18-03-19, 04:12 PM | #512 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
الله يبارك فيك عزيزتي نورتِ وشرفتِ 😍😍 قراءة ممتعة لتوجان الشركسية وبانتظارك لمتابعة الجزء الثاني بتمنى ينال اعجابكم 🌼💜💚 | ||||||||
18-03-19, 04:22 PM | #513 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
صحيح موليجان شخصية مسكينة عانت كثير بعد حادثة المغارة وحياتها كانت مأساة حقيقية زويا وشهاب مستمرين بمناكفاتهما وبفصل اليوم ترقبوا أحداث مهمه تالا والغموض ينقشع بالآتي.. اثرتي فضولي وصار نفسي اعرف التوقع الثاني اللي في بالك مش يمكن صح😋 | ||||||||
18-03-19, 04:31 PM | #514 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
لازم تقرؤا الفصول القادمة لتعرفوا شو حكاية تالا وعلاقتها بشهاب وخوفها منه ولهيك بتمنى تشريفك ومتابعتك عزيزتي.. صحيح موليجان انحكم عليها ظاهريا في المجتمع وهذا أدى لتحولها الى ما هي عليه | ||||||||
18-03-19, 04:44 PM | #515 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
صباحك ومساكي خير وسعادة وفرح حبيبتي ز😍🌸 صحيح موليجان طفولتها مأساوية وحزينة زويا فعلا فاقدة ثقة شهاب الذي يصر على اتفاقهما بفصل اليوم أن شاءالله نعرف المزيد عن ما سيحدث بين زويا وشهاب وماذا تحتوي رسائل صندوق نارت الله يسلم قلبك غاليتي زينب 😘💜 دمتِ في حفظ الله ورعايته | ||||||||
18-03-19, 04:49 PM | #516 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
صحيح ولهذا ها هي زويا في الفصول تجتر تبعات مع فعلته ندما وعذابا.. | ||||||||
18-03-19, 05:00 PM | #518 | ||||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|
| ||||||||
18-03-19, 06:57 PM | #519 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| حبيبتي يا قمر كل الليالي 😍😍 انا وانتا ولا حد تالتنا الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 2 والزوار 3) دنيازادة, قمر الليالى44+ | |||||||
18-03-19, 07:10 PM | #520 | |||||||
نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الفصل الثامن الجزء الاول تيتيان رفضت فكرة بقاء شهاب في بيته الخاص بالحديقة وحيدا.. ضلت تحاوره وتناوره ولم تتركه حتى أقنعته بالإقامة معهم في القصر مؤقتا على الأقل إلى حين ان يتماثل لشفاء تماما وتطمئن عليه. أشياء عديدة تغيرت في القصر بعد زواج الشريف طلال وتيتيان التي بفيض أمومتها الفطرية وحسن تدبيرها ألقت على عاتقها مهمة العناية بكل من يحيطونها باهتمام ومحبه لا متناهية.. في كل صباح تراجع مع تغريد مدبرة القصر التفاصيل المتعلقة بشؤون إدارة القصر من ترتيب وتنظيف وتوفير كافة المستلزمات والاحتياجات لضمان راحة الجميع، كما أنها تضع البرنامج الغذائي الصحي لكل منهم وتقوم بالإشراف بنفسها على إعداد وجبات الطعام في المطبخ. كذلك فرضت تيتيان بعض الأنظمة، فهي تلزم جميع أفراد العائلة على لقائهم حول المائدة معتبرة ان الجلوس لتناول الطعام الفرصة الأفضل لخلق أجواء من الألفة وبعث مشاعر دافئة تزيد من توطيد العلاقات الأسرية.. نزلت زويا الدرجات فسمعت عمتها