آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-18, 09:13 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




ام فارس : اتركـوا ولــدي !
الضابط : ولدك خاطف ولازم ياخذ جزاه !
ام فارس : ليه ماتعرفون السبب اللي خلاه يخطفها ، هالبنت ابوها بنفسه خاطف بنت من امها ، وبالقرآن الله عزوجل قال " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
عزوف بحرقه : وليش ماحفظتي حكم الزنا مثل ماحفظتي حكم الاعتداء ! ماوصلنا لهالحاله الا انتـي !
سلمان كان ماسك نفسه لين سمع كلامها وقال بصوت ارتفع للحـيّ كلـه : عـــــــــــــــزوف !
الضابط : هـدوء التزموا الصمت رجاءً ، لين يوصل والد المخطوفه ، ونشوف السالفه
عزوف توّجهت نظراتها لسلمـان ، كانت نظراته غاضبه وتهدد بالشـر.

في بيت ابو عـزوف.
كانت جالسه عريب على سرير عزوف ، حاطه صورتها وسرحانه فيها وهمست : ليتني علمتك اني ادعيلك بكل وقت ، واستودعك الله بكل حين ، الله يحفظك ليّ و.
سمعت صوت سيّارات الشرطه وخافت وطلعت بسرعه على صوت الباب يطق ، طلع ابوها من غرفته وامها بكت من الخوف ، انس طلع وهو يلبس تيشرته ووصلهم صوته المرعوب : ابوي ، اترك ابـوي ، وش السالفه ، هيه
ماعطوه مجال يعرف السالفه وسحبوه وركبوه الدوريه بسرعه ، امه انهارت ، ماقدرت توقف من الرعب ، وعريب تصيح ، وانس طايح يحس باليأس وكره نفسه ، ماانقذ عزوف ولا انقذ ابوه.
عريب بصراخ : قوم الحقهم ، اعرف وش السالفـه !
فز انس ركب سيّارته وراح وراهم ، عريب دخلت لأمها وجلست قدامها وقالت بصوت مهزوز : يمه ، وش اللي انتم تعرفونه وحنا مانعرفه ، وش اللي خايفين منه وصار الحين ! تكلمي ريحيني ! عزوف وش قصتهـا يايمه
امهـا عجزت تتكلم وغطت وجهها وبكت اكثر ، عريب تأكدت ان في شي كبير ماتعرفه.

ام فارس داخت من الخوف اللي عاشته ، عزوف كانت رايحه جايه وتدعي ان الله يعميهم عن ابوها ، وصلت الدوّريه وتوسعت عيونها لما نزلوا ماسكين ابوها وحالته يُرثى لها.
طاحت عينه بعين سلمـان ، نظرات هاديه لكن خلفها عواصـف.
كانت تتنقل بنظرها بينهم وقلبها يرجف ، ماتدري اي مصيبه تنتظرهم.
فايز بصوت خافت من القهر : آه يالولا الخوف من الله!
سلمان بسخريه : كل هذا وباقي تخاف من الله ؟ لا فيك الخير ماشاءالله
عزوف وقفت بينهم وعطت سلمان ظهرها وناظرت لأبوها بحرقه : ليـش !
ابوها حس انه يطيح من برج عالي ، قلبه تقطع الف قطعه ، دموع عزوف خلته يكره نفسه ويتمنى الموت.
كملت بغصه : ترا عرفت كل شي ، ليش تسوي كذا ، ليش سكتت على خطفي لهدرجه انا رخيصه عندك !
فايز بإنكسار : ياحضرة الضابط بنتي مالها ذنب ، ابعدوها عن هالمكان
سلمان بإصرار : عـزوف ! ان رجعتي معه بتندمين صدقيني ! اللي بيننا ثار مو جريمه يعاقب عليها القانون وخلاص !
فايز بحقد : وش تبي !
سلمان : ابي ريـف !


سلمان : ابـي ريـــف ، رجعهـا
فايز تغيرت ملامحه ، اظلم كل شي حوله وتقدمت له ام فارس وناظرت له بخوف : انا اللي غلطت ، مو مشاعل ! رجع لها ريف حرام عليك انفطر قلبها !
فايز بصوت عالي : ماترجـع ريف ، استقرت بحياتها ولاتبي ترجع
عزوف : على الأقل مكانها ؟ اذا شافت امها راح تليـن !
فايز غمض عيونه بقـوه وتعبت نبضات قلبه وقبل يتكلم سبق صوته صوت مشاعل من فوق : فــايـــز !
ناظروا كلهم فوق وشهقوا بصدمه وارتفع الصراخ وقال الضابط بصرامه : هــدوء ! انزلـي يامـره !
مشـاعل كانت واقفه على الجدار ورجلينها ترجف ودموعها مثل المطر قالت بصوت مهزوز : فايز ، راح اموت وانا قلبي محترق على بنتي ، الله يجعل كل دمعه دمعتها تشهد عليك ، الله يجعل ذنبي وذنب بنتي برقبتك ليـوم الديـن !
سلمان : ياخاله اذكري الله وانزلي ، انزلي
عزوف تشاهق : تكفين يامشاعل ، تكفين انزلي ، انا متأكده ان بنتك محتاجتك مثل ماانتي محتاجتها ، لاتكسرينها بفراقك الأبدي ، ارجعي لها !
الضابط درس الموضوع براسه واستنبط القصه وقال بصرامه : يااختي صبرتي كل السنين اللي فاتت ماتقدرين تصبرين كم يوم ؟ دامه اعترف انه يعرفها لاتخسرينها ولاتخسرين صبر السنين ودنياك واخرتك ! تعوذي من الشيطان وانزلي
مشاعل مسحت دموعها وقالت بصراخ : والله العظيم ماانزل الا لما يقول بنتي وينها ، معك دقيقه بـس ، اذا ماقلت وينها راح انتحر ، وكلكم اشهدوا انه السبب ، موّتني وانا عايشه ، ايــه انا ، انا اللي صبرت سنين ولا اقدر اصبر هالدقيقه ! فايـز ! تكـلّم ويـن بنتـي !
فايز سكت ، عيونه غرقت ، ماله مجال.
سلمان بعصبيه : تكلم ، لاتنتحر تكلـم اخلص
عزوف مسكت يدين ابوها بتوسل وقالت بصوت ماينسمع من البكاء : يبه تكفى ، وغلاتي عندك ، لاتكسب خطيّه ثانيه ، وين ريف يايبه وينـ.
قاطعها بحده : انتـي ريـف !
مسك اكتافها ولفها بقوه لناحية مشاعل وقال بأعلى صوت : هــذي ريــف ! هذي بنتـك يامشاعل
مشاعل حست دقات قلبها وقفت واجتاحها هبوط قوي من الإرتفاع وزاد عليها صدمتها ودفعت نفسها ورا على ساره ومسكتها بقوه وزفرت براحه بين دموعها : الله يهديك ياخاله ، بترجع بنتك
مشاعل ضحكت بين دموعها وقالت بفرحه : رجعت بنتي ياساره ، رجعـت
ساره ماستوعبت : قومي معي
مشاعل : بنتي عزوف ، ساره عزوف طلعت بنتي ، مغير اسمها عشان محد يعرفها ، بس يالله مسموح ، انا من اليوم سامحت الدنيا كلها
ساره بكت اكثر وحضنتها ، مشاعل كانت تضحك وتبكي بنفس الوقت قالت برجفه : نزليني لها ، بشوفها
ساره قوّمتها وساعدتها ونزلوا ، الجـوّ بالشارع كان هدوء ، عزوف سرحانه ، وماتسمع غير كلمة ابوها الأخيره " انتي ريف "


سلمان استغل الهدوء وقرب لفايز برمشة عين مسك ياقة ثوبه وقال بقوه : ورب البيـت لو كذبت مايحصل لك خيـر
فايز : ريف كم كان عمرها يوم انخطفت ؟
سلمان : سنتيـن
توسعت عيون سلمان بصدمه " انا شلون ماجت على بالي اسأل عزوف عن عمرها "
ابعدهم الضابط عن بعض ، وعزوف زادت رجفتها لما طلعت مشاعل كانت تضحك ومجرد ماشافت عزوف طاحت من طولها وبكت عن عمرها كله وصرخت بحرقه : ريـف بنتـي ، ريـف !
سلمان وقف جنبها وقال بهدوء : روحي لها ، طالبك تروحين لها وتهدينها ، تراها منتظره هاللحظه من زمان !
عزوف هزت راسها وهمست بين دموعها : عجزت استوعب
سلمان : احضنيها هاللحظه بس ، وبعدين كيفك
عزوف ناظرت فيه بربكه ، ورجعت ناظرت لمشاعل بحزن ، مشاعل كانت تبكي بشكل يُرثى له ، ناظرت لأبوها ولأول مره بحياتها تشوفه يبكي من حر مافيه ومن هول الموقف ومن خوفه من ردة فعلها..
تقدمت بخطوات راجفه وطاحت على ركبها قدام امها ، مشاعل لاشعورياً سحبتها وضمتها بكل ماتعنيه مشاعر الأمومه والحزن والفرح وحرمان السنين..
صوت بكاهم ارتفع ووصل لأبعد مدى ، كل اللي موجودين تأثروا حتى اللي مايعرفونهم..
مشاعل تخدرت اطرافها وحست ظغطها ينزل وحرارتها ترتفع وارتخت يدينها وطاحت وعزوف حست ان صار لها شي وسندتها بحضنها وطبطبت على خدها وقالت بخوف : مـشـاعـل ، ردي علي شفيك
سلمان جلس قدامها وحط بيده مويا ومسح على وجهها وهمس لعزوف : قوليلها يمه !
عزوف عجزت ترمش وكل مافيها يرجف قالت ببحه : مـ ، مااقدر
سلمان : هاللحظه بس !
عزوف مسكت يدها وقالت بغصه : يُـمــه قومي ، لاتخوفيني عليك
مشاعل فتحت عيونها وكانت تنتفض من التعب وشدت على يد عزوف
عزوف : قومي معي ، تعالي
قوّمتها بحذر ودخلتها للبيت ، الشرطه اخذوا سلمان وفايز ، ولإن ام فارس جابت الشبهه لنفسها بكلامها اخذوها قبل لايشتكون عليها حتى ، كانت تصيح لكن سحبوها غصب ، وانفتح ملف جديد وقضيه جديده وتحقيق مع الكل وانكشف سرّ قديم حاولوا بكل جهدهم انهم يخفونه.

الساعه 11 الصبح.
انسام صرخت بحماس على قفلة مسلسلها وقالت بقهر : كيف انتظر اسبوع بعد ، اخ يالقهر
تذكرت ان اليوم السبت والزياره مفتوحه للمساجين ، بس ماتدري كم الساعه يبدأ ، دخلت قروب البنات وارسلت : بنات متى تبدأ الزياره بالسجن ؟
ردت وفاء : بدت الحين ، جدتي بتروح له ؟
انسام : لا انا بروح له
اتصلت على السواق ولبست عبايتها وطلعت له وأخذها لمطعم واخدت وجبه لرائد وراحت للسجن وطلبته ، رغم انها خايفه لكن لازم تحسسه انها مهتمه فيه مثله ، دقيقتين ودخل عليها رائد وماكان متوقعها انسام ، ابتسم : ليتني دايم مسجون اذا الزيارات حلوه كذا..


انسام : توقعت اني اجي ؟
رائد : ماتوقعتك تدخلين هاالأماكن لحالك
انسام : طيب اجلس وقول ليش انسجنت ؟ ثور انت ماتعرف تحكم اعصابك ؟
رائد : غصبن علي والله ، سرق فلوسي وهرب ، جيته بالحسنى وقلتله ابي فلوسي قال مالك عندي شي ، وانجنيت وطعنته
انسام : يالله كويس ، تدري وش جبت لك !
رائد ناظر وراها وشاف وجبه من مطعمه المفضل : الله ، فديت اللي يعرفون وش احب !
انسام : اعرف كل شي تحبه
رائد دخل اصابعه بشعره وسرح فيها : لا في شي احبه ومابعد عرفتيه !
انسام : افا ! لازم تقوله لي ؟
رائد : لو تدققين شوي تعرفينه بنفسك
انسام جلست وجلس قدامها : يالله ابيك تاكل وتشبع عشان اذا اهلك جابولك غداء ماتاكله ، وناسه راح يتعبون ع الفاضي
رائد وهو يفتح وجبته : باكل الوجبه وباكل غداهم ، مو كل يوم اكل زين
انسام : تخيل وش صار ، فارس خطبني
رائد ناظر فيها بصدمه : وافقتي !
انسام : لاطبعاً ، ليش ماعندي عقل ؟ ماافكر ؟
رائد : محشومه ، وش صار !
انسام : ماادري بس فجأه تغير رايه وصار يبيني ، تشك ان فيهم شي ؟
رائد : اسكتي لايسمعونك الحين وتصير سالفه
كمل بتوتر : قلتي لي فارس صار يبيك ؟
انسام : ماادري يقول ، بس كذاب مايهمني..

بيت ابو فارس ؛
وفاء كانت جالسه على جوالها ، ووراها فارس منسدح على الكنبه وجنبه علبة كودرد ودخانه وولاعته وجواله ومفاتيحه، وحاط ايدينه على عيونه وتفكيره مع امل.
بالجهه الثانيه راكان كان ياكل حب ويتابع مسرحيه ويضحك بصوت عالي متعمد عشان يغيض فارس ويخليه يعصب لأنه مايحب الأصوات العاليه..
وفاء : راكان تدري متى تبدا الزياره!
راكان مانتبه لها وكمل يضحك.
وفاء : فارس
فارس مارد وفاء صرخت : فارس !
فارس : شتبين
وفاء : متى تبدا الزياره ؟
فارس : بدت الحين ، ليه ؟
وفاء : انسام تسألني يمكن جدتي بتروح
فارس درس الموضوع براسه " جدتي حالفه ماتدخل السجن من ماكان المسجون " اكيد هي اللي بتزوره الحيوانه.
قام وسحب شماغه وطلع بسرعه ونادته وفاء : جوالك مفتاحك دخانك بوكك
رجع بسرعه اخذ اغراضه وحطهم بجيبه وطلع ركب سيّارته وطار للمركز.

انسام : عوافي
رائد : يعافيك ، احلى شي اكلته بحياتي
انسام اخذت شنطتها وقامت : يالله بطلع بكرامتي قبل يطردوني
رائد : كل ماجيتي جيبي لي شي احبه
انسام : صح قبل ماانسى ، وش اللي تحبه وانا مااعرفه ؟
رائد ابتسم : ملزّمه تعرفين ؟
انسام : ياليت
رائد : مع الوقت بتعرفين !
انسام : اوكِ يالله اشوفك على خير
طلعت بسرعه وخوّفتها السياره اللي وقفت قدامها.


نزل فارس وقال بهدوء : اركبي ياقليلة الأدب
انسام ماحبت تعاند وركبت وقالت بهدوء : وليش ان شاءالله ؟ عشاني وجبت ولد عمي !
فارس : قلتيها ، ولد عمك ، مهو اخوك ولا عمك ، ولا هو محرمك يومك تزورينه !
انسام : وانت وش دخلك
فارس وقف عند اشاره والتفت عليها وقال بهدوء : تهمني سمعة بنت عمي !
انسام : وانا ماسويت شي غلط
فارس : هذا اكبر غلط ، رائد مايحلّ لك
انسام : وانت ليه مركبني جنبك الحين ؟ تحلّ لي وانا ماادري
فارس : ماش مااعدك وحده غريبه ، مثل بنتي
انسام : الله اكبر يالمشاعر المتضاربه ، مره عدوتك مره بنتك
فارس : لايكثر الكلام ، اخر مره تروحين لرائد
انسام : لا عاد الا هالشيء مالك حق ، مالك دخل فيني
فارس : ليش ، تحبينه ؟
انسام : احبه ولا مااحبه مو من حقك تحرمني من شي
فارس : لا من حقي امنع زوجتي المستقبليه من اشياء تأثر عليها
انسام : هه نشوف اذا قدرت
فارس : وليش مااقدر ؟ وش اللي بيمنعني عن شي احبه ؟
انسام رجفت من كلمته لكن قالت بحده : اشوفهم حرموك من امل ولا قدرت تطولها
فارس اوجعه قلبه وقال بهمس حاد يخفي عصبيته : وقفت بيننا الظروف
اخذ نفس وقال بهدوء : انسام انا مقدّر مشاعرك ، وادري اني غلطت بحقك كثير ، لكن عطيني فرصه اصلح اغلاطي انا حاس بالذنب تجاهك ، امل تزوجت وراحت بطريقها الله يستر عليها ، وانا شاريك لإنك بنت عمي وانا اولى فيك من الغريب !
انسام اعجبها كلامه واعتذاره الغير مباشر لكن قالت ببرود : عندي عيال عم غيرك واحسن منك ، انت عصبي وتخوفني انا عشت طول عمري بخوف ابي شخص حنون لباقي عمري !
فارس: لو تدرين بالحنان اللي مخبيه خلف العصبيه راح تقولين تكفى يافارس تزوجني
انسام : ياشيخ الله لايحدني عليك ، وخلاص عاد مو غصب
فارس ضحك وسكت ماتوقع ان راسها يابس كذا : نرجع ونقول انا وراك والزمن طويل.
انسام : وش طويل انت ماباقي بعمرك شي ترا
فارس : طول العمار وقصرها رب العباد ادرى بها.
انسام : الله حلو الشعر هذا وين سامعته انا قبل
فارس : وين سمعتيه يالكذابه انا اللي كاتبه
انسام : معقوله تعرف تكتب شعر ؟
فارس : اي وكتبت فيك شعر بعد ، اسمعك ؟
انسام : سمعني
فارس سرح بعيونها وقال بهدوء :

اثاريني بحسنه طحت وانا اقول الهوى توّه
فكيف ان الهوى توه وانا غرقان ؟
انسام : وانا بعد اكتب ، تحب تسمع ؟
فارس : سمعيني
انسام بثقه :
لازم تكون الفـارق بكل حاجـه
‏انا حرام يحبني انسـان عادي !




عـزوف كانت نايمه بتعب ، نومه كلها احلام وكوابيس.
حلمت بأمها ، مو مشاعل ، امها الثانيه ، اللي ربتها ، كانت تبكي وتتمتم بكلام مو مفهوم ، مافهمت الا" سامحيني كنت قاسيه عليك"
فزت عزوف وكانت انفاسها قويه غمضت عيونها بقوه وتذكرت معاملة امها لها ، ماكان يجي على بالها الا ان كل الأمهات كذا ، يقسون على بناتهم عادي ، وخصوصاً ان امها ماكانت تضربها ولاتقولها كلام قوي لكن كانت تحطمها بالكلام والنظرات ودايماً تحسسها ان عريب احسن منها.
همست بضيق : كنت احسب كلامك لمصلحتي ، طلع لأني مو بنتك ، المشكله احبك ، لإني عرفتك قبل امي الحقيقيه ، ومستحيل اتغير عليك ، حتى لو كنتي تحطميني بنظراتك واسلوبك ، يكفي اخذتي مكان امي فعلا ًوتحملتيني من صغري لكبري..
دخلت مشاعل مبتسمه ووسع الدنيا ماتوسع فرحتها جلست جنبها وباست راسها بلهفه وضمتها : صباح الخير
عزوف ماتقبلّتها كـ ام ، حاولت ماتدمع عيونها ، ماتبي تكسر فرحتها ابتسمت : صباح النور
مشاعل : بناديك عزوف ، لأنك متعوده عليه
ساره دخلت وهي فرحانه لفرحة خالتها : هاي يااطلق خاله وبنتها
عزوف : هايات حبي ، مستانسه لأنك طلعتي بنت خالتي
ساره : وانا بعد ، وبهالمناسبه عازمتكم اليوم على غداء بأفخم مطعم
عزوف : كثر الله خيرك ، بس وش صار على ام فارس وابوي
مشاعل : توي مكلمه سلمان ، يقول انهم مسجونين لأجل غير مسمى
عزوف بضيق : ماادري ازعل ولا افرح
مشاعل تنهدت : افرحي ياعزوف افرحي ، هالأثنين دمروا حياتي ، ماتضرر احد من سوالفهم الا انا ، سكتت كثير عشان اختي ، لو ادري ان سجنها بيرجعك لي كان اشتكيت من زمان ..بس الحمدلله عوضني ربي فيك
دخلت هند وهي مكشره : طيب وسلمان وش صار عليه ؟ ماتسوى عليه صار خاطف عشانك
عزوف رفعت حاجبها : لاتتدخلين بشيء مايخصك
هند : ومن قالك ان سلمان مايخصني !
مشاعل : هنـد !
سكتت هند وقامت مشاعل : يالله عزوف ماما قومي صحصحي وصلي عشان نطلع
عزوف : طيب
هند : طيب وش صار على سلمان ؟
عزوف : انسجن ، وماراح يطلع لين اتنازل انا ، عندك مانع؟
هند خزتها بعصبيه وطلعت ، مشاعل ضحكت : توي مكلمته طيب !
عزوف : اكذب عليها عشان تضف وجهها.
ضحكوا كلهم وطلعت عزوف للحمام اعزكم الله تروشت وطلعت لابسه بجامه ورديه وشعرها الطويل مبلول ومعطيها منظر جذاب كانت بردانه وهربت للغرفه بسرعه وقفلت الباب لفت وشافته بوجهها ، صنمت ورجفت وارتفعت حرارتها من الخوف والإحراج ، فهّى فيها وارتسمت شبه ابتسامه على وجهه ، حسها بردانه ووابتسم بخبث وقرب لها وهمس : ادفيك ؟
عزوف ماستوعبت من قوة الإحراج لفت بتمشي ومسك خصرها ورجعها لحضنه ، وضمها بقـوه..


عزوف جلست ثواني تستوعب ، قلبها صار طبول وحاولت ترفع يدينها عشان تدفه لكن كان اقوى منها.
عزوف : ابعد عني
همس : ليش ابعد ؟ الجو بارد ومحتاجين دفا
شد عليها وطق الباب بقوه وابعد عنها ، ناظرت فيه بحقد وعيونها تلمع وهمست : وش جايبك هنا !
سلمان : جيت اتطمن على نفسيّة بنت خالتي العزيزه ، من كان يتوّقع انك بنت خالتي ! صدمه
زاد الباب يطق ورجّعها سلمان وراه وفتح الباب وشاف هند كانت تناظر بقهر : ليش مقفلين الباب ! سلمان وش تسوي مع النكِره هذي
سلمان عصب : احترمي نفسك
قفل الباب والتفت لعزوف واخذ نفس وقال بهدوء : آسف ، بس اذا ماتدفيتي عادي اكمل
عزوف : جد ماادري كيف اوصف وقاحتك !
طق الباب وابتسم سلمان : عليم الله لو ماطق هالباب كان كملت وقاحه
طلع وكانت هند مولعه من القهر صرخت عليه : هذي البنت ماتستحي سامحه لك تشوفها بدون حجاب و.
قاطعها ببرود : انا اللي مااستحي ودخلت عليها
مشى وتركها ، ثواني وطلعت عزوف تسكر عبايتها وطنشت هند ولاكأنها تشوفها ، هند حست بالنار تاكلها اكل ، طلعوا كلهم وركبوا وكان سلمان يرش من عطره.
هند : ليش ترش من عطرك تبي تجذب عزوف ؟
عزوف ناظرتها بإستحقار : ماتحسين انك زودتيها ؟
مشاعل : ارتاحي سلمان تفكيره اكبر من كذا ، ومستحيل يفكر ببنات خالاته لإن مصيره بيكون مثل مصير فارس !
هند صدت عنهم واطلقت العنان لدموعها ،وسلمان ساق وهو مستانس لكلام خالته عشان تهجد هند ، يدري انها تحبه ومتعلقه فيه ، لأنه كان يعطف عليها كون ماعندها اب ولا اخوان ومن باب الرحمه كان يساعدها ويشتري لها اغراض المدرسه ويحل واجباتها ماتوقع انها بتشوفه بنظره ثانيه ، وهو عاذرها على شعورها لإنها عاشت بحرمان وشي طبيعي بتتعلق بأي شخص يهتم فيها.

فارس رجع للبيت بعد مانزل انسام لبيت جدته ، وكل ماتذكر اسلوبها والشعر اللي قالته يضحك ، حاس بالذنب باللي يسويه معاها لكن ملّزم.
فصخ ثوبه ودخل بسريره وفتح جواله ينتظر رساله من زمان ، مالقاها ، تعب من الإنتظار وقرر يتصل ، ولاردت.
قفل جواله ورماه جنبه وسند ظهره : آه ياامل تزعليني وتزعليـن ؟ هان عليك الحب بهالسهوله ؟ وش جاك مني ؟ على الأقل ردي وبرري لي !
اخذ نفس وكمل بقوه : بس والله ماانتظرك ، والله لأحرقك واصدّ ، ويلعن ابو الحب وساعته.
طق الباب ودخل سلمان وجلس على الكرسي بعيد عنه وسكت.
فارس : انت وش بلاك بعد كل ماشفتك منفس وحالتك حاله ؟
سلمان : امي انسجنت
فارس قام ووقف قدامه : صادق ؟
سلمان : ايه
فارس : وتقولها بكل برود ؟
سلمان : وش اسوي يعني تبيني اصيح ؟
فارس يحاول يضبط اعصابه : ليش ؟
سلمان : عـزوف اشتكت عليها.


سلمان قال له السالفه كامله من يوم ماشافوا ابو عزوف بالخط الى ان اخذوه الشرطه.
فارس حقد على الدنيا كلها وقال بصرامه : والله الا يندمون كلهم من اكبر راس الى عـزوف !
سلمان : اهجد ياولد عزوف مالها ذنب ، المذنب اخذ جزاه ، لمتى بتنكر ان امي غلطانه ، المذنب يافارس ياخذ جزاه لو بعد سنين طويله !
فارس : امي تابـت ! ليش الفضايح على اخر عمرها ؟ وبعدين انت مالك حق تخطف عزوف ، طز بمشاعل ومشاعرها عسى عمرها مارجعت بنتها !
سلمان : فارس هد اعصابك ! صار اللي الله كاتبه
فارس : لا ، صار اللي يبونه فهد وفايـز !
سلمان : فهد الله يرحمه ! وفايز مصيره مثل مصير امي !
فارس : لا ! فايز راح يطلع منها مثل ماتطلع الشعره من العجينه ، مافي ولا دليل يثبت انه كان يتاجر بالبنات !
سلمان : فارس ! هد اعصابك ، وخلنا نفكر بهدوء ، على الأقل احترم خالتي مشاعل وفرحتها
فارس : وامي ؟ امي تناظر الله وتناظرنا ياسلمان ! لو الأرض كلها توقف ضدها انا مااوقف ضدها ، هذي امّي ! حتى لو كانت غلطانه وجرحتني وعيشتني بضيق ، امّي !
سلمان : السواه ؟
فارس : فايز يخاف على عزوف ، اذا هددناه فيها راح يسكت ولا يعطيهم الأدله !
سلمان : يعني شنسوي لعزوف !
فارس بنظره غريبه : انت وشطارتك ! سو فيها مثل ماسوّا فايز لأمي ! خله يحط راسه بالتراب ويعرف ان الدنيا دوّاره !
سلمان سكت وكمل فارس بحرقه : ياليت فهد عايش عشان احرق قلبه على بنته ! واخليه مداس للناس مثل ماصار لأمي !
قام مستعجل : لازم نبدأ من الحين
سلمان : وش بتسوي !
فارس : انسـام ! لازم توافق لازم
سلمان : فارس انت كنت تضر انسام بالكلام عشان ترفضك ! ويوم صارت ترفضك صرت تبيها ؟
فارس : تغيرت الموازين ، مثل ماخليتها ترفض بخليها توافق !
طلـع من البيت كله ركب سيّارته وراح لبيت جدته، اول مادخل كانت جدته عند غرفة انسام تطق الباب : انسام افتحي ، والله لو معي ماابخل عليك ، هذا جزاي يعني
انتبهت لفارس وقالت بتعب : اتعبتني هالبنت
فارس : ليش وش تبي
جدته : تبي فستان لحفلة صديقتها ، وانا مامعي فلوس وزعلت تحسبني باخله عليها
فارس : خلاص انا اتفاهم معها
طق الباب وقال بهدوء : انسام افتحي وش حركات المبزره هذي ؟ جدتي طول عمرها تعطيك ومعيشتك بنعيم ، تنكرين فضلها عشان فستان؟
جدتهم جلست وفارس طق الباب مره ثانيه : انسام افتحي
انسام بصوت عالي : وش تبون مني خلاص ماابي فستان ولا ابي شي
فارس : طيب افتحي دقيقه !
انسام مسحت دموعها وقامت تحجبت وفتحت الباب وقالت بربكه : خير
فارس : اوو الخشم احمر والعيون مغورقه ! يخسى الفستان اللي يخليك تبكين
انسام : مابكيت عشانه
فارس : وش يبكيك اجل !


فارس : وش يبكيك اجل
انسام : كذا ، تمر فترات على الإنسان يحتاج انه يبكي
فارس : اتفق معك لكن الفستان السبب الرئيسي ، يالله بوديك اشتري لك
انسام بقهر : ماطلبت منك
فارس : ادري ، اعتبريه هديه مني !
انسام : بس الفستان اللي ابيه غالي
فارس : مايغلى عليك شي ، يالله انتظرك بالسياره
طلع وانسام ابتسمت بخبث : اوريك ، والله لأخليك تبطل تتصنع الطيبه يالكذاب !
طلعت له وركبت معاه وماتنكر خوفها منه لكن تدري وش يبي وناويه تعطيه على جوه.
فارس : يزعلك فستان وانا موجود؟ افـا بس
انسام : شسوي يعني جدتي وطيرت فلوسها كلها وانا ضروري احضر الحفله
فارس : ماعندك فساتين ؟
انسام : الا عندي بس تبي الناس يقولون عني مكرره لبسها مرتين ؟
فارس ضحك : ااااه يالبنات ، تفكير غبي
انسام : خف علينا يابو تفكير واعي ومثقف ، وبعدين ترا مابي اكلف عليك اعتبره دين وبرده لك
فارس : فداك المال وصاحب المال بس لايروح بنفسك شيء
انسام : كفو ولد عمي محزمي وقت الصعايب ومسندي لاكسرتني الدنيا و..
فارس قاطعها : خلاص خلاص ، كلام الرجال خليه للرجال
انسام : ابي راسك يشووش ابيك تقول انا عز وظهر وستر لبنات عمي
كلامها كانت تستهبل فيه لكن فارس حس انه رساله له عشان تنبهه وتردّه عن اللي بيسويه لها.
انسام استغربت لأنه تضايق وبان عليه قالت بتغير الجو : بشغل اغنيه على مانوصل
فارس : حسستيني ان المول بالهند !
انسام : مع الزحمه بيطوّل الطريق
اخذت الوصله وحطتها بجوالها وشغلت اغنيه وعلت الصوت " تعـال اشبعك حُب اشبعك دلال ، تعال يابن الحلال بس إلك منطي مجال "
فارس قصر الصوت وقال بغمزه : هذا انا جيت ، عطيني حب وشبعيني دلال
انسام تغيرت ملامحها من الصدمه والإحراج سرحت فيه شوي تلعثمت ماتدري وش تقول وصرخت بوجهه : عمــــــــى ! قليل الأدب
غيرت الأغنيه وحطت انشودة " فرشـي التـراب " عناد فيه
فارس بضيقه : غيريها ، الا تنكدين علينا يعني
انسام : وليش انكد عليك ، ابيك تاخذ العضه والعبره وراك قبر وحساب
فارس سحب جوالها ورجع الأغنيه اللي قبلها ورجع جوالها ، انسام دخلت سناب وصورت فارس فيديو مع الأغنيه وكتبت " خروفي " وارسلتها ، ومن سوء حظها وفاء اول مشاهده وخافت انسام وبقلبها تقول هذي فاضيه و مقابله جوالها اربعه وعشرين ساعه ، بتفضحني الحين.
جت بتحذف الفيديو لكن الصدمه ان وفاء سجلت الشاشه ، ولمع جوال فارس قدامها برسالة واتساب من وفاء ، وارسلت لوفاء بسرعه : سوي استرجاع ، بسرعه
وفاء : اذا انتي مو قد هالحركه ليه تسوينها ! مايرضيني اشوفك تستغلين اخوي
انسام حست بيوقف قلبها من الخوف لما فارس اخذ جواله وفتحه ببصمته.



انسام شافت اصبعه يتجّه للواتساب وصرخت : فــــارس انتــبــه
فارس طاح جواله وسحب بريك قوي وقال بخوف : شفيـك
انسام : هـ، لا كنت بتصدم ، حرك بسرعه لانصدم صدق
مشى فارس وهو معصب : اذا ارتفع صوتك مره ثانيه ياويلك
انسام : يعني عادي نموت ؟
فارس : ماكان قدامي شي ، ولاكلمه خلاص
انسام : اشوف طلع الوجه الحقيقي !
فارس انتبه لنفسه وابتسم : شسوي لك ، تخلين الواحد غصب يعصب
انسام سكتت وهي تحمد ربها انه نسى جواله ، ساق لين وصل للمول ونزل هو وياها ، كان يمشي مستعجل وانسام تمشي بهدوء ، فكان كل شوي يوقف ينتظرها توصله ، اخر شي عصب وقال بحده : استعجلي
انسام استعجلت ودخلوا اول محل فساتين قدامهم ، انسام دارت بنظرها ولا اعجبها شي وطلعت ، دخلوا محل ثاني ونفس الشيء ، والثالث والرابع والخامس لين ختموا المول كله ولااعجبها شي.
فارس تعب وعصب لكن ماوضّح لها : كل هالفساتين ولا واحد ملى عينك ؟
انسام : انا مايملا عيني اي شي
فارس : وش الحل الحين ؟
انسام : اول محل دخلناه اعجبني فيه فستان بس قلت مابي استعجل
فارس : لو ماهو بطريقنا ماخليك ترجعين له
انسام مشت وراه وهي تدعي ان الفستان ماانشرى للحين لأنه مااعجبها الا هو ومستحيل فارس يوديها مكان ثاني.
رجع للمحل وانسام اخذت الفستان اللي تبيه وحاسب لها وطلعوا ومروا محل اكسسوارات وناظرت فيه بتوسل وفهمها : لاتكثرين مامعي فلوس
انسام : وش عليك ضابط وجيبك مليان ماهقيت تبخل على بنت عمك اليتيمه
فارس : محد باخل عليك يابنت الحلال بس استعجلي
دخلت ودخل معاها وقف ينتظرها مرت عشر دقايق ووقفت عند المحاسب وحاسبت و طلع حسابها 430 ريال وخافت.
فارس سمع المبلغ وتوسعت عيونه : وش ماخذه انتي ؟
انسام : خير كلها اغراض ناقصتني بس اذا ماتبي تدفع ترا عادي بس انت قلت تفداك الفلوس
فارس دور ببوكه فلوس مالقى ، واضطر يعطيها صرافته : خلاص لاتبكين خوذي صرافتي
عطاها الرمز و دفعت الحساب وطلعوا وهي مستانسه لإنها خسرته ، رجعوا للبيت ونزلت انسام بسرعه ، فارس اتصل جواله وقعد يدوره بجيبه مالقاه تذكر انه طاح منه ، ونزل يده ودوره لين لقاه ورفعه ودخل على الاشعارات فتح رسالة وفاء وشاف الفيديو وكانت كاتبه " من سناب انسام " حس ضغظه وصل مليون من الغضب ، فوق ماهو متجمل فيها تقول عنه كذا ، نزل بسـرعه وهو ناوي موتها ، دخل مستعجل لغرفتها وفتح الباب بقوه وشهقت وناظرت فيه ، فارس ناظر فيها من فوق لتحت كانت مثل الحوّريه بفستانها الأحمر الجديد ، سرح فيها لاشعورياً ويده سكرت الباب ، وارتخت اعصابه ودخل اصبعه بين ازارير ثوبه ومسح على صدره وهمس : اووه ، والله تستاهلين الي يصير لك خروف !



آسر حياتى likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 07:25 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




انسام صار وجهها من لون فستانها ورجفتها وضحت له ، شافته يناظر مكان صدرها وجمعت شعرها وغطته على صدرها ورجعت بسرعه واخذت عبايتها بتلبسها لكن فارس كان اسرع ، قرب لها وحضنها بإحكام وباس ظهرها العاري
وطت رجله بقوه وفارس ابعد عنها ،التفتت عليه ورفعت يدها بتضربه ومسكها ولصق جسمها بجسمه بأقوى ماعنده انسام حست بتموت خلاص.
فارس : حرام عليك فتنتيني وانا عزابي وماعندي زوجه ، تزوجيني تكفين وارحميني
نزل يدينه وحضن خصرها وشد عليه بكل قوّته لين صرخت انسام بألم : ياحقير ، جعل ايدينك للكسر جعلك تموت
فارس بهمس : ليش تصوريني وتكتبين خروف ؟ هذا جزاي ابيك تطلعين احلى وحده بالحفله ؟
انسام : لأنك من جد خروف ، ولو انت رجال وتستحي على وجهك ماسمحت لنفسك تدخل غرفة بنت بدون اذنها وتسوي هالحركات الحقيره
فارس : افا ، كل هذا وماتشوفيني رجال ! شلون اثبت لك رجولتي طيب ؟ ومن ناحية خروف وماخروف اللي يشوف هالجمال يرضخ ويصير خروف ماعنده مانع!
انسام اخذت نفس تهدي نفسها وقالت بحده : اطلع بسرعه لاتسوي شي تندم عليه
فارس : انا ابي اندم ، انا احب الندم ، انا احب اسوي اشياء واندم عليها بعدين !
انسام دمعت عيونها وقالت بصوت مهزوز : فارس حرام اللي قاعد تسويه والله حرام ، انت تكرهني ومع ذلك قاعد تحركني مثل ماتبي ، خاف الله فيني ، انا عشان ماعندي اب واخوان احتاج وقفتك معي ، وانت عشان ماعندي اب واخوان تستغلني وتذلني ، مايصير كذا
فارس ارتخى من كلامها ودموعها ، ابعد عنها شوي وانسام عيونها عليه لاشعورياً غطت وجهها وبكت ، فارس مسك ايدينها وابعدهم عن وجهها ومسح دموعها وهمس : خلاص وراك حفله لاتبكين ، ماكنت بسوي شي بس تماديت
انسام زاد بكاها ووفارس حس بالذنب والمفترض انه يطلع لكن رجع ضمها مره ثانيه ، همس وهو يمسح على شعرها : ترا هذي ضمة مواساه لااكثر ، عشان ماتقولين فارس ماعنده حنان ، الحنان كله بحضني
انسام سمعت صوت برا وقالت برعب : خلاص اطلع ، لو انا زوجتك ماتسوي لي كذا استح على وجهك
فارس : بتصيرين زوجتي واسوي اكثر من كذا
انسام صار وجهها الوان وصدت عنه وقالت بحده : فـارس اطلـع لايشوفنا احد
فارس سمع صوت وابعد عنها ووقف ورا الباب باللحظه اللي انفتح ودخلت جدتها : انسام متى رجعتي ؟
انصدمت من شكلها ، ملامحها مخطوفه وترجف بشكل مُزري.
جدتها : اسم الله عليك شفيك
كانت بتدخل لكن انسام اسرعت لها بسرعه ومسكت الباب : مافيني شي لاتدخلين ببدل ملابسي
فارس مسك يدها اللي ماسكه الباب وباسها ، انسام خلاص نقطه وتموت.
جدتها : شفيك تكلمي !
انسام مو مركزه معاها قالت بربكه : ببدل فستاني و.
جدتها دفت الباب عليها ودخلت بسرعه.



