31-01-18, 09:05 PM | #12 | |||||||||||
مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب
| جميلة سماح وعلاقتها الاخوية المميزة مع رفيق ومحاولتها الجمع بين رفيق ورانيا الذان يحبان بعضهماالبعض متابعاك يااخ محمد | |||||||||||
01-02-18, 11:18 PM | #14 | ||||
أديب وشاعر مصري
| 3- قواعدُ اللعبة ألقيتُ نظرةً مُتوتّرةً على ساعةِ يدي: الثامنة. لمساتٌ إضافيّةٌ وأنْتهي من زينتي تمامًا. وقفْتُ أمامَ المرآةِ أستعرضُ نفسي: ثوبُ سهرةٍ حريريٌّ ضيّق، حالكِ السّوادِ لحدِّ التّألّق، وشَعْري يسْترسلُ بحرّيّة، مُنْسدلا على كتفيَّ المكشـوفين، مارًا خلـفَ أُذنيّ، يُشَنِّفُهما قُرْطـانِ ذهبيّانِ، يُنافسانِ بريقَ عينَيّ، اللتين كَحَّلْتُ رموشَهما الطويلَةَ مِن مِرْوَدِ الليل. تأمّلتُ ذيّاك برويّة، ثم طليتُ شفتيَّ بالأحمرِ الخفيف، وابتعدْتُ عن المرآةِ خُطوتين، ودُرتُ حولَ نفسي أستعرضُ أناقتي من جميعِ الزّوايا، قبلَ أنْ أتنهّد: - لا بأس.. لا محيصَ عن اسْتشارةِ (رانيا). وبخطواتٍ سريعةٍ اتجهْتُ إلى الشُّرفة. ***** وأنا التي ظننْتُه أحمقَ وظننْتُها بلهاء! فوجئتُ في الشّرفةِ بـ (رانيا)، وقد أسْندَتْ رأسَها على صدرِ (رفيق)، وهو يهمسُ لها بكلماتٍ لمْ أتبيَّنْها! وصعقني المشْهد، فوقفْتُ مُلجَّمةً أُكذّبُ عينيّ! (رفيق)؟؟.. (رانيا)؟؟ لحُسْنِ الحظِّ أنَّ الشّرفةَ ذاتُ ستائرَ تحْجبُها عن الأنظارِ، وإلا لكانت فضيحة! تمالكْتُ نفسي وتنحْنحْتُ، فانْتفضا في ذُعر، وعادا يلتفتانِ إلى (إبليسِهما) في غيظٍ وارتباك. نظرْتُ لهما بمكرٍ قائلةً: - مرحى مرحى!.. لمْ أتخيّلْ أن تتطوّرَ الأمورُ بينَكما إلى هذا الحدّ، وبهذه السّرعة! لمْ تُحِرْ (رانيا) جوابًا.. اخْرَنْبَقَتْ مُطرِقة تحتَ وطأةِ حَرَجِها.. وأنا أعرفُها جيّدًا: لمْ تُقدِمْ على شيءٍ من هذا قبلُ قطّ، ولا ريبَ أنَّ الذّئبَ أخي قد خدّرَها بكلماتِه المعسولة ـ ولا أدري من أينَ أتى بها ـ فغيّبَها عن وعيِها تمامًا! أمّا (رفيق) فقد قالَ، ويحاولُ أن يبدوَ مَرِحًا: - يا لكِ من.. ثقيلةِ الدم!.. أهكذا أفزعْتِنا؟ - وجبَ أن أفعل، لأكتشفَ ما غفلتُ عنه من شخصيّتِك... وشخْصيّتِها! احمرَّ وجْهاهما أكثرَ وأكثر، حتَّى شممْتُ رائحةَ شياطٍ في المكان، ولمْ يَنْبسْ أحدُهما بِبِنْتِ شَفَة، فشعَرْتُ بالانتصارِ في أعماقي، وقلْتُ مُتماديةً في مداعباتي القاسية: - ألا تَخْجلانِ مِنْ نفسَيْكما؟.. ألم يكُنْ من المُمْكنِ أن يكونَ القادمُ أبي أو أمّي؟.. إذن لَباتَتْ ليْلتُنا (هِبابًا) على رءوسِنا.. [مُقلّدةً لهجةَ أبي] هذا إذن ما ربّيتُكَ عليه!.. وهذه هي صديقةُ ابْنتي، وأنـا