تنادي:- شهاب.. هدى تفضلا الإفطار جاهز. من باب المكتب الذي يصر شهاب على تركه مفتوحا سمعته يخاطب هدى:- اذهبي لتناول وجبة الإفطار. سألته :- وأنت؟!! لن تأتِ؟!! أجاب نافيا:- لا . شهاب كعادته يتجنب الاجتماع مع أبيه الشريف طلال ويختلق الأعذار ليغيب عن الحضور حول المائدة. استنكرت العمة بشدة رفضه القدوم:- هذا لا يجوز.. استطردت بحنو:- كثرة العمل المتواصل دون طعام قد تضر بصحتك، لبدنك عليك حق فلا ترهق نفسك.. خذ استراحة قصيرة من أجلي يا بني فأنت ما زلت بمرحلة النقاهة. تيتيان دأبت باستمرار بلا كلل ولا ملل في محاولتها لتقليص الفجوة بين شهاب وأبيه وترطيب الحوارات ليتقاربوا.. شيئا فشيئا بدءوا بالتخلي عن جمودهم وتجهمهم وأصبحوا يتبادلون الأحاديث بين فينة وأخرى ليبعثوا السرور في قلب العمة الحنونة المعطاءة. شهاب وهدى كانا يعملان بشكل متواصل، ينكبان فوق مستندات ووثائق تحتوي على ما يبدو معلومات سرية.. يتبادلان الأوراق ويتباحثان ويتشاوران حولها كما لو أنهما تحت قيد أنجاز مخططات غاية بالأهمية.. بلا أراده انجذبت إليهما لتسترق النظرات.. تعقبت حركاتهما دون ان تفوتها شاردة أو وارده.. لم تستسغ تقاربهما وأخذت تشحن طاقتها الفكرية لتستنبط احتمالات ما يفعلانه بالضبط.. رأت هدى تفرد ذراعيها وتتمطى كمن أرهقت من طول الانحناء المستمر لدراسة الملفات والكتابة فوق لوحة مفاتيح جهاز الحاسوب.. توقعت ان يتوقفا عن العمل لتغادر كي تمنح نفسها قسطا من الراحة لكنها عادت مرة أخرى واستأنفت عملها مجددا بالتركيز على مراجعة الملفات مع شهاب وكأنها معه تستمتع حتى بالإرهاق!!.. لاحظت أنه تكلم بما يوحي شيئا فيه تعاطف وأبتسم بلطف.. هدى بادلته ابتسامة واسعة وتألقت عيناها فبدا واضحا أنها مولعة جدا بشهاب صديق طفولتها.. حانت منه التفاته وعبر المسافة بين غرفة المكتب والصالون تلاقت نظراتهما عالقة من بعيد.. لبرهة استولت إمارات الدهشة على تقاسيم شهاب متفاجئا كمن ضبطها متلبسة بمراقبتهما، ما لبث أن استرخى بارتياح ليتأملها مستمتعا بمشهد إحراجها.. أشاحت زويا بصرها .. لم ترد أن يلمح تشوشها وانفعالاتها خاصة بعد تأكيده لها بطريقة فجة أن علاقتهما شبه منتهية من طرفه، هو يريد حقه الزوجي منها فقط ثم يطلقها. عصرا جاءت الباربي الشقراء رنيم مع حشد من مرافقيها إلى القصر لزيارة شهاب، وكما العادة أطلت بقمة أناقتها وتبرجها، من شعرها المسرح بعناية فائقة بتمشيطة متقنة على هيئة كعكة منتفخة ضخمة فوق رأسها.. مشت متبخترة بغرور بكعب حذائها الرفيع المرتفع كما لو أنها ملكت الأرض بما فيها. تيتيان رحبت بالضيفة بشيء لا يخلو من الفتور فطبيعتها المحافظة جعلتها تعلق باستهجان على مظهرها الغير محتشم متمتمة بصوت غير مسموع:- هذه الملابس ترتديها المرأة في بيتها. زويا ضلت تبحلق بالباربي فاغرة فاها، فهي لن تجرؤ حتى داخل البيت على ارتداء بلوزة عارية الأكتاف وتنوره قصيرة ضيقة كالتي تلبسهما رنيم مبرزة مفاتنها مستعرضة جسدها بهذا الشكل الفاضح. كان من الواضح أن رنيم تعرف ما تريده بالضبط وقادرة على التطفل لتصل إلى هدفها، جريئة حد منتهى الوقاحة بطريقة تصرفاتها وحركاتها