آخر 10 مشاركات
مكافحة الصراصير بالرياض (الكاتـب : سلوي عبدالله - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          متجر زمرد: إحدى أفضل الوجهات للعناية بالبشرة عبر الإنترنت (الكاتـب : حماد - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree10Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-19, 12:58 AM   #31

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الـحادي عشر
صرفت مادلين الأسبوع التالي وهي تحاول أن تنساب مجددأ إلى داخل عالمها الخاص الذي كان ملاذها قبل أن يدخل الياس حياتها. فقد كان مكانا آمنا ومريحا ولم تكن تسمح لأحد بأن يدلف إلى داخله، والحقيقة أنها كانت، وعلى مر السنين، قد تعلمت أن تعمل جيدا فيه، وهي تشعر بالأمان خلف جدران اللامبالاة المنيعة إلا أن الرجوع إلى داخل عالمها الخاص، كان أصعب مما تصورت.
(أنا مجرد موظفة، وبالتحديد عازفة بيانو مأجورة تعمل عند الياس) هذا ما كانت تقوله لنفسها باستمرار، لكن وجودها معه في الغرفة نفسها كان شيئا في غاية الايلام.
وعلمها بأنه لن يشعر الشعور نفسه تجاهها، لم يخمد بريق خضرة عينيه أو يقلل من تأثير حضوره. ولم تستطع منع قلبها من التحليق في نشوة عارمة، في كل مرة كان يدخل فيها الغرفة وهو مقطب الحاجبين، مشدود الفك وهو يكظم غيظه الصامت اللامقروء، وهكذا شأنه منذ أن أحبطت مادلين فكرة ظهورها على غلاف الأسطوانة.
نسيان العالم أجمع كان أسهل من أن تنسى الياس. كانت بيكي وعلى مدى أيام الأسبوع الفائت، قد تحولت إلى ظلال شبح صامت، حاضر دائما عند نهوضها من نومها ويغيب مع حلول المساء. كانت بيكي قد اتخذت موقفا أكثر عدائية إزاءها، تماما مثل الياس. غير أن مادلين لم تكن لتعير موقفها أية أهمية. إن موقف بيكي كان بالنسبة لها أشبه بطنين ذبابة غاضبة سرعان ما كانت تتخلص منها.
حلول الربيع لم يهز أوتار مشاعرها إلا قليلا. ولم تلبث تلك السعادة التي كانت تجدها في حديقة الورد أن غادرتها. إلا أنها ظلت تعتني بحديقتها هذه وترعى ورودها كل صباح، فيما كان الياس عاكفأ على عمله في الاستديو، ولم تعد مادلين تشعر بالفرح وهي تقع على نبتة تهفو إلى الحياة بين يديها. وحل مكان هذا الشعور إحساس بأن عملها هذا ليس إلا لغرض منفعي، وكأن إعادة الحديقة إلى الحياة عمل ممل، خال من الفرح ولكنها وظيفة كان عليها أن تضطلع بها لسبب لم تكن تدركه أو تتذكره.
أما الشيء الوحيد الذي كان يهز أوتار قلبها، ويهدد باستمرار بتحطيم الحواجز الباردة التي كانت تقيمها حولها، كان النمط الموسيقي الجديد الذي كان الياس يؤلفه. إنها موسيقاه من دون شك... واضحة وبراقة وحادة بشكل مذهل... لكن، نوعا ما لم تكن تستطيع تحديد ذلك بدقة، لأنه يختلف اختلافا شاسعا عن كل ما كتبه في الماضي. وللمرة الأولى لم تشعر بأن موسيقاه تتكلم معها مباشرة وأنها هي الوحيدة التي تستطيع أن تشعر بلمسات روحه المعذبة وترجمتها إلى العالم. ما زال قلبها يرتفع من مكانه فيما كانت تعزف موسيقاه، غير أن هذه الموسيقى قد باتت موجهة لجمهور أكبر، جمهور كبير تضيع في تعداده.
في يوم الأربعاء، أدركت مادلين ما لم يدركه الياس بعد... أن هذه الموسيقى الجديدة ليست لهما وحدهما، وأن صوت تلك الموسيقى ملك للجميع لأنها تعكس تموجات الفرح وغصات الحزن لكل من أحب وتاق إلى الوصال وفقد حبيبه. كانت تلك الموسيقى من النوع الذي يمكن عزفه أمام آلاف الجماهير فتهز كيانهم، كل واحد بمفرده، لأنها كانت أغنية التجربة الإنسانية المشتركة بين جميع البشر.
في صباح الجمعة، جلست مادلين أمام مرآتها في غرفتها الصغيرة، التي باتت تشعر بأنها صارت حقا غرفتها الخاصة، وراحت تحدق في انعكاس صورتها في المرآة وهي غارقة في تفكيرها. لقد تغيرت تلك الصورة قليلا، في هذا الوقت القصير الذي أمضته في مقرها الجديد. وكان جسمها يتمتع بقوة جديدة وقد نهل من الهواء العليل واستقوت عضلاته من جراء التمارين. وكانت هالة العافية تحيط بها، بديلا عما كان ينتابها من شحوب وتوعك. أسبغت الشمس على بشرتها لونا جديدا وسرقت اللون من شعرها، في إظهار جديد للتوازن الذي تحافظ الطبيعة عليه. أما عيناها فلم يتغير لونهما الرمادي، إلا أنهما كانتا خاليتين من الأحلام.
مشطت شعرها بتأن حتى صار أشبه بموجة لطيفة فوق كتفيها، وارتدت على الفور فستانا قطنيا زهري اللون عاريا عند الرقبة والكتفين. وفكرت أنه يشبه ما كانت بنات المزارعين يرتدين أو ما يلبسنه نساء نيويورك في نزهات الأحد في السنترال بارك. كان زيا مناسبا لأعمال البستنة، غير أنها لم تكن تنوي العمل في الحديقة في ذلك اليوم.
بعد تنهدات عدة، وضعت فرشاة الشعر على الطاولة بتأن ظاهر ونزلت إلى الطابق السفلي.
رمقتها بيكي بنظرة اشمئزاز ظاهر وهي في المطبخ تحرك شيئا ما موضوعا فوق الموقد وقالت بامتعاض وهي تشير إلى فستانها الزهري: "لا ييلق هذا الزي لأعمال البستنة" ابتسمت مادلين ابتسامة خفيفة ونظرت إلى بيكي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تراها فيها هذا الأسبوع ولا غرو أن يكون الياس قد أعجب بها. فلم يكن بنطالها الشاحب اللون وقميصها المصنوع من القماش القطني المتين يقللان من عافيتها وجمال جسدها، وبدت عيناها السوداوان وحتى من دون صباغات، تجيشان وتموران بقوة سحرية غريبة. شعرها كان مردودا إلى الوراء. وقد عقصت بضع خصلات رطبة ففرت لتتدلى فوق أذنيها.وتمتمت قائلة: "ستبدوان رائعين أنت والياس على غلاف الأسطوانة." التمعت عينا بيكي بالتماعة غضب وقالت بصوت مقصود به إثارة الشك: "لقد قمت بترتيب كل هذا، على أحسن ما يرام، أليس كذلك؟ ما كان ليكلفك أ ي شيء لو أن تظهري على الغلاف، إلا أنك لم تزعجي نفسك للقيام بذلك" أرخت مادلين فكها ورفت أهدابها بطريقة حمقاء وهي تتساءل ما الذي جعلها تغضب، بدل أن تكون فرصة وقوفها مع الرجل الذي تحب، لأخذ صورة سوف تكون محط أنظار العالم، قد افتنتها. قالت وهي غير مصدقة: "كنت أعتقد أنك ستفرحين لذلك، يا بيكي"
ردت بيكي قائلة: "اني سعيدة لذلك، وسأفعل أي شيء من أجل الياس"
قالت مادلين وقد تجهمت أسارير ها قليلا:"حسنا إذن،لن يكون هناك فرق كبير في من سيقف معه طالما أن الجمهور سيظن بأنك عازفته، ولن يؤثر ذلك على نوع الغلاف أو رقم المبيعات..." أتت ضحكة مخيفة،وأجابت ببرودة هذه المرة:"لا، لا أعتقد أنه سيكون هناك فرق كبير." وانتشلت المعلقة من أعلى الموقد وراحت تحرك بغضب ما كان داخل الابريق. ثم قالت:"لاتنسي أنك ستذهبين غدا إلى جلسة التصوير. فقد قال دافيد إن المنتج يريد سماع أغنية اللحن الرئيسي وعليك أن تعزفيها". أحست مادلين بشيء أشبه بالغثيان وهمست وقد فارقتها أحاسيسها:"لم يقل لي أحد بأن علي أن أذهب" رمقتها بيكي بنظرة وقد غادرت وجهها إمارات الغضب وهي تحدق في وجه مادلين الحزين ثم قالت:"لا تقولي لي بأنك مضطربة لعزفك في الغد أمام المنتج؟"
