آخر 10 مشاركات
وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام "مكتملة" (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          404 - لن يغيب القمر - هيلين بيانشين (الكاتـب : monaaa - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          97-اخيرا الجنة ...مارغريت واي .......ع ج** (الكاتـب : mero_959 - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree923Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-18, 09:38 PM   #4891

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


:- ما الذي تفعله هنا ؟؟؟
طرحت سؤالها من بين أسنانها .. واعية تماما لنظرات والدتها المهتمة من بعيد .. لا تخفي على الإطلاق أملها في أن يكون هذا اللقاء الذي تستبعد علياء تماما أن يكون عائدا للصدفة بداية جديدة لابنتها التي كانت حياتها تزداد سلبية وانطواءً منذ طلاقها من أدهم ومه مرور السنوات .. رافضة أن تسمح لمشاعرها العاصفة بأن تظهر للأشخاص الذين كانوا يراقبونها بدورهم في فضول وأمل في حدوث مشهد يزيح عنهم ملل الحفلات الاجتماعية التقليدية ..
قال بهدوء :- أنا مدعو ؟؟؟
:- ومن قبل من بالضبط ؟؟؟ أمي ... صحيح ؟؟
قطب قائلا:- ولماذا قد تدعوني والدتك إلى الحفل ؟؟؟ أنا لم أتحدث إلى والدتك أو أراها منذ فترة طويلة .. كل سؤال مني عنك خلال الفترة الأخيرة كنت أوجه إما لغراء أو زوجها ..
تجاهلت احمرار الحرج الذي صبغ وجهها عندما أدركت بأن وجوده هنا ربما لا يتعلق بها حقا كما ظنت .. وقالت بفظاظة :- ومن دعاك اذن ؟؟؟
:- عمك نعمان .... منذ أشهر وهو يستعين بخدمات مكتبي في بعض الأعمال مما أدرى إلى تكرار رؤية كل منا الآخر .. وترميم الصدع الذي حدث بيننا على إثر طلاقي أنا وأنت .. مما يجعل دعوته لي لحضور الحفل أمرا طبيعيا خصة وقد أوضحت له مرارا بأننا متفاهمان وأن الغضب الذي كان بيننا بعد الطلاق قد استحال إلى احترام متبادل .. وتقدير لا أكثر ..
نظر حوله بشكل أظهر عدم رضاه عن وجوده في الحفل رغم تذكرها الواضح لاستمتاعه السابق بالمناسبات الاجتماعية التي كانت تناسب شخصيته المنطلقة والمرحة .. لقد اعتاد دائما على أن يسرق الأضواء كلها بطبعه السلس وحديثه المشوق .. إلى حد كان يثير أحيانا داخلها الغيرة إلى جانب الفخر .. مع بعض الضيق وهي تقدر بأن الكثير كانوا على الأرجح يجدون في أدهم .. الشاب الوسيم الناجح .. زوجا لا تستحقه فتاة عادية مثلها لا تمتلك أكثر من اسم عائلتها .. تابع قائلا باقتضاب :- لم أرغب حقا بالحضور .. عرفت بأن وجودي قد يزعجك وقد وعدتك بألا أسبب لك أي حرج أو أي ضغط من خلال تواجدي حولك .. إلا أن السيد نعمان كان ملحا للغاية ..
قالت بجفاف :- ثم فكرت بإحضار نارا معك ..
نظر إليها بفضول وهو يقول :- هل يضايقك هذا ؟؟؟
هزت كتفيها قائلة باستنكار :- ولماذا يضايقني ... أنت حر كي تفعل ما تشاء في حياتك ..
أومأ رأسه دون أن ينفي كلامها مما كاد يذهب بعقلها ... بينما تابع :- في الواقع ... هي لقد كانت هي من شجعني على الحضور .. عارضة علي أن ترافقني عل وجودها معي يخفف من شعور كل منا بالاحراج .. عندما حدثتها عن زواجنا السابق .. لم أتخيل أنها جاهلة لكونك المقصودة ..
تمتمت :- لماذا لم تخبرها انت بالأمر بعد لقائنا في المقهى قبل أيام ؟؟؟
وقد فاجأها مدى الانزعاج الذي أحست به لتفكيرها بأن أدهم لم يجد الأمر مهما بما يكفي كي يذكره .. هز كتفيه قائلا :- أنتما تعملان معا ... لقد ظننت بأنك أنت من اخبرها ..
حسنا ... كلامه منطقي .. علياء كانت تستطيع إخبار نارا بالحقيقة إلا انها لم تفعل .. وحتى الآن هي لا تعرف سبب امتناعها هذا ... أهو التحفظ الذي أحست به عندما أدركت بأن أدهم لم يكن مجرد جار لنارا من خلال حديثا الدائم والمتكرر عنه ؟؟؟
لم تستطع علياء أن تطرح عليه السؤال الذي كان يحرق جوفها رغبة في الحصول على إجابة ... هل الصداقة هي فقط ما دفع أدهم لاصطحاب نارا معه ؟؟؟ أم أنه شيء آخر ؟؟
التفتت بعيدا عنه خشية أن يتمكن من قراءة أفكارها مرتسمة في عينيها .. ووجدت نفسها تجوب المكان بنظراتها بحثا عن شيء مجهول لم تدركه حتى قال أدهم بصوت هادئ .. إنما أخفى تحت هدوءه عاصفة مكتومة تعرف جيدا قدرتها التدميرية إن تحررت من أسرها وخرجت للعيان :- هل تبحثين عن شخص ما ؟؟
التفتت إليه قائلة بتوتر :- لا ... لماذا تظن هذا ؟
توتر فكه .. وهو يقول بجفاف :- لأنه لم يظهر بعد ... وأنت كنت دائما معتادة على تمشيط المكان كل خمس دقائق بحثا عنه حتى يصل .. لتتظاهري بعدها وطوال الحفل بأنه غير موجود .. وأنك لا ترينه على الإطلاق ..
امتقع وجهها وهي ترتد إلى الوراء مدركة بأنه محق ... رباه .. لقد كان محقا ... علياء كانت تبحث عن لقمان .. تترقب وصوله .. وتخشى مواجهته .. تتقلب بين حمى باردة وأخرى ساخنة وهي تتخيل المقابلة الأولى بينهما منذ تسببها بمساعدة آمال بفضح زواجه من بحر أمام الناس .. وهما تعرفان جيدا حرصه الشديد على سمعته ومظهره .. إضافة إلى تسببهما برحيلها وخسارته إياها إلى الأبد ..
البرود الذي كسى أدهم .. من رأسه حتى أخمص قدميه .. غلف ملامحه ونبرة صوته عندما تحدث .. جعل الخزي يغشاها .. الخزي من خيانتها الفكرية والعاطفية له قبل سنوات .. ومن إدراكها بأنه محق تماما .. ها هي من جديد تسمح للقمان الطويل بأن يترك تأثيره اللا إرادي والمدمر على حياتها ..
:- على كل ... أنت لست مضطرة للبحث طويلا .. إن نظرت إلى باب القاعة في هذه اللحظة بالذات .. فإنك سترين ضالتك ... لقد وصل لقمان الطويل لتوه إلى الحفل ..
مصدومة .... تسري كهرباء الرعب والوجل على طول جسدها ... التفتت علياء نحو مدخل القاعة .. لتشعر وكأنها تعيش مرة واحدة في أحد أكبر كوابيسها وأكثرها بشاعة ...



