آخر 10 مشاركات
رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-18, 09:58 PM   #191

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


عدلفت إلى غرفته لتراه مستلقي على السرير يحدق إلى السقف بشرود فهمست :
" مازن " .
نظر لها بطرف عينه ليتجاهلها و كأنها غير موجوده ..
هتفت بنبرة مستعطفة : " أعتذر مازن " .
استمر في تجاهلها ، فتحركت لتجلس مقابلاً له و نظرت له بدلال ..
ابعد نظراته عنها و لم يعيرها انتباه ، لتعبس بملامحها .. فهي لم تعتاد منه على هذا التجاهل :
" مازن سامحني لم أكن أقصد " .
و أخيراً أعطاها اهتمامه فنظر إليها و هتف بحنق :
" ما الذي لم تقصديه ؟ ، أن تلعبي مع هذا الفادي أم تجعلي أبي يغضب مني ؟ "
سقطت دموعها بضعف ، فلأول مرة منذ قدومها للعيش معهم بحدثها مازن بهذه الطريقة .. هي التي لم تعتاد منه سوى على الحنان و الدلال صاح عليها مرتين في يوم واحد :
" أعتذر لن أفعلها ثانية أعدك و لكن لا تغضب مني " .
ابتسم بجانبية و نهض ليجلس أمامها و هتف بشك : " لن تغعلي أي شئ يزعجني " .
هتفت باندفاع دون التفكير في تبعات ما ستقوله : " نعم " .
تربع في جلسته و هتف بحزم : " إذاً من اليوم لن تلعبي أو تتحدثي مع أحد غيرى مهما كان " .
سألته ببراءة : " و إن أحببت أن ألعب مع أصدقائي " .
هتف هو بنفس النبرة : " تعلبي مع الفتبات فقط ، لا تلعبين مع أي طفل أو تتحدثين مع أي شاب " .
" و إن أردت شئ " .
تنهد بنفاذ صبر : " تأتي و تطلبيه مني " .
تابعت هي أسئلتها : " و ماذا إن كنت غير موجود ؟ "
هتف بنبرة قاطعة : " مستحيل سأظل دائماً حولكِ " .
و تابع بتصميم : " عديني ألا تتحدثين مع أي شاب " .
لتعطيه هي وعدها دون أن تعلم أنه سيكون سبب شقائها في المستقبل : " أعدك " .
هتف بحماس : " و أنا غير منزعج منكِ الآن ، هيا لنلعب " .
و شرعوا في اللعب بمرح غير مدركين لما سيحدث لهما في المستقبل !
**********
نظرت له و هو يقود السيارة بتركيز لتتجه نظراتها لا إراداياً إلى الخاتم في بنصره ، لتعيد نظراتها إلى يدها و بالتحديد إصبعها الفارغ و تبدأ في العبث به ..
لمحها بينما يقود ليتذكر حديث إسلام عن غضبها فسألها بجدية : " أسيل هل حدث شئ أزعجكِ ؟ "
ترددت في إخباره بما يزعجها فهنفت بضيق : " لا " .
تساءل بشك و هو يرى ضيقها الواضح : " أكيد ؟ "
زفرت أنفاسها بغضب و لم تستطع السيطرة على ضيقها فهتفت بحتق : " ألست زوجتك ؟ "
عقد حاجبيه باستغراب من سؤالها الغريب و لكنه أجابها ليعرف ما الذي تريد الوصول إليه : " نعم " .
هتفت بنفس النبرة : " إذاً لِمَ لا ترتدي خاتمي ؟ "
ابتلع ريقه بصعوبة يتمنى أنه لم يجاريها في الحديث و لا يعلم بما يجيبها و بما سيخبرها و أي أكذوبة ستنطلي عليها خاصة و هو يرتدي خاتم نشوى ..
و كأنها قرأت أفكاره قالت : " ثم أنك ترتدي خاتم نشوى مع أنني أنا زوجتك لا هي " .
بقى لحظات صامتاً ليهمس بتلعثم : " أسيل " .
و صمت مجدداً لا يجد ما يقوله ، لتهتف هي بحزن :
" لا داعي للحديث ، لقد نسيت أنك تزوجتني فقط من أجل والدي و أنني عبء عليك " .
و تابعت بخوف : " طارق هل سيأتي يوم و تطلقني ؟ "
ابتلع ريقه بقوة .. بما سيجيبها ؟ ، هو لم يفكر من قبل ماذا سيفعل معها .. فبالنسبة له هي أبنة عمه و شقيقته الصغرى لم يعاملها يوماً كزوجة و بالتالي تغافل عن التفكير في مصيرها ، و هل ستظل زوجته أم سيطلقها ؟ ، بالطبع الخيار الثاني هو المرشح للحدوث فهو ليس من الرجال الذين يجمعون بين زوجتين ، و لكن متى سيطلقها ؟ ، هذا الذي لم يفكر به من قبل ..
فهمت صمته على أنه يؤيد الفكرة فتجاهلت الألم الذي احتل قلبها و همست بخوف : " هل تطلقني بعد زواجك ؟ "
صاح دون تفكير : " بالطبع لا " .
تذكرت كلمات نشوى لها فقالت : " و لكن نشوى لا تحبني و لن توافق على أن أظل زوجتك لوقت طويل " .
ابتسم بداخله فالكره متبادل بينهما ، ثم هتف بجدية : " أعلمي أن لا أحد يجبرني على فعل شئ " .
لينظر لها بعطف محاولاً بث الأمان إلى قلبها مدركاً لتأثرها بطريقة زواجهما الغريبة : " حتى أنتِ عندما تزوجتكِ لم يجبرني والدكِ على هذا بل أنا مَن وافقت بكامل إرادتي " .
ابتسمت بسخرية متذكرة أنها السبب الرئيسي لزواجهما و أنه لولا رفضها لإسلام لكان زواجهما لم يتم ، لتصل إلى أن حديثه ليس سوى شفقة على حالها ..
تابع بجدية : " أسيل أنتِ لا زلتِ طفلة لا تفكري في هذه الأشياء كالحب و الزواج و غيرها ، استمتعي بكل لحظة تمر عليكِ و عيشي عمركِ ، حسناً صغيرتي " .
أومأت بالإيجاب موافقة على حديثه لتهتف بعدها و كأنها تناقض نفسها : " و الخاتم " .
همس بمشاكسة : " لا زلتِ صغيرة على ارتداءه " .
تأففت بضيق لتنظر بعدها إلى الطريق ، ليبتسم و يعود بتركيزه إلى القيادة و لكن بداخله الكثير من التساؤلات التي أثارتها هذه الصغيرة .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:00 PM   #192

