24-06-19, 07:17 PM
| #1013 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الخير اعزائي جميعا شكرا على اهتمامكم وسؤالكم بارك الله فيكم سأقوم بمراجعة للفصل وانزله الليلة بإذن الله فأتمنى أن تكونوا بالقرب 💜 | |||||||
|  |
|
24-06-19, 08:49 PM
| #1014 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الفصل السادس عشر الجزء الأول الشريف شهاب بهيبة قامته الفارعة وصل إلى مبنى التحقيقات ومن ووراءه هدى ترافقه وتتبعه كظله.. ما أن دخل إلى القاعة انتصب رجال الأمن والضباط يؤدون التحية له واقفين مشدودين الأجساد كالمسامير حابسين أنفاسهم. اتجه فورا نحو المكتب واخذ يقلب الأوراق الموجودة في الملفات والسجلات.. من بعيد استطاعت زويا رؤية الصدمة تجتاح عينيه، خمنت أنه قرأ اسمها مدونا بقائمة الذين تم احتجازهم وتوقيفهم على ذمة التحقيق. رفع رأسه بحركة عنيفة في حالة استنفار.. بنظرات حادة وبملامح متجهمة استطلع صفوف المعارضين المعتقلين.. عيناه تركزتا بثبات على وجه زويا بدهشة عارمة، تفرس بها محدقا للحظات مصعوقا باستغراب وجمود كمن لا يصدق ان ما يراه أمامه حقيقة..بقي مسمرا بوقفته دون حركة يحملق بهيئتها المزرية.. فجأة خبط بيده فوق الأضابير وصرخ هادرا مزلزلا بصوت مفزع:- منذُ متى نعتقل النساء بالمظاهرات؟!. الرائد المسؤول رد موضحا:- سيدي لقد قمنا باحتجازهن لأنهن متهمات بإطالة اللسان ومقاومة رجال الأمن. أسرع الضابط بفتح ملف ضخم ووضعه أمام نظر شهاب فوق سطح المكتب متابعا بصوت خافت:- كما أن لدينا بلاغات وتقارير من شعبة المعلومات عن تورط بعضهن بأجندات مشبوهة في لجان المحرضين على التمرد المدني ضد السلطة. اكفهر وجه شهاب واشتد فمه بسخط وهو يتصفح التقارير بعصبية فاستدرك الرائد المسؤول :- سيدي سنقوم بإجراء التحقيقات لاستجوابهن، فإذا بينت النتائج أنهن غير مذنبات بالتهم المنسوبة وليس لهن علاقة في اللجان المشبوهة ولا يملكن أي صله مع تنظيمات خارجية تعمل ضد مصلحة الوطن، حينها سنعتبرهن شاهدات عيان بالمظاهرات ونقوم بالإفراج عنهن بلا تأخير. زويا راقبت عن كثب دون ان تسمع شيئا من الحوار الدائر، لكنها أحست أن بداخل شهاب يتفاقم عنف لم تختبره من قبل، عيناه القاتمتين السوداويين أخذتا تضيقان وتشتعلان بنيران الغضب.. دون أن يرفع بصره عن التقارير صرح بغطرسة المهيمن:- سوف أتولى التحقيق بنفسي . هتف الرائد المسؤول:- أمرك سيدي. غضبه الساخط أربك عناصر الأمن الذين تأهبوا منتظرين الأوامر ليحنوا رؤوسهم دون نقاش. بوجه واجم صدح بصوت جهور:- إجراءات التحقيقات ستأخذ مجراها على الجميع دون تجاوزات استثنائية أو انحيازات انحرافات المحسوبية.. غمامة سوداء ظللت وجهه مضيفا بجدية وحزم:- وكل من يثبت إدانته وتورطه سيعاقب بالقانون كان من يكن. فهمت زويا مغزى حديثه وتعليماته، شهاب لن يخصها بأي اعتبارات ولن يمنحها امتيازات. بدا صارما بشدة، تغير وأصبح كمحقق مخابراتي معتاد على إعطاء