22-07-18, 08:41 PM
| #687 | ||||||
| عضو ذهبي 
|  الفصل السابع عشر وقفت سمارة بسيارتها الحمراء وهي تتلفت حولها .. لم تعتقد يوما ان ريام بهذا الغنى فبيتها والذي يقع في منطقة راقية جدا والذي اقل ما يقال عنه رائع الجمال هو الثراء بحد ذاته .. فتصرفات ريام والتي تتسم بالبساطة والتواضع المحبب لم يكن يشعرها انها تنحدر من اسرة غنية هكذا فلطالما اعتبرت ان اهلها اثرياء جدا ولم توقع ان ترى اناس بمستواهم عندما تفكر بتصرفات ريام الان تشعر انها كانت غير واعية لعدة اشياء .. منها تصرفاتها المسؤولة والتي تجعلك تشعر في بعض الاحيان انها هي من تديرالشركة لا اخوتها .. وكأنها متعودة على ادارة الاعمال دائماً .. شهاداتها والتي جاءت من ارقى الجامعات والتي لا يستطيع الدراسة بها سوى النخبة ..اما بخصوص قمر والتي كانت دائماً تقول ان هناك اناس ساعدوها من اجل الدراسة في تلك الجامعة فيبدو إنها كانت تعني ريام بذلك الحديث ... كم كانو مغفلين ؟ نادر والذي حسبما فهمت منه فيما بعد عامل ريام بمنتهى السوء ومنذ البداية ومالك الذي اهان قمر فيما بعد رغم انه كان يدللها في البداية .. تنهدت وهي تتمنى عودة الامور بينهم كالسابق .. نزلت بسرعة لترى اثنيين من الحرس كانو يقفون خارجاً .. اخبرتهم بإسمها وبدا واضحاً انهم كانوعلى علم بمجيئها .. اخبرها احدهم بعد ان سألته عن ريام ان عليها الذهاب الى الباب الرئيسي وستجد من يدلها على المكان دخلت الى الفيلا فأعجبها منظر البيت من الداخل كما الخارج فرأت امراة تبدو في بداية الاربعين من عمرها سمحة الوجه رحبت بها واشارت لها الى باب داخلي قائلة :ـ ان الانسة ريام في الداخل ـ شكراً لك ما ان فتحت الباب حتى كادت ان تصطدم بزيد .. تفاجأ الاثنان برؤية بعضهما بعض .. فوقف كل منهم ينظر الى الاخر .. نظرات كانت اشبه بالاشتياق الا انها ممزوجة بمشاعر مؤلمة حارقة كأشعة الشمس التي بإمكانها ان تحرقك الا انك لا تستطيع الاستغناء عنها .. قاومت سمارة انجذابها اليه وكأنها تجبر نفسها قسراً على تجاهله محاولة الدخول عبر الباب الا ان زيد سحبها من يديها مقربا اياها نحوه .. وبالرغم من اعتزامه طردها الا انه ارتبك قليلا من قربها منه .. فبقيَّ ينظر لها محاولاً تمالك نفسه وكأنه نسى لماذا سحبها نحوه الى ان ايقظته هي من سباته اللذيذ لتدفع يديه عنها قائلة بغضب :ــ اتركني ـ مالذي جاء بك الى هنا ؟ نحن لا نريد اي علاقة معكم آلمها ماقاله ... شعرت بشئ ينغز قلبها من معاملته لها .... لا تعرف حقا لماذا يتصرف معها هكذا .. أهذا هو زيد الذي دافع عنها والذي اشعرها ولو لفترة محدودة بأنه تؤام روحها .. أهذا من كانت تمني نفسها بلقائه وبقيت كل ليلة تحلم به ... وفي خضم المها قررت انها لا يجب ان تُوضح له مدى جرحها منه فرغم ان اخيها قد آذى قمر الا انها لا تستطيع ان تنسى انه ندم على انقاذه لها وتمنى لو انها تركها لتغتصب هناك فقالت وهي تدعي اللامبالاة :ـ ومن اخبرك انني قد اتيت من اجلك ؟ انت لا تهمني مطلقا تجمد زيد لقولها ... لم يعرف ماذا يقول ... فأراد رد الصاع صاعين لها فقال اول ما خطر بباله :ـ اذن اذهبي ولا ترينا وجهك مرة اخرى ـ زيد .. مالذي تقوله ؟ التفت كليهما لنداء ريام وتابعا تقدمها نحوهم وهي تقول :ـ منذ متى ونحن لا نرحب بضيوفنا زيد :ـ ريام انتي تعرفين مالذ .. امسكت ريام يديه بلطف وهي تحاول اقناعه بالمنطق :ـ هي لا علاقة لها بكل ما حصل ثم اقتربت بعدها من سمارة وهي تحتضنها قائلة :ـ انها صديقتنا انا وقمر فأخرج انت من الموضوع .. ثم كيف امكنك ان تقسو على فتاة بكل هذا الجمال ؟ بقيَّ زيد ينظر الى سمارة ويفكر( وكأنني لا اعلم ) الا انه سرعان ما تذكر اخوتها وما فعلوه بقمر وريام فقال قبل ان يذهب جارحاً سمارة بقسوة :ـ وما فائدة الجمال اذا كان لديها اخوة كنادر ومالك المها قوله كثيرا ... فدمعت عيني سمارة .. لم تعد تفهمه .. لماذا يؤلمها في كل مرة تراه فيها .. رمشت عدة مرات بسرعة كي لا تنزل اي دمعة من دموعها اخرجتها ريام من افكارها قائلة :ـ تفضلي معي الى الداخل .. قمر موجوده في غرفتي .. مشت سمارة معها وهي مازالت تفكر بكلمات زيد .. لم تتخيل اطلاقا ان يعاملها بتلك الطريقة .. لطالما اعتقدت انه سيفرح اذا ما التقاها ليحملها فيما بعد ويدور بها سعيداً فرحاً بوجودها معه تماماً كالمسلسلات التي طالما تابعتها .. فمع انه لم يتصل بها طيلة تلك الفترة الا ان احساساً داخلياً كان يخبرها ان الامر خارجاً عن ارادته .. تخيلت انه سيبرر لها سبب عدم اتصاله طوال تلك الفترة مخبراً اياها بعذر مقنع لتبدأ بعدها العلاقة الحقيقية فيما بينهم .. كم كانت فتاة حمقاء تثير الشفقة بإهدار مشاعرها عليه بتلك الطريقة الغبية وصلت الى غرفة كبيرة اعجبتها بأثاثها العصري وعلى الطراز الاوروبي تجمع بين اللونين الوردي والبنفسجي الفاتح .. وقع نظرها على قمر التي كانت جالسة على صوفا باللون البنفسجي .. فوقفت مرحبة بها ما ان رأتها ا لامر الذي اراحها خاصة بعد مقابلة زيد في البداية كان هناك توتراً في الحديث بين الثلاثة الا انه بعد فترة بسيطة رجعت العلاقة كالسابق .. فطالما كان الامر بينهن بمنتهى السهولة فالثلاثة عفويات ويمتلكن روح الدعابة وطيبة القلب سمارة :ـ انا اسفة لما فعله اخوتي معكما واقسم انهم نادمان على كل ما حصل بعد ان عرفو الحقيقة .. الامر كان جميعه من تدبير سلوى وظافر ولولا وجود الكاميرات التي وضعتها بعد طرح ريام للموضوع ذلك اليوم لما عرفنا الحقيقة ابداً بقيت قمر ساكتة اما ريام فقالت :ـ لا يهم الآن .. فالذي حصل قد حصل لا نستطيع اعادة xxxxب الساعة الى الوراء بعد كل ما حدث قالت سمارة موجهة كلامها للاثنتيين وخاصة قمر التي حتى الآن لم تنبس ببنت شفة عن الموضوع :ـ انا اعلم ان اخوتي آذوكم .. حتى انهم قد ضربوكما ولكن عذرهم ان جميع الادلة كانت ضدكن .. كما انهم لم يكونا يعرفان شيئا عنكما ذلك الوقت فجاة لم تستطع سمارة السيطرة على مشاعرها وتابعت وهي تبكي :ـ انا اسفة لما حصل ولا اريد ان اخسركم بعد ان عرفت معكم وبكم طعم الصداقة الحقيقة ذهبت ريام لإحتضانها واشارت لقمر ان تفعل المثل فقد عرفو الآن انها لا تعرف بما حصل بالضبط .. ومع ان ما فعله اخوتها كبيراً بحقهما الا ان سمارة لا علاقة لها مطلقاً بما فعلاه بكت قمر قليلاً من الموقف وحاولت مداراة دموعها عنهن وقالت :ـ سنبقى صديقات مثل السابق .. لكن سوف لن تأكلي من طبخ امي مرة اخرى ـ لا .. ارجوك .. الا طعام والدتك اجابتها سمارة ضاحكة لتعود الصداقة بينهن كالسابق ****************** | ||||||
