظر إليه بغضب، بحقد وهي تتذكر ما عانته وحيدة.... وهي تتخيلهما معاً
- " أتحدث عن الصور التي وصلتني عندما كنتما معاً في باريس.....كل خطوة تخطوانها معاً كانت موثقة بصورة....كل أكلة تأكلانها معاً كانت تصلني......" فغر فاهه ينظر. ليها بعدم تصديق...." صورتها شبه عارية في غرفتك.... هل تعرف كيف جعلتني أشعر....." إقترب منها يحاول ضمها....فالآن فقط عرف سر ثورتها بعد رجوعه مباشرةً من باريس...
- " شعرت أنك لا تستحقني.....أنا أفضل من أرضى بمثلك مصطفى.... " أغلق عيونه..... رغم الآلام الذي يحس بها تنهشه إلا أن هذه هي الحقيقة.... هي تستحق أفضل منه
- " ليس الأمر كما تظنين.... أقسم أنني أعشقك أنتِ" قال وهو يتقدم أقرب إليها.... يريد أن يضمها، أن يقبلها.... أن ينسى كل شئ بين ذرعيها....لكنها اوقفت تقدمه....وهي تضع يدها بينهما.
- " وماذا تريدني أن أظن مصطفى..... و أنا أراك تتسلل لتسافر معها بدون علمي.....هل اعتبرني زوجتك يوماً.... أم تزوجنتي لتتسم قبلاتك بِسِمة الحلال فقط...."
-" أنت زوجتي..... جميلة و أنت أدرى إلى أي درجة أحبك.... وكل ما حدث سابقاً يمكن إصلاحه....." قال وهو يحس أن الأمر يخرج عن سيطرته....حمراؤه تعلمت القسوة.... أصبحت تعرف كيف تجرح....جراح هي الوحيدة التي تعرف كيف تداويها
قالت بقوة....لم تضطرب نظرتها و هي توجهها نحوه... لم يرف لها جفن و هي تطعنه بدمٍ بارد....
- " لا مصطفى لن يتم إصلاحه أبداً...سأتعلم أن أتعايش معه فقط، لن أنساه أبداً..... سيبقى غصة في قلبي اتجاهك، سأتذكر دائماً أن يوماً ما لم تصني كما يجب... كي أتعلم ألا أثق بك مرة أخرى ...."


******************

دخلت برهبة.....كانت تتشبث بيد ناديا.. و الأضواء خافتة جداً، بصعوبة تتعرف على الوجوه..... أجلستها ناديا في أحد الكراسي لتجلس بجانبها.... كان المكان ممتلئا بعدة نساء..... عم السكون، لتسمع صوتاً يسمع في المكان
- " السلام عليكم... " ليرد الجميع بنفس النبرة.... " سنبتدئ الجلسة، لكن قبل ذلك أريدكن أن ترحبن بصديقة جديدة تنظم لمجموعة الأمل....رحبوا معي ب "مرح"...." صدمت من المفاجأة..... لتسمع النساء يرددن بصوت واحد " مرحبا مرح..." و كأنهن يعرفنها من زمان، كأنهن شقيقات.... ربما المحنة جعلت منهن كذلك.... و قفن بوتيرة واحدة ثم أمسكن بيد بعضهن.....وقفت ناديا تمسك يد احداهن و تقدم اليد الأخرى لمرح....نظرت إليها باستغراب لتمسك بها....وكذلك فعلت مع فتاة اخرى.... كانت صغيرة لا تتعدى الخامسة عشر..... كانت تنظر إليهن بتساؤل....لينكسن برأسهن و يغلقن عيونهن....لتبدأ إحداهن الدعاء و يرددن آمين بصوت خاشع....
-" ﺍﻟﻬﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺩﻋﻮﻙ و أنا أنا...... ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻗﻄﻊ ﺭﺟﺎﺋﻲ ﻣﻨﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ...... ﺇﻟﻬﻲ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻓﺘﻌﻄﻨﻲ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟّﺬﻱ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻓﻴﻌﻄﻨﻲ........ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﺩﻋﻚ ﻓﺘﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻲ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻋﻮﻩ ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻲ؛ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﺗﻀﺮّﻉ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺘﺮﺣﻤﻨﻲ ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟّﺬﻱ ﺃﺗﻀﺮّﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﺮﺣﻤﻨﻲ...." كانت الداعية تخنقها الغصة..... لتسكت قليلا ثم تواصل " ﺇﻟﻪِ ﻭﻛﻤﺎ ﻓﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻓﻨﺠّﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻕ؛ فنجني ﻣﻤّﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﺑﻔﺮﺝ ﻋﺎﺟﻞ ﻭﻏﻴﺮ ﺁﺟﻞ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ...... " كانت تستمع و قلبها يتضرع لله و عيونها تبكي....." ﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻬﻢّ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻷﺭﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﺑﺪ، ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﺸّﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ ﻷﻏﻴّﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻳﺪﻱ، ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻬﻢّ ﺍﻟﺴّﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻷﻣﻴّﺰ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ "

عدن للجلوس مكانهن.....كل واحدة وهموهما....قالت المشرفة و التي رحبت بمرح سابقاً
- " شكرا خديجة على هذا الدعاء الرائع.....و دائما يجب أن نضع في أذهاننا....أن ما نمر به مجرد اختبارٍ من الله....و الله لا يختبر إلا المسلم القوي..... و الآن من تريد أن تبتدئ الجلسة و تخبرنا عن هذا الابتلاء و كيف كانت قوية في مواجهته...." كانت تنظر إليهن....يرفعن أيديهن بشجاعة....أرادت بشدة أن تكون بجرأتهن....لكنها خائفة....كانت تضغط على أصابعها في حجرها....و كأنها تخشى أن تخونها و ترتفع لوحدها.....سمعت المشرفة تقول
- " حسناً.... سلمى أخبرينا" كانت مرح تتلفت، تبحث عن سلمى....لتجدها تلك الطفلة التي تجلس بجانبها....طفلة بجسمٍ نحيل ووجه شاحب....نظرت إليها بتركيز يبدو أنها تعدت مراحل الطفولة بسنواتٍ قليلة
- " أنا سلمى...." قالت بخجل
- " مرحبا سلمى" أعادت النساء بصوتٍ واحد، لم يكن ينظرن إليها....كل واحدة تنظر أمامها تنتظرها أن تبدأ
- " أنا تعرضتُ للإغتصاب من طرف والدي...." أغلقت مرح عيونها من الرعب.....و قلبها يضرب بقوة.....عقلها لا يتوقف من تخيل بشاعة الموقف....كانت تتنفس بصعوبة... أمسكت بمنديل كان يوسف قد منحه لها سابقاً.... ضغطت عليه بعنف تحاول التركيز على قصة سلمى
- " عمري خمسة عشر....ولمدة أربع سنوات كان المسمى والدي ينتهكني.....كان يستغل خروج أمي للعمل.... كنت أتألم و يهددني بالقتل إن فتحت فمي..... لكنني لم أعد أحتمل...بعد مرور عدة أشهر على استغلاله لي... أخبرتُ أمي" سكتت ليسكت معه قلب مرح....بحثت عن يد ناديا لتتشبث بها، كانت تختنق لكن الفضول غلبها....تريد أن تعرف قصة سلمى.... قصةٌ تعدت بشاعة قصتها....ولأول مرة تحس أنها محظوظة ولم يتم انتهاكها من والدها....أخرجتها ضحكة سلمى....كانت تحمل المرارة، الإشمئزاز و الغضب....كانت تتكلم و كأنها تبصق الكلام بصقًا
- " ذهبت إليها....أخبرتها أن والدي يقوم بأشياء " عيب" في جسدي.... اكتفت أن سألته أمامي عن الأشياء العيب التي يقوم بها.....ليخبرها بكل برود ان قام بكويي في منطقتي الحساسة لأنني بللت ملابسي، ما زلت أتذكر نظرتها، لترفع يدها بكل قسوة....و تنزل بها على خدي وهي تقول" عدتِ لتبليل ملابسك أيتها المدللة" لم تعرف أن ذلك نتاج لكل ما أعانيه على يد ذلك المسخ....." سكتت....لترفع كأس الماء تبتلع به غصتها....." مرت الثواني كالأيام....والأيام كالأعوام......والأم تأتي بجسدٍ منهكٍ من العمل في المعمل لتنام مباشرةً، دون أن تسأل لما زوجها لا يقترب منها كزوجة.....ولما طفلتها كل يومٍ تدوي....."

