معزوفة الحب (1) * مكتملة * .. سلسلة سمفونية العشق

[Fatima Zahrae Azouz]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد

ماشاء الله سامي خلاص ناوي يدخل بكل قوته في مواجهة حسناء
طب يارب يقدر يعزف هوه مقطوعه غير المقطوعه الأولي ايلي حزنتها

ههههههههههههه سامي داخل المواجهة بصلابة الله يعينوا.رح تعرفوا رد حسناء على اعترافوا الفصل القادم إن شاء الله

[ميراا]

مرحبا متى موعد نزول اليارتات ؟

[عويشة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصول روعة اختي موفقة.

[Fatima Zahrae Azouz]

الفصل الحادي عشر:
عند اقترابهما من بركة الجليد بعد نزولهما من الطائرة، أمعنت حسناء النظر في المكان الذي يوحي لجلسة رومانسية بتلك الشموع الصغيرة المضاءة، و الورد المجفف و المشكل على شكل قلب كبير. التفتت إلى سامي الواقف خلفها قائلة:ما هذا؟
وقف مواجها لها و قال بهدوء: كما ترين يا حسناء.
هتفت باستفهام: أ هذا لي؟
قال بنرة مرح:أترين شخصا غيرنا هنا. ثم تابع بجدية: هذا قلبي، أهديه لك. فحافظي عليه.
تمتمت بذهول:م...ماذا؟
-لم أعهدك بطيئة الفهم يا حسناء. أقصد من جملتي أنني أحبك.
هتفت بصدمة: تحبني! كيف؟ و متى؟
اقترب منها، فلم يعد يفصل بينهما سوى خطوة واحدة، ثم قال بهدوء: أحببتك مند أول يوم رأيتك فيه. تركت الأمر سرا حتى ينهي كلانا دراسته ثم أتقدم لخطبتك. لكن اليوم الذي كدت أن أصدمك بسيارتي غيرت قراري و أردت البوح لك بحبي. حاولت الاقتراب منك، لكنك كنت تصدينني في كل مرة. تعبت من ذلك و قررت مصارحتك مباشرة، و لعلمك أن رأيك الآن لا يهمني، سأجعلك تحبينني مهما كلف الثمن أميرتي.
- لقد كنت أصدك لأنني كنت خائفة.
نظر إليها باستفهام فتابعت بهدوء: لقد كنت معجبة بك يا سامي. لطالما رأيت تعاملك الرائع مع أختك. لطالما رأيت شهامتك و شجاعتك معي و مع غيري. مرحك الذي تنشره من حولك، لديك موهبة في تبديد حزن الإنسان و نشر البسمة على محياه.
تمتم: الحمد لله لقد ظننت أنني سأتلقى لكمة منك على كلامي.
لم تعر جملته اهتماما،فأتممت كلامها قائلة: اليوم الذي كدت أن تصدمني بالسيارة، ثم أخدتني إلى منزلكم بناء على طلبي، تخيلتك كالفارس المغوار الذي ينقد الأميرة من الهلاك.فتتعلق به فيتركها بعد ذلك.لذلك حاولت صدك كلما اقتربت مني.
أولته ظهرها ثم تابعت بخفوت: لكن باعترافك الآن وجدت أنني مخطئة،فأنت غيث الشتاء الذي سعى لتبديد أحزاني.
رغم خفوت صوتها،إلا أن أذناه التقطتا جملتها،فعرف ما قصدت بالأحزان فكتم غيضه و قال بفرح مصطنع:إذا متى سأتقدم لخطبتك آنسة حسناء؟
ابتسمت برقة و قالت:عندما أنهي دراستي.
هتف بصدمة: ماذا؟ أنا لست موافقا على اقتراحك،سأكون لطيفا و سأطلب يدك آخر العام الدراسي. ما رأيك؟
رمته بكرة ثلج من مكان مجاور و هي تقول: ماذا؟أنا لست موافقة.ثم تابعت بهدوء:لم لا نترك الأمور لأوانها، و نلحق بالمجموعة.أظن أنهم يبحثون عنا.
مشت بضع خطوات قبل أن يسمكها من يدها قائلا: لا تتهربي عزيزتي،فأنا سأجعل قلبك ينحني ولاء لي.
نزعت يدها و هي تقول بحنق:مغرور!
رد عليها بمرح:و أنت باردة الإحساس! تم تابع بهدوء: هيا الآن أظنهم يبحثون عنا.
