آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصر الشوق -باتريسيا هولت -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6009Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-18, 12:02 AM   #2101

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع والثلاثون




الفصل السابع والثلاثون




تنويه : سيتم التوقف عن التنزيل الأحد القادم لأني محتاج اجازة استحضر شوية طاقة للكتابة لاني مجهدة جدا بسبب طول الفصول وضيق الوقت

يعني موعدنا مع الفصل 38 الأحد بعد القادم بإن الله تعالى











لمح أحمد سيارة أجرة تتوقف على بعد أمتار منه وخرج منها أبا فراس فاتسعت عيناه في غير تصديق .. ثم خرجت بانة أمامه تتحدث مع السائق بلهجتها " هل من الممكن أن تخرج لي الحقائب .. فمن الذوق أن تبادر بذلك دون أن أطلب منك "



تسمر أحمد وتجمد العالم من حوله وشُلت أطرافه بينما خرج السائق متأففا ليخرج لهما الحقائب .



أخرجت بانة من جيبها المبلغ الذي كان بحوزتها وعدته ثم أشارت للسائق أن ينتظر قليلا فسألها بشك " إلى أين ستذهبين يا آنسة ؟"..



تحركت بخطوات نحو أحمد دون أن تنظر في وجهه مدعية الإنشغال بعدّ المبلغ الذي معها ..تسيطر على مشاعرها وتدراي إرتجافها .. فهبت رائحتها تحييه دون أن يستوعب عقله لحقيقة وجودها بعد..



أقتربت منه فوقف متخشبا مشلولا يحدق فيها بينما رائحتها تزداد قوة في أنفه .. لتمد يدها تبحث في جيوب سترته الأنيقة مقاومة رائحة عطره الرجولي التي أشعرتها برغبة في البكاء ..



بعد ثوان أخرجت حافظة نقوده من جيب السترة الداخلي .. وأخذتها لتعود للسائق .. بينما أبا فراس يراقب أحمد المخروس يحدق فيها كتمثال من الشمع ..


أعطت بانة النقود للسائق فقال بتأفف " هذا المبلغ لا يكفي يا آنسة "



هتفت باستنكار " هذا هو المبلغ الذي حدده عداد السيارة الذي هو بالمناسبة غير سليم "


رد السائق بانفعال " يا آنسة أنا أوصلتك حتى باب البيت وأنا عادة لا أقود في الشوارع الجانبية"



ردت عليه باستخفاف " تشعرني أني ادخلتك لمجاهل الغابات .. هذا شارع رئيسي أيضا أنظر حولك "


تنحنح أبا فراس يقول بهدوء " بانة دعينا ننهي هذا الحوار "


ردت بإصرار " كلا لن أدفع سوى ما أشار له العداد "



صاح السائق " وهذا غير كاف يا آنسة"


ردت وهي تهم بتركه " هذا ما لدي .. وإذا كان لديك إعتراضا فمن الممكن أن تتحدث مع هذا الشخص الذي كان يعارك ذباب وجهه منذ قليل .. فهو بالمناسبة زوج الآنسة التي تقف أمامك الآن .. وأعتقد أنه سيرحب جدا بالتفاهم معك بطريقته الخاصة ..( واستدارت نحو والدها تقول في عجلة ) عذرا يا أبي لن أتحمل لثانية واحدة .. سأجن لأرى أمي إلهام "


وضعت حافظة نقود أحمد في جيبها ببرود وجرت مسرعة نحو بيت سماحة متجاوزة تمثال الشمع الواقف بجانب سيارته .


فراقبها أحمد وهي تلملم طرف فستانها وتدخل بوابة البيت أمامه مهرولة على السلم كطفلة صغيرة تنادي بشوق " أمي .. لقد عدت يا أمي "



بعد ثوان كانت ترن الجرس وتدق الباب في صخب ففتح عمرو الباب ليهتف مصعوقا " يا الله!"


اتسعت إبتساماتها وهي تدخل وصاحت بحبور " كيف حالك يا عمرو؟"



قال عمرو بسرعة "أحمد غادر منذ دقائق سأخبره"


بينما صرخت أروى بفرح .. فردت بانة وهي تجري على أروى لتحتضنها " قابلته بالشارع"


اتسعت عينا عمرو ونظر على السلم ثم تمتم لنفسه وهو يغادر الشقة ليتفقده" هل سقط مغشيا عليه من الصدمة أم ماذا ؟!!"


غرقت بانة في أحضان أروى وقد بللت الدموع العيون والخدود .. بينما خرجت إلهام من المطبخ مسرعة تصرخ بفرح وهي تفتح لها ذراعيها " إبنتي.. إبنتي "



إندفعت بانة تدفن رأسها في حضن إلهام وبدأتا في وصلة بكاء حار لا يتوقف ..


أما آية فتمتمت ساخرة رغم ضربات قلبها التي تتراقص فرحا " يا روائح الدولة العربية الشقيقة التي هلت علينا !"



في الشارع اقترب أبا فراس من أحمد الذي ينظر إليه بعدم تصديق بينما الأول يتحكم في أبتسامة متسلية ليخرج عمرو من البوابة ينظر بتساؤل لأحمد ولأبي فراس الذي يقف بجانب الحقائب.



فألقى عمرو السلام ليمد أبا فراس يده يقول " عبد الله الخازن "



شدد عمرو على يده بترحيب حار قبل يلكز أحمد في كوعه ويقول " لما أنت متخشب هكذا رحب بحموك "


ثم عرف نفسه " عمرو القاضي"



فرد أبا فراس " زوج أروى "



اتسعت ابتسامة عمرو يقول " من الواضح أن بانة حكت عنا "



فرد أبا فراس " الكثير .. لم تترك شيئا لم تحكيه "


أخيرا تمالك أحمد أعصابه وابتلع ريقه ليمد يده لأبا فراس وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة خمنها الأخير بأنها ترحيب .. أو إعتذار .. أو كلاهما .. فمال عليه أحمد يقبل كتفه .. ويسلم عليه بحرارة مرة أخرة وقد اتسعت أبتسامته بعد إدراك متأخر للمفاجأة.



بعد قليل كان أبا فراس في غرفة الصالون بعد أن رحب به الحاج سماحة ترحيب حار ومعه عمرو بينما أحمد يقف في الصالة ينظر مذهولا لبانة المنهارة كليا في البكاء بشكل هستيري في حضن إلهام ذكره بيوم عقد قرانهما .. فاقترب منها ينطق إسمها بشوق معذب " بانة ألن تسلمي علي!! "



فحركت كتفيها بلا وهي تدفن وجهها في حضن إلهام مستمرة في بكائها .



اقترب أكثر وكرر إسمها بشوق وقال" بانة .. ألن تسلمي على أحمد ؟!"



حركت رأسها المدفون في حضن إلهام بلا مرة أخرى ..
رفع حاجبا يقول "هل تخاصمينني؟!!!"



أومأت برأسها بنعم..



فوقف واضعاً يديه في جيب بنطاله ورد باستفزاز " لمَ عدت إذن ؟!!"


رفعت اليه وجهها المرقط بالأحمر من أثر البكاء تقول بعند " جئت لأرى أمي"



ضيق عيناه وتبادلا النظرات لثوان يحدق فيها باشتياق .. فسرت الكهرباء في كيانهما لتعود لتدفن وجهها في حضن إلهام وتمتم " ولا تتحدث معي أبدا "


رفع حاجباه في دهشة .. ثم طحن أسنانه.. لتغمز له إلهام ليتركها لتهدأ قليلا وهي تشيح له بيدها بأنه يدخل للضيف .



فأطرق برأسه ببؤس لكنه عاد وأخبر نفسه أنه يكتفي بوجودها .. فتركها ليجلس مع أبا فراس ووالده اللذان اندمجا في الحديث بسهولة وتلاقت أرواحهما دون عقبات .. بينما عينا أحمد الجالس بجوار باب غرفة الصالون استمرت لا تفارق بانة التي بدأت أن تهدأ قليلا وتتوقف عن البكاء وتتبادل أطراف الحديث مع أمه وأروى بجانبها .



سأله أبا فراس بقلق "هل ما زالت تبكي ؟"


نظر عبر الباب إليها ثم تمتم بخفوت " توقفت عن البكاء ".


فقال أبا فراس مفسرا " إنها هكذا منذ أن كانت طفلة حين تغلبها المشاعر تصاب بنوبة بكاء هستيرية .. لا تضغط عليها يا أحمد ستهدأ وحدها وتستعيد تماسكها بعد قليل ".


زفر أحمد ونظر إليها مجددا يتأملها من بعيد .. يشعر أنه يحلم .. حتى تلك اللحظة لا يصدق أن بانة عادت إليه .. أختارته وعادته إليه .. تلك الغبية التي تدعي مخاصمته جائت إليه بملء إرادتها ..



بعد قليل ترك الصالون ليبحث عنها غير قادر على الصبر أكثر .. فاقتربت منه أروى بكرسيها تقول " لا تبتئس .. من الواضح أنها محرجة وتتجنب الاقتراب منك حتى لا تنفلت أعصابها أمامنا".


أطرق برأسه قليلا ثم سألها "أين هي ؟"


ردت أروى "لا أعلم .. ربما تبدل ملابسها أو في الحمام"


في الحمام نظرت بانة لوجهها المنتفخ من البكاء في المرآة وقطرات الماء البارد تتساقط منه ..



يغمرها الإحساس بالأمان ..بالدفء في هذا البيت .. حتى أنها اشتاقت لكل ركن فيه ..


هذا بخلاف الاشتياق لأحمد ..



قلبها ووطنها التي لم تقدره على فراقه ولم تقدره على العيش بدونه ..



لا تنكر أنه أغضبها وجرحها بالطريقة التي غادر بها وتركها ..



لكنه يستحق منها أن تتنازل من أجله.. أن تتحمل فراق أهلها ووطنها ..


لكنها مازالت متألمة .. غاضبة منه .. رغم أنها تشتاقه إلى حد الوجع .. بل إن شوقها إليه فوق طاقة الاحتمال .. ولهذا بذلت مجهودا مضنيا حتى لا تندفع نحوه تمطره أمام الجميع بالقبلات كمراهقة أو تذوب بين أحضانه كإمرأة ناضجة ..
وهذا الكبت لمشاعرها أصابها بهيستيريا البكاء .. ولا تعلم كيف ستسيطر على مشاعرها وأعصابها أمام حضوره الطاغي الحارق الجاذب كقوة المغناطيس .


أجفلت حين فُتح باب الحمام فجأة وهي تجفف وجهها بالمنشفة لتجد أحمد يدخل ويغلق الباب خلفه وهو يحدق فيها بأنفاس متسارعة .


لا تعرف كيف تصف الشعور .. وهي تراه أمامها بعد أكثر من شهرين تجرعت كل ثانية فيهم الوجع من افتقاده ..


تتملكها مشاعر متناقضة كالشعور بالانتعاش في قيظ الصيف والشعور بالدفء في برد الشتاء .. فإزدات ضربات قلبها بعنف وهي تحدق في عينيه وألف حديث صامت يدور بينهما .. ولم تدري أنه يقف أمامها منفعلا ومرتبكاً كمراهق هو الآخر .. وكأنه يلتقيها لأول مرة .. أو ربما هو إنفعال وإرتباك السيطرة على مشاعره تجاهها وهو يلجم نفسه بصعوبة حتى لا ينقض عليها يروي شوقا مضنيا يعذبه ..
تكلم بخفوت وهو يرسم ملامحها التي تطارده حتى في نومه كلعنة أبدية " هل تعاقبيني لأنني رفضت أن أضعك في لحظة أختيار ستشطر قلبك نصفين ؟؟؟ أم تعاقبيني لأنني أناني في حبك ولا أقبل بالحلول الوسط ؟".


للحظة .. نسيت الوجع والغضب وأرادت أن تخبره أن لديه صوتا رجوليا عذبا ذا رخامة تدغدغ الأنثى بداخلها.. لكن الوجع ألح عليها فتكلمت بعتاب مُر " إن قررها عقلك .. كيف طاوعك قلبك أن تفعل بي ما فعلت يا أحمد؟ !!"


أسمه منطوقا من بين شفتيها نزل كالبسلم على شغاف قلبه التي تئن وكأنه لم يسمع إسمه منذ أن إفترقا .. فتكلم بخفوت " ذبحته .. ذبحت قلبي بيدي يا بانة وأنا أقرر هذا القرار "
إقتربت منه مدفوعة بمشاعر جامحة مركبة ومركزة .. وأمسكت بقميصه تهزه بقوة وهي تقول بألم " وذبحتني يا أحمد .. ذبحتني بما فعلت .. كدت أن أموت أقسم بالله .. أنا بعد كل ما ما مررت من فواجع كاد خروجك من حياتي بهذا الشكل أن يميتني .. لقد .. "



أطبق على شفتيها فجأة بعنف بعد أن أحاط وجهها بكفيه .. ضاربا بعرض الحائط كل وعدوه لنفسه بالتمهل والتعقل والصبر قليلا .. لينهل من شهد شفتيها بجوع .. بافتقاد .. بشوق يتشعل كالجمر في صدره .. ثم دار بها ليلصقها بالحائط يحتجزها بجسده بينما بانة تحكم ذراعيها حول جزعه لتتشبث بإكتافه من الخلف بعنفوان كاد أن يفقده صوابه .. وهو يشعر بها تقبله بيأس .. وبألم محموم .
بعد قليل أفلتها طلبا للهواء بشهقة قوية لكنهما لم يستطيعها إبعاد وجهيهما فظلت العيون تقبل بعضها.. يتشاركان الأنفاس الساخنة ..لتداعب رائحتها أنفه المسكين الذي كان يتوسل عطرها في الأركان ..


تحسس ملامح وجهها بيده وهو يهمس فأنفاس متسارعة " فقدت بعض الوزن يا بنت الخازن "
تأملته بينما رائحته الرجولية تخدر أعصابها وهمست " أخبرتك بأني كنت أموت يا أحمد .. ولم يقيمني على قدماي سوى خوفي على أبي وشفقتي عليه من حالتي "
تكلم وهو يغرق ويطفو في عينيها " ومع هذا لم تتصلي بي مرة واحدة تطمئنيني عليك ! .. أهنت عليك يا بانة أن تتركيني كل هذا الوقت دون حتى إتصال واحد؟! .. هان عليك أحمد يا قلب أحمد !"
قالت بغيظ أمام شفتيه " مادمت تختبر حبي لك فرفعت عني كل الاسباب المنطقية لترى إن كنت سأختارك أم لا .. أنا أيضا أردت أن أختبر إلى أي مدى ستنتظرني ولن تيأس "
أطبق على شفتيها مجددا وهو يصدر أنينا معذبا بقبلة عنيفة نهمة لم تشبع بعد .. حتى سمعا صوت والدته تطرق على الباب " بانة .. هل أنت بخير بنيتي؟ "



أفلتها ينظم أنفاسه ويستعيد السيطرة على نفسه بينما ردت هي على حماتها بإرتباك وهي تنهت " أجل أنا بخير يا أمي سأخرج حالا "
عدل من هيئته سريعا ثم طبع قبلة على أنفها وهو يهمس " سأتركك تخانقيني وقتا آخر "



فتح أحمد الباب ليجد والدته أمامه والتي تفاجأت بوجوده فضربت على صدرها شاهقة وقالت بصدمة " ماذا تفعل هنا؟؟؟؟؟"


تنحنح في حرج وتمتم "كنت أساعدها في غلق صنبور المياة"
ضربته على ذراعه بغضب تدفعه بقوة بعيدا عن الحمام وهي تقول موبخة " ستفضحنا .. أقسم بالله ستفضحنا ..إذهب من هنا ولا تترك حموك "




بعد قليل خرجت بانة أكثر سيطرة على أعصابها وأكثر سعادة.. فوجدت آية في المطبخ تحضر بعض أطباق السلطة وهي تبرطم في عصبية " السنيورة تحضر وأنا أقف لأعد المائدة لجلالتها"
شهقت بانة تقول " هل حدثت معجزات في غيابي .. أراك تفعلين شيئا مفيدا في هذا البيت "
مطت آية شفتيها بامتعاض تداري شعورا يغيظها بالفرحة لرجوعها وردت تغيظها " اشتقنا لظرافتِك والله .. وقد ظننا أننا قد تخلصنا منك للأبد "
قالت بانة وهي تلعب حاجبيها تشعر بالدفء الغريب تجاه هذه المجنونة " وكيف أترك مكانا أحصل فيه على أكل مجاني .. أنت تعرفين اللاجئين ومشاكلهم النفسية عزيزتي "
تحكمت آية في ابتسامة ملحة بينما سألتها بانة بجدية وهي تمد إصبعا في طبق سلطة الطحينة وتلحسه " هل هناك جديدا؟"
كانت تقصد شيئا معينا وهو نفس الشيئ الذي تبادر لذهن آية.. فتغيرت ملامح التسلي من على وجهها ليظهرالألم .. لكنها لم تجيب منشغلة في تحضير باقي أطباق السلطة .. فتألم قلب بانة ولم تجد ما تقوله حتى لمواساتها .
تكلمت آية فجأة بإغاظة وقد نفضت عنها الكآبة " أنا أصبحت مذيعة بالراديو"
رفعت بانة حاجبها بشك ثم صفقت تقول " أجل.. فهمتك .. أنت من تأتين بين المحطة والأخرى لتقولي تشششششش"
ضحكت آية ضحكة صفراء متهكمة ثم قالت " ها ها ها .. صدقيني حياتي كانت فارغة بدون ظرافتِك والله ..( وتخصرت تضيف بخيلاء ) بل أعمل في محطة نغم في البرنامج الصباحي مع فادي ورد"
عقدت بانة حاجبيها وقالت" فادي ورد المذيع المشهور؟!!"
أومأت آية برأسها للتأكيد فقالت بانة تستفزها " هل تعدين له القهوة و الشاي؟ "
ردت آية تتحكم في أبتسامة ملحة " بل مذيعة مع فادي يا ملكة الاستظراف"
لمحت آية لمعان الإعجاب في عيني بانة بينما قالت الأخيرة" خبر رائع .. أنا أيضا أحضرت أوراقي من الكلية وسأستأنف الدراسة هنا بإذن الله"
سألتها آية " دراسة ماذا؟"
ردت " دراسة الصيدلة "
ضحكت آية متهكمة وقالت " ها ها ها تظن نفسها صغيرة وستذهب للكلية لتدرس مع أحفادها هناك"
تحكمت بانة في ابتسامة ملحة وردت متخصرة " إن كنت عجوز كما تقولين فعليك إذن بمناداتي بـ ( يا ابلة ) .. ( وتحركت مغادرة وهي تلمح علامات الغيظ على وجه آية فقالت ) بالمناسبة سلطة الطحينة بدون ملح"
حدجتها آية بغيظ ثم اسرعت تتذوق سلطة الطحينة بشك.




يتبع





Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:02 AM   #2102

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



وصل سيد لبيت سليمان الوديدي متحفزا يضم قبضتيه يحاول السيطرة على غضبه.. فرحبت به أم بسمة بترحيب بشوش لم يخلو من نوع من الاسترضاء تقوم به هذه المرأة الطيبة الذي يعلم أنها لا تحب لأبنتها أن تطلق .. بالإضافة لأنها تعلم أن ما حدث هذا الصباح قد أغضبه ..فقد وصل في الصباح الباكر بعد اتصالات من ثلاثتهم .. الحاج سليمان يطلب منه المجئ فورا لأمر عاجل والحاجة تخبره بأن بسمة تقف أمام والدها وتريد الطلاق وهو حين اتصل ببسمة لم تقل شيئا سوى أن يرسل إليها ورقة الطلاق وبعدها أغلقت هاتفها تماما .



لكنه حين وصل في الصباح الباكر لم يجد الحاج موجودا وأخبرته الحاجة في حرج أنه خرج لأمر مهم يخص حملته الانتخابية وحين طلب رؤية بسمة رفضت الأخيرة مقابلته وأغلقت عليها غرفتها لا تردد سوى بأنها تريد الطلاق ..

وقتها غضب سيد وقرر السفر عائدا للعاصمة لكن أم بسمة ترجته أن يتحمل بسمة وألا يتركها تواجه أبيها وحدها .. فتحرج من المرأة الطيبة ليخبرها أنه سيذهب لينام قليلا في بيته القريب وسيعود وقت آخر وها هو قد عاد بعد أن نال قسطا من النوم الملئ بالكوابيس المزعجة .




دخل عليه الحاج سليمان الوديدي يتحدث في الهاتف فجز سيد على أسنانه يقاوم شعورا ينتابه أن هذا الرجل يتعمد أن يتجاهله منذ أن حضر اليوم .




بعد بعض الوقت أنهى الحاج سليمان المكالمة ليسلم على سيد ويقول " أهلا يا زوج إبنتي .. أعتذر فأنا مشغول جدا أنت تعرف قرب موعد الانتخابات والحملة الدعائية وتلك الأمور .




رد عليه سيد يتحكم في غضبه " مادمت مشغولا يا حاج لمَ أرسلت في طلبي وعطلتني ؟.. أنا لدي أمورا كثيرة هامة في العاصمة وتركت صديقي الذي استفاق من غيبوبة دامت لشهرين لآتي إليك."

رد الحاج سليمان يقول " طلبتك لتأخذ زوجتك وتغادر"

رفع سيد حاجبا ورد " ابنتك اتصلت بي وطلبت الطلاق "

فرد الحاج ببرود " وأنا أرسل إليك حتى تأخذها وتعود لبيتكم وتحلا مشاكلكما وحدكما"

صدم سيد من رد فعل الرجل بينما أكمل الحاج سليمان" إسمع يا سيد ,,الرجل الزكي هو من يستطيع أن يحتوي زوجته .. النساء كائنات ضعيفة .. وعاطفيات في قراراتهن وأنا أعلم أنك لست غشيما في التعامل مع النساء كيف تركت الوضع يخرج عن سيطرتك ؟!"

تسمر سيد قليلا ثم قال " وانا لا أرغب في الحياة مع إمرأة لا تريد البقاء معي "

تكلم الحاج وهو يخلع عباءته المعلقة على كتفيه ويشير بالسبحة في يده " إنهن ناقصات عقل ودين فلا تستمع لثرثرتهن .. إسمع أنا أعرف سبب الخلاف بينكما وهو مشكلة الانجاب وأتعاطف معك رغم أن ذلك رزق ونصيب كما تعلم .. لكن أنا متفهم وضعك ورغبتك في إنجاب وريث يرث أموالك بعد عمر طويل التي سترثها من والدك .. لكن دعنا نقوم بمحاولة أخيرة سأعرضها أنا على أكبر الأطباء في العاصمة وليس طبيبا واحدا ولكن أكثر من طبيب وسأتكفل أنا بكافة المصاريف من علاج وعمليات إن تطلب الأمر ولن نحملك شيء .. وإن لم تستجيب للعلاج بعد فترة لن نلومك إذا ما فكرت أن تتزوج بأخرى " .

تقبض سيد بقوة يحاول تحمل هذا الرجل الذي لم يكن يستصيغه مأبدا .. وتمتم بهدوء " سأكرر لك مجددا أنا لا أريد أمرأة لا تريدني ".

رد عليه الحاج سليمان بدبلوماسية " أنا أثق في قدرتك على إحتواك الموقف ( ونادى بصوت عال ) يا أم وليد أين الغداء ونادي على بسمة لتقابل زوجها "

بعد قليل دخلت أم بسمة في إرتباك تخبرهم أن بسمة لا ترغب في الخروج من غرفتها ولا تتلكم سوى عن رغبتها في الطلاق .. فأنفعل الحاج ليتدخل سيد مكرها ويطلب أن يصعد إلى غرفتها..






عند باب غرفتها وقف سيد وقتا طويلا يناديها لكنها كانت تغلق على نفسها الباب رافضة الكلام رافضة مقابلته .. فانفعل يضرب الباب بقدمه في عصبية ويقول " هيا يا بسمة أفتحي الباب ودعينا نتحدث كالعقلاء ونحاول أن نحل الأمر "

حين لم ترد ضرب الباب بقدمه بغيظ وجلس على الأريكة المقابلة للباب يحاول السيطرة على رغبة تلح عليه بتحطيم كل من حوله .. ثم أخذ يفكر كيف سيتصرف في هذا الأمر المعقد .. يرغب في طلاقها وإنهاء هذا الفصل من حياته وفي الوقت نفسه يشعر بالذنب تجاهها ويخشي عليها من أبيها الذي لا يفكر سوى بمصلحته الشخصية .





في الغرفة وقفت بسمة أمام النافذة في وجوم رغم توترها وهي تسمع طرقه على الباب .. تفضل ألا تواجهه .. تريد أن ينتهي الأمر دون أن تراه .. ليلقي عليها اليمين ويرحل تاركا لها حياتها تحاول أن تتعامل معها ..

لا تدري من أين أتت بهذا الاصرار وبهذا العند .. ولم تتخيل يوما أنها قد تقف أمام أبيها بهذا الشكل وتخالفه..

حدقت في الفراغ الواسع أمامها من النافذة .. تشعر بالضياع .. وتشعر بأنها تقف على مفترق طرق جميعها مجهولة .. وانها ضعيفة .. مهزومة .. هشة .. وجاهلة .

أجل هي جاهلة عليها أن تعترف بذلك ..

جاهلة لأمور كثيرة في هذه الحياة .. أبسطها إن لم يكن أهمها جاهلة ببسمة نفسها ..

لم تفكر في تلك الأمور من قبل .. من هي ؟..

هل هي بسمة الفتاة الجميلة الساذجة التي اعتمدت على جمالها كمفتاح ذهبي للحصول على كل شيء فجهلت كل شيء آخر عنها عن شخصيتها ؟

أم هي تلك المرأة الجبانة التي تخشى أن توصم بعار الطلاق ؟.

أم تلك المرأة التي فشلت في الاحتفاظ بزوجها؟.

أم الفتاة التائهة الضائعة التي لم تدري لوقت طويل أين السبيل للخروج من المأزق ؟.

أم بسمة التي تعرفت عليها مؤخرا .. عنيدة.. منتقمة .. واتتها الشجاعة أخيرا أن تقف في وجه والدها ..

لم تعرف من تكون ؟.. لكنها أدركت أن مهمتها التالية بعد أن تحصل على الطلاق هي أن تكتشف نفسها وتتعلم كيف ستمضي وحدها في الطريق القاسي الوعر الذي ينتظرها بعد الطلاق .





مر الوقت وسيد جالسا على الأريكة ولم يصل لشيء فتكلم بهدوء آملا أن يكون صوته مسموعا لها " إسمعي يا بسمة .. أنا أعترف أنني أخطأت في حقك .. لكني أقسم لك مجددا أنني لم أنوى سوى الاستقرار معك وأني حين اخترتك كنت صادقا في رغبتي في بناء بيت وأسرة .. ولا أعلم كيف تطورت مشاعري في الاتجاه الأخر بهذه القوة .. ومع هذا أقسم لك أني حاولت كثيرا التعامل مع ورطتي ولم أقصد ابدا أن أجرحك .. ولا أتصور نفسي أن أكون ظالما أو معذبا لأحد .. هذا يؤلمني جدا .. "



صمتت أفكارها لتسمعه في وجوم بينما أكمل سيد

" طيلة أربع سنوات حاولت فيها التعامل مع الأمر لكني فشلت .. أنا من فشلت يا بسمة ولست أنت السبب صدقيني .. أقسم بالله أنك ليس بك عيبا واحدا .. لكني أنا اسبب أنا المنحوس .."

تمتمت لنفسها ساخرة " لا تتحدث عن النحس فأنا وحدي المنحوسة .. فأنت ستطلقني وتتزوج من تحب أما أنا ... " بترت عبارتها وإبتلعت غصة مسننة في حلقها .

مر قليلا من الصمت ثم قال سيد " صدقيني لا أعرف كيف أرد إليك اعتبارك كيف أكفر عن خطيئتي في حقك .. أخبريني أنت ماذا يرضيك وسأفعل .. أنا كل ما قدرت عليه أن أخفي عنك سري لكنك أكتشفتيه دون إرادة مني .. وبعدها تركت الأمر بيدك وحين رغبت في الاستمرار ألتزمت بوعدي لك .. حاولت جاهدا ألا أقصر معك ووضعتك مهمتي الأولى لأعوضك .. وحين رفضتي مشاركتي الفراش لم أعترض ولم أضغط عليك بشئ .."



تأجج الغضب بداخلها لم تعرف منه أم من نفسها بينما أكمل سيد " من أجلك حاولت السفر يا بسمة من أجل أن أكفر عن خطيئتي أردت أن أعطي لنفسي فرصة للابتعاد ربما نفعت معي هذه الحيلة .. ( وارتعش صوته ) أنا عرضت عليك السفر تاركا نجاحي المهني والناس الذين لا أعرف غيرهم عائلة ولا أعرف كيف سأفارقهم وقررت العيش في بلد أخرى لا أعرفها كل هذا من أجلك أنت .. "

وأراد أن يخبرها بعذاب آية ومشاعرها التي اكتشفها حديثا ووجعه لعذاب حبيبته .. ومع هذا التزم بكلمته معها .. لكنه خشي أن يزيد من جرحها فقال " وهناك أمورا أخرى تزيد من عذابي لكني مع هذا أضعك على قمة أولولياتي ألا يكفر كل ذلك من ذنبي تجاهك "



لم تستطع تحمل المزيد على أعصابها فما يقوله لم يشعرها بالراحة بل أشعرها بالإهانة فاندفعت نحو باب غرفتها .

سمع سيد المفتاح ليفتح الباب فجأه وتخرج إليه بسمة تقول بهستيريا " وأنا لا أريد شفقتك هل فهمت لا أريد شفقتك .. هل أنا مثيرة للشفقة إلى هذه الدرجة فأتيت لتستعرض حجم التضحيات التي فعلتها من أجلي .. أنا لا أريدك ولا أريد تضحياتك أريد الطلاق أريد أن أبتعد عنك .."

هالة الحالة التي تبدو عليها فلم تكن يوما عصبية بهذا الشكل فتلكم بهدوء اسمعي يا بسمة أنا مازلت ملتزما معك بكلمتي واذا كان لديك أي طريقة أخرى ستريحك سأفعلها دون تردد لكني.. "

هتفت باستنكار تؤلمها كرامتها " لكنك ماذا ستستمر في الشفقة علي ام التضحية من أجلي ؟!.. أنا لن أقبل بهذا الوضع مجددا.. "

ظهر الحاج سليمان فجأة يقول بتهديد " لمَ تصرخين بهذا الشكل هل جننت ؟!!.. اسمعي هذا الدلال المقيت لن أتحمله .. الرجل يسترضيك وأنا اتفقت معه على تحمل تكاليف علاجك وسيعطيك مهلة للإنجاب "

حركت ناظريها بينهما لا تفهم فتكلم سيد يرد باقتضاب " أنا لم أتفق معك على أي شيء يا حاج دعنا من هذا الأمر الآن "

قالت بسمة بغباء "عم تتحدثان؟"

فتدخلت أم بسمة تحاول تهدئة الوضع فقالت " يا بنيتي أبيك عرض عليه أن يدفع مصاريف علاجك كلها مقابل أن يصبر هو عليك قليلا وإن شاء الله ربك كريم ويستجيب لدعائي وستحملين عن قريب "



تطلعت إليهم بسمة في دهشة ولم تدري كيف تطور الأمر وتشكل لأن يتصور الجميع أن لديها مشكلة في الإنجاب .. فسكوتها عما قاله أبيها منذ يومين كان رغبة منها لمعاندته لكن أن يتطور الوضع لأن يكون السبب الرئيسي (أنها معيوبة) أذهلها .. فتملكتها رغبة في الانتقام من الجميع فتركتهم يعتقدون ما يعتقدون وهتفت تقول لوالدها باستنكار " وهل أنا بهيمة تشعر بالحرج لأنها لم تنجب فقررت أن تتحمل ثمن إصلاحها قبل أن يعيدها أو أن يفكر في شراء غيرها !!!!"

تدخل سيد يقول " بسمة دعينا من هذا الأمر فأنا لم ولن أقبل بهذا وتعالي نذهب لبيتنا لنتحدث "

نظرت في الوجوه بعدم تصديق ثم قالت بإصرار " لن أذهب إلى أي مكان وبيتك لم يعد بيتي و لم أعد أريدك .. وأريد الطلاق وأصر عليه ( ثم صرخت ) أتركوني في حالي "

تقدم منها الحاج ليضربها وصائحا " ماذا حدث لك هل جننت؟!! "

فأسرع سيد يمسك بساعده قائلا بتهديد "إياك أن تفعلها "

رد عليه الحاج باستنكار "هل ستمنعني من تأديب إبنتي ؟!!"

قال سيد بلهجة خطرة " لن أسمح لك مهما كنت أن تمد يدك عليها "

حدق فيه مستنكرا ليقول "كيف تحدثني بهذه الطريقة ؟!! "

رد سيد بملامح مرعبة" سأتحدث بالطريقة التي تعجبني .. إذا آذيتها فلا أضمن لك غضبي .. فأنا تربيت في الشارع ولا أفهم في الأصول مطلقا".

ابتلع الحاج ريقه .. وساد الصمت قليلا .. فدخل وليد أخيها الوحيد آتيا من الخارج يقول بحنق " صوتكم عال وستفضحونا في البلد كلها "

تراجع الحاج قليلا عند سماعه كلمة الفضيحة وأمسك بقلبه يقول بإجهاد " ستقضين علي وعلي سمعتي حسبي الله ونعم الوكيل " ..

أسرعت أم بسمة وإبنها في إسناد الحاج ليجلس .. بينما اقترب سيد من بسمة يقول هامسا " بسمة أنا لن أستطيع أن أتركك في هذا الوضع هذا الرجل سيحيل حياتك للجحيم .. تعالي نعود للعاصمة .. "

رفعت أنظارها إليه وردت باستنكار" ثم ماذا؟ .. ماذا بعد أن أعود؟ .. وحتى لو فرضنا أن مشاعرك قد تتغير تجاهي يوما ما .. هل تعتقد أني سأتقبلك بعد كل ما حدث ونعود سويا كأن شيئا لم يكن ؟!!.. هل تعتقد أن ذلك ممكنا ؟.. أبدا .. هذا مستحيل .. فلم يعد لي حاجة فيك ولا في قلبك ولا مشاعرك .. أنكسر بداخلي شيئا غير قابل للإصلاح "

حدق فيها متألما بينما تأملت هي والدها الذي هرولت أمها وأحضرت له كوبا من الماء ووليد الذي يناوله دواءه وقالت لسيد بخفوت " طلقني .. واتركني .. وتخلص من تلك الشفقة التي تتمسك بي بسببها .. علي أن أتعامل مع مصيري وحدي"




تدخل صوت والدها يقول بإنهاك " أتمنى أن تكوني قد استحضرتِ عقلك المغيب وقررت العودة مع زوجك "

قالت باصرار "لن يحدث ولن أعود ولو أجبرتموني سأقتل نفسي "

صرخ أخيها فجأة يقول " لمَ أنت أنانية بهذا الشكل؟؟ .. ألا يهمك فضيحتنا؟؟ .. ألا يهمك أن خبر طلاقك سيضر بحملة أبيك الانتخابية ؟؟.. ألا يهمك أن أمشي مطأطئ الرأس في البلد لأن أختي مطلقة ؟!"

صعقت بسمة وتملكها الشلل مما تفوه به أخاها الأصغر .. وشعرت بالإهانة أن يقول مثل هذا الحديث صراحة أمام سيد.. بينما تدخل سيد يقول في غضب " أسكت أنت ولا تتدخل في الأمر ولا تزده سوءً "

قالت بسمة غير مصدقة " مطأطئ الرأس لأن أختك مطلقة !! .. "

صاح وليد يهدد " إذا فعلت ذلك سأترك لكم البيت وسأعيش عند جدي أو عمي أنا أحذركم جميعا "

هتفت بسمة فيه بصدمة غير مصدقة أن أخاها ذا العشرين عاما الذي حملته وهو صغير والذي تكبره بثمانية أعوام كاملة .. يتجرأ عليها بهذا الشكل .. بينما زمجر سيد يهدر بصوت أرعبهم جميعا " إسمع يا فتى .. أنا أمارس أقصى درجات ضبط النفس فلا تستفزني وأغلق فمك ولا تتدخل في الأمر" .





"كفى .... كفى " صرختها بسمة بهستريا .. فحاول سيد تهدئتها .. لكنها استمرت في الصراخ "كفى .. كفى ..

كفانى إهانة ..

كفانى بيع وشراء ..

كفانى إذلال ..

كفى .. كفى "

ثم أطلقت أمها صرخة حين سقطت بسمة مغشيا عليها .


يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:04 AM   #2103

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



بعد آذان العصر في بيت سماحة جلس الجميع حول المائدة وقد تم إحضار وليمة أسماك ومأكولات بحرية على شرف أبا فراس من مطعم شهير .


تحدث الحاج سماحة يقول " لقد شرفنا حضورك يا أبا فراس ونورت البلد .. ( ونظر لبانة بإعتزاز وأكمل ) فخرا لك أن تكون بانة إبنتك وكنتنا "



تخضبت بانة بالحمرة فشبك أحمد أصابع كفها بكفه من تحت المائدة وهو يلصق ساقه بساقها بينما تكلم أبا فراس بإمتنان " أنا فخور بابنتي فخرا لا تكفيه الكلمات .. كما أنني مهما قدمت لكم يا آل سماحة من الشكر والامتنان لن أوفيكم حقكم فيما قدمتموه لإبنتي .. وكأن دعواتي المستمرة لربي أن يحفظها قد تجسدت فيكم .. فأسأل رب العرش العظيم يجزيكم بما فعلتموه خيرا كثيرا "
شعر الحاج سماحة بالحرج بينما تكلمت إلهام " لا تقل هذا حاشا لله .. إنها إبنتي يعلم الله كم أحبها .. وكم حزنت لفراقها .. وكم هي سعادتي بعودتها "
نظرت بانة لإلهام متأثرة تعلم كم أشتاقت لهذه المرأة وكأنها أمها الحقيقية .. بينما تمتمت آية بصوت خافت بجوار بانة " محظوظة أن عادت في هذا التوقيت بالذات فلو تأخرت لأيام فقط لكان أحمد قد تقدم لخطبة ماهي وسبق السيف العذل"
إستدارت إليها بانة بسرعة و سألتها هامسة " ماهي من ؟؟؟؟"
ردت آية بابتسامة باردة"ماهي صديقتي .. كان يبحث عن عروس فرشحت له ماهي وأعجبته جدا وإلتقيا عدة مرات .. ستحزن ماهي جدا الآن "


جحظت عينا بانة ثم استدارت نحو أحمد المتابع لما يدور على المائدة .. بينما قال أبا فراس يرد على إلهام " بارك الله فيك وفي أولادك يا حاجة وجمعهم دائما حولك بهذا الشكل ."
ردت إلهام دون تفكير" لم تقابل ولدي سيد بعد ( ثم أكملت بغصة ) كنت أود أن يكون معنا الآن لتكتمل لمة العائلة "
سادة الوجوم قليلا بين آل سماحة .. لكن أبا فراس كان يعلم بكافة التفاصيل من بانة التي لم تترك قصة أو تفصيلة لم تقصها عليه فتمتم بهدوء ليبدل الصمت الواجم " إن شاء الله سأقابله لأحاسبه أن ينفجر في الضحك كلما رآي إبنتي فأنا وعدتها أني سأتصرف معه كما يجب ولن يهمني ضخامته "
علا الضحك حول المائدة فشعرت بانة بالحرج .. ليقوم الحاج سماحة بدعوتهم جميعا للبدء في تناول الطعام فقامت إلهام كعادتها بفصل الأشواك عن السمك لتقدمها لأروى لكنها توقفت حين وجدت عمرو يقوم بذلك وهو منهمك في الحديث مع أبا فراس.. يستخرج اللحم ويضعه في طبقها بينما هي تلتقط ما يوضع وتأكله دفعة واحدة كالقطة .. وتنتظره حتى يخلص لها قطعة أخرى وهكذا .. فاتسعت إبتسامة إلهام تتمتم بالأدعية من شر حاسد إذا حسد.


أما أحمد وبانة فلم يستطيعا التركيز في الطعام فكل منهما مشغولا بوجود الآخر .. يختلسون النظر لبعضهما في شوق .. وإن كانت بانة يشغل عقلها ما ألقت به آية في وجهها منذ قليل .. لكنها استبعدت الفكرة ولم تصدقها رغم أن مشاعر الغيرة بداخلها بدأت تقتات عليها .. وانتبهت ليد أحمد من تحت المائدة التي تمسك بيدها وتحتضن أصابها فنسيت أمر ما قالته آية مؤقتا .



أنتهى عمرو من حديثه مع أبا فراس لينظر لأروى التي تشبك يديها في حجرها تنتظر بأدب باقي لحم السمك .
فتحكم في ابتسامة ملحة ليسألها بخفوت" ألن تأكلي أي شيء آخر سوى السمك ! .. طبق الأرز لم يمس أروى هانم ".
هزت كتفاها برفض طفولي صامت . . فقال " هل ستأكلين السمك فقط "
فأومأت برأسها بصمت .. فتأملها قليلا يتحكم في مشاعر كثيرة بداخله منذ أن سمع بأمر الحمل .. صحيح أن جاءته البشارة منذ فترة .. لكنه لم يكن يتوقع أن الأمر قريب إلى هذا الحد وأن تلك الجنية كانت تعد لهذه نية مبيتة لمفاجئته بهذا الخبر السار .. وإن كان يشعر بالأسف أن علاجها قد يتأخر قليلا .. لكن قدر الله وما شاء فعل ..
نظرت إليه تشير للسمك طالبة المزيد .. فتحكم في رغبة ملحة في تقبيلها منذ أن علم الخبر حملها ثم تنحنح ويقول " متى سنزور الطبيبة النسائية ؟"
ابتسمت وقالت " أمي تحاول ترتيب موعد اليوم إن لم تستطع سيكون غدا بإذن الله "
إبتسم في سعادة فسألته " هل أخبرت والدتك ؟"
تلاشت البهجة من على وجهه وقال بدبلوماسية " أخبرتها بالطبع وتبارك لنا "
لم يخف على أروى تغير ملامحه فصمتت بينما هو يتذكر كيف تلقت أمه الخبر عبر الهاتف بفتور أحبطه وتمتمت بالمباركة وكأنها تسمع خبر عن شخص غريب .
بعد قليل سأل أحمد عمرو " أين هولاكو لا يرد على هاتفه؟ "
رد عليه عمرو " لا يرد علي أنا أيضا ربما في إجتماع أو استوديو الصوت .. سأمر على وائل أنا اليوم وإبق أنت مع حموك "



أما آية فكانت تحاول بلع الطعام بصعوبة بعد أن ذُكر أسم سيد .. فقد اتصلت برحمة لتطمئن على صحته فأخبرتها أنه خارج العاصمة وبالتحديد في بيته الي يملكه في بلدة زوجته ومتوقع أن يعود أخر اليوم .. لتحرقها الغيرة من جديد وكأن قلبها تبقى به قطعة لم تتحرق بعد .



***


حدق وائل في الممرضة التي تتمايل أمامه بدلال.. وشاهدها كيف تفتعل حركات متعمدة بتلك التنورة البيضاء الضيقة جدا التي ترتديها .. ثم راقبها في صمت وهو مستلقي على ظهره وهي تشمر له ذراعه لتثبت الخرطوم الرفيع الذي يوصل الأدوية لجسده ..
ثم لاحظ ماجدة التي تحركت لتترك الغرفة بصمت فشعر بعدم راحة لمغادرتها .. بل خشى أن تكون قد تضايقت لأنه كان يحدق في الممرضة .
لمَ يهتم إن تضايقت؟؟!!
لمَ يشعر بعدم راحة ؟؟!!
لا يفهم ماذا يحدث معه بالضبط ؟؟؟..
هناك مشاعر غريبة تنتابه منذ أن استيقظ وكلها تخص ماجدة ..
فمنذ أن أتت في الصباح الباكر .. صامته باردة كعادتها .. وهو يتتبعها بأنظاره دون أن يدري وكلما حاول تشتيت فكره عن التحديق فيها ومحاولة التركيز مثلا في استعادة الجزء المفقود من ذاكرته .. يقبض على نفسه متلبسا بالتحديق فيها من جديد .. ولا يعرف السبب ..
تمايعت الممرضة قليلا وهي تعيد كُم منامته لمكانه فقال لها بصوت الخافت "أتركيه ونادي على زوجتي ستفعله ".
زوجتي ؟؟!!!.
ما هذا التعبير الذي لم يستخدمه من قبل ؟؟!!


مطت الممرضة شفيها وتركته لتخرج إلى ماجدة التي وقفت في خارج الغرقة تداري غيظها تحت قناعها الجليدي وهي تمتم في همس " لن يتوب أبدا .. حتى وهو مستلقي على فراشه لا يقوى على رفع إصبع ! "
ثم عادت ونهرت نفسها " كفي عن الطمع يا ماجدة .. واحمدي ربك على رجوعه .. كنتِ حتى يومين مضيا تتمنين أن يعود للوعي بأي ثمن "



خرجت إليها الممرضة تقول ببرود" المريض يناديك "
حدجتها ماجدة بقرف ثم قالت بحزم" أرى أنك بطيئة قليلا في إتمام مهامك وسأقدم شكوى بشأن ذلك "
مطت الممرضة شفتيها باعتراض فدخلت ماجدة وأغلقت الباب وراءها .. فرفع إليها وائل ذراعه بصعوبة لتعدل له الأكمام فاتقربت منه تعدلها برفق وتغلق الأزرار .. فظل يحدق فيها يتأمل تفاصيل لا يذكر متى آخر مرة أدرك وجودها ثم قال بخفوت " أريد أن أعدل الوسادة أيضا من تحت رأسي "



دارت ماجدة شعورها بالتوتر وهي تميل عليه لترفع رأسه بذراعها وتعدل من وضع الوسادة تحت رأسه .. وتمنت لو تستطيع أن تحتضن رأسه بين ذراعيها قليلا .. خاصة بعد تلك النظرات التي يلاحقها بها بشكل مربك .. فتتوهم أحيانا أنه يتأملها لكنها تعود وتذّكر نفسها أنه قد لا يزال يراها مريم ..
مع هذا هي ممتنة لعودة إلى حياتهم من جديد .. ولا زالت غير مصدقة أنه بالفعل قد عاد .. حتى أنها أستيقظت اليوم تخشى أن يكون خبر إستفاقته من الغيبوبة حلما وليس حقيقة .. وظلت تختلس النظرات إليه لتتأكد أنه مستيقظ فتستقبلها زرقة عيناه لتؤكد لها أنها لا تتخيل .



تركته في صمت واتجهت لذلك الكرسي في أقصى الغرفة وأمسكت بهاتفها لفترة جعلته يتساءل إلى من تكتب ومع من تتحدث ؟!.



بعد قليل قال لها بصوت واهن " إحك لي "
رفعت رأسها تقول بعدم فهم " نعم ؟!"
قال بهدوء " الشباب لن يحضروا الآن فقد أخبرني عمرو حين أتصل منذ قليل أنهم مشغولون في أمر ما سيخبرني به حين يزورني مساء .. وأنا أشعر بالفراغ والملل فهل حكيت لي بعضا مما حدث أثناء غيبوبتي "
ارتبكت وتوترت ولم تدري بما تخبره .. بالطبع لن تتحدث عن الأمور المحزنة أو الموترة .. لكنها لم تدري عن ماذا تخبره فمعظم الأحداث منذ أن دخل في غيبوبته ..كانت محزنة .. وبرغم من بعض السعادة التي تملكتها أن يطلب منها أن تقص عليه ما فاته إلا أنها ردت " لا أعرف عن ماذا أخبرك فبالطبع كان الجميع في حالة سئية بسبب ما أصابك"
ظل صامتا لفترة ينظر إليها .. فارتبكت تشيح بوجهها عنه وتعود للنظر بالهاتف وهي تحاول السيطرة على ضربات قلبها المتسارعة وذلك الارتباك الذي يلعب بها .. مذكرة نفسها بحقيقة أنه قد يظنها مريم.. لهذا يحدق فيها ..
قطع شرودها حين ناداها بوهن " ماجدة "
رفعت إليه انظارها وضربات قلبها تعصف في صدرها وهي تسمعه ينطق بإسمها..



لا تذكر متى آخر مرة سمعت إسمها يخرج من بين شفتيه .. لكنه بالتأكيد أروع ( ماجدة ) تسمعها في حياتها..
ابتلعت دموعا في حلقها بينما قال وائل " أخبريني مثلا عن تفاصيل زواج أمير .. من حضر وماذا حدث.. كل شيء "
وضعت الهاتف في حجرها وتكلمت بعد بعض التردد .. تقص عليه تفاصيل الحدث .. بدأت حديثها بصوت خافت .. متوترة .. تتأتئ .. وتحاول التذكر بارتباك .. ثم تدريجيا .. بدأ يعلو صوتها .. وتحكمت في إرتباكها .. رغم عدم إختفاءه .. وحركت كرسيها قليلا مع الوقت من مكانه في أقصى الغرفة ليقترب من سريره .. لتسمع أسئلة وائل أو ليسمعها جيدا ..



ثم استقامت واقتربت منه أكثر من مرة لتطلعه على بعض الصور التي قد أرسلها لها بعض الأقارب الذين حضروا الفرح وصوروه بهواتفهم وقتها ..
تأملها وائل وهي تحكي وقد اندمجت قليلا ... وبدأت تتخلى عن بعض من ملامح البرودة على وجهها .. قصت عليه الحدث بالتفصيل فشعر بأنه يراه أمامه فيلما ملونا بالصوت الصورة ..


صوتها ملأ الفراغ المخيف في رأسه .. وطغى على فوران التساؤلات التي تعصف به منذ أن استيقظ . . فاستسلم للنوم أخيرا .
أما هي فحدقت فيه طويلا حين أدركت أنه قد نام .. وتساءلت ..
هل كان عليها الاختصار .. هل تحدثت كثيرا فأشعرته بالملل لدرجة أن سقط نائما!!



***


في المساء :


نظر أحمد في ساعته كما يفعل كل فترة قصيرة يريد لهذا اليوم أن ينتهي لينفرد ببانة .. عيناه تحاصرها أينما ذهبت .. وتمر عليه لحظات يشك أنها حقيقة أمامه .. ولولا رائحتها التي تملأ المكان والتي يستطيع أن يميزها بسهولة لغلبه شكه بأنها ليست حقيقة ..



وبات سؤالا يلح عليه بشدة: أين سيبيت أبا فراس؟..
لكنه تحرج أن يسأل هذا السؤال المهين لرجولته.. فمن الأصول أن يبيت في شقته وألا يتنازل هو عن ذلك .. لكن ضغط مشاعره يجعله يفكر كالمراهقين .
قطع شروده إتصالا من سيد فرد يقول " أين انت يا فتى .. أنت مختفي طوال اليوم ! "
جاءه صوت سيد مرهق جدا يقول " أنا خارج العاصمة عند أهل بسمة "
صوته أشعره بالقلق فسأله " هل أنت مريض أم حدث شئ ؟"
تلكم سيد باقتضاب " بسمة طلبت الطلاق "
تسارعت ضربات قلب أحمد في توتر .. وشعر أن للعبارة بقية فأنصت في ترقب بينما أكمل سيد " لكن للأسف أهلها يقفوا أمامها ولا تقنعهم أيا من أسبابها سواء الحقيقية أو التي أختلقتها "



رفع أحمد حاجبا وقال " وما دخلك أنت بكل هذا؟!! .. مادامت قد طلبت الطلاق منك وأخبرتك أنها لا تريدك لمَ لم تنفذ .. هل تنتظر من أهلها الإذن !!"
زفر سيد بمرارة يقول " الأمر ليس كذلك بالطبع في إمكاني أن أنفذ فورا لكن الأمر يتعلق ببسمة .. أشعر بالذنب تجاهها وأشعر بالذنب أكثر إن تركتها مع عائلتها التي لا تتفهم أي من أسبابها .. أباها رجل لا يفكر سوى في مصلحته "
شعر أحمد بالضيق وقال " أنا مقدر ذلك لكن استمرارك معها شفقة أمرا غير صحيح ولن يرد عليكما سوى المزيد من التعاسة .. وأرى أنك مدفوعا بعقدة الذنب في معظم قراراتك معها "


تكلم سيد بإكتئاب " أعلم ما تقوله جيدا .. لكني مازلت غير قادر على تركها حتى لا تتضخم عقد الذنب بداخلي .. إنها من الضغط العصبي أصيب بإنهيارا عصبيا ظهر اليوم وترقد في سريرها وأنا أشعر بالشلل .. حتى قرار العودة للعاصمة وترك الأمور على وضعها غير قادر على تنفيذه بسبب وضعها الحالي .. ولا أعرف إلام سينتهي الأمر "
زفر أحمد وصمت لا يعرف بم ينصحه فتكلم سيد يقول " لا تخبر أحدا سوى الشباب .. المهم أنا أتصل بك لأطلب منك أن تبيت رحمة لديكم حتى أعود "
سأله أحمد متعجبا "أليست معك ؟"


رد سيد " ليست معي.. تركتها في البيت معتقدا أني سأعود في نفس الليلة لكن الأمور تطورت كما ترى "
نظر أحمد في ساعته وقال " ولمَ لم تخبرنا من أول النهار .. لقد أمسى الليل وهي وحدها .. سأذهب لأحضرها لا تقلق .. أخبرها بأني سأمر عليها بعد قليل .. وأرسل لي رقم هاتفها "
حين أغلق أحمد الهاتف تساءل .. هل من الممكن أن يطلقها فعلا .. ويتقدم للزواج من آية ؟!! .
صحيح أنه لا يفضل المصاهرة مع أصدقائه لكنه يشعر أنه سيضطر للموافقة رغما عنه إذا ما نجح سيد في الحصول على الطلاق .. حتى تنتهي معاناة ذلك الثنائي المجنون سيد وآية .


***


قال وائل باندهاش " لا أصدق كل هذه الأخبار !! .. أحمد ترك بانة وعاد دون أن يخبرها .. وأنت أفترقت عن أروى لمدة شهر وطلبت منك الطلاق .. وأن بانة عادة اليوم مع والدها فجأة !!"


ضحك عمرو وقال " لقد فاتك منظر صاحبك وهو يقف متسمرا كتمثال من الشمع من الصدمة وسط الشارع .. وحموه يقف بجانبه يحدق فيه باندهاش .. ولولا أني كنت تحت تأثير المفاجئة أنا الآخر لكنت صورته وفضحته "
قهقه وائل ضاحكا بوهن وقال "أتخيل منظره الآن"
بعد قليل تأمل وائل الباب المفتوح وماجدة التي تتحدث مع أروى منذ أن حضرا ويتملكه الفضول القاتل لمعرفة عما تتهامسان .. مندهشا " أن تحكي ماجدة كل هذا الوقت فهي لم تكن تتحدث أمامه سوى بضع كلمات .. ويتملكه الغيظ أيضا .. الغيظ من نفسه.. لمَ هو مهتم بهذا الشكل .. ما الذي يحدث معه بالضبط؟ .
فاستدار لعمرو يسأله " منذ متى وماجدة وأروى تتواصلان ؟"
نظر عمرو نحو الباب ورد " لا أعرف بالضبط لكني أعرف منذ أن تزوجنا أن أروى تتواصل معها على الهاتف .. ومؤخرا أعتقد أنهما أصبحتا متقاربتين جدا "
صمت وائل دون رد فقال عمرو بعد أن تنحنح " هناك خبرا آخر .. نحن ننتظر ولي العهد "
تهلل وجه وائل وقهقه في سعادة وقال" مبارك يا حبيبي .. أسعدتني بهذا الخبر جدا "
احمرت أذني عمرو وتمتم "الحمد لله رب العالمين .. نحن ننتظر دورنا عند الطبيبة النسائية بعد قليل لهذا احضرتها معي "
قال وائل" أتوقع أن طارت والدتك من الفرحة "
أطرق عمرو برأسه حرجا وقد طارت السعادة من ملامحه ليقول بوجوم " حين أخبرتها في الهاتف تلقت الخبر ببرود .. وذهبت إليها لبعض الوقت بعد الغذاء لأطمئن عليها وجدت نفس البرود "
شعر وائل بالضيق فقال له مواسيا " ستعتاد والدتك الأمر لا تقلق .. المرحلة الصعبة انتهت والباقي سيتكفل به الوقت .. أنا أحييك أن أمتلكت من الشجاعة والحزم ما استطعت به أن تقف أمامها بشأن أروى دون أن يرعبك فزاعة أن تموت لا قدر الله غاضبة عليك .. ( وأطرق في حزن ) ليتني تصرفت مع الأمور مثلك منذ خمسة عشر عاما ولم أهرب من المواجهة "
تمتم عمرو يواسيه " لقد كنت صغيرا يا وائل .. "
لكن وائل شرد يتأمل تلك الكلمة التي تلفظ بها دو وعي .. ( أنه هرب من المواجهة ) ..
لم يصارح نفسه بذلك من قبل ..
هل هرب فعلا من المواجهة وقتها ؟..
هل كان عليه عدم الرضوخ لتهديدات والده بمرضه واقتراب أجله؟ ..



قطع عمرو شروده حين قال ضاحكا " ليتك رأيت وجه الكونت حين علم بالخبر .. يا إلهي كاد أن يموت غيظا .. شعرت للحظة أنه سيخرج بندقية ويفرغها في جسدي كي يغسل عاره "



انفجر وائل ضاحكا وهو يتخيل المشهد .. فغازل صوت ضحكاته أذن ماجدة التي اتهمت نفسها بالحمق من شعورها بالإمتنان لأنه يضحك فقالت لأروى " أحيانا أتهم نفسي بالضعف والخنوع ليس لأني أتحمل قدري معه فأنا أعلم أن تحملي هذا لن يقدر عليه سوى من لديه قدرة كبيرة على التحمل .. لكن استمرار مشاعري تجاهه بعد كل هذا الوقت .. أمرا يجعلني أتهم نفسي كثيرا بالحمق والضعف .. فلم أعد مراهقة صغيرة "



ردت أروى مشفقة " لا أعلم يا ماجدة لكني أرى أن لكل منا شخصية حين يحب وأعتقد أن أنا وأنت متشابهتان في تفانينا لمن نحب .. نستسلم لهذا الحب بكليتنا فلا نرى سواه ."
أطرقت ماجدة برأسها وقالت بعد فترة من الصمت " لكني ممتنة .. ممتنة جدا أنه حي .. موجود .. يضحك ويتكلم "
واختلست النظر إليه فوجدته يحدق فيها مجددا فأشاحت بنظراتها بعيدا تقول لأروى هامسة " إنه بات ينظر إلي نظرات غريبة ولا أدري هل يراني مريم أم ماذا ؟"
تألمت أروى من أجلها .. ولم تنسى كيف شعرت حين أخبرتها ماجدة بما حدث منه قبل .. تألمت من أجلها جدا ..كيف تتحمل إمرأة أن يناديها زوجها بإسم إمرأة أخرى .
قالت أروى " أنا أرى أنك لابد أن تتخلي عن هذا الوجه الثلجي يا ماجدة .. أنت لا تعبرين عن مشاعرك وكلما ازداد الضغط عليك كلما ازدت أنت انكماشا وهذا غير سليم .. كيف سيعرف الأخرين بم تشعرين إن لم تعبري عنه ؟.. حاولي التواصل معه بشكل أكثر فاعلية "


قالت ماجدة رافضة "لا يا أروى لن أستطيع .. أنا أشعر أنني أذكره حين أتعامل معه بذكريات سيئة؟"
قالت أروى " آن الأوان أن تتخلصي من هذا الشعور .. عليكما معا أن تخضعا لمرشد أسري "
تمتمت ماجدة ساخرة " هذا إن كان يرغب هو أيضا يا أروى .. يدا واحدة لن تصفق أبدا "
فتطلعت إليها أروى مشفقة حائرة من علاقتهما الغريبة .




بعد ساعة كانت الطبيبة تمسح بجهاز الموجات الصوتية على بطن أروى وهي وعمرو يحدقان في الشاشة أمامهما بترقب وتوتر محاولين تفسير ما يظهر على الشاشة .
تكلمت الطبيبة مبتسمة " أنت في أول الشهر الرابع سيدة أروى .. "
نظرت أروى لعمرو المتحفظ رغم تراقص عيناه على شاشة جهاز الفحص فقال عمرو " هل من الممكن أن نعرف نوع الجنين؟ "
ردت الطبيبة وهي تواصل البحث " سنحتاج لثلاث أسابيع قادمة على الأقل .. على أية حال الجنين بصحة جيدة الحمد لله ولا يوجد أي قلق "
ابتسمت أروى بسعادة .. ليعلو فجأة صوت من الجهاز أشبه بركض حصان جامح فقالت الطبيبة "وهذا صوت قلب طفلكما"
حدق عمرو وأروى ببعضهما.. ليضع عمرو يده على قلبه بحركة لا إرادية .. بينما ترقرقت عينا أروى بالدموع وهي تقول بتأثر باكية " اسمع يا عمرو .. إسمع صوت قلبه".
اغلقت الطبيبة الجهاز وتحركت نحو مكتبها بينما أمسك عمرو بيد أروى بقوة يعبر بحركة صامتة عما يشعر به من تأثر .. ثم ساعدها لترتدي ملابسها وتعود لكرسيها .
بعد قليل قالت الطبيبة " سأحتاج لتقرير من طبيب العظام بحالة ظهرك سيدة اروى .. وتقرير آخر من طبيبة العلاج الطبيعي مفصل بالتمارين التي تمارسينها "
سألتها أروى" سنوقف كافة التمارين أليس كذلك؟"
ردت الطبيبة " هذا ما سنقرره بعد الاطلاع على كل التقارير "



قرصها عمرو في ذراعها .. فتجاهلته ببرود لتسأل الطبيبة " وهل سأحتاج لفيتامينات ؟"
ردت الطبيبة وهي تسجل في الأوراق أمامها " بالطبع سأكتب لك على فيتامينات وسأبدل لك بعض الأدوية التي تتناولينها لظهرك وعليك استشارة طبيبك أيضا "
قرصها عمرو مرة أخرى وهو يتنحنح فلملمت أروى إبتسامتها وسألت الطبيبة " أنا أنام لساعات طويلة هل هذا طبيعي ؟"
ردت الطبيبة " هذا طبيعي جدا .. وسأعطيك نشرة بها كل ما هو عادي ومتوقع في هذه المرحلة من الحمل وما يستدعي القلق "
طحن عمرو أسنانه وقرصها مجددا فنظرت إليه ببراءة فتوعدها بغيظ لتكتم ضحكتها ثم تسأل الطبيبة بحرج " وهل هناك اي موانع من أي نوع"
قالت الطبيبة " طبعا الإجهاد الزائد ممنوع وحمل الأشياء الثقيلة وتناول الأدوية دون علمي والأكل الغير صحي "
كتمت أروى ضحكتها ثم قالت " و بالنسبة للعلاقة الزوجية ؟ "
ردت الطبيبة بشكل آلي " لا توجد موانع صحية لديك سيدة أروى .. لذا فلا هناك ما يمنعها مع الحرص طبعا "
فلاحت نجوم راقصة في عيني عمرو رغم تحفظ ملامحه الظاهري .


في السيارة العائدة للمنزل قالت أروى على الهاتف " لا تقلقي يا أمي الطبيبة طمئنتنا على كل شيء والجنين بصحة جيدة .. أجل تعجبت الطبيبة أن لا نعرف بأمر الحمل كل هذا الوقت .. أجل لا تقلقي يا أمي سنتدبر الأمر مع طبيبة العلاج الطبيبعي .. تصبحين على خير .. "
أغلقت الهاتف وقالت " تشعر بالقلق "
سألها عمرو " وأنت كيف تشعرين؟"



ردت بتأثر " لم أشعر بشيء أول الأمر سوى الصدمة لكن بعد أن سمعت ضربات قلبه لا أعرف كيف أصف الشعور"
نظر إليها ثم عاد يركز على الطريق أمامه وسألها " وكيف هو الشعور أخبريني "
ردت " لا أعرف كيف أصف الشعور بأن قطعة منك في رحمي "
لاح التأثر على وجهه وأمسك بيدها يقول بعشق " لساني معقودا كالعادة فسامحني لست قادرا على صياغة مشاعري بالكلمات "
وأحنى رأسه يقبل يدها .. فتسارعت ضربات قلبها بتأثر .. ثم استدرك عمرو ليقول وهو ينظر للطريق " لكني سأخبرك ماذا أردت أن أفعل حين سمعت بالخبر "
صمتت في ترقب فنظر إليها يقول " تملكتني رغبة جامحة لتقبيلك .. ( وتنحنح ) وأشياء أخرى"



حدقت فيه لثوان ثم أنفجرا سويا في الضحك وأخذت تضربه على ذراعه فقال واضعا يديه على صدره يدعي البؤس " هل تسخرين من مشاعري يا أروى هانم .. صدقيني .. منذ أن علمت بالخبر صباح اليوم وفكرة واحدة تدور في عقلي أين من الممكن أن أقبلك ؟"
ضربته بخفة مجددا على ذراعه فقال " جهزي نفسك للإحتفال بهذا الخبر السعيد بمجرد أن نصل البيت "
فسألته بعينين دامعتين من الضحك " وكيف سنتحتفل ؟"
نظر إليها في صمت ثم نظر للطريق يقول " بجلسة تدليك طبعا "
قهقهت ضاحكة ثم قالت " وهل هذا هو الإحتفال؟"
رد ضاحكا " طبعا وهل هناك إحتفالا أجمل من هذا ؟"
لم ترد فتطلع إليها يكرر السؤال بخفوت " أجيبي هل هناك إحتفالا أجمل من هذه الطريقة "
صمتت تحدق فيه فتلاقت الأعين لثوان ثم أشارت برأسها بلا وقهقهت ضاحكة فنظر للطريق أمامه يتمتم ضاحكا " وقحة ! "



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:04 AM   #2104

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

دخلت رحمة بحرج فاستقبلتها إلهام بترحيب ثم سلمت على الجميع فقالت إلهام لآية التي تتأمل الفتاة بقلق " أرشديها لغرفة أروى يا آية ( وربتت على كتف رحمة بحنان ) لا تتحرجي بنيتي وتصرفي كأنك في بيتك "


ابتسمت رحمة ثم تلاشت ابتسامتها وتوترت حين شاهدت آية التي تقف في انتظارها متكتفة ترمقها بوجوم .. فاقتربت منها متوجسة وهي تمتم بصوت مسموع " سلام قولا من رب رحيم!"



تركتها آية لتسبقها للغرفة .. فتحركت رحمة خلفها بإرتباك لتفتح لها آية باب غرفة أروى فدخلت رحمة أمامها وهي تشكرها بإيماءة رأسها في صمت .
سألتها آية بقلق " هل هو بخير؟"
تذكرت رحمة أن سيد طلب منها ألا تخبر أحدا بسبب غيابه فردت " بخير يبدو أن الأنفلونزا اشتدت عليه مرة أخرى "
لاح الألم على وجه آية .. فأسرعت رحمة للقول " لكنه بخير .. فالأمر ليس خطيرا .. أنا من طلبت ألا يقود السيارة ليلا وكنت سأبيت وحدي لكنه أصر أن آتي إلى هنا"
اقتربت منا آية تمسك بمرفقها فانكمشت رحمة تبلع ريقها قبل أن تتكلم آية بتوسل فاجأ رحمة "هل أنت متأكدة أنها وعكة صحية بسيطة؟ "
أومأت رحمة برأسها بنعم .
فتركت آية مرفقها وسألتها بصوت متألم لم تسطيع إخفاءه " وهل جميلة الجميلات تعتني به جيدا ؟"
تطلعت إليها رحمة قليلا ببعض الغباء ثم قالت" من تقصدين بسمة ؟ .. أجل بالطبع .. بالطبع "
ابتسمت لها آية إبتسامة مرة ثم قالت وهي تهم بالمغادرة " إذا احتجتِ شيئا لا تترددي غرفتي في آخر الممر "
أغلقت آية الباب خلفها فزفرت رحمة في راحة وتمتمت " اللهم يسر له كل عسير وإجمعه بهذه المجنونة عاجلا ليس آجلا "




في الصالة أمسك أحمد بيد بانة التي تتهرب طول اليوم من رغبته في الإختلاء بها وقال بخفوت " تهربين مني يا بنت الخازن هذا مؤشر غير جيد وقد يؤدي لإرتكاب أحدهم جريمة قتل اليوم "
تحكمت في إبتسامة ملحة وقالت موبخة " الكل أنظاره علينا يا أحمد وأتحرج من الالتصاق بك طول الوقت أو الإختفاء من أمامهم وقتها ماذا سيظنون"
إبتسامة جانبية زينت فمه وهو يقول " سيظنون أننا نفعل ما فعلناه منذ ساعات قليلة في الحمام "
تلون وجهها بحمرة الخجل وهمست "مازلت قليل الحياء كما أنت "
رد بهمس حار يحاول السيطرة على عذابه الشخصي " بل أصبحت منعدم الحياء .. فاحذري من أن أرتكب فضيحة علنية "
مطت شفتيها تداري مشاعر أنثوية مشتاقة بداخلها وقالت بلهجة غامضة " عموما علينا أن نتحدث قبل أي شيء وعليك أن تقدم لي تقرير مفصلا عن فترة غيابي ومن قابلت ؟"
انفجر ضاحكا تلك الضحة التي تحطم أسوارها وتذيب أعصباها والتي أشتاقتها جدا .. فتلفتت حولها في حرج ليقترب منها ..فابتعدت قلقة من اي حركة جرئية من ناحيته حتى إلتصقت بالحائط .. فاسند كفه على حائط بجانبها وقال بهمس مغوي " لا مانع عندي من تقديم تقرير مفصل عن كل شيء.. ما رأيك أن نذهب لغرفتي قليلا لأخبرك بالخطوط العريضة لهذا التقرير "
إشتعل جسدها وألحت عليها مشاعر قليلة الحياء فأفلتت منه مبتعدة تخشى من جنونه .
فناداها مجددا بإشارة متسلطة من إصبعه لتقترب وهي تقول" أحمد .. إياك وأي تصرف مجنون قد يحرجنا "
صمت قليلا ثم سألها متحرجا " أين سيبيت والدك؟"
كشرت عن أنيابها ووقفت تسند يدا على خصرها لتقول بلهجة متحفزة " مارأيك ؟"
أطرق برأسه في بؤس كطفل صغير.. لينادي عليه الحاج فجأة من غرفة الصالون " تعال يا أحمد وأسمع حموك الذي يريد أن يبيت عند عمك غنيم "



رقص قلب أحمد طربا لكنه تحكم في ملامحه وهم بالحديث بلباقة لكن بانة اندفعت تقول باعتراض "أبي ! "
فتمتم أحمد في سره " حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بانة ! "
رد أبا فراس بحرج " عمك غنيم مُصِر أن يحضر ليأخذني لأبيت عنده "
قوست شفتاها كالأطفال وترقرقت عيناها بالدموع .. فأشفق عليها أحمد وشتم في سره ثم تدخل يقول بصدق " كيف تترك بيت إبنتك يا عماه .. البيت كله ملك لك "
تكلم الحاج سماحة " هذا البيت الطويل وتتركنا لتبيت خارجه هذا والله لا لن نقبله .. أنت تهيننا يا أبا فراس .. سأتكلم أنا مع غنيم بنفسي .. غرفة أحمد جاهزة لاستقبالك "
تمتم أحمد في سره " أطال الله في عمرك يا حاج وجعلك نصيرا للمحرومين "
فأضافت بانة على كلام الحاج سماحة " وفي شقتي غرفتين شاغرتين يا أبي "
أوشك أحمد على الإصابة بنوبة قلبية وتمتم في سره " الحل في ذبحها وتقطيعها قطعا صغيرة لأستريح "
تكلم أبا فراس في حرج " لا تؤاخذني يا حاج سماحة لم أقصد الإهانة أنتم بيت الأصول والكرم .. عموما دعوني أتصل بغنيم أعتذر له وأؤجل لقائي به للغد وبعدها ( ونظر لأحد نظر ماكرة ) نرى إن كنت سأنام هنا أم في شقتك يا أحمد "
ابتسم له أحمد مجاملا يقاوم رغبة ملحة لضرب رأسه بالحائط .


***


بعد قليل فتح أحمد باب غرفته القديمة بهدوء يداري حماسه ليسمح لأبا فراس بالدخول أولا بعد أن اختار الأخير بعد أن تجمد الدم في عروقه أن يبيت في غرفة أحمد القديمة متعللا برغبته في صلاة الفجر في المسجد مع الحاج سماحة .
قال أحمد يحاول إنهاء المهمة بسرعة ليلحق ببانة التي سبقته لأسفل" أرجو أن تكون غرفتي مريحة وإذا احتاجت لأي شيئ لا تتردد يا عماه "
قال إبا فراس بهدوء " إجلس يا أحمد أريد أن أتحدث معك قليلا "
طالعه أحمد ببؤس ورد " الآن!"
تحكم أبا فراس في ابتسامة ملحة وقال بلهجة ماكرة " هل عندك مانع ؟"
طحن أحمد أسنانه وتمتم مدعيا الهدوء لا بالطبع ( وجلس على المقعد بعد أن جلس أبا فراس ) تفضل يا عماه "
قال أبا فراس بلهجة ماكرة " كنت أرغب في أن أنافسك في لعبة الشنطرنج "
طالعة أحمد بصدمة فعاد أبا فراس ليضيف " لكني أشفق عليك من هذا اليوم الطويل وأجلتها لوقت آخر "
تمتم أحمد ممتنا " أعدك يا عماه أني سأنافسك في لعبة شنطرنج ( ونظر له بتحدي ) فأنا محترف فيها "
تكلم أبا فراس بتحدي مماثل " الثقة بالنفس رائعة لا جدال .. سنرى مدى إحترافك يا ابن سماحة "


ساد الصمت قليلا في انتظار أبا فراس أن يتكلم فأطرق الأخير برأسه قليلا ليلملم أفكاره المشتتة ثم رفعها يقول لأحمد بهدوء " بانة أسلمها لك أمانة في عنقك يا أحمد ( وأكمل بتأثر حرك مشاعر الشفقة في قلب الأخير ) إعلم إنها قطعة من قلبي وغاليتي وجوهرتي وفخري في هذه الدنيا .. فإن لم تكرمها وتسعدها سأختصمك أمام رب العالمين .. لم أكن لأرضى لها أبدا أن تبقى بعيدا عني في الأيام القليلة المتبقية لي في هذه الحياة "
قاطعه أحمد بقول بصدق " أطال الله عمرك يا عماه "
قال أبا فراس " اسمعني ولا تقاطعني من فضلك .. لو لم أكن أثق بك .. أو لم أكد متأكدا من أصلك الطيب ورجولتك ومدى حبك لابنتي .. لم أكن لأوافق على سفرها أبدا وأتحمل فراقها .. خاصة بعد أن تأكدت تماما من مدى حبها لك وتعلقها بك .. كل هذا شجعني على أخذ هذا القرار الصعب علي .. فكن لها كما أظن فيك ولا تخيب ظني .."


تكلم أحمد بحرج ولم يعرف هل عليه أن يطير من السعادة لما يقوله أبا فراس أم يشعر بالحزن على إضطراره لترك إبنته في بلد غريب "بالنسبة لبانة فلا تقلق عليها أبدا .. وكنت أتمنى لو تستطيع الاستقرار هنا بجوارها لتسعد قلبها أيضا "
أطرق أبا فراس برأسه مهموما ثم قال " لن أستطيع حاليا .. فلازلت لم أطمئن على مصير ولديّ حتى الآن .. ربما لاحقا إن كان في العمر بقية "
تمتم أحمد بتأثر " أطال الله في عمرك واراح قلبك يا عماه .. لا تحمل هم بانة فهي ليست بمفردها هنا لديها الكثير من القلوب من حولها .. وتعلم جيدا ماذا تمثل هي بالنسبة لي .. وإن شاء الله إن كانت الأوضاع السياسية في بلدكم مستقرة سنتبادل الزيارات سنويا بإذن الله تعالى "
رد أبا فراس بهدوء " هذا ما أتعشمه منك يا بني .. هيا إذهب لزوجتك ودعني أستريح "


استقام أحمد يبلع طعما مرا في حلقه ولم يعرف كيف يواسي الرجل .. فتمتم تصبح على خير وهم بالمغادرة لكنه توقف عن باب الغرفة وتكلم ممازحا وهو يرفع حاجبا " إياك والعبث في محتويات غرفتي يا عماه .. فهي غرفة الطفولة والشباب وتحتوي على أسرار الكونت سماحة السرية .. وفيها كنت أضرب كفوفي ببعضهما ورأسي بالحائط وأنا احاول حل لغز إبنتك في ثوب الرجال "
قهقه أبا فراس بإنهاك فأراح ذلك أحمد قليلا فيضيف الأخير " تضحك يا عماه بينما كنت أنا وقتها أعض على أناملي وأنا اشك في حدوث انحرافا ميولي "
قال أبي فراس " لابد ان تحكي لي يوما عن هذه الذكريات من وجهة نظرك "



إبتسم أحمد وتمتم بتصبح على خير وغادر.. فعاد الهم يحتل وجه أبا فراس وأغمض عيناه بإجهاد يداري أحزانا ثقيلة تعتل صدره وهو يتمتم " اللهم أفرغ علينا صبر وتوفنا مسلمين "
بينما أسرع أحمد يغادر الشقة فنادته والدته ليرد عليها حانقا " مات .. أحمد مات يا إلهام .. إنسوني تماما وامسحوني من ذاكرتكم في الوقت الحالي "
وأغلق الباب خلفه فإبتسمت وتمتمت لنفسها " بعيد الشر عنك يا حبيب أمك ربي يسعد قلبك ويراضيك يا احمد يا ابن إلهام آمين "



***



رد الحاج سماحة على الهاتف " نعم سيد .. أين أنت يا بني ؟"
تكلم سيد مجهدا " عندي بعض الأمور عليّ أن أحلها مع أهل زوجتي "
سأله الحاج بقلق " هل أنت بخير؟ .. صوتك يبدو مهموماً "
ردت سيد " أنا بخير يا أبي لا تقلق .. أتصلت لأستشيرك .. إن كنت في صراع بين ضميري .. وقلبي .. فأيهما أختار ؟"
صمت الحاج قليلا مشفقا عليه ثم رد " ضمير المرء سره الذي يحاسبه عليه الله .. وشرفه بين الرجال .. أما قلبه مكمن سعادته .. فإرض ضميرك أولا "
صمت سيد قليلا ثم رد " شكرا يا أبي أطال الله في عمرك "
سأله الحاج " هل تحتاج أن أتي إليك ؟"
رد سيد متأثرا " لا حرمني الله منك يا حاج .. لا تقلق أنا بخير "
فأغلق الحاج الخط مودعا وأسند رأسه على الوسادة حزينا على هذا الولد التعس .





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:06 AM   #2105

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

فتح أحمد باب الغرفة فجأة فأجفلت بانة وتلون وجهها بالأحمر .. لتلملم فتحة روب الحمام وتترك مجفف الشعر الذي كانت تنوي تشغيله قبل وصوله وتسارعت ضربات قلبها .. بينما ابتلع أحمد ريقه يهدئ من أعصابه وهو يراها بروب الحمام وشعرها العسلي المبلل .. فتصاعدت الحمم السائلة من شرايينه لرأسه تزيده اشتعالا .. خاصة مع رائحة الصابون التي تختلط برائحة جسدها في امتزاج ينتج عنه عطر فريد من نوعه يسكره و يفقده عقله ..



تأمل ملامحها وساقيها الأبيضين الناعمين من تحت الروب في صمت فقالت بانة بتوتر " هلا أعطيتني بضع دقائق لأجهز نفسي؟ "
تحرك ببطء وثقة نحوها .. ثم سحبها إلى أحضانه الدافئة .. ودفن وجهه في رقبتها وهو يهمس بحرارة " لازلت لا أصدق أنك هنا معي ..وأنك عدت يا حبيبتي"
أغمضت عيناها قليلا تستمتع بدفءه يتسلل ببطء ليمحو البرودة القابعة في عظامها ورائحته الذكورية القوية ثم قالت " هل كان عندك شك في حبي لك ؟"
رد بهمس " كنت أخشى أن تكون الموانع أكبر من إحتمالك .. فأنا مدرك تماما صعوبة الأمر وحساسية توقيته يا قلب أحمد"
همست" وهذا يثبت لك أني لم أكن لأتحمل الإبتعاد عنك بالرغم من كل هذه العقبات يا قلب بانة "
شدد من ذراعيه حولها يتأوه بشوق .. ينطق بأسمها بعشق .. لكنها قالت فجأة بلهجة خطرة أجفلته " لكننا لابد أن ننتحدث أولا؟"



أفلتها من بين ذراعيه يرفع حاجباه باندهاش ثم قال بلهجة تحذيرية " إياك أن أسمع منك المزيد من الحجج المتفلسفة .. صدقيني أنا لدي ميول خطرة جدا في هذه اللحظة .. وقد تكون عناوين الجرائد غدا بالمانشيت العريض (قتلها ومثل بجثتها ثم انتحر )"
تحكمت في ابتسامة ملحة وتخصرت تقول في لهجة خطرة " ليس الأمر كما تظن لكني لدي سؤالا مهما "
شهق فجأة وجحظت عيناه وهو يرى فتحة الروب التي اتسعت لتكشف عما تخفيه فأسرعت بانة بلمه ليبعد يدها بحزم ويميل ليطبع قبلاته بعشوائية .. فأبعدته تحاول التحكم في مشاعرها المتجاوبة معه وقالت بحنق وهي تضرب بقدمها الأرض " أنا أتحدث بجدية يا أحمد لدي سؤلا مهما جدا قبل أي شيء "
مرر أصابعه بخفه يتلمس رقبتها وما تكشف عنه فتحة الروب وقال بأنفاس مشتعلة " بشرط أن تجيبي على سؤالي أنا الأخر "
سألته " هل ستجيب بصدق ؟"
فأومأ برأسه بتأكيد ثم سألها "وأنت ؟"
أومأت برأسها بنعم .
على الرغم من أنها تثق فيه وتصدق ما قالته آية لكن الأنثى بداخلها تلح لسؤاله فسألت بتحفز " من ماهي ؟
مال يقبل عنقها من جديد يتمتم" من ماهي؟"
ابعدته بغيظ تقول " أنا أسأل يا أحمد"
فرفع حاجباه اندهاشا ورد بحيرة " لا أعرف من ماهي ؟!!"
فجزت على أسنانها وتكلمت بغيظ " أختك تلعب معي "
فمال يعتصرها بين ذراعيه غير قادر على الاحتمال أكثر من ذلك يطبع قبلات محمومة على رقبها وكتفها وهو يتمتم " أيهما؟"
أبعدته مجددا تقول بعصبية" ومن تكون سوى تلك المستفزة .. أخبرتني أنك تعرفت على ماهي صديقتها وأنك كنت على وشك خطبتها"
أعاد رأسه للخلف متفاجئا.. ثم انفجر ضاحكا فبددت ضحكته عصبيتها .. وحين هدأت ضحكته إقترب منها يأكلها بعينان مشتعلتان ثم انقض عليها مجددا يحبسها بين ذراعيه يقول" دعينا الآن نتحدث عنا نحن وبعدها سيسعدني التعرف على ماهي ؟"
ضربته على ذراعه موبخة .. فاقتنص شفتيها بشفيته في قبلة مشتاقة ملتهبة أذابت أعصابها وباحت لها ببعض مما إختلج في صدره من عذاب تعرفه هي جيدا ..
بعد قليل أطلق سراح شفتيها لاهثا ليقبل جفونها ويداه تحاول فك الروب ..فقاومته بدلال وهي تقول بضحكة متوترة "مازلت وقحا "
رفع رأسه عنها ليقول بأنفاس سريعة " أنتِ لم تجربي وقاحتي بعد يا بنت الخازن "
فقالت قبل أن يميل عليها مجددا " لم تسألني سؤالك "
فنظر في عينيها قليلا .. ثم قال " أخبريني عن مشاعر قلة الحياء تجاهي ؟"
ضربته على صدره بخفة تقول بدلال " هل هذا سؤالك ؟"
التصق بجسدها يقول بأنفاس محترقة " لا تستهيني بهذا السؤال .. فكمان فكما أخبرتك بما يطرب غرورك الأنثوي .. إخبريني بما يطرب
غروري الذكوري "
تطلعت في عينيه المشتعلتين بالرغبة وهي تتحسس رقبته فأضاف " لكني لا أريد ردا بالكلمات"
قهقهت ضاحكة في حرج .. فابتسم يقول بشقاوة " أريد أن أعرف عن قدر المشاعر قليلة الحياء تجاهي ؟.. هل هي قليلة ( وطبع قبلة خفيفة على شفتيها ) ام متوسطة ( وطبع قبلة أكثر عمقا ) أم كثيرة ( قبلها بشغف محموم )"
أخر حصن في قلعتها سقط مع قبلته الأخيرة وتطلعت إليه بعينان تتراقص فيهما مشاعر إمرأة نضجت أنوثتها على يد حبيبها لكن خجلها جعلها تغطي فمها بقبضتها في تردد .
فأكمل أحمد بتوسل " ألا يستحق الكونت منك تغازلي كرامته الذكورية قليلا .. أنا أحتاج لذلك بشدة منك يا بانة"
حدقت فيه مجددا تضم قبضتها أمام فمها فشعر بالإحباط .. لكنه قال حتى يخفف عنها " لا بأس إن كانت قليلة فهي أفضل من لا شيء فأنا ..."



بتر عبارته حين دفعته برفق فجأة فرجع للخلف مجفلا .. ثم دفعته مجددا بهدوء ليجلس على السرير متسع العينان يرفع وجهه إليها بإندهاش فقالت بصوت مشحون بالعاطفة " تريد أن تعرف؟ "
رفعت ركبتها تسندها على فخذه و أحتضنت وجهه بين كفيها تشرف عليه من عليه .. ثم أنقضت عليه تقبله قبلة جامحة محمومة .
لثوان تسمر مأخوذا.. لكنه سرعان ما استجاب لقبلتها تارك ليديه حرية التجول فوق الروب ..
بعد قليل تركت شفتيه تشهق طلبا للهواء بينما كفيها مازالا يحتضنان وجهه .



عيناه اللامعة بالتأثر أشعرها بتقصيرها في حقه من قبل فهمست بارتجاف " أنت تستحق كل ما قيل .. ويقال .. وسيقال في الرجال يا أحمد .. فماذا تريد أن تعرف بعد ؟.. ألا تعلم كم أحبك وكم فرضت أنت نفسك بكل تملّك على كل ذرة من كياني؟! .. أنت ولدي وسيدي وأبا أولادي .. أنت قلبي .. قلب بانة وروحها يا كونت "
هل هناك أعظم من تلك اللحظة التي يعيشها الآن؟؟
بانة هنا في بلده في بيته بين يديه .. وجهها المشرق بكل ما فيه من تفاصيل تحتاج لقصائد غزل كاملة لوصفها يشرف عليه .. وشعرها الندي يرطب من حرارة مشاعره الملتهبة .. ورائحة أنوثتها العطرة تثيرة الرغبة بداخله لمستويات لم يصل إليها من قبل .. وفوق كل هذا يرى حبيبته التي سقاها الغرام بصبر وتؤدة دون ملل تعترف له بمشاعرها أخيرا .. إمرأته خرجت من صدفتها أخيرا أنثى ناضجة واثقة تعبر عن نفسها دون حواجز ..



فهل هناك لحظة مرت عليه أعظم من تلك ؟
استغراقه بالتلذذ باللحظة جعله لا يعي أن عيناه ترقرقتا بالدموع مأخوذا بكلامها .. ودموعه تلك أفقدتها أي سيطرة محتملة على مشاعرها.. فانقضت بانة على شفتيه من جديد .. تبوح له بكل مفردات لغة العشق التي تعلمتها منه يوما ما ..
وما باحت به لم يطربه فقط .. ولم يرضي غروره الذكوري فحسب .. بل حرر كل وحوشه دفعة واحدة .. ففقد السيطرة على كل شيء ..



عقله وأعصابه .. ومشاعره ..
ليحيطها بذراعيه يعتصرها بقوة ويعمق من قبلتها .. وسرعان ما وجدت نفسها مستلقية على ظهرها على السرير وهو يخيم فوقها يكبل ساعديها بجوار رأسها بحزم وهو يهمس بعاطفة ذكورية جامحة متسلطة أشعلتها بداخله " كنت أعلم .. ونظرتي لم تخيب .. كنت أعلم أن خلف القلعة الحصينة فارسة جامحة إذا ما داوت جروحها ستخرج إلي يوما ما تبارزني "
اتسعت ابتسامتها بتحدي.. وحاولت تحرير يديها والرغبة في عينيها تضاحي نظيرتها في عينيه اشتعالا.. فثبت يديها بحزم ينظر إليها كنمر شرس وهو يقول بتلذذه " تريدين المبارزة ؟ .. أريني مدى قوتك "
واطبق على شفتيها يروي شوقا مضنيا.. ويرضى غرورا ذكوريا انتظرا طويلا تلك اللحظة .
اللحظة التي تخرج عليه الفارسة من قلعتها الحصينة بعد أن تبرأ من جروحها .. وتبارزه بكامل أسلحتها وعتادها .. في نزال متكافئ القوى والجموح .. فإما أن يخضعها أو ترديه قتيلا ترتسم على شفتيه السعادة..
وها قد بدأت أولى جولات نزال عشق متأجج بينهما لن ينتهي أبدا .


***


في اليوم التالي :
تحركت بانة تاركة صدره العضلي الذي توسدته طوال الليل منهكة القوى .. وانقلبت على بطنها الناحية الأخرى .. تمد يدها لساعة يده بجوار السرير لتجد أن الساعة أصبحت العاشرة صباحا.


همت بالقيام .. لكنه كان تحرك نحوها يبعد شعرها .. ويطبع قبلات رقيقة على رقبتها البيضاء الناعمة .. فتدغدت أعصابها .. وتجسدت أمامها صور من أحداث الليلة الماضية .
انقلبت على ظهرها لتواجهه فدفن رأسه في حضنها دون أن يفتح عيناه ينال المزيد من النوم .
فقالت له بخفوت وهي تمشط شعره بأصابعها .. " الساعة أصبحت العاشرة علي أن أصعد لأبي فأخشى أن يكون متحرجا أن يخرج من غرفته "
زمجر باعتراض طفولي .. فضحكت ثم قالت "أحمد "
أصدر طأطأة رافضة .. فضحكت وقالت وهي ترفع رأسه عنها" هيا يا كسول "
رفع رأسه على مضض واعتدل على الوسادة مغمض العينان فهمست وهي تتلمس ملامح وجهه الرجولية بإصبعها " هيا لا يصح أن نترك أبي وحده "
فتمتم بخفوت " حسنا اسبقيني وسألحق بك "
جلست على السرير متدثرة بالملاءة تبحث عن ملابسها .. ففتح عيناه يتأمل بشرتها البيضاء الناعمة .. ومد يده يتحسسها وهو يسأل بصوت متحشرج من أثر النوم " هل والدك يعرف أم أخبره انا ؟"
أبعدت يده بحزم وسألته " عن ماذا"
صمت قليلا يتطلع إليها بعينان ناعستان ثم قال "عن مدى قلة الحياء التي وصلتي إليها يا زوجة أحمد "
كتمت فمها بكلتا يديها بحرج واشتعل وجهها فهمس موبخة " أحمد أسكت! "
أكمل مشاكسا" عليه أن يعرف إلى أي مدى وصلت إبنته في قلة الحياء "
امسكت بالوسادة وضربته بغيظ وحاولت إخراسه بأخذا يقاومتها وهو يقهقه عاليا .. وحين استطاع تخليص الوسادة من يدها أخيرا .. كانت بانة قد استقرت فوقه فقال بلهجة مغوية " يبدو أننا سنتأخر قليلا في الصعود إليه "


تطلعت إليه قليلا.. ثم مالت عليه .. فترقب قبلتها بحماس .. لكنها انتفضت فجأة تقفز من على السرير وتلملم الملاءة حولها .. وهي تخرج له لسانها .. فزمجر في غيظ وهم بالقيام للإمساك بها .. فأطلقت صرخة طفولية وجرت نحو الحمام ليسمع بعدها صوت المفتاح من الداخل .. فصاح قائلا " ستندمين يا بنت الخازن .. وعقابك سيكون عسيرا "
ثم ألقى برأسه على الوسادة مجددا يحدق في سقف الغرفة .. وذكريات الليلة الماضية ترسم على وجهه إبتسامة نمر كسول بعد وجبة دسمة .




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:06 AM   #2106

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

ختمت آية البرنامج الصباحي تقول بلهجة مشرقة " ونختم حلقتنا اليوم بأغنية من أغاني فيروز .. كان معكم على مدى ساعتين فادي ورد وآية سماحة .. سعدنا بكم ونرجو أن نكون قد أسعدناكم .. نهاركم سعيد "
دغدغت الأغنية مشاعرها وهي تلملم أوراقها تستعد للمغادرة وفيروز تغرد :



سلملي عليه
وقلو أني بسلم عليه
بوسلي عنيه
وقله أني ببوس عينيه
أنت يالي بتفهم عليه
سلملي عليه سلم



استقامت تحمل أوراقها بينما فادي مشغولا بساعته يتمتم لنفسه بقلق "لما تأخرت اليوم؟!"



هم بالإتصال بها عندما ظهرت أمامه من خلف زجاج الاستوديو.. فابتسم يقول بمشاكسة وهي تدخل عليهما" كدت أن أموت من الفرحة أن لا تفتيش عسكري عليّ اليوم "
نظرت له ضحى بعتاب .. بينما ابتسمت لها آية وحيتها بإيماءة من رأسها واعتذرت مغادرة ليتبعها فادي بنظراته .. فضربته ضحى على صدره فقال بجدية مشفقا " هذه الفتاة تتألم .. واتعجب أن تحمل كل هذا الألم بداخلها في سنها الصغير هذا ".
ثم استدار إلى زوجته يقول " أين تحبين أن تتناولي إفطارك يا أميرتي؟ "


***


بعد ساعة رن هاتف آية فردت " نعم أحمد "
سألها " كيف حالك .. هل أنت بخير ؟"
زفرت نفسا متألما من صدرها وردت" بخير الحمد لله "
لم يجد ما يقوله لها لكنه يشعر بالشفقة أكثر عليها بعد رجوع بانة .. فقد كان يتشارك أخته الوجع .. أما الآن ففي كل لحظة تملكته السعادة الجنونية بعودة بانة يؤلمه حال آية وما تعانيه أكثر من ذي قبل ..
وتسائل هل سيطلق سيد زوجته فعلا ؟ أم سيعود بها وقد غلبته شهامته ؟ .
قال باقتضاب " أنا فقط كنت أطمئن عليك"
سألته ساخرة " هل تتصل بي لهذا السبب فقط؟!"
رد مازحا " دعيني اتقمص دور الاخ الكبير قليلا"
ابتسمت وقالت " حسنا تفضل .. وسأحاول أن أتحملك حتى ترضي ضميرك الأخوى "
رد ممازحا " بارك الله فيك يا أختاه ( ونظر في ساعته يقول ) أنت على وشك الوصول أليس كذلك "
ردت بهدوء" لا بل السيارة انطلقت بي منذ قليل من مبنى المحطة "
كشر عن أنيابه ليقول" لما تأخرت في المغادرة عزيزتي المجنونة ؟!
صمتت قليلا ثم قالت بتردد" قابلت ريان منذ قليل"
رفع حاجبا ثم سألها بتحفز" هل جاء إليك الإذاعة؟!!"
أجابت بنعم..
فرد أحمد بخشونة "ماذا يريد ؟ يبدو أني سأتعامل مع هذا الطيب بطريقتي "



قبل قليل :


خرجت آية من مبنى الاستوديو لشارع مدينة الاستديوهات الهادئ في هذا الوقت من الصباح .. فمعظم الاستيوهات تعمل بداية من منتصف النهار وطوال الليل سواء للبث الاذاعي أو التليفزيوني أو تصوير المشاهد الدرامية في الاستديوهات المعدة ديكوريا لهذا الشأن .
كانت تدندن آخر أغنية قدمت في البرنامج " قلّو عيونو مش فجأة بينتسوا .. وضحكات عيونو ثابتين ما بينقصوا"
لتفاجأ بريان يقف أمامها.. فرفعت حاجبا مندهشا واقتربتت لتسلم عليه وهي تقول " ماذا تفعل هنا ؟ .. بالتأكيد ليس صدفة أن تأتي هنا بالذات !"



ابتسم ريان يتأمل عيناها العسليتان وقد ظهرتا أكثر لمعانا في الشمس وليدها الناعمة الصغيرة التي سحبتها بسرعة من يده بعد سلام سريع ثم قال" جئت لأتحدث معك في موضوع هام فهل من الممكن أن نذهب ونجلس في أي مكان عام؟"
ردت في حرج "ريان أنت تعرف أني لا أقبل بهذا وقد أخبرتك ذلك من قبل"
قال بلهجة جادة لم تعهدها منه " هذه المرة ستكون الآولى والأخيرة أعدك يا آية "
لهجته أقلقتها فقالت بدبلوماسية " هنا في المدينة العديد من المقاهي تعال لنجلس قليلا لكني لن استطيع المكوث طويلا "
بعد قليل كانا يستقران في إحدى المقاهي العامة وقد زاد هيئته الجادة من قلقها أكثر.. فصمتت تتأمله كيف بدى مجهدا حتى بدأ ريان بالكلام " آية أنا في حاجة ماسة لأن أضع النقاط على الحروف بداخلي تجاهك .. أنت تعرفين أني أحاول الاقتراب منك منذ أربع سنوات تقريبا "
شعرت بالحرج والتوتر بينما أكمل ريان " حاولت أكثر من مرة مؤخرا لأن أتحدث معك على الهاتف .. أو أقابلك .. لم توافقي .. حاولت أن أطلب منك موعدا لأن أتقدم لك رسميا لم توافقي .. وفي كل مرة أعد نفسي أنها المرة الأخيرة التي أفرض نفسي فيها عليك لكني أعود وأشتاق إليك وأضعف .. لذا هذه المرة قررت أن أسافر "

سألته بفضول " تسافر لأين ؟"


زفر مهموما ثم قال "أبي يصر على أن أكمل دراستي العليا في انجلترا وكنت أرفض منذ مدة لأسباب تتعلق بي شخصيا وبعلاقتي به لكني قررت أن أقبل بعرضه وأن أسافر لعلي أتوقف عن التفكير بك والضعف نحوك .. لكني برغم ذلك جئت لأعرض عليك عرضي الأخير الذي لن أكرره "
صمت قليلا ينظر إليها .. فشعرت بالتوتر واستشفت بذكائها الانثوي عما سيتحدث ففركت يديها تحت الطاولة في حرج بينما قال ريان " كنت أود أن أقول عرضي هذا في شكل أكثر رومانسية لكن الوضع بيننا لن يسمح بذلك .. لذا سأقوله بلهجة عملية .. ( صمت قليلا ليأخذ نفسا عميقا ) آية سماحة أنا أحبك .. وأرغب بك زوجة على سنة الله ورسوله .. ولقد قد قررت السفر فما رأيك بأن توافقي على طلبي وتسافري معي؟ "
تطلعت إليه آية بخجل أنثوي يشعل وجنتيها.. فأكمل ريان " قبل القبول أو الرفض فكري في الأمر يا آية فكري بأنها فرصة عظيمة لك لأن تبدئي حياة جديدة بعيدا عن حياة سابقة أنت لست قادرة على الفرار منها .. فكري في ميزة الحياة في بلد أجنبي .. وسأساعدك لإيجاد فرصة للعمل إذا أردت أو لاستكمال الدراسة إذا رغبت في ذلك.. ولن تبتعدي عن أهلك كثيرا فأنا أعدك بزيارات كثيرة للوطن متى شئت .. فكري جيدا يا آية في هذه الفرصة التي أقدمها لك "
ساد الصمت المتوتر قليلا قبل أن تتكلم آية بجدية " ريان أن أريد أن أخبرك بأنك صدقا شاب تتمناه أي فتاة .. سواء أخلاقك أو مركز العلمي والاجتماعي .. "


قاطعها بقلة صبر " أنا أعلم نفسي جيدا يا آية وأعلم من أنا والحمد لله .. وكل ما ستقولينه من مشاهد مكررة التي تقال في الأفلام في مواقف كهذه .. لا أريده ولا أحتاجه لأن أشعر بالتحسن ولا لأن تشعري بأنك كنت لبقة معي .. أريد رأيك فيما عرضت عليك .. خذي وقتك وفكري جيدا .. أنا أمامي أسبوعين قبل السفر وإذا قررت إسعادي ووافقت أستطيع أن أوجل موعد السفر قليلا "
أنتهت آية من سرد ما حدث فصمت أحمد على الجانب الآخر قليلا ثم قال " أنا أرى ألا تتسرعي في الرد عليه وخذي وقتك في التفكير "
وأراد أن يخبرها بأن تنتظر عدة أيام ليري علام سيستقر سيد فإن فشل في إنهاء الأمر فعليها أن تفكر في الابتعاد قليلا .. رغم عدم استصاغته لفكرة ابتعادها .. ولكن ربما هو الحل الأمثل لخلاصها من دائرة الوجع المحكمة عليها .. لكنه قال منهيا الحديث "سنتحدث لاحقا حين تصلين سلام" .


***


دخلت بانة شقة سماحة وخلعت إسدالها من فوق ملابسها بنطالا من الجينز القصير تحت ركبتيها وبلوزة بأكمام قصيرة .. وضفيرة عسلية ترتخي بكسل على أحد أكتافها .. ووجدت والدها في غرفة الصالون يجلس ملابس بيتية مريحة يفر في الجريدة .. فجلست بجواره وأحاطت عنقه بذراعيها تقبل خده وهي تقول بدلال " كيف حالك عبدولتي "
السعادة التي تغلف ملامحها أراحت قلبه كثيرا وخففت من همومه فرد "بخير يا روح أبيك وأنت؟"
احمرت وجنتيها رغما عنها فردت بلهجة حاولت أن تكون عادية "بخير يا أبي"
ابتسم غير مستوعب بعد أن إبنته الصغيرة التي كانت تتعلم السير منذ وقت يحسب أنه قليلا أصبحت إمرأة متزوجة .
سألته بقلق " كنت اخشى أن تشعر بالملل أو أن تظل محتجزا في غرفتك متحرجا من الخروج منها ."
رد يطمئنها " أنا بخير لا تقلقي صليت الفجر في المسجد مع الحاج سماحة وتناولت إفطاري وسأخرج معه بعد قليل إلى مقر عمله وبعدها سيتصل بي غنيم وسنتقابل بإذن الله .. أي أن جدولي مشغول "
ابتسمت في سعادة وسألت" هل أخذت دواءك كله رد وقد عاد للجريدة أجل "
سألت بشك "كم نوع من الدواء؟"
رد "اثنان"
هتفت في غيظ " بل أربعة يا أبي أربعة"
وغادرت تحضر الأدوية لتقابل الحاج سماحة في الصالة فاستقبلها مرحبا قبل أن يدخل أحمد من باب الشقة ليتبادلا النظرات ثم اختفت بالداخل وقد اشتعلت وجنتيها .
قال ابراهيم موبخا في همس " لماذا تأخرت في الصعود هكذا .. لا يصح "
قال أحمد بخفوت " اسمع يا ابراهيم بمجرد أن يسافر أبا فراس سأحصل على إجازة زواج .. لاحظ أني لم أحصل على إجازة مثل أي عريس حين تزوجت "..
مط أباه شفتيه وتمتم باستنكار "إجازة!!"
رد أحمد حانقا " أجل إجازة .. أليس من حقي أنا وزوجتي إجازة في جزيرة منعزلة لمدة ثلاثة سنوات مثلا"
تحكم الحاج سماحة في إبتسامة ملحة وقال " سأخذ الضيف وأخرج قبل أن يرتفع ضغطي "
لمح أحمد والدته تمر فقال " صباح الخير يا أم أحمد كيف حالك ؟"
ابتسمت وهي تراقب ملامحه المسترخية يديه في جيب بنطاله وتمتمت " صباح الرضا يا حبيبي بخير الحمد لله "
سألها " أين رحمة ؟"
فردت " نزلت منذ قليل لكليتها "
فقال أحمد "هكذا دون أن أعرف متى ستعود لأرسل من يقلها "
ردت وهي تبتعد " لا تقلق سيد يخصص لها سائقا تتحرك معه وأنا أتابعها بالهاتف"
سأله أبيه قبل أن يتركه" ماذا يحدث مع سيد ؟"
رد أحمد مراوغا وقد تذكر أتصال سيد بالأمس فقال " بخير .. لديه بعض الأمور في بلدة زوجته سيحلها أولا "
رد الحاج سماحة "مكالمته لي أمس أشعرتني بالقلق عليه "
سأله أحمد "هل أتصل بك !.. لمَ؟"
رد الحاج " اتصل بي في وقت متأخر ولم يقل شيئا سوى أنه يطمئن علي واستشارني في موضوع "
ابتسم أحمد ابتسامة مرة وقال " لا تقلق يا أبي أنه بخير لو كان بالأمر شيء مقلق لم أكن لأتركه"
ربت الحاج على كتف ولده وهو يتمتم" ربي ييسر له كل عسير ويرزقك ويرزقه من وسع .. "




بعد قليل دخلت آية منهكة واجمة وخلعت حذائها بإنهاك فوجدت بانة في استقبالها بتحفز ..فبادرتها تقول وقد خمنت الموضوع " ماذا تريدين؟ "
تخصرت بانة وضيقت عيناها تقول بوعيد " ماهي !"
انفجرت آية ضاحكة وقالت " اعترفي انك صدقت وتوترت "
رد بانة بكبرياء نافية " لم يحدث أنا أثق في أحمد وفي حبه لي "
ابتسمت آية باستمتاع بمشاكستها " وإن كنت تثقين به لم سألتيه عن ماهي وكيف علمت أن كلامي ليس صحيحا ؟!"
جزت بانة على اسنانها ..فلعبت لها آية حاجبيها تقول" هذا إن دل فيدل على عدث ثقتك في نفسك"
زمجرت بانة وانقضت تمسك بذراعها تريد أن تعضها.. فصرخت آية وافلتت منها.. فطاردتها الاخرى بإصرار لتتعالى صرخات آية الممتزجة بالضحكات .. انتقلت فوق فوق الاثاث وخلف إلهام ودخلت الصالون على أحمد ووالدها وأبا فراس .. وصعدت فوق الأريكة .
وبخها الحاج سماحة معنفا أن تنزل من فوق الأريكة بينما.. وبخ أبا فراس إبنته مستنكرا ما تقوم به .. فردت بانة بغيظ " لن أهدأ قبل أن أعضها أو أشد شعرها فلتختار"
وبخها أبا فراس بحرج " بانة ماذا حدث لك ؟!! "
فصاحت آية تلهث " أرأيت يا عماه كيف ابنتك تتعامل معي ؟( وأكملت تدعي البراءة ) رغم أني لا أفعل لها شيئا "
ضحك أبا فراس وقال لآية " هذه لا أصدقها فأنت تبدين كجنية صغيرة "
هدر الحاج سماحة بحزم" كفى يا آية إنزلي من فوق الأريكة هذا لا يصح "
صاحت آية باستنكار طفولي "دعها تبتعد إذن يا أبي "
تدخل أحمد الذي كان يراقب المشهد في صمت سعيدا أن تخرج آية قليلا من جمودها وسعيدا أن بانة تتعامل بكل أريحية متخلية عن شخصية الضيفة لتصير فرد أساسي في البيت .. وفض التشابك بين الفتاتين ثم قال "تعالي يا آية فأنا أريدك" .




في غرفة آية قال أحمد "لا تتسرعي في القرار وخدي وقتك في التفكير وأطلعيني على قرارك قبل أن تخبريه "
رفعت حاجبا وقالت "أرى أنه ليس لديك مانعا من سفري .. هل تنوي التخلص مني بعد أن عادت إليك السنيورة ؟"
ابتسم يقول " بالطبع لن يكون قرار سفرك هينا.. بل إنه ( وهرش في رأسه في يشعر بالحرج ) لا يعجبني وأنا أفكر به الآن .. لكن لو كان هذا الثمن الذي علينا أن ندفعه لتستعيدي قلبك وابتسامتك فعلينا التضحية قليلا "
ابتسمت وقد شعرت بدفءه رغم أنه لم يقل الكثير لكن طاقة حنانه باتت تصلها بعد أن هُدمت حواجز كثيرة بينهما .. وبُني جسراً من الثقة والتفهم ثم قالت " لكني للأسف قد أخبرته قراري في وقتها "
نظر إليها بقلق لا يعرف هل يخشى قبولها أم يخشى موافقتها بينما أكملت آية " بالطبع رفضت يا أحمد "
مجددا شعورا مختلطا ينتابه لكنه قال " لم تسرعت في القرار "كان عليك التفكير "
قالت بحزم " هذا الأمر ليس فيه فرصة للتفكير يا أحمد .. لا أنكر أن العرض مغري فأنت تعلم أني أحب خوض التجارب الجديدة وأكره الرتابة والملل.. لكن ليس على حساب قلب إنسان آخر .. ألم تنهاني عن ذلك العريس من بضع أيام ماذا تغير الآن ؟! .. ( واكملت بصوت متألم ) أنا لم أتخطى الأمر بعد .. ولا أعلم إن كنت سأتخطاه أم لا .. "
لم يجد ما يرد به فسحبها في صمت متألم إلي حضنه .. فأحاطت ذراعيها بجذعه تسند خدها على صدره في وجوم تحاول ألا تبكي فتمتم بخفوت " أدعو الله ..يدبرها من فوق سبع سموات ( واستدرك يقول مدعيا المرح ) ماذا عن خطة الهروب الكبير ؟"
ابتعدت عنه تقول ساخرة" أرى أن السنيورة قد عادت ..وبالتالي لست تحتاج لأي خطط حالية للهرب "
رد عليها بهدوء " هذا غير صحيح .. فأنا أنوي أن أهرب .. أنا وأنت والسنيورة خاصتي بعيدا جدا "
ابتسمت دون مرح فهم بالمغادرة ثم قال" مارأيك أن أدبر لنا أجازة قصيرة في المنتجع السياحي الذي كنت أصمم ديكورات فنادقه ؟"
ردت بتهكم " شكراً أذهب أنت السنيورة .. فأنا لا أحب أن أكون عزولا"
رد عليها بجدية "" نستطيتع أن نذهب كلنا .. نحن جميعا بحاجة لبعض التجديد ونأخذ معنا أبا فراس ستسعد بانة جدا إذا ما شاركت والدها في بعض الذكريات ..( وتحرك ليغادر الغرفة ) أنا سأدبر هذا الموضوع وسأعرضه على أبي وأنت عليك تدبير خطة الهروب الكبير كما إتفقنا "
صمتت دون رد فأضاف وهو يغمز لها " وجهزي نفسك لرحلة مثيرة بالدراجة البخارية مع عزيزتي المجنونة "





وخرج يغلق الباب خلفه .. ليجد بانة أمامه تضيق عيناها وهي تقول "عم كنتما تتحدثان ؟"
فقال يشاكسها وهو مازال غير مصدقا أنها موجودة "كنت أعرف منها تفاصيل ماهي "
رفعت حاجبا بتهديد .. فابتسم وسحبها من يدها نحو غرفته ثم توقف قليلا .. وأكمل نحو غرفة أروى وأدخلها ودخل وراءها يغلق الباب خلفه ويحتجزها بجسده بالحائط .. فاشتعلت وجنتيها تقول بتوبيخ " أحمد ما تفعل!"
فقال بهمس حار "انتظرت بمنتهى الأدب ذهاب أبي وعمي لأحصل على قبلتي الصباحية التي حرمت منها صباحا ..أي أنك مدينة لي ثلاث قبل الآن "
لملمت ابتسامة على شفتيها وردت بدلال "لم ثلاث؟"
رد بثقة" قبلة الصباح ( وطبع قبلة رقيقة على شفتيها ) وقبلة تعويضا عن شقاوتك ورفضت أن تمنحيني قبلة الصباح ( وطبع قبل أخرى ) وقبلة لأني كنت مؤدبا وأنتظرت خروج أبي وعمي ولم أطالب بما عليك من ديون في وجودهم .. (وطبع قبة ثالثة ) .
دفعته بدلال وقالت " وها أنت قد أخذت الثلاث قبل .. أتركني"
شدد من احتجازها يقول بنظرة مشتعلة " ليست هذه النوعية من القبل ما أقصد .. أريد تلك القبلات الجامحة التي تلت عبارة (أنت ولدي وسيدي وأبا أولادي يا أحمد )"
اشتعلت مشاعرها وحاولت دفعه ضاحكة في حرج وهي تقول" تعقل .. لسنا في شقتنا .. وقد نفقد السيطرة على أنفسنا "
لكنها كانت كمن تدفع جدارا .. ولم يتزحزح لكن مال عليها يلتهم شفتيها وهو يشدد من ذراعيه حولها بقوة .
بعد بعض الوقت كان يجلس على أحد المقاعد في غرفة أروى بينما بانة تجلس على حجره وتدفن وجهها في رقبته في صمت دافئ شاعري .. فقطع أحمد الصمت يقول بهدوء " أشعر منذ أن حضرتي أمس أن هناك أمرا تريدين إخباري به لكنك مترددة "
رفعت وجهها متفاجئة وسألته "هل حقا شعرت بذلك؟!!"
أغلق أزار بلوزتها جيدا وقال " أجل .. كلما نظرت في عينيك شعرت بكلام محبوس فيهما "
لاح التأثر على وجهها .. ثم أطرقت برأسها تنام على كتفه وتمتمت " أؤجله لأني لا أريد أن أكون كئيبة وأفسد سعادتك بعودتي "


تملكه القلق ولم يسعفه ذهنه للتخمين .. فقال يحثها على الحديث " تكلمي يا بانة "
صمتت قليلا تتحكم في عواطفها قابضة على صدر فانلته بقوة وهمست " لقد .. وجدنا رامز "



تفاجأ مصعوقا فأمسكها من كتفيها بخشونة لترفع رأسها وصاح " ماذا قلت ؟؟!!!!"





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:07 AM   #2107

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 7

تفاجأ مصعوقا فأمسكها من كتفيها بخشونة لترفع رأسها وصاح " ماذا قلت ؟؟!!!!"
ترقرقت الدموع في عينيها وقالت بحشرجة" ما سمعته ..لقد وجدنا رامز يا أحمد .. وجدنا أخي رامز .
منذ شهر :


تسمرت بانة جاحظة العينان بجوار باب غرفة والدها في المستشفى.. بعد أن سمعت بالصدفة ما جعلها غير قادرة على الحركة.. بينما صوت أبا فراس يكمل حديثه في الهاتف بانفعال " إفعل أي شيء يا حسن ..أي شيء ليسمحوا لي بزيارة إبني .. أعلم أننا لم نتأكد بعد لكن الإسم متطابق فلابد أن أزور ذلك الشاب الذي يدعى رامز عبد الله الخازن لأتأكد بنفسي .. وإن شاء الله يكون هو إبني .. ( بعد قليل من الصمت ) يا حسن إفعل أي شيء أستحلفك بالله ..إن كانوا يريدون مالا ليسمحوا لنا بالزيارة سأدفع أيا كان المبلغ مقابل أن أرى إبن من أبنائي بعيني قبل أن أموت .. أنا أعلم يا حسن أنك لست مقصرا وأنك بذلت مجهودا كبيرا لتصل لهذه المعلومة أعذرني في انفعالي أنت تعلم .. حسنا سأنتظر منك البشارة .. في رعاية الله "


هدأت بانة من ضربات قلبها الصاخبة ودخلت على أبيها ليسمح دموعه بسرعة ويتظاهر باللا شيء .. فقالت بذهول " هل ما سمعته حقيقة؟ ( شحب وجه أبا فراس ) هل وجدتم رامز وجدتم أخي "
حدق فيها قليلا .. ثم ابتلع غصة مسننة في حلقه وقال " هل سمعت ؟.. لم نتأكد بعد .. فهناك شابا يحمل نفس الأسم في كشوف النزلاء في السجن الحكومي ."


رامز ..
موجود ..
سجين ..
تسارعات الحقائق تناطح عقلها في أقل من ثانية ولم تحتمل مشاعرها فسقطت مغشيا عليها .
بعد قليل.. كانت مستلقية على السرير بجوار أبيها تبكي بينما الممرضة تعلق كيس المحاليل على الدعامة بجانب السرير الموصلة بخرطوم رفيع لذراع بانة .. وتطمئن أبا فراس أن ضغطها المنخفض سيعتدل بعد قليل .
فسألت بانة أبيها من وسط دموعها "ولمَ لم تخبرني يا أبي؟.. لمَ؟
فرد أبا فِراس متألما" لأني لم أريد أن أغير مخططاتك بالعودة لزوجك "
سألته باكية" بأي تهمة سُجن ؟"
رد بهدوء" يا بنيتي لم نتأكد بعد إن كان هو أم لا .. أما عن تهمة الشاب الذي يحمل هذا الاسم فهي غير معروفة كحال الكثير من شباب البلد في هذه الفترة الصعبة التي نعيشها "
قالت باستجداء من بين دموعها "لابد أن أراه يا أبي .. لن أتحرك خطوة دون أن أراه .. أستحلفك بالله ".
زفر متألما وتمتم "المهم نحصل على تصريح بالزيارة ويفعل الله ما يريد"



بعد اسبوعين :


الجو حار خانق ..
والغرفة التي تنتظر فيها بانة ووالدها لا تحتمل هذا العدد الكبير من المنتظرين للزيارة ..
تأملت وجه أبيها الذي إزدادت تجاعيد وجهه منذ أن علم بخبر وجود هذا الشاب الذي يحمل نفس الأسم .. وتحامل على حالته الصحية ليأتي بعد أن حصل تصريح بالزيارة أخيرا بعد اللجوء للعديد من الوسطاء المهمين في البلد ..
لكن التفتيش الدقيق المخزي الذي تعرضت له هي وتعرض لها والدها أستاذ الجامعة الكبير ذو المكانة العالية في المجتمع آلمها كثيرا كخنجر في ظهرها .. أن يعامل والدها في بلده بهذا الإمتهان تحت مبرر ( الدواعي الأمنية ) ..
اشفقت عليه انتظاره لأكثر من ثلاث ساعات .. واشفقت عليه احباطه الذي سيشعر به إذا لم يكن هذا الشاب هو رامز ..
وتساءلت .. كيف يتحمل أبيها ذلك الابتلاء .. فإن كانت هي متألمة بهذا الشكل المفجع لمصير أخويها فكيف يكون شعور أبيها المفجوع في أولاده ..



بعد قليل فُتح الباب ليدخل الناس لساحة واسعة تتوسطها غرفة كبيرة ملحقة بأحد المباني جدرانها من السلك وبدأ تدفق المساجين لتحية زويهم من وراء الحاجز السلكي .
تحرك أبيها بلهفه يهرول بطول الحاجز السلكي يبحث في الوجوه .. وهرولت بانة وراؤه في توتر وضربات قلبها تضرب بعنف وهي تهتف " تمهل يا أبي أرجوك "
فجأة توقف أباها متسمرا متسع العينان أمام شاب يقف أمام الحاجز يبحث بعينيه بين الوجوه لتستقر عيناه على أبا فراس.. حدقت بانة في الشاب قليلا هي الأخرى .. ليتحرك أباها ببطء نحوه في ذهول .. بينما تأملته بانة غير مصدقة ..
إنه هو ..
رامز ..
أخاها رامز أمامها ..
لكنه ..


حليق الرأس فقد غالبية وزنه وأكتسب وجهه الأبيض سمرة كالحة و..


لم تستطع التحديق أكثر بل جلست القرفصاء تدفن وجهها بين كفيها .. بينما هتف رامز بصوت هارب منه يغرز أعصابه في فتحات السلك غير عابئ بجرحها لأصابعه " أبي .. أبي .. أبا فراس"
ضرب أبا فراس على السلك الشائك عدة مرات يقاوم تدفق الدموع لعينيه.
فتكلم رامز متوترا وهو ينظر للحراس حوله "إهدأ يا أبي بالله عليه .. إنهم يقبضون بشكل عشوائي على أي شخص.. لا يهمهم إمرأة أم رجل أم .. "
بتر رامز عبارته حين اقترب أحد الحراس الذي يلف بحركة رتيبة يراقب الجميع .
تكلم أبا فراس أخيرا يقول بصوت متأثر " ولدي .. ولدي .. أنت حي أنت حي يا رامز .."
قال رامز يحاول حبس الدموع في عينيه بقوة حتى لا ينهار كطفل صغير يريد أن يتشبث بأبيه من خلف سور الروضة "لا تقلق يا أبي أنا بخير.. هل تعلم شيئا عن بانة؟.. أريد أطمئن عليها "
تنبه أبا فراس والتفت حوله يبحث عنها فوجدها مازالت جالسة القرفصاء تغطي وجهها بكفيه وتبكي بحرقة .. فتحرك نحوها يرفعها لتستقيم وهو يقول " سلمي على أخاك يا بانة الوقت سينتهي سريعا"
اقتربت ترتعش وهي تراه يحدق فيها بيعنين متسعتين من رأسها لأخمص قدميها .. ثم هتف بلهفة "بانة .. هل أنت بخير .. ؟"
اقترب منه معقودة اللسان تبكي حرقة فأخذ يردد بقلة صبر والجنون يتراقص في عينيه بانة ردي علي هل أنت بخير هل تعرض لك أحد .. هل أهانك احد
تكلم ابا فراس بسرعة يطمئنه " لا تقلق هي بخير ولم تتعرض لأي أذى أو إهانة فاطمئن"
حدق فيه رامز مرعوبا أن يكون أبيه لا يقول الصدق حتى يطمئنه .. فأكد له أبيه " أقسم بالله لم تتعرض لأي أذى أو إهانة "
سقط رامز أمامهم يسجد شكرا لله .. فانفجرت بانة بالبكاء في صدر أبيها الذي تأثر جدا من رد فعل أبنه .. بينما تحفز إحد الحراس من حركة رامز المفاجئة .. لكنه استرخى حين أدرك أنه يسجد ..



أطال رامز في السجود قليلا ثم رفع إليهما عينان دامعتان .. فلم يستطع أن يتحكم في دموعه أكثر من ذلك وقال وهو يستقيم ويقترب من السلك مجددا يتأملها " أنا أعذب منذ أربع سنوات في كل لحظة وأنا أتسأل أين أنت ؟وما هو مصيرك ؟ هل أمسكوا بك ؟هل أهانوك ؟.."
اقتربت من السلك تهمس باسمه باكية غير قادر على النطق .. لا تصدق .. فالصق أخيها وجهه في السلك يتفحصها"
تأملت وجهه عن قرب وتبينت جرح قطعي مائل بطول خده الأيسر وتفاصيل وجهه تبدو غريبة .. ولم يكن مظهره فقط هو المختلف بل روحه أيضا .. إختفى رامز القديم المرح خفيف الظل المشاكس ليتبدل بذلك الشخص البائس المعذب الذي يقف أمامها .


تكلم رامز يقول " تبدين مختلفة.. لأدري كيف لكن هناك أمرة بك جديدا وغريبا "
لم تفهم بانة لكن أباها " أجاب أختك متزوجة من حوالي سنة "
جحظت عينا رامز ثم اتسعت ابتسامته .. فكانت الشيئ الوحيد الباقي يشبه رامز القديم .. وتمتم "يمامتي البيضاء تزوجت من ؟ "
تكلم أبا فراس يقول " هذه قصة طويلة أخبرني هل تعلم ما هي تهمتك؟ وكيف وصلت إلى هنا ؟"
رد رامز "بالطبع لا أعلم ما هي تهمتي وبالتأكيد هي تهمة سياسية .. أما كيف حضرت إلى هنا فهي قصة طويلة لا أعرف كيف أحكيها ".
رن جرس عالي فقال رامز بسرعة " إنتهى الوقت .. هل هناك أي أخبار عن فراس؟"
قال أباه وهو يحدق في الحراس اللذين يسحبون المساجين للداخل .. وصوت همهمات ذويهم في الخارج وصراخ الاطفال وبكاء النساء يتصاعد " كنت آمل أن أجد الاجابة عندك "..
قال رامز واحد الحراس يسحبه للداخل " لا أعرف أكثر مما تعرفه بانة .."
قال أبا فراس بسرعة " لا تقلق يا بني سأخرجك من هنا بأي ثمن"
هتف رامز من بعيد والحارس يسحبه " ما يهمني أن أراك يا أبي .. كلما سمحوا لك بالزيارة.. وأنت يا يمامتي أرسلي تحياتي لذلك الغراب الذي تزوجتيه ( وانسابت الدموع من عينيه وصوت الباكي يتلاشى مبتعدا ) لا تقلقوا أنا بخير ما دمت قد تأكدت أنكما بخير ".




انتهت بانة من حكايتها وهي تبكي في صدر أحمد بحرقة وهو يشدد في ضمها بقوة وعيناه تلمعان بالدموع .. وسألها وهو مازال تحت تأثير الصدمة "وهل حدث شيئا بعد ذلك؟"
حركت رأسها المدفون في صدره بلا ..ثم قالت "الحصول على زيارة أمراً صعباً لا ندري لمَ؟ .. وأبي يحاول أن يجد طريقة لإعادة محاكمته إن كان هناك قضية من الأساس .. فكثير من الشباب في السجون دون أسباب واضحة وهناك أمورا غير مفهومة ..
بكت قليلا على صدره ثم أكملت " لهذا كنت معذبة ما بين شوقي إليك وبين رغبتي في الاطمئنان على أخي .. أنا حتى لم استطع أن أنطق بكلمة معه .. انعقد لساني ولم أقل له أي شيء ".
ازداد نحيبها فضمها بقوة يمسد على شعرها .. وقد آلمه ما سمع منها .. آلمه جدا عليها وعلى أبيها وعلى رامز الذي لا يعرفه ..
فتمتم يواسيها " لا تقلقي يا بانة من أعثركم فيه قادر على إخراجه من سجنه .. وسنتابع أبيك دوما ونعرف منه الأخبار .. وإذا كان الوضع الأمني مستقر في بلدكم سنسافر كثيرا إلى هناك يا قلب أحمد "
رفعت وجهها المتورم من البكاء تقول " صدقا يا أحمد تقول ؟"
احتضن وجهها بكفه وقبل جبينها قائلا " صدقا يا روح أحمد "
ثم خبأها في حضنه من جديد يستعيد ما سمع منها ويحاول إستيعابه .



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:08 AM   #2108

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 8

بعد ثلاثة أيام :


هل أصبحت عارا على الجميع ؟!!
بعد أن كانت بسمة الوديدي أجمل فتاة في المحافظة .. أصبحت برغبتها في الطلاق فضيحة ستطال العائلة بأكملها ؟!.
لم يؤثر فيها موقف أبيها .. لقد توقعت رد فعله .. وتعرف جيدا أن لديه دوما حسابات أخرى ..
ولم تتفاجئ بموقف أمها فهي تعلم كم هي أم طيبة قليلة الحيلة تحاول إرضاء الجميع ..
لكن ما آلمها جدا ولا تستطيع تصديقه رد فعل أخاها الصغير .


إن علاقتها بوليد كانت مختلفة .. ففارق الثماني سنوات كان يشعرها دوما بأنه طفلها الصغير ..
كانت صديقته وصاحبته .. لم تتخيل يوما أن يقف أمامها يصف رغبتها في الطلاق بأنها ستحرجه .. أنها ستلحق به العار .. توقعت أن يساندها لا يهدد بترك المنزل إن فعلت ذلك!! .
في الأيام الماضية كانت الأدوية تخدرها فتنام وتهلوس كثيرا .. فرأت نفسها تقف أمام والديها تخيرهما بينها وبين وليد .. فأختاروه هو دون تردد ..
وتركوها ..
لمَ تركوها ؟؟..
لأنها أرادت التراجع عن قرار !!!..



أهي نهاية العالم .؟؟.
هل عليها أن ترضى بحياة بائسة حتى لا تحمل لقب مطلقة ؟!!.


حين تستحضر كلام رحمة تجد أن كلامها منطقيا .. هل يضمن أي ثنائي أن زواجهما سيستمر للأبد؟!! ..
حتى لو لم يكن سيد يخونها كان من الممكن أن يحدث أي شئ يضطرهما للطلاق .
تركت سريرها وتحركت شاردة تخرج من غرفتها في خطوات بطيئة..
ماذا ستفعل الآن ؟..
لم يعد لديها من يقف بجانبها .. فهل عليها تخليص نفسها بنفسها ؟..
هل سيستمر سيد في البقاء في البلد يرهن نفسه .. شاعرا بالذنب تجاهها ..
أهي مثيرة للشفقة إلى هذا الحد ؟


قطعت الممر الكبير بين الغرف تحدق أمامها شاردة كمن يمشي وهو نائم .
سيد لن يطلقها بعد ما حدث ..
سيشفق عليها ..
لأنها مثيرة للشفقة ..
لم يعد لديها خيارا آخر ..



فلن تعود مع سيد بعدما حدث أمامه .. بعد أن رخصها أهلها ..
ولن تسمح لأي أحد أن يمتهن المزيد من كرامتها..
لم يعد لديها من يقف بجوارها ..
حتى وليد ..
ستخلص نفسها بنفسها ..
فتحت باب غرفة والديها .. وتحركت في الظلام إلا من الضوء المتسلل من الممر ..
ليس أمامها سوى ذلك ..
فإما أن ينفذوا ما تريد ..
أو أن تخلصهم من وجودها المعذب للجميع ..
ليس أمامها غير ذلك ..
فتحت باب خزانة الملابس الخاصة بأبيها .. وأنحنت تفتح أحد الأدراج ..
وأخرج ذلك الشيء تحدق فيه بعينين ذاهلتين .





***




أطرق سيد أرضا يسند بكوعيه على فخذيه متجهم الوجه مشلول التفكير ..
لليوم الرابع مازال غير قادر على مغادرة البلدة .. غير قادر على أخذ قرار بشأن بسمة .. يتجدد الأمل ويموت بداخله كل دقيقة ..مكبل بالإحساس بالذنب .. يرغب في تطليقها لكنه يخشى من موقف أهلها منها .. يشعر بالمسئولية أن يتركها تواجه مصيرها بين أهل بهذه السلبية .
رغم أن الحاج سليمان صامتا منذ أن سقطت مغشيا عليها وأخبرهم الطبيب أن منهارة عصبيا وطلب منهم عدم تعريضها للانفعال .. لكن الرجل لم يبادر ولو لمرة واحدة أن يطلب منه أن يتركها مثل أي أب يرغب في تلبية رغبة إبنته .. فخمن سيد أن الرجل يحسب حساباته ويبحث عن مخرج من هذا المأزق ..


أما هو كسيد فقد مل وأُجهِد ويريد العودة لأعماله ولرحمة .. لكنه ينتظر أن يطمئن على بسمة أولا.
تكلم الحاج سليمان أخيرا بعد فترة طويلة من الصمت "سأعقد معك اتفاقا يرضي جميع الأطراف."
تقبض سيد بقوة يقاوم ذلك الغضب الذي يفتته كلما تكلم هذا الرجل بينما أكمل الحاج "ستذهب أنت لأعمالك .. وتترك بسمة هنا .. ويبقى الوضع على ما هو عليه حتى أنتهي أنا من الانتخابات بإذن الله .. بعدها إن كنتما مصممان على الطلاق فلتتطلق "


حك سيد جبهته .. في إنهاك ..
مزيد من الوقت ! ..مزيدا من التأجيل ! .. مزيدا من الإحباط ! .


كاد أن يجيبه بالموافقة حتى يعود للعاصمة فورا .. لكن وليد قفز فجأة من مكانه ينظر لهاتفه بعينان جاحظتان .. فطالعه الجميع بترقب ليقول وهو يهرول " بسمة فوق سطح البيت أرسلت لي صورة تجلس على السور "



هرول الجميع في فزع صاعدين نحو السطح .. واسرع الحاج ليشعل الضوء ليتبين بالضبط ماذا تفعل في الظلام .. فوجدها تجلس على السور بهدوء ..تنقل نظراتها بينهم بنظرات متشفية فهمت والدتها بالصراخ لكن الحاج أسرع ليطبق على فمها بقوة ناهرا " أخرسي يا أمرأة وإهدئي"
بينما إقترب سيد من بسمة يقول بتوتر " بسمة هذا خطر جدا .. سأنفذ لك ما تريدين .. أنزلي"
صرخت فيه تقول محذرة " إياك أن تقترب" وصوبت نحوهم مسدسا .. فشهقت والدتها وافترشت الأرض ساقيها غير قادرة على حملها ... بينما هدر الحاج فيها" ماذا ستفعلين يا مجنونة إن المسدس محشو بالرصاص !!!"
ردت ببرود "أعلم ذلك"



تكلم سيد يقترب منها يقول بحذر وقد تشنجت عضلاته كلها " بسمة إعطني المسدس أنت سترتكبين جريمة "
فجأة قلبت المسدس نحوها وألصقت فوهته لصدرها تطالع وجوههم بتشفي ثم قالت " إياك والإقتراب مني .. إما أن أرمي نفسي أو أضغط على الزناد لينفجر صدري أو كلاهما"
استعطفها وليد بانهيار " بسمة أرجوك لا تفعلي" هذا لمعت عيناها بالجنون وردت " أردت أن أخلصكم مني جميعا وكان من السهل أن أقفز من فوق السطح وأموت لكني ( ونظرت لأبيها بشماتة ) لا أريد أن يدعي أن أبي أني سقطت صدفة لهذا قررت أن أقتل نفسي المسدس لأسقط من فوق السطح لشاهدني الجميع .. سيكون مشهدا مؤثرا جدا .. لكن إطمئن يا أبي سأموت وأنا متزوجة وليس مطلقة أي أنني لن أسبب لك العار"



حاول سيد التفكير في كيفية منعها بينما قال الحاج بتوتر "انزلي يا بسمة واعطني المسدس وسننفذ ما تريدين "
ردت بهدوء " تعرف ماذا أريد .. أريد الطلاق"
رد سيد بسرعة " أنت طالق .. طالق يا بسمة "



الرصاصة ..
أصابتها في منتصف صدرها بالضبط.



ليست رصاصة من المسدس .. ولكن رصاصة أنطلقت من فم سيد .. رصاصة الرحمة ..


شعرت بالارتجاف .. فاقترب منها لتصيح "لن أنزل إلا والمأذون أمامي يخبرني أني قد طلقت منك "
صاح الحاج في وليد " أسرع وأحضر الشيخ عبد البر بسرعة يا بني .. فورا"
أسرع وليد يهرول على السلم بينما أم بسمة تمسك بصدرها وتكتم بكاءها ..
فقال الحاج لاهثا " إهدئي ولا تتحركي يا بسمة سيأتي الشيخ .. حالا سيأتي ".
حدقت بسمة في الأرض بشرود تشعر بالصدمة وبالخوف .. بعد أن سمعت الكلمة من فم سيد.. ثم رفعت إليه ناظريها تقول "مبارك لك لقد تحررت مني "


تألم سيد وشعر بأنه حقير .. و مجرم فتكلم يقول " أنا أسف يا بسمة .. لكل ما سببته لك .. واقسم لك أني حين تزوجتك كنت جادا صادقا .. وأقسم لك أنك من خير النساء طباعا وخلقا .. وأنك تاج فوق رأس من تتزوجيه .. لكني أنا الملعون .. أنا المنحوس .. أنا من لا يستحقك أقسم بالله .. أنا من لا يستحقك .. سأظل أحمل ذنبك في عنقي حتى تسامحيني .. وسأظل أدعو لك أن يعوضك الله خيرا مني .. حينها فقط سأرتاح "



لم تقل شيئا .. مازالت تصوب المسدس نحو صدرها تحدق في الأرض حتى ظهر الحاج عبد البر وراء الوليد صاعدا يلهث .. حتى تفاجأ بمنظرها فبسمل وحوقل .
ليهدر فيه الحاج وقد فقد أعصابه وأوشك على الانهيار كليا "أسرع يا شيخ عبد البر أسرع ونفذ ما تريد .."
بعد قليل راقبت سيد وهو يوقع في الدفتر أمامها فسألت الشيخ "هل أصبح رسميا ؟ "


قال الرجل بتوتر "أصبح رسميا أهتدي بالله وانزلي يا بنيتي"
اقترب سيد فقالت له محذرة "إياك "
فاقترب وليد منها يقول "أعطني المسدس يا بسمة" ..
حدقت في أخيها الذي يقترب بهدوء وابتلعت ريقها ثم ناولته المسدس بيد ترتجف.. فأمسكه منها وأحاط خصرها بذراعه الأخرى لينزلها من فوق السور ..



وبمجرد أن نزلت تنفس سيد الصعداء ومال يستند بيديه على ركبتيه يحاول التنفس بانتظام .. بينما علا نشيج أم بسمة التي هرولت لإبنتها تحتضنها ليجلسا في الأرض لا تقدر أقدامهم على حملهما .. حدق فيها سيد يقول " هل ستكونين بخير "
ردت بهدوء "لا تقلق والتفت أنت لحياتك"
سأل" هل ستسامحيني؟"



ردت باكية " لست مثالية إلى هذا الحد لأدعي ذلك .. لكني أعدك إذا حصلت على السعادة يوما ما وقتها سأسامحك "
صمت قليلا غير مستوعب أن طلقها بالفعل فقالت " هيا إذهب من هنا لم يعد لك مكانا عندنا "



استقام ونظر إليها طويلا غير مصدق أنه قد أصبح في حل منها .. ثم أمسك بميدالية مفاتيحه وأخرج مفتاحا ليقدمه لها .. فرفعت إليه ناظريها تتساءل فقال "هذا مفتاح البيت الذي اشتريته هنا في البلدة إنه لك من الآن"
حدقت في المفتاح قليلا ثم قالت "لا أريده"
وضع المفتاح على السور وقال "هذا أقل ما أقدمه لك تكفيرا عما صدر مني في حقك .. وغدا سأقوم بإجراءات نقل الملكية باسمك "
تكلم وليد بجفاء وقد استعاد أعصابه "هيا تفضل من هنا "
نظر إليه سيد وقال "حافظ على أختك"
وعاد ينظر لبسمة من جديد ويقول " إذا احتاجتي أي شيء في أي لحظة .. فقط اتصلي بي دون تردد .. وسأدعو لك الله كل يوم أن يعوضك بأفضل مني "
تحرك متقبضا يغادر أمامها بقامته الضخمة حتى أختفى عن عينيها فانفجرت في البكاء في حضن أمها .




***


بعد قليل أوقف سيد السيارة في الظلام على مدخل البلدة غير قادر على القيادة .. وظل يحدق في المقود أمامه ذاهلا غير مصدق أنه قد طلقها بالفعل ..
حدق في الطريق أمامه ..
طريق العودة ..
العودة قبل أربع سنوات مضت ..



أهو سعيد ؟..
أجل سعيد .. سعيدا باستعادت حريته .. سعيدا بالأمل لاذي تجدد بداخله ..
لكنها للأسف كانت سعادة منقوصة .. وسيظل يشعر تجاه بسمة بذنب حتى يراها سعيدة وقد عوضها الله بأفضل منه..
نظر في الساعة ليجدها قد تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل .. ففتح هاتفه وبحث عن رقم آية .. شمسه الصغيرة .. لكنه تراجع ..



هذه المرة لا يريد إرتكاب الأخطاء .. يريد أن يواجه .. قبل أن يواجهها .. قبل أن يعشمها .. عليه أن يتشجع ويعلن رغبته في الإرتباط بها ..
لا يعرف كيف سيكون رد فعل الجميع على هذا الطلب .. لكنه لا يريد أن يحي الأمل بداخلها ثم يذبحه بعد ذلك إذا ما استمر نحسه ورفض الحاج تزويجه إبنته..



ترى ماذا سيكون رد الحاج على طلبه ؟
هل سيرفضه لفارق العمر الكبير نسبيا؟
أو سيرفض لأنه مطلق ؟
نظر مجددا للطريق المظلم الهادئ أمامه .. يشعر أنه مجهد بعد سباق طويل لاهث قبل أن يصل لنهايته .. غير قادر على دفع نفسه أكثر من ذلك فأطرق برأسه يسند جبينه على مقود السيارة .



يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:10 AM   #2109

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 9

وقت صلاة الفجر ركن أحمد سيارته في شارع سماحة بينما سيارة سيد تتوقف وراءه يقودها عمرو .. واستدار بإرهاق يحدق في سيد الذي يجلس بجانبه بهدوء .. صامتا طوال طريق العودة للعاصمة .




كان قد تلقى اتصالا منه بعد منتصف الليل لم يقل فيه شيئا سوي بضع كلمات " أنا أجلس في سيارتي عند مدخل بلدة ( ... ) ولست قادرا على القيادة "




وقتها إرتعب أحمد أن يكون قد فاجأته نوبة ضغط فنزل مهرولا بعد أخطر عمرو الذي نزل هو الآخر وقررا لذهاب سويا بسيارة أحمد حتى يعود أحدهما بسيارة سيد .. لكنهما في الطريق علما منه بعد عناء أنه قد طلق بسمة ..

ليصلا إليه في الثانية والنصف ويجداه مجهدا مذهولا ..

تكلم سيد وهو يترجل من السيارة يسأله " هل ستقف بجاني ؟"



قال أحمد بإرهاق" أليس من الأفضل أن تنال قسطا من الراحة أولا بعدها نتكلم "

كررها سيد بهدوء "هل ستدعمني وتقف بجانبي أم لا ؟"

وضع أحمد يديه في جيبه ..وأومأ له بالإيجاب مستسلما .. فسأله سيد " هل تعتقد أنه سيوافق أم سيطردني من حياتكم للأبد "

حرك أحمد كتفيه وقال بقلق" لا أعرف "

أقترب منهم عمرو يقول "دعونا نلحق بصلاة الفجر أولا ثم نتحدث .."

دخل سيد المسجد يبحث عنه .. عن ذلك الرجل الذي رباه .. عن أبيه ..

فاستقبله الحاج بوجه بشوش يقول " أخيرأ عدت يا سيد .. كنت قلقا عليك "

أمسك سيد بيده وقبلها بتبجيل ممزوجا برجاء ولم يستطع الانتظار أكثر فقال " أبي .. لي طلب هو حياة أو موت بالنسبة لي فلا ترد ربيك خائبا "

رُفع آذان إقامة الصلاة فقال الحاج وهو يربت على كتفه " فلنصلي أولا"

تساوت صفوف المصلين وأقيمت الصلاة وفي السجود صمت سيد معقود اللسان لبرهة لا يعرف كيف يصيغ ما يريده فاختصرها بـ " يا رب "

بعد الصلاة .. تفرق المصلون وتنحى أبا فراس جانبا وقد استشعر بأمر ما في الأجواء فجلس يراقب المشهد من قريب .. ليقترب منه عمرو ويجلس بجانبه ..

بينما سيد يجلس أمام الحاج وأحمد على يمين والده يتابع في توتر ..



صمت سيد قليلا في إرتبارك وتبادل النظرات المتوتر مع أحمد ثم تكلم بصوت هارب منه " أفضالك علي كثيرة يا أبي .. وهي من أوصلتني لما أنا عليه الآن .. علمتني الكثير وقومتني وصبرت علي .. ولم تيأس مني أبدا .. ولم تكرهني وتطردني يوما من تحت جناحك رغم إعوجاجي .. ( صمت قليلا يبتلع ريقه ) وما زرعته في .. أستحضره أنا الآن في معاركي مع نفسي لتقويمها .. لكني مازلت طامعا في كرمك يا حاج .. فإن كنت سبب في نجاتي فيما مضى من حياتي فأكمل جميلك علي وكن سببا في سعادتي في الآتي منها .. "

سأله الحاج بهدوء " أخبرني أولا .. ماذا اخترت .. ضميرك أم قلبك "

ابتلع سيد ريقه وتبادل النظرات مع صاحبيه ثم قال " أخترت ضميري يا أبي كما أرشدتني رغم قسوة هذا الاختيار على نفسي "

عاد الحاج ليسأله " وماذا فعلت مع زوجتك ؟"

اندهش سيد ونظر لأحمد ثم رد " أكنت تعلم بم يحدث معي ؟"

رد الحاج " أتيت لي في طلب ولأقرر بشأن طلبك أسالك عن زوجتك ؟"



نظر سيد لأحمد الذي رفع حاجبا مندهشا ثم قال " هل كنت تعلم بم سأطلب هل أخبرك أحمد"

ضربه الحاج على مؤخرة رأسه بتوبيخ وقال " لست غبيا يا ولد .. رد على سؤالي "

رد سيد بهدوء " لم أعد متزوجا .. طلقتها "

سأله الحاج " والسبب ؟"

نظر لصاحبيه المتوتران .. وازداد ارتباكه وقد استشعر من لهجة الحاج أن السؤال يبدو كفخ .. ولم يعرف ما هو الرد المثالي رلكنه قال الصدق " لأنها من طلبت ذلك وأصرت عليه حتى كادت أن تؤذي نفسها لأنفذه"

تمتم الحاج في راحة " كنت أخشى أن أسمع سببا آخر لن يرضيني .. لكنك بالفعل اخترت ضميرك في المعضلة التي كنت تسألني عنها"

صمت سيد في عدم فهمم ثم قال " أعلم أني لا أليق بمصاهرتك .. وأن فارق العمر بيني وبين آية قد كبيرا نسبيا.. لكني أعدك ألا أجعلك تندم أبدا إن وافقت علي طلبي .. ( وأمسك بيد الحاج متوسلاً ) أستحلفك بالله ألا تردني خائبا وأقسم لك أني لن أخذلك أبدا "

ربت الحاج على يد سيد بيه الأخرى وقال " ما رأيك يا أحمد ؟"

تنحنح أحمد وقال " لا رأي بعد رأيك يا أبي "

نظر الحاج لسيد وقال " إن وافقت آية فلا مانع عندي "

صمت سيد محدقا فيه قليلا ثم نظر لصاحبيه يسألهما مصدوم " هل وافق ؟؟"

ابتسم له أحمد في شفقة بينما هتف عمرو بتهليل " مبارك يا صهري العزيز .. سنجلط صاحبك بالتأكيد "

حدق فيه سيد لثوان ثم استقام واقفا يحدق في الحاج بغير تصديق .. وسأله مجددا" هل أنت موافق يا أبي أن تزوجني آية "

رفع الحاج رأسه إليه مبتسما ورد" قلت موافق إن وافقت آية "

مسح سيد على وجههه بكفيه يحاول التأكد أنه لا يهلوس ثم سأل الحاج وهو ينهت من الانفعال " هل تسمح لي بأن أسألها بنفسي "

إبتسم الحاج ورد بهدوء "لا مانع إسألها "

ضربات قلبه تدق في صدره بقوة .. فتراجع للخلف قليلا يتأكد من وجوههم أن ما فهمه صحيحا .. ثم قال وهو ينهت "هل من الممكن أن أذهب إليها الآن للإذاعة وأسألها "

اتسعت إبتسامت الجميع لحالة الذهول البادية عليه ورد الحاج " إذهب وإسألها وأحضرها معك بالمرة.. لكن إياكم والتأخير دقيقة واحدة إضافية عن موعد عودتها "

تطلع سيد لأحمد وقال مذهولا وهو يرجع للخلف " أحمد .. أبي الحاج سمح لي بأن أعيدها "

ابتسم له أحمد في شفقة بينما استدار سيد يهرول خارجا من المسجد ..




***



اقترب سيد من سيارته تائها لا يدري يمينه من يساره .. نظر في ساعته فوجدها الخامسة والنصف .. فأدرك أنها إما قد وصلت المحطة أو على وشك الوصول .. فتحير هل يرسل لها رسالها يخبرها ؟.. أم يتصل بها ؟ .. أم ينتظر حتى يراها وجها لوجه ؟؟..



تحرك بسيارته مع إشراقه صبح جديد وقد طرأت لرأسه فكرة رائعة.. وهي أن يتصل بها على الهواء ليخبرها .. فتراقصت ضربات قلبه حماسا لهذه الفكرة .. وبدأ في ترتيب ما سيقوله لها على الهواء مباشرة .. أمام كل الناس ..

لكنه تراجع فجأة حين تذكر بسمة .. وتذكر أنه لم يعد سيد ابن خليل صبرة في شارع سماحة وإنما سيد صبرة الملحن والموزع الموسيقى .. وأن تطبيق فكرة كهذا لكن تكون من مجرد شاب يطلب مذيعة على الهواء وإنما شخصية مشهورة ستتناقل وسائل الإعلام أخبارها بسرعة .. وخشي أن يصل الأمر لبلدة بسمة ولأهلها فيجرحها ذلك أكثر بأن يفعل ذلك صبيحة طلاقهما .. فنفض الفكرة عن رأسه وقرر أن ينتظر حتى تنتهي من إذاعة الحلقة حتى لا يربكها ويفقدها تركيزها ..

نظر لملابسه ولذقنه في المرآة الأمامية ثم انعطف بالسيارة متجها لبيته ليستعد للحظة فارقة في حياته .

لحظة اللقاء ..




يتبع







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 12:28 AM   #2110

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي والاخيرة 10

عند الساعة العاشرة صباحا وقد قاربت الحلقة على الإنتهاء قهقه فادي ورد ضاحكا عبر الأثير بتلك الضحكة التي تذيب قلوب ملايين المستمعات ثم قال " وما المشكلة يا آنستي أن ينسى الرجل منا التواريخ المهمة في حياته مع زوجته؟ "
رد آية باستنكار في مجادلة أنثوية ذكورية بينهما على الهواء كموضوع لحلقة اليوم " أتسألني عن المشكلة ؟ .. المشكلة في الاهتمام بالطبع .. الاهتمام بالتفاصيل يا استاذي من أهم ما تطلبه النساء "


رد عليها وهو ينظر لضحى التي تراقبه عبر الزجاج كالعادة " بصراحة أرى أن الأمر فيه بعض المبالغة فإن لم أتذكره اليوم من الممكن أن أتذكره غدا ولا أُتهم بأني مقصر "
ردت عليه باستخفاف " تذكره في موعده له وقع أكثر تأثيرا من تذكره بعدها "
رد عليها " ولم لا تذكرنا النساء مادمن يحتفظن في رؤوسهن بتلك التفاصيل المزعجة ؟"
هتفت آية في استنكار " مزعجة !!"
رد عليها مؤكدا "بالطبع مزعجة .. أن احتفظ بهذا الكم من التواريخ في رأسي .. عيد أول لقاء .. عيد أول لمسة يد .. عيد أول مكالمة هاتفية بيننا .. عيد أول تصريح بالحب وهكذا وهكذا "



ضحكت آية .. فتراقص قلب سيد الذي يستمع إليها عبر الراديو وينتظرها في خارج الاستوديو في سيارته بأعصاب تحترق فالدقيقة تمر عليه بساعة كاملة .
قالت آية وهي تنظر لفادي بمكر " بمناسبة التواريخ أنا أعلم أنك اليوم تحتفل أنت والمطربة الكبيرة ضحى بعيد زواجكما فمن منكما قد ذكر الآخر به "



رفع حاجبا يتوعدها فنظرت إليه آية بعينان متسليتان من إرباكه لترد بعضا من مقالبه الكثيرة في كل فريق العمل .. ثم نظر لضحى التي ابتسمت له عبر الزجاج ورد " بصراحة ضحى من ذكرتني أمس .. أنا لست ماهرا في حفظ التواريخ .. لكنها لم تلومني أبدا .. تقبلتني على علتي ببساطة وتذكري بأي مناسبة قبلها بيوم دون توبيخ "
ابتهجت آية من العلاقة بينهما .. فكلما رأتهما معا كلما تخيلت نفسها لو كانت تزوجت من سيد ..ماذا ستكون حياتهما ..
نفضت عنها أي تشتت لذهنها على الهواء وقالت " كل عام وأنتما في سعادة لا تنقطع .. كم سنة زواج ؟ "



ضيق فادي عيناه مفكرا ثم نظر لضحى يطلب مساعدتها فأشارت بكفوفها أمامها بابتسامة فرد " خمس عشرة سنة "
تمتمت آية " ما شاء الله .. وفي هذه المناسبة السعيدة أي أغنية تختار لتهديها لها "
نظر فادي في قائمة الأغاني المجهزة مسبقا بينما أمسك مهندس الصوت بقلبه وجحظت عينا المخرج في ترقب .. فرفع فادي رأسه عن القائمة يقول " أحب أهديها أغنية ( الحب بهدلة ) لشكوكو واسماعيل ياسين "
كتمت آية ضحكتها بصعوبة وهي ترى المخرج يضرب برأسه في الحائط بينما مهندس الصوت ومساعديه يبحثون في الحواسيب أمامهم بسرعة في أرشيف الأغاني الضخم بينما ضحى تضحك بسعادة .



قالت آية لتطيل مساحة الوقت ليبحثوا عن الأغنية " الحب بهدلة ..... خلاني اندلة ..... بهدلي صحتي ولا حولا ولا”
أكمل فادي " الحب شنكلة ....ولا فيهش جانتلة..... لهلبلي مهجتي خلاني بالبلا"


أشار مهندس الصوت بإبهامه لاهثا فقالت آية عبر الميكروفون " لنستمع معا لأغنية الحب بهدلة غناء شكوكو واسماعيل يس "
وضعت ضحى السماعات لتستمى للأغنية المذاعة معهما تتمايل مع الأغنية بينما فادي يحرك شفتيه بصمت مع الأغنية ويعبر عنها بالحركة الصامتة في عناق أعين بينه وبين زوجته التي لم تتوقف عن الضحك وهي تستمع للأغنية .



الحب بهدلة ..
خلاني اندلة ..
بهدلي صحتي ولا حولا ولا
الحب شنكلة ..
ولا فيهش جانتلة..
لهلبلي مُهجتي ..خلاني بالبلا

الحب ليه غدار..

لا هي دي مجدعة ..
خلاني ليل ونهار العين مدمعة ..
وتزيد عليَّا النار آكل مسقعة..

وتزدني شعليلة ..
في القلب والكيلة
ده الحب اندلة اندلة .. ده الحب اندلة
اخلصت .. وانزليت ..بالحب والهوا

يا ريتني ما طبيت في غرام مالوش دوا
ده لوحدي شكيت
والناس سوا مهلبية ..

وانا روزن مُفلفلا


أرتجف قلب آية وبلعت طعما مرا في حلقها ثم قالت للمخرج " هل من الممكن أن أبدل أغنية الختام لأغنية أخرى "
سألها المخرج عن أسم الأغنية فردت " كنت في بالي "
فأشارة لها مهندس الصوت بإبهامه .


بعد قليل تكلمت آية عبر الميكروفون " ونأتي للأغنية الأخيرة في حلقة اليوم وهي أحدث أغاني المطرب عمرو دياب ( كنت في بالي ) "
فتدخل فادي فجأة يقول " والحقيقة أن هذه الأغنية أختارتها آية خصيصا وأصرت على إذاعتها .. لمن تهدين هذه الأغنية يا آية "
إكفهر وجه آية في غيظ فنظر لها فادي بتسلي لتقول آية بسرعة " أحب أهديها لكل من افترق عن الشخص الذي يحبه .. وأنا شخصيا من عشاق المطرب عمرو دياب ( وأسرعت بإنهاء الحلقة قبل أن يتمادي فادي في مقالبه ) نستمع لأغنية كنت في بالي كختام لحلقة اليوم كان معكم فادي ورد وآية سماحة من إذاعة نغم سعدنا بكم ونتمنى لكم نهارا سعيدا "
ثم نظرت لفادي تداري غيظها فضحك بتسلي .. دخل المخرج الاستوديو يقول "رئيس المحطة يطلبنا للأجتماع "
فهتف فادي باستنكار " متى ؟؟ .. الآن ؟! "
فأومأت المخرج برأسه ليخرج فادي يسترضي ضحى التي تمتملت فقال لها "أنتظريني في مكتبي ولن أتأخر "
وضعت آية سماعة الهاتف في أذنها تستمع للأغنية التي طلبت إذاعتها وهي تتبع باقي فريق العمل إلى مكتب المدير والأغنية تعزف بأوجاعها.


لسة أنت كُنت فى بَالى حالاً من مَفيش..
من بعدي عَايش .. ولا مُش عَارف تعيش ؟
دا أنا من كتِير سبتك .. وحَاسس إنك إنتامَسبتنيش
ميهمنيش .. مين إلي سَايب فينا مين ..
واحدة النتيجةأنا وإنت طالعين خسرانِين ..
وأنا مُش بخِير ..
زيك .. وبعدك .. كان هيجي الخِيرمنِين ..


أستمع سيد للأغنية بقلب يتفتت من الألم .. وأسرع يتصل بها لكنها لم تكن قد عطلت خاصية منع المكالمات التي تفعلها حين تكون على الهواء .. فتحرك بجانب سيارته بتوتر ينظر لبوابة المبنى الذي يقع فيه أستوديو المحطة ويتمتم وهو يحاول أن يجبر نفسه على الصبر حتى لا يتسبب في فضيحة لكليهما " لا فراق بعد اليوم آيتي .. أين أنت .. أو إفتحي هاتفك "


فكرة أنك رُحت منِي .. مُش قابلها ..
شُوف نهاَية أنا وإنتا غِيردى نستاهلهَا..
دا إنتا لو هتقُول نسِيت .. وأسمعها منكْ ..
بردو هعتبرّك كَأنك مُش قايلهَا..
فى نَاس كتِيرة بتتهمنِى فى حُبى ليك ..
قَالو عشت بهمل نفسِى وأنا بهتم بٍيك ..
وأنا إللّى تاة بعدك ..
وأنا بردُو إللى بيدور عليك ..


جلست آية في صمت على حول الطاولة الكبيرة في غرفة رئيس المحطة في عالمها الخاص تستمع للأغنية منتظرة بدء الاجتماع .



نسيَانى ليك صدقنى مُش هقدر عليه ..
وانتا مقاسمنى فى كُل حلم حلّمت بِيه..
وأنساك بأية ؟..
وانتَا مصَاحبنى فى 100طريق وأنا مَاشى فِيه ..
فكرّة إنك رُحت منِى مُش قابلهَا ..
شُوف نهَاية أنا وإنتَا غِير دي نستَاهلهَا ..
دا إنتا لو هتقُول نسِيت وأسمعها منكْ
بردو هعتبرّك كَأنك مُش قايلهَا .



هتف فادي ورد بتأفف يقول " ما سر هذا الاجتماع المفاجئ في هذا الوقت الباكر يا كمال ولم لم نخطر به من قبل "
أشار له رئيس المحطة للجلوس يقول " أنا أعتذر عن هذا الاجتماع المفاجئ لكني مضطر له لارتباطي بموعد الطائرة بعد أقل من أربع ساعات .. في رحلة عمل مفاجئة .. سنتكلم في بعض الامور وإنقلوها لزملائكم في البرامج الأخرى بما حدث في اجتماع اليوم "



جلست فادي متأفف ينظر في ساعته بينما همس آية في سرها " فلنبلغ السيد الأخ الكبير بالاجتماع حتى لا يجد مبررا ليمارس ذكوريته المتورمة علنا "
أرسلت الرسالة على الواتساب لتجد رسالة من سيد جعلت عيناها تجحظ



" إشتقت لك "
أين أنت يا يوما لماذا لم تخرجي حتى الآن "
كتمت نفسها وكتبت بارتباك "أين أنت يا سيد؟؟؟؟"
رد بسرعة "هنا ؟"..
"هنا أين؟؟؟؟"
ي مدينة الاستيوهات انتظرك على أحر من الجمر "
"هل حدث شيء ؟؟؟؟!!!"
"لدي ما أخبرك به يا آية .. ولا أقوى على الانتظار دقيقة واحدة إضافية أنا أنتظرك من ساعتين ونصف تقريبا "


شهقت وهي تقف.. فالتفت إليها الجميع فقالت بارتباك "آسفة جدا .. آسفة جدا جدا .. هناك ظرف عائلي عاجل ولابد أن أغادر فورا "


ولم تنتظر الرد بل خرجت مسرعة وتركتهم ذاهلين .


فعّلت خاصية المكالمات وهي تنتظر المصعد بعصبية وتتساءل عن سبب وجوده ... وهمست لنفسها غير مصدقة " هل كتب لي أشتقت إليك ؟؟!!!"


فتحت الواتساب لتتأكد أنها لا تهلوس لكنها فوجئت باتصال منه .. فردت بسرعة وهي تتجه نحو السلم غير قادرة على انتظار المصعد وبادرته تقول بتوبيخ " أخيرا ظهرت يا سيد .. أخيرا ظهرت بعد كل هذه الايام من الاختفاء .. هل تعجبك بلدة جميلة الجميلات إلى هذه الدرجة"



شعر سيد بالتوتر.. ولم يدري ماذا يقول انعقد لسانه فجأة .. وأصبح ذهنه خاويا من كل ما حضره لأن يقوله .
همس بحشرجة " آية "
أبطأت من هرولتها على السلم وردت بنعم.


فقال بحشرجة " أين أنت أنا أنتظرك بالخارج حتى تنتهي من الحلقة "
ازدادت ضربات قلبها اشتياقا لصوته .. فهمست في دهشة " تنتظرني أنا ؟!"
رد بخفوت " أجل أنتِ.. ومن غيرِك يستحق الانتظار من أجله؟!!"
توقفت تستند على السلم تحاول السيطرة على أعصابها أمام هذا المنح المفاجئ بالمشاعر وتساءلت هل هو في حالة ضعف كتلك الليلة ؟
وهل ستقدر على أن تلعب دور القوية هذه المرة ؟
سألته وهي تواصل النزول" لم تنتظرني؟"
رد بسرعة " لسببين "
سألت وهي تنهت " الأول ؟"
صمت قليلا ثم قال بهمس" أني إشتقت إليك .. اشتقت إليك إلى حد الموت "
تسارعت ضربات قلبها بعنف وسألته " والثاني؟"
تلكم بصوته الرخيم في أذنها " أني لدي خبرا مهما جدا أريد أن أخبرك به "


خرجت من المبنى فرأته يقف بعيدا بجوار سيارته أنيقا يرتدي تلك النظارة ذات الإطارات التي تجعله فاتنا وقد وجه نظراته نحوها ..
ساد الصمت قليلا .. إلا من صوت نفسيهما عبر الهاتف وكل منهما يحدق في الآخر من بعيد ..
قال بخفوت " لم تسأليني ما هو الخبر الذي أريد أن أخبرك به "
قالت وهي تستعد لإنهاء المكالمة " لا يهم .. المهم أنك هنا وكفى "
ووضعت هاتفها في حقيبتها وهرولت نحوه فوق متسمرا يتطلع إليها آتية نحوه.. إلى أن أجبرت نفسها على التوقف على بعد مترين .


وقف كل منهما يحدق في الأخر في ذلك الشارع الخالي من المارة في هذا الوقت من الصباح .. تطلع إليها يملأ ناظريه منها لأول مرة دون أن يشعر بالذنب .. يتفحصها بنظرة ذكورية تفصيلية مدققة ومشتاقة .. كانت ترتدي بنطالا من الجينز وفستانا قصيرا حتى منتصف فخذييها وحجابها الأسود يزيد من اشتعال جرتي العسل في عينيها في ضوء الشمس .. فتقبض بقوة يمنع نفسه من التهور .. فمارده يعربد من الفرحة بداخله الآن .


قال بخفوت " إنظري إلى كفيك "
تطلعت إليه بإندهاش فكرر بإصرار " إنظري إلى كفيك يويا "
نظرت في كفيها فأكمل " سيد صبرة فيهما "
إرتعشت عضلة في ذقنها وهي تقاوم التأثر وتقاوم تلك الذكرى الموجعة بينهما .. فأضاف" تلك هي الحقيقة المجرد بكل بساطة يويا .. "
طالته بتأثر بينما أكمل " لكنهما لن يصبحان فارغان بعد الآن مني .. ولم أعد شيكا ممنوعا من الصرف كما وصفتيني في المرة السابقة .. ( وهرش في مؤخرة رأسه بحرج ) لكني لا أعلم إن كنت شيكا بمبلغ خرافي فعلا أم لا لكن الشيك أصبح متاحاً للصرف .. "
تطلعت لكفيها المفتوحين لا تستوعب فأضاف " منذ هذه اللحظة أنت لا تملكين فقط قلب سيد صبرة وكيانه .. أنت تملكيه بكليته "
حدقت في عينيه مخروسة وصوت ضربات قلبها يشوش على صوته .. وما تستقبله من منه من الكلام يبدو غير منطقيا .. ثم سمعته يضيف " أنا أصبحت حرا .. ولم أعد متزوجا يويا "
رفعت كفيها إلى فمها وهي تشهق مصعوقة فأوضح "أنا وبسمة انفصلنا ليلة أمس "..



أتسعت عيناها .. ليقول بصوت متأثر" وطلبتك للزواج من أبي الحاج ووافق مبدئيا.. هل تصدقي ؟!!.. أنا شخصيا لا أصدق "
بدأ جسدها بالإرتجاف بينما أكمل سيد بخفوت "فهل تقبلين برجل عجوز مطلق وحيد يحبك بجنون مثلي زوجا لك ؟"


تشوشت الرؤية أمامها فجأة والأرض دارت من تحت قدميها.. فصرخ سيد بأسمها بفزع وهرب الدم من عروقه وتحرك نحوها مسرعا لتلتقطها ذراعيه قبل أن تسقط في الأرض مغشيا عليها.
أسندها بذراع حول ظهرها وحاول إفاقتها بيده الأخرى لكنها لم تستجيب .. نظر حوله لم يجد أحدا ليساعده .. فانحني يضع ذراعه الحرة تحت ركبتيها وحملها للسيارة قلقا ..مرتعبا يشتم نفسه أن ألقى في وجهها بكل الأخبار دفعه واحدة ..



استدار حول السيارة يلتقط حقيبتها من الأرض وهي يفكر في أقرب مستشفى .. ثم جلس على مقعد السائق بسرعة لكن قبل أن يشغل السيارة فتح حقيبتها وبحث أن أي زجاجة عطر .. حتى وجد زجاجة صغيرة .. فرش القليل في منديل ورقي وقربه من أنفها وربت على خديها برفق ينادي عليها .



تململت قليلا مستجيبة فتنفس الصعداء ثم عاد يحبس أنفاسه وهو يراقب لحظة شروق عينيها أمامه ليكتشف أنه قريب .. قريب جدا من وجهها .. وانفاسها الحلوة تتسرب إلى رئتيه .. أراد أن يبتعد لكن جهازه الحركي لم يستجيب لإرادته .


تطلعت آية إلى وجهه الذي لا يبعد عن وجهها إلا بعض سنتيمرات قليلة ولولا رائحته الذكورية القوية التي تحاصرها بقوة وتملأ المكان لاعتقدت أنها تهلوس ..
همس سيد فلفحت أنفاسه وجهها يقول "أنا آسف "
فسألته بذعر " هل كان مقلبا؟!! .. أكنت تمزح معي؟!!"
تكلم بخفوت يمسح بعينيه ملامح وجهها " لا يا آية كنت أقول الصدق .. لكني كنت جِلفا وألقيت بكل الأخبار دفعة واحدة سامحيني "



حركت رأسها لتنظر لأسفل ..فأجبر نفسه على العودة لمقعده ..فوجدا تنظر في كفيها غير مصدقة ..ثم رفعت وجهها تقول بصدمة " هل سيد صبرة هنا ( فابتسم وأومأ برأسه )
"وطلقت زوجتك ؟" أومأ برأسه .
"وكلمت أبي بشأننا معا .. أي أنا وأنت معا ووافق أبي؟؟؟؟؟؟؟" أومأ برأسه ..



فركت كفيها بتوتر وترقرقت الدموع في عينيها وسألته "هل هذا يعني أني سيسمح لي أن أراك؟"
إرتعشت عضلة في خده وهو يقاوم طوفان من الرغبات يتفجر بداخله أبسطة رغبة في البكاء ورد "وسنتحدث كثيرا ..كثيرا حتى تملين مني" .



اندفعت فجأة وألقت بنفسها عليه تحيط رقبته بذراعيها فمال مجفلا للخلف يستند على باب السيارة من الداخل .. وتسمر مبهوتا ذراعاه بجانبه مشلولان من الصدمة .. فشددت من ذراعيها حول عنقه تبكي بحرقة وتمتم "أنت لي .. أنت ملكي .. كنت أعلم أنك ملكي .. الحمد لله .. الحمد لله "



استشعر قربها بكل حواسه .. وبطاقة الدفء والنعومة التي أحاطت به فجأة .. فرفع ذراعيه ببطء يلفهما حولها .. متحكما بقوة في مارده الجائع اليتيم .. من أن يسحقها بين ذراعيه .. وكأنها يخشى أن تنكسر عظامها اللينة من قوة مشاعره ..
تحركت مقلتيه يمينا ويسارا يشهق مشدوها من ذلك الشعور الذي يغمره غير مصدق أن أن يعيش لحظة كهذه بالفعل ..



أنها آية ..
آيه في حضنه ..
فصدرته منه آهه طويلة وهو يتمتم بألم مغمض العينين " آآآآآآه يا آية أخيييرا"


وشدد من ذراعيه حولها بينما دفءها يتسلل بداخله يطرد من صدره الوجع القابع هناك منذ سنوات ..



دفن وجهه في رقبتها يشتم رائحتها مستشعرا نعومة قماش حجابها ..


ولم يعرف من منهما كان يرتجف أكثر من الآخر.



لتشرق شمسه الصغيرة على مدينته القابعة في الظلام ..






نهاية الفصل السابع والثلاثين

طمنوني علي الأخبار






الأسبوع القادم أجازة مافيش فصل



لأني مجهدة جدا ومحتاجة أرتاح شوية عشان اشحن بعض الطاقة للكتابة ونلتقي من الفصل 38 الاحد الي بعد القادم


أعذروني




منتظرة الانطباعات




تحياتي


شموسة











Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.