تعرف أنها تؤلم ناديا....لكنها مرعوبة....خائفة، الذكريات تسيطر على عقلها، و رائحة الرطوبة و العفن عادت لأنفها.....كانت تختنق بها.....ضحكت سلمى بقوة لينقلب ضحكها لبكاءٍ مرير.... شاركتها به مرح....كانت تبكي نفسها و سلمى....أرادت أن تذهب إليها وتعانقها بقوة.....كي يمتزج ألمهما.... ربما سيكبر و يكبر إلى أن يختفي......مسحت سلمى عيونها لتقول بحرقة " في ذلك اليوم.... عرفت أخيراً أمي... لكن بعد ماذا؟ " سكتت.... ليمتد السكوت عدة دقائق.. لا يقطعها سوى ضربات قلب مرح، و كأن قلبها ملتصق بأذنيها.....كان صاخباً جداً.... و رائحة العفونة تكاد تخنقها أكثر و أكثر....لتقطع سلمى صمتها " الشئ المضحك في الأمر...أنني لا أعرف ماذا سأسميه.....إبني أم أخي....عرفتْ بعد أن صرتُ حاملا"قالت وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة جداً.
نهضت مرح بسرعة..... لتفتح أقرب بابٍ تصادفه....و ترتمي على الأرض تستفرغ..... تقيأت كل ما يوجد في معدتها....لكنها لم ترتح.... كانت تريد أن تستفرغ ما يزكم على أنفاسها....و يضغط على قلبها....
يد حانية ربتت على ظهرها..... إلتفتت وهي تعتقد أنها لناديا.....كانت المشرفة على الجلسة....كانت تنظر إليها بحنان و هي تمسك بيدها، تساعدها على الوقوف
- " ستكونين بخير.....أنت قوية...."
- " لا.... أنا مرعوبة...كل ما يحدث صعب، كيف سنخرج من هذه الدوامة...و نعيش بطبيعية.... لا أعتقد أننا سنستطيع يوماً "قالت و صورة المشرفة تختفي وراء ضبابية دموعها
- " بلى... أنت قوية....عندما أتيت إلى هنا فأنت قوية.... وعندما لم تغادري الجلسة فأنت أقوى" قالت وهي تمد لها يدها.....
خرجت....وكأنها تركت جزءا من البشاعة في الحمام.... كانت تترنح و المشرفة تساعدها على الرجوع لمكان جلوسها.....
كل الجالسات ينظرن إليها....وكأنهن يخبرنها أنهن يفهم شعورها....الشعور الأول عندما تكتشف أنك كنتَ محظوظاً أكثر من غيرك..... إتجهت إلى سلمى وعانقتها بقوة.....عانقتها إلى أحستا أنهم أصبحتا ككيان واحد....ودموعهما تسيل كأنهارٍ جارية....و عوض أن تهمس لها مرح بكلمات تشجيع....همست سلمى في أذنها
- " لا تتركي الحزن يبتلعك....أن تستطيعين هزيمته....لا تتركيه يأخذ المزيد من عمرك" قبلتها برقة في وجنتها.... ثم سمعت صوت ناديا من خلفها
- " حبيبتي... يوسف ينتظركِ خارجاً "
لم تلتفت إلى الوراء وهي تسرع بلهفة..... ليتلقفها يوسف بين ذراعيها....و يحضنها....و هي تشتكي له... كانت تبكي و هي تضغط بوجهها في حضنه....وكأن رائحته من سيعيد لها أمانها....فما سمعته هناك كان فضيعاً..... فضيعاً لدرجة الموت.

******************

- " ما الذي يحدث بينكما... معاذ" قال والده بصفاقة و هو يدخل الشقة....يليه عمه ثم والدته و زوجة عمه و ابنتها فدوى
- " ما هذه المفاجأة الجميلة..." قال وهو يحضن والدته و يربت على كتف عمه... " تفضلوا" قال وهو يحاول ألا ينظر لوالده الذي يشتعل غضباً
- " ما أعرفه ان الزوجين عندما يتخاصما... يهجران الغرف وليس الشقة... مالذي حدث معاذ؟!" أعاد والده سؤاله.....ساد الصمت و جميع العيون مسلطة عليه....إرتبك قليلا ليقول
- " ورد تريد الطلاق.... " قال ببساطة
- " لماذا.... ألم تكن كافياً لها...." قال والده بسخرية
- " عبد الجبار... " قاطعه أخاه...." دعنا نفهم مالذي حدث بينهما أولا.... ولا داعي للعصبية الزائدة" كان يستمع لعمه و عيونه منكسة....لا يعرف كيف يواجههم و يخبرهم أنه كان نذلا....لكن الأمر خرج من سيطرته
- " أخبرتها أن تجهض الطفل...." شهقت والدته برعب....تمتمت زوجة عمه شيئا بغضب لتسحب ابنتها و تخرج قاصدة الباب.... لتلحقها والدته
- " إبن....." همس والده ليقترب منه....حتى كاد يسحق رجليه بعجلات كرسيه
- " إعتقدت أنني زوجة إبنتي لرجل.....لكن... " نظر إليه نظرة احتقار.... ليقول بغضب " سوف تطلقها الآن....أو سوف أجعلك تنسى رأسك من رجليك..." صفق معاذ ببرود....و ابتسامة سخرية تحتل ملامحه
- " أحسنت....عرضٌ رائع.... كدتُ فعلا تقنعني بصدقك فعلا...." مال على الكرسي ووضع يديه على حافتيه.....قرب وجهه لوجه البارد الساكن....الذي تعلوه نظرة غضب " أنت السبب في كل ما نمر به.....غطرستك هي التي أوصلتنا إلى هذا الباب المسدود....." إستقام ليوجه نظراته باتجاه عمه...الذي كان ينظر اليهما كالعادة يتناقران كالديوك....
- " هل تعلم عمي....أن هذا الرجل أمامك....كان يعرف أن ابتك كانت بريئة و أوهمنا عكس ذلك....." جحظت عيون عمه لينظر لوجه أخيه....غير مصدقٍ لما يحدث أمامه....لأول مرة يرى نظرة الإرتباك في عيون أخيه الأكبر، دائما ما فسر قسوته و تسلطه أنها في مصلحة الجميع....مسؤولياته المعقدة تحتم عليه أن يكون كذلك....لكن أن تصل عقدته مع ابنه لظلم ابنته الصغرى هذا ما لن يسمح به.....كان يمرر عيونه بينما....يبدو أن سكوته فُهِم على أنه ضعف في الشخصية....لكنه تنازل كثيراً و حان الوقت ليأخذ بزمام عائلته الصغيرة...قال بهدوء كعادته و هو يمرر نظراته بينهما
- " لن أسألك لما فعلت ذلك أخي.....و لن أسألك لما طلبت أن تقتل ابنك يا ابني أخي....." سكت، كان معاذ ينظر إليه برهبة..... كانت نظراته تجعله يكره نفسه أكثر.... " لكن ما لن أسكت عنه هو أن تكون ابنتي بيدق انتقام بينكما... أرجوك أن تطلق ابنتي....و انت أخي لا تتدخل في حياة عائلتي بعد الآن.....سآخد بناتي و نذهب بعيداً.... " نظرة الخوف التي ظهرت على ملامح عبد الجبار كادت تثنيه عما كان قد قرره....لكنه سيخذلهن مرة اخرى....ابنته الكبرى ستتزوج.....زواج مصلحة بأمر من أخيه، و الصغرى حالها لا يرضي حتى عدو..... اتجه إلى الخارج...ليلحق به معاذ و يمسك بمرفقه
- " عمي... أنا آسف...."
- " لا بأس معاذ....فقط طلقها و لننتهي من هذا الأمر"
- " أنا أحبها عمي....أقسم بذلك....."نظر إليه بعدم تصديق ثم نظر باتجاه أخيه المنكس رأسه....و كأنه ازداد كبراً على كبر
- " أنت لا تعرف الحب ابني....أنت تشبهه كثيراً.... لا تعترف بالهزيمة إلا بعد فوات الأوان" سمره كلام عمه.... لا هو لا يشبهه....لا يمكن أن يشبه كثلة القسوة تلك.

*******************

كانت تبكي وحدتها.....عندما فتحت الباب لم تكن تتوقع أن ترى عائلتها مجتمعة.....بينما هي تعاني الوحدة و الظلم، كانت غاضبة بشدة لدرجة لم تدعوهم للدخول، و أشارت على شقة معاذ....لتغلق الباب....تعلم أن والدها آخر خيارٍ لها.....و متيقنة أنه سيخذلها، فهو ضعيف أمام سلطة أخيه.
دقات خفيفة على الباب جعلتها تنهض.... و تفتحه لترتمي والدتها في حضنها....كانت تبكي بحرقة، ما جعلها مصدومة لثواني، طوال حياتها لم تعانقها أبداً.... قالت من بين دموعه
- " أنا آسفة بنيتي....بسبب عدم ثقتنا بك وصلت إلى هذه الحالة...." قالت بغضب وهي تنظر لزوجة عمها....التي يظهر الخجل على ملامحها....إذن معاذ أخبرهم بكل شئ
- " تفضلا....أين هي فدوى.... " سألت و هي ترافقهما إلى الداخل
- " هل انت بخير... " سألت والدة معاذ، لتقاطعها والدتها بدفاعية
- " وكيف ستكون بخير....و ابنك.. "
- " أمي....أرجوك، أظن ان الدفاع عني جاء متأخراً جدا..." سكتت والدتها بصدمة....أحست بتأنيب الضمير و هي ترى ملامح والدتها تصبح حزينة.... " سأحضر لكما ما تشربانه...." لكن دخول والدها أوقفها....
- " ورد... تعالي" إقتربت منه ليمسك يدها، و اتجها لشقة معاذ
أحست بالخوف و هي تدخل لعرينه..... قلبها يخبرها أنهم سيرجعونها إليه، سيجبرونها على تقبله من جديد..... لكن ملامح عمها و معاذ كانت سوداء....
- " طلقها معاذ" قال والدها، لتشهق من المفاجأة و تعانقه بقوة....مسد ظهرها و هو يهمس في اذنها
- " أهذا ما تريدين طفلتي....." هزت رأسها بنعم، و هي تزيد من عناقه ....و لأول مرة تحس فعلا أن لها سند... نظرت بجانب عينها لمعاذ....كانت ملامحه غير مقروءة.... و كأنه أحس بنظراتها....رفع عيونه إليه لتسرع و تختبئ أكثر في حضن والدها
- " معاذ طلقها" كان صوت عمها هذه المرة....ضعيفاً و مهزوزاً
وقف بتثاقل ليقترب منها.... قال هامساً
- " أنا أعرف أن هذه ليست رغبتك....و أنكِ تحبيبنني أكثر مما أحبكِ....أقسم لو تدخل العالم أجمع ما كنت طلقتك..." رفعت عيونها تنظر إليه....لتلتقي عيونهما في حديث صامت....هي تعاتبه و هو يتأسف لها.... إغرورقت عيونها بالدموع.... وهي تضع يدها على بطنها... أبعد عيونه باتجاه بطنها ليقول
- " ورد.... أنت طالق"