|  |
|
22-07-18, 08:43 PM
| #688 | ||||||
| عضو ذهبي
| لم يخرج مالك ونادر من البيت ذلك اليوم , قلقاً وترقباً لما سوف تخبرهم به سمارة طال الوقت وهم بإنتظار عودتها من الزيارة .. حتى ان مالك بدأ يدور حول الصالة وهو يبدو كبريء دخل السجن لأول مرة اخيراً لم يتحمل نادر كل ذلك فقال له :ـ هلّا تهدئ قليلاً .. انت توترني بدورانك حولي طوال الوقت عاد مالك للجلوس امامه وقال :ـ لا استطيع الصبر اكثر .. هل تعتقد ان الامور بخير هناك ؟ تأفف نادر وقال بإنزعاج :ـ انت تسألني ذلك منذ ساعتين ـ لا استطيع التركيز فكل هذا التأخير يوترني .. لماذا ما زالت هناك حتى الآن ؟ ـ هذه بادرة خير .. فعلى الاقل سمارة ستُبقي علاقتها معهن مثل السابق وهذا سيفيدنا في المستقبل ـ لا تنسى ان سمارة لا تعرف حقيقة ما فعلته لقمر ـ هذا افضل لنا .. هل تعتقد انها كانت ستساعدك لو كانت تعرف ؟ تنهد مالك وعاد للتأفف مجددا انفتح الباب بسرعة لتأتي سمارة لامعة العينين موردة الوجه وتبدو السعادة واضحة عليها .. الامر الذي لفت انتباه نادر فسألها :ـ تبدين سعيدة ؟ ـ طبعا فقد عادت علاقتنا كالسابق اقترب مالك منها قائلاً :ـ تكلمي .. ماذا حدث ؟ امالت سمارة فمها لتقول :ـ ولماذا علي اخباركم ؟ امسك كل واحداً منهم بيد واجلسوها على الصوفا قائلين :ـ تكلمي .. ماذا حدث ؟ ابتسمت سمارة على لهفتهم .. ثم بدأت بسرد كل ما حدث هناك بإستثناء زيد وما قاله لها .. وبعد ان انتهت رأت عليهم ملامح التفكير .. بعدها فاجأها سؤال مالك :ـ هل قالت لك قمر اي شئ آخر ؟ ظهرت على سمارة ملامح التفكير وهي تحاول تحليل سبب سؤاله الا انها لم تستطع استشفاف اي معنى فقالت في محاولة بسيطة لإستدراجه :ـ حول ماذا تحديداً ؟ رفع مالك عينيه بإتجاه اخيه ثم اعاد نظره لها وهو يقول :ـ هل بدت بخير ؟ اين ستعمل بالمستقبل ؟ او شئ عني مثلاً سمارة :ـ اممم قال يحثها بعصبية :ـ كفي عن اللعب واجيبي بالله عليك سمارة :ـ حسنا لقد حكيت لكم كل شئ .. ثم تابعت ما ان رأت ان نادر ومالك وقفو يريدون الذهاب عنها :ـ حسنا تعالو سأخبركم رأيي رغم انني غير متاكدة ان كان صحيحاً ام لا اقصد انها ملاحظات فقط .. قمر كانت طوال الوقت صامتة شاردة .. لم تتكلم عن موضوع السرقة .. ومعظم الجلسة كانت تعتصر يديها بقوة وكأنها تضغط على نفسها كثيراً او كأنها .... تنهدت قليلاً وتابعت بعدها قائلة :- لا اعلم ولكن هناك شي حولها لا افهمه اما ريام فكانت طبيعية طوال الوقت باستثناء قلقها الواضح على قمر نادر :ـ وماذا عني ؟ سمارة وهي ترفع عينيها لنادر :ـ بدت ريام لا مبالية عندما يذكر اسمك .. وكأنك لم تعد تعنيها بشئ احبطت كلماتها كلّاً من نادر ومالك وساد الصمت للحظات .. ثم سأل نادر بعد ذلك وبدا عليه القلق :ـ وماذا فعلتي بالنسبة الى الغد ؟ هل ستلتقين بها ؟ ـ لم اشعر ان الوقت مناسب لقول اي شئ اليوم .. سأدع الامور كلها حتى الغد وعندها سأختلق اي عذر لمقابلتها نادر :ـ هل انتي واثقة من انه باستطاعتك فعل ذلك ؟ سمارة وهي تقف تريد الذهاب :ـ لا تقلق اخي ستراها غداً ********* | ||||||
