آخر 10 مشاركات
[تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-19, 12:47 PM   #61

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-19, 11:38 PM   #62

زخات أمل

? العضوٌ??? » 342086
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » زخات أمل is on a distinguished road
افتراضي

جمييييلة جدا ،،،،،، في شوق للقااااادم ،،،،،،،، استمري

زخات أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 12:41 AM   #63

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




مساء السعادة والورد ..
كيفكم يا جميلاتي .. عساكم بخير ..
وحشتوني مرة ..
اعتذر على غيبة طويلة..
صار لأخوي الله يطول بعمره حادث ..
ما لقيت فرصة اني اجلس واكتب ..
وغير كذا مناسبات الي جات فجأة ..





اشكركم على تعليقاتكم الحلوة ..
ما راح اطول عليكم اكثر ..
قراءة ممتعة للجميع ..


(27)..






في المدينة موسكو ..
للتو أنهى لقائه مع الصحافة عن فتح معرضه لعرض لوحاته في المدينة جدة ..
كان سعيداً جداً و ما زال لم يعرف ما حصل ..
حدق إليه سكرتيره فهد بتوتر من أن يكتشف امر ما هو ..
ما زال مدهوشاً أن تم اعتقال مازن ..
لقد امره قبل أن يرسله أنه إذا فشل ينتحر فوراً .. ولكن ذاك غدر بهم .. لقد ارسل خلفه رجال لقتله .. ولكن بما انه الأن بين يدي جنيد .. اذاً فشلو في قتله ..
حدق اليه مستغرباً من توتره .. ولكن لم يكترث فهو سعيداً جداً لرؤية جنيد عاجزاً أمامه ولا يستطيع الإمساك به .. فكر كيف يكون ردة فعله لو اخبره من يكون قاتل ابنته .. بعد سنوات لا يتذكر مدته .. لأول مرة يأتي إلى المدينة جدة .. والتي كانت بداية ما وصل إليه اليوم ..
اقترب من الركن الطاولة الشرب خاص به ..
اردف مبتسماً لسكرتيره فهد .. سامي .." تعال اشرب معاي .. "
اقترب منه .. وعقله منشغلاً وخائفاً فترة وجيزة سيعرف هو .. ويعرفه جيداً ماذا يفعل عندما يغضب ..
اردف بنبرة متزنة .. فهد .. " حاضر طال عمرك .. "
وضع جاكيته الرسمي على الكرسي بالقرب منه .. وتخلص من ربطة العنق .. كان يرتدي بدلة الرسمية ذا لون ازرق .. الذي زاد وسامته وجاذبيته .. جلس ووضع ساق على الأخر بالشموخ .. والغرور يظهر عليه .. سكب له سكرتيره .. وقدم له باحترام ..
حدق الى كاسته .. وحركه ببطئ .. اردف بالصوت منخفض .. هامساً بهدوء الى سكرتيره .. ويحمل صوته اللهفة عليه !.. ليعرف اين هو وكيف يكون ابنه الذي لم يعرف عنه الا قبل عدة سنوات ..
سامي .. " لسه ما عرفت شي يا فهد ؟.. "
أخذ دقيقة ليجيب عليه .. تعثرت خطوات كلامه عند خروجها من فوهته ..
اردف وهو يخفي توتره لكي لا يظهر عليه ويكتشف هذا الشامخ الذي يجلس بالقرب منه ..
فهد .." قريب طال عمرك راح ابشرك .."
عقد حاجبيه .. وكأن لم يعجبه رده .. ادار وجهه .. وقبل أن يتحقق معه ..
رجع مرة أخرى وادار وجهه .. وهو ينصت بالهدوء الى صوت خطواتها .. ورائحة عطرها التي وصل قبل خطواتها ..
وقف وانحنى احتراماً له .. فهد .." استأذن طال عمرك .. "
وخرج مسرعاً .. ويشعر بثقل المسؤولية الذي عليه .. بعدما القى نظراته لم يكن سوى عدة ثواني والقى به على الأسفل بحرج بسبب ما ترتدي ..
جلست بالقرب منه .. وكانت ترتدي لا نجري ذا لون أبيض يظهر أكثر مما يخفيه .. وضعت هي أيضاً ساق على الأخر بضجر .. وفضح الروب التي كانت ترتدي ساقيها السمراء ..
ومسكت زجاجة الخمر .. وسكبت لنفسها ايضاً قليلاً .. مسكت بين يديها .. وقد امتلئ رئتها برائحة عطره .. أمالت جسدها على طاولة الذي كان امامها وحدقت اليه .. واردفت بحنق .. أصايل .. " لمتى راح أجلس هنا كسجينة ؟؟ .." وأكملت حديثها بنبرة ساخرة .. " وزلابة الي ابلشتني فيه ؟ .. الى متى استنى حضرته يتشرف!.. "
حدق سامي بها .. وابتسم لها فهو بمزاج عالي جداً .. ولا يريد تعكير مزاجه لأجل ابنه الأحمق .. اردف بنبرة صادقة .." صدقيني يا أصايل ما كنت ادري ان ولدي متخلف ! .. وما يعرف قدرك .. كم يوم وراح تلاقي عند .. " اشار على قدميها ..
صدح صوت ضحكتها في الأرجاء مكتبه .. غيرت من طريقة جلوسها .. وجمعت شعرها إلى جهة واحدة .. وارتشفت قليلاً من كاستها .. اردفت بنبرة هادئة .. والقت نظرات الاعجاب عليه .. ليست معجبة به بل غرقت فيه .. لو هو الذي اقترن به .. لم تكن ستفرط به .. ولكن ذاك الجبان القبيح يجعلها أن تشمئز من فكرة أنها زوجته .. أصايل .." كم يوم !.. أوك .. ايش وراي ننتظر .. "
وعم الهدوء بينهما ..

.
.
.
.

في المدينة المنورة ..
داخل الغرفة لشخصيات المهمة .. ويقف خارج غرفته أكثر من ثلاث عساكر لحراسته .. كانت تجلس على الكرسي بالقرب منه .. منذ قدومها إلى المستشفى .. لم تتمالك عند رؤيته مستلقي على السرير .. لقد وصف عينيها إنه بمَنْظر شَنِع !.. فقدت توازنها وسقطت على الأرض وتقيأت .. لم يكن برفقتها أحدما لكي يسندها .. كانت لوحدها وهي ترى يسكن جسده الهزيل بهدوء على سرير .. لم تصدق وأكذبت عينيها .. كان ابسط الحل الذي فكرت بها في تلك اللحظة !!.. لكي تقلل من وطء وجعها .. ولا تعرف حقاً كيف صمدت طوال ثمانية ساعات .. وهي تجلس بالقرب منه منذ الساعة الحادية العشر مساءاً !.. ويعم بداخلها صخب الأصوات يدمي روحها .. أصوات تلقي عليها الأخبار مفجعة عنه بقسوة عليها ! .. ولم يبالي تلك الاصوات لحزنها .. ضمت بكفها الأيمن كفها الأخر لكي يتوقف من الارتجاف .. وسوط اللوم قلبها كان قاسي عليها.. لقد تمنت من عينيها المواساة في هذه اللحظة .. ولكن عصت البائسة مثلها .. بدرجة شعرت أن مقلتيها يحرقها .. ولا يريد أن يتنازل لها .. ويربت على روحها ولو قليلاً !!.. ترجه أن يواسيها قليلاً .. ولكن لا كترث لحزنها ..
اسدلت كلتا كفيها على وجهها متكئة على فخذها بطرف كوع ذراعها عليه .. وأغلقت عينيها وعقلها اقلع الى قبل قدومها إلى هنا .. ولم تكن تحمل قوة كافية لمنعه من اقلاع ..
داخل المطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي ..
لقد مرت عشرون الدقائق على الدخول والدتها وياسر الذي رجع ويحمل بيده كيس ممتلئ بالكتب! .. تنهدت مبتسمة .. وتقدمت خطت خطواتها الى الأمام بثقة .. منذ اشعال والدتها الغيرة بداخلها .. لم تتوقف من خلق افكار الذي لم يرهقها فقط .. بل اهلكها .. بدرجة لقد نست تهديدها له !!.. ولا يهمها سوى أن ترحل من هنا .. ادارت وجهها وقهقهت بسخرية .. لم أكن مخطئة .. عندما كان يراودني اليقين انه ليس فقط لن يهتم بي .. بل سيهمشني من أيامه كالورقة ويلقي بي في ركن الحياة ..
كان يجب أن اعي باكراً أن ورقة الخريف الممزقة مثلي .. لن تستطيع التشبث بغصن الشجرة ..
وأن أحلامي مبتورة ساقيه .. لن يفيدني بشيء !.. سوى أن يزيدني البؤس .. كان الهدوء يسكن جسدها .. ولكن قلبها لم يتوقف من البكاء .. على قرارها المجحف في حقها ..
مدت جواز السفر مع التذكرة .. وكأن تمد يدها إلى الحياة السابقة خالياً منه ومن حبها البائس .. لقد أخذت الدرجة الضيافة .. مبتسمة وغير مكترثة لأمور ستتركها عالقة هنا .. لا يهمها لو قيل عنها أنها جبانة .. عليها أن تكون أنانية ولو قليلاً لأجل كبريائها .. نعم !! كبريائي حقير .. نويت هجرك .. لأنني يا جنيد أنانية جداً .. لا يرضيني النصف الأشياء .. اريد قلبك وانت لي لوحدي أنا فقط!! .. ويغضبني فكرة أن يدير قلبك ليلاً لي متجهاً إلى أنثى أخرى .. و يتأكل قلبي من الغيرة قهراً عليك .. ومتيقنة أنه لن يتوقف عقلي الخبيث من القاء علي أفكار يجعلني اسقط باكية لوحدي .. انني انانية بدرجة لا أتمنى لك السعادة معها يا جنيد .. وبكل أنانية أدعي يارب قلبك لا ينبض إلا لي فقط !.. أخرجت من داخل حقيبتها هاتفها النقال ..
.. ابتسمت بالحزن وحدقت إلى الشاشة .. اتجهت خطوات اناملها الهزيلة إلى التطبيق الرسائل .. وكأن اناملها تريد تخفيف على قلبها قليلاً .. لقد انتظرت بفارغ الصبر رسالة منه .. غرست اظافرها داخل كفها الايسر .. وتنهدت تنهيدة طويلة .. وعقدت حاجبيها واستنكرت فعلتها .. وبخت نفسها .. كيف تفكر به .. وهو لا يبالي لتهديدها .. وكأنه غير مهتم لأمرها ! ..
عضت شفتها بقهر .. القت هاتفها النقال داخل حقيبتها مرة أخرى ..
وتمتمت بهدوء دعاء السفر .. لم تمر سوى دقيقة وحدقت باستغراب إلى عدة رجال برفقة جندية بزي الشرطة! .. القت عليها جندية الخبر بوجه مكتئب جاد .. عندما جلست في السيارة بغضب هي .. وشعرت أنها تائهة .. حتى والدتها وياسر راتهم في سيارة أخرى .. لم تمهد لها عندما القت الخبر مفجع عليها.. بهتت ملامح تضاريس وجهها .. ونظراتها ما زالت عالقة على شفتي تلك الجندية .. منشغلة بمكالمة التي تلقت من ثابت .. ولم تشعر أنها ارتكبت للتو في حقها جريمة شنيعة !..
لقد شعرتعند دخول المستشفى .. وكأن تخطي خطواتها على خيط رفيع مستقيم .. خائفة من ساقيها لا يلقي بها داخل حفرة الوجع .. ولن تستطيع الوصول إليه !..
لقد وصلت ووجدته في غرفة العمليات .. وخارج الغرفة العمليات وجدت جسد يشبه ضخامة جسده .. ذاك لم يرفع عينيه .. القى السلام عليها بنبرة هادئة ..
لم يتلقى الرد منه .. اقتربت بخطوات هزيلة من الباب لكي تفتحه ..
نهرها بحدة .. ثابت .. " بت .. تعالي خذيها لغرفته .." وأكمل وهو يبث الطمأنينة بداخلها .. " قريب ويخرجونه !.."
أدارت وجهها إليه .. ارادت أن تسأله ولكن هناك غصة عالقة في حنجرتها يعيقها عن الحديث ..
اقتربت منها جندية لترافقها .. كانت يظهر عليها الهدوء ولكن أفعالها يفضح جنونها في هذه اللحظة .. دفعت يدها بغضب .. والقت نظراتها بحنق عليها .. لقد كرهتها منذ تلك الوقت عندما القت عليها الخبر ببرود .. ولكن لم تكترث لها جندية اقتربت منها ومسكت ذراعها بالقسوة ..
لوهلة شعرت طعم سائل الأحمر البغيض في فمها .. عندما قاومت الغصة ..
اردفت هي ويحمل صوتها اللهفة والخوف عليه .. شكيلة .. " ايش صار ؟؟ .. ليه محتاج العملية ؟ .. "
سحبتها بقوة معها .. كانت هزيلة أمام وجعها !.. ولم تتركها أن تكمل حديثها ..
القى نظراته على الباب الذي كانت تقف بالقرب منه .. وزفر بالضيق .. لما يكابران وهما غارقان في الحب ؟..
لم يجلبها إلى هنا إلا بسببه !.. لقد نفذه طلبه .. رجع وزفر مرة أخرى .. وهو يتذكر ما حصل قبل الساعة .. ما زال غير مصدق ضعف ذاك الشامخ .. أي وجع يسكن في قلبه لكي جعله هزيل وضعيف هكذا ؟!..
داخل شقة مازن ..
لم يتوقف من القاء الصدمات عليه .. وهو يخبره كيف ضربها بقسوة ولم يبالي لتوسلات طفلة بريئة .. واخبره كيف قتل ابنته بوحشية .. كيف دهس راسها .. ورأى وجهها البريء يتحول الى لوحة بشعة .. ابتسم بخبث .. عندما رأى مقلتيه يبتلعه القهر في هذه اللحظة .. وعاجز عن الحركة .. أخبره لقد ضحك في تلك اللحظة عندما رأى وجهها .. وكيف كان سعيد عندما زف الخبر له ..
اردف هامساً في اذنه .. وشعر للتو بألم في راسه بعدما لكمه جنيد .. ضغط بقوة على السكين .. مازن .." شكيلة .. " استطاع غرقه وايذاء عقله .. لطالما لا يستطيع إيذاء جسده .. فأسهل وسيلة لإيذائه عن طريق الذكر ابنته وزوجته ..
حدق اليه جنيد بالهدوء .. وكأن أيقظ رجل الشرقي الغيور باسمها بداخله ! ..
زاد وسعة ابتسامته .. وأكمل حديثه عندما رأى يحدق إليه ..
اعتقد أنه سيجعله أن يقع في قاع الحزن أكثر إلى ان يغرق ولن يستطيع الخلاص منه .. وسيهرب هو من هنا ..
أخرج بقوة سكين من بطنه .. وقبل أن يغرس في رقبته .. لكي ينتقم لأخيه أكثر .. لا يشعر انه تخلص من حقده باغتيال ابنته .. يريد ايذائه أكثر .. وايضاً أخبره سامي إن هو الذي تسبب في موت أخيه .. لقد نزع الفكرة الانتقام لفترة مؤقتة .. ولكن بما أنه وجد فرصة لينتقم منه .. لن يضيعه من يده .. مسك جنيد بقوة بيده الايسر .. وخدش قليلاً رقبته .. ولكمه على وجهه ليبعده عنه .. رجع إلى خلف متألماً .. اقترب جنيد منه ولم يتوقف من ضربه .. كان ثائراً كالمجنون .. وابنته امام عينيه .. تلك الطفلة البريئة التي لم تقوم بإيذاء أحدما كيف يقتلها بوحشية ! .. كيف ينزعها من الحياة ويلقي بها في المقبرة ؟.. هل شعرت يوماً ما أنك عاجز أمام وجعك ؟.. ويديك مبتورة ولا تستطيع فعل أي شيء!..
هل شعرت يوماً ما أنك لا تستحق أن تسمى الأمان والسعادة لاحدما ؟؟..
هكذا شعر هو !.. الوجع الذي يقطن بداخله لن يفهمه أحدما !.. لن يفهم ذلك الشعور يهلك الروح .. ويدمي القلب .. وفكرة ان يفقد شكيلة ايضاً .. لا يعتقد أنه سيتحمل العيش من ثقل الوجع فقدها !!.. ولا يملك الصبر كافي لكي يرى أن ينتشلها الموت منه .. كم نال من ابنته !..
.. ذاك في غفلته غرس أصابعه في جرحه بقوة .. تألم جنيد ولكن لم يبتعد وهو يلكمه مرة أخرى .. فوجعه لن يصل أمام وجعه على ابنته .. صرخ بصوت مرتفع وهو يضربه مرة أخرى بقهر .. جعله شبه فاقد الوعي ..
في تلك اللحظة دخل ثابت .. اقترب من جنيد سريعاً وأبعده عنه .. ومدهوشاً من غضبه .. حمد ربه أنه لم يمت بين يديه .. أمر الرجال سريعاً لاعتقاله وأخذه لمعالجته ..
واتصل على سيارة الإسعاف وهو يرى حالته يرثى .. لأول مرة يراه ثائراً هكذا .. أي وجع ايقظ ذلك الوغد؟ .. بداخله وجعله هالكاً !..
لأول يراه يضعف أمامه هكذا .. لطالما وجده قوياً شامخاً .. ولم يسقطه الوجع في الهاوية ..
ولكن ما حَلَّ بهذا العظيم لكي يبدو أنه كالمقبرة خالياً من روحه ..
صدم وهو يراه عينيه أحمرت لكبت حزنه .. اقترب منه وهو يخلع جاكيت عمله ويضع سريعاً على بطنه ..
القى نظره على عينيه الذي كان فارغاً من الحياة .. ويتنفس بالصعوبة .. زفر بالضيق وهو لا يعرف كيف يواسيه! ..
لقد وصل للتو مهرولاً من المدينة جدة .. كان خمس ساعات ثقيلاً جداً عليه ليتحمله ليصل هنا .. لم يكن يعرف أن جنيد سيداهم شقة مازن اليوم !.. وصعق عندما هاتفَه رامي صباحاً و القى عليه الخبر بحسن النية .. ولم يكن يعرف أن جنيد لم يخبره ..
وعند وصوله إلى المدينة اتجه إلى منزل مازن .. ودهش عند سماعه أنه في الداخل لوحده .. دخل ولم يجد أحدما استغرب .. ولكن اقترب من خزانة الذي كان بابه مفتوح وسمع صوت صراخه .. ودخل ووجده يضرب بكل قوته مازن ..
تنهد مرة أخرى تنهيدة طويلة .. ووضع هاتفه داخل الجيب بنطاله .. وعقد حاجبيه وهو يرى جنيد يريد الوقوف ومشى عدة خطوات بالصعوب بالغة .. اقترب منه ومسك يده ليمنعه من المشي .. خوفاً عليه ولكن لم يبالي هو .. وما زال كلام مازن يعيد مراراً وتكرارً في باله .. كان شبه فاقد وعيه .. ولم يتوقف جرحه من ذرف سائل الأحمر بكمية كبيرة .. لقد كان يتمتم اسمها .. دفعه ومشى بخطوات سريعة وخرج من البناية .. ولقد شعر أن الألم قد غزى بداخله إلى أن تمكن منه .. والعرق يتصبب من جبينه .. رسم شبح الابتسامة على شفتيه .. بإمكانه أن يتحمل أكثر من الجرح الغائر الذي يقع على جسده .. ولا يخسرها هي للأبد .. مثلما خسر ابنته !.. تنهد تنهيدة طويلة بحزن .. وقد شعر لوهلة أنه سيفقد وعيه .. لقد فقد دماء كثيراً .. اعتاد أن يمكث على جسده جروح أكثر عمقاً من جرحه الأن! .. ولكن هذه المرة عمقه ليس كالبقية يحمل معه وجع فقيدته .. تنهد مرة أخرى .. ولقد عرف من والدته أنها غادرت مع والدتها إلى مطار لكي تودعها قبل أن يداهم شقة مازن .. وهو كان يعتقد انها في الديرة.. عندما هاتفته للاطمئنان عليه .. دب الخوف بداخله من عقلها الذي يدهشه دائماً !..
استند على السيارة .. ولم يهتم لثرثرة الذي تطلب الأمر منه .. كل الذي يهمه هي .. لم يهاتفها أو غضب عليها .. كان سيذهب بنفسه بعد اعتقال مازن .. وسيخبرها انه مسك الذي كان يريد ايذائها .. وانها ستكون بخير .. من اليوم وصاعداً .. فتح هاتفه النقال أخر الشخصي له .. لم يبالي لبقية رسائل .. فتح رسالتها سريعاً .. وقرأه بذهول بما كتبت له .. ولم يخيب ظنه .. ويظهر الخريطة له مكان تواجدها حالياً .. .. لحق به ثابت سريعاً .. وخاف أن لا يكون خطفها مازن مرة أخرى ..
اتجه أصابعه بخطوات سريعة الى جهات الاتصال في هاتفه النقال أخر .. خائفاً أن لا يؤذيها رجال سامي ..
صرخ باسمه والقى نظراته عليه لقد سقط من يده هاتفها النقال .. وجثى ركبتيه وعلى الأرض .. اخرج ثابت مسدس سريعاً من الحزام الذي يرتدي .. اقترب منه وهلع وهو يرى حفرة صغيرة عميقة رصاصة دفنت في عضده .. وكان موقعه على ذراعه الأيمن .. اقترب العساكر من جنيد لحمايته و الذي كانو بالقرب منه.. بحث سريعاً من عينيه ولم يجد بالقرب منه أحدما .. رفع عينيه والقى نظره على بناية سكنية على نافذة مطلة على نافذة مازن .. صوب مسدسه عليه ولكن ذاك ابتعد سريعاً ..
امر سريعاً رامي لحاق به .. نفذ رامي ومعه عدة عساكر .. ولكن لم يكن واحد كان هناك أخر وأخطأ في اصابته مرت من خلف رقبته رصاصة واخترقت نافذة السيارة .. واجتمع اهل الحي من البناية السكنية للمشاهدة .. وقد عم الفوضى .. غضب ومتيقن فعلتهم .. ان يلحقو الفوضى بالقرب منها .. لكي يتنسى لهم الهروب ..
لا يعرف كيف صمد وهو يرى جنيد يجثو على الأرض ويتأذى !.. صرخ مرة أخرى باسمه مقترباً منه .. هزه وهو يخبره أن يقف ولكن وجده غارق في العالم أخر .. ولم يفارق اسمها عن ثغره!!.. وعينيه يزيدها الفراغ المميت ..
وقفت سريعاً والقى نظراته عليه .. توقف خطواته بالقرب من غرفته .. ادار جسده وذهب الى المصلى ..
وصلى ركعتين الشكر على سلامة جنيد من خروجه غرفة العمليات .. قبل ان يكون صديقه .. فهو يعتبر جنيد كاخيه الأكبر .. وعائلته ..
خرج بخطوات سريعة .. بعدما أمر بحراسة غرفته .. ومنع من دخول أحدما .. فقط سترافقه زوجته ..
فتحت عينيها وازاحت غيمة رمادية عن عقلها .. والقت نظرها عليه .. إلى شحوب وجهه .. إلى عينيه التي تمنت أن تبتسم لها .. وتتذوق الفرح من عينيه .. عقدت حاجبيها بغضب .. إلى الجرح طفيف يسكن على ثغره .. وكأن غير راضية أن يمس ثغره الحزن ..
مدت اناملها الدافئة اليه برقة .. وكأن تخبره أن أشرقت الشمس وعليه ان يستيقظ !!..
شهقت وهي ترى الانامل يده الايسر بارد .. لقد أخبرها الدكتور أنه بخير .. وسيفيق عندما يزول منه اثر المخدر .. القت بخوف نظرها على شاشة الصغيرة .. تظهر خطوط منعوج وصوت كئيب يلاحقها تلك الخطوط .. في هذه اللحظة لم تصدق ما قال لها دكتور ! .. فالأمر متعلق بجنيد ..
وقفت ومسكت معصمه وهي تقيس نبضات قلبه .. كانت هزيلة جداً .. عضت شفتها بعجز .. وجلست على الكرسي مرة أخرى بالصمت.. لو ذهبت هذه المرة سيكون رابع مرة!! .. إلى دكتورة لكي يأتي ويكشف عليه .. ولم تتلقى سوى نفس الرد .. " انه بخير .." ..
زفرت بالضيق .. وقرأت سورة الانشراح لكي يبث بداخلها الطمأنينة .. لكي يربت عليها .. لن تجد السعادة والطمأنينة والقوة سوى من ترتيلها لآيات سورة الانشراح ..
حدقت إليه بالهدوء .. كانت عينيها يكفي ليفضح كل شعورها في هذه اللحظة له .. خيل لها أنها ابتسمت .. وضعت اناملها النحيلة على شفتيها .. وابتسمت بالصدق .. ابتسمت ساخرة من قدرها .. من الحب الذي
أقسمت إنها ستدير ظهرها له ..
و اقسمت ايضاً انني لو مت شوقاً إليك يا جنيد .. اقسمت لو حبك الذي تمكن مني لو قتلني .. لن أتي لك كالعادة مهرولة .. ولكن القي نظرك علي .. أجلس الأن بالقرب منك .. وجن جنوني عندما عرفت ما حصل بك .. رجعت وارحب مرارة الأوجاع مرة أخرى براحبة الصدر يا جنيد .. ولا يهمني سوى انت ..
تنهدت تنهيدة طويلة .. وتمنت أن تتخلص من أكسيد الوجع ..
عقدت حاجبيها .. لوهلة خُيل لها أنه كان يحدق بها !.. حدقت اليه ببلاهة .. تعترف كان اصعب اللحظة مرت بها .. عندما راته .. لا تعرف كيف تصف شعورها في تلك اللحظة .. وقفت وعجزت من الاقتراب منه .. اعتقدت انها جنت !!! .. لكثرة اشتياقها لرؤية عينيها تتوهم أنه يحدق بها .. بللت شفتيها وهي تعيد ترتيب حجابها .. اقتربت من هاتف .. ابتعدت وادارت جسدها وخرجت .. بخطوات سريعة لقد تعثرت أكثر من مرة توقفت وهي تشعر أن الوجع اسدل على مقتليها بسائل المملح يمنعها من رؤية .. أسندت
بالحائط نصف جسدها .. وكان قلبها ما زال عالقاً على عينيه .. اقتربت منها ممرضة مستغربة من وقوفها .. والقت نظرات الشفقة عليها ..
ادارت وجهها .. واردفت بنبرة هادئة .. بالصوت مختنقاً من الثقل حزنها وبؤسها .. لقد اخبرت نفسها وقلبها مبتسمة انها لم تكن تتوهم .. وانه استيقظ .. ولكن عقلها الأحمق .. ما زال كان قاسياً عليها .. اخبرها ماذا ستفعل لو كانت تتوهم !.. فكرة انه لم يستيقظ وان خُيل لها .. شعرت بألم في روحها .. همست لها بالصوت منخفض بتردد .. وكأنها خائفة من ان يكون عقلها صادقاً ..
شكيلة .. " جنيد .." اشارت على عينيها كأطفال .. أكملت .." فتح عينيه .."
ابتسمت لها ممرضة .. وقبل أن تتحدث .. وجدت فريق الأطباء متجهين الى غرفته ..