******
يليه الفصل السادس و العشرون

Jayb and براءة ق like this.

ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 09:36 PM   #354

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
وصلت ل ١٥
صباح الفل يا موكتى
اولا الف الف مبروووووك التميز وعقبال كل رواية يا رب 😘😘😘

الفصل ١٣ و ١٤ من اجمل الفصول

خصوصا مشهد جميلة ومصطفى .. المشهد كان معبر جدا عن عفوية جميلة وخوف مصطفى وتردده .. الحادثة اللى اتعرضلها وتفهم جميلة رغم صغر سنها

جميلة بطبيعتها مشاعرها غالبة على افعالها وبها مكر انثوى محبب حتى فى كلامها .. الحوار بينهم كان جميل ومناسب جدااا لشخصياتهم

مرح ويوسف وفرح .. وها قد وقع يوسف بين اسمين يفصل بينهما حرف .. مكنش فيه مشاهد كتير لهم فى الفصلين لكن مشهد مرح وهى بتشوف فرح كانت مؤثر جدا وخاصة وهى بتطلب تبقى امها

معاذ
ده طلع حكااااااية ... متجبر اوى هذا المعاذ .. هو يعادى ابيه لكن لا يعرف انه يشبهه جدا فى الطباع والعنف والتحدى وفرض الرأى .. لم يعجبنى ما فعله مع ورد اكيد وكان من الافضل الا يقربها ولكن واضح انه سيجعلها مجرد جارية

ورد .. احلى حاجة فيها اللدغة لدرجة انى بقيت بقول كل الكلام باللدغة 😂😂
لم تعجبنى شخصيتها تماما .. كان لازم تقعد مع معاذ وتفهمه انهم فهموا غلط ورموها بالباطل وخاصة انهم الاتنين متعلمين وحيفهمها لكنها باسلوبها اكدت له كلامهم وهى بتقوله انا بحبه وحجوزه وفيها ايه .. وبالتالى هو كمان فهم غلط

بس بجد استمتعت بالفصلين جدا
الفترة دى انشغلت شوية مشعارفة اقرا كل يوم بس بإذن الله متبعاكى للنهاية 😘😘😘

دمتى بخير يا موكا 💖💖💖
ساندي... كما العادة حضورك يشرفني جداً....
و ابدا لا تعتذري، فالقراءة عملت لأوقات الفراغ لا غير....
😂😂😂😂 ضحكتيني واللذغة 😂.....
و تحليلك للشخصيات رااائع كالعادة.....شكرا لمرورك العطر


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 09:37 PM   #355

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة siaa مشاهدة المشاركة
مسا الفل ملوكة
ثلاث فصول هاديين ومن دون قفلة شريرة كعادتك... كتير استمتعت فيهم

مرح ويوسف... بتعرفي وانا بقرأ بالفصول خطرلي سؤال... يوسف ما بعرف شو اللي صار مع مرح بالتفصيل... هو بس بعرف انه اتعرضت للاعتداء من قبل مجموعة... شو رح يكون ردة فعله لما مرح تفتح إله قلبها ؟وهل شهامته وصبره اللي بتعامل معها فيهم رح يبقوا ولا رح يفقد سيطرته؟....
مرح ويوسف الاثنين بحبو بعض والاثنين بحاجة لبعض جداً... كل واحد عنده فراغ بداخله ما رح يقدر يسده إلا الطرف الثاني...لهيك علاقتهم ماشية ببطء وتروي

ما بعرف اعصب لأنه جميلة رجعت لمصطفى ولا افرح ولا أخاف... عنجد مو عارفة... لأنه فاطمة ام مصطفى مبين انها رح تقف حائل بينهم...وانا بقرأ مشاهدها ما حسيت الا انها مجنونة ومهووسة بابنها وبدها إياه الها لحالها لهيك مضى كتير من عمر مصطفى من دون انو يتعالج من مرضه لأنها ما اهتمت... بس كانت بدها تخبيه بصندوق صغير مدعية انها بتخاف عليه.... وهي لنفس السبب اختارت كاميليا حتى ينخطبوا... لأنها ما شافت ابنها منجذب لكاميليا أبداً فكان هاد يرضيها... إنه ابنها يعيش من دون مشاعر وميت الأحاسيس... جد مو عارفة هي بتحبه ولا لاء... مع انه تصرفاتها بتدل أنو لاء....
حمل جميلة انا شايفه رحمة عليهم الاثنين حتى تقوا علاقتهم اكتر ويتقربوا من بعض اكتر واكتر...

معاذ وورد... ما بعرف ليه بحس علاقتهم مريضة... الإثنين في علل فيهم ومو عارفين كيف يتعاملوا معها فبأذوا بعض من غير قصد أو بقصد.... معاذ تربى ببيئة غلط وهاي البيئة عكست تصرفاته وأفكاره... يمكن هو صح بحب ورد بس شايف من وجهة نظره أنو التعامل معها مسألة بغاية التعقيد... بيقرب منها وببعد عنها... مع انه لو وازن عقله كان توصل لحل لأنه ورد انسانة بسيطة وبتحبه... مع انها تألمت كتير من نبذ أهلها وعمها لألها واتهامهم من دون سبب... ومعاذ كان واحد منهم... إلا أنه الوحيد اللي سامحته وحاولت تظهرله قد ايش بتحبه وما جازاها إلا بالأذى....

بانتظارك يا جميل اليوم
حبيبتي سيا....

سؤال صعب جدا... لحد الآن هو متخوف يطرح التساؤل حتى مع نفسو... و مخلي مرح هي لي تبتدي مرحلة المصارحة... و اظن قريب جداً يوم السبت ستكون ليلة الصراحة الكبرى.

فاطمة مريضة للأسف...و تعلقها بابنها مو طبيعي بالمرة..... و راح تحيل حياة الإثنين لجحيم.... هي لازمها علاج، لكن هل عالمنا العربي يعترف بهذ النوع من المرض؟!

معاذ و ورد حاولوا يبنو علاقة على الأنقاض.... بدون ما يعالجو اللي فات، وهذا غلط جداً.


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 09:39 PM   #356

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس و العشرون

قراءة ممتعة 💋

***************

كان جالساً في سيارته يراقب باب منزل يوسف..... يفكر في زوجته.... أسبوعان وهي بعيدةٌ عنه....إشتاق لها جداً، رغم أن بعد ثورتها عليه كانت متباعدة روحاً عنه....لكن جسديا كانت دائماً معه......حاول أن يحدثها، يشرح لها أنه بين نارين أحلاهما مر....لكنها أصرت على عنادها..... هو لا يلومها فما رأته من عائلته ليس بقليل...لكنه يشتاق إليها.... و لبطنها التي تزداد تكوراً مع الوقت.... يريدها..... يشتاق للمستها، ندوبه تؤلمه بعيداً عنها... لا يستطيع أن يمر يوم دون أن يرسل لها رسالة....يذكرها أن تأخذ البسكويت المالح في الصباح.... و كل وقتٍ يذكرها بميعاد دوائها....يعرف أن تعاني كثيراً في حملها، لكنه سعيد أنها سترتبط به بطفلين للنهاية..... سيكونان وشمه عليها، هي امرأته هو، أم أطفاله.....ورغم أنها لا ترد عليه، و هاتفها مغلق طوال الوقت، لكنه مطمئن أنها بخير.... و في مأمن عند يوسف.

