آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-19, 11:16 PM   #531

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلاوه بالحمص مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شكرا جزيلا علي الروايه الجميله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

العفو يا قمر .. إن شاء الله تنوريني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 11:20 PM   #532

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سعد ام احمد مشاهدة المشاركة
حبيبتيالف سلامة عليكي وحشتينا
تسلم ايدك علي الفصل
ايفا مسكينة كل تحامل علي والدها مكنش في محله وكانت بنت شرعية
وابوها كان بيحميها وللاسف معرفتش الا بعد وفاته
هشام فاق نفس اعرف هيحصل ايه لراندا الخادمة هتاذيها ولا حد هيلحقها
قبل الاكل
عماد ياتري هيساعد عمه في انتقامه بس امه جزء من الانتقام دة
هيتعامل اذاي مع امه


الله يسلمكِ حبيبتي .. انتوا وحشتوني أكتر
إيفا .. حظها وحش جداً معايا من أول الرواية وهي في نكد
إن شاء الله هنعرف مصير راندا والبيبي ونطمن هل هيلحقوها ولا لأ

فعلاً .. عماد بعد مواجهة الحقيقة بقى أمام خيار صعب جداً .. إما يقف في صف أمه أو عمه
إن شاء الله تعجبك الأحداث الجاية

منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 11:22 PM   #533

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام رنومة مشاهدة المشاركة
والله عرفت ان ظروفا صحية حالت بينك وتنزيل الفصل انشاء الله لاباس ريي يشفيك

الله يسلمك يا قلبي ... تسلمي كتير
وإن شاء الله ربنا يقويني ومش هتأخر عليكم كده تاني

يا رب تكوني مستمتعة بكل الأحداث


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-19, 11:37 PM   #534

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مساء الورد على أحلى قراء

كيفكم؟؟ ... إن شاء الله تكونوا بألف خير ودايماً يا رب

كنت راجعة تعبانة جداً من شغلي وظروفه الصعبة الفترة دي .. أنا مطحونة بالعمل بصورة سيئة مأثرة جداً على مشكلة فقراتي ونفسيتي كانت بالحضيض اليوم وبقيت خايفة مقدرش أبدأ كتابة الفصل الجديد.

بس لما قاومت تعبي ودخلت أرد على تعليقاتكم الجميلة .. الحمد لله .. حقيقي شكراً لكم .. لما قرأت تعليقاتكم على الفصول وسؤالكم عني وكلامكم الحلو أزلتم جزء كبيييير جداً من الزعل والإحباط اللي كنت فيه .. رفعتم جداً من معنوياتي وأعطيتوني دفعة أقاوم بها إحباطي وألمي

شكراً لسؤالكم عني وقت غيابي اللي بعتذر عنه جداً وشكراً لأنكم استحملتوني الفترة اللي فاتت ويا رب منوريني دايماً بوجودكم ودعمكم

إن شاء الله هكمل رد على باقي تعليقاتكم الحلوة بكرة لأني خلاص فصلت شحن
بحبكم كلكم .. تسلموا كتيييير

أرق وخالص تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-04-19, 11:40 PM   #535

بشرى ابنتي

? العضوٌ??? » 429641
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » بشرى ابنتي is on a distinguished road
افتراضي

روايتك اختي رائعة أتمنى لك مزيدا من الابداع مع تحياتي من الجزائر

بشرى ابنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 01:47 AM   #536

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون
ألقى (سامر) حقيبته فوق فراشه بعنف وشتم بغضب .. اللعنة على كل شيء .. تباً لهم جميعاً .. لماذا كان عليه أن يترك كل شيء هناك ويغادر؟ .. لماذا تطلب أمه أن يترك أموره العالقة ويعود إلى هنا؟ .. ذلك الوغد (منذر صفوان) .. اللعنة عليه .. لقد أفسد كل خططه بتدخله .. لكن لا بأس .. ليس معنى أنّه أصبح بعيداً عنهما أنّه سيتركهما وحالهما ولن يستطيع التدخل في حياتهما ... عادت النار تحرق قلبه بجنون وهو يتخيلهما معاً .. كيف يمكنه أن يتركهما في سلام؟ .. كيف يمكنه أن يترك عدوه يهنأ مع المرأة الوحيدة التي عشقها في حياته؟ .. والله لن يفعل .. سيحيل حياتهما جحيماً ولو كان بينه وبينهما آلاف الأميال .. وأول شيء سيفعله هو أن يحرمهما من تلك البذرة اللعينة التي ينتظرانها .. ذلك الطفل اللعين الذي كان يجب أن يكون من حقه هو .. هي خانته وسلمت نفسها لعدوه وستدفع ثمن خيانتها غالياً .. لقد اختارت وعليها أن تدفع ثمن خيارها .. التقط هاتفه ينوي الاتصال بالخادمة الحمقاء التي تتجسس لصالحه في بيت (رضوان) لتقاطعه طرقات هادئة على باب غرفته تلاها صوت أمه تناديه فزفر بحنق وهتف
_"ادخلي أمي"
انفتح الباب لتطل هي من خلفه ومطت شفتيها ما أن وقعت عيناها على ملامحه المتجهمة وقالت وهي تخطو للداخل

_"هل ستظل حانقاً هكذا؟ .. ماذا كنت تريدني أن أفعل؟ .. أنتظر حتى تموت على يد ذلك الأحمق ابن (توفيق)"
ألقى هاتفه على الفراش بعنف وهتف
_"وما شأنه بما أفعله أمي؟ .. أخبرتكِ أنّني ابتعدت عنه وتركته وشأنه .. لماذا لا يتركني وشأني؟ .. هذا ثأري أنا .. وطالما أنا بعيد عنه فسأفعل ما يحلو لي"
زفرت بحرارة وتحركت لتجلس على حافة الفراش وقالت

_"أنت تعرف جيداً أن تهورك الأخير عرضه لأصابع الاتهام يا (سامر) .. كانت هناك منافسة بينه وبين ابن (رضوان) على صفقة هامة وقد فاز بها ذلك الوغد .. كان من الممكن أن يُتهم أنّه هو من حاول قتله بسبب المنافسة بينهما .. مصلحتنا مع (توفيق) لا يجب أن تتهدد بأي حال من الأحوال وأنت تعرف هذا جيداً"
رمقها بضيق وهتف معترضاً
_"حتى متى أمي؟ .. حتى متى سيظل يتحكم بنا ذلك الحقير وابنيه؟ .. لقد سأمت من هذا .. لو كان الأمر بيدي لقتلتهم ثلاثتهم"
تنهدت بقوة واسودت عيناها بالحقد
_"أنت تعرف جيداً أنني أحتاجه في انتقامي يا (سامر) .. هو من سيساعدني لأصل لانتقامي كاملاً .. أنا مضطرة لاحتمال تسلطه وعجرفته حتى أصل لما أريد .. لقد فقدت الأمل في أن يكمل (عماد) الطريق للنهاية"
ردد بسخرية

_"قلت لكِ أمي .. قلت لكِ من البداية أنّ (عماد) ستغلبه عواطفه نحوهم في نهاية الأمر .. أخبرتكِ أن تعتمدي عليّ وحدي .. هل نسيتِ أنّه الوحيد الذي كان يتعاطف معهم ويحبهم قديماً؟ .. هل نسيتِ كيف كان يتحمل العقاب من أجل تلك الحمقاء (سؤدد)؟ .. كنت أعلم أن كل ما فعلتِه ليكرههم وكل ما أخبرتِه به سيتطاير كالدخان مع أول مواجهة معهم .. خصوصاً لو رأى تلك الحمقاء التي يحبها من جديد"
قطبت بشدة وصمتت لبرهة قبل أن تردد بفحيح

_"لا تقل أنّه لا زال يحب تلك اللعينة ابنة (صفية)"
ابتسم في سخرية

_"هل تمزحين أمي؟ .. ابنكِ لا زال يعشق تلك الفتاة .. هو لم ينسها يوماً حتى لو كان يظهر غير ذلك .. هل كنتِ تعرفين أنّه أخبر عمي بحبه لها وطلبها للزواج وهو بعد لا زال صبياً وأنّه حتى اللحظة لا زال مقتنعاً بكونها له كما وعده والدها"
اتسعت عيناها بارتياع ليتابع

_"سمعته يخبر (فهد) بهذا في ذلك اليوم الذي هرب فيه من البيت وسافر لرؤيتها قبل أن نذهب للمدرسة الداخلية"
هزت رأسها وقالت باهتزاز

_"هذا مستحيل .. يستحيل أن يفكر (عماد) في هذا .. حتى لو كان فعل .. هذا لا يعني أنّه لا زال يحمل لها تلك المشاعر الغبية"
هز كتفيه يخبرها أنّه شأنها لو أرادت ألا تصدق وقال بتهكم
_"أمي .. أمي .. أنتِ لستِ ساذجة وتعرفين ابنكِ جيداً .. هو رغم كل شيء لا زال من داخله نسخة من (أحمد اليزيدي) .. لو أزلتِ قشرة الغضب الوقتي والمرارة التي أجبرتِه على الاصطباغ بها ستجدين (أحمد يزيدي) آخر .. لا يشبهه فقط في أخلاقه ومثاليته المزعومة بل في مشاعر الحماية والحب نحو ابنته ... (عماد) لم ينس (سؤدد) ولن يفعل .. ودعيني أخبركِ شيئاً آخراً .. (عماد) ظاهرياً عاد لينتقم من أعدائكِ لكنّه في أعماقه عاد ليحصل على حبيبته .. أعرف جيداً ما الذي يخطط له .. (عماد) ينوي الظهور في حياتها والحصول عليها بأي ثمن"
كانت تحدق فيه بذهول لتهتف بعدها بغضب ورفض
_"مستحيل أن يفعل ... أنا لن أسمح بهذا أبداً .. لن أسمح له وهو يعرف هذا جيداً .. يعرف أنّه يستحيل أن يستمر في حبها بعد ما ارتكبه والدها في حقنا ... يريد الزواج من ابنة قاتل أبيه .. على جثتي لو فعل"
مالت رأسه بابتسامة عابثة وهو يقول بخبث

_"آه يا أمي .. هل أنتِ متأكدة من كلماتكِ هذه؟ .. هل تظنين أنني (عماد) لأصدق هذا؟ .. أنا أعرف جيداً لماذا تنتقمين من (أحمد اليزيدي)"
قطبت تنظر له باستفهام قلق لتتسع ابتسامته واقترب ليجلس بجوارها ومال ليهمس في أذنها
_"أنا أعرف جيداً أن عمي (أحمد) لم يقتل أبي ... لم يكن ليفعلها أبداً يا أمي"
ابتلعت لعابها بتوتر والتفتت تنظر له وقالت بارتباك
_"ما الذي تقوله يا (سامر)؟"
رفع ذراعه يحيط كتفيها ومال يسند رأسه إليها قائلاً بنعومة مزيفة
_"كما سمعتِ أمي .. أعرف أنّه ليس قاتل أبي وليس (فاروق رضوان) أيضاً .. أنا أعرف الكثير .. الكثير جداً أمي .. لكن هل تعرفين لماذا لم أتحدث بشيء؟ .. لماذا لم أخبر (عماد) بالحقيقة وتركته يؤمن بكل الأكاذيب التي قلتِه؟"

ابتلعت لعابها بتوتر وتنفست بصعوبة ليرفع رأسه وينظر لها بابتسامة متسعة
_"والأهم .. لماذا أساعدكِ وأنا أعرف أنّ معظم ما أخبرتِنا به كان كذباً؟"
همست بصعوبة

_"هل جُننت يا (سامر)؟ .. أي أكاذيب تتحدث عنها؟ .. أنا لم .."
قاطعها وهو يميل ليسند رأسه لكتفها من جديد هامساً بخفوت