جدتهم دخلت ومسكت راس انسام تحسس حرارتها : بسم الله عليك بنتي فيك شي ؟
انسام برجفه : اي احس اني بردانه ، تعالي غطيني
مشت لسريرها وجدتها معاها انسدحت وغطتها ، فارس طلع بسرعه وجلس بالصاله ، ثواني وطلعت جدته وسوت انها مستغربه : انت من وين طلعت ؟
فارس : يعني ماشفتي سيارتي برا
جدته : الا شفتها بس ماكنت موجود بالبيت وينك ؟
فارس : كنت بالمطبخ ادور بنادول احس حرارتي مرتفعه
جدته : ياساتر شفيك انت وانسام ، حتى هي حرارتها مرتفعه
فارس : يمكن مرينا بمكان فيه فايروس ، اخاف نعديك البسي كمام ياجده انتي ماعندك مناعه
جدته : انا ماعندي مناعه وماصار لي شي ، وانتم عندكم مناعه وتصرعتوا ، الله يستر بس !
فارس : وش تقصدين الله يطول بعمرك
جدته جلست جنبه وابتسمت : انت تدري يافارس مااغلى من الولد الا ولد الولد ، انت وانسام عندي بالدنيا كلها ، وانا مابيها تاخذ احد غيرك
فارس : وانا ماني قايل شي خليها توافق واخذها
جدته : والله انك ممثل شاطر مشالله عليك
فارس : لك ساعه تلمحين ، وش عندك قولي !
جدته : ترا انا شفت كل شي صار بينكم بالغرفه وسمعت كل شي ، مير ابي اعديها لأنك ماضريتها ،لكن لازم نلوي يدّ انسام بهالحركه عشان توافق !
فارس عدل جلسته : فديت اللي قافطه الوضع ومسويه نفسها ماتدري ، بس غصبن عني والله انها حلووه وماقدرت امسك نفسي ، بس الحمدلله مسكت نفسي عن شي اكبر !
جدته : لايكثر الهرج ، اتركها علي راح اخليها توافق !

عزوف كانت بغرفة ساره وهند وتحديداً بسرير امل ، تتصنع النوم ، تبي تفكر وتبكي براحتها ، من يوم ماعرفت امها ماجلست مع نفسها جلسة تفكير وتأمل بحالها ، ولا تحب تبكي قدام احد ، بكت بسريرها لين اخذها النوم وغفت ، على غفوتها حست بهمسات عندها وفتحت عيونها بسرعه تبي تستوعب وسمعت همس ساره : غطي شعرك زين
هند بنفس الهمس : اخاف احد يشوفنا مو ناقصين كلام بأعراضنا
طلعوا بحذر وعزوف طلعت وراهم مستغربه من كلامهم ، جلست على عتبات الباب الداخلي تنتظرهم ، لفحها البرد وضمت نفسها.
طلعت امها بحجاب الصلاه جلست جنبها ومسحت على راسها : جيت ابي اغطيك احسبك نايمه ، وش مطلعك بهالبرد ؟
عزوف : هند وساره طلعوا ، وخفت عليهم
مشاعل بصدمه : طلعوا هالوقت ؟
عزوف : اي ، وكانوا يتهامسون وخايفين
مشاعل : الله يستر ، يارب تحفظهم
عزوف ناظرت قدامها وسرحت ، مشاعل لمعت عيونها من الضيق على حال عزوف : وش اللي مضايقك حبيبتي ؟ وليه عيونك ذبلانه ؟ كنتي تبكين صح
عزوف : لا
مشاعل : لمتى بتخبين علي ؟ انا امك
عزوف ناظرت لها وكملت امها : طيب اذا ماتقبلتيني ام ، اعتبريني اختك وفضفضي لي ، خليني اشيل الهم معك !



،،


يمّه يطيح من التعب قلب رجّال
وشلون انا ماطيح ، وانا بنيّـه ! .
مشاعل : انتي بنتي الوحيده اللي تمنيت طول عمري امارس الأمومه معاها ، قولي وش فيك
عزوف حطت يدها مكان قلبها وقالت بغصه : قلبي تعبان يايمه ، عشت بضيق مافارقني طول عمري ، تعلمت شلون اخبي حزني بأبتسامه واتسلّح بالقوه ، عشت طفولتي عند وحده ماحسستني انها امي رغم انها عاشت الدور ، ماضرتني بشيء لكن مااحتوتني ولا عمرها ضمتني وخففت علي ، ماغير تحطم فيني وتقارن بيني وبين بنتها ، خلتني مثل الخدامه لدرجة اني اهملت دراستي من كثر مااكرف لها ، كانت تخلي ابوي ياخذني للبر من يومي صغيره واحلب لها وارعى لها ، كنت اظنه امر طبيعي بكل بيت ، لكن بعد ماعرفت اني مو بنتها عرفت سبب تحطيمها لي.
كل حرف من عزوف كان يقطع قلب مشاعل ، كل هالبراءه اللي بوجه عزوف وملامحها الهاديه المبتسمه يطلع وراها حزن عميق ، اخذتها لحضنها واستسلمت لدموعها وباست راس عزوف وهمست : والله العظيم محد حبك كثري ياريف حتى وانتي بعيده عني ، كل يوم ادعيلك ، انتي قطعه من قلبي ماقدرت انساك ، انا اللي حملت فيك تسع شهور.
هنا عزوف ضمتها بقوه وشهقت وكأنها استوعبت انها امها الحقيقيه
كملت مشاعل بصوت مهزوز : وتعبت عليك سنتين ، ثم اخذوك مني ، ماتوقعت اني بعيش بدونك لكن الله صبرني لين رجعك ليّ ، تمنيت اني اكون معك بطفولتك واشجعك وانمي مواهبك ، واعاقبك اذا اخطيتي ، واساعدك على دراستك وافرح بنجاحك ، لكن راضيه باللي الله قسمه ليّ ، والحمدلله رجعتي لي ، واوعدك بحياه جميله انتي توك صغيره ولافاتك شي ، وانا كل عمري الباقي بسخره لك ، مالي الا انتي.
عزوف رفعت راسها وباست خدها وحضنتها بقوه وقالت بصوت باكي : وينك عني من زمان ، وينك ، كنت محتاجه هالحضن وهالكلام ، الله لايحرمني منك ابد
امها رفعت راسها ومسحت دموعها : من اليوم مافي دموع ، مايكفي اللي راح من اعمارنا بدموع وحسره ، راح نعيش حياتنا ونستانس ، تدرين انا عندي ورث من ابوي وماصرفته للحين ، خواتي ضيعوا فلوسهم وصاروا يترجوني اصرفه ، وانا حلفت اذا رجعتي بنستانس فيه ، راح نسكن بأحلى بيت ونسافر لكل مكان ، بنروي عطش ارواحنا وحرمان السنين
عزوف قالت بضحكه تبي تغير الجو الحزين : وناسه عاد انا خاطري اصير مليونيره واسحب ع الدراسه ، وراح اوري عريب ان مو بس الشهاده تجيب الفلوس
امها : لاحبيبتي راح تنجحين وتدخلين الجامعه وتدرسين وتاخذين الشهاده انا واثقه بهالشيء ، ومتأكده راح اشوفك شي كبير بالمجتمع ، متأكده انك اللي بترفعين راسي بعد ماوطوه النـاس ، انا افتخر فيك ، افتخر ان عندي بنت مثلك ذكيه وفاهمه وشاطره ، وجميله بعد.



سـاره وهـنـد وصلوا عند احد البيوت وطقوا الباب وفتحت لهم حرمه متوسطه بالعمر.
ساره : ها حنان وش الشغله ؟
حنان : انتي شغلتي معك طويله خليني ابدا مع اختك اول
هند : اي عطيني
حنان : هند راح يبدأ دوامك يومياً من الساعه 12 الليل للساعه 8 الصبح بأحد بيوت التجار المعروفين ، راح تكونين خادمه
هند توسعت عيونها : الله لايباركلك وانا على بالي شغله حلوه اخرتها خدامه
حنان : اشش بس احمدي ربك ، وبعدين ترا الشغله حلوه ، اقولك تاجر يعني راح تاخذين باليوّميه اقل شي الف ريال !
هند : كنها جازت لي ، خلاص متى اباشر ؟
حنان : الحين بتباشرين ، بالعقل يعني ليش جايتني هالوقت ؟
ساره : اخلصي علينا وانا وش وظيفتي ؟
حنان : عاد انتي ياساره مالقيت لك وظيفه ، بس لقيت لك شي احسن من الوظيفه
ساره : ايش ؟
حنان : عريس
ساره شهقت : من قال لك اني ابي اتزوج ، لاتصدميني تكفين
حنان : حبيبتي حتى لو بغيتي تتزوجين ماحد راح يفكر فيك ، بيتكم صار منبوذ ولا احد راح يتزوج منكم
ساره : رغم اني مالي ذنب لكن بالطقاق ماتوقف الحياه
حنان : خليني اكمل يمكن يعجبك العرض : كلمتني وحده لها 12 سنه متزوجه ولاجاها عيال ، وقالت ليّ انها تبي تخطب لزوجها وحده ، تجيب لها ولد وبعدين تتطلق ، وهي تربي الولد عنها ، وراح تعطيها فلوس كثر التراب مع كل شهر حمل ، وبعد الحمل ، راح تعيشين بعزّ مقابل انك تجيبين له ولد !
هند : طيب وش يثبت انها بتعطينا فلوس ؟
حنان : حبيبتي كل الأدله بتكون معكم اذا مااخذتوا حقكم
ساره : خيييير سلامات عسى ماشر ! اتعب تسع شهور اخرتها ولدي يروح لغيري !
حنان : فكري فيها ، كل شهر يجيك 20 الف ، يعني بتسع شهور بتجمعين 180 الف ريال ، هذا من غير بعد الولاده.
همست لها : عاد بيني وبينك اذا فلستي هدديهم يايعطونك فلوس ولا افضحيهم وخوذي ولدك ، فكري شوي يابنت الحياه يبي لها قوه وتحدي عشان تعيشين ! عاجبك وضعك كذا عايشه على مكافئتك ! على الأقل الفلوس بتنسيك اذى الناس ، بتستانسين فيها ! وبعدين ماراح تسوين شي بالحرام ، عقد على سنة الله ورسوله !
هند بخوف : ساره لحظه قبل تردين ادري انه صعب لكن فكري بوضعنا بعدين ! تكفين
ساره برجفه : هند تستهبلين ؟ كيف اخبي حملي عن امي وخالاتي ترا مو اغبياء !
هند : صدقيني ماراح ينكشف هالشي الا اذا حنان غدرت فينا
حنان : لاحبيبتي انا هذا شغلي اخذ المقسوم وامشي ، مالي شغل بأحد ، وحتى لو انكشفتي عادي ، زواج بشرع الله مو منكر !
ساره : لا مستحيل ، ماراح اضيع حياتي
هند : بتضيعين حياتك اذا مانفعتي نفسك ووافقتي
ساره : صيري مكاني طيب وانفعي نفسك !



هند بصدمه : ها لا مستحيل انا بسرعه انكشف وخوافه انتي قويه
حنان : معك يوم واحد اذا مارديتي بشوف غيرك ، يالله هند بوصلك لبيت التاجر
هند : ساره تعالي معي !
ساره : لاخير هم يبون وحده اجي شدخلني ، روحي ولاتخافين وانا برقع لك عند امي.
راحت هند مع حنان وساره رجعت للبيت تفكر بالموضوع ، خايفه تسويه وتندم ، وبنفس الوقت نفسها تسويه عشان تستفيد من الفلوس وتعيش حياتها مثل باقي الناس.
دخلت للبيت وجلست على عتبات الباب الداخلي وسرحت شوي ولمعت عيونها لما تذكرت وضعهم ، عشرين سنه بهالبيت لاحد يجيهم ولا احد يسأل عنهم ، حتى اخوهم مايعرفون شي عنه ، عمرها 25 وهي ماتزوجت ، من بين صديقاتها ، عمداً رسبت بالجامعه مرتين عشان ماتتخرج وتنقطع عنها المكافئه اللي معيشتها ، كل صديقاتها متزوجات الا هي ، واذا سألوها تقولهم ان الرفض منها ، وتحاول تقنع نفسها انها فعلاً ماتبي تتزوج ، لكن بالحقيقه هي تكذب على نفسها وعلى الناس ، مافي بنت ماتبي تتزوج وتستقر بحياه كريمه وتجيب عيال يملون حياتها ، لكن افعال ام فارس حرمتهم من كل شي.
قامت ودخلت غرفتها تحسب عزوف لازالت نايمه لكن عزوف كانت صاحيه تنتظرها ووقفت بسرعه لما شافتها : وينك ؟ وين كنتي ؟ ماتستحين على وجهك طالعه اخر الليل ؟ وبعدين وين هند ؟ تكلمي وينها ؟
ساره بربكه : لقينا لنا شغله لكن للاسف ماتقبل الا هند
عزوف : شغله الساعه 12 الليل ؟ شكل ام فارس مربيتكم على مزاجها وممشيتكم ممشاها !
ساره عصبت : احترمي نفسك يابنت العز اللي جايه من حياه سعيده ولاتدرين وش عشنا انا واختي ، ماتدرين وش اللي اجبرنا نطلع بهالوقت ، عساك ماتجربين الحاجه !
صدت عنها وعزوف اخذت نفس ووقفت جنبها : اسفه ماكان قصدي بس خايفه عليكم
ساره : لاتخافين نعرف مصلحتنا عدل
عزوف : اوك بطلع انتظر هند
ساره دخلت سريرها وعزوف طلعت للحوش جلست تنتظر هند وهي خايفه عليها ، رغم انها تضايقها بنظراتها وافعالها لكن قلب عزوف اكبر من انه يشيل على بنت مرت بظروف قاتله ، اذن الفجر وطلعت ساره : دوامها بينتهي الساعه 8
عزوف : وش دوامها ؟
ساره : خدامه
عزوف توسعت عيونها : معقوله لهدرجه ! وخدامه ماتطلع الا اخر الليل ؟
ساره : هم عائله كبيره وعندهم اكثر من خدامه كل وحده لها وقت خاص !
طلعت جوالها واتصلت رقم هند : هلا هند كيف الوضع
هند : اه ياساره بموت بيتهم يجيب العافيه بصور لك كل شي
ساره : اوك انتبهي لنفسك ، باي
قفلت وناظرت لعزوف : ارتحتي الحين ؟
عزوف : بنتظرها بعد
ساره : على راحتك انا بروح انام ، تصبحين على خير
مر الوقت وصارت الساعه 8 ، ولا في خبر من هند ، عزوف قررت طلع وتدورها.


عزوف كانت بتدخل تلبس عبايتها الا انفتح الباب بقوه ودخل سلمان ماسك هند من عبايتها ومعصب : من وين جايه تكلمـي !
هند بصوت باكي : مالك شغل ، اتركني
سلمان : امك ماتدري طبعاً ؟ وانتي عزوف ليش واقفه هنا ؟ تنتظرينها صح ؟ متفقه معاها ؟ تحسبون ماوراكم رجال يضفونكم يالصايعات ، ناقصكم كلام !
هند غطت وجهها وبكت وعزوف قربت له بعيون نعسانه وقالت ببرود : ماكنت ادري عنها ، ولاتقول صايعات وناقصكم كلام ، لاتحملنا ذنب امك ، مو مشكلتنا اذا انت متعقد من هالشيء وتشوف الناس كلهم مثلها !
سلمان ترك هند وقرب لعزوف وقال بنبره ارعبتها : لاتجيبين طاري امي ع لسانك ، يكفي عليك انك سجنتيها ويكفي عليك اللي بيصير لك من ورا سجنك لها
عزوف : بس انا ماظلمتها ! هي ارتكبت الذنب وانسجنت على اثره ، ليش تنكرون الحقيقه ترا الدنيا مو على كيفكم !
سلمان مسك يدها ولواها وصرخت بألم لين صار ظهرها على صدره وهمس بحده : آخر مره احذرك ، كان تبين سلامة العيش وحسن الرحيل لاتتكلمين عن امي !
عزوف خافت من كلماته ، وكأنه يوعدها بشي كبير ، قالت بضعف : طيب اتركني خلاص ماراح اتكلم
سلمان التفت يدور هند مالقاها ، ترك عزوف وصرخت : جعلك للكسر
سلمان : قولي للزفت الثانيه ترا ماراح اعديها لها ، اذا ماعلمتني وين كانت تتحمل اللي يجيها
عزوف : وانا وش دخلني فيك انت وياها ، حريقه تحرقكم.
ماعطته مجال يتكلم اكثر ودخلت وتركته ، سلمان طلع وهو معصب من حركات هند وملزم يعرف وش وراها ، قرر يراقبهم بصمت.

انسام كانت جالسه بغرفتها وسرحانه وتحس وجهها ذبلان من كثر التفكير وماسكه بيدها " قلم فارس " طاح منه لما حضنها ، ماغاب الموقف عن بالها ، كرهت نفسها لأنه قدر يجذبها ، عاندت نفسها كثير لكن قدر عليها ، مسكت راسها وقالت بضجر : خلاص ياغبيه لاتفكرين فيه لاتفكرييين
دخلت جدتها وقالت بتعجب : من تقصدين ؟
انسام بربكه : وشو مااقصد شي
جدتها جلست قدامها وقالت بنص عين : تقصدين فارس !
انسام : لا يعقب
جدتها : لاتحسبيني مخرفه ماافهم ولاعرف ، ترا ادري باللي يصير من وراي ، وشفت فارس يوم طلع من غرفتك ، ومشيتي علي انك مريضه لكن ادري باللي صار بينكم ، ماتوقعتك قليلة ادب
انسام بصدمه : لا جده وربي انتي مو فاهمه خليني اشرح لك
قاطعتها بقوه : لاتقاطعيني ! انا مو خبله واعرف وش يصير حولي ، وماارضى لك الفضيحه ، بتتزوجين فارس غصب عنك
انسام : لحظه انتي ليش ماتبين تفهمين ! مابي اتزوج فارس
جدتها قامت : عمك جاي اليوم ياخذ رايك الاخير ، والله ان ماوافقتي لااقوله اني شفته معك بالغرفه !
انسام بخوف : مو على كيفك تجبريني انا ماابيه ، مايحبني فارس يحب بنت خالته !


جدتها : بنت خالته تزوجت ونساها ، وخذيها مني فارس مايبي الا انتي الحين
انسام وقفت وقالت بصراخ : اطلع من عمي وفارس وادخل فيك انتي ؟ ليش تبون لي الشر ! ليش لهدرجه انا عاله على قلوبكم ؟
جدتها : ياحبيبتي محد قال انك عاله ، لك 19 سنه عندي ماعصبت عليك غير الحين ، انتي اغلى من عيوني ، بس ابي لك الخير مع فارس ، وبما انه دخل عليك وشافك لازم يتزوجك ، البنت مالها الا ولد عمها
انسام دمعت عيونها : اقولك فارس مايحبني ، حتى لو يبيني اتزوجه مو حب فيني ، حتى لو نسى بنت خالته ماراح يحبني
جدتها : ليش مايحبك ؟ وش ناقصك انتي ؟ حاصل له وحده مثل زينك ؟
انسام : فارس يكره ابوه ويكره اهل ابوه كلهم ، وحتى ضحكه لك مجامله ، مايجلس مع عمامي ولا عيالهم ولايحب يشوفهم ، لو على كيفه قتل ابوه او تبرا منه ، لكن مو على كيفه ، تبيني اخذه ويحط حرة الناس كلها فيني ؟ وش حادني ؟
جدته : لا موصحيح هالكلام ، لاتحسبين ماوراك احد ، انا معاك ، ولو اذاك فارس بكلمه يعرف وش نتيجتها ، لكن متأكده ان فارس بيحافظ عليك ، هو قالها بنفسه " يتيمه وتستاهل اللي يعزها "
انسام : مو موافقه
جدتها : بيجي عمك ويسألك ، قوليله مو موافقه ، وشوفي وش يصير لك !
طلعت وانسام تناظر بصدمه ، نزلت دموعها مثل المطر ، مو مصدقه ان هذي جدتها اللي تحبها، بتزوجها غصب ؟ واذا رفضت بتفضحها عند عمها اللي راح يصدق بسرعه بما ان زوجته خانته واخذ موقف وعقده نفسيه ، الأدهى والأمر ان فارس هو اللي بمزاجه دخل عليها , انسدحت وغطت وجهها وقعدت تبكي وتفكر كيف تتصرف..

الساعه 12 الظهر ؛
مشاعل غطت على الغداء وجلست ع الكرسي وفتحت جوالها واتصلت على سلمان ورد عليها : هلا خاله
مشاعل : هلا فيك ، سلمان اذا ماعليك امر ابيك تمر وتودي عزوف لبيت ابوها ، احسها مشتاقه لأخوانها وتكابر ماتبيني اتضايق ، وانا ياعمري مو متضايقه ولا ابي احرمها من شي
سلمان ضحك : ياكبر قلبك ياخاله ، تامرين امر
مشاعل : الله لايحرمني منك ياللي رجعت الفرحه لقلبي
سلمان : ولامنك يارب ، بمرها العصر ان شاءالله
مشاعل : على خير
جت بتقفل الا سمعت صوت حاد : تخدمهـا بعـد ؟ تخدم اللي بلغت على امك
سلمان : اخدمها علشان خالتي ، مثل ماكنت تخدمهم علشان امل !
فارس : لا تقارن امل بعزوف !ولاتنسى اللي اتفقنـ..
مشاعل عجزت تكمل وقفلت جوالها ، ماتوّقعت ان فارس هذي نظرته لعزوف ، اذا عزوف حرمتكم من امكم شهر ، امكم حرمتني من بنتي عشـريـن سنـه ، لكن مستحيل اخلي بنتي كوره بين فايز وفارس ! والله لأوقف بوجه الدنيا عشانها ، وبعلمك يافارس مين الغلطان بهالحكايه كلهـا ..

العصـر :
عزوف طلعت للحوش ونفسيتها صارت تجنن وخصوصاً ان الجو غيم ، تعشق الشتاء بكل تفاصيله ، وزاد على جمال الجو منظر امها وخالاتها جالسات بالحديقه يتقهوون وضحكاتهم واصله ، لاشعورياً ابتسمت ولمعت عيونها ،هالثلاث مايستاهلون اللي صار لهم بسبب اختهم ، الناس تنمروا عليهم وقالوا اللي مو فيهم ، وهي عاشت شهر عندهم ولاشافت الا الخير والصلاح ، مافي مثل امها تقرا القران يومياً وتصلي الوتر والنوافل واذكارها ماتفارقها وسجادتها ماتنطوي ابد وفلوسها ماتجلس معاها من كثر الصدقات ، مافي مثل خالتها مريم كل صبح تتسلل بدون ماحد يشوفها وتسوي اللي تقدر عليه من فطورات ومشروبات ساخنه وتطلعها لعمال النظافه ، مافي مثل خالتها امينه اللي كافله يتيم من ضمانها الشهري اللي مايتعدا 1500 ، كل هذا شافته عزوف منهم بشهر واحد ، افعال الخير ماحد يذكرها ، وافعال الشر تنتشر وتعمّ ، الناس مامسكوا حسنات امها وخالاتها ، مسكوا فضيحة ام فارس قبل 20 سنه ،ولازالوا يتداولونها.
تنهدت بضيق وناظرت للسماء وهمست بداخلها : يارب اذا ارسلتني لهم عشان اساعدهم واغير حياتهم ونظرة الناس لهم يارب وفقني بهالشي.
مريم : عزوف شفيك واقفه ؟ تعالي تقهوي
عزوف جلست عندهم وضحكت خالتها امينه : وش هالزين يااحمر ، ماشي مع الغيم صايره كنك ورده تفتحت مع المطر
مشاعل : بنتي من يومها ورده انتي ومدحك الغبي هذا
امينه : احترميني انا اختك الكبيره ، ماش ياربي مايستحون
عزوف وهي تاكل حلا : جميل ، من مسويه
مريم : امل بنتي ، جتني قبل شوي بس ماتأخرت
تنهدت بضيق : مع اني مشتاقتلها بس يالله ، حسبي الله على ابوها من اخذها زوجها بدون حتى لاياخذون رايي ، قتل فرحتي فيها
امينه : ايّهم افضل تتزوج وتشوف نصيبها ولاتجلس هنا محد يطل بوجهها ؟
مريم : تشوف نصيبها طبعاً ، يالله الحمدلله بس تمنيت انها كملت عندي
عزوف : لازم اشوفها هالأمل ، بزورها ان شاءالله واخذ لها هدية الزواج
تغيرت ملامحهم وعزفت عزوف السبب : خايفين من ابوها ؟ ماعليكم اعرف اتصرف
دخل سلمان وابتسم لجمعتهم وطاحت عينه على عزوف وفهّى فيها شوي وتلاشت ابتسامته ماستوعب الا على صرخة مشاعل : اطلع لين تدخل عزوف !
طلع بسرعه وعزوف دخلت وامها قالت لها تلبس عبايتها عشان بتروح مشوار .. سلمان دخل وجلس يتقهوى ويسولف شوي لين طلعت عزوف بعبايتها وكانت مقهوره من نظرات سلمان : يمه وين بنروح ؟
امها : بتروحين عند اخوانك ، ادري انك مشتاقه لهم وماتبين تحرجيني ، بس ترا موافقه وماراح احرمك من شي
عزوف ابتسمت بفرحه : اي والله اشتقت لهم ، يالله بسرعه تحمست ، بس من بيودينا ؟
امها : سلمان
عزوف كشرت : ياليل النشبه !

مشاعل : سلمان ابيك بموضوع قبل تطلع
عزوف : اجل انا انتظركم بالسياره
طلعت عزوف ، ومشاعل وقفت قدام سلمان بعيون حزينه وقالت بنبره مهزوزه : ترا عرفت وش يدور براسك انت وفارس على عزوف ، لكن ادري ان قلبك ابيض ومايزعل من الحق ، مو مثل فارس اللي من عشرين سنه واقف مع امه وهو يدري انها غلطانه.
سلمان انصدم ماتوقعها بتقول كذا خاف عليها ، صعبه تعرف ان عيال اختها يخططون على بنتها الوحيده اللي رجعت لها بعد مُعاناه .
رفعت يدها وضربت على رقبته بخفيف وهمست بحرقه : عزوف امـانـه برقبـتـك ، اذا مانفعتها لاتضرهـا ، لاتضرهـا ياسلمـان !
سلمان مايدري وش يرد باس راسها بأسف وقال بهدوء : حقك على راسي ، وعزوف غلاها من غلاك مايحتاج ، انا سويت المستحيل عشان ارجعها لك ، الحين يوم رجعت تظنين بضرها ؟ ارقدي وامني ، عزوف بخير، وفارس راح يهجد ، اوعدك..
مشاعل ابتسمت ومسحت دمعتها : بس حبيت اوصيك ، وادري انك كفو
سلمان باس راسها مره ثانيه وطلع وهو يلوم نفسه على اي لحظه وسوس له الشيطان يسمع كلام فارس ويهدم فرحة خالته من جديد.
ركب السيّاره وعزوف خافت : وين امي ؟
سلمان : ماهي جايه معك ، تبينها تدخل بيت ابوك
عزوف : اي صح ، طيب ع الاقل تنتظرني بالسياره
سلمان : تخافين مني ؟
عزوف : اكيد بخاف من شخص خطفني من سريري ولاخاف الله ، اللي يخليه يخطف بيخليه يسوي شي اكبر
سلمان : لا ارتاحي ، من هاللحظه انتي خارج افكاري السوداء يااحمر ياجميل
عزوف استحت وقالت بحده : استح على وجهك ، شنب وعوارض وطول بعرض اخرتها هذي سوالفك وش تركت للمراهقين ؟
سلمان : ليش المدح من حركات المراهقين ؟ الكلمه الطيبه صدقه
عزوف : لا الصدقه بفلوسك تدفع فلوس وتتصدق على الفقراء والمحتاجين ، اما انك تغازل بنت ماتحل لك هذي مو صدقه
سلمان ضحك : قويه يابنت فايز تجلد جلد ، ماعليه اشوفك مثل خواتي
عزوف : اي هذا وجهي اذا مو ضارب خواتك بعرض الحائط
سلمان : خواتي اثنين ، بشرى تزوجت ، ووفاء موجوده بس لقافتها تجبرني اضربها بعرض الحائط.
عزوف سكتت لين وصلوا لبيت اهلها ، نزلت وسلمان انتظرها بالسياره ، كان الباب مفتوح ودخلت الا هذا انس طالع ، نزلت نقابها وابتسمت : انس !
انس بفرحه : عزوف ، اخيـراً
ضمها بكل قوته وشوقه : وربي البيت بدونك مايسوى ، كل ماتذكرت انك انخطفتي وماساعدتك اكره نفسي ، اخيراً رجعتي ياعزوف اخيراً
عزوف مسحت على ظهره وهي مبتسمه بين دموعها : ماصار شي انا معاكم للأبد ، وين عريب
ابعد عنها وطاحت عيونه على سلمان ، عقد حواجبه يحاول يتذكر وين شايفه.




عريب طلعت ومجرد ماطاحت عينها بعين عزوف صرخت وهجمت عليها وطاحوا بأحضان بعضهم وبكوا عن كل يوم ماشافوا بعض فيه.
انس : خلاص ياهووه
قامت عزوف وقومت عريب ودخلوا وجلسوا وسولفوا شوي.
انس : زرتي ابوي ؟
عزوف : لا
انس : ليش ؟ يعني لقيتي امك تسحبين على ابوك ؟
عزوف : مابي اشوفه
انس : تكفين عزوف لو مجامله ، لو تشوفين حالته وربي تصيحين
عزوف تنهدت : خلاص بروح له اليوم.
دخلت ام انس : وينكم ليش ماتسـ..
سكتت لما شافت عزوف ، رجفت بدون شعور ، ابتسمت ودمعت عيونها : يمه عزوف ، اخيراً حنيتي ورجعتي لنا
عزوف كانت شايله بخاطرها لكن ابتسمت وراحت لها وقفت قدامها تأملت بملامح وجهها ونست كل كلامها السلبي وتذكرت النواحي الإيجابيه ، باست راسها وقالت بأبتسامه : انتي امي الثانيه وماانسى فضلك
ام انس مسحت دمعتها : والله فضى بعدك البيت ، كنتي شي كبير بحياتنا ، سامحيني ياعزوف ، سامحيني اذا تسببت بضيقتك يوم من الأيام
عزوف بغصه : الله يسامحك ، بمشي الحين
عريب : وين للحين ماكحلنا عيوننا ولاانبسطنا معك ، يعني يرضيك جالسه لحالي بين اربع جدران
عزوف : بلحق ازور ابوي قبل ينتهي وقت الزياره واوعدك بجيك يوم ثاني ونستانس
عريب بضيق : لاتتأخرين علي
عزوف : ماراح اتاخر ، يالله مع السلامه
طلعت وانس معاها وعينه بعين سلمان كل اللي جاء في باله انه اخوها من امها ، حس بالغيره وسلمان ابتسم لنظراته لين ركبت عزوف ورا ، وانس استغرب " اخوها وتركب ورا " ؟
سلمان : ها استانستي
عزوف : بس تطمنت عليهم ، بروح للسجن ازور ابوي
سلمان ماناقشها وأخذها للسجون ، وصلوا وكانت بتنزل عزوف لكن وقفها صوته : لحظـه ! بنزل انا اول في اجراءات قبل الدخول !
عزوف مشت عليها الكذبه ، ونزل سلمان دخل وطلب يقابل فايز ، دقايق ودخلوه عليه ، سلمان وقف قباله وقال بحده : جبت عزوف ، تبي تقابلك ، لاتغثها بسوالف مالها داعي ، واذا قدمت اي دليل على امي سلّم على عزوف وانساها ، مثل ماسويت بأمي بسوي ببنتك ، فأحذر وانتبه !
طلع بسرعه ولاعطاه مجال يرد ، عزوف لما شافته جاي نزلت : ها ادخل ؟
سلمان : اي ادخلي غرفة الزياره بوجهك
عزوف دخلت وسلمان جلس ينتظرها ، دخلت على ابوها وكان جالس ووقف لما شافها ، ضاقت فيه الأرض زياده على ضيقته.
عزوف ماتقدر تحدد موقفها ، تقدمت له وباست راسه ببرود وجلست قدامه.
ابوها : كيف حالك يابنتي
عزوف : بخير مع امي ، حسيت ولأول مره اني احب الحياه !
ابوها نزل راسه وكملت عزوف بصوت راجف : ليش يبه ليش تحرمني من امي كل هالسنين ، ليش عيشتني عند وحده ماتحبني وتجاملني !
ابوها عجز يتكلم ، عزوف ارتفع صوتها : كيف طاوعك قلبك تخطف بنت من امها ؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 05:32 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


، عزوف ارتفع صوتها : كيف طاوعك قلبك تخطف بنت من امها ، ابي افهم بس وش ذنب امي يوم طلقتها ؟
جمع قوته وقال بتعب : انا خطفتك عشان مايصير مصيرك مثل مصير بنات خالاتك ، شوفي كيف عاشن عند امك وخالاتك ، بيتهم منبوذ وسمعتهم شينه والذنب لاحقهم حتى لو مالهم ذنب ، عشان كذا انا اخذتك ، خفت عليك ، ابي مصلحتك
عزوف : ماهو عذر ! لو تبي مصلحتي ماطلقت امي ، ماحرمتها مني ، حرام عليك صدمتني ، بس متأكده ان عيشتي عند امي احسن من عيشتي عندك ، وعمري ماراح اسامحك على اللي سويته فيها !
قامت وطلعت ، ابوها حس بقرب موته من قوة الضيق والحزن على بنته.
عزوف طلعت وهي تبكي ، صعب عليها تشوف ابوها حزين ، فكيف اذا كان الحزن بسببها ، لكن اقنعت نفسها انه يستاهل عتابها ، ويستحق الكلام اللي جاه.
سلمان وقف لما شافها تبكي واسرع لها وقف قدامها وقال بقوه : شفيك تبكين عسى ماشـر !
عزوف ماردت عليه ، سلمان خاف : عزوف!
عزوف : خذني من هالمكان ، بسـرعه !
ركبوا واخذها سلمان بعيييد عن السجن ، كانت تبكي بحرقه ، لما شافت ابوها استوعبت كل شي ، استوعبت انه خاطفها ، استوعبت انه طلق أمها لسبب هو مشترك فيه زادت شهقاتها ونست نفسها ونست وجود سلمان.
سلمان اربكته شهقاتها لبق السياره على جنب ونزل بسرعه فتح الباب عليها وانصدم من منظرها كانت سانده راسها على الكرسي ومنهاره.
سلمان : عزوف !
قرب لها ومسك كتفها وحركها : عزوف شفيك تكلمي ! صار لك شي بالسجن !
عزوف ماركزت بكلامه ، سلمان رفع راسها كانت مغمضه ولاناظرت فيه ، وعيونها تنزف دموع.
سلمان : عزوف يرحم والديك لاتخوفيني عليك ، قوليلي وش فيك
عزوف كانت ترجف ، سلمان كمل بهمس : عزوف ! حطي عينك بعيني
فتحت عيونها ببطئ وركز فيهم سلمان وهمس : وش فيك !
عزوف انتبهت على نفسها وقالت بصوت خافت : مافيني شي
سلمان : متأكده ؟
عزوف : ايوه
سلمان صد عنها وسرح شوي بالسيارات اللي تمشي ، عزوف مسحت دموعها واخذت نفس وتعوذت من الشيطان.
سلمان ناظر لها بشبه ابتسامه : خوفتيني عليك ، لاتكررينها
عزوف توترت ونزلت عيونها وقالت بربكه : ماتوقعت يطلع عندك مشاعر وتخاف على الناس
سلمان : ليش ماتوقعتي ؟
عزوف : ماخفت علي يوم خطفتني من سريري بتخاف علي الحين
سلمان : من قالك اني ماخفت عليك يوم خطفتك ، خفت عليك من ابوك ، خفت عليك من نفسي ، لكن كنت مضطر اساعد امك ، واتوقع انك عذرتيني بعد ماشفتي حالتها !
عزوف : لاطبعاً ماعذرتك ، ولا راح اسامحك ، لأن كان قدامك الف طريقه غير الخطف ، تدري انك زرعت بقلبي خوف من كل شي ! حتى بالليل صرت ماانام ، اخاف اول مااغفي يدخل علي احد ويخطفني ويهددني بالسلاح !


سلمان صد عنها شوي يسترجع كلامها
ناظر فيها وقال ببرود : أتفق معك ، غلطت بخطفك ، لكن لو ماخطفتك مارجعتي لأمك للحين ! المفروض تشكريني وتركزين على الإيجابيات !
عزوف سكتت شوي وقالت ببحه : اشكرك لأنك جمعتني بأمي ، لكن ماسامحك على خطفك
وقف قدامها وناظر فيها نظرات غريبه : سامحيني
عزوف خافت من نظراته وصدت بسرعه ، سلمان قرب اكثر وهمس : كانت اول مره ازعلك فيها ولك عهد علي انها اخر مره !
رجف قلبها من كلمته ، سلمان لاحظ رجفتها ، وسكر الباب عليها وركب وشغل السيّاره ومشى.
عزوف اخذت نفس وقالت بهدوء : طبعاً واكيد انها اخر مره ، ليش عندك نيه تخطف مره ثانيه وثالثه ؟
سلمان ببرود : يمكن ، الدنيا وحالها
عزوف : جرب وشوف وش يصير لك
سلمان : ان شاءالله.
عزوف توسعت عيونها بخوف " شكله صادق هذا " لكن هالمره ياانا ياانت ، نشوف من اللي يزعل الثاني!

انسـام كانت جالسه بغرفتها حاضنه نفسها وتحاول ماتصيح وهي تسمع اصوات عمامها وفارس وجدتها ، تدري ان هذي بتكون اسوء ساعه لها ، اذا وافقت راح تحكم على نفسها بالنكد طول فترة زواجها ، واذا رفضت راح تشوف اللي يسود عيشتها من جدتها وفارس..
دخلت جدتها مستعجله وقالت بحده : الحين يدخل عمك ويسألك ، وان رفضتي والله ياانسام لتندمين وهذا انا حذرتك!
طلعت وانسام بكت بصوت عالي من القهر وضربت رجولها بقوه ، تذكرت تهديد جدتها ومسحت دموعها بسرعه ، ودخل عمها وجلس قدامها : عسى ماشر كنتي تبكين !
انسام : اي لإني تعبانه
عمها : سلامتك ، اوديك للمستشفى ؟
انسام بحده : لا
عمها : براحتك ، تعرفين ليش انا جايك اليوم
انسام : لا ليش ؟
عمها : ابي اخذ رايك الأخير ، عطيتك مهله شهر للتفكير ، موافقه على فارس ولا لا ؟
انسام صدت عنه ودمعت عيونها من جديد ولاحظ عمها : انسام ياحبيبتي اذا ماتبينه مو مجبوره
انسام بضعف : عمي انا ابيه لكن هو مايبيني
عمها : من قال لك انه مايبيك ؟ فارس رجال كبير ماحد يقدر يجبره ، هو من قرارة نفسه قال ابي انسام !
انسام : لا هو يحب بنت خالته
عمها ضحك : وين ويين بنت خالته تزوجت من زمان ، ونساها
انسام سكتت وكمل عمها : انتي بنت فهد ، بنت الغالي ، لو فارس فيه ذرة عيب ماعطيتك اياه ، بس انا متأكد انه بيحرص عليك مثل ماانا حريص عليك
انسام غمضت عيونها لطاري ابوها ورجفت يدها " ليتك حيّ ماكان هذا حالي ".
عمها : حبيبتي عطيني كلمه وحده ، كانك موافقه خير وبركه
وكانك رافضه مايتغير مكانك وتبقين الغاليه بنت الغالي !
انسام مسحت دموعها وهمست بنبره مبحوحه ضعيفه مستسلمه : موافقـه.