انفرج ثغر مادلين عن ابتسامة خاوية وقالت:"لا،بالطبع لا" ثم طافت بنظرها حول الغرفة بجمود ظاهر وهي تخاطب نفسها قائلة بأنها ستعالج أمر الغد عندما يأتي الغد. موسيقى الياس في غرفة محتشدة بالناس... وهي تفتح روحها لم يريد أن يسمع... وبعد فترة من الوقت أغمضت عينيها ورفعت يدها لتضغط باصبعيها في ما بين حاجبيها وكأنها تدفع بأفكارها إلى الوراء حتى لا تجهر بمضمونها. وسكن صوتها وهي تنظر إلى بيكي مجددا وتقول:"أعتقد بأنني سأقود السيارة إلى القرية اليوم، هل تظنين بأن الياس سيدعني أستعملها؟"
هزت بيكى كتفها قائلة:"أستطيع أن أحضر لك ما تريدينه من القرية، وأجلبه لك نهار الاثنين، فماذا تبغين؟"
نظرت مادلين إلى الأرض وقد عضت على شفتها السفلى بأسنانها ثم قالت:"في الواقع... كنت أفكر بشراء بعض الطلاء للمنزل..." راحت الملعقة التي كانت بيكي ممسكة بها تطقطق على الابريق ثم استدارت في حركة بطيئة وهي تنظر إلى مادلين قائلة: "هل تريدين طلاء البيت؟"
ترددت مادلين ثم أومات برأسها قالة: "أريد طلاء المظلات وربما محيط النوافذ..." ضاقت حدقتا بيكي ثم قالت: "لماذا تريدين فعل هذا بحق السماء؟" نظرت مادلين بعيدا وهي تهمس في سرها لماذا؟)
بالفعل لماذا؟ فكيف ينبغي عليها أن تفسر شيئا كهذا لامرأة مثل بيكي وهي التي تملك بيتا، مكانا تأوي إليه؟.
لمرة واحدة في عمر الزمن، كانت مادلين تريد أن تترك بصماتها على مكان ملك قلبها، قبل أن تكره على مغادرته، وتغيره كما فعلت بالأمكنة الأخرى، وأن تترك أثرأ منها، يشير إلى أن مادلين شمبرز كانت هنا، وأنها أحدثت تغييرا. وأضافت قائلة:"إن البيت يحتاج لذلك" وهي تعلم أن بيكي لن تفقه أبدا السبب الرئيسي الكامن وراء ذلك. وتابعت:" لقد أصبح معظم الخشب عاريا، وسيغزوه العفن قريبا إذا لم نبد اهتماما بحمايته من الطقس"
"وها همك مما سيصيب البيت؟"
إرتعش أحد حاجبيها قليلا وردت:"إنه لمنزل جميل"
وقد شعرت بأنه يترتب عليها أن تقوم بتجديد البيت، لأنها إذا لم تفعل ذلك فلن يقوم أحد به. ردت بيكي بغضب وهي تدير ظهرها نحو الموقد:"حسنا، من الأفضل أن تسألي الياس قبل أن تقومي بأي عمل" قالت مادلين وهي تعبر أرض المطبخ باتجاه الباب الخلفي وقد جلبت معها فنجانا من القهوة: "سأفعل ذلك".
بدت حديقة الورد وكأنها تعنفها على هجرانها لها فيما هي تمشي بسرعة باتجاه الاستديو. وملأت خياشيمها رائحة الأرض المقلوبة حديثا، ولاحقتها تلك الرائحة الذكية طول الطريق وهي تعبر الممر والمرج الكبير (سوف أفتقد ذلك) فكرت وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة حين يقع المقدر وأغادر هذا المكان سأفتقد الكثير من الأشياء وفي مقدمتها رائحة الأرض الذكية هذه)
ترددت وهي تقف قرب باب الاستوديو الثقيل وأخذت نفسا عميقا ثم دفعته إلى الوراء فدار بصمت على مصراعيه. لم يشعر الياس بقدومها. فقد كان مستغرقا في أحد الحانه وهو يجمع نغماته على لوحة المفاتيح بيد واحدة. وكانت يده الأخرى ممسكة بذقنه ومرفقه مستندا إلى رف البيانو.
لم تلتقه أبدأ على هذا النحو من الاستغراق الفكري قبلا،ولم تره قط وهو غافل عنها، لا يدرك أنها تنظر إليه. وشعرت بشبه موجة من الحنان غير المتوقع، يغمرها فجأة أمام هذا المنظر. فقد كان مرتديا رداء أبيض قصيرا من الوبر، فيما كانت ساقاه وقدماه عارية، وكانت خصلات شعره الصبيانية السوداء والمتشابكة تتدلى فوق جبينه ومؤخرة عنقه. ولشدة ما أدهشها بابتسامته الكئيبة وهو يطن على لوحة المفاتيح في دندنة لأحد الالحان، الذي تبينت أنه يشبه لحن تشوبستكس.
خالت مادلين أن هذه اللحظة سوف تبقى عالقة في ذهنها حتى آخر أيامها وهي تنظر إليه في وضعه هذا. قالت بهدوء:"أظن أنك عزفت هذه المقطوعة قبل الآن"
أدار وجهه نحوها لدى سماعه صوتها ورأت في الحال أن القناع الذي غلف وجه الياس شيبرد لعدة أسابيع أخذ يزول ليحل محله قناع جديد هي بصدد مشاهدته للمرة الأول. فقد كانت عيناه في حيرة عند تفحصه لفستانها الزهري، وخالت أنها تعاني الاضطراب عينه الذي كان ينتابه أيضا. قال: "لم أرك قط في زيك هذا"
ردت وهي تنظر إلى رداءه الوبري مبتسمة: "لم أرك قط في لباسك هذا" ابتسم لها ابتسامة جعلته يبدو صبيانيا من جديد، نظر إلى لوحة المفاتيح ومز رأسه بارتباك بسيط وقال: "لقد خرجت لتوي من الحمام، ولسبب ما لم أستطع أن أحرر هذه الأغنية السخيفة من رأسي هذا الصباح. وكأني بها
إحدى أغنيات الأولاد القصيرة والسهلة في مضمونها. أتذكرينها؟" وراح يضغط بلطف على المفاتيح في حركة مألوفة.
لم تعد تذكر ما إذا كانت قد اجتازت الحجرة لتجلس قربه على مقعد البيانو بعد تردد لحظة، وضعت يديها على لوحة المفاتيح الغليظة. وكل ما كانت تعلمه أنها شعرت فجأة بانهما جنبا إلى جنب، و هما يبتسمان ابتسامة عريضة للوحة المفاتيح فيما تعالى من البيانو لحن مضاف على سبيل المصاحبة وكان ذلك أشبه بالسنفونية المختصرة.
أخيرأ، وكأن النهاية كانت مدبرة بتأن، فقد أصعدا نغمة أخيرة ثم راحا يبتسمان فوق لوحة المفاتيح و يشخصان إلى بعضهما البعض لفترة تجاوزت حدود المعقول.
حولت مادلين نظرها عنه وقد شعرت بإحباط، وعبست وهي تنظر إلى الأيدي الأربع المرتاحة فوق المفاتيح. وبدا الصمت مربكا. ثم أصبح خلال ثوان غير محتمل، قالت فجاة ومن دون تفكير:"أريد أن أدهن مظلات النوافذ".
اهتزت يداه على المفاتيح وقال متعجبا:"ماذا؟" ضغطت مادلين على شفتيها وقد احمر وجهها وراحت تثرثر من دون أن تتحكم بصوتها وقالت: "المظلات، أريد أن أطلي المظلات لأنها متشظية وعارية في عدة أماكن،
وسيتعرض الخشب للعفن إذا لم يتول أحد الاهتمام به و..."
"مادي."
أطبقت فمها وأغمضت عينيها فجأة وأخذت نفسا عميقا ثم قالت:"ماذا تريد؟ ولم تستطع أن تتحول بنظرها إليه.
"لم أت بك إلى هنا لتجددي البيت. لا أريد طلاء هذه المظلات. دعيها تعفن وتهترىء"
تطايرت خصلات شعرها وهي تدير برأسها لتواجهه وقد جحظت عيناها الشاحبتان وشعرت باحباط شديد، قالت وهي تسيطر على صوتها لإبقائه ثابتا:"ما الخطب بينك وبين هذا البيت؟" فأجابها ببساطة:"إني أكره هذا البيت"
عضت مادلين على شفتيها وقطبت جبينها وقالت: انه لضرب من الجنون في أن تكره مكانا" وترددت قليلا ثم أضافت بتوتر:"فأنت لا تدرك كم أنت محظوظ لكونك تملك بيتا كهذا، لو لم تملك بيتا قط، لو لم يكن لك بيت دائم، لكنت ادركت كم أنت محظوظا..." توقفت فجأة بعد أن أعادت عيناه إلى الحياة، موجة براقة من الفضول وعدم التصديق سألها بسرعة:"ألم يكن لديك بيت؟" فيما راحت يداه تمتدان إليها.
حولت يديها إلى حضنها وحملقت فيهما وهي تعض على شفتيها بغضب وغمغمت قائلة: "لقد كان عندي العديد هن البيوت"
-"هل كانت أسرتك تتنقل كثيرا؟"
هزت برأسها عابسة وهي ترفض أن تنظر إليه وقالت:"لم يكن لدي عائلة، وقد صرفت طفولتي في بيوت الرعاية... في الكثير منها" وشرعت تنصت إلى صوت تنهده،وتلى ذلك صمت مطبق ورفعت أخيرا عينيها بارتباك فرأته يحدق فيها،ثم يقول بهدوء:"إطلي المظلات، وكل البيت إذا أردت".



samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 16-03-19, 01:31 AM   #32

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر
استغرقت مادلين في تفكيرها فيما كانت تطوف شوارع برايتون سكوير بحثا عن طلاء لدهن منزل الياس. وراحت تخاطب نفسها قائلة: (إن ربات البيوت يقمن بأعمال مشابهة لهذه) وكانت هذه الفكرة، على اقترابها من حدود الخيال، تنير قلبها، توقفت لتمعن النظر إلى واجهات المتاجر وابتسمت وهي تومى برأسها لكل من كانت تلتقيه، وشعرت لفترة من الوقت على الأقل، أنها باتت جزءا من المدينة، وأن المدينة بدورها قد باتت جزءا منها. في تلك الأمسية تحولت مادلين شمبرز، تلك المرأة الكئيبة والمستوحشة... التي كانت تمقت النظرات الجانبية التي كان يرمقها بها المارة الغرباء والمتعجبون أبدأ من مظهرها الخارجي الشاحب وحلت مكانها صورتها في الثوب الزهري اللماع الذي اقترن بلون وجنتيها. امرأة، فكرت مادلين أنها قد تعجب بها ولم يعد هناك من أثر لهذه الإنسانة الشاحبة، المكفهرة اللون، في انعكاس صورتها على زجاج واجهات المحلات ونوافذها.
عندما وصلت إلى روزوود كانت بيكي قد انصرفت إلى بيتها والياس منعزلا في الاستديو. وأصبح البيت وما حوله ملكا لها وحدها. استبدلت فستانها ببنطال جينز رث وقميص قديم ونزلت إلى الطابق السفلى لتبدأ بالطلي. أحاطت المظلات، بلونها الأخضر الشاحب والمتشظي بالنوافذ الأمامية فجعلتها تبدو صغيرة راقدة ،وقررت مادلين، من دون سابق تصميم، أن تختار اللون الأبيض اللماع لتغطي اللون الأخضر. وراحت تحادث البيت على نحو سخيف وصبياني وهي تبلل فرشاتها وتبدأ بدهن إحدى هذه المظلات،قالت وهي ممسكة بالفرشاة:"سيجعلك هذا تنتفض من سباتك؛ سوف ترى؛ فلن تبدو خاليا أو مهجورا بعد اليوم. ستبدو مختلفا؛ ستؤول إلى تبدل، وكل هذا بفضلي أنا" وراحت تعمل باجتهاد، وتأن ومحبة وهي تحول البيت، كما حولت قبله حديقة الورد.
عندما انتهت من طلاء المظلات كان لون ذراعيها ووجهها النحاسي قد امتلأ ببقع بيضاء، وخصلات من شعرها وقد بللها العرق متدلية فوق جبينها. والشمس قد زحفت إلى بيتها المسائي في الجهة الغربية من الأفق وتراجعت مادلين قليلا إلى الوراء وهي ممسكة بفرشاتها المبللة، ومالت برأسها وهي تنظر إلى البيت في محاولة لتقييم عملها، وابتسمت لما قامت به يداها.
أنشأت أشعة الشمس تنزلق على النوافذ التي بدت ضخمة وهي تمد اذرعها البيضاء وكأنها ترحب بالعالم وبدت حجارة القرميد التي كانت شاحبة فيما مضى دافئة ومتوهجة بلونها الوردي وكأن للمنزل وجنتين، وقد احمرتا، وهو مرتبك قليلا بجديده.
أطرت على ما قامت به واستحسنت عملها ثم تمطت في محاولة لتخفيف الألم المبرح في عضلات كتفيها، فيما راحت عيناها تطوفان بسعادة فوق المنزل، ولم يزعجها إلا هذا التشابك في الشجيرات المهملة التي كانت تحتضن شرفة المنزل والممر المؤدي إلى البيت في فوضى شديدة.
على الفور، وضعت دلو الطلاء جانبا واندفعت إلى غابة الأوراق. وعندما فرغت من عملها كانت يداها قد اقترنتا بلون أسود بفعل التراب العالق عليها فيما راحت عضلات ظهرها وذراعيها تصرخ مستغيثة طالبة النجدة، إلا أن نظرة يتيمة إلى واجهة المنزل أنستها ألمها وعذابها. كانت الشجيرات الغنية بعطرها كغريمة الجدي والغرانيا تزين مدخل البيت، مع مجموعات من زنابق الوادي العطرة حيب نشر فوق ترابها طبقة من النشارة والتبن لوقاية جذور النباتات الغضة. تراجعت مادلين القهقرى قليلا، مرة أخرى، وهي تتنهد، وقد وضعت يدها على موضع الألم خلف ظهرها، ثم راحت تمسح يديها الملطختين بالتراب على جانبي سروالها.
الآن كل شيء أصبح رائعا، فكرت مادلين ثم شعرت بقدميها ترتفعان عن الأرض فيما كان الياس يتكلم من خلفها فقال: "يا إلهي يا مادي، في البدء كانت موسيقاي، ثم حديقة الورد والآن هذا... يبدو أن كل ما تلمسينه يعود إلى الحياة".
أحست مادلين بقلبها يثب لبرهة ثم يعود إلى مكانه في صدرها. وفكرت بأسى: (ما خلا أنت يا الياس، فلن أستطيع إعادتك إلى الحياة. فقط بيكي تستطيع ذلك) تمتمت وهي تنظر نظرة عجلى أخرى إلى البيت: "إني أحب هذا المكان." فضحك ضحكة حزينة خافتة وقال: "أنت وأمي. كانت أمي تعتقد أن الشمس تشرق وتغيب لأجل هذه القطعة الصغيرة من الأرض." ونظر إليها فجأة، وقد اعتراه تجهم بسيط وقال:"ما الذي يجعلك تحبين هذا البيت حبا جما يا مادي؟"
نظرت مادلين إلى تلك الأرض التي كانت تطأها الآن وشفتاها مطبقتان وقالت:"عندما كنت فتاة صغيرة، كنت أحلم في أن يكون لي بيت... بيت لا اضطر إلى مغادرته" نظرت مجددا إلى البيت وتنهدت بعمق ثم أردفت: "لقد كان يبدو صنوا لهذا البيت في شكله."
التزم الياس الصمت للحظة، إلا أنها كانت تشعر بثقل نظراته عليها. وقال: "قلت إنك كنت تنتمين إلى عائلة رعاية..." أجابت وهي تصحح كلماته بحركة آلية: لقد قلت إنه كان لدي الكثير منها. فأنا لم أمكث في مكان واحد لفترة طويلة من الوقت." إستغرق في صمته، وكأنه يتخيل تلك الطفولة حيث لااستمرارية فيها لا في الأشخاص ولا في المكان.
جعلها الصمت تشعر بالتوتر. هذا يعني أنه يفكر فيما قالت؛ من المحتمل أنه يشفق عليها، وهي لم ترد ذلك.
تحولت نحوه فجأة وقد تهللت أساريرها بابتسامة عريضة مشرقة وقالت: "لقد قلت لك لماذا أحببت البيت، ومن العدل أن تقول لي لماذا تكرهه"
جمدت أساريره، وأخذت خضرة عينيه تغرق في اسوداد بسيط فيما كانت هي تراقب كل ذلك. أما ابتسامته فكانت واهنة، وقد اعتراها قليل من الألم وقال:" لقد كنت سعيدا هنا وأنا طفل أعيش مع والدتي، وخلت أني سوف أبقى سعيدا هنا، وكأن السعادة كانت مكانا وليس حالة" توقف لبرهة وقد استدق فكه فيما ظنت مادلين أن حدقتيه قد تحولتا إلى حجرين أخضرين ثم تابع: "وهكذا، أحضرت زوجتي لتعيش هنا بعد زواجنا. فكرهت المكان وكرهت الانعزال والانفراد فيه وخلصت أخيرا إلى كرهي أنا لاحضارها إلى هنا. ثم وجدتها في السرير مع شخص كنت أحسبه صديقا... في السرير عينه الذي تنامين فيه. وكان ذلك آخر يوم أطأ فيه أرض هذا المنزل... إلى أن جئت"
أحست مادلين بألمه وكأنه يعمل في أحشائها، وكان هذا الشعور بالألم مألوفا لديها. فقد كانت تعلم علم اليقين ما معنى أن يعطي الانسان قلبه لشخص ما ثم يكابد من جراء رفض الشخص الأخر. وقد شعرت بذلك عشرات المرات، في كل مرة كانت تغادر فيها بيتا من بيوت الرعاية.
راحت تتأمل في خطوط صورته الجانبية القاسية وفي وضع فكه الدفاعي ورأت في وجهه صورة الطفل الذي عاند وكافح كثير ليكون شجاعا وهو يدعي بأن النبذ لا يؤلم ولا يقهر.
كانت الحاجة إلى الراحة ملحة وكأنها صارت ألما يعمل في جسمها. فقد كانت ترغب في أن تدفع يديها إليه وتضغط بهما على وجنتيه لتلطف من ذاك الألم الذي شدهما إلى بعضهما بعضا في رابطة وثيقة منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها رجع صدى يأسها في موسيقاه. وكانت تريد أن تقترب منه، إلا أن المسافة التي كانت تفصل بينها وبين أي كائن بشري كانت بعيدة. وارتجفت يدها إلى جانبها ثم سكنت وتمتمت:"أنا آسفة"أمسك الياس بكتفيها وأدارها برفق حتى صارت في مواجهته، وسألها وهو غير مصدق:"آسفة؟ بالله عليك يا مادي، ولم الأسف؟ انظري إلى ما فعلت. لقد جعلتني أراه على النحو الذي كان عليه حين كانت أمي لا تزال على قيد الحياة، حين كان هذا البيت يعمر بالحب. لقد جعلتني أدرك كم كنت أحمق في السماح لذكرى واحدة سيئة أن تحطم سنوات من أجمل أيام عمري في هذا البيت" انحنى إلى الأمام ليطبع قبلة على جبينها قائلا لها: "شكرا لك على كل ما فعلته، يا مادي"
نكست رأسها وراحت تحدق في حذائها المبقع وغمغمت وقد اعتراها الارتباك:"كل ما فعلته هو طلاء المظلات" راح الياس يحدق بحنان في قمة رأسها المطأطىء.
وعندما تكلم أخيرا كان صوته أشبه بالهمس:" ليس لديك فكرة في من تكونين، أليس كذلك؟" رفعت مادلين عينيها بسرعة لتلتقي بعينيه وكادت أن تجفل لما رأته من عمق الإحساس فيهما.
كانت شفتاه تهتزان قليلا كرفرفة جناحي فراشة، ثم اقترب منها رويدا وهو يبتسم لها. ولم يكن ذلك بالشيء المخيف. فهي لم تكن قبلة رجل لامرأة على كل حال بل قبلة ناعمة حنونة لأب، أو أخ، أو صديق قلبه عامر بالعرفان. وقد كان خلوا من الشهوة والرغبة، على الاطلاق. رفت مادلين أهدابها بسرعة لتحبس الدموع في عينيها والتي ما تزال تحبسها طيلة حياتها. سألها بهدوء: "من المفترض أن نكون صديقين، أليس كذلك؟"
أومأت مادلين برأسها غير قادرة على الكلام.
"وهل يستطيع صديقان أن يذهبا إلى العشاء سوية؟"
ارتعشت شفتاها مع بدء ابتسامة. أما هو فحدق إليها قائلا:"سنحتفل بالموسيقى وبالبيت وبالصداقة".
استحمت مادلين ثم ارتدت فستانها الأزرق الفاتح وهو ما كان يلبس لمناسبات كهذه ولا تستطيع أن تسمح لنفسها بالتفكير في هذه المناسبة بأكثر من لقاء مع صديق. مشطت شعرها بلامبالاة ظاهرة، جعلته يتكسر فوق كتفيها وراحت تنظر في انعكاس صورتها في المرآة وقد تجهمت أساريرها قليلا. بدت عيناها مختلفتين، كأن مسحة من اللون الأخضر موجودة خلف اللون الرمادي.وراحت تخاطب نفسها قائلة: (إذا كانت العيون حقيقة نوافذ الروح فعيناي تشعان بأشياء كثيرة) ثم عبست قليلا لصورتها وتحولت سريعا عن المرآة.
توقعت أن ترى الياس في آخر السلم. وعندما لم تجده هناك توقعت أن تراه في المطبخ، حيث كان يشعر بارتياح لدى الجلوس هناك، ولشد ما أدهشها حين رأته أخيرأ وهو ينتظرها في الردهة الصغيرة وهو مرتاح في كرسى هزاز ورجلاه ممدودتان إلى الأعلى.
-"ها أنت اذا"
نظر إليها وابتسم قائلا:"وهل تركت ورائي طريقا من فتات الخبز؟"
قهقهت عاليا وأجفلت عند سماعها صوت قهقهتها. كم مضى عليها من الوقت وهي لم تستمع بعد لصوت ضحكتها؟
"لم أرك هنا أبدأ قبل الآن، هذا كل شيء"
رمق البيانو الكبير في الزاوية، وعيناه غافلتان للحظة ثم قال:" لقد تلقنت درسي الأول على البيانو في هذه الغرفة بالذات. كنت فظيعا. وكانت أمي العازفة الوحيدة في العائلة."
مشت مادلين إلى الجدار حيث غلقت مجموعة من الصور ونظرت إلى واحدة بالتحديد تحمل صورة ولد شقي يضحك ضحكة شيطانية وشعره الأسود يتدلى فوق جبينه. استدارت وسألته: "هل هذا أنت؟"
أوما برأسه قائلا:"الشخص الثاني هو أمي."
إبتسمت صاحبة الصورة لمادلين وقد كانت امرأة شابة واقفة وسط حديقة الورد وقد أحاطت بها البراعم. وقال الياس عبر الغرفة:"إنها تشبهك قليلا في هذه الصورة."
-"لا، فهي جميلة."
-"وأنت أيضا، يا مادلين، ألا تعلمين بذلك؟"
كانت الغرفة غارقة في السكون حتى كادت أن تسمع خفقان قلبها.
تنهد وتنحنح:"إني جائع، وأنت؟"
تحولت إليه وهي تبتسم وراحت تتساءل إذا كان سيأتي اليوم الذي لن تشعر فيه نحوه بأي شيء لدى النظر إليه. فقد كان مرتديا سروالا داكن اللون، تفصيلته لا غبار عليها، وقميصا أبيض كان يتمايل عليه مع كل حركة. كان الفرق بين شعره الأسود وبشرته الفاتحة أكثر نفورا وكانها نسخت لون بشرتها عنه أكثر مما نقلتها عن الشمس. وقال:"إني جاهز." أومأت برأسها وهي تمشي لتأخذ بيده الممدودة.
شعرت بالراحة وهي تمشي عبر البيت وهما يدأ في يد. وعضت على شفتها السفلى فيما هما يخرجان من البيت باتجاه السيارة. وكانت تعلم ماذا يحدث حين تبدو الأشياء رائعة على هذا النحو.
إنها سرعان ما تتلاشي .