.
.
.
.

في المدينة موسكو ..
لم يمر سوى عدة ساعات .. فقد تخلصثمالة من جسده .. وعرف كل شيء ..
داخل مكتبه .. يعيث الخراب في ارجاء مكتبه .. كان ثائراً وقد زاد غضبه أضعاف .. عندما عرف أن لم يموت جنيد ..
اردف بحدة وهو يتحدث إلى سكرتيره ..
سامي .. " باي طريقة ابغى تتخلص من الزفت سامعني .. بفهم الكلاب الي انت راسل لهم !.. كيف ما قدرو يتخلص من الحيوان ذا ؟؟ .. " واكمل حديثه بحزم .. " استخدم أي طريقة واسمع خبر موته يا فهد .. وان شاء الله لو يوصل تخطف لي أحد من اهل الكلب ذا جنيد .. بس عشان تتخلص من مازن .."
اردف وهو يقلل من كلامه غضبه .. فهد .." ابشر طال عمرك .. بنفسي راح اشوف واحل لك .. ويصير الي يرضيك .. "
خرج بخطوات سريعة مبتعداً عن مكتبه .. جلس على الكرسي واشعل سيجارته .. واملئ الكاسة بالخمر ..
ليقلل من غضبه .. يشعر انه استهان بجنيد كثيراً أنه ليس مثل ابيه .. وغاضب من ابنه الجبان أخر الذي لا يعرف اين اختفى ؟.. لم يتمالك والقى بغضب الكاسة على الأرض .. كان يعتقد أنه سيذهب إلى جدة دون ان يعيقه أمر ما .. ولكن كان مخطئ ..
يحتاج قبل أن يغادر .. نفض الأمور التي ستعيقه ..

.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
داخل الفندق الذي كان بالقرب من الساحة المسجد النبوي ..
كانت تجلس على سجادتها .. فقبل عشرة دقائق اشرقت الشمس ..
لم تكن تعرف والدتها ما حصل لجنيد .. لقد أخبرها ياسر أن هناك عطل في طائرة .. لأجله تم تأجيل الرحلة .. لو عرفت لن تتمالك .. يعرفها جيداً انها حساسة جداً .. زفر بالضيق كان غاضباً ومندهشاً عندما رأى شكيلة .. استغرب وجودها داخل طائرة .. لم يكن سوى النصف الساعة وعرف ما حصل من ثابت .. وصعق عندما عرف ما حصل لجنيد .. لا ينكر حزن في تلك اللحظة عليه .. وخاف على اخته أن لا تنهار .. ولكن ذهل عندما راها تجلس على الكرسي بالقرب منه بالصمت .. لقد قضى برفقتها ساعتين فقط .. لكي لا تشك والدته .. كان غاضباً منها ولكن تنازل عندما رأى هدوئها وكيف تحدق كالمجنونة ب جنيد !..
فتح الباب غرفتها لأجل أن يطمئن عليها قبل أن يرتاح .. ووجدها تجلس على سجادة .. ادارت وجهها وابتسمت بحب له ..
ام ياسر .. " تعال يا ياسر .. تعال وين كنت ؟؟ .. دق على اختك .. قلبي مو مرتاح .. احس فيها شي .. "
ابتسم لها واقترب منها وطبع القبلة على راسها .. وجلس بالقرب منها ..
واردف بالثقة .. ياسر .. " ما فيها الا العافية .. بتلاقيها الحين مع زوجها .. وكمان عيب عرسان ونزعج .."
اردفت أم ياسر بغضب .. بترت حديثه .. " ياسر لا تجلس تلقي علي محاضرتك .. أقول لك قلبي متوجع عليها من الليل أحس فيها شيء ! .. ما اقدر اصبر أكثر .. ولا تدري " وقفت وهي تطبق سجادتها وتضع على سرير .. " واكملت بحزم .. " قوم في وقت خذني للديرة .. "
هلع ووقف ومسك يدها وجلس برفقتها على سرير .. لا يلوم أخته الآن عندما يدهشه عقلها .. فهي لم تأخذ هذه الصفة غير من والدتهما ..
ياسر .. " الله يصلحك يا يمه .. ايش يودينا للديرة في الوقت ذا!!.. وكمان قبل ما اجي اتصلت عليها وما ردت .. ومو باقي شي لازم نلحق نروح بدري المطار .. "
رفعت حاجبها وحدقت اليها .. ابتسم لها واستغفر بداخله على كذبته .. وقف سريعاً وطبع القبلة على راسها ..
واردف بنبرة هادئة .. ياسر .. " تصبحي على الخير يا غالية .."
اردفت بسخرية .. ام ياسر .. " الي اعرفه ما في وقت !! .. ولازم نلحق طيارة .."
عض شفته لم يتمالك وقهقه .. حقاً شخصياتهم يتشابه !!..
ياسر .. " خلاص هونت راح ارتاح في الطيارة .. "
ابتسمت له .. ام ياسر .. " لا .. طس ارتاح شوي .. لا تمرض لي .. "
اقترب من سريرها .. واستلقى عليه .. زفرت بالضيق والقت نظراتها عليه .. لم تمنعه حقاً كانت تريد أن يربت على قلبها .. ويبدد القلق من داخلها .. فهي حقاً لا تشعر أنها بخير .. وابنتها ليست بالقرب منها .. ولم يتوقف قلبها بدعاء لها ..

.
.
.
.

في المدينة جدة ..
داخل المطبخ .. تقضي معظم وقتها لأجل أن تتعلم اعداد وجبات لذيذة .. انتهزت غياب ثابت ..
وضعت السكين بالقرب من حبة فلفل رومي .. وبالقرب منه ورقة كتبت عليه مقادير ..
لقد جرحت إصبعها .. بحثت عن المنديل الورقي لتضع عليه سريعاً .. سمعت صوت تلقي الرسالة من هاتفها النقال .. اقتربت من هاتفها بخطوات سريعة باللهفة .. معتقدة منه .. عقدت حاجبيها وهي ترى اسم خالتها .. زفرت بالضيق .. فتحت رسالتها وقراءته عدة مرات بدهشة ..
رفعت راسها وأغمضت عينيها .. وهي تشعر بخجل منه .. الم تكتفي باستغلالها .. لكي تستغل هو ايضاً ..
اين وعودها ؟.. أين قسمها لها ؟..
جلست على الكرسي .. وهي تشعر أن ثقل القهر يستوطن بداخلها لا يستطع ساقيها تحمله ..
وضعت هاتفها بالقرب من اذنها .. سمعت صوت خالتها وهي ترحب بها .. عضت شفتها بقهر منها ..
.. أم لجين .. " هلا .. هلا ببنت أختي الي نستني .. كيفك .. خلاص مالك اهل تسألين عنهم .."
لم تتمالك ضحكت بسخرية على ما قالت هي ..
اردفت بغضب .. ريلام .. " ما كفاكم استغلالي عشان يطلب زوجك من ثابت كمان ؟.. محتاجين في ايش 700 ألف ريال هالمرة !! .. "
أم لجين بحدة .. " ريلام لا يعلى صوتك .. على كم قرش مسوية موال !.. لا تنسي احساني ووقفتي معاكِ .. ولا مين تستحمل تخلي عندها وحدة يتمية .."
أغمضت عينيها .. وغطت نصف وجهها من كفها الأخر .. متكئة كوعها على فخذها ..
وتنصت بالصمت لصوت خالتها ..
أم لجين .. " لا تغتري مردك راح ترجعي لي .. خلي كلامي ذا في بالك سامعة .. وكمان ما افت.. "
بترت ترهاتها السخيفة .. بصرختها بقهر .. اردفت بغضب من بين بكائها ..
ريلام .." كفاية .. " لهثت وشعرت أنها مختنقة جداً من الأكسيد حديثها .. شعرت وكأنها داخل صندوق .. أكملت بوجع .." حسبي الله ونعم الوكيل .. ما جاني من وراكِ ومن زوجك غير الهم والضيم .. قولي لي ما كفاكِ نص مليون من حسابي اخذتيه ؟.. مو كفاية بعتي البيت ؟ مو كفاية نص مهري اخذ زوجك مني ؟ .. تدري اكبر غلطة أمي الله يرحمها إن تواصلت معاكِ بعد وفاة جدي الله يرحمه .. كان ياليت زيه تبرت منك .. " لم تتمالك وتعالت صوت بكائها .. والقت هاتفها على الأرض بقهر ..
ذعر من صوت بكائها .. لقد كان بالقرب من النافذة المطبخ الذي كان مفتوح جزء منه .. وسمع كل شيء .. لا يعرف ماذا يفعل .. زفر بالضيق .. لقد أتى قبل دقائق وفي يده أكياس .. ذهب هو بعد الصلاة العشاء و الصلاة تراويح في المسجد القريب من منزلهم .. إلى السوبر الماركت وجلب بعض الحاجيات لسحور .. وقد ظهر عليه تغيير جذرياً !.. لقد تغير كثيراً بعد التقائه ببسمة ..
وقفت هي وفتحت صنبور والقت على وجهها الماء .. ولم تتوقف عينيها من البكاء .. اراحت بعض الخصلات رطبه بسبب الماء خلف أذنها .. وهي تعيد القاء الماء على وجهها بحزن ..
طرق بخفة النافذة لينتشلها من حزنها .. ادارت وجهها ودهشت من ظله بالقرب من نافذة .. عضت شفتها بخجل .. التقطت هاتفها النقال من الأرض .. ووضعته على طاولة .. ارتدت حجابها وغطت وجهها .. خرجت من المطبخ إلى الصالة الداخلية بالقرب من المطبخ وفتحت الباب .. خرجت له راته ما زال يقف بالقرب من نافذة المطبخ وسارحاً في أمر يخصه هو فقط .. ويحيط عينيه الحزن .. تنهدت تنهيدة طويلة .. اقتربت منه والقت السلام عليه بحرج .. بصوت منخفض ..
وحدقت مستغربة من أكياس الذي في يديه .. وعليه علامة لسوبر ماركت الذي يوجد في الحي ..
وضع على الطاولة صغيرة في الحديقة أكياس .. مبتسماً ظاهرياً .. وهو يرد عليها ..
..نادر .." وعليكم السلام .. تفضلي جبت للسحور شوية حاجات .. "
اردفت باحترام له .. وهي لا ترى سوى ظهره النحيل بسبب الوجع مستعمراً بداخله .. وجعله حطام ..
ريلام .." الله يصلحك ما كان له داعي .. الخير واجد .. "
نادر .. " لا تستحي وانا اخوك .. وكمان ما أظن هاليومين راح يرجع ثابت .. بلغيني الله يرضى عليكِ اذا احتجتي شي .. واذا ما عليكِ أمر ممكن تجهزي لي قهوة .. "
تمتمت بالصوت منخفض .. " ابشري ثواني وتلاقي قهوتك .. "
غادر بخطوات هادئة .. مسكت أكياس ودخلت إلى الداخل هي ايضاً .. لقد وجدت أمر لكي يجعلها بعيدة عن حزنها لفترة .. مسكت ابريق القهوة من خزانة وغسلت واملئته بالماء .. وعينيها ممتلئة بالسائل ينذر للهطول على خدها .. عضت شفتها بقهر .. بدئت تستغفر وهي تدير ظهرها وفتحت الأكياس ..
وأدعت انشغال لتقلل من وطء وجعها ..