*******************************
توقفت المقصورات في آخر نقطة لها. لقد كان المنظر من الأعلى خلابا،أعجب الجميع به. نزلت هديل من مقصورتها، فلمحت الجميع مجتمعين،لكن لا أثر لحسناء و سامي.
ابتسمت بشرود،لا بد أن حسناء برفقة أخاها يصارحها بحبه لم يعد يحتمل كثمان الأمر.توجهت إلى حيث وقف الجميع فقالت: حقا إنه لأمر رائع أن ترى المدينة من الأعلى.
هتفت منال:أجل معك حق.ثم تابعت باستفهام:لا أرى أخاك و حسناء.أين هما.
هتف سامي من خلفهما :نحن هنا،لقد رغبت حسناء في ركوب الهيليكوبتر فركبت معها.
هتفت باستنكار:أنا!
أتمم بهدوء:إنها السادسة مساء،لم لا نستقل أحد الحافلات قبل حلول الظلام.
******************************
جلست هديل بجوار حسناء في الحافلة و قالت بصوت خافت:إذن ماذا حدث بينكما؟
تمتمت حسناء:لقد كنت على علم بالأمر إذن؟
-في الحقيقة لم أعلم بحبه لك حتى ذلك المساء الذي كان سيصدمك بسيارته.
هتفت حسناء: يا إلهي ما بال هذا اليوم؟
ابتسمت هديل و هي تقول:إنه يوم المفاجئات بالنسبة إلينا. ثم تابعت بنبرة فضولية: هيا احكيلي ماذا حدث قبل قليل.
استسلمت حسناء، و حكت لهديل ما حدث لها مع سامي فهتفت الأخيرة بانبهار:يا إلهي! شموع وورود فوق الجليد.أخي يمتلك أفكارا مبدعة.
قالت حسناء بنبرة ساخرة: سيكون مستقبله زاهرا إن عمل في تنظيم الحفلات الرومانسية للعشاق.
قالت هديل بنبرة ماكرة:إذا أ أنت حقا معجبة بالسيد سامي؟
احمرت وجنتا حسناء و ردت باضطراب:أظن ذلك.
هتفت هديل بمرح: تظنين ذلك؟ يا الله، ألا ترين يا فتاة أنه وسيم و مثقف و أنيق و سيصبح طبيبا. فتيات العائلة، و صديقات التانوية يتهاتفن لتكون إحداهن شريكة حياته.
ضحكت حسناء و هي تقول: و هل ترشحينني لأكون زوجة أخيك المستقبلية؟
-أجل، أنت أفضل فتاة تستحق أن تكون زوجة أخي.
قالت حسناء بين ضحكاتها: تبدين بكلامك هذا كإحدى الأمهات التقليديات اللاتي يمضين وقتهن في البحث عن عروس لابنها.
ضحكت حسناء و هي تقول: أنا أدافع عن حب أخي لك.
-إذن يكفيه فخرا أنه يمتلك أختا تهتم به.
*********************************
-إنها الباقة الخامسة التي ترسلها.
بحث أسامة عن الظرف الأبيض داخل سلة الورود قبل أن يمدها للنادلة قائلا:لم لا تحتفظين بها يا آنسة.
حملتها و هي تقول:هذا لطف منك سيدي.
فتح الظرف و قرأ الأبيات القصيرة التي كتبت و التي تعبر عن حب المرسلة له.
تمتم أمين الذي كان بجواره في المقهى:ألم تترك اسمها إلى الآن؟
أومأ برأسه نفيا فهتف أحمد باستفهام: أظن أنها تعرفك جيدا،فهي ترسل لك الباقات في أيام مميزة: ابتداءا بيوم عيد ميلادك، و يوم حصولك على الميدالية الذهبية في نادي السباحة،و يوم إعلان نتائج الامتحانات إذ حصلت على الرتبة الأولى في مجموعتنا.إضافة إلى ذلك باقة رأس السنة،لكن ما سبب باقة اليوم؟
رد أسامة بخفوت: اليوم عيد الحب.
تمتم أحمد:آه لقد نسيت ذلك تماما.
تابع أمين مستفسرا: هل الباقات التي أرسلت إليك دائما حمراء اللون و تحتوي على الظرف الأبيض؟
-أجل بخلاف الباقة الأولى فقد رافقت الأبيات الشعرية بقرص مدمج يحتوي على معزوفة رقيقة.
قال أحمد:إذن فالفتاة عازفة!