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-03-19 الساعة 07:59 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 12:40 AM   #33

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر

تناولا، مادلين والياس، العشاء في مطعم إيطالى

صغير مكتظ بالزبائن وبمنأى عن أعين المارة، في أحد

شوارع القرية الخلفية. وقال لها الياس إن إسم المطعم

ليس واردا في الدليل إلا أن المسافرين كثيرا ما يعثرون

عليه. وأضاف: «أعتقد أنه سيعجبك.»

كما سائر المطاعم الإيطالية في المنطقة، فقد كان هذا

المطعم بسيطا في خدمته واحتفائه بالزبائن. فلا شمعدانات

موضوعة في قناني الشيانتي. ولا شراشف طاولة حمراء

اللون ولا جدران مزخرفة حتى الإزعاج ولا ألحان كمان

مشدودة. كان داخل المكان متقشفا قي بساطته. فالفرش

كان كناية عن طاولات خشبية مع كراسيها موزعة هنا

وهناك، أما لونها فكان داكنا والأضواء خافتة.

قادها الياس عبر شلة من الساهرين، كانوا يتناولون

عشاء هم، إلى طاولة شاغرة قرب المطبخ وقال: «المكان

هنا أكثر هدوءا.»

راحت مادلين تتنشق رائحة الثوم والبهارات الطازجة

التي تسيل اللعاب وقالت: «إني أتنشق رائحة الطعام.» فلم

يكن منه إلا أن كافأها بأحدى ابتساماته النادرة.

لم تمض دقائق خمس حتى حضر عمال المطبخ... كلهم

على ما يبدو أعضاء في العائلة نفسها... إلى طاولة الياس

للترحيب به، وكانه ابن أو أخ ضل منذ زمن بعيد. ولشدة ما

دهشت مادلين حين رأت هذا الرجل الرصين المتحفظ في

عواطفه قد صار هدفالعواطفهم. وما أثار دهشتها أكثر أن

ولعهم الواضح بالزائر، اتسعت دائرته لتشملها هي كونها

رفيقته. جلست إلى الطاولة بعد أن أصبحا بمفردهما وقد

أحمرت وجنتاها فيما راح الساهرون يرمقونها بنظراتهم

ويوسعونها تقبيلا وعناقا.

قال الياس بارتباك ظاهر وقد لاحظ انزعاجها: «إني

آسف لما حصل، فالسكربيلو هم كالعائلة وهم في غاية...

