آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          الزهرة المحترقة (41) للكاتبة الخلاقة ::وفاء محمد ليفة (أميرة أحمد)*كاملة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آنابيلا...ستيفانو (116) للكاتبة: Jennie Lucas (ج7 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          شظايا القلوب(3) سلسلة قلوب معلقة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الفارس الشجاع (29) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمكم للرواية؟
جيدة جدا 87 67.44%
جيدة 26 20.16%
عادية 11 8.53%
دون المستوى 5 3.88%
المصوتون: 129. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-19, 12:56 AM   #791

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


استعدوا بدأ العد التنازلي

احبكم في الله


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:24 AM   #792

قال الزهر آآآه
 
الصورة الرمزية قال الزهر آآآه

? العضوٌ??? » 1793
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,669
?  نُقآطِيْ » قال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond repute
افتراضي

..مستعدين ...انا محظره التسالي ..ان شاء الله ماتنسد نفسي فطوم ...واجيب المناديل بدالها ...

قال الزهر آآآه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:31 AM   #793

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

منتظريييينك الله يستر عليك يا حوحو

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:34 AM   #794

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون

شحب وجه كاظم بشدة كبيرة وهو ينظر للمكان الذي ترك فيه حواء ولا أثر لها سوى بقايا دم... توقفت انفاسه برهة وهو يلتقط اثار اقدام داست على الدم فتتبعها بحدقتيه... لتنتهي عند الباب وقطرات الدم فوقه... اتسعت عيناه وهو يحلل ما حدث...
فالصورة تشير إلى ان الدم يقطر من الأعلى... الآثار اذن كانت محمولة، لو كانت هي من تحركت لما سقطت القطرات على الاثار، لكانت سبقت الاثر وبما انها مصابة ستكون الاثار مجرورة جرا وليس بهذا الانتظام...
فأخذ يركض باندفاع يصرخ
"أ يعقل انه معه لم يكن لحاله؟
لا يمكن أن تكون خطفت! لا يمكن!... اللهي عفوك
عفوك يا رب!"
وانتصف الطريق متوقفا ينظر حيث اختفت الاثار لاهثا بشدة.
استدار حول نفسه وهو ينظر للأرض الشاسعة من حوله يغطيها الرمال وتعلوها بيوت مهدمة هنا وهناك.
تهاوت قدماه اسفله ليسقط على الارض من هول الكارثة
فصرخ صرخة أرعبت الوحوش وتناثرت دموع عينيه.
"ماذا جنيت يا كاظم؟... ماذا ارتكبت من فعل شنيع؟...
ضيعت الفتاة! اهلكتها!"
صدح رنين هاتفه فرفعه بيد مرتجفة وانقطع الرنين فجأة، هم بإرجاعه دون النظر لهوية المتصل فأضاء من جديد وارتفع رنينه فاذا المتصل كميل... بكى وهو يتجاهل الاتصال ثم
نهض بوهن واضعا يده على خاصرته بينما يهمس بوجوم.
"بماذا اخبرك يا كميل؟ بماذا؟
ضيعت حواء وقد أكون السبب في موتها وضيعت اختك ايضا... أجزم بأنها لن تخرج من هذه الحادثة سالمة...
لقد دمرت نفسك يا كاظم! لو هلكت في وادي لكان اهون مما انت فيه".
مشى متعثرا نحو السيارة وفكره مغيبا عند زينب يفكر بردة فعلها، لطالما كانت نقية هل ستتحمل فعلته؟... وقف يفتح الباب بينما يلقي بنظره نحو رباب الجالسة في المقعد الامامي، ضامة قدميها إلى صدرها، ترتعش كالمحتضر. انتبهت إليه فانتفضت بعنف تشد من ذراعيها حول نفسها لا يساعدها في ثبات نفسها، فصرخت بعويل بعد لحظة من ادراكها.
"اين حواء!!!، كاظم... حواء اين هي؟!"
انتفض هو الاخر وكاد ان ينهار... لم يستطع الاجابة ولم ينبس بحرف حتى انفاسه كتمها.
اغمض عينيه يتجرع مرارته وفتح ذراعيه لها فارتمت في حضنه تتعلق برقبته كالغريق.
بكت وهي تتمتم باسم حواء حتى فتتت قلبه، فأجلسها وهو يهون عليها ما نزل بهم من كربة... شد عزمه وتمالك نفسه وقاد إلى الطريق العام، ارتجل من السيارة واتصل بالشرطة يبلغهم عن قاسم.
كان في نفسه ان يقود إليهم دون انتظارهم لكنه خاف نقاط التفيش... الأمان من مصائب اكبر هو في الانتظار...
رنين هاتفه المستمر جعل انظار رباب تتعلق به ولا تحيد عنه فصعد إلى مكانه وجلس خلف المقود.... وضع رأسه عليه وهو يكلم رباب.
"كوني هادئة سنسلم قاسم للشرطة ونبلغ عن حواء وبعدها نذهب للمستشفى..."
لم يأتيه ردها فرمى بطرفه نحوها فراها تزم شفتيها وقد اسود ووجها بزرقة انقطاع الهواء وما زالت تحتضن نفسها مرتعشة .. وهو يرمقها بلا حول منه ولا قوة لا يعلم كيف يساعدها.
بعد مدة من الزمن لا تتجاوز النصف ساعة مرت عليهما كأنها ما لا نهاية .... حضرت الشرطة... واخذوا قاسم ودونوا اقاويل كاظم بخداع الشباب والبنات بإعطائهم المخدرات، غير الاحتيال على الفتيات ايضا ومن ضمنهن اخته وهذا هاتفها فيه تسجيل لمكالمة قاسم يهددها به وهذه الشكولاتة واخرجها من درج السيارة وفعل كل ذلك على عجل.
وطلبوه وحددوا موعد يأتي به للقسم واخبرهم عن اختطاف حواء لذا سيحققون مع قاسم ويعرفون مكانها ان كان له يد في ذلك.
وما كانوا ليتركوه لولا تسلميه كل وثائقه ونظرهم في مصاب رباب.
انطلق إلى المستشفى بسرعة وهو يصرخ برباب التي تكاد تضيع هي الاخرى من يديه.
"تنفسي جيدا... خذي شهيقا!"
.....................
فزعت ابتهال وجفل آدم ملتفتين إلى وراءهما مرعوبين على صوت تصفيق....
اتسعتا عينا ابتهال لرؤية كرم يتقدم بخطوات ثابتة وهو يصفق وعلى وجهه ابتسامة صفراء.
توقف قبالتها لتتراجع للخلف فقدم قدمه وراح يخطو من جديد حتى تعثرت بقدميها وسقطت على الارض فصرخت لضرب ذراعها بحافة الكرسي... أما آدم تسمر مكانه يتصبب عرقا فالتفت إليه كرم لينفجر بوجهه ضاحكا بقوة جعلتهما يترعدان... واصل ضحكه بينما يضع يده على وجهه يمسح عليه فتوقف على اجهاش ابتهال بالبكاء لينزل يده وهو يهز رأسه بحركات متتالية..
تجاهلها مخاطبا آدم بقوة يكللها الشموخ
"اذن انا لم أمسك بزوجتي مع رجل بل انا من دخلت على زوجين!!
هل افهم اني خدعت واحتال علي؟..."
هم آدم بالهجوم عليه
فصرخ كرم
"ان كنتما توثران سلامتكما فردا علي والا مصيركما السجن لاحتيالكما علي... استطيع قتلكما لو شئت!"
فصرخ به آدم
"انت لست في العراق لست في بلدك يا همجي!"
فعاجله كرم بقبضته وكسرت اسنانه يسقطه ارضا وجلس فوق صدره ثم تجاهل الرد عليه رادفا
"او تظنا انه لن يقف معي القانون وتلك الجموع الغفيرة التي شهدت على عقد عقراني الباطل يا سيدة ابتهال فالويل لكما...
غطت ابتهال وجها بذراعيها تحاول اخفاء نفسها...
اتيت لمنزل من ظننتها زوجتي لأتفاجأ بها مع زوجها اذن اين محلي من الاعراب؟"
ولَكَمَ آدم في الاثناء بغضب ثم راح يلكمه مرات عديدة بدون رحمة وابتهال تولول
فصرخ
"اخرسي يا فاجرة وتكلمي ما هو هدفكم ولما كنتم تخططون؟"
صاحت ابتهال بتلعثم وهي تتخبط بالأرض
"انه ليس كما..."
قاطعها كرم صارخا بعنف يكاد يمزق أوداجه