تناولت شمس كوب العصير الطازج من فوق الصينية التي كانت إحدى النادلات بزيها الرسمي تطوف بها في أنحاء القاعة .. عيناها لا تفارقان أكرم وهو يتحدث إلى بعض معارف أبيه على بعد أمتار قليلة منها 00 كان قد عرفها إليهم قبل لحظات .. قبل أن يدخل في نقاش سياسي انسحبت خلاله بعيدا دون أن يشعر بها أحدهم وظلت واقفة في الزاوية .. تراقبه من بعيد .. تتأمل وسامته .. جاذبيته التي لم تجد لها مثيلا قط .. شخصيته التي أحبتها قبل خمس سنوات بالضبط كما أحبته للمرة الثانية قبل عام واحد عندما تزوجا من جديد دون أن يخطط أحدهما لاستمرار هذا الزواج ..
تبا لهذا الخوف الذي كانت تشعر به رغما عنها .. حتى وهي تعرف بأنه يحبها .. شمس لا تستطيع أبدا أن تشك بمشاعر أكرم .. إذ أنه أوضح لها وبكل الطرق الممكنة إلى أي حد هو متمسك بها ..
لماذا إذن ترفض أن تسمح لنفسها بأن تستسلم للسعادة التي كان يعرضها عليها ويقدمها له بكل قواه ؟؟؟
تحفزت حواسها عندما رأت امرأة تقترب من المجوعة الصغيرة التي كان يتحدث إليها .. لتحيي الآخرين بابتسامة مهذبة قبل أن تلتفت نحو أكرم مركزة اهتمامها نحوه ..
شعرت شمس بالغضب يتصاعد فجأة داخلها حتى كادت تشعر بأصابعها تضغط على الكأس المعلق في يدها فتكاد تحطمه ... المرأة كانت جميلة .. جميلة جدا ... تبدو في عمر شمس أو ربما أكبر قليلا ... طويلة القامة .. داكنة الشعر والمعالم .. تمتلك أناقة مختلفة تماما عن أناقة شمس المكتسبة من ارتدائها الملابس التي فصلتها بنفسها وبعناية .. بل كانت أناقة فطرية لا يمكن لشخص إلا أن يرثها عن أباءه وأجداده ..
بينما كانت تتحدث إلى أكرم الذي ارتسم الترحيب جليا على وجهه .. ناءا عن المجموعة والحديث يزداد جدية .. قبل أن يلتفت أكرم على إثره نحو شمس مباشرة .. وجهه يشحب تماما عندما رآها مما جعل المرأة أيضا تلتفت نحو شمس بشيء من الاهتمام ..
كان قلب شمس يخفق بقوة ... أتراها الشخص الذي كان أكرم يغادر عيادته كل يوم كي يراها كاذبا على شمس ؟؟
رسمت على شفتيها ابتسامة مرتجفة وهي تحاول أن تتظاهر بأن أعماقها لم تكن ترتعد ... مدركة بأنها لن تترك له خيارا آخر غير السير نحوها برفقة المرأة التي سارت إلى جانبه تبدو هادئة تماما ومليئة بالـ ...
فضول !!!
ازدادت توترا عندما وصلا إليها .. عندما أدركت بأن المرأة تفوقها طولا بكثير .. الإحساس المقيت بالنقص الذي رغم تأكيد أكرم على عدم حاجتها إليه مع حبه الغير محدود لها .. لم يستطع مفارقتها بينما هي تواجه المرأة التي أظهرت رغم قصر لقاءها بأكرم .. حميمية لا يمكن أن تميزها إلا زوجته ..
بتلقائية ... أحاط أكرم كتفيها بذراعه .. وقربها منه حتى التصقت به .. وكأنه يشعر بطريقة ما بحجم المخاوف التي كانت تزدحم داخل روحها .. أتراه أحس بالتشنج الطفيف في جسدها عندما ضمها إليه ؟؟
قال وهو ينظر إلى المرأة الأخرى :- شمس .. حبيبتي .. أعرفك إلى الدكتورة هناء ... هي صديقة قديمة لي .. منذ أيام الجامعة ..
ابتسامة المرأة الدافئة التي منحتها لشمس لم تغير شيئا من كراهية شمس التلقائية نحوها .. إلا أنها لم تستطع تجاهل اليد الأنيقة التي امتدت إليها كي تصافحها وهي تقول :- لقد كنت أتوق للقائك يا شمس ... أكرم يتحدث عنك كثيرا ..
ابتسمت شمس بجفاف .. على وعي بنظرات أكرم وهي تقول :- حقا ! .. هذا غريب إذ أنه لم يذكرك لي قط ..
إجفال المرأة كان حقيقيا وهي تلتفت نحو أكرم وكأنها كانت تتوقع العكس تماما .. قبل أن تقول من بين أنفاسها :- أكرم ... لقد وعدتني بأن تخبر شمس بكل شيء ..
الذنب الذي ارتسم على وجه أكرم أثار الذعر في أعماق شمس .. ما الذي كان من المفترض بأكرم أن يخبرها به ... رباه .. ما الذي يخفيه عنها .. من تكون هذه المرأة في حياته ؟؟؟
عفويا امتدت يدها نحو بطنها بحمائية .. وكأن عقلها الباطن يخشى أن يمد ذعرها وإحساسها بعدم الأمان نحو ابنها الذي لم يولد بعد .. أم تراها تستعيد فجأة ما حدث قبل خمس سنوات عندما فقدت ابنها الأول قبل حتى أن تتمكن من انجابه ؟؟؟
ابتعدت عن مرمى ذراع أكرم على الفور وهي تقول بتوتر :- ما الأمر يا أكرم ... ما الذي تخفيه عني ؟؟ ما الذي كنت ستخبرني به ولم تفعل ؟
تراجعت الدكتورة هناء وهي تقول :- سأترككما وحدكما وأعود في وقت لاحق ..
لم يلاحظهما أحدهما عندما اختفت حتى وكل منهما ينظر إلى الآخر .. شمس باتهام .. بخوف .. بقلق .. أكرم بشيء من التعاسة وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره الكثيف وهو يزفر قائلا :- لم أرغب بإزعاجك يا شمس .. خاصة مع حملك الجديد .. و .. حسنا ... الأمر غير واضح بعد ..
هتفت بغلظة :- أكرم ... إن كان لديك ما تقوله فقله الآن .. من تكون تلك المرأة .. وما الذي تخفيه عني وتعرفه هي ..
أغمض عينيه بقوة للحظة .. ثم فتحهما ليرتسم التشوش في العينين السوداوين وهو يقول :- هناء هي طبيبتي النفسية ... وأنا أراها منذ فترة وبشكل منتظم ..
حدقت به وكأنه كلمها فجأة بلغة لا تتقنها .. قبل أن تسأله بجمود كان مصدره الذعر الذي بدأ يتصاعد داخلها من احتمالات لم تحسب لها حسابا :- ولماذا قد تحتاج إلى طبيبة نفسية يا أكرم .. هل تعاني من مشكلة لا تخبرني عنها ؟؟؟
هز رأسه بإرهاق قائلا :- لا ... ليست مشكلة حقيقية ... الدكتورة هناء تساعدني كي أتمكن من استعادة ذاكرتي المفقودة يا شمس ..
ساد الصمت بينهما للحظات طويلة .. كانت خلالها تحدق فيه غير مصدقة للحظات .. قبل أن يخفق قلبها بقوة وقد تغلغل المعنى داخل عقلها :- لماذا الآن ؟؟؟ ظننت بأن استعادتك ذاكرتك بات أمرا غير منتظرا يا أكرم ..
قال بتعاسة :- أنا أيضا يا شمس ... صدقيني ... حتى بدأت أرى تلك الأحلام المتقطعة منذ زواجنا ...
شحب وجهها وهي تقول :- أي أحلام ... ما الذي تقوله يا أكرم ؟
:- أقول بأنني بدأت بشكل جزئي ومحدود في استعادة تلك الأشهر المفقودة من ذاكرتي يا شمس ...
كلامه صفعها بقوة ... إنما لم تتمكن من إظهار أي ردة فعل عليه وقد شتت انتباهها ضجيج الناس من حولها .. وتعالي همساتهم وقد تركز اهتماهم نحو باب الصالة .. وعندما التفتت نحو مصدر الاهتمام تلقائيا .. مانحة نفسها فرصة استيعاب كلماته ... انتفضت وهي تشعر بعالمها كله ينقلب رأسها على عقب .. وهي ترى آخر شخص توقعت أن تراه في تلك اللحظة .. أو ذلك المكان ..





يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:39 PM   #4892

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

فور أن سحب نعمان الطويل زوجته التي كانت تبدو وكأنها توشك على أن تصاب بنوبة قلبية .. متمتما بشيء عن الاحتفال بالمناسبة .. والتعرف إلى عائلة وردة والإعلان عن الأمر .. حررت وردة نفسها من قبضة كنان .. بل وفي إشارة واضحة لامتعاضها قامت بنفض كتفها حيث كان التماس المباشر بينهما .. واعية لنظرات الحنق والغيظ التي أطلت من عينيه رغم زوال شيء من التوتر الذي كان طاغيا عليه خلال مواجهته لعائلته ..
لم تعرف وردة ما الذي دفعها حقا كي تقوم بهذا الدور التمثيلي أمام كل من والدي كنان ؟؟ ربما هي وافقت على أن تقوم بدور خطيبته والمرأة التي يحب .. إلا أنها لم توافق إطلاقا على أن تتقن أداء دورها إلى حد يؤدي في النهاية إلى اقتناع السيد نعمان نفسه بالأمر مباركا إياه ...
إلا أنها لم تستطع تحمل إرهاب والدة كنان له وهي تحاول فرض شيء لا يريده عليه ...
لقد كانت تستطيع أن تعرف حتى وهي تقابل المرأة وللمرة الأولى بأن حرصها على هذا الزواج لم يكن على الإطلاق نابعا من اهتمامها بصالح ومستقبل كنان ... رباه ... المرأة لا تبدو وكأنها ترى في ابنها الوحيد أكثير من وسيلة تحقق من خلالها أغراضها .. المصيبة كانت أن كنان كان يعرف هذا هو الآخر .. وردة كانت قادرة على أن ترى هذا من خلال توتره .. إحباطه الغاضب .. وإحساسه بالعجز والوحدة بينما والدته تتنمر عليه ..
في حالات أخرى .. كانت وردة لتضحك ملء شدقيها وهي تفكر برجل ناضج في عمر كنان وهو يخضع لإرهاب والدته بهذه السهولة .. إلا أن الأمر لم يكن مضحكا على الإطلاق وهي تراه رؤى العين .. خاصة وهي تعرف مقدار ما يمكن لعائلتك أن تسبب لك من ألم من خلال حبك لهم .. وحاجتك لعاطفتهم ...
التباعد الحالي بينها وبين عائلتها ... بينها وبين والدتها وكل من شقيقيها الصغيرين .. لابد وأنه السبب .. هي عاجزة عن إظهار أي من التمرد أمام أشخاص تعرف بأنهم يحتاجونها بعد كل شيء .. وأنها لا تستطيع على الإطلاق التخلي عنهم .. في وقوفها اللا إرادي إلى جانب كنان في أزمته ..
في الواقع ... نظرة الريبة التي كانت ترتسم في عينيه السوداوين .. جعلتها تتساءل إن كان أي أحد قد قدم شيئا لكنان الطويل دون أن يكون هناك من هدف وراءه ..
لم تملك وهي تشهد اتهامه الصامت إلا أن ترفع رأسها في إباء تتحداه أن يحول اتهاماته هذه إلى أخرى لفظية إن كان يجرؤ ..
قاطع ريان نظرات التحدي بينهما وهو يقول بتوتر :- حسنا ... لقد مر الأمر بخير ولم أتوقع هذا أبدا .. في الواقع .. لقد كدت أصدق للحظة بأن هذا العرض الشائق للمشاعر بينكما لم يكن محض تمثيل ..
أدارت وردة عينيها وهي تقول :- أرجوك ... وكأنني قد أفكر يوما بالارتباط بشخص غير ناضج وصبياني مثله ..
قال كنان بغيظ :- وكأنني أنا قد أفكر يوما بالارتباط بفتاة عنيدة وسوقية مثلها ..
هز ريان رأسه متوقعا التلاسن بينهما وقال :- أنا ما زلت رافضا لهذه التمثيلية .. والدتك لن تكون مسرورة إطلاقا إن اكتشفت الحقيقة يا كنان .. تبا .. ألم تر نظراتها ؟؟ هي تعتقد بالفعل بأنني أنا من رتب الأمر وأوقع كل منكما في حبال الآخر ..
ثم نظر إليهما قائلا :- من الأفضل أن تنتهي هذه المسرحية هذه الليلة .. لقد حصلت بالفعل على ما تريد يا كنان .. وتخلصت من الزواج المرتب الذي كانت تخطط له والدتك ..
ثم رفع رأسه وقد لاحظ شخصا من بعيد وقال :- رباه .. أهذه والدتي ؟؟؟ سأعود لأتحدث إليكما لاحقا ..
تركهما متجها نحو السيدة آمال التي كانت تبدو كما عهدتها وردة دائما .. في كامل جمالها وتألقها وكأنها تمتلك المكان ... لا كأنها ضيفة في حفلة تقيمها المرأة التي سرقت منها زوجها قبل سنوات طويلة ..
تابعته عينا وردة بشرود .. عاجزة عن تجاهل وسامة ريان الغير عادية والتي جذبت إليها الأنظار تلقائيا .. تلك الجاذبية التي لم يكن مصدرها شكله الخارجي فحسب .. بل تلك الهالة التي كانت تميزه عن غيره والتي كان عمادها تفرد شخصيته التي جمعت بين العفوية والنضوج والبراءة في مزيج واحد ..
تلك الهالة التي كانت دائما تجذب وردة نحوها رغما عن إرادتها ... كما تجذب الشمس كواكب مجموعتها لتدور في فلكها حولها دون أن تمتلك خيار الحياد بعيدا عنها ..
:- أتعلمين ... إن ظللت تأكلينه بنظراتك .. لن يصدق أحدهم على الإطلاق أمر خطوبتنا ..
رغما عنها ... تصاعد الاحمرار في وجهها وهي تواجه كنان قائلة بفظاظة :- آه .. وكأن أحدهم يمكن أن يصدق جديتك ورغبتك في ارتباط شريف بأي فتاة كانت ... أنا متأكدة بأن والدتك ستدرك الحقيقة فور أن تمتلك دقيقتين فقط للتفكير الهادئ في الأمر ..
ثم وفي حاجة ماسة لاستفزازه لم تعرف مصدرها :- كما أنها لن تصدق أبدا أنني قد أفضلك أنت على ريان .. أن أختارك أنت بينما أنا أعمل معه ... هه ... الأمر مستبعد تماما ..
رأت ملامحه الصبيانية الوسامة تحتقن غضبا وهو يقول :- حقا ؟؟ ولماذا قد تظن والدتي هذا ؟ لماذا قد يظن أي كان هذا ؟؟ هم على الأرجح يفكرون الآن بأنك محظوظة للغاية لأنك قد تعثرت برجل مثلي وتمكنت من ربطه بك ..
قالت باستهتار :- وما الذي تمتلكه وقد يغريني ؟؟؟
نظرت إليه من رأسه حتى أخمص قدميه في تفحص مهين قبل أن تقول :- أنت وسيم ... لا اعتراض على هذا .. إنما المقارنة بينك وبين ريان معدومة ... وأنا لا أشير فقط إلى فرق الطول بينكما ... بل إلى أمور تتجاوز بكثير المزايا الخارجية ...
حسنا ... هنا كادت وردة تضحك حقا وهي توشك على رؤية الأبخرة تتصاعد من أذني كنان ..
كنان كان كباقي أفراد عائلة الطويل ... أكثر طولا من المعدل الطبيعي بين الرجال .. إلا أن ريان سبق وذكر أمامها عرضا عن إحساس كنان بالنقص بسبب السنتيمترات القليلة التي تفصل بينه وبين أخوته ..
ربما استخدامها لنقطة ضعفه هذه تعتبر قسوة منها ... إلا أن كل شيء مباح في الحرب والحب ... صحيح ؟؟
وما يربط بينها وبين كنان ... حرب أزلية بالتأكيد ..
قال بغلظة :- تعلمين ما يمنعني من الرد عليك بفظاظة .. هو تهذيبي وحرصي على مظهري أمام عيني والدتي التي تراقبنا في هذه اللحظة من بعيد ... وطبعا أسفا عليك لأنني أعرف بأن ريان رغم كل محاولاتك .. هو لا يرى فيك على الإطلاق أكثر من حالة خيرية يلتزم بها .. ودين يعتقد أنه يحتاج لأن يفيه ..
رغما عن كنان ... ندم على الفور على قسوة كلماته عندما شحب وجهها بشدة تحت الزينة المتقنة والأنيقة .. منذ عرفها قبل أشهر ... لم يسبق لكنان أن رأى وردة في حالة عجز عن الرد .. وكأنها تعرف بأنه محق .. وتعجز بصدقها الفطري عن اختلاق كذبة تنفي فيها الحقيقة التي رماها بها ..
:- كنان ... لقد كنت أبحث عنك ..
لم يكن الوقت مناسبا على الإطلاق لأي حديث عمل يختلقه عمر – شريك كنان اللدود – خاصة الآن وفي هذا المكان .. إلا أن الرجل بمثاليته التي كانت تقتل كنان في كل مرة .. لابد أن يستغل لقاء كنان الغير مخطط له في الحفلة كي يعرض عليه فكرة جديدة أو اقتراح سيعود على شركتهما الوليدة بالكثير من النجاح ..
:- لقد كنت أريد أن أتحدث إليك عن ....
قطع عمر كلماته عندما لاحظ بأن كنان لم يكن وحيدا ... في الواقع .. لقد بدا وكأنه قد نسي ما يرغب في قوله وهو ينظر إلى وردة وكأنه لم يسبق له أن رأى امرأة من قبل ..
تلقائيا ... تجاهله عمر تماما وهو يميل نحو وردة قائلا بصوت انخفضت نبرته .. مظهرا سحرا كان مخفيا دائما وراء جديته واهتمامه المبالغ به بالعمل :- مساء الخير ... لا أظن بأننا قد التقينا من قبل ..
راقب بحنق وردة وهي تجفل من تهذيب عمر وكأنها ليست معتادة على هذا النوع من الاهتمام من الجنس الآخر ... فوجد نفسه يقول تلقائيا وعقله الباطن يرفض على الفور ما يحدث أمامه :- أقدم لك وردة يا عمر ..
للحظة ... ظن كنان بأن الرجل لم يسمعه وهو يتأمل وردة التي .. تبا ... هل توردت وجنتاها حقا ؟؟؟ وجد كنان نفسه يعيد النظر إليها بتوتر وهو يتذكر إجفاله لحظة دخل إلى المكتبة ورآها بمظهرها الغير مألوف هذا .. لقد كانت صدمة أن يدرك بأن وراء مظهرها الصبياني والمشعث تكمن امرأة ليست جميلة فحسب .. بل هي طاغية الأنوثة والرقة بالفستان الرقيق والمغري والزينة الناعمة ...
عندما رآها واقفة إلى جانب ريان ... تصلح له ربطة عنقه بحميمية وهي تقول شيئا ضاحكة بينما ينظر كل منهما إلى عيني الآخر ... شعر بالغضب وهو يفكر بأنها تحاول من جديد إغواء أخيه بألاعيبها و استخدامها هذه المرة أسلحة ثقيلة مستعارة ... أما الآن ... فقد كان يفكر بأنه كن مخطئا ... بأن أسلحتها التي أخذته في بداية الأمسية على حين غرة ... قد لا تكون مستعارة على الإطلاق ... وأن اهتمام شريكه بأسلحتها هذه ... لم يعجبه على الإطلاق ..
تبا .... هي جاءت برفقته ... ومن المفترض به أن تكون خطيبته ..
وجد نفسه يضيف بشيء من الحدة :- خطيبتي ..
هنا ... تمكن أخيرا من الحصول على اهتمام عمر الذي التفت نحوه عابسا وهو يردد :- خطيبتك ؟؟؟ مستحيل !
هل الرجل أحمق ؟؟ أم أنه يتظاهر بالغباء ؟؟ عاد عمر ينظر إلى وردة التي بدت وكأن كل ارتباكها السابق قد اختفى تحت اهتمام الرجل .. في الواقع .. لقد كانت التسلية تبدو عليها وكأنها تشهد لعبة لم تكن مرئية لسواها .. قال عمر بلطف مخاطبا إياها :- أنا لا أقصد الإهانة على الإطلاق ... أنا فقط لم أتوقع أن يكون ذوق كنان رفيعا إلى هذا الحد ..
ابتسمت برقة وكأنها ما كانت قبل لحظات تمزق كنان بلسانها السليط :- آه ... كنان يعرف تماما بأنه محظوظ للغاية بوجودي في حياته ...
الرجل ذاب فعليا أمام تغنجها المدروس ... أحس كنان بأن احترامه للرجل الذي يكبره بالسن بسنوات قليلة قد طار مع الهواء مع رغبته الجامحة بضربه وتحطيم أنفه .. رغم هذا .. كلمات وردة بدت وكأنها لم تعجبه .. التفت نحو كنان قائلا :- لم أعرف أنك تفكر بالاستقرار ... لطالما ظننت بأنك من النوع الذي يفضل العبث واللهو مع فتيات متعددات ..
بغض النظر عن الحقيقة في كلام عمر والذي سمعه بالتأكيد من الناس من حوله .. أو عن غالبية معرفة وردة بها بالفعل من خلال ريان .. إلا أن كنان لم يعجبه إطلاقا أن يشير عمر إليها أمامها .. تبا .. من المفترض بها أن تكون خطيبته .. ألا يعرف الرجل أي شيء عن الذوق أو الاحترام ..
دون أن يفكر .. وجد نفسه يعود ليمسك بيد وردة فيسحبها إليه .. شادا أصابعه حول معصمها عندما حاولت التحرر منه .. مجاهدة كي تخفي غضبها عن عمر الذي كان يراقبهما كالصقر .. وقال بنعومة :- هذا كان في الماضي ... أما الآن وأنا لدي وردة .. فلماذا أنظر إلى أي امرأة أخرى ؟؟
:- ممم ... حقا ؟؟؟ حسنا ... مبارك لكما .. لن أقاطع إذن لحظاتكما الخاصة معا .. سأتحدث إليك لاحقا يا كنان ..
ثم منح وردة ابتسامة خاصة وهو يقول :- سعيد بمعرفتك يا آنسة وردة ..
فور أن ابتعد .. انتزعت يدها منه وهي تقول بغضب :- كيف تجرؤ على التقليل من احترامي بهذه الطريقة .. إن تجرأت على لمسي مجددا ... قطعت لك يدك ..
قال باستفزاز :- أنت لم تجدي غضاضة في فعل المثل أمام والدتي عندما كنت تقنعينها بحبك الغير محدود لي ..
التفتت تواجهه وهي تقول من بين أسنانها :- ما حدث مع والدتك .. كان عملا بيننا .. دين لك علي إن كنت قد نسيت .. في حين أنك لم تكن مطالبا بالقيام بأي دور تمثيلي أمام صديقك ذاك ..
:- عمر ليس صديقي .. هو شريكي .. وابن صديق أبي .. وسرعان ما سينتقل من خلاله وبين جميع معارف عائلتي خبر خطوبتنا كالنار حين تسري في الهشيم .. وهو ما أريده لأنني أشك بأن والدتي قد صدقت تمثيليتنا قبل قليل ..
لحسن الحظ ... ورغم أن غضبها لم يزل تماما .. إلا أنها صدقته .. قالت بفظاظة :- على أي حال ... أنا وفيت بحضوري معك ديني ... سأكون في غاية الامتنان إن لم تقع عليك عيناي أبدا بعد الآن ..
لاحظت وردة بأن كنان لن يكن يستمع إليها ... وأن وجهه قد فقد كل ألوانه وأن عاطفة عنيفة لم تستطع فهمها كانت تطل من عينيه السوداوين هو يحدق ببقعة بعينها خلفها .. التفتت لترى أنظار رواد الحفل جميعا مركزة نحو الرجل الذي تجاوز لتوه مدخل القاعة العريض ... شخص تعرفت إليه على الفور .. فمن تراه يجهل من يكون لقمان الطويل ؟؟؟
بالرغم من شكها بأن العلاقة بين كنان وأكبر أخوته لم تكن جيدة على الإطلاق .. إلا أن شيئا داخلها أخبرها بأن السبب في جمود كنان ... وانفعاله ... بأن الشيء الذي سرق انتباهه .. وجعل مزيجا من الصدمة والألم يرتسم على وجهه .. لم يكن لقمان ... بل المرأة التي كانت تقف إلى جانبه .. المرأة التي امتلكت هالة من الأناقة والغموض ... والتي أطل التحدي اتجاه كل شخص استدار لينظر إليها .. من عينيها اللتين تلونتا بلون البحر ..