نظرت للهاتف الذي أرسله لها مع يوسف بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى و اتجاهها مباشرة لمنزل يوسف..... منذ أسبوعين و هي في بيته و مرح، لكنها منغلقة على نفسها لا تخرج من الغرفة.... خجِلة أنها عبء عليهما. رغم أن يوسف يحاول ألا يظهر ذلك....عكس زوجته التي لا تضحك أبداً.
حملت الهاتف بسرعة لتفتحه..... ثواني لتنهال عليها عدة رسائل و المرسل واحد
( إشتقت لكِ....) ( لا تنسي دواءك.... أحبك)
( طول اليوم و أنا أفكر بك....أحبكِ حمرائي) ... و تليها عدة رسائل أخرى، يحكي عن تفاصيل يومه.... ليتوقف قلبها على رسالة ( اليوم في العمل....تعرضتُ لإصابة..... ) لم تكمل بقية الرسالة، لتتصل به و قلبها يوشك على التوقف.

كان متكئاً للوراء في سيارته...... ينظر لصورتها....كانت نائمةً في المستشفى و شعرها الأحمر يحيط بها....
" حكم علي بالإحتراق...يوم عشقتك يا شُعلة ".... إهتز هاتفه، لتظهر صورتها هذه المرة بعبائتها المضحكة....و تُخرج لسانها له..... لم يصدق أنها تتصل به....فتح الخط.... كان يعتقد أنها ستعاتبه، او ربما لن تتكلم، ستقطع عليه الخط....لكنها صدمته عندما قالت بلوعة
- " هل أنت بخير.... مصطفى هل أصبت؟" لم يجبها....و هو يغلق عينيه يتلذذ بصوتها الذي اشتاقه حد الألم
- " أرجوك مصطفى.. أجبني، قلبي يؤلمني...." قالت لتنخرط في بكاءٍ مرير.
- " سلامة قلبك حبيبتي... أنا بخير"
- "أقسم أنك كذلك...."
- " أقسم لك....ثم من أخبركِ أنني مصاب؟"
- " قرأتُ رسالتك...و خفت أن تكون تأذيت "... كان يحاول تذكر عن أية رسالة تتحدث، ليضرب جبينه و هو يتذكر حادثة التمرين، عندما كان سارحاً يفكر فيها، ضرب رأسه مع عمود التمرين..... إبتسم بشيطنة، ليغير نبرة صوته...لتحمل الآلام
- " جميلة....لا أحس أنني بخير، الإصابة كانت خطرة...و قلبي يؤلمني....أرجوكِ، دعيني آتِ و أحضركِ...." قالت بهدوء
- " أنت لستَ مصاب، أليس كذلك؟"
- " قليلا فقط....لكنه يؤلمني جداً.... لأنك لم تقبليه.... " سكت يسمع انتظام تنفسها
- " جميلة؟" نادها بهمس لكنها لم تجب
- " هل تعلمين أن ندوبي خمِدت نارها فقط عندما قبلتها؟" شهقتها أخبرته أنها كانت تبكي بصمت...همس
- " كل ليلة قبل أن تدخلي حياتي....كنت أتلوى بنارها..... و كأن النيران ما زالت تلتهم جسم ذلك الطفل الصغير....أنتِ فقط من جعلها تختفي....."
- " مالذي حدث لك مصطفى؟ " سألته بصوت مخنوقٍ.... وهي تحاول ألا تبكي.... رد عليها برقة
- " عندما سأخبركِ.....أريد أن تكوني بقربي....تضمينني إليك، لأنني خائف....خائف من تلك الذكريات..." أطلقت العنان لدموعها....تبكي ذلك الطفل الذي عاش طفولةً صعبة....
- " يا ليتك معي الآن..... لأمسح دموعك كما أشتهي...."
- " كيف..." قالت تغيضه...وهي تعلم انه حُرم عليه الدخول منزل صديقه.
- " لا تختبري صبري جميلة... أقسم أن ما يمنعني عن القدوم، رغبتك فقط....فلا تعتقدي أنك بمأمن مني عند يوسف....."
- " أنت لا تجرؤ....." قالت تتحداه
- " هل تراهنين...؟" سكتت تعرف أنه مجنون و سيفعلها
- " مصطفى.... ماذا فعلت بموضوع جدتي؟"
- " ملفها الآن عند المحكمة....يبدو أنها كانت تدير وكراً للدعارة، لتتوقف مدة... ثم تحاول العودة الآن، لا أعتقد أن سنها ولا إعاقتها سيشفع لها أمام التهم الخطيرة الموجهة إليها....و ذلك النذل أحد زبائنها، لكنه خرج بكفالة...." اضطربت أنفاسها و هي تتذكر المسمى سعيد.... أحست بألم أسفل بطنها لتئن بضعف
- " هل أنتِ بخير؟ " عرفت قصده.... لكن ما تُحسُّ به في قلبها... أكبر
- " لا أعرف.... أحس بفراغٍ..... و كأنني وحيدة "
- " لا تقولي ذلك حبيبتي.... أنا معك...." قال بثقة
- " لم أعد أعرف.... مصطفى.... صدقاً لم أعد أعرف...." لتغلق الخط....و تنخرط في بكاءٍ مرير.... أصبحت أتفه الأشياء تجعلها تبكي، دخلت عليها مرح بالعشاء.... لتمسح دموعها.... و تتظاهر بالنوم


دقات على زجاج النافذة...... أيقظته من تحليل كلماتها....هل خسرها؟ بعدما كان منارتها صارت تتخبط بعيداً عنه...... أنزل زجاج النافدة وهو يلمح يوسف، الذي قال بفكاهة:
- " يا قيسَ زمانك.... ماذا تفعل مجدداً هنا؟" صاح مصطفى بغضب....و هو يقول بغيرة
- " إضحك....فزوجتك تنام بين ذراعيك كل ليلة....وأنا المسكين المحروم هنا....." ليزفر بإحباط.....و عيونه تحدق في الجهة المقابلة حيث زوجته.....

- " هذا لأنني أعرف كيف أتعامل مع النساء.... ولستُ جلفاً مثلك...." نظر باتجاه المنزل المقابل لمنزله " هل رأيت صاحبه؟ " هز مصطفى رأسه.... ليقول بهدوء
- " غداً سيصبح ملكاً لها و لأطفالنا.....أريدها أن تعرف أن لها مأواً خاصٍ بها.....لا أعرف لماذا لم أفكر في ذلك من قبل" ربت يوسف على ذراعه....التي تستريح على نافذة السيارة
- " خطوة جيدة.....رغم أنها متأخرة.... لكن أن تأتي متأخرة خيرٌ من ألا تأتي أبداً..... " مرر يده على جبينه بتعب ليقول "هل تعلم أن خال مرح يحتضر، و أخبرني أنه يريد رؤيتها؟؟.... لا أعرف كيف سأخبرها بالأمر.... كيف تظن...." سكت لينظر لصديقه الذي كان مركزاً على جهة منزله..... ولا يهتم بما يقول.... قال غاضباً
- " مصطفى.... " ليسكته هذا الأخير و هو يهمس
- " ششش....لا تلتفت....أظن أن هناك رجلا يستقصد بيتك.... فقد لاحظت أنه مر أكثر من مرة..... وفي كل مرة يقف ينظر إليه....بطريقة مريبة" أحس يوسف بالرعب.... مرح و جميلة فقط من يوجد في البيت....قال مصطفى بعملية وهو يعيد تشغيل سيارته
- " لا تذهب مباشرة لمنزلك.....إذهب بهذا الإتجاه....و أنا سأذهب بالإتجاه المعاكس.....لنحاول محاصرته بيننا" وافقه يوسف بهزة رأس ليسلمه محفظة حاسوبه..... ثم اتجه كما اتفق مع مصطفى.... لمح الرجل الذي كان متوقفاً مباشرةً أمام منزله.....ونظراته مسلطة عليه.....بعد أن تحرك مصطفى بسيارته.... أسرع يوسف باتجاهه، ليهرول الرجل باتجاه باب الحي....لكن سيارة مصطفى أوقفت تقدمه....أمسكه يسنده من الأمام على سيارة مصطفى
-" أيها الحقير.... ماذا كنتَ تفعل أمام منزلي.... " ضغط عليه بقوة...و مصطفى يقف بجوارهما.....و مستعد لأي توقف بينهما....ليقول الرجل بصوت مرتجف
- " أنا...أنا أحمد الوفاق.... أبُ مرح..." أداره يوسف بقوة.....ليُسْمَع صوت ارتطام ظهره بالسيارة
- " تباً.... " لعن بقوة و هو يبتعد عنه.... صاح بغضب وهو يمسك بتلابيبه
- " ماذا تفعل هنا؟" كان مختلفاً عن الرجل الذي التقاه سابقاً... كان يبدو أكبر عمراً و أنحف....يكاد لا يتعرف عليه أبداً.
- " أريد رؤية ابنتي...." قال بصوتٍ كسير
- " ابنتك.....ابنتك، بعد أن أردت أن تعيدها لذلك.... " سكت عندما تذكر أن جعفر في عداد الأموات " أستغفر الله " همس...... ليقول بهدوء " إبنتك قد ماتت سيد أحمد .....هيا مصطفى " تحرك باتجاه منزله، لكن أحمد الوفاق أسرع يمسك بيده.... يريد تقبيلها لولا أن نفضها بعيداً...
- " أرجوك سيد العالمي.... أريد أن أراها...أن أطلب منها السماح.... و أخبرها أن أختها قد ماتت " قال ليخر على الأرض يبكي.....وهو يتذكر ابنته الصغيرة.... التي ماتت بعد شهور من المرض، مرضت مباشرةً بعد انتقالهم للمنزل... بحمى قاتلة.... و كل ما تهذي به هو إسم شقيقتها الكبرى " مرح" رغم أنه اصبح أباً لذكر....إلا أن حزنه على بناته أنساه لهفة رغبته بمولود يحمل إسمه...."أتوسل إليك"
إقترب منه يوسف يوقفه...... ليقول
- " سأخبرها.....وهي من سيقرر، و عليك أن تحترم رغبتها...."ثم سار مبتعداً....يلحقه أحمد و مصطفى يتجه نحو سيارته مغادراً.