"لا شأن لي بحياتكم اخبريني ما هدفكم فحسب؟"
قبض على رقبة آدم يخنقه ويضربه بالأرض بينما يهتف
"تمثلون علي انت وابوك ولم تكتفيا لتستعيرا ممثلا اخر...
من التي كانت تمثل الوداعة والصلاح؟ لا ولديك الجرأة والخبث... بأن تمثلي لشهر كامل تبكين ومنهارة لأن لدي زوجة!... وبدأت تلعبين على نقاط تكسبينها لصالحك ضدي!
وبكل عجرفة تقولين لي ان كنت شاركت قلبك مع غيري فلا ارضى بأن تشارك جسدك!!...
من الذي قال لا اطالب بإن تعطيني قلبكَ أنا سأكسبه؟...
من الذي كان يمثل دور الانسان الذي وجد الطريق بعد طول تيه؟
وانا بكل غباء مني صدقتك وأردت ان انفصل عن روحي جزاء لك عن تضحياتك وتغيرك من أجلي!... ظننتك امرأة مناسبة لي بكل شيء ولا رجل في حياتها سواي! ...
لاكتشف انها ادعت ايمان الملائكة بينما هي شيطان رجيم.!!!"
اخذ نفسا يهدئ به النار التي تجيش في صدره ثم صرخ بحدة أفزعتها.
"تكلمي والا لن تريا غير الموت؟"
"ابي قال بأن جدك حرمه من حقه بالشراكة وفوق ذلك تسبب بموت امي..."
استدار بوجهه نحوها قائلا باستهزاء مستنكر
"ماذا تقولين؟
المستشفى××× التي تدعون انها ملككم انها ملك ابي!
اخرسي يا كاذبة! جدي لم يسرق شيء ولم يسلب حق احد بل انتم السارقون!
لولا ان أسهم المستشفى باسم زوجتي لما نجوت من خداعكم!
كيف يجرؤ والدكِ على ارسال أوراق موقعة باسمي لمحاميي يطلب منه القيام بباقي الاجراءات؟
كيف!.... لم تكتفوا بحشري في الزاوية امام الناس واحراجي لتطعنوني من خلف ظهري وتسرقوني
بأي حق!!!
لقد اتضح انه حتى ولو جزء من المستشفى لا حق لكم فيه لقد اشتراها جدي منكم... سنوات وأنتم تخدعونني بذلك...
بصق على الأرض مضيقا عينيه باحتقار.
أبشرك... والدكِ في السجن هذه اللحظة...
اوه ولن انسى ان ازجكما انتما ايضا، فالشرطة في طريقها اليكما ... تعفني في السجن يا سيدة ابتهال...."
واستدار خارجا...
فنهضت ابتهال خلفه واقفة على قدمين واهنتين... خطت خلفه مادة يدها نحوه تناديه من بين دموعها...
"كرم اسمعني!"
توقف مستديرا نحوها
قائلا بصوت ابرد من الصقيع
"لا يهمني سماعك ولا ارغب بمعرفة اي شيء ولا ادنى سبب فلتحترقي بنار جهنم!"
صرخت
"كرم!"
فصرخ هو الاخر بصوت اعلى
"لو كنت زوجتي لقتلتك ودفنتك في مكانك لو كنت امرأتي لكان لي تصرف اخر معك.
لكنك لست سوى فاجرة سارقة!!"
ثم ألقى بصره نحو ادم
"لا اعلم اي الرجال يكون زوجك عديم الشرف والنخوة!... و التعس ابوك...
قطع كلامه يجز على اسنانه.
لا يهمني لأي سبب فعلتم ذلك حتى ولو كان فيه نجاة ارواح... لن اغفر لكم!"
ركل آدم ركلة اخيرة وتركه ينزف وجهه دما
وخرج مسرعا قبل ان يفقد حكمته ويقتلهما بالفعل.
عصفت به افكاره متذكرا كيف اتصل بالشرطة بعد ان قرأ رسالة محسن ورأى المستندات والاوراق التي بقت مخفية في الادراج تثبت ان لا حق للبيب بشيء.
لقد لعب لبيب لعبته بإحكام لسنين ولم يعرف انه مخدوع هذا جزآءه لعدم اطلاع محاميه على الامر...طالبا منهم التحقيق معه بعد ان سلم لها ما يملك من ادلة وبعدها ركض جريا إليها يظنها في غفلة عن فعلة والدها مقررا الوقوف بجانبها ليكتشف اخر شيء كسر ظهره.
ركب سيارته لتتراءى حواء امامه مبتسمة هامسة بصوت رقيق.
"كرم هل انت بخير؟"
اوقف السيارة جانب الطريق بقوة
واخذ يخبط على المقود صارخا بحرقة
"ماذا تريدين مني يا حواء؟ ماذا تريدين؟
لقد تعبت لست بخير لا لست بخير!... اي قلب تظنين اني املكه؟ ماذا تريدين مني؟
لم اعد اتحمل، تعالي واقتلعي قلبي ارجوك وأريحييني!!
اي نوع من البشر انا؟... قلبه متعلق بفتاة عاقة لأهلها... تزوجت مرتين... ومن من؟ من اكثر شخص عزيز على قلبي... وبعدها يتضح انها... ليست بريئة... عذبته وسرقته وتسببت في الاخير بموته.. لتأتي في الاخير ترفض حبي لها بعد أن قايضتني بالزواج منها مقابل ما هو حق لنا وسرقته! ... لما دون بنات حواء اقع في غرامها هي؟.. قلبي لا يصدقني ولا يقبل طاعتي بعد رفضها له!!...
هربت منها لأعالج روحي واتزوج فتاة تحبني وتناسبني... تكون امرأتي لا لأحد من قبلي...
لما؟ .... لما علي ان ابتلى بالخيانة؟ لما علي ان اشعر بنحري ينحر مرات عديدة؟... انا لا اهتم بأمر ابتهال لكنها جيشت علي آلامي... اعادت علي نيران حواء... اي اختبار هذا يا رب؟"
تجمد لحظات ينظر في الفراغ امامه... عصته دمعة انحدرت من سفح مقلتيه احرقت روحه قبل خده... فهمس لنفسه بصوت متقطع.
"ماذا فعلت لتحترق روحي هكذا؟!
عد لها يا كرم وأكمل احتراقك هناك فلتحترق ببطء او بسرعة... فلتحترق كلا او جزءا لا يهم...
اصدر حريقك دخان او لا لا يهم!
زاد احتراقك بأنفاسها او خمد لا يهم!
شعرت بك ام لم تشعر لا يهم!
ينثر رمادك ام لا ينثر لا يهم!
عد لها وادخلها وسط نيرانك... داخل روحك احتضنها واحترق معها!!..."
.........................
"ايمان اين الدكتورة رملة استدعيها حالا!!"
يصرخ كاظم بسكرتيرة رملة بارتباك وعجلة
"دكتور كاظم يبدو انك نسيت ان الدكتورة مناوبتها الليلة...."
ردت ايمان ببعض التماسك الذي تدعيه مقابل جنون كاظم
"عفوك يا رب! اتصلي بها يا امرأة... لا دعكِ انت!
انا سأتصل بها...حضري غرفة بسرعة حالا!..."
صاح بها
فركضت تصرخ بهلع.
"حالا، حالا!!"
وضع رباب على السرير واودع الباقي للمسعفين
وخرج يتصل برملة.
لم يتمالك نفسه فخرج صوته متحشرجا غريبا على أذنيه وهو يهتف .
"عمة رملة اكراما لعزيزك تعالي بسرعة دون سؤال حالا تعالي للمستشفى... الحقيني سأفقد نفسي."
لم تستطع رملة الرد من صدمتها وخرجت مسرعة متجاهلة كميل الذي جاءها مسرعا.
هرولت لسيارتها وانطلقت وقلبها ينذرها بسوء لا بل بأسوأ من السوء.
ركنت السيارة وترجلت مهرولة فاصطدمت بكاظم الجالس على الكرسي شابكا اصابعه العشرة فوق رأسه.
صاحت به
"كاظم بني ما بك؟"
رفع رأسه صوبها
يرد بينما يسمح لبعض دمعاته بالنزول
"ادخلي إلى رباب بسرعة!"
رمت عليه حقيبة يدها وجرت إلى المكان الذي اشار إليه كاظم بيديه
رأت الممرضات يحُمن حول رباب فسحبت واحدة من ذراعها تسألها
فردت الممرضة بعملية
"اوه، حضرة الدكتورة
كنا في انتظارك
الفتاة مصابة بانهيار اثر صدمة لم تهدأ الا بعد ان حقنها بمهدأ فقد ظلت تردد اسم حواء باستمرار وهستيريا.
والان نغير لها ثيابها فهي متسخة بالعرق والبول لا نعرف يبدو انها تأذت جدا حتى تصل لهذه الدرجة من التبول اللاإرادي..."
فقدت رملة توازنها وكادت تسقط على الأرض، اسندتها الممرضة حتى اوصلتها إلى الكرسي قدماها تحولتا إلى هلام وروحها اخذت تتلوى داخل جسدها بألم.
اشارت بيدها نحو الممرضة وهي تأخذ شهيقا ان انتظري
فبقت الممرضة واقفة تنتظر رملة لتسيطر على انفاسها وهرعت اخرى تحضر لها ماءا وسكر لتوازن ضغطها
فقالت رملة بعد مدة .
"هي الان تحت تأثير المخدر! وماذا بعد؟؟ حالتها مستقرة او لا؟"
اجابت الممرضة بعملية...
"هذا شيء نعلمه بعد ان تفيق وعلى الاغلب لا لسوء حالتها بالبداية..."
شربت الماء ثم نهضت بتثاقل سارت خارجة إلى كاظم
فنهض قافزا من مكانه ما ان راها
فتكلمت قبل سؤاله
"لم افعل شيء انها الان تحت تأثير المخدر
