المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريبانزيل
بعد ان هدأت موجة البكاء التي اجتاحت أليس واستطاعت ان تتمالك نفسها قالت بوهن
"أي امٍ هذه التي تمزق حياة ابنها بهذا الشكل...(تطلعت نحوه بالم ثم اقرت بعزم ) " ما قلته الآن ادعى بأن لا اسمح لك او للكونتيسة باخذ ابني.."
(وقفت بأباء ومسحت دموعها بيدها وقالت بصوتٍ مرتجف ) "لن اسمح لها حتى برؤيته ,عد لها واخبرها ان ما تريده لن يحصل..."
رغم انفعالها الواضح رد جوليان بهدوء غريب " لن تيأس من الامر يا ليزا, أنت لا تعلمين كيف تفكر هذة المرأة ..."
لم تفهم أليس سبب اصراره على قول ذلك الم يكن دوره مقتصراً على ابلاغها بأوامر الكونتيسة فقط ..فلمَ يبدو عليه كل هذا التأثر ....
فردت عليه بحزم " لتفعل الكونتيسة ما بدا لها فلن يهمني ..داني ابني انا ...ولن اعطيها اياه ابداً "
" بل يجب ان يهمك الأمر ..(رد عليها بقوة )ان الكونتيسة تخطط لاخذ داني منك مهما كلف الامر لقد حاولت اختطافه اليس كذلك ؟"
نظرت له أليس بذعر فعرف ما يعتمل بصدرها فقال لها مبرراً
" هي اخبرتني بذلك بكل صلف ٍ وتبجح ,ولم تخجل من قول هذا ..لكن بعد ان ظهرت قصة محاولة اختطافه في الصحف ..توقفت لأنها تخشى ان يرتبط اسمها بعملية الخطف ,لكنها لم تنهي ما في جعبتها بعد ..ستذهب لابعد من ذلك.."
"هل تهددني ..؟" سألته بحدة
"انا !!!..(هتف بأنفعال واستنكار ) طبعاً لا ..ليزا ارجوك افهميني..انا جأت احذرك منها ومن شرها ..و.(سكت للحظات قبل ان يقول بحذر ) واعرض عليك امراً..مختلفاً..سينقذك منها ".
" ماهو .؟"سألت بشك
توقف جوليان عن السير وعاد ليجلس ووضع يديه على فخذيه وشد قبضته وقال بهدوء بعد ان اخذ نفس عميق يستجمع فيه شجاعته ...
"ان تتزوجيني.."
" ماذا ؟؟!!!!! ..(قالت باستهجان ) .لابد انك تهذي ..؟؟"
"لا... لست اهذي (رد بانزعاج من ردة فعلها الساخرة رغم توقعه امر كهذا...تمالك نفسه ثم اكمل ) " الحقيقة انها سبيلك الوحيد للتخلص من ملاحقتها لك ,ان تزوجنا سيصبح داني تحت وصايتي وحمايتي ,كما انها لن تستطيع ان تفرق بينكما و..."
لم تتركه يكمل لأنها صرخت بأستياء
" هذا هراء لا يمكن ان اقبل به ...لن تستطيع انت او هي ولا حتى كل العالم ان يفرق بيني وبين ابني ..اتفهم..؟؟"
قال بصوت حاول ان يجعله هادئا قدر المستطاع فاقناع ليزا اصعب مما يظن..."بل هي تستطيع..."
"حقاً ..؟!! " ردت عليه بتهكم رغم ان الشك يعتمل في نفسها ,فهي قد باتت تدرك مقدرة تلك السيدة ,فقد استطاعت من مكانها ان تحول حياة اليس لجحيم في الاشهر التي مضت فما يمنعها ان تفعل اكثر من ذلك ..انها سيدة بلا قلب لقد خدعت ابنها ودمرته بغطرسيتها لن يوقفها شيء..
حين لاحظ جوليان تغير معالمها ادرك انها بدأت تأخذ كلامه على محمل الجد لذا تابع " تريد ان تأخذ داني منك وتنسبه لمارتينا ميتاغ ارملة ادريان..."