دخل للمنزل.....ليلمح مرح خارجةً من غرفة جميلة....تحمل صينية عشاء..... إقترب منها، ليأخذها منها.... همس وهو يقبل وجنتها بحرارة
-" كيف حالها؟ "
قالت بعد أن عادت دقات قلبها للإنتظام.....فاقترابه منها كان مهلكاً لمشاعرها..... لمسةٌ منه..... تجعلها تدوب و ترغب بالمزيد منه.....لكنه توقف عن تقبيلها و هي توقفت عن المطالبة بها.....فكبرياؤها كأنثى يمنعها من الذهاب إليه و مطالبته.....بجرعةِ مسكنها.
- " هي ليست بخير.....الغثيان قد زاد كثيراً.... وهي لا تفعل شيئاً سوى النوم و الإستفراغ....أخاف أن يصيبها مكروه.... " رن هاتفه ليضع الصينية على الطاولة القريبة منه و استنذ على الأريكة ليجذبها معه....يحاصرها بيده... همس وهو يتحقق من المتصل
- " أعرف علاجها.....نعم مصطفى..... " سكت قليلا يلعب بأصابع يد مرح....ليقول بتوثر " دعه هناك قليلا....و إبقى معه.... ريثما أخرج" أنهى المكالمة ليقربها منه.....قال قبل أن يستلم شفتيها
- " إشتقت إليك كثيراً.... كثيراً " قبلها برقة.....كأنه يخشى من خدشها..... إبتسم بسعادة و هي تتجرأ على إحاطة عنقه بذراعيها....تقترب منه أكثر بحميمية لطالما حلم بها....
كانت تحس بقبلته وكأنه يحاول حمايتها من شئ ما.....لكنها حاولت أن تُظهِر له أنها لا تخشاه....هو ملاكها..... " أنت ملاكي يوسف.... ملاكي أنا فقط " لم تعرف أنها نطقت بها.... إلا حين وقف بقوة....يطل عليها.... و يقبلها بقوة... إستقبلتها بترحابٍ.
مشاعرهما كانت تظهر على ملامحهما.... كان يستند جبينه على جبينها بتعبٍ......وكأنها مركز ثقله..... قوته تكمن بها.
- " ماذا هناك يوسف.....فقط أخبرني" همست وهي تمرر يدها على لحيته.....تتخللها بأصابعها....فتح عيونه ليقول بدون مقدمات
- " والدك هنا....." نظرت إليه برعب...لتلتفت تنظر حولها
- " هنا....هنا....ماذا تعني أنه هنا؟" وضع ذراعه على عنقها يغرسها في حضنه بقوة....
- " لا تخافي.....يريد أن يطلب منكِ السماح.... و يخبرك... " سكت لينظر في عيونها....."أن أختك ماتت" حبست أنفاسها....تنظر إليه، تتأكد من صحة ما يقوله من خلال نظراته.....وضعت يدها على فمها.....لا تريد أن تسأل من منهن، فرغم كل شئ هن اخواتها من أبيها....و رابط الدم أقوى من كل خلاف حدث بينهن يوماً.... إندست أكثر في حضنه.... تخشى السؤال...لكنها همست بحزن
- " من؟! "
- " لا أعرف حبيبتي.... هو لم يخبرني " قالت وهو يمرر يده على ظهرها
- " إنا لله وإنا إليه راجعون.... " همست بحزن
- " هل أدعه يدخل؟! " حركت رأسها بتعب.... و هي تبتعد عنه.....لكنه لم يسمح لها
- " هل أنتِ متأكدة؟ .... يمكنني أن أطلب منه المغادرة " نظرت إليه بامتنان....فهو لا يتوانى على إشعارها أنها الأهم عنده.....
- " لا.... أريد أن أراه....أحتاج أن أعرف ذنبي ليعاملني بتلك الطريقة" وقبل أن تتحرك قال
- " هل تسمحين لمصطفى.... أن يدخل لرؤية زوجته....فحالته أسوأ من حالتها..... و كأنه الحامل و ليس هي" ابتسمت له بتوتر .... لا تريد أن تحسسه أن عقدة الأصدقاء مازالت تؤرقها، لكن طوال الأشهر السابقة، لم يتوانى مصطفى عن إظهار تشجيعه لها، حتى القضية التي أُغلقت، و عُلِّقت بموت زوجها....مازال يضع أصدقائه تحت ناظريه، ينتظر فقط هفوة منهم ليجعلهم يدفعون الثمن
- " بالطبع...." قالت و هي تلتفت عنه....كي لا يرى ملامحها، التي أصبحت مقروءة له....
- " ليس عليك أن تمثلي أنكِ لست مرعوبة من الفكرة مرح.... أنت تخصينني الآن....و أقسم أن أدفن من يحاول جرحك... "
- " أعلم حبيبي.... " قالت بخجل، لتستطرد بقوة تحاول مداراة احمرار و جنتها....ما جعله يبتسم " دعه يرى زوجته....فحالتها لا تسر عدوٌ.... و أخبره أن يجبرها على الأكل........ سأذهب لأغير ملابسي... "


*******************

إلتفت باتجاه مقعد السائق ..... ليلمح حاسوب يوسف الذي سلمه له سابقاً.... ليعود أدراجه، و يجد اب مرح مازال واقفاً على الباب
- " السلام عليكم... " قال وهو يقف بجانبه
أخرج هاتفه يطلب من يوسف الخروج.....لكنه طلب منه أن ينتظر مع الرجل...... بعد نصف ساعة، انفتح الباب، ليطلب يوسف من الرجل أن يدخل....ليلتفت إليه
- " مصطفى دع الحاسوب فوق الطاولة... " و أشار إلى طاولةٍ بجانب الباب " و ادخل.... زوجتك تنتظرك بالغرفة " وقف كالصنم.... يحاول أن يستوعب.... يوسف الذي منعه سابقاً بشدة، يطلب منه الذهاب لرؤيتها
- "أغلق فمك يا رجل.....لا تعتقد أني أخون عهدي لها لأنك أخي....فقط لأنها لا تأكل، و حالتها النفسية ليست بخير بعيداً عنك...." اهتزت حدقتا مصطفى رعباً.... ليدخل المنزل، لكنه وقف في الردهة ينتظر أن يدله يوسف على الاتجاه الذي سيسلكه....
- " إذهب يمينا....الباب الثاني بعد الصالة...." ضحك يوسف و هو يلمحه يجري كطفلٍ صغير...." يا إلهي.... أنت حقاً مجنون جميلة"