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

ودعت طارق و أسيل لتنظر بعد مغادرتهما إلى الشقة المقابلة لشقتها و ترى بابها المغلق و الذي بختفي خلفه شقيقها و زوجته ، شقيقها الذي لم يسأل عن حال زوجها منذ دخوله إلى المستشفى و لم يزوره و لو لمرة واحدة ، تذكرت الإحراج الذي شعرت به عندما زار إسلام كل أصدقائه و معارفه إلا هو .. و حمداً لله أن حبيبها تفهم الوضع و لم يسأل عنه ..
أغلقت الباب و عادت إلى حبيبها فوجدته مستلقي و مغمض عينيه فظنت أنه غفى ، سارت بهدوء كي لا تزعجه و جلست بالقرب منه ، مررت يدها بخفة على وجهه لتبتسم بعشق ، شردت في حياتهما منذ أول مرة رأته فيها و حتى اللحظة التي كاد أن يفقد فيها حياته ، نفضت هذه الأفكار البائسة عنها و ركزت في اللحظات السعيدة التي قضتها معه ..
أثناء شرودها كانت تحرك يدها على ملامح وجهه حتى استقرت على شفتيه ، لتشعر فجأة بيد إسلام تستقر فوق يدها و تمنعها عن الحركة ..
حالما خرج طارق أغمض عينيه كي يسترخي حتى تعود حبيبته ، لتدلف و تبدأ في تأمل ملامحه ، استرخى جسده أكثر و ترك لها الحرية و كل لحظه يفتح جزء من عينيه ملاحظاً تبدل ملامحها ، حتى وصلت أصابعها إلى أنفه و بعدها شفتيه ليبتسم بخبث و يقبض عليها بقوة ..
شهقت بخجل و حاولت إبعادها و لكن إسلام تمسك بها بقوة :
" إسلام ابعد يديك " .
ما زالت ابتسامته الخبيثة تزين محياه و همس : " لماذا ؟ "
و قبل أن تفكر في إجابة سحبها إليه ليلتقط شفتيها يقبلها بحب ..
أغمضت عينيها باستسلام لعشقه و حبه و حركت يديها لتستقر على صدره لتذهب معه إلى عالمهما الخاص ..
صدر تأوه من إسلام نتيجة ضغطها على مكان عمليته ، لتتذكر أنه ما زال مريضاً فابتعدت عنه بهدوء ..
نظر لها باستغراب ، فهمست بخجل : " أنت لا زلت مريضاً " .
سحبها مرة أخرى بلا مبالاة و همس : " أنتِ دوائي " .
اعترضت بحزم : " لا ، يجب أن ترتاح " .
تأفف بملل ليجعلها تستقر في أحضانه و هتف بطفولية : " سأكون بخير غداً " .
قهقهت بينما هي تضم نفسها إليه أكثر ، لتتحول بعدها ضحكاتها إلى دموع و شهقات عالية ..
التفت إسلام إليها و هتف بخوف : " هبتي " .
قاطعته بما يجيش في صدرها : " ارتعبت عليك إسلام ، خفت أن يحدث لك مكروه و أبقى لحالي " .
همس بحنو مهدأً إياها : " إهدأئي حبيبتي ، أنا بخير و معكِ .. لن أترككِ أبداً " .
" عندما كنت في غرفة العمليات كنت أدعي الله أن ينجيك ألا يحرمني منك " .
" هبتي " .
استقامت لتصبح أمامه وجهها مقابل لوجهه و همست بجرأة :
" أحبك إسلام " .
ابتسم بمشاكسة : " و ها أنا حبيبتي تعترف لي بالحب أثناء بكاءها " .
نظرت له بعدم تصديق ، أهذا ما لفت انتباهه في كل ما قالته له !
أعادها إلى أحضانه و همس بنبرة عاشقة : " و أنا هبتي أحبكِ ، بل أعشقكِ لا أعلم كيف و لا متى اقتحمتي قلبي ، كل ما أعلمه أنني لن أستطيع أن أكمل حياتي من دونكِ " .
أحتضن وجهها و أردف : " أنتِ أمي التي حرمت منها .. و شقيقتي التي لم أرزق بها .. و حبيبتي التي لا ينبض القلب سوى لها .. و زوجتي التي سأكمل معها حياتي ..أنتِ هبتي التي أنعم الله بها علىّ .. هبة إسلام " .
و كالعادة سيطر خجلها عليها و جرأتها اكتفت بالاعتراف بحبها و لم تساعدها في مجاراته في مغازلته ، تود أن تخبره أنه ليس حبيبها فقط ، بل هو فارسها و منقذها الذي أنقذها من براثن عائلتها و طليقها السابق .. مَن رضى بها و بعقمها دون السخرية منها .. مَن منحها السعادة التي ظنت أنها لن تعيشها ، إن كانت هي الهبه التي أنعمها الله عليه .. فهو فارسها الذي أعاد لقلبها الحياة ..
رأى تورد وجهها دليل على خجلها و لكن هذا لم يمنعه من إلقاء المزيد من كلمات الغزل عليها مستمتعاً بازدياده ، لتغفو على همساته فيبتسم و يقبل جبينها و يغفو بجانبها و كلاهما قلبه يدق بعشق للأخر .
**********
أرتدى ملابسه و ذهب إلى حبيبته و أخذ يوزع قبلاته على وجهها ، تململت في نومها و فتحت عينيها فتراه أمامها ، لتنهض بفزع :
" إسلام هل أنت بخير .. هل مكان العملية يؤلمك ؟ " ، قالتها و هي تتلمس جسده بخوف .
قبل يديها و ابتسم بحب : " صباح الخير هبتي " .
و أردف : " أنا بخير لا تقلقي ، و هيا لتبدلِ ملابسكِ " .
" لماذا ؟ "
ابتسم بحماس : " سنذهب لدار الأيتام لنتبنى لارا " .
انفرجت ملامحها بسعادة لكن خوفها على حبيبها تغلب على إحساس الأمومة المتشوقة لتجربته :
" لنؤجلها ليوم أخر ، لتكون شفيت بالكامل " .
نهض من مكانه و هتف بتصميم : " أنا بخير و سنذهب لنأتي بها اليوم ، هيا كي لا نتأخر "
" لكن " .
هتف بحزم : " لا يوجد لكن هيا " .
نهضت باستسلام منفذة لأمره و كلها شوق لرؤية هذه الطفلة التي لفتت انتباه حبيبها و أحيت به مشاعره الأبوية ، و ستعوضها عن الأمومة التي فقدتها .
**********
أنهيا الإجراءات بعد عناء و ذهبت المشرفة لإحضار لارا ، دلفت إلى الغرفة التي تضمها هي و أخواتها و هتفت بسعادة :
" هيا لارا هناك من جاء ليتبناكِ ، جهزي نفسكِ " .
تجمدت لارا في مكانها برعب ، لا تريد لأحد أن يأخذها من هنا ، لقد اعتادت على الحياة هنا .. حتى لو كانت حياة قاسية مليئة بالعقابات فيكفيها وجود أخواتها ، لكن ماذا عن العائلة التي ستأخذها .. و كيف ستعاملها ؟ ، أستخرج من جحيم لتذهب إلى جحيم أخر ؟
صاحت بها المشرفة : " هيا لِمَُ تقفي مكانكِ كالتمثال ؟ ، أذهبي و جهزي حالكِ " .
تحركت لارا باستسلام فمَن هي لتعترض أو ترفض قرارهم ..
تجمعت الدموع في عيني ريناد و ياسمين فها هما سيحرما من أخت أخرى بعد رحيل تسنيم ، و كأن الحياة مصرة على التفريق بينهن ، فهل سيأتي اليوم الذي سيتركا هما فيه الدار أيضاً ؟ ، و كيف ستكون حياتهما حينها ؟
اقتربت منهما لارا بعد أن جمعت ملابسها القليلة ، وقغت أمامها و هي تحاول السيطرة على حزنها و دموعها و احتضنتهما بحب :
" لن أنساكما .. و أنتما لا تنسوني " .
همست ياسمين بين شهقاتها : " سأشتاق إليكِ كثيراً " .
سقطت الدموع من عينيها فأزالتها بهدوء و هتفت : " و أنا أيضاً " .
ثم وجهت حديثها لريناد فهتفت بمرح : " انتبهي لنفسكِ و لياسمبن " .
و همست بالقرب من أذنها حتى لا يصل حديثها إلى المشرفة التي تقف فوق رؤوسهم : " و لا تسرقي ثانية حتى لا يكتشفوكِ و تعاقبي " .
ابتسمت ريناد بلا مبالاة و همست بصدق : " سأفتقدكِ أختي " .
سأمت سامية من عرضهما فهتفت بسخرية : " ألم ينتهي هذا الفيلم ؟ "
فردت عليها لارا : " ليس بعد " .
سحبتها من ملابسها : " و هل سأنتظركِ الليل بطوله ، هيا كي لا نتأخر عليهما " .
ابتعدت عنها لارا بعنف : " ليس قبل أن أودع صديقاتي " .
زفرت سامية أنفاسها بملل و هتفت بتقرير : " لا داعي لهذا ، أنا متأكدة أنكِ ستعودين قريباً فليس هناك من يتحملكِ " .
ضمتهما لارا مرة أخرى غير مبالية بحديث المشرفة العقيم ، لتسير بعدها أمامها بغرور طفولي ، و قبل أن تخرج من الغرفة لوحت للطفلتين بوداع أخير .
وصلت إلى غرفة المديرة و كل خطوة تخطوها نبضات قلبها تزداد ، فهي على وشك معرفة العائلة التي ستقضي بقية حياتها معهم و سؤال وحيد يشغل بالها ؛ كيف ستكون حياتها ؟
دلفت للداخل لتقع نظراتها على إمرأة شابة ملامحها تبدو سعيدة و مرتاحه ، وجدتها تبتسم لها لترد لها ابتسامتها بأخرى متوترة ، نقلت نظراتها للرجل الذي يرافقها لتعقد حاجبيها باستغراب ..
وصلها صوت المديرة : " لارا إنهما الأستاذ إسلام و المدام هبه ستعيشين معهما بدأً من اليوم " .
انتبهت فقط إلى اسم الرجل " إسلام " نظرت إليه بتركيز متأكدة أنها رأته من قبل ، لحظات و لمعت عيونها بإدراك و هتفت بعدم تصديق :
" أنت مَن قابلتك في الحديقة ، مَن أعطيتني السندوتش " .
تنهد إسلام براحة و أخيراً أنهيا هذه الإجراءات و سيستطيع أن يأخذ لارا معه ، انتظر لتذهب المشرفة و تأتي بها ، و بعد فترة دلفت إليهم و ملامحها يبدو عليها الخوف و التوتر ، نظرت إلى هبه لتنظر بعدها إليه لتتحول ملامحها في دقائق من التوتر إلى الإستغراب ثم عدم التصديق ، ابتسم بحنو و انحنى ليصبح في مستواها و هتف :
" كيف حالكِ صغيرتي ؟ "
لازالت ملامحها متفاجأة : " أنت مَن ستتبناني ؟ "
أومأ بالإيجاب ليتبدل حزنها و توترها إلى السعادة ، فيكفي أنها تعرفه من قبل بل جربت حنانه و عطفه ..
التقط إسلام يد هبه و سحبها لتنضم إليهما و هتف : " و هذه هبه زوجتي " .
ابتسمت لارا بهدوء و همست بخجل : " مرحباً سيدتي " .
ابتسمت لها هبه بتوتر بعدما رأت سعادتها برؤية إسلام و تقبلها السريع له ، بينما تتعامل معها برسمية .. تخشى ألا تجد هذا الحب .. ألا تتقبلها .. ألا تتقبل أمومتها ..
أستقام إسلام و شكر المديرة و المشرفة على تعاونهما ليغادر بصحبة عائلته الصغيرة المكونة من هبه و لارا .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:01 PM   #193

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

صعدت لارا الدرجات بحماس و إسلام و هبه خلفها حتى صاح إسلام
: " توقفي لقد وصلنا " .
نظرت لارا إلى الشقتين اللاتي تحتلا الدور بفضول ، لتجد إسلام يتجه إلى أحداهما و يفتح بابها فعلمت أنه منزلها الجديد ..
وقفت هبه خلفها و هتفت بمرح : " وصلنا أخيراً " .
صفقت لارا بجذل و هتفت بحماس : " هبا أبي افتح الشقة " .
و بينما إسلام ينفذ طلبها صدح صوت الباب المقابل و ظهرت من خلفه مشيرة .
**********
وصلتها أصوات إسلام و هبه بينما هي تجلس في صالة منزلها و لكن هذا لم يهمها فهي تعلم أن إسلام خرج من المستشفى بالأمس و حالته جيدة ، و قبل أن تبدأ بالتنفيث عن حقدها و كرهها استرعى انتباهها صوت طفلة صغيرة ، كادت أن تظن أنها أبنة أحد الجيران لولا صوتها المختلط مع صوت إسلام و هبه ، لتسيطر الحيرة عليها فهبت واقفة لترى ما يحدث ..
فتحت باب شقتها لترى الطفلة تقف معهما فتساءلت :
" مَن هذه ؟ "
رد إسلام بهدوء : " و عليكم السلام ، إنها ابنتنا " .
ابتسمت مشيرة بسخرية و الشماتة احتلت قلبها و هي تجد سبب جديد تعكر به صفو حياة هبه :
" أبنتكم كيف ؟ ، لم يمر شهر على زواجكما " .
و أردفت بسخرية لاذعة : " يا إلهي لقد نسيت أن هبه غير قادرة على الإنجاب ، أعذريني حبيبتي " .
" إذاً أخبروني من أي دار حصلتما على هذه " ، قالتها و هي تشير إلى لارا باحتقار .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:10 PM   #194