الأوامر كي تطاع وتنفذ بحذافيرها مثلما يشاء. استعادت ذاكرتها كلمات كان قد قالها أثناء حوار لهما في الجامعة عندما هدد باستدعائها إلى دائرة التحقيقات إذا ما استمرت بتصعيد مواقفها المعارضة، يومها أفصح بصريح العبارة (هناك في مكتب التحقيقات يكون أسلوب الحديث مختلف تماما.. لا تصري بحماقة غباء اللعب بالنار فوساطة اقرب المقربين لن ترغمني على التعامل معكِ في رأفة). عناصر الأمن أخرجوهم من المكتب مكبلين الأيادي وأعادوا تفتيشهم من جديد.. صادروا هواتفهم المحمولة وكل ما بحوزتهم، ثم اقتادوهم كطابور في ممرات وسلالم دهليزيه إلى الأسفل .. احتجزوهم جميعا داخل قاعة مقفلة دون نوافذ أو أضاءه وخالية تماما من أي أثاث.. قال يعرب كمعتقل خبير:- قانونيا لا يمكنهم احتجازنا على ذمة التحقيقات العامة أكثر من أربع وعشرين ساعة. كانوا متعبين فافترشوا الأرض جالسين فوق البلاط ملتزمين الصمت المطبق.. مر وقتا طويلا قبل ان يبدءا باستدعائهم واحدا تلو الأخر.. في البداية حققوا مع النساء باستثناء زويا التي تجاوزوها وانتقلوا لشباب، كان يتم أعادت البعض إلى القاعة لكن لم يجرؤ أحد على سؤالهم عما جرى معهم أثناء التحقيق.. ناشطين حراك آخرين استدعوهم ولم يعرفوا شيئا عن المصير الذي اقتيدوا إليه. ان كانوا أطلقوا سراحهم أو قاموا في ترحيلهم لسجون الزنازين الانفرادية. على مدار ساعات طويلة انتظرت زويا، كانت كلما سمعت صوت الأقفال توقعت ان ينادونها لكنهم ضلوا يستدعون غيرها.. لم يتبقى في القاعة ألا هي ويعرب الذي ذهل عندما فتح الحارس الباب مناديا أسمه بصوت مرتفع غليظ. يعرب لم يخفي دهشته لأنهم جاؤوا لأخذه إلى التحقيق قبل زويا، بدا له بوضوح ان شهاب بيك في ذروة غضبه من زوجته ولهذا قرر مكوثها للأخير.. نهض يطمئنها:- لا تخافي لبقائكِ وحدكِ. ردت زويا متمالكة أعصابها بجلادة:- لا تقلق .. فكرة بقائي وحدي لا تخيفني ولا ترهبني أبدا. أردفت بخفوت:- لقد عشت معظم سنوات حياتي حبيسة بين الجدران.. يبدو هذا قدري الذي يجب ان أتكيف معه. جال بنظراته في أرجاء الغرفة الفارغة هامسا:- كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت مخفية بطريقة سرية غير مرئية.. شهاب بيك لابد وأنه يرصد متابعا عبر الشاشات كل حركه تحدث هنا ولهذا لن يجرؤ أحد على إيذاءك. تسأل يعرب في ذهنه ان كان شهاب بيك حقا سيتخلى عن زويا ويتركها في هذه المرحلة الحرجة لتواجه مصيرها الذي اختارته بنفسها متحدية.. انبرى سريعا يقول:- سأخبر شهاب بيك حقيقة أنكِ لستِ من المعارضين المحرضين على العصيان.. ملفك نظيف وهذا سيكون لصالحك. بعد مغادرة يعرب مضى الزمن بطيئا جدا.. الباب لم يفتح ولم يجلبوا لها أي طعام أو شراب.. كما لم تتناول الدواء في موعده المحدد لأنهم أخذوا منها حقيبتها.. كان المكان صقيعيا ولا من تدفئه أو غطاء تتدثر به.. الأرض اليابسة تحتها قاسية وباردة جدا، تكورت على نفسها وأحاطت ذراعيها حول ساقيها لتشعر بالدفء، ضلت