-أظن ذلك و إن لم أخطأ فهي معزوفة على البيانو.
قال أمين باهتمام:إذن أظن أن بحثنا سيصبح سهلا.
قال أسامة باستفهام:ماذا تقصد؟
رد بجدية:أتقربك فتيات تعزف على البيانو؟
-ابنة عمي منى شغوفة بالعزف على البيانو مند الصغر.
قاطعه أحمد قائلا: و نجلاء تلك التي تدرس معنا تعزف عليه أيضا، لقد سمعت إحدى صديقاتها تطلب منها العزف في حفل عيد ميلادها.
قال أسامة باهتمام: على ذكر عيد الميلاد، هديل تعزف أيضا على البيان.
هتف أمين بصدمة: هديل؟ لا لا أظن أنها تفعل مثل هذا الأمر الطفولي بإرسال باقات إلى شخص ما.
نظر إليه أحمد ثم قال باهتمام: و لماذا؟
أجابه:قلت لك هي عاقلة على القيام بهذا التصرف الطائش،و قد كنت سألتها سابقا عن هواياتها و لم تخبرني أنها تحب الكتابة،إذن فهي مستبعدة.
قال أسامة:حسنا، يمكنني أن أضيف إلى اللائحة ابنة جيراننا نوال رغم أنها في المرحلة الثانوية، سمعت من أمي أنها ترتاد المعهد الموسيقي، لكنني لا أعرف ماهية الآلة التي تعزف عليها.
تابع أحمد: مع احتمال أن تكون الفتاة مجهولة و لا نعرفها أصلا، و المعزوفة قامت بتحميلها من الحاسوب.
عند هذه الجملة جلس سامي بجوارهم و هو يقول:آسف على تأخري شباب. ثم أضاف بتساؤل: عن أي فتاة مجهولة تتحدثون؟
حكى له أمين عن الباقات التي ترسل إلى أسامة في مناسبات خاصة و عن الظرف الأبيض الذي يوجد بداخل كل واحدة،فضحك سامي و هو يقول: لديك معجبة سرية يا فتى. ثم اختطف الظرف من يده قائلا:دعني أقرأ ما كتب هنا.
هتف أسامة بغضب: ليس من حقك يا سامي، هيا أعطني إياه.
لم يعره سامي اهتماما،فقد فتح الظرف و قرأ الأبيات الشعرية المسطرة على الورقة. فقال بانبهار:أسلوب معجبتك السرية رائع في الكتابة.
ثم أعاد الورقة داخل الظرف و قال بحنق مصطنع:أنت محظوظ يا أخي بدأت أشعر بالغيرة.
ضحم الجميع من نبرته،فهتف كل من أحمد و أمين: و نحن كذلك.
********************************
كانت هديل ترتشف قدحا من القهوة قبل بداية حصتها مع الأطفال،فقاطع خلوتها دخول أمين. زفرت بعمق و هي تقول في نفسها: هذا "الأمين" خلق ليقاطع خلوتي.
تقدم منها حاملا دبا محشوا كبيرا أبيض اللون يحمل بين يديه قلبا كبيرا،ثم قال بنبرة رخيمة: تفضلي.
حملت الدب بين يديها قائلة بتساؤل: ما مناسبة هذه الهدية؟
جلس بجوارها و هو يقول:ألا تعلمين أن اليوم هو عيد الحب؟
تمتمت:أظن إذن أن العشاق هم فقط من يتبادلون الهدايا في هذا العيد، لا الأصدقاء.
رد بهدوء مستفز: أعطيتك هذه الهدية لأنني معجب بك. ثم تابع بمكر: و كما يقولون الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب.
قالت بنبرة ساخرة: إعجاب! و مند متى حدث ذلك؟ دعني أخمن! هل هو من النظرة الأولى. ثم مدت له الدب المحشو و هي تقول ببرود: أنا لا أؤمن بهذه الأعياد، و أرفض الهدايا من أشخاص لا تربطني بهم رابطة دموية أو صداقة. يمكنك أن تعطي هديتك لفتاة أخرى و ستكون سعيدة بذلك.
حملت حقيبتها مغادرة المكان فجاءها صوته قائلا: و أنا زميل لك إذن عليك قبول هديتي.
لم تلتفت إليه فظن أنها لم تسمعه،ففتحت الباب و نادت إحدى الفتيات الصغيرات:أروى تعالي إلى هنا...