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الثاني عشر
تنهدت بقوة محاولة التغلب على ألمها و عدم إظهاره لزوجة شقيقها ، تتمنى لو تعلم لِمَ تكرهها بهذه الطريقه .. لِمَ تستغل الفرص لجرحها و السخرية منها ؟ ، ماذا فعلت لها لتعاملها بهذه الطريقة ؟ ، صمتت بضغف فبالطبع لن ترد عليها و تعرض نفسها لمزيد من إهاناتها ، كما أن حديثها من المفترض ألا يؤثر فيها .. فلقد أصبح لديها طفلة تدعوها بأمي و تعوضها عن حرمانها ..
زفر إسلام أنفاسه بضجر عند ظهور مشيرة من خلف باب شقتها ، ليرد عليها بهدوء مقدماً لها لارا على أنها ابنتهما ، لمعت عيونه بغضب عندما لمح نظرات الشماتة و سخريتها من هبه ليزداد و هو يرى احتقارها للارا و طريقة الحديث عنها و قبل أن يرد عليها سمع صوت طفولي مستهزء يرد عليها بقوة ..
و كعادتها منذ خروجها من الدار نظرت إلى المرأة الغريبة التي تقف أمامها بفضول منتظرة أن تعرف مَن هي ، اختفى فضولها عندما رأت طريقة حديثها مع السيدة التي تبنتها ، ثم زمت شفتيها بضيق عندما تحدثت السيدة الغريبة عنها لترد عليها بقوة :
" لِمَ هل ستذهبي لتتبني منه ؟ "
" حسناً يبدو أن الطفلة لديها لسان طويل بعض الشئ " ، قالتها مشيرة بداخلها .
تجاهلتها و وجهت حديثها إلى هبه و هتفت بشفقة مزيفة :
" تعلمين .. إنها طريقة جيدة لتعويضكِ " .
ثم اقتربت منها و همست بجانب أذنها : " و لكن هل سيكتفي إسلام بها خاصة أنها ليست من دمه ؟ "
لتلتفت بعدها عائدة إلى شقتها و هي تضحك بسخرية زادت من ألم هبه ..
لولا أنها إمرأة لكان إسلام أبرحها ضرباً و لم يتركها إلا و هي في المستشفى و لكنه سيطر على غضبه بقوة ، فتح الباب فدلفت لارا إلى الشقة بفضول و حماس بينما ظلت هبه في مكانها و ملامحها شاردة و كأنها في عالم أخر ، فدفعها للداخل و أغلق الباب خلفه ..
نظر إليها ليجد ملامحها هادئة و لكنه متأكد من أنه هدوء ظاهري و أن داخلها عكس ما تُظهِر ، على الرغم من سعيه لتعويضها و تبني طفلة لتوجه لها عاطفتها ، إلا أنه يعلم أن الألم لن يفارقها خاصة و الكل لا يتهاون في السخرية منها ، و كل ما يقلقه أن يزيد وجود لارا من ألمها بدلاً من أن يخففه !
هتفت هبه بهدوء : " سأذهب لأجهز غرفة للارا ريثما نشترى لها غرفة جديدة " ، و غادرت قبل أن يتفوه إسلام بشئ .
حالما دلفوا إلى الداخل نسيت لارا مشيرة و حديثها عنها فعلى كل الأحوال هي معتادة على هذه الطريقة ..
المهم الآن بالنسبة لها كيف ستعيش معهما ، حسناً هي أحبت إسلام كثيراً .. منذ أول مرة رأته فيها و دافع عنها .. و سعيدة لأنه هو من تبناها و ستعيش معه ، و لكن ماذا عن زوجته .. و كيف ستعاملها .. هل ستكون حنونة معها و تعوضها عن حرمانها من الحنان أم ستعاملها بقسوة ؟ ، أسئلة كثيرة تدور في بالها و تخاف من إيجاد الأجوبة عنها ..
لمع في عقلها سؤال أهم ، سؤال سيتحدد على أساسه إن كانت ستنطق الكلمة التي حُرِمت من نطقها منذ الصغر أم لا ، اقتربت من إسلام و أمسكته من سرواله ..
انتبه على يد صغيرة تتمسك بقدمه فنظر لها و ابتسم ثم سحبها ليجلسا على إحدى الأرائك ..
هتفت لارا بحذر : " بما سأدعوكما ؟ "
هتف ببلاهة : " ماذا ؟ "
هتفت بصبر و كأنها تحدث طفل صغير : " أقصد أ سأدعوكما بأبي و أمي .. أم خالي و خالتي .. أم ماذا ؟ "
ابتسم و هتف بهدوء : " بالذي تحبيه " .
رفعت أكتافها بلا مبالاة ظاهرية و همست : " لا أعلم .. ماذا تريدان أنتما ؟ "
و تابعت بحذر : " أتحبا أن أدعوكما بأبي و أمي ؟ "
ابتسم بسعادة : " سنسعد بذلك " .
رفرف قلبها بفرح فأخيراً ستنطق هذه الكلمة : " حسناً أبي " ، قالت كلمة أبي بهدوء و شوق و كأنها تتذوق حروفها ..
لتتذكر حديث هبه فيلمع بعقلها سؤال أخر : " هل حقاً ستشتري لي غرفة جديدة ؟ "
" نعم و ستكون من اختياركِ " .
صفقت بجذل : " رائع " .
و تابعت بفضول و في نيتها التقرب من هبه و كسب حبها حتى لا تقسو عليها : " أين أمي ؟ "
أخذها إسلام إلى إحدى الغرف و هو يقول : " تعالي لنرى ماذا تفعل " .
دلفا إلى الغرفة فوجدا هبه جالسة على السرير بشرود و ملامحها تحكي عن معاناتها ..
سب إسلام مشيرة بداخله على تعكيرها ليومهما و القضاء على فرحة حبيبته ، ثم هتف بمرح مصطنع :
" أنظري لارا والدتكِ تتركنا و تجلس لحالها ، كيف نعاقبها برأيكِ ؟ "
دلفت إلى الغرفة لتسمح لدموعها بالهبوط و لحزنها بالظهور ، هذه المرة الثانية التي تخبرها فيها مشيرة أن إسلام لن يكتفي بها .. أنه سيرغب في طفل من صلبه يحمل اسمه ، حديثها زاد من إصرارها على تنفيذ مخططها ، فهي لن تنتظر حتى يأتي اليوم الذي يتركها فيه إسلام .. لقد تعلقت به بشدة ، و ستفعل المستحيل كي يظل بجانبها .. و تدعو الله أن يكون بجانبها و يحقق أمنيتها ، أما لارا فبالرغم من توترها و خوفها الباديين عليها إلا أنها رأت بعيونها لمعة سعادة و شوق لحياة جديدة خالية من المعاناة ، فأقسمت أن تكون لها نعمة الأم حتى لو نجح مخططها !
انتبهت لدخول إسلام و لارا فابتسمت إلى الأخيرة بحب و فتحت لها يدها و هتفت بحنو : " تعالي حبيبتي " .
اقتربت منها لارا بحذر حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى انشات صغيرة فمدت هبه يدها و سحبتها لتسقط في أحضانها ، ضمتها إليها بسعادة و همست :
" أنتِ ابنتي " .
و كانت هذه الكلمة كافية لنشر الطمأنينة في قلب لارا ، و الراحة في قلب إسلام و هو يعتقد أنه أتم مهمته و عوض الاثنتين اللاتي سرقتا قلبه ، و لم يعلم أن حبيبته تفكر في شئ أخر لتضمن وجوده بجانبها .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:13 PM   #195

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

" عليك أن تذهب غداً و تسجل أسيل في المدرسة ، لم يتبقى الكثير من الوقت على بدء الدراسة " ، قالها محمد موجهاً حديثه إلى طارق .
لمعت عيون أسيل بحماس فهي على عكس العديد من الأطفال تعشق الدراسة و تستمتع بأيامها ، ثم سألت محمد :
" متى من المفترض أن تبدأ ؟ "
رد محمد بهدوء : " بعد شهر تقريباً " .
هتفت بحماس : " و أخيراً " .
نظر لها طارق بارتياب : " هل تحبين الدراسة ؟ "
ردت بدون تفكير : " بل أعشقها " .
" لو سمعكِ باقي الأطفال لقتلوكِ في الحال ، فهل هناك من يعشق الدراسة ؟! " ، قالها طارق بداخله ..
ثم هتف باستفزاز :
" عموماً سنرى مدى عشقكِ لها من خلال درجاتكِ " .
أ يستهون بها بهذه الجملة ؟ ، هي التي كانت من الأوائل على مدرستها في لندن يأتي هو و يستخف بها ! حسناً ستريه من هي أسيل ، هتفت بتحدي :
" سترى .. سأكون الأولى على المدرسة " .
هتف بسخرية : " سنرى " .
أشعل الحماس بداخلها تود أن تثبت له أنها متفوقة و أنها تتحمل المسئولية ، تعتقد أنها ستنال إعجابه إن فعلت ذلك ..
هتف محمد مزيداً من حماسها : " و إن فعلتيها ستكون لكِ هدية مني تختاريها بنفسكِ " .
تبعه طارق : " و ستحصلي على هدية مني أيضاً " .
هتفت بتصميم : " اتفقنا ، و سترون أنني قادرة على فعلها " .
فنصحها محمد : " نعلم ذلك ، و لكن عليكِ أيضاً أن تجتهدي و تذاكري بجد " .
هتفت بجدية : " أكيد ، لا تقلقا " .
بعدها نهض طارق و التقط أغراضه ، فهتف محمد باستغراب : " إلى أين ؟ ، ستضع والدتك الطعام " .
" لقد دعاني زوج خالتي للغذاء " ، قالها طارق ثم ودعهما و خرج .
نهضت أسيل لتساعد زوجة عمها في تحضير الطعام ، ليجلسوا بعدها و يبدأوا في تناوله ما عدا هي ؛ بقت تحركه بشرود و هي تتخيل طارق جالس بصحبة نشوى الآن يمزحا سوياً ، لتسيطر الغيرة عليها و هي تتمنى أن يفترقا قريباً و لا تحصل غيرها على اهتمام طارق .