،
عمها استانس : الله يبشرك بالخير
طلع بسرعه يبشر فارس ، انسام قامت وقفلت الباب وانهارت تبكي ، وقلبها ينزف ، خايفه ولاتدري وش ينتظرها ، ماتعرف الا ان فارس يكره اهل ابُوه من إلى ، واكثر شي ابوها فهد اللي تسبب بفضيحة امه.
ابو فارس طلع لهم وقال بصوت جهوري فرحان : مبروك يافارس ، وافقت انسـام
فارس ببرود : الله يبارك فيك ، بروح اجيب الشيخ ونملك
جدته : بهالسرعه ؟
فارس : خير البر عاجله ، لي شهر انتظرها
طلع يجيب الشيخ وانسام عرفت وقلبها يرقع خوف، ربع ساعه ورجع فارس ومعاه الشيخ ، انسام حست ان عمامها طلعوا لمجلس الرجال وسمعت اصوات كثيره ، عرفت ان الخبر انتشر وتجمعوا عيال عمامها واصدقاء فارس ، عشان يباركون ، وصلتها رساله من رقم غريب : دقايق وتكونين زوجتي وام عيالي
خافت ورجفت يدينها وطاح منها الجوال " هذا وش قصده " ردت عليه بسرعه : تهبى ولاتستانس ، ترا مابيك بس مجبوره
فارس : دقايق واخليك تبيني وتحمدين ربك انك انجبرتي
طلع من الواتساب ، وانسام استبشرت خير من رسالته وارتاحت شوي رغم ان الخوف باقي فيها.
شوي وطق الباب وقامت فتحته وهي كارهه ، ودخل عمها شايل بيده العقد عشان توقع ، انسام قوّت نفسها قدر المستطاع ، مسكت القلم بيد راجفه وبعيون دامعه خطت توقيعها وطاح منها القلم وحست ببوسه على راسها وصوت عمها الفرحان :الف مبروك ، يالله حبيبتي تعالي معي فارس يبي يشوفك
انسام : مابي اشوفه
ابو فارس : مايصير لازم تشوفون بعض
انسام : شفنا بعض مليون مره وقفت على اليوم يعني
ابو فارس : صادقه ، اجل بقوله يقلب وجهه
انسام : اي احسن بعد
طلع عمها ووصل لفارس كلامها وضحك : مو مشكله
قام وهو يرد على التبريكات واعتذر منهم وطلع سيدا لغرفة انسام بدون خجل من جدته وزوجة ابوه وزوجة عمه ، دخل عليها وشهقت ووقفت بسرعه ، فارس قفل الباب وقرب لها ، كانت تبكي ودموعها على خدها ، ابتسم وقال بنبره عذبه : ليش الدموع ؟ خايفه من مصيرك معي ؟ ليه ماتصدقين اني فعلاً ابيك واخذتك بمحض ارادتي وبكامل قواي العقليه بدون تدخل او اجبار من اي احد !
انسام مسحت دموعها وقالت ببراءه : بس ماابيك وادري انك دخلت غرفتي متعمد عشان تشوفني جدتي وتهددني !
فارس : اي صح متعمد علشان اخذك ، لأني احبك
تشتت تركيزها وناظرت بعيونه برهه واخذت خصله من شعرها تلعب فيها تضيّع توترها.
فارس سحب الخصله من يدها وحطها على شفايفه وهمس : ناظري هنا
لاشعورياً ناظرت وهي ترجف وهمس فارس : احبك ياللي جننتيني وحرمتي عيوني من النوم !
برمشة عين حوّط خصرها بيده وسحبها له لين لصقت فيه وكمل همس : محظوظ فيك، من قدي انا ؟ انسام بنت فهد صارت من نصيبي !

،،


بعد اسبوعين :
هند وساره ماشافوا حنان بعد هذاك اليوم ، لإن سلمان صار يراقبهم ، وماترك مراقبتهم الا قبل كم يوم، ساره اسبوعين وهي تصلي وتستخير وتفكر ، حاسه براحه واحلامها كلها صارت حلوه ، رغم ان شعورها بالذنب انه من ورا امها ذابحها لكن مو بكيفها ، هم يبونه بالسر.
اتصل جوالها رقم حنان ، فتحت الخط وسكتت.
حنان : مااصدق انك وافقتي ! اكديلي الرساله تكفين
ساره : موافقه ياحنان ، بس خليه يحول المهر كاش قبل كل شي ، وعندي شرط اني مااجيه الا بالليل لأن مقدر اطلع وامي صاحيه !
حنان : كل شي جاهز ، مع انك تأخرتي بس حظك محالفك ، المهم بدق عليك واعطيك خبر عشان الملكه
ساره : وين بنملك ؟
حنان : في بيتي اكيد ، وقولي لهند ترا انا فهمت زوجة التاجر ان عندكم ظروف ، وقالت اذا بترجع ماعندي مشكله
ساره : تمام ، يالله باي
قفلت منها وسرحت شوي ولمعت عيونها وهمست : يارب يكون الجاي خير لي.
ناظرت جنبها وشافت عزوف جالسه وتناظر فيها ، ساره صرخت برعب : بسم الله الرحمن الرحيم ، خبله انتي ؟ من متى تناظرين
عزوف ببرود : من اول ماكلمتك هالزفته ، كنت متأكده ان وراكم بلا انتي وهند
عزوف قامت من سريرها وجلست بسرير ساره وقالت بصراخ : ياهوووه انتي مستوعبه اللي بتسوينه ؟
ساره بخوف : اقصري حسك ، اي مستوعبه
عزوف : وش يبي منك ؟ ليش بيتزوجك بالسر ؟
ساره : يبي ولد ، ومن اجيب له بيطلقني ويغرقني فلوس
عزوف : ياربي الى متى ترسل لي اشخاص اغبياء بحياتي ! في وحده عندها عقل تحمل وتتعب عشان الفلوس ؟ وولدك طيب ؟ بالطقاق ؟ لهدرجه انعدمت الرحمه ؟
ساره بضيق : عزوف يرحم والديك انتي مو فاهمه ظروفي لاتتدخلين ، انا ادرى بمصلحة نفسي
عزوف قامت : بعلم امك بعد هي تدري بمصلحتك
ساره فزت وقفت بطريقها وقالت برعب : عزوف بلا نذاله ، قسم بالله لو مو مضطره ماوافقت!
عزوف : ساره لاتتهورين ، توك صغيره لاتضيعين نفسك ، الجاي اجمل ، ليش متشائمه !
ساره بعيون دامعه : مو سهل الأم تبيع ولدها ، قلبي يحترق وانا للان ماسويت شي ، لكن ابي اضمن حياتي
عزوف تنهدت : شوفي ساره انا معصبه عليك ومايرضيني هالشيء لكن انتي فاهمه وعندك عقل اتمنى تفكرين اكثر واكثر..
طلعت من الغرفه وهي معصبه وسرحانه بالأض ، دخل سلمان وناظر فيها كلها كانت زاهيتها البجامه السوداء ، حرك الأكياس بيدينه عشان تنتبه ورفعت راسها وشافته ، رجعت خطوتين وهمست : بسم الله
دخلت اول غرفه قريبه لها وزادت عصبيتها وصرخت : ترا زودتها انت ، في شي اسمه استئذان
سلمان : البسي حجابك وتعالي دخلي الاغراض وبلا كثرة كلام ، لااقص لسانك الطويل هذا.
دخل للمطبخ ووصله صوتها : مااشتغل عندك انا !


عزوف : مااشتغل عندك انا ، دخلهم انت
سلمان : ترا الموضوع مايستاهل كل هالصراخ ، روحي جيبي الاغراض
عزوف : الا يستاهل الصراخ ، اجل كل شوي وانت داخل طالع علينا ! وش تبي ؟
سلمان طلع من المطبخ واتجه للغرفه اللي هي فيها وكملت عزوف : حتى امك مو موجوده ، يعني حفاظاً على ماء وجهك لاتجي كثير لأننا سكتنا مره ومرتين وعدينا قلنا مايخالف الرجال متجمل فينا وجامع بنت بأمها لكن خلاص الله يجزاك خـ،
فتح عليها الباب بقوه وقال بلهجه امره : انقلعي جيبي الأغراض ولاتطولينها وهي قصيره ،يالله
عزوف خافت : طيب لـ،
سلمان بحده : بسـرعــه !
طلعت بسرعه للحوش وشالت الأغراض ووقف يناظر لها ولبس نظاراته الشمسيه.
عزوف بتعب : كل هذا اشيله انا ؟ تحسبني لاعبة قوى
سلمان ببرود : حلو الأسود عليك
عزوف طاحت الأكياس من يدها وتحولت ملامحها للغضب : محد بيوقفك عند حدك غيـري!
مشت بسرعه مرت من جنبه ومسك يدّها ورجعها قدامه وقال ببرود ونبرة امر : شيلي الأكياس !
عزوف : والله مااشيلهم ، ورني وش بتسوي !
سلمان قفل باب المدخل وسحب المفتاح : اجل اجلسي بالبرد ، تجمدي وموتي !
عزوف : لاعاد ! لاتخليني امد يدي واضرب
سلمان قرب خده لها : اضربي
عزوف خافت ورجعت شوي ورا وقالت بقهر : افتح الباب
سلمان اشر على الأغراض : دخليهم وادخلي معاهم
عزوف استسلمت عطته نظرة قهر ورجعت شالت الأغراض ، فتح لها الباب ودخلت وسمعت ضحكته الشامته ، طنشته رغم انها وصلت حدها من القهر.

اليوم الثاني ؛ الساعه 9 الليل :
هند وساره كانوا عند حنان ، ساره فيها البكيه وهند مستانسه ، وحنان كانت ترقص مع صديقاتها ، وزوجة الرجال اللي بيتزوج ساره كانت جالسه بعيد عنهم وتخز ساره بنظرات قويه.
هند بهمس : تشوفين نظراتها
ساره : تلومينها ؟
هند : لابس هذا طلبها ، اخخ يازين ذبحتها
ساره : طنشيها
شوي وطلعت البنت ودخلت معاها الدفتر ورمته قدام ساره وقالت بحده : وقعي يا.. عروس !
ساره سحبت الدفتر ووقعت بسرعه وتحس غشاها شعور غريب وهند ضحكت : خلاص ياتبن تزوجتي
ساره : وانتي ليه مستانسه كنه زواج العمر ! كله شهر شهرين وخلاص
هند : ماتدرين يمكن يصير زواج العمر
البنت طلعت الدفتر ورجعت وقفت قدامهم وفتحت بوكها ورمت على كل وحده من الموجودين 500 ريال ، الا ساره عطتها ظرف مليان فلوس وقالت بإحتقار : تفضلي ، بعد يومين تجين هنا عشان تروحين معاه ، ولاتخلين عندك امل انه ممكن يعتبرك شي بينما انتي مجرد وسيله للحصول على طفل !
ساره بقمة البرود : ضفي وجهك لااقوم ادفنك بمكانك الحين واخرب كل شي !
تفشلت وعطتها نظرة حقد وطلعت بسرعه ، على طلعتها دخلت عزوف معصبه .




حنان بصدمه : ساره ! كل هالخوف واخرتها يطلع منك هالرد !
ساره : اخاف من الشي اللي سويته مو من احد ! وماانخلق اللي يخوفني ، يالله هند
قطع عليهم صوت عزوف معصبه : ارتحتي الحين ؟ سويتي اللي ببالك ، طعتي كلام الفاسقات هذول عشان كم ريال ؟
ساره وقفت وقالت بحده : عزوف يكفـي ! صار اللي صار وانتهينا
اخذت شنطتها وطلعت وهند طلعت وراها ، عزوف قربت للبنات وقالت بحده : مسوين نفسكم صديقات وانتم عدوات ، مين حنان فيكم ؟
حنان : انا
عزوف : والخيبه والله ، ليش ماتزوجتيه ولا زوجتيه من هالسلق اللي جنبك ، ليش ساره بالتحديد ؟
حنان : وانتي شدخلك ؟ تبين تاخذينه بدل ساره ترا مافات شي هذاك هو جالس يمديه يطلق ههههههه
عزوف رفعت رجلها ورفستها بقوه طيرتها ورا وقالت بسخريه : ههه ههه تضحكين ماشاءالله
قربت لها وحده من صديقات حنان بصراخ : هيه شفيك انتي مجنونه ؟
عزوف : لا كلي عقل ، انتم المجنونات ، وواضحه خطتكم واهدافكم لكن هذا وجهي اذا عديتها لكم !
طلعت بسرعه وساره وهند كانوا واقفين ينتظرونها ، تعدتهم ولاناظرت فيهم حتى.
هند بقهر : عزوف ترا مالك شهر معانا لاتسوين دور اللي تحبنا وانتي مقهوره !
عزوف التفتت لهم وقالت بصدمه : انا مقهوره ؟ لاتكفين وش بنقهر منه يعني ؟ اقصاه شايب يدور الضنا
قربت لساره وقالت بهدوء : في فرق بين اللي تبي مصلحتك وهي لها شهر معك
حولت نظراتها لهند وكملت : وبين اللي طول عمرها معك ولاعرفت مصلحتك !
هند بقهر : احترمي نفسك ولاتتدخلين بين الخوات
عزوف : ومع ذلك مااشره عليك ، بيجي يوم وتعرفين انك غلطانه بحقي
ساره بصدمه : بنـات !
ناظروا مكان ماتناظر وشافوا شخص واحد واقف ومعاه شيخ ويسولف معاه وشكلهم مندمجين.
عزوف : هذا عريس الغفله
ساره : شكله هو ، لإن اسمه تركي ، وهذا ناداه تركي
هند : يارب هو ، مو شايب هذا !
صافح الشيخ ومشى بيركب سيّارته لكن استوقفه صوت عـزوف الحاد : تركـــي !
ساره وهند شهقوا بخوف : ياحيوانه
ناظر فيها بإستغراب وقربت له وقالت بهدوء : معليش بس حبيت اتأكد اذا انت العريس ولالا
تركي : تأكدتي خلاص ؟
نزلت زوجته من السياره معصبه تحسبها ساره ووقفت جنب تركي وصرخت : انتي شتبين ؟ ماتستحين على وجهك دوبك متملكه وجايه عنده !
عزوف : انا مو ساره ، انا بنت خالتها ، اعرف تفكيركم ، علشان ساره ماعندها اب واخوان قلت اخذها والعب فيها براحتي ومحد بيوقف وراها ، لكن لاتستانس كثير ترا ابوها موجود ، وعندها اخ مثل الجبل لو عرف بسود نواياك قتلك وشرب من دمك.
تعداها ومشى لين وصل عند ساره وهند وقال بهدوء : اي وحده فيكم ساره
ساره بربكه : انا
تركي : عطيني رقمك عشان نتفاهم.


،،

الساعه 10 الليل ؛
دخل فارس بيت جدته وهو متأكد انها نايمه ، اتجه لغرفة انسام مالقاها ، استغرب ودخل المطبخ ، كانت جالسه ع الكرسي وحاطه راسها وتبكي ، عقد حواجبه مصدوم قرب لها وسحب الكرسي وجلس جنبها وقال بهدوء : انسام !
ناظرت فيه مفزوعه : بسم الله ، خوفتني
فارس : ليش تبكين ! وبعدين معك انتي كل ماشفتك تبكين ترا ماحب البنت الضعيفه
انسام : مابكي من الضعف ابكي على ورق العنب اللي من العصر اشتغل فيه اخرتها تفكفك
فارس : الله ياكبر التفاهه
انسام : جوعانه وش اكل الحين
قامت واخذت الصحن وسحبه منها فارس : شكله يشهي ، جيبي لي شوكه وببسي
انسام فتحت الثلاجه واخذت ببسي : شكله يشهي وطعمه لذيذ بس مااعرف اكله الا وهو ملفوف
عطته وجابت له الشوكه وكانت بتمشي لكن مسك يدها جلسها جنبه وعطاها الشوكه : وكليني !
انسام : ليش مالك يد ؟
فارس : صيري حنونه شوي ووكليني
انسام اخذت بالشوكه وكانت مستحيه لكن تشجع نفسها حطتها عند فمه ولا فتحه : هيييه افتح فمك بلا استهبال
فارس ضحك : تدرين اني مااحبه بس باكله علشانك
انسام : تسلم
فارس : تسلم ؟ جالس مع خويي الظاهر مو مع زوجتي
انسام : كلها طيب يدي تعبت
اكل اللي بالشوكه وابتسمت انسام : جعله بالعافيه حبيبي
فارس فهى : ها
انسام : حس انك جالس مع زوجتك
فارس : الله يثبت عقلي بس
انسام : وش رايك بالطعم ؟
فارس : عجيب ، كنت اتمنى اتزوج طباخه
انسام : لا شوف فارس ماحب اغش احد ، ترا هذا اول شي اطبخه ماعمري طبخت اشياء واو
فارس : فاهمك ، وهذي بدايتك ، اطبخيه مره ثانيه وثالثه لين يزين معك
انسام : اوك ، شكراً على التشجيع
فارس : لاشكر على واجب
انسام ضحكت : خييير لاتقول كذا ، عصب ماحب اشوفك مروق
فارس : شسوي اذا شفتك غصب اروق واصير مثل الطفل !
انسام فهمت قصده وتلون وجهها : اممم ، اكيد قالت لك وفاء
فارس وهو ياكل : اي قالت لي ، ليش تشوهين سمعتي عند البنات
انسام : مو تشويه سمعه ، عشان اوضح لهم انك طيب مو قاسي ، بس ماادري وش فهمتك وفاء
فارس كمل ياكل وانسام مسكت يده اليسرى وهمست : احبك اذا صرت تتفهم الشيء وتاخذه بالهدوء
فارس ابتسم وسكت شوي وناظر فيها : مره تقولين ابيك تعصب ، ومره تقولين احبك اذا صرت هادي
انسام : اقصد ماتعودت اشوفك مروق ، بس بعد احب هدوئك
فارس رفع يده اليسرى وباس يدها وهمس : يسلم لي هالأيدين ، احلى شي اكلته بحياتي
انسام استانست وقالت بخجل : بالعافيه
فارس قام : يعافيك ، بمر خالاتي
انسام : ليش
فارس : من زمان ماشفتهم ، من باب الواجب اتطمن عليهم
انسام : اي اتمنى انه من باب الواجب مو من باب ثاني
فارس غمز لها : اموت بالغيره انا..


فارس دخل بيت خالاته ناوي يقابل عزوف اللي بعينه من جت ماجاء معاها الخير ، فتح الباب بنفس الوقت اللي انفتح الباب الداخلي وطلعت وحده بعبايتها وتضحك : ترا بنشب لك عزوف ، حبيتك ياتبنه ، انتبهي لسريري يمكن برجع له
عزوف : وش تبين جاك سرير جديد لاتناشبيني
امل : يمكن ازعل عليه واجي عند امي
عزوف : لهذاك الوقت يصير خير
امل : يالله باي
عزوف : مع السلامه
قفلت الباب ولفت بتطلع ، شافته واقف بنظرات مصدومه حزينه ، سكر الباب وقرب لها ببطئ ، بلعت ريقها لما وقف قدامها ، حب حياتها ، بدل ماتستحي وتحشم الرجال اللي على ذمته زاد حبها له بهاللحظه وكأنها اول مره تشوفه ، دمعت عيونها وصدت بسرعه " لاتضعفين للي خانك ياامل "
فارس مسك وجهها ولفه لها بقوه وقال بحده ونظرات حارقه ونبره حاده : وش جابـك ! وش طلّعك بوجهي ؟ ومستانسه بعد ، لهدرجه انعدمت احاسيسك !
امل دفت يده وقالت بغصه : انت اللي وش جابك ؟ وش ذكرك ببيتنا وش ذكرك ان في وحده اسمها امل ؟
فارس : زعلتي لأني تزوجت ؟
امل انصدمت اكثر : مستحيل انت فارس تسألني هالسؤال !
فارس : تستهبليــن !! مو انتي اللي تزوجتي اوّل واحرقتي هالقلب !
ضرب على صدره بقوه وخافت امل وقالت بسرعه : لالا انت اللي تزوجت اول ! انت اللي خنت اول !
فارس : جيتك لحد بيتك وخطبتك وقال ابوك انك تزوجتي ، ماصدق وجيت مره ثانيه قلت ابي اسألها عشان ارتاح ، طلعت جاي بوقت ملكتك ، منهـو الخايـن ! تكلمي منهو الخاين !
امل تضاعفت صدمتها وانتفض قلبها ونزفت عيونها وهزت راسه تنكر اللي تسمعه : مستحيل ! انا ماوافقت الا بعد ماعرفت انك تزوجت !
فارس : تستهبلين ؟ انا توني مملك ماصار لي اسبوعين !
امل بصوت مهزوز : يعني كـ، كذبوا علينا ؟
فارس ضرب الجدار بقبضة يده بأقوى ماعنده ولمعت عيونه شر وحقد : ايــه ، ايه كذبوا علينا ، وفرقوا بيننا ، لكن والله اللي ماينحلف بأعز منه ماكون فارس اذا ماندّمت ابوي على هالحركه !
امل حست بدوخه وتماسكت ، فارس التفت عليها وقال بقوه : تكفين امل ، تكفين تطلقي منه وانا برجع اخطبك
امل بضعف : مااقدر فـارس مااقدر ، زواجي بعد يومين
فارس : تقدرين ! انا بملك عليك على طول واتزوجك بنفس يوم زواجك ، والله لو ادفع دم قلبي عادي ، بس لاتتركيني
امل سمعت صوت سياره وعرفت انه ابوها تحجبت وتعدته بتطلع.
التفتت له وقالت بحزن عميق : تأكد ان قلبي مارضى باللي يصير لكن.. حكم الأقدار
كان يناظر فيها ببرود وخيبه وكملت بأسى : انتبه لنفسك ، والله يوفقك بحياتك.
فارس : مافي امـل ؟
امل هزت راسها بـ لا ومسحت دموعها.
فارس ببحه : الله يوفقك..


فارس دخل البيت ولقى اهله مجتمعين بالصاله ، جلس بهدوء بدون اي كلمه ، وشكله مايوحي ان داخله براكين تفور وبتنفجر بأي وقت وتحرق كل شي.
قال بهدوء : ابي اقدم زواجي ، الاسبوع الجاي
ناظروا فيه مصدومين وقالت ام راكان : بس مايمديها تجهز
فارس : تدبر نفسها
ابو فارس : وش تدبر نفسها تراها انسانه مو اله
فارس حس ان صوت ابوه صوت شيطان وقف وقال بحده : الخميس الجاي زواجي ، جاز لكم زين ماجاز لكم اطلقها ، ماعندي استعداد انتظر
ابوه وقف قدامه وقال بعصبيه : حنا محددين الزواج بعد شهرين وش غير رايك
فارس ناظر فيه بنظرات غريبه : مـزاااج ، انت مايحكمك مزاجك احياناً وتسوي اشياء مالها معنى بالحياه ؟ انا مثلك ، مزاجي يبيني اتزوج بأسرع وقت ممكن !
تعداه ومشى ولاعطاه مجال يتكلم اكثر ، راكان حس بغبنه ، مع انه مايحب انسام لكن اللي قاهره انها ماتستاهل فارس.
فارس دخل غرفته ونزل شماغه وطاح على سريره ، سرح بالفراغ اللي قدامه بعيون تلمع حقد " انقلب السحر على الساحر يابو فارس ، ثلاثين سنه وانا محترمك ، لكن والله لحط راسك بالتراب ، حرمتني من امي وحرمتني من امـل ، والحين جاء دوري احرمك الراحه..

انسام مانامت طول الليل وهي بين المواقع تختار ملابس وتتخيل نفسها فيهم وتبتسم : ماتوقعت اني بحب فارس وافكر اكشخ له ، حيوووان عرف شلون يحببني فيه
بطلب له تيرشتات عشان يلبسها اذا سافرنا ، ماعمري شفته يلبس تيشرتات ، الله هذا الازرق حلوو ، بس غالي ! يالله كله من المهر يعني حلاله.
دخلت جدتها : انتي للحين صاحيه؟
انسام بدون نفس : وش تشوفين يعني
جدتها : استحي على وجهك وتكلمي زين
انسام : معليش بس اللي سويتيه لي مو قليل
جدتها : بس بذمتك ماندمتي على رفضك ؟
انسام : الا ندمت بس الحرركه اللي سويتيها لي كانت بايخه
جدتها: لمصلحتك ، المهم عمك كلمني يقول تجهزوا الزواج الخميس الجاي
انسام طاح جوالها من يدها وتوسعت عيونها بصدمه : من قال
جدتها : فارس ، مستعجل
انسام : بس مايمديني اسوي شي
جدتها : وش مايمديك ؟ اغراضك تخلصينها بيومين
انسام : لا باقي اشياء كثير ، تصرفي جده على الاقل بعد اسبوعين
جدتها : والله عاد هو يسمع كلامك قوليله يأجله
انسام اتصلت على فارس وهي معصبه وخايفه ، فتح الخط وسكت.
انسام : الو فارس !
فارس : مافي تأجيل ، سلام.
قفل بوجهها وقفل جواله كله وراح بسابع نومه ..
انسام طقت من القهر دخلت الموقع وكنسلت كل الطلبات واول شي التيشرتات ورمت جوالها واستسلمت لدموعها " غبي الله ياخذك ، متخلف مريض كل ماقول تعدل ينهبل اكثر ، حقيير.





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 05:33 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سـاره :
كانت جالسه وترجف بشكل ملحوظ ، دخلت حنان تضحك : يالله ياعروسه قومي العريس وصل ، ليله سعيده حبي
ساره رفعت منديلها بتمسح روجها الأحمر ومسكت يدها حنان : لالا ياغبيه انتي عروسه ، لاتمسحينه
ساره رفعت يدها لعينها بتشيل عدساتها ونفس الشيء منعتها حنان وقالت بقوه : خلاص عاد ، روحي له بسرعه
ساره كشرت ولبست نقابها وطلعت بحذر وخطوات راجفه ، تركي كان واقف عند باب الشارع ، سمع خطوات كعبها وعدل شماغه ، طلعت ساره مرتبكه لما شافت رزته تعثرت رجلها وكانت بتطيح لكن مسكها باللحظه الأخيره وهمس : بسم الله عليك ، انتبهي
وقفها وهي جتها البكيه من الإحراج ولاحظ تركي لمعة عيونها وتنحنح : تفضلي
مشى قبلها وفتح لها باب السيّاره وركبت وهي تحس ان الدنيا كلها تعاتبها.
ركب جنبها بهدوء ، شغل السيّاره ومشى لبيته ، كان فيه شقه صغيره بنفس بيته مخليها لسـاره.
نزل ونزلت ساره حاسه بدوخه فتح الباب ودخلت ودخل وراها.
وقفت ماتدري شتسوي ، تركي حس برجفتها وقال بهدوء : انا طالع شوي وراجع ، خوذي راحتك
طلع ووقف عند سيّارته ، ماعنده شي بس علشان تاخذ راحتها وترتاح شوي.
ساره نزلت عبايتها وعدلت شعرها وجلست تنتظر ، وتدعي انه يكون طيب معاها.
بعد نص ساعه دخل تركي وابتسم لما شافها ، شكلها مره صغير مو باين ان عمرها 25 ، ملامحها بريئه وجذابه رغم حدة عيونها ، ساره ناظرت فيه ونزلت عيونها بسرعه ، مو مثل ماتوقعته ابداً ، عمره واضح انه بالثلاثينات ، وشكله هادي ومريح.
جلس جنبها وقال بهدوء : بصراحه جميله وانيقه ماتستاهلين واحد مثلي ماخذك عشان مصلحه.
ساره لمعت عيونها وكمل تركي : لكن ان شاءالله طول ماانتي معي ماراح اقصر معك
ساره : بس.. ممكن اطلبك طلب يعني انا مااقدر اتأخر عن الساعه 4 الفجر ، اخاف امي تعرف و..
تركي : ماراح تعرف ، واذا عرفت ماتقدر تسوي شي ، متزوجه بشرع الله !
ساره : بس زواجي من وراها ماراح ترضى بهالشيء
تركي : يعني شلون ؟ مااقدر اخذك الا بالليل ؟
ساره : ايوه
تركي : خلاص اجل قوليلها انك لقيتي وظيفه ، ودوامها مختلف ، عاد حسب مزاجي اختار لك الاوقات
ساره عصبت : لاماراح تمشيني بمزاجك ، اجيك مره وحده بالأسبوع واحمد ربك
تركي : هدي لي نفسك شوي ، ولاتعاندين كلامي ياساره ، ارجوك خلينا احباب وماله داعي نزعل من بعضنا ، سوي اللي ابيه وبسوي اللي تبينه !
ساره : طيب
تركي مسح على شعرها وهمس : اي كذا اسمعي الكلام .. ساره ابعدت نفسها عنه وقرب لها : ليش كذا ؟ جايتني عشان تقربين ولا تبعدين ؟
ساره خزته وماعطاها مجال تتكلم باسها وحضنها له وماقدرت تعارض ولا تقاوم ابداً ، كل الي همها ان هالليله تعدي على خير.


عـزوف كانت واقفه بالحوش تنشر الغسيل وحاطه سماعاتها بأذنها ومشغله اغنيه تغني معاها لين خلصت ، سمعت اصوات قويه بالشارع طاح منها جوالها من الخوف ، دخلت بسرعه اخذت عبايتها وتحجبت وطلعت ، شافت سلمان سادح واحد بالأرض ويضربه بكل قوته ومعاه واحد ثاني طايح وشكله مضروب بعد ، قام ودف سلمان عن خويه وقومه خويه وهجموا ثنينهم على سلمان وطيحوه وجلسوا يضربونه ، عزوف شافت عصا سلمان طايحه واسرعت اخذتها وضربت واحد منهم على ظهره وابعد بسرعه من قوة الألم وضربت راس الثاني وطاح يتألم وساعده خويه قومه وهربوا بسرعه.
عزوف مدت يدها لسلمان وساعدته يوقف كان فيه جرح بخده قالت بخوف : فيك شي ؟ صار لك شي ؟
سلمان : لا
عزوف : وش السالفه ليش تضاربتوا
سلمان : كلمني واحد قال انهم يسولفون عن امي ويوم شفتهم فقدت اعصابي
عزوف : طيب تعال خلني اوقف النزيف وانظف الجرح
دخلت واتجهت للمطبخ وسلمان وقف ينتظرها وحاس بألم خفيف ، طلعت معاها قطن وفيه شوية قهوه مطحونه وحطتها على جرحه عشان يوقف النزيف ، ظلت ثواني ماسكته سلمان كان يناظر وراها وبرمشة عين ناظر فيها ، رجفت يدها وارتخى القطن وعدلته وصدت عنه.
سلمان بهمس : حتى العبايه تليق عليك ، ممكن توريني لبسك عشان اقولك يليق عليك بعد
عزوف طاحت منها القطنه وناظرت فيه ببرود وقال بأبتسامه : ياول كل لون فيك يلوق ، مصيبه شقد جميل وذوق
عزوف : ماكأنك توك متكفخ لين عضيت الأرض ، بس الشرهه مو عليك ، علي انا اللي اساعدك
سلمان ضحك من قلبه على كلامها : انا اكفخ مااتكفخ
عزوف صدت وجهه بقوه ومسحت جرحه بقطنه فيها مويا لين نظف ونشفته بقطنه ثالثه.
سلمان : حتى دور الممرضه لايق عليك
عزوف : وانت بعد دور البارد العصبي الثقيل الهيبه لايق عليك ، ماتوقعت حقيقتك كذا تافه
سلمان : شوي شوي على جرحي يابنت
عزوف ظغطت عليه وسلمان تألم ومسك يدها بقوه ولواها لها وتألمت : سلمان بلا سخافه وربي توجع اترك ، اترك ! اتررررررك
سلمان تركها وقال بحده : اوجعتي الجرح بس شفع لك التمريض الغبي هذا
عزوف : امي قالت اني راح اصير شي كبير بالمجتمع بس ماحددت ايش ، وانا قررت اصير ممرضه خلاص
سلمان : اي خير ان شاءالله
عزوف بثقه : بتشووف ، راح تنجلد بعدين وتجيني تبيني اساعدك ، ساعتها بذلك ذل
سلمان : انجحي اول واعتقي الثانوي لوجه الله
دخلت ساره ومن حسن حظها ان الباب مفتوح وسلمان ملقي ظهره له ، ولا شافها ، طلعت بسرعه وهي ترجف خوف وعزوف شافتها وقالت بربكه : يالله عاد مع السلامه
سلمان : توصين شي ياحضرة الممرضه ؟
عزوف بربكه : سلامتك
سلمان تذكر شي وتغيرت ملامحه : نسيتيني اللي جاي عشانه !


سلمان طلع كرت من جيبه : نسيتيني اللي جاي عشانه ، امسكي عطيه امك
عزوف : ايش هذا
سلمان : هي بتقولك
عزوف : طيب اطلع !
سلمان : يالله سلام
طلع وساره كانت متخبيه بمكان بعيد شوي عن البيت راقبته لين راح وطلعت مسرعه ، دخلت البيت وعزوف كانت تنتظرها بخوف ، دخلتها وسكرت الباب وجلست ساره من التعب.
عزوف بخوف انحنت لها : بنت ، شفيك !
ساره كانت ترجف وعيونها دامعه وماغاب عن بالها اللي صار عاشت رعب مو طبيعي رغم ان تركي كان طيب معاها ولا اذاها نفسياً ولاجسدياً لكنها عاشت مغامره وليله عن الف ليله..
عزوف برعب : هيييه ساره ، تكلمي وش صار ؟ اذاك بشي تكلمي والله لأروح واذبحه
ساره بصوت مهزوز : لالا ، لا بـس تعبت ، شايله هم كبير
عزوف : طيب قومي ادخلي شكلك عليك حراره ، تعالي معي
قوّمتها ودخلتها للغرفه ونومتها بسريرها وطلعت للمطبخ جابت لها خافض حراره وكمادات.
هند كانت نايمه وفزت على صوت ساره تأن من التعب وقالت بأبتسامه : ساره رجعتي ، ها بشري وش صار
عزوف دخلت وسمعت كلام هند وقالت بحده : وش صار يعني ؟ كملي نومك مو وقت اسئله!
هند عصبت على عزوف ورجعت نامت لأن ساره ماعطتها وجه.
عزوف عطتها العلاج وحطت الكمادات لين حستها هدت من رجفتها وخفت الحراره شوي وراحت ساره بسابع نومه.
عزوف جلست على سريرها وفتحت الظرف اللي من سلمان وشافته دعـوة زواج " فـارس " تذكرت شكل فارس لما وقفهم على الخط وضحكت " ياشيب عينها اللي بتاخذك ".

يـوم الخميس " زواج انسام وفارس "
الساعه 9 الصبح ، انسام كانت تبكي من الليل ولانامت ولا اكلت شي ، وتعبانه ومرعوبه ولا لقت احد يوقف معاها ويهديها ويحسسها انها مقبله على حياه جديده ، جدتها طول اليوم تجلس عند عيالها وتجي اخر الليل تنام ، وصديقاتها ماقصروا لكن مهما كان ، اول مره تحس انها فاقده ام وابو واخوان وخوات ، لو معاها ماشكت الهم ولا سهرت الليل من الخوف والتوتر ، صحيح ان فارس طمنها بالفتره الأخيره وصار طيب معاها وزال الهم الكبير لكن خوفها من حياتها الجديده مرعبها ، خوفها من مزاج فارس المتقلب ذابحها.
اتصل جوالها وشافت اسمه يلمع على الشاشه ، ردت بسرعه تبي اي كلمه منه تهديها وتبعد توترها وتنام لو على الأقل ساعه.
ردت بصوت مبحوح : الو
فارس : عسى ماشر شفيه صوتك
انسام : مانمت ، خايفه ومتوتره
فارس : من ايش ؟ الله يهديك انسام بتتزوجين وحش انتي ؟ يالله نامي ولاتفكرين مافي وقت
انسام ماردت ودموعها تنزل وفارس سمع شهقاتها : انسام ! نامي مافي شي يستدعي الخوف
انسام : طيب
فارس قفل وتنهد ورمى جواله جنبه ، وشغل سيجارته التاسعه وبدأ يدخنها بشغف وعيونه تلمع بنظرات غريبه.


الساعه 8 الليل ؛
عزوف كانت جالسه تسرمك شعر امها ، وهند جالسه ترسم الآيلاينر حقها ، وساره جالسه بسريرها سرحانه وبيدها كوب شاي.
مشاعل : يمه ساره ليش ماتروحين تغيرين جو
ساره : والله مااقدر ياخاله تعبانه بطني يوجعني
مشاعل : الله يعينك ، كله من المشروبات الغازيه كم مره اقولك لاتشربينها
ساره ابتسمت وبقلبها تقول " ليت الموضوع مثل ماتظنين"
عزوف قالت عشان تغير الموضوع : يمه شعرك ناعم ماله داعي سيراميك
مشاعل : ادري بس ابي انعمه اكثر
هند اخذت جوالها وطلعت واتصت رقم سلمان ، ورد : هلا
هند بصوت ناعم : هلافيك ، سلمان امي تقول اذا تقدر مرنا ودنا للقاعه
سلمان : مو فاضي انا مع فارس وعندي شغل
هند : ومن يودينا طيب ، سلمان تكفى لو بعد الصلاه عادي بس مرنا
سلمان : خلاص خلكم جاهزين
قفل وهند دخلت تلبس وهي مستانسه ، وناويه على نيه.
عزوف ماكان عندها الا فستان واحد لونه عنّابي لبسته بزواج ولد عمتها قبل سنتين ولأنها ماتحب تحضر فـ ماكانت تشتري كثير.
دخلت للغرفه وهي تدعي انه ماضاق عليها ، ولبسته كان ماسك على صدرها لين خصرها وبعدها متوسع ومرصع بألماس خفيف معطيها شكل يموّت مع شعرها الأسود الطويل كانت جميله ، هند طلعت وشافتها تلبس كعبها ، سرحت فيها برهه ، كانت تظن نفسها اجمل بنت لين شافت عزوف حلوه بأدق التفاصيل.
هند لمعت عيونها " هذي حتى وهي لابسه بجامه حلوه بنت اللذينا ، فطبيعي ياهند بتصير احلى واحلى اذا كشخت "
عزوف رفعت راسها وشافت هند وابتسمت بإعجاب : وااااو هنوده وش هالجمال !
هند : ليش احسك تشفقين علي
عزوف : احساسك غبي مع احترامي
صورت نفسها وارسلت لصديقاتها ووقفت عند المرايا حطت روج وسمعت امها تناديها وطلعت ، هند اخذت نفس تحاول تهدي نفسها.
عزوف طلعت وهي ماسكه جوالها وتقرا مدح صديقاتها وتضحك على استهبالهم ، صدمت بشي قاسي وطاح جوالها وناظرت فيه برعب ورجفت ايدينها ، نفس ماهي كاشخه كان كاشخ وريحة عطره صاكه البيت كله ، اول مره تشوفه لابس غتره وعقال بالعاده مسوي عمامه ، رجف قلبها وانحنت اخذت جوالها وطاح معاها شعرها ، سلمان تضاربت نبضات قلبه من اللي يشوفه وسرح فيها ، وقفت قدامه وقالت بربكه : سديت الطريق ابعد
سلمان فتح ثوبه من فوق وهمس : انا بوجه الله
عزوف بقهر : الله ياخذك عشان ترتاح الأرض منك ومن وقاحتك
سلمان ببرود : انتي حلوه ممكن نسجلك كلك على بعضك بأسمي
عزوف صار وجهها الوان وفضحتها رجفة ايدينها، هند طلعت مصدومه لما سمعت اصواتهم ، حست قلبها بيوقف من القهر والغيره وهي تشوفهم كيف يناظرون بعض وكأنها ملك يمينه ، نقطه وياكلها بنظراته، دمعت عيونها بحقد وقهر.