.
.
.
.

في الديرة ..
داخل المجلس الرجال الذي يفصل عن القصر الكبير ..
كانت تجلس بالقرب من الباب ولا يظهر منها الشيء سوى عينيها .. وبرفقتها مرافقتها التي تتولى زمام الأمور التي تأمرها هي .. ألقت نظراتها الحادة على الرجل الذي يجلس في الركن المجلس الواسع .. في عقد الخامس ..
اردفت ببرود.. أم جنيد .. ولقد اعتادت عليه !.." راح أعتبر إني ما سمعت شيء .. و اشرب قهوتك وتوكل على الله .. "
وبحزم .. أكملت حديثها .. وهي تأمره .." ولا عاد أشوفك مرة ثانية هنا .. "
ووقفت وأمرت الصبي في عقد العشرين يعمل لديهم .. ولم تكترث لحديثه التافه في نظرها !..
" يا ولدي لا أوصيك توصله الين باب .. أخاف لا يضيع زي قبل .." انهت كلامها قاصدة على حركته في اخر الزيارة عندما لم يغادر .. ووجد بالقرب من القصر بحجة انه أراد قبل مغادرته برؤية عزة !..
أردف هو بقهر وبغضب .. وهو يعرفها جيداً .. أن هذه المراءة الشامخة .. لا يستطيع أحدما ثني كلامها .. وأكثر من مرة تمنى كسرها .. ولكن فشل كل مرة .. إلى أن وصل تقدم لها بعد وفاة زوجها .. ورفضته هي .. وعرف ما تقصد هي ايضاً من حديثها ..
.." تطرديني أنا !.. ترى احتراماً لك سكت مرة يا أم جنيد .. ولا تنسي هي أختي وما جيت اشاورك جيت أعطيك علم .. "
التفت إليه وأردفت بحدة .. أم جنيد .." أختك !.. من متى إن شاء الله ؟.. مالك أخت هنا سامع يا أبو فواز .. وقبل حذرتك لعاد اشوفك هنا في مجلسي .. واسمعني زين ما خليت جنيد يعرف بسواد فعايلك في عزة عشان لا يجرم فيك .. "
خرجت من المجلس وخلفها مرافقتها .. ولم تعطيه فرصة ليتجادل معها .. استغفرت بصوت غير مسموع .. لتطفئ غضبها ..
جلست في العربة الكهربائية .. وهي تشعر أن ضغطها ارتفع .. كانت تقود مرافقتها وهي تلقي نظرها عليها بقلق ..
اردفت بهدوء أم جنيد .." ماريا ما أبغى أحد يعرف بجيته سامعة .. تواصلي معاها أكيد هي في الطريق .. "
تمتمت بهدوء .. ماريا .." إن شاء الله طال عمرك .. "
اردفت بصوت منخفض .. أم جنيد .. " حسبي الله عليه رفع لي ضغطي .. "

.
.
.
.


في بريطانيا . .
داخل المطار هيثرو في المدينة لندن ..
كانت تقف بالقرب من والدتها .. مدهوشة غير مصدقة .. ما يحصل معهم ..
أسندت والدتها لكي لا تسقط على الأرض .. عضت شفتها بقهر وحدقت الى شاشة هاتفها .. شتمت جنيد عاودت اتصال به .. ولكن كان هاتفه مغلق .. ادارت وجهها إلى والدتها .. التي لم تتمالك وسقطت على الأرض .. وفقدت وعيها !..


انتهى جزء (27) ..
انتظر تعليقاتكم الحلوة ..
استوعتكم الله ..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-10-19, 04:03 PM   #64

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

مشكورة على الفصل

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 05:23 PM   #65

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 02:39 AM   #66

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مساء الخير يا حلوات ..
ازيكم يا قميلاتي ..
الله وكيلكم وحشتوني وحشة مو طبيعي ..
اعتذر على الغيبة طويلة وما نزلت لكم الجزء ..
وما الوم اي وحدة طفشت او قل حماسها .. وربي الاسبوع الي فات انهلكت في العزايم الي جالس يصير في بيتنا .. والحمد لله مر الاسبوع على خير ..

بإذن الله راح يعجبكم الجزء ذا .. في حاجات قميلة راح يصير فيها ..
وإن شاء الله راح نرجع زي زمان ..


يلا يا عزيزاتي قراءة ممتعة ..


(28)..

في المدينة المنورة ..
يظهر على الشاشة تلفاز مثبتة بالحائط .. صفوف المصليين مرتبة خلف الرجل العظيم ..
وينتشر في أرجاء الصالة صوت عبد الله البعيجان وهو يتلو الآيات سورة النساء بصوته العذب بالقرب من الكعبة .. ويزيد كل دقيقة أعداد المصليين خلفه للصلاة التراويح .. كان صوته يحمل الأمان والراحة .. يجذب القلب من تلاوته العذبة ..
وكان امامها على الطاولة دلة القهوة والفناجين .. والصحن تمر وكوكيز من صنع يدها ..
كانت تتحدث مع شكيلة .. القت نظراتها على أخيها الذي رجع باكراً .. انهت مكالمتها معها بعجل ..
ادارت وجهها إلى أخيها مبتسمة بسعادة .. لطالما تمنت أن تقضي أوقاتها في رمضان برفقته .. ولكن فترات عمله يعيق أمنيتها .. كان يجلس بالقرب منها .. ووضع هو ايضاً لنفسه القهوة .. ومسك فنجانه ويحدق بالصمت إلى البخار الذي يتصاعد من فنجانه .. استغربت جلوسه بالقرب منها بالهدوء هكذا .. ويحيط عينيه هالات سوداء لكثرة تفكيره بها .. منذ سقط عينيه سهواً عليها في القصر .. وقع في حبها .. منذ ذلك اليوم لم تبرح بمغادرة من ذاكرته .. منذ تلك الليلة عالقة في قلبه ..كالنبتة حسنة أنبتت بين اضلعه .. لقد غرق في عينيها .. عينيها التي ينسج منها الحكاية الغرام ..
وابتسامتها الساحرة وهي تلوح بيديها في الهواء عندما كانت تتحدث على هاتفها النقال .. وكأن تلوح لقلبه ان يقترب منها .. وتخبئ ابتسامتها بحياء خلف أناملها السمراء الفاتنة .. شعر لوهلة وكأنها السماء الذي يعيش تحته.. كالطفل وجدها معجزة !.. وكأنها تلقي النهار بسواد شعرها الحرير ..
احتفظ كل شي يخصها بداخله .. إلى أن بدأ يتهلوس بها .. لم تتوقف إلى الحلم بل بات يشعر وكأن معه .. منذ تلك الليلة حفظ القصائد الذي يتلو على قلبه وكأنه برفقتها .. وكأن عينيها تلك الساحرة تعويذة .. ألقت تعويذتها عليه وغرقتني في سبات غرامها.. ولا اريد ان استيقظ منه طوال حياتي ..
وضع يده على صدره .. للتو رجع من زيارة الطبيب القلب .. ودهش عندما أخبره الطبيب .. أنه بخير !!.. إذاً لماذا يأن في الليل ؟.. ويجعلني اسهر بالقرب منه .. إذا كان بخير .. إذا لماذا اصبح هزيلاً .. ويدير ظهره لي .. وقد نسيت إنه لا يحتاج إلى المرهم لكي يحسنه .. بل يحتاجها هي .. غض بصره في تلك الليلة وهو يستعيذ .. ولكن قلبه لم يفعل .. لقد رضى أن يكون مذنباً أمام جبروت عينيها !! ..
و كان ساذج أن امام عينيها لن ينفع الصبر !..
اردفت مبتسمة .. فهو أوقات عمله في رمضان ليست كالبقية اشهر .. ولا يتقابلان يوماً كاملاً فقط في الليل .. يجتمعان على سحور فقط .. وهي تمد له صحن الكوكيز .. نجد .." يا هلا ومسهلا بالغالي .. الله يصلحك كان دقيت علي وبلغتني بجيتك كان جهزت لك شي تاكله .. لا تكثر من القهوة .. استحم وارتاح شوي واجهز لك مكبوس دجاج .. "
عقدت حاجبيها وزاد استغرابها .. لقد كان سارحاً في عالم أخر .. ولم يكن معها .. وضعت الصحن على الطاولة ..
أيقظته عندما مدت يدها إلى ذراعه.. ادار وجهه إليها متنهداً .. ابتسم ابتسامة ظاهرياً لها ويخفي ما يسكن بداخله ..
اردفت نجد بقلق.. فهو منذ جلوسه بالقرب منها سارحاً بالعمق في عالم آخر .. " اش بك يا عبد العزيز ؟.. تعبان .."
رجع ومرة أخرى تنهد .. كيف يصل إلى تلك العيني نجدية ؟ .. كيف يعرف من تكون هي ؟؟ ..
اردف بنبرة هادئة وكانت مثقلة من اشتياقه لتلك النجدية .. عبد العزيز .." ما فيني الا العافية .. " نهض والقى نظراته عليها .. " بنام عندي شفت ثاني بعد الصلاة الفجر .."
نجد .. " طب حط في فمك كم لقمة .. لا تنام على بطن فاضي .. "
اقترب عبد العزيز منها وانحنى وطبع القبلة على راسها بالحب وتقديراً لها .. " الله يحفظك ويخليك ليا يا رب .. فطرت في الحرم .. يكفي ويسد ارتاحي انتي .. "
ادار جسده .. واكمل قبل أن تتحدث هي .. " تصبحي على الخير .. "
وغادر إلى غرفته .. بل هرب من كل شيء إليها .. إنه ليس متعباً فقط بل يلازمه الحمى الشوق لها .. وضع الشماغ والعقال على منضدة .. والقى نصف جسده على سرير .. كان ذلك اليوم الذي حضر زفاف الأنثى الذي تقدم لها ولكن عرف انها اقترنت برجل آخر .. لم يبالي فهو لم يكن عالقاً بها .. حسناً .. يعترف كان منجذباً لها .. بسبب لكثر ة اقاويل نجد عنها .. ولكن هذه المرة يختلف أمره .. أنه مغرماً بها حد الثمالة .. لم يحضر فقط لأجل تلبية الدعوة .. لقد خرج فهو لديه عمل غداً .. وسقط عينيه سهواً عليها .. كان صوتها كأغنية القتها على قلبه ..
جلس وابتسم صحيح كانت تتحدث مع أحدما .. القى مرة أخرى جسده على سرير بخذلان .. كانت توبخه لتأخره !!.. لقد شعر أنه تعيس الحظ .. وحسد الذي مقترن بأنثى بل بالحور كانت.. حقاً سيكون سعيد الحظ بارتباط بها ..
وغفى دون ان يشعر هو ..

.
.
.
.

في المدينة لندن ..

أغلقت خلفها باب شقة بخفة .. وقد كان يعم السكون في أرجاء المكان.. ووضعت مفتاح على المنضدة مع حقيبتها .. وحررت شعرها من سكارف الصيفي الذي كانت تغطي شعرها .. و اتجهت إلى غرفتها بخطوات سريعة .. واضاءت المصباح الأرض الذي كان بالقرب من مكتبة .. وفتحت حقيبتها بعجل .. والقت كل ما كان في جوف الحقيبة بالقرب منها.. تمنت أن تجد بطاقة البنك الذي أعطاها جنيد ولكن هي لم تكن مهتمة .. ولن يكون غريب لو وجدته داخل سلة المهملات في منزلهم.. او أن تجده في متناول اليد اي انسان آخر سواها .. فهي كل ما يخص جنيد تمقته .. وكانت تستخدم بطاقة الذي بداخله عدة آلاف ريال الذي ورثته من والدها والذي أعطاها والدها .. واعتاد هو ان يضع مصروفها ببطاقتها .. ولكن منذ قدومها إلى لندن صرفت كل ما كانت تملك هي وأعطت جزء كبير من المبلغ لموضي عندما طلبت منها .. لقد كانت في السابق حزينة على ما فعل قايد بها .. ولكي تلقي كل ما بداخل قلبها إلى الخارج .. أو بالأصح جازته هو على اختفائه .. لم يكن الأمر يخص جنيد !! .. استخدمته فهي تعتبره أداة ويحق لها أن تستخدمه متى تشاء هي!!..
خاب ظنها عندما لم تجد البطاقة ..حدقت على ملابس الذي القته على الأرض لأجل البحث .. القت بغضب حقيبة اليد على الأرض بقوة .. وصرخت بقهر .. في هذه اللحظة شعرت أنها عاجزة .. مررت يدها بين خصلات شعرها .. ويلبسها الغضب .. ووالدتها منذ اقتران جنيد بأنثى أخرى يلازمها ارتفاع الضغط والإرهاق .. تلك المسكينة خبأت حزنها عن ابنتها بداخلها .. ونتج الوجع اثار هو أن تقضي أياما متوالية وابرة المغذي موصول بوريدها والذي يشعر بها .. ولكن لا تعرف هي عن سبب حزن والدتها .. لقد اخبرها الطبيب أنها بخير وتحتاج فقط لراحة .. ولكن الأن ساءت أكثر مع اعتقال اخيها .. الى أن وصل الى سكتة قلبية .. ولم يكن لديها مال الكافي لتغطي مصاريف العلاج والدتها .. ولا تعرف في اي مركز الشرطة تذهب لرؤية أخيها.. لأول مرة تعيش هذا الموقف .. والذي كرهته من قلبها.. لقد كانت تعتمد على جنيد عندما كانت تمر في ظروف القاسية .. زفرت بالضيق وأخرجت من جيب بالطو التي ما زالت كانت ترتدي .. هاتفها النقال ووضعت بالقرب من اذنها .. أغمضت عينيها ودعت أن يجيب عليها .. عقدت حاجبيها باستغراب لقد مرت يومان وتجد هاتفه مغلق .. أمالت طرف شفتها بسخرية .. تعترف في تلك اللحظة شعرت بالقهر بدرجة تمنت أن تراه عاجزاً ومكسوراً .. سقطت عينيها على اسورة الذي القته داخل حقيبتها غير مكترثة لو أضاع .. فالشيء الثمين الذي جعلها أن تتعلق به خدعها ! .. تنهدت تنهيدة طويلة .. لم يكن أحدما لها مخلص .. حتى ذاك الخائن الذي أضاع نصف حياتي اقترن بأنثى آخرى.. كان كاذباً لو كان حقاً واقعاً في حبي .. لم يكن يتركني بسهولة .. كان ينتظر فقط فرصة لكي يلبي شهوته .. ويذهب خلف أنثى أخرى ..
القت هاتفها على سريرها بقهر .. لا تعرف ماذا تفعل ؟.. عضت شفتها وشتمته هو ايضاً بصوت غير مسموع .. و الذي كان سقف آمالها ولكن خاب ظنها .. تعترف مازالت لم تتخطاه .. فهو أول رجل الذي ينبض له قلبها بجنون .. والذي عرفت كيف يكون الحب .. وكيف لا يكون !.. فهما غارقون في الحب بعضهما.. لم تتمالك ضحكت كالمجنونة ساخرة من أنه هو كان يحبها أو كان ينجذب لها .. مخطئة انني فقط وقعت بحبه .. لقد كان يلهو معي فقط .. وقد اعتقدت نزوة .. وسأتخلص منه .. ولكن منذ افتراقي عنه .. أشعر باكتئاب .. كأنني فقدت جزء جميل من حياتي .. وكأنني كاليابسة جافة..
عقدت حاجبيها .. وقفت ومسكت هاتفها النقال .. بحثت الرقم موضي في جهات الاتصال ..
اردفت بحنق .. عندما وجدت هاتفها أيضا مغلق .. "اوف .. دي كمان وين طست .."
تذكرت آخر موقف الذي جمعتهم .. ونظرات الاحتقار الذي القت عليها موضي .. لم تتمالك هي لقد واجهتها.. حدقت إلى سرير الذي كان خالياً من جسدها .. وعليه صندوق الهدية التي جلبت لها قبل أن تغادر كالمبادرة للصلح .. ولكن يظهر أنها لم تضع قدمها داخل المنزل منذ مغادرتها بإرادتها .. عضت شفتها الى ان شعرت طعم سائل الاحمر دافئ بغيض داخل فمها .. رفعت راسها وارادت أن يتوقف عينيها من هطول الوجع في هذه اللحظة .. ضربت بخفة جبينها لتنسى الموقف الذي كان عالقاً في ذاكرتها ولكن لم تكن تعي أنه كالمذكرة داخل عقلها .. وينتظر وقت لكي يؤدي واجبه.. سقطت داخل جمجمتها .. لقد كانت حزينة جداً .. لم تكن قلقلة عليه فقط بل كانت حزينة ايضاً لاختفائه المفاجئ .. وضعت عدة اساب لغيابه .. ولكن تلك الدمشقية كانت تزيد من قلقها .. كانت تبث بداخلها عدم الراحة .. رفعت راسها واستنكرت ما قالت للتو موضي لها..
اعادت ما قيل لها !.. وكأنها لا تعي ما تقصده هي .. أماني .. " لا يكون سحب عليكِ كمان !!.." قهقهت بسخرية .. وأشارت على نفسها .. واردفت بثقة .. ولا تريد الاعتراف انها انهزمت امامه .. ومغرمة به .. " يكون له شرف لو أعطيته وجه .. وكمان مو معناته سألتك ليش ما يجي الجامعة صار إن كان بيننا علاقة ..أنا غير يا موضي !! .. " انهت كلامها وهي تخبرها أنها ليست مثلها ..
خبأت ابتسامتها عنها وهي تجلس على الكرسي .. أحقاً استطاعت تحقيق جزء صغير من حلمها أن تراها في حالة يرثى .. أن تراها منهزمة .. حزينة .. وغضبت من اهانتها ..
اردفت بخبث وهي تريد أن تراها أكثر أن تغرق في حزنها .. موضي .." اوف .. ايش بك زعلتي .. سألتك بس عشان كان يظهر عليه منجذب لك مرة .. بس الي اشوفه .."
تلك الحمقاء لم تستطع إخفاء مشاعرها .. وفضحت نفسها أمامها .. وهي تدير وجهها مبتسمة اليها .. واردفت بالسعادة .. وبترت سم كلماتها التي كانت ستلقي عليها للتو .. أماني .." يعني مو كنت لوحدي حاسة .."
عضت شفتها وهي ترى عينيها يرتدي ثوب السعادة .. ارادت افصاح لها أنه منذ أن سقط عينيه عليها وهو مغرم بها .. ولكن لن تفعل .. لقد نوت أنها ستفضحها عند جنيد .. وستهدم علاقتها مع قايد .. وقد بدئت في طريقة الذي سيلقي بها الى تهلكة .. ابتسمت لها ظاهرياً مكرهة .. وهي تمد لها هاتفها النقال .. كانت في أيام الماضية تلاحقه دون أن يشعر هو ..
اردفت موضي بكذب.. ولقد تمنت في هذه اللحظة ان تراها تذرف سائل الوجع .. " بس ظاهر زواجه قريب مع المزة الي في صورة .."
مدت يدها ببطء الى هاتفها .. حدقت بالصمت إلى صورة بالهدوء ظاهرياً إلى ما يقارب عشرة دقائق .. لكي تستوعب حجم فجيعتها .. ابتسمت هي ايضاً ..
واردفت بنبرة متزنة .. أماني .." الله يوفقه .. "
ادارت وجهها لكي ترتدي الملابس وتذهب الى والدتها .. لم تتمالك موضي وقفت وادارت جسدها اليها .. وضغطت على ذراعها بقوة بكلتا كفيها..
واردفت بغضب .. موضي .." الله يوفقه !..هههه .. تستهبلي حضرتك .. وجنون فعايلك قبل كم يوم .. ايش افسره ؟؟.. " واكملت بخبث .. " ابكي خففي على نفسك ليه ناوية تكبتي في قلبك عشانه .. عادي مو انتي كنتي تقولي لي ان هو واحد خبيث وما يطمن .. عادي ارضي ان هو خدعك .. وخففي على نفسك .. ويلا يمكن يكون عادي عندك اخرتها له بديل .." تقصد جنيد ..
افلتت نفسها واردفت هي بقهر .. أماني .. " طول حياتك حقيرة ما راح تتغيري يا موضي .. انتي الوحيدة الي ما تمنيت .." حدقت بها بالحزن ..
تركت الحروف محشوة في ثغرها .. ومسكت بالطو وحجابها وحقيبتها وخرجت من الغرفة بعجل .. ارتدت بالقرب الباب سريعاً .. وخرجت مسرعاً بخطوات هزيلة .. ومسحت بقايا دموعها وسقطت عينيها عليه .. كان يضع باقة الورد وخرج ويحدق بهاتفه النقال .. دخلت هي مسكت باقة الورد ولحقت به .. ولحسن حظها لم يغادر كان يتحدث مع أحدما على هاتفه النقال .. وكان يظهر عليه مندمج في محادثته .. وصلت الى الفندق وذهلت من فخامته .. انتظرت بالقرب من المصعد وحدقت الى الرقم الذي توقف عنده .. دخلت سريعاً إلى المصعد اخر .. خرجت وبحثت ف أروقة دور الذي كانت فيه .. كانت سترجع وندمت لملاحقتها به .. وسقطت عينيها على انثى الذي راتها من قبل تخرج من جناح الذي كان اقرب للشقة .. ويقف هو مبتسماً بالقرب من الباب .. ويستند جسده على طرف الباب .. ويضم كلتا ذراعيه الى صدره .. اردف بشي ما لها .. ولكن لم تجيب هي عليه ..
اقتربت هي بخطوات سريعة وكأنها جرت للتو .. انتظرت لكي تلتقط أنفاسها .. اطرقت بخفة الباب وتمنت أن لا يكون هو ..
أغمضت عينيها بحزن عندما سمعت صوته .. بإمكانها أن تشك بأصوات الجميع فقط صوته لا .. فقلبها يحفظه .. القت نظراتها عليه بالصمت .. وقد كان يظهر عليه الصدمة وتوقف ما كان يريد ان يقول .. لم تتمالك غضبها الذي زاد عند رؤيته .. دفعته بقهر وادلفت الى داخل .. غير مصدقة تلك الكاذبة التي اخبرتها انها لا تعرفه خرجت من هنا ..
القت نظرها على أرجاء الصالة الذي لا يقل فخامته عن قبو الفندق .. وكأنه قصر !..
شعرت في تلك اللحظة بوجع يستوطن في قلبها .. وليس الوجع الذي يحكى أو أن يلقي عليه النظر .. الوجع بإمكانها قتلها .. لقد تمنت لو تأخرت قليلاً ولم تجده .. تمنت أنها لم تأتي .. شعرت أنها تريد البكاء مرة أخرى .. منذ معرفتها باقتران جنيد بأنثى أخرى .. كانت تشعر بقهر يستوطنها .. ولكن الأن أكثر .. إنها أصبحت وحيدة كالشجرة مسنة .. كالبيت المهجور .. كالسماء خالياً من الغيوم .. زاد حزنها عندما اردف اسمها الذي أحبته من ثغره .. وكأن أغنية جميلة فريدة يلقي على مسامعها ..و كل الذي فكرت به في تلك اللحظة .. أنه كالبقية لا يفكر سوى أن يرضي نفسه .. لقد كرهته وبشدة ..كانت تعرف أن ضربه لن يطفئ وجعها .. ولكن فعلت كالبلهاء .. ارادت المحاولة لتقلل من وجعها ..
وقفت وتخلصت من لقاء الذي لا تريد اكماله .. مسحت بأناملها حزنها .. والقت هدية التي جلبت ل موضي في سلة المهملات .. سقطت عينيها على اسورة .. اقتربت من حقيبتها وجثت ومسكت اسورة .. حدقت به بالهدوء .. لقد جلب لها الوجع .. ويستحسن أن تتخلص منه .. اقتربت من الخزانة ومسكت بإحكام الصندوق .. ووضعته على طاولة وفتحته .. لقد كانت ستتركه خلفها .. ولكن الأن ستتخلص منه ايضاً .. وضعت مرة أخرى في صندوق و أغلقت .. القت نظرها على ساعة يدها .. لديها متسع الوقت لكي تذهب الى والدتها .. القت جسدها على سرير وغفت .. فهي منذ ما حصل لم تذق الراحة ..