**********
رأته من شرفة غرفتها يصفّ سيارته على جانب الطريق ، فركضت تفتح له الباب و وقفت في استقباله ..
وصل إلى منزل خالته ليجد حبيبته أمامه تنظر له بشوق ، فابتسم بشوق يماثله و مرر نظراته عليها بإعجاب ، كانت ترتدي سروال جينز ضيق تعلوه بلوزة منقوشة و عليها سترة من اللون الزهري و حجاب من نفس اللون ، همس بإعجاب :
" جميلة " .
ابتسمت له بعشق و قبل أن تبادله الغزل ، ظهر والدها خلفها و هتف مرحباً
: " أنرت طارق ، تفضل " .
" شكراً خالي " .
دلف معه و اقترب من خالته و قبلها ، فهتفت بسعادة :
" أنرت يا خطيب ابنتي " .
غمزها بمرح و قال : " و زوجها عما قريب " .
ضحكوا بسعادة و جلسوا ليتناولوا الطعام ، و بعدها أخذه أمجد و جلسا في الصالة ، ثم هتف بجدية :
" حسناً طارق لقد وافقت على زواجكما في إجازة منتصف العام ، مع أنني غير راضي عن هذا .. لقد كنت أود أن تنهي نشوى دراستها أولاً .. فلا أريد أن تلتهي عنها " .
و تابع بتلميح : " و سأتحدث بصراحة .. لقد رفضت عندما علمت أنك ستتقدم إليها ، فأنت متزوج بينما هي " .
قاطعه طارق بحزم : " لا تقلق بشأن مستقبلها عمي فأنا أول من سيحرص على أن تنهي دراستها بتفوق ، أما بالنسبة إلى أسيل .. فأنا أرى أنه موضوع خاص بي و بنشوى ، و لقد تحدثنا فيه و هي تفهمت ظروفي " .
تفهمت ظروفه !..، ابتسمت نشوى بداخلها بسخرية .. فحبيبها الساذج لا يعلم أنها لن تهدأ إلا عندما تتخلص من هذه الطفلة ، نظرت لوالدها بمعنى أن يتجاهل الموضوع و هي ستتصرف كما وعدته سابقاً ..
فانتقل إلى موضوع أخر و هتف : " ماذا عن الشقة .. هل بدأت تبحث عن واحدة ؟ ، كما تعلم يحتاج تجهيزها لوقت طويل ، و المدة قليلة بالنسبة لنشوى .. لا تنسى أنها عليها أن توازن بين الدراسة و التحضير لزواجكما " .
رد بهدوء : " أعلم ذلك ، لذا سنبدأ في تجهيزها في أقرب وقت " .
رفع أحد حاجبيه بتساؤل : " إذاً لقد وجدت واحدة ؟ "
رد بنبرة هادئة و لا يعلم تأثير ما سيقوله على نشوى : " لا داعي للبحث ، فنحن سنسكن في منزلي .. في الطابق الثاني " .
صاحت نشوى بغضب : " ماذا ؟ "
نظر لها طارق باستغراب من غضبها المفاجئ ، بينما هتف والدها بتحذير : " نشوى " .
صمتت نشوى مجبرة إثر نبرة والدها المحذرة ، و لكنها أقسمت على عدم السكن في منزل طارق ، فهي تريد أن تنعم بالحرية و التي بالتأكيد لن تجدها إذا سكنت في الطابق الذي يعلو الطابق الذي تسكن فيه خالتها و زوجها ، و هذا حقها و لا أحد يستطيع أن يعترض !
تابع أمجد موجهاً حديثه إلى طارق : " و لكن نشوى أخبرتني أنها لا تريد أن تسكن مع والديك " .
هتف طارق باستنكار : " أستغرب من طلبها هذا ، فلابد أن تسعد لأنها ستمكث مع خالتها " .
هتفت منى بتوضيح : " إنها تريد أن تأخذ حريتها و هذا حقها حبيبي " .
" و لكن خالتي ستكون لها شقتها الخاصة و لن يعيق حريتها شئ " .
فتحت نشوى فمها لتتحدث فلكزتها والدتها لتصمت ، فهي تعلم شخصية ابنتها و أنها إن تفوهت بكلمة ستثير غضب طارق ، فاستجابت نشوى لوالدتها و صمتت تاركه الموضوع لوالديها ..
ابتسمت منى بهدوء : " نعم حبيبي و لكنك تعلم أن كل الفتيات يحبون أن يستقروا بعيداً عن عائلة أزواجهم خاصة في السنة الأولى من الزواج " .
و تابعت بمكر لتضغط عليه : " ثم لا تنسى أن هذه الأسيل تمكث مع والديك و وجود نشوى معها في نفس المنزل سيجلب لك المشاكل " .
عقد طارق حاجبيه بتفكير فخالته لديها الحق في ذلك ، فنشوى و أسيل مثل الزيت و الماء لا يجتمعان ..
لاحظ أمجد تأثره بحديث زوجته فهتف مستغلاً هذا : " و لا تخبرني أنك ستسيطر على الوضع ، فأنا متأكد أنك لن تستطيع السيطرة عليهما " .
تنهد طارق باستسلام : " حسناً سأفكر في الأمر و سأبدأ في البحث عن شقة مناسبة " .
ابتسمتا نشوى و منى بانتصار ، في حين هتف أمجد : " ممتاز " .
و أردف : " ترتيبات الحفل سأتركك أنت و نشوى تتفقا عليها " .
أومأ طارق بالإيجاب ، ثم تابعوا جلستهم في أحاديث مختلفة ، ليستأذن طارق بعدها و يغادر ، تنهدت منى براحة .. و نظر أمجد إلى ابنته و هتف :
" و ها قد تم ما أردتيه يا مدللتي " .
احتضنته نشوى بسعادة : " أحبك أبي " .
**********
وقف تحت منزلها و التقط هاتفه ليتصل بها .. مرة .. مرتين .. ثلاث مرات .. و لم يأتيه أي رد ، زفر أنفاسه بنفاذ صبر و مع ذلك اتصل بها للمرة الرابعة فمن وجهة نظره هذا أفضل من الصعود إلى شقتها ، انتظر بصبر متمنياً أن ترد عليه ، و أخيراً فُتِح الخط و وصله صوتها الكسول هاتفة بحنق :
" ماذا .. هل يتصل أحد في هذا الوقت .. ألا ترى كم الساعة ؟ "
رد بهدوء متجاهلاً نبرتها : " السلام عليكم ، هيا استيقظِ فلدينا اختبار بعد ساعة و لا أريد أن نتأخر " .
على الطرف الأخر
أيقظها صوت هاتفها المزعج و الذي أخرجها من أحلامها فتأففت بضيق و تقلبت على سريرها بعد أن توقف الرنين ، دقائق و عاد مرة أخرى للمرة التي لا تعرف عددها فزفرت أنفاسها بحنق و هي تسب المتصل و تتوعده ، فتحت الخط لتبثه غضبها .. فوصلها صوته الهادئ ، قفزت على السرير بعدم تصديق و أبعدت الهاتف عن أذنها لتنظر إلى شاشته بذهول ، هل هذا علاء حقاً الذي يتصل بها ؟
وصلها صوته الهادئ يخبرها عن موعد اختبارهما فقفزت من على السرير بسرعة بينما هي تهتف :
" دقائق و سأكون أمامك " .
سقطت على الأرضية الصلبة فأصدرت صرخه متألمة وصلت إلى علاء فسألها بقلق :
" ليندا هل أنتِ بخير ؟ "
وقفت متغلبة على ألمها و همست : " نعم أنا بخير ، أنتظرني سآتي إليك في الحال " .
و بأقصى سرعة بدلت ملابسها و ألتقطت أغراضها ، وقفت أمام المرآة لتتأكد من مظهرها فهنئت نفسها على شكلها المثالي بالرغم من أنها لم تستغرق الكثير من الوقت فبالعادة تحتاج على الأقل ساعة كي ترتدي ملابسها !..، تحركت بسرعة خارجة من شقتها و ضغطت على زر المصعد بنفاذ صبر لتقرر أن تهبط على الدرج ..
انتظرها ما يقارب الربع ساعة ليجدها بعدها أمامه تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة ، مرر نظراته على ملابسها بعدم رضى و لكنه صمت و لم يعلق عليها .. على الأقل الآن ، و بمرور الوقت سيغير من شخصيتها و يعيدها إلى الطريق الصحيح ..
ابتسمت بسماجة ، فرد لها ابتسامتها بأخرى هادئة و سار أمامها بهدوء متجهين إلى الجامعة ..
حضرا الاختبار و بعدها اتجها إلى الكافيتريا ليتناولا الطعام ..
فتح علاء كتاب ليقرأ فيه ريثما يأتي الطعام ..
أدارت ليندا نظراتها في المكان بضجر ثم أعادتها إلى علاء و هتفت
: " ألا تمل من القراءة ؟ ، على الأقل تحدث معي " .
رد عليها : " لعلمكِ أنا لا اقرأ .. أنا أراجع للإختبار القادم " .
همست بارتياب : " و هل لدينا اختبار أخر اليوم ؟ "
هتف بعدم تصديق : " أ لا تعلمين ؟ "
رفعت أكتافها بلا مبالاة : " لا ، حتى الاختبار الذي أجريناه لو لم تخبرني به لم أكن لأعلمه " .
نظر لها بذهول و على ما يبدو أن مهمته معها صعبة ، و ليس عليه أن يعدل من تصرفاتها و اختيارها لملابسها فقط ، بل عليه أيضاً أن يساعدها في اجتياز دراستها ، فمن الواضح أنها لا تهتم بها ..
قرب منها الكتاب و هتف بحماس : " ما رأيكِ أن أراجع معكِ المادة ؟ "
سعدت باقتراحه فهتفت بحماس : " موافقة " .
بدأ في المراجعة معها و الشرح لها و أنصتت إليه بتركيز ، نظرت له بانبهار بعدما انتهى و هتفت :
" أنت رائع حقاً " .
هتف بسعادة : " أ يعني هذا أنكِ فهمتي ؟ "
هتفت بمرح : " هذا لا يحتاج لسؤال " .
ثم نهض و أردف : " هيا إذاً فالاختبار على وشك البدء " .
نهضت بدورها و اتجها إلى قاعة الاختبار ، و لأول مرة تشعر ليندا بالحماس لتأديته .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:16 PM   #196