لمدة ساعات طويلة محتجزة لوحدها حتى ظنت أنهم لن ينادونها لتحقيق.. أسندت ذقنها فوق ركبتيها وأجبرت عينيها على البقاء مفتوحة لكنها تلقائيا كانت تنغلق لشدة تعبها.. ___________________________________ نالقت لم تغفل عن تصرفات دينا وشعرت بريبتها وتوجسها في شرودها وتحركاتها.. كانتا في غرفة الجدة حين باغتتها قائلة:- صحيح أنكِ لا تشتكي ولا تبوحي بشيء ألا ان التعاسة التي تطل من عينيكِ وملامحكِ لا يمكنكِ إخفائها عني.. أنتِ بمثابة ابنتي يا دينا ولا أستطيع تجاهل ما يؤرقك. استدركت مفصحة:- لن أقف مكتوفة اليدين لأراكِ تذبلي وتذوي أمامي.. حين تكوني غير قادرة على فتح فمكِ والتكلم بما يقلقك يصبح الموضوع متعلقاً بي أيضا. أمسكت دينا ذراع نالقت متوسلة:- عميمة أرجوكِ هدئي من روعك. - كيف سأهدأ ولا شيء يجلب البسمة لشفتيكِ؟!. أنفجر احتقان غليانها الذي لم تشهد له دينا مثيلا ألا حين كانت طفلة:- كلاماً كهذا كان يجب أن أقوله منذ بداية ان أحسستُ بحزنكِ الذي تحاولين ان تداريه . طمئنها لتخفف من عصبيتها:- عميمة نالقت لا تشغلي بالك.. سأكون بخير، لستُ فتاة صغيرة ساذجة. - نعم كبرت ونضجتِ وستصبحين طبيبة لكن تأكدي أني سأضطر لأتدخل في شؤونك إذا ما اقتضى الأمر. عند المساء تجمعت العائلة بالحديقة يتسامرون.. جاء ميرزا لينظم إليهم في جلستهم حول نافورة البركة.. موليجان في الحال تأففت بصوت مرتفع مظهره استياءها، وضعت كأس الشاي فوق المنضدة الخشبية بنرفزة، ثم شرعت تلوح بيدها أمامها وتقول :- الوقت ليس ربيعا، فلا أدري لماذا فاعت الدبابير فجأة؟.. الحاضرين اتجهوا بنظراتهم نحو موليجان التي لم تنتظر ليجيب أحد عن سؤالها بل استهلت حديثها وهي ترمق بطرف عينيها ميرزا:- ان تحوم الدبابير في حديقتنا أمر طبيعي فنحن نمتلك أجمل وردة فواحة لكن من يقترب ويحاول اقتطافها ستصيبه أبر أشواكها. نهضت دينا تنسحب متمتمة:- سأذهب لأتفقد الجدة توجان. بقيت دينا لبعض الوقت ملتزمة غرفة الجدة مصغية باستمتاع لأحاديثها المثيرة مع أطيافها الزائرين حتى غالبها النعاس ونامت.. ما ان خرجت دينا من الغرفة وجدت ميرزا في الرواق.. تجاهلته لكنه أخذ يقترب منها بخطواته وهو يتغزل بجمالها الفاتن.. قررت ان تواجهه فالتفتت إليه قائلة :- ميرزا توقف عن ملاحقتي برعونة، ألا تخجل من تحرشاتك أللأخلاقية؟.. ما تفعله غير لائق ويتناقض مع أصول وشرف مهنتك كمحامي يوكله الناس لدفاع عن حقوقهم وعرضهم. رمقته بنظرة احتقار وأردفت:- ليكن بعلمك مسألة تخطيطك لخطفي سيكون أمر أخرق. ابتلعت ريقها واستفاضت:- أبي وأعمامي لن يوافقوا ولن يرضخوا أبدا على أتباع هكذا أسلوب لإرغامي على الزواج منك.. مساعيك مستبعدة ومستحيلة وسوف تبوء بالفشل لأن سعادتي لديهم أهم من أي شيء. اقترب منها قائلا :- اديغتنا الخابزة تسمح.. تراجعت للوراء تقاطعه متسائلة:- لا أفهم كيف تقبل أن تتزوج ممن لا تريدك؟!. تابعت تتوعده بحدة:- إذا كنت مصرا على تهديداتك واستغلال