[Fatima Zahrae Azouz]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميراا

مرحبا متى موعد نزول اليارتات ؟

أهلين حبيبتي الفصول بتنزل كل ثلاتاء،أربعاء و خميس ع الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش(+2 مصر،+3 السعودية)

[Fatima Zahrae Azouz]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عويشة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصول روعة اختي موفقة.

شكرا يا قمر على التشجيع و المتابعة

[موني جابر]

بعد قراءة 5 فصول أقدر أقول أسلوبك سلس جدا في الكتابة واللغة ممتازة
حسناء عجبها زميلها الاكبر سنا منها ولكن الاحباط وصل مداه لانها عرفت انه كان خاطب وماتت خطيبته وهو مش قادر يحب غيرها فرمت مفاجأتها بالاعتراف بالحب وجريت مودعاه ...دي بت هبلة طب اديله فرصة يحبك أخيبة :/
سامي بقى وحب حسناء لمدة 3 سنين ..كفاية يا عم قولها ولا روح اخطبها اتحرك ايه الرجاله الخايبة دي ..
المجنونة بقى هديل ومسم بتحب الواد من أول خبطة ونظرة
هو اسمه ايه ده دي ماشية تحب على نفسها البت
ماااا علينا المهم عايزه اعرف هتعمل ايه بعد ما سرقت اسم حسابه على الفيس من موب اخوها الحراميه ههههه
تسلم ايدك فطومة

[Fatima Zahrae Azouz]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موني جابر

بعد قراءة 5 فصول أقدر أقول أسلوبك سلس جدا في الكتابة واللغة ممتازة
حسناء عجبها زميلها الاكبر سنا منها ولكن الاحباط وصل مداه لانها عرفت انه كان خاطب وماتت خطيبته وهو مش قادر يحب غيرها فرمت مفاجأتها بالاعتراف بالحب وجريت مودعاه ...دي بت هبلة طب اديله فرصة يحبك أخيبة :/
سامي بقى وحب حسناء لمدة 3 سنين ..كفاية يا عم قولها ولا روح اخطبها اتحرك ايه الرجاله الخايبة دي ..
المجنونة بقى هديل ومسم بتحب الواد من أول خبطة ونظرة
هو اسمه ايه ده دي ماشية تحب على نفسها البت
ماااا علينا المهم عايزه اعرف هتعمل ايه بعد ما سرقت اسم حسابه على الفيس من موب اخوها الحراميه ههههه
تسلم ايدك فطومة

تسلمي يا قمر بتمنالك قراءة ممتعة لبقية الفصول.شكرا على مرورك الجميل يا موني.

[Fatima Zahrae Azouz]