كالمغفّلِ أتـركُ التعِسَتينِ تخْرجانِ معًا بلا رقابة، حتَّى تجْعلا رقبتي كالسّمسمة.. واللهِ سوف... قفز (رفيق) يضعُ يدَه على فمي ليُسْكتَني، وهو يصيحُ بصوتٍ خافتٍ مُغْتاظ: - صَهٍ.. صَهٍ أيّتُها الشّيطانة. أفلتُّ منه وأنا أقولُ بمرح: - سأذهبُ لأُخبرَ أمّي.. ماما.. ماما. ووثبْتُ صوبَ الباب، فقفزَ (رفيق) يُمْسكُ بذراعي، قائلا برجاء: - اسْمعي فقط يا (سماح).. سـ.. سأشْرحُ لك. - تشْرح؟.. تشرحُ ماذا يا أستاذ؟.. هَهْ؟ ولمْ أنتظر إجابتَه، بل اتّجهْتُ إلى (رانيا)، وقلتُ لها ببشاشة: - هيّا أيّتها العابثةُ اسْتعيدي قلبَكِ من بينِ قدميك.. هناكَ مرّةٌ أولى للسّماحِ لحُسْنِ حظِّك. وحشدْتُ في صوتي جدّيّةً مُصطنعةً ممزوجةً بالغضب، وأنا أُشيرُ إلى (رفيق) قائلةً لها: - ولكنْ في المرّةِ القادمة، حاذري من هذا الذئبِ ذي الكلماتِ المعسولة.. إيّاكِ أن تُنْصتي له لحظةً واحدة.. مفهوم؟ قالتْ بتلعْثُم، وهي تهْربُ من نظراتي بارتباك، ووجْهُها يتلوّنُ بألوانٍ شتّى: - كفى.. كفى يا (سماح) أرجوكِ. ضحكْتُ في مرح، وابْتعدْتُ عنها خُطوة، ودُرْتُ حولَ نفسي في رشاقة، وأنا أسألُهما فجأة: - هَه: لمْ تقولا لي ما رأيُكما في أناقتي الليلة؟ انْتبها فقط في تلك اللحظةِ لما أنا عليه، فاتّسعتْ عينا (رفيق) في دهشةٍ خرافيّة، وصَعّدَتْ (رانيا) بصرَها فيَّ غيرَ مُصدِّقةٍ، فضحكْتُ لوقْعي عليهما هاتفة: - رائعة؟.. أليسَ كذلك؟ غمْغمتْ (رانيا) في تهيّب: - مستحيل.. هل.. هل ستخْرجينَ هكذا؟ وقال (رفيق) في عصبية: - آهٍ لو رآكِ (كريم) هكذا! صدمني جوابُهما، واستفزّني قولُ (رفيق) للغاية، فوضعْتُ كفّي على خصري متسائلةً بتحدٍّ غاضب: - وماذا كان سيفعلُ (سي) (كريم) هذا بالضّبط؟ - كان.... سيقتُلُك! زممْتُ شفتيَّ لحظةً في غضبٍ حانق، قبلَ أنْ أُدمدمَ بعصبيّة: - على كلٍّ هذا موضوعٌ جانبيّ.. فأنا سأذهبُ إلى السّهرةِ هكذا بلا نقاش. تمْتمتْ (رانيا) بتردّد: - لم يَكُن هذا ليتَّفقَ مع رأيِكِ عن (صفاء) ضُحىً! - يتّفقُ أو لا يتّفق.. إنّنا في اللحظةِ الحاضرة.. ثمّ ماذا في ملابسي؟.. أنا هكذا أعدُّ من أكثرِ الفتياتِ احتشامًا، مقارنةً بما سنراه الليلةَ من أزياء. فهفهَ (رفيق) في اعتراضٍ مُتخاذل: - ولكنْ.. إنّنا... - إنكما ماذا؟.. لا تَقُلْ إنّ هذه المناقشةَ دافعُها الرّئيسيُّ هو الأخلاق!.. هأ!.. و... أنتما بالطّبعِ أكثرُ مَنْ يَفْهمُ في الأخلاق! اخرنبقا، وقد جثمَتْ عبارتي على صدريهما كالطّود، فتَهادَأْتُ قليلا، وقلْتُ ماطّةً شفتيّ: - أمّا بالنسبةِ للشكليّاتِ الاجتماعيّة: أفلا تعتقدانِ أنّي هكذا في غايةِ الأناقة؟.. ثمّ إنّ أبي كانَ معي وأنا أختارُ هذا الفستان، ووافقني فيه شريطةَ أن يكونَ للمناسباتِ الخاصّة.. فهل هناك أخصُّ من ليلةِ رأسِ السنة؟ وتنهّدْتُ وهمسْتُ لنفسي: - المهمُّ أنْ أروقَ له.. هووه. قلتُها وشردْتُ في أحْلامي.. أمّا هما فكانا صامتين، في مزيجٍ من الاعتراضِ العاجز، وتأنيبِ الضّمير بسببِ ما كانَ بينَهما. ***** | ||||