_"لا تقولي شيئاً أمي .. لا أحد يفهمكِ مثلي حبيبتي .. لا (عماد) ولا (فهد) .. لا أحداً منهما أو غيرهما سيفهمكِ مثلي .. قلت لكِ أنني أعرف الكثير .. أعرف ما مررت به أمي .. قبل ميلادي أنا و(عماد) بل من قبل زواجكِ بأبي .. أعرف كل الألم الذي عشتِه والظلم الذي تعرضتِ له"
غضة مؤلمة وقفت بحلقها ونبض قلبها بألم وشعرت بحرقة الدموع في عينيها وهي تسمعه يقول بينما يشدد من احتواءها

_"أعرف الحياة المريرة التي عشتِها مع أبي وخياناته المتكررة لكِ .. أتفهم كراهيتكِ له وعذابكِ .. أتفهم شعوركِ بالغدر والخيانة والطعنات التي وجهوها لقلبكِ .. بدءاً من (أمجد هاشمي) وعائلته وحتى تلك المرأة التي كان يحبها أبي وأذاقكِ المرار بسببها .. أم ذلك الوغد (عاصي رضوان) .. أعرف كل ما فعلوه بكِ أمي .. أنا لا أنتقم منهم لأجل أبي وخالي ولا لأجل غربتنا ويتمنا كما حاولتِ أن تقنعينا .. أنا أفعل هذا لأجلكِ أمي"
سالت دموعها حارقة على خديها والتفتت تنظر إليه ليبتسم في حنان وأحاط وجهها بكفيه وضم رأسها لصدره متابعاً
_"لأنني أحبكِ أمي .. لا أستطيع أن أسامح أي شخصٍ تسبب في ألمكِ حتى ولو كان أبي نفسه"
همست اسمه بألم وبدأت تبكي ليضمها له أكثر ويقول واعداً
_"لهذا قلت لكِ اعتمدي عليّ وحدي .. أنا سآخذ بحقكِ منهم كلهم .. لن أتخاذل كما فعل (عماد) ولن أكون رحيماً مع أحد .. سأثأر لكِ ولي أنا أيضاً"
هزت رأسها واستمرت في البكاء وتركها تفرغ انفعالها للحظات حتى قاطعهما صوت رنين هاتفها فاعتدلت تمسح دموعها بقوة والتقطت هاتفها مجيبة بلهفة ما أن رأت رقم المتصل
_"هه .. ما الأخبار؟ .. هل كل شيء .."
انقطعت كلماتها وشحب وجهها بطريقة أقلقت (سامر) لتهتف بعدها بغضب وهي تنهض من مكانها
_"ما الذي تقوله؟ .. اللعنة .. كيف نجا؟ .. كيف تقول هذا؟ .. لقد وعدتني .. لقد وعدتني يا (توفيق) ... ماذا؟ .. لن أهدأ .. لا تطلب مني أن أهدأ .. لقد وعدتني أنّه سيموت .. كيف؟ .. كيف ينجو؟"
قطب وهو يراقبها تستمع له وقد احمر وجهها غضباً لتهتف بعدها

_"اللعنة على ابنك اللعين .. لقد أصبحت متأكدة أنّه يتعمد إفساد مخططاتي بتدخله .. في المرة السابقة ترك ابنة (هاشمي) تفلت من قبضته والآن .. الآن تخبرني أنّه فشل في محاولة اغتيال تافهة .. لا تصرخ فيّ .. أنا سأرفع صوتي كما أريد .. أنت لا تعرف ما سينتج عن غباء ابنك يا (توفيق) .. ستتأكد قريباً بنفسك من كلمتي هذه .. ماذا؟ .. حسناً .. افعل ما تريد .. أنا سأتصرف .. لكن لا تأتي باكياً بعد فوات الأوان عندما يصل (أحمد اليزيدي) إليك وينتقم لنفسه .. حسناً .. سأهتم بشؤوني .. وداعاً"
أغلقت الهاتف وألقته أرضاً بعنف وهي تتنفس بانفعال ونهض (سامر) مقترباً منها بحذر وانتفض جسده عندما صرخت بكل قوتها وهي تدفن كفيها في شعرها وتشد خصلاته بعنف فهتف
_"اهدأي أمي .. لا .."
صرخت مرة أخرى بقهر وضربت ساقيها بقبضتيها بعنف وهي تصرخ
_"اللعنة .. اللعنة عليهم جميعاً .. لماذا لا أستطيع التخلص منهم؟ .. لماذا تفشل كل خططي؟ ... لماذا يقف القدر معهم؟ .. لماذا؟ .. اللعنة عليهم"
أسرع يمسك يديها يمنعها من مواصلة ضرباتها لنفسها فانتزعتهما وأمسكت قميصه بقبضتيها صارخة بحرقة وقد بدأت دموعها تسيل
_"لماذا لا يريدني قدري أن أرتاح؟ .. حتى متى سأظل أحترق بناري؟ .. حتى متى يا (سامر)؟ .. إلى متى؟"
ضمها إليه بقوة يدفن دموعها في صدره وتركها تضرب صدره بقبضتها وهي تواصل صراخها بكل الحرقة التي تعتمل في صدرها وعض على شفتيه بقوة
_"لماذا يهنأون بحياتهم بعد كل ما فعلوه بي؟ .. لماذا أُعاقب أنا كل هذه السنين وهم من ظلموني ودمروا حياتي؟ ... الرجل الذي أحببته تخلى عني ورماني ليتزوج بأخرى وبسببه ألقاني أخي في نار (عزت اليزيدي) .. لماذا يعيش حياته في سعادة هو وكل من دمرني وأبقى أنا أتعذب هكذا؟ .. لماذا يا (سامر)؟ .. لماذا؟"
هتف بقوة وهو يشدد من ضمه لها لتهدأ ضرباتها وتتوقف يدها فوق صدره تشعر بنبضاته الصاخبة
_"لا تبكي حبيبتي .. أقسم لكِ .. جميعهم سيدفعون ثمن كل دمعة ذرفتها .. كل ألم شعرتِ به سيدفعون ثمنه غالياً .. أقسم لكِ"
تشبثت به وهي تهز رأسها بينما تفرغ دموعها على صدره وكلمات وعده تمنحها أملاً أن تطفيء يوماً تلك النار التي تشتعل في قلبها منذ سنوات .. تلك النار التي لن تنطفيء إلا بموتهم جميعاً.
*********************



may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 01:49 AM   #537

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اندفعت (سؤدد) إلى داخل ردهة القصر بخطوات عصبية وصعدت السلالم في اتجاه غرفتها وهي تتمتم من تحت أسنانها بتوعد وأعصابها تكاد تنفجر .. تباً له .. لم يفعل بها أحد ما فعله ذلك الوغد .. لم يخرجها عن شعورها شخصٌ كما فعل هو .. لماذا؟ .. لماذا تسمح له بذلك؟ .. لقد تجاوز كثيراً في حدوده معها وهي أخطأت عندما تساهلت معه ولم توقفه عند حده كما يستحق من البداية .. الليلة ستتحدث مع جدها .. بل الآن .. لماذا تنتظر؟ .. يجب أن تخبره بكل وقاحته معها وتخبره أنّها لن تحتمل وجوده أكثر من هذا .. الأحمق .. الوغد .. المتعجرف .. كتلة العضلات الغبية .. كانت تتمتم بالكلمات في عصبية وهي في طريقها لغرفتها مروراً بغرفة أمها لتتوقف ما أن تجاوزتها بخطوة عندما تناهى لسمعها صوت (سيف) وهو يقول بقلق
_"أرجوكِ أمي .. اهدأي قليلاً وأخبريني ما بكِ .. أنا لا أفهم شيئاً"
انتبهت خلاياها مع وصول صوت بكاء أمها لأذنيها وانقبض قلبها بقلق لتسرع عائدة نحو الغرفة وهي تسمع شقيقها يواصل
_"يا الله .. لا تبكي أمي .. أخبريني بهدوء ماذا حدث لـ .."
قطع جملته عندما دفعت الباب بقلق واندفعت للداخل .. توقفت عند الباب وهي ترى أمها تجلس في فراشها وبجوارها (سيف) يحيط كتفها وهي تبكي فوق صدره بحرارة .. رفعت أمها رأسها في نفس اللحظة وما أن رأتها حتى ازدادت حدة بكائها .. هتفت وهي تندفع نحوهما بخوف
_"أمي .. ماذا حدث؟ .. لماذا تبكين هكذا؟ ... (سيف) ماذا حدث؟"
نظر لها بعجز وهز كتفيه وهو يضم أمهما إليه أكثر
_"لا أعرف يا (سؤدد) .. لقد تركتها قبل ساعة لترتاح بغرفتها .. كنت مغادراً ومررت بغرفتها عندما سمعتها تأن بصوتٍ مرتفع ودخلت لأجدها تعاني من كابوس شديد واستيقظت بهذه الحالة .. من وقتها وهي لم تتوقف عن البكاء"
نظرت إلى أمها وقلبها ينبض بتوتر واقتربت بسرعة مشيرة لشقيقها أن ينهض وأسرعت تحتل مكانه وأحاطتها بذراعها وهي تقول بحنان
_"ما الأمر حبيبتي؟ .. أخبريني .. من الذي أزعجكِ هكذا؟ .. هيا أمي"
بكت (صفية) فوق صدرها بحرقة وجسدها يهتز بطريقة أوجعت قلب (سؤدد) فشددت من ضمها وهي تواصل
_"أرجوكِ أمي ... أنتِ ترعبيننا هكذا .. قولي أي شيء حبيبتي"
قاطعها دخول (هاميس) التي كانت ترتدي ملابس الخروج وقالت وهي تتقدم نحوهم حاملة صينية ما
_"عمتي .. لقد صنعت لكِ مشروباً مهدئاً حبيبتي"
أسرع (سيف) يتناول الصينية منها وهمس وهو ينظر لها بامتنان
_"شكراً حبيبتي أتعبتكِ معي"
نظرت له بحب امتزج بحزنها لرؤية عمتها في هذه الحال وقالت محدثة (سؤدد)
_"لم تتوقف عن البكاء بعد .. لقد حاولنا معها كثيراً (سؤدد) .. ربما تستطيعين إقناعها بالحديث"
تنهدت بألم وهمست وهي تمسح على ظهر أمها

_"حبيبتي .. هل تريدين أن أذهب لأنادي جدي؟ .. هو وحده سيعرف كيف يجعلكِ تفضين بما يزعجكِ هكذا؟"
تحركت مدعية أنّها ستنهض لتتمسك بها (صفية) قائلة

_"لا .. لا تقلقيه يا (سؤدد) .. أ ... أنا سأكون .. بخير .. أنا فقط .."
لم تستطع تمالك دموعها فعادت للبكاء بحرقة ليتبادلوا نظرة عاجزة حتى سمعوها تهمس من جديد وهي تضغط على قلبها
_"كان .. كابوساً بشعاً .. ظننت أنني سأموت .. لا .. كنت أموت فعلاً .. يا الله .. لا ... أستطيع أن أنسى ما رأيته"
همست (سؤدد)
_"لا بأس حبيبتي .. لا تتحدثي لو كان الأمر سيتعبكِ .. تناولي المشروب الذي أحضرته (هاميس) حتى تهدأ أعصابكِ قليلاً .. لا بأس .. لقد كان مجرد كابوس"
بكت وهي تهز رأسها نفياً
_"لا .. لم يكن مجرد كابوس .. كان حقيقياً .. حقيقياً جداً .. لا زلت .. لا زلت أشعر بالألم في صدري .. لقد غرسوا سكيناً في قلبي يا (سؤدد) .. أشعر أن قلبي .. سيتوقف"
أسرع (سيف) يجلس مقابلها وتناول كفها بين يديه وقال
_"لقد كان كابوساً حبيبتي .. نحن معكِ الآن .. اهدأي"
أشار لـ(هاميس) أن تناوله الكوب فأسرعت تعطيه له ليقول وهو يقربه من شفتيّ أمه
_"هيا حبيبتي .. اشربي حتى تهدأ أعصابكِ"
هزت رأسها ونظرت له بتوسل وهمست باكية بعد لحظات
_"ألم يخبرك صديقك بأي معلومات عن والدك يا (سيف)؟"
تصلب جسد (سؤدد) وتجمدت نظراتها بينما ابتلع (سيف) لعابه بتوتر وهو يختلس النظر لشقيقته وهمس