صديقة ع الفايسبوك متابعة لروايتي معزوفة الحب و كتبتلي مقطع مجنون ههههه حبيت أشارككم بيه.
للجميلة فاطمة الزهراء،
تعلمين أنني متتبعة لكتاباتك دائما حبيبتي،و الآن أتابع روايتك الأولى على المنتدى رغم أنني لست عضوة فيه.أحببت الرواية كثيرا:شخصية سامي المرحة،جنون حسناء و هديل غموض أسامة...حتى باقي الشخصيات الثانوية(أمين،أحمد،منال...)� �حببتها.
و رغم أنني لا أكتب مثلك،أكتب فقط إنشاءات مادة اللغة العربية كتبت هذه المرة مقطع لروايتك بعد قراءتي للفصل الحادي عشر،حيث تخيلت أنني من شخصيات الرواية فأتمنى أن يعجبك.
*********************************
في غرفة نومي:
بعد أن أنهيت مذاكراتي التي لا تنتهي قررت قراءة الفصل الجديد من رواية صديقتي فاطمة الزهراء...كان فصلا مشوقا و جعلني أقرر قرارا مجنونا لم أقم به سابقا.اتصلت بصديقتي أسماء و بعد استماعي لرنات الهاتف جاءني صوتها الناعس:خيرا يا حفصة،ماذا تريدين في هذا الوقت؟
-اسمعيني جيدا يا أسماء سأتغيب يوم غد لأمر ضروري،أتمنى أن تكوني مسؤولة هذا اليوم و تكتبي دروسك حتى آخذها منك.
شهقت أسماء و هي تقول:عجبا،عجبا أينشتاين سيتغيب يوم غد،ما سبب ذلك يا ترى؟
-سأسافر إلى العاصمة أريد أن ألتقي بأسامة.
-ماذا؟ستذهبين لرؤية الوسيم من دوني يا ماكرة لن أسمح لك بذلك سأرافقك أنا أيضا.
-و من سيكتب الدروس؟
-يمكننا أخد الكراسات من جيش الثيران الذين يملأون القسم لا تقلقي.
استسلمت لإلحاحها لمرافقتي و غرقت في نوم عميق حتى رن جرس المنبه صباحا.قمت بنشاط و فتح باب خزانتي لأبحث من بين الملابس المتكومة كالعادة هههه على فستان جميل.وقع اختياري على فستان أسود اللون،فارتديته و ارتديت جوارب سوداء و حذاءا عالي الساقين أسود اللون.صففت شعري و لأول مرة أتركه حرا طليقا،و ارتديت معطفا ورديا ثم حملت حقيبتي و غادرت الغرفة.
جلست على المائدة فقالت أمي بصدمة:لماذا ترتدين هذه الملابس؟
قلت بكذب:لدينا عرض مسرحي في القسم هذا اليوم.
-ليث كل الأيام عروض مسرحية حتى تتخلي عن تياب الصبية و تلك الضفيرة المشعتة و تبدين كالفتيات كما الآن.
بدأ هاتفي بالرنين فقمت من مكاني و أنا أقول:أسماء تتصل يبدو أنها في الأسفل وداعا.
-لكن الوقت لا زال مبكرا.
ذهبت جملة أمي أدراج الرياح،لم ألتفت لأجيبها بل فتحت المنزل و غادرت ملوحة لها...
وجدت أسماء أمام باب العمارة،أناقتها لا تقل عن أناقتي.ابتعدنا عن شارعنا و استقلينا سيارة الأجرة لتأخذنا إلى محطة القطار.حجزنا التذاكر و انطلق القطار بنا فهتفت أسماء بحماسة:في طريقنا لرؤية الوسيم.
وصلنا بعد ساعتين تقريبا إلى العاصمة،تناولنا إفطارا ثانيا ثم توجهنا إلى أحد المحلات التجارية.اشتريت ساعة رجالية ثمينة و اشترت أسماء لعبة شطرنج فاخرة.طلبنا من البائع تغليف الهديتين و اشترينا باقة ورد كبيرة و أخذنا سيارة أجرة إلى مقر جمعية السيدة هدى حيث يعمل أسامة...