02-02-18, 08:51 AM | #15 | ||||
| روايه بدايتها جميله وممتعه والتمكن من اللغه العربيه جدا رائع واغلب الظن انه خلف قصص العشق راح تكون هناك دروس وعبر لكن ! بعدنا فأول الطريق ونشوف شنو يصير مستقبلا اذا كان لنا نصيب .. ان شاء الله اكون من المتابعات وبالتوفيق يارب | ||||
02-02-18, 05:14 PM | #16 | |||||
أديب وشاعر مصري
| اقتباس:
| |||||
02-02-18, 05:15 PM | #17 | ||||
أديب وشاعر مصري
| الفصل الثالث ... ج 2 أخيرًا.. أخيرًا جاء. أطلقَ نفيرَ سيّارتِه وما احتاج، فقد قضيتُ السّاعةَ الأخيرةَ من الوقْتِ في انتظارِه.. في الشّرفة. وفي لهفةٍ أشرْتُ له هاتفةً: - ثانيةً واحدةً يا (إياد). وانطلقْتُ إلى (رفيق) و(رانيا) في الصّالون، فهتفْتُ وأنا أكادُ أخْتطفُهما من مقعديْهما: - هيّا هيّا.. لقد جاءَ (إياد). نهضتْ (رانيا) بتثاقل، في حينِ غامتْ عينا (رفيق) بنظرةٍ حزينة، وقال: - مِنَ الأفضلِ أنْ تذْهبا أنْتُما.. أشعرُ بشيءٍ مِنَ الإجهادِ غيرِ يسير. نقلْتُ بصري بيْنَهما في حَيْرَةٍ وتمْتمْت: - ماذا بكما؟.. ما الذي حدثَ بينَكما بالضّبط؟ ترقْرقتِ الدّموعُ في عينَيْ (رانيا)، فأشاحتْ ببصرِها بعيدًا، وقالَ هو: - لا شيءَ يا (سماح).. أرجوكِ لا تُطيلي النقاش.. رُفِعَتْ أقلامُ القراراتِ وجفّتْ صُحُفُها. اعتراني المزيدُ منَ التساؤلات، ولكنّ قلبي أبَى إلا أن أتذكرَ (إياد)، فجذبْـتُ (رانيا) من يدِها هاتفةً: - لا بأس.. هيّا بنا إذن. وانْطلقْنا إلى الخارج، وأنا ألمحُ عينيْ (رفيق) مُلتصقتينِ بوجْهِ (رانيا)، كأنّي أقتطعُها منهما. وأزادَ ذلكَ مِن حَيْرَتي، فسألْتُ (رانيا) ونحنُ نهبطُ السُّلّم: - ماذا حدثَ يا (رانيا)؟.. لماذا تنحّى (رفيق) عنّا؟ سالتْ دُموعُها وهي تقولُ بمرارة: - إنّنا نادمانِ يا (سماح).. ليسَ من أخلاقِنا أنْ نفعلَ ما فعلنا. - [بتعجّب]: وماذا فعلْتُما؟.. لقد ضمّكِ إلى صدرِه فقط!.. لا أرى الأمرَ بشعًا كما تتصوّرانِه! - [في حُزن]: أخافُ أن يحتقرَني يا (سماح).. ماذا سيظنُّ بي حينما أستسلمُ له من أوّلِ كلمةٍ رومانسيّةٍ يقولُها؟.. هو أيضًا متضايقٌ وحزين.. يقولُ إنّه اسْتسلمَ لعواطِفِه الجيّاشة، ولمْ يُحافظْ عليَّ كما ينْبغي.. إنّه لا يريدُ أنْ نرتكبَ شيئًا يسْمحُ لضمائرِنا أنْ تُؤنّبنَا عليه.. يريدُ أن يكونَ حبُّنا عفيفًا، لا نخْجلُ معَه من أنْفسِنا ولا من النّاس، ولا نأثمُ به أمامَ الله.. آااه.. كيفَ سمحْنا لأنفسِنا أن نفعلَ ما فعَلْنا؟ جذبْتُها مِن يدِها لأُوقفَها في مُنْتصفِ السُّلَّم، وضغطْتُ راحتَها برفْقٍ وأنا أقول: - هوّني على نفسِكِ يا (رانيا).. أنا أعرفُكِ جيّدًا، وأعرفُ أنَّ ما حدثَ ليسَ من أخلاقِك.. وأنا أثقُ أنّكِ لا تعودينَ إلى مثْلِها أبدا. - [من بينِ دموعِها]: وهل يعرفُ هو نفسَ ما تعرفينَ ويثقُ بما تثقين؟.. لقد أخبرَني أنّه سيُضطرُّ إلى التّراجُعِ والابتعادِ فترةً حتَّى يُروّضَ مشاعرَه، ويثقَ أنّه جديرٌ بالائتمانِ عليّ.. [وانفجرتْ تبكي بُكاءً عنيفًا] أخْشى أن تكونَ مُجرّدَ حُجّةٍ للابتعادِ عن فتاةٍ لا يحترمُها يا (سماح).. فتاةٍ سهلة.. رخيصة. - [في غضب]: تماسكي يا (رانيا).. لماذا تُسقطينَ الخطأَ كلَّه عليكِ وحْدَكِ وتُسْقطينَه عنه؟.. ألمْ يُشاركِّ هو أيضًا ما فعلتما؟.. بل ربّما هو الذي أدّى بكِ إلى الخطإِ بكلماتِه أو لمساتِه.. لماذا تُعفينه إذن منَ اللائمةِ وتَنحينَ بها كلِّها عليك؟ - هذه هي قواعدُ مجتمعِنا المريضِ يا (سماح).. الخطأُ فيه حقٌّ مُكْتسبٌ للرّجل، وجريمةٌ لا تُغْتفرُ للمرأة.. إنَّ المُجتمعَ لا يُعيّرُ المرأةَ بزوجِها الذي يخونُها، بل يُشفقُ عليها ويتضامنُ معها، ولكنّه يُعيّرُ الرّجلَ ويُذلُّه إذا خانتْه زوجتُه، مما يجْعلُ الرّجلَ حذرًا جدًّا في اخْتيارِ شريكةِ حياتِه، شديدَ الغَيْرةِ عليها، لا يسْمحُ لها بما يسْمحُ لنفْسِه من أخطاءٍ أو حرّيّات، خاصّةً أنَّ أيَّ شكٍّ في سلوكِها يجْعلُه يشكُّ في نَسبِ أولادِها: هل هم منه أم من غَيرِه!.. [وتنهدّتْ بحُرقة] ماذا سيظنُّ بي (رفيق) الآن؟.. أنا وأنتِ نعرفُه جيّدًا، ونعرفُ أنّه يُفضّلُ طرازًا معيّنًا من الفتياتِ يَمِلْنَ إلى الاحْترامِ ويلتزمْنَ العفاف.. ونعرفُ أنّه ـ رغمَ جاذبيّتِه ـ ازْورَّ عن مصادقةِ الكثيراتِ لأنّه لا يحْترمُهنّ.. [ونظرتْ إليَّ في اسْتنْجادٍ كأنّها تغرَق] هل يراني منهنّ الآن يا (سماح)؟.. هل سيغْفرُ لي رسوبي في أوّلِ اختبارٍ أمامَه؟.. هل سيظنُّ أنّني أفعلُ هذا مع كلِّ مَن يُخدّرُني بكلمتينِ ناعمتين؟.. ماذا سيظـنُّ بي يـا (سماح)؟.. ماذا؟ عقدْتُ حاجبيَّ وأنا أشردُ بعيدا. يا إلهي!.. من أين أتتْ (رانيا) بكلِّ هذا التحليلِ الأسود؟ لمْ أكُنْ أعرفُ أنّها تُفكّرُ بكلِّ هذا العُمقِ المُخيف. لا شكَّ أنّي كنتُ أعتقدُ أنَّ العَلاقةَ بينَ الرّجلِ والمرأةِ الآن، أيسرُ بكثيرٍ عمّا مضى. هل كلُّ ما نالتْه المرأةُ اليومَ من حرّيّة، مجرّدُ مظاهرَ تافهة، وبعضُ اللهوِ في سنَّ اللهو، دونَ أنْ يُغيّرَ الرجلُ فكرتَه عنها مطْلقًا؟ ما زال يراها هي كما هي: جاريتَه التي لا يحقُّ لها أن تُفكّرَ في سواه، تَقْبلُ أخطاءَه، وتُقبّلُ قدَمَه كلّما واجهَها بنزواتِه، دونَ أن تجرُؤَ على الاعتراض. وجدْتُ نفسي أتمتمُ مع هذه الأفكار: - ولكنّ هذا ظلم.. ظلم. قالتْ في ندم: - أنا التي ظلمْتُ نفسي يا (سماح).. كنتُ أعرفُ كلَّ ذلك، وتبخّرَ من ذهني في لحظةٍ طائشة.. المرأةُ الآنَ تسيرُ على حبلٍ شائكٍ مُعلّقٍ فوقَ الجحيم.. ففي كلِّ لحظةٍ عليها أن تُثبتَ للرجلِ أنّها امرأةٌ عصريّة، تعرفُ آخرَ خطوطَ (الموضة)، وتُتْقنُ فنَّ (الاتيكيت)، وتُبهرُه بما تعرضُه أمامَ ناظريه من جسدِها، دونَ أن تبدوَ مُبْتذلةً أو رخيصة!.. وحينما يقعُ في حُبالتِها، ويحاولُ أن ينالَ المزيدَ من جمالِها الخفيّ، تسرعُ بالهروبِ منه والدّلال، حتَّى لا تفقدَ كرامتَها في نظرِه، وحتَّى لا يجدَ وسيلةً أخرى للحصولِ عليها غيرَ الزّواج.. [وابْتسمَتْ في سخرية] أتعلمينَ مثلا: أبي الذي يشتري لي آخرَ الفساتيـنِ على (الموضـة)، والتي تجعلُنـي مثيرةً جذّابـةً ككلِّ الفتيات (المودرن).. أبي هذا لو علمَ بما حدثَ اليومَ ـ وهو ما تَرَيْنَه أمرًا هيّنًا: مُجرّدَ عناقٍ هادئ ـ لتبرّأَ منّي إلى الأبد، أو ـ على أحسنِ الفروض ـ لضربني علقةً ساخنة، وقاطعني مدةً لا أعرفُ مداها.. إنه تناقضٌ بشعٌ يا (سماح)، ويجبُ أن نسيرَ فيه بمنتهى الحذرِ والذّكاء، حتَّى نصلَ إلى منطقةِ الأمان. - [بذهول]: يا للهول!.. هل كنتِ تصفينَ الجحيمَ للتوّ؟ - بل هو واقعٌ يا (سماح).. إننا في مجتمعٍ متناقضٍ مشوّه، لا عاد شرّقيّا يُحافظُ على احتشامِ نسائِه، ولا صار غربيّا يمنحهنّ مُطلقَ حرّيتِهنّ.. في الغربِ مثلا يمكنُ أن تجدي امْرأةً تتحدّثُ عن طموحاتِها العمليّةِ في الحياة.. ولم لا؟.. إنّها تستطيعُ أن تعيشَ بلا زواجٍ لأيّ فترةٍ تشاء[1]، فهي تحصلُ على متعتِها الجسديّةِ بوسائلَ أخرى، لمْ يَعَدْ يعيبُها الغربُ في فسادِه الحاليِّ الشنيع.. وهي تستطيعُ أن تعيشَ مع رجلٍ سِفاحًا بلا زواجٍ كفترةِ اختبار، فتتزوّجَه لو راقها، أو تنفصلَ عنه في أيَّ وقتٍ إذا ملّتْه أو ساءتِ العلاقة.. إنّها حُرةٌ تمامًا، مسئولةٌ عن نفسِها كاملَ المسئوليّة.. أمّا هنا، فإنّ الفتاةَ لا تخرجُ من سيطرةِ أبيها إلا لتدخلَ في سيطرةِ زوجِها، وويلٌ لها لو عاشتْ عانسا أو أرملةً أو مطلّقة!.. [وابتسمَتْ هاكمةً] إنّ مشكلةَ المرأةِ منّا أنّها تحاربُ بكلِّ أسلحتِها، حتَّى تفوزَ بزوجٍ مناسبٍ، قبلَ أنْ يفوتَها القطارُ وتحملَ اللقبَ المُرعب: لقبَ "عانس".. وهي هنا محكومةٌ بقوالبِ المجتمع، فلا تستطيعُ مثلا حينما