.
.
.
.

في المدينة جدة ..
كان يتحدث مع ثابت .. اعتدل من جلوسه .. ويلقي نظره على تسبيحة الذي بين يده الايمن..
اردف بتردد .. منذ قدومه إلى هنا لم يطمئن على بسمة .. كل الذي يعرفه أنه نزع من احشائها طفله ولكن لا يعرف ما حصل بها .. لم يتمالك عندما القى عليه سكرتيره الخبر .. واغلق هو هاتفه لا يريد أن يسمع أكثر ما حصل .. ولكن في فترة الأخيرة فكر أن يساعدها لتحيا .. الحياة التي كانت تريدها .. مع رجل الذي يكون طوق الأمان لها .. وليس مثله جبان تنازل عنها خلال دقيقة .. ويريد دفع ضريبة اضرار الذي تلقته هي منه.. لم اعش مثلما تمنيت ولكن عليها أن تعيش هي بسعادة ..
كان نبرته يحمل القلق والخوف عليه .. وكان أكثر تردد عندما سأله .. او بالأصح لم يعرف كيف يصيغ كلامه له .. كيف يخبر ما يدور في عقله لأجلها .. نادر .." ما اعرف عنها شي .. " واكمل بوجع .." ابوي كان واجد قاسي عليها .."
لم يستطيع اكمال حديثه .. وهو يشعر بالغصة في حنجرته .. فهم مقصده ثابت ..
اردف مبتسماً .. ثابت .." ابشر وانا اخوك .. اعطيني كم يوم اول ما اعرف وينها بالزبط في واشنطن .. راح اتواصل معاها بنفسي .. وإن شاء الله قريب راح تسمع خبر يسرك .. "
تمم نادر بالرجاء .." أمين يارب .."
انهى المكالمة سريعاً معه .. وهو يشعر ان ليس بخير ..
كيف يكون بخير .. وهو سبب بما حصل فيها .. كان تعيس جداً لم ينال حب والدته ولا بسمة !.. لقد خسر الاثنان بسبب حماقته .. ولكن لم يتعلم !!.. نعم عندما اردا حماية والدته .. ولأجل أن يجعلها تتخلص من قيود والده لقد تمرد ولكن لم يكن يعلم أنه سيجعلها كأمير نائمة .. لأول مرة عرف خبر ما حصل لوالدته .. لم يتمالك .. لا يعرف كيف وصل اليها على قدميه .. كانت نائمة بشكل لطيف .. وكأنها تشعر براحة عن واقعها الموجع .. وكأنها لم تكن في الغيبوبة بل وكأنها تنام بعمق .. وكأنها تفضل أن تكون هكذا .. وعاد حماقته لأجل أن يعلن ارتباطه ببسمة .. جعلها أن تفقد ما كانت تحمل في احشائها ..
لا .. لم أفعل لحمايتهم .. علي أن اعترف .. لقد فعلت لأجل أن اشن الحرب مع والدي !!.. لأجل انانيتي .. لقد خسرت ..
زفر بالضيق ومسح على وجهه .. ووقف لكي يتوضأ ويقرأ القرآن .. ويهرب من عقله ..
.
.
.
.

في المدينة لندن ..

لقد كان يتناول العشاء برفقة صفاء .. على شرفة الذي يطل على المحلات الحديقة .. لقد لبى دعوتها .. لأجل فقط أن يتخلص من روتين التي اعتاد عليه .. بعد اخر لقاء برفقتها .. لقد اعتقد أنه ستلجأ اليه في ما حصل لأخيها .. ولكن خاب ظنه !!..
وضع شريحة لحم داخل فمه مبتسماً .. وهو ينصت اليها بالهدوء ..
اردفت صفاء مبتسمة .. " وأخيراً شفناك تضحك .. ايوه .. خليك كذا مروق .. يفداك مليون بنت .. وراح تلاقي " والقت نظرها عليه ..وضعت طرف اناملها على شفتيها .. واكملت معتذرة .." اوه .. سوري نسيت .. ما راح نتكلم عنها .. " وأكملت بالصدق وهو تصرح بقولها .." صحيح انها جمالها يخليك غصب ما تشيل عينك عنها.. ولا أقول لك تدري بصراحة ما يشفع جمالها انك تكتئب عشانها وتنقلب روميو .. "
رفع احدى حاجبيه مستنكراً بما انهت حديثها ..واشار على مزهرية الورد ..اردف بحنق .. قايد .. " لا تخليني اهفك بذا الحين .."
حدقت به .. واردفت بسخرية .. صفاء .." بتسويها .."
مسح شفتيه بمنديل ووضع على طرف طاولة .. واخرج من جيب بنطاله هاتفه .. حدق الى شاشة هاتفه كالأحمق ..
رفعت هي راسها واستغربت .. من صمته وتحديقه الى شاشة هاتفه النقال ..
اردفت باستفسار .. صفاء .. " اش بك ؟.. ليش ما ترد ؟.."
توقف هاتفه من الرنين .. حقاً تمنى اليوم فقط أن يرتاح قليلاً .. تمنى لو يتخلص من الحياة التي أوقع به والده منذ ولادته.. وندم لأول مرة على فعلته! .. هو أنه الحق بأخيها أذى .. تنهد تنهيدة طويلة ..
اردفت بسخرية صفاء .." خل ينفعك الثقل .. يا اخي احمد ربك ان هي تنازلت واتصلت عليك !!.. "
حدق بها بالصمت .. والقى مرة أخرى نظره على شاشة هاتفه وقرأ رسالة .. ووقف وهو يضع هاتفه داخل جيبه بعجل ..
اردف بنبرة هادئة .. قايد .." شكراً .."
وغادر سريعاً .. ادارت وجهها بالصدمة .. غير مصدقة هدوئه ..
أنه حقاً مغرم بها .. ماذا فعلت تلك الأنثى .. لكي يصبح باهت الروح ..
زمت شفتيها وهي تفكر بمساعدته ..
هو خرج من المطعم بخطوات حزينة .. لقد اعتقد بفعلته أنه سيراها .. ولكن لم يكن هناك مفعول لخطته ..
ساق بسرعة جنونية ولم يبالي لمخالفات الذي اتته .. تنهد وهو يحدق الى الطريق .. أشتاق إلى شرفة الذي كان الوصل بينهما ..
أشتاق لضحكتها التي كانت تجاهد بستره امامه بأنالها .. الى أحاديثها الساخرة ..
الى عينيها الخجولة .. الى تذمرها .. الى هدوئها ..
كان بإمكانه أن يجعلها امرأته !!.. سهل عليه اذا كان يريد شيء يأخذه .. ولا يهمه رضا طرف أخر ..
ولكن هي لا يريد ان يكون هكذا معها .. يريد ان يمتلكها كاملاً ..
لا يريد أن يريد ان يدير قلبها ظهرها لها او يكره ..
لم يعمل في الجامعة الا لأجل أن يلفت نظرها .. ولكن هي لم تكترث له ..
ورجع مرة أخرى زج حاتم في السجن .. لكي تأتي لطلب المساعدة .. ولكن لم تفعل ..
ماذا يفعل لأجل أن تحبه مثلما يحبها هو ..
لقد كان سعيداً عندما رأى الخوف في عينيها في المصعد عندما ذهب الى شقته للبحث عنه .. وبكائها لأجله ..
كان لديه امل .. ان تحبه .. ولكن انتهى الأمل البسيط في أخر لقاء كانت عينيها ممتلئة بالكره لناحيته ..
توقف بالقرب من المبنى السكنية العمالقة .. خرج من سيارته وهو يلقي نظره على المبنى السكينة التي تسكنه ..
اقترب من الحارس .. الذ ي كان يعطيه اخبارها دائماً ..
طلب منه تعطيل الكاميرات ..
كان يدخل في الماضي متنكراً بسبب الرجل الذي وضعه جنيد لمراقبتها .. كان بإمكانه أن يتخلص منه .. ولكن لأجل أن لا يبث الشكوك في قلب جنيد تنكر .. وقف امام باب شقة .. وفتح باب ودلف الى الداخل !!..
أضاء المدخل ودخل الى الصالة .. وكان يعم السكون .. اتجه إلى غرفتها .. لقد اخبره الحارس انه لم يراها تخرج من المنزل .. ولم تذهب لزيارة والدتها .. خاف أن لا يكون مسها سوء .. فتح الباب غرفتها .. القى نظراته سريعاً ولم يجدها .. خرج بخطوات سريعة واتجه الى غرفة والدتها ووجدها خالياً ايضاً منها ..ادار جسدها واقترب من المدخل المنزل .. دخل الى غرفة حاتم ولم يجدها أيضاً .. اخرج من جيب بنطاله هاتفه النقال .. واتصل عليها ووجد هاتفها مغلقاً .. زفر بالضيق .. وكل أفكار سلبية مرت في عقله ..

.
.
.
.
في المدينة المنورة ..

في المواقف السيارات المسجد النبوي ..
لقد انتهت الصلاة التراويح قبل النصف الساعة ..
كانت تقف بالقرب باستحياء من السيارة عبد العزيز الذي انتهى فترة دوامه للتو .. الذي تطوع للعمل في فترة مسائية ايضاً .. لأجل أن يرهق نفسه بالعمل .. ولا يفكر بها لقد هزم ويأس من ان يجدها .. لا لم ييأس لقد صلى وتر ودعا أن يبشره الله بلقاء بها اليوم .. وها قد استجاب دعوته .. وقد تعرف عليها من صوتها التي تبث بداخله السعادة .. وتنبت بداخله الفرح .. تجعله أن يتشبث بها لنجاة .. يعترف أن الحياة ليست مغرية من دونها !.. اقترب وهو يدعي أن لا يكون وهم ويجعله أن يسقط في عمق قاع بؤسه .. وقف وسقط عينيه عليها .. كان يغطيها السواد .. وتعرف عليها من عينيها التي تخفيه الغطاء التي تضع على وجهها.. يقسم أن عينيها كل من يقع عليه عينيه سيقع في غرامها ..
عينيها ضمادة لإشفاء الروح ..
و أن القمر سيقع على الأرض لو رأى عينيها ..
لا يعرف كيف تمالك صدمته سريعاً وهو يخبرها أن يوصلها .. بعدما عرف من السائق ما حصل .. وها هي تقف بالصمت بالقرب من الباب السيارة لكي يفتحه .. وبرفقتها السائق الذي اخبرها قبل ربع الساعة بوجود العطل في السيارة .. وأنهما سيتأخران أكثر من ساعتين ..
لقد رفضت المجيء .. ووجدت هاتف جنيد النقال مغلق .. وقلقلة هي على أختها التي عند ما تحدثت معها كان صوتها متعباً لم تستطع أن تصلي سوى عشرة فقط من الصلاة التراويح .. واصر ايضاً عليها عبد العزيز أن ليس لديه مانع .. جلست داخل السيارة .. وغطت كلتا يديها من الكم عبائتها .. والقت نظراتها إلى الأسفل .. وبدئت تستغفر بداخلها .. وعقلها مشوش .. وخائفة على اختها ..
وكان صوت صلاح البدير ينتشر في الأرجاء السيارة بتلاوة الآيات سورة الأنعام .. وهو كان غارق في تفكيره وبها .. ويتمنى أنه استطاع بكتم صوت دقات قلبه بصوت المذياع ..
ولا يعرف كيف يصف شعوره في هذه اللحظة .. مرر اسفل عينيه طرف اصبعه ومسح دمعة التي سقطت من شدة سعادته ..

.
.
.
.

في المدينة لندن ..

حدقت بالغضب الى هاتفها النقال .. الذي نفذ بطاريته .. القت به داخل حقيبتها .. وفتحت كفها الايسر والقت نظرها على اسورة .. الذي عرفت انها مزيفة ومطلية بالذهب .. أغلقت كفها بقوة .. وادارت جسدها والقت نظرها على المحل في الركن الحي لا تعرفه جيداً .. لقد وصلت هنا عن طريق خريطة .. الى محل الرهائن .. كانت ستضع اسورتها هنا للرهان .. وستأتي فيما بعد لأخذه .. لم تتجرأ ببيعه فقد كان من والدها.. زفرت بالغضب .. أوقفت سيارة الأجرة .. وندمت انها لم تجلب الفستان الذي اهداها .. اغمضت عينيها وبدئت تستغفر .. ولم تشعر بالوقت الذي قضته داخل السيارة .. توقف امام المبنى خرجت ودفعت لسائق وخرجت من السيارة .. والقت نظراتها على الحارس .. الذي ذهل عند رؤيتها .. كان يعتقد انها لم تخرج !.. تنهدت ولم تهتم .. مشت بخطوات هزيلة الى شقتها ..
دلفت الى داخل .. واستغربت انها اطفأت الإضاءة المدخل قبل خروجها .. ابتسمت واعتقدت انه حاتم .. اتجهت الى غرفته فتحت الباب ولكن لم تجده .. دخلت وجلست على طرف السرير .. وبكت بالحزن وعجز .. لم تشعر كم المدة الذي قضت هي هنا وهي تبكي .. مسحت بطرف اناملها حزنها .. وقفت ومسكت بحقيبتها وخرجت من الغرفة .. اقتربت من اريكة منفردة .. والقت بحقيبتها وتخلصت من بالطو وحجابها على اريكة .. ويعم الظلام والسكون في ارجاء الشقة ..
رفعت راسها وذعرت وهي ترى جسد ضخم .. القت نظرها سريعاً في ارجاء المنزل .. شعرت لوهلة أنها أخطأت ولم يكن شقتها .. بلعت ريقها انها لم تخطئ منزلها .. اذن من يشاركها في شقة .. زاد خوفها عندما اعتقدت انه سارق .. بحثت بعينيها شيء ما ليحميها .. اقترب منها قايد بخطوات سريعة وعانقها بقوة .. شهقت أماني بالخوف ..
لقد خرج هو من غرفتها للتو .. كان ينتظرها داخل غرفتها .. عندما وجد هاتفها مغلق .. ولم يشعر بالوقت الذي قضى وهو غارق في تفكيره .. كان سيغادر ليبحث عنها .. ولكن دهش وهو يراها امام عينيه ..
همس في اذنها بالصدق.. قايد .." آسف .."
هدئت عندما عرفت من يكون .. افلتت نفسها بغضب .. والقت نظرها عليه .. أماني .." جاي عيني عينك تسرقني ؟!.. حسبي الله عليك مو كفاك الي مسوي فيا .. كيف دخلت هنا ؟؟.. "
لم يكترث لغضبها .. وهو يقترب منها مرة أخرى وعانقها ..
اردف بنبرة هادئة .. قايد .." خفت عليك .."
دفعته مرة أخرى .. اردفت بالحدة .. اماني .." سألتك شيء قايد .. " واكملت بكره .. ومرت من قربه .. وادارت وجهها .. " ولا اقول في ستين داهية ما تهمني .. صحيح قبل ما تطس خذ هديتك .. ولا عاد اشوف وجهك مرة ثاني .."
اتجهت بخطوات سريعة الى غرفتها .. زفر بالضيق ولحق بها ..
ادارت وجهها ومدت له الصندوق ..
وقبل أن تتحدث سمعت صوت حاتم .. يقترب من غرفتها .. شهقت والقت نظراتها بخوف عليه .. اغمضت عينيها بيأس .. وتشعر أن ساقيها لا يتحمل الصدمة ..