ثم رفعت نظرها تنظر إلى عينين كاظم مسترسلة
أخبرني كاظم ؟
ما الذي حصل لرباب؟ ولما تهذي باسم حواء؟ ماذا يجري؟"
أشاح كاظم بوجهه ملتزما الصمت
فصرخت رملة بنفاد صبر
"كاظم ما بها رباب؟ ما الذي حصل لها!"
فصاح كاظم بحزن يختبئ بداخله غضب عميق من نفسه
"ارحميني عمتي الآن... سأخبرك فيما بعد!
فقط ارحميني الآن... عالجي رباب وانظري لحالتها وماذا يتطلب من علاج والباقي فيما بعد..."
اغمضت رملة عيناها بألم هامسة
"فقط للآن...
حسنا اذهب إلى البيت واسترح... سأتصل بك ان حدث شيء... ايضا كن طبيعيا ولا تخبر امك بشيء او ابوك..."
رد كاظم ببعض التكدر
"شكرا... سأفعل"
واستدار مبتعدا ببطء
فهتفت رملة خلفه
"اوه، صحيح عزيزي... هلا جعلت حواء تراسلني فأنا لم اراها اليوم لأطمئن عليها؟"
اهتزت حدقتا كاظم بعنف وشحب وجهه اومأ لها وخرج هاربا من مواجهتها.
.................
في الجناح المستشفى الخاص
جلس محسن على كرسي يتكئ على ذراعه يعاين حواء الممددة على السرير باستسلام تام، كيس محلول يتصل بذراعها الايمن وكيس دم بذراعها الاخرى... شحوب وجهها أغم صدره و سرح متذكرا رؤية رباب تركض مذعورة خارجة من المكان وبعدها تبعها كاظم وبقيت حواء لا يعرف لما أصرت قدماه على التحرك وتفقدها واذا به يجن لرؤيتها في تلك الحالة، فاسرع بحملها دون تفكير لقد اتفق معها سالفا ان تغادر معه ليأخذها لكن يبدو لا هي ولا هو او احد اخر كان يتصور ان تخرج شبه جثة لينطلق بها للمستشفى...
اشاح بوجهه عنها إلى قطرات الدم التي تتزود بها من الكيس وراح يسترجع ذكرياته التي ادت به إلى هنا.....
لم يظن ابدا بأن قدومه من اجل اخبار كرم ستؤدي إلى التكلم مع حواء وطلب غفرانها عما ارتكب...
دخلت حواء داخل غرفة الضيوف بخطوات تكاد تكون مسموعة، فرفع محسن رأسه صوبها ما ان شعر بها ووقف باسما ببسمة انارت تجاعيد وجهه ينظر نحوها، نحو الفتاة التي راها قبل سنة وبعضة أشهر من الآن والفتاة التي جاءته تستنجد به لتنقذ عائلة صديقه من غدر يحوم حولها والفتاة التي أصبحت زوجة لمرتين امامه والآن تبدو امامه ظلا لفتاةٍ راها قبلا لا تشبها بشيء، جسد دون روح وظل دون جسد.... فتحدث وهو يزدر ريقه لا يعرف لِم ارتبك امامها واخذ يتلعثم بكلماته..
"السلام عليكم...
كيف حالك سيدة حواء؟"
غصت حواء وارتعش كفها فقضمت على شفتيها توقف اهتزازها حتى ادمتها
ارتبك محسن اكثر فقال ببعض الضيق يداري به حزنه
"ما بكِ سيدتي؟"
فهزت برأسها ثم اشارت لحنجرتها
لم يفهم فأخرجت دفترها الصغير وكتبت عليه
"وعليكم السلام...
كما ترى يا استاذ الشكر لله... اعذرني قد ابدو اني قللت الأدب معك لكني مصابة بوعكة مرضية وفقدت صوتي... شكرا لقدومك
هل يمكن ان تتكلم معي كتابةً ؟ ان لم يسبب لك ازعاج؟ لأني اريد التحدث معك بأمر خاص..."
اتسعت عينا محسن وبلع ريقه بينما يفتح ربطة عنقه متمالكا نفسه ...يرد بمودة شابها توتر ملحوظ .
"الشكر لكِ سيدتي"
اومأت له حواء
فاستطرد بعملية تخللها الاهتمام
"ماذا تريدين مني قبل ان اتكلم؟"
كتبت حواء بأصابع مرتعشة
"اريد كتابة وصيتي أ يسمح لي بما انني فرد من هذه العائلة؟"
شحب وجه محسن وهو يومئ بإيجاب يقول:..
"لكن ابعد الله الشر عنك يا ابنتي.."
"الموت ليس شرا يا استاذ وليس كأني سأموت الآن او غدا ان كتبت وصيتي فقط افعل ما اريده منك واحتفظ بها حتى توصلها للشخص المطلوب فيما بعد..."
ردت عليه مبتسمة بقهر فواصلت تكتب
"كل ما كتبه محمد باسمي انقله لزوجي كرم"
تكلم محسن يقاطعها بعملية دون وعي
"لا يمكن نقلها فالدكتور كرم مازال موقفا عمل تغيير وضعك القانوني من ارملة إلى زوجته يعني لا توجد لديك اوراق رسمية... انت زوجته شرعا لكن لم يوثق بعد في المحكمة وهذا يعني قانونيا لازلت أرملة."
انتبه محسن على اختلاجها فندب سوء حظه.
ابتسمت حواء بشحوب مسيطرة على كل ذرة من قوة تملكها
"اذن ما زالت الأوراق تنتظر توقيع كرم؟
هل يوجد حل اخر نفعله... فأنا لا اريد بقاءها عندي اكثر؟..."
رد محسن بتعجب وهو المتوقع لردة فعل عنيفة او قوية تجاها ما سمعت، أراد السؤال فاثر ذلك مكملا..
"نستطيع أن نبقى ننتظر توقيعه لا يهم... واذا كنت مصرة سنرجعها دون توقيعه الذي سيؤجل فيما بعد كالكتابة في وصيتك انها هدية.
و لديك حق شرعي بالنسبة لأرث السيد محمد"
كتبت حواء مجيبة...
"اما هذا انا اتنازل عنه ايضا لكرم اخاف حتى أن لا يحق لي التبرع به!"
قاطعها "لكن لديك..."
فكتبت "حتى لو كان حقا لا اريده... ومهري ايضا من كليهما اتنازل عنه لكرم...
يبقى الشقة التي××× سأتنازل عنها ايضا لكن سأسكن فيها مؤقتا..."
تغيرت ألوان محسن لما يسمع،
فاراد تغيير الموضوع قائلا:
"سيبدأ الدكتور كرم بعمل الإجراءات لما لا تنتظريه؟"
فكتبت حواء بملامح قاسية
"انا اوقف تلك الاجراءات، لن اسمح بتحريكها سأبقى أرملة قانونيا لو سمحت.
هذا ما عندي قل الآن ما جئت لأجله."
انتفض محسن وقال مبتئسا.
"جئت اطلب الغفران منك... انا كنت اعلم ان السيد محمد اجبرك وأتهمك بالسرقة زورا... وأعلم ان محمد كان مدمنا ورغم ذلك لم اقل شيء وجعلني اتهمك زورا امام كرم بانك السبب.... بأنك من تسببتِ بإدمانه واكتشفنا ذلك من خلال مراقبتك بوضع كوكايين في عصيره....
لق...لقد هدد بتدمير بناتي...!!"
تمايلت حواء لفقدان توازنها من هول الفجيعة
فطأطأ محسن رأسه هامسا
"انا اسف مستعدا لفعل أي شيء تطلبينه مني وحتى الاعتراف لكرم بكل شيء!!"
لقد انتهى كل شيء منها واستنزفت روحها اخر قطرة لديها وشبعت من الألم بحيث لا مجال لشعور اخر... فقدت قلبها فالباقي امامه لا شيء يذكر... لم يعد لديها شيء تخسره او تخاف خسرانه ولم يعد هناك شخص تعيش لأجله...
فخطت اخر كلماتها تقدمها لمحسن
"اذا كنت تريد غفراني وتجاوزٌ عن حقي الذي في رقبتك... انا اسفة لأنني سأجعل مسامحتي مشروطة!
لكن ساعدني بالخروج من هنا دون معرفة احد منهم ودون سبيل لهم إلي."
فرغ محسن فاه مذهولا
فاسترسلت غير عائبة بذهوله
"يعني اريد هويتي وجواز سفري واوراقي وامام القانون انا لست زوجة كرم صحيح!
واخر شيء
اريد بيع منزل عائلتي وارضهم خلال مدة قصيرة لا اعرف جد لي مشتريا واخفي كل الاثار عن وجودي...
ثم نهضت دون اعطاء مجال لمحسن وهو يقرأ اخر كلماتها...
هذا مقابل حقي وإلا سآخذه أمام الله...!!"
ارتعد محسن لكلماتها وراح يهز رأسه بقبول....
أخرجه من افكاره صوت الممرضة تعالج حواء وتتفقد نقاطها الحيوية، لا يعلم متى دخلت ومنذ متى وهو شارد، ما يغضبه ما يجري مع مؤكله والاستفسار الذي لم يجب عليه بعد... فسمعها تكلم الطبيب بأن المريضة افاقت
نهض وهو يقول "لا اعلم لما ورطت نفسي؟ اعتراضي ليس خوفا بل لا يجوز ذلك! وانا اكتفيت من المعاصي!"
وصل عندها والممرضة تساعدها على الاتكاء وتضع خلفها وسادة.
فرفعت حواء رأسها نحوه تنظر إليه بعيون خاوية بخلفية زجاجية تخفي خلفها روح خالية... اشاح محسن نظره عنها يجيب الممرضة التي تسأله عن حالتها
فأجاب بأجوبة اختلقها ثم انتهى ملتفت إلى حواء التي رفعوا عنها كيس الدم وانتبه انها تطلب شيء تكتب عليه فأخرجه من جيب سترته مسلمّه لها وهو يسألها