الود ."

حاولت مادلين أن تبتسم وهي تتذكر ذاك الرجل الضخم

الجثة بضحكته العريضة المشعة وهو يبتسم لها قائلا: «إني

أصادق على كلام الياس. فالعائلة ليست إيطالية، لسوء

الـحظ، إلا أني أوافق على كلام الياس.»

«إنهم رائعون.» تمتمت وهي لا تزال تنعم بهذا الإطراء

المستفيض في مضمونه مع أنها لم تكن تدري كيف ترد

عليه شاكرة. ركز الياس عينيه الخضراوين على عينيها

بشيء من الدهشة عندما تكلمت بلغة إيطالية متكسرة وهي

تنهى دورة من المعانقات الفرحة الصاخبة من السكربيلو.
«لم أكن أدري أنك تتكلمين الإيطالية.»

- قائلة: «إني أتكلم الإيطالية المتعلقة بالاكل ، هذا

كل شيء.

أحضر جورجيو، ذاك الرجل الضخم والذي حاز على

إعجابها بعد اطرائه المفرط لها، زقا من الشراب ذي اللون

الأحمر القاني إلى الطاولة وقدمه لها باحترام زائد قائلا:

«إنها من مخزوني الخاص، كان يجب أن تعلمني بمجيئك،

يا الياس لأفتحها قبل وصولك.» وابتسم ابتسامة خفيفة

وهو ينظر إلى مادلين ثم قدم لها كأسا منه لم يملا حتى

الأعلى وقال في نبرة آمرة: «إشربي، فكل الليالي العظيمة

تبداء من الشراب ."

احمرت وجنتاها بذاك اللون الأحمر القاني. وعرف

الياس عنها قائلا: «إنها عازفتي يا جورجيو، وليست

عشيقتى ."

قال جورجيو وهو يبتعد، ساعيا لتلبية رغبات الزبائن

الآخرين: «إنها مسالة وقت.

راح الياس ومادلين وبانزعاج متساو يتظاهران

بالتحديق بما يحيط بهما، ثم التقت عيونهما وكأنهما

طائران مذعوران وقد اندهش الأول لرؤية الثاني. وضع

الياس حدا لهذا الإرتباك القائم بابتسامة وتنهيدة لا

رجاء منها وقال: «لا سبيل لإصلاحه فهو رومانسي

عنيد.»

ابتسمت مادلين وقد ارتخت عضلات كتفها وقالت: «هل

هو دائما هكذا ؟»

هز الياس كتفه قائلا لم أحضر إلى هنا قبلا بر فقة

امراة

ر شفت مادلين من كأسها وهي تتساءل لم لم يحضر هو

وبيكي إلى هذا المطعم قبلا

عندما راحت تنظر في عينيه مجددا، كان يبتسم لها.

بقليل من الحزن، هكذا ظنت. كان ضوء الشمعدان يلمع في

كبقع صفراء من الحرارة تتوسط أحد الانفراجات في

غابة خضراء باردة.

«نحن لا نتكلم إلا في الموسيقى. وعندما انصت إليك

أحيانا وأنت تعزفين مما أضعه من تأليف، أخال أنك

تعلمين عني أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم...»

إرتفع حاجباها فيما تابع الياس قائلا .... إلا أني لا

أعرف شيئا عنك، لم أكن أعرف أنه لم يكن لديك عائلة حتى

هذا الصباح.»

إهتز كتفاها بحركة متوترة وقالت: «ليس هذا بالشيء

الذي تذكره بشكل عابر.»»

بدت عيناه لينتين قليلا ومتطفلتين بعض الشيء وقال،

«قلت إنه كان عندك الكثير من البيوت...

نعم

وهل مازلت تتصلين بالعائلات هذه؟ هل أنت قريبة

منهم؟»

أشرقت ابتسامتها على الفور غير أنها كانت باردة

ومتكلفة. وقالت، «في الواقع، لم أقم أبدا فى بيت واحدلمدة

طويلة حتى تتسنى لي الفرصة لأن أقيم علاقات حميمة

معهم.» بدا الياس مصعوقا فيما أضافت مادلين مدافعة.

«لا تنظر إلى هكذا، لا تشعر بالأسف علي. لدي حياة حلوة

الان ."

قال بلطف نظاهر. «لا أشعر بالأسف لما أنت عليه الأن يا

مادي. لكننى أشعر بالأسف لطفولتك... لهذه الطفلة التي ما

تزال في أعماقك. طفلة تقع في غرام بيوت لأنها تخشى أن

تقع في غرام أشخاص.»»

أمسكت مادلين عن التنفس، وأخفضت نظرها، فيما

أخذت أهدابها ترف بسرعة، إنه يعلم كثيرا ور أي الكثير.

قالت في سرها. ثم ردت بحدة غاضبة: «أنت من يجب ن

يتكلم. لقد كنت تكره البيوت للسبب نفسه.»

فاجأها عندما ضحك ضحكة خفيفة ونظرت اليه لتجده

يبتسم لها ثانية، ثم قال: «ربما هذه هي مشكلتنا، يا مادي.

ربما لأننا قريبان من بعضنا، ونشبه بعضنا في نواح

كثيرة.» اسودت عيناه فجأة وخفض بصره وقال: «قولي لي

تجري الأمور بينك وبين دافيد؟»

دهشت مادلين لهذا التحول المفاجىء في موضوع

المحادثة وهتفت قائلة: «دافيد، لم أحدثه منذ أن كان هنا

في ذاك الصباح بعد...»

تحول برأسه وهو يكشر قائلا:

... بعد هذا الصباح الذي تصرفت فيه بغباء.» أنهى

عبارته هذه بغمغمة ظاهرة. ثم تابع قائلا: «إني مندهش من

أنك ما زلت تتحدثين إلى بعد تلك الأشياء السخيفة التي

قلتها لك تلك الليلة في غرفة دافيد. فليس عندي عذر

لتصرفي هذا، ما عدا ذلك،..» عض على شفتيه وقد اختصر

جملته قائلا: «مهما كانت علاقتك مع دافيد، فليس هذا من

شأني

أجابت: «لست على علاقة مع دافيد.»

حملق بها بصمت لبرهة، وقد جمدت قسمات وجهه وقال

بهدوء: القد تكلمنا، أنا وهو، ونحن في طريقنا إلى منزل

بيكي. أعتقد أنه واقع في غرامك.»

ابتسمت فجأة وبطريقة مثيرة للمشاعر وقالت: «دافيد

من النوع الذي يحب جميع الناس. وهذه الأشياء هى

كالتنفس بالنسبة له.»

أجابها قائلا:ربما. إلا أن هذا يبدو مختلفا، حتى أني

اكاد اراه ."

أصلحت مادلين من جلستها. ففكرة أن يقع في غرامها

شخص ما كانت غريبة عليها وسخيفة، حتى أنها كادت أن

ترتبك وهي تسمعها جهارا وسالته فيما ارتفع حاجباها:

«هل تمانع في أن نتوقف عن هذا الحديث؟»

أجاب وقد بدا صوته باردا فجأة: «بالطبع، فأنا لم أقصد

أن أتدخل.»

وأتى على محتوى كأسه برشفة واحدة. ثم ملا الكأسين

معا

مر العشاء بصمت نسبي، والسبب في ذلك أن مجرد ذكر
دافيد قد أقام حاجزأ غير مرئي بينهما، والسبب الثاني كان

يكمن في أن جور جيو كان كثير الحضور إليهما حتى أنه لم

يكن لديهما متسع من الوقت ليختليا مع بعضهما بعضا.

وقال جورجيو لهما فيما كانا يغادران: «تعالا مجددا.»

وقبلها على وجنتيها قائلا: «إننا أصبحنا عائلة واحدة

الان ."

في طريق العودة إلى روز وود جلست مادلين جانبيا في

مقعدها في السيارة كي تستطيع رؤية الياس وهي تحرك

عينيها فقط.

إنه على حق، بالطبع. ففي داخلها، ما تزال تلك الفتاة

الصغيرة التي تبحث يائسة عن عائلة، وقد أعطاها

جورجيو، ولهذه الليلة على الأقل، الوهم بأنه صار لها

واحدة. فهذا الشعور بالإنتماء كان قد أحاط بها مثل دثار

دافىء ومريح وقد أخذ يشعرها بالأمان .

قال لها: ««إنك تبتسمين؟»»

شعرت بنظرته قبل أن يعيد نظره إلى الطريق المظلمة

أمامه وقالت: «أتعتقد ذلك؟»

«نعم. وهل يؤثر الأكل الإيطالي فيك هكذا؟»

قالت وهي تشعر بابتسامتها تتسع: ««فقط عند جورجيو.»

«إذا، فسنذهب إليه مرارا.»