.
.
.
.

في الديرة ..

ادارت وجهها وهي تضع القرآن على استناد .. ودهشت بما سمعت ..
اردفت غير مصدقة .. أم جنيد .." نعم .. حسبي الله كيف دخل ؟؟.. بلغتك يا ماريا لا عاد اشوفه جاي مرة ثاني هنا ؟؟.."
اردفت ماريا .." هدد أبو خالد بالسلاح .. اتصل على جنيد.. " تقصد حارس البواب التي وظفه جنيد قبل شهر ..
وقفت واردفت بغضب .. ام جنيد .." حسبنا الله ونعم الوكيل على ظالم .. ذا ناوي يجيب اجل اخته .. لا ..ما يحتاج .. ما صدقت راح يقضي كم يوم مع شكيلة في المدينة .. خليني اشوفه .. ايش يبغى المصيبة ذا .. "
متيقنة أنه يضغط عليها لأجل أن توافق عليه .. زاد كرهها لناحيته .. كيف يؤذي اخته لأجل امرأة ..

.
.
.
.
في المدينة المنورة ..
في إحدى الأحياء الفاخرة على حدود المدينة المنورة .. والذي تم احياء المخطط في سنوات الأخيرة .. داخل المنزل الذي يضج بالحياة بقدومه برفقتها .. وقبل قدومهما تم اهتمام بكل شيء داخل المنزل .. اسدلت حجابها على اكتافها .. وللتو وصلت من المستشفى برفقته .. داخل الغرفة النوم هناك حائط يفصل بين سرير وسيب تبديل الملابس .. القت نظرها على سيب تبديل الملابس داخل غرفة النوم .. كان ممتلئ بالملابس جديدة وكأن وصل لتو !.. عقدت حاجبيها فكرة أن ترتدي ملابسها وأن تكون في غرفتها لا يرضيها .. وكأن يجب أن ترضى أن تكون مزيفة.. وكأنها لا شيء .. زفرت بالضيق لقد قضت يومان برفقته في المستشفى .. ولم تبرح أن تغادر مكانها وتركه لوحده .. خوفاً أن لا يمسه السوء .. ولكن أن يجلبها الى منزل الذي مكث برفقتها يحزنها كثيراً .. تشعر أنها متعبة جداً .. من الحياة .. من قلبها .. ومن نفسها .. كل الأمور الذي متعلقة به يرهقها جداً .. ويجعلها تائهة .. لقد سألها قبل عدة ساعات بين أحاديث الجانبية البسيطة التي دارت بينهما ..لقد فاجأها عندما اخبرها أنه اشتاق لها بدرجة انتظاره لصلاة الفجر !! .. لقد كان نبرة صوته يحمل اللهفة .. وعينيه دافئة .. وثغره مبتسم لها .. وأنامله الذي يداعب كفها الأيسر.. وصدره الذي شعرته وطنها و قد رجعت اليه .. عندما كان يسند ظهرها.. عم السكون لوهلة وكأن الكوكب مهجور .. ولا يوجد سواهما .. سرت في جسدها رجفة من تصريحه .. ولأول مرة شعرت طعم القهوة مرة التي اعتادت عليه ..لقد كان غير ! .. وكأن تسرب الى قلبها .. والى روحها .. ولها .. لا تعرف كيف تصف شعورها .. لم تستطع ان تدير جسدها وتطلبه أن يعيد .. شعرت بالخوف وعجز أنه يخبره بما يشعر به في هذه اللحظة .. وينتهي !.. مؤلم هذه الأحرف ستة .. وكأن حبل المنشقة لها .. تنهدت تنهيد طويلة مما جعلها تشعر أنها ستختنق من ال أكسجين التي عصفت على رئتيها .. وكأنها لأول مرة تتنفس بعمق هكذا .. تمالكت وهي تتخلص من افكارها التي شعرت انه يزيد وجعها .. لقد كانت غاضبة منه قبل قليل.. عندما عرفت انه يريد الخروج وسيغادر للعمل .. لقد رفضت فكرة أن يغادر بهذه الحالة ولكن همشها وكأن القى بها كالورقة في سلة المهملات .. دارت احاديث بسيطة بينهما .. احاديث الذي لا يخصهما .. بعيدة كل البعد عنهما .. عندما كانت تدير ظهرها له .. وتقف بالقرب من نافذة المستشفى الذي كان مطل على مواقف السيارات ..وقد جهزت قبل قليل لنفسها قهوة .. بعدما انهت مكالمة التي كان مع والدتها ..لقد تمنت أن تتخلص من آثار النوم .. شعرت انها مرهقة جداً .. ولكن في سبيل أن تكون بالقرب منه ضحت بكل شيء .. ولكنه وجدته غير مهتم لها .. موجع ان تكون عدم لشخص يعنيك كل شيء !!.. اقترب منها وعانقها بالهدوء ..
واردف هامساً في أذنها .. جنيد .." كيفها أمي ؟؟.. " لقد أراد سماع صوتها في هذه اللحظة .. فالهدوء الذي يصدر منها يخنقه .. وشعر بحماقته قبل قليل .. عندما اخبرته انه لن يغادر المستشفى .. وعينيها التي كان يحمل نظرات الخوف عليه .. احتاج فترة لكي يستوعب ما يتلقى منها .. من أنثى مغرمة به .. كيف يخبرها أنه لا يستطيع ترجمة مشاعره في هذه اللحظة .. كان كثيراً على رجل الذي شاب قلبه في الحب .. إلى ان أصبح جاف كالشجرة الخريف .. أن يخضر مرة أخرى وينبض بجنون هكذا .. شعر لأول مرة أنه نادم لضياع الفرص أن يكون برفقتها .. لا يعرف كيف جعل أن يتسرب أيامه من دونها .. ومن أحاديثها .. ومن عينيها التي تنظر خلسة لتسرق جزء منه.. وابتسامتها الخجولة .. ومن عقدة حاجبيها عندما تكون غاضبة .. ومن أنامله النحيلة الذي وقع في غرامها منذ أول لقاء بينهم .. أناملها التي تمد لها لكي تصافح قلبه كل ما قست الحياة عليه .. و تقوس ثغرها لتخفي حنقها منه.. وعندما تسخر منه تميل شفتها .. هناك أمور كثيرة يحتاج الى الحياة أخرى لكي يتحدث عن أبسط ال أمور التي يصدر منها ..
اردفت هي بحنق .. " الله لا يهينك اتصل عليها واسأل عن حالها .. " ووكزته بخفة لكي يبتعد عنها .. ولكن لم يتحرك من مكانه .. وما زال كان يقف خلفها ويضم كفها الايسر .. أكملت بسخط.. "ولا أقول ما له داعي اخرتها بعد ساعة راح تشوفها .. "
أغمض عينيه لدقيقة و ما زال غير مصدق أنها بالقرب من قلبه .. يعترف أن جن جنونه من اعتراف مازن انه كان سيغتالها مرة ثالثة !! .. فقط من فكرة اختفائها عن حياته يشعر أنه سيفقد روحه .. كان يحتضنها بخفة بسبب الألم الذي يزيد من ثقله على جسده .. عندما دفعته بخفة للتو .. وأيضاً جرحه لم يلتئم .. اردف جنيد مبتسماً .." ومين قال لك راح نرجع الديرة .. راح نجلس في المدينة أنا وانتِ .. "
أكمل وهو يداعب بأطراف أصابعه ظهر كفها الايسر .. والقى نظراته عليها .. عندما ارادت حشو فمها بالقهوة .. واختفت جزء من تعرجات التي كانت ظاهرة على جبينها ..
هامساً في اذنها مرة أخرى .. القى مرة أخرى نظره عليها .. أراد اخبارها أيضاً أنها تضاعف نبض قلبه وترسم الحب على ثغره ..
وأراد اخبارها ايضاً..
أنه غض بصره منذ التقاء بها ..
وأنه ..
يحبها لأنها أطهر الإناث في قلبه ..
أحبها لأنها تشعر به من صوته ..
وتمد حضنها لتقلل وطء حزني ..
إنها أنثى فريدة في كل شيء ..
وانني اترنح في الحب كالمغرم ..
ويفتنني أحاديثها ..
وتأسرني عينيها الجاذبة ..
وأجد سعادتي بين ضفائرها رمادي ..
ويسكرني شفتها ممتلئة .. ويزيد فتنتها عندما تلونها بحمرتها ..
وابتسامتها كفيلة يجعلني سعيداً لأشهر ..
أحبك ..
لأن لا شبيه لكِ ..
ولا بديل ..
وأحن لك كما يحن المغترب لوطنه ..
وانتظر بفارغ الصبر كالمدينة عندما تنتظر الشمس لكي تشرق عليها مرة أخرى ..
كالشجرة جافة متى يحل عليه فصل الربيع .. لكي يتباهى بجماله امام المارين ..
افلتت نفسها و أدلت موافقتها بعجل فقط ان تتخلص من دقات قلبها التي يتسارع بجنون .. ولم تعطي فرصة لتنبت الأحاديث كتبت لها فقط على لسانه ..
ولكن الأن بعد قدومها هنا تذكرت تلك المرأة تشاركها في كل شيء بل أكثر .. لا تعرف هل واقفت لأجل أنه كان لطيفاً معها ؟.. أم بسبب اعترافه البسيط ؟؟ .. ها صحيح لم يكن رجل البارد الذي اعتادت عليه في ايامها الفائتة ..
لم تشعر به لقد سبقته عندما وجدته يتحدث مع ثابت .. ورافقتها إحدى الخادمات التي وصلت صباحاً إلى هنا لتنظيف وترتيب المنزل .. الذي قبل شهر تم انهاء بنائه ..
كان يقف بالقرب من الباب ويحدق بها بالصمت .. اقترب بالهدوء منها .. وعانقها من الخلف لكي يمنعها من المغادرة.. حدقت به بالطرف عينها .. وسبقها في الكلام .. فهو متيقن البؤس الذي يقع الأن على ثغرها ما سببه ..
اردف مبتسماً.. هامساً بالقرب من أذنها.. جنيد .." قبل شهر اكتمل .. و ما اسعفني الوقت اني اكمل تأثيث البيت .. "
لم تدير فقط عينيها بل وجهها ايضاً .. وابتسمت ببراءة الأطفال .. وقد فضح عينيها قلبها ..
ادعت اللامبالاة .. شكيلة .. " أمم .. مو بطال يمشي الحال .."
وخطت خطواتها بسعادة .. لتبحث عن الملابس مريحة لكي ترتدي هي..

.
.
.
.

في الديرة ..

أمام باب المجلس .. كان الجميع واقفون في الخارج .. لم يترك المأذون أن يغادر .. وهو يهدد الجميع من المغادرة ..
شعرت خلود أن ساقيها لا يتحملها .. وهي ترى عزة تذهب من امامها .. لقد اخبرت ثابت أن يأتي .. ولكنه تأخر !..
لقد اطلق رصاصة في السماء .. عندما عاندته ولم توافق على حماقته .. ولكن حضرت أختها في توقيت سيء ..
واستغل ذاك قدومها وخوفها ..
وقبل قليل .. استغرب من أصوات التي سمعه .. ولكن لم يتطفل لمعرفة ما يدور .. ولكن فزع عندما سمع صوت اطلاق الرصاص .. خرج من سيارته واتجه الى مصدر الصوت .. بخطوات سريعة ويدعو أن يكون خير.. وصعق وهو يراها كالورقة بين يديه .. وفقط صوت بكائها يمتلئ في ارجاء المكان.. وكانت تترجاه كالطفلة صغيرة .. كالطفلة بائسة تتمنى أن تنجو من الحرب الذي لا تعرف أن لن ينتهي !!.. لم يتمالك وهو يراها ..
اقترب بخطوات سريعة ومسك ذراعها .. الى ان جعله خلفه لكي لا يفعل الاحمق الذي امامها بها شيء .. وهي تشبثت بثوبه لكي لا تسقط على الأرض .. كان كثيراً عليها أن تستوعب ما يحصل بها ..
أجاب عبد العزيز بثقة .. وهي يلقي نظرات الحادة عليه .. " أنا زوجها .."




والى هنا نتوقف ..
بإذن الله لي بكم لقاء في أقرب وقت ..





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-11-19, 03:21 PM   #67

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

شكرا على الفصل الجميل

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 01:27 AM   #68

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(29)..