وصلنا أمام البناء،فترجلنا من سيارة الأجرة لتمر سيارة سوداء من أمامنا و يترجل منها أسامة بأناقته المعتادة،قالت أسماء:يا إلهي إنه وسيم جدااااا.
أومأت برأسي،فاقتربنا منه و قلت و أنا أمد له الزهور:سيد أسامة هذه الباقة لك.
-المزيد من الزهور،شكرا لكما.
أعطته أسماء الهديتين و هي تقول:و هاتان لك واحدة مني و الاخرى من هذه الجميلة.
-شكرا على لطفكما لكن ما مناسبة هذه الهدايا.
قلت بثلعتم:كما تعلم اليوم هو....
قاطعتني أسماء قائلة:لأننا معجبات بك يا سيدي.
ضحك بخفوت حتى ظهرت غمازته ثم قال:أشكركما يا صغيرتاي.لقد أصبحت مشهورا الباقة الثانية التي أتلقاها في نفس اليوم.
أتانا صوت أنثوي من خلفنا:من أنتما؟و لماذا تقفان هنا؟
استدرنا معا لنرى هديل واقفة و الشرر يتطاير من عينيها،ابتلعت ريقي و أنا أسحب أسماء لنبتعد،لكن صوت أسامة جاء هادئا و هو يقول لها:لقد أفزعتهما يا هديل،لقد أتيا ليعطياني هدية كإعجاب لي.تخيلي إنها الباقة الثانية التي حصلت عليها اليوم،أنا محظوظ.
-ماذا؟
قالتها بصدمة،قبل أن تتقدم لتختطف الباقة من يديه و تلقيها على الأرض و تدهسها بحذاءها و فعلت ذلك مع الهديتين،فصرخ أسامة في وجهها:هل جننت؟
-أين الباقة الثانية؟
-ماذا؟
-الباقة الثانية التي أتتك اليوم؟
-أعطيتها لنادلة المقهى.
-ماذا؟كيف تجرؤ أن تهدي فتاة غيري؟
قالت أسماء:ما الذي تقصدينه؟
استدارت هديل و هي ترفع كمي قميصها و اقتربت منا و هي تقول:الآن حان دوركما.
لا أدري كيف قالت الجملة فجأة ثم أجدها انقضت علي تسحب شعري.صرخت بألم و أنا أحاول إبعاد يدها لكن لا فائدة.عالجتني بلكمة في بطني فسقطت على الأرض ثم أمسكت بأسماء لتقوم بالمثل بعد أن كادت أن تهرب.سحبتها في اتجاهي ثم أمسكتني أنا أيضا و دارت معركة طاحنة بين ثلاتتنا و لكنها كانت الطرف المسيطر.تجمهر الناس ليشاهدوا العراك،أما أسامة فوقف ينظر إلينا بصدمة قبل أن يتحرك من مكانه ليخلصنا من يديها.
سحبها و هو يقول:ما هذا الجنون يا هديل؟
التفتت لتقول للجميع:ها أنتم رأيتم بأم أعينكم ماذا فعلت بهما،فلتتجرأ وقحة أخرى على الاقتراب منه سأقتلها بدم بارد.ثم استطالت لتصل إلى عنقه فلفت ذراعها حوله و هي تقول:هذا الرجل لي فقط وحدي،أنا أحبه و سأقتل كل من تجرأت على الابتسامة له.
شهق أسامة بصدمة و تعالى تصفيق الجمهور الذي حضر المهزلة،أما أنا و أسماء فستسللنا بين الجموع و غادرنا المكان.لقد كانت أغبى فكرة قررت القيام بها،رغم أنني ساعدت هديل لتعترف له بحبها.
خلاصة الكلام،إياكي يا عزيزتي أن تقتربي برجل تحبه أخرى فقد تتحول من قطة وديعة إلى مجنونة
Duchesse Hafssa
ههههههههههههههه شكرا لك عزيزتي حفصة