هند : سلمـان !
ناظروا فيها مصدومين وكملت بحرقه : سـ، سلمان شرايك بفستاني ؟
قربت له ودارت بفستانها بعيون تلمع على امل تحصل منه لو نظرة اعجاب.
عزوف مصدومه ماتوقعت هند بتوصل الى هالمرحله، سلمان مسح على دقنه وقال بضيق : حلو حلو ، كل شي يزهاك ياهند ، انتظركم برا
طلع بسرعه وهو مو حاس بنفسه ، لأول مره تكسر خاطره هند، وحاول يجبر خاطرها بكلمتين لو مجامله.
عزوف : تستهبلين هند ؟ وش تقصدين بحركاتك
هند : مثل اللي تقصدينه
عزوف : عليك تفكير الله يكفيك شره بس !
قربت لها وحطت اصبعها على راس هند : شغلي التنكه هذا ، سلمان مجرد اخ لنا ، مستحيل يوم من الأيام يفكر مجرد تفكير انه يرتبط فينا ، ابوه يكرهنـا يكرهنـا ، استوعبي هالشيء !
دخلت لغرفة امها وجلست متضايقه من اللي صار ، حست بصداع فضيع وتنكد جوها..

بقاعة الرجال ؛
كان واقف فارس ببشته وهيبته يمين ابوه وعمه ، يصافحونه الرجال ويباركون له وهو مو معاهم ، ونظراته لو تحرق كان كل شي حوله رمـاد، وأولهم ابوه اللي خدعه وكذب عليه وكسر قلبه كسر ماينجبر ابداً .
ابوفارس كان خايف من نظراته له ، وكأنه يوعده بشي كبير.
فارس سرح بالشباب اللي يدبكون لكن تفكيره بمكان بعيد ، انتبه على صوت ابوه : هلا بولدي رائد الحمدلله على سلامتك متى طلعت
رائد بصوت غريب : اليـوم !
فارس ناظر فيه ببرود ، رائد وقف قدامه ومد يده بيصافحه وقال بنظرات هاديه تعكس الإنكسار اللي داخله : مبروك
فارس : الله يبارك فيك
رائد تعداه وجلس ، ضاق المكان فيه وحسه يكتم على انفاسه ، وفكرة ان انسام راحت منه مخليته مثل الأعمى ، قلبه نزف اول ماعرف ان الليله زواجها وهو اول نواياه يخطبها اذا طلع، لو كانت متزوجه غير فارس كان اهون عليه ، لكن فارس المجنون اللي مايحسب حساب احد ويكره اهل ابوه وأولهم انسام ، لأنها بنت فهد.

انسام كانت جالسه والبنات حولها يرقصون وفرحانين لها لكن ماهي حولهم ،تفكر وش بيصير لها من اليوم ، راح تستانس ولاينكتب لها الشقاء طول عمرها؟
وفاء : انسام ابتسمي عشان نصورك
انسام ابتسمت مجامله وصوروها ، دخلت عزوف ومعاها هند ماعرفوهم وناظروا لهم بإستغراب.
انسام توسعت عيونها بتعجب : عزوف !
عزوف بصدمه : انسـام ! انتي العروسه ؟
وفاء : لا بس العروسه مالها خلق تجي فقالت خلو انسام تاخذ دوري ، شرايك انتي
عزوف : وش هالصدفه سبحان الله
وجدان : معليش بس انتو مين
عزوف ترددت قبل لاتقولهم انها بنت خالته ، لكن تشجعت ورجعت شعرها ورا بثقه : انا عزوف بنت خالة فارس وسلمان
وقفوا كلهم مصدومين منها ، ماتوقعوا انهم بيحضرون ولا يفكرون حتى.



وفاء : اهلين عزوف كيف حالك
عزوف صافحتها : تمام
وفاء : انا اخت فارس وسلمان ، بس معليش ممكن ماتعلمون احد انكم بنات خالاته ؟
وجدان افتشلت من وفاء وقالت بترقيع : تقصد عشان مايضايقونكم الناس
عزوف بثقه : وليش يضايقونا اصلاً ! وش سوينا ؟
انسام : صح صادقه ، واثق الخطا يمشي ملكاً
عزوف تذكرت لما غششتها انسام وكسرت يدها وابتسمت ، انسام فهمت تفكيرها وضحكت بصوت عالي وطقت كفها وضمتها.
عزوف تدري انها متوتره وحبت تخفف عليها : حسبي الله على ابليسك يدي من هذاك اليوم احسها مو طبيعيه
انسام : تستاهلين ليش كسرتي عطري ابو 800 ريال ، جلست سنه اجمع عشان اشتريه
عزوف : يالله فدا راسي ، المهم طلع المريول ظالمك ، وش ذالجمال ماشاءالله ؟
انسام : ادري يعني جايبه شي جديد ماشاءالله
جلسوا يسولفون شوي وهند مستحيه ولا تكلمت عكس عزوف اللي اكلت الجو وخلتهم كلهم ياخذون ويعطون معاها لين جاء وقت الزفه ، انسام وقفت قدام مرايا طويله وناظرت لشكلها نظره اخيره ، كانت جميله وطلتها تسحر العين اخذت نفس وحاولت انها تقوي نفسها لأن تحس قوتها تلاشت من الحين.
طلعت بهدوء وانزفت على انغام هادئه ، اعجبت كل الحضور ودعوا لها بالتوفيق والسعاده.

ساره اتصل جوالها رقم تركي وتوترت ، ولا ردت عليه ، عاد الأتصال كم مره ،خافت وردت : نعم ؟
تركي : كنتي نايمه صح ؟
ساره بربكه : ايه
تركي : طيب بمرك الحين تجهزي
ساره فزت : ليش
تركي : حلوه هذي ليش !
ساره : تركي لاتمر ، الناس تدور الزله علينا ، انا بروح لبيت حنان وتعالي خذني
تركي : خلاص بس استعجلي
سكرت الخط بوجهه وقفلت جوالها وقالت بخوف : ماراح اروح له ، شفيني صرت اخاف ، خلاص خل يولي انا قلتله اجيه مره بالأسبوع !
قامت دخلت الحمام اعزكم الله تروشت وصحصحت شوي وطلعت لابسه روبها الا شافته بوجهها صرخت برعب بأعلى صوتها ورجعت لين ضربت بالجدار.
تركي : اسم الله عليك ، اهدي اهدي
ساره كانت ترجف بشكل مزري وقالت بنبره باكيه : شـ، شلون عرفت بيتنا
تركي : بسلامة حنان، قالت لي اهلها حاضرين زواج ، عشان تدرين بس اني مابي اضرك ، حتى سيارتي وقفتها بعيد
قرب له وقال بحده : ليش قفلتي جوالك ؟
ساره مشت عنه : مابي اشوفك
دخلت غرفتها وكانت بتسكر الباب ومسكه بيد وحده ودخل وقال بهدوء : يالله الحين سكري الباب عاد
ساره برعب : تركي اطلع!
تركي استغرب : وليش خايفه ؟ استوعبي انك حلالي !
ساره : ماتوقعت توصل فيك الجرأه انك تجي لبيتنا ، اطلع افضل لك
تركي : والجرأه عندي مالها حدود ، فلاتستفزيني عشان مااسوي اشياء تزعلك ، وانا مابي ازعلك !
ساره بقهر : وش تبي ؟
تركي : ابيك انتي ، عندك اي اعتراض ؟




انـسـام ؛
كانت جالسه بغرفتها ولابسه فستان حرير وردي ناعم بدون اكمام و لين الركبه وشعرها كله ويفي وتنتظر فارس مرت ساعه على دخولهم ولا شافته ، بدت تمل واتصلت عليه معصبه.
رد عليها وسكت ، انسام بقهر : انت ماتستحي ولا تخاف من الله
فارس : ليش
انسام : في احد بليلة زواجه يطلع؟
فارس ببرود : واحد من اخوياي بنشر ورحت اساعده
انسام تحس شاب راسها من الصدمه والقهر ، قفلت بوجهه ولاشعورياً نزلت دموعها بغبنه ، بنشر سياره اهم من عروسه بليلة زواجها ، حسبي الله عليك
دخل فارس وكان ماسك بشته بيّده ورماه جنبها وانتبهت ورفعت راسها مفزوعه.
فارس : ماش ام دميعه بسرعه تصيح
جلس جنبها وقال بأبتسامه : صدقتي ؟
انسام صدت عنه ومسحت دموعها.
فارس مرر اصابعه على شعرها وهمس : كنت ابيك ترتاحين وتستعدين نفسياً
مسكت يده ودفتها بضجر ، قرب لخدها وطبع بوسه خفيفه وابعدت انسام ومسحت خدها بقوه ولاحظ فارس رجفتها.
قال بهدوء : ترا البوس من أبسط حقوق جمالك ، وحقوقي يعني !
ناظرت فيه بحده : جوعانه ابي اكل
فارس : وش الجديد يعني من عرفتك وانتي جوعانه
ناظر لجسمها وابتسم بخبث : بس مايبين عليك انك تاكلين ، ذبحتني الرشاقه ومتت منها
انسام بربكه : ممكن اعرف ليش استعجلت بالزواج
فارس سرح فيها بنظرات غريبه ونبره خدرتها : عجزت اتحمل ، حبي لك تعدا طاقتي
انسام : صبرت مدري كم سنه وعجزت تصبر هالشهر !
فارس : اللي يشوف جمالك ينسى نفسه ويصير يبي يملكك بأي طريقه
انسام صدت تلعب بشعرها تحاول تخفف ارتباكها ، فارس بحده : انسام! عليك برود يذبح
انسام : مثل برودك
فارس ارتفع ضغطه : ترا ماعندي مانع اضرب ، مافي مهرب خلاص ، تقفل علينا باب واحد استوعبي
انسام : طيب لاتصرخ علي ، وخلنا نتفق بهدوء
فارس وقف ومسك يدها ووقفها قدامه وناظر فيها كلها، وصفر بإعجاب : هذا بلا ابوك ياعقاب
شدها لحضنه ووقال بنبره خافته : مااذكر اني سويت خير بحياتي عشان الله يجازيني بوحده مثلك
انسام بخجل : معقوله انت فارس اللي كنت بتموتني عشان ارفضك !
فارس : معقوله ونص
تركها ووجلس وسنّد ظهره وقال بحده : انسام لازم تنسين الليله كل شي قديم ، ابي ابدا معك بقلب صافي ، ابي انوّر حياتك
انسام بتوتر : وانا بعد ابي انور حياتك لكن انت مـ،
قاطعها بأبتسامه غريبه : ما ابيك تنورين حياتي ، طفي النور وتعالي
انسام توسعت عيونها ورجفت يدها وتغيرت ملامحها ولاحظ فارس ، وقف مره ثانيه وحوط خصرها بيدينه وجذبها له ، ركز عيونه بعيونها وهمس : مابي اجبرك ، لو سمحتي ممكن نمضي الأربع ساعات القادمه في تقبيل خصرك؟
انسام حمّر وجهها وابتسمت بخجل : لا
فارس : مو لو سمحتي ، غصبن عنك !


الساعه 11 ؛
تركي كان منسدح على سرير ساره ، وساره جالسه بعيد وتطقطق بجوالها ، ترجف من الخوف وتنتظره يطلع لكن شكله مستكن ولاعنده نيه قامت وصرخت عليه : تركي خلاص اطلع ! بيجون اهلي الحين
تركي : اعصابك خلاص بطلع
قام ولبس ثوبه وشماغه وساره تناظر فيه بخوف : انتبه وانت طالع لايشوفك احد ، مو ناقصنا كلام
تركي : ترا ثاني مره تقولين مو ناقصنا كلام ؟ ليش مو ناقصكم كلام ؟
ساره ببرود : خالتي خانت رجالها قبل عشرين سنه ، فتطلقوا خالاتي كلهم والناس صارت تتكلم فينا
تركي : وانتي ليش تقولينها ببرود رغم ان واضح ان داخلك كلام كثير
ساره : ع اساس بتفهمني اذا قلت لك
تركي : وليش ماافهمك ؟
تذكر شي وعقد حواجبه : البنت اللي كانت معك يوم الملكه قالت ان عندك ابو واخوان ، وينهم ؟
ساره تنهدت : ابوي تبرا مننا وطلق امي وأخذ اخوي وتركنا
تركي حس فيها غصه ودمعت عيونها من هالموضوع تأكد انه سبب بذبولها وحزن عيونها قال بأبتسامه : بطلع الحين ولي جلسه معك وبتقولين لي كل شي ، وتأكدي اني بفهمك وبقدرك ، انتبهي لنفسك ، مع السلامه
ابتسمت له وطلع بحذر ومشى لسيّارته بحرص ان محد يشوفه وفعلاً حارتهم كانت هاديه وظلام ، ساره نامت ماتبي امها اذا رجعت تسولف معاها وهي متضايقه.

الفجـر ؛
انسام كانت بحضن فارس وتسمع نبضاته وانتظام انفاسه ، كان سرحان بالسقف ويده تمسح على شعرها.
انسام : حرام عليك متى باكل جوعانه لي يومين مااكلت
فارس : هذا همك
انسام : ايه وش همك انت
فارس : جلس وسند ظهره وهي جالسه بحضنه ، همس بأبتسامه : همّي النار اللي بداخلي تطفي ، واخذ حقيّ وحق امل وحق امي
انسام تلاشت ابتسامتها وعقدت حواجبها : مافهمت!
فارس شالها وقام وقف فيها ونزلها قدامه ، انسام كانت مركزه بعيونه تنتظر اي كلمه منه.
فارس مد يده ورجع شعرها خلف اذنها وهمس بأبتسامه : كانت ليله جميله معك ، انتي طالق
مشى وانسام تناظر لمكانه بعيون تلمع مو مستوعبه ، حست بيدينه على اكتافها ولبسّها العبايه وحجابها وسحب يدها بقوه واخذها معاه فتح باب الشارع وطلّعها وقفل الباب ، هاجمه صُداع قوي وتزاحمت اصوات داخله ضرب على الباب بقوه خلت انسام تستوعب ، طقت الباب قالت بهدوء : فارس افتح خير وش هالمزح السخيف
فارس مسح على دقنه ومسك راسه بقوه وانسام زادت بالطق واهتز صوتها : فارس دخيل الله وبعد الله دخيلك لاتخليني ، لاتكسرني فارس
فارس سند ظهره وشد شعره بقوه وصرخت انسام بنبره باكيه : فارس تكفى ، انا بنت عمك فارس تكفى تكفى
قام وقف عند الباب ناوي يفتح ويرجعها لكن عيّت يده وبدال مايتقدم رجع.


اخذت من لحن الشقاء كل موّال
‏وانا حفيدة أهل السمو و السعاده .


,,,

فـارس اتصل على ابوه ورد عليه بصوت نايم : الو
فارس : تعال خذ بنت اخوك ، ترا طلقتها
ابوه فز وقال بصوت قوي : وش تقول انـت
فارس : انسام طلقتها
ابوه : ليش لييييش
فارس : كذا
ابوه قام وبصوت كل البيت سمعه : على بالك كذا بتنتقم لأمك ؟ امك خانتني ، ليش ماتفهم هالشيء
فارس : زائد انك كذبت علي بموضوع امل وحرمتني منها وانا بوريك ان الدنيا مو على مزاجك
ابوه حس بدوخه وقال بتعب : رجعها ، رجعها يافارس لاتشمت الناس ببنت عمك اللي سمعتها من سمعة خواتك
فارس : ماني مرجعها
قفل الجوال ورماه جنبه وكمل يدخن بشراهه ، بشاعة احاسيس بصدره ، نفسه يعرف صوتها ليش اختفى ، لكن مايبي يطلع ويشوفها.
انــســام كانت تبكي لين اغمى عليها ، جوع وتعب نفسي قاتل وتعب جسدي وانهاك وصدمه عصبيه فضيعه ماتتحملها اي بنت ، بليلة زواجها وبعد مااخذ منها حاجته وبعد ماعشمها بسعاده وحبّته وسامحته يغدرها بهالطريقه اللي حتى الكفار مايسوونها ، واللي يموت اكثر انها بنت عمه من لحمه ودمه ويتيمه ، مافكر فيها ، طلع كل هذا انتقام عشان يرضي نفسه ويرضي امه وأمل ، طيّب والإنسانه اللي عشقته وسيطر على احاسيسها وخلاها فوق الغيم بساعات قليله وفجإه وبرمشة عين لقت نفسها بسابع قاع ، كأن سكان الأرض كلهم داسوا على قلبها ، صارت مثل الجثه تنتفض وتحس كل شي فيها ينزف ، شعور الغدر اصعب شعور، واللعب بالمشاعر جريمه انسانيه عظيمه ، عاشت طول عمرها محرومه من الحب وبفتره قليله عطاها فارس حب واهتمام وحسسها انها ملكت الدنيا لكـن بثواني نزع منها قلبها وسمعتها وفرحتها .. لو انها بأيام عادي ، لو بشهور عادي ، لكن بثواني شافت عذاب سنين طويله.
ابــوفارس كانوا مجتمعين حوله اهله ويبكون على شكله ، صارله هبوط بالضغط وغاب عن الوعي شوي وعطوه ملح ورفع ضغطه وصحصح شوي وقال بتعب : فارس الواطي طلّق انسام
شهقت وفاء وامها بكت اكثر : ياويل حالي ، انفضحت البنت
وفاء : ليش وش صار ؟ وش حصل فجأه كانوا طايرين من الفرحه
ابو فارس بحرقه : انتقام لأمه ، الله يبلاه بهمّ مايزول ، مالقى الا هالضعيفه انسام ، حسبي الله عليه
وفاء مسكت جوالها برجفه وارسلت لقروب بنات عمها : بنات فارس طلق انسام
انصدموا البنات وجلسوا يستفسرون وكان ردها الوحيد" ماادري ليش "
وجدان كانت بالمطبخ وطلعت على نزلة ابوها ورائد طالعين لصلاة الفجر وصرخت : يبه فارس طلق انسـام !
ابوها حس بفاجعه : اعوذ بالله ، صدق هالكلام
وجدان : وربي مااكذب، وفاء قالت لي
رائد طلع بأسرع ماعنده وابوه يناديه ولا رد عليه ، ركب سيّارته ومشى بسرعة البرق لبيت فارس ، وكل شياطين الدنيا راكبه راسه وتدفعه لإرتكاب جريمه.


رائد طلع بأسرع ماعنده وابوه يناديه ولا رد عليه ، ركب سيّارته ومشى بسرعة البرق لبيـت فارس ، وكل شياطين الدنيا راكبه راسه وتدفعه لإرتكاب جريمه ، ماهمه حب انسام كثر ماهمه سمعتها وسمعة خواته ، وصل للبيت ونزل بسرعه وكان يركض بيفتح الباب واستوقفه منظرها اللي يدمي اقسى قلب لو يشوفه ، انحنى لها بسرعه ورفع راسها له وقال بصوت راجف : انسام ! انســام تكفين ردي
مسك يدها يتحسس نبضها ، وكان طبيعي ، حس براحه ، شالها بسرعه وركبها سيّارته ، واخذها للمستشفى واتصل على واحد من اخوياه وقال بصوت مهزوز : اسمع ، ابي ارتكب جريمه ، ابي اذبح فارس !
صديقه : ويروح عمرك سجن وقصاص ؟
رائد بقهر : مايهم ، مايهم ، والله لآخذ حق انسام منه ، ادري انه تزوجته مجبوره ، طلقها يامحمد طلقها بليلة زواجها
صديقه : هو اللي يستاهل السجن ، انتقم منه بصمت ، بدون ماحد يدري انك انتقمت منه
رائد : وش بسوي
صديقه بخبث : انا اعلمك..
قال له الخطه كلها ورائد قال بقهر : اليوم، اليوم نبدا
سمع صوتها تأن وسحب بريك قوي والتفت لها : انسـام !
انسام بتعب : مابي اروح للمستشفى ، طلبتك
رائد لبق سيارته ونزل بسرعه ركب جنبها ورفع راسها وضرب على خدها بخفيف وقال بقوه : لاتضعفين انسام ، خليك قويه مثل ماعرفتك ، مو فارس اللي يضعفك
انسام كانت دموعها تنزل بصمت وراه اهات والم عميق.
رائد : لاتحسبين ماوراك احد ، انا وراك انسام والله العظيم مااخليك ، اصبري ساعات بس ، ساعات وتشوفين فارس وش يصير له !
انسام بصوت مهزوز مبحوح من كثر مابكت : احبه ، احببببه ليش يكسرني ، ليش يكذب علي ، انا وش ذنبي اذا ابوي فضح امه ، وش ذنبي اذا امل تزوجت غيره ، وش ذنبي بكذب ابوه ، ليش يحط قهر الناس فيني ، ليش يعذبني ، جلس سنين يكرهني فيه عشان مااوافق ، وبشهر خلاني احبه واتعلق فيه ، وبثواني كسرني وموتني ، بثوانـي
جمعت قوّتها المتبقيه وجلست ومسحت دموعها وهمست : طلقني وهو مبتسم ، مو انا اللي خنت ابوه ، ولا انا اللي فضحت امه ، ولا انا اللي كذبت عليه ، انا قلبي رهيف سامحته رغم انه اذاني ، على امل يعوضني غياب ابوي وحنان امي ، لكن ماعوضني ، حطّم احلامي وقتل اشياء بداخلي.. ظلمني
رائد كان سرحان فيها وكل كلمه منها تقطع قلبه قال بحقد : عهد على ولد عمك لآخذ حقك منه ، ومثل مافضحك افضحه !
انسام مابقى بعيونها دموع صدع راسها من كثر مابكت قالت بصوت خافت : خذني لأي مكان ، ابي انام ، ابي اهرب من واقعي اللي ولا يوم ابتسم ليّ ، ابي حل انسى هالليله ، ابي احرق ذاكرتي ، لو اموت مايهم ، ابي اموت !


لحدً يقول الدمع دمع الرياجيل
والله مااقسى من دمُوع اليتيمه
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 07:12 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


" وامّا اليتيم فلا تقهر "


وين بتروح من رب العالمين يافارس ؟
قربت له وخنقته وقالت بين دموعها " الله يحرق قلبك مثل ماحرقت قلبها"
خنقته اقوى وكان يقاوم وعرقه يصب وكل مافيه متوقف ولاقدر يتحرك ماغير نبضاته مليون، قاوم لين حس روحه بتطلع وتركته وهربت وفز من غفوته بشهقه ومسك راسه وكح كحه قويه ، حالته مُزريه وكأن الحلم واقع مسك علبة المويا اللي جنبه وشربها كلها بيد راجفه ، قام ودخل غرفة نومه وناظر لكل شي موجود ، فستانها الأبيض ومجوهراتها ، وشنطتها وجوالها ، شد شعره بقوه بعيون تلمع وهمس لنفسه بحقد : وش سويت انـا ! وش سويت ، ليتني ماستعجلت.
طلع بسرعه وفتح باب الشارع على امل يلقاها ، على امل يقنعها انه " مزح سخيف " مثل ماتوقعت بالبدايه ، طلع يدورها بكل مكان ، ولالها اثر ، وقفت عنده سيّاره ونزل منها واحد متلثم وفارس كان معطيه ظهره واول ماالتفت انمسك بقوه وحس بشي حاد ومثل النار دخل ببطنه وطلع ، ودخل مره ثانيه.. تركه الشخص لما شاف سياره مسرعه قربت لهم ورجع لسيّارته بأسرع مايمكن وركب وراح ، وقفت سيّارة سلمـان اللي كان جاي يخربها مع فارس بسبب اللي سواه لكن اول مااقبل شاف شخص يهجم على فارس وبرمشة عين سال دمّ فارس وناظر فيه الشخص وهرب ، سلمان من كثر ماانصدم ماقدر يحفظ رقم السياره ، نزل خالي من كل المشاعر الا من خوفه على فارس جلس جنبه وقال بصوت كل الحيّ يسمعه : فــــارس ! فــــــارس !
لارد من فارس ، كان دمه ينزف بشكل غريب ، سلمان تعب و ماقدر يشيله ، طاح جنبه واتصل على الإسعاف.

بسيّارة رائد ، انسام كانت سانده راسها وتبكي بصمت ، كثر كل شي كارهه نفسها ، كيف قدر عليها ، كيف حبته وهو اقسى البشر عليها كيف قدر يحببها فيه ويجرحها بهالطريقه ، كانت متأكده انه قاسي ومتوقعه انه بيهاوشها وينكد عيشتها ويمكن حتى يضربها ، وهذا طبعه عصبي لكن توصل انه يطلقها بليلة زواجها وبعد ماعشمها بحلم كبير وحياه طالما تمنتها ، وكسرها بدقيقتين ، هذا شي مو عادي ابداً ولاهو مثل باقي الجروح اللي ممكن تبرا بشهور وسنين ، هذا جرح مايبرأ ابد.
رائد كان بمكانه نايم من التعب اللي عاشه بهالساعتين.
انسام فتحت باب السيّاره ونزلت بحذر ، ومشت لأبعد مكان ، ماتبي تعرف وين هي رايحه ، ولا تبي تشوف احد ، قررت ترمي نفسها على اي سيّاره ، لكن السياره فيها احتمالية عيش ، ماتبي تعيش ، تبي شاحنه بعشر كفرات ، توها تستوعب انه حتى جزمتها مالبستها ، كانت تمشي حافيه ورجولها تجرحت ولااهتمت ، كملت تمشي ودموعها مثل المطر وتهمس بحرقه : يارب خذني عند امي وابوي ..

ياطفلةً حبت وراحت على وين
عقب الهَنا ذقتي الحياه المريره.



..
بالمستشفى ؛
دخل ابو فارس حاني ظهره من كثر التعب وراكان معاه اول ماشاف سلمان ركض له وجلس قدامه : وش حاله فارس ! تكلللم !
سلمان بضيق : تحت رحمة ربه
ابوه من التعب جلس وفتح ازارير ثوبه : ياربي وداعتك وليدي ، ادري انه غلطان وحوبة هاليتيمه لكن انا السبب ، انا اللي وصلتهم لهالحاله ، يارب الطف به ، وكانك تبي تاخذ روح احد خذ روحي انا ، انا اللي مااستاهل اعيش
راكان : اذكر الله يابوي ، طيب سلمان ماعرفوا من اللي طاعنه ؟
سلمان : كان متلثم ، لكن ان شاءالله الكاميرات تلقط رقم سياته
راكان : اكيد انه مننا ، لأن محد عرف ان فارس طلق انسام الا حنا ، الموضوع لحد الآن بيننا
سلمان : وش قصدك يعني ؟ من عيال عمي
راكان : مابي احط في ذمتي ، لكنه قريب مننا
ابوفارس : يارب لك علي نذر اذا قام فارس بالسلامه اني اطعم مية مسكين
طلع الدكتور مستعجل ومعاه الممرضه وقال لها بعجله : اعلان تبرع لست اكياس دم من جميع الفصائل ، بسرعه
ابو فارس هنا خلاص حس انه بيموت قال بصوت يالله ينسمع من الخوف : تكفى يادكتور طمني على ولدي
الدكتور : عنده نزيف داخلي وفقد دم كثير ، ادعوا له.
سلمان لمعت عيونه لمجرد فكرة ان فارس يموت " الله يقومك بالسلامه ياخوي وصديق عمري ، ياللي من قوتك استمديت قوتي وصبرت على هالحياه "
راكان طلع واتصل على امه : ها يمه ماردت انسام ؟
امه : لاوالله لنا ساعتين نتصل عليها ولاردت
راكان : بروح لبيتهم واشوفها.
ركب سيّارته ومشى لبيت فارس وصل ونزل بسـرعه ، كان الباب مفتوح ، طق عليه ودخل وتنحنح : انسام تغطي بدخل
انتظر شوي ودخل مالقى احد بالصاله ، والمطبخ فاضي ، وباقي الغرف مقفوله ماعدا غرفة النوم ، دخلها وكانت تعج بريحة العطر والشموع بكل مكان وفستان انسام وبشت فارس معلقين بوجهه ، والسرير حوسه ، وجوالاتهم ع الطاوله ، استغرب وناداها بصوت اعلى : انســـام !
لارد ، شيّك على الغرف كلها ولاكانت موجوده ، عرف انها طالعه ، ماجاء في باله الا انها ببيت جدته ، راح لبيت جدته ودخل لقاها جالسه تصلي الضحى انتظرها لين خلصت وقال بهدوء : انسام نايمه ؟
ناظرت له باستغراب : انسام تزوجت كانك ناسي
راكان انصدم" معقوله ماتدري ، اجل خلني اصدمها عشان تحس بالذنب " ابتسم وقال بقهر : فارس طلق انسام والبركه بتدبيرك انتي وابوي ، والحين انسام اختفت وفارس مطعون بالمستشفى بين الحياه والموت
جدته وقفت وقالت بصدمه وخوف : عساك تكذب ياراكان والله لـ،
راكان وقف وقال بحده : لا مااكذب ، انسام تطلقت واصبري كم ساعه وتصير سيرتها حديث المجتمع ، كله بسببكم ياللي اجبرتوا قلبيـن على بعضهـم !


..

بمكان قديم وشبه مهجور ، انسـام كانت غافيه على رصيف وخلف سيّاره صحت على مغص ببطنها ، وقفت بسرعه ويدها على بطنها من الجوع ، مشت لين شافت بقاله صغيره بنهاية الشارع وراحت لها.
دخلت وكان العامل باكستاني كاسي وجهه الشيب وملامحه سمحه.
انسام بتعب : ممكن اخذ مويا وخبز ؟ واجيب لك الفلوس بعدين ؟ والله اجيبها لك والله
العامل دمعت عيونه " بنت صغيره ودموعها بعينها وحالتها مبهذله تطلب ريالين بس ؟
قال بابتسامه : خلاص بابا اجلسي هنا انا يجيب الحين
انسام ماصدقت خبر وجلست على الكرسي وعطاها علبتين مويا وشربتهم بسرعه وفتح لها فطورات وخبز وقال برحمه : كولي بابا كولي ، مافي مشكله فلوس
انسام بغصه : شكراً
دخل ولد صغير وناظر لأنسام بخوف : اسلام عطني خبز
العامل عطاه وطلع الولد بسرعه ، انسام تاكل وتناظر له بخوف.
لاحظ خوفها ونظراتها وابتسم بحنان : مافي خوف انتي مثل بنتي
انسام : انا مافي فقير ، انا عروسه ، امس كان زواج مال انا ، وسوي طلاق وبعدين انا هربت
دمعت عيونه: لاحول ولاقوة الا بالله ، هذا حيوان مافي رجال ، انتي لازم ياكل بعدين يروح عند بيت ماما
انسام : ماما وبابا موت ، انا وحيده
دخل الولد وقال بخوف : امي تقول تعالي عندنا
انسام خافت وطمنتها ابتسامة العامل : مافي خوف ، انا يعرف ام الولد هذا ، كويس
قامت مع الولد ومشت وراه لين دخلت بيتهم وكانت بإستقبالها حرمه واضحه انها ببداية الثلاثينات وكانت ملامحها حزينه لكن مبتسمه : حياك تفضلي ، قالي ولدي انك جالسه بالبقاله وتبكين قلت جلستك عندي اهون من جلستك عند العامل ، حياك
دخلت انسام للغرفه وقربت لها الدفايه وحطت عليها بطانيه ، انسام جاها النوم لما حست بالدفا وارتخت ايدينها.
جلست قدامها : لاتخافين اعتبريني امك ، اسمي دلال وهذا ولدي ناصر ، وش اسمك انتي
انسام ببحه : انسام
دلال : بجيب لك الفطور
طلعت للمطبخ وانسام ماقدرت تقاوم ونامت بدون شعور ، دقايق ورجعت دلال معاها الفطور ولما شافتها نايمه ماحبت تزعجها ، طلعت وتركت انسام ترتاح .

..

رائد صحى من قوة نور الشمس على عيونه ، ناظر وراه وفز برعب لما ماشافها ، نزل بسرعه وناداها بأعلى صوته ، ولا لها اثر ، ركب سيّارته ومشى يدورها ، خايف وماترك مكان قريب الا دورها فيه ، اخذ جواله وانصدم بكمية الاتصالات والرسائل ، اتصل على ابوه : ها يبه بشر انسام عندكم !
ابوه : انت اللي بشر ؟ انسام وينها ؟
رائد بخوف : ماهي معي
ابوه : تستهبل ؟ مو انت ركضت مثل المجنون يوم سمعت انها تطلقت
رائد : ايه لقيتها مغمى عليها واخذتها ونومتها بالسياره ، وغفيت شوي ويوم صحيت مالقيتها
ابوه بعصبيه : لاترجع الا وهي معك !



..

عزوف كانت تراسل عريب وتضحك من قلبها على سوالفها مع البيت والشغل اللي صار كله عليها.
عريب : لاتضحكين ياحيوانه الموضوع حزين
عزوف : حوبتي كنت ماسكه اصعب شي ، دورك الحين
عريب : وصايره اغار عليك من بنات خالاتك واحسدهم ، صدق اني خبله مااستشعرت نعمتك الا يوم فقدتك
عزوف : الله انتفخ راسي ، فديتني محد يقدر يعيش بدوني
ساره : انتي ماغير ماسكه هالجوال
عزوف : وش اسوي يعني ، انتي نايمه واختك شايفه نفسها
ساره : طيب طلبت حلا قومي جهزي لي قهوه راسي مصدع
عزوف : سلامتك ، الله يسامحك ياتركي وش سويت ببنت خالتي
ساره بإحراج : انطمي لحد يسمعك
طلعت ساره ودخلت هند وكانت مرتبكه ، وعزوف ماعطتها وجه.
هند : عزوف ممكن اخذ رايك بشي
عزوف : اخبرك ماتحبيني
هند : عاد حبيتك وش اسوي ، انتي غصب تنحبين
عزوف تربعت وقالت بهدوء : طيب قولي اسمعك
هند : صاحبة البيت اللي اشتغل عندها طلبت اني اغير دوامي ، يعني من الظهر الليل
عزوف : طيب ؟
هند : بس امي اذا عرفت بتزعل وانا نفسي اقنعها ، شرايك اقول اني صرت موظفه في بنك
عزوف : اذا قلتلك لا مايصير تكذبين على امك بتسمعين كلامي ؟
هند : لا
عزوف : يعني رأيي مايهمك فـ ليش تطلبينه !
هند : عزوف انتي مو فاهمتنا ، ماعشتي مثلنا ابداً
عزوف : سوي اللي تبينه.
هند طلعت وهي محتاره ، عزوف شافت جوال ساره يلمع برسايل ومن اللقافه قامت وشافت تركي كاتب " الحلا تبينه اوريو ولا نوتيلا ؟
عزوف سحبت الرساله وكتبت " اوريو حبيبي ، النوتيلا ثقيل
تركي رد : حبيبي ! اخيراً صرتي جريئه وتركتي الخجل اللي ماله داعي
عزوف ضحكت لما دخلت ساره وتوسعت عيونها لما شافت جوالها بيد عزوف وسحبته بقوه وصرخت لما شافت رسالتها : ياحيوانه !
عزوف هربت وهي تضحك وساره جلست تدور ترقيعه مانتبهت الا جوالها يدق " تركي "
رجف قلبها وهمست بقهر : حسبي الله عليك ياعزوف الله يحطك بأردى من هالموقف
ردت بربكه : هلا
تركي : اطلعي خوذي الحلا
ساره : اوك
قامت لبست عبايتها وطلعت الا نزل سلمان من سيّارته بنفس الوقت اللي وصل تركي ، سلمان ناظر فيه بتعجب : تركي !
تركي نزل : ياهلا سلمان حياك الله
سلموا على بعضهم بلهفه لكن سلمان مستغرب : وش جايبك هنا
ساره حست قلبها ذاب من الخوف ، ودخلت بسرعه
تركي : انا مندوب وجاني طلب من هالبيت
طلّع الحلا من سيّارته وكمل : انت وش تسوي هنا
سلمان : هذا بيت خالتي
تركي انصدم ماتوقع ولا قليل ان سلمان ولد خالتها.
ساره بخوف : هذا سلمان بوجه المدفع كل ماصار شي يجي ، كأنه يدري
عزوف طلعت وهي تضحك من قلبها وساره انقهرت : اوريك ، والله العظيم لأخليك تندمين على هالحركه وتذكري كلامي.



..

سلمان مستغرب ، تركي عنده خير ويشتغل مندوب ؟ سولفوا شوي راح تركي ، ودخل سلمان شايل الحلا وشاف ساره وعزوف بالحوش وواضح ان وراهم شي.
ساره بربكه : تأخر المندوب صح
سلمان عطاها الحلا : توه جاء ، طلع صديقي ورفض ياخذ الحساب
ساره بصدمه : صديقك !
عزوف : عسى ماشر خاطرك شين
سلمان تنهد : ابقولكم بس لايطلع الكلام ، فارس طلق حرمته
عزوف شهقت ودارت فيها الأرض : لالا انسام !
سلمان : وين تعرفينها ؟
عزوف : كانت معاي بالمدرسه ، والله اني قايله الله يعينها على النفسيه اخوك ، بس ماتوقعت انه يطلقها بليلتها ، حرام ، حتى لو فيها عيب تبقى بنت عمه وهو سترها وغطاها ! ياويله من الله
سلمان : لو سمحتي ترا فارس طلق انسام ماطلقك انتي ! اهدي شوي
عزوف انتبهت لنفسها وقالت بأحراج : شسوي والله انكسر قلبي عليها
ساره : مسكينه ، وليش طلقها
سلمان : مادري للحين ، انتظره يقوم بالسلامه ونعرف
عزوف : ليش شفيه ؟
سلمان : انطعن بعد ماطلقها ، وللحين ماعرفنا اللي طعنه
ساره : عزوف كأنها بتمطر دخلي الملابس
عزوف : مع اني مو شايفه غيم كثير لكن بدخلهم
ساره دخلت بسرعه وقفلت الباب عنهم واخذت قدر فيه مويا وصعدت للسطح ، حطت كرسي صغير وركبت عليه وشافت عزوف تجمع الملابس وسلمان سرحان بالأرض ، رفعت القدر على اتجاه عزوف وكبته كله عليها وماسمعت الا صراخها.
سلمان ضحك على شكلها وصراخها ورجفتها ،
وقف قدامها كان كاتم ضحكته : هذا المطر صار كله عليك
كانت حاضنه نفسها وترجف وشعرها لصق بوجهها وبرقبتها قالت بحقد : كله من ساره. الحقيره
سلمان : ليه كل هالأنتقام وش سويتي لها
عزوف : انت فاضي تحقق ، افتح لي الباب
سلمان : لا مو فاضي ، لو فاضي دققت بالجسم اللي انرسم ، سبحان من سواه
عزوف رجف كل مافيها وصار وجهها الوان وحقدت على ساره وصرخت : حقيـر وحقارتك ماهي مستغربه
مشت بسرعه وطقت الباب بقوه وصرخت : ياحقيره افتحي وبلا حركات دنيئه يالدنيئه ، اخلصي !
ماحست الا هو واقف جنبها ويطق الباب : ساره ليش الدنائه هذي
عزوف بحقد : انت ادنئ منها
سلمان نزلّ جاكيته وحطه على اكتافها وشده عليها ، عزوف سحبته ورمته ع الأرض ووطت عليه.
سلمان : ودي اضمك بدال الجاكيت بس اخاف تتوطين ببطني ، تسوينها انتي
عزوف نقطه وتموت برد وقهر قالت بحده : ساره ، المندوب باقي عند الباب اطلعي شوفيه يمكن عنده شي !
سلمان عقد حواجبه مستغرب ، ساره فتحت الباب بقوه وناظرت لها بخوف ، عزوف عطتها نظرة استحقار ودخلت.
سلمان : وش هالحركات السخيفه ؟ بغت تموت من البرد ، وبعدين وش سالفته المندوب
ساره بربكه :ولا شي بس يمكن قصدها ع الفلوس ، المهم طمنا على فارس ، تصبح على خير ..



..