في المدينة لندن ..
كان يجلس على سريرها ..
القى نظراته في الأرجاء الغرفة بضجر .. عقد حاجبيه
ووقف واقترب من سلة المهملات ..رفع الصندوق صغير ..
وقد كان مغلفاً بغلاف الهدايا وعليه شريطة ذا لون أبيض
.. ابتسم بسخرية وهو يرى اسم موضي ..
القى مرة أخرى في سلة المهملات .. وجلس امام مكتبة ..
وانحنى الى الأمام ومد يده والتقط القلم يخصها.. وبدأ
بتحريكها بين انامله .. وغرق في سبات أفكاره ..
لقد التقى بها لكي يوفي بوعده أنه سيساعدها واخبرها
انه دهش بقدوم أماني اليه .. والقى نظراته عليها
عندما مد لها بطاقة البنك باسمها .. استغرب من توترها
ووقوفها المفاجئ .. وقبل أن تمد يدها الى بطاقة ..
رجع يده الى الخلف ..
اردف بشك وقد تذكر عينيها في تلك الليلة.. قايد .."
ما كانت مصدومة يوم جات الفندق ؟؟.."
ازدرقت ريقها .. وقد ظهر على تضاريس وجهها التوتر ..
واردفت بنبرة هادئة ..
موضي .. " ما ادري .. يمكن لحقتك .. "
قايد .. " بس أظن ما تعرف فين اسكن ومع مين ؟!.."
وقفت موضي ولا تريد أن تتعمق في المحادثة معه .. خائفة
أن لا يكتشف أنها كانت تراقبه .. وايضاً لا تريد أن يعرف
انها كذبت على أماني بارتباطه بصفاء .. لم تكن تعلم
أنها لم تخبره بشيء ما .. " تأخرت .. لازم ارجع البيت
بدري .. "
رجع ظهره الى خلف متكئاً بظهر الأريكة الذي كان يجلس
عليها .. ووضع ساق على الأخر .. وضحك وهو يلقي نظرات
الاستصغار عليها ..
اردف بسخرية .. قايد .." تأخرتِ !!.. ما أظن إنك مرحبة
بدرجة مهتمين لرجعتك لبيت بدري .. أو نقول مستحملينك
عشان أماني !.. "
أشار لها بعينيه .. اكمل بحدة وبأمر .. " اجلسي ..
وقولي لي كيف عرفت هي ؟.." واكمل بسخط .." اكيد تعرفي
!.."
كانت صامتة .. حدقت به مطولاً .. وثبتت نظرها على
عينيه الذي كان يحدق بها باستحقار ..وكأنها قذرة ..
أو كأنها مقززة .. ولا تستحق أن تكون كغيرها ..
شعرت بالغصة في قلبها.. وتمنت في هذه اللحظة أنها لو
تستطيع القاء بدمار بالجميع ..
وخاصة هو وأماني ..
لقد كان هما أكبر أسباب في كره نفسها ..والحياة التي تعيشه .. لا تنكر
عدة مرات فكرت لتنهي حياتها .. ولكنها طمست سريعاً تلك
الفكرة من عقلها دائماً .. ولكن الأن حقاً يراودها
الفكرة أن تتوقف من العيش .. ماذا تلقت من الحياة
التي عاشته .. فقط الوجع والأسى .. ولقد كان بارداً
ومملاً لا يستحق أن تجازف للعيش .. ومليء بالقهر والعجز
.. لو تدير ظهرها لماضيها .. لا يوجد سوى العار والفقر
.. لماذا أتمسك بالحياة بهذه الدرجة ؟؟.. انني لست
جميلة .. لست صاحبة النفوذ والسلطة .. لست ثرية ..
ليست لدي عائلة لأفتخر بها .. ليست لدي المكان انتمي
اليها ..
انني فقط أنثى بشعة حقيرة في وسط العقد العشرين !..
وأتشبث بأماني كالناموس لكي أمتص منها المال لاسعاد
نفسي لفترة مؤقتة .. ويكره الجميع الاقتراب مني .. لا
.. الكره قليلاً علي .. لقد وصل الأمر الى أن القاء
النظر علي .. يجعلهم أن يشمئزوا .. الا يكفي أنني
رضيت بالصمت أن يدهسني الجميع فقط في نيل الحياة
بسيطة .. وأكون كاميرة في حياة الذي اردت به .. لم
أطمع فقد أردت العيش كالاخرين حياة عادية .. بسيطة ..
وتافهة .. روتين ممل لا يذكر .. يعاد نفس روتين ولكن
يختلف بأمور بسيطة .. لم أطلب أن ترجع للحياة والدتي
ووالدي مرة أخرى .. لم أطلب أن يعاد السنة الذي قد
أتيت للحياة .. لكي أغيرمصيري .. وأجعله مثلما اريد
.. فقط اردت الحياة بسيطة .. هل صعب نيل بالحياة
بسيطة ؟؟..
أحقاً الا يكفي تنازلات كثيرة الذي اقدمت عليه لأجل أن
أجد سعادة .. ولكن لم أجد سوى ضرائب لردة أفعالي
يلاحقني ويؤذيني ..
رفعت كفها الى الأعلى .. والتقط كفها دموع الذي ذرف
عينيها دون أن تشعر .. أغلقت كفها وادارت وجهها ..
وابتلعت وجعها بداخلها .. واختنقت من الغصة التي كان
يعيقها من أن تتنفس ..
مسحت بأناملها حزنها .. والقت نظرها عليه .. لا تنكر
اقتربت منه لأجل مال ولكن حقاً وقعت في حبه .. ولكن
لماذا لم يقع في حبه مثلما وقع في حب أماني ..
هل لأنها قبيحة ؟ .. أم لأن الحظ سيء يلاحق بي كالظل؟؟
.. ولكن تعي الأن أنها تكرهه وبشدة .. لم تكن تريد
ايذائه.. فقط ارادت بفضح أماني عند جنيد .. ولكن الأن
تريد إيذاء هو أيضاً ..ابتسمت لم تكتفي بابتسامة ..
ضحكت كالمجنونة !!..
عقد حاجبيه قايد واستغرب من ضحكتها بعد ذرف دموع!..
حدقت به مرة أخرى .. ونفذت أمره ولكن
جلست هذه المرة أمامه .. ووضعت ساق على الأخر ..
ستعيد له الوجع .. ستأذيه مثلما القى الحزن في قلبها
..
مال شفته بسخرية بالصمت .. ومتيقن أن خلف جنونها
كارثة ..
زاد كرهه عندما رأته يلقي ابتسامته الساخرة عليها ..
ابتسمت هي ايضاً ..
واردفت بحقد .. موضي .. " فهمني ايش يخليني اسمع
لواحد حقير ومعتوه زيك ؟؟ .. اكتفيت من استغلالك عشان
وحدة مريضة زيك تبغاها .. خلك رجال وبدل ما تلف وتدور
زي الكوبرا .. اعترف لها .. وها على فكرة ترى مو
سلوم العرب الي جالس تسوي انت !!.. وتدري كمان ايش
الفرق بينك وبين جنيد ؟.. ان هو رجال قول وفعل .. كان
يبغاها تقدم لها .. ما لجأ لحركات رخيصة مثلك..
اعترف ما ندمت ان ساعدتك .. لأن من جد هي ما تستاهل
جنيد .. وكمان لايقين على بعض طنجرة ولقت غطا.."
بتر حديثها بإلقاء بإناء فخار .. الذي كان عبارة صحن
دائري متوسط الحجم ذا لون ازرق غامق .. وبداخله بتلات
الورد.. الذي كانت تتحرك بنسمات الهواء بسيطة مع
الماء .. شهقت ووضعت طرف اصابعها على موضع الجرح الذي
كان على جبينها تحسست بخفة.. وأغمضت عينيها بسبب الم
الذي تلقته .. القت نظرها على اصابعها .. وقد كانت
مصطبغة بدمائها ممزوج ببضع قطرات الماء .. ابتسمت اذاً
استطاعت اذلاله .. مسحت بطرف كمها دمائها الذي شق
الطريق على تضاريس وجهها ناعم .. لم تهتم لجرح الذي
يقع على جبينها .. يهمها فقط انها استطاعت اغاظته ..
وجعلته أن يأخذ جزء ما فعل بها طوال فترة الماضية..
اقترب منها ومسك ياقة قميصها .. وجعلها أن تنهض ..
واردف بفحيح .. قايد .." راح اعلمك كيف أكون رجال ..
قول وفعل .. "
مالت شفتها بسخرية .. وبصقت عل وجهه ..
اردفت مبتسمة بوعيد .. وهي ترى الصدمة في عينيه ..
موضي .. " صدقني غلطت انك لجأت لوحدة حسودة مثلي .. لا
تعتقد اني راح اخليك تعيش بسعادة .. راح اخليك تذوق
الي ذوقتني .. انت والزفتة الي صاير عشانها روميو ..
"
مسح بيده الأخر وجهه بقرف ..
دفعها وصفعها على خدها الأيمن .. تمالكت ومسكت طرف ظهر
الاريكة قبل ان تسقط على الأرض .. اقترب منها وضرب اسفل
ظهرها بطرف حذائها بقوة .. صرخت بوجع .. كرر فعلته
أكثر من مرة .. القت نظراتها عليه وضحكت لكي تغيظه ..
اردفت بسخرية .. " مو غريبة حركاتك .. بما انك تنتمي
لعائلة فاسدة وحقيرة .. " أكملت بخبث .. " ما ادري
ايش يكون ردة فعلها يوم تعرف الشخص الي تحبه ايش يكون
.. بس اكيد راح تكرهك .. اعرفها تكره أحد يخدعها
.. وخاصة بعد سالفة زواجك!!.."
هو أيضاً ابتسم .. ولم يكترث لكلامها .. ادار جسده مقترباً من مدفأ الحجرية
قديمة .. التي تعطي مظهر جذاباً لصالة الفندق .. التقط
قطعة حطب الذي لم يحترق كاملاً .. واقترب منها وضرب
راسها أكثر من مرة .. لم يكتفي بهذا !.. مسك شعرها
وجرها لجهة المدفأة ..
اردفت هي مبتسمة بحزن بالصوت منخفض جاهدة أن ترفع
صوتها لكي يصل الى مسامعه.. وقد اختنقت من الألم الذي
يقع على جسدها .. موضي .. " والله يا قايد ما راح اخليك
تتهنى معاها .. "
القى نظراته الحادة عليها .. جثى على ركبتيه .. وادخل
راسها داخل المدفأ قليلاً .. صرخت متألمة ومسكت يده
لكي تبعده .. لم تتمالك أمام بنية جسده .. فقدت أمل
أن يشفق عليها.. و لم يبتعد هو الى أن رأى ذراعها
يتساقط على الأرض ..القى بها الى الخارج وهو يرى نصف
وجهها محترق .. بصق عليها مبتعداً .. وصدره يرتفع
ويهبط بسبب غضبه .. بل كان يبدو ثائراً كالثور !!..
اتجه الى مكتبه واتصل على سكرتيره .. الذي يعمل عمل
المزدوج لديه .. سكرتيره ويتخلص بنفسه من أمور الذي
تزعجه هو .. أي ينفذ أمره في القتل اشخاص الذين يعيق
خططه .. خرج مقترباً من الخزانة والتقت قارورة الخمر
من نوع فاخر .. وشرب دون أن يضع في الكأس ..
لأجل أن يقلل من غضبه .. لم يمر سوى الخمس الدقائق ..
أتى سكرتيره الذي يظهر على وجه الخبث مثله..
أتى ورفعها وأخذها سريعاً خارج الفندق ..
كانت سيئة الحظ ولم تموت .. لقد افاقت بعد أربع
وعشرين ساعة ..
لقد بكت بكاء جنائزي .. لم تقدم على فعلتها لأجل فقط
أن ينهي حياتها البائسة .. ولكن لا تعرف لما الحياة
تتمسك بها !.. لا تعرف لما تريد ايذائها أكثر ؟؟ ..
وأن تجعلها أكثر بئساً وحزناً ..
اراح ظهره متكئاً على ظهر الكرسي .. وأغمض عينيه .. لا
ينكر ما زال كلامها بغيض يزعجه ..
لقد تركها أن تشفى قليلاً .. ويرجع لها فيما بعد .. ولم
يشعر هو على نفسه وغفى قليلاً .. لقد كان مرهقاً هو
ايضاً نفسياً وجسدياً .. لم يذق طعم النوم منذ أخر
اللقاء التي جمعه بأماني .. هي الوحيدة التي نالت منه
.. وجعلته هكذا .. كان اخر لقاء بينهما موجعاً .. وقد
شعر في الفترة الذي فقدها بالوحشة .. يعترف أنه ندم
في لحظة غضبه على ما اقدم اليه .. لم يكن يريد ايذاء
حاتم .. ولكن لأجل أن ترجع له .. رضا أن يؤذي حاتم ..
رضا أن يجعله ضحية لأجل التقاء بها مرة أخرى .. ولا
يهمه ما سبل الذي يلجأ اليه لأجل أن ترجع له ..
سقط راسه الى الأمام .. استيقظ وهو يلقي نظره في ارجاء
الغرفة ليعرف اين هو .. ووجد نفسه داخل غرفتها .. لقد
غفى دون ان يشعر .. القى نظره على ساعة يده .. وكان
يشير الى واحدة صباحاً .. نهض وخرج من الغرفة .. ولم
يجدها ادار جسده مرة أخرى متجهاً الى غرفتها .. دخل
والتقط هاتفه من فوق المكتبة .. واتصل عليها ووجد
هاتفها مغلق ..
كرر اتصال الى المستشفى التي توجد بها والدتها ..
وانهى مكالمة سريعاً بعد ما ابلغته ممرضة انها لم تأتي
.. زفر بالضيق .. لقد مرت في مخيلته أفكار سلبية منذ
قدومه الى هنا .. توقف عقله لوهلة من فكرة بذهابها
الى مركز الشرطة !! .. عض شفته بقهر .. لا يريدها أن
تذهب الى الأمكنة التي لا تليق بها .. ارسل رسالة الى
سكرتيره .. وكان يحمل رسالته أن يتكفل بإخراج حاتم من
السجن .. وايضاً يهتم بدفع كل مصاريف العلاجية للمستشفى
..
القى مرة أخرى جسده على سريرها .. وحضن وسادة الذي
يحمل رائحتها .. نهض سريعاً وأعاد الاتصال بها .. ولكن
وجد مغلق .. تنهد وخرج من غرفتها لكي يبحث عنها ..
عقد حاجبيه ..عندما سمع صوت اغلاق الباب الغرفة ..
كان ما زال واقفاً بالقرب من باب غرفتها بالهدوء ..
لكي لا يثير الضجة .. معتقداً أنه حاتم.. رجع الى خلف
قليلاً لكي لا يظهر جسده .. حدق بها بالصمت .. ابتسم
تلقائياً بالحب لها .. لقد كان يظهر عليها الحزن ..
ابتسم واقسم بداخله أنه لن يجعلها أن تعرف عنه شيء ما
.. وانه لا يجعلها أن تحزن .. وشعر لوهلة بخوف عندما
تذكر وعيد موضي .. حرك راسه من فكرة بتحقيق صارم
معها .. بما أنها لم تمت ..وأيضاً بإمكانه أن يعرف ما
هي المكيدة التي جهزت لهما ..
اقترب منها بالهدوء .. والقى نظراته عليها .. وكان
يظهر عليها الخوف عند رؤيته.. وقبل أن تمسك بشيء
لتضربه ..
عانقها بقوة .. وصدر من بين ثغرها شهقة صغيرة ..
يدل على خوفها من عناقه المفاجئ.. اغمض قايد عينيه
وزاد من احتضانها وهو يغرق وجهه بين خصلات شعرها ..
واستنشق رائحة العطر الذي يفوح من خصلات شعرها .. تمنى
في هذه اللحظة أنه التقى بها في مكان أخر .. وفي فترة
زمنية لا يوجد به سوى الحب .. حسناً ماذا لو تصادف
في المقهى .. ووقع في الحب بعض .. دون مقدمات .. فقط
عينيهما تلقتي ببعض .. وتقع في الحب بعضهما .. ودون
أن يكون هناك عائقاً لعلاقتهم .. مثل جنيد !!..
ماذا يفعل لكي يعيش الحياة التي رسمه بدقة داخل
مخيلته ليتحقق ؟؟ ..
همس في اذنها بالصدق .. قايد .." آسف .." يقصد من
أسفه ما فعل بأخيها .. وعلى ما سيفعل في المستقبل !..
والى الأمور الذي يخفيها عنها ..
اسدلت جفنها براحة الى الأسفل .. عندما عرفت من رائحة
عطره .. ومن دفئ جسده .. قاومت لأجل أن لا تقع أكثر ..
لا تعرف لماذا حبه يتضاعف أكثر بداخلها .. ويزيد من
وجعها ..
لماذا تجد لذة الحياة بالقرب منه ؟؟..
ولكن تعي أن الاقتراب منه كالجحيم وسيحرقها بلا شك ..
يكفي الذي عرفت عنه .. لا تريد أن تكون كالفاصل بين
اثنان .. او تتلقب بالعاهرة او سارقة الرجال .. فكرة
أن تصبح كالموضي لا تريده .. افلتت نفسها بغضب الظاهري
.. ورجعت بخطوات متعثرة الى الخلف .. والقت نظرها
عليه بالحزن .. اردفت بحنق دون أن تشعر بما تقول له
.. فقط ارادت تقليل من حنقها عليه .. أماني .." جاي
عيني عينك تسرقني ؟!.. حسبي الله عليك مو كفاك الي مسوي
فيا .. كيف دخلت هنا ؟؟.. "
لم يكترث لغضبها .. او لترهات الذي خرج من ثغرها ..
لقد كان خائفاً حقاً عليها .. اقترب منها مرة أخرى ..
وعانقها ببساطة ..
اردف بنبرة هادئة وبحب .. قايد .." خفت عليك .."
توقفت من التنفس .. وهي تنصت لضجيج الذي يصدر قلبها
بجنون .. وقد أحمرت خديها .. لقد أوقعها مرة أخرى في
حديثه البسيط وتافه ..
وأنبت في صدرها حقول من الأزهار من قوله ..
قاومت مرة أخرى .. ودعت أن لا يخذلها ساقيها أكثر ..
يكفيها ما تلقت منه ..
دفعته مرة أخرى .. اردفت بالحدة .. اماني .." سألتك
شي يا قايد ؟.. " لم تستطع أن تقاوم أكثر .. وهي
تشعر أنها على وشك البكاء مرة أخرى .. واكملت بكره
ظاهري امامه .. ومرت من قربه .. وادارت وجهها .. وبحة
الذي يحمل نبرة صوتها .. ببكائها في أي لحظة .. " ولا
في ستين داهية ما تهمني .. صحيح قبل ما تطس خذ هديتك
.. ولا عاد اشوف وجهك مرة ثاني .."
اتجهت بخطوات سريعة الى غرفتها .. ومسحت سريعاً حزنها
.. زمت شفتيها باستياء .. فتحت الخزانة ملابسها ..
ومسكت الصندوق .. كتمت من يدها الأيسر شهقة التي صدر
للتو من ثغرها .. ورفعت راسها الى الأعلى ليتوقف
عينيها من ذرف أكثر ..
زفر بالضيق ومسح بكفه على وجهه .. ولحق بها ..
مسحت دموعها بقوة .. وأغلقت باب خزانتها ..
وادارت وجهها ومدت له الصندوق ..
اردفت بالصوت مختنق من وجعها في هذه اللحظة ..
أماني .. " خل في بالك لو شفتك مرة ثاني .. ما راح
يحصل لك خير يا قايد .. "
حدق الى عينيها بالصمت ..والتي احمرت من بكائها ..
اردف قايد بنبرة هادئة .." ترى بيني وبين صفاء ولا شيء
.."
ادارت وجهها الى جهة أخرى وضحكت بسخرية ..
وقبل أن تتحدث سمعت صوت حاتم.. شهقت بخوف ..القت
بالصندوق على الأرض سريعاً .. ودفعته وهي لا تعرف اين
تجعله يختبئ .. خرجت من غرفتها سريعاً .. ورأته يقف
بالقرب من باب غرفتها ..
اردفت ببلاهة ..أماني .." حاتم !!.. لسه ما سافرت .."
استوعبت ما قالت له .. عضت شفتها .. وشتمت قايد
بداخلها ..
عقد حاجبيه باستغراب .. ولكن لم يبالي .. ابتسم
واحتضنها بالحب .. حاتم .." ههههه .. كان مفروض نسافر
.. بس حسبي الله عليهم ونعم الوكيل فيهم .. "
اردفت بالصوت منخفض .. وما زال ضجيج قلبها لم يتوقف
.. أماني .." الحمد لله على سلامتك .. "
ابتعدت عنه .. واردفت بقلق .. " كنت حاسة من دونك
ضياع وبوحدة .. حسيت اليومين الي راحت اني راح اجن..
ما كنت عارفة اكلم مين عشان يساعدني .. وغير كذا
ماما جاء لها .." حدقت به .. وغيرت مجرى حديثها .."
في المستشفى .. اكيد لو شافتك راح تنبسط مرة .. روح
استحم وارتاح .. "
اقتربت منه مرة أخرى وعانقته بالصمت .. ابعد جسدها
عنه .. وهو يضع كلتا كفيه على عضدها .. واردف
باستغراب .. حاتم .." الله يصلحك كان كلمتي جنيد .. "
أمالت شفتها بسخرية .. واردفت بقهر .. أماني .. " لا
تجيب لي سيرة الزفت .. وتلوموني على كر .." عضت شفتها
وتركت بقايا الحروف داخل حنجرتها .. وادارت لوهلة
وجهها الى الباب غرفتها الذي اقفلته خلفها .. ندمت
على كلامها .. لم تكن تريد أن يعرف قايد علاقتها بجنيد
.. ولا تريد ايضاً أن يخوض معها الحديث عنه .. وهو أيضاً
يثير حنقها مثل جنيد..
هز جسدها لكي يولي عقلها اهتمامه اليه .. واردف
بنبرة هادئة .. حاتم .. " الله يهديك يا أماني .. ما
ادري على كرهك له ليه منتي راضية تنفصلي عن .. "
بترت كلامه .. واردفت سريعاً وهي تدير عينيها الى
الباب.. وجعلت نبرة صوتها مرتفع لكي يسمعه هو ..
اماني .. " بالعكس مشتاقة له .. ما ادري متى أوصل جدة
.. "
رفع حاجبه .. وهو ايضاً حدق بالباب .. اردف بالصوت
منخفض بسخط.. حاتم .." خير ايش عندك ؟!.. اصدق لو
قلتِ اشتقتِ لأي أحد!!. بس جنيد صعب اصدق .."
افلتت نفسها .. والحديث عن جنيد ازعجها .. اردفت بحنق
.. أماني .." يوه .. الواحد يعني ما يتغير .. ومين
قال لك ما كنت احبه !!.. "
ضحك حاتم وغير مصدق كلامها .. ولا ينكر انه دهش من
اعترافها .. وقرص بخفة خدها الأيمن .. " اسفين .. يلا
ارتاحي اكيد تعبانة .. "
اردفت بتردد .. اماني .." متى راح تروح عند ماما
؟؟.."
حدق بساعة يده .. حاتم .. " بما ان انتهى وقت الزيارة
الحين .. بكرة الصبح بإذن الله .. "
اماني .. " اجل تصبح على خير .. اذا احتجت شي اتصل
علي .. وراح اجي عندك .. "
حاتم .. " وانتي من اهله .. "
اتجه الى غرفته .. كان يريد تحدث مع جنيد ليعرف سبب
سجنه .. فهو متيقن هناك أمر مريب حصل معه .. القى
جسده على سرير .. اعتدل من جلوسه واخرج هاتفه ووضع
على اذنه .. استغرب من اغلاق هاتف النقال جنيد .. عاود
الاتصال بقايد هذه المرة .. ليشكره لمساعدته ..
كانت ما زالت واقفة في الخارج .. اقتربت من الأريكة
..وارتدت بالطو وحجابها أيضاً .. مسكت حقيبتها في
يدها ودخلت غرفتها ..
كان هو يقف قبل دخولها بالقرب من الباب غرفتها ..
وسمع محادثتها مع حاتم .. القت نظراتها عليه .. كان
يجلس على سريرها .. وغارق في تفكيره .. أغلقت الباب
بقوة .. وانتشلته من تفكيره .. حدق بها مبتسماً ..
القت بحقيبتها على سرير ..
اردف مبتسماً .. قايد " ممكن تجيبي لي مويه .. الله يكرمك
.."
أماني .. "طس في بيتك واشرب.. يلا قدامي .. ما صدقت
حاتم يروح غرفته .."
اخرج من جيب بنطاله هاتفه النقال .. ورفع الى جهتها
.. عقدت حاجبيها من اتصال حاتم به ..
ادارت وجهها عندما أطرق حاتم الباب غرفتها ..
القت نظراتها عليه .. وخائفة من أن تفضح أمام حاتم
.. أماني .." انسدح لا بارك الله فيك بسرعة .. "
زاد وسعة ابتسامته .. ورفض قايد .. زفرت بالغضب وجلست
على الأرض سريعاً ونزعت حذائه ..
والقت بحذائه تحت سريرها .. و دفعته بقوة القت عليه
غطاء سريعاً .. وتخلصت من البالطو وحجابها .. ادارت
وجهها والقت نظرة سريعة عليه .. وفتحت الباب ..
ابتسمت بتوتر .. اماني .." اش بك ؟؟ .. لسه ما نمت
.."
حاتم .." ما جاني النوم .. وغير كذا قريب يصير وقت
السحور .. ومن زمان ما اكلت جريش من يدك .."
خرجت من غرفتها .. ورفعت اكمام بلوزتها قليلاً ..
واردفت بحماس .. اماني .." اوك .. بس ها .. راح
تساعدني .. "
حاتم .. " ابشري .."
ودعت انها لا تفضح .. ما زالت مدهوشة كيف دخل قايد هنا
.. لم يأتي في بالها غير تفسير واحد .. أن موضي أعطته
له المفتاح .. شعرت بتأنيب الضمير .. على سلاطة لسانها
.. انها تحبها وارادت لها خير وكانت تريد ان تصلح
بينهما .. ولكن ما فائدة أن تتصالح معه .. وهو
قريباً سيقترن بأنثى أخرى ..
كان يغسل الخضرة ..
اردف وهو يلقي نظره على باب غرفتها .. حاتم .." اش
بها موضي نامت بدري .. الله يجزآها الخير .. بلغني
مساعد استاذك ان موضي بلغته .. كنت ابغى اشكرها..
واستاذ قايد ما ير.. "
ادار وجهه وتوقف عن الحديث .. على صوت سقوط الصحن من
يدها ..
اردفت بتوتر .. أماني .. " ماله داعي تتصل عليه ..
نايم هو .. أ .. قصدي يمكن يكون مشغول .. "
القت في سلة مهملات الصحن المكسور بغضب ..
هذه المرة غضبت منها ..
من فكرة أن تجعلها مُدينة له !..