[Fatima Zahrae Azouz]

الفصل الثاني عشر:
-أروى تعالي إلى هنا.
تقدمت الطفلة ذات السبع سنوات و قالت بطفولية:كيف حالك آنسة هديل؟
ابتسمت هديل برقة و هي تقول: بخير عزيزتي، تعالي معي أريد أن أعطيك شيئا.
دخلت معها إلى الداخل،فحملت هديل الدب من على الطاولة و قالت:خدي هذا الدب إنه لك.
قفزت الفتاة بطفولية و هي تقول: شكرا لك آنسة هديل، لم أحظ بدمية جميلة كهذه.
ابتسمت هديل بحزن و قالت:إنها ليست مني،إنها من الأستاذ أمين.
صدم أمين من جملتها، أما أروى فقالت:أشكرك يا أستاذ أنت شخص رائع.
ابتسم أمين و مرر يده على رأس الفتاة و هو يقول مجاملة: أنت تستحقين أفضل منه أروى لأنك فتاة مجتهدة.
قبلت أروى هديل و خرجت و هي تحمل اللعبة المحشوة، فالتفتت هديل لأمين و قالت: لقد أسعدت هذه اليتيمة بهديتك.
تمتم:لكنني أحضرتها لك.
قالت ببرود:لقد قررت إعطاءها لها، فبدلا من أن تهدي فتاة تدعي إعجابك بها. قدم الهدية لطفلة يتيمة ستحصل على التواب من الله بسببها.
ثم خرجت من الغرفة و هي تتمتم بغضب: يا إلهي! لم لا يكون هذا الإعجاب من طرف أسامة الذي أحبه بدلا من هذا "الأمين" الذي يتير جنوني.
لم تنتبه للشخص الذي كان يسير أمامها و هو يطلع على هاتفه،فاصطدمت به. فابتعدت و هي تقول بحنق:أعتدر.
أتاها صوته الرخيم:إنها المرة الثانية التي تصطدمين بي هديل!
التفتت إليه قائلة بدهشة:أسامة!
تمتم بمزاح:ألا تذكرين أنك اصطدمت بي في درج الكلية حتى كدت أن تسقطي؟
قالت في نفسها: و كيف أنسى اليوم الذي وقعت عيناي فيه على بركة العسل.ثم تمتمت بهدوء:أذكر ذلك جيدا.
-ظننتك مصابة ب"الزهايمر" فنسيتي الأمر. عن إذنك الآن لدي حصة مع الأطفال.
تمتمت بهدوء:إلى اللقاء إذن.
**********************************
كانت حسناء تقرأ إحدى الروايات في غرفتها قبل أن تسمع طرقا على الباب،فتمتمت بهدوء: تفضلي يا أمي.
دخلت أمها تحمل في يدها باقة تجمع بين ورد أحمر و أبيض اللون، و علبة من الشوكولاطة الفاخرة.
تمتمت باندهاش: من أحضر هذه الأشياء يا أمي؟
ردت السيدة أسماء-والدة حسناء-: أنا من عليها أن تسألك هذا السؤال، لقد أحضر أحد العاملين هذه الأشياء لك.
التقطت الباقة بيدها و هي تبحث عن بطاقة تدل على صاحبها،فوجدت بطاقة بنفسجية اللون كتب عليها بخط رفيع: "عيد حب سعيد،كل عام و أنت حبيبتي".
تعرفت على هوية المرسل رغم عدم وجود أي إمضاء،فرفعت عينيها إلى والدتها التي تنظر إليها باهتمام ،فتمتمت بارتباك: أظن أنها مزحة من هديل، ثم حملت هاتفها و هي تقول:سأتصل بها لأتأكد من ذلك.
بحثت في ذاكرة هاتفها عن ذلك الرقم الذي كان صاحبه يزعجها باتصاله طوال هذه المدة.
استمعت لرنين الهاتف،قبل أن يقاطعها صوته قائلا:هل أعجبتك هديتي؟
تمتمت بحنق: يا إلهي يا هديل ما هذا المزاح السخيف؟
انصرفت والدتها من الغرفة مغلقة الباب خلفها،أما سامي فقال بهدوء: هل أخطأت حبيبتي أنا أخو هديل و لست هديل.
توجهت إلى الشرفة و هي تقول بغضب: كيف تجرؤ على إرسال الورد إلى منزلي و مع تلك البطاقة السخيفة، لولا سرعة بديهتي لاكتشفت أمي أمري.
رد بهدوء مستفز: عليك الاعتياد على ذلك حسناء.
هتفت بغضب:رباه! أترضى أن يرسل شخص لأختك هدية إلى باب منزلك لمجرد أنه يحبها، و لا تربط بينهما علاقة رسمية.
أدرك سامي حجم خطأه فتمتم بخفوت:آسف حبيبتي لم أقصد شيئا سيئا.
ضربت الأرض بقدمها بطفولية ثم قالت: لا تناديني بحبيبتي، أنا لم أصبح زوجتك بعد لتتمادى في حدودك معي.
-حسنا آنستي أعتذر مرة أخرى ، لكنني أعدك أنني سأغرقك بالهدايا عندما أصبح خطيبك.
-سأغلق الخط الآن وداعا.
أغلقت الخط ثم توجهت إلى الباقة الموضوعة على المكتب فرتبتها في إحدى المزهريات،و فتحت علبة الشوكولاطة و بدأت في تناولها بتلذد.
*******************************
توجه أحمد إلى مكتب السيدة هدى،فطرق الباب بتناغم قبل أن يتلقى إذنها بالدخول.