_"لا أمي .. لم يفعل"
تسارعت أنفاس (سؤدد) وصمتت تماماً بينما تسمعها تهتف بتوسل شديد ودموعها تسيل بحرارة
_"أرجوك بني .. أرجوك .. اتصل به .. ألم تخبرني أن والدك سيخرج قريباً .. اتصل به واطمئن عليه .. أرجوك"
أعطى الكوب لـ(هاميس) مجدداً وعاد ليركع بجوار الفراش واحتضن كفيها قائلاً
_"اهدأي أمي أرجوكِ .. هذا ليس جيداً لصحتكِ .. إنّ أبي .."
قاطعته هاتفة بحرقة وهي تضرب على قلبها

_"إنّه ليس بخير .. (أحمد) ليس بخير .. قلبي يخبرني بهذا .. ليس بخير .. إنّه يموت"
اتسعت عيناه وهو يحدق فيها وحانت منه نظرة نحو شقيقته ليجد وجهها شاحباً بصورة مقلقة فأسرع يقول

_"أمي .. أبي بخير بالتأكيد .. لا تقولي شيئاً ليس .."
قاطعته هاتفة بلوعة
_"إنّه ليس بخير .. لقد طعنوه أمامي .. كان يقترب مني .. كان عائداً إليّ .. لم يتركوه وشأنه .. كانوا ينتظرونه .. لقد منعوه من العودة لي .. لقد قتلوه أمامي"
_"بالله عليكِ أمي .. إنّه مجرد كابوس حبيبتي .. لا تقولي هذا .. أبي بخير وسيخرج قريباً وسأجعلكِ ترينه بنفسكِ"
عادت تهتف
_"لا .. أريد أن أراه الآن .. أريد أن أتأكد أنّه بخير .. لن أطمئن إلا عندما أراه بعينيّ"
قبل أن يفتح فمه كانت (سؤدد) تنهض هاتفة
_"يكفي أمي .. يكفي"
هتف (سيف) اسمها بغضب لكنّها لم تتوقف وهي تواصل مشوحة بيدها
_"إلى متى ستفعلين هذا بنفسكِ وبنا؟ .. ألم تكتفي؟ .. إلى متى تعذبين نفسكِ هكذا؟"
لم يحتمل (سيف) رؤية شحوب وجه أمه فهتف بحدة
_"يكفي يا (سؤدد) .. توقفي"
_"لماذا أتوقف؟ .. هل أتركها تؤذي نفسها بهذه الطريقة؟ .. ولأجل من؟ .. لأجل رجل لا يستحق .. رجل سيكون من الأفضل لنا جميعاً لو أنّه .."
قاطعتها صرخة أمها
_"يكفي"
التفتت لها بارتباك وكأنما أدركت حقيقة ما كانت تنطقه وسمعتها تصرخ بحرقة

_"يكفي (سؤدد) .. لن أسمح بكلمة أخرى في حق أبيكِ .. توقفي عن عنادكِ الغبي هذا .. لماذا أنتِ بهذه القسوة؟"
همست بارتباك

_"أمي"
هتفت فيها بلوعة
_"ألا تفكرين في كلماتكِ السامة قبل أن تلقيها؟ .. ألا تفكرين في شعوري؟ .. هل سترتاحين عندما تتحقق كلماتكِ الغبية؟ .. هل ستشعرين بالسعادة فعلاً عندما يموت كما تتمنين؟"
شحب وجه (سؤدد) بشدة وقبضة مؤلمة اعتصرت قلبها واتسعت عيناها وهي ترى أمها تصرخ بحرقة وهي تضرب بكفها على صدرها
_"هل سترتاحين عندما أُحرم من الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي؟ .. هل ستسعدين عندها يا (سؤدد)؟ ... هل ستنطفيء ناركِ؟ .. ستنسين كل ما أصابكِ؟ .. هل ستفرحين عندما يرحل دون أن أراه ولو مرة واحدة وأطفيء شوقي إليه؟ .. سترتاحين عندما أموت أنا أيضاً بموته؟"
سالت دموعها وهي تتراجع للخلف بصدمة وكل كلمة من أمها تمزق قلبها إرباً بينما أسرع (سيف) يجلس بجوار أمه واحتضنها بقوة
_"اهدأي أمي .. اهدأي ... أبي بخير ... لن يصيبه مكروه .. اهدأي حبيبتي"
رفع عينيه ينظر بلوم لشقيقته المتجمدة بشحوب وأشار لها برأسه أن تتقدم لتصالح أمهما لكنّها واصلت رجوعها للخلف بخطوات مصدومة ودموعها استمرت في الجريان فوق خديها .. نادتها (هاميس) بقلق وشفقة لتهز رأسها هامسة بألم وهي تنظر لأمها وشقيقها

_"أ .. أنا .. أنا آسفة"
قالتها وأسرعت تغادر الغرفة ونادتها (هاميس) وهي تحاول اللحاق بها، ليوقفها صوت (سيف) فالتفتت له لتجده يربت على كتف أمه هامساً لها بشيءٍ ما ونهض مقترباً منها وقال
_"أنا سأذهب إليها .. ابقي أنتِ مع أمي"
أومأت برأسها فهمس وهو ينظر لها معتذراً
_"آسف حبيبتي .. سأعوضكِ عن موعدنا في يومٍ آ .."
قاطعته بلوم
_"هل أنت أحمق يا (سيف)؟ .. ما الذي تقوله الآن؟ .. هيا اذهب لـ(سؤدد) .. إنّها تحتاجك .. أنا سأبقى مع عمتي لا تقلق عليها"
قالتها وتحركت لتجلس بجوار عمتها وضمتها لها بحنان ليتأملهما بأسى وتنهد بقوة وتحرك مغادراً نحو غرفة (سؤدد) التي اندفعت إليها قبل أن تنهار تماماً ولم تكد تغلق الباب خلفها حتى تركت العنان لمشاعرها وهي تستند إليه .. عادت كلماتها السامة تتردد برأسها .. تلك المرات التي تمنت فيها الموت لوالدها تحت تأثير غضبها المجنون .. عادت تلك القبضة المؤلمة تعتصر قلبها دون رحمة حتى شعرت أنّه سيتوقف حتماً .. سقطت على ركبتيها وهي تضرب قلبها وبكت بحرقة وهي تتخيل أن تتحقق كلماتها الحمقاء تلك .. لا .. هي لا تريده أن يموت .. ماذا لو كان كابوس أمها حقيقة أو إنذاراً؟ .. لا .. لا تريد هذا .. كيف نطقت شيئاً قاسياً كهذا؟ .. لا تريد .. ماذا لو مات بسبب ما قالته؟ .. ضربت على قلبها بقهر وهي تهمس بحرقة ووجع

_"لا تمت .. أرجوك لا تمت .. أنا آسفة .. آسفة يا أبي .. أنا لا أريدك أن تموت .. أنا لم أقصد"
هي لا تتمنى له الموت .. هي لا زالت تحبه .. لا زالت تتألم لفراقه .. لا زالت تنتظر عودته .. تريد أن تراه ولو مرة واحدة يحتضنها فيها ويخبرها أنّه يحبها ولم يؤذها .. لا تريده أن يموت .. وصلها صوت (سيف) يطرق الباب ويتوسلها أن تفتح .. لم ترد وانحنت على نفسها تضم ساقيها لصدرها ودفنت وجهها فيهما تبكي بحرقة شديدة وهي تواصل توسلها الهامس

_"كن بخير يا أبي .. كن بخير أرجوك .. لا تمت .. لا تمت يا أبي .. يا رب .. يا رب .. أنا لم أقصد ما قلته .. أنا آسفة .. لا أريده أن يموت .. لا تأخذه مني .. لا تعاقبني وتأخذه مني .. أعده لي .. أريد فرصة واحدة .. فرصة واحدة فقط .. سأعطيه فرصة أخرى .. سأسامحه .. فقط لا تحرمني منه للأبد .. لا تأخذه مني"
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 01:51 AM   #538