|
| |
|
22-07-18, 08:45 PM
| #689 | ||||||
| عضو ذهبي
| جاء اليوم التالي طويلا على نادر الذي بقي ساهراً يفكر بالذي سيحدث غداً عندما يلتقيها وكيف سيتعامل معها نزلت سمارة الى الصالة الرئيسية وهناك تفاجأت برؤية نادر بإنتظارها فقالت بتعجب :ـ لماذا لم تذهب الى العمل حتى الآن ؟ اجاب ببساطة وكأنه امراً يفعله يومياً :ـ كنت بإنتظارك ـ انا جاهزة وقف نادر متقدماً منها وقال :ـ هل انتي متأكدة من مجيئها ؟ ـ لا تقلق ... سأتصل بك اذا وافقت بعد نصف ساعة تقريباً اتصلت سمارة بريام من كافتيريا قريبة من المكان الذي كان يضم كلّاً من سلوى وظافر .. رفعت ريام الهاتف فطلبت منها سمارة المجئ اليها اجابت ريام :ـ الآن !!!! هل تعنين ذلك حقاً ؟ ـ نعم ريام ارجوك .. انا اشعر بالملل خاصة بعد استقالتي من العمل ... لن نتأخر كثيراً ... احتاج للتحدث معك تنهدت ريام وفكرت ان تعتذر لها ... لكن عندما تذكرت سمارة بوجهها البشوش وطبعها الودود لم تستطيع ان تخذلها وهي من اتت فقط لأجل ان تلتقي معها ـ حسنا .. انا قادمة فرحت سمارة بموافقتها وقالت :ـ اوووه شكراً لك ... كنت اعلم انك لن تخيبي املي اتصلت سمارة بنادر لتخبره عما حدث والذي تنفس الصعداء ما ان تأكد من مجئ ريام .. توجه بعدها للمخبأ حيث المكان الذي ستأتي اليه لكنه بقي في سيارته بإنتظارها دخلت ريام الى الكافيتيريا فرأت مباشرةً سمارة التي تقدمت لإستقبالها بمجرد دخولها ... ما ان جلستا حتى طلبت سمارة بعض العصير مع قطعتين من الكاتو وقالت بعدها :ـ البارحة لم استطع التحدث معك براحة بوجود قمر توجست ريام من كلماتها لتقول :ـ ماذا هناك ؟ ـ انا لم استطع ان اخبرك انني استقلت من الشركة التي يعمل بها اخوتي بعدما حدث صمتت ريام فسألتها سمارة :ـ تبدين غير متفاجئة اجابتها ريام :ـ لقد اخبرتني بذلك على الهاتف لكني شعرت بذلك .. كما انني كنت سأفعل نفس الشي لو كنت مكانك ـ ريام هلا استمعتي لي ارجوك ... تابعت بعد ان رأت انها على استعداد لسماعها ـ انا لست ادافع عن اخوتي ..لا ابداً .. لكن والحق يقال ان كل الادلة كانت ضدكما ولو لم نرى الدليل بأنفسنا لما عرفنا قط انكن بريئات .... تابعت سمارة عندما رأت علامات التفكير على ريام ... لم نكن نعلم ان سلوى وظافر سيحيكون هذه المؤامرة كلها .. اقصد من كان سيصدق ان كل ما حدث كان بتخطيط منهم ـ سمارة انا اعلم ما تقصدين فالادلة جميعها كانت ضدنا ... ليس هذا فحسب عندما افكر ان سلوى وظافر فكرو ان ... اقصد كيف استطاعو حقاً الإتصال بي ليبلغوني بمرض والدي هكذا .. يا الهي .... كنت سأصاب بنوبة قلبية عندما عرفت ان ابي يرقد في المشفى وعلى وشك الموت .. كيف من الممكن لشخص ان يفكر بهذه الامر .. ان يصل لهذا المستوى من الإنحدار ليفعل كل هذا ـ حتى انا .. عندما افكر بما فعلوه اشعر بالخوف لأن هناك اناس قادرين على التصرف بهذا الشكل .... لكن ريام .. ارجوك .. ان اخوتي وبالرغم مما فعلوه بكما لكن ارجو ان تفكري ان الحق كان معهم ولو قليلاً بأن يشكا بكما فحتى انت استطاعو ان يخدعوك بهذه المؤامرة ... انا لا اقول أن تتصرفي وكأن شيئاً لم يكن .. كلا ولكن فقط فكري بما كنت ستفعليه لو كنت مكانهم .. مشروع بهذه الضخامة ولا يعلم به الا انتم الاربعة .. فجأة يجدون كل هذه المعلومات امامهم على التلفاز امسكت ريام يدها بمحبة لتقول :ـ سمارة انا لا اقول ابدا ان الامر كان سهلاً او ان الحق معي كلياً ولكن ما آلمني هو اتهامهم وضربهم لنا قبل حتى ان ندافع عن انفسنا ...ألم يكن من حقنا على الاقل ان نعرف ماذا فعلنا قبل قبل .... ثم توقفت عن الكلام .. لم تستطع اكمال ما كانت تريد قوله لإنها انهم لا يستحقون منها اي بكاء او حزن وهي لا تريد البكاء من اجلهم شعرت فهم لا يستحقون اي دمعة من دموعها فجأة وقفت سمارة لتمد يدها لريام قائلة :ـ هل تثقين بي ؟ دون لحظة من التفكير اجابتها ريام :ـ بالتأكيد ـ اذن هيا بنا ... سنسير قليلاً ... هناك شئ اريد ان اريك اياه كان المكان قريبا جدا من الكافتيريا لذلك ما ان سارو دقائق معدودة حتى وصلو البناية الوحيدة القديمة والمتهالكة هناك وسط ذلك العمران الجديد .. توقفت ريام وعلامة الاستغراب عليها وقالت :ـ ما هذا المكان ؟ توسلت سمارة لها ان تدخلا معاً .. الا انها شعرت بترددها فأمسكت ساعدها وقالت :ـ هيا ريام ارجوك .. سأكون معك ... لا تنسي ذلك ـ إنتظري قليلاً قالت ريام ذلك ثم ذهبت الى الجهة الثانية من الشارع .. كان هناك اثنيين من الرجال بإنتظارها .. قال احدهم :ـ نحن اسفون ااننا تبعناك الى هنا .. انها اوامر والدك اومأت برأسها موافقة وقالت :ـ انا سأذهب مع سمارة الى هناك .. واشارت الى حيث المبنى .. لا اعتقد انني سأتأخر عادت بعدها الى حيث تقف سمارة والتي قالت بإبتسامة بمجرد اقترابها : نسيت وضعك الجديد وانك الان ريام الصياد ابتسمت ريام على كلماتها وقالت بثقة :ـ هيا بنا لا تستطيع ريام ان تنكر انها عندما دخلت خلف سمارة ممراً صغيراً بالكاد يكفي شخصاً واحداً شعرت بقليل من الخوف والتوجس الا انها لم تتوقع مطلقاً انها ما ان تصل الى الاسفل ان ترى سلوى وظافر هناك ... معلقين بحبال من ايديهم ومن طريقة وقوفهم عرفت انهم موجودين هنا منذ فترة طويلة . رأت ثلاثة رجال ضخام يقفون هناك يبدوون متأهبين لحدوث اي شئ مع انه من الغير الممكن لأي شخص ان يهرب من هذا المكان الصغير .. لكن كان من الواضح اتخاذهم جميع الاحتياطات للأمر سمعت ريام صوت قدوم شخص خلفها فإستدارت بسرعة لترى نادر هناك ينظر اليها دون ان يقول شيئا ... نظرت له بالمقابل .... قاطع نظراتهم رنين هاتفها فأجابت قائلة :ـ نعم ابي استمعت لوالدها وهو يقول ان رجاله ابلغوه بذهابها الى مكان شبه مهجور واراد الاطمئنان عليها فأجابت والدها :ـ لا تقلق ابي .. انا بخير .. انا هنا مع سمارة .. سأتصل بك بعد قليل ... حسناً الى اللقاء المكان الضيق والعدد المحدود والهدوء الذي حل بالمكان عند اتصال والدها جعل الجميع يستمع الى مكالمتها ... استدارت بعد انتهاء المكالمة