دخل بهدوء ليتشنج جسد جميلة.....الذي كان متكوراً على نفسه..... أغلق الباب بهدوء ليتجه إليها، سمع شهقتها، ليلعن نفسه أكثر، إستلقى على الجزء الآخر من السرير....و جذبها لحضنه.....لم تقاومه....لكن شهقاتها ازدادت حدة.
- " ششش حبيبتي.... أنا هنا" همس وهو يقبل أعلى رأسها
- أنا وحيدة مصطفى.... " قالت بين شهقاتها.... جذبها برقة لتنام على ظهرها.... قال وهو يعلوها
- " لا تقولي ذلك حبيبتي.... أنا هنا، أطفالنا كذلك" قال وهو يمرر يده على بطنها
- " أنا أحس بفراغٍ في قلبي....أنت لا تحبني"
- " أقسم بالله أنني أعشقكِ جميلتي.... أنت الحياة بالنسبة لي.... دعيني فقط أريك إلى أي درجةٍ أحتاجكِ....." أنزل رأسه باتجاهها.....يقبلها برقة، يخبرها مدى حبه لها..... لتنسجم بلا إرادةٍ مع لمساته..... كان يبثها حبه و عشقه
- " أنا دائماً أعشقك مصطفى.....لكني مازلت أكرهك أيضاً "
- " إكرهيني.....فقط كوني معي....ولا تتركيني" قال وهو يحس أنه عاد للحياة و هي بين ذراعيه..... همست تترجاه، تريد أن تحس أنها محبوبة....أن شخصاً في الوجود يهتم لها
-" أخبرني... أنك تحبني.....و دائما ستحبني" إبتعد عنها قليلا، ينظر إليها و إلى بشرتها الموردة...... و التي أصبحت حمراء من خدش لحيته...... كانت رائعةً، و كأنه أول مرة يلمحها، زمجر و هو يعود إليها.....يبثها أشواقه، و عشقه لها.... بعد مدةٍ طويلة.....إستيقظ على لمساتها على طول ندوب ظهره
- " مرحباً.... " همس بتعب وهو يبتسم لها، نزلت تقبل نذوبه....لتقول
- " لا أعلم مالذي يحدث لي.....أنا أكره إحساسي هذا....يجب أن أكرهك....و ليس أن أحبك أكثر.... كل هذا بسبب بناتك..."
- " ماذا؟!" قال بصدمة...التي تحولت لغضب...ليجلس بقوة
- " بناتي؟!....متى عرفتِ بذلك؟؟!" أبعدت نظراتها التي تحمل الذنب.... عن نظراته
- " منذ أسبوع..... ذهبت للطبيب مع مرح و هو أخبرني أنني حامل بطفلتين...." قالت بتوثر
- " هل تمزحين معي جميلة.....تعرفين أهمية ذلك بالنسبة لي.....لا يحق لكِ أن تستثنيني من حدث مهم كهذا....." قال بغضب و عيونه السوداء تصبح أكثر قتامة....أعطاها ظهره.... يلبس ملابسه.....لكنها تعلقت بعنقه....وهي تهمس تترجاه
- " أرجوك حبيبي لا تغضب.....لم أقصد ذلك..."، لكنه غاضب بشدة....هي دائماً ما تقصيه عن أهم لحظات حملها
- " بلى جميلة.... كنتِ تقصدين....هذا جزء من عقابك لي...و كنت راضٍ عنه من قبل.....لا تعرفين العذاب الذي عشته بعيداً عنك....و أنا أفكر في الأسوأ.....لم أكن أنام..... "
إستدار ينظر إليها....و هو يبعدها عنه
- " لا يحق لكِ.....أن تعاقبيني بحرماني من لحظاتي الأولى كأب.....لا يحق لك أبداً..... " أمسكت بيده تمنع وقوفه.....لتقترب منه بجرأة.... تقبله، وهي تهمس بأسفها.... ضعفه و عشقه لها جعله يستسلم للمساتها....رغم أن الغصة في قلبه لم تختفي.....حاول ألا يكون معها عنيفاً.... لكنه غاضبٌ منها.... وهي تقبلت ذلك بصدرٍ رحب.
الساعة تكاد تصل للفجر..... جلس ينظر إليها.... جمالها الفتان يجعله يُسبح كل مرةٍ للذي خلقها.....للآن لا يصدق أنها امرأته....يعشقها بكل صفاتها....بطفوليتها، أنوثتها...بطيبوبتها و قسوتها..... مزيج متناقض... مزيج بين النار و الماء.... تلسعه بقوة لتبرد مكان اللسعة و كأنه لم يكن.
أحس بالغضب من نفسه، و هو يمرر يده على أثرٍ مؤلم في جهة صدرها..... وكأنه يحاول عقابها.... وضع يده الضخمة على بطنها.....ليغلق عيونه برهبة... بعد أقل من ستة أشهر ستشرفه شعلتان.... سيصبح كالمجنون و هو يحاول أن يسيطر عليهن..... إبتلع ريقه وهو يتخيل حاله و هو محاط بثلاث فاتنات..... يفكر جدياً بحبسهن..... فقلبه لن يتحمل، أن يتضاعف ما يكنه للحمراء ثلاث مرات....قبلها، ليخرج بهدوء.

إلتقى بيوسف يجلس في المطبخ....ليبادر ما إن لمحه
- " صباحية مباركة.... يا عريس...." احمر مصطفى خجلا....و هو يتمتم بالتحية، كان مرتبكاً....و يشعر بالخجل من يوسف....الذي قهقه.... عالياً
- " إهدأ يا أخي....فأنا أعرف أنك عريس مع وقف التنفيذ... "... قال مصطفى بغضب مصطنع يخفي ارتباكه
- " هل ستتوقف عن مزاحك الثقيل و تتركني أذهب لمنزلي....." لم ينتظر إذنه...و خرج قاصداً شقته...و يفكر بحلٍّ جدري مع الحمراء.

إلتفتَ حيث تقف زوجته...... كانت ذابلةً، و عيونها متورمةٌ من البكاء، يعرف أن المقابلة لن تكون سهلة عليها....أشار لها أن تتقدم نحوه..... لتلبي نداؤه....أسرعت تندس في أحضانه....لتقول بصوت أجش من البكاء
- " لقد ماتت ليلى" كان يمرر يده على شعرها الأسود.... تشبثت به بقوة.... كانت تُحس و كأن أي شخص أحبته يذهب بعيداً عنها.... ولا تريد ليوسف أن يكون التالي.

مازالت تتذكر ليلى أختها الطيبة.....التي لم تتوانى في الدفاع عنها رغم سنها الصغيرة.....و دائماً ما كانت تقاسمها حصتها من الأكل.... تذكرت أول دخولها على والدها..... كان هزيلا و كأن السنوات ما مرت على آخر لقائهما و ليست فقط أشهر..... ابتسم لها بارتباك و هو يتمتم
- " مرحبا إبنتي.... كيف حالك؟ " كان يمد يده نحوها.....نظرت إليه ببرود لتقول
- " من؟ " أبعد يده بإحباط.....ليقول رداً على سؤاله
- " ليلى...." إرتخى جسدها لتسقط على الكرسي وراءها.....
- " أصابتها حمى شديدة..... ولم تسلم منها، كانت تهدي باسمك حتى فارقت الحياة....كانت متأثرة بما حدث لكِ" قال والدها.......كانت مصدومة، ليلى تلك النسمة لم تعد معهم في الوجود... وقفت مغادرةً و عيونها تغشاها الدموع....
- " مرح.... " همس والدها، لتلفت إليه بعنف
- " ماذا تريد؟.... أنا سامحتك، لكن لا أريد رؤيتك مجدداً.... ليلى التي جمعتنا يوماً قد ماتت، هي الوحيدة و يوسف من أدين لهما بحياتي....فقط هل تسمع.... فقط" قالت بصراخ..... هرع إليها يوسف يمسكها، و يحاول أن يهدئها..... لكنها كانت فاقدةً للسيطرة على أعصابها
- " هي رحمة من الله.... نعم، رحمةً بها أخذها لمكان أفضل، بعيداً عنكم....كلكم السبب، أنتم السبب في موتها أنتم السبب في قتلي، كلكم مجرمون..... سنلتقي أمام الله، سأخبره بكل ما فعلتم بي....سأخبره أنك طعنتي، قتلتني مئة مرة.....سأخبره بكل شئ....أقسم بذلك....أقسم..." كانت تعيدها و يوسف يحضنها بشدة.... إلى أن أختفى صوتها في حظنه.....ولا يُسمع إلا أنينها.....و شهقات والدها....كان يبكي بحرقة لا تناسب رجل في عمره....وهو يتمتم
- " سامحيني.... أرجوكِ سامحيني"
كان يوسف يهمس لها بكلماتٍ مهدئة......
- " لقد قتلوني يوسف.... بعثروني.... "
- " و أنا هنا لألملم شتاتك حبيبتي.... أنا هنا"
هدأت ليفلتها قليلا.....إستدارت قليلا....وهي ما زالت متشبثةً بذراع يوسف
- " إذهب أبي....أنا أسامحكم كلكم.....ليس من أجلكم بل من أجلي أنا.... فأنا أستحق"
لمستُ يوسف أرجعتها إلى الحاضر....

- " حبيبتي... مازال الوقت باكراً.... لما لا تعودين للنوم بعد الصلاة... فالجلسة لن تكون إلا بعد الظهر...."
- " أنا بخير.....سوف أقوم بتحضير بعض المخبوزات...."
دائماً ما تلجأ إلى هوايتها كلما أحست بالضيق..... تحاول ألا تجعل الأفكار السوداء تسيطر على تفكيرها..
- " إذهب للصلاة... سأجهز لك فطورك " قبل جبينها، لينهض حاملا إياها....
- " سأشتاق إليكِ....." قبلها....وضعها أرضاً.... لتقول بهمس و هي تحاول تمالك أنفاسها....
- " و أنا...."