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زفرت (آنجيليكا) بتعب وهي ترفع يدها تمسح قطرات العرق التي تجمعت على جبينها وحركت كفها أمام وجهها وهي تشعر بالحر بينما تقف في المطبخ وتحركت مبتعدة عن الفرن بعد أن أخرجت كعكة الشيكولاتة التي وعدت (تيو) بصنعها له رغم عودتها من العمل مرهقة لكنّها لم تستطع أن ترده خائباً حين عرفت أنّه يشتهيها .. نظرت للساعة .. لقد تأخر الوقت ولم تعد تسمع صوت (تيو) من مكانها حيث تركته يلعب بإحدى ألعاب الفيديو .. تعرف أنّ (ليزا) صارمة بهذا الخصوص لكنّها لم تستطع مقاومة نظراته المتوسلة حين وعدها أنّه لن يلعب طيلة الأسبوع وسيكتفي بلعبه يوم العطلة فقط ... ابتسمت وهي تتذكر (ليزا) تخبرها أنّها لو كانت أماً فستفسد أطفالها دلالاً وأنّها يجب أن تتعلم بعض الحزم قليلاً ولا تترك قلبها المرهف يتأثر بتوسل الأطفال وخدعهم .. ابتسمت بأسى وهي تتذكر شقيقها .. طفلها المدلل .. ليس تماماً .. هي تأكدت من أن تنشئه كما رباها والدهما .. أرادت له أن يكبر في ظله حتى لو لم يعد موجوداً .. لو كانت استسلمت لعاطفتها كُلياً لأفسدته دلالاً حتماً كما تعتقد (ليزا) ... تنهدت وهي تغادر المطبخ متجهة لغرفة (تيو) .. دلفت الغرفة وارتفع حاجباها حين رأت النوم قد غلبه .. تحركت لتغلق الجهاز وحملته لتضعه في فراشه ودثرته بحنان وجلست بجواره تمسح على شعره برقة .. كم يذكرها بشقيقها الحبيب .. حانت منها نظرة إلى حيث صورة لـ(ليزا) وصغيرها وشردت بعقلها إليها .. لا تعرف ما الذي يحدث معها .. لقد رأتها أكثر من مرة تركب السيارة برفقة ذلك الوغد (ريكاردو) .. وتلك اللية استيقظت على صوت الباب يُفتح فعرفت أنّها قد عادت .. ما أقلقها هو سماعها لأنينها فغادرت غرفتها بحثاً عنها ووجدتها نائمة بجوار (تيو) وتبكي بأنين مكتوم وبين يديها ألبوم للصور .. لم تستطع الاقتراب منها وشعرت أنّها لن تحب أبداً أن تعرف أنّها رأتها وهي تبكي هكذا فأسرعت عائدة لغرفتها واكتفت بالدعاء لها أن ينتهي حزنها تماماً .. تنهدت وهي تتأمل (تيو) .. أياً كان ما يحدث مع صديقتها فهو يبدو مقلقاً .. تشعر أنّها تخفي سراً مؤلماً .. رفعت كفها تحتضن قلادتها بقوة .. من في هذه الحياة لا يملك سراً مؤلماً .. سراً يحبسه بين ضلوعه ويحتمل تمزيقه لقلبه طيلة الوقت ويخشى أن يطلع الناس عليه .. لا أحد خالي من الهموم في هذه الحياة .. شردت بعقلها لهمها الآخر الذي أجبرها على ترك العمل الذي كان يمنحها دخلاً جيداً .. من الجيد أن (ليزا) بعلاقاتها استطاعت أن تجد لها عملاً محترماً في مطعم آخر .. صحيح الأجر ليس مرتفعاً لكن يكفي أنّها ارتاحت أخيراً من ظهور (ألفريدو) المتكرر أمام عينيها .. باتت تشعر بالغثيان كلما وقعت عيناها عليه أو فكرت فيه .. الوغد .. يعتقد أنّ ما فعله كان شيئاً لا يستحق لتسامحه .. يقول أنّه كان ثملاً ولم يشعر بنفسه .. كان ثملاً صحيح لكنّ الخمر التي أذهبت عقله فضحت نواياه القذرة بشأنها .. هل يعتقد أنّها ستسامحه بهذه البساطة وتثق فيه مرة أخرى؟ .. هي واثقة أنّ (ليزا) لن تخبره بمكان عملها الجديد وهو لا يعرف من الأصل أين تسكنان .. (ليزا) كانت حريصة ألا يعرف أحدهم شيئاً عن هويتها الحقيقية وعنوانها .. كان هذا لغزاً آخراً يحيرها بشأن صديقتها ويثير قلقها أيضاً ويعيدها لنفس السؤال .. ما الذي تخفيه (ليزا)؟ .. زفرت بقوة وهي تنهض من مكانها .. فلتتوقف عن هذا الفضول فهو ليس جيداً أبداً .. تحركت لتغادر عندما اصطدمت يدها بإحدى الدمى الخاصة بـ(تيو) فسقطت أرضاً وتدحرجت أسفل الفراش .. ركعت لتحضرها والتقطتها بسرعة وكادت تنهض عندما لمحت شيئاً بجوارها .. كان صورة .. التقطتها وهي تنهض لتعيد الدمية مكانها وكادت تضع الصورة بجوارها عندما حانت منها نظرة عابرة للصورة لتتوقف أنفاسها وهي تعيد نظراتها إليها تمعن النظر .. شهقت بقوة وهي تحدق في الصورة وهمست بارتجاف
_"هذا ... يا إلهي .. كيف؟ ..عمي (ماتيو)؟"
أجل .. إنّه هو .. (ماتيو ماريانو) .. صديق والدها والرجل الذي دفع حياته ثمناً لينقذها هي وشقيقها .. ما الذي تفعله صورته هنا؟ .. من أين تعرفه (ليزا)؟ .. ما علاقتها به؟ .. وكيف .. تجمدت أفكارها تماماً مع توقف عينيها على الصغير .. خفق قلبها بعنف وفكرة مجنونة ضربت عقلها فجأة كصاعقة .. (تيو) .. (ماتيو) .. الصغير اسمه (ماتيو) هو الآخر .. رفعت الصورة أمام عينيها لتجاور وجه الصغير الغارق في النوم .. تنفست بصعوبة وهي تنقل بصرها بين الصورة في يدها ووجه (ماتيو) الصغير تقارن بينهما وهزت رأسها وهي تغطي فمها بكفها تمنع شهقة .. لا .. مستحيل ما تفكر فيه .. لا يمكن .. انقطعت أفكارها مع صوت باب الشقة يُفتح فأسرعت تضع الصورة في أحد الأدراج وأغلقته وأسرعت تغادر لتستقبل صديقتها وقد قررت أن تنتظر الوقت المناسب للحصول على إجابة أسئلتها .. إجابة كانت تخشى التفكير في احتمالية صدقها بشدة.
******************
تنهد (عماد) بحرارة وهو يجلس فوق المقعد المقابل للفراش الذي رقد فيه عمه وتعلقت عيناه بصدره المضمد واعتمت عيناه بشدة وهو يقبض على كفه وغضب شديد اشتعل بقلبه .. لا يصدق .. لا يريد أن يصدق أن لأمه يد فيما أصاب عمه لكن كلمات (فهد) كانت واضحة .. لقد سمع أمه وهي تتحدث إلى ذلك الرجل بخصوص عمه وسمعها وهي تتوعده ما أن يخرج من سجنه حتى تنتقم منه .. لا يريد أن يصدق هذا .. يكفي أنه حتى الآن لا يستطيع أن يستوعب كل الحقائق التي صفعه عمه بها في آخر مرة زاره فيها .. كيف يمكنه أن يصدق أن هذه كانت حقيقة عائلته؟ .. جده ووالده .. تلك الجرائم والأعمال غير المشروعة!! .. شراكتهم مع خاله (شوكت) وذلك الآخر (توفيق الأغا) .. زواج والديه كان لتدعيم تلك الشراكة الحقيرة .. انقبضت كفاه أكثر وتنفس بحدة .. لقد كلّف (راجي) الأيام الماضية أن يبدأ البحث جيداً مستخدماً علاقاته وصلاته بعالم الجريمة .. القليل الذي استطاع الوصول إليه في هذه الفترة القصيرة بالإضافة لما أخبره به (فهد) من حديث أمه واعتراف خاله بقتل والديّ (همسة) كل هذا يؤكد أن ما أخبره به عمه هو الحقيقة .. لم يخبره بعد كل ما حدث .. لم يعرف ما حدث قبل خمسة عشر عاماً في تلك الليلة التي قتل فيه والده .. وعده أنه سيخبره بكل التفاصيل عندما يخرج من سجنه ريثما يكون هو قد حسم أمره لكنه أقسم له أن لم يقتل أبيه ولا حتى (فاروق رضوان) فعل ... أغمض عينيه زافراً بقوة وقلبه انقبض بمرارة متذكراً ما ارتكبه في حق الرجل ... لقد قتله .. حتى ولو لم يتعمد ذلك .. هو قتله .. أطلق آهة طويلة مليئة بالحسرة والذنب .. مهما حاول أن يبرر لا يمكنه أن يغفر لنفسه .. لقد تعمد محاربة (فاروق رضوان) في عمله حتى عرضه للإفلاس .. إن كانت صدمته بخسارة شركته ما قتلته أو صدمته بما أصاب ابنته على يد شقيقه .. أيا كان ما سبب موته، فهما شريكان فيه ... لا يمكنه أن يمسح دمه من يديه .. همس بألم شديد

_"سامحكِ الله يا أمي .. سامحكِ الله .. ماذا فعلتِ بنا؟ .. لقد جعلتِ مني قاتلا .. وفي النهاية لماذا كان كل هذا؟ .. لم يكن يستحق حتى .. كنت أحارب أبرياء .. لقد قتلتُ بريئاً ... كيف يمكنني أن أعيش مع هذا الذنب أمي؟ .. كيف ومن سيغفر لي؟"

سمع أنيناً ضعيفاً ففتح عينيه بسرعة ينظر لعمه بقلق ومال نحوه بلهفة هاتفاً

_"عمي .. أنت بخير؟ .. هل تسمعني؟"

مضت لحظات أليمة قبل أن يرى جفنيه ينفرجان لينظر له بعينين زائغتين وهمس اسمه بضعف .. أسرع يمسك كفه الممدود نحوه بلهفة

_"أنا هنا .. لا تجهد نفسك .. ستكون بخير .. حمداً لله على سلامتك"

همس اسمه من جديد بينما دمعت عينا (عماد) وهو ينظر له .. لم يتصور أن يشعر بكل هذا الرعب تجاه عمه .. كانت الساعات الماضية قاتلة لأعصابه وهو يقف أمام باب العمليات في انتظار أن يطمئنه الأطباء على حالته .. لقد اعتقد أنه فقد كل حبه له ولكن اتضح أنه لا زال في أعماقه يحب عمه ولم يتغير شيئاً من مشاعره القديمة نحوه .. لا زال والده ولم يكن ليحتمل أن يفقده مرة أخرى ... سمع عمه يهمس بضعف

_"(عماد)؟! .. هذا أنت يا بني؟"

ضحك بخفوت ورفع يده يمسح دمعة خانته

_"هذا أنا عمي ... لا تقلق أنا معك لن أذهب لأي مكان"

أغمض (أحمد اليزيدي) عينيه للحظات ثم فتحهما ليهمس بألم

_"سـ .. (سؤدد) .. ابنتي"

تنهد (عماد) بحرارة وقال

_"(سؤدد) بخير يا عمي .. لا تقلق عليها و .."

قاطعه قائلاً بخفوت

_"لقد رأيتها"

خفق قلبه بعنف وقطب حاجبيه ينظر له بدهشة وقلق بينما يتابع

_"رأيتها .. لحظة واحدة فقط .. اسودت الدنيا أمامي وأضاءت مرة واحدة فرأيتها .. كانت لمحة واحدة اختفت بعدها .. كانت بقربي .. ابنتي"

ابتلع لعابه بصعوبة وقال

_"اهدأ عمي .. (سؤدد) بخير وهي في قصر (هاشمي) .. أنت لا تجهد نفسك فقط بالحديث"

ضغط على كفه بضعف وهمس برجاء

_"انتبه لها يا (عماد) .. احمها"

وقع قلبه بين رجليه وهتف بجزع

_"عمي .. اهدأ .. هل أستدعي الطبيب؟ .. أنت .."

قاطعه مجدداً

_"لا تجعلها تغيب عن عينيك هي و(صفية) و(سيف) .. ما داموا حاولوا قتلي سيحاولون إيذاءهم أيضاً .. لا تسمح لهم بهذا"

أمسك كفيه قائلاً بوعد امتزج بالتوسل

_"أعدك يا عمي .. هم من الأساس تحت عيني وفي حمايتي .. أنت فقط .. قاوم من أجلهم"

غلبته دموعه فتحشرج صوته وهو يميل برأسه مقبلاً كفه

_"ومن أجلي أنا أيضاً .. دعني أكفِر عن أخطائي تجاهك .. لا تحرمني منك وتجعلني أخسر أبي الثاني للأبد .. أرجوك"

ابتسامة شاحبة ارتسمت على شفتيه وهو يردد

_"أنت بكلماتك هذه ودموعك قد كفّرت عن كل شيء يا بني .. لم تكن في حاجة لتطلب غفراني .. أنا لم أغضب منك يوماً .. كنت أعرف أنك ستعود للطريق الصحيح .. أن ما زرعته فيك قديماً لن يذهب جفاءً"

سالت دموعه وهو يهمس بألم

_"أنا أحتاجك عمي .. أحتاجك لتساعدني كي أعود لجادة الصواب من جديد ولأكفر كل خطاياي .. لا تتركني"

ابتسم عمه وضغط على كفه قبل أن يغمض عينيه وتوقف قلب (عماد) لحظة قبل أن يهتف بجزع

_"عمي .. عمي"

فتح (أحمد اليزيدي) عينيه بعد برهة وقال بابتسامة مجهدة

_"أنت مزعجٌ جداً يا فتى .. دعني أرتاح قليلاً .. أين التمريض هنا؟ .. أليس من المفترض أن تمنع الزيارات؟"

حدق فيه بذهول لثوان قبل أن ينفجر ضاحكاً ومسح دموعه بكفه وهو يتطلع له بارتياح وسمعه يقول وهو يغمض عينيه من جديد

_"لا تقلق على عمك يا فتى .. لم يحن وقتي بعد .. ليس بعد"

تأمله للحظات وابتسم وهو يضغط على كفه مرة أخيرة وقلبه يبتهل شكراً لله ويتوسل إليه أن يتم شفاءه على خير .. انتبه على صوت الممرضة خلفه تخبره أنّ موعد الزيارة قد انتهى .. نهض بعد أن ألقى نظرة أخيرة على عمه وغادر الغرفة لتلتقي عيناه بطاقم الحراسة الذي وقف خارج الغرفة بانتباه .. رغم استغرابه للأمر في البداية لكنّه الآن يشعر بالراحة .. عمه سيكون بخير ولن يستطيعوا الاقتراب منه .. عليه الآن أن يركز على حماية أسرة عمه .. بالتأكيد فشل عملية اغتيال عمه سيصيبهم بالغضب وربما دفعهم هذا لمحاولة إيذاء أسرته .. تحركت قدماه للخارج نحو سيارة (راجي) الذي كان يجلس داخلها في انتظاره وكان يتحدث على الهاتف .. أسرع يستقل السيارة لينطلق بها (راجي) بعد أن ودع محدثه والتفت ينظر له باهتمام