انتهى الفصل التاسع
ويليه الفصل العاشر بإذن الله


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:40 PM   #4893

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل العاشر

كان الوقت متأخرا على أن تظهر أي ندم على قرارها بمرافقته ... أو أن تتراجع عن القرار الذي اتخذته في لحظة طيش ليلة الأمس بينما هي تتقلب فوق سريرها في غرفتها ..
عندما هددها قبل أيام محاولا إرغامها على مرافقته .... لم تمنح تهديده أي أهمية .. إذ أن لقمان الطويل لن يجد أبدا شيئا يتمكن من ابتزازها به بعد الآن ... بعد خسارتها كل شيء إلا نفسها التي كانت ترممها من جديد بقوة لم تكن تدرك بأنها تمتلكها ... إلا أنها باتت تدرك خلال السنة الأخيرة بأنك إن تمكنت من انتزاع نفسك من تحت التراب نافضا عنك أغبرة الفشل والهزيمة ... فأنت حتما ستفعل أكثر قوة .. كالعنقاء حين تنتفض من التراب مجددة نفسها .. أكثر قوة وتألقا ..
بحر لا تعرف أي شيء عن التألق ... إلا أنها واثقة كل الثقة بأنها أكثر قوة مما كانت .. أكثر حصانة ومناعة .. أكثر إصرارا على أن تحافظ على ما تبقى منها من الدمار الكلي ...
عندما هددها ... اكتفت بأن نظرت إليه ببرود طالبة منه الرحيل ... لراحتها ... هو خرج حقا تاركا إياها وحدها .. غير مدرك لأنه بمحاصرته القصيرة تلك لها في غرفتها .. هز كيانها كاملا باحتلاله المساحة الصغيرة للمكان ...
أن تدرك بأن جزءا منها ما يزال متأثرا به بطريقة أو بأخرى صدمها ... بعد كل شيء ... بعد كل ما فعله .. حتى وهي تؤمن بأن حبها له قد مات ... ذلك الشعور الغادر الذي جعلها تمنحه أكثر بكثير مما أراد أن يأخذ .. لقد منحته قلبها إلى جانب ما استولى عليه عنوة مبتزا إياها لأجله ... والنتيجة أنها لم تخسر شرفها وسمعتها وعائلتها فحسب ... لقد خسرت قدرتها التامة على الشعور بأي عاطفة كانت اتجاه أي شيء ..
أن تدرك بأن جزءا منها ما يزال يمنحه أي قدر من الاهتمام ... حتى لو كان شيئا بسيطا من التأثر .. جعل ثقتها بقدرتها على مواجهته .. ومواجهة ماضيها الذي عادت بالذات كي تثبت بأنها ما عادت تخافه .. تقل فجأة وتهتز ...
هذه الصدمة هي التي غيرت رأيها بعد أيام من الترقب الصامت لأي محاولة منه للضغط عليها ... أيام من الانتظار لم يتخللها سوى إرساله للثوب الغير عادي .. في صندوق كبير وأنيق .. ثوب ربما كان ليسرق لبها لو أنها رأته في ظروف أخرى وزمن آخر .. إلا أنه لم يزرع داخلها سوى إحساس بالخواء وهي تدرك عجزها عن الاستمتاع حتى بأصغر الأمور .. كفستان جميل قدم إليها كهدية .
هذه الأفكار .. هي ما حرك غضبها ... لا لقمان الطويل .. لا محاولاته الواهية لإثارة غضبها وحاجتها للانتقام من خلال تذكيره إياها بما فعله بها ... بل خوفها من تكون مخطئة في تقديرها لقوتها وقدرتها على مواجهة مخاوفها .. هذا وحده ما دفعها وقبل وصوله لأخذها بساعات قليلة للنهوض وارتداء ذلك الفستان الأسطوري .. و تزيين نفسها بالطريقة التي تعلمتها خلال الفترة القصيرة التي عملت فيها مع آمال الطويل ... وعلمتها إياها والدتها خلال محاولاتها إخراجها من عزلتها في الأشهر الأولى التي تلت سفرها معها ..
صففت شعرها في البداية بطريقة أخفت بها ندبتها ... قبل أن تحدق بنفسها في المرآة لدقائق ... ثم ترفع تلك الخصلة الكثيفة مثبتة إياها وراء أذنها ... تاركة فيها ندبتها البشعة مرئية تماما للعيان ..
إن كان لقمان الطويل يريد منها حقا أن تنتقم منه ... ومن عائلته .. ومن مجتمعه .. فلتفعل مستخدمة كل أسلحتها ..
أن كان مستعدا لعرضها أمام المجتمع بأكمله .. معلنا بأنه قد تزوج رسميا من العاهرة التي جعل منها عشيقته لفترة مؤقتة ... فلتضف وصف مشوهة أيضا إلى جملة الأوصاف التي تتوقع أن تملأ همسات المدعوين هذه الليلة .. هي لا تعرف حقا ما هو هدف لقمان الطويل من اصطحابه إياها معه .. إلا أنها لا تمانع إذلال الرجل الذي أعلن لها مرارا في الماضي عن رفضه الزواج بفتاة مثلها لا تناسب رجلا ( مثله ) بأن تقف إلى جانبه أمام العشرات واصمة إياه بها ... كما أنها لن تمانع أبدا النظر مباشرة إلى عيني آمال الطويل .. وإرغامها على أن ترى بأنها لم تستطع كسرها كما أملت أن تفعل .. وأن كل خططها لأجل إبعادها عن ابن زوجها الغالي باءت بالفشل ...
أما عن علياء ... ضحكة مريرة كانت تتصاعد إلى حلقها كلما فكرت بها .. ابنة عم لقمان التي كانت تأمل بأن تتزوج به يوما ... ابنة عمه التي كانت بحر تعرف بأنها كانت اليد اليمنى لآمال في تلفيقها تلك التهمة الباطلة لها .. وبأنها كانت سببا غير مباشر كآمال تماما في وقوع بحر بين يدي لقمان ..
كيف تراها تشعر عندما ترى بحر واقفة إلى جانب لقمان عوضا عنها وأمام المجتمع بأسره ؟؟؟
أليست هذه صدمة كبيرة لها أن تدرك بأنها تمتلك نزعة انتقامية أكثر عنفا بكثير مما كانت تظن ؟
عندما طرق باب غرفتها ... لم يطل ترددها أكثر من دقائق قليلة .. إذ كانت أكثر تصميما على الانتقام من أن تجبن الآن ... فتحت له الباب ... وحدقت مباشرة بوجهه الخشن الوسامة ... المظلم الوسامة .. الارستقراطي الوسامة .. أنيقا في حلة سوداء غالية الثمن .. تفوح منه تلك الجاذبية التي تمسه .. ملامحه غير مقروءة على الإطلاق وهو ينظر إليها .. عيناه تمشطانها من رأسها المصفف بعناية ... إلى ندبتها التي لم تستطع الزينة إخفائها .. مرورا بالفستان الذي تراوحت ألوانه بين الأزرق البحري والذهبي .. وصولا إلى قدميها في الحذاء العالي الكعبين ..
لم يقل شيئا ... لم تهتز عضلة واحدة في وجهه .. إنما أحست بحر بشيء يفوح منه هز كل تماسكها وإرادتها الحديدية وهي تشعر بعنفه ..
عيناه السوداوان عادتا تنظران إلى وجهها ... المشاعر الفجة فيهما كانت أربكت بحر .. التي لم يسبق أن رأت لقمان أبدا تاركا العنان لأي نوع من العاطفة الحرة إلا ...........
إلا عندما كان يأخذها بين ذراعيه ...
داعية الله ألا يتمكن من ملاحظة اضطراب أنفاسها مع ضراوة الذكرى .... قالت بصوت بارد ... مسيطر .. مختلف تماما عن الفتاة الخائفة التي كانت تختبئ داخلها ... سجينة روحها الكسيرة منذ عام كامل .. تلك التي ما كانت لتسمح لها قط بالعودة للخروج إلى السطح من جديد :- أنا جاهزة ..
للحظة ... ظنت أنه يوشك على أن يقول شيئا ... شيئا يدمر كل جمودها المفتعل ... ويفضح النار التي لا تخمد أبدا في جوفها ... إلا أنه قال بهدوء :- لنذهب ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:41 PM   #4894

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الصمت .. خيم على الصالة بأكملها فور أن خطت برفقة لقمان عبر الباب الكبير ... النظرات كلها تركزت فوقها بمزيج من الجمود والرهبة ... لا استنكار ضمنها ... ومن يجرؤ على أن يستنكر فعلا قام به لقمان الكبير .. حتى لو رآه يحضر حفلا كبيرا يقيمه والده ... برفقة عشيقته السابقة ..
الرهبة كان سببها على الأرجح أنها المرة الأولى التي يحضر فيها لقمان الطويل امرأة معه إلى مناسبة اجتماعية .. بحر تعرف هذا لأنها كانت تسمعه مرارا في الماضي خلال الفترة التي كانت تعمل فيها لدى آمال الطويل .. عندما ما كانت الموظفات تتحدثن إلا عن ابن زوج رئيستهن الثري والوسيم والعازب ..
الرجل الذي كان غموضه يجذب النساء حوله كما يجذب النحل وعاء العسل .. دون أن يدرك بأن رفضه لهن .. وحرصه على أن يبقي كل علاقاته طي الكتمان لم يكن يزده إلا جاذبية في أعينهن ..
احتاجت بحر لأن تستحضر كل القوة الكامنة داخلها كي تواجه الاهتمام الذي تركز نحوها فجأة ... مذكرة نفسها بأنه انتقامها منه .. من لقمان الطويل .. أن توصمه بها كما وصمها به مرة .. أن يشار إليه في كل مكان مع عبارة ( الرجل الذي تزوج عشيقته ) .. إلا أن كل ما شعرت به في تلك اللحظة هو أنها كانت تعاقب نفسها لا أكثر .. بمواجهتها المبكرة هذه لكل مخاوفها ومرة واحدة ..
يده أحاطت بخصرها ... وكأنه أحس بتوترها .. قال بهدوء :- لا تقلقي .. لن يؤذيك أو يتعرض لك أحد بينما أنت معي ..
أرادت وبشدة أن تنتزع نفسها بعيدا عن لمسته .. إلا أنها ما كانت لتفعل أمام عشرات الأزوج من الأعين التي كانت تراقبها بضراوة .. تلك الأعين التي كانت تلمع بمختلف المشاعر .. تلك التي حجبت كل ما حولها فلم تعد بحر ترى سوى بريق الصدمة والفضول والغيرة والرفض فيها .. حتى لاحظت الرجل الذي اقترب منهما .. وجهه الذي بدا لها مألوفا قلق وحائر .. عندما وصل إليهما .. تمكنت فورا من إدراك هويته .. إذ أنها لا يمكن أن تغفل عن طوله الفارع .. وملامحه الرجولية التي لم يغير الزمن من وسامتها و قوتها .. تلك التي يحملها لقمان .. لقد كان هذا نعمان الطويل ..
:- لقمان ... لقد كنا في انتظارك ...
عيناه المتسائلتان نظرتا إلى بحر وكأنه ينتظر من لقمان تفسيرا .. فلم يفعل لقمان سوى أن قال وبكل هدوء :- كان علي المرور لأخذ بحر ..
شحب وجه الرجل وهو ينظر إلى لقمان ثم إليها .. الغضب ... رباه ... كيف لها أن تسيطر على الغضب الذي كان يعود ليصحو من غفوته داخلها ؟؟؟
نظرات نعمان الطويل تركزت فوق ندبتها للحظات ... قبل أن يقول بصوت أجش :- بحر ! .. ظننت بأنها قد ... بأنها مسافرة ...
:- لقد كانت مسافرة .. وعادت منذ أيام ... وأنا كنت في انتظارها ...
لهجة لقمان الحازمة كانت واضحة .. علاقتي ببحر لا تخصك .. ولا تخص شخصا آخر .. دفاعه الضمني عنها لم يعجبها .. بل أضاف غضبا إلى غضبها .. هي لا تحتاج إلى دفاعه عنها .. هي لم تأت كي يحميها من أذى الآخرين ... هي رافقته كي تذله .. وتفضحه أمامهم ..
نظر نعمان الطويل إلى وجه ابنه الكبر مليا ... قبل أن تلين ملامحه وكأنه تمكن من رؤية شيء لم تستطع بحر معرفة ما يكون .. ثم التفت نحو بحر قائلا :- أهلا بك يا ابنتي ... أي صديق للقمان هو صديق لي أيضا ..
هدر صوت لقمان بصوت لم يكن مرتفعا ... إلا أنه كان أقرب إلى زئير أسد غاضب :- بحر هي زوجتي يا أبي .... زوجتي رسميا ..
إن كان إعلان لقمان قد سبب أي صدمة لأبيه .. فإنه كان بارعا بما يكفي لإخفائها وهو يقول بهدوء :- هذا رائع ... الآن أنا أمتلك سببا إضافيا للاحتفال ...
التفت فجأة وهو يقول بصوت مرتفع مخاطبا ضيوفه وملفتا انتباههم الذي كان مركزا بالفعل نحوهم :- أرجو الانتباه من الجميع ..
رباه ... هل هو يفعل ما تظن بحر أنه يفعله ؟؟؟
يد لقمان انزلقت نحو يدها ... تعانق أصابعها وكأنه يمنحها الدعم الذي لم تكن تعرف أنها تحتاجه ... بينما قال نعمان الطويل بصوته الجهوري :- كان سبب إقامتي هذه الحفلة .. ودعوتي لأشخاص أعتبرهم أصدقاء أوفياء لي .. هو امتناني لكل الأشياء التي أنعم الله بها علي هذا العام بعد الامتحانات الكبيرة التي مررنا بها في العام الماضي .. أولادي جميعهم بخير .. وإلى جانبي .. وكل ما أتمناه هو أن تقف ابنتي جمان إلى جانبي في مثل هذا الوقت في العام القادم عندما أقيم حفلتي القادمة ..
صمت قصير خيم في الصالة ... جعلها تتساءل عما أصاب جمان ... جمان ! .. زميلتها في الكلية التي كانت سببا غير مباشر في لقائها بلقمان .. هل هي بخير ؟؟؟ ما الذي حدث بينما كانت غائبة ؟؟؟
:- أما الآن فأنا أمتلك سببا إضافيا للاحتفال .... إذ وصل ابني الأكبر .. وبرفقته زوجته ... التي أقدمها لكم وبفخر كبير .. وأرحب بها في عائلة الطويل ... بحر الوالي ..
الصمت الذي ساد هذه المرة كان ثقيلا ... ثقيلا للغاية .. ومختلفا تماما عن الصمت السابق ... ربما هم لم يكونوا يعرفون صورة وجهها قبل الآن ... إلا أنهم قطعا يميزون الاسم ... الفتاة التي تزوجها لقمان الطويل عرفيا قبل عام .. والتي انتشرت صورة عن ورقة زواجها عبر الانترنت فاضحة إياها في المدينة بأسرها ..
الفتاة الرخيصة التي اختفت من الصورة بنفس السرعة التي ظهرت فيها .. كأي فتاة متعة ... ينتهي دورها فور أن تنتهي حاجة سيدها إليها ...
في خضم غرقها في أفكارها السوداء ... دون أن تدرك بأن أنفاسها كانت تتخبط بعنف داخل صدرها بشكل لابد كان مرئيا للرجل الواقف إلى جوارها ... لم تشعر بذراعه تشتد حولها في شبه عناق وهما يواجهان أنظار الجميع من حولهما .. لدهشتها .. بدلا من أصوات الاستنكار .. بدأ الجمع يتحرك تحوهما ممطرا إياهما بكلمات التهنئة .. وكأن فضيحة العام الماضي لم تحدث أبدا ..
مشوشة الذهن ... غاضبة ... كانت تتلقى التهنئة من الآخرين بصمت تاركة للقمان الرد عليهم بصوته الهادئ الذي فضح توقعه لردة الفعل هذه ... وهي التي جاءت مشحونة برغبتها في إذلاله .. ناسية أن لا أحد يمتلك القدرة على إذلال لقمان الطويل .. الذي لا يخضع قط لقوانين الآخرين .. إنما لقوانينه الخاصة فقط ..
تبا ... لم يبد حتى أن أحدهم قد لاحظ ندبتها البشعة .. وكأن مجرد اقترانها بالحكيم قد جعل كل عيوبها الأخرى غير مرئية .. إلى هذا الحد هو قوي .. إلى هذا الحد هو مسيطر .. إلى هذا الحد هو غير قابل للمس .. وهي التي ظنت نفسها قادرة على الانتقام منه ..
فجأة ... الحشود تباعدت ... لتجد بحر نفسها مباشرة أمام الشخص الذي كما تاقت لمواجهته .. كانت تخشى من لقاءه .. عارفة بأنها مهما كانت قوية .. فإنها لن تتمكن من كبت غضبها أمامه ...
آمال الطويل ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:46 PM   #4895