"ماذا جرى؟"
كتبت...
"اريد الخروج... شكرا لك على كل شيء... انتهى عملك
وهل قمت بما طلبته منك؟"
تسمر محسن برهة فأومأ بإيجاب
فاستطردت
"هلا أطلب منك طلبا اخيرا!؟"
عاد يومئ لها...
فكتبت...
"اريد كوافيرة تحضرها إلى هنا"
فاستقام قائلا بإشفاق...
"حاضر، ساعة فحسب... سار ثم توقف سائلا
كيف سنتواصل؟"
ردت...
"بريدك عندي سأرسل لك رسالة عما قريب...
اين ستذهبين؟"
اردف بقلق
"قالت: ارجوك لا تسأل ولا شأن لك... لا تضايقني!"
اومأ لها بوجوم ثم خرج.
.......................
في المنزل
خرج كميل راكضا على صوت سيارة كاظم
وقلبه ينتفض بعنف صم اذانه لشدته
استقبل كاظم بصياحه القلق..
"لما تأخرتم؟"
فنظر خلفه لم يجد احد
فصرخ "اين الفتاتين؟"
إنهار كاظم واقعا على ركبتيه
ثم صرخ فخرج صوته مبحوح
"رباب في المستشفى وحواء... حواء اختطفت يا كميل اختطفت!!
لم استطع فعل شيء بلّغت الشرطة ولم اخبر رملة بذلك... كميل انا اتعذب لا اعرف كيف اخبر العائلة"
اصفر كميل وراح يتصبب عرقا فانحنى بظهره يضع كفيه على كتفي كاظم
فنطق كميل بأنفاس متقطعة غير مصدقا
"ماذا تقول يا رجل؟"
فصرخ كاظم قهرا
"كما سمعت اختطفت حواء!
ورباب في المستشفى!"
فانتفضا كليهما على صوت صياح
التفتا وراءهما ليجدا أمهما ليلى
التي جرت نحوهما لتمسك بذراعي كاظم تهزه
"ما الذي سمعته يا ولد؟
اختطفت كنتي وابنتي في المستشفى؟"
ابعد كاظم وجهه
فاستعبرت مولولة وركضت لصالح تلطم على رأسها
وكميل بجانبه يردد "كيف،
كيف حصل ذلك؟"
بعد ان هدأت الاصوات يستمعون لكاظم يقص عليهم ما جرى وان رملة الآن بجانب رباب لم يخبرها بشيء حتى تبقى متماسكة
ولا مفر من اخبارها.
تقدم صالح بكرسيه صوب كاظم ثم رفع يده عاليا يضربه بعصاه... مدميا جبهته، لم يعترض كاظم ولم يتأوه حتى وصوت صالح يجلجل الارجاء.
"تخبرني انك اردت القبض على رجل خدع زوجة اخيك واختك ولم تخبرنا... استطعت تسليمه للشرطة لكنه نجح باختطاف حواء ودمر اختك...
كيف تخرج بالفتاة دون علمي؟... بل كيف تتصرف دون اخباري؟... أ ليس انت الذي قضى اشهر يتبجح بانها امانة اخيك ولم تسمح لها بأن تخطو عتبة الباب؟... ماذا حصل حتى فرطت بها؟ وماذا يريدون تلك الجماعة منا لا اعلم منك او منها شيء!!"
كاد ينهار صالح من فرط انفعاله ولا يبدد الصمت سوى صراخه وصوت انفاسه
لم يتدخل كميل وآثر الصمت، كاد ينسى رسالتها وجن جنونه فلم يفتح فمه بكلمة عن رسالة حواء... لا يعرف! لقد اختلط عليه الامر أ من تدبيرها ام لا؟... هل هربت او اختطفت؟... هل وقعت في مشكلة؟... لما فعلت ذلك؟... ان تكلم سيتهمونها!
وكاظم لم ينبس ولم يعترض او يدافع عن نفسه فما يقوله والده صحيح.
قطع توترهم نهوض كميل منسحبا لغرفته بصمت.
....................
كتبت حواء العنوان لسائق الاجرة فقبل بتوصيلها، ركبت ومحسن واقف يودعها.
لقد أمضت يوم واحد فقط في المستشفى واصرت على الخروج، الضربة لم تسبب ضررا وخرجت سالمة منها... لكن روحها قطعا لن تخرج سالمة هي الاخرى...
استدار محسن مبتعدا كما اختفت حواء مع السيارة...
طوال الطريق تسترجع احداث ما جرى كما فهمت من محسن.
ان كاظم قيد الرجل وهو استغل غيابه ودخل للمكان وخرج يحملها... كما استنتجت ان كاظم امسك بقاسم واكيد انه الآن في السجن.
تنهدت هامسة...
"يا رب أحقا انتهى امره ولن يعود لأذيتي واذية أحبتي؟... هل تخلصت منه؟"
استندت بجبتها على مقدمة المقعد ومضت مدة يبدو انها غفت فيها واستيقظت على صوت السائق يخبرها..
"هل هذا هو المكان المطلوب؟"
ترجلت من السيارة تحمل أكياسها التي حملها محسن لها وقد اعطته اجرته مقدما التي دفعها ايضا ونزلت امام الشقة... خطت صوبها ساخرة من نفسها من كان يظن انها ستعود إليها؟... لقد ادت ما عليها تجاه كرم والعائلة....
جثت على ركبتها واضعة الاكياس على الارض... تخرج المفتاح من حفرة حفرتها بجانب شجيرة صغيرة قرب الباب، فتحته ثم دلفت بهدوء وقمعت خوف روحها فلم يعد هناك شيء تخافه...
مشت نحو الحمام وهي تضع الاكياس على الطاولة بينما تخلع ثيابها المتسخة من الشعر والدم لم تجد ما تلبس غيرها، التي خرجت بها بعد ان منعت محسن من جلب اخرى نظيفة، اخبرته انها لديها ولا تحتاج شيء لكن لا مانع لديها من شراء الطعام فهي تحتاجه لأيام طويلة وقد لا تخرج....
اكملت سيرها راجية تحمل الماء البارد ان لم يتوفر الحار على ما تتوقع وشعرها يتراقص اسفل ذقنها مع خطواتها... دخلت تحت الماء شاكرة الله انه فصل الصيف يكفي ذلك فالماء حار اكثر من كونه دافئا وراحت تنظف نفسها وتغسل شعرها.
لم تتمالك عبراتها فانهمرت مع انهمار الماء وهي تتذكر كيف جز شعرها بين يديه بطريقة قاسية وهمجية بكت شعرها بكت، كشف سترها وتدنيس بدنها، بكت خوفها وافتقادها للأمان، بكت اخيرا قص شعرها تحت يد الكوافيرة من اجل اصلاحه ليصل لهذا الطول أسفل اذنيها واعلى من ذقنها.
بقت تفرك بدنها بقوة وهي تقرأ آيات من القرآن وتستغفر الله في سرها.. ثم اغتسلت غسلة بنية التوبة وخرجت اخيرا...
مشت والماء يقطر منها وفتحت خزانة الملابس التي ملأها التراب واخرجت فوطة تلف بها جسدها فهي ما زالت تتذكر كل ركن فيها وكل مكان وكل حاجة
لبست اسدال فوق الفوطة واتجهت للقبلة تصلي صلاة التوبة وغفران الذنوب بروح رغم عذابها تطهرت، انتهت ركعتيها وجلست ترفع يديها تهمس في قلبها مما تحفظه من ادعية تؤنس وحشتها وتقوي روحها.
(اللهم يا من لا يصفه نعت الواصفين، و يا من لا يجاوزه رجاء الراجين، و يا من لا يضيع عنده اجر المحسنين، و يا من هو منتهى خوف العابدين، و يا من غاية خشية المتقين، هذا مقام من تداولته ايدي الذنوب، وقادته ازمة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصر عما امرت به تفريطا، وتعاطى ما نهيت عنه تغريرا، كالجاهل بقدرتك عليه، او كالمنكر فضل احسانك إليه، حتى اذا انفتح له بصر الهدى، وتقشعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكر فيما خالف به ربه، فرأى كبير عصيانه كبيرا، وجليل مخالفته جليلا، فأقبل نحوك مؤملا لك مستحيا منك، ووجه رغبه إليك ثقة بك)
فسجدت بدموع خشوعها تشكر الله هامسة له
(اللهم اني افتتح الثناء بحمدك و أنت مسدد للصواب بمنك وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة واشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة واعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة..... اللهم اذنت لي في دعائك ومسألتك فأسمع يا سميع مدحتي وأجب يا رحيم دعوتي وأقل يا غفور عثرتي، فكم يا اللهي من كربة قد فرجتها وهموم قد كشفتها وعثرة قد اقلتها ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها....)
انهت مناجاتها غافية على موضع سجودها
.........................
دخل كميل وليلى للجناح الذي فيه رباب مهرولين على صوت صراخ رملة، تحجرا مكانهما لرؤيتها تخدش خدها وتضرب وجهها وهي تنحب بالبكاء... فركضت زينب لوالدتها متجاوزتهما... فك جمودهما صراخ رباب