يأتى على بالِها الزّواج ـ ولا شيءَ يشغلُ بالَها إلا الزواج ـ أن تذهبَ إلى رجلٍ يروقُها وتقولَ: "أنتَ تعجبُني.. هل تقبلُ أن أتزوَّجَك؟".. لأنّها لو فعلَتْ ذلك فستضعُ نفسَها في خانةٍ حقيرة، وسيحذرُ منها رجلُها وقد يُسيءُ الظنَّ بها.. لذلك تلجأُ إلى اللفِّ والدوران.. تجعلُ من نفسِها ما يشْتهيهِ ويتمنّاه، وتحاولُ أن تجذبَه إليها بالنظراتِ الناعسةِ والبسْمةِ الخجلى، وتُشْعرَه في كلِّ لحظةٍ، أنّه هو الصّيّادُ الهُمامُ الذي يسعى إلى مطاردتِها والتغريرِ بها، وهي الفريسةُ المسكينةُ التي سقطَتْ صريعةَ هواه، ولكنّها تخافُ من أبيها والمجتمع، ولا يُمكنُ أن تسمحَ له بالتّمادي أكثرَ من هذا، فَيُهْرَعُ الصّيّادُ الشّجاعُ على الفورِ ليدخلَ القفصَ طواعيةً!.. إنها لعبةٌ معقّدةٌ يا (سماح) ولها قواعدُها، ويجبُ على كلٍّ منّا أن تُتْقِنَها، حتَّى لا يسحقَها المجتمعُ يومًا، أو تفقدَ فرصتَها في اختيارِ الرجلِ الذي تحبُّه، لأنّها تسرّعَتْ وأرادتِ اختصارَ الطريق، وتجاهلَتْ بعضَ قواعدِ اللُّعبة. - [في توتّر]: ولكنّها لعبةٌ سخيفةٌ يا (رانيا)، وتحوى الكثيرَ من الخداعِ والغشّ. - أنتِ تقولينَ هذا؟.. انظري إلى نفسكِ لتعرفي أنّكِ تُتقنينَ اللعبةَ بالفطرة.. ألم تجلسى ثلاثَ ساعاتٍ أمامَ المرآة، تحاولينَ إبرازَ كلِّ ما تستطيعينَ من مفاتِنِكِ لكي تُبْهري (إياد) اللَّيْـ... ذكّرني كلامُها أنّ (إياد) ينْتظرُنا، فتلاشى كلُّ شيءٍ من ذهني، إلا أن أهتفَ أقاطعُها: - تبًّا لكِ أيّتُها المفعوصة.. أرأيتِ كيفَ أضعْتِ وقْتَنا؟ وجذبْتُها من يدِها بقوّة، مُسرعةً إلى (إياد). إلى صيّادي. [1] من نتائج تأخّر سن الزواج للمرأة في (أمريكا) انتشار العقم، بسبب استخدام حبوب منع الحمل، وتخطّي الفترة المثلى للإنجاب (18 ـ 35).. لهذا تقول الإحصائيّات إنّ كلّ طفل أمريكي أبيض صحيح يولد، ينتظره 20 زوجًا وزوجة من أجل تبنّيه! التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 03-02-18 الساعة 05:26 PM | ||||
02-02-18, 09:14 PM | #18 | |||||||||||
مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استمتعت جدابقراءتها يا اخ حمدى رانيا ورفيق تسرعا برايي باظهار مشاعرهما فى اول لقاء رومانسي وسماح ستذهب الى السهرة مع اياد يا ترى اشو بيصير بانتظاره | |||||||||||
03-02-18, 09:11 AM | #19 | ||||
أديب وشاعر مصري