ابو فارس كان يصلّي عند باب العمليات ، ويدعي ان الله يلطف بولده ، تأخروا المتبرعين وفات الوقت ، ومابقى بجسم فارس دم يعيّشه ، وبقمة لحظات اليأس عند الدكتور ولما طلع يخبرهم ان المتبرعين قليل واحتمالية الوفاه كبيره ، دخلوا عليه بأكياس الدم ، وتلاحقوا فارس ، وتعدّا مرحلة الخطر بفضل الله ورحمته.
راكان : الو رائد ، وين انسام ؟
رائد : مادري ياراكان ، هربت مني
راكان : اسمع ، انت اول من عرف من الشباب ، يعني اذا مو انت اللي طعنت فارس فـ انت لك يد بهالجريمه ! سلّم نفسك احسن لك وحنا بنتنازل عنك
رائد : اقول على شحم ، ماني خايف لو انا اللي طعنته اعترفت بوجه ابيض ، لأنه يستاهل اللي ارخص بنت عمه
راكان : واذا يستاهل ينطعن يعني ؟ ليش وين عايشين حنا ؟ مافي قانون بالبلد ؟ اذا كل من غلط ينطعن ويموت مابقى احد ، مافي احد مايغلط ، وفارس ان شالله بيصلح غلطته
رائد : اوو من متى هالحب لفارس !
راكان : اذا كان هو قاسي علينا ومسبب فجوه بعلاقتنا كأخوان هذا مو سبب اني اترك اخوي بأصعب اوقاته وما ادافع عنه ، سلام
قفل الجوال وهو مقرر اذا مااعترف رائد راح يشتكي عليه ، المصيبه اذا عرفوا الأهل ان رائد طعن ولد عمه بتكون صدمه ، وتصير مشاكل وتنتشر السالفه اكثر والضحيه الوحيده انسام.

انسام فتحت عيونها وظلت برهه تناظر وشافت دلال جالسه وتقرأ قرآن ، جلست انسام بسرعه خايفه وحطت شيلتها على راسها وقامت.
دلال : وين بتروحين بهالوقت ! شوفي انا طلعت لك ملابس ادخلي تروشي وصحصحي واطلعي نتعشى ونسولف ، ترا انا ماعندي احد غير ولدي ناصر
انسام : ليش زوجك وينه
دلال : توفى قبل شهر
انسام : الله يرحمه واسفه اذا..
دلال : لاحبيبتي عادي ، خوذي راحتك واعتبريني ام ولا اختك الكبيره ، يالله انتظرك انا
بعد ربع ساعه ؛ طلعت انسام وكانت لابسه البجامه اللي عطتها دلال ولافه شعرها بمنشفه ، ودلال مجهزه العشا.
دخلت وجلست عند الدفايه شوي لين دفت وقالت بهدوء : سامحيني ماكنت ابي اثقل عليك
دلال : تكفين خلاص مابي رسميات ، والله انا مستانسه فيك
انسام جلست جنبها وبدوا ياكلون وانسام اعجبها الطبخ : واو لذيذ ، تسلم يدك
دلال بإبتسامه : يسلمك ، يالله قولي لي وش سالفتك
انسام ببرود : تطلقت بليلة زواجي
دلال بصدمه : اعوذ بالله ! استرسلي طيب
انسام سرحت لبعيد وبدت تتكلم كل شي ، ابتداء من سالفة ام فارس واختتام بسالفتها ، واكثر شي ركزت عليه ان فارس خدعها بكلامه وحركاته لين طاحت بحبه ، ولما حبته كسرها مثل مايكسر الطفل لعبته ، دلال دمعت عيونها من كثر المعاناه اللي لمستها بقصة انسام ، وقررت توقف معاها.


هند اقعنت امها انها موظفه ببنك ، ودوامها من الظهر لبعد المغرب
العصر ؛
كانت واقفه بالمطبخ وتوّزع الصحون بعد ماغسلتها ، دخلت صاحبة البيت " ام سعود " واعجبها شغل هند.
ام سعود : جهزي القهوه وجيبيها لأبو سعود بالصاله ، واذا طلع نظفي الصاله والحديقه
هند : طيب
طلعت ام سعود من البيت ، وهند جهزت القهوه وطلعت للصاله شافته جالس وجنبه وحده من بناته ماعرفتها.
: بابا حول لي فلوس بسافر مع صديقاتي
ابوها : والله اخاف عليك من هالسفرات ياسديم
سديم : لاتخاف وخلك واثق فيني
ابوها : كم تبين
سديم : 20 الف
ابوها ناظر فيها وابتسمت : كثير ؟
ابوها : لا طبعاً قليل ، وش تسوين فيها الـ20 الف ، استانسي ووسعي صدرك
سديم باست خده : الله لايحرمني منك يادنيتي
هند طاح منها فنجال وانحنت اخذته ودخلت بنت ثانيه وكانت تناظر بضيق.
ابو سعود : نعم جوري وش تبين ؟
جوري : وبعدين ؟ الى متى ماتبي تكلمني
ابو سعود : ماراح اكلمك لين تغيرين هالتخصص اللي ماله اي داعي بالحياه ، يابابا انا ابي مصلحتك
جوري : بس انا احبه ، شسوي يعني تبي تحرمني من شي احبه
هند انتبهت على نفسها وقامت ، دخلت للمطبخ بسرعه سندت ظهرها على الجدار ويدها على فمها تمنع شهقاتها ، تمنت لو عندها اب يعاملها مثل مايعامل ابو سعود بناته ، يعطيها اللي تبي ولايخلي بنفسها شيء ، ويعاقبها اذا اخطأت ،على الأقل تشرب معاه فنجال قهوه يغنيها عن جلسة باقي الناس ، لكن ابوها حرمها من هالشعور ، مثلها مثل اللقيطه اللي ماتعرف ليش تركوها.. وبأي ذنب.

سـاره ؛
كانت جالسه وتهز رجولها بتوتر.
عزوف بإستغراب : عسى ماشر وش فيك
ساره : تركي يبي يقابلني ، وزعل لما رفضت
عزوف : متى ؟ فهميه ظروفك انك ماتقدرين تطلعين وامك موجوده
ساره : يقول بالمول ، ابي اتقهوى معك ونتمشى شوي واشتري لك اغراض ، مابي اقصر عليك دامك بتصيرين ام ولدي
عزوف : خلاص بنروح للمول وروحي معاه
ساره : تروحين معاي ؟
عزوف : اي ، انا بروح اتسوق ناقصني اغراض ، وانتي اذلفي معاه
ساره : كفو بس يارب مايجي النشبه سلمان
طلعوا مع بعض واتصلوا على سواق ومرهم وداهم للمول ، ساره اول ماوصلت ارسلت لتركي ، وحدد لها مكان تروح له.
عزوف : حلوه ذي ماعنده وقت ،طيب وانا وين اروح
ساره شافته واقف ويناظر لها بأبتسامه ، نست عزوف واللي جابها وراحت له بدون شعور.
عزوف توسعت عيونها بصدمه : شف الحيوانه ، ناكرة الجميل ، هييييه !
ساره ماردت وراحت له ومسك يدها واختفوا عن نظر عزوف وعصبت: الله ياخذ العدو ، هذا وهم بالسر يسوون كذا اجل لو معلنين الزواج وش بيسوون ، قلة ادب
من وراها سمعت صوت يناديها والفتت خايفه ، وانصدمت.


عزوف جلست ثواني تستوعب وشهقت بفرحه : انـس !
انس قرب لها : وش تسوين هنا ولحالك ! رغم اني مشتاق لك بس بهاوش شوي
عزوف : جايه مع بنت خالتي وراحت ، كيف عرفتني
انس : افا ! اميزك لو بين الف بنت
عزوف : اول مره تدخل مولات وش الطاري
انس : توظفت هنا
عزوف : ياعمري والله وكبرت وصرت رجال
انس : رجال غصبن عنك ياحيوانه
عزوف : ياخي انت ماشاءالله عليك كل الصفات الزينه فيك لكنك بسرعه تعصب ، ريلاكس و اعزمني على قهوه
انس : يالله بس لاتقولين لعريب عشان ماتزعل ، لها يومين تترجاني اطلعها
عزوف : ياحقرك حقراه ، ماتشوفها لحالها وطفشانه !
انس : ماني فاضي لها انا رجل اعمال وعندي التزامات
عزوف : رجل اعمال بأحلامك السعيده ، كلك على بعضك كاشير لا تهش ولاتنش
انس : ان لم يكن لديك اعداء فأعلم انك فاشل
عزوف : ياربي لاتسخط علينا ، انا اعادي كاشير
انس : على الأقل كاشير احسن من اللي مغرزه بالثانوي حتى وظيفة كاشير كثيره عليها
عزوف : اخس يالبزر قلنالك صرت رجال وصدقت نفسك صرت تجلد جلد
انس عصب : لاتقولين بزر
عزوف : خلاص خلنا نتحدى بعض ، انت تصير رجل اعمال وانا اصير ممرضه !
انس : اووف ياكبر الأحلام اللي على بالك
عزوف : انا قدها ، وأنت ؟
انس : قدها وقدود..

ضحكت ضحكه مليانه شر : هذي حوبة بنتي ، انت الحين ميت ، وبقبرك ، شوف ربي كيف مايمهل ، انت ميّت يافارس خلاص خلصت حياتك ، مت لأنك موتت قلبها واخذت الحياه منها ، اسمع ! اسمـع ! اسمــع !
" ولاتحسبنّ الله غافلاً عمّا يعملُ الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخصُ فيهِ الأبصار "
كآن يأن مع كل كلمه ، وكأن الحلم واقع والصوت يضج براسه ، كانت انفاسه مكتومه ويحس بشي يخنقه ، فجأه رجع له النفس وفتح عيونه بقوه وزفر من اعماقه وحس بوجع يهلكه ببطنه وزاد صوت النبض ودخلت الممرضه ضربته إبره مهديه وقال ببحه : لحـظه ، لحظه
الممرضه : ارتاح بناديلك اهلك
فارس بتعب : وش صار
الممرضه : ماصار شي انت بخير ووضعك سليم لكن لازم تنام لين يلتئم جرحك ويخف عنك الألم
طلعت بسرعه ونادت سلمان ودخل مستعجل ومستانس باس راس فارس وقال بفرحه : الحمدلله على سلامتك يالغالي
فارس : انسام وينها ؟
سلمان : ارتاح لاتفكر بشي انسام باذن الله انها بخير
فارس : حلفتك بالله ياسلمان
سلمان بضيق : مفقوده ، مالقيناها
فارس غمض عيونه بقوه وزاد عليه الألم بجسمه كله وقال ببحه : دوروها تكفون
تذكر كلمتها اللي ادمت قلبه وقال بغصه : دخيل الله وبعدالله دخيلكم ، لاتتركونها
ذابت عيونه من النعس وكمل : ماودي انام ، مابيها تجيني ، مابي اشوفها
سلمان : من تقصد
فارس : ام انسام ، عذبتني من كثر ماتذكرني بحوبة اليتيمه.



انسام كانت نايمه وبراءة ملامحها عاكسه الحزن اللي داخلها ، دلال جنبها وتناظر فيها ومنكسر قلبها عليها ، وتتذكر كلامها :

قضيت ليله من اجمل ليالي حياتي وقلت خلاص ابتدا العمر الحلو ، ماوعيت الا وهو يطلق ولبسني عبايتي وطلعني برا ، حتى جزمتي الله يكرمك مالبستها ، شوفي رجولي كلهم جروح
ماادري كيف اتصرف، لكن اللي اعرفه اني مابي اشوفهم لسنه قدام
دلال : والله مادري وش اقولك ياانسام ، بس لاتضعفين ، انتي قويه دوسي على قلبك اللي حبه ، خوذي حقك ، خليه يعرف ان اللي مالها ظهر مايعني انها ضعيفه
انسام : الناس بتتكلم ، راح يقولون انسام فيها وفيها ، لكن والله لأوقفهم عند حدهم واعلمهم مين انسام !
دلال : اي ابيك كذا ، مع اني مااعرفك لكن مابي اشوفك ضعيفه ، شوفيني انا فقدت اهلي كلهم بحادث ، وتزوجت ، زوجي الله يرحمه كان قاسي شوي وكان مستغل ان ماوراي احد فالبدايه كان يعاملني بقسوه ، لكن وقفته عند حده ، صرت اخذ حقي بيدي وعمري مابكيت ولاشكيت
انسام : الله يرحمهم ، يعني عايشه لحالك ؟
دلال : عندي قرايب لكن مااختلط فيهم كثير ، مابي اشوف نظرات الشفقه بعيون احد
انسام : تعجبني القوه اللي فيك
دلال : بخليك مثلي ، ابي اشوفك ماخذه حقك
انسام : الحمدلله اللي ارسلك لي.
نامـت ، وهي مرتاحه شوي من كلام دلال ، وهذا اللي محتاجته ، شخص قوي تستمد القوه منه.
حست بصوت حولها وفتحت عيونها وغمضت بسرعه ، سمعت صوت ناصر ولد دلال وكان متضايق : متى يجي ابوي ؟ كل هذا سفر ؟
دلال بغصه : يقول الشغل كثير ولايقدر يرجع ، خلاص حبيبي انساه لاتفكر فيه
انسام لاشعورياً دمعت عيونها " نفس العذر اللي قالوه لي بوفاة امي وابوي ، لين كبرت وعرفت بنفسي ، الله يعين قلبك اذا عرفت الحقيقه ياناصر.
غمضت عيونها وتذكرت ليلتها السعيده الحزينه ، كيف كانت بقمة سعادتها وهي بحضنه ، وتتدلع عليه ، كيف طاوعه قلبه يخدعني بأبتسامته وكلامه ، ليش ارتحت له وسلمته قلبي بهالسهوله ؟

بيت ابو سعود ؛
هند كانت بالمطبخ ، وحاطه راسها على الطاوله وتنعس ، وحوار ابو سعود مع بناته ماراح من بالها ، ماتدري اذا اللي بقلبها حسد ولا لا لكن اللي متأكده منه انها محتاجه لعاطفة اب يشيل ثقل الحياه عن قلبها.
دخلت سديم واستغربت : هند ! انتي للحين مارحتي ؟ انتهى دوامك الساعه 8 الحين
هند قامت بتعب : امك قالت لاتطلعين لين ارجع
سديم : عسى ماشر فيك شي ؟
هند : لالا
سديم : اسم الله عليك شكلك تعبانه ، اذا مافيك شي لاتداومين بكرا بقول لأمي تعطيك اجازه
هند ابتسمت : مشكوره بس مافيني شي شوية ارهاق لأني صحيت بدري
سمعوا صوت من برا وكان عالي : سديم تعالي ياللي وحشتيني !



سديم استانست وطلعت : سعود ، الحمدلله على سلامتك
ضمته بقوه وطاح جواله وعصب ودفها : شوي شوي ياغبيه
سديم : الجوال اهم مني ؟
سعود : مايبيلها سؤال ذي ، الجوال اساس الحياه
دخلت امهم واستانست لما شافت سعود وسلمت عليه .
سديم : ليش تأخرتي البنت تنتظر !
ام سعود : ياهـنـد ، اعذريني على التأخير وتقدرين تطلعين
هند اخذت شنطتها وتنقبت ومرت من بينهم ولا ناظرت فيهم ، سعود كان يناظر فيها وعاقد حواجبه لين طلعت : من هذي ؟
امه : خدامه
سعود مااهتم ودخلوا جلسوا يسولفون ، هند فقدت الأمل ان ساره ترد عليها علشان ترسل لها السواق ، ومشت لبيتهم رغم انه بعيد.

ساره كان جوالها سايلنت وغارقه بين الملابس ، اشترت كل شي اعجبها ، وبقلبها تقول مثل ماهو ماخذني مصلحه انا ماخذته مصلحه ، نفيد ونستفيد.
تركي كان مستانس وهو يشوفها تشتري ، يدري ومتأكد انه صعب عليها تعطي ولدها ، حاس بالذنب ومايبي يكون اناني ، مايبي ياخذ منها ولا يعطيها ..
ساره : طلعت وهي شايله اكياس كثيره ، وساعدها تركي وشال عنها.
تركي : وين بنت خالتك اللي جت معك ، عيب عليك تركتيها لحالها
ساره طلعت جوالها وانصدمت بكمية الأتصالات من هند وعزوف ، وكلمت عزوف وردت عليها معصبه : نعم يالحقيره
ساره : اسفه عزوف وربي اسفه وينك!
عزوف : رجعت للبيت
ساره بخوف : ياحيوانه وتركتيني لحالي ، الله ياخذك
تركي استغرب وساره همست له : تخيل رجعت للبيت وتركتني
تركي : اكيد ساحبه عليها كل هالوقت وماتبينها ترجع ! عطيني الجوال
اخذه منها وقال بهدوء : الو ، عزوف
عزوف بخوف : هلا
تركي : انا طالبك وكان لساره قدر عندك لاترديني
عزوف : امر
تركي : ابي اسهر مع ساره ، غطي علينا
عزوف بصدمه : شلون
تركي : تصرفي
عزوف : بس انتبه لها
تركي : لاتوصين حريص ، سلام
قفل منها وساره ترجف خوف : لا تركي معليش مـ،
قاطعها بغمزه : حبي خلاص ضبطنا الوضع لاتخربين ، يالله تعالي..

دلال : نسومه بروح اسوي العشاء ، خوذي جوالي تسلي فيه
انسام : اوكي بدخل حساباتي واشوف
دلال : لكن انتبهي تردين على احد
انسام : ماعليك
اخذت جوالها ودخلت حسابها بالسناب وكشرت لما شافت قروب بنات عمها ، تفرجت على السريع ودخلت سنابات وفاء بنت عمها وشهقت من اعماقها لما قرت المكتوب " يارب استودعتك فارس يارب فرحنا بشفائه "والصدمه الأكبر صورة فارس بين الأجهزه.
سرحت شوي ودمعت عيونها قفلت حسابها ورمت الجوال وشدت على شعرها وقالت بحرقه : لاتخافين عليه ياغبيه ، بالطقاق خليه يموت ، لاتنسين اللي سواه ، انسام اصحي ، لاتخافين ، ياربي انزع من قلبي حبه وخوفي عليه ، يارب انسى ، يارب انسى ، يارب انسى ، يارب اجبر قلبي يارب



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-18, 07:06 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




انسام مسحت دموعها بقوه لدرجة انها جرحت جفنها ، وقفت وقالت بقسوه : لا ياانسام لا انتي قويه ، مايضعفك حبه ، راح تنسينه وهذا وعد ، حتى لو مامات راح تحرقينه ، لازم تموتينه.
اخذت عبايتها ولبستها بسرعه وطلعت ، دلال تناديها ولاردت عليها ، طلعت بسرعه ولاتدري كيف توصل للمستشفى ، دخلت للبقاله عند العامل الباكستاني إسلام ، خافت لكنها تشجعت : اسلام ، عندك سيّاره ؟
اسلام : لا والله يابابا مافي سياره ، في سيكل
انسام : مافي مشكله اخذه ؟ بروح مشوار قريب وراجعه
اسلام : انا في خوف يصير مشكله حق انتا
انسام : لاتخاف ، وشكراً يااسلام
طلعت وركبت السيكل حقه رغم انه كان ثقيل عليها لكن ساقته بمهاره ، وهي تدعي ماتضيّع طريق المستشفى.
بعد نص ساعه ، وصلت بعد معاناه وتركت السيكل بالمواقف ونزلت بسرعه والناس مستغربين ، دخلت بسرعه وقفت عند الرسبشن وبصوت خايف : لو سمحت عندكم مريض اسمه فارس الـ^
الموظف : الدور الثاني غرفة 230
انسام صعدت بسرعه تدوّر الغرفه ، لين وصلتها فتحت الغرفه بخفيف شافته نايم بصمت والغرفه فاضيه ومافي الا صوت الجهاز ، دخلت بحذر ، وقفت وسرحت فيه لحظات ، كان قلبها يتقطع وعقلها يدعي عليه وعيونها تلمع بشر وانتقام.
قربت منه ودققت فيه اكثر ، كانو حاطين الأجهزه ببطنه على جروحه ، وملامحه باهته من كثر الألم ، ويده فيها اجهزه ، قلبها رجف وشعور الحب ماتقدر تنكره لكن عقلها واعي ، انحنت لين قربت لوجهه وهمست بقهر : عساك تموت ، انت حرام تعيش اصلاً
سحبت الأسلاك اللي على بطنه بقوه وسال دمه وفتح عيونه وواضح انه دايخ ، ناظر فيها ثواني ، وثواني ليـن استوعب وفتح عيونه ع الأخير وقال ببحه : انـ،
قاطعته بقوه : لاتنطق اسمي ، لاتنطقه ، انا جيت اذبحك ماجيت لأني احبك
فارس تجاهل اوجاعه اللي بداخله ونبضات قلبه اللي ماشيه مليون ، مسك يدها بأقوى ماعنده وقال بندم واضح بعيونه : لاتروحين انسام ، اوعدك اعدل كل شي ، والله ادري اني حقير ، واستعجلت ، الشيطان شاطر و..
انسام : ايي صح الشيطان شاطر ، شاطر
سحبت يدها من يده بقوه وناظرت لجرحه بخبث وهمست : يعورك ؟
فارس : انسـام !
انسام : مثل الألم اللي تحسه ببطنك انا احسه بقلبي ، واقوى منه
حطت يدينها على بطنه مكان الجروح وضغطت بأقوى ماعندها وارتفع صوت فارس معلن الألم المميت اللي داخله والنزيف اللي ملى يدينها ، انسام كانت تبكي وتهمس بين دموعها : خذ روحه ياربي مثل مااخذ الحياه من قلبي ، خذ روحه يااللـه.
ضغطت اكثر لين حست يدينها دخلت وسط بطنه ، وصرخت بوجهه : جرب العذاب ، جرب الألم ، مو بس حنا غلطانين وانت تشوف نفسك صح ، انت اكبر غلط بحياتي ، موت ، مووت !


فارس صارت عيونه بيض من كثر مانزف دم وانسرقت انفاسه استجمع قوته ورفع ايدينه ومسك يدينها ورفعهم عنه وزفر بتعب وقال بصوت خافت : انسام ، ترا ماتفرق معي اذا عشت ولا مت ، لكن مااستاهل انك تضيعين عمرك عشاني وتروحين قصـاص ولا مؤبد
سند ظهره وغمض عيونه بقوه وكمل : استاهل الموت ، بس مو منك ، خليني اموت موتة ربي المكتوبه
انسام استوعبت اللي سوته لما شافت دمه مالي يدينها ، وصوت الجهاز صدّع براسها ومنظر فارس اللي كأنه يودع ، انفتح الباب ودخل الدكتور والممرضات وانصدموا من منظره والدكتور قال بعصبيه : نادوا الأمن يمسكوها ، لاتهرب انتبهوا
طلعت وحده من الممرضات مستعجله ، وفارس قال بصوت مبحوح : لايادكتور اتركوها ، لاتعاقبونها تكفى
الدكتور وهو يحاول يوقف نزيفه : احنا بالغصب لقينا لك دم ، هذي تعتبر جريمه يافارس
انسـام بصراخ : احسـن ، انا ابيه يموت
الدكتور : ولا كلمه يامجنونه خلينا نشوف شغلنا
فارس بتوسل : دكتور ! انا مسامحها ، ومااعطيكم الحق تعاقبونها اذا انا مسامحها
الدكتور ارتفع ضغطه : راح تموت ياغبـي
فارس : استاهل
دخلوا حراس الأمن واشرت لهم الممرضه على انسـام ، وفارس ناظر فيهم بحده : اتركوهـا
انسام : مالك شغل فيني
فارس : دكتور !
الدكتور زاد استغرابه : طلعوها برا المستشفى ولاتسوون لها شي ، بسرعه
سحبوا انسام وفلتت ايدينها منهم وهربت بسرعه للحمام اكرمكم الله وهم وراها وصرخت : بغسل ايديني من دمه الواطي ، لحظـه
شاتت باب الحمام برجلها ودخلت فتحت المويا وعلبة الصابون كلها كبتها على يدينها وكانت تبكي بحرقة قلب واعصاب ووسع الأرض ضايق فيها ، فارس من قوة الألم اللي داخله ماتوقع انه يعيش ، لكن رحمة ربه وسعته.

عزوف كانت سهرانه تنتظر ساره ، واقنعت امها انها رجعت بدري ونامت ، وحطت بسريرها مخدات تمويه انها نايمه.
كانت جالسه بالحديقه الصغيره وبين الشجر ، سرحانه بالقمر ، وجوالها بيدها تنتظر اي رساله من ساره ، انفتح الباب وناظرت برعب ، شافت سلمان يدخل بملامح كئيبه ولا انتبه لها ، جلس على الكرسي ونزل جواله على الطاوله وباكيت الدخان واخذ حبه منه وحطها بفمه وشغلها وبما ان الجو بارد كان حاط يده قبالها علشان توّلع ، عزوف ساكته ماتبي تتحرك عشان مايشوفها ، بدا يدخن وعيونه لمعت وسرحت بمكان بعيد ،مسكت جوالها وارسلت لساره تنبهها ، مااستلمتها ساره وخافت عزوف ، كتمتها ريحة الدخان ولاشعورياً كحت بقوه وناظر فيها سلمان وعقد حواجبه : اعوذ بالله ، وش تسوين انتي !
عزوف بربكه : ولاشي ، كنت جالسه بأمان الله وانت اللي درعمت ، كم مره نقولك استأذن
كحت ووقفت بتدخل لكن استوقفها صوته المبحوح : تعبـان !

عزوف لاشعورياً وقفت وناظرت فيه ، هدوء ملامحه وسرحانه ولمعة عيونه اجبرها تسأل : ليـش !
سلمان : على كثر اللي جرالي ، غريبه ان عقلي باقي براسي
عزوف مصدومه ودرست ملامحه شوي " معقوله هذا سلمان اللي دايماً رايق وبارد وينرفزني ببروده "
قالت بأستغراب : عسى ماشر ؟ شفيك
سلمان تنهد ووقف واخذ اغراضه : الشكوى لغير الله مذله
عزوف : فضفض ، ارتاح !
سلمان : ياصعب الحياه بدون ام ، وياصعبها اكثر اذا كان وجودها والعدم واحد
انفتح الباب وناظرت عزوف مفجوعه " لو شاف ساره بتصير كارثه ولو اعترفت بزواجها بتصير مصيبه بين سلمان وتركي لأن صعب عليه اقرب اصدقائه ياخذ بنت خالته لمصلحه ، حست انها بتموت من الخوف وساره نفس الشيء لما شافته بدأ يلف عشان يطلع ، عزوف بدون تفكير رفعت يدينها وضمته بقوه وأشرت لساره تدخل ، سلمان عجز يرمش ، حس نبضات قلبه وقفت ، حس بالدفا ونعومة حضنها اجبرته يقفل ايدينه عليها ويرفعها لمستواه ويدفن وجهه بشعرها ، عزوف موقف ماتنحسد عليه ، دمعت عيونها وحاولت تبعد عنه لكنه مثبتها بكل قوّته ، لدرجة انها حست بتدخل داخله..
ساره مشت بحذر وبرعب وخايفه انه يناظر ، لكنه استرسل بحضن عزوف ونسـى كل شي حوله.
عزوف بهمس : سلمان خلاص
همسها خلاه يحس على نفسه ورفع راسه ببطئ وناظر بعيونها وهمس : خليك بحضني ، عطيني اللي ماعطتني اياه امّي
عزوف : بس انا مو امك ، حرام كذا
سلمان : الله غفـور
ماعطاها مجال تتكلم وسند راسها على صدره ومسح على شعرها، عزوف اخذت نفس تهدي رجفة قلبها ، مو مصدقه انها استغلته باضعف حالاته عشان تنقذ ساره ..
طبع بوسه على كتفها وابعد بهدوء : اعتذر ولا تعتذرين !
عزوف : انا غلطت لكن انت تماديت !
سلمان : اعتبره معروف، مو غلطه عشان اتمادى فيها ، بس تبين الصدق
قرب لها وغمز بخبث : محظوظ اللي بينام ويصحى بهالحضن !
عزوف : عيب امد يدي عليك لكن اوعدك اني اوقفك عند حدك بطريقه ماترضيك !
دخلت بسرعه وكل مافيها يرجف واجهتها ساره وقالت بخوف : وش صـ،
عزوف بعصبيه : ولاكلمه ! ولا كلمه ياقليلة الأدب ، آخر مره اغطي عليك ، بحريقه انتي وتركي
دخلت سريرها وتغطت كلها وغمضت عيونها ماتبي تفكر باللي صار.
سلمان ركب سيّاره وسند ظهره وغمض عيونه ، وش سويتي فيني ياعـزوف ، هيّضتي قلبي.
رفع راسه وتعوذ من الشيطان وشغل سيّارته ومشى وهو ناوي مايرجع لهم مره ثانيه ، خايف يضايقها اكثر ، والناس بتلاحظ كثرة جيّاته وتسولف غلط ، مشى للمستشفى وصل ونزل وصعد لغرفة فارس وانصدم لما شاف الممرضه طالعه بملابس مليانه دم ، دارت فيه الأرض من الخوف ودخل بسرعه خايـف.


دارت فيه الأرض من الخوف ودخل بسرعه ، وحس احد يحط ثلج على قلبه لما شاف فارس بخير والدكتور يساعده يلبس ملابسه قال براحه : وش صـار !
الدكتور : هذي وحده مجنونه دخلت و..
قاطعه فارس بتعب : لاتهتم ، انفتح الجرح وخاطوه من جديد
سلمان : فارس اعرفك اذا كذبت ، عطني الصدق
فارس : انسام ، ضربت الجرح وانفتح
سلمان : لاحوول ، هي صحيح قويه الحركه ، لكن ماتنلام
فارس : امي شخبارها
سلمان : مازرتها
فارس غمض عيونه وتنهد : آه يايمه ، الله يسامحـك
سلمان طلع مستعجل ونزل للبوابه الرئيسيه ومثل ماتوقع شاف انسام بين يدين حرس الأمن بيطلعونها وكانت تصيح ، اسرع ووقف قدامهم وسحبها بقوه منهم وطلع فيها ، انسام استوعبت وسحبت يدها وصرخت : اتركنـي
سلمان : انسـام عيب اللي تسوينه ، فارس بيرجعك وكرامتك محفوظه ، لاتعاندين بحركاتك وتجيبين الكلام لنفسك
انسام : كل تبن انت وفارس ، وكرامتي محفوظه غصبن عنكم ، ومو فارس اللي يهزني ، بلغ هالكلام له ، والله العظيم ماكون انسام اذا ماعذبته !
سلمان بعصبيه : احترمي نفسك لاتحديني على الردى ترا لاعصبت اصير العن من فارس ! يالله امشي
مسك يدها وسحبها ناحية سيّارته وهي تحاول تفلت منه لين فتح الباب استجمعت قوتها وسحبت نفسها وصرخت : مابيكـم ، مابيــكم ، الله ياخذني اذا فكرت مجرد تفكير اني ارجع لكم !
هربت بأسرع ماعندها ، سلمان ماحب يجبرها وبنفس الوقت خايف تختفي مثل المره اللي فاتت ، ركب سيّارته ومشى وراها بهدوء على الأقل يعرف مكانها.

الساعه 12 الليل ؛
طلعت ساره وهي تدعي ان امها ماتصحى ، مافي احد يغطي عليها لاعزوف ولاهند ، هند نامت من اول مارجعت من بيت ابو سعود ، وعزوف صاحيه لكن حالفه ماتغطي عليها.
وصل تركي وقف لها بمكان بعيد ، ومشت كم خطوه لين وصلت لـه ، ركبت وهي ترجف ، داهمتها ريحة عطره الهاديه ، اللي ارخت اعصابها وتنهدت بخمول : حرام عليك ، قلتلك مره بالأسبوع ، مابي اخلي امي تشك مجرد شك فيني
تركي : على بالك معجبني حالك كذا ، بس ماباليدّ حيله
ساره : لا بيدك تخطبني من امي ، ماراح ترفض ابد ، لكن انت تبيه بالسر ، وش بتفرق يعني ؟ من بيعرف غير امي وخالاتي
تركي : لكن اذا عرفوا امك وخالاتك مابيرضون انك تسلمين ولدك حتى لو مقابل ملايين
ساره اوجعها قلبها من موضوع ولدها اللي للحين ماجاء ، حاسه بالذنب قبل تسوي بغصه : يعني تدري ان هالشيء غلط ، وحرام تحرم ام من ضناها
تركي : انتي وافقتي مااجبرناك ، تبين نتطلق ونكنسل كل شي ترا ماعندي مانع ، في الف وحده
ساره عصبت : كذاب ، مالقيت الا انا ، والدليل انك جلست اسبوعين تنتظر ردي.
تركي ضحك ضحكه لها دلالات كثيره ، نرفزت ساره.

ساره عصبت : كذاب ، مالقيت الا انا ، والدليل انك جلست اسبوعين تنتظر ردي رغم انك تبي الجواب خلال يومين
تركي : سـاره ! انا مالي نيه اطلقك واخذ ولدك ، ان قالها الله ببقى معك واعلن زواجنا
ساره ناظرت فيه بصدمه وجمود وهمست : و. وزوجتك ؟
تركي : ماابيها ، هي بنت عمي واكبر مني بـ 7 سنوات ، جبروني عليها كوني ولد عمها الوحيد وسترها وغطاها ، صار لي اربع سنين متزوجها ، ومابي عيال منها ، وهي مصره تبي تسكت الناس اللي تتكلم عليها ،واقنعتني اتزوج عشان الولد ، لكن انا تزوجت لأني محتاج وحده تفهمني ، مثل تفكيري وقريبه لعمري !
ساره بصدمه : اربع سنين! لكن حنان قالت 14 سنه وانت متزوج !
تركي : هذي كذبه علشان تحسبيني شايب وماتستانسين فيني.. لكن تكفين ياساره انا محتاجك ، تعبت من حياة النكد اللي عايشها
ساره صدت عنه وكانت تفرك يدينها بتوتر تحاول تستوعب اللي قاله.
تركي : متأكد ان مافي ام تبيع ولدها عشان الفلوس ، وادري انك وافقتي من ورا قلبك على هالشيء ، وعاذرك عليه
ساره بضيق : بس حرام تقول عنها كذا ، تبقى بنت عمك وزوجتك
تركي : ومو حرام اللي سوته فيني ! تبلتني عشان اخذها وضيّعت شبابي وحرمتني من ابسط حقوقي وهي حياه كريمه مع زوجه احبها وتحبني ونفهم بعضنا !
ساره بمعنى الكلمه عاشت صراع نفسي بهاللحظه ، خطوه راح تغير حياتها جذرياً ، لو وافقت واعلن زواجها تركي راح ينصدم بموضوع امها وخالاتها ويعرف سبب عدم زواجها ، وراح يطلقها ، وبتخسر كل شي.
تركي : ساره مابي اجبرك على شي
ساره مسحت دموعها واخذت نفس وقالت بهدوء : خلنا كذا لين ربي يفرجها..
تركي : انا ادري بقلبك كلام كثير ، لكن مثل ماقلتلك انا بفهمك وبوقف معك ، متى ماحبيتي تسولفين انا موجود لك..

بعد اسبوع ؛
طلع فارس من المستشفى ، ولا احد فرح بطلعته ، كان جوهم مثل اجواء العزاء والأيام الحزينه اللي تعقبها ، انسام مايدرون وينها لكن سلمان طمنهم انها بخير وانها عند " خالتها " وهو اصلاً مايدري وش تصير لها لكنه تأكد ان البيت فيه حرمه وولدها ، وانسام ساكنه معاهم.
كان جالس بالصاله ودخلت جدته وماقالت ولا كلمه حتى الحمدلله على سلامتك ، دخل ابو فارس وجلس تعبان لأنه وفى بنذره واطعم ميّة مسكين..
فارس : شخبارك ياجده
جدته بأنفعال : لاتكلمني ليوم الدين ، الله لايسامحك على اللي سويته باليتيمه
فارس : ماازكي نفسي انا غلطان مليون بالميه لكن انتي ساس الغلط ، اجبرتي اليتيمه على شـيً ماتبيه
جدته : كنت متأكده انها بترضى وتحبك مع الوقت ، وهذا اللي صار ، البنت عشقتك لدرجة اني كل مادخل عليها القاها تناظر لصورتك ، بس انت كسرت قلبها ، حسبي الله عليك !



فارس : لحد يتدخل باللي بيني وبين انسام ، انا بحل كل شي
جدته : وش تحلّ ؟ بهالسهوله ماشاءالله ؟ تحسب اللي انكسر يتصلح ؟ واذا صلحته وش يجبر قلب انسام ، وش يسكت الناس عن الكلام بشرفها
فارس قام وهو معصب ودمه يفور : خلاص يامسلمـه لاتخليني اقلل احترامي عليك ، ترا مو ناقصني ! يكفي النيران اللي بداخلي ، لاتحديني اخربها
مشى عنهم وهو يترنح بسبب الألم ، قال بهدوء : وفاء الحقيني
وفاء خافت من نبرته ، حست نهايتها الحين على يده.
جدته : معجبك كلامه علي ياولدي ؟
ابو فارس : انتي صادقه بكلامك لكن مو وقت عتاب ، الرجال مريض ويبي يرتاح ، وبراسه عقل ويدري انه غلط ، وراح يصلح غلطه وانا متأكد ، حتى لو رفضت انسام ترجع.
وفاء دخلت وراه غرفته ، جلس بتعب وسند ظهره ، وقفت وعيونها بالأرض.
فارس : منهو نشر خبر الطلاق ؟
وفاء : بـ، بس ارسلت لبنات عمي
فارس : وبنات عمك ارسلوا لبنات خالهم ، وبنات خالهم ارسلوا لصديقاتهم ، وصديقاتهم ارسلوا للجيران ، وانتي السبب
وفاء : والله ماكنت اقصد
فارس : احمدي ربك مافيني حيل اضرب ، وين انسام ؟
وفاء : ماادري
فارس بحده : وينهــا !
وفاء بخوف : والله ماادري
فارس : كيف عرفت اني بالمستشفى ؟
وفاء : ماادري لـ.
تذكرت شي وقالت بسرعه : شافت سنابتي وانا مصورتك
فارس نفسه يمسكها ويحوسها : جوالها بالبيت ما اخذته معاها
وفاء : يمديها تدبر جوال ، وبعدين فارس لو سمحت لاتحملني الغلط ، انت البادي وانت اللي طلقتها ، والخبر الشين ينتشر بسرعه
فارس : عطيني جوالك
وفاء بدون تردد عطته جوالها وطلعت , فارس ارسل لـ انسام وجلس ينتظرها تفتحهـا.

انسام : بروح لها
دلال : انسام لاتسوين شي يخرب كل شي ، مالها ذنب امل
انسام : لها ذنب ، لو ماحبها فارس مانهدمت حياتي
دلال : بعد مالها ذنب هي انخدعت مثله
انسام : وانا وش ذنبي يادلال ، انتي ماتزوجتي انسان تحبينه وتطلقتي بليلة زواجك عشان كذا مو حاسه فيني ، لاتلوميني على اللي بسويه
دلال : طيب بروح معك
انسام : يالله
دلال طلبت سواق ودقايق كان عندهم ، ركبوا معاه وانسام وصفت له العنوان "بيت خالات فارس " لأنها ماتدل بيت ابو امل ، وصلهم وحاسبوه ونزلوا ، طقت الباب انسام وثواني وانفتح لها ودخلت وكشفت عن وجهها ، شافت هند وقعدوا ثواني يتذكرون وين شايفين بعض ، وتذكروا الزواج.
هند : انسام !
انسام : وين ام امل ؟
هند : وش تبين فيها
انسام : وانتي شدخلك ؟ انقلعي ناديها
هند : لاتغلطين وانتي في بيتنا !
انسام : وين عزوف ليش مافتحت لي الباب وفكتني منك يالغبيه
هند : ترا اعرف ارد واغلط عليك لكن الحشيمه لفارس !
انسام : تراب عليك وعلى فارس الكلب معك ..