إلا أن مادلين لم تأبه لجوابه هذا إذ كان على غرار ما

يقوله الناس فى محطات كلامهم وقد كانت تلك الكلمات

بالنسبة لها مجرد وعود للمستقبل. وإذا لم يكن قد عنى ما

عناه من وراء تلك الكلمات فقد تخيلت أنه فعل ذلك فعلا. وقد

ادعت لنفسها أشياء كثيرة مؤخرأ... كتخيلها بأن المدينة

قد صارت ملكها عندما كانت تشتري الطلا ء وان جورجيو

قد عنى ما عناه حين قال إنها من العائلة... ولماذا لا تتخيل

أنها تستطيع أن تحصل على الياس إلى الأبد؟

استدارت في مقعدها وراحت تحملق فيه وقد ارتسمت

على شفتيها إمارات ابتسامة خفية. لماذا كانت خائفة من

أن تفعل ذلك قبل اليوم؟ لماذا تركت كبرياءها تمنعها من

تذكر قسمات رجل أحبته، تلك الذكرى التي كانت لتدوم

طويلا إلى ما وراء الحدود الضيقة المختصرة لعلاقتهما؟

سألها: «ما الخطب؟»

فأجابت وقد انفرجت شفتاها عن ابتسامة: «لاشىء"

أرخى حاجبيه على شكل محير فوثب قلبها وطوال رحلة

العودة إلى روزوود... إلى مبيت، على الأقل هذه الليلة...

راحت مادلين تراقب تنهداته، وحركات أنامله الطويلة على

المقود، وكل تلك الظلال التي كانت تمر على صورته

الجانبية القاسية والمشدودة، وكانت فكرة السماح لنفسها

بأن تقدم على شيء كهذا تكاد تخنقها.

كأنهما أتيا على نهاية الموعد الأول، فقد فتح الياس

الباب وأشار إليها بالدخول وهو يرتبك على العتبة قائلا:

«هل أستطيع أن أدخل لبرهة؟» كانت ابتسامتها سريعة

ومشرقة وقالت: «بالطبع، فهو منزلك.»

هز بر أسه قائلا: «لا. وعدتك بأنه سيكون بيتك طالما أنت

باقية هنا . "

أ مما كانت تتخيله:

وردت بلطف إذ أن ذلك كان جزء مما كانت تتخيله .

حسنا، إذن إنه بيتنا .»

لم تكد تدخل عتبة البيت حتى راحت تفرك ذراعيها وهي

تواجه برد المساء.

سألها الياس قائلا: «الجو بارد، أليس كذلك؟»

قليلا.

إنها الرطوبة. يلزم لهذا البيت بعضن الوقت كي يجف بعد

المطر.»

استدارت نحوه فجأة وفي عينيها حدس طفولي: «وهل

النار تساعد؟»

قوس حاحبيه متعجبا وتلطف وجهه في ابتسامة رعناء

وقال: «لم أجلس مقابل المدفأة لسنوات.»

«أما أنا فلم أجلس مقابل مدفأة، قط.»

تعلقت عيناه بعينيها ومن دون سابق انذار مد يده وراح

يتلمس برفق خدها بظهر يده. وقال بلطافة: «هذه الليلة

سوف تجلسين.

راحت مادلين تراقبه بتعجب صامت، وهي جالسة على

الكرسي الهزاز الذي كان يجلس الياس عليه قبل الآن، وهو

يضع الحطب في المدفاة. وكان مشغولا في وضع قطع

الأشجار فيها وكأنه لم يعد يدرك نظراتها. وضاقت عيناها

الرماديتان فيما راحت ألسنة اللهب تلتهم عيدان الحطب

وتنير خلفيته. بانت قسمات جسده تحت قميصة وبفعل

خدع اللهب المتراقص، بدا جسده يلمع بلون ذهبي

القماش الأبيض الناصح.

جلست مادلين مصعوقة وهي تتذكر الخطو ط المتماوجة

لكتفيه اللتين لم يقع عليهما نظرها قبل اليوم. وأمسكت عن

التنفس وهي تنلن أنها تراه عاريا وتتساءل لماذا لم تجفل

وهى تنظر إليه بوقاحة؟

فاجأها حين وقف فجأة ومسح يديه على بنطاله ثم

استدار ليواجهها. وبدا كاله يوناني وهو واقف فـي الخللال

والنار تتكسر من حوله، ووجدت أنها لا تستطيع تجنب

نظراته.

لم تستطع تمييز قسماته فيما النور خلفه. لكن عندما

قال: «نريد بعض الشراب.» كان أنه روح مخلوعة عن

جسدها تتكلم وليس انسانا من لحم ودم.

تنهدت بعمق عندما غادر الغرفة ووقفت وهي تحاول أن

تستعيد هدوء ها. وراحت تأمر رجليها بأن تتحركا وقد بدتا

واهنتين بغرابة وهي تظن أن مجرد سيرها قد يعيدها إلى

الارض. ومشت مرتين قرب النار التي كانت تزأر وقبل أن

تشعر بالنار تدغدغ عضلات ساقيها تحت حاشية فستانها.

وتوقفت فجأة وهي تواجه النار وقد أدهشها ذلك الشعور

الذي كان ينتابها. تقوست شفتاها قليلا وقد ملكت نفسها

الدهشة. ومن دون وعي لما تفعل جثت على ركبتيها

وشعرت بالدفء والنور يغمران وجهها.

بعد وقت، شعرت بحضوره فالتفتت لتراه واقفا عند عتبة

الباب يحملق بتعجب صامت ,ويده مرتخيتان على جانبيه

وفي إحدى يديه زجاجة الشراب وفي يده الأخرى كأسان.

راحت تخاطب نفسها قائلة إنه يجب أن تقول شيئا ما.

و أخذت تملا عينيها بتاج رأسه الأشعث وخطوط جسمه

النحيلة القاسية، ولكن منظره جعلها بكماء، كانت عاجزة عن

القيام باى شيء سوى أن تحملق به، فيما شفتاها

منفرجتان في شبه دائرة مبلله.

قال وهو شارد فيما كان صوته يتماوج فى حنايا .

جسمها: «لقد أحضرت الشراب.»

أوقفت التنفس فيما كان يتحرك ببطء نحوها وعيناه

معلقتان عليها. وشعرت بشيء كبير قادم صوبها لن تستطع

مقاومته إذا سمحت له أن يقترب أكثر. فقد كانت البارجة

على أهبة أن تثب على قدميها وتطير، أما الليلة فلا. فقد

مت تعيش حلما. وفي الأحلام لا مستقبل ولا خوف مما

سيحدث، وإنما اللحظة التي هي فيها.

وقف قربها ونظرت مادلين إليه وهى متعجبة من تلك

الاحساسات التي كانت تنتابها من كونها امر أة مظللة برجل.

وكان موقفا خانعا، الركوع أمام قدمي رجل مثل ذلك. ولكن

بدلا من ذلك كان هناك شعور غريب من أن كل شيء كان

سيجد مكانه وكان ذلك ما ينبغي لها أن تفعله. نظر إليها

وانعكاس اللهب الأصفر يلمع في خضرة عينيه ثم ركع على

ركبتيه وهو يواجهها ووضع الشراب والقدحين جانبا.

أخذ يديها بلطف وحنان وأدارها نحوه حتى تلاصقت

ركبتاهما.

كانت غير واعية ليديه وهما تغادران يديها، وقد حان

الوقت لذلك لأن أنامله كانت تفتح طريقها عبر شفافية

شعرها الفضي وهي ترفعه بعيدا عن عنقها وارتعشت ليديه

وهما تلامسان الشعر في أعلى عنقها وأغمضت عينيها

وهمست قائلة: «الياس» وكانت هذه العبارة، سؤالا

مفاجئا.

تمتم بصوت أجش قائلا: «قوليها مرة ثانية، يا مادي،

قولي إسمي.» وفتحت عينيها على وسعهما لما سمعته من

صوته.

هفا قلبها في صدرها وهي تتذكر تلك الخرافة القديمة

التي تقول بأنها إذا تفوهت باسم أحدهم فسوف تقبض على

روحه أو يقبض على روحها. هزت برأسها من دون أن

تنبس ببنت شفة وقد شعرت فجأة بالخوف فقال لها وكان

قد لاحظ ما كانت تشعر به: «لا تفكري به يا مادي. لا تفكري

بالغد وماذا سيحدث، أو ما سيجلب لنا الغد. فكري بما

سنكون عليه في هذه اللحظة.»»

أخذت يديها بيديه وأمسكتا بهما بقداسة كما كان قد

أمسك بيديها في تلك الليلة الأولى. تلك الأيدي الجميلة التي

كانت تحمل الشعر من عقله إلى موسيقاه على لوحة

المفاتيح. وهمست باسمة إذ كان ذلك ما كان يريد سماعه:

«الياس.» ورددت مرارا وتكرارا: «الياس، الـياس...»

«مادي.» تمتم باسمها بصوت أجش ويداه ترتجفان على

أعلى ذراعيها.

طافت عيناه فوق وجهها تتلمسان وكأنهما تأخذان

ملكيتهما منها ولم يحرك ساكنا أو ينبس ببنت شفة للحظة

لكنه كان يريدها أن ترى ما يمكن أن يكون صدى لكلماته.