.
.
.
.

في الديرة ..
أمام الباب المجلس .. كان الجميع واقفون في الخارج ..
لم يترك المأذون أن يغادر .. وهو يهدد الجميع من
المغادرة ..
نزلت من عربة الكهربائية وبرفقتها ماريا .. اقتربت من
الباب المجلس .. والقت نظرها على شاب في عقد العشرين
.. يقف مذعوراً بالقرب من الباب المجلس .. ادارت وجهها
..
واردفت بغضب أم جنيد .. " ما تستحي على وجهك .. كيف
تتجرأ تجي بيتي وتهدد الكل .. اموت ولا اخليك تلمس
شعرة من راسي .. " بصقت على الأرض .." تفو عليك ..
وعلى فكرة الي مربيه على وجهك ما يليق عليك !.. لأن
فعايلك ما يدل انك رجال .. "
ضغط على زناد .. القت نظرها بالقرب من صندلها .. الذي
كان لا يفصل بين صندلها ورصاصة سوى سنتميترات ..
اردف هو بحدة بنفاذ الصبر .. لقد تمكنت منه وجعلته
أن يغضب .. أبو فواز .. " خليها تجي بسرعة .." واكمل
بوعيد .. وهو يقترب من شاب .. الذي كتم صرخته .. " ولا
ترى والله العظيم بذبحه .. "
أم جنيد .. بكره .." في جهنم .. سامعني .. ما تخاف
ربك على الي ناوي فيها .. " كتفت يديها .. " يفداها
!!.."
هلع من قولها .. وحدق بها بالصدمة ..
لقد اعتقد انها ستنقذه ..
في تلك اللحظة .. أوقف سيارته ..
فتحت وتمتمت قبل خروجها بصوت منخفض .. عزة .." الله
يجزآك الخي .. "
ذعرت من صوت اختها المرتفع .. خرجت من السيارة .. مشت
بخطوات سريعة لوهلة شعرت أنها بعيدة جداً .. اقتربت
من خلود .. ووقفت خلفها ..والقت نظرها على الجميع
سريعاً.. لم تتجرأ أن تحدق بأحدهما .. لطالما كرهت أن
ترى المنظر يجعلها أن تشعر بالخوف .. وصوتها أختها
المرتفع يذكرها بأمها واخوتها .. وبالماضي الذي تكره
وبشدة ..
القت بطرف عينيها نظرها عليها .. زفرت بالضيق .. لم
تضع في الحسبان .. بقدومها هي الأخرى هنا ايضاً .. لقد
استغلت عدم وجودها ..
لحق بها ايضاً سائق .. كان يقف بعيداً عنهم .. ولم يلاحظ
أحدما وجوده .. اخرج هاتفه من جيبه اتصل على جنيد ..
فهو كان منذ قبل يشعر بقدومه هنا مريب .. وجد هاتف
النقال جنيد مغلق .. رجع اتصل بثابت .. واخبره بما
يحصل ..
أطاع امره وهو يجيب على مكالمة فيديو ..وجعل هاتفه
عليهم .. لكي يرى ثابت ما يحصل !..
صرخ بحدة .. أبو فواز .. وقد عرفها من طريقة تشبثها
في أم جنيد .. لقد حفر في ذاكرته فعلتها .. كانت
تتشبث هكذا بوالدتهما ..
.." تعالي هنا بسرعة .. "
أحكمت خلود بقبضتها على معصمها بقوة .. واردفت بغضب
.. " على جثتي .. مستحيل أخليك تأذيها يا خسيس .. "
ابتسم بسخرية .. و قبل أن يصوب بمسدسه الى راس الشاب
.. ذاك دفع يده بخوف .. فتح أبو فواز عينيه .. وقد
بهت ملامحه لوهلة .. ولكن لم يكن هناك أحدما مصاب ..
زفرت بالراحة ماريا .. حدقت هي على جزع النخلة ..
وادارت وجهها والقت نظرها عليه .. كان يظهر عليه
الخوف .. وقد بهت ملامح وجه .. بلع ريقه .. واظهر
سريعاً على وجهه علامات الغضب .. عندما سقط سهواً عينيه
على أم جنيد .. التي كانت تحدق به بالحدة وكره .. فقط
هي الوحيدة لم تشعر بالخوف ..
هلع هو أيضاً من صوت الذي سمعه .. أوقف سيارة وخرج
متجهاً الى مصدر الصوت .. عقد حاجبيه .. وقد ميز صوت
بكائها من بين الأصوات الجميع..
اردف بقهر .. أبو فواز .. " انا ولي امرها ..وَليِ حق
سامعة يا خلود .. " أكمل بخبث .. وهو يبث سموم حديثه
في قلب عزة .. والقى نظراته عليها .." تكرهك ..
وخلتك تعنسي .. زي البقية تنبذك .. لو تحبك كان فكرت
فيكِ .. تدري حرمتك من شوفة أمي .. الي تمنت تشوفك قبل
ما تموت .."
اردفت بحدة أم جنيد .." الله لا يبارك فيك .. اترك البنت
في حالها .. "
لم يهتم لغضبها .. اتجه اليها بخطوات سريعة .. وأحكم
بقبضته على ذراع عزة بقوة .. كانت كالورقة بين يديه.. القت نظراتها على اختها التي سقطت من دفعه بقوة على الأرض .. وبقربها ماريا .. لم تتوقف هي البكاء ..
في هذه اللحظة تمنت أن تكون شكيلة بالقرب منها ..
وجنيد ليبعدها عن الوحش الذي يريد ايذائها ..
هز جسدها لتقف باستقامة .. أبو فواز .. " بكسب اجر فيها وازوجها .. "
لأول مرة أن تكون شجاعة واردفت برجفة .. عزة .." ماابغى اتزوج .."
غرس اظافره في عضدها .. أبو فواز .. " هههه .. وطلع لك لسان يا العرجة .. اشش بس.. لا اسمع صوتك .. خلتك زيها قليلة الأدب .. " واكمل باستصغار .. " احمدي ربك
احد رضا فيك .. ولا بصراحة حتى واحد مريض ما راح يرضى فيكي يا عبدة .. "
اردفت برجاء .. عزة .." الله يخليك اتركني .. ما ابغى اتزوج .. ما ابغى .."
اردفت بثقة .. دون أن تفكر بما تقول .. ام جنيد .. " هي على ذمة رجال .. ما تقدر تجبرها على زواج بواحد ثاني .. "
مال شفته بسخرية .. والقى نظراته عليها .. واردف باستحقار .. أبو فواز .." مين ؟.." أشار على عزة بمسدس .. " هي .. ههه .. العبي على غيري يا خلود ..
مين الغبي راح يرضى في العرجة .. "
أغمضت عينيها ودعت أحدما أن ينقذها .. بدئت تشعر أن ساقيها بدئت يصبح ثقيلة .. وزاد صوت بكائها .. اردفت أخر مرة .. كالمحاولة أخيرة .. لنجاة منه .. ومن قسوة حديثه ..
عزة .. " الله يخليك اتركني .. الله يخليك ما ابغى غير خلود.. "
توقف وحدق بأبو فواز بكره .. وخطى خطواته بثقة الى ناحيته .. وابعدها من قبضة يده سريعاً .. واسندها قبل أن تسقط على الأرض .. الى ان جعلها خلفه لكي لا يفعل الاحمق الذي امامه بها شيء .. تشبثت هي بثوبه لكي لا تسقط على الأرض .. كان كثيراً عليها أن تستوعب ما يحصل بها .. وضعت أناملها السمراء الجاذبة على ثغرها ..
لتكتم بكائها ولكن لم تستطع .. وكان يقف عبد العزيز امامه بثقة دون أن يكترث لأمره ..
أجاب عبد العزيز بثقة .. وهو يلقي نظراته الحادة عليه .. وقد كان يعم السكون عند قدومه .. سوى صوته
رجولي الذي انتشر في الأرجاء المكان .. بحديثه الذي ادهش الجميع .. وهي ايضاً !!.. " أنا زوجها .. "
هي كان كثيراً عليها .. لم تكن تحمل قوة لتستوعب الوجع
.. الذي صفعها بقوة بدون أي مقدمات .. سقطت على الأرض
.. وفقدت وعيها ..
شهقت خلود بخوف .. واقتربت منها بخطوات سريعة .. كان
يشعر بكل تفاصيل البسيطة التي صدرت منها للتو .. ادار
جسده سريعاً واسندها قبل أن تسقط على الأرض ..
استغلت أم جنيد الفرصة .. واقتربت من اختها ..
واردفت بالحدة .. أم جنيد .. " حسبي الله عليك فضحتنا ..
طس من هنا والي جايبهم معاك .. "
لم يتمالك وهو يرى هكذا .. تمنى لو يستطع قتل الوحش
الذي كان سبب في حزنها .. حملها بين ذراعيه وهو يقترب
من العربة الكهربائية ..
أبو فواز القى نظراته على ظهر عبد العزيز بحقد وكره
.. لقد فقد فرصة ليجعلها زوجة له ..
رفع يده ولا يفكر سوى بقتله .. وقبل أن يفعل مرت من
القرب معصمه رصاصة صرخ والقى بمسدس على الأرض ..
واقترب بخطوات سريعة ثابت .. وهو يدير كلتا يديه خلف
ظهره .. لكي يعتقله ..
ادارت أم جنيد وجهها .. وقد فضحها عينيها التي احمرت
بسبب كبت بكائها على عزة.. وعلى قسوة حديثه مع عزة ..
اردفت بوعيد .. أم جنيد .." والله ما أكون بنت ابوي لو
ما خليتك تخيس في السجن يا حقير .."
ولحقت ب عبد العزيز ..
صرخ هو يطلب من ثابت أن يتركه ..
.
.
.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-11-19, 03:02 AM   #69

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




في المدينة المنورة ..
عقدت حاجبيها القت نظرها على شاشة هاتفها النقال ..
لم تشعر متى غفت بعد محادثتها مع ياسر .. و لكن لم
يكن غفوتها سوى ساعة فقط.. وعندما استيقظت لم تجده
.. تنهدت تنهيدة طويلة .. وتدعي أن يكون بخير ..
ادارت وجهها الى جهة أخرى من سرير .. الذي كان خالياً
منه .. ولم يكن له آثر .. اذن انه لم ينام بالقرب منه
.. مررت كفها الايسر على وجهها .. ورفعت هاتفها وعاودت
الاتصال به ولكن لم يجيب عليها .. شعرت بقلق أن لا يكون
مسه سوء ..
منذ رؤيتها في حالة الذي كرهته وبشدة .. تخاف عليه من
الابتعاد عنها ..

.
.
.
.

في جهة أخرى في المدينة الطيبة..
في المقبرة البقيع ..
قبل النصف الساعة رحل الجميع .. بعد دفن فايز ..
ووالده أيضاً الذي شاخ مبكراً بسبب فقدان ابنه الأكبر ..
لم يستطع مواساته .. فهو الذي يحتاج لمواساة أكثر لكي
يستوعب ما حصل بهما ..
داخل المقبرة البقيع .. دفن بقايا فايز بالقرب من
ابنته ..
نزع قبعته ووضع بالقرب منه .. كان يجلس بالقرب من
مقبرتهم بالصمت .. وهادئ كالأموات .. وكأن يشاركهم
الصمت ..
ابتلع وجعه بداخله ككل مرة .. القى نظراته على قبر
ابنته .. أغمض عينيه بحزن .. وكأن يصف حالته الأن
كافكا بقوله.. الأصعب من البكاء هو فقدان القدرة عليه
!.. ها هو فقد القدرة .. ليقلل من وطء حزنه هذه
المرة ..
وكأن الصدمة على عينيه كثيراً .. لتتحمل كمية الوجع
الذي اقترب منه بشكل مفاجئ ..
اختنق حد الموت .. وشعر لوهلة أنه لايستطع التنفس ..
نهض ولم يلقي نظره عليهما .. فهو يلوم نفسه وبشدة
بسبب ما حصل بهما .. خرج بخطوات سريعة من المقبرة ..
وقد زاد إصراره باعتقال سامي .. شعر بألم يغزو جرحه
الغائر الذي يقع على بطنه .. بعد قضاء وقت دون أني
رتاح .. تذكر ما همس له مازن .. باغتيال شكيلة مرة
أخرى !..
لم يتمالك وقد شعر زاد وجعه .. توقف من المشي وقد ظهر
على وجهه التعب والالم .. أطمئن عليها بعدما رأها
تنام بهدوء .. ولكن ما زال يهاجم عقله فكرة رحيلها
مرة أخرى ..
تذكر أخر محادثة الذي دار مع ياسر على هاتفه النقال
..
لقد اخبره أن لم يراها هكذا من قبل حزينة .. وغارقة
في الهدوء .. وكانها فقد روحها رونقها .. أوسبب
العيش .. وكل ما حصل بها بعد وقوعها
في حبه .. وأنه قد تنازل لأجل أن تكون سعيدة برفقته..
ولكن لو شعر في اي لحظة أنها موجعة ..
.. سيأتي وينتشلها منه ..
اقترب منه إحدى الرجال الأمن الذي بدأ للتو عمله ..
وهو قد فقد وعيه ..
.
.
.
.