المثيرة وفرط ثقتها بمكانتها ونفوذها كابنة الباشا الكبير.. زويا أمسكت هاتفها تتصفح عالمها الافتراضي كي تتجنب الدخول مع الباربي في عراك كلامي يؤدي إلى اتساع شرخ سوء التفاهم بينها وبين شهاب. بلباقة تيتان دعت رنيم مشاركتهم الغداء فقبلت وقامت متراقصة بدلع تنقر الأرض الرخامية بكعب حذائها الرفيع.. اختارت الجلوس بجانب شهاب وهي لا تكف عن إيحاءاتها ومحاولاتها التقرب إليه.. وضعت تالا الحساء أمام زويا فسألتها بود ان كانت هي من أعدته بنفسها. بوجهها الطفولي النضر الصافِ أومأت إيجابا شارحة بصوتها الهادئ الناعم:- تعلمت الطريقة من طاهي بالأكاديمية الملكية.. لكني أضفت إليها مطيبات خاصة ابتكرتها على طريقتي أرجو ان تعجبكم. شكرتها زويا وقالت بحماس:- رائحة الحساء شهية.. سلمت يداكِ . رنيم كورت شفتيها المكتنزة بأحمر الشفاه الفاقع وتذمرت بقلة تهذيب:-حساء ساخن في مثل هذا النهار!! الطقس حار جدا. وما كادت تتذوقه حتى رمت الملعقة في الصحن بازدراء وتقزز، هزت يدها باشمئزاز فرنت أساورها الذهبية الثمينة في معصمها:- طعمه مقرف.. رهيب. أجفلت تالا وقد شحب وجهها خائبة وارتخى اكتافها بانكسار. زويا غلت بامتعاض من بشاعة وفظاظة سلوك رنيم.. زمت شفتيها بقوة وتمنت لو تستطيع ان تضع لها العلقم المرير في طبقها، لم تعي أنها تكلمت هامسة بما يجول بذهنها، صوتها الخافت وصل لهدى الجالسة بجوارها والتي مالت ناحيتها تؤيدها:- هذا ما تستحقه فعلا تلك المغرورة المغناجة. فجأة قال شهاب موجها كلامه لتالا:- الحساء يحتوي مزيج غريب من النكهات. تشنجت تالا لبرهة، أطرقت رأسها للأسفل تجيب:- نعم يا بيك.. ازدردت ريقها الجاف وجاهدت ليخرج صوتها المنخفض ثابتا دون ارتعاش أو تلعثم:- قمت بخلط عدة أنواع من المطيبات المستخلصة من النباتات العطرية.. الزنجبيل وإكليل الجبل مع رشة من مسحوق حبات جوز الطيب. أوضحت تيتيان:- تالا زرعت في الحديقة مجموعة من النباتات العطرية لتستخدمها في وصفات الأطعمة، وأنا دعمتها فهذه النباتات مفيدة جدا صحيا لاحتوائها على عناصر غذائية تقي من الأمراض. بإيماءة خفيفة وافقها شهاب:- مذاق مزيج تلك البهارات حاد قوي قد لا يستساغ بسهولة من أول مرة. أردف:- لكن هذا لا يعني ان الحساء سيء. أكمل كلامه وهو ينظر إلى رنيم:- بل أني أجد طعمه جيد ولذيذ. سريعا قررت رنيم التراجع عن موقفها، مطت شفتيها مجبره نفسها على الابتسام وقالت بغنج لشهاب:- ما دمت قلت أنه جيد ولذيذ فهو حتما كذلك. رفعت الملعقة وشرعت تتناول الحساء دون كلام ولا اعتراض. تلك اللحظة شعرت زويا بالشفقة على رنيم، كثرة الدلال أفسدها وأكسبها شخصية متلونة سطحية لا يمكنها ان تحدد بالضبط رأيها. تالا بقلبها المضطرب المنتفض وأنفاسها المحتبسة همت بالانسحاب، لكنها تصلبت عندما استوقفتها زويا:- تالا من فضلك أبقي.. هناك أمر أود ان أبوح به ومن المهم ان تعرفيه. بان الفزع بعيني تالا عندما رفع شهاب نظراته يتطلع نحوها قبل ان تستقر عيناه على زويا:- ستكون هذه المرة الأولى التي أتحدث بها عن هذا الموضوع. انحنى شهاب للأمام منصتا ببالغ اهتمامه:- قبل سنوات عديدة ونتيجة العلاجات الطبية والأدوية