"اريد حواء... أعيدوا حواء!...
انا اسفة انا لم افعل شيء هو من ضربها واجبرني على رؤية ما فعل بها لقد جز شعرها وصفعها صفعات متتالية قال لي ان بقيت هادئة لن افعل لك شيء... لقد أنقذها كاظم في اللحظة الاخيرة... انا اسفة عمة رملة لا تبكي انا خائفة... حواء بخير"
فأخذت تهذي وتضحك من بين دموعها بينما تبلل نفسها.... وتبكي.
فخرجت رملة تركض تاركة خلفها ليلى التي انهارت بقرب ابنتها مصدومة، وهجمت على كاظم المستند بظهره إلى الجدار تخدشه وهي تصرخ .
"فقط ليقع اخوك بين يدي حتى اقطعه.
اخذ الله عمرك يا كاظم انت واخوك كرم... لما فعلتما بالفتاتين... لماذا تهورت يا كاظم؟ لما لا تستخدم عقلك؟ لما ايمانك لم ينتصر؟
هل ارتحت الآن؟!
رباب اصيبت بجرح نفسي عميق وسيء
خذ جزاك فالله لم يدع حق الفتاة يذهب هدرا لقد تلقيته بأختك و أخوك ذلك المتحجر ليشبع غروره وليرقص طربا ولينزل عليه غضب الله... اللعنة عليكما... ماذا فعلت لكما الفتاة انها مظلومة!... مظلومة ويتيمة يا بشر!! دمعة قهر منها تهز عرش الله فيحل عليكم غضبه... انا سأخرج من هنا أبحث عنها ولن اعود للمنزل ما حييت من دونها...."
أمساكها كاظم من كتيفها يسيطر عليها ويمنع ذلك فبكى رغم عنه وهي تتخبط بين يديه مغمغما...
"انا اسف لذلك لم أشأ اخبارك!"
................