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

هتفت لارا بفضول و هي تشير إلى إحدى الصور : " مَن هذا ؟ "
" إنه علاء أخي " .
" و أين هو ؟ "
" يدرس في الخارج " .
سألت بنفس الفضول : " ألا يأتي إلى هنا ؟ "
" بلى سيأتي ليزورنا في الإجازة " .
خرجت هبه حاملة صحون الطعام ، فنهض إسلام و ساعدها في وضعها على المائده ، لتقلده لارا و تقترب من هبه لتساعدها ، وقفت بجانبها و سألت :
" ماذا أفعل أنا ؟ "
ابتسمت هبه و أعطتها الملاعق و قالت توجهها : " ضعيها هنا .. و هنا .. و هنا " .
استجابت لارا و وضعتهم كما أشارت ..
بعدها جلسوا و بدأوا في تناول الطعام ، فقرب إسلام الملعقة من هبه و همس :
" هيا حبيبتي " .
همست هبه بخجل و هي تنظر إلى لارا التي تتابعهم بفضول : " سآكل لحالي إسلام " .
اعترض إسلام بتصميم : " لقد أخبرتكِ من قبل ألا أحد سيطعمكِ سواي طالما أنتِ زوجتي " .
و أردف بخبث : " إلا إن كنتِ تريدين أن تطعميني بيديكِ كما فعلتي في المستشفى " .
توردت وجنتيها متذكرة إضطرارها لإطعامه أثناء مكوثه في المستشفى و مشاكسته لها حينها .

فلاش باك
أحضرت الممرضة الطعام المخصص له فشكرتها هبه بامتنان ، ثم وضعت الطاولة أمامه بحيث يستطيع أن يتناول الطعام بسهولة ..
نقل إسلام نظراته بينها و بين الطعام و لم يحرك يده ، فهتفت هبه باستفراب :
" لِمَ لا تأكل ؟ "
هتف بحيرة مصطنعة : " كيف سآكل .. ألا تري أنني مريض ؟ "
هتفت باستغراب : " و لن تأكل لأنك مريض ؟ "
ابتسم بخبث و هتف ببراءة : " أنا أنتظر أن تحن عليا إحداهما و تطعمني " .
صاحت باستنكار : " ماذا ؟ "
و أردفت بخجل : " لا تحلم بهذا .. و كل بنفسك " .
مثل الحزن و هتف : " لن أستطيع فأنا مريض " .
هتفت بنفاذ صبر : " إسلام لا تتدلل كالأطفال ، أنا متأكدة من قدرتك على الأكل بنفسك " .
تجاهلها إسلام و لم يرد عليها ، بقيا صامتين لبعض الوقت و الطعام كما هو لم يمسه إسلام ، فتنهدت هبه باستسلام و اقتربت منه بخجل ..
جلست في المقابل له و بدأت في إطعامه بخجل و أبعدت عينبه عن خاصته محاولة ألا تلتقي نظراتهما ..
قربت الملعقة من فمه فاستجاب لها ، ثم أمسك بيدها قبل أن تبعدها و قبّل كفها بحب و همس :
" كنت متأكد أنكِ ستفعليها " .
نظرت له بنصف عين و لم ترد عليه ، فابتسم و أردف :
" كنت أسمع دائماً أن طعام المستشفى سئ و أن لا مريض يتقبله ، و لكنني اكتشفت العكس " .
و تابع بخبث : " أم السر بكِ و عسل يديكِ مَن حول طعمه ؟ "
أبعدت كفها عن كفه و وجهها أشتعل من الخجل ، فابتسم سعيداً بتأثير كلماته البسيطة عليها ..
انتظر للحظات لتستكمل إطعامه و لكنها بقت ساكنة تنظر لغطاء السرير بخجل ، فهمس :
" ماذا ألم تكملي إطعامي ؟ "
رفرف قلبها بسعادة إثر كلماته ، دائماً يُشعرها بالكمال و يرضي أنوثتها بحديثه ، فخلال أيام زواجهما حرص على التغزل بها و لم يترك شيئاً فيها لم يمدحه ، حتى ظنت أنها إمرأة لا مثيل لها ، شكرت الله أنه رزقها به و حفظه لها ..
أخرجها من شرودها همسته فسيطرت على خجلها و استجمعت شجاعتها و رفعت نظراتها فالتقت بنظراته ، نظرت إليه بتحذير و رفعت إصبعها مهددة :
" سأطعمك ، و لكن تأدب و لا تمارس حركاتك " .
همس ببراءة مصطنعة : " أي حركات " .
" إسلام أنت تفهمني جيداً " .
أدعى الإستسلام و هتف : " حسناً " .
تابعت إطعامه و بالرغم من تحذيرها له لن يكف عن حركاته و همساته الجريئة مستمتعاً بخجلها .

عادت من ذكرياتها على همسته : " هيا افتحي فمكِ " .
استجابت له باستسلام و خجل ..
في حين نظرت لها لارا بغيرة و هتفت : " و أنا أيضاً أبي أريد أن تطعمني " .
التفت لها إسلام و بدأ في إطعامها و هو يهتف : " أمر صغيرتي " .
بعد أن أنهوا طعامهم حملت هبه الصحون و استعدت لجليها ، و جلس إسلام بصحبة لارا ليشاهدان أحد برامج الأطفال ..
بعدما انتهت خرجت لترى لارا غافية في حضن إسلام ، فهمست كي لا تزعجها :
" لقد نامت " .
نهض إسلام و حملها كي يضعها على سريرها ، ثم اتجه إلى غرفته ليجد هبه مستلقية بانتظاره ..
بدل ملابسه ثم أتخذ مكانه بجانبها و ضمها إليه بحب و همس :
" هل تشعرين بالسعادة ؟ "
دفنت رأسها في صدره و همست : " جداً .. شكراً لك " .
و تابعت بداخلها : " و سأبذل جهدي لإسعادك كما تفعل أنت المستحيل لإسعادي " .
قبل جبينها ليذهبا بعدها في نوم عميق غير مدركين لِمَ تخبئه لهما الأيام .
**********
هل تفعلها ؟
و إن فعلتها هل سيكون هناك أمل لها ؟
عقلها يخبرها أن ترضى بما كتبه الله لها و تكتفي بلارا ..
و قلبها يرتجف خائفاً من أن يتركها إسلام في يوم و تخسره ، و يخبرها بأن عليها فعل ما بوسعها كي تضمن وجوده بجانبها ..
حسمت قرارها و تحركت خطوة لتدلف إلى عيادة الطبيبة النسائية التي كانت تتابع معها من قبل و في نيتها متابعة علاجها !
أجرت التحاليل التي طلبتها منها و بعدها جلست أمامها بقلق منتظرة حديثها ..
هتفت الطبيبة بنبرة عملية : " للأسف سيدة هبه لازال لديكِ بعض المشاكل التي تعوق إنجابك " .
و أردفت و هي تلتقط ورقة و تدون بها العلاج : " سأكتب لكِ العلاج الذي كتبته من قبل و عليكِ المواظبة على تناوله " .
همست هبه بتوتر : " و لكن دكتورة ، لقد أخذت هذا العلاج لمدة خمسة أشهر و لم يجدي معي " .
هتفت الطبيبة بنفس نبرتها : " نعم و لكنه المناسب لحالتكِ " .
و أردفت بشفقة : " لا تيئسي سيدتي ، هناك من يستمرون على العلاج لسنوات ليس بضعة أشهر ، و في الأخير يرزقهم الله بما ينير عليهم حياتهم " .
عادت كلمات مشيرة تطرق رأسها لتتساءل بخوف ..
هل سينتظر إسلام لسنوات ؟
هل سيفي بوعده و يكتفي بلارا ؟
أم سيكون كمصطفى ؟
نهضت مودعة الطبيبة بشكر مع وعد على الإلتزام بالعلاج !
**********
" أبي .. سأبدأ في البحث عن شقة لنسكن بها أنا و نشوى " .
نظر له محمد بسخرية لقد كان يتوقع أنها ستطلب هذا ، و لكن ما لم يتوقعه أن يوافقها ابنه بسهولة !
" كنت أظن أنك تفضل أن تمكث معنا في نفس المنزل " .
شعر بالحرج و الحزن حيث أنه متعلق بوالديه بشدة .. و لم يفكر من قبل أنه سيضطر أن يعيش بعيداً عنه ، و ما طمئنه من ناحية ذلك أن شقتهما ذات مساحة كبيرة .. هذا بجانب الطابق الثاني و الذي جهزه له والده من قبل ، بالإضافة إلى أنه لم يفكر في الزواج سوى من نشوى ، و هذا ما جعله يظن أنها لن تعترض على السكن معهما .. خاصة و أن والدته تكون خالتها و علاقتهما ببعضهما جيدة ، و لكن دخول أسيل إلى حياته حوّل كل شئ ..
" كنا سنقيم هنا بالطبع ، و لكن مع وجود أسيل أصبح هذا صعب .. أنت تعلم بالمشاكل التي تحدث بينهما " .
أسيل ، هذا العذر التي أقنعته بها !..، وافق على مضض .. فحتى إن رفض لن يستمع ابنه إليه .. فمن الواضح أنه مقتنع بقراره ..
" كما تريد بنيّ " .
انتشرت السعادة على ملامحه .. لقد كان خائفاً من رفضه و الإضطرار على الدخول في م جادلة معه .. و الله وحده يعلم على ماذا كانت ستنتهي و كيف ستكون ردة فعله حينها ، و لكن والده الحبيب تفهم موقفه و وافق على ما يريده ..
نهض و اقترب منه ليلتقط كفه و يقبلها بحب و امتنان : " لا حرمني الله منك أبي " .
ملس محمد على شعره ولده بحنان و بداخله يتمنى أن يكون كل ما يظنه في نشوى غير صحيح و أن تسعد ولده لأنه يستحق ..
في هذه اللحظه اقتحمت أسيل الغرفة و هتفت بمرح : " أنا مستعدة " .
استقام طارق و ابتسم على حماسها ، ثم وجه حديثه إلى والده قائلاً :
" لا تنتظرونا على الغذاء ، لقد دعانا إسلام في منزله " .
صفقت أسيل بجذل : " سنذهب إلى إسلام أيضاً .. رائع " .
دفعها طارق بخفة و هو يقول : " هيا بنا إذاً " .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:19 PM   #197

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

اندمجتا لارا و أسيل سريعاً و أخذتا تلعبا سوياً بمرح ..
جلسا طارق و إسلام في غرفة الضيوف ، فهتف طارق بذهول :
" لا أصدق أنك تبنيتها حقاً " .
رفع إسلام حاجبيه بتساؤل : " و هل كنت تعتقد أنني أمزح ؟ "
لم يكن طارق يعلم بحالة هبه الصحية و عدم قدرتها على الإنجاب ، فأعتقد أنها ستعترض على رغبة إسلام ..
" في الحقيقة كنت أعتقد أن هبه لن توافق " .
ابتسم إسلام مفكراً أنه حتى لو كانت حبيبته قادرة على الإنجاب .. كانت ستوافق على تبني لارا ، فالأيام التي قضاها معها أظهرت له حنانها و قلبها الكبير ..
" أنت لم تعرف هبه بعد " .
هتف طارق متذكراً ما علمه : " أ علمت أن هذا المصطفى الذي حرض على قتلك حُكِم عليه بعشر سنوات " .
و أردف : " حتى الآن لا أصدق أنه حاول قتلك من أجل إمرأة " .
شرد إسلام متذكراً ما حدث بعد أن أستيقظ في المستشفى ..

فلاش باك
فتح عينيه ببطء على صوت همهمات من حوله و هو يشعر بألم لا يحتمل في صدره ليغلقها إثر الضوء الذي أزعجهما ، و بعد لحظات فتحهما مرة أخرى و هو يأن بألم ..
و في لمح البصر وجد طارق و هبه فوق رأسه ، و سمع صوت طارق يسأله بقلق : " هل أنت بخير ؟ "
تجاهل سؤاله و همس بصعوبة : " أريد ماء " .
أسرعت هبه و أحضرت له كوباً ليساعده طارق على الارتواء ، و بعدها ركض إلى الخارج هاتفاً :
" سأخبر الطبيب باستيقاظه " .
أغمض إسلام عينيه .. و الألم لا يجعله قادراً على التفوه بحرف ، فأخذت هبه تملس على شعره بحنان و ابتسامة بسيطة مرتسمة على ملامحها سعيدة بنجاته ..
بعد دقائق دلفا كلاً من طارق و الطبيب إلى الغرفة ، فطلب الأخير منه هو و هبه أن ينتظرا في الخارج ريثما يفحصه ، و بالفعل نفذا ما قاله و بدأ هو في فحصه بدقة ..
خرج و هتف لهما بنبرة عملية : " حالته جيدة كما أنه يستجيب للعلاج بسرعة ، خلال أيام سيُشفى تماماً ، حمداً لله على سلامته " .
شكره طارق ، و أحب أن يتيح الفرصة إلى هبه كي تجلس مع إسلام لحالها ، فهتف و هو يبتعد عنها :
" سأتصل بوالدي لأطمئنه ، أدخلي أنتِ إليه " .
لم تنتظر لثانية و دلفت للداخل بسرعة فرأته يحدق للأعلى بشرود ، فأخذت دموعها طريقها إلى وجنتيها .. و كأنها لم تكتفي من البكاء اليومين الماضيين !
انتبه لها فرفع يده بضعف بدعوة صامتة لتقترب منه ، فاستجابت لدعوته و سارت حتى أصبحت بجانب سريره ، انحنت قليلاً حتى أصبح وجهها أمام وجهه و همست بصوت مبحوح :
" حمداً لله على سلامتك .. حمداً لله أنه أنجاك و لن يرينا فقدك " .
أمرها بصوت لا يكاد يسمع : " لا تبكي " .
ثنت قدميها و جلست على الأرضية الباردة ، و همست بضعف :
" لا أستطيع " .
رفع كفه بخفة ليمسح دموعها و همس : " دموعكِ تزيد من ألمي " .
رفعت يديها و بدأت بمسح دموعها كالأطفال و هي تهتف : " لن أبكي " .
ثم أمسكت كفه و انحنت لتقبله قبلة طويلة هادئة ، لتبعد رأسها عنه قليلاً فلفحته أنفاسها الهادئة و همست : " خفت عليك كثيراً " .
هتف بصوت حاول أن يضفي عليه بعض المرح بالرغم مما يشعر به من ألم : " حمقاء إن ظننتي أنني سأتركك ، ثم أنني لم أكتفي منكِ بعد " .
حينها دلف طارق إلى الغرفة بصحبة بعد أفراد الشرطة فتركت هبه كف إسلام مجبرة و ابتعدت عنه بخجل ، فهتف طارق بجدية :
" لنتركهم لحالهم هبه " .
أومأت و تحركت خارجة من الغرفة فتبعها طارق ، بينما جلس الضابط مع إسلام و بدأ في أخذ أقواله ..
كان طارق في هذه اللحظة يشتعل من الغضب ، فلقد أخبره الضابط أن مَن حاول قتل صديقه هو طليق زوجته ، نظر إلى هبه و هتف بهدوء مناقض لما يشعر به :
" لقد أمسكوا بمَن حاول قتله " .
هتفت بسعادة : " حقاً ؟ "
" نعم ، و لقد تبين أن مَن حرض على قتله هو مصطفى طليقكِ " .
فغرت فاهها بذهول .. مصطفى .. مصطفى مَن فعلها .. مَن كاد يحرمها من حبيبها و زوجها ، بالفعل كانت تخاف منه و تخاف أن يفعل لإسلام شئ ، و لكنها أبداً لم تتوقع أن يصل الأمر للقتل ..
أ وصل حقده إلى هذه الدرجة ؟
ألم يفكر حتى فى زوجته الأخرى و طفله ؟
أ قرر قتل نفس بهذه البساطة ؟
أ كاد حبيبها يفقد حياته بسببها ؟ ، عند هذه الفكرة أنسابت الدموع على وجنتيها و هي تفكر أنها السبب فيما حدث ..
خرج الضباط من غرفته فلم تهتم بهم و ركضت إلى الداخل ، جلست بجانب سريرة مره أخرى و لكن هذه المرة دفنت رأسها في عنقه و أخذت تردد :
" سامحني .. أنا السبب .. كدت تفقد حياتك بسببي .. لن أسامح نفسي ما حييت " .
أبعدها بتعب ظهر جلياً على ملامحه و همس :
" اهدأي حبيبتي .. فلا ذنب لكِ فيما حدث " .
رفعت رأسها و تعلقت نظراتها بخاصته و همست : " بل أنا السبب ، لقد فعل ذلك من أجلي " .
هتف بإيمان : " و لِمَ لا تقولي أن الله أراد هذا كي يُبعد عنا مصطفى ؟ "
و قبل أن توجه إلى نفسها المزيد من اللوم همس : " لا تتعبيني يا هبه ، وثقي أنني لن أُحملكِ ذنب ما حدث لي " .
و أردف : " و أخبرتكِ ألا تبكي " .
همست بضعف : " و لكن إسلام " .
همس بتعب و الألم بدأ في العودة إليه : " لا يوجد لكن حبيبتي ، ما حدث قد حدث و أنا مؤمن بأن لله فيه حكمة ، و علينا أن نكمل حياتنا و ننسى هذه الأزمة " .

صرخ طارق بقوة أجفلته : " إسلام .. أين ذهبت ؟ "
انتفض في مكانه بخوف ثم نظر إلى طارق بغضب و هتف : " أنا أجلس بجانبك إن كنت لا تعلم ، لا داعي لهذا الصياح " .
هتف بسأم : " جسدك معي و لكن عقلك لا أدري أين ذهب " .
" و علقي معك لا تقلق " .
و أردف : " ما أخبار عملك ؟ "

في المطبخ
كانت تحضر الشاي و عقلها شارد في مكان أخر ..
تخبره أم لا تخبره ؟
فحتى الآن إسلام لم يعلم بإستكمالها للعلاج !
تخشى أن تخبره فيغضب لأنها أتخذت خطوة مهمة مثل هذه دون الرجوع إليه ..
أو أن تزرع في قلبه أمل صعب تحقيقه .. تخشى أن يتفائل بالعلاج و يضع عليه الأماني فيُصدم بعدها بالحقيقة المرة ..
و تخاف ألا تخبره فيكتشف أمر علاجها بنفسه و يغضب ..
و بقلب مرتجف قررت أن تخبره ، ممنية نفسها بأن الأمر لن يكون صعباً ..
لتحرك رأسها باعتراض عندما تخيلت ردة فعله و احتمالية غضبه منها ..
تنهدت بقوة مقررة أنها لن تخبره و ستنتظر حتى ترى نتيجة العلاج
فإن جاءت إيجابية سيفرحا وقتها بالنبأ السعيد ..
و إن جاءت سلبية فكأن شيئاً لم يكن و ستشكر الله لأنه رزقها بلارا ..
**********
" ماذا سنفعل الآن يا ابنتي ؟ ، النقود التي معنا أوشكت على النفاذ " .
تنهدت هند بقلة حيلة ، لقد دمر مصطفى حياتهم في غمضة عين دون التفكير بهم و بما سيحدث لهم ، ابتسمت بسخرية :
" و لِمَ سيفكر بكم يا حمقاء فيكفيه التفكير في صاحبة السمو هبه " .
نظرت إلى طفلها بأسى ، فما ذنبه هو ليكون والده خريج سجون ، بل إنه لم يتمتع بالرفاهية بسبب قلة المال الذي يمتلكوه ..
لقد فكرت كثيراً في الذهاب إلى هبه و إجبارها أن تعطيها المال متخذه عذر أن زوجها سُجن و طفلها حُرِم من والده بسببها ، و لكنها عادت و فكرت أن هبه لا ذنب لها فيما حدث و أنها ضحية مثلها تماماً ..
نظرت إلى والدتها و هتفت بتصمبم : " لا تقلقي يا أمي ، من الغد سأبدأ في البحث عن عمل .. و لن أجعل طفلي أو شقيقاتي يحتاجون إلى شئ " .
ابتسمت بتشجيع مع أنها تعلم أن صغيرتها ستتعب كثيراً حتى تجد عمل مناسب ، و إن وجدته لم تكفيهم النقود التي ستحصل عليها منه ، و لكن هذا الذي بيدهم الآن و لم يعترضوا على حكم الله ، فدعت لها من قلبها :
" وفقكِ الله يا ابنتي " .

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:29 PM   #198

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

دلفت سعاد إلى غرفتها كي توقظها لتذهب إلى المدرسة ، فوجدتها تخرج من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة ، نظرت إليها بحنو و هتفت :
" أستيقظتي صغيرتي " .
هتفت أسيل بحماس و هي تتجه لتخرج بدلتها المدرسية و اغراضها التي اشتراها لها طارق سابقاً :
" لم أغفى من الأساس عمتي ، لقد بقيت طوال الليل أفكر في اليوم " .
التقطت منها حقيبتها لتضع بها أغراضها و هتفت : " هذا طبيعي حبيبتي جميع الطلبة يمرون بهذه الحالة أول يوم " .
و أردفت : " هيا ارتدي ملابسكِ ريثما أحضر لكِ الإفطار " .
أستوقفتها أسيل بلهفة قبل أن تغادر الغرفة : " عمتي .. هل لازال طارق في الخارج ؟ "
" نعم صغيرتي إنه ينتظركِ ليوصلكِ بنفسه " .
ابتسمت بسعادة عندما سمعت كلماتها ، فلقد وعدها طارق بإيصالها إلى المدرسة أول يوم ذهاباً و عودة ، و كم هي سعيدة لأنه سينفذ وعده ، حملت بدلتها بحماس و بدلت ملابسها استعداداً إلى أول يوم دراسي ..
خرجت من الغرفة فوجدتهم جالسين على مائدة الطعام فاتخذت مكانها بجانبهما ..
هتف طارق بتحذير : " كلي جيداً .. فاليوم سيكون طويلاً " .
أومأت أسيل بالموافقة و بدأت في تناول الطعام ..
صدح صوت رنين هاتف طارق فنهض من على المائدة بينما هو يفتح الخط و يهمس بحب :
" صباح الخير حبيبتي " .
ردت عليه بكسل و آثار النوم واضحة على نبرتها : " صباح النور حبيبي " .
هتف بتلقائية : " هيا .. تجهزي .. و سآتي لأوصلكِ إلى الجامعة " .
همست نشوى بخفوت : " لا داعي لهذا حبيبي سوف أذهب مع صديقتي " .
" حسناً و لكنني سأراكِ مساءً ، و طمئنيني عليكِ عندما تصلين " .
ابتسمت على اهتمامه بها و همست بعشق : " بالتأكيد حبيبي " .
أغلق منها و عاد إلى المائدة ليرى أسيل تقف و ترتب بدلتها المدرسية ، بينما والدته تضع لها بعض السندوتشات في حقيبتها و تقول :
" أريدكِ أن تأكلي جميع السندوتشات و لا تعودي بواحد حتى " .
هتفت أسيل بحماس يرافقها منذ أن أستيقظت : " حسناً " .
ثم ودعتها هي و عمها و غادرت برفقة طارق متجهين إلى المدرسة ..
وصلا إليها و صفّ طارق سيارته على جانب الطريق ، ثم نظر إليها فوجد التوتر بادي على ملامحها و يديها تظهر عليها بعض حبات العرق ..
قهقه باستمتاع و هتف بسخرية مستفزاً إياها : " لا تخبريني أنكِ خائفة " .
عبست بملامحها و هتفت بحنق : " ألم تسمع عن التوتر من قبل ؟ ، فأنا على وشك الإنضمام إلى مدرسة جديدة و رؤية أناس لم أراهم من قبل " .
ملس على شعرها بحنو و همس : " لا داعي لكل هذا التوتر و القلق بالعكس سوف تستمتعين " .
و أردف : " هيا ترجلي حتى لا تتأخري و استمتعي بيومكِ " .
ترجلت أسيل و دلفت إلى المدرسة بتوتر لتجد المشرفين يقومون بترتيب الطالبات و توزيعهن على فصولهن ..
ذهبت و استعلمت عن فصلها ثم ذهبت و جلست على أحد المقاعد الجانبية الفارغة ..
و بعد فترة جاءت طالبة أخرى ذات شعر أسود يصل إلى أول ظهرها و عيون سوداء واسعة و جلست بجانبها ، مدت يدها إليها و هتفت مبتسمة :
" أدعى ملك ، و أنتِ ؟ "
هتفت أسيل و هي تمد يدها بدورها : " أسيل " .
دققت ملك في ملامحها ثم هتفت بمرح : " يبدو أنكِ لستِ مصرية ، أم أنني مخطئة ؟ "
زال توترها و هتفت بمرح اكتسبته منها : " أنا نصف مصري نصف بريطاني ، فوالدي مصري و والدتي بريطانية " .
هتفت ملك بانبهار : " واو رائع " .
و بعدها دلف المعلم إلى الفصل و بدء اليوم الدراسي الممل بالنسبة إلى الكثير .
في نهاية اليوم
ركضت أسيل إلى سيارة طارق حالما رأتها ، صعدت و هي تهتف بحماس :
" لقد أتيت " .
ابتسم و هو يقول : " يبدو أنكِ قضيتي يوم جيد " .
" جداً " .
و أردفت : " مع أن هناك بعض الدروس التي لم أفهمها " .
ابتسم بتفهم : " سأشرح لكِ ما يصعب عليكِ لا تقلقي " .
و تابع : " و هل أنشأتي صداقات ؟ "
" لقد تعرفت على فتاة تدعى ملك .. فتاة لطيفة و مرحة " .
رفع أحد حاجبيه باستغراب : " فتاة واحدة فقط ؟ "
اعتدلت في جلستها و هتفت بصلف : " أنا لا أصادق أي أحد " .
قهقه على طريقة حديثها و تابع قيادته منصتاً إليها و هي تقص عليه ما مرت به " .
**********
" لارا هيا استيقظي " ، قالتها هبه بتعب ، فمنذ ساعة و هي تحاول إيفاظها و لارا لا تستجيب لها ..
دلف إسلام إلى الغرفة فوجد هبه جالسة على المقعد بقلة حيلة و لارا غافية على بطنها و واضح أنها بعالم أخر ..
" ألم تستيقظ بعد ؟ "
" لا ، و لقد تعبت معها و هي إن ردت تقول خمس دقائق فقط و تعود للنوم مرة أخرى " .
" حسناً اذهبي أنتِ و حضري الإفطار و أنا سأتصرف معها " .
خرجت هبه مستجيبة لحديثه ، في حين اقترب هو من لارا و أخذ يدغدها بقوة ..
شعرت بيد تعبث بجسدها ، فتلوت بقوة و صدحت ضحكاتها تملأ الغرفة ، و بعد عدة محاولات لتتحدث قالت بصعوبة :
" أبي .. أبي اتركني أرجوك " .
هتف إسلام بمرح و هو مستمر في دغدغتها : " ستنهضي أم لا ؟ "
حاولت التقاط أنفاسها و هتفت : " نعم .. سأنهض .. و لكن اتركني " .
ابتعد عنها و لكنه لم يخرج من الغرفة بل بقى واقفاً فوق رأسها و هتف بصبر :
" أنا انتظر " .
نهضت بكسل و هتفت بحنق : " حسناً لقد استيقظت " .
قهقه على مظهرها ، فقد كانت تقف أمامه بعين نصف مفتوحة و الأخرى مغلقة .. و سترة بجامتها ملتفة بطريقة غريبة بينما سروالها يرتفع إلى ركبتيها ..
عبست بملامحها و هتفت : " علام تضحك ؟ "
دفعها بخفة إلى الحمام و هو يهتف : " و تسألين بعد ؟ ، هيا تجهزي بسرعة حتى لا تتأخرين " .
دلفت إلى الحمام و خرجت فالتقطت بدلتها المدرسية و ارتدت على عجل ، شرعت في ترتيب أغراضها لتجد والدتها وضعتها لها في حقيبتها فابتسمت بسعادة و ركضت إليهما ..
قبلت والدها على وجنته و فعلت المثل مع والدتها ثم جلست و بدأت تأكل بنهم ..
هتف إسلام بمشاكسة : " على رسلك الطعام لن يطير ، و لا زال لدينا وقت " .
نظرت له لارا بغضب طفولي ، بينما هتفت هبه بدفاع :
" اتركها تأكل كما تريد " .
أدّعى الحزن و همس : " أ تدافعين عنها و تتركين زوجكِ حبيبكِ ؟ "
هتفت لارا بمرح : " إن كنت أنت زوجها فأنا ابنتها .. ثم أنك من بدأت في استفزازي " .
" هل ستتفقا أنتما الإثنتين علىّ ؟ "
هتفت هبه بدلال : " و هل لديك اعتراض ؟ "
لمحت اللمعة التي ظهرت في عينيه و الابتسامة التي زينت شفتيه ، فهتفت بسرعة قبل أن يلقي إحدى كلماته الجريئة :
" أكملي طعامكِ حبيبتي كي نذهب " .
هتف إسلام بمكر : " و أنتِ حبيبتي ألن تأكلي ؟ "
توردت وجنتيها و ردت بخجل : " لست جائعة " .
قاطعتهم لارا بسعادة : " لا أصدق أنكِ ستكونين معي في نفس المدرسة " .
سحبت وجنتيها بمشاكسة و هي تهتف : " و أنا سعيدة لأن أبنتي حبيبتي التحقت بمدرستي " .
تكتف و هو ينظر إليهما بنصف عين و يهتف : " و أنا حزين لأنني سأبقى لحالي " .
قفزت لارا و جلست في أحضانه ثم قبلته و هتفت : " لا تحزن أبي ، فأنا من الأساس لن أرى أمي إلا لفترة قليلة ، و كأن كل واحدة منا في مكان مختلف " .
رد لها قبلتها و قال : " هذه طفلتي التي تخاف من أن يحزن والدها " .
و نظر إلى هبه بتلميح : " ليس كبعض الناس لا يهتموا بي " .
نظرت له هبه بذهول و نهضت و هي تقول : " هيا لارا سنتأخر على المدرسة " .
أبعدها سريعاً عن حضنه و استقام ليقف أمام زوجته ، ثم وجه حديثه إلى لارا قائلاً : " حبيبتي اذهبي و احضري حقيبتكِ كي نغادر " .
تحركت لارا متجهه إلى غرفتها فأحاط إسلام بخصر هبه و همس بمكر : " ألن تهتمي بي ؟ "
أبعدت عيونها عن عيونه بخجل و همست : " ماذا تريد ؟ "
رفع يده و أمسك بذقنها ليدير رأسها فتعلقت نظراتها الخجلة بنظراته الراغبة و همس بخبث :
" أريد قبلة " .
تورد وجهها و تحركت بين ذراعيه محاولة الإبتعاد عنه و هي تهمس
: " إسلام اتركني ، لارا من الممكن أن تدخل في أي لحظة " .
لمعت عيونه و همس : " إلى أين وصل تفكيركِ ؟ ، أنا أقصد قبلة بريئة مثل التي أعطتها لي لارا " .
أعترضت بضعف محاولة تحرير نفسها من بين ذراعيه ، فضغط على خصرها أكثر و همس :
" لن أترككِ إلا إذا أعطيتيني إياها " .
ترجته قائلة : " إسلام .. أتركني .. سترانا لارا " .
حرك إسلام رأسه بنفي مقرباً إياها منه أكثر ، فاستسلمت له لتقترب من وجنته لتطبع عليها قبلة صغيرة سريعة ..
أدار رأسه بحركة مفاجأة فجاءت القبلة على شفتيه و بادلها إياها بشغف ..
قاطع لحظتهما صوت أقدام تطرق الأرض بقوة فابتعد عنها و هو يلهث ..
دلفت لارا و هتفت بحماس غير منتبهة لحالتهما : " أنا جاهزة " .
ابتسم و دفع هبه بخفة و هو يهتف : " لنذهب إذاً " .
**********
راقبتهم من الشرفة و هم يسيرون بسعادة و هذه الطفلة تقفز وسطهما بمرح ، فاشتعلت عينيها بحقد و غيرة عمياء ..
فهبه أبنة عمها منذ صغرها و هي الفتاة الهادئة الخجولة المحبوبة من الجميع على عكسها هي ؛ لم تكن مكروهه و لكنها أيضاً لم تكن محبوبة فلقد كانت مثل أي فتاة في العائلة ، بينما هبه كانت مميزة بشخصيتها و ذكائها و هذا ما أشعل غيرتها منها منذ الصغر ، و مع مرور الوقت ازدادت غيرتها و هي ترى جمال هبه اللافت للنظر و الذي كان يجذب الأنظار إليها باستمرار ، على عكس جمالها الباهت ..
لتخمد غيرتها عندما اكتشفت عدم قدرتها على الإنجاب و طلاقها من مصطفى معتقدة أنها و أخيراً ستجرب شعور الحزن و عدم الرغبة التي لطالما جربتهما هي ، و لكن اقتحام إسلام حياتهم حوّل كل شئ و أعاد إليها ابتسامتها ، لتخبو أمنياتها برؤية هبه تعاني ما تعانيه ..

يتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:34 PM   #199

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

استيقظ بكسل و تجهز للذهاب إلى مدرسته مستعداً إلى عام دراسي جديد و سنته الأخيرة بالمرحلة الإعدادية ..
تطّلع إلى الساعة فوجدها السادسة و النصف فخرج من غرفته بسرعة متمنياً ألا يكون أحد أيقظ تسنيم ..
وجد والدته على وشك الدخول إلى غرفتها فهتف باندفاع : " أمي .. أنتظري " .
نظرت إليه هالة باستغراب و هي تجده مستيقظ و مرتدي ملابسه ، فلقد اعتادت أن توقظه هي أيام دراسته .. بل و كان يُتعبها حتى يستجيب و ينهض ، و لكن اليوم و على عكس ما اعتادت استيقظ لحاله !..، لم تعير الأمر انتباه ، فلابد أن هذا بسبب حماس و قلق أول يوم دراسي ..
" صباح الخير حبيبي " .
اقترب منها و قبلها : " صباح الخير أمي " .
و أردف : " هل تسنيم لا زالت نائمة ؟ "
" نعم .. سأوقظها الآن " .
هتف بسماجة : " لا تتعبي نفسكِ أمي أذهبي و سأفعل أنا " .
ابتسمت و تحركت لتعد لهما الإفطار و هي تهتف بتحذير : " حسناً ، و لكن لا تتأخرا " .
اقتحم غرفة شقيقته دون انتظار و اقترب من سريرها ليجلس بجانبها و بدأ يملس على شعرها بحنو و هو يهمس : " تسنيم .. تسنيم حبيبتي .. هيا استيقظي " .
تململت في نومها و تقلّبت ليصبح ظهرها مواجه لوجهه ..
ابتسم و مال حتى أصبح وجهه مقابل لوجهها و رفع يده ليعبث بوجهها بممازحة ..
حركت وجهها بضجر و فتحت عين واحدة لتجد وجه شقيقها أمامها فعادت و أغمضتها و هي تقول بكسل : " مازن .. أريد أن أنام " .
اعترض و هو يمسكها من خصرها يحاول أن يرفعها من على السرير : " لا وقت للنوم .. لدينا مدرسة يجب أن نذهب إليها " .
نهضت و جلست على السرير و أخذت تدلك عيونها و هي تقول :
" حسناً استيقظت " .
استقام واقفاً و قال : " هيا تجهزي و أنا سأنتظركِ في الأسفل " .
و أردف مبتسماً : " و بالمناسة لقد حضرت حقيبتكِ بالأمس قبل أن أنام " .
دلفت إلى الحمام و هي تقول بسعادة : " شكراً أخي " .
غادر الغرفة ، لتخرج هي بعد دقائق و ترتدي بدلتها المدرسية ، ثم ركضت إلى حيث والديها و شقيقها ، قبلتهم و جلست معهم على المائدة تتناول طعامها بكسل ..
" مازن بعد المدرسة لا تتأخر .. عد إلى البيت و لا تذهب إلى مكان " .
هتف مازن بتقرير : " لن اتأخر .. سآخذ تسنيم و آتي مباشرة " .
ارتفع حاجبي طه باستغراب : " تأخذها إلى أين " .
هتف مازن بهدوء : " تقصد من أين أبي " .
و أردف : " من المدرسة بالطبع " .
تنهد طه بقوة و قال : " و مَن أخبرك أنك مَن ستأخذها " .
تساءل بجدية : " إذاً مَن ؟ "
هتف طه بجدية : " أنا أو والدتك .. المتفرغ فينا سيقلها إلى المنزل " .
" لا أبي لا تتعبا أنفسكما فمدرستي لا تبعد الكثير عن مدرستها و موعد إنصرافنا واحد " .
قال طه باستهزاء : " و تأخذها و تخرج مع أصدقائك و الله أعلم ما من الممكن أن يحدث لها " .
هتف بجدية : " لا أبي .. سآتي إلى البيت مباشرة و لن أذهب مع أي أحد " .
نظر له طه بشك ، فوعده مازن قائلاً : " أعدك أبي " .
" حسناً " .
كانت هالة تراقبهما بحذر خشية أن ينتهي الأمر بمشاجرتهما ، فطه متزمت جداً فيما يخص تسنيم و يرتعب عليها من أدنى شئ ، كما هو الحال بالنسبة إليها و إلى مازن فتسنيم أصبحت فرد مهم في أسرتهم لا يستطيعون العيش من دونه ، و لكنها تعترف أن تعلق مازن بها أشد و أقوى و أرجعت ذلك إلى أنه يعوض بوجودها رحيل رنيم ..
أما تسنيم فكانت تأكل بهدوء غير مبالية بالنقاش الذي يحدث عليها ، فعلى كل الأحوال لن تفرق معها من يقلها من المدرسة .
**********
توقف علاء عند مدخل الشارع الذي تقطن فيه ليندا ليودعها قائلاً :
" سأراكِ غداً " .
تحركت و سارت أمامه و هي تهتف بمرح : " سأسير معك قليلاً .. سأذهب لأتسوق " .
سار ورائها مفكراً أن هذه فرصته المناسبة كي يعدّل من طريقة ملابسها و يجعلها أكثر احتشاماً ، فهتف بمرح :
" أ تعلمين أنا أيضاً ذاهب لأتسوق ، إذاً سنقضي المتبقي من اليوم سوياً " .
التفتت إليه و عيونها تلمع بسعادة ، فمنذ أن اتفق معها على أن يكونا أصدقاء و هي لا تراه عند الذهاب بالجامعة ، كما منع عنها أي مهاتفات باستثناء المهاتفة الوحيدة كل يوم صباحاً ليعلمها أنه ينتظرها ليذهبا إلى الجامعة ، و هذه أول مرة يبادر فيها أن يخرجا سوياً بل و يقضيا اليوم بأكمله معاً ، كم سيكون هذا رائعاً ..
سارت معه حتى وصلا إلى أحد المولات فدلفوا إليه لتبدأ رحلة علاء في تغيير ليندا ..
بدأت ليندا في البحث عن ملابس مناسبة لها و بينما هي مندمجة في الأختيار ، فاجئها علاء من خلفها هاتفاً :
" ما رأيكِ في هذا ؟ "
التفتت إليه لتجده ممسكاً بسروال أزرق واسع و سترة بيضاء أنيقة ، و بالرغم من أنها ليست معتادة على ارتداء هذا النوع من الملابس ، و لكنها سعدت أنه أهتم بها و أختارها لها ، فالتقطتها منه بسعادة و هي تقول :
" سأجربهما " .
دلفت إلى غرفة جانبية و ارتدتهما ، نظرت إلى المرآة أمامها فابتسمت بسعادة و هي ترى كم تلائمها هذه الملابس ، دارت حول نفسها لترى نفسها من جميع الجهات ثم قررت أن تخرج و تعرف رأي علاء ..
خرجت لتراه يحدق بشاشة هاتفه النقال فهتفت متساءلة :
" ما رأيك ؟ "
رفع نظراته إليها لتلمع عيونه بإعجاب و هو يرى مظهرها الفاتن و جمالها الذي زاده احتشامها ..
" أستطيع القول الآن أنكِ جميلة ، بل فاتنة " .
و لأول مرة منذ أن التقيا يرى وجهها يتورد خجلاً و لسانها يعجز عن الرد ..
**********
التفت مخلصاً إياها من خجلها .. ليحضر لها فستان طويل من اللون الطوبي و سترة جلدية سوداء ، أعطاهما لها بصمت .. فالتقطتهما منه و عادت إلى الغرفة لترتدبهما .. و هي سعيدة بالبداية الجديدة
و الطريق الذي بدأت تسير فيه .
**********
زفر أنفاسه بضجر فهذه الشقة السايعة التي يروها اليوم و لا تعجب نشوى ، بخلاف الشقق التي رأوها الأيام السابقة ..
" لا تخبريني أن هذه الشقة أيضاً لا تعجبكِ " .
خرجت نشوى من إحدى الغرف و هتفت بعد أن تفحصت الشقة جيداً : " جميلة ، و لكن أعتقد أن هناك الأجمل منها " .
تنهد بنفاذ صبر ، لينقذه سمسار الxxxxات و الذي كان برفقتهما حينما قال : " من الصعب أن تجدي أجمل منها يا آنسه ، إن موقعها ممتاز كما أن مساحتها واسعة ، ستخسري إن لم تشتريها " .
ظهرت الحيرة على ملامحها فسألت طارق قائلة : " لا أعلم ، ما رأيك أنت ؟ "
هتف بدون تفكير : " أنا أرى أنها جيدة ، و لن نجد أفضل منها " .
شردت ملامحها بتفكير للحظات لتهتف بعدها باستسلام : " لنأخذها " .
تنفس طارق الصعداء و ذهب برفقة السمسار ليدفع النقود و يوقع على عقد شقته الجديدة معلناً عن أول خطوة للإجتماع مع حب حياته الذي لطالما تمنى أن يكون من نصيبه !
صعدا إلى السيارة لتلتقط نشوى المفتاح و هي تقول بسعادة : " يا إلهي لا أصدق .. إنه مفتاح شقتنا " .
همس بعشق : " نعم .. و قريباً سنقطن فيها " .
ليزفر أنفاسه بحرارة و يهمس : " بضعة أشهر فقط " .
أغمضت عينيها متخيلة اليوم الذي ستصبح فيه زوجته و تنام بين أحضانه ، فهمست : " متى يأتي هذا اليوم ؟ "
همس بشوق : " لم يعد يتبقى الكثير " .
ليبتعد عنها و يبدأ في قيادة السيارة متجهاً إلى منزلها ، و هتف :
" سوف أبعث لكِ بصور للديكورات و الأثاث ، و ما عليكِ سوى اختيار ما يعجبكِ .. و أنا سأنفذه " .
و أردف بجدية : " المهم دراستكِ لا أريدكِ أن تتهاوني فيها " .
هتفت بحماس : " لا تقلق حبيبي " .
**********
تطّلع إليها بارتياب و هو يراها تبتلع أحد الأقراص الصغيرة فهتف بتساؤل : " هل تشعرين بالتعب ؟ "
جفلت من وجوده فتحركت بسرعة و توتر و هي تهتف بتلعثم : " نعم .. أشعر بالصداع " .
وضعت علاجها في الصيدلية الصغيرة الموجودة بحمام غرفتهما ثم عادت إليه و ابتسمت له بارتباك ..
سحبها ليستلقيا معاً على السرير ، و أخذ يداعب رأسها بخفة و همس : " نامي إذاً لترتاحي " .
أغمضت عينيها و نبضات قلبها تتسارع بخوف ، تخشى أن يكون شك في شئ ..
زفرت بتوتر محاولة طمئنة نفسها و أنه من المستحيل أن يكون شك بها ، فما الذي سيجعله يفكر أنها عادت إلى علاجها ؟!
انتظرت حتى انتظمت أنفاسه ، لتنهض و تتسحب بحذر و هي تلقي عليه نظرات خائفة ..
دلفت إلى الحمام و التقطت علبة دوائها ثم خرجت و فتحت دولابها لتخبئها بين ملابسها ..
عادت بعدها لتندس بين أحضانه و هي تتنهد براحة متأكدة أنه لن يكتشفها .
**********
يوم زفاف طارق و نشوى
لمعت عيونه و هو يراها بفستانها الأبيض و طلتها الفاتنة ، انتظرها حتى وصلت إليه فاقترب ملتقطاً ذراعها من ذراع والدها و طبع قبلة طويلة على جبينها ، ثم تابع معها السير حتى وصلا إلى مكانهما المخصص و جلسا ..
مال ليهمس بحانب أذنها : " جميلة " .
ابتسمت بسعادة ممزوجة بالتوتر و التفتت له فتعلقت نظراتهما ببعض و همست بإعجاب : " و أنت تبدو وسيماً جداً " .
دقائق و صدح صوت الأغاني و بدأ الشباب في الرقص بحماس ..
لتبدأ بعدها فقرات الحفل و التي أصرت نشوى على وجودها ، فكما قالت هذه ليلة واحدة بالعمر و عليها التمتع بها ..
صدح صوت موسيقى غريبة ليأتي رجل يرتدي تنورة واسعة و يبدأ في الدوران و الرقص ، فارتجت القاعة بالصيحات و التصفيقات ..
لينتهي و يعلن بعدها منسق الدي جي موعد رقصة العروسين ..
و من بعيد كانت جالسة على طاولة جانبية لا تكاد تلاحظ ، راقبت كل ما يحدث أمامها بحزن و الدموع متجمعة في عينيها ، إن كان هذا عرس أخر لكانت وقفت على قدميها طوال الوقت من الحماس و الإعجاب بما تراه ، و لكن هذا عرس طارق .. طارق مَن ظل بجانبها الأيام الماضية و عوضها عن فقدانها لوالدها ، فهل سيكون زواجه و ابتعاده بداية فقد جديدة لها ؟
تخشى أن ينساها .. أن يلتهي بنشوى عنها ، عادت و تذكرت الجملة التي أخبرتها لها سابقاً ( أنها لن تظل زوجته لوقت طويل ) ، فهل حقاً سيطلقها طارق ؟
هل ستفقد الرابط الذي تحصل من خلاله على حبه و اهتمامه ؟
هل ستعود وحيدة لا تجد من يحنو عليها ؟
و إن طلقها مع مَن ستعيش ؟ ، هل ستظل مع عمها أم ستعود إلى والدتها ؟
همست بضعف : " يا إلهي .. أرجوك .. لا تجعله يطلقني .. لا أريد العودة إلى والدتي .. لا أريد أن أفقد الاستقرار الذي حصلت عليه " .
اقتربت منها هبه و جلست بجانبها ، تستغرب من كل ما يحدث حولها ، زواج أسيل من طارق و هي بهذا العمر ، و الآن زواجه من نشوى مع أن أسيل لا زالت على عصمته ، و الأغرب بالنسبة إليها هو خنوع أسيل و عدم اعتراضها ، همست بحنو :
" هل أنتِ بخير ؟ "
ابتسمت لها ابتسامة لا تعبر عما يجيش بداخلها و أومأت بالإيجاب ..
سحب إسلام المقعد بعنف ليجلس عليه و هو يزفر أنفاسه بضيق ، من ناحية هو حزين على أسيل و ما تعيشه بالرغم من عمرها الصغير ، و من ناحية أخرى خائف على صديقه أن ينصدم في حبه ..
نظر إلى أسيل ليجد ملامحها تفيض من الألم على الرغم من الابتسامة المصطنعة التي تزين ملامحها ، فابتسم بأسف لا يجد ما يفعله كي يخلصها مما تشعر به ..
صاحت لارا ببكاء : " أمي .. أنظري ما حدث لي " .
ارتسمت الصدمة على وجه هبه و هي تجد فستان ابنتها ملطخ بأحد المشروبات ، فنهضت و سحبتها لتنظفه لها ..
عادت أسيل بنظراتها لتجد طارق يرقص مع نشوى و يبدو عليهما السعادة و العشق ، فتغضنت ملامحها بألم ..
هتف إسلام بأسى : " أود في أوقات أن تكون نظرتي إلى نشوى خاطئة .. و أن يعيش طارق معها في سعادة ، ثم أعود و أفكر فيكِ و أجد أنكِ الوحيدة المناسبة له بالرغم من عمركِ الصغير " .
و أردف : " أعلم بحبكِ لطارق " .
نظرت له بذهول من اكتشافه لمشاعرها ، فابتسم لها بتفهم و تابع ناصحاً إياها و هو يربت على يدها بدعم :
" و لكن مشاعركِ هذه من الممكن أن تكون مجرد إعجاب .. تعود على وجوده بحياتكِ و اهتمامه بكِ ، ليس كل ما نشعر به حباً ، و أنتِ لا زلتِ صغيرة و العمر أمامكِ طويل ، و أنا متأكد من أن الله سيرزقكِ برجل يقدركِ و يحافظ عليكِ " .
و هتف بمشاكسة : " فقط أبتسمي و لا تفكري في شئ ، فأنتِ ما زلتِ صغيرة على كل هذا ، عيشي عمركِ فقط " .
حينها أُعلن موعد مغادرة العروسين مع التمني لهما بحياة سعيدة و هانئة ، فتحرك المدعوين مغادرين القاعة
**********
دلفا إلى غرفتهما فهمس طارق بصوت أجش : " بدلِ ثيابكِ .. سأنتظركِ في الخارج ريثما تنتهي " .
أومأت له بصمت ، فخرج و هو يتنهد بنفاذ صبر ..
بدأت في إزالة حجابها و أخذت وقت كي تحرر شعرها ، ثم أمسكت بقميص النوم الذي اختارته لهذه الليلة و بدأت في ارتداءه ..
بعد فترة خرجت إليه ، فاستقام واقفاً ينظر لها بانبهار ، فتوردت بخجل و تحركت لتجلس بجانبه ..
رمقها بإعجاب و جلس بجانبها ليهمس : " جميلة .. فاتنة .. لا أجد ما يصفكِ " .
أزاح شعرها عن عنقها ليقترب و يستنشقه بهيام و هو يهمس : " أعشقكِ نشوى ، و أحمد الله أنه رزقني إياكِ " .
ليلتقط بعدها شفتيها يقبلهما بحب و شغف ، فأحاطت عنقه و بادلته قبلته ليغيبا معاً في عالم لا يوجد به سواهما .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-18, 10:35 PM   #200

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

تم تنزيل الفصلين الحادي عشر و الثاني عشر علشان خاطر الحلوين

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.