****************

بينما هي تلوم نفسها....لم يتوانى عن بدء حياته...كانت تنظر عبر نافذة منزل العائلة.... التي اتخدوه للسكن..... و دموعها تجري....وهي تتذكر ما حدث قبل أسبوع..... عندما ذهبت مع والدها لميعاد الفحص الدوري..... إلتقت به يتضاحك مع أخرى، بكل أريحية و كأنه لم يدمر عالمها للتو..... وقفت تنظر إليه بصدمة، و رغبة بقتل تلك التي تلتصق بذراعه، و بكل صفاقة إقتربا منهما
- " السلام عليكم عمي.... كيف حالكم" قال دون أن يهتم لها او ينظر باتجاهها
- " بخير إبني....كيف حال والديك...." أجابه والدها بهدوءه المعتاد
- " لقد غادرا للقرية....منذ ذلك الوقت لم أسمع أخبارهما" قال، ليلتفت إليها....ومضت نظراته، ليختفي فجأة كما ظهر فجأة....و هو يرى بطنها الظاهرة من بلوزتها الضيقة.... بلع ريقه ليقول بهدوء مصطنع....عكس ما يعتمل في نفسه....كانت قد اكتسبت وزناً إضافياً.... و بطنها الظاهرة زادتها فتنة....
- " كيف حالك يا...." سكت قليلا ليستطرد.... يحاول أن يخفي توتره " يا ورد..." أغمضت عيونها....لتنفلت دمعة من عينها....تبعها بحرقة إلى أن استقرت بجانب شفتها....كان يتمنى أن يمسحها بشفتيه.... و يقبلها إلى أن يبدل دمعتها لفرح.... لم تجب في بادئ الأمر....حتى ظن أنها لم تستمع لسؤاله....فتح فمه ليعيد السؤال لكنها أوقفته و هي تشير إلى علا الواقفة بعيداً عنهما.... و هي تتمسك بيد والدها
- " بالإذن...رفيقتك يبدو عليها الإستعجال، و نحن لا نريد تأخيرك أكثر.... " تقدمت للمصعد و هي تستند بتعبٍ على والدها.... المصدوم من تصرفاتهما....إن كانا عاشقين لهذه الدرجة، مالذي يجعلهما يكابران.... وقفت تنظر للأرقام التي تمر على لوحة أعلى المصعد.... و والدها واقفٌ وراءها..... فتح الباب لتدلف بهدوء.... لكنها صرخت برعب و جسدٌ يندفع نحوها و يدخلها بقوة للمصعد.... عرفت أنه معاد.... و هو يقول لوالدها
- " أعتذر عمي...."
أحست بالغضب و والدها يشير له برحابة صدر.....رفعت حقيبة يدها و هوت بها على رأسه
- " أيها الغبي.....ألا ترى أنني حامل، و تصرفاتك الأغبى منك لا تناسبني" كانت تضربه و هو واقف ينظر إليها.... لتنهار في بكاءٍ مرير.... حضنها بقوة.....و يحاول أن يهدئها
- " إهدئي ورد.... " همسته جعلته تنفعل أكثر....
- " إبتعد عني...أنت لم تعد زوجي... " قالت و هي تحاول ألا تبكي مجددا
- " مازلت زوجتي ورد....العدة لم تنتهي بعد.....ما زلت أستطيع أن أعيدك إلي" أبعدته بعنف، لتصرخ بأقصى طاقتها
- " تعيدني.... هل أصبحتُ دمية بين يديك....أنا لا أريدك في حياتي.... إذهب إليها أيها الخائن.....إذهب لا أريد رؤيتك مجدداً "
- " أنتِ من سعى إلى طلب الطلاق.... " قال بهدوء وهو يحدق بها
- " أنت لم تتشبث بي.... طلقتني فقط لأنني طلبت ذلك، لم تقاوم".... مرر يده على شعر رأسه بحيرة، لم يعد يفهم أي شئ، هل كان تحت اختبار و فشل أم ماذا؟
- " ماذا تريدين ورد و سأنفذه...." حاصرها في زاوية المصعد.... فتحت فمه تنوي إخباره، أن يعود إليها.....هي تشتاق إليه، حتى عائلتها لم تستطع أن تملأ فراغه في حياتها.... لكنها أغلقت فمها، لتقول بهدوء
- " لا أريد شيئا معاذ.... فقط إبتعد عن طريقي..."
حاصرها أكثر....لينزل و يقبلها بقوة....ليقول بعد أن تمالك نفسه
- " ولكِ ما تريدين... الآن فقط" قال بهدوء ليضغط على زر المصعد....الذي انفتح و خرج.....كانت تنظر لظهره إلى أن انغلق المصعد مجددا.

وضع والدها عليها اللحاف....لتمسح دموعها بظهر يدها.... و استقبلته بابتسامة هادئة
- " حبيبتي... أنتِ أقوى من أن تجلسي تتحسرين على الذي فات... " نكست رأسها بخجل، فلأول مرة يحدثها والدها بهذه الحميمية... رفع وجهه بأصبعه ليمسح دمعتها قائلا
- " كنتِ دائماً فخري....الولد الذي لم أنجبه.....عندما أراكِ تجابهين عمك بقوة..... أفتخر....." مد لها بكأس الحليب ليستطرد " أنت مزيج بيننا....قسوته التي تربى عليها....و حنيتي التي تسيطر علي، فلا تجعلي جانباً يغالب الجانب الآخر.....وازني بينهما لتستطيعي التعامل مع معاذ...." قاطعته
- " لكني لا....." وضع يده على يدها.... لتسكت، وهو يشير لخاتمه الذي لم تنزعه بعد
- " حبيبتي.... أنت تحبينه و هو كذلك....و الشهر الذي مر لم يمر يوم لم يسألني عنك....." لمعت عيونها ليبتسم..... " هذا ما أتحدث عنه.... عيونك لا تستطيع أن تنكر.... " ابعدت نظراتها عنه لتقول بخفوت
- " أنا لا أعرف كيف أتعامل معه.... "
- " ما رأيكِ أن تبدآ من البداية.... تعارفا على بعضكما....إكتشفا نقاط القوة و الضعف في شخصيتكما.... التقيا في نقطة وسط.... "
-" أنا لا أعرف كيف.... " همست بحزن
- " هو طلب مني أن أسألكِ إن تقبلين دعوته غداً على العشاء " نظرت إليه بصدمة ليهز رأسه ضاحكاً
- " أنا أيضاً كنتُ يوماً شاباً..... لكن لا تخبري والدتك " قال بفكاهة.... ضحكت ليعانقها بقوة.... وهو يخبرها إلى أي درجة هو آسف أنه لم يكن بجوارها سابقاً.


****************

صوت المشرفة جعلها ترفع رأسها.....لتفطن أن دعاء الإفتتاح قد توقف.....لكن السكينة التي يحملها لقلبها ما زالت تحوم حوله....تتذكر دورها في إلقاءه.... كانت ساكتةً، تنظر للنساء حولها.... لا تعرف ماذا تقول....إحدى زميلاتها ضغطت على يدها و هي تهمس " تكلمي مع الله....إنسي وجودنا حولك" لتغلق عيونها و تبدأ مناجاتها له.... لن تنسى أبداً الشعور بالسعادة و الفخر و هي تتشارك معهن دعواتها....فالحلم واحد.... أن يستبدل الله همهن بفرجٍ قريب.