الاديغة الخابزة فتأكد أني سأجعلك تندم على كل يوم بل على ساعة وكل لحظة تقضيها معي.. سأحول حياتك لجحيم حقيقي. لوى فمه بابتسامة سمجة:- سيحلو لي العذاب على يديكِ الناعمة الطرية. ردت :- لا يغرك مظهري فأنا لست ضعيفة كما تظن ويتهيأ لك.. صدقني يا ميرزا ستعاني كثيرا معي دون أن تحصل على مبتغاك. - انفعالك الشديد دليل أن هناك شخص آخر تطمحين ليكون زوجا لكِ. نهرته بصوت مشبع بالازدراء:- هذا أمر لا يخصك.. لا تتدخل فيما لا شأن لك. أبيض وجه ميرزا في شحوب فأكملت بثقة:- كلامي لا يحتاج لتفسيرات.. واضح دون تأويلات فابتعد عني ولا تدعني أراك. استدارت على عقبيها، مشت بشموخ عائدة إلى غرفة الجدة توجان موصدة الباب وراءها.. بقيت للحظات تنتفض، رفعت يدها تتأمل السوار بمعصمها ثم أطلقت تنهيدة عميقة.. جلست فوق الأريكة وفتحت جهاز الحاسوب تتفقد بريدها الالكتروني، أحست بالخيبة حين وجدته كالعادة فارغا، لكنها لم تيأس وشرعت تكتب يومياتها لنارت.. ( الشهور والفصول تتعاقب وها هي السنة الجديدة تدق على الأبواب؟.. بالأمس احتفلت بعيد ميلادك، نعم أحتفل بعيدك وان غبت أنت عنه.. اشتركت مع ليلك في أعداد الكعكة.. خفقتُ البيض وصبت لي الصغيرة الحليب على الطحين وهي فرحه إلى أقصى حد ببراءة حركاتها المشاغبة وضحكاتها المرحة. راقبت بانبهار تطورات الكعكة ولم تفتأ تصفق وتغني لك.. عندما انتهينا من تزيين الكعكة وضعنا الشموع فوقها وقامت ليلك بنفخها نيابة عنك. ليلك تذكرك دائما وتتحدث عنك كثيرا بكلمات من لغتنا الاديغية التي بدأت أنا نفسي أفهمها وأتقنها.. حين سألتها كيف تعلمتها؟.. قالت أنك كنت في المستوصف تتكلم مع الأطفال بلغة الاديغية فتقوم بذلك مقام المدرسة التي اقفلها الإرهابيين وحولوها إلى سجن لتعذيب.. لقد طال غيابك.. افتقدك كثيرا.. الرسائل غير كافيه حتى وان كانت على الأقل تطفئ جزءا من شوقي وحنيني لك. هل أخبرتك أني اشتريت لك هدية؟.. سأحتفظ بها إلى حين عودتك. نعم ستعود مهما طالت فصول الحرب ستعود ونلتقي.) __________________________ سمعت زويا وقع أقدام توقفت خارج الباب الحديدي لغرفة الاحتجاز، ساد صمت تحول إلى سكون عميق.. تحفزت حواسها وفي الحال تأهبت واقفة باستنفار على الفور وقد ازداد توترها مع تصاعد ضجيج صوت عبث بحلقة المفاتيح المعدنية الكبيرة.. فتح الباب فوجدت قبالتها ضابطه بجثة ضخمة.. تقدمت نحوها ووضعت قيود الكلبشات بمعصميها ثم قبضتها من مرفقها بقوة مؤلمة، قادتها دونما كلام في ممر معتم قليلا حتى وصلتا إلى أخر الرواق، توقفتا أمام باب قرعته الضابطة لتحصل على إذن الدخول قبل أن تفتحه وتدفعها بعنف إلى داخل مكتب التحقيقات.. ما ان صلبت زويا طولها رأت شهاب جالسا وراء المكتب.. دون ان يرفع رأسه عن الملفات شكر الضابطة التي قدمت تحية الاحترام وانسحبت. قررت زويا ان لا تهاب الموقف فبادرت تسأل :- لا أفهم سبب توقيفي هنا وكأنني ارتكبت جريمة. شهاب لم يكلف نفسه النظر إليها.. تجاهلها