مضى يومان منذ رحيل حواء والحزن والغم يخيم على أهل البيت، رباب لم تخرج من المستشفى بعد، ليلى منهارة على ابنتها غير واعية، رملة دخلت في حالة من الجمود والغضب، اما صالح قاطع كاظم ورباب عن الكلام وكميل يبحث عن حواء... قبل يوم اتصلت به خولة واليوم اتصل عمها همام وايوب يريد مهاتفتها ولا يعرف ماذا يفعل وبماذا يخبرهم ويجيبهم؟... وفي الاخير زارهم محسن بعد ان اتصل به يطلب منه هوية حواء ليقدمها للشرطة...
جاءت هدى تدعوه على الطعام فقطعت عليه دوامته.
نهض على مضض ممتنعا عن الطعام مثل الاغلبية...
بينما يجلس على الاريكة معرضا عن المائدة دخل كرم عليهم...
قفز كميل من مكانه مذهولا مرتعبا
وسقط الصحن من يد زينب التي كانت تنقله للمائدة فاصدر دوي جذب انتباه الجميع ملتفتين إلى مصدر الصوت لتتعلق عيونهم الجاحظة بكرم.
كسر حاجز ارتباكهم وذهولهم ارتفاع صوت هدى بالبكاء لرؤية كرم والقى صالح الجريدة من يده متقدما صوب ولده
فتكلم كرم اخيرا يضحك من ارتباكه لما لاحظه من الجو المشحون وتصرفاتهم الغريبة، مخفيا تعبه وحزنه اللذان لم يخمدا لحد الآن.
"ماذا بكم؟ هل هكذا تستقبلوني؟
السلام عليكم، لقد رجعت للمنزل يا أهل البيت"
فرد صالح بلهفة..
"وعليكم السلام اهلا بعودتك ولدي.."
خطى كرم للداخل مبتسما لتحدجه رملة بعينها وعبرت من جانبه قائلة بغضب لم تدخر جهدا لتخفيه...
"انا ذاهبة للمستشفى ولن اعود الليلة...."
صدم كرم من تصرفها فتجاهل ذلك مردفا
"ماذا هناك عمة رملة؟ اين ترحيبك ؟ أ لم تشتاقي لحبيبك؟"
اكملت سيرها صارخة بغضب..
"اغرب عن وجهي وعد من حيث اتيت...
لا لم اشتق إليك.."
اختل توازن كرم فتمايل مكانه ودفعته رملة من كتفه تفسح لها المجال للعبور ليسقط على الارض... بقي كرم على الارض مدهوشا والجميع ملتزمون الصمت
فتحركت زينب جارية وراء والدتها هاتفة..
"امي انتظري لا تخرجي!"
لم يشعر كرم الا والدته تتعلق برقبته تبكي وتحتضنه بينما تهمس بحزن واشتياق ..
"لا اصدق عيني... كرم عزيزي متى عدت يا حبيب قلب والدتك؟؟"
وتقدم كميل صوبه مادا إليه يده بعد خروج زينب خلف رملة
قائلا ..
"الحمد لله على سلامتك اخي
انهض!"
فنهض كرم وهو يمسك بكف والدته
متسائلا
"ما بكم؟ هل حصل شيء ما؟ ما بها رملة؟!"
نزلت ليلى رأسها واشاح صالح وجهه وهدى على بكائها والتزم كميل الصمت..
ليدخل في الاثناء كاظم يقول بتعب وارهاق بينما يخلع حذائه غير منتبها..
"لم تحصل الشرطة على اي خبر عن حواء...
غير أن قاسم سجن على ذمة التحقيق الجاري ...."
وقال جملته الاخيرة بخفوت وهو ينظر إلى وجه كرم الذي التفت نحوه والتقت عيناهما معا...