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

جميلة ... كما كانت دائما .. أنيقة .. كأيقونة أزياء معروفة .. شامخة .. وكأنها تفترض دائما أفضليتها على الآخرين .. إنما هذه المرة كانت شاحبة .. شاحبة تماما بشكل جعل العمر ولأول مرة يظهر عليها .. بينما هي تحدق في بحر وكأنها قد رأت شبحا ... ثم إلى لقمان .. بمزيج من اللوم .. القهر .. الذنب .. والرجاء ..
أتراه أحس بتشنجها حيث كانت يده تستقر وراء ظهرها ؟؟؟
الغريب أن آخر ما كانت بحر تشعر به وهي تواجه المرأة التي كانت سببا لدمار حياتها هو الخوف ... ليس بعد كل ما فعلته بها .. ليس بعد كل الأشياء التي انتشلتها منها بأفعالها ..
رفعت رأسها بإباء ... بغضب .. بتحدي .. لن تتمكني من إيذائي مجددا .. لا أنت .. ولا غيرك ..
كان لقمان أول من قطع حبل الصمت قائلا بجفاف :- آمال ..
الجفاف في صوته بدا وكأنه أجفلها ... رفعت عينيها إليه بشيء من التوسل مما جعل بحر تتساءل عما تغير بين آمال وابن زوجها المفضل .. وبين لقمان وبين المرأة الوحيدة التي تمكنت من الحصول على ثقته كاملة ..
قالت بصوت مرتجف :- كيف حاك يا لقمان ؟؟؟
بدت وكأنها ترفض الاعتراف بوجود بحر .. بتركيزها اهتمامها على لقمان وحده .. إلا أنه أيضا بدا وكأنه غير مستعد لأن يسمح لها بالقيام بهذا
:- ألن تهنئيني على إعلاني زواجي أنا وبحر ؟؟؟
بالرغم من أن سؤاله يبدو عاديا .. إلا أن بحر استشفت شيئا بدى وكأنه لسع سياط بين الكلمات الهادئة .. وجه آمال أظلم وهي تقول :- مبارك ..
ثم التفتت نحو بحر وهي تقول :- إلا أنني والحق يقال .. لم أتوقع أن تمتلكي الجرأة للعودة للصورة مجددا يا بحر ..
:- آمال ... أنا أحذرك ...
رفعت آمال رأسها وهي تقول بصوت مكتوم :- ما الأمر ؟؟؟ أتظن بأنك بمجافاتك لي خلال العام السابق .. تستطيع منعي من قول ما أريد قوله يا لقمان ؟؟؟ ظننتك تعرفني أكثر من هذا ..
عندما فتح فمه ليرد عليها ... عيناه تعصفان بغضب شديد قاطعته بحر بهدوء قائلة :- لقمان ... هلا تركتنا وحدنا قليلا ..
:- لا ...
قالها بحزم وتصميم ... ردت عليه ببرود دون أن تفارق عيناها عيني آمال الطويل :- أنا لا أحتاج لحمايتك .. أستطيع تدبر أمري جيدا .. وأنا وآمال نحتاج لأن نتحدث ... على انفراد ..
لو أنها صفعت آمال الطويل فعليا .. ما كانت تلقت ردة فعل أكثر عنفها من تلك التي سببها إشارة بحر إليها باسمها مجردا ...
نظر إليها لقمان مليا حتى ظنته يرفض .. إلا أنه فاجأها بأن قال بهدوء :- سأكون قريبا منك ..
هذه الثقة بقدرتها على مواجهة آمال الطويل .. والتي رافقت الأمان الذي تعمد منحها إياه بتأكيده وجوده قريبا .. جعلها تلتفت لمواجهة آمال بعد ابتعاده .. ترمقها بنظراتها الباردة .. تلك التي أتقنتها خلال العام الماضي والتي تعرف بأنها قادرة على حجب كل مشاعرها .. إلا أنها لم تبدأ الكلام ... بل ظلت تراقب المرأة التي تفوقها عمرا حتى فقدت تلك أعصابها وهي تقول :- لقد عدت إذن ..
:- لقد سبق وأشرت قبل لحظات إلى عدم تصديقك هذه الحقيقة .. لقد بدأت تصبحين مملة يا آمال ..
أطبقت آمال فمها بقوة .. غاضبة .. ممتعضة .. أصابعها ترتجف في دليل على فقدانها الوشيك لأعصابها .. لم يسبق لبحر أبدا أن رأتها على هذه الحالة .. إذ كانت دائما تبدو قوية .. مسيطرة .. هست آمال من بين اسنانها :- بينما أنت أصبحت وقحة ... إلا أنني لست متفاجئة .. إذ أنها من شيم العاهرات ..
لم تهتز لبحر شعرة وهي تقول بابتسامة جانبية ساخرة :- ماذا عن العاهرات السابقات ؟؟؟ أذكرك بأنني الآن زوجة لقمان رسميا .. وأمام كل هؤلاء الأشخاص المزيفين الذين تعتبرينهم أصدقاء لك .. كما أن لقمان لن يكون مسرورا على الإطلاق إن سمعك تتحدثين إلي بهذه الطريقة ..
تكورت قبضتا آمال بشدة جعلت بحر تتساءل إن أدمت أظافرها المدببة والمطلية بعناية باطن راحتها .. قالت بغضب :- تبدين مسرورة للغاية بنفسك ... تظنين بأنك قد انتصرت الآن وقد فعلت ما أردته منذ البداية ...
تلاشت ابتسامة بحر وهي تكرر :- انتصرت !!! ما أردته منذ البداية !! ... ماذا عن دورك أنت في توريطي مع لقمان يا آمال ... ألست أنت من لفق لي تهمة سرقة وبكل دم بارد ؟؟؟ ألست أنت من منح لقمان الوسيلة كي يبتزني بها إلى زواج عرفي لم أرغب به أبدا؟ ..
ارتدت آمال خطوة إلى الوراء وكأن كلمات بحر قد فاجأتها ... فأطلقت ضحكة مريرة وهي تقول :- أما كنت تعرفين ؟؟؟؟ دعيني أنورك إذن رغم أنني لا أصدق هذا ... أنا لم أرغب قط بأن أكون جزءا من عائلتك الكريهة والمتصنعة .. أنا لم أرغب قط بأي علاقة مع ابن زوجك المفضل .. أنا لم أخطط أبدا لأن أكون عشيقة لقمان الطويل .. أنا لم أمتلك أي خيار في الواقع .. والسبب الرئيسي .. هو أنت ..
صمتت آمال ... دون أن تقول شيئا فتابعت بحر وقد أثارها صمتها :- أنا لم أخطط لأن تعرف المدينة بأسرها بعلاقتي بلقمان .. لم أخطط لأن تتبرأ مني عائلتي وترفض الاعتراف بي بعد معرفتهم بالأمر ... أنا لم أخطط لأن أخسر جنيني لأن ابن زوجك المغرور لم يرغب بأن ينجب ابنا من امرأة مثلي ..
اتسعت عينا آمال ... وكلمات بحر تصدمها الواحدة تلو الأخرى ... الحقائق التي كانت مخفية عن الجميع .. تلك التي لم تكن تراها آمال ... معمية فقط بخوفها من علاقة لقمان بفتاة غير مناسبة ..
قالت بحر بصوت أجش :- أنا لم أخطط أبدا للحصول على هذه الندبة الي تشوه وجهي ... هل تعرفين كيف حصلت عليها ؟؟ أم تراك لا تهتمين ؟؟؟ لقد منحني إياها عمي عندما عرف بعلاقتي بلقمان .. ربما كان ليقتلني لو أنهم لم ينقذوني من بين يديه في اللحظة الأخيرة .. هذا ما أخذته لا أكثر من العلاقة التي تظنين بأنني أريدها مع ابن زوجك ... وإن كنت تسمينه انتصارا ... فكل ما تستحقين أن أشعر به اتجاهك هو الشفقة لا أكثر ...
ارتد وجه آمال إلى الوراء وكأن بحر قد صفعتها ... قبل أن تقترب منها بحر لتقول بصوت شبه هامس :- لابد وأنك تكرهين نفسك كثيرا .. إن كنت تتلذذين كما أخمن بمصائب الغير مادامت لا تتعارض مع أغراضك ... أترى الناس يعرفون ما يختبئ وراء واجهة آمال الطويل الغير عادية ؟؟؟ ما أراه من اللقاء السريع والجاف بينك وبين لقمان ... هو أنه كان أول من عرف ... وسرعان ما سيلحق به الآخرون ..
بينما كانت آمال جامدة ... تحدق في بحر شاحبة الوجه .. مرتجفة .. تراجعت بحر إلى الوراء قائلة بهدوء :- اعذريني الآن ... إذ أن زوجي العزيز ينتظر انضمامي إليه على الأرجح ..
قالتها بلهجة لم تخف تهكمها من الفكرة بأكملها .. قبل أن تتراجع مبتعدة عن المرأة التي لم تعد تمتلك أي تأثير على حياة بحر .. إلا أنها عندما استدارت .. وجدت نفسها تنظر مباشرة إلى الوجه الشاحب لابنة خالتها شمس ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:47 PM   #4896