وراح يهمس باسمها وهو يلامسها فيما قلبها يخفق

بعنف وجسمها يرتخي.



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-03-19 الساعة 07:59 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 07:05 PM   #34

Yasmeen mahmood

? العضوٌ??? » 373579
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 638
?  نُقآطِيْ » Yasmeen mahmood is on a distinguished road
افتراضي

مشكورة على الرواية

Yasmeen mahmood غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 09:15 PM   #35

Walaa faisal

? العضوٌ??? » 356087
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Walaa faisal is on a distinguished road
افتراضي

شكلها مرة حلوة تسلم ايدك يارب ماتطولي علينا

Walaa faisal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-19, 09:32 PM   #36

fatiiimaezzahra

? العضوٌ??? » 382308
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 256
?  نُقآطِيْ » fatiiimaezzahra is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

fatiiimaezzahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-19, 12:33 AM   #37

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر

استيقظت مادلين وهي تشعر بلمسة لطيفة على خدها

صعودا حتى حاجبها.

وناداها صوت أشبه بالهمس فانقلبت على جنبها وقطبت

حاجبيها وهي تريد أن تغرق مجددأ في ذلك الحلم حيث

كانت هي والياس مستلقيين قرب النار.

فتحت عينيها على وسعهما ووجدت نفسها تحدق

في رماد الموقد. وراحت تستعيد احساساتها رويدا رويدا

وأحست بالبرد فأدركت للحال أنها نامت من دون غطاء.

رأته من خلال النور الشحيح الوافد من النافذة. حاثيا

على ركبتيه قربها وهو لا يزال في ثياب الأمس التي باتت

جعدة ومتغضنة، فيما كان قميصه مفتوحا على صدره

وقال: «إنه الصباح، يا مادي.»»

راحت تفتش عبثا حولها عما تغطي به نفسها لتحتمي

به من البرد. ولم تكن تحلم قط بأنها ستنهض من

فراشها على هذا النحو بعد أول ليلة أمضياها معا. فقد

كان من المفترض أن يحضنها بين يديه وهما يتمتمان

بأشياء غير ذات بال , كان العاشقان يتبادلانها في

الصباح.

أصلحت من جلستها وطوقت جسمها بيديها وراحت

تفرك ذراعيها بشدة وقد بدأت القشعريرة تسري فيهما.

تناول الياس بطانية من على كرسي مجاور ولفها حول

كتفيها في حركة عادية سريعة لم تكن تحتاج إلى مناشدة

منها

ابتسم وهو يربت عليها بلطف تحت ذقنها وكأنها طفل

يسعى ذوو أمره إلى اخراجه من السرير بشتى وسائل

التدليل الخداعة، لم قال: «علينا أن نسرع، يا مادي. علينا

أن نغادر في وقت قريب لنصل في الوقت المناسب إلى

المدينة.»

تحولت عيناها الرماديتان إلى لون أسود فاحم ومدت

أحد أناملها لتلمس به زاوية فمه. واحمرت غاضبة وهي

تتذكر ما فعله بها ذلك الفم في الليلة الماضية. وابتسمت

فيما راحت عيناها تطوفان في وجهه الذي لم يكن حليقا

وبدأت ظواهر لحية تتكون حول فكيه فيما كان شعره

الأسود يتدلى فوق حاجبيه.

مضى يزيح خصلات شعرها الطويلة الفاتحة عن وجهها

وارتعشت وهو يلمسها بينما انزلقت البطانية عن كتفيها

لتستقر على وسطها. وأخذت بيده وهي متعجبة من جر أتها

هذه وضغطت بها على صدرها.

همس بين أسنانه بصوت أشبه بالفحيح قائلا: يا إلهى،

يا مادي.» وضاقت حدقتاه وقد اصطبغتا بلون أشد سوادا.

وتصلبت عضلات وجهه وبرزت خطوط متغضنة بين

حاجبيه. وهمس بصوت أجش قائلا: «لا نستطيع أن نفعل

ذلك علينا أن نسرع.» ارتسمت على ثغره ملامح ابتسامة
خفيفة متكلفة. ثم وقف ونظر إليها قائلا: «ستاتي بيكي إلى

هنا في أية لحظة. ولا نريد أن تقف على ما نحن فيه، أليس

كذلك؟» .

كانت ابتسامتها مرتبكة وكأن الأرض قد غارت تحتها.

فيما بدأت أحلام الأمس بالتلاشي وحلت محلها معالم

الواقع المرير. ففي الأمس لم يكن هناك موسيقى ولا ماض

ولا مستقبل، ولا حتى بيكي، وها قد انتهت تلك الليلة.

وشعرت ببرود شديد يلفحها وكأنه بات دخيلا على جو الغرفة
الدافىء. وحاولت أن تقف وهي لا تزال تتشبث بالبطانية.

راحت تنظر إلى وجهه الجميل في تقسيماته وتكاوينه

فيما كانت عيناه الخضراوان تنعمان في براءة هانئة لا

مثيل لها. وكأنه لم يكن قد خدع امرأة فيما مضى وهو على

مشارف أن يستغل الثانية. فقد كان من المستحيل أن يكون

ذلك الفكر المختبىء وراء هذا الوجه، ذلك الفكر الذي هو

وراء هذه الموسيقى الجميلة قادرأ على الخداع. إلا أنه

ومع الأسف، قام بكل ذلك. وكانت مادلين شريكته.
حاولت بكل ما أوتيت من قوة الإرادة أن تكرهه، ومع ذلك

كان بمقدوره أن يدخل قلبها ويقلبه بيديه، وخلصت إلى

كره ذاتها إذ كانت عاجزة عن كرهه.

لم تكد يده تلمس كتفها حثى تراجعت متعثرة إلى الوراء

ووجهها ملتو وهي تجاهد في حبس دموعها.

ذهل الياس، فحاول أن يمد يده إليها مجددا ولم يلبث أن

تراجع مذعورأ لدى صراخها به قائلة: «لا! لا تلمسني»

جمد في مكانه وهمس قائلا: «يا إلهي يا مادي، ما

الخطب؟»

عضت على شفتها وبلعت بريقها لتخنق التشنج في

حلقها. ثم قالت: ما كان يجب أن يحدث ما حدث في ليلة

البارحة... لم يكن معك حق...» انخفض صوتها وتهدم السد

الذي كان يكبح عواطفها فأرخت العنان لفيض من دموعها.

قال الياس وقد جمدت تعابيره في شبه صدمة: «أنا

أسف، يا مادي. لقد خلت أنك تريدين ذلك أيضا... لم أقصد

إيلامك...» حاولت عيناه أن تخرقا وجهها وكانهما لا

تصدقان ما كانتا تشاهدانه خلال تجربة الألم، وهمس قائلا

وشفتاه ما تكادان أن ترتعشا: «يا إلهي» وراح يرنو إلى

أسفل وهو يمد يده إلى حاجبه المتغضن. وعندما نظر

مجددا إلى أعلى كانت عيناه قد فرغتا من كل المشاعر

والأحاسيس.

ومن دون ن ينبس ببنت شفة استدار وانصرف.

بقيت مادلين تحت رذاذ الماء الدافىء أطول مدة ممكنة

وهي تحاول أن تتخلص من فائض الدمع والأحاسيس التي

انهمرت بقوة... تلك الأحاسيس التي كانت تهدد بالسيطرة

عليها

أنشات تخاطب نفسها، إنها تستطيع مواجهة كل ذلك،

فيما كانت تفرك بشرتها حتى تحولت حمراء وقد ظنت أنها

بفعلتها هذه قد تخفف من وجعها الذي كان يعصرها في

الداخل.

كانت فكرة مرافقة الياس وبيكي في السيارة نفسها قد

أرعبتها إلا أنه لم يكن هناك متسع من الوقت لاتخاذ تدابير

أو اجراءات جديدة.

جففت جسدها بسرعة ومشطت شعرها المبلل ثم ارتدت

فستانها الذي كان يصل إلى أخمص قدميها والذي كانت

ترتديه في حفلات تلامذتها. رمقت صورتها المنعكسة فى

المرآة بلا مبالاة فيما وضعت قليلا من المساحيق على

وجهها. وتذكرت أن ذلك الفستان العالي عند الرقبة كان

يجعلها تبدو وكأنها في حداد،إلا أن ارتداءه في ذلك اليوم

كان ملائما.

كانت الرحلة إلى المدينة أشبه بكابوس كما توقعت. فقد

جلست في المقعد الخلفى بناء على الحاحها وهي تتظاهر

بالنوم فيما راحت بيكي تحدث الياس في مواضيع شتى

ابتداء بالهراء القائم في البلدة وانتقالا إلى المواهب

الموسيقية لأحد الشبان من معارفهما.

كان الياس في مستهل الرحلة غاضبا وغارقا في صمته

غير أن أحاديث بيكي جعلته أكثر ارتياحا. وعندما وصلوا

إلى المدينة، شعرت مادلين بصداع لكثرة ما أغمضت

عينيها في محاولة منها لمنع الأصوات القادمة إليها من

المقعد الأمامي.