"انا لا افهم كيف ستفعل هذا.؟...انه ابني اي قانون في اي بلد كان سيحكم لي به..انا امه "(تابعت بتردد وهي تفكر في انتحالها لشخصية ليزا )
ثم اكملت مهددة "..لا احد يستطيع ان يفرق بيننا ...سأحاكمها وأشهر بها.."
"ليس ان اسكتك اولا ً"علق بحدة وهو ينظر اليها بجد .
"اسكتتني؟؟؟!!! لن تستطيع ,فلا مالها ولا حتى مال الدينا كله ينفع لرشوتي ..لن ينفعها ..."ردت بحزم
"ليس بالمال ياليزا ..ليس بالمال.."قال بألم
"وكيف اذاً؟؟؟" ( سألته بوجل وترقبت جوابه لكن النظرة المرتسمة على وجهه انبأتها ان الامر اخطر مما تتخيل ...فعادت تستحثه بصوت يشبه الرجاء
" كيف ..ستفعل..ذلك جوليان ؟؟ بقتلي..؟؟" سألت بشك غير مصدقة ان تتجرأ على امرٍ بشعٍ كهذا , لكن جوابه افزعها حين قال
"..ان تطلب الامر ذلك ..فستفعل ..اجل "
" ماذا؟؟ ..هذا جنون ..انا ..لن ..." عند هذا الحد توترت اعصابها للغاية ,فلم تستطع ان تكمل حديثها وبدأت ترتجف بشدة ,وقف جوليان من مقعده واقترب منها وامسكها ,ولأول مرة تتركه يفعل لأنها فعلاً بحاجة لمن يسندها ..
تشبث بها وقال بصدق وحرارة " لن اسمح لها ان تلمس شعرة منك...او من داني ...لكن.." صمت لوهلة فنظرت لعينيه الرقيقتين تستجدي الحل فتابع بقوة )
" يجب ان اكون بقربك لافعل ذلك.."
انتفضت مبتعدة عنه وكأن كهرباء صعقتها ..وهمست بغضب
"هذه لعبتك اذاً ..تريد ان تخيفني لاوافق على الزواج منك..(ثم تابعت بسخرية )لكن لمَ تكلف نفسك عناء العناية بي وبطفلي" ...
اراد ان يقول لها (لأني احبك )لكن يعرف انها لن تصدقه ,لن تصدق انه احبها منذ زمن ,وأنه لم يجد من يملاء الفراغ الذي في قلبه ..سواها...لذا اجابها بعذره الآخر عله يقنعها
"انا حقاً ارغب بحمايتكما..انا ..."
اسكتته برفع يدها وقالت بسأم "يكفي ..توقف ...من تحسبني؟؟....انا حقاً لا افهم اصرارك هذا .."
ثم فجأة سكتت وتقلصت ملامحها بشدة ونظرت اليه بغضب وصاحت باتهام وازدراء " يا الهي.....يال غبائي ,كيف لم ادرك الامر ..انه اللقب ..اليس كذلك؟؟...انت تريد ضمان اللقب.."
" لا... ليس الامر هكذا..اعني ..اني صحيح كنت سأنال اللقب ,لكن صدقيني الامر ليس كما تتخيلين .."رد بانفعالٍ مدافعاً عن نفسه من اتهامها الظالم ...
" وكيف هو اذاً.. .؟.اخبرني ...لا لا ..لا تقل شيئًا فأنا لن اصدقك..انه كل مايهمك ,انت والكونتيسة وجهان لعملة واحدة ,تخوضان معركة للفوز باللقب وكل منكما يريد ان يفوز بها على حسابي وحساب ابني ... لكن لا ...لن اسمح لكما "
(اتجهت بعصبيةٍ صوب الباب وقالت بحدة )" لقد سمعت ما تريد قوله (اشارت للباب ) ارجو منك ان تغادر الآن ,فأنت غير مرحب بك هنا.."واستدارت بعصبية رافضة حتى ان النظر اليه.
رجاها بلوعة " ليزا ارجوك اسمعيني...انا كنت سأحصل على اللقب بعد ادريان هذا صحيح ..لا انكر اني كنت مهتماً به لكن ليس بعد ان عرفت بأمر داني ..لكن ان حصلت الكونتيسة على حضانة داني فستجعله الوريث لكن بلا امه ..ستبعدك عنه مهما كلف الامر ,وستخرس صوتك للابد ان كلفها الامر ذلك.."