_"كيف حاله؟"
هز رأسه

_"سيكون بخير"

صمت (راجي) لبرهة قبل أن يقول

_"هناك شيء غير طبيعي فيما حدث يا (عماد)"

التفت له بتساؤل

_"ما الأمر؟"
تنهد بقوة وأجابه

_"كل ما حدث يثير حيرتي .. لقد تحدثت إلى أحد الأطباء وعرفت أنّ الرصاصة أصابته في غير مقتل لكن لو تأخر وصول الاسعاف به إلى المشفى ربما كان الوضع قد ساء .. أولاً .. من سيريد تنفيذ جريمة كهذه سيختار قناصاً محترفاً .. لن يخطيء أبداً إصابة هدفه"
قطب (عماد) مفكراً ثم قال بدون اقتناع

_"ربما لم يحالفه الحظ"
ابتسم (راجي) وهو يهز رأسه

_"ماذا عن سيارة الاسعاف؟"

سأله بحيرة
_"ماذا عنها؟"

نظر للطريق بتركيز وهو يجيبه

_"كنت أتتبع عمك كما أخبرتني وتفاجأت عندما رأيته يسقط جريحاً ولم أكد أصل إليه وأفحصه وقبل حتى أن أتصل بالإسعاف فوجئت بوصول السيارة بعد ثوانٍ قليلة من سقوطه"
ازداد حاجبا (عماد) انعقاداً وهو ينظر له بدهشة بينما يتابع

_"لقد تفاجأت بهم فعلياً ولم أشعر بهم وهو يحملونه من بين يديّ إلى السيارة وأخبرني أحدهم أنّه تم إبلاغهم بالأمر قبل دقائق وقد أتوا على الفور"

هز رأسه قائلاً بحيرة

_"ما الذي يعنيه هذا؟ .. هل تقول أنّ أحدهم كان يعرف بالأمر وحاول إنقاذه؟"
زفر بقوة مجيباً

_"ما أشك به .. أنّ نفس الشخص الذي حاول إنقاذه وأبلغ الإسعاف هو نفسه من أصابه في غير مقتل مدركاً أنّ الإسعاف ستصل إليه في الوقت المناسب"

أطرق (عماد) مفكراً وتسارعت أنفاسه .. هل الأمر هكذا بالفعل؟ .. من له مصلحة بالأمر؟ .. من يفتعل جريمة اغتيال غير كاملة وينقذ ضحيته؟ .. ما السبب؟ .. وما هدفه بالضبط؟ .. هناك الكثير من الأشياء غير المفهومة تحدث حولهم ويجب أن يفهم أين موقعه بالضبط من كل ما يحدث .. من يحارب بالضبط؟ .. يا الله .. لا زال هناك الكثير يحتاج لفهمه .. ارتفع رنين الهاتف يخرجه من أفكاره فالتفت إلى (راجي) الذي سمعه يقول بقلق

_"إنّها ابنة عمك"
هتف بدهشة

_"(سؤدد)! .. لماذا تتصل بك؟"

_"لا أدري .. سأرى ما تريد و .."
هتف بسرعة

_"لا .. لا تجب عليها"

التفت له بحيرة

_"ما الأمر؟"

تنفس بقوة مجيباً

_"لا أعرف ... أشعر بالقلق من اتصالها الآن .. لا أعتقد أنّها قد عرفت أي شيء .. هي لا تعرف أصلاً أنّ عمي قد خرج"

_"ربما من الأفضل أن أرد عليها بدلاً من جلوسنا هكذا نضرب أخماساً في أسداس يا (عماد)"

زفر بضيق
_"لا أعرف يا (راجي) .. الأمور كلها معقدة ولا أريد لـ(سؤدد) أن تزيد تعقيدها بعنادها وتهورها"

ضحك وهو ينظر له وغمز قائلاً

_"عرفت منذ قابلتها أول مرة أنّها الند المناسب لك"
شردت عيناه وارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه وهو يهمس

_"إنّها ساحرة .. ساحرتي العنيدة"

ضحك بقوة وهو يقول بينما يلوح بكفه فوق رأس (عماد) كأنما يطرد شيئاً متطايراً فوقها

_"أنت ضائع تماماً يا رجل .. يا ربي .. ما كل هذه القلوب الحمراء التي تطير في جو السيارة؟ .. لا أحب هذا .. لونها لا يناسب سيارتي أبداً .. إنّها تفسدها .. هيا .. اذهبي بعيداً أيتها القلوب الحمراء الوقحة"
لكمه في كتفه قائلاً

_"توقف عن مزاحك السخيف هذا وعد بنا للبيت .. أنا متعب جداً وأريد أن أرتاح فأمامي عمل شاق الأيام القادمة"

ابتسم وهو يرميه بنظرات جانبية وقال بخبث

_"حقاً .. كان الله في عونك يا مسكين .. أنت تحتمل الكثير بالفعل"
هتف اسمه بتهديد ليرفع كفاً مستسلماً

_"حسناً .. حسناً .. سأصمت تماماً"

قال وهو يرجع ظهره للخلف ويغمض عينيه

_"هذا أفضل"
قالها وترك نفسه يغرق مع أفكاره وعقله شرد به رغماً عنه إلى حيث حبيبته الغاضبة .. لن يسمح لأحدهم بأذيتها مهما كان الثمن .. سيحميها بحياته لو لزم الأمر.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 01:57 AM   #539

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنهد (آدم) بألم وهو يتطلع إلى (سيلين) التي غرقت في النوم ورأسها فوق صدره وغامت عيناه بالحزن وهو يمسح بيده على شعرها .. أحاطها بذراعيه عندما تململت وأنّت بألم وهمس بأسى
_"أنا هنا حبيبتي .. لن أذهب لأي مكان"
هدأ أنينها فمال برأسه ليسنده لرأسها وواصل تربيته على ظهرها في حنان بينما يتذكر انهيارها الأخير بين ذراعيه بينما تصدمه بالوجه الآخر لها .. حقيقتها التي لم يعلم عنها أي شيء طيلة زواجهما .. قلبه توجع وهو يستمع لها مدركاً أنّه لم يعرفها أبداً .. (إيفا) التي أحبها وتزوجها كانت شخصاً آخراً .. كيف كان له أن يعرف أنّه تورط مع ابنة رجل مافيا فرنسي؟ .. حسناً .. ابنته بالتبني .. أغمض عينيه يستعيد حوارهما .. لم تبتعد عن صدره وهي تتحدث كأنما كانت تخشى رؤية نظرات الرفض في عينيه وعندما حاول أن يبعدها ليرى وجهها تشبثت به ودفنت وجهها أكثر بصدره ليستمع لها وهي تقول

_"قلت أنّك ستسمعني ولن تتسرع بالحكم عليّ، هل تعدني بهذا حقاً؟"
قال مؤكداً

_"أعدكِ (إيف) .. أنا سـ .."
قاطعته بألم

_"أنا لست (إيفا)"
همس اسمها بحيرة لتهتف بنبرة باكية

_"أنا لم أكن (إيفا) أبداً .. هذه أيضاً كانت كذبة"
تنهد بخفوت وهو يقول
_"أعرف أن هذا ليس اسمكِ الحقيقي، لكنني لم أعرفكِ إلا به"
شهقت بالبكاء وهي تتشبث به أكثر

_"أنا آسفة .. لم أتعمد أن أكذب عليك وقتها"
_"لا بأس أنا أعرف .. لقد أخبرتِني هذا"

هزت رأسها قائلة
_"أنا كنت هاربة وقتها من ماضيّ الذي أردت التخلص منه .. أردت أن أبدأ حياةً جديدة بعيدة عن كل القيود التي كانت تمزقني وأوشكت أن تدمر ما تبقى من روحي .. (سيلينا) كان الاسم الذي ألقيته بعيداً وأنا أعتقد أنني هكذا أتحرر من كل ما كان يربطني به وحملت اسماً جديداً تفاءلت به .. (إيفا) كان اسم والدتي التي لم أرها يوماً .. قيل لي أنّها ماتت بعد ولادتي مباشرة .. ما عرفته عنها أنّها وقعت في حب رجلٍ خدعها وتخلى عنها وماتت بعد ولادتي وأنا نشأت مع أسرة أخرى .. لسنواتٍ طويلة اعتقدت أنني ابنتهما الحقيقية رغم عدم شبهي بأيهما .. لكن أمي .. المرأة التي ربتني .. كانت تخبرني أنني أشبه جدتي .. لم أر شخصاً آخراً من عائلة أبويّ .. كانا وحيدين كُلياً .. كنا نتنقل من مكانٍ لآخر .. لم نبق في مكانٍ واحد لفترة طويلة ولم يقيما صداقات .. كنا في شبه عزلة عن العالم .. لم أفهم سبب حياتنا بهذه الطريقة وكنت أشعر أنّهما كانا في فرار دائم .. لم أفكر كثيراً في الأمر وكنت أكتفي بإجاباتهما المختصرة الغامضة ما دمنا سعداء ولا شيء ينغص حياتنا السعيدة وحبهما لي .. كنت ابنتهما الوحيدة لفترة طويلة بعد أن أخبر الأطباء أمي أنّها لن تحمل مرة أخرى .. حتى اقتربت من عامي الثالث عشر"
صمتت لحظة لتأخذ نفساً عميقاً ثم تابعت
_"كان أسعد أيام حياتي عندما أخبراني أنّه سيصبح لي أخت .. انتظرتها بشغف واعتقدت أن الحياة أعطتني كل شيء .. أبوين محبين وأخت صغيرة .. لم أعرف أنّ الحياة كانت تستعد لتعطيني أول صفعاتها القاسية .. كنا قد انتقلنا منذ فترة قصيرة لمكانٍ جديد .. كانت آخر مرة ننتقل فيها .. ذات ليلة استيقظت على أصوات غريبة وقبل أن أفهم ما يحدث كانت أمي تندفع لتنتزعني من فراشي .. أخفتني في خزانة سرية وأكدت عليّ ألا أخرج مهما حدث .. لكنني لم أستطع .. أنا .. كنت خائفة كثيراً وتلك الأصوات المرعبة تصلني .. لم أتمالك نفسي عندما سمعت صوت الرصاص وصرخة أمي واندفعت للخارج لأجد ..."
تهدج صوتها ولم تستطع أن تكمل بينما تغلبها دموعها من جديد ليربت على ظهرها هامساً
_"لا بأس .. اهدأي .. لا بأس"
بكت للحظات وتركها تتمالك نفسها وقلبه ينبض بوجع لأجلها متوقعاً كلماتها التالية والتي أتته في الحال وهي تتابع بصوتٍ متقطع
_"وجدت أبي على الأرض ودمه يغرق المكان حوله وعيناه كانتا خاليتين من الحياة وأمي كانت منهارة بجواره .. كنت مرعوبة .. لم أستوعب ما يحدث .. لم أصدق أنّ هذا أبي الذي كان قبل قليل يمزح معي وقبلني قبل أن أنام"
ضمها إليه أكثر وغصة مؤلمة وقفت بحلقه وهو يتخيلها .. طفلة صغيرة ترى مشهداً بهذه القسوة .. لقد تعذبت كثيراً .. سمعها تشهق بالبكاء وهي تتابع