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- علياء ... انتظري ...
لم تعرف علياء كيف تمكنت من مغادرة الصالة دون أن تجذب انتباه أي أحد .. ولكن ... كيف لأي أحد أن يعيرها أي اهتمام بينما كان الثنائي الذي دخل لتوه يجتذب بالفعل كل الأنظار والاهتمام ؟؟
لم تعرف علياء أي صدمة كانت أكبر ... رؤيتها لبحر الوالي من جديد ... تقف إلى جانب لقمان بينما يعلن والده عن زواجهما بكل بساطة ... وكأن المدينة بأسرها لا تعرف بأنه كان متزوجا بها عرفيا منذ عام واحد ..
أم رؤيتها للقمان نفسه ... محيطا بحر بذراعه .. بتملك .. بحمائية .. يبدو عليه الاستعداد لمواجهة أي محاولة من أي شخص لإيذائها أو إزعاجها ... كما لأي رجل عاشق أن يفعل ...
أم رؤيتها للندبة البشعة التي كانت تشق وجه بحر ....
لم تعرف لم رؤيتها لتلك الندبة ذكرتها فجأة بكل ما تآمرت به ضد بحر الوالي في العام الماضي ... ذكرتها بأنها حاولت .. وبدناءة إخراج بحر الوالي من حياة لقمان الطويل .. فلم تنجح إلا بإذلال نفسها أمام عائلتها وأصدقائها عندما لم يرغب بها الرجل الذي أرادته طوال حياتها على أي حال .. وعندما خسرت أكثر من مجرد ماء وجهها .. عقابا لها على كل أفعالها ...
ربما آمال ما تزال أكثر عنادا من أن تعترف بأن ما فعلته ببحر الوالي كان سببا غير مباشر لخسارتها للقمان بالإضافة إلى ثقة كل من أكرم و ريان بها ... إلا أن علياء لا تستطيع أن تفعل المثل .. ليس ونتيجة أفعالها متمثلة في ما تعرضت له قبل عام ما يلوث جسدها وروحها ...
:- علياء ... إلى أين تذهبين ؟؟
عندما أمسك بذراعها محاولا إيقافها ... انتفضت على الفور وهي تطلق صرخة مكتومة ... منتزعة نفسها من قبضته وهي تستدير مواجهة إياه .. عيناها متسعتان ذعرا ورفضا .. جسدها منكمشا وكأنها ... وكأنها تتوقع منه أن يهجم عليا في أي لحظة ...
كانا قد خرجا من الصالة .. وفي طريقهما عبر رواق ضيق لم يكن يرتاده أحد في تلك اللحظة ليشهد الطريقة التي ارتدت فيها علياء بعيدا عن أدهم وكأنه قد أحرقها بلمسته .. أو شحوب وجهه وهو ما وراء ارتدادها هذا ...
قال بصوت مختنق :- أنا لن أؤذيك أبدا يا علياء ...
هي تعرف هذا ... ولكن كيف لها أن تقنع جسدها الذي تدمرت حواسه ... وعقلها الباطن الذي لم يكن يرى الآن إلا ندبة بحر ... وما حدث لها قبل عام في غرفة مظلمة انعكاسا لها ...
فجأة .... اختلفت نظرتها إلى بحر الوالي وهي ترى فيها ضحية وقعت في طريق عائلة آل طويل .. التي كانت وكأنها قد انفردت بها بالفعل في غرفة مظلمة .. مغتصبة منها سمعتها وشرفها وروحها ...
اقترب منها أدهم وهو يقول :- ما كنت بحاجة للهرب ... أنت لا تدينين بأي شيء للقمان الطويل ..
فكرت بمرارة .. لو أنك تعرف .. كررت بصوت مكتوم :- أنا لا أدين له بشيء .. وخروجي من هناك لم يكن بسببه .. والأمر على أي حال لا يعنيك ...
عندما حاولت الابتعاد عاد ليقطع طريقها موقفا إياها قائلا :- إلى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟
كزت على أسنانها قائلة :- مغادرة هذا المكان ... ذاهبة إلى الجحيم ... أيا كان فإنه ليس من شأنك ..
قبل أن تبتعد أمسك بمعصمها .. وقال واجما :- انتظري يا علياء .. إن كنت مصرة على المغادرة .. دعيني أوصلك ..
قالت بخشونة :- أنا لا أحتاج إليك ... سيارتي معي ..
:- حتى لو كانت سيارتك معك .... الأمر ليس آمنا إن خرجت وحدك في هذا الوقت المتأخر ..
حاولت انتزاع معصمها من بين أصابعه دون فائدة وهي تقول بغضب :- أنا لا أحتاج إلى حمايتك .. أستطيع تدبر أمري وحدي ..
قال غاضبا :- هل أنت واثقة يا علياء ؟؟؟ هل أنت واثقة من قدرتك على حماية نفسك حقا من أذى خطر لا تعرفين حتى مصدره ؟؟
ساد الصمت لدقيقة كاملة قبل أن تستوعب علياء ما يقوله فتجمد تماما .. رق صوته وهو يقول دون أن يتمكن من إخفاء الغضب المشحون داخله :- دعيني أوصلك ... سأرافقك في سيارتك إن أردت ثم أتركك وأرحل ... أعدك .. أنا لن أقول شيئا خلال الرحلة .. سأكون وكأنني لست موجودا في السيارة ..
لقد أرادت ان ترفض .. أن تصرخ في وجهه ناكرة مبادرته .. وكانت لتفعل بالفعل في ظروف أخرى ... إلا أنها كنت تشعر بهشاشة شديدة بعد رؤيتها لبحر الوالي ... هشاشة وخوف ... وحاجة ماسة لمن يحميها بنفس الطريقة التي كان لقمان يحمي بها بحر ..
تمتمت :- وماذا ع نارا ؟؟
قال على الفور :- سأتصل بها ... وسأخبرها بأنني قد اضطررت للرحيل .. غدا حين أراها سأشرح لها الأمر ..
الحميمية والألفة في كلماته اتجاه نارا جعلت مزيجا من الحزن و الغيرة يحتشدان داخلها ... أليس من المفترض بها أن تفرح لأن أدهم قد تمكن من العثور على امرأة تتمكن من منحه ما لم تستطع هي الحصول عليه ؟
قالت بجفاف :- أنا أقبل بمرافقتك لي لأنك تصر لا أكثر .. لا لأنني أرغب بها ...
هز رأسه موافقا دون أن يقول شيئا ... دون أن يفشي بملامحه الساكنة إن كان قد صدقها أم لا ...إن كان يعرف بأنها حتى وهي تدعي الثقة .. فإنها لن تعرف الأمان بعد الآن إطلاقا ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:48 PM   #4897

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- لنذهب من هنا ...
عندما جذب كنان يد وردة وسحبها وراءه إلى أقرب باب جانبي يؤدي إلى ممر الخدم .. كانت ما تزال مجفلة من امتقاع وجهه وردة فعله المتظرفة لرؤيته أخيه الأكبر برفقة الفتاة التي أعلن والده لتوه بأنها زوجته مرحبا بها في العائلة ...
الاسم لم يكن غريبا .... هي تعرف بحر الوالي ... وتذكر رؤيتها عدة مرات في مكتب آمال الطويل خلال عملها هناك كمساعدة شخصية لعلياء الطويل .. وتذكر أيضا بأن الأخيرة لم تكن تحبها على الإطلاق .. حينها .. وردة لم تستطع العثور على تفسير مقنع لكراهيتها للفتاة التي بدت هادئة ولطيفة بما يكفي .. ناهيك عن جمالها الملفت للنظر .. إلا أنها سرعان ما عرفت عندما اختفت بحر فجأة متوقفة عن العمل لدى آمال الطويل .. وانتشار خبر زواجها السري من لقمان الطويل ... وردة ما كانت لتتعثر بالخبر لو لم تكن مهووسة لأشهر بملاحقة أي خبر يتحدث عن تورط عمها في محاولته قتل ريان .. وبالتالي .. كانت كل الأخبار المتداولة عن آل طويل تظهر لها بانتظام أثناء بحثها ..
والآن ... ها هي تعود كزوجة للقمان الطويل .. وأمام المجتمع بأسره .. وردة كانت تشعر بالسعادة لأجل الفتاة التي تعرف يقينا وفقا لسمعة لقمان الطويل .. بأنها قد عانت كثيرا كي تصل إلى مكانها هذا ..
إلا أن إدراكها بأن كنان ربما يحمل شيئا من المشاعر اتجاه الفتاة التي أعلن لتوها زواجها الرسمي من أخيه الأكبر .. كان صدمة لها .. أن تدرك بأن كنان قادر على أن يشعر بهذا النوع من المشاعر اتجاه فتاة عادية .. لم تفق وردة من صدمتها هذه إلا بعد أن وجدت نفسها تمر برفقته بالموظفين الذين كانوا يروحون ويجيئون من حولها محملين بأقداح العصير ..
سحبت يدها فجأة موقفة إياه وهي تهتف :- هلا أخبرتني إلى أين تأخذني ؟؟
توقف مستديرا نحوها .. ينظر إليها مجفلا وكأنه قد أدرك لتوه بأنه كان يسحبها معه أثناء هروبه .. وجهه ما يزال ممتقعا وهو يمرر يده عليه قائلا بعد زفرة عميقة :- آسف ... لم أقصد جرك معي إلى هنا .. أنا أردت فقط أن ... أن أغادر ...
قالت بهدوء :- لقد سبق وأخبرني ريان بأنك لست على علاقة وثيقة بلقمان ...
كانت أذكى من أن تشير بأي طريقة إلى بحر الوالي ... ومع هذا .. بدا على كنان الاضطراب .. الإحباط .. القهر وهو يهز رأسه قائلا :- لا أستطيع مواجهته الآن ... لا أستطيع ... أحتاج لأن ... لأن أرحل ..
أتراه أحبها ؟؟؟ شعرت وردة بالحيرة والعجب .. وفكرة وقوع كنان , الشاب المستهتر والعابث , في حب فتاة عادية كبحر الوالي ... كان الأمر أغرب بكثر من أن تصدقه أو أن تستوعبه ببساطة ... وبالرغم من نفورها منه .. كانت رؤيتها إياه على هذه الحالة الغير معتادة مزعجة . بالضبط كما أزعجتها رؤيتها لأمه تتنمر عليه ..
قال ناظرا إليه بتوتر :- كما أنني لا أستطيع المغادرة وحدي ... إن تركتك هناك تحدث الناس وشكت أمي بواقعية علاقتنا المفترضة ..
كلامه كان منطقيا ... إلا أنها لم تكن جاهزة أبدا لأن تسلم له بهذه البساطة .. عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة :- أنا لن أسمح لك بأن تفسد علي حضوري الذي لن يتكرر مجددا لإحدى حفلات آل طويل .. كما أنني جائعة ... وقد عرفت بأن عشاء ضخما ينتظر المدعوين ..
قال بنزق :- بحق الله .. ألا يفترض بك كباقي الفتيات النفور من الطعام والهوس بمراقبة وزنك ..
عبست وهي تهتف بغضب :- أتقول بأنني سمينة .؟
وجد نفسه ينظر إلى قوامها الذي كان نحيفا .. إنما ممتلئا في أماكن كانت ملابسها العفوية دائما تخفيها ...
أماكن لم يدرك قبل اليوم أنها موجودة ... أماكن كان يجد نفسه محدقا فيها رغما عنه بين الحين والآخر مزدردا ريقه .. متسائلا إن كان ريان أيضا قد لاحظ الأنوثة في مفاتن شريكته التي تقضي معظم ساعات النهار برفقته ... قال داعيا الله ألا تدرك اضطرابه :- ففففف .... غادري معي هذا المكان ... وأطعمتك بنفسي قبل أن أوصلك إلى بيتك ... ما رأيك ؟؟؟
بما أن وردة لم تكن حقا ترغب بالبقاء في الحفل ... فقد منحها عرضه هذا المخرج الذي أرادته كي لا يظن بأن مغادرتها برفقته كانت تعاطفا مع حالته المضطربة أو خضوعا لرغبته ... شمخت برأسها وهي تقول بإباء :- أنا مواافقة إنما بشرط .... أنا من سيختار المكان الذي ستطعمني فيه
لسبب ما ... أدرك كنان بأنه سيندم على عرضه الذي خرج منه دون تخطيط .. سيندم وبشدة