تماما بغطرسة.. تركها بلا اكتراث واقفة في مكانها كمن نسي وجودها تماما مما زاد من حنقها.. تساءلت كم من الوقت ينوي استبقائها بهذا الإذلال.. بعد ربع ساعة من الوقوف تشنجت ساقاها لكنها لم تجرؤ على التفوه بحرف وترقبت الأسوأ. الإرهاق والإجهاد أخذا يسلباها طاقتها، شعرت بوخزات ألم أسفل ظهرها فلم تعد قادرة على الوقوف بثبات لمدة أطول.. كانت هدى الجالسة وراء المكتب تعمل على الحاسوب وبين فينة وأخرى تختلس بطرف عينها نظره أليها.. انحنت جانبيا تهمس لشهاب كي تلفت انتباهه لوضعها:- أنها لم تعد تقدر الوقوف على قدميها. دون ان يرفع نظره قال بخشونة:- لا بأس . حدقت غير قادرة على التصديق ان الصوت الصارم والعينين القاسيتين لشهاب.. تمايلت بإعياء كمن توشك على فقد وعيها.. هتفت هدى بشهقة:- ستنهار. قال بإيجاز بصيغة الأمر:- أجلسي. مشت ببطء بخطوات مترنحة بتخبط وارتمت فوق الكرسي الخشبي.. حين رفع بصره نحوها أرسلت عيناه إشارة بعثت الاضطراب في أعماقها والقشعريرة في نفسها.. رهبة مواجهته أربكتها وضاعفها شعورها ان الجالس قبالتها ليس شهاب زوجها المتفهم بل شخص غريب لا تعرفه أبدا.. بدت قسماته بارزة بقسوة لا تعكس أي نوع من العواطف، لم يكن شهاب الشغوف بحبها بل الضابط المحقق. قال بنبرة غضب مكبوت:- لقد تخطيت الخط الأحمر. ردت بمقاومة تأبى الانكسار:- الخط الأحمر دمنا الأحمر. تأملها متجهما:- لا تعقدي الأمور بالفلسفة. أخذ يقلب صفحات الأوراق مستطردا بصوت خشن:- أنصحك في الإجابة عن الأسئلة بمصداقية. استنكرت مستهجنة:- أنا لا أكذب. حدق بها بقسمات مشدودة، أومأ برأسه إيجابا يوافقها :- نعم أنتِ لا تكذبي. شد على قبضته واستدرك بموجة غضب عارم :- لكنكِ مخططه بارعة بأساليب خديعة الاستغفال. أحست بالوهن وضيق في حنجرتها وهي تغمغم بارتباك:- لم أخدعك أو استغفلك. تجهم وجهه وازداد عبوسا قائلا بازدراء:- حقا ؟!! وماذا تسمي ما قمتِ به؟.. أشار إلى طاولة جانبية في زاوية بالغرفة فلاحظت حينها وجود حقيبتها وقد أفرغت كل محتوياتها. ظهرت على وجهه تعابير الخيبة الكئيبة لكن سرعان ما أضاف:- الإنكار لن ينفعكِ... كوني جريئة كما عهدتك. أمعنت النظر لأغراضها وحاجياتها المتناثرة بعشوائية فرأت العباءة السوداء والنظارات الشمسية ففهمت ما يقصده. - اعترفي أنك قمتِ باستخدام حيلة قديمة سخيفة. خبط قبضته بعنف فوق المكتب باغتياظ وزعق مدهوشا بسخط :- ومع ذلك نجحت حيلتك!!. دافعت عن نفسها مبررة:- حقي أن افر من حصار الرقابة الحثيث المقيت. صوت شهاب صدر بنبرة مريرة مليئة باللوم:- حماية حرس الأمن لكِ إجراء وقائي من المخاطر. سألته باستخفاف:- أي مخاطر؟ عيناه قدحتا شررا، لوح بيده:- وتسألي عن أي مخاطر!! سحب نفسا عميقا ملؤه الامتعاض:- أسمك في لائحة المتورطين بمخططات التحريض على التمرد وإثارة أعمال شغب ضد النظام. تقلصت عضلات وجهها، بلعت ريقها الجاف تشعر ان أوتارها الصوتية ممزقة لا تقوى على النطق والكلمات حبيسة في حلقها.. أمسك أحد الملفات يرفعه بنرفزه:- كما قد ورد أسمك في تقارير المطلوبين بمن لهم صله بأجندات تنظيمات مشبوهة. بهتت بذهول :- ماذا؟!!.. انتفضت تصرخ بصوت مخنوق:- هذا كله محض كذب.. افتراء وتزوير. فجأة اجتاحها عصف دفق من القيء، بيد مرتجفة غطت فمها متمتمة:- أشعر بغثيان رهيب. اشتد ضغطها على ثغرها:-سأتقيأ. نهضت هدى متدخلة لأول مره وقد ارتاعت لحالتها، نهضت واستدارت من وراء المكتب تقترب منها سريعا، أحاطتها بذراعيها ورافقتها خارج غرفة التحقيق ترشدها إلى دورة المياه. لاحظت هدى ارتعاشها المتواصل وعدم ثباتها فسألتها إذا كانت بحاجة لمساعدة طبية.. هزت زويا رأسها نافية:- فقط احتاج لأخذ دوائي. همست بإذنها تطمئنها:- نحن نعمل لكشف الحقائق بالبراهين والأدلة والإثباتات. أضافت شارحه:- لقد تم زج أسمك بفعل كيدي نابع من حقد اسود لتوريطك وإيقاعك في فخ شرك مدبر لتشكيك بمدى انتماءك الوطني.. هنالك من تواطأ ضدك وأحاك المؤامرات والغاية من ذلك إلحاق الأذية والضرر بالشريف شهاب لأنه يكشف صفقات فسادهم.. لقد تمادوا بتوجيه حقدهم وضربتهم له عن طريقك. انقبضت قسمات وجه زويا، ذهولها ألجم لسانها ومنعها من النطق.. استرسلت هدى:- للأسف بعض المتنفذين بالسلطة يحاولون بشتى السبل إيجاد كافة الوسائل والأدوات المشروعة أو المحرمة ليتخلصوا ممن لا يماثلهم ولا يوافقهم النهج بتشويه سمعتهم أو زجهم في مصيدة تلفيقات زائفة واتهامات تسيء لمكانتهم وشعبيتهم لاعتبارهم غير جديرين بالثقة.. أدركت السبب الذي جعل شهاب يحذرها من مغبة التورط في عمق سياسة المعارضة ولما فرض حولها طوق أمني مشدد.. أراد حمايتها كي لا تكون فريسة سائغة سهلة لمن يحيكون المكائد والدسائس بأحقادهم الدفينة ونفوسهم الشنيعة ألاثمة. لكنها بقلة حنكتها وخبرتها الضئيلة زجت نفسها في المهالك وجرت معها شهاب في مأزق كارثي.. نهاية الجزء الأول من الفصل السادس عشر بانتظار تعليقاتكم وارئكم التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-06-19 الساعة 09:14 PM | |||||||
|
| |
|
24-06-19, 11:13 PM
| #1017 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 6 والزوار 9) دنيازادة, ebti+, shmo3, هدوله** | |||||||
|
| |
|
24-06-19, 11:28 PM
| #1018 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
 | ||||||||
|
| |
|
25-06-19, 05:15 AM
| #1020 | ||||
| تسلمي ع الفصل الجميل زويا قهرتني بغبائها فعلا نظرتها قاصره ولم تهتم بكلام شهاب العقلاني، الا لما شافت العواقب الوخيمه لتمردها ع التعليمات، طبعا اقدر مبادىء زويا واهتماماتها لكنها يجب ان تفهم انه بزواجها بشهاب كل شي سيتغير نظرا لمنصبه، لا اقول تترك مبادئها انما تكون حذره واكثر مرونه لتعليماته لانه الاعلم بالخوافي منها دينا فرحت بقوتها امام مرزا واتمنى يرجع نارت سريعا | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
71Likes
.png)
العرض العادي