_"لم أشعر إلا بأمي تحتضني بكل قوتها قبل أن ينتزعوني بقسوة من حضنها .. كنت أصرخ وأصرخ وأحاول المقاومة دون جدوى .. رأيتها تركع أمام أحدهم متوسلة بحرقة لذلك الرجل عديم الرحمة .. كانت تتوسله أن يرحم طفلتيها .. لقد نادته أخي"
اتسعت عيناه مع كلمتها .. من فعل هذا بوالدها كان شقيق أمها .. كيف يُعقل هذا؟ .. سمعها تقول بمرارة
_"كان شقيقها .. هل تصدق هذا؟ .. ذلك الشيطان كان من المفترض أن يكون خالي .. كان يرمقها بنظراتٍ قاسية .. لم أصدق أنّ هناك من يمكن أن يكون بهذه القسوة .. لقد دفعها بقدمه كأنّها لا شيء وأخبرها أنّه كان عليها أن تفكر جيداً قبل أن تهرب مع عشيقها .. وأنّها بالنسبة له ميتة منذ اليوم الذي هربت فيه وتسببت في العار لعائلتها .. أخبرها ببرود وهو ينظر باشمئزاز لجسد أبي أنّ هذا ما كان يجب أن يفعله قبل سنوات وأن الوغد الذي تجرأ على شرفه قد دفع الثمن أخيراً .. رمى بكلماته اللعينة تلك وغادر تاركاً أمي ذاهلة مصدومة كأنّها فقدت كل أمل لها في الحياة"
صمتت من جديد تجتر مرارة تلك اللحظات التي كان يشعر بمرارتها في حلقه هو الآخر وبقلبه الذي كانت تمزقه بكل كلمة يسمعها منها .. همس بصعوبة
_"اهدأي حبيبتي .. لو كان الأمر مؤلماً لكِ فلا تكملي .. يمكن أن تخبريني في وقتٍ لاحق عندما .."
رفعت رأسها لتنظر له بعينين احمرتا من شدة البكاء وهمست بوجع
_"لا .. ما دمت قد بدأت فدعني أنتهي .. دعني أتخلص من ذلك القيح الذي يقتلني منذ سنين طويلة يا (آدم) .. دعني أتطهر من كل ماضيّ .. أريد أن أنسى"
رفعت يدها المرتجفة تتشبث بكفه وهي تتابع بتوسل

_"دعني أتحرر من كل هذا الوجع (آدم) .. ساعدني"
مسح دموعها بحنان ورفع كفيه يحتضن وجهها ويقربه إليه ينظر في عينيها وهمس بحب
_"لقد وعدتكِ أن أفعل حبيبتي .. افتحي كل جروحكِ وارمي بهمومكِ فوق كتفي أنا سأحملها كلها عنكِ"
سالت دموعها وهي تنظر إليه لبرهة بكل المشاعر التي تعتمل في بقلبها قبل أن تهز رأسها واقتربت تضع رأسها على صدره هامسة
_"لكنّ جرحي وألمي كبير .. كبير جداً وأوجاعي تمتد لسنين (آدم) .. إنّها ثقيلة جداً ... لقد أرهقتني وأثقلت روحي"
_"وأنا سأحملها معكِ حبيبتي .. سأتقاسمها معكِ وأساعدكِ لتتجاوزيها"
هزت رأسها وران الصمت لبعض الوقت قبل أن تهمس من جديد
_"تلك الليلة كانت بداية أوجاعي المتتالية .. يومها عرفت حقيقتي وفقدت أبويّ .. بعد أن غادر ذلك الرجل تبقى صديقه وباقي رجاله .. كانت أمي تعرفه هو الآخر وكان واضحاً أنّه يكرهها .. بدا كما لو أنّ بينهما ثأراً .. اقترب منها وهمس لها بشيءٍ جعلها ترتعب وهي تنظر لي .. عرفت أنّه هددها بي حتماً لأنّها بدأت تصرخ متوسلة إياي أن أهرب لكنني كنت مصدومة بما قاله ذلك الشيطان .. قال أنني لست ابنتهما وأنني ابنة رجل آخر .. شعرت أنّ عالمي كله تهدم في لحظة وانتهى كل شيء عندما قتلوها في النهاية .. حاولت أن تبعدهم عني لكنّهم .. ذبـ .. ذبحوها .. أمام عيني"

شدّد ذراعيه حولها يحتوي ألمها ودموعها التي جرت فوق صدره حارقة وهي تكمل
_"ذبوحها أمامي .. ذلك الشيطان لم يهتز له جفن وهو يأمرهم بقتلها ثم أمرهم بإحراق البيت .. لقد قتلوني معهما .. دمروا كل حياتي ولم يكتفوا بهذا .. اختطفوني .. لقد قال لأمي أنّه يعد لي مصيراً أسوأ من الموت .. لم أعرف أين سيذهبون بي .. كنت مرعوبة .. كنت أردد داخلي دون توقف أنني في كابوس وسأستيقظ منه حتماً .. لكنّني لم أستيقظ .. حاولت الهرب منهم في الطريق وطاردوني حتى ألقيت نفسي في النهر .. أردت أن أموت وألحق بأبويّ"
ضمها إليه بقوة وهمس بكلماتٍ مواسية بينما يشعر هو نفسه بصعوبة الموقف .. أي كلمات مهما بلغت ستخفف مما مرت به؟ .. أي كلمات ستمسح ذلك الألم الرهيب الذي عاشته طفلة بعمرها؟ .. أصغى إليها وهو يمسح على ظهرها برفق
_"تمنيت الموت ولم أحصل عليه .. استيقظت في مشفى صغير وادعيت فقداني لذاكرتي .. أمي أوصتني ألا أخبر أحداً بهويتي الحقيقية .. نقلوني بعدها لملجأ قضيت به عامين كالجحيم .. كنت أعاقب على أقل خطأ وبأقسى طريقة .. حتى أنّهم قصوا شعري ذات مرة .. حبسوني في الظلام لأيام دون طعام أو شراب .. لم يخفف عني قسوة أيامي هناك سوى (بيير)"
تشنج جسده وكز على أسنانه مع ذكرها له وكأنما أدركت غيرته فرددت
_"(بيير) كان يتيماً هناك .. كان الوحيد الذي ساعدني .. كان صديقي وأخي الذي لم تلده أمي .. كان يتلقى العقاب عني أغلب الوقت"
صمتت قليلاً وحاول هو السيطرة على مشاعره .. ليس وقت الغيرة .. لكنّه لا يستطيع التحكم بشعوره .. ليس وهي تخبره الآن أن ذلك الرجل الذي يحبها كان معها في الوقت الذي تألمت فيه .. بينما هو ... قاطعت أفكاره وهي تقول
_"كنت على استعداد لأفعل أي شيء لأهرب من ذلك الجحيم .. لذا عندما أتى (كارل فرانسيسكوا) وقدم طلباً ليتبناني لم أتردد لحظة رغم خوفي منه .. تركت الملجأ وذهبت معه .. لم أعلم أن جحيماً من نوعٍ آخر كان في انتظاري"
انقبض قلبه بتوجس وهو يسألها
_"هل .. هل آذاكِ ذلك الرجل؟"
صمتت للحظات جعلت قلبه ينتفض خوفاً قبل أن يسمعها تضحك بمرارة وتقول
_"لقد آذاني فعلاً .. لقد تبناني لكنّه كان يعاملني بطريقة غريبة .. أحياناً كان يعاملني كبلورة رقيقة وأحياناً يقسو عليّ بشدة كأنّه يكرهني .. كدت أصاب بالجنون من ازدواجية معاملته .. أجبرني على التخلي عن هويتي وما تربيت عليه سابقاً وصنع مني امرأة أخرى تليق بحمل اسمه وإرثه من بعده .. أنا مع الوقت نسيت نفسي وأصبحت المرأة التي يريد .. كنت ممزقة بسبب الحقيقة التي عرفتها وتركت نفسي تنغمس في تلك المرارة والدمار الذاتي .. هو كان يعرف أمي من قبل وأخبرني ما حدث معها .. أخبرني أنّه بحث عني بعد موتها حتى عثر عليّ أخيراً وتبناني وفاءاً لذكراها .. تحطم قلبي عندما أخبرني عن خيانة أبي لها .. أوقعها بحبه وهجرها وهي حاملٌ بي وعاد لبلده وتزوج من امرأة أخرى .. لقد كرهته .. كرهته كثيراً ولعنته كثيراً وتمنيت له أن .."
تقطع صوتها مع الدموع التي غلبتها وأغمض عينيه بألم وهو يستوعب ما شعرت به عندما اعتقدت خيانته لها .. لقد أعاد لها ذكرى والدها .. لقد طعنها دون أن يشعر .. لهذا قالت أنّها أرادت أن ترد له طعنته بأسوأ منها .. لو أنّه فقط أخبرها الحقيقة .. لو أنّه كان يعرف ما مرت به .. شعر بها تتشبث به أكثر وتبكي في انهيار فهتف بلوعة
_"يكفي حبيبتي .. يكفي الآن"
أبعدها يحتضن وجهها الباكي وينظر إليه هاتفاً
_"يكفي .. ارتاحي الآن"
هتفت بحرقة وهي تضرب على قلبها

_"لا .. يجب أن أكمل .. يجب أن تعرف إلى أي مستوى انحدرت لأنتقم من شبحه .. كيف لوثت نفسي لأنتقم منه .. لقد كرهته لسنوات طويلة وكنت أنتقم منه في كل الرجال الذين قابلتهم قبلك"
ارتجفت يداه حول وجهها وهو يحدق فيها بصدمة متذكراً ما أخبرته به سابقاً عن أنّها كانت تتلاعب بالرجال وأنّه لم يختلف عنهم .. كان لعبة مسلية ملتها في النهاية .. نظرت في عينيه باعتذار وقد عرفت أين ذهب بتفكيره ورفعت يديها تزيح كفيه عن وجهها قبل أن تحتضن وجهه هامسة
_"أقسم لك أن كل هذا كان قد انتهى قبل أن أقابلك .. كنت أنت بدايتي الجديدة وحبي الأول .. تمنيت لو أنني قابلتك قبل أن أتلوث و.."
ارتجفت شفتاه وهو يهمس
_"ما أخبرتني به سابقاً عن أولئك الرجال .. هل كنتِ تـ .. هل أنتِ وهم كما قلتِ .. هل؟"
لم يستطع أن ينطقها رغم أنّه سبق واتهمها بهذا مراراً .. نظرت له بحزن وهمست بمرارة
_"لقد صدقت كذبتي يا (آدم) .. لقد صدقتها رغم أنّك تعرف جيداً أنّك كنت الرجل الأول في حياتي .. تعرف أنني كنت عذراء ليلة زفافنا ولم يلمسني رجلٌ قبلك .. رغم هذا صدقت كذبتي"
ابتلع لعابه بصعوبة وردد
_"ضعي نفسكِ مكاني (إيفا) .. أنتِ تعرفين جيداً أنّ ما فعلتِه كان طعنةً لرجولتي وكبريائي .. لقد جعلتِني أتأكد من خيانتكِ بعينيّ .. لقد تركتِ ذلك الرجل يعانقكِ وأنتِ زوجتي .. كنتِ تعرفين أنني أراقبكِ، صحيح؟"
هزت رأسها وبكت بمرارة وهي تنظر له
_"أنا آسفة .. كنت أعرف هذا .. أردتك أن تصدق .. أردت أن أطعنك لاعتقادي خيانتك لي .. لم أكن بعقلي ... شعرت بعالمي وثقتي وحياتي تنهار .. كنت أنت عالمي وظننت أنّ قدري صالحني بك لأكتشف أنني كنت موهومة"
أغمض عينيه بألم لتقرب نفسها منه قائلة بتوسل
_"صدقني (آدم) .. أنا لم أعرف رجلاً غيرك .. كل من سبقوك لم يأخذوا مني سوى الفتات ... كانوا مجرد عمل أجبرني عليه (كارل) بالبداية ثم بعدها انغمست في انتقامي الأعمى من شبح أبي .. كانت مجرد خدعة ... كنت أسايرهم حتى أوقعهم في فخي وأستدرجهم .. كنت أضع لهم المخدر في الشراب .. لم أنحدر لتلك الدرجة التي تجعلني أمنحهم جسدي .. كنت .. "
تنفست بصعوبة وهي تحاول التحكم في نبرات صوتها بينما يعاودها ذلك الغثيان من جديد متذكرة لمساتهم القذرة التي دنست جسدها واضطرت لاحتمالها .. من أجل ماذا كان كل ما فعلته؟ .. لوثت نفسها دون أن تعرف أنّها كانت تساعده في انتقامه منها ومن والديها .. أغمض هو عينيه محاولاً التحكم في النار التي أحرقت قلبه وهو يتخيل ما تتحدث عنه .. لقد كرهها قديماً واعتقد أنّها كانت امرأة بلا أخلاق .. صدق كذبتها .. لماذا الآن تؤلمه تلك الحقيقة أكثر؟ .. لا يريد أن يتسرع في الحكم عليها .. لقد وعدها .. سمعها تهمس من جديد بعد أن تمالكت نفسها
_"كل ما كان يتطلبه الأمر هو بضع صور ومقاطع توحي بحدوث علاقة فاضحة .. كانوا خصومه السياسيين أو أشخاصاً يريد السيطرة عليهم وكان يستخدمني لذلك"
تنفس بقوة لتنظر له برجاء ألا ينسى وعده لها فزفر وهو يسألها
_"لماذا كان يفعل هذا؟"
نظرت له بارتباك وتردد ليعقد حاجبيه فأجابت بخفوت
_"لقد كان أحد رجال المافيا الكورسيكية ولذا كان لديه الكثير من الأعداء"
اتسعت عيناه وهو يحدق فيها بذهول
_"مافيا؟ .. المافيا الكورسيكية تقولين؟"