انسام : تراب عليك وعلى فارس الكلب معك
هند توسعت عيونها بصدمه : هييييه !
انسام : انتي شكلك مطوله
دفتها ودخلت وهي تنادي بأعلى صوت : ام امــل !
انفتحت ابواب الغرف وطلعوا الكل مفجوعين من صراخها ، عزوف طلعت لها مصدومه : انسام ! شفيك
انسام : ابي ام امل ، وينها
مريم : انا امها ، وش تبين ؟
انسام : عطيني عنوان بنتك
مريم : ليش
انسام : بروح اهدم حياتها مثل ماهدمت حياتي
مريم بخوف : استحي على وجهك هالكلام حتى الكفار مايصير بينهم ، ليش وش ضرتك فيه بنتي ؟
انسام : بنتك هدمت حياتي اقولك ، بنتك دمرتني ، صار حالي مثل حالكم ، طلقني فارس بليلة زواجي انتقام لأبوه اللي حرمه من امل
مريم : وبنتي وش دخلها بفارس وابوه !
عزوف : لحظه ياخاله لحظه انسام ، ترا الصراخ مايجيب حل
مريم قالت بقوه عشان ماتبكي : ام فارس اللي دمرت حياة الكل ، وأولها فارس اللي طاش بالحياه وضاع بين امه وابوه ، واخرتها انتي ، امل مالها ذنب ياانسام !
انسام جلست ومسكتها دلال ، قالت بتعب وصوت مبحوح : الله يحرق قلبه مثل مااحرق قلبي
عزوف جلست جنبها وقالت بهدوء : انسام حبيبتي حنا مقدرين موقفك ، وندري اللي صارلك اصعب من اننا نواسيك ونهون عليك ، لكن لاتضعفين ، خلك قويه وخوذي حقك منه ، ماراح نوقف معه لأنه ولد خالتنا ، لا بنوقف معك لأنه الغلطان ويستاهل اللي يجيه
انسام : وكيف اخذ حقي منه ، مايضره شي
عزوف ناظرت لخالاتها وايدوها بنظراتهم وقالت بقهر : تقدرين ، لاتبكين ، امسحي دموعك لاتنزل عشان رجل
انسام مسحت دموعها بقوه وقامت وطلعت بسرعه ودلال وراها..
عزوف تنهدت بضيق وهند قالت بقهر : حلوه ذي ، جايه تغلط علينا وانتي تواسينها
عزوف : تلومينها ؟ انجرحت جرح عمرها ماتنساه ، انهانت كرامتها وماتنلام تسوي اي شي عشان تنفس عن غضبها.
مشاعل : الله يكون بعونها.

رائد كان نايم وصحى على صوت جواله ، فز بسرعه وهو يدعي انها بشارة خير عن انسام.
شاف رقم راكان ورد بضيق : هلا
راكان : وينك
رائد : بالبيت ، صار شي ؟
راكان : فارس عرف انك انت اللي متسبب بطعنه ، لاتقابله ابد ، وترا هو اللي طلبني اطنش موضوعك ومااشتكي عليك
رائد : رغم اني مو انا اللي طعنته ، لكن النيه موجوده لين يموت ، على بالك بخاف يعني
راكان : كلامك بوصله له عشان ياخذ حذره ويسجنك ياقليل النخوه ، وش خليت للغريب دام هذي نواياك لولد عمك
رائد : وفارس وين نخوته يوم طلق مرته وطردها الفجر ! ياخي انتم الكلام معاكم ضايع ، سلام.
قفل بوجهه ورجع ينام وهو معصب عليهم ، غصب بيطلعونه هو الغلطان رغم ان الغلط فيهم ومنهم.
راكان كان حاط جواله سبيكر ، وفارس سمع كل المكالمه..


ساره صحت وهي ترجف من البرد ، قامت وحست بثقل بجسمها وانعدمت الرؤيه قدامها وطاحت وكحت بقوه وقالت بصوت مبحوح : هند ساعديني
هند فزت وراحت لها خايفه : اسم الله شفيك
ساره : احس بـغثيان
هند مسكت خدها وشهقت : حرارتك مرتفعه ، قومي انسدحي
ساره قامت بسرعه وطلعت لدورة المياه واستفرغت " اكرمكم الله "
هند ظلت ثواني بمكانها مصدومه وارتسمت شبه ابتسامه ع شفايفها " اكيد حامـل "
دخلت ساره وطاحت بسريرها وجهها اصفر وحالتها حاله ، غطتها هند وجابت لها خافض حراره وسوت لها كمادات.
ساره بصوت مبحوح : آه ياراسي
هند : خليني اوديك للدكتوره ونتطمن ، واعتقد انك حامل
ساره ناظرت فيها مفزوعه والكلمه تتردد براسها ، حست بثقلها وصعوبتها ودمعت عيونها.
هند : شفيك
ساره بندم : يارب تستر علي وتفرج لي يارب.
هند : انتبهي لنفسك انا بدأ دوامي
ساره : لاتتأخرين ، عزوف حالفه ماتساعدني
هند : ليش
ساره : من اخر موقف صار بينها وبين سلمان ، ضمته عشان تغطي علي
هند رجفت يدها : ضمته ؟
ساره بملل : ايه ضمته اييه ، ضمته عشان تغطي علي بطلي اوهام
هند لبست عبايتها وطلعت بسرعه وهي تحر وتبرد من القهر ، كل ماتحاول تحب عزوف تكرهها اكثر من الغيره ، هي متأكده انها مستحيل تتزوج سلمان لكن متفائله ، التفاؤل مو حرام على بني ادم ، ومن ابسط حقوقه يتخيل ، ومن كثر ماتتخيل صارت تحب من قلبها وتغار.

فـارس ؛
رغم التعب اللي فيه قرر يطلع ويدور على انسام ، يبي يتطمن عليه حتى لو كانت تشوفه عدوها ، حتى لو تبي تقتله ، مد يده بيفتح الباب وانفتح ، ودخل سلمان وناظر فيه بتعجّب : وين تبي وانت جرحك مابعد التئم !
فارس بهم : ابي ادور انسام
سلمان : تطمن هي بخير
فارس عقد حواجبه : وش دراك
سلمان بوهقه : سلام
مشى من جنبه وفارس مسك ياقة ثوبه بقوه وقال بحده : تعرف مكانها يالخسيس وماتقول لي
سلمان : واذا قلتلك وش بتستفيد ، خلها ترتاح بعيد عننا
فارس : ماراح اخذها ، بس بشوفها
سلمان : اسف ، ماراح اقولك
فارس بقوه : سلمـان تكلم لاتهبل بي
سلمان : لاتحاول ، ابوي وهو ابوي ماخبرته بمكانها ، ابي البنت ترتاح وتبعد عن كلام الناس
فارس : لكن انا ابي ارجعها لذمتي ، ابي اسكت الناس !
سلمان : ماهي بضاعه يافارس تبيعها وتشتريها بمزاجك ، لاتتأمل انها ممكن توافق وترجع لك ، انسى هالشيء !
فارس : ماهو فارس اللي ينقال له هالكلام ، ومثل ماجبت انسام مره بجيبها مرتن ثانيه
سلمان : الا فارس اللي ينقال له هالكلام ، وانسام احلم انها ترجع لك ، اذا محسب الناس على مزاجك فـ انت غلطان
فارس بتحدي : مشكلتك اكثر واحد تعرفني ياصديق عمري ، الكلام كلن يقوله لكن الأفعال تثبت لك.



هند ركبت مع السايق واخذها لبيت ابو سعود وكانت ماسكه عبرتها من القهر ماتبي تبكي ، دخلت وهي مستعجله واسرعت بخطواتها ماحست الا وهي صاقعه بالإرض من قوة الطيحه ، ولاشعورياً بكت من الألم وعجزت ترفع راسها ، حست رجلها ملتويه بحبل وهو اللي طيحها ، حاولت تقوم لكن عاجزه.
سمعت صوت غريب حولها وسكتت مرعوبه لما تنحنح : معليش اسف ، كنت اشتغل بالحبل ، اذا تحسين بألم خليني اخذك للطبيب
هند استجمعت قوتها وقامت بتعب ودخلت وهي تعرج ، ولاشافته ولاتدري من هو صاحب الصوت.
واجهتها ام سعود وهي مستغربه من شكلها : عسى ماشر !
هند : مافيني شي بس طحت وتألمت
ام سعود : سلامتك ، ادخلي للمطبخ نظفيه وبعدين نظفي غرف البنات وغرفة سعود وانزلي رتبي باقي الغرف وترا مافي احد بالبيت
هند صدع راسها من كثر الطلبات : ان شاءالله
ام سعود : واذا جوعانه ترا بقى من عشانا تعشي واشتغلي
هند بقهر تخفيه : شبعانه ولله الحمد
دخلت بسرعه للمطبخ شالت نقابها واخذت نفس تهدي نفسها ، رفعت رجلها وشافتها منتفخه ولونها ازرق ، اهملتها وراحت تشتغل.

انسـام ؛
وقفت قبال بيت عمها بحذر وهي ماسكه علبة البانزين ، والكبريت بيدها الثانيه.
دلال كانت خايفه : انسام تعوذي من الشيطان راح يكشفونك
انسام : عادي ، اذا خايفه ارجعي ماقلتلك تجين معي
دلال : مايطاوعني قلبي اخليك ، والله غلط اللي تسوينه
انسام بهمس : الحين شلون احرق وناصر يشوف ؟ خوذيه وارجعوا
دلال : صادقه لكن ماقدر اتركه ولا اقدر اتركك
انسام : ناصر اهم ، خوذيه وابعدوا بسرعه ، ولاتحاولين تقنعيني ، انا اللي براسي بسويه يعني بسويه
دلال اخذت ولدها ناصر ومشت فيه لأبعد مكان وكان نعسان وتعبان لأن الوقت متأخر ، شالته ونومته على كتفها ووقفت تترقب الحدث.
انسام قربت للبيت وهي ترجف ، لكن كل ماتتذكر كذب فارس وطلاقه لها تحقد اكثر ، وقفت قدام سيّارة فارس ، وناظرت يمين وشمال وتأكدت ان مافي احد يشوفها ، فتحت البانزين ورشته على سيّارته كلها ، وابعدت شوي وشالت القفاز الأسود اللي لابسته لأنه فيه بانزين ، وفتحت الكبريته وشغلت عود ورمته على سيّارته ، ورغم صغر عود الكبريت وضئالته الا ان النار وصلت السماء ، انسام من الخرعه طاحت وضاقت انفاسها ، عجزت تتحرك وهي تشوف سيّارة فارس تذوب قدامها ، والدخان ملى الحاره ملي ، دلال شهقت لما شافت انسام جالسه وواضح انها مصدومه واستوعبت اللي سوّته ، نزلت ولدها وهربت لأنسام بسرعه وقّومتها معاها وهربوا متجاهلين الأصوات اللي ارتفعت ، دلال اخذت ولدها وانسام ناظرت للسياره وتوسعت عيونها بصدمه لما شافت النار اكلت شجر بيت عمها ودخلت له ، وصارت الحريقه ببيتهم .


قالت برعب : دلال ، بيت عمي احترق
دلال : خلينا نهرب ، بسرعه قبل يشوفوننا
انسام : لـ، لحظه بتطمن عليهم
دلال : انتي مجنونه ؟ مو هذا اللي بغيتيه
انسام : لا ، بس كنت بحرق سيارته
دلال : وش استفدتي الحين ؟ بيموتون كلهم
انسام ناظرت فيها ودمعت عيونها لفكرة انهم يموتون بسببها ، صح انهم يستاهلون لكن حرام يموتون.
دلال شافتها مصدومه ومو قادره تتحرك وسحبتها بسرعه وراحوا بطريقهم.

ام راكان وعت على ازعاج فضيع بشارعهم ، قعدت ثواني تستوعب لين داهمتها ريحه قويه وفزت مثل المجنونه لما شافت غرفتها تعج بالدخان وصرخت بهلع : ابو فارس ، ابوفارس
ناظر فيها مستغرب لكن ماشافها لأن الدخان حاجب الرؤيه وقام مفزوع : دافع البلا ، وش صـار
ام راكان تكح : اسـ، اسمع الإزعاج برا
قام بسرعه وفتح الشباك وحس بدوخه من هول المنظر اللي شافه ، الناس ماليه الشارع ملي من قوة الدخان ، والنار ماكله حديقته اكل وسيّارة فارس وباقي شوي وتدخل البيت وتحرقهم.
قال بقوه : قومي بسرعه
اخذ شماغه وتلثم فيه وطلع بأقصى سرعته فتح باب غرفة وفاء وشغل النور ونفس الشي كانت غرفتها تعج قرب لها كان وجهها ازرق ومختنقه ومو حاسه ، دب الرعب بقلبه ومسك كوب الماء اللي جنبها وصب بيده وغسل وجهها وقال بخوف : وفاء ، وفاء قومي
وفاء ناظرت فيه بعيون حمر وكحت بقوه ، سحبها قبل لاتستوعب اخذها وعطاها امها وقال بقوه : اطلعوا من الباب الثاني ، بسرعه
دخل غرفة سلمان وبما انها كانت اخر شي فالدخان مابعد وصلها، فتح ودخل ، وكان سلمان توه طالع من الحمام اعزكم الله وقاعد يلبس تيشرته وشعره مبلول وطايح على جبينه وعيونه ، وابتسم لما شاف ابوه : ياصباح الحب
ابوه عصب : امش امش لابارك الله فيك ولا بدمك البارد البيت يحترق وانت مروق ، اخلص
سلمان لبس تيشرته بسرعه وطلع وراه وانصدم بالعجاجه السوداء اللي هجمت عليه وخنقته ورفع تيشرته لخشمه علشان ماتخنقه ، ابوه خلاص نقطه ويموت من كثر مااختنق نزل بسرعه يدور الباب ويدعي ان الله يسلمهم ، سلمان نزل وراه وعلى اخر درجه تذكّـر فارس ، رغم ان انفاسه ضاقت واذا رجع ممكن يموت ، لكنه صعد بسرعه.
ابوه شافه يصعد وصرخ عليه : ياولد ، ارجـع
سلمان بحده : فارس نسيتووه وهو تعبان مايقدر ينزل لحاله
ابوه : سلمان بتموت يا..
كح ، وسلمان قال بقوه : اموت مع فارس ، ولا اعيش بدونه
ابو فارس دخلوا شباب من الشباك وسحبوه بسرعه لأن النار اكلت الأبواب و الصاله وبدت تصعد لباقي البيت.
ابو فارس وام راكان ووفاء وصلوا بر الأمان ، وام راكان تحمد ربها ان راكان سافر ولاهو موجود بالبيت.
ابو فارس نزلت دموعه خوف على عياله وقال بتوسل : طلعوهم ، تكفون !



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-18, 01:14 AM   #17

nessrine noussa
 
الصورة الرمزية nessrine noussa

? العضوٌ??? » 421593
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 176
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » nessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond reputenessrine noussa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nessrine noussa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-18, 09:30 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



فارس صحى وهو مستغرب من قوة الطق ويشم ريحه غريبه ولأن غرفته ظلام ماانتبه للدخان ، فتح الباب بتعب وانصدم لما شاف سلمان رافع تيشرته ومغطي نص وجهه ومو باين الا عيونه الحمر ، طفى الكهرب وصار الجو ظلام ونوّر لهم ضوء النار
فارس بقوه : شصايـر !
سلمان : البيت احترق ، امش بسرعه
نزلوا بسرعه لين وصلوا لنص الدرج وهنا كانت المصيبه ، تهجمتهم النار حسوا شعر جسمهم احترق من الحراره
سلمان : شلون الحين
فارس ناظر تحته من جهة اليمين وشاف ان النار مابعد وصلت للجزء الخلفي من الدور الأرضي وقال بسرعه : انقز
سلمان ماتردد وركب من فوق الدرج ونقز ع الأرض ووقف بسرعه : يالله فارس
فارس رغم الألم ببطنه الا انه تحامل على نفسه وركب ورمى نفسه على سلمان ومسكه بقوه ووقفه ، ودخل سلمان للمطبخ ، واخذ قدر وملاه مويا وطلع للصاله يحاول يخمد النار قبل توصلهم لكن النار كانت اقوى ، فارس خلاص من قوة الألم جلس على باب المطبخ وسند ظهره : حوبتها ، والله حوبتها ، انطعنت ومامت ، والحين راح احترق واموت
سلمان مافقد الأمل ورجع يعبي مويا ويكب رغم ان النار قريبه منهم لحد كبير.. سلمان طاحت يدينه وانكتم ، شد شعره وتأمل النار بعيون تلمع ، معقوله هذي اخر لحظاتنا
فارس : سلمان تشهد ، لاإله الا الله
سلمان : لاتيأس
بقمة لحظات اليأس وبقمة الهلع والحزن والخوف برا وداخل البيت ، حسوا بماء بارد ينرش عليهم ويخمد النار ، وسبح البيت بالماء وصار السواد سيّد المكان
سلمان هرب للباب بأسرع ماعنده وطاح على رُكبه وكح بقوه واخذ نفس عميق وهمس : الحمدلله ، الحمدلله
فارس طلع وهو ماسك بطنه وفجاه حس نفسه بحضن ابوه ويبوس كتفه : الحمدلله على سلامتكم الحمدلله
فارس ماكان مركز معاه ، كانت عيونه سرحانه بسيّارته اللي صارت كأنها لعبه ، سوداء اعتم من الليل ، مشى لها بخطوات حذره ومصدومه وقال بهدوء : من اللي احرقها ؟
ناظر بالمتواجدين كلهم وقال بأعلى صوت يملكه : من اللي احرقهـــــــا !!
ابوه : هد اعصابك لقينا علبة بانزين بالأرض يعني الحريقه بفعل فاعل وبأذن الله نمسكه وماينام الليله الا بالسجن
فارس بحرقه : دافع دم قلبي على سيّارتي وانت تقول هد اعصابك
ابوه بحده : سيّارتك ماهي اغلى من بيتي اللي راح ، احمد ربك بالحديد ولا بالعبيد ، الحمدلله على سلامتنا
واحد من الحضور تقدم لهم وقال بهدوء : الحريقه بدت بسيارة فارس ثم اكلت شجر البيت ، يعني الفاعل كان قاصد السياره بس
فارس سرح شوي وعرف الفاعل وشد قبضة يده وقال بقهر " وش بقى ماخذيتيه ياانسام ، انتقمتي وزياده ، لكن انا اوريك ، والله لعلمك ان سود الليالي مو بالطلاق وبس !


تقدم لسلمان وقال بهدوء يخفي خلفه عواصف : علمني مكانها
سلمان ببرود : انسى ، البنت مقهوره وتسوي اشياء بدون بدون ماتحس ، وانت معصب الحين ، اذا هديت بنتكلم
فارس : احياناً احس اني لازم اذبحك عشان ارتاح ، اجل محترقين ببيتنا وسيارتنا وبغينا نموت وماتبي تعلمني مكانها ؟
سلمان : انا ماشي ، تبي تجي معي حياك
فارس : تقلع من قدامي بسرعه ياخوي لاتخليني اشعل النار من جديد عشان تموت بس !
سلمان : ماظنتي تسويها ، سلام
راح سلمان وركب سيّارته ، فارس ركب مع واحد من عيال الجيران وراح ، ابو فارس اخذ اهله لفندق رغم ان مامعه فلوس ومايدري اذا اغراضهم احترقت ولالا ، تسلف من احد الجيران ورغم انهم عرضوا عليه انه ينام ببيتهم ، لكن ابو فارس رفض.

سلمـان كان يتمشى ولايدري وين يروح ، الوقت قريب الفجر
بدون شعور حصل نفسه عند بيت خواله ، نزل بسرعه وهو يدعي ان كلهم نايمين عشان مايشوفونه بهالمنظر.
عزوف كانت جالسه بالحوش وتنتظر ساره وهند اللي راحوا للمستشفى ، لأن ساره تعبت كثير ، ومالقت الا هالوقت عشان ماتلاحظ امها ، عزوف سمعت صوت سيّارته وحسبت هند وساره رجعوا وقفت بسرعه وفتحت جزء من الباب
سلمان وقف مستغرب من الباب اللي انفتح
عزوف استغربت محد دخل ولاسمعت لهم حس وتحسفت على الكلام اللي قالته لساره وحسبتها متعمده مادخلت.
ضحكت وقالت بصوت عذب : سامحتك ، ادخلي حبيبتي
سلمان نسى كل شي وقرب للباب وطلّ عليها وقال بنفس هدوئها : انا مو بنت تقدرين تقولين ادخل حبيبي
عزوف خااااافففففففففففففت وتغيرت ملامحها ودفت راسه برا وقفلت الباب بوجهه ، كان صوت سلمان لكن وجهه اسمر حيل من قوة الدخان عشان كذا فجعها.
سلمان ضحك على شكلها وطق بهدوء : افتحي يالخبله ، انتي كذا نظامك تفتحين لكل من هب ودب ؟ من كنتي تنتظرين
عزوف بقهر : انتظر ساره وهند راحوا للمستشفى
سلمان : عشان لاتعصبين ترا كنت بطق الباب واستاذن بس انتي فتحتيه ، يالله الحين افتحي بهدوء وادخلي
عزوف : مابي افتح ، وش جايبك بهالوقت لبيت مابه الا حريم
سلمان : ترا بيت خالاتي لاتنسين ، ولولا الظروف ماجيت
عزوف بسخريه : وش ظروفك
سلمان بضيق : عزوف افتحي قسم بالله بيتنا احترق وماني لاقي مكان انام فيه ، بريح ساعتين واروح ادور لي فندق
عزوف فتحت له ودخلت بسرعه لكن سلمان اسرع ومسك ذراعها ورجعها له وقال بأبتسامه : شكلك مو مصدقه ان بيتنا احترق
عزوف بربكه : الا مصدقه و.. اتركني !
سلمان : لا مو مصدقه واضح ، ضميني عشان تشمين ريحة الدخان
عزوف تلون وجهها واحتدت نظراتها وضحك سلمان ببرود : يالله وقفيني عند حدي ، شلون ؟ بس لحظه قبل توقفيني عند حدي خليني اضمك . .


قبل تتكلم سحبها ولفها وصار ظهرها على صدره وسد فمها وهمس : اوعدك بتاخذين حقك مني وتضربيني على كيفك بس خليني اضمك
عزوف بيدينها مسكت يده وشالتها عن فمها وقالت بقهر : والله بتندم ، اتركني بسرعه مابي اصرخ ، امي صاحيه
سلمان : بقول لها انا ولد الحلال اللي تدعين الله يرزق بنتك فيه
عزوف بصدمه : كل تبن يالخارج عن الفطره واتركني ، تحذير اخير
سلمان : سبحان اللي خلقك وخلق ابو جمالك اللي جاب راسي
عزوف : بتشوف الحين راسك وش اسوي فيه بس اتركني
سلمان ارخى شدته عليها والتفتت له وكان بيدها مفتاح سيّارته اخذته من جيبه بسلاسه وبدون مايحس ، برمشة عين شخطت وجهه بقوه وقالت بعيون دامعه وصوت يرجف : ماتستحي ولا تعلمت الأدب ، ماقصرت امك خلت الناس تتكلم علينا ، وانت زدت الطين بله و..
قبل تكمل كلامها تقدم لها بنظرات حاده ارعبتها ورجعت بسرعه لين ضرب ظهرها بالجدار ووقفت ، وقف قبالها وهمس بصرامه : لاتجيبين طاري امي ، علامك ماتفهمين ، كم مره اقولك لاتجيبين هالطاري ، مايحتاج تذكريني تكفيني نظرات الناس وكلامهم
عزوف لأول مره تحس بالذنب من شي تقوله ، ناظرت لخده وكان مكان الجرح ينزف ، لاشعوريا مسكت طرف كمها ومسحت على الجرح وضغطت عليه ونزلت عيونها تتهرب من نظراته وهمست بضيق : ماكان قصدي اضايقك لكن ضايقتني بحركاتك وحديتني اتكلم
سلمان اخذ نفس يكتم عصبيته وهمس بهدوء : اعترف اني احيانا اتمادى بحركاتي لكن ماعندي اي قصد اضرك ، فارس زعل منك لأنك اشتكيتي على امي ، وقال لي اتقرب لك عشان اطيّحك مثل ماطاحت انسام ، لكن مستحيل اكسر فرحة خالتي وانا اللي مرجعها لها ، مستحيل اخون امانتها يوم قالت لي عزوف برقبتك
عزوف كانت تناظر عيونه وهو يتكلم وتفكر بكلامه اللي احرقها " فارس هذي نيته ليّ ؟ كنت متأكده انه حقير لكن مو لهدرجه "
سلمان ابعد عنها خطوتين وقالت برجفه : بتروح ؟
سلمان : بنام بسيارتي
عزوف : لا بتنام هنا
ابتسم ببرود : ادري انك تبيني وماتطيقين فراقي لكن بمشي
عزوف رجعت انقهرت من اسلوبه وكيف يقدر يتسفزها قربت له وابتسمت بخبث تخفيه : واذا قلتلك ماراح تطلع لأني فعلاً ابيك وماطيق فراقك ، بتجلس ؟
سلمان عرف خطتها وكتم ضحكته وقال بحده : لا !
عزوف : بكيفك الباب يوسع جمل ، لا يوسع حلال ابوي كله
سلمان : على طاري حلال ابوك ، ماشتقتي للغنم والأبل
عزوف : لا
سلمان عدل وقفته وقال بهدوء : ياغبيه ادري انك ماتشتاقين لشي غيري لكن شلون تهون عليك غنماتك ؟
عزوف : لاتجلطني وادخل نم لين نلقى لك حل
سلمان : ياليت تتأخرين بالحلول
عزوف : ماينعرف صدقك من كذبك ، ساعه معصب ساعه تضحك
سلمان : بسببك ياللي تهزين ثباتي هز ..


عزوف سكتت ثواني تستوعب كلمته
احيـان تحسه مكسور ويقول الكلام اللي يحتاج يسمعه حتى لو كان مزح ، واحياناً تقنعها نظراته ان كلامه صادق
رجف قلبها من كلمته " هزيتي ثباتي "
قالت بهدوء : وش تبي مني ؟
سلمان ركز بكلمتها وسرح شوي ، تنهد وقال بغموض : اللي ابيه ابطلبه من ربي مو من البشر
انفتح الباب ودخلوا ساره وهند وخافوا من وجود سلمان لكن ريّحتهم ملامحه ونظراته لهم
هند كانت تناظر بغيره لكن سيطر خوفها على غيرتها من شكل سلمان اللي متغير ومتشرب بشرته سمار خفيف وايدينه فيها خطوط سوداء وفي جرح بدقنه واصل لنصف خده قربت له وقالت بخوف : سلمان شفيك ؟تعبان شي ؟
سلمان : لا بس احترق بيتنا و.
هند بشهقه : احترق ! صار لكم شي ؟
عزوف عقدت حواجبها وسلمان قال ببرود : لا ، عزوف !
عزوف فهمت عليه ودخلت فرشت له فراش بالمجلس ورجعت لغرفتها وسلمان دخل ينام ، هند غيرتها وحزنها ماينوصف لكن ماتقدر تسولف مع عزوف لأنها ببساطه راح تعطيها رد ماتنساه بحياتها.

انسام تنام وتقوم على صياح ودموع وهموم مالها اخر ، خايفه تكون ضرت احد او جنت على نفسها ، ماتدري بأي لحظه يسحبونها الشرطه وتعيش بالسجن ، متأكده انها بتموت لأنها ماعاد فيها طاقه تتحمل شي ، كل ماتتذكر فارس تضرب قلبها وراسها وتكره نفسها الف مره لأنها حبت شخص حقير بمعنى الكلمه ، مايستاهل ، ورغم انها كانت عارفه بحقارته الا انها تأملت فيه خير ، ماتدري وش تسوي عشان تبرد الحرقه اللي داخلها ، القتل حرام ، حرقت سيّارته لكن مابرد قلبها ، ماتقدر تفضحه لأنه رجل ومايضره شي ، قعدت تفكر لين داخت ونامت.. وهذا حالها كل يوم.
ابو فارس عرف ان انسام هي اللي احرقت السيّاره والبيت وتنازل عنها بدون لايعرفون مكانها اصلاً ، لكنه قدر موقفها ولأنه حاس بالذنب ماقدر يرفع شكوى ضدها.

سـاره حامل بالشهر الأول وضايقه فيها الأرض بما رحبت وتدعي ربها ليل نهار ان بطنها مايكبر وتصدم امها رغم ان غلطها الوحيد هو انها ماقالت لأمها ، تركي مل من كثر مايرسل ويدق عليها ومقفل ، خايف يجيها للبيت وتصير مصيبه ، قرر يصبر لين يلقى حلّ
.
فارس ماترك مكان مادوّر انسام فيه ، الذنب لاعب فيه لعب لدرجة انه نسى امل ، ونسى امه ، تمنى لو مات ولاجرح انسام بهذيك الليله ، كل مايتذكر شكلها وبراءتها ونعومتها يكره نفسه بالدقيقه الف مره ، يدري وعلى ثقه تامه انه حقير ومتجرد من الأنسانيه لكن يبقى بجعبته شي ماحد يفهمه ، صح قهرته لما احرقت سيّارته لكن بعدين استوعب ان السياره ولاشي عند حرقة قلبها ، وحلف نذر انه يسوي اللي تبيه لو باقي بعمره يوم.
كان يردد " وين القاك ياذنبي ، لازم اتوبك ..

الساعه 11 الظهر ؛
سلمان كان نايم وصحى على صوت جواله وقام ، جلس شوي يسترجع الأحداث وضاق خلقه لما تذكر بيتهم.
رد على جدته : هلا
جدته : سلمان تكفى علمني مكان انسام ، قلبي انفطر
سلمان : يالله صباح خير ، ماقلنا خلو البنت ترتاح
جدته : انا مابيها ترجع ، بس بتطمن عليها
سلمان : تطمني طيبه وماعليها شر ، واساساً هي اللي احرقت بيتنا
جدته : تكفى ياولدي لاتحرق قلبي زود
سلمان : هدي اعصابك وارتاحي وانسي تشوفين انسام ، توصين شي
جدته عصبت وقفلت بوجهه ، ضحك وطلع من الغرفه وشاف هند بوجهه لابسه عبايتها وبتطلع ، وقلب وجهه لما شافته.
سلمان بأستغراب : وين ؟
هند : هـ، بروح لدوامي
سلمان : وش دوامك ذكريني
هند : محاسبه في بنك
سلمان : اها ، انتظري انا اوصلك
هند برجفه : لا السواق بـ،
سلمان : قلت انا اوصلك
عزوف كانت بالمطبخ وسامعه كلامهم طلعت وتكتفت ع الباب : خلها تطلع السواق ينتظر
هند توسلتها بنظراتها الخايفه وسلمان كمل : انتظري بغسل واجيك
دخل للحمام اعزكم الله وهند قربت لعزوف وقالت برعب : تكفين خوذيه سوي اي شي وخليه ينساني تكفين
عزوف ببرود : رغم انك ماتستاهلين لكن بطيبة قلبي بساعدك ، اطلعي بسرعه
طلعت هند من البيت وسلمان طلع من الحمام وقال بحده : راحـت ؟
عزوف : اي السواق عصب عليها ، مسويه فطور على كيفك لاتروح علشان تفطر
سلمان : بالعافيه ياوردة هذا الصباح ، مو مشتهي ، توصين شي قبل أمشي
عزوف تأكدت ان هند راحت وابتسمت براحه : سلامتك يانشبة هذا الصباح
سلمان : الله يسلمك لو فاضي علمتك الأسلوب ، سلام
طلع وعزوف تناظر لمكانه بسرحان " عندي اسلوب لكن استحي اقولك انك نشبه جميله"

هند دخلت للبيت حصلت ابو سعود بالصاله ووقف لما شافها : غريبه جايه بدري
هند بربكه : ام سعود قالت لي عشان بتطلع اليوم ، وقالت تعالي بدري عشان ترجعين بدري
ابو سعود : وش اسمك انتي
هند : اسمي هند
ابو سعود سكت ودخلت هند للمطبخ ، كانت ترجف منهم ، لين دخلت ام سعود : افطري واشتغلي
هند : لاشكراً افطرت ببيتنا ، بس معليش صارلي شهرين اشتغل ولاعطيتيني راتبي ، ياليت ماتتأخرين لأني محتاجته
ام سعود : حقك محفوظ لاتخافين ، الحين روحي نظفي الغرف على ماياذن الظهر ثم اغسلي الصاله والحوش واسقي الزرع اهم شي
طلعت ام سعود تكمل نومها ، وهند نظفت المطبخ وصعدت لغرف البنات وكانوا مقفلات ، اتجهت لغرفة سعود ودخلت وبطبيعة الحال غرف الشباب حوسه ، فتحت الشباك ورتبت سريره ، وكان كبت ملابسه مفتوح وملابسه طايحه ، انحنت وجمعتهم ونثرتهم بدولابه ، حست الباب تقفل ورفعت راسها بسرعه وشافته و عدلت حجابها بسرعه ، ناظر فيها بصدمه : وش تسوين ؟

هند بخوف : ارتب يعني شسوي
وقفت بسرعه واتجهت للباب بتطلع واستوقفها صوته : لحظه يااخت
ناظرت فيه بخوف : نعم
سعود : شخبار رجلك
هند : شفيها رجلي
سعود : تذكرين يوم تعثرتي بالحبل وطحتي ؟
هند تذكرت : ايه ، الحمدلله تمام
سعود : كشفتي عليها ؟ لأن طيحتك كانت قويه
هند : لا بصراحه هي توجعني وزرقاء لكن ماهتميت
سعود : ممكن تروحين للمستشفى وتكشفين عليها اخاف يصير لك شي وانا السبب
هند : ان شاءالله
طلعت وهي تنتفض من الخوف والموقف اللي انحطت فيه ، دعت على ام سعود لأن المفروض ماتآمرها تنظف غرفته.

مـرت شهـريـن ؛
ابو فارس وأهله دخلوا بيتهم لأول مره بعد الحريق ، زينه ابو فارس من جديد , وفارس ماكان ناوي يشتري سيّاره لكن اضطر ، وشراها اليوم ووقف فيها قدام بيت اهله وطلع سلمان مبتسم : يعطيك خيرها ويكفيك شرها لكن حطها بالبايكه لا تحرقها انسام مره ثانيه
فارس : لا بخليها بالشارع ، اتمنى انها تحرقها مره ثانيه
سلمان ركب فيها يتفحصها من داخل وقال بإعجاب : وش عليك احلى من اللي قبلها ، تبادلني
فارس : فداك والله بس الحين انزل عندي شغل
سلمان نزل وقال بأبتسامه : انتظرك تهدينياها تراك قلت حلالك لاتنسى
فارس : يارجال توكل ادخل
سلمان : لا مالي نفس ادخل البيت ، ابوي يبيني بموضوع وانا اعرف هالموضوع ومابي اعطيه مجال يتكلم فيه
فارس تذكر انسام وأوجعه قلبه تنهد وقال بهدوء : تكفى وين مكانها ؟
سلمان : اقسم بالله مااقول ، حلفت ، اقطع املك
فارس ركب سيّارته ومشى وتفكيره معاها ثلاث شهور ماتهنى بنومته ، خايف عليها ، كيف صارت بعد ماكانت مثل الورده ، كيف شكلها بعد مااعدمتها ، ثلاث شهور ماشفتها ، عساني القاها لو صدفه.
وقف عند نقطة تفتيش وقالوا له ينزل عشان يفتشون السيّاره ، مع انهم يعرفونه لأنه ضابط ، فارس مستغرب من تفتيشهم بهالطريقه.
وقف قدامه العميد وقال بهدوء صدمته : فارس ! لو ماشفت بعيني مااصدق
فارس عقد حواجبه : وش شفت ؟
العميد رفع اكياس المخدرات بوجهه وقال بحده : مخدرات يافارس ! جانا بلاغ على السياره وانصدمت انك صاحبها ، ضابط برتبة مـدمـن !
فارس دارت فيه الأرض وقال بصرامه : تخسى وتعـقـب !
العميد : امسكوه ياشباب
مسكوه العسكر ، العصبيه اللي داخله لو تحرق احرقت كل شي لكن عجز يطلعها وقال بهدوء : لحظه يارجال خلني افهمك ، سيارتي جديده امس شريتها ، انت تعرف ملامح المدمن ، يبين على وجهه ومثلك عارف
العميد : هذي مسؤليتي ، عندك شي تقوله بالمركز ، مو شرط تاكلهم ، يمكن تهرب وتبيع كونك ضابط وبعيده عنك الشكوك
فارس بحده : تهبـى ويهبى اكبر راس يشكك بي
العميد : انتهى الكلام ، انت يافارس مجرم ودواك القانون !

مـرّ يوم كامل من التعب على فارس
وسلمان اللي ماتركه ولا لحظه
ثبتت التُهمه عليه ، وحكموه سجـن سنه كامله.
انفصل من وضيفته وتعمم اسمه بكل القطاع الحكوميه
تمكن منه الهدوء ولاقال اي كلمه ، ولادافع عن نفسه
بداخله صراخ ، ونزاع وبراكين وزلازل ، لكن ملامحه هاديه
سلمان ربت على كتفه وقال بهدوء : انا معك ، متأكد انك مظلوم ، والله لأعرف اللي دبسك والله
راكان دخل عليهم خايف وجلس قدامهم : تكفى قول اللي سمعته غلط ، انا اغلّط نفسي ولا اغلّطك
سلمان : لاحول ولاقوة الا بالله ، هونها وتهون وانا اخوك
راكان بصدمه : وش صـار !
سلمان : سجن سنه
راكان مسك راسه من هول الصدمه : اني بوجه الله ، ياولد تمزح!
سلمان : شايفنا بمحل مزح انت ووجهك
راكان بحقد : تمادى ، ورب البيت تمادى ، سكتت عنه المره الأولى وماراح اسكت هالمره ، بدخل اشتكي
وقف ووقف معاه سلمان : من تقصـد ؟ وبها مره اولى وثانيه ! تكلم اخلص !
راكان : رائد
سلمان مسكه من ثوبه بقوه وقال بحده : ارفع علومك تتبلى على ولد عمك يالنذل
راكان : مااتبلى ، لاتنسى ان رائد كان يحب انسام ، وانقهر من فارس يوم تزوجها ، ويوم طلقها هو اللي طعن فارس ، وسكتت عنه لأني ماكنت متاكد ، لكن هو بنفسه قال الأولى ماصابت والثانيه بتصيب !
سلمان بصدمه : ابك هذا ولد عم ، شلون يغدر بولد عمه عشان بنت
راكان : هذي الدنيا عاد ، انا بدخل اشتكي
سلمان انحنى قدام فارس وقال بهدوء : فارس ؟ عندك عداوات مع احد ؟ تكلم ؟
فارس : لو عطيتني عنوان انسام كان قطعت عداوتي معها
سلمان : وش تقصد ؟ يعني انسام اللي سوت كذا ؟ لالالا فارس انسام بنت ماتقدر تسوي شي غير الحريقه ، ماعندها نيه ثانيه
فارس : هـي ، لكن احلفك بالله ماتبلغ عليها ، سنه قليل ، والصبر مفتاح الفرج
سلمان : ورائد
فارس : اوصيك على امي ، لاتقطعها
سلمان : لاتوصي حريص ، ماراح اخليكم ابد
قام مع العسكري عشان ياخذه للتوقيف وناظر لسلمان نظره اخيره : انتبه لنفسك
سلمان بضيق : اوعدك اني بساعدك قد ماقدر
اخذوا فارس ، والضيق سيد احساسه ، وسلمان شايل هم كبر الجبال..
دقايق ودخل رائد وسلمان تجنب نظراته عشان مايضربه لمجرد فكرة انه ممكن يتهم ولد عمه.رائد طلع بوجهه راكان وعطاه لكمه اردته طايح ع الأرض وسحبوه العكسر بسرعه.
راكان وقف مقهور يبي يضربه لكن ماعطوه مجال وطلعـوه.
فـارس حطـوه بزنزانه صغيره بعد ماعطوه ملابس السجن
الظلام مالي المكان ، وحياته ما انتهت لما قفلوا عليه القضبان ، حياته انتهت من يوم ماتطلقت امه وراحت
وتركته بصراع عميق مع الحيـاه والناس ، ومع نفسه بعد
ولما قفلوا القضبان انتهى صراعه ، وانتهى فارس ..