| 4- ليلةٌ أسطوريّة ليلةٌ من ألفِ ليلةٍ وليلة. أنيقًا كان.. وسيمًا كما هو دومًا، يخلُبُ لُبّي بكلِّ شيءٍ فيه. رآنـي فاستقبلنـي علـى بابِ المنزل، وصافحنـي فخدّرتْني لمْستُه، وتأمّلني فأبهجتْني التماعةُ عينيه بالإعجاب. خُيّلَ إليَّ أنّي أحْلُم. همسَ في رقّة: - هل أنتِ مستعدّة لليلتِنا؟ ابتسمتُ قائلةً في سعادةٍ لا أخفيها: - بكلِّ أعماقي. نقلَ يَدي من يُمناه إلى يُسراه، وصافحَ (رانيا) مُتسائلا: - وأنتِ يا (رانيا)؟ - [بابتسامةٍ باهتة]: إنّي على استعدادٍ تامّ. - عجبًا!.. ألمحُ آثارَ سيولٍ على مُقلتيكِ! - [مصطنعةً ضحكةً متوتّرة]: يبدو أنّ طقسي كانَ سيّئًا بعضَ الشّيء.. لا عليك.. إنّي في خيرِ حال. - حسنًا.. ما رأيُكُما الآنَ أنْ أُعرّفَكما بـ (شادي) و(وفاء)؟ وجذبني من يدي صوبَ السّيّارة، حيثُ مالَ على أذني ونحنُ سائرانِ وهمس: - إنّكِ رائعةٌ الليلة.. أخشى أن يقتلَني أيُّ شابٍّ لاختطافِكِ منّي. - [هامسةً]: وهل ستسمحُ له ببساطة؟ - محال.. حتَّى لو نجحَ في قتلي، فسيكتشفُ أنّه تعيسُ الحظّ، فقد كتبْتُ في وصيّتي للورثة، أن يُحافظوا على كَنزيَ الثمينِ للأبد. - (إمْ).. لهذا اصْطحبْتَ معَكَ وريثيك!.. تخطيطٌ مُحكمٌ أيّها البطل. أشار إلى أخويه اللذين يُغادرانِ السّيارةَ قائلا: - تعرّفي إذن بمُنْقذَيْكِ من بعدي.. [وأشارَ إلى لشابٍّ أنيقٍ لا يقلُّ عنه وسامةً] (شادي).. يصغرُني بعامٍ واحدٍ فحسب.. السنةُ الثانيةُ بكلّيّةِ الألسن. تمتمَ (شادي) وهو يُصافحُني: - هاي.. لا بدَّ أنّكِ (سماح). - وكيف عرفتَ على وجْهِ التحديد؟ - (إياد) يا آنستي.. طيلةَ الوقتِ يتحدّثُ عنكِ، فبتُّ أتخيّلُ كلَّ لمحةٍ منك. دقّ قلبي مع عبارتِه، وزغردتِ السعادةُ في أعماقي، فتمتمْتُ باندفاع: - حقًّا؟ صافح (رانيا) قائلا: - وبالطبعِ أنتِ (رانيا)، فلا (سماح) بدونِ (رانيا)!.. أليسَ كذلك؟ تمْتَمتْ تجامله: - أنا هي.. سَعِدْتُ بمقابلتِكَ يا (شادي). وأشارَ (إياد) إلى فتاةٍ جميلةٍ في منتهى الأناقة، ترتدي فستانا قصيرا ولا أدري كيف كانت تحتملُ البردَ القارص، وقال: - وهذه (وفاء).. أختي الصّغرى.. السّنةُ الأولى بكلّيّةِ الآداب. صافحتْنا (وفاء) وهي تتمتمُ بعبارةِ مجاملة، قبلَ أنْ تهتفَ في عتاب: - كفانا ما ضيّعنا من الوقْتِ يا (إياد).. هيّا قبلَ أنْ نتأخّرَ على باقي الثُّلّة. أشارَ إلى السيارةِ قائلا: - لا بأسَ. وهمسَ لي في أسف: - آه.. سأُضطرُّ إلى تركِ يدِكِ يا عزيزتي، فستُحشرينَ مع (وفاء) و(رانيا) في المقعدِ الخلفيّ. وتركَ يدي، وأتمنّى لو لمْ يفْعلْ قطّ، فأحْسسْتُ فيها ببردٍ شنيعٍ يتوقُ لدفْئِه، ولكنّي أسرعْتُ مُستسلمةً أندسّ مع (رانيا) و(وفاء) في المقعدِ الخلفيّ، لينطلقَ بنا (إياد) على الفور. إلى عالَمِ السّحْر. ***** | ||||
03-02-18, 04:18 PM | #20 | |||||
أديب وشاعر مصري
| اقتباس:
تحياتي | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|