أومأت برأسها وملأت المرارة عينيها وهي تهمس بسخرية مريرة
_"أجل .. لسوء حظك وقعت في حب ابنة أحد زعماء المافيا"
هتف بحنق
_"هل تمزحين الآن؟"
ضحكت بمرارة

_"شر البلية ما يُضحك .. هذه كانت حياتي قبلك .. أنا رغم كراهيتي واشمئزازي لم أتوقف .. كان داخلي شره جنوني لأنتقم منهم جميعاً .. كلهم كانوا خونة .. مثله .. كلهم استحقوا أن أدمرهم وأنقذ زوجاتهم وصديقاتهم المخدوعات .. لكنني كنت أدمر نفسي معهم .. كدت أغرق تماماً لولا أن تداركت نفسي وهربت .. أردت التحرر وفعلت ... وعندها قابلتك"
ارتفع ركن شفتيه بابتسامة حزينة لتهمس بوجع
_"أنا لم أكذب في أي شيء بعدها .. مشاعري وحبي كانا صادقين .. أردت أن أبدأ حياة جديدة معك وأنسى كل ماضيّ لكنّه لم يتركني وشأني .. عاد لينغص عليّ حياتي .. في النهاية لا يمكنني أن أقول أنّك السبب .. ماضيّ كان السبب .. أنا تسبب في تدمير حياتنا معاً"
هز رأسه رفضاً
_"لا (إيفا) .. لقد كان خطأ مشتركاً .. لن أستثني نفسي من الخطأ"
تنهدت بحرارة وقالت
_"لم يعد يهم من كان السبب (آدم) .. لقد افترقنا وتعذبنا لسنوات وها نحن معاً الآن"
ران الصمت للحظات قبل أن يسألها بتردد
_"إذن .. بعد أن تركتِني .. هل عدتِ إليه؟"
نظرت له بتردد وقالت بعد برهة
_"لا .. لم أفعل .. لجأت لـ(بيير)"
أغمض عينيه متنفساً بقوة فأسرعت تقول
_"(بيير) لم يتخل عني يوماً .. لقد هرب من الملجأ وترك حياته رهناً لـ(كارل) ليحميني .. كان له فضلٌ كبير عليّ وحماني من الانزلاق في طريق اللارجعة .. لا تكرهه أرجوك يا (آدم) .. إنّه بالنسبة ليس إلا أخي"
هتف بغيرة
_"حسناً .. توقفي عن الحديث عنه .. هو بالنسبة لكِ أخ لكنّه لا يراكِ كذلك .. إنّه يحبكِ وأنا .."
صمت ليرتفع حاجباها وهي تنظر له برقة وهمست
_"أنت تغار؟"
صمت وهو يحدق فيها لتعيد سؤالها، فهتف بحنق
_"بالتأكيد أغار يا غبية .. ماذا تنتظرين مني؟"
ابتسمت ليهتف
_"لا تضحكي .. لا شيء يضحك في الأمر"
قالت وهي تحاول التحكم في ابتسامتها والسعادة الغريبة التي تسللت رغماً عنها لتزيح بعض الألم والحزن عن قلبها

_"أنا آسفة .. لم أقصد"
لم يستطع مقاومة ابتسامتها فتنهد بقوة وقال
_"لا تمنعيها حبيبتي .. أنا أحب رؤيتها"
ارتبكت نظراتها فرفع يديه وأمسك خديها يشدهما جانباً يجبرها على الابتسام فضربت كفيه تبعدهما ولم تتمالك ابتسامتها فقال مبتسماً

_"أجل هكذا .. لقد اشتقت لهذه الابتسامة كثيراً"
بهتت ابتسامتها وهي تقول كأنما استكثرت على نفسها هذه اللحظات من السعادة النقية
_"دعنا نعد لحديثنا و .."
قاطعها وهو يشدها لتقع فوق صدره وهمست اسمه بارتباك ليقول وهو ينزل بجسده ليستلقي على الفراش

_"لا .. يكفي .. لن أستمع للمزيد"
_"(آدم)"

همست باعتراض ليحيط ظهرها بذراعه ورفع ذقنها بكفه الأخرى وهمس وهو ينظر في عينيها
_"قلت يكفي حبيبتي .. أنا متعب ولا بد أنّكِ أيضاً متعبة .. سنكمل لاحقاً عندما نرتاح .. الآن .. لا أريد سوى رؤية ابتسامتكِ التي اشتقت لها كثيراً .. أريد أن أغمض عليها عينيّ أن ترافقني في أحلامي"
نظرت له بحيرة وارتباك فمال نحوها لتتسع عيناها وخفق قلبها بقوة، لكنّه خيب ظنها وهو يشد خديها من جديد لتبتسم
_"أجل هذه .. الآن يمكنني النوم بسلام"
دمعت عيناها وهي تنظر له بعد أن أغمض عينيه يدعي النوم واقتربت تدفن وجهها في صدره وهي تهمس
_"(آدم) .. أنت لن تـ .."
قاطعها وهو يضمها أكثر

_"هشش .. نامي الآن حوريتي .. أنا لن أذهب لأي مكان .. لا تخافي"
سمعها تشهق بأنين مكتوم فشدد من احتوائه لها وهو يواصل وعوده لها حتى شعر بأنفاسها تهدأ وفتح عينيه ينظر لها ليجدها غرقت في النوم أخيراً وغامت نظراته وهو يتأملها وقلبه عاد ينبض بألم وهو يفكر في كل ما أخبرته به .. مهما كان ما ينتظره من حقائق لا زالت تخفيها ومهما كانت مؤلمة تلك الحقائق هو سيكون عند وعده لها .. لن يكرر أخطاء الماضي .. هو يحبها ولا شيء أبداً سيغير هذه الحقيقة .. لذا مهما كان طريقهما صعباً سيكمله معها حتى النهاية ... حتى تُشفى كل جراحهما .. حتى تستعيد هي روحها من جديد ليستعيد معها روحه هو.
******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-04-19, 02:05 AM   #540

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غامت نظرات (راندا) وهي تنظر إلى (هشام) الغارق في نومه .. تأملت ملامحه لبرهة بقلبٍ امتزج فيه الحب بالألم وتحركت عيناها من على وجهه لتتوقفا فوق صدره وتعلقتا بأنفاسه المنتظمة .. ارتعشت شفتاها وهي تتنفس بصعوبة ورفعت كفها تلامس نبضات قلبه تطمأن إلى أنّه لا زال ينبض .. لا زال موجوداً .. تشعر بنبضه منتظماً تحت يدها .. غصة مؤلمة وقفت في حلقها وهي تتذكر تلك اللحظات المميتة التي توقف فيها قلبه وظنت هي أنّها خسرته للأبد .. دمعت عيناها بحرقة .. كيف كانت ستعيش وقتها؟ .. كيف كانت ستسامح نفسها؟ .. لقد كان القدر رحيماً بها أكثر مما تستحق .. لقد كانت سيئة للغاية وهو احتملها كثيراً .. ما الذي فعلته لتستحق رجلاً مثله؟ .. هي تدرك الآن كم هي محظوظة بين النساء لتحظى به .. أن يحبها كل ذلك الحب .. وحدها .. ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها وهي تواصل تأملها له بعينيها الدامعتين .. أصبحت تخشى أن تغمض عينيها عنه للحظة وتفتحهما لتكتشف أنّها كانت في حلمٍ جميل لا أكثر .. حركت يدها تلامس وجهه وهي تهمس لنفسها .. إنّه هنا .. ليس حلماً .. تنهدت وهي تعتدل لتنهض من الفراش وقبل أن تسحب يدها بعيداً أحاطتها يده فالتفتت لتقابلها ابتسامته التي تعبث بنبضات قلبها وسمعته يهمس بحب
_"أين تذهبين يا مولاتي؟ .. لم تمنحيني بعد تحية صباحكِ المسكرة"
احمر وجهها بشدة وتسارعت نبضاتها بجنون وحاولت سحب يدها وهي تهمس اسمه بارتباك ليضحك بخفوت قائلاً
_"ما هذا؟ .. من هذه الخجول؟ .. أين ذهبت زوجتي الوقحة؟"
زمت شفتيها وهي ترمقه بنظرة قاتلة جعلت ابتسامته تتسع وشدها إليه لتشهق وهي تسقط فوق صدره وهتفت بخوف وهي تحاول أن تخفف وزنها عن صدره المُصاب

_"ماذا تفعل (هشام)؟ .. هل نسيت أنّك مصاب؟ .. أنت .."
قاطعها واضعاً سبابته على شفتيها وهو يهمس بعاطفة
_"أنا مريضٌ حبيبتي وأنتِ دوائي"
همست اسمه بارتباك وقلبها يخفق بجنون ليقربها منه أكثر وهمس أمام شفتيها بعاطفة شديدة
_"أنا أريد دوائي"
ارتجفت شفتاها وقالت بارتباك وهي تحاول الابتعاد عنه
_"(هشام) .. أنت .. لا يجب أن"
همس بعبث وهو يداعب خصلة شاردة
_"لا يجب أن ماذا يا حبيبة (هشام)؟ .. أنتِ قلتِ بنفسكِ أنني مريض .. لماذا تضنين عليّ بعلاجي إذن؟"
زمت شفتيها قائلة وهي تشير بعينيها إلى الدواء بقرب الفراش
_"إن دواءك هناك .. دعني أحضره لك و .."
شهقت مرة أخرى عندما منعها من الابتعاد وهو يشدها إليه ومرر سبابته على شفتيها قائلاً بعبث مستمتعاً برؤية احمرار وجهه ... كانت رؤيتها هكذا أمراً أروع من كل أحلامه مجتمعة
_"لا أريد هذا الدواء .. إنّه مر .. أريد دوائي المسكر بطعم العسل .. فيه الشفاء كله"
قاومت خجلها وارتباك أعماقها التي يبعثرها بابتسامة وبضع كلمات .. لم تحب أبداً أن تشعر بالضعف أمام رجل، لكنّ ما تشعره الآن أبعد ما يكون عن الضعف .. إنّه ضعف لذيذ .. ضعفٌ تجد نفسها تستمتع وهي تستسلم له .. همست وهي تقترب منه قائلة بتحدٍ
_"هناك مثل شعبي لا أعرف إن كنت سمعت به من قبل أم لا"
نظر لها بتساؤل وابتسم مستمتعاً بعبثها بينما تميل برأسها بدلال وهي تتابع
_"يقولون أنّ من يريد العسل عليه أن .."
قطعت جملتها وهي تميل لتهمس في أذنه بعبث