............................................



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 05:29 AM
فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:34 AM   #795

قال الزهر آآآه
 
الصورة الرمزية قال الزهر آآآه

? العضوٌ??? » 1793
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,669
?  نُقآطِيْ » قال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond reputeقال الزهر آآآه has a reputation beyond repute
افتراضي

اول مرا اجرب ترقب نزول بارت ...إحساس.. جميل ..

قال الزهر آآآه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:34 AM   #796

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الفصل بحمد الله


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:36 AM   #797

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع والعشرون


الفصل الرابع والعشرون

"اوه، لا اصدق استاذة حواء مرحبا بقدومك افتقدناك يا امرأة... هُنا عليكِ سريعا تزوجت ونسيت أمرنا..."
هتفت زميلة حواء استاذة ظمياء.
ما ان رأتها فاستقبلتها حواء بابتسامة
ثم اشارت إلى فمها بعلامة عدم الكلام... استغلت استغراب زميلتها فكتبت
"مرحبا صديقتي اعتذر انا مرضت وفقدت القدرة على الكلام".
فأومأت ظمياء برأسها متفهمة واستطردت:
"لقد سمعنا ان اهلك استشهدوا بانفجار وانك لم تعودي هنا وكثرت الاقاويل، فأحال العميد ملفك... وبما انك اتيت سيتضح كل شيء"
اشارت حواء برأسها ثم دخلت غرفة العميد
وقد احضرت معها ملف استشهاد اهلها وشهادة وفاتهم وملفها الخاص بصحتها واوراق المستشفى.
استقبلها العميد ببعض العصبية استطاعت امتصاصه وشرحت له كل شيء فمن حقه ان يغضب لشخص اختفى لأكثر من ثمانية اشهر ويعود الان.
تكلم العميد بتفهم:
"اذن استاذة حواء اولاً نعزيك ونقدم لك اسفنا
والحمد لله على سلامتك.
ثانياً سنرفع قضيتك للوزارة مع اسبابك، وان شاء الله خير
لكن ان لم تشفي لا فائدة من عودتك"
هزت حواء رأسها نافية ثم كتبت
"انا اعلم ذلك حضرة العميد ارفق معه طلب رغبتي بإجازة لأربعة سنوات دون راتب مع حساب الاشهر التي مضت...
قدمت طلبها وهي تختمه... ارجوك أسرع في ذلك كشف الله كربتكم وحفظ عوائلكم...."
ثم انصرفت.
خرجت من بوابة الخارجة للكلية وهي تتنهد بارتياح لقد انجزت امر آخر.
.......................

رجعت إلى الشقة بسيارة اجرة
اضاءت مصباح غرفة المعيشة وارتمت على الاريكة... لقد دفعت الفواتير الاشهر الماضية وجددتها غير انها قضت يوم وليلة تنظف بها وتزيل الغبار وتغسلها حتى اصبحت منعشة الا انها تركت احدى غرفها كما هي لم تجرؤ على الاقتراب منها...
راحت تمسد بين عينيها تزيل تعبها تفكر بخطئها الجديد، لقد نوت ان تغير عنوان بريدها الا ان قلبها لم يطاوعها لأنها تحتفظ بمستنداتها عليه وسبب اخر خفي لم تشاء قطع ارتباطها نهائيا تركت خيطا خفي يصل إليها... وما اجج نارها انها فتحته ووجدت عشرات الرسائل من كميل واحدها تذكير بحفل كتابها.
لقد اخبرها محسن ان العائلة تظن أنها اختطفتِ والشرطة تبحث عنها... لكنهم لن يجدوها ستحرص على ذلك، ستختبئ في الشقة الى أن يحين وقت فرارها.
تقلبت على الاريكة وهي تفكر بغم هامسة:
"بما انهم يفكرون اني مخطوفة فلن يقوم بإقامه الحفل وسيلغونه".
نهضت من مكانها متجهة إلى حاسوبها تطرد عنها الافكار متمتمه
"لا يهم سأسافر خارج البلد بعد اسبوع وبذلك سأزيل هذه الصفحة من حياتي..." وبينما هي شاردة رن بريدها معلن عن ورود رسالة
جحظت عيناها وهي تقرأ
"انا لا اعلم انك اختطفت او لا، وهل خططتِ انتِ لذلك... وقد تكوني اختطفتِ حقا...
لكن ما اعلمه انا انك انتِ من خرجتي بإرادتك ومع ذلك لم اخبر احد... فانا لا اعلم من الذي اودى بك وجعلك تتأخذين هذا الطريق.
تذكري انت صديقتي واختي وسأبقى بجانبك وهناك شيء اخر،
سأقيم حفل كتابك حتى وان لم تحضري!"
.........................