أخد نفسا عميقا ثم حياها بصوت رخيم: صباح الخير سيدتي.
رفعت المرأة الأربعينية عينيها من على الأوراق و هي تقول:أهلا يا أحمد تفضل.
جلس أحمد على الكرسي المقابل للمكتب و هو يقول: شكرا لك.
نظرت أليه باهتمام قبل أن يقول بتوثر: في الحقيقة لقد...
قالت بصوت أمومي: أخبرني يا بني بما تريد بدون خجل.
-حسنا سيدة هدى، في الحقيقة أريد التحدث معك في موضوع رغم أنني أعرف أن الوقت غير مناسب.
أومأت برأسها،فتابع قائلا: أنا أريد خطبة ابنتك الآنسة منال.
هتفت باندهاش:أنت تعلم أنها...
قاطعها قائلا:أعلم سيدتي أن منال لا زالت في بداية مشوارها الدراسي، و أنا أيضا لم أنهيها بعد. لذا فأنا أريد فقط موافقة مبدئية على طلبي.
**********************************
جلست حسناء في غرفة هديل و هي تقول بحنق:أتصدقين يا هديل أخاك مجنون فعلا.
ضحكت هديل و هي تقول: أنت المسؤولة فقد أصبح مجنونا بسببك يا فتاة.
ضربت الأرض بقدمها و هي تقول بغضب: كيف يتجرأ على طلب يدي من أبي الآن، لقد اتفقنا أن نؤجل الأمر حتى ينهي دراسته.
-ما حدث لكما قبل شهرين تقريبا يوم عيد الحب هو السبب في تعجيل الأمر، لقد أحس أخي بالذنب بسبب فعلته المتهورة.
هتفت بسخرية: و ليكفر عن ذنبه، يتقدم لخطبتي من أبي.
ربتت على كتفها و هي تقول: لا تغضبي الآن حتى والدي عارض الأمر و بشدة، مستقبلكما الدراسي و العملي هو الأهم الآن. ثم تابعت: لكن هذا لا يعني أن الأمر قد رفض بطريقة نهائية، سيتقدم لخطبتك رسميا عندما سينهي دراسته.
ابتسمت حسناء بحزن فنظرت إليها هديل باهتمام ثم قالت:ألا زلت تفكرين بهشام؟
-لا لقد نسيته تماما صدقيني.
أخرجت هديل كتبها و هي تقول: كفاك ثرترة الآن، و لنذاكر فالامتحانات على الأبواب.
جلست حسناء بجانبها و هي تقول: لقد مر الوقت سريعا، لا زلت أتذكر يومنا الأول في الكلية،و ها نحن على مشارف نهاية الموسم الدراسي.
تمتمت هديل:معك حق فالوقت يمر سريعا...
*************************
خرج أحمد من الجمعية و عيناه تشعان ببريق الأمل. لقد وافقت السيدة هدى على طلبه، و حتى منال لم تبد اعتراضها عليه.
توجه إلى حيث يضع دراجته النارية الحديثة،فركبها و قلبه يرقص طربا. لم يكن ليعرض على والدة منال طلب الزواج من ابنتها لولا ذلك الشاب الذي سأله قبل بضعة أيام عن تلك الفتاة المحجبة التي ترتاد هذه الجمعية، و كما علم من سكان الحي أنها ابنة صاحبتها، فسأله إن كانت مرتبطة فهو يود التقدم لخطبتها. لقد شعر بالدماء تفور من رأسه، حتى أنه كاد يضرب الشاب، لكنه تمالك نفسه و أجابه بهدوء مستفز أنها خطيبته. فاعتدر منه الشاب و انصرف لحال سبيله. ابتسم بشرود، لم يكن يظن أنه سيصبح بهذا التهور و الجنون بسبب فتاة. لكن تلك الجميلة الخجولة قلبت كل موازينه مند أول يوم رآها. حتى أنه أراد شكرهديل على عرضها ذلك اليوم للعمل في الجمعية، فلولا ذلك لم يكن ليقابل فتاته الجميلة.
********************************
دخل سامي إلى المنزل متأخرا، فمند مناقشته مع والده موضوع خطبته لحسناء أول أمس، لا يجد القدرة على الاجتماع مع أسرته بسبب رفضهم الأمر، و اعتبارهم أن دراسته هي الشيء الأساسي في حياته. لذا بدأ يدخل إلى البيت حتى منتصف الليل عندما يخلدون إلى النوم.
وجد الطعام موضوعا على المائدة، فابتسم بشرود. ليس هناك شخص أعظم من الأم،فهي دائما تفكر بأبنائها حتى أثناء إثارتهم للمتاعب. تناول بضع لقيمات، ثم أعاد الطعام إلى المطبخ و صعد نحو الطابق العلوي.
لمح قبل دخوله إلى غرفته ضوء غرفة هديل المضاء فهمس:هل تزال مستيقظة؟ فتح باب الغرفة ببطء فوجدها نائمة على مكتبها فوق كتبها. فحملها إلى سريرها، و دثرها جيدا. ثم رتب الكتب المفتوحة على المكتب قبل أن يلمح مذكرة صغيرة وردية اللون،فتمتم باندهاش: منذ متى تهتم هديل بكتابة مذكراتها. دفعه الفضول لفتح المذكرة على آخر صفحة وبدأ بقراءة ما كتبت ، قبل أن تعلو ملامحه الصدمة ....