يتبع ..




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-04-18 الساعة 10:16 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:49 PM   #4898

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- بحر !!
لم تتغير معالم بحر على الإطلاق وهي تحدق بشمس التي كانت تجاهد كي تسيطر على رغبتها العارمة في احتضان ابنة خالتها بين ذراعيها و عناقها بشدة .. شاحبة .. ما تزال ترتجف تحت وطأة اعتراف أكرم .. ثم مصدومة برؤية بحر الغير متوقعة .. في حفل آل طويل بالذات .. ومتأبطة ذراع لقمان الطويل من بين كل الناس ...
لم تكن شمس تنتظر عودتها ... لم يكن أي من أفراد عائلتها ينتظر عودتها .. خاصة بعد غيابها لعام كامل بدون أي نوع من الاتصال بينها وبينهم .. لقد ظنت حقا أنها لن تراها مجددا ما عاشت .. أن تراها مجددا .. بعد كل اليأس الذي كانت تعيشه خلال العام الماضي .. يأس .. ألم .. شوق .. ندم .. ندم شديد .. أن تواجهها بدون مقدمات ومرة واحدة .. كان أشبه بالصفعة على وجهها ..
:- شمس ..
حتى صوتها كان مختلفا .. وهي تحيي شمس ببرود لم تتوقع يوما أن يلون صوتها .. كما لو أنها كانت تتحدث إلى امرأة غريبة .. لا إلى شخص اعتاد في الماضي أن يمشط لها شعرها .. ويضع لها الزينة بينما كانت ما تزال طفلة في الثانية عشرة خلال زياراتها النادرة والخاطفة لهم ..
كانت تبدو جميلة ... أنيقة بفستان كان ليخلب لب شمس في ظروف أخرى .. راقية وهي ترفع رأسها في مواجهة الجميع .. وضمنهم شمس .. تتحدى أن يحاول أحدهم التقليل من شأنها .. أو سؤالها عما تظن نفسها تفعله في اقتحامها مجتمعهم الذي يظنونه خال من الشوائب ... قوية ... تبدو أقوى من أي وقت مضى .. جامدة .. متباعدة .. وكأن شيئا داخلها قد مات .. ذلك الشيء الذي كان يصنع منها بحر القديمة التي كبرت أمام عينيها ..
متى عادت ؟.. وكيف ؟؟ .. ولماذا ؟؟؟ وما الذي منعها من أن تتصل بهم .. بأي أحد منهم .. وما الذي أعادها إلى جانب لقمان الطويل من جديد ؟؟؟ أتراه ابتزها مرة أخرى .. أتراه أرغمها مرة أخرى ؟؟
لم تقل بحر شيئا حتى قطعت شمس الصمت وهي تقول بصوت أجش :- رباه ... بحر .. أنا لا أصدق أنك هنا .. متى عدت .. ولماذا لم تتصلي بنا ؟؟
عناقها التلقائي لبحر لم يلق أي استجابة من الأخيرة التي ظلت جامدة تماما حتى حررتها شمس .. ونظرت إلى عينيها قائلة :- بحر !!
أشاحت بحر بوجهها ... وكأنها تنظر إلى أي نقطة غير شمس .. وكأنها لا تطيق النظر إلى شمس أو رؤية الصدمة ممزوجة باللهفة والقلق واللوم .. ثم قالت :- أظن الوقت والمكان غير مناسبين لأي حديث شخصي بيننا ..
قالت شمس بخشونة :- لماذا ؟؟ أتخشين من آل طويل .. أم من ضيوفهم المتكلفين ؟؟ أم تراك تحسبين حسابا لذلك الرجل الذي لا أعرف كيف تمكنت من التورط معه من جديد رغم كل ما فعله بك ..
لم تظهر أي ردة فعل على وجه بحر وهي تقول :- ما كنت لتجدينني هنا لو أنني بالفعل أهتم بما يقوله الآخرون .. أما بالنسبة للقمان ..
ارتسمت ابتسامة متهكمة على وجهها و هي تقول :- من الأفضل أن تبقي خارج الأمر أنت وخالتي كما فعلتما منذ البداية يا شمس .. كما تحملت ثمن أخطائي وحدي .. يعود لي أنا وحدي التصرف بها أو معالجتها .. صحيح ؟؟
:- بحر ..
قبل أن تقول شمس شيئا إضافيا بينما اليأس يغمرها ممزوجا بشيء من الغضب للوم بحر الغير منطوق لها وخالتها .. دوى صوت لقمان من خلفها هادئا .. إنما حازما ومحذرا وهو يقول :- هل أقاطع شيئا ؟؟
قالت شمس رافعة رأسها متحدية إياه :- نعم ... أنت في الواقع تقاطع حديثا عائليا ..
قال ببرود :- هذا يعني أنك لا تمانعين وجودي كوني أصبحت جزءا من عائلتك كما بت أنت جزءا من عائلتي يا شمس ..
تقدم دون أن ينتظر اعتراضها محيطا خصر بحر بذراعه .. أمام عيني شمس المتوترين والمستنكرتين .. لم تبد بحر أي ردة فعل بينما يده تستقر حولها بحميمية جعلت الدماء تفور بين عروق شمس .. و رغبة قوية تجتاحها لانتزاع ابنة خالتها الصغيرة من بين يديه محذرة إياه من الاقتراب منها أبدا ..
قالت بجفاف :- ستحتاج للكثير قبل أن أعترف بك فردا من عائلتي يا لقمان ..
لوى فمه متهكما وهو يقول :- بما أن الأمر خارج من يدك .. فقد تجدين نفسك مضطرة للاعتراف بي قريبا جدا ..
التفت نحو بحر وهو يقول بجدية :- يجب أن أتحدث إليك ..
هتفت شمس بخشونة قائلة :- ألم تسمعني وأنا أقول بأنك تقاطع حديثا بيننا ؟؟؟ أنا لم أنه كلامي مع بحر بعد ..
قال لقمان ببساطة :- لا تبدو بحر متشوقة جدا للاستماع إلى ما تريدين قوله ..
التفتت شمس نحو بحر قائلة بقلق :- بحر !
لحظة صمت تبعت ندائها الصامت .. قبل أن تقول بحر بهدوء :- إلى اللقاء يا شمس ..
دون أن ينتظر لقمان من شمس اعتراضها .. أمسك بمرفق بحر .. وجذبها بعيدا برفق .. إلا أن شمس كانت قادرة على أن ترى بأنه لم يكن حقا بالهدوء الذي كان يحاول إقناعها هي وبحر به ..
لاحقتهما بأنظارها وهي تشعر بالغضب .. بالإحباط .. بالألم .. ما تزال غير مصدقة لعودة بحر الغير متوقعة .. وتتساءل عن ردة فعل خالتها عندما تعرف بعودتها .. ثم عادت بعد ان استدارت لتجد أكرم ينظر إليها من بعيد بقلق .. لتتذكر مشكلتها الأولى من جديد .. فيعود عالمها المثالي والصغير لينقلب رأسا على عقب وكأن عاما من السعادة الزائفة لم يكن قط .





يتبع ..