كنتُ قد فقدتُ حاسة التذوق. بحلقت بها العيون بتركيز.. اعترافها الصريح احدث نوعا من الصدمة في الوجوه.. بصوت ثابت تابعت:- نعم.. منذ أعوامل توقفت عن الشعور بمذاق الأطعمة.. كل الأكلات بالنسبة لي أجدها باهته مائعة غريبة الهوية.. وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أعاني دائما من فقدان الشهية لطعام. رفضت ان تكون انهزامية بتصريحها فهي تمقت استدرار العواطف، لهذا استدركت سريعا:- لكن منذ فترة قريبة بدأت أشعر بمذاق بعض الأطعمة. تيتيان رفعت يديها ورأسها للأعلى تهتف مبتهلة:- حمدا وشكرا لشافي العافي.. هذه بشارة خير تدل على تحسنك ونجاح عملية زرع الخلايا. - نعم يا عمتي.. لكني لاحظت أني أشعر فقط بمذاق الطعام الذي تقوم تالا بإعداده دون غيرها. أكملت زويا وعيناها لا تفارقان تالا التي أضاء وجهها وأشرق متوهجا بسعادة:- تأكدي أنني لا أبالغ بمديحك.. لكِ طريقة خاصة بالطهي تجعلني استطيع تمييز النكهات الحادة أو الحارة وحتى الحلوة.. بفضلك بتُ أحب الأكل لأني أحس بطعم مذاق الطعام الطيب. ______________________ بعد أن أطمئنت دينا لنوم الجدة تحركت نحو الخزانة وسحبت من أحد الرفوف الصندوق الخشبي المزخرف، فتحته وتناولت واحدة من الأوراق المبعثرة المدون عليها ما يشبه المذكرات بخط يد نارت.. قرأت يؤلمني كثيرا أني كسرت قلبك.. عذري أني تمنيت لكِ مستقبل مفعم بروح الشباب.. لكن أي مستقبل سيكون إذا لم نكن معا.. هذه الحرب أعطتني دروسا هاما.. العمر قصير وإذا كتب لي الله العودة سالما سأمضي كل لحظة معكِ.. لا احد منا يعرف بالضبط من المسؤول الحقيقي عما يحدث.. القضية معقدة أكثر بكثير مما قد نتصور أو نتخيل.. الأمور مبهمة وغامضة وليست واضحة كما في الأفلام والروايات الحربية.. نحن هنا نواجه أعداء نجهلهم تماما.. المسلحين الجدد باغتونا في المرج واحتلوا المنطقة واضعين الحواجز والكمائن.. بدؤوا عمليات القتل على الهوية ثم عشوائيا.. لم نكن ندري أنهم منذ هذه اللحظة وضعوا بيننا وبين الحياة أسلحة النيران.. أخذوا يلقون أوامرهم علينا ورشاشاتهم معلقة على أكتافهم.. أصبحنا نخوض في سعير الجهل محكومين بالأسر وسط معركة لنلعب دور السجناء حتى مطلع نصر الحرية.. صدقا كثيرين من الذين أثروا البقاء في بيوتهم لو علموا ما ينتظرهم من أهوال وكوارث لكانوا اختاروا النزوح مع غيرهم ممن خرجوا.. عندما اقتحم المسلحين المستوصف كنت أقوم بمعالجة طفل مصاب.. لم أتوقف ولم أرتبك متلكئ بل أستمريتُ بمتابعة عملي، وكأني لا أشعر بوجودهم دون أي تعابير على وجهي.. كان من الواضح أنهم غاضبون بوحشية.. هدروا بحناجرهم يصرخون واندفعوا ناحية النوافذ ليوجهوا منها فوهات بنادقهم ويطلقوا للخارج زخات من الرصاص الكثيف.. المسلحين الإرهابيين حاصروا المنطقة بكاملها.. نهبوا المنازل واستولوا على ما وجدوه مما تبقى من مخزون القمح وبعض المعلبات الغذائية.. لم يقبلوا إعطاء الأهالي حصصهم أو أي شيء مما هو حق لهم ألا إذا انضموا إليهم وعملوا لصالحهم.. صباحا شاهدتُ أحد الشباب وقد قرر الفرار والمجازفة لإحضار نجدة مؤن كي ينقذ حياة الأطفال الجياع الذين يعانون من سوء التغذية.. من نافذة المستوصف لمحته حين تسلل بخفة من بين الأزقة إلى الحديقة الخلفية حيث هنالك ممر ضيق يعبر منه إلى مزرعة أشجار تين.. اعتقد الشاب ان في ذاك المكان سيكون بمأمن نسبي عن عيون المسلحين الذين يتنقلون بالخفاء في سراديب وأنفاق ودهاليز تحت الأرض.. لكنهم بعد مدة قصيرة استطاعوا ان يعثروا عليه.. رأيتهم يقتادونه إلى ساحة التعذيب وهم يصفعونه ويركلونه بإقدامهم، سأله المسلحين:- ما دينك ؟ ظهرت الدهشة على ملامح الشاب الذي بدا واضحا انه تفاجئ، فنحن بالمرج لم نعتاد في حياتنا على نمط هكذا سؤال. أجاب الشاب:- أنا مؤمن بالله ورسله الأنبياء، الأديان السماوية كلها ترشدنا وتقربنا لعبادة الخالق سبحانه. أخذ المسلحين يتشاورون وكادوا يتشاجرون فيما بينهم، اختلفوا حول قضية أن يقتلوه فورا أو يقبضوا عليه ويحبسوه ليحققوا معه ثم يصدروا حكمهم ويقتلوه.. قال أحد الإرهابيين بنفاذ صبر:- في كلا الحالتين سنقتله فلما الانتظار؟. هتف الشاب بشجاعة:- ما ذنبي؟ وما الجريمة التي اقترفتها لتقتلوني؟!! انهالوا عليه بالشتائم البذيئة وضربوه بأعقاب بنادقهم حتى استحالت صرخاته إلى حشرجات.. سألوه بسخرية :- كيف تريد أن تموت؟.. كان الشاب ممزق الثياب مضمخا بالكدمات ومن وجهه تسيل خطوط الدماء لكنه رد برباطة جأش وعنفوان بأنفاس لاهثة:- سأموت مثلما يريد الرب.. لتكن مشيئته في الأرض كما بالسماء. واصلوا ضربه بضراوة قبل ان يشهر احدهم مسدسه مقترحا أن يطلق الرصاص على رأسه حتى يتفتت دماغه. إرهابي أخر أخرج من جيبه سكينا حادة، أخذ يتبجح بضحكة مقززة أظهرت سواد أسنانه التي نخرها السوس، لوح السكين بالهواء متباهيا بمهارته في قطع شريان الرقبة وسلخ الجلد عن العظم.. انقض على الشاب وأسرع يمسكه من شعر رأسه يلوى عنقه بعنف ويضعه تحت نعل حذاءه ثم هوى بالسكين قرب رقبته دون ان يمسه.. وراح يضحك مقهقها بسماجة مقيتة. بعد نوبة ضحكهم عادوا ليسألوه :- لأي الأحزاب تنتمي؟.. تحرك الشاب محاولا النهوض عن الأرض وأجابهم دون مهابة:- انتمي لحزب كرامة أحرار الوطن. - ما أسمك ؟. رفع رأسه بكبرياء وقال بافتخار:- أسمي سوري. - ما كنيتك ؟ بتؤدة استقام بظهره محاولا الوقوف:- كنيتي العربي. صرخ بصوت عالي تردد صداه في الشوارع المقفرة الفارغة:- أنا سوري العربي من حزب كرامة أحرار الوطن ومؤمن بالخالق سبحانه أما أنتم إرهابيين.. إرهابيين لا دين لكم ولا كرامة ولا وطن. بذل جهدا جبارا للخلاص من طوق حصارهم.. أفلت من أيديهم واخذ يركض ويركض بأقصى سرعته.. لكنهم كانوا خلفه يطاردونه وهم يطلقون زخات الرصاص على قدميه.. عندما امسكوا به اخذوا يركلوه في أكثر الأماكن حساسية من جسمه، ثم جرجروه فوق التراب فتناثرت من وراءه ذرات الغبار بكثافة.. رفعوه وصلبوه على جذع شجرة تين ضخمة، احكموا تقييده بالحبال الغليظة.. احضروا عبوة كبيرة ممتلئة بسائل وقود وسكبوها بالكامل على جسده ثم أضرموا فيه النيران.. اخذوا يتضاحكوا كسكارى ثملين بهوس الإجرام.. وقفوا مزهوين وأمامهم مشهد سوري العربي المؤمن بمشيئة الرب وهو يحترق بلهيب النيران المشتعلة. يتبع ... | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|