أوقف الياس سيارته في احد المواقف وقد أضاء

أرجاءه نور خافت وهتف: «ها قد وصلنا.» وأوقف محرك

السيارة والتفت إلى الوراء لينظر إلى مادلين قائلا: «هل لا

تزالين مستيقظة؟»

قالت وهي تتصنع التثاؤب: «تقريبا.» إلا أن سرعان ما

اقترن تصنعها هذا بالحقيقة. فتثاءبت فعلا.

راحت مادلين تمشي وراءهما متباطئة، وهي تلاحظ

مرغمة، الطريقة التي كان فيها الياس ينظر إلى بيكي. ومن

يا ترى يستطيع أن يلومه؟ فقد كانت أكثر جمالا اليوم

بفستانها الأسود المتناغم مع تكاوين جسمها. وكانت

عيناها، بما وضعت عليهما من الصباغات في غاية الروعة

والفتنة فيما كان شعرها الأسود يتساقط حول كتفيها

كالشلال الهادر، بألوانه السحرية في كل مرة كانت تفتل

برأسها.

سيتم تصوير غلاف الأسطوانة في بهو المسرح حيث

عزفت مادلين موسيقى الياس لأول مرة. وكان ذلك إحدى

مصادفات القدر وسخريته، عندما اقتربوا من المسرح

تراجع الياس وبيكي إلى الوراء، وكانت مادلين هي أول من

ارتد من المشهد الفو ضوي الذي غمر المسرح. حتى البيانو

الضخم بدا ضائعا وسط الأضواء وعدسات التصوير

والصراخ والضجيج.

تقدم شخص نحوها فجأة ويداه ممدودتان وكادت

مادلين أن تبكي وهي ترى تلك الابتسامة الو ضاءة المالوفة

التي تبعث فيها الارتياح.

حياها دافيد هاتفا: «يا ملاكي!» فيما كانت ما تزال

مندهشة وهي تحاول أن تبتسم ابتسامة لا لبس فيها ولا

غموض.

راحت تحاكي نفسها، انظري إليه. فهل كان من الصعب أن

تقع في حب هذا الشخص الفريد من نوعه بخصلات شعره

السوداء وبريق عينيه المرح الذي كان يدخل في نفسها

الراحة والأمان؟ وعلى كل حال فقد قال الياس إن دافيد

يحبها. بالتأكيد قد تتعلم، مع الوقت، أن تبادله الشعور

نفسه... لكنها نظرت إلى الياس وإلى خطوط صورته

الجانبية القاسية و أدركت أنها لن تستطيع الوقو ع في حب

شخص آخر... طالما الياس شيبرد موجودا فى العالم نفسه

«أهلا، يا دافيد.» ردت على التحية بود صادق وابتسمت

له ممتنة لمشاعره الصادقة نحوها ولكن ابتسامتها تلاشت

حين راح يضمها إلى صدره، إذ كان عناقه مختلفا عن ذلك

الذي حضنها به في روزوود. فقد كان قاسيا وخاليا من

المشاعر وكأنه هو أيضا كان يبتعد عنها. وفي اللحظة

التالية أدركت سبب ذلك.

«دافيد؟»» أتاها صوت بيكي وهي واقفة وراءها فيما

راحت مادلين تراقب وجه دافيد وهو ينظر من وراء كتفها.

وبدا وكأن بريق عينيه الكستنائيتين يذوب في ذلك الشعور

الذي لا يخطيء والذي هو شعور الحب، وأصبح ابتسامته

أكثر نعومة.
أخذت مادلين تشاهد فى اندهاش فيما هو يتقدم ليمسك

بيكي ويشدها نحوه في عناق بعيد عن كل تجرد. فقد رأت

ذلك في عينيه من قبل، وهي الأن ترى لمسة يده الناعمة

موضوعة على خد بيكي.

شعرت مادلين بنيران الكراهية تتأجج في داخلها

وحاولت أن تكبح شعورها في الاعتراض على هذه الحياة

غير العادلة في ميزانها. أما بالنسبة لبيكي فقد كان الأمر

سهلا... إذ أنها لا تدعي حب الشخص الذي أحبته مادلين

فحسب، بل حب ذلك الشخص الوحيد الذي أحب مادلين.

وقفت وهي غير مصدقة ما تراه، في حين كان دافيد يقود

بيكي والياس إلى المسرح أمام الكاميرا ثم هرول ليقف في

الجهة الأخرى. ولم يكن للوقت قيمة بالنسبة لمادلين فيما

كان المصور يلقي تعليماته ويضبط الأنوار على المسرح

وياخذ صورة بعد صورة لبيكي والياس الجالس خلفها .

رأت كل ما كان يجري على المسرح ولكنها كانت تراه من

خلال حجاب! وهي تنتقل إلى مكان ناء حيث لا ينال منها

الألم. وعادت إلى وعيها حين صرخ المصور بغضب ظاهر

قائلا: لتعزف هذه الفتاة الموسيقى، قد يضعهما ذلك فى

الجو. ثم نجرب مرة ثانية.»

تنهدت مادلين وتحركت ببطء عبر المسرح لتتسنم

مقعدها إلى البيانو. وراحت تحملق إلى أسفل وعيناها

فارغتان من كل تعبير وكأنها لم تر من قبل لوحة مفاتيح.

تناهى إليها صوت الياس من الوراء قائلا: «اعزفي لحن

الحب يا مادي.» فقد كان هذا عنوان أغنية الفيلم. وارتفعت

يداها بحركة آلية وهي تتساءل إذا كان عليها أن تطيع هذا

الصوت دائما، مهما كان طلبه، ثم انحدرت يدها اليسرى إلى

المفاتيح وراحت تصدر ألحانا وكأنها تنادي من أعماق

روح رجل معذب. وخبت جميع الأصوات في البهو.

كان الجزء الأول من المقدمة حزينا قاتما يعكس

يأسها... تماما كالنمط الموسيقي الذي قربها من مؤلفات

الياس في البداية، مع فارق وحيد. فعلى خلاف الموسيقى

المملة الكئيبة التي هاجمها النقاد بقسوة، في هذه

المقطوعة شيء مختلف... طبقة عالية راقصة تزداد ثلاثة

أضعاف وتصدر بهدوء وبرشاقة عن الأوتار كالوعود

المشرقة للربيع بعد عاصفة شتاء قاس.

انحنت مادلين على البيانو وهي تتنقل على أجنحة

الموسيقى وشعرها الباهت الطويل يلمع كحبيبات بلور

تحت الأضواء اللامعة.

كان انخطافها عظيما حتى أنها لم تلاحظ كيف كان

الناس في البهو ماخوذين بروعة الأداء وقد أمسكوا عن

التنفس وكأنهم ينتظرون حدوث شىء ما... ولم تتعجب لتلك

اليد التي امتدت فجأة لتضغط برفق على كتفها. وراحت

الموسيقى تصدح عاليا وفي شبه رقصة مليئة بالأهازيج،

وعرفت أنها يد الياس. وشعرت مرة أخرى بفيض روحه

وهي تنساب من يده عبر جسمها و صولا إلى لوحة المفاتيح

وكأنها صارت آلته كما كان البيانو آلتها.

كان الشعور عميقا حتى أنها أحست بقشعريرة تنتابها.

بيد أنها علمت أن شعورها هذا لن يطول أكثر من فترة الأداء

هذه.

كان يسيرا عليها أن تغمض عينيها وتترك لقلبها أن

يرتفع مهللا بأصوات الفرح التي كانت أناملها تؤديها. كما

كان الادعاء بأن الأنامل التي كانت على كتفها تضغط بقوة

في لحمها وكانه كان يعيرها بعضا من قوته وهو يقرن

روحه بروحها وياخذهما إلى أعلى، إلى حيث لم يحلقا قبل

الآن.

خلف عينيها المغمضتين رأت النجوم تضيء مثل شهب

تلمع كالأسهم النارية في السماء المظلمة ويداها وقلبها

والموسيقى ترتفع لتحية هذه النجوم. وفي مكان ما خلف

الأغنية وعلى مسافة بعيدة، سمعت أحدا يصرخ: «هذه هي؛

هذا رائع! لا تتوقفي!» لكن الصوت بدا كأنه جزء من حلم

انتهى عندما لامست أناملها آخر وتر بانتصار.

ثم حل صمت مطبق.

راحت تسمع تمتمات خفيضة وهي تمزق الصمت القائم

وترتفع نبرتها تدريجيا وكان كل واحد حولها كان يصرخ

أو يهتف بهوس _ما عدا الياس، فقد كان ما يزال واقفا

خلفها. استطاعت أن تشعر بحضوره كما تشعر بدفء

الشمس على ظهرها، ولكنه لم ينبس ببنت شفة.

أنصتت إلى صوت وقع أقدام تنقر خشبات المسرح ور أت

المصور يسرع باتجاههما، وبيكي ودافيد وبضعة آخرين

كانوا يواكبونهم. وكانت وجوههم غريبة في إماراتها

وكأنها متحيرة بين الضحك أو البكاء.