- " دعاء رائع كلثوم....جعله الله في ميزان حسناتك.... وقبل البداية كالعادة، لا يجب أن ننسى أن الله لا يبتلي عبداً إلا ليجازيه....من منكن ستشاركنا رحلتها اليوم" عم الصمت.... لتسمع سلمى التي تقابلها.... تجلس بصعوبة لانتفاخ بطنها الكبير....
- " مرح " التفتت الرؤوس إليها.....لكنها لم تبعد عيونها عن سلمى.... تلك الطفلة التي علمتها أن الإرادة تنبعث منا.... لم تستسلم، وهي الحامل في شهورها الأخيرة....تسعى أن ينال والدها أقسى العقوبات، شاركت في مظاهرات لتغيير قانون الإغتصاب في المغرب.... لم تترك مجلساً حقوقيا إلا و حكت عن قصتها التي تحولت لقضية رأي عام....ليعاد البث في محكومية والدها.....و يحكم عليه في الإستئناف بثلاثين سنة عوض عشر سنوات....... رغم أنها كانت تطمح للإعدام، لكنها تنفست قليلا الصعداء، فهو سيكون بعيداً عنها و هي تعيد ترتيب حياتها..... خططت لكل شئ، بعد ولادتها.... ستسلم طفلها لإحدى الجمعيات، و ستواصل نضالها.... و ستجعل من قضيتها مُنطلقها....إن لم تكن بالقوة الكافية لتغيير ماضيها....فهي قادرة على تغيير مستقبل أخريات....
حركت سلمى رأسها تشجعها.....لكنها غفلت عن ومضة الرعب التي ظهرت في مقلتي مرح....
- " مرح هل أنت مستعدة للحديث.... إن لم تكوني كذلك فلا بأس " قالت المشرفة بحنية
- " أنا.... أنا أريد ذلك.... لكن...." نظرت إلى سلمى التي ابتسمت لها بتشجيع.... لتهز رأسها موافقةً.... بعد نفسٍ طويل قالت بهمس مرتجف
- " أنا مرح...." إهتزت القاعة بصوت الجالسات
- " مرحباً مرح" رفعت نظراتها تمررها فيهن....أغلبهن استمعت لقصصهن، تختلف نظرتهن باختلاف مدة تواجدهن في هذا المكان.... لترجع نظراتها لسلمى
- " ربما لستُ قديمةً هنا.... لكنه مر شهر و أنا مستمعة....شهر و أنا أستنبط من كل حكاية موعظة....شهر و أنا أعرف إلى أي درجةٍ أنا محظوظة..... شهر لأعرف أن المجتمع لم يخذلني كما كنتُ أعتقد....أنا من كانت ضعيفة، و متخاذلة........ أنا تعرضت للإغتصاب من طرف خمسة.... " سكتت لتبتلع ريقها " من طرف خمسة أشخاص، و من بينهم زوجي.... الذي كان قبلها يقوم باغتصابي يومياً....رغم ذلك لم أسعى لتغيير الأمر....." وجهت كلامها لأقصى اليسار حيث بشرى" تعلمت من بشرى.... القوة في قول لا....حتى لو جاءت متأخرة فأنا سأقول لا لكل شئ لا أريده " نظرت إليها بشرى بامتنان....تلك المرأة السمراء جداً.... في منتصف الثلاثين التي تمردت على عادات و تقاليد أجبرتها على الخضوع لزوجٍ سادي... يتفنن بممارسة ساديته و شواذه عليها....هربت لجمعية نسائية لتتكفل بخلعها ثم معاقبة الجاني....والآن تعيد ترميم نفسها.
طال سكوتها لتقول وهي تنظر لناديا...التي رافتقها لكل جلساتها....ليست كطبيبة بل كضحية سابقة للإغتصاب
- " و تعلمتُ من ناديا أن الزواج حب و مودة.....صداقة قبل كل شئ......" سكتت قليلا لتقول بصوتٍ كسير.... و كأنها تستهزئ من مرح القديمة " كنتُ أعتبر الزواج هو حل لكل المشاكل...... إرتضيت بأقل الأشياء و لم أشتكي.... و لأنني لم أثور كان يتفنن بتعذيبي....." تغيرت وثيرة تنفسها لتقول بصوت موجوع
- " منذ اليوم الأول و أنا أتعرض للإنتهاك بأبشع الصور...." إبتلعت ريقها، و هي ترفض أن يعود عقلها إلى هناك....حيث الألم، و الذل.....لكن هيهات....و الذكريات تهاجمها بضراوة، تتذكر الفستان القصير الذي كانت ترتديه....و الذي أصبح بعد فترة قصيرة مجرد قطعة قماش....لهثت أنفاسها و قلبها يضطرب بعنف.....و كأن الآلام مازالت طرية، تحس بكل جسدها يؤلمها.....و دماؤها تسيل....كانت تنزف ولا معين لها.....و جسده مستلقي بجانبها، تخاف أن يستيقظ مجدداً..... ليواصل انتهاكها، كانت تحاول أن تكتم نفسها و بكاءها كيلا تجعله يستيقظ....فتحت عيونها بقوة، لتقول ساخطةً بقوة... وهي تضرب فخذها " كنت أفكر كالغبية ألا أجعله يستقظ و لم تأتني الفكرة أبداً في تغيير ذلك....." أخذت نفساً طويلا....لتهدئ نفسها.....فما حدث قد ولَّى، لتقول بهدوء
- " بعد تلك الليلة، لم أستطع أن أتركه يقترب مني.....كنت خائفة و مشوهة.....و الآلام تكاد تفتك بي.....كنت أقاتله ألا يقترب مني....و كنتُ أستسلم بعدما يهدُّ جسدي بالضرب، لأتركه يعاشر جثة.....كلما أتذكر الليلة الأولى أصبح كتلةً متجمدة...... ثم جاءت الأيام التي كنتُ فيها مستسلمة و بدون شخصية، فقط كي أسلم من الضرب، فجسدي لم يعد يحتمل..... لأشهر تحملت الإهانات و الطعن في أنوثتي، كنتُ ألوم نفسي و أنا أرى أزواجاً يعيشون بطبيعية....." إبتسمت بحزن لتقول " كنتُ أقول عن العلاقة الطبيعية...... هي المبنية على استسلام المرأة و آلامها مقابل سعادة الزوج، لهذا صبرت كي أنقذ زواج.....فاشل من البداية..... و كأن الأمر كتب علي و يجب أن أعيشه بحذافيره.....ما حدث بعد ذلك كان متوقعاً حصوله....لو فقط جلستُ مع نفسي و حللت الحياة التي أعيشها..." رفعت نظراتها تنظر إليهن " كنت سأعرف أن نهايتي ستكون كذلك......ماذا سأنتظر من زوج مخمور كل ليلة، مدمن مخدرات، و لا يعرف حتى اتجاه القِبلة....إنسان لا يتقي الله في نفسه و كنت أريده أن يتقي الله فيَّ ....." سكتت.... سكوت إمتد لدقائق، قلبها ازدادت ضرباته.....لتتحرك يدها باتجاه بطنها......و كأن تعيش ذلك الإحساس مرةً أخرى " في ذلك اليوم، سمعت لأول مرة دقات قلب طفلتي....أحسست بشعورٍ رائع، وكأنني احلق في السماء الصافية....و كأن كل شئ بخير، اول دقة سمعتها، ضخمت قلبي أضعافاً....و جعلت الإيمان بالحياة يتسلل إلي، بعدما فقدته طوال الثلاثة أشهر الماضية.....في دقائق كنتُ قد خططتُ لكل شئ من أجلها، ستكون لي مصدر قوة...و أكون سندها....." شهقت بقوة....و كأنها كانت تختنق....لتقول " لم أكن أعلم أنني أستقلبها و أودعها في نفس اللحظة....." تغيرت نظرة عيونها إلى الغضب و هي تقول " إتصلت....به.....ليرافقني عند الطبيبة....لأعلم أنه عاد لمجالستهم.....و عاد لمعاقرة السموم معهم.....لم يكن قد توقف في الفترة التي بعد عنهم، لكنه كان يحاول .... لم يكن يضربني أو يطالب بحقوقه، كانت فترة راحةٍ بالنسبة إلي، ما جعل يقيني يزداد أن حملي سيغير حياتنا...." إرتعش جسدها و هي تقول بهمس " دخلت المنزل....لأجده مظلماً، خانقاً بالدخان.... حاولت التراجع لكنني اصطدمت بأحدهم....كان عائداً إلى الشقة....ليدفعني داخلها، كنت أبحث بين الوجوه عن زوجي.... أنتظر أن يخبرهم أنه وقت الخروج، فزوجتي الحامل قد عادت.....لكن كل ما فعله... أن حاول النهوض بتثاقل ليسقط أرضاً .... و تنطلق موجهة الضحك....من أصدقائه....سأله أحدهم و هو يقترب مني....
-" هل هذه الجميلة زوجتك... " ليجيبهم بذهنٍ غائب
-" نعم....لا.... ربما....لم أعد أذكر" ليزداد صخبهم، و هو يضحك بغباء و كأنه ألقى مزحةً أعجبت قائدهم.
إستغللت فرصة انشاغلهم ....لأتجه إلى غرفة النوم، جلستُ أرضا....أستند على الباب....أنتظر أن تنتهي السهرة....." كانت تحاول أن تتنفس..... وكأنها قد عادت لتلك الغرفة المظلمة، تنتظر سماع حفيف خطواتهم....باتجاه الغرفة.... صرخت بقوة و هي تحس بالباب يُدفع بقوة ليندفع معه جسدها..... لتزداد صرخاتها أكثر...
- " باسم الله.... لا حول ولا قوة إلا بالله...." فتحت عيونها لتلمح المشرفة و ناديا تعانقها..... "أنتِ بخير.....إشربي هذا" كانت شاحبةً جداً..... جسدها متيبساً، و العرق البارد يجعل ملابسها تلتصق بها......اسنانها تصطك ببعضها....وكأنها في أحد القطبين.... كانت ترتعش.... لتجذب ناديا باتجاهها... لتهمس لها بضعف
- " أريد...يوسف " نظرت إليها ناديا... لتومئ برأسها و تنهض تستدعيه.....

***********

إنتهى الفصل


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 10:30 PM   #357

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 13 والزوار 14)
‏Siaa*, ‏همس البدر, ‏ملك علي+, ‏safah naz, ‏نزف جروحي, ‏بريق العابرين, ‏عطيه, ‏mlak993, ‏زهرة الغردينيا, ‏سحرمجدي, ‏ام وزوجه, ‏مزوووووون, ‏ban jubrail


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 10:40 PM   #358

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمى وجعت قلبي كتير ومرح كاني بسمع قصتها لاول مرة 😢😢
مصطفى لية ماحكى لجميلة انو ماتزوج كاميليا وماحصل شي بينهم
معاذ لية طلق هيك بسرعة اتمنى يرجعو يتفاهمو لان بينهم طفل
يسلمو قمري الفصلين دسمين استمتعت جداً


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 11:01 PM   #359

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
سلمى وجعت قلبي كتير ومرح كاني بسمع قصتها لاول مرة 😢😢
مصطفى لية ماحكى لجميلة انو ماتزوج كاميليا وماحصل شي بينهم
معاذ لية طلق هيك بسرعة اتمنى يرجعو يتفاهمو لان بينهم طفل
يسلمو قمري الفصلين دسمين استمتعت جداً

😔 قصة سلمى وجعتني جدا... و مرح أكثر.
معاذ متسرع في كل شي.. غير واثق من نفسه.
جميلة عارفة ان مصطفى مستحيل يعملها...هي حرب كبرياء بينهم


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-18, 11:20 PM   #360

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع جداجداجدا ،جميلة كبرت على يد مصطفى وامه، ورد ومعاذ كانوا محتاجين بداية جديدة لان بدايتهم كانت غلط وهى استفادت ان ابوها صار اقوى بسببها ولاجلها، مرح عايشت مصائب غيرها فاستهونت مصيبتها نوعا ما ناديا كانت محقة، انتي حقا مبدعة سلمت اناملك😘😘

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.