في المدينة لندن ..
وضع كفه على كتفها وهزها بخفة .. لكي تستيقظ .. فتحت
عينيها بصعوبة .. شعرت بألم في رقبتها .. بسبب نومها
الخاطئ على صوفا يكفي لفردين .. مسحت على وجهها ..
والقت نظرها على حاتم ..
أماني .. " خير يا حاتم .. اش بك ؟.. ساعة كم .. ليش
سهران؟؟ .."
ابتسم حاتم .." عشرة ليل يا بت .. أي سهر الله يصلحك
.. قومي ارتاحي في غرفتك .."
وقفت وصرخت بصدمة .. أماني .." متى صار ليل .. ليه محد صحاني !.."
القت نظرها سريعاً على باب غرفتها .. كانت تنتظر حاتم أن يذهب الى غرفته .. لكي تجعله أن يغادر المنزل .. ولكن لم تشعر هي ونامت بعمق في الصالة ..
هو أيضاً القى نظراته على غرفتها .. اعتقد انها تجادلت مع موضي .. ولكن لم يسألها ..
اردف حاتم .. " اشش .. خفضي صوتك ..أمي توها نامت.. "
القت نظرها على الطاولة الذي امامها .. قد اصبح الوضع أكثر صعوبة من قبل .. برجوع والدتها الى منزل .. لقد كانت تستغل مغادرة حاتم الى مستشفى لكي تجعله أن يرحل
.. ولكن الأن كيف تجعله أن يرحل ؟؟..
لم تتمالك جلست مرة أخرى .. ماذا ستفعل الأن .. ماذا لو رجعت موضي الى المنزل أيضاً ؟؟.. سيسوء الوضع أكثر..
القت نظرها على حاتم الذي كان يجهز لنفسه قهوة ..
اردفت أماني بقهر .. " ليش محد صحاني لفطور؟؟.."
ادار وجهه حاتم .. واردف مبتسماً .." قبل ما اروح المستشفى قومتك !!.."
أسندت كلتا ذراعيها على فخذها .. وغطت وجهها بأناملها.. وتذكرت أنه ايقظها .. ورجعت هي مرة أخرى ونامت ..
نهضت مرة أخرى .. واتجهت الى الحمام .. حمدت ربها انها كانت في فترة ازدهار .. فترة وجيزة وخرجت واتجهت الى غرفتها .. ودعت أن كل ما حصل البارحة أضغاث حلم .. تذكرت انها نامت فترة طويلة .. اذن رحل هو دون أن يفتعل الضجيج .. حسناً لقد كانت مرهقة ولم
تشعر عندما ايقظها حاتم .. مؤكداً هو ايضاً غادر دون أن تشعر عليه.. ابتسمت براحة من فكرة رحيله بالصمت .. فتحت
الباب ودلفت الى داخل .. وسقطت عينيها على سريرها .. عضت شفتها بقهر .. أغلقت خلفها الباب .. اقتربت من سريرها .. كان ينام بسلام .. القت نظرها عليه بالهدوء .. أنزلت كفها الى الاسفل كانت ستضربه لكي توقظه .. ولكن بما ان تسنى لها فرصة تحديق به .. ستتقبل الفرصة برحابة الصدر .. رجعت الى الخلف وجلست على سرير موضي .. وحدقت به بالصمت .. كان يبدو وديعاً .. وأكثر وسامة.. ابتسمت تلقائياً .. زفرت بالضيق تمنت لو لم يكن جنيد في حياتها .. عقدت حاجبيها لماذا تكترث لأمره .. لقد تركها .. وخانها بارتباط بأنثى أخرى .. لماذا تهتم به .. الا يحق لها أن تحب أيضاً مثله !.. وتعيش مثلما يعيش هو .. كان يدير جسده الى جهتها .. فتح عينيه هو ايضاً وحدق بها .. لقد أستيقظ من مدة طويلة .. وشعر بها عندما دخلت الى الغرفة .. ولكن لم يغادر .. الخروج من حدودها ورجوع الى الحياة مكتئبة لا يريده .. وكأنه على كوكب خالياً من دفء الشمس صباحاً .. و سماء الصباح لا يوجد الشمس تشرق به .. ولا ممتلئة بالنجوم في منتصف الليل .. ولا طيور تغرد .. ولا أزهار تنبت على الأرض .. ولا أمطار تربت على قلبه .. فقط معتم بالبؤس .. والكأبة .. وليالي باردة موحشة .. وعندما يحرض بقتل أحدما يعيق تخطيط والده .. لا يشعر براحة .. وكأن قلبه يتأكل بوحشية .. ويختنق حد الموت ويأخذ عدة أيام ليتعافى ..
عقدت حاجبيها .. فتحت عينيها على وسعها ذعرت ووقفت سريعاً .. وكأنها ارتكبت للتو جريمة .. ولم يكن يفصل سريرهما سوى مصباح الأرضي .. وقبل أن تغادر مسك معصمها .. واسقطها بالقرب منه واحتضنها لكي لا تنهض .. شهقت بالصدمة من جرأته !.. ومتيقن أنه يريدها وبشدة .. ولن يتخلى عنها .. ويزداد رغبته في التخلص من جنيد أكثر ..
اردف مبتسماً .. قايد .." مافي صباح الخير .."
لم تستطع الابتعاد عنه ..
اردفت أماني بسخط .. " أمسينا يا أستاذ!!.. " أدعت الغضب لتخفي خجلها .. ولا تنكر كانت سعيدة جداً .. وهي بالقرب منه .. " ليه ما طسيت لحد الأن ؟؟.. ولا !.. لا يكون عجبك الوضع ؟.. "
ما زال كان يبتسم .. همس بالحب لها .. ولم يعطي أهمية لحديثها.. قايد .." اشتق.. "
وقبل أن يكمل اعترافه .. اصدر بطنه صوت .. أدعت أنها لم تسمع .. ولكن لم تتمالك ضحكت عليه .. افلتت نفسها ونهضت مبتعدة عنه .. عقد حاجبيه والقى نظراته عليها بإحراج ..
نهض هو أيضاً وقد كان في مزاج عالي .. ولما لا يكن وهو برفقتها !.. اردف مبتسماً .. قايد .." الله يغربل إبليسك .. قومي شوفي لي طريق خليني امشي .. "
اردفت بخوف أماني .." كيف راح تروح وحاتم وامي في البيت .. خليك هنا اشوف لك شي تاكله .. "
نهضت وخرجت من الغرفة ..
أعدته له فطاير من توست محشو بالجبن وكوبين قهوة ..
رفعت صينية من فوق طاولة واتجهت الى غرفتها .. هلعت لعدم وجوده داخل الغرفة .. وقبل أن تضع على طاولة صينية .. اقترب منها وعانقها من الخلف .. ولقد أغلقت عينيها هي بخوف لوهلة .. لقد شعرت وكأن تم القاء بها في القاع .. مسك قايد كوب قهوة .. وتذوق طعم
القهوة الذي كانت شهية .. بللت شفتيها وغرست سنها في شفتها و فتحت عينيها بالراحة .. وقد شعرت لوهلة أنها قلبها توقف من النبض بسبب اختفائه .. زفرت بالغضب ادارت
وجهها اليه .. وكان هو قريب منها جداً !.. كان يحيط بذراعه الايمن جسدها لكي لا تبتعد عنه .. ويمسك كوب قهوة..
واردفت بغضب .. أماني .." اقسم بالله راح تكون سبب موتي .. "وكزته بقهر لكي يبتعد عنها .. لم يتحرك من مكانه .. ما زال كان ثابتاً بالقرب منها ..
مرر طرف اصبعه الابهام على شفتيها التي كان يكسوها احمرار لغرسها أكثر مرة ضرسها .. لقد كان شفتها ناعمة كالغيم .. ودافئة !.. وكأن القلب ينبض داخل شفتيها الآن .. وقد زادت بداخله الرغبة لاقتراب منها .. وقد ضاعفت إصراره لامتلاكها كاملاً .. أبعد وجهه عنها قليلاً .. ولكن ما زال ينحي ظهره ويعانقها .. حدق بها لكي يرى ردة فعلها .. وكان ما زال يضع إصبعه ابهام على ثغرها .. ويربت عليها بلطف.. وكأنه يخبرها ليس لديه مانع لمعانقته .. وقد ترك الاختيار لها !.. ووجدها ساكنة في حضنه.. ولا يعرف قد ثملت برائحة عطره بل غرقت به .. وكأن لا ترفض اقترابه منه هي ايضاً.. اقترب أكثر ولم يتمالك ووضع شفته على شفتيها! .. والقى بالكوب على الارض الذي لم يصدر صوت لوقوعه على سجاد ناعم .. وأحاط بكفه وجهها .. لا يعرف كيف صبر طوال الأشهر الماضية .. كيف ترك ثغرها حرة دون أن يقيده بقبلته .. شعر بحماقته لوضعه المسافة بينهما .. ابتعد بالصعوبة مكرهاً عنها ..
حدق الى عينيها والذي تكفلت في إخبارها عن مشاعره في هذه اللحظة .. كان صدرها يهبط ويرتفع .. وشعرت أن ساقيها ثقيلة جداً..
وما زالت كانت هادئة ..
لقد كان ماهر وقد نال منها .. لقد أوقعها أكثر .. في هذه اللحظة كانت تميل الى قلبها .. وما بما تشعر بهذه اللحظة .. ولم تكترث لأفعالها .. عينيها كان يكفي ليعيد فعلته !..
ولم يبتعد عنها هذه مرة كالسابق سريعاً .. وهو يلقي بما يدها على الأرض .. وادار جسدها اليه .. ولم يهتم الى صوت الذي أصدر الطبق عندما انكسرت .. والكوب القهوة .. ووضع يده هذه المرة أسفل راسها.. ومازال يحاصرها منذ ذراعه الأخر ..

تلك الحمقاء لم تقرع باب الخيانة .. بل دلفت الى داخل ورحبت به ..
قد ارتكبت في هذه اللحظة إثماً عظيم وفاحشة منكرة ..
و نست البلهاء في هذه اللحظة ما حكم الخائنة مثلها.. ونست فعلتها في الشهر عظيم ..
ادارت القمر وجهها باستحياء .. وشعرت السماء بالخزي .. ولم تتمالك وبدأ بهطول حزنها على الأرض ..
ابتعدت عنه قبل أن يتمادى أكثر معها ..ولكن ما زال كان يحاصر جسدها .. حدقت به وعينيه يفضح ما يمكث في قلبها ..
مرر لسانه على شفتيه .. وهو ايضاً كان يحدق بها ..
اردف بالصدق .. قايد .." بيني أنا صفاء ولا شيء .. مجرد أصدقاء .. "
لم تتحدث هي لقد كانت تحت تأثير قبلته ما زالت .. ولكن لا تنكر أنها شعرت براحة من حديثه .. عانقه بسعادة بالغة ظهرت عليها .. وأغمضت عينيها وتنصت بالصمت لعزف قلبها ..
وأطبقت شفتها العلوي على الاخر وما زالت تشعر ببقايا طعم القهوة في ثغرها .. ومازالت تمكث أثر القبلة على ثغرها الذي بعثر كيانها .. بادلها هو أيضاً عناق .. ويفكر بجدية عند وصوله لجدة .. طريقة لتخلص من جنيد .. لقد عرف بمهاجمته لشقة مازن .. وقد تأذى هو .. ولكنه لسوء حظه نجى هو ..
زفر بالراحة من عدم معرفتها عنه شيء آخر !..

.
.
.
.

المدينة المنورة ..
داخل إحدى المستشفيات الخاصة ..
كانت تجلس بالقرب منه .. تنهدت والقت نظرها عليه .. لقد عاندها ورفض المكوث في المستشفى .. وها هو رجع له مرة أخرى ..
حدقت به بالصمت .. كان وجهه شاحب اللون .. وقد زاد أكثر وسامة من القبل .. وكأن وسامته لم ينهزم بما مر به !.. ولم يفقد عينيه جماله الذي يحيط به سواد ..
تنهدت مرة أخرى .. لقد عرفت عن طريق رامي .. بوجوده في المستشفى .. لقد تذكرت انها هي تملك هواتفه النقال .. ولحسن ظنها عندما اتصل رامي أجابت عليه .. ودهش عندما عرف أنه لم يأتي الى المنزل .. توسلت اليه دون أن تشعر ليبحث عنه .. وقد تلقى الاتصال بوجوده في إحدى المستشفيات الخاصة في المدينة المنورة ..
أعادت بترتيل الأيآت من القرآن بداخلها .. في انتظار استيقاظه ..
عقدت حاجبيها .. نهضت واقتربت منه لكي تسمعه .. انحنت مقتربة من وجهه ..عقدت حاجبيها أكثر .. وادارت وجهها اليه .. استقامت ظهرها .. وحدقت به بالهدوء .. وابتلعت غصتها وجلست مرة أخرى على الكرسي .. وغطت وجهها بكلتا كفيها .. كيف لشيء بسيط أن تهز قلبها بعمق هكذا ؟؟..
كيف يوقعها ككل مرة .. وتنسى قسمها أنها ستبتعد عنه..
كيف يجعلها أن تتشبث به أكثر ..
كيف يقلب حياتها رأساً على عقب مرة أخرى ..
الوقوع في الحب ..
ستحتاج الى قلب يستطع التحمل المشقة الوجع .. والصمود أمامه .. ولكنها هي أنثى لا تملك قوة كافية لتتحمل .. وتصمد أمامه ..
مررت اناملها اسفل عينيها .. وابتسمت بحزن .. فقط تمتم باسمها بلهفة وأدهشها !.. كيف لو اعترف لها أنه يحبها .. وضعت كفها الأيمن على صدرها .. حتماً لن تتمالك وستموت .. لقد فقدت أمل أن يقع هو ايضاً مثلها في الحب ..
وقد اكتفت من الحب بطرفها فقط ..
- حسناً .. لا تنكر !.. في الايام الماضية كان يعاملها بلطف .. ويتودد لها .. ويكثر في ابتسامته عندما كان يحدق بها .. ويقضي معظم أوقاته برفقتها ..وقد كان في الأيام الفائتة يخبرها أن الحياة من دونها سيفسد ! .. وأنه يشتاق إليها كثيراً !!..
مررت مرة أخرى اسفل عينيها اصبعها .. لكي تطمس حزنها.. لقد كانت تتمالك لكي لا تقع في ابتسامته واحاديثه آسرة .. ولكن لا تعرف لماذا الآن .. لقد تمتم باسمها في حالة اللاوعي فقط .. وأطاح بها !!.. والذي شعرت
أنه بات جاذباً من نطقه .. و قد أغرمت به .. تنفست لتقلل من وطء وجعها .. رجعت مرة أخرى وضعت كفها على صدرها ..وشعرت بألم يغزو قلبها لشدة سعادة التي يشعر بها في هذه اللحظة !!..
نهضت واتجهت الى الدورة المياه .. خائفة من أن يستيقظ ويجدها في حالة الضعف .. لم يكن في وعيه .. عندما تمتم باسمها .. أجل لماذا قلبي الأحمق يشعر بسعادة ؟؟ .. كيف حبي له يجعلني أكثر بؤساً .. بدرجة اسمي تمتم
به اوقعني .. وجعلني سعيدة ..
أي جنون الذي وصلني حبك يا جنيد.. لكي أعيد مرة أخرى حماقتي .. واقع في حبك أكثر !..
وعيناي الذي عاندني ولم يواسيني في لحظات كنت أحتاجه اليه بشدة .. ها هو لأجلك تمرد علي .. ويذرف سائل
المملح البغيض لكي يواسي قلبي !!.. ليس تباً للحب بل بقلبي .. الذي رضي بالوجع لأجلك !..
خرجت بعد فترة وجيزة من دورة المياه .. بعدما توضأت فقريباً يدخل وقت صلاة التهجد .. سقطت عينيها عليه .. حدقت به كان يقف بالقرب من الباب الغرفة .. ادار وجهه اليها .. اقترب منها بخطوات سريعة بدرجة شعر أن سيتعثر وسيقع على الأرض ..
وشعر بغثيان وقد يفقد وعيه لانخفاض حاد في الضغط ..
ولكن تمالك لأجلها .. احتضنها بقوة .. لم يخطئ قلبه عندما أخبره أنها بالقرب منه .. تمتم باسمها ليجدها
.. وعندما فتح عينيه بالصعوبة لم يجدها .. فحص المكان بعينيه سريعاً في الغرفة في سبيل رؤيتها .. ولكن لم يكن لها آثر قط .. نهض وتخلص من الابرة المغذي التي كانت متصلة بوريده .. اقترب من الباب لكي يرحل الى المنزل .. خائفاً ان لا ترحل كالسابق وتتركه لوحده .. ادار وجهه عندما فتحت باب آخر يوجد داخل الغرفة .. وقد نسى أن يلقي نظره عليه .. لشدة تفكيره بها .. لأول مرة شعر أنه سعيد جداً ..
اردفت ولا تعرف كم المدة أخذته لكي تجعل صوتها متزن .. ولكن بحه الذي كان يحمل نبرة صوتها قد فضحها ..
شكيلة .." فين كنت ناوي تروح هالمرة بحالتك ذي ؟!.. على فكرة صحتك يا جنيد أهم من كل شيء!.. " اعتقدت أنه يريد الذهاب الى عمله ..
ابتعد عنها وحدق بها بقلق .. ولكن ما زال كان متشبثاً بها ويشعر أنه في أي وقت سيقفد توازنه وسيقع على الأرض .. مسك بكلتا كفيه ذراعها .. وخاف عليها من الحزن .. حدق سريعاً بعينيها لكي يعرف سبب حزنها.. عقد حاجبيه .. كان عينيها فارغتين ليست كالسابق تنبض بسعادة .. عندما تكون بالقرب منه ..
اردف بلطف .. وما زال يحدق بها .. جنيد .. " انتي بخير ؟.."
حدقت به هي أيضاً .. واستغربت منه زفرت بالضيق .. ولم تكترث لسؤال عن حالها .. خائفة أن لا يغزو عينيها البكاء مرة أخرى ويضعفها .. إنها ليست كالسابق قوية
لكي تصمد أمامه مرة أخرى .. ابتعدت عنه ومسكت ذراعه لتصل الى سرير لكي تجعله أن يستلقي عليه ..
اردف مرة أخرى .. وقد ظهر هذه المرة في صوته قلق عليها .. جنيد .." شكيلة انتي بخير ؟؟.."
لم تعطي أهمية بما قال لها .. أو بالأصح اعتقدت كالسابق يمازحها .. أو يسخر منها .. ولم تكن جادة لاحاديثه واهتمامه بها ..
خائفة أن لا يكون اضغاث عشقها يريد ايقاع بها .. وقلقة أن لا يجعلها أكثر بؤساً من قبل .. ويدهسها عندما تضعف.. وهي لقد أقسمت قبل لحظات أنها لن تعطي فرصة لضعفها .. ليجعلها أن تقع امام قلبها ذليلة .. أو يكسرها كالغصن ويلقي بها في قبر البئس .. ستحارب لأجل ما تبقى من كبريائها ..
اردفت بسخرية .. شكيلة .." يعني يفرق عندك لو أكون بخير أو لا !!.."
ادارت وجهها عندما لم تستطع تحريكه .. تنهدت حسناً ستجاريه فقط لكي يستلقي على سرير .. وقبل أن تتحدث ..
ادار جسدها اليه .. وهذه المرة حاصر بذراعه الايسر خصرها وجذبها اليه .. واحتضن كفه خدها الأيمن .. رفعت حاجبها ولا تنكر زاد استغرابها من أفعاله المريبة بنسبة لها .. واحاديثه لطيفة !..
اردف بالصدق .. جنيد .." يهمني كل شيء يخص فيكِ .. "
لم تعطيه هي أيضاً فرصة ليكمل اعترافه ..
وضعت هي كفها الايسر خلف عنقه على لصقة بيضاء طبية الذي كان على جرحه .. شكيلة .." لا يكون الجرح ذا مؤثر على دماغك .." القت نظرها على حامل خاصل لمغذي ..وأكملت بالصوت منخفض .. " ولا .. لا يكون صلاحية المغذي منتهي .."
اردف هو بالحدة .. جنيد .." أتمنى يوم بس تكوني جادة
.. "
ادار جسدها كاملا واكمل بحزم .. مبتعداً عنها لكي لا تشعر به .. جنيد .. " راح نرجع البيت .."
حدقت بظهره بالصمت .. لحقت به.. لا تنكر انها ذهلت منه .. من أنه لم يكن يسخر منها كعادته .. وزاد دهشتها عندما اخبرها قرينها الذي كان يجلس دائما بالصمت .. لم يكترث لها او تحدث معها من قبل .. أو ربت على ظهرها عندما كانت تحتاج لأحدما .. ولكن لا تعرف
لما الأن اردف وهو يخبرها أن كل ما حصل لم يكن أضغاث عقلها .. ويشهد على ذلك ..
رتبت حجابها ولثمت .. ومسكت حقيبتها .. ولحقت بجنيد .. كانت تعتقد انه فقط كان يريد اغاظتها .. ولكن لماذا غضب !!..

.
.
.
.

في حي اخر داخل المدينة الطيبة ..
صدم بما سمعت للتو من أخيها .. من صدمة التي تلقت من اخيها لم تتمالك وجلست مرة أخرى هي .. أدارت وجهها إليه .. وتريد أن تكذب أذنها بما سمع للتو!.. بحضور اخيها بعد اقترانه بعزة !!..
أردفت بهدوء .. غير مصدقة .. نجد .. " عزة .."
ابتسم وهو يرى ردة فعلها .. " مافي الف مبروك .. "
مسكت بكفها على وجهها .. وما زالت تحت تأثير الصدمة ..
نجد .." الف مبروك على شيء .. كيف ترتبط بوحدة أكبر منك بكثير ؟؟ .. فرق بينكم تسعة سنوات !.. ومن متى تقدمت لها .. كيف يصير كل ذا بدون ما تقول لي .."
مازال كان متمسكاً بهدوئه .. عبد العزيز .. " نجد لا هو عيب ولا حرام .. وما يهمني فرق العمر .. دام أحبها وأبيها زوجة لي .. " واكمل وهو يحدق بها .. " وزواجي ثالث يوم العيد .."
بهت ملامح وجهها .. وغير مصدقة بما قال لها للتو .. شعرت أنها ستجن في أي لحظة ..
زمت شفتيها بقهر .. وادارت وجهها مرة أخرى اليه .. نجد .." وعمي يعرف !.. "
عقد حاجبيه .. اردف بحزم .. وهو ينهي نقاش .. ويعرف أن النقاش في أمر كهذا عقيم .. عبد العزيز .." كلمتي واحد وما اثنيها .. صارت البنت على ذمتي .. " ونهض واكمل بعتب .. " توقعت إنك تنصدمي .. بس تكوني ضد سعادتي لأ .. "
وغادر الى غرفته لكي يرتاح .. فبعد ساعة سيبدأ وقت عمله ..
عقدت حاجبيها باستغراب من قوله الأخير .. لماذا يربط سعادته بارتباط بعزة .. هناك أمر يخفيه عنها .. لم تلحق به كعادتها لإرضائه .. فهي متيقنة أن هناك أمر خاطئ ..

.
.
.
.


المدينة جدة ..
في المطار الملك عبد العزيز الدولي ..
لقد مر الاسبوع بخبر ارتباط عبد العزيز بعزة ..
ورجوع شكيلة لوحدها الى ديرة !!..

لقد وصل فهد للتو ..
جر حقيبة سفره خلفه ..
توقف عن المشي وهو يحدق بجنيد من خلف نظارته الشمسية ..
اقترب جنيد منه وهو يخبره باعتقاله بتهمة تحريض مازن على القتل ..



انتهى الجزء (29)..
انتظر بشغف تعليقاتكم ..
استودعتكم الله ..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-01-20, 11:56 AM   #70

Maaraam

? العضوٌ??? » 434920
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » Maaraam is on a distinguished road
افتراضي

رواية جمييللة كمليها 😭✅

Maaraam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.