تتمة الفصل العاشر
https://www.rewity.com/forum/t405484...l#post13258816




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-04-18 الساعة 10:17 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:53 PM   #4899

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كانت بحر مشوشة الفكر في اللحظات الأولى التي سحبها فيها لقمان مقاطعا حوارها مع شمس .. بفهمه المفاجئ لمشاعرها في تلك اللحظة بينما كانت تمر بموقف كانت تفضل عدم مواجهته .. ليس الآن على الأقل .. أن ترى شمس .. أن تنظر إلى عينيها .. شخص كانت بالنسبة إليها أكثر من مجرد ابنة خالة لها .. شمس كانت دائما شخصا اعتبرته بحر قدوة لها .. مثالا تحتذي بها منذ الطفولة .. أن ترى الخيبة في عينيها قبل عام وهي تتخلى عنها سامحة لوالدتها بأخذها كان صدمة لم تتوقع بحر أن تكتسح ما تبقى من كبريائها وروحها آنذاك .. وفوق كل هذا .. أن تمتلك شمس الجرأة على أن تحكم عليها .. على أن تعاتبها لائمة إياها على خياراتها بعد عام من اختيارها هي وخالتها التبرؤ منها رافضين أفعالها ...
الموقف كان أصعب من أن تتمكن من مواجهته الآن بالذات .. مباشرة بعد لقائها بآمال الطويل .. لقد كانت المشاعر المختلفة تحتشد داخل قلبها الواحدة تلو الأخرى .. حتى كانت تخشى أن تنفجر فجأة بينما هي تقف وسط حفل آل طويل فتحرج نفسها .. وتهدم كل ما بنته حتى الآن ..
لم تدرك إلا متأخرة بأن لقمان كان يسحبها إلى خارج القاعة .. حيث لاحظت مجفلة بأن ثروت ورجلين آخرين كانا في انتظاره .. وجوههم واجمة .. شاحبة .. حذرة .. ثم تمكنت فور أن وجدت الفرصة لأن تنظر إلى وجه لقمان .. من ملاحظة التغير في ملامحه ...
قالت متوترة :- إلى أين تأخذني ؟
:- بعيدا من هنا ... علي الذهاب إلى مكان ما .. ولا أستطيع تركك هنا بمفردك ..
لم تستطع بحر الاعتراض على رغبة لقمان ... إذ كان بقاؤها هنا وحدها تحت رحمة الأشخاص الذين رغم عجزهم وعدم جرأتهم على توجيه أي كلمة لها في حضور لقمان .. كانت تعرف بأنهم لن يكونوا بالتحفظ نفسه بعد رحيله وتركه إياها بدون حمايته .. رغم رفضها للمنطق .. إلا أنها كانت دائما واقعية وأكثر ذكاء من أن تستسلم لسلطة كبريائها في الوقت الغير مناسب .
.. أمام بوابة الفندق ... حيث صفعها الهواء البارد ... يحيط بكتفيها معطفها الذي كان يمسك به ثروت بالفعل عند خروجها .. قادها نحو سيارته الكبيرة .. ثروت استقل لمقعد الأمامي إلى جانب السائق .. بينما انطلق الرجلان الآخران ليستقلا سيارة أخرى لحقت بهم فور انطلاق السيارة ..
الجو داخل السيارة كان مشحونا للغاية ... بحر التي لم تغفل عن السلاح الذي كان يختبئ أسفل حزام ثروت بينما هو يمر من أمامها قبل أن يستقل السيارة .. بدأت تشعر بالتوتر وهي تشعر بأن شيئا لا تفهمه يحدث من حولها .. إنما كانت مصرة على ألا تكون أول من يكسر الصمت الذي ساد السيارة خلال العشر دقائق الأولى من الطريق .. عندما قطع لقمان الصمت أخيرا قال بهدوء :- آسف للطريقة التي عاملتك بها آمال ..
قالت ساخرة :- آه ... على افتراض أنني توقعت منها أن تعاملني كالكنة التي كانت تحلم بها طويلا ثم وجدتها أخيرا ..
التفت ينظر إليها متفحصا إياها قبل أن يقول :- لم يكن قصدي من اصطحابك معي هو تعرضك لأي نوع من الاذلال .. حتى لو كان ذلك كنت تتوقعينه ..
التفتت نحوه ونظرت إلى عينيه قائلة بصوت مكتوم :- وما كان قصدك إذن ؟؟؟
قست ملامحه .. وأظلم وجهه وهو يقول :- أن تعرفي أنت قبل أن يعرفوا جميعا بأنك زوجتي .. أتسمعينني يا بحر ؟؟ أنت زوجتي ... شئت أم أبيت .. والمدينة بأسرها تعرف هذا الآن .. ولن يجرؤ أحدهم على التعرض لك أو التحدث عنك أو عن زواجنا وإلا تعرض لغضبي ..
رفعت ذقنها قائلة :- أتظن بأنك قادر على أن تلوي ذراعي بإعلان أبيك الذي لا يساوي شيئا .. أنت .. لن .. تستطيع .. إرغامي .. على فعل .. ما لا أريد ..
تراجع فوق مقعده ... وهو يقول بدون تعبير :- سنرى ..
ثقته هذه بنفسه كانت تثير الهلع داخل بحر .. أتراه يحاول أن يرغمها بطريقة ما على أن تخضع له من جديد ... أتراها ترى وجها آخر من وجوه لقمان الطويل .. وجها لم تعرفه من قبل .. ولم تكن مستعدة له عندما اتخذت قرارها بالعودة قبل أسابيع ؟
نظرت حولها فجأة شاعرة بالضيق في صدرها .. بالانفجار الوشيك المتولد عن ضغط اليوم منذ بدايته .. لتدرك بأن السيارة لم تكن تسير في الطريق المؤدي إلى فندقها .. بل إلى طريق مختلف تماما .. طريق تعرفه جيدا .. وتذكره تماما وكأن عاما كاملا لم يمر منذ خرجت منه ذليلة .. مرغمة على أن تجهض جنينها ..
قالت بصوت مرتفع وخشن :- إلى أين تأخذني ؟؟؟
قال بهدوء ... وكأنه لم يشعر بذبذباتها القتالية تفوح منها قوية وشرسة :- إلى بيتي ...
هتفت بعنف :- أنا لم أقل قط بأنني أوافق على الذهاب إلى بيتك ...
أطبق فمه بقوة ...قبل أن يقول بجفاف :- أنا لم أطلب موافقتك في المقام الأول يا بحر .. أنا لن أسمح لك بالعودة إلى ذلك الفندق وحدك ..
هست به وهي تتشنج في جلستها :- إن لم تعدني إلى هناك ... والآن يا لقمان الطويل ... أقسم بأنك ستندم ..
أطل شيء شبيه بالمرارة من عينيه وهو يقول :- لا يمكن أن أكون أكثر ندما مما أنا عليه الآن يا بحر .. أؤكد لك .
لو أنها لم تكن خائفة كما هي الآن ... للاحظت التغير فيه ... تشنج عضلات جسده الضخم ... شحوب وجهه .. تشعث شعره الذي كان مصففا بعناية قبل نصف ساعة لا أكثر قبل أن يبدو الآن وكأنه قد مرر أصابعه عبره مرارا وتكرارا .. إلا أنها كانت عاجزة تماما عن التفكير السليم .. لقد كان مذعورة ... وبشدة .. خاصة عندما رأت البوابة المألوفة للمنزل الذي ظنت أنها لن تراه مجددا ... عندما حاولت فتح الباب قبل عبور السيارة البوابة التي فتحت على الفور استقبالا لهم .. أمسكت أصابع لقمان بمعصمها بشدة كادت تؤلمها وهو يقول بحزم :- لا تفكري حتى بالمحاولة ... لأنني لن أتوقف عن ملاحقتك حتى لو هربت إلى آخر الدنيا ...
حاولت التحرر من قبضته زائرة في وجهه :- اترك يدي ...
اتسعت عيناها بذعر عندما توقفت السيارة أخيرا أمام المنزل الضخم ... مدركة بأنها إن دخلت عبر ذلك الباب الخشبي الكبير .. فإنها لن تتمكن أبدا من الخروج مجددا .. قال لقمان بحزم بينما يده ما تزال ممسكة بمعصمها :- من الأفضل أن تخرجي معي وبكل هدوء يا بحر ... أنت لن ترغبي بإحراج نفسك أمام موظفي منزلي بإرغامي على إدخالك المنزل رغما عنك ...
هتفت من بين أسنانها :- أنا لن أدخل إلى ذلك المنزل حتى لو حملتني فوق كتفك ..
النظرة الشرسة التي أطلت من عينيه .. والتي كان عليها أن تعرف بأنها لا يمكن أبدا أن تعني خيرا .. كان يجب أن تحذرها ... إلا أنها لم تدرك خطأ تحديها له حتى سحبها فجأة وهو يفتح الباب المجاور له ... مترجلا من السيارة .. ومرغما إياها على النزول وراءه .. وعندما قاومته بضراوة ... تضربه بقبضتها الحرة بكل قوتها بينما هي تهتف به بهستيرية أن يتركها ... تذكر رغما عنه المرة الأولى التي قابلها فيها .. والتي اضطر فيها أيضا إلى إخراجها من القبو الذي كانت حبيسة فيه .. والاختلاف الشديد بين خوفها آنذاك .. استسلامها وهشاشتها ... وبين القوة الهائلة التي كان يلمسها في مقاومتها المتوحشة له .. تلك التي كانت تجعل مشاعره اتجاهها تتضخم وهو يدرك بأنه كلما لاحظ التغير في شخصيتها خلال غيابها عنه ... كلما زادت مشاعره اتجاهها عمقا وضراوة .. وكلما زاد تمسكا بها رغم كل محاولاتها إبعاده ..
عندما أحس بيدها تكاد تنزلق من بين أصابعه .. كان قراره فوريا وهو ينحني ليحملها فوق كتفه بحركة واحدة ... سهولة المهمة , حتى وهي تضربه وتصرخ به بجنون أن يتركها .. حتى و فستانها يهفهف حوله مشتتا إياه بنعومته ورقته التي ذكرته بنعومة بشرتها .. نبهته إلى فقدانها الكثير من الوزن خلال العام الماضي .. ودفعته للتعهد بأن يهتم بها ويعوضها من الآن فصاعدا عن كل ما تعرضت له بسببه ..
كان ثروت هو من سبقه ليفتح له الباب ... وجهه غير مقروء كالعادة مهما كانت تصرفات لقمان في نظره متطرفة .. إلا أنه كان يعرف بأن لقمان هذه المرة لم يكن مخيرا على الإطلاق في تطرفه ..
عندما استجاب أخيرا لصرخاتها وأنزلها على قدميها ... ابتعدت عنه على الفور تاركة بينهما مسافة تجاوزت الثلاثة أمتار ... لاهثة ... متشنجة ... كان شعرها الذي تحرر من عقدته منسدلا حول وجهها كستارة ذات لو بني داكن غني .. وجهها الذي كان شاحبا منذ عودتها .. كان متوردا بانفعال .. لقد كانت تبدو جميلة للغاية إلى حد كاد يسبب لقلبه أزمة جديدة .. ولأسباب مختلفة تماما .. أسباب كان مجرد تفكيره بها يزرع داخله دفقة قوية من الأمل في خضم الألم والخوف اللذين كانا يغمران صدره وروحه ..
قالت بأنفاس متلاحقة :- أخرجني من هنا ... الآن ..
:- لا أستطيع ..
غطى اليأس ملاحها وهي تقول بصوت مرتجف :- لماذا تفعل هذا بي ؟؟؟ لماذا تدمر كل ما ظننت أني قادرة على بناءه بعودتي ... كل ما سبق وهدمته بيديك في حياتي .. أنت تعود لتهدمه من جديد ..
فجأة ... بدا أكبر عمرا وهو يكرر بصوت بعيد :- لا أستطيع يا بحر ... لا أستطيع ..
اقترب منها ... إنما ليس بما يكفي كي يهدد أمانها الذي كانت تكافح بأسنانها لأجله .. وقال بصوت أجش :- لم أكن أخطط لإحضارك إلى هنا ... ليس بهذه الطريقة .. إنما الأمر خرج من يدي .. أنا لا أستطيع السماح لك بالعودة إلى الفندق وحدك .. الوضع ليس آمنا هناك ..
توترت وهي تسأله :- ما الذي تقصده ؟؟
أغمض عينيه للحظة ... ثم فتحهما وقال :- لقد مات تيسير ... الدكتور تيسير .. لقد تم إخباري قبل نصف ساعة لا أكثر بأنهم قد وجدوا جثته ... مشوها ... ممثلا به .. ومقتولا بوحشية ..





انتهى الفصل العاشر بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 09:55 PM   #4900

رهف ااحمد

? العضوٌ??? » 390588
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 640
?  نُقآطِيْ » رهف ااحمد is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور😃😃😃😃😃بنتظرك
ودمتي مبدعة وبانتظار مفاجآت الحفل


رهف ااحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.