رائد حققوا معـاه وماثبت عليه اي شي ، راكان عصب لأن رائد قدر يخلص نفسه ، سلمان مستغرب اذا رائد ماله يد بالموضوع من اللي يكره فارس ويحاول يضـره؟ حتى انسام من سابع المستحيلات تسوي هالشيء ، لأنه كبير عليها ، ومجرد اسم مخدرات يرعبها ، واساساً من وين تجيبهم ؟
ركب سيّارته سلمان وراكان جنبه معصب : رفضوا ياخذون اتهامي لرائد لأنه بدون دليل ، ياليتني سجلت مكالمته ياليييت ، قال لي انا اللي باخذ حق انسام من فارس ، ومامات من الطعن راح يموت من شي اكبر
سلمان : اخ بس لو اعرف الحقير اللي تسبب عليه ، والله لأذبحه
راكان : اسمع ، خلنا نروح لأنسام ونشوف وضعها ، لاتستبعد منها شي هالنتفه ، اللي احرقت بيت وسياره مهي عاجزه لاتدبر مخدرات وتحطها
سلمان : استح على وجهك لاتشوه سمعتها اكثر
راكان : قلتلك لاتستبعد شي ، اكيد انها استعانت بشخص يساعدها
سلمان : بروح لها ، مع اني مااتوقع بس بشوف وضعها

سـاره ماشافت تركي من يوم ماعرفت انها حامل ، وقفلت جوالها ، وهو مستغرب لكن كان عنده رقم هند وتطمن عليها وتركها على راحتها ، لكن طفح الكيل معه ، وقال لهند تدبر له طريقه عشان يشوفها.
وحددوا اليوم عشان ام هند وخالاتها معزومين على زواج
وهند كذبت على ساره وقالتلها ان بتزورهم وحده من صديقاتهم ، وتحمست ساره وكشخت لكنها استغربت من هند اللي ماهي متحمسه ، وعزوف لها شهر في بيت ابوها ، لأنها اشتاقت لأخوانها ، وماقطعت بأمها ابد.
سـاره كانت جالسه بالمجلس ومجهزه الحلويات والقهوه
تنتظر صديقتها ، لكن تفاجئت لما دخل تركي ، وقفل باب المجلس ، وقفت وهي ترجف ، ناظر فيها من فوق لتحت ، بشوق ووله تضاعف لما شافها.
وقف قدامها وقال بهدوء : ‎يعني ما يجيبك لا حنين ولا شوق ، ولا حتى عمى قلوب ، وش أنتي صارحيني ؟ قليلة حياء؟
ساره ابتسمت بخجل : لاتغلط ، مالي نفس اشوفك
تركي : وش سويت فهميني
ساره : ماسويت شي لكن.. متوحمه عليك
تركي سكت برهه وهمس مع ابتسامه : حامل؟
ساره : ايوه
تركي : احلى شي سمعته طيلة حياتي ، ليتنا بوضع يسمح واعبر لك عن فرحتي
ساره بربكه : حياك اجلس
تركي جلس وساره قصت له حلا ، قال بهدوء : كم ليّ ماشفتك ، وكنت ملتمس لك العذر
ساره : طلع العذر بمحله ، حبيت انك ماتهورت وسحبتني غصب
تركي : بكره اذا ماجيتيني بتهور واسحبك غصب ، وعلى مرئى من يرى ، مايهمني
ساره : مابي اروح لبيتك اخاف من هُدى
تركي تذكرها وزاد همه وقال بهدوء : خايفه ؟ من وش تخافين ؟
ساره : ماارتحت لها احسها بتذبحني
تركي سحب الصحن من يدها ورماه على الطاوله وسحبها له وباس رقبتها وهمس عند اذنها : تذبحك وانا موجود ؟ قولي غير هالكلام.




...





انسـام ؛
كانت تتقلب بفراشها طول الليل ولانامت ، اتعبها التفكير والتعب النفسي ، تحس انفاسها ضايقه وقلبها بينفجر من كثر ماشال ، اذن الفجر وقامت ومسحت دموعها وجمعت شعرها وربطته ، ولبست سترتها وقامت توضت وناظرت لوجهها بالمرايا ، النحف الهزيل اللي صاير لها فضيع ، الهالات تحت عيونها تحكي معاناتها مع السهر وضيقة الخاطر ، خشمها احمر وعيونها مثل الجمر ، غسلت وجهها وهي تدعي ان حزنها ينزل مع قطرات الماء ، خلصت واخذت مناديل مسحت يدينها حست في شي جنبها ناظرت بسرعه وشافت ناصر.
قالت بخوف : بسم الله خوفتني ، وش مصحيك
ناصر : انتظر ابوي ، انتي من تنتظرين ؟
انسام سرحت فيه شوي وحطت يدينها على عيونها تمنع دموعها وقالت ببحه : كنت مثلك ، كنت انتظر ابوي ، وصرت انتظر الله ياخذني عنده
ناصر : ليش ابوك مسافر مثل ابوي ؟
انسام ناظرت للسماء وقالت بغصه : اي ، ابوي وابوك سافروا سفر طوييل ، ماله عوده ابد
ناصر عصب : لا ابوي بيرجع ، اذا خلص شغله بيرجع
انسام نفسها تقول له الصدق ان ابوه مات ولاراح يرجع ، عشان مايعيش بأوهام مثل ماعاشت هي ، لكن ماتبي تفجعه.
مسحت دموعها وابتسمت : اي حبيبي راح يرجع ومعاه هدايا كثيره لك
طق الباب وانفزعت انسام وناصر ابتسم بفرحه : هذا ابوي رجع
ركض للباب وفتحه وانسام رجفت من الخوف ، من الي بيطق عليهم الفجر ، دخلت للغرفه بسرعه ولبست عبايتها وحجابها واخذت عصا وخبته بعباتها.
دخل ونزل لمستوى ناصر وابتسم له : وين انسام ؟
ناصر بخوف : من انت ؟ وش تبي فيها
سلمان : انا .. انا اخوها
انسام لما سمعت صوته تلخبطت احاسيسها خوف واستغراب وفرحه انه قال اخوها لوهله حست انها بأمان وطاحت العصا منها ، وطلعت له : انت جني انت ؟ شلون عرفت مكاني
سلمان : ايه جني ، واعرف كل شي
انسام تكتفت : اخلص علي وش تبي
سلمان : اول شي اهدي ترا انا مو فارس تعصبين علي
انسام : نفس الشيء انت اخوه وماطيق شوفتكم
سلمان : يابنت الحلال ماني جاي احاربك رغم انك اذيتينا كثير ، تسببتي بنزيف فارس واحرقتي سيارته واحرقتي البيت ، وسجنتي فارس سنه
انسام توسعت عيونها بصدمه ورجفت يدها : هـ، وشو ، انسجن ؟
سلمان حس براحه وتأكد ان مالها يد بالموضوع : اي انسجن ، مو هذا مبتغاك
انسام استانست : اييي مبتغاي ، ويستاهل ، وعسى عمره ماطلع ، وسنه قليله عليه
سلمان : طيب وشو قضيته؟
انسام سكتت شوي وقالت بإندفاع : شايفني غبيه ؟ خلاص اطلع لااسجنك مثل ماسجنته
سلمان : طيب ماودك ترجعين وتشوفين جدتي تراها تعبانه وتحتريك
انسام بقهر : ماراح ارجع ، وماراح اسامحك بدنيا ولا اخره اذا علمتهم مكاني !
،،


مـرت خمس شُهور ..
انسام كانت طالعه من الغرفه ولابسه عبايتها وناداها ناصر بصوت حزين، وجلست قدامه : وش فيك ؟
ناصر : تذكرين اخر مره يوم قلتي لي ابوك سافر وماراح يرجع ابد
انسام بضيق : ايه
ناصر : انا قلتلك انه بيرجع ، بس مدري ليش مارجع ، تتوقعين مات ؟
انسام : لاتنسى ان الموت شي اساسي ، الله خلقنا وحنا له وبنرجع له كلنا ، اذا مات ابوك فهو مو اول واحد ولا اخر واحد يموت
ناصر : بس انا احبه مابيه يموت
انسام : اذا مات ابوك تبقى لك امك صح ؟ مو مثلي انا ماعندي ام ولا اب
ناصر : صح ، وين بتروحين
انسام : مشوار قريب وراجعه ، انتبه لأمك لانها تعبانه
طلعت بعد ماطلبت سـايق ، وطلبته يوصلها للسجون ، كان جوال دلال معاها ، ودخلت حسابها سناب وانصدمت من كمية الرسائل من حسابات غريبه ، وعرفت نصها من فارس ونصها من رائد والباقي من بنات عمها وصديقاتها ،وطلعت من حسابها ، شافت السياره تقرب من السجون ، رجفت وكأنها استوعبت ، جايه تزوره ، تبي تتشمت فيه ، تبي تبرد قلبها ، تبي تشوفه بأضعف حالاته بعد ماكان يمارس قوته وتسلطه عليها.
حاولت تتراجع باللحظه الأخيره لكن الجمها صوت السايق : الحساب ؟
حاسبته ونزلت ، وقفت متردده تدخل ولا لا .
غمضت عيونها بقوه تحاول تطرد ذكرياتها الأليمه ، لكن ماغابت عن بالها صورته وهو مبتسم ويمسح على شعرها ويهمس بكل اجرام " كانت ليله جميله معك ، انتي طالق " وبأبشع صور الرحمه
لايحبني ، عمره لاحبني ، بس لايطلقني بليلة زواجي
منهو مثلي انـا ، انا متأكده كل انسان بهالكون عنده هموم ومشاكل ، لكن انا غيييييييير ، والله محد عانى مثلي.
دخلت للمركز وطلبت تشوفه ، لكن جاها الجواب ان فارس مانع اي زياره ولايبي يشوف احـد
طلبت انها تدخل وتشوفه وهو بزنزانته ، استانست لأنه رفض ، وافقوا على طلبها لأنها خبرتهم انها زوجته ومضطره تشوفه.
فارس كان جالس بزنزانته المظلمه ، فيها نور خفيف من اضواء الممرات ، سمع صوت خطوات يرتفع صداه ويقرب له ، وقف قدامه العسكري : فارس عندك زياره
فارس ماوقف الا لما شاف زولها ، وعيونها ، صارله خمس شهور مسجون ولاقد مره كره القضبان غير الحين .. لأنها حالت بينه وبينها.
قرب لها ، لين صاروا مقابلين بعض وجه لوجه ، انسام حاولت قد ماتقدر تمنع دموعها لمنظره ، كان متغير 180 درجه ، ناحف والتعب واضح بملامحه ، وشعر دقنه طالع بشكل كثيف ومُهمل ، ونفس الهالات اللي تحت عيونها كانت موجوده تحت عيونه ,سرحوا ببعض برهه وعيونهم تحكي ، فارس كانت نظراته مليانه اعتذار وندم والم ، وانسام كان الحزن سيد نظراتها ..


خليت لي ذكرى ومواعيد وأحلام
‎‏وكل يوم أردد .. ليه خيب ظني ؟








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-19, 12:56 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



سرح فيها وقـال بهدوء : آسف ، وان كان الأسف ماينفع ، تمنيت اجيك ماتجيني ، تمنيت اصلّح كل شي حتى لو مارجعتي لي
انسام ابتسمت بسخريه : جد ؟ جزاك الله خير صراحه ، اشكرك على ندمك
قربت له وركزت عيونها الدامعه بعيونه وقالت بحده : ماجيت حب فيك ، ولا جيت اسمع اعذارك الكاذبه مثلك يالكذاب يالخاين يالأناني ، وعمري ماراح اسامحك ، ولايربطني فيك شي بعد اليوم ، حتى كونك ولد عمي تبريت منك ، يربطني فيك شي واحد وبـس !
كان كلامها مثل الخناجر اخترقت نبضه وقال بصعوبه : ايش ؟
انسام فتحت ازارير عباتها بقوه وبان بطنها ومسحت عليه وقالت بحرقه : هــذا !
فارس توسعت عيونه معلنه صدمتها باللي يشوفه ، كان بطنها منتفخ ،قال بهدوء : يعني ايـش !
انسام : يعني حـامل !
فارس ارتسمت شبه ابتسامه على شفايفه ومد يده بصعوبه يبي يلمسه لكن انسام رجعت خطوتين وصرخت : والله العظيم ماتلمسه ولاتشوفه طول ماانت عايش ، وحتى اسمك بحرمه منه ، راح اتزوج واسجل ولدي بكنية زوجي ، وهذي اخر مره تشوفني
فارس ضاقت فيه الأرض وحس بحرارة جسمه تفور حد على اسنانه وهمس بقهر : ورب البيييت لو تنفذين كلامك لتحترقين وانتي حيّه ، وتنحرمين من ولدك صدق
انسام : ليييه لييه تحسب حياتي بتوقف عليك ، تحسبني ماعرف اتصرف لأن ماوراي اهل ، انا عن رجاجييل بأشنابها ، واعرف ادبر نفسي ، ومثل مااحرقتني بحرقك ، مثل العذاب اللي مريت فيه بتمر فيه انت ، وهذا وعد مو مجرد كلام!
فارس غمض عيونه واخذ نفس عميق يهدي نفسه وقال بهدوء : يـمـيـن الله وعزة الله وجلاله ادري اني غلطان ، وادري ان غلطي ماينغفر ، والجرح مايبرا ، لاتحديني على اقصاي وانتظريني لين اطلع ، بيصير اللي تبينه لكن لاتحرميني من ولدي ياانسام تكفين
انسام : انت ليش ماتفهم اني ابيك تموت بنارك ، ابيك تموت ابيك تنتهي من وجه الدنيا، لو القتل حلال قتلتك بدون انتقام
فارس وصل ضغطه مليون وحس صداع يشق راسه نصفين قال بقوه : روحـــي ، تزوجي وعيشي حياتك وسوي اللي تبين تسوينه ، باقي لي سبع شهور واطلع ، ونذر على شاربي لأجيبك لو تروحين لآخر الدنيا واخذ الولد منك ، وكل اللي تبين تسوينه لي بقلبه عليك
انسام رغم خوفها قالت بتحدي : انا سامحه لك اذا اذا اذا حصل ولقيتني سو اللي بتسويه ، اتمنى لك اقامه سعيده وصبر على السبع شهور اللي بقت
فارس شد يدينه على القضبان وقال بقوه : بصبر ، واللي ابيه بوصله ، ومثل ماطلتك مره بطولك مره ثانيه وثالثه
انسام : انا مو انسام القديمه عشان اسمح لك تطولني بعد ، انا انسام اللي بتموت على يدها بحول الله !
فارس بتعب : لك حق تزعلين ، لكن مالك حق تحرميني من ولدي ، والأيام بيننا !


عزوف ؛
رجعت من المدرسه تعبانه ، جلست بالصاله وقالت بصوت عالي : لو ادري ان ثالث ثنوي كذا ظليت مغرزه بثاني ، مهي فارقه معي ، يممممه تكفين الغدا بسرعه بنام
مشاعل : اتركي الكسل عنك وقومي تروشي اول عشان تصحصحين وتذاكرين لأختبارك بكرا ، مافي نوم
عزوف بصدمه : وش دراك ان عندي اختبار
مشاعل : معاي ارقام كل مدرساتك ، واتواصل معاهم اول بأول ، لا من ناحية الواجبات والأنجازات والأختبارات ، يعلموني بأدق التفاصيل عشان مااسمح لك تهملين شي
وقفت عزوف بتدخل غرفتها وطق باب البيت ، تأففت بتعب اخذت حجابها تحجبت وطلعت وقفت عند الباب : مين ؟
تنحنح : سلمان
عزوف عدلت وقفتها وحجابها وقالت بربكه : بيتكم احترق بعد ؟
سلمان : لا والله قلبي اللي احترق من الشوق
عزوف استحت رغم انها تدري انه يمزح : وش تبي ؟
عزوف : جاي اسلم على خالاتي صلة الرحم واجبه على كل مسلم بالغ عاقل والقطيعه محرمه ومن كبائر الذنوب
عزوف : اصبر بناديلك خالاتك
سلمان : ياويلك من الله ، استكثرتي علي شوفتك
عزوف طنشته وقالت لأمها وجت فتحت له الباب وسلم عليها وكان جايب لها هديه بسيطه كـ اعتذار انه مازارها شهور طويله وهو مفهمها الأسباب.
مشاعل : الله يوفقك ياسلمان ويسعدك مثل ماتسعدني دايماً
سلمان : مو قدرك ياخاله وتستاهلين اكثر
مشاعل : حياك على الغداء
دخلت قبله للمطبخ تجهز الغدا ، وجلس سلمان بالصاله وكانت شنطة عزوف جنبه سحبها وفتحها وماكان فيها الا كتاب واحد " وش هالأهمال ماتتوب ذي "
فتح الكتاب وكان مرتب ومحدده بشكل مرتب وفي ستيكر مكتوب عليه " ذاكري من هالصفحه لين صفحة 50 “
مسك قلم وكتب بخطه الجميل" الله يوفقك بأختباراتك ويفتح على ذهنك ويرزقك بأفضل الدرجات يامهمله مع ان وجهك مو وجه نجاح لكن نقول يارب.
حبيبك : سلمان
ضحك بخبث ورجع الكتاب لشنطتها وقام بيوديها لها ، يتحجج بالشنطه عشان يشوفها ، عزوف جالسه بغرفتها وتناظر لساره بتعجب وصرخت عليها : هيييييه قومي كم لك نايمه
ساره : لاتصحوني ، تكفون لاتصحوني ، عزوف بطني كبر حتى الملابس الوسيعه ماصارت تخفيه
عزوف : بس لاتشككين احد فيك ، ياربي شهالمصيبه اللي طحنا فيها ، متى بتولدين
ساره : باقي لي شهر ونص
عزوف : تستاهلين خلي الفلوس تنفعك الحين
ساره تحاول تقنع نفسها انها هانت وبترتاح : بتنفعني الفلوس بتنفعني
انفتح الباب بقوه وشهقت ساره وخبت بطنها بالبطانيه على بالها امها او خالتها لكن الفاجعه كان سلمان ، بملامح تشتعل من الصدمه ، وعيونه تلمع بشـر ، عزوف تجمدت مكانها ، وساره تشهدت على روحها.


سلمان سكّر الباب بكل مايملك من قوه وقال بهدوء : فهمنّي السالفه ياملعونات ! يالواطيات ياعديمات التربيه والأخلاق
عزوف رغم خوفها الا انها عصبت من كلامه : هييي اقصر صوتك اول شي ثاني شي لا تشتمنا عيب عليك ، ولاتفهم الموضوع غلط دامك عرفت بحملها فماراح نخبي عليك ، ساره متزوجه وحامل بالحلال ! لكن زوجها عنده هدف من زواجه فيها
ساره همست برعب : عـ . عزوف !
عزوف : انطمي انتي خليني اقوله كل شي ماتشوفينه داخل بشره ! بعدين ماهو غبي عشان نكذب عليه
سلمان رفع عصاه بوجهها وقال بحده : والله لو تكذبين بكلمه لأعلق راسك على باب البيت
عزوف بقهر : زوجها ماعنده عيال فـ تزوجها عشان تجيب له ولد ثم يطلقها ويعطيها مقابل
سلمان خز ساره بإحتقار : تبيعين ولدك وتعبك عشان وصخ دنيا ، يعني تصرف ماله اي مبرر ، انتي معاك شهاده جامعيه يمديك تشتغلين وتصرفين على نفسك يالووح ، مافي اي كلمه توصف مدى احتقاري لك
عزوف : وريه عقد زواجك لايسوي لنا جريمه هالمجنون
دخلت مشاعل خايفه من صراخهم وانصدمت لما شافت سلمان بينهم وملامحهم ترعب قالت بقوه : وش فيكم ؟ وش صار
ساره بإندفاع : ماصار شي
سلمان : موضوع بسيط وبنحله بيننا
مشاعل : ترا انا مو مريم ولا امينه تكذبون علي واصدق ، تكلموا وش صـار !
عزوف : ساره متزوجه بالسر وحامل
مشاعل حست بهبوط من الصدمه : مااصدق ، ساره تسوي كذا
سلمان قرب لساره وقال بقوه : وين العقد بسرعه
ساره فتحت الدولاب اللي جنبها وطلعت له العقد وقراه حرف حرف ، شاب شعر راسه من الصدمه : تركي عبدالله ! صديقـي !
شال عمامته بقوه وطاح شعره على عيونه وفتح ازارير ثوبه وضرب العقد بوجهها وقال بحده : ليه ماطق الباب وخطبك خطبة رجـال ، ولا احد مننا بيرفض ويحرمك من الزواج ، امك اكثر وحده كانت بتفرح فيك
مشاعل : ياويل قلبي على اختي ، وش سويتي ياساره وش سويتي
ساره قامت ونزلت لمستواها وقالت بصوت باكي : تكفين خاله ساعديني ، مابيها تنصدم فيني ، ساعدوني لين اولد بس وبعدها بيحلها ربي
وقفت قدام سلمان وقالت بإنكسار : سلمان انخاك اوقف معي ، انا عشت طول عمري ساتره نفسي ، ماسويت شي غلط ، غير اني اخترت اعيش حياتي واستمتع ، انا فات من عمري خمسه وعشرين سنه ماتهنيت فيها ، ليش اكذب عليك واقولك ان الفلوس ماتغرني ، انتم ماعشتوا مثلنا ، انا ماسويت شي غلط تكفون فكوني من هالنظرات ، والله ماسويت شي غلط
عزوف مسحت دموعها وناظرت لسلمان اللي اخذ نفس عميق وقال بهدوء يرعب : ومن قالك اني ابوقف ضدك ، بس اذا مااعلنتوا زواجكم بيكون لي تصرف ثاني ، انتي مثل اختي وماارضى لك هالعيشه ، ماينقصك شي لجل ياخذك بالسر !


ساره استجمعت قوتها وزفرت براحه : اهم شي تفهمتوني ، وأوعدكم اسوي اللي تبون بس لاتضغطون علي لين اولد لأن نفسيتي تعبانه
مشاعل قامت واتجهت لساره ومسكت يدها ورجعتها لسريرها : ارتاحي الله يهديك ياساره ، الله يهديك
سلمان انحنى اخذ عمامته وعصاه وطلع من الغرفه معصب ولحقته عزوف معصبه اكثر منه .
مشاعل قعدت تقرأ على ساره لين هدت ونامت ، كانت بتطلع بس تذكرت اختبار عزوف وفتحت شنطتها وطلعت كتابها عشان تذاكر لها ، وانصدمت من اللي مكتوب ، لا ماانصدمت وبس شاب راسها من الصدمه " كلام كثير واخره حبيبك سلمان " بدون ماتحس اخذت قلمها وبدت تكتب بهدوء ،
عزوف طلعت وراه : لحظه
شافته ماوقف وركضت ووقفت بطريقه وقالت بحده : اسمع ، تراك قذفتني وانا برفع عليك قضية قذف
سلمان بحده : ليه وقفتي بطريقي ؟ ضميني بعد ضميني احسن ؟
عزوف : ههاي قول انها بخاطرك ، بس بعيد عن شنبك والله وتخسي ، ضميتك اول مره عشان اغطي على ساره لأنها رجعت متأخره فقط لاغير ، مو حب فيك
سلمان وهو يربط عمامته على راسه : يالله تجهزي
عزوف : ليش
سلمان : اوديك للمحكمه ترفعين علي قضيه
عزوف نقطه وتنهبل منه : لاتستنذل معي ، انت قلت لي واطيه وملعونه و..عديمة تربيه واخلاق
سلمان : انا قلتلك كذا ؟
عزوف : ايه
سلمان : ماكنت حاس بنفسي ، معصب
عزوف : وش ذنبي بعصبيتك
سلمان : خلاص اسف ولاتزعلين مني وهذي قبلة اعتذار
قرب لها بيمسك راسها ويبوسه وابعدت عنه خطوتين وصرخت : ياخي انت وش من بشر ! برودك يجلط ترا
سلمان : ياليل البزران اللي ابتلشت فيهم ، روحي ذاكري عندك اختبار عساك تنجحين وتعتقين الثنويه لوجه الله
كان بيطلع وسدت الباب بيدينها وقالت بحده : اعتذر مره ثانيه بأدب
سلمان برمشة عين باس راسها وهمس : هذي قبلة اعتذار
عزوف بعصبيه : ياحقير ! استح على وجهك توك مقوم قيامتنا داخل والحين هذي حركاتك ؟
سلمان : طيب هذا اعتذار مؤدب ، يالله عاد لاتطولينها وخري عن طريقي
عزوف بحده : اعتذر ولا قسم لااشتكي عليك وامي وساره يشهدون !
سلمان صد : ياللليييييل النشبـ..
شهقت لما سحبها له وطبع بوسه على شفايفها احرقت كل حواسها ابعدت عنه وشهقت وعيونها دمعت وكل مافيها يرجف.
سلمان ببرود : جنيتي على نفسك ، خلص الأدب ولجأت لقلة الأدب
عزوف رفعت يدها بتضربه ومسكها ونزلها : اعصابك مافي شي يستاهل
عزوف صارت ترجف من القهر مو من الإحراج وصرخت : بجرحك كثييييير بتندم بتنصدم مني
سلمان ابتسم : ياليت تجرحين شفايفي مو قلبي ، اشوفك على خير ياوردة هذا المساء
طلع وهو يضحك وعزوف جلست على عتبات الباب وبكت


-



عسى من يغفى وهو مكسور الأحلام
يصحى على فرحه تجدد حياته.
.
انسـام دخلت لغرفة دلال ومعاها العشاء ، نزلته على الأرض وقالت بهدوء : الحين بتاكلين غصب عنك
دلال بتعب : والله مالي نفس ياانسام
انسام : والله ادري بس عشان اللي ببطنك حرام عليك ، شوفي وجهك كيف صاير من النحف
دلال : رحتي لفارس ؟
انسام بضيق : ايه
دلال : وش صار ؟
انسام : بديت اول خطوه ، اني اخليه يعيش بهم زياده على همه ، بخليه مثل المجنون يلحقني ويدورني من مكان لمكان
دلال : وش سويتي ؟
انسام : كـذبـت عليـه ، قلت له اني حامل ، وقلت له بحرمه من ولده وبتزوج ، وبسجل ولدي بكنية زوجي
دلال : والله اول ماشفتك ماتوقعتك بهالقوه
انسام : كنت خوافه وضعيفه ، لكن المواقف تعقب القوه
دلال : وش بتسوين طيب ؟ مصيره بيعرف انك تكذبين بحملك
انسام : هذا اذا لقاني..





وقفت عزوف بتدخل ومسحت دموعها ، رفعت راسها الا امها بوجهها وتناظر فيها بجفـا ، نظراتها بارده جداً وكأنها تعاتبها.
عزوف رجف قلبها وفهمت نظراتها وقالت بهدوء : يمه لاتفهمين غلط تكفين
طنشتها ومشت ، عزوف مالها وجه تناقش ، دخلت للغرفه وهي متضايقه ومقفله الدنيا بوجهها ، وتدعي على سلمان لأنه احرجها مع امها.
فتحت شنطتها واخذت كتابها وقلمها ، وفتحت الكتاب وبدت تحفظ فتحت ثاني صفحه شافت ستيكر صغير وانصدمت من اللي مكتوب فيه " الله يوفقك بأختباراتك ويفتح على ذهنك ويرزقك بأفضل الدرجات يامهمله مع ان وجهك مو وجه نجاح لكن نقول يارب ، حبيبك سلمان "
ابتسمت على اسلوبه لكن بسرعه عفطت الورقه ورمتها بقهر : غبي ، حقير
ناظرت لكتابها وشافت ورقه اكبر ، مكتوب فيها كلام كثير ، بدت تقرا ودمعت عيونها من قوّ الكـلام.
حاولي استيعاب كلماتي ياابنتي
ستكبرين وتبدأ الحياه بضخ سمومها في وريدك
لاتسمحي للحب ان يكسرك أو يثني ظهرك وشموخك
الحب ليس إعجاباً بالمظهر ، ولا انبهاراً بالمكانه الاجتماعيه والمال ، الحب هو ميل القلب لمن يوافقه، ويسد نقصه ، ولا تظني أن الإعجاب العابر محبه ، فالمحبه قيمه غاليه لا تذهب مع الأيام، بل يزيدها الوقت قوه ، فإذا حان أوان اختيار رفيق الدرب وشريك الحياه ، فلا تغرك المظاهر الكاذبه ، ولا تتبعي مشاعر مبنيه على أمور تبهر عينيك، وإنما اختاري من يسعد بأن يكمل نقصك، وتسعدي بإكمال نقصه.
عزوف دمعت عيونها وقالت بغصه : فهمتي غلط يمه والله فهمتي غلط ، اكيد قرت كلام الغبي ، وزادها الموقف اللي شافته ، حسبي الله عليك ياسلمان
رجعت قرت الكلام وابتسمت : اه يايمه ياليت الناس كلهم مثلك ، يازين نصايحك ، عمري ماراح انسى هالكلام ، بكون قويه وشامخه مثلك..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 01:26 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



عزوف كانت منغمسه تذاكر بحماس عشان تحاول ترضي امها ، واتصل جوالها ، شافت اسم انس وردت بلهفه : هلا انوسه
انس عصب : شايفتني بزر تقولين انوسه
عزوف : ياربي وانت ماتتقبل المزح ؟ خل روحك رياضيه شوي
انس : روحي رياضيه لدرجة اني عازمك على حسابي
عزوف : شكراً مااقدر اطلع عندي اختبار
انس ضحك ضحكه عاليه : اوووه تسمعين عريب
عريب : الله اكبر عزوف تضرب الأكل بعرض الحائط علشان اختبار
انس : الحمدلله اللي احياني وشفت هاليوم يارب لك الحمد ، صراحه انجاز عظيم
عريب : تحققت امنيتي شكراً ياالله ، اختي عزوف لمن تهدين هذا النجاح
عزوف بضحكه : طبعاً اشكر الله عز وجل انه منّ علي ووفقني وزرع فيني حب المذاكره لمدة يوم ، واهدي هذا النجاح لأمي وابوي وللمحبطين مثلكم وشرواكم يااعداء النجاح
انس : ماتهدين نجاحك للمدرسه الثانويه اللي تحملتك ثلاث سنين ، مشكوره مأجوره يامدرسه
عزوف عصبت : كل تبن وانتظر الوجبه ترا ماتغديت صار موقف سد نفسي
انس : اقول اطلعي انا برا اصلاً
عزوف : صدق ، طيب بقول لأمي
انس وعريب تضايقوا من طاري امها وهم متعودين امهم وحده.
عزوف طلعت لأمها وكالعاده كانت امها على سجادتها وتقرا قرآن ، جلست جنبها وباست راسها وهمست : يمه
مشاعل : ذاكرتي ؟
عزوف : اي والله ، بس اخواني موجودين بياخذوني نتعشى ، ممكن اروح معاهم
مشاعل ماعندها مانع ان عزوف تشوف اخوانها وسامحه لها حتى لو بترجع لهم عادي ، رغم انها ماودها تفارقها ولا لحظه ، لكن هي واخوانها مالهم ذنب ينحرمون من بعض ، لكن حبت تحسسها بغلطها وقالت بحده : مافي طلعات ، راجعي ونامي
عزوف : ماراح اتأخر ، وفشله اخوي برا
مشاعل : اتصلي عليه خليه يدخل وانا بتصرف معه
عزوف ارسلت لأنس يدخل ، انس حس بخجل لكن نزل وطق الباب وثواني فتحت له عزوف وسلم عليها ، وشاف وراها مشاعل بحجاب الصلاه وابتسم لها وصافحها ماكانت مثل ماتوقعها ابد ، رغم ان واضح عليها الكبر لكنها جميله وملامحها مريحه.
مشاعل سرحت فيه لحظه ولمعت عيونها " سبحان من خلقك وخلق ابوك ، مدري كيف مرت كل هالسنين وانا مانسيت ملامحك يافايـز.
مشاعل : شخبارك ياولدي
انس : بخير الله يسلمك انتي شخبارك وكيف عزوف معاك ، ان شاءالله ماهي مهبله فيك ومطلعه عيونك ؟
عزوف صفقته على يده : هييه لاتسوي نفسك الوالد القائد ياورع
انس عصب : لاتقولين ورع يالراسبه
مشاعل ضحكت : الا ياليت الناس كلهم مثل عزوف ، تفضل تقهوا
انس : لا مشكوره ياخاله بس ابي استاذنك واخذ عزوف نتعشى وارجعها
مشاعل : خذها ولا ترجعها
انس : والله لأرجعها
عزوف بصدمه : كلكم ماتبوني ، اه ياجرحي انصدمت بأعز الناس ، مشكوره يادنيا ..



بالسجن ؛ وقت العشاء
فـارس كان يناظر للأكل اللي مثل السم بالنسبه له ، ياكله مجبور
جلس جنبه واحد شكله مرعب وقال بأبتسامه : عسى ماشر يابو ، اشوفك حزين وتهوجس
فارس : يعني واحد مسجون ، متوقع منه يضحك ويدق حنك ؟
ضحك ومد يده بيصافحه : محسوبك ابو حديده ، خريج سجون من الدرجه الأولى ، عارف كل شي بهالمكان
ابتسم بتصنع وصافحه : انا فارس ، اسمك ابو حديده يعني بنتك اسمها حديده ، ولا لقب ؟
ابو حديده : والله اول ماشفتك توقعتك انسان مثقف وفاهم كما يبدولي على هيئتك لكن اتضح انك تنكه مع خالص احترامي ، هذا لقب
فارس عصب لكن ظل مبتسم : اقول وش رايك تتعشى ، حلو العشاء
ابو حديده : ابك انا من كثر مااكلت من هالأكل صارت معدتي تصرخ اذا جاء وقت الاكل وتقول ابو حديده اعتقني والله ماني جيعانه
فارس عقد حواجبه مستغرب " شكله مدمن ومهو بعقله "
ابو حديده : وش هي جريمتك
فارس : ماني مجرم ، مظلوم ، وانت وش جريمتك
ابو حديده : متعدد الجرائم ، ابد تبيه سرقه سارق ثلاث محلات ذهب وبنك ، تبيها خطف خطفت بنت واخذت كليتها وتاجرت فيها ، تبيها مخدرات محسوبك اكبر تاجر مخدرات ، حكموني 30 سنه ، واحتمال يقصوني
فارس سكت شوي يستوعب اللي قاله " الله يكفيني شرك بس "
قال بهدوء : حاولت تهرب صح ؟
ابو حديده : قفطوني ورجعوني وزاد مدة الحكم من 25 لـ30
فارس دخل اصابعه بشعره وشده بقوه " احسن لي اكمل لين يجيني الفرج ولا يمسكوني ويمددون سجني ، اخخ لو اعرف ابن الحرام اللي ظلمني والله لأسوّد حياته ، بس اذا طلعت بالوقت المحدد تكون انسام يمديها هربت ، واذا هربت من السجن يمديني الحق عليها واخذ ولدي "
قال بحماس : اسمع يابو حديده انا لي رجاء عندك انك تساعدني اهرب خلال الشهرين الجايه
ابو حديده : اييييه كذا نظامك ، مصالح ياحبيبي
فارس : كل شي بحقه ، قدم لي معروف ، ابي اعرف الأماكن اللي اقدر اهرب منها
ابو حديده : لاياخوي انت مظلوم وحرام تهرب ويرجعونك ويجلدونك بخمس سنين جايه ، اصبر هالكم شهر ، واذا عندك شي تحب تعدله بالخارج ترا عندي جوال ويمديني اضبطك باللي تبي ، وراي رجـال وعصابات
فارس : لاياخوي فكني من شرك
ناظر فيه بهدوء : والله ان قلبك ابيض ، ليه كل هالجرايم ؟
ابو حديده سرح شوي وتنهد : اليتم وانا اخوك ، وقسوة الناس والدنيا قادره تخليك وحش ماتهاب ، يتيم مكسور الجناحين ماله والدين ولا اخوان يشدون عضده ، الناس قاسيه عليه وعاش طفولته يتحمل اغلاط غيره ، عاش بعذاب ، وش متوقع منه ؟ شلون يكمل حياته وهو ضعيف ؟ لازم يصير قوي وينتقم ويدوس على اللي ازعله !
فارس مافي ولا كلمة حزن وانكسار وتعب بالدنيا توصف اللي داخله بعد كلامه.


الساعه 3 الفجر ؛
صحى سلمان وهو يرجف من قوة البرد رغم ان الجو حار ، طفى التكييف واخذ حبة بنادول واكلها وشرب مويا ، عرف ان حرارته مرتفعه وقام وطلع للحمام اعزكم الله ، فتح المويا ودخل تحتها شوي وطلع بسرعه يحس بدوخه وطاح قدام دولابه وفتحه وطلع له ملابس ثانيه ولبسها ، واخذ منشفه ونشف شعره ووجهه ، وطاح على السرير وانفاسه تسارعت ، وجلس شوي وقال بصوت مايسمعه من قوة الصداع : شد حيلك انت تحملت التعب وانت صغير كانت امك تطلع وتخليك بتعبك ، عاجز لاتتحمل وانت رجال
وقف واخذ مفتاح سيّارته ومشى خطوتين ووقف يحس نفسه مو متوازن " كيف اسوق وانا دايخ "
سمع صوت جواله يدق ورجع خطوتين واخذه ورد بدون مايشوف الرقم ، فتح الخط وسكت
جاه صوت خافت : سلمان
سلمان رغم تعبه الا انه انصدم : فارس !
فارس بهمس : اي فارس ، دبرت جوال ، اسمع مصيبتي ، انسام طلعت حامل و.. سلمان تسمعني ؟
سلمان بتعب : ايه
فارس : وش فيه صوتك تعبان ؟
سلمان : تعبان حيل
فارس بضيق : وين راكان وابوي
سلمان : ماادري
فارس : اصبر ثواني بس ، تحمل
قفل منه واتصل رقم اعز اصدقائه وحافظ رقمه مثل مايحفظ رقم سلمان ، وفهمه موضوع الجوال وعطاه خبر عن سلمان وقال له يروح له يوديه للمستشفى ، مجرد ماحس ان سلمان تعبان نسى نفسه ونسى موضوع انسام ، رجع اتصل على سلمان ورد عليه بصوت مبحوح : يافارس انتبه واترك الجوال لاتجيب لنفسك المشاكل
فارس : ماعليك مني واطلع بيمرك نواف الحين ، اطلع بسرعه
سلمان : تحس بي حتى وانت مسجون
فارس : قلبي معك ياخوي لو ان جسمي بعيد ، احفظ الرقم بكلمك منه
سلمان : خلاص لكن انتبه

في بيت تركي ، وتحديداً بالشقه اللي كان مسويها لساره:
دخلت وهي معصبه ودخل وراها مستغرب من نفسيتها : عسى ماشر ؟ يعني مايكفيك اتركك بالشهور عشان ترتاحين واذا قابلتك معصبه ؟
ساره : انكشفت ، ارتاح الحين
تركي سكت شوي وكأنه ارتاح : كيف يعني
ساره : سلمان هو اللي كشفني ، وهددني اذا مااعلنت زواجنا راح يحرمنا من بعض
طق الباب بقوه ورجع تركي فتحه ودخلت هُدى زوجته الأولى معصبه : انتي وبعدين معاك قلنالك احملي وانثبري لين تولدين مو كل شهرين رازه وجهك عند الرجال ترا لاعت كبده منك
ساره : والله ماارز نفسي هو اللي يبيني ومرتاح معي
تركي ناظر فيها وابتسم ، هُدى شبت داخلها نار وقالت بحقد : نصيحه لاتستفزيني نصيحه تذكري ان مستقبلك بيدي ، لاتخليني افضحك عند اهلك والناس
تركي : خلاص يامره ! اطلعي شوي وجايك
هدى طلعت بعد ماناظرت فيها بكُره ، ساره جلست تعبانه
تركي وهو يمشي لها : اييوه قلتي لي سلمان بيحرمني من هالوجه الحلو ؟ هي الدنيا على كيف سلمان ؟



ساره بربكه : تركي ترا تعبانه ابعد عني
تركي صار قدامها ومقابل وجهها ومسك خصله من شعرها وهمس : طيب بس بعرف وش قصده ؟
ساره : قصده واضح ، ياتعلن زواجنا يانتطلق ويحرمك من ولدك
تركي : ياخذ ولدي ؟ الله يهديه بس هو مفكر ان الدنيا على كيفه وهذا تفكير سقيم
ساره : والله على صداقتكم شكلك للحين ماعرفته زين ، سلمان قول وفعل
جلس جنبها وتنهد بضيق : لي ثمان شهور احاول اعلن ، لكن خايف عليك من هدى ومن اهلي
ساره تكابر على دموعها قالت بغصه : انا استاهل ، استاهل اللي وافقت ووقعت بيدي على النكد
تركي : ماهو نكد ، بعون الله انه عمر سعيد ، لأني تعبت اكثر منك ياساره ، والله يعلم بحالي.
ساره : لفت بجسمها عليه وقالت بعيون دامعه : اخاف اذا ولدت تنفذ كلامك وتاخذ ولدك وتخليني
تركي كان يتأملها وصدت عنه شوي وكملت بغصه : مابي فلوس والله مابي فلوس ، بس خلك معي رغم كل شي ، لاتخليني حتى لو تدخلوا بيننا
تركي مسك كفوفها بيدينه كلهم وركز بعيونها وهمس : راح ينحل كل شي اوعدك وبنربي ولدنا مع بعض
ساره برجفه : وهُدى ، ماراح تخليني بحالي
تركي : والله ماتقدر تسوي شي ، انا ليش ساكت عنها ؟ لإني اعرفها بس كلام
ساره : لابتسوي ، اللي ظلمت رجال واتهمته عشان يتزوجها يمديها تظلم بنت ، مو صعب عليها
تركي : تبين الصدق ، انا ودي انها تتهور علشان اطلقها وافتك
ساره : لاحرام ، لاتطلقها ، ويارب انها تكفيني شرها ونعيش بهدوء
تركي : المهم انا مشتاق
ساره : قاعده تنتظرك!
تركي : بس انا انتظرك ..