التفت إلى والديه وكميل قائلا بصوت لا روح فيه:
"اين كنتك امي؟... انا لا ارى زوجتي بينكم؟ أ لستم مجتمعين على الغداء؟... أ ما زالت في غرفتنا ؟... اذن عن اذنكم سأصعد إليها..."
ومشى
فهتف كميل بقسوة
"زوجتك ليست في المنزل!"
لم ينتبه على قبضة كرم التي سددها لأنفه
وصراخ هدى
اما كاظم بقي متخشبا مكانه.
فصاح بغير تصديق:
"ابي! اخبرني انكم تمازحوني... أين حواء؟".
اما كميل فقد انفجر غيضه وكبته يرد اللكمة لكرم هاتفا:
"كما سمعت زوجتك اختطفت وليست في البيت!".
تركه كرم غير عابئ بقتاله وركض لغرفته مسرعا يفتش عن أثر لحواء.
اقتحم الغرفة فاستقبله ظلام موحش فخطى كالمغيب يهمس
"حواء...!
حواء انا اناديكِ!
حبيبتي هل لا تجاوزت عني وخرجتي فأنا اشتقت لكِ!!".
انار المكان ونقل بصره فيه، كل شيء مرتب وفي مكانه سوى سجادة صلاتها بجانب السرير مفروشة...
فترك كل شيء دون ان يلمسه وجرى مصدوما إلى رملة
صرخ بكاظم:
"اعطني مفاتيح سيارتي...!!"
فأجابه كاظم بقلق:
"تمهل اخي الى اين؟".
صرخ به غاضبا:
"قلت المفاتيح!"
فتكلم كميل منزعجا:
"دعه يا كاظم".
جرها كرم من يده وركض خارجا، قفز لمقعد سيارته منطلقا إلى المستشفى.
ترجل غير مباليا بركن سيارته ما ان وصل وجرى لغرفة رملة.
ركض بين الممرات غير مهتم لما حوله
ثم توقف لاهثا مقتحما لغرفتها.
لم تفزع رملة خمنت قدومه خلفها اما زينب صرخت مرتعبة وفرت هاربة إلى رباب...
استدارت رملة نحوه وهي تعلق ثوبها على حمالة وترتدي ثياب عملها.
فدلف كرم للداخل واغلق الباب خلفه...
قائلا بقهر:
"رملة اين حواء؟... بالله عليكِ اخبريني ماذا جرى؟"
ردت عليه رملة بجفاء.
"لماذا عدت؟"
استنكر كرم جوابها
فقال:
"بالله عليك بماذا تهذين منذ ان رجعت؟".
انفجرت به رملة وهي تضرب سطح مكتبها
"لما تركتها ورحلت؟... لما ظلمتها؟،
أ لم اخبرك بكل شيء؟ لم تجاهلت الامر وبقيت على عجرفتك وغرورك؟".
صرخ كرم بقهر اكثر يرمقها بحيرة...
"عن اي شيء تتكلمين بماذا اخبرتني؟"
لم تعد رملة تعي الا وهي تضربه بكأس ماءها على رأسه وتصيح:
"لقد كتبت لكل يا كرم، اني اعرف كل شيء
وان محمد خدعك وظلم حواء، حواء مظلومة يا كرم
محمد ليس كما يظهر لك فقد كان يكن لك العداء
محمد هو من سرق منك حواء، كل مصائب حواء بسببك انت، تحملت كل شيء عنك.
انتقام محمد وسرقة محمد وقلدت هي بها، لتحميك.
رغم ذلك تركتها في احوج الاوقات إليك".
اصفر كرم لما يسمع، وقف مذهولا متحولا إلى خشبة يابسة والدم يقطر من أعلى رأسه، ينظر إلى رملة بعيون ميتة التي ارتمت على الكرسي خلفها تنتحب ببؤس...
فهمس بروح خاوية:
"تقولين انك تعرفين!؟.
تعرفين عن محمد وحواء!
ما الذي تقولينه عمتي؟
اي ظلم؟... واي خداع؟
كيف ومتى؟
هل خدعتكِ حواء ومثلت عليك؟
لا أصدق حرف مما تقولين
كيف؟".
صاحت به بصوت مبحوح:
"أخرس، اخرس!!
اجل، اعرف وارسلت لك رسالة منذ ايام على هاتفك.
لقد عرفت يوم جنونك على حواء حينما انهارت على وفاة عائلتها.
لم تخبرني بشيء، انا كنت اعرف بولدي كنت اعرف بما يحمله من حقد تجاهك وبما كان يسعى به من اذيتك محملا ذنب موت والده برقبتك وغيرته منك لتفضيل والده اياك عليه.
عرفت كل شيء عن أسرار ابني.
المسكينة لم تفتح فمها بشيء تحملت القهر والمأساة لوحدها، ظلمت اشد الظلم واستشهد اهلها وبقت وحيدة... لتتركها وترحل انت الاخر ظالما لها بدون دليل ولا شيء،
لم تكلف نفسك البحث والتقصي،
اقل شيء لو رأيت بدنها وشاهدت اثار التعذيب السادي الذي كان يمارسه محمد، او هذيانها وكوابيسها في الليل،
لو اتممت زواجك منها فقط لاكتشفت كم هي فتاة نقية وطاهرة وبريئة.
كان كل شيء امامك الا أنك فضلت العمى
لم تتجاوز حدود الله... لم ترتكب كبائرا...
نقاء لم يتحمله ابني فسعى لتلويثه..."
همس كرم وهو يجاهد في التقاط انفاسه
"هاتفي... لقد احترق... سقط في الماء واحترق"
انهار كرم على الارض قائلا بحنجرة جافة:
"اين حواء الآن؟...".
"لا أعلم لقد اختطفت... خرجت مع كاظم لتساعد اختك وتنقذ نفسها من براثين شخص مدمن فاسق والنتيجة جنون اختك واختطافها...
سكتت برهة ثم استطردت بوهن مدمر.
ان لم تصدق حرفا مما قلته اذهب لغرفة محمد وافتح ادراج خزانته... اخرج هاتفه واستمع لتسجيلاته وشاهد رسوماته
لقد وضعتُ بجانبها ايضا مذكرة حواء كتبتها في غيابك في ايام علاجها لقد تحولت إلى طبيبة نفسية لأجلها".
لم ينتظر كرم سماع حرف واحد ونهض جاريا، وروحه تمزقت وتناثرت، واعتصر قلبه بقبضة من حديد، والدنيا اسودت في عينيه...
دخل المنزل مسرعا بعد ان نجى من الموت بأعجوبة على قيادته المجنونة، ثم اخذ يقطع درجات السلالم قافزا قبل ان يتوقف قلبه عن النبض.
دخل غرفة محمد لاهثا ثم قفل الباب حتى لا يقاطعه احد.
هجم على خزانة محمد بروح نازفة.
قبض على الهاتف بكف مرتعشة ثم شغله... شغل اول مقطع... فصدح صوته
(سأخبر كرم عنك... هذا صوت حواء تبكي بمرارة... سأخبر كرم عنك، فدوى بعدها صوت ضحك مشبعا بسخرية... شهق كرم... وهل سيصدقكِ ان اخبرته؟ بماذا تخبرينه؟... كيف اضربك؟ او كيف تمتنعين عني؟ ثم علت صرخة... بعدها صوت توسل دامي... يكفي محمد لم أعد اتحمل!!)
وراح كرم يفتحها واحد بعد واحد
(كرم... هذا صوت محمد الباكي
'تذكره حينما جاءه يبكي'...
كرم شاهدت بفراشي رجل معها... ثم انقطع يعقبه صوت ضحك عنيف قائلا: اذن يا حواء كيف سيصدقك عاشقك كرم!!، كيف سيصدق كلامكِ سمعتِ... انه يتوعد بقتلكِ)
(صم الصراخ اذني كرم الخارج من الهاتف...
يكفي توقف!!... اقسم انا لا احب كرم... لم اغويه يا محمد انت تتوهم!! ثم انقطع يعقبه صوته... وأغمي عليها)
(العني كرم ان شئتِ فلولاه لما التفتُ إليكِ وانت ايضا فريسة غبية ببعض الاهتمام وقعت في شباكي وجئتِ الي تلهثين كالكلب)
(تتسألين لماذا أسجل ذلك؟، لأنني انام على موسيقى صراخك وعذابك... اجل انا مجنون والمخدرات من تعقلني)
(وقعي على الاوراق والا قتلت كرم!...)
لم يتمالك كرم نفسه ورمى الهاتف بعرض الحائط ويصرخ كحيوان جريح... لم يوقفه طرق الباب المتزايد بسبب صراخه عن تكسير كل شيء في الغرفة...
ثم جلس يقلب بأوراق حواء لتقع عينه على نهاية احدى الاوراق.
(ما زالت احتفظ بتسجيلات محمد في الشقة... كنت عازمة على تسليمها إلى كرم... لكني الآن مترددة انا أخاف عليه... اخاف على قلبه اقسم انه لن يتحمل بشاعة ذلك سيلقى حتفه)
وضع المذكرة بجانبه يبكي بحرقة كطفل صغير بللت امطار عينيه وجهه ولحيته واغشت بصره
فأفترش الارض برسومات محمد رغم غشاوة بصره فقد سيطرته على نفسه متقيأ على الاوراق... افرغ جوفه وراح يتلوى ألما على بشاعة المنظر وجروح حواء توقف من الرسومات إليه فراح يضرب راسه بالجدار
"اي ظلم هذا يا الله؟!.
يا ذا الملك والجبروت كيف لم تخسف الارض باهلها
على هذا الظلم؟!.
اللهي هذا يكون اخي ودمي يفعل بي ذلك
فماذا ابقى للوحوش!
سجد على الارض مفترشا جبهته وكفيه
صارخا بعذاب
اين اجد حواء يا رب؟
هل اخذتها مني جزاء؟... اللهي يا من اودع حبها في قلبي اعدها إلي...
اللهي ليس بعد معرفتي تسلبها مني
اللهي انك تشهد على عشقي لها رغم ظنوني بها فكيف والآن انقشعت الظلمة عن بصيرتي!"
ثم انقض على كل شيء يخص محمد يجمعه وهو يردد "سأحرقكم جميع مع الشقة"...
.................
"








التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 05-07-19 الساعة 04:30 AM
فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 01:38 AM   #798

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الجزء الاول من الفصل الرابع والعشرون بحمد الله


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 02:03 AM   #799

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 18 والزوار 10)
‏فاطمة رحيمي*, ‏الترياقElteriaq, ‏houda4, ‏rewaida+, ‏ahmedman2010+, ‏ghdzo, ‏maha kamal, ‏affx, ‏زهرورة+, ‏Kokinouna, ‏قال الزهر آآآه+, ‏شون merphy, ‏esoo As, ‏sara osama, ‏قمر الليالى44, ‏وردة جلنار, ‏سمورة76


قراءة سعيدة انا مستعدة نفسيا لردودكم 😂💔❤


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-19, 02:05 AM   #800

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

ما حينشفة غليلي الا اذا حواء مسحت الارض بهل العيلة المعفنة وخاصة كرررم 😒😒😒

affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.