_"يتحمل قرصات النحل"
قالتها وابتعدت تنظر في عينيه ورفعت أحد حاجبيها ليضحك بقوة وضحكته كعادتها أوقفت أنفاسها .. كادت تبتعد بخجل لولا أن شدها قائلاً بمرح
_"إذن يا نحلتي الحبيبة .. أنا سأحتمل قرصاتكِ بصدرٍ رحب .. في الواقع لقد احتملتها لوقتٍ طويل"
رمقته بعبوس ليضحك أكثر وقال وهو يقرص خدها
_"لا تغضبي يا نحلتي الشقية .. أنا أحب كل شيء تمنحيني إياه .. لسعاتكِ المؤلمة .. مشاغباتكِ اللذيذة .. و .."
قطع جملته ناظراً لها بعمق واعتدل ليجلس في الفراش واحتضن وجهها بكفيه يقربه إليه وهمس بعشق
_"وقبلاتكِ العسلية الشافية"
كاد يمس شفتيها ولم تمنحه الفرصة ليفعل .. انتفض جسده وحدق فيها بذهول وعيناه متسعتان لا يصدق ما فعلته لتوها بينما ضحكت وهي تقرص خصره من جديد
_"قلت لك تحمل لسعات النحل أولاً"
قرصته مرة أخرى وهي تضحك قبل أن تنقطع صرخاتها وفي لحظة واحدة وجدت نفسها مستلقية فوق الفراش ويداها مقيدتان فوق رأسها .. ابتلعت لعابها بصعوبة وهي تنظر لوجهه المطل فوقها .. لم تفهم كيف في لحظة قلب الأمور عليها لتجد نفسها محاصرة .. همست وهي تحاول التخلص من قبضته ونظرت في عينيه
_"(هشام) .. أنت لا زلت مريضاً .. ستؤذي جراحك هكذا .. لا .."
مال عليها قائلاً وهو يرفع أحد حاجبيه بشر مفتعل
_"من هو المريض يا حبيبتي؟ .. أنتِ تتحججين بمرضي سيدة (راندا) وتعتقدين أنّكِ ستفلتين مني بهذه الحجة، صحيح؟ .. لا .. العبي غيرها حبيبتي .. أنا سأثبت لكِ أن حجتكِ خائبة"
تنفست بصعوبة وهي تهمس اسمه لتتسع ابتسامته الخبيثة ومال نحوها أكثر وهمس
_"لو كنتِ تخشين على صحتي فلا ترهقيني أكثر يا نحلتي .. لقد احتملت قرصاتكِ لوقتٍ طويل وقد حان الوقت لأحصل على مكافأتي، صحيح؟"
همست بخفوت وهي ترفرف بجفنيها قائلة بخوف مصطنع
_"لكنّك هكذا ستؤذي طفلنا"
توقف عن اقترابه ورفع جسده قليلاً ينظر بارتباك نحو بطنها وخفق قلبها بقوة عندما لمحت العاطفة الرقيقة تملأ عينيه .. ابتسم في حنان وهو يلامس بطنها بيد مرتجفة
_"هل أنتما بخير؟"
تحشرج صوتها وهي توميء برأسها ليهمس بعاطفة
_"هل يتعبكِ هذا الشقي؟"
هزت رأسها نفياً وحاولت الاعتدال ليبتعد ويرفعها معه ونظر في عينيها اللتين أدمعتا بعاطفة .. رفع كفه الأخرى يحتضن وجهها وقال بحب
_"شكراً لكِ حبيبتي ... شكراً على هذه الهدية الغالية .. لا تعرفين كيف أشعر .. لو حاولت وصف شعوري لن تكفي الكلمات .. أنتِ تشعرين بي حبيبتي، أليس كذلك؟"
احتضنت وجهه بكفيها وهي تنظر له بكل الحب الذي تحمله بقلبها له
_"أجل حبيبي .. أعرف جيداً ما تشعر به ... إنّه نفس ما أشعر به داخلي .. هذه كانت معجزتي التي توسلتها من الله .. لا توجد امرأة أسعد مني في هذه اللحظة"
ران الصمت المفعم بالمشاعر من حولهما وتعانقت نظراتهما تعبر بهما إلى روحيهما اللتين تبادلتا حديثاً طويلاً قطعته في النهاية وهي تقترب منه جالسة على ركبتيها وهمست
_"شكراً لأنّك دخلت حياتي وأحببتني(هشام)"
قبلت أحد خديه بعمق وسمعته يأخذ نفساً عميقاً لتبتعد تنظر في عينيه للحظة تابعت بعدها وهي تميل نحو خده الآخر لتقبله
_"شكراً لأنّك حاربتني لأعترف بحبي لك"
ابتعدت من جديد تنظر له بعينيها الدامعتين
_"شكراً لأنّك حبيبي وزوجي ووالد طفلي"
همس بحب وهو يلامس خدها
_"حبيبتي"
وابتسم وهو يميل مداعباً أنفها بأنفه
_"نحلتي"
بادلته ابتسامته وهمسته بأخرى أكثر عاطفة وهي ترفع نفسها نحوه
_"نحلتك تحبكِ بجنون (هشامي)"
خفق قلبه بعنف كما في كل مرة تعترف له وبقى في مكانه دون أي حركة يريد أن يغمض عينيه ويستوعب اللحظة بكل تفاصيلها .. يريد أن يتشرب ملامحها ونظراتها وهالة الحب الذي حررته أخيراً .. لقد حصل على مكافأته في النهاية .. كل هذا الحب الذي يراه في عينيها .. قاطعت أفكاره وهي تهمس بعاطفة أكبر
_"أنت عمري وحياتي .. أنت شفائي ومعجزتي حبيبي .. أحبك"
ابتسم بحب وهو يهمس اسمها لتبادله ابتسامته ورفعت ذراعيها تحيط عنقه بهما ولمعت عيناها وهي تقترب لتطبع على شفتيه قبلة برقة الفراشات وبطعم العشق .. أغمضت عينيها وهي تهمس بحبها من جديد وتركت نفسها له ليغمرها بين ذراعيه يشدد من ضمه لها ينهل من نبع حبها الغامر وقلبها كان ينتفض بين ضلوعها ينهل بجوع من كل المشاعر التي حرمته منها لوقتٍ طويل .. كيف حرمت نفسها من ذلك الحب الطاهر الكبير الذي يحمله لها هذا الرجل النادر؟ .. ارتجفت ودموعها تسيل ليخفف (هشام) من قوة عناقه لها وأبعدها بعد لحظات ونظر لدموعها هامساً بقلق وهو يلامس بطنها
_"حبيبتي .. ما الأمر؟ .. هل تتألمين؟"
هزت رأسها ومسحت دموعها وهي تهمس
_"لا حبيبي .. أنا فقط .. سعيدة جداً .. سعيدة لأقصى درجة"
ابتسم في حب قبل أن يضرب خدها برفق قائلاً بعبوس مصطنع
_"أنتِ امرأة تبحث عن النكد بملقاط .. هل هذا وقت الدموع؟ .. أنتِ سعيدة .. لماذا تبكين إذن يا نكدية؟"
_"أنا نكدية؟! .. ألم تسمع عن دموع السعادة من قبل أيها المغرور؟"
زمت شفتيها بعبوس كطفلة ليقول وهو يشدها بين ذراعيه من جديد قائلاً بنعومة
_"لا يا نحلتي .. أنتِ لستِ نكدية أبداً .. أنتِ أجمل امرأة باكية رأيتها في حياتي .. لا تغضبي نحلتي"
انتفض جسده مرة أخرى عندما قرصت خصره فجأة، ونظر لها بعينين متسعتين لتكبت ابتسامتها بصعوبة قبل أن تنفجر ضاحكة .. قطب حاجبيه بضيق مصطنع ليشاركها ضحكتها في النهاية وشدها من جديد إلى صدره قائلاً
_"تعالي هنا يا حمقائي .. أنا لا زلت متعباً وأريد دوائي ... لا تخدعيني .. أنا لم أحصل على جرعة دوائي كاملة"
_"(هشام)"
نطقت اسمه باعتراض مغرق بالدلال ليقول ضاحكاً
_"لا تنطقي اسمي بهذه الطريقة يا قلب (هشام) وإلا لن أضمن لكِ أنني سألتزم بحدودي"
احمر وجهها ودفنت وجهها في صدره ليضحك وهو يضمها إليه وهو يهمس
_"رباه .. متى سينتهي هذا العذاب؟ .. أعانني الله حتى أتم شفائي بسرعة قبل أن يحصل لي شيء من شدة الاشتياق"
ضربت صدره برقة هامسة اسمه بدلال فهتف وهو يرفع وجهها له
_"لا .. أنتِ بالفعل لا تملكين أي رحمة"
هزت كتفيها قائلة بخبث

_"لست أنا السبب .. أنت المريض هنا والطبيب قال أنّك تحتاج للراحة التامة لتُشفى سريعاً"
قطب بتجهم لتضحك على تعابيره التي تبدلت سريعاً وحل مكانها العبث من جديد وهو يشدها إليه

_"لكن هذا لن يمنعني من أن أروي اشتياقي المميت إليكِ ولو بالقليل"
لم تحاول العناد هذه المرة واستسلمت لعناقه المشتاق تبادله حباً بحب وشوقاً بشوق أكبر .. صوت رنين تسلل من بين الغيوم لينبهها فهمست وهي تحاول الابتعاد
_"(هشام) .. الباب .. هناك أحد على الباب"
همس بعقل مغيب قبل أن يقبلها من جديد بعشق أكبر

_"سيذهب بعد قليل"
استسلمت له لثوانٍ قبل أن تدفعه برفق متجنباً إصاباته .. فتح عينيه ينظر لها باعتراض لتضحك ومالت تقبل خده بحب وقالت

_"ربما كانت ماما (سلمى) أو (رهف) .. سأذهب لأرى ما الأمر وأعود في الحال"
تراجع ليستند للوسادة قائلاً بتجهم وملامح طفلٍ انتزعوا منه حلواه

_"اهربي .. اهربي .. لقد أتتكِ النجدة كالعادة"
ضحكت وهي تنهض بعد أن قبلته مرة أخيرة
_"سأعود بسرعة"
_"أياً كان من على الباب اجعليه يغادر سريعاً"
لم تتمالك ضحكتها ليغمز لها ملقياً قبلة في الهواء لتسرع هي نحو الباب وعلى شفتيها ابتسامة واسعة غامرة بالسعادة سرعان ما اختفت وهي تفتحه ليقابلها وجه (رهف) الشاحب والهالات حول عينيها أخبرتها أنّها ربما لم تذق النوم لحظة واحدة .. همست بقلق
_"(رهف) .. حبيبتي ما الأمر؟ .. هل أنتِ بخير؟"
رددت بشحوب
_"هل ستدعيني على الباب هكذا؟"
أسرعت تتحرك جانباً مفسحة لها الطريق للداخل قائلة باعتذار
_"آسفة .. تفضلي"
أغلقت الباب والتفتت لها تنظر لملامحها الذابلة بقلق وسمعتها تقول
_"هل (هشام) مستيقظ؟"
أومأت برأسها لتهمس (رهف)

_"أريد رؤيته"
سألتها بتوجس

_"ما الأمر (رهف)؟ ... هل ..."
قاطعتها بتوسل جعلها تشعر أنّها تتحكم في دموعها بصعوبة
_"أرجوكِ .. أريد رؤيته في الحال"
هزت رأسها قائلة
_"بالطبع حبيبتي .. تعالي"
تقدمتها نحو غرفة النوم وهي تهتف

_"(هشام) .. (رهف) هنا وتريد رؤيتك"
فتحت الباب وتركتها تتقدم للداخل وتبعتها بعينين قلقتين وعقلها يفكر في قلق عما قد يكون تسبب في حالتها هذه .. سبب واحد فقط خطر برأسها .. سبب لا يمكنها أن تعتقد بوجود غيره .. لا أحد سيجعل (رهف) في هذه الحال سواه .. ذلك الأحمق .. (عاصيها).
*******************
انتهى الفصل الخامس والعشرون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.