عزوف وانس وعريب طلعوا من المطعم مستانسين ووقفت عزوف : لحظه لحظه !
ناظروا فيها وكملت : احس بطني يوجعني
عريب : واذا يعني ؟
عزوف : اخخ وربي وجع قوي
انس : تصدقين حتى انا
عزوف مشت للسياره بسرعه ركبت وسندت ظهرها وركبوا عريب وانس.
عريب بضيق : خيير يعني انا انعديت منكم وصار يوجعني ولا اكلنا فيه شي
انس بألم : الله ياخذهم شكلنا تسممنا
عزوف : احس.. بستفرغ
انس طلّع جواله وعريب صرخت : اتصلوا على الاسعاف والشرطه تجي تشوف المطعم التبن هذا
عزوف : شوف شوف الزحمه عليه ! حسبي الله و نعم الوكيل
ناظرت لأنس : وش تسوي اتصل على الشرطه اخلص
انس بتعب : اصبري ، جالس اكتب وصيتي
عزوف عصبت : اول مره يوجعك بطنك وضاقت فيك الدنيا ، اخلص دق على الشرطه
سحبت جواله واتصلت رقم الشرطه بسرعه وقدمت بلاغ عن المطعم انهم تسمموا منه
انس غمض عيونه من قوة الألم : يابنات مقدر اسوق للمستشفى
عزوف : انزل انا اسوق ، بسرعه
عريب : حتى انتي تعبانه
عزوف : بتحمل
نزل انس وصارت مكانه عزوف واخذتهم للمستشفى وهم متصرعين وراها وهي مو اقل منهم لكنها متحمله وتدعي مايصير لهم شي
...


عريب تصيح : ااه الله لايسامحك ياانس انت وعزيمتك
انس : والله المطعم حلو ومشهور بس ، مدري وش صار
عزوف : يارب يارب تحفظنا ، راح اموت من الوجع ، وجوالي طافي كيف ابلغ امي الحين
وصلوا للمستشفى ونزلوا ثلاثتهم يركضون ، عزوف وعريب دخلوا للطوارئ بسرعه بدون ماياخذون بياناتهم وعصبوا عليهم الموظفين وانس وقف قدامهم وقال بتعب : معليش تعبانين خوذوا معلوماتنا بعدين ، اكلنا من مطعم وتسممنا
الموظف : خلاص اخوي ادخل وبنجيك حنا
دخل انس وحطوا مغذي كلهم ، لأول مره بحياتهم يتعبون كذا ، عريب كانت تبكي من قلبها وعزوف متماسكه اما انس استجمع نفسه وراح توضّا وصلى خايف يموت.

بجهه ثانيه بالمستشفى ؛
سلمان وقف بعد ماحس نفسه تمام وشالوا المغذي من يده ، كان بيطلع بس استوقفه صوت واحد بنفس الغرفه : سستر انا راح اموت صح ؟
السستر : لا هذا وجع عشان انت ياكل اكل مو كويس
بصوت حزين : بس الوجع غريب حتى قلبي صار يوجعني
سلمان مشى على الصوت لين وصله ، ناظر فيه شوي وتوسعت عيونه بتعجّب : انس ؟
انس ناظر فيه بعيون حزينه لكن لما عرفه تغيرت نظراته وقال بحده : لاهلا ولا مرحبا
سلمان : عسى ماشر
انس : يعني خاطف اختي ولك عين تسلم ؟
سلمان : اختك رجعتها لأمها وتقفل هالموضوع ، علامك ؟
انس : صار لنا تسمم انا وخواتي
سلمان تخيل شكل عزوف وهي تعبانه وكتم الضحكه وقال بهدوء : ماتشوف شر ، عن اذنك
طلع للأستراحه وجاه صديقه " نواف " : ها شخبارك الحين
سلمان : احسن الحمدلله
نواف : يالله مشينا
سلمان : لالا خلني هنا ، عندي شغله ، جزاك الله خير وماقصرت
نواف : ماسويت شي ، يالله اشوفك على خير
سلمان جلس حول ساعه ونص ينتظرهم يطلعون ، شاف من بعيد عزوف تطلع وتمشي بحذر ويدها على بطنها متجهه لقسم الرجال ، وقف بسرعه وراح ناحيتها ووقف قدامها وشهقت ورجعت خطوتين : بسـم الله
سلمان : سلامات سلامات
عزوف بقهر : حتى هنا القاك ؟
سلمان : تعبت شوي ، اكيد انتي اللي طابخه لهم العشاء عشان كذا تسمموا
عزوف : المفروض اضحك ؟ وخر بشوف اخوي
مشت من جنبه ومسك يدها ورجعها قدامه : قسم رجال عيب تدخلين استحي على وجهك
عزوف : انت وش تبي مني مايكفيك امي زعلت مني بسببك ؟ابعد عن طريقي
سلمان : ابك انتي صاحيه تبين تدخلين قسم رجال ؟ تعالي معي
سحب يدها ومشى فيها لين وصلها لقسم النساء وقال بهدوء : خليك عند اختك ، وانا بشوف اخوك
عزوف : مانبي منك شي
سلمان : عزوف هدي شوي
عزوف : شوف ترا تعبانه ومالي خلق ابعد عن وجهي افضل لك
سلمان : امك تدري
عزوف تذكرت امها وتضايقت : لا جوالي طفى
سلمان طلع جواله ومده لها : كلميها
عزوف بضيق : بتفهمني غلط ، اتركني بحالي !








عزوف : مابي امي تدري اني معك ، امي شافتنا مع بعض وفهمتني غلط وزعلت مني ، وهذا الشي ماراح انساه لك ، والحين تقدر تروح لأننا نعرف نتصرف بدونك
مشت من جنبه وسلمان مصدوم ، علشان كذا خالته ماترد على مكالماته ورسايله ، قرر يروح لها ويعتذر لها عن اللي شافته ويفهمها ان عزوف مالها ذنب.
مشى وراها وشافها عند الممرضه وتسولف معاها : يعني كيف يوم كامل ؟
الممرضه : لازم يبقى تحت الملاحظه لأنه حيل تعبان
عزوف : انا اكلت من نفس الأكل ليش ماتحطوني تحت الملاحظه
الممرضه : اخوك ماعنده مناعه ، ارتاحي
عزوف كانت بترجع لعريب وانصدمت فيه واقف وراها ، تعدته ومشت بسرعه ، دخلت على عريب ولقتها جالسه تنتظرها بعيون دامعه : نمشي ؟
عزوف : انس لازم يبقى 24 ساعه عندهم ، راح ابقى معه
عريب : اتصلت على امي وهي جايه الحين وبتبقى معه ، خلين نرجع ونرتاح
عزوف : اوك يالله
طلعوا مع بعض واتجهوا للسيّاره وانصدمت عزوف لما شافت سلمان متسند عليها وينتظرهم.
عريب مسكت يد عزوف بخوف وقالت بنبره باكيه : هذا مين
عزوف : ولد خالتي تعالي
عريب شدت عليها : هذا اللي خطفك ، هذا اللي هددني بالسلاح
عزوف بقهر : انت وبعدين معاك ؟
سلمان : اقول عطيني المفتاح اوديكم
عزوف : انا بسوق
سلمان : ماتقدرين وانتي تعبانه
قرب لها وسحب المفتاح من يدها ، عزوف شد عليها بطنها ولاقدرت تهاوشه ، ركبت ورا جنب عريب اللي صارت تبكي من الخوف.
عزوف بصوت عالي : خلاص ماراح يخطفني مره ثانيه ، اسكتي
سلمان مااهتم شغل السيّاره ومشى.

في بيت ابو سعود ؛
هند كانت ترتب الصاله ، وحست باب احد الغرف ينفتح بسرعه وازعاج وشخص معصب ، ماهتمت لين قرب له الصوت وانمسكت يدها بقوه وبرمشة عين جاها كف اعماها وخلى الدنيا ظلام بعيونها لدرجة انها ماشافت وجهه لكن عرفت صوته : سرقتي اول مره وسكتنا ، ثاني مره وقلنا معليش ، بس والله هالمره مااسكت لك
هند ناظرت فيه بعيون دامعه وناظرت وراه كانوا عياله واقفين ثلاثتهم وهمست بغصه : والله العظيم ماسرقت شي
ابو سعود بعصبيه : تحلفين الله يالحقيره ، محد تبلاك
رفع بوكها بوجهها وقال بصرامه : وهذا بوك مين اللي طايح بغرفتي ؟
هند رفعت يدها بتاخذه وماسمح لها ، وقالت بقهر : عطني بوكي لي يومين ادوره
ابو سعود : تخسين ماتاخذينه ، يالله انقلعي برا بيتي ومحرومه من الراتب
هند شاب راسها من قوة الظلم اللي انحطت فيه دخلت للمطبخ اخذت شنطتها وطلعت بسرعه ووقفت عند الباب وقبل تطلع ناظرت فيه بحرقه : يشهد الله اني مظلومه ، لو ابي اسرق ماكان اشتغلت عندكم وصبرت على اهاناتك انت ومرتك والراتب اللي ذليتوني عليه ، لكن حسبي الله ونعم الوكيل.


طلعت بسرعه وطلع وراها سعود ، ركب سيارته ومشى وراها لين وصلها كانت حاضنه شنطتها وتبكي وقف جنبه وفتح الشباك : اختي لو سمحتي اركبي خليني اوصلك مايصير تمشين بهالوقت لحالك
هند لفت عنه خايفه وكملت طريقها بخطوات سريعه ، نزل له بسرعه ومسك يدها وصرخت بأعلى صوت لدرجة انها اربكته : اتركككننني
سعود بحذر : بوصلك ياغبيه
هند سحبت يدها بقوه وركضت بأقصى سرعتها ، سعود مااستسلم ركب سيّارته ولحقها ووقف قدامها وسد طريقها ، هند وقفت بأستسلام لما وقف قدامها وتكتف : ماتمشين لحالك ، انا اوصلك
فتح لها الباب الخلفي وترددت الف مره لكن ركبت بسـرعه ومشى ، كانت حاضنه نفسها وتبكي بصمت ، رفعت راسها بتوصف له البيت وانصدمت ، ذاب قلبها من الرعب ، وش هالظلام ؟
سعود كان ماسك جواله وارتفع صوت قوي : هـلا
سعود : جهزوا الوضع ياشباب جايب لكم صيده على كيف كيفكم
هند بدون شعور وبكل ماتملك من قوه هجمت عليه وسحبت جواله بقوه وسحبت السكان ولفت السيّاره لكن تماكنها سعود ، هند رجعت ورا بسرعه واتصلت " 999 "
لكن رد سعود كان اسرع من رد الشرطه وسحب جواله وقفله بسرعه ورفس هند بكوعه على بطنها وطاحت تلتوي من الألم والنحيب والرعب اللي تملكها.

ابو سعود جلس بعد ماطلعت هند ويسترجع كلامها " معقوله مظلومه ، بس من بيظلمها ؟
فتح بوكها وكان فيه شوية فلوس وبطاقات ، سحب اول بطاقه وكانت صرافتها ، سحب البطاقه الثانيه وكانت بطاقة الأحوال ، قرأ اسمها بتمعن ، وقراه مره ثانيه ، وثالثه وعاشره.
" هند بنت فيصل بن سعود الـ "
فتح ازارير ثوبه ، وغرقت عيونه ببحر من الدموع ، تذكر دموعها وكلماتها وخوفها ، وحاجتها ، وشغلها خادمه ، وكلامه وضربه لها.
همس بحرقه : بنتـي ، بنتـي ، كانت قدامي طول هالوقت وماحسيت ، انا وش سويت ببنتي ، ظلمتها ببداية عمرها وظلمتها الحين ، لولا اني ماتركتها ماشتغلت خادمه ، عرفت الحين نظرات الحزن ، عرفت سبب نظراتك لي الشفقانه ، ظلمت نفسي وظلمت بناتي ، اه ياهند وساره ، وش الدنيا فيكم ، وين القاكم الحين ، وش يطفي هالنار اللي بداخلي ، يارب ان سعود لحق عليها وعرف مكانها يـارب.
اتصل رقم سعود بيد راجفه ، وماجاه الـرد ،
سديم شافته جالس وتعبان ويفرك صدره وانفاسه سريعه وجابت له مويا اول ماوقفت قدامه وشافت وجهه رجفت يدها وقالت بخوف : اسم الله عليك يبه ، شفيك ؟
ابوها بغصه : هند ، هند طلعت بنتي ياسديم ، هند اختك
طاح منها الكوب ودمعت عيونها وهمست برجفه : هـ، هند اختي ؟ مستحيل ، كيف فهمني ؟
ابوها اعاد الأتصال بسعود ، ولا في اي رد من سعود ، دعى من اعماق قلبه وبكل مشاعر صادقه " يارب اني استودعتك بنتي هند "


سعود سحب هند بقـوه وهي تصيـح ، وتبكي وتدعي من اعماقها ، استجمعت نفسها ورفست بطنه بأقوى ماتملك وصرخت بوجهه : ظلمتني ياحقير ، ظلمتني عشان تسوي كذا ، لاتدخلني عندهم ،
راح صوتها من كثر ماصرخت واستنجدت ، سحبها بقوه فتح باب الإستراحه وهربت منه بسرعه ، ضحك بخبث : يعني وين بتروحين اذا الباب وراي ؟
انتبه على جواله يدق ورد : نعم يبه انا بالإستراحه
ابوه بخوف : وين وديت هـ،
طاح منه الجوال لما شافها تطلع جوالها بشنطتها وتحاول تدق ، طار لها بأسرع مايمكن اخذ جوالها وضربه ع الأرض وصرخت بأعلى صوت تملكه : اتركني يالحقيـر ، خاف الله فيني ، الله يلعنـك ، ياحيوااان

ابو سعود قام بدون شعور وهو يسمع صراخها وكلماتها ، وطلع ركب سيّارته وراح لإستراحة سعود ، ومن رحمة الله ان الاستراحه مو بعيده ، ساق اخر سرعه وهو يدعي ان الله يحفظها ، هذي اخته ، اخته الشقيقه بعد.
وصل للاستراحه ونزل بسـرعه اتجه للغرفه اللي مجتمعين فيها ، وكل ماقرّب كل ماوضح له صراخها المكتوم وتوسلاتها.

سعود سحبها للغرفه وطاح حيله من كثر مااتعتبته بضربها وصراخها ، بالموت قدر يدخلها للغرفه ورماها بين مجموعة شباب لايقلّ عددهم عن 4 ، ضحك بخبث : تفضلوا ياشباب
هند رفعت حجابها بيد راجفه وكلها جروح من كثر ماقاومت التفتت لهم وشافت انواع النظرات وصرخت : والله العظيم اللي يقرب اذبحه
وقفت بسرعه تبي تهرب لكن كانوا بالمرصاد لها ، ومسكوها وزاد صياحها وصارت تضرب فيهم بكل ماوتيت من قوه لدرجة انهم تعبوا معاها وثبتوها بالقوه.
سعود قرب وسحبها من صديقه وضمها بقوه وسد فمها : خلاص ياشباب اتركوها لي بهديها واجيبها لكـ،
قطع كلامه صوت الباب اللي انفتح ودخل ابوه وقال بأعلى صوت : اتركهـا ، هذي اختـك ياقليل المراجل ، اختك !
ارتخت يدين سعود وتغيرت ملامح اصدقائه وكأن القيامه قامت من خوفهم من ابو سعـود ومن الشيء اللي سـووه.
ابو سعود تقدم لهم وسحب هند بقوه وحطها وراه وصفق سعود بكف ماينساه طول حياته وطاح ع الأرض ، وصفق الثاني والثالث لين طيّحهم كلهم جنب بعضهم ، هند طلعت وهي تعرج ، تحس انها فقدت كل احاسيسها ، ابـوي ؟ قال انه ابوي وانّي اخت سعود ؟ لا مستحيل ، كذابين كلهم
فجأه ارتفعت اصوات الشرطه وطلع ابوها تعبان من تعبها ويدري انها ماستوعبت قال بهدوء : اشتكيت عليهم الكلاب وأولهم سعود ، لاتخافين تعالي يابنتي
مسك يدها وسحبتها بكل قوتها وصرخت بعيون حاقده تشتعل بنار الحزن والقهـر : اتركنــي ، اذا انت ابوي صدق فالحمدلله انك تركتني من زمان ، الحمدلله انك ماعشت بحياتي ، تفـوه عليـك انت وولدك وعسى الله ياخذ حقي منكم ، حيوانات كـلاب .



هند دخلت البيت وكانت امها بوجهها ، استجمعت نفسها ومسحت دموعها عشان ماتشك.
وقفت قدامها : ليش تأخرتي ؟
هند ببحه : الشغل اليوم كثير
امها : عسى ماشر كنتي تبكين صح؟
هند : لايمه بس مزكمه شوي ، بنام تعبانه ، تصبحين على خير
دخلت وامها وقفت مستغربه ، صحيح ان هند دايماً حزينه ويبين الانكسار بعيونها لكن اليوم غير ، كانت حاسه من تأخيرها ان صاير شي..
دخلت الغرفه هند وحصلت ساره وعزوف صاحيات ، كالعاده عزوف تطقطق بجوالها وساره سرحانه.
وقفت ثواني واقفه وتبكي بصمت ، عجزت تكابر اكثر.
ساره رفعت راسها وانصدمت من منظرها ووقفت بسرعه : شفيـك ؟
عزوف انتبهت لهم وقامت لهم ووقفت عندها : وش صـ،
شهقت لما شافت يدينها مجروحات : هند تكلمي وش صار
هند بكت بصوت عالي وخافوا من قلب عليها وسحبتها عزوف وضمتها بهدوء ومسحت على ظهرها : اسم الله عليك ياروحي ، هدي شوي هدي ، تعالي معاي
جلست وجلستها جنبها وعطتها علبة مويا وشربتها.
ساره برعب : وش فيك يالله قولي
هند : اتهموني اني سراقه ، وضربني ابوهم وطردني وحرمني من الراتب ، انا استاهل اللي ذليت نفسي واشتغلت خدامه وكذبت على امي ، اه ياليتني مت قبل لااسويها
عزوف بقهر : عسى يده للكسر ، وطز بالفلوس الرزق على الله ، لاتبكين حبيبتي
هند بحرقه : ياليتني ابكي على الفلوس ، ابكي على شي اكبر
ساره : هند لاتخوفيني قولي وش صار ؟
هند : لحقني اخوهم ، وقال اركبي بوصلك ، رفضت لكنه كان ملزم ، قلت معليش هند اركبي هو طيب وحتى نظرات مايناظر فيك ، ركبت معاه ومالقيت نفسي الا بوسط استراحة شباب ، رماني بينهم
هنا دمعت عيون عزوف وساره وهمست ساره بألم : لاتكملين
هند : بس ماصار لي شي ، رحمة ربي كانت اقرب ، تلاحقني ابوه وانقذني ، واشتكى عليهم وانسجنوا كلهم
ساره براحه : يارب لك الحمد ، الله يجزاه خير ابوهم ، خلاص اجل دامهم انسجنوا وانحل الموضوع لاتبكين
هند بكت وغطت وجهها ، انصدموا اكثر وصرخت عزوف : لاتبكين وفهمينا ، في شي كبير صاير قوليه !
هند : سعـود طلـع اخـوي ، يعني ابوه هو ابوي ، ابوي انقذني منهم ، ابونا ياساره ، تخيلي اني كنت اشتغل خدامه في بيت ابوي ، اشوف معاملته لبناته كل يوم ، اقواله وافعاله معاهم ، استكثر علينا حبه وحنانه ، تخيلي انه مرتاح بحياته ولا كأنه مجرم بحقنا، وتاركنا لذنب مو ذنبنا ، ليتني مت ولاعرفته ، بسببه انا اشتغلت خدامه عنده ، وبسببه ياساره انتي حملتي عشان الفلوس ، آه يالشعور اللي بقلبي تكفى خلاص ، وينك يانعمة النسيان ، اعتقيني من شعور الذل والإهانه والقهر والحاجه ، ليته مات ولاعرفته ، ليتني مت ولاطلبت الله يجمعني فيه




ساره مع كل كلمه تنزل دموعها مثل المطر ، هند كانت كل يوم تسولف لها عن معاملة ابو سعود لبناته وسفرياتهم واغراضهم وبيتهم وعلاقتهم ، همست بحرقه : حسبي الله ونعم الوكيل ، مستانس كان ومعيشهم احلى عيشه ، ناسينا ، لاتذكرينه ولاتبكين عليه ، هذا مايستحق كلمة اب ، هذا ظالم ، وكثر ماتمنيت اشوفه ، كثر ماكرهت شوفته هاللحظه
هند : كنت متخيله اني اذا لقيت ابوي بيكملني ويعتذر واسامحه ، لكن واضح اني بموت وانا حاسه بالنقص
عزوف كانت تبكي بصمت لمعاناتهم ، ماتدري حتى كيف تواسيهم ، وبكت معاهم ، وجلسوا يبكون ليلهم كله بحرقة قلب ووجع نفسي قاتـل.
مشـاعل طلعت من المطبخ وشافت اختها امينه واقفه ومتسنده على باب البنات وتسمع لهم ، وعيونها تنزف دموع ، وعرفت السبب ، وغمضت عيونها بقوه وهمست : يارب صبرهـاا يارب..

عصر اليوم الثاني؛
كانت مشاعل جالسه لحالها بالصاله ، والبنات نايمات ، او بالأحرى صاحيات لكن مايبون يواجهون امهاتهم.
اتصل جوالها وشافت اسم سلمان ولاردت ، قفل ولمعت لها رساله بالواتساب منه " جايك انا ، افتحي لي الباب ، ترا ادري انك صاحيه وموجوده "
قامت فتحت له الباب ورجعت جلست تتقهوى وتقلب بالقنوات ، شوي ودخل عليها وباس راسها وجلس بالكنب اللي على يسارها وقال بهدوء : والله ودي لو اني جايب لك هديه لكن هديتي اللي بقلبي لك ومافي اعظم من المشاعر ، وجيتك افهمك واعلمك..
مشاعل ماردت ولا ناظرت فيه ، كمل بهدوء : ادري اني غلطان ومافي مجال انكر غلطي ، لكن الله يشهد ان عزوف مالها ذنب ، انا تماديت معاها
مشاعل : والرساله اللي بكتابها ؟
سلمان : تعرفين طبعي مزوح ، وماقصدت شي بالرساله ، وانتي اكثر وحده تعرفيني ، نذر على رقبتي مااضر بنتك وانا اللي مرجعها لك ، شلون اضرها وانا ادري مستحيل اتزوجها ؟
مشاعل : الله مارزقني غير هالبنت ياسلمان ، مارجعت لي وانا فيني حياه ، اخاف عليها من كل شي ، اخاف تتعلق فيك وانت مو لها ، واخاف عليها من كلام الناس مابيها تمر باللي انا مريت فيه.
سلمان بضيق : لاتخافيـن ، اللي كاتبه الله بيصير
انفتح باب غرفة البنات وطلعت هند وماناظرت لهم ابد ولاتدري من موجود ، دخلت غرفة امها.
مشاعل : واثقه فيك ، لو مو واثقه فيك ماسمحت لك تدخل هالبيت
سلمان : وانا قد الثقه ان شاءالله ، وترا فارس يسلم عليك
مشاعل : الله يسلمه ، كم باقي له ؟
سلمان : هانت ان شاءالله 6 شهور
مشاعل: والله فارس قلبه ابيض لكن لو الله يفكه من بعض الأفكار مابه بلا
سلمان تنهد : الله يسامح امي و..
قطع حديثهم صراخ هند المفجوع : يمممممممممممممممممممااااا ااااههههه !




قاموا بسرعه واتجهوا للغرفه وانصدموا من المنظر ، هند حاطه راس امها بحضنها وتصرخ عليها ، وامها ملامحها ساكنه.
طلعت ساره وعزوف مفجوعين من الصراخ وأفجعهم اكثر منظرها.
مشاعل جلست جنب امينه ونقطت عليها مويا وقالت برجفه : لاتبكين ياهند عادي اغمى عليها
هند بصياح : ماتنبض ، قلبها موقف ، مافي نبض مافي انفاس مافي رووووح !
لحظات من السكون والصمت عمّ المكان ، وكلهم ناظروا فيها.
ساره صابها مغص قوي وطاحت على الأرض وصرخت بكل حبال صوتها : آآآه يممممممممممه ، لا لا يممممه لا
هند ضمت امها بقوه وصارت تبكي وتتحرك مثل المجنونه وتتمتم بكلام ماله معنى ، مشاعل للحين ماستوعبت ولا بكت رغم ان المنظر يبكي الحجر.
عزوف جلست جنب ساره وحاولت تهديها رغم ان ساره ماتسمع شي من قوة صياحها وفجأه حست الوجع يزيد وفي نار ببطنها وصرخت بصوت اعلى واعلى وطاحت ع الأرض وشهقت عزوف وقالت برجفه : ساره .. تـ، تنزفيـن !
سلمان قوّم هند بالقوه وابعدها عن امها وسحبها برا الغرفه ورجع اخذ خالته مشاعل ، ولما جاء بيقوّم ساره لقاها طايحه وتنزف وعزوف مصدومه وترجف وتناظر بصمت قاتـل.
سلمان سحب عبايه بسرعه ورماها على ساره وشالها وقال بسرعه : الحقينـي
عزوف الله عطاها قوه وقامت لبست عبايتها وطلعت وراه وركبت ورا عند ساره ، ركب قدام وطار للمستشفى واتصل على الأسعاف عشان ياخذون خالته ، رغم انه كان يشيلها بسيارته لكن لازم يلحق ساره قبل تموت من النزيف..

وصلوا الأسعاف وشالوا ام ساره جثـه ، وهند ومشاعل يبكونها.
صرخت عليهم مشاعل وهم طالعين فيها : لحظـه ، نزلوها
المسعف : يااختي المره ميته !
مشاعل : نزلها قلت ، هذي اختي
نزلوها ، وانحنت لها مشاعل وشالت الغطا عن راسها وباسته وهمست بحرقه : وداعة الله يالحبيبه ، وداعة الله ياللي ماتهنيتي بحياتك ولا مع بناتك ، عسى عوضك بالجنه ، ماراح ننساك ، وبناتك هم بناتي لاتخافين عليهم ، رحمة الله عليك
غطتها وقامت وشالوها ، وهند منهاره تبكي ، جلست جنبها وضمتها ، وشوي شوي انتشر خبر وفاتها وتجمعوا الناس يقدمون واجب العزاء ، ورغم كلام الناس عليها طيلة السنين الفايته الا ان بعد موتها كلن يذكرها بالخير والسمعه الطيبه.




.

" اجهضت جنينها "
عزوف جلست ومسكت راسها من قوة الصدمات ، حاسه بدوخه مو طبيعيه.
سلمان جلس جنبها وقال بهدوء : خيره ان شاءالله ، عشان مايشوفون الناس حملها ويتكلمون ، بيقولون من الصدمه اغمى عليها
عزوف : ياعمري ياخالتي ماتهنت بشي ، راحت وهي حزينه ومكسوره من الحياه والناس
سلمان : هذا امر الله وصار ، وكلنا ماشين بهالطريق
قام عنها واتصل على تركي رغم انه كاره شوفته لكن لازم يكون عنده خبر.
رد تركي : هـلا سلمان
سلمان : ام سـاره توفت ، ومن الصدمه ساره اجهضت
تركي بصدمه : اجهضت ؟ لاحول ولا قوة الا بالله ، وشخبارها ؟
سلمان : ماعليها ، معوض خيـر مع غير ساره اذا مااعلنت الزواج !
تركي : جاي الحين.

انسام : ابتسم يالله
ناصر ابتسم وصوّرته : ابتسم مره ثانيه ، بس من غير ماتطلع اسنانك
ناصر ابتسم وضحكت بقوه : قاعده اسجلك فيديو ترا
ناصر ضحك معاها وسحب الجوال منها وهرب ولحقته وفجأه طق الباب وكالعاده ناصر فتح بدون لايسأل ، وانسام تملكها الرعب ، وخافت اكثرلما شافت راكان ولد عمها يدخل بكل برود وابتسم : ياهـلا يامطول الغيبات
قالت برجفه : الله لايسامحك ياسلمان
راكان : سلمان مايدري ، انا لحقته وعرفت مكانك
انسام رفعت يدها بتضربه ورجع خطوتين : مااستاهلها منك ، تراي صاحب فضل عليك والمفروض تشكريني
انسام : وش سويت ماشاءالله
راكان : سجنت فارس لعيونك ، عشان ابرد خاطرك فيه
انسام بصدمه : انـت ؟ وش سويت ؟
راكان : حطيت كم كيس مخدر بسيّارته ، ومسكوه
انسام : ماتوقعتك حقير لهدرجه !
راكان : قلتلك عشانك ، ليش تدافعين له وهو اللي ظالمك ومطلقك ومنكد عيشتك ؟
انسام : ماادافع له ، لكن اللي يوقف ضد اخوه عشان بنت مهما كان غلطه هذا مااسميه رجال !
راكان بخبث : وكيف اثبت لك اني رجال عزيزتي ؟
انسام عرفت نيته وقالت بهدوء : ياحسافه احترامي لك ، اطلع وابي اعتبر اني ماسمعت شي
راكان عدل وقفته وقال بجديه : انسام انا شاريك ، انا مو مثل فارس صدقيني ، خليني اتزوجك ، خلي فارس يدري ان حياتك ماوقفت عليه
انسام تبيه يطلع بأي وسيله : مرني بعدين ونتفاهم
راكان ابتسم : امر ، ليش ماامر ، سلام ياحلوه
طلع وقفت انسام الباب بقوه وزفرت براحه وللحين مصدومه منه ، ناصر مد لها الجوال : يالله صوريني بعد
اخذته وانصدمت ان الفيديو صار له 6 دقايق يسجل ، حفظته ورجعت سمعته وطلع مسجل كل شي من اول ماطق الباب لين طلع راكان ، وكلام راكان موجود كامل ، استانست وتضايقت بنفس الوقت ، استانست لأنه بيكون وسيله للأنتقام من فارس ، وتضايقت لأنها لو فضحت راكان بتشتت عايلتهم فوق شتاتها.
طردت افكارها وقالت بحده : عادي ، عااادي عادي.



بعد ثـلاث ايام ؛
هند كانت مقفله على نفسها وتبكي ، ومشاعل كانت مرافقه على ساره بالمستشفى لأنها تعبانه كثير من الصدمه ، ام امل ماكنت تجيهم كثير لأنها اغلب وقتها في بيت امل لأن زوجها شغله كثير.
عزوف كانت جالسه وحاضنه نفسها ، وسرحانه بالفراغ اللي قدامها ودموعها تنزل بصمت ، مكسور خاطرها على امها وخالاتها ، وكيف هذي ماتت وهي مااستانست بحياتها وماشافت غير المر ، كيف ام فارس كانت عايشه حياتها وهي ظالمه كل هالأشخاص ، خالاتها وبناتهم ، وانسـام ، وفارس رغم قساوته الا انه مظلوم ، وشقى بحيـاته عشان كذا صار طبعه شين..
قطع افكارها صوته المبحوح : وين وصلتي
فزت وناظرت فيه برعب ومسحت دموعها وقالت بحده : كيف دخلت
سلمان : ناسين الباب مفتوح ، كم مره احذركم من هالحركه
عزوف قامت بتدخل ومسك يدها ورجعها مكانها جنبه وهمس : ليش ؟
ناظرت فيه وكان قريب منها ركز عيونه بعيونها ارتبكت وصدت بسرعه : وش اللي ليش ؟
سلمان : ليش الدموع ؟
عزوف سرحت شوي وقالت بغصه : اخاف اقولك وتزعل
سلمان ابتسم : ماازعل ، قولي
عزوف : افكر بأمك ، كيف مكمله حياتها وهي تاركه ناس يتعذبون بسببها ؟
سلمان سرح وتنهد : الله يسامحها
عزوف بقهر : الله لايسامحها
سلمان ناظر فيها بحده : لك رأيك ولي رأيي فيها كـ ام ، ولا متوقعتني بدعي على امي ؟
عزوف : اللي سوته كثيـر
سلمان : الله يسامحها
عزوف : انت اصلاً واضح من برودك انها مو هامتك ، ولا عانيت منها !
سلمان سند ظهره وقال بحسره : عز الله اني تجرعت المر والعلقم بسببها ، بدايتها بطفولتي ونهايتها يوم حبيت
ناظرت فيه بنظرات مصدومه وهمست : حبيت ؟
سلمان قرب لها وركز عيونه بعيونها وقال بصوت مليان حزن : عمري ماراح اخذ البنت اللي احبها ، بسبب امي
ابعد عنها وسرح بالأرض وهمس بضيق : لاتقولين ماهمني ، والله يهمني ويذبحني ، لكن مالي سلاح ، وش اسوي علميني ، ياليت تفيديني بحل ، لأني محتاج ارتاح ، محتـاج اعيش بدون هموم وتعب !
قام واخذ مفاتيحه وتنحنح وقال بهدوء : قفلوا الباب عليكم واذا احتجتوا شي كلموني.
طلع بسرعه ، وعزوف احرقها كلامه اكثـر ، وبكت اكثر لين غفت..

انسام وصلت للسجن وطلبت زياره لفارس ونفس المره الأولى اخذوها له ، فارس اول ماسمع خطوات كعبها وقف وكانه حاس ، وقفت قدامه وخافت من نظراته ورجعت خطوتين.
مايدري كيف يفسر شعوره " حزن ، فرحه بشوفتها ، ندم ، خوف من فقدانها ،و حرمانه من ولده "
انسام قست كل عواطفها وداست على قلبها اللي يبكي عليه وقالت بقوه : انا حالفه ماتشوفني ، لكن اللي عندي لازم تسمعه !
فارس بشوق : شخبـارك ؟ عسى مو متعبك حبيب ابوه ؟

،

انسام بوجع : اسكت لاتتكلم معي ، اسسسكت انا جيت اسمعك شي وامشي مابي اسمع صوتك
فتحت الجوال بسرعه وحطته قدام عيون فارس ، وارتفع صوت راكان ، فارس ماينوصف بشاعة احساسه ، وكأن ضيق الدنيا كله تجمع بصدره ، حس ان قلبه بينفجر من هول ماسمعه ، اخـوي ، اخـــوي يظلمــنـي ؟ وين صارت هذي ؟ بأي دين وبأي مذهـب ؟ اخوي يلبسني جريمه مالي يد فيها ؟ اخوي يذبحني وانا حيّ ، ياشينهـا لاجتك طعنه بالظهر من اقرب ناسك ، المصيبه والداهيه انه كان مقنعهم انه حزين ، ومقنعهم انه واقف معاهم ، وشككهم برائد ، وشككهم بأنسام ، وشككهم بالناس كلها لكن ماشكوا فيه ابد.
شد قبضة يده وضربها بالجدار وطلعت منه آه قويـه تعبر عن قهره وضيقته ، ماتمنى هاللحظه الا شيئين " انه يموت لأن اللي بقلبه فاق التحمل وطاقته انتهت ، وانه يمسك راكان ويعذبه لين يموت ".
انسـام ابتسمت بأنتصار رغم الضيق اللي مستوطنها : مع اني ماودي تطلع ابد ودي تخيس هنا طول عمرك ، لكن ابيك تنصدم بأخوك ، ابيك تنقهر ، هذا جزاء الغدار ، مثل ماغدرت فيني غدروا فيك ، ومثل ماقسيت علي قست عليك الحياه ، عساك بهالحال واردى.
طلعت بسرعه تبي تصيح لأن منظره ادمى قلبها ، ندمت صح وكل ماتجرحه تندم لكن ماخلت الحب يتحكم فيها، قدمت الدليل للشرطه ورجعت للبيت بسـرعه ، لمت اغراضها ودخلت غرفة دلال وحصلتها منسدحه والتعب واضح بوجهها.
جلست عندها وقالت بهدوء : صار لازم امشي ، فارس بيطلع اليوم وراح يعرف مكاني ، لازم اهرب
دلال دمعت عيونها : وانا ياانسام ، من يساعدني ويهون علي تعبي ! ويسلي ناصر وينسيه غياب ابوه
انسام بغصه : والله ماراح اتأخر عليكم ، بس ابيه يفقد الأمل فيني
دلال : دخلت التاسع وهذا اصعب شهر ، محتاجتك كثير ، الله اخذ امي وخواتي ورزقني فيك، لاتتاخرين تكفين
انسام ضمتها وبصوت باكي : ماراح اتأخر يااطيب من عرفت ، انتبهي لنفسك
دلال : استودعتك الله ، الله يحميك من شرهم.
انسام : امين ، اشوفك على خير
باست ناصر لأنه نايم وطلعت بسـرعه ، دموعها ماوقفت ابد ، ماتبي تشوفهم ، تحس لو شافت فارس وجدتها من جديد راح تموت ، نفسها تعذبهم وهي بعيده ، تستمتع بعذابهم ، ومالها الا الهـرب والغيـاب الطويـل ..

،

فارس بشـرّوه انه طالع براءه ، لبس ثوبه وشماغه وطلب من الضابط مايلقي القبض على راكان الا اذا هو قال لهم ، عشان يستفرد فيه ، والضابط كان منحرج من فارس لذلك ماقدر يرد له هالطلب ، اخذوه للبيت ونزل ، ووقفوا ينتظرون اشـارته.
دخل بهدوء للبيت ودخل لصاله وحصلهم مجتمعين يتعشون ، ناظروا له مصدومين ، فـارس كانت نظراته متركزه على راكان وعصبيته لو تحرق احرقت الأرض ومن عليها .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.