سرت رعشة في جسدها لسماع كلماته لكنها حاولت ان تبدو متماسكة..
تابع يقول برجاء " لكن ان تزوجتني لن تفعل شيئاً, لانها ستخشى ان تثير حولها اصابع الاتهام ,فكيف ستفسر علاقتك بداني."
نظرت له اليس بطرف عينها رافضة ان تنقاد وراء ادعاءاته ثانية لكنها لم تستطع ان توقفه فتابع يقول ..
"لن يكون امامها سوى خيارين لاثالث لهما ...اما ان تعترف بأنه ابن ادريان منك أنت ..وعندها سيحصل داني على اللقب وستظلين معه لكن مع انسانةٍ كازابيل لا اضمن حتى متى ستسمح لكِ بالبقاء معه ,أنا واثقةً انها ستجد حيلةً ما لتنحيك من طريقها لتستأثر بالحضانة "
سرت في جسدها رعشة ٌقويةٌ وهي تتخيل فظاعة ما سيحصل لكنها استجمعت شجاعتها وسألته بترقب " والخيار الثاني ما هو؟؟؟"
نظر لها جوليان بعمق وقال بانفعال" او سترضخ لواقع الأمر بكونك زوجتي انا ...وعندها لن تستطيع ان تنكر ان داني هو ابن ادريان منك حين نعلن ذلك على الملأ ...لكنها ستكون خسرت كل فرصةٍ لنيل الوصاية عليه لأنه بموجب القانون سيكون تحت وصاية امه وهي انتِ ...وانا من سأتكفل بحمايتكما ...."
"وانت؟؟؟ (سألته بشك ) هل ستترك داني يحصل على اللقب ان قبلت بعرضك ..ام ستدخله في معركة جديدة... ربما تقوم بقتله لتضمن ان لا ينافسك على اللقب حين يكبر..."
شعر جوليان بطعنة في صدره من اتهامها له فاخر ما تصور ان تظنه ليزا قاتلاً ..فقال بغضب واستياء واضحين
" ليزا انا لست مجرما ً..انا لست قاتلاً ..انا مستعد للحمايتك وابنك بدمي صدقيني .."
لكن النظرة المتهمة الباردة التي رمقته بها كانت اشد من الصفع على وجهه وتؤلم اكثر من طعنة خنجرٍ مسمومٍ في قلبه....لكنه تحامل على كل ذلك و رفع رأسه بكبرياء وقال بألم ومرارة
"..انت لا تعرفينني فلا تحكمي علي هكذا.."
"معك حق أنا لا اعرفك ,و لا اريد ان اعرفك أو اعرف اي شيء عنك والأن ارجو منك ان تغادر منزلي فلا رغبة لي برؤيتك بعد اليوم ..."ردت ببرود اصابه في مقتل ..واشاحت بوجهها عنه بكل كبرياء ...
لم يعد جوليان يجد ما يقوله ازاء ردها البارد هذا ,لقد عرض عليها الحل الوحيد لنجاتها وطفلها من بطش ازابيل وهي رفضته ...عرض عليها قلبه وحبه والآمان الذي سيوفره لها ...وهي رفضته فماذا عساه ان يفعل اكثر ...ومن تجهمها ادرك انها قد اغلقت امامه كل سبل الحوار فكيف يقنعها ...لذا تركها وسار نحو الباب بهدوء وثباتٍ لا يشابه ما يتأجج في صدره من غضب واضطراب ...ثم اغلق الباب خلفه ...
ولم يعلم انه تركها في حالة ذهول شديد وارتباك,ولم تدري سبب ارتجافها الشديد ,فهل اخافها ..؟؟؟ لا ليس الخوف منه ما يهز كيانها هكذا ..بل شيئ اخر..شيءٌ اعمق واشد بكثير ..شيءٌ ترفض ان تفكر حتى فيه....لأن عقلها يصرخ فيها انه مستحيل...
*************************
نهاية الفصل قراءة ممتعة للجميع |