الى ظافر بمشاعر خاوية باردة مختلطة بمشاعر من الفرح لوجوده هنا بهذا المنظر بعد كل ما فعله بها ثم ادارت وجهها بإتجاه سلوى .. ملابسها المهملة والتي كان من الواضح انها حين ارتدتها كانت انيقة ونظيفة الا انها بعد وجودها هنا كل هذا الوقت اصبحت باهتة متربة ... لا تنكر انها تكرهها ولكن رؤيتها هكذا مس شيئا في اعماقها ... قد يكون عذرها بالنسبة لها انها احبت نادر .. الا ان ريام بعد التفكير ذكرت نفسها بقسوة ان هذا ليس مبرراً لها لتفعل ما فعلته بها نطق ظافر وسط الصمت قائلاً :ـ اخيراً شرفت الاميرة لتُلقي نظرة علينا وبعدها تقرر مصيرنا نظرت له طويلاً ثم اقتربت منه وفجأة صفقت له بيديها قائلة :ـ احسنت ... ما زلت حقيرا حتى آخر لحظة ... لكن اتعلم امراً ... يسعدني ان اراك هكذا .. مذلولا بائساً لأذكرك بما قلته لك يوما ما ... اقتربت منه اكثر قائلة بهمس :ـ هل تذكر ؟ تابعت :ـ لكن قبل هذا دعني اسألك سؤالاً واحداً ... لماذا كان كل هذا ... مالذي فعلته لك لترغب بأذيتي بهذا الشكل .... ألأنني رفضتك ؟ هل كان هذا هو ذنبي العظيم ... انني لم اريدك نظر لها وهو يُمني نفسه ان هذه هي لحظته التي تمناها دائماً ... ان تستمع له ... ان تُعطيه جزءاً من الاهتمام الذي كان يظن انه يستحقه فقال :ـ اكره امثالك من يظنون ان العالم يدور حولهم فقط ... بينما انت مجرد فتاة مدللة سخيفة لا تعرف ما معنى ان يعيش الناس بالفقر والذل طوال العمر امالت فمها بإبتسامة ساخرة وقالت :ـ هل هذه كل اسبابك لتفعل ما فعلت ... الفقر... يوجد ملايين من الفقراء والمحتاجين لكن قلة منهم من يفعل مثلك ... علما انني لا اصنفك كأحد الفقراء ... أتعلم امراً ؟ كان من الممكن ان اخدع بك .. لكني دائماً كنت اشعر انه خلف تلك الواجهه من اللطف والابتسامات شخصاً مريضاً تافهاً .. استطيع ان اهنئ نفسي الآن لأنك كنت دائماً شخصاً مكشوفا بالنسبة لي ادعى الشجاعة بالقول :ـ ما زلتي حقيرة متكبرة ... يؤسفني اننا لم نتمكن من اذلالك وقهرك اكثر ... كنت أُمني نفسي أن اراك متعفنة في السجن ضربته بقوة على وجهه ... ضربة حملت فيها كل ماعانته تلك الفترة ... ضربة آلمت كبريائه اكثر مما آلمت وجهه فصمت بعدها ولم يقل اي شئ .. فضل ان يسكت ولا يثيرها اكثر من ذلك فيبدو انها ابداً ليست بسيطة مثلما كان يعتقد استدارت بعدها لتنظر الى سلوى بنظرة احتقار وقالت :ـ وأنت .. انا اعلم انك كنت دوما تحبين نادر ... فهل كان هذا سبب كل ما فعلته ؟ الحب ... هل يستحق اي رجل ان تفعلي ما فعلته بي ... بقمر ..... أجيبي بكت سلوى وتوسلت اليها قائلة :ـ ريام .. ارجوك اخرجيني من هنا ... لم اعد اريد ايُّ شئ ... انا آسفة ... سامحيني ارجوك ... اتوسل اليك ... من اجل امي المريضة التي لا بد انها تنتظرني .. فقط اخرجيني من هنا لم تقل ريام اي شئ فقد استدارت الى سمارة ونادر الذين بقيا على صمتهما ولم يتدخلا بأي شئ مما كان يحدث .... استطاعت ان ترى نادر وهو متفاجئ قليلاً من موقفها ومعجب بشجاعتها بنفس الوقت ... اقترب منها بعد ان شعر انها على وشك المغادرة ليقول :ـ هل قررتي شيئاً بخصوصهم ؟ اشارت الى نفسها وسألت :ـ انا ؟ ـ نعم .. القرار لك ... ماذا تريدين ان نفعل بهم ؟ سخرت منه قائلة :ـ ولماذا تساعدني في هذا الامر؟ كنت استطيع جلبهم بنفسي اجاب مبرراً لها :ـ اعلم انك تستطيعين ... لكن ريام اريد ان اكفر ولو قليلاً مما قاطعته بسخرية وكأنها لم تعد ترغب بسماع ايٍ من كلماته :ـ تكفر !!! وهل من الممكن لأي شئ ان يكفر عما فعلته .. ثم صححت بعدها متابعة :ـ عما فعلتماه .. لا تقل لي انك تتوقع مني ان اسامحك الآن ؟؟ تلت كلماتها الساخرة فترة من الصمت .. اقتربت بعدها سمارة منها قائلة :ـ انتِ تعرفين الان لماذا جلبتك الى هنا .. أليس كذلك ؟ اومأت ريام لها برأسها ثم وضعت يدها على كتفها شاكرة توجهت بعدها نحو الممر تريد الخروج وما ان همت بالذهاب حتى اوقفتها يد نادر التي وضعها على معصمها ممسكاً بها مديراً اياها ناحيته ... فرفعت عينيها بإتجاهه ثم حدقت بيديه غاضبة فإضطر الى ابعادها وقال اخيراً :ـ أرغب بمعرفة ماهو عقابك بالنسبة لهم ؟ نظرت للجميع حيث بدا الكل منتظراً ما سوف تقوله بشأن سلوى وظافر اللذان بدا الخوف ظاهراً عليهما مما ستنزله بهم من عقاب .. اخيراً قالت ما فاجأ الجميع ونظرها يرتفع لنادر :ـ لطالما قرأت في القرآن ان الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات ثم استدارت وعينيها على ظافر وسلوى لتكمل ... انا اشعر ان كلمات الآية تنطبق عليهما تماماً غادرت بعدها المكان ... مخلفة ورائها نداءات سلوى المتوسلة لها ( كلا .. أرجوك .. لا اريده ... لا استطيع الزواج بشخص مثله ... الا هو ... ريام... ريام عودي ) كان صوت توسلاتها مختلطاً بضحكات ظافر العالية المقهقهة وكأنه شخص اقرب للجنون منه للعقل وقفت ريام خارجاً محاولة التنفس بعمق بعد كل ما حدث هناك .. ونسمات الهواء الخفيفة تداعب وجهها وشعرها ... بعد قليل رن هاتفها .. فتحته وهي تبتسم قائلة :ـ نعم ابي ... انا بخير .. لقد قررت ان آتي الى العمل اليوم .. لست ارى داعياً للتأجيل ... سأتصل بقمر علّها تأتي معي .. الى اللقاء ذهبت تسير بعدها حيث سيارتها المتوقفة بخطوات ثابتة وسريعة تراقبها عينا نادر بحسرة . | ||||||
|
| |
|
22-07-18, 08:46 PM
| #690 | ||||||
| عضو ذهبي
| ليلاً في ظلام الليل حيث تهدأ جميع الاصوات بعد ساعات اليقظة المليئة بالنشاط والعمل سامحة لكل الاحياء بالنوم كي تتنفس شئ من الراحة .. إلا القلة من الناس الذين يبقون مستيقظين ومن ضمنهم نادر الذي مازال يحاول جاهداً ومنذ اكثر من ساعتين النوم دون فائدة .. فجأة جلس بسرعة نافضاً عنه غطاءه الخفيف بغضب شعر بالاختناق .. وبحر شديد رغم هواء المكيف البارد .. نزل اخيراً الى الاسفل حيث قاعة الالعاب الرياضية .. مقرراً ان يمارس شئ من الرياضة الى ان يشعر بالتعب علّه اذا فعل ذلك يستطيع النوم بعدها .. ذهب اولاً الى جهاز المشي وبدأ يركض بأقصى طاقته وهو ما زال يحاول عدم التفكير بما حدث اليوم حين التقى بريام .. فاللقاء معها كان فاشلاً بكل المقاييس .. شعر ببرودها وتجاهلها له حتى عندما احضرها الى المكان الذي يخبأ فيه سلوى وظافر وجعلها تقرر عقوبتهما بنفسها على امل ان ترضى ولو قليلاً عنه لم يغير هذا اي شئ من نظرتها اليه .. يا الهي ماذا عليه ان يفعل حتى تعود اليه ؟ وكيف يجعلها تسامحه ليبدأ صفحة جديدة معها اما مالك فهو لا ينام جيداً منذ ما حصل مع قمر .. كم يتمنى ان يراها ويلتقي بها الا انه يعلم انها لا تخرج حالياً من البيت وتبقى مع ريام طوال الوقت .. فكر عدة مرات بالإتصال بها الا انه عاد وذكّر نفسه ان جرحها منه ما زال ينزف وإنه ان اراد منها ان تسامحه , فعليه ان يصبر ويتحمل كي يستطيع طلب الغفران منها وجعلها تحبه من جديد ... تنهد طويلا وهو يتذكر ما حدث هناك في الشقة ... يخجل عندما يتذكر كيف مزق ملابسها لتبقى في ملابسها الداخلية فقط .. وكيف ازاح حمالة الصدر منها فيما بعد .. دمعت عيناه وهي يتذكر قسوته معها .. تنهد وشعور الاختناق يجثم على صدره فكلما يتذكر توسلاتها اليه وتقبيلها لقدميه كي يتركها يشعر بنفسه حقيراً نذلاً لا يختلف عن اولئك المغتصبين الذين يطاردون النساء من اجل متعتهم الخاصة .. يا الهي ماذا عليه ان يفعل كي تغفر له .. تمنى ان ينام طويلاً فيستيقظ ليجد ان كل ما حدث مجرد كابوس مزعج .. نزل الى الاسفل وهو يفكر ان يجلس في الصالة قليلاً علّه يستطيع النوم بعد ذلك .. رأى في طريقه ضوء الصالة الرياضية مفتوح .. تقدم قليلاً فرأى نادر يركض على الجهاز بكل طاقته فقال له :ـ ألم تستطع النوم انت ايضاً ؟ اجابه نادر وما زال يركض :- كلا زفر مالك طويلاً ثم قال :ـ سأبدل ملابسي وآتي للركض معك كذلك بعد يومين جالسين في الصالة ككل يوم في هذا الوقت من المساء ... والد نادر علم ان سمارة لم تعد تعمل مع ولداه في الشركة ... أدار نظره بإتجاهها سائلاً :ـ ومالذي ستفعلينه الآن ؟ هل ستبقين بدون عمل ... اجابه مالك متفكهاً :ـ كنت اعلم انها كسولة لا ترغب بالعمل حقاً رفعت سمارة رأسها بشموخ ودفعت شعرها الى الوراء قائلة :ـ لعلمكم لقد طلبتني عدة شركات وانا من كنت ارفض العمل عندهم ضحك مالك ونادر ساخرين منها , ما ادى الى اثارة غضبها فقالت وهي تعلم جيداً ان ما ستقوله سيدعهم يبتلعون لسانهم مرة واحدة :ـ نسيت ان اخبركم انني سأبدأ العمل غداً عند شركة ريام حل الصمت عليهما .. فأجاب والدها بعد قليل :ـ لكن لمَ ذلك وانتي تستطيعين العمل مع اخوتك في الشركة ؟ اجاب نادر بسرعة :ـ اعتقد ان ذلك افضل لها أيده مالك قائلاً :ـ نعم .. بهذه الطريقة ستكتسب خبرات اكثر وبمختلف المجالات حاول والدهم الإعتراض مفضلاً ان تعمل معهما الا ان الثلاثة لم يتفقو معه فأغلق الوالد النقاش مفضلاً ترك اولاده كل على راحته اقترب مالك هامساً لأخيه :ـ من الجيد ان سمارة سوف تعمل معهم فهذا سيسهل علينا ان نعرف جميع ما يدور هناك أمال نادر فمه قليلاً وهو يقول :ـ المشكلة انها اخذت جانبهن من الخلاف ـ وهل تلومها ؟ هذا كله وهي لا تعرف بالذي حصل بالضبط .... الحمد لله انهن لم يقولا لسمارة اي شئ حول الموضوع اجاب نادر بهم :ـ الحمد لله *************** | ||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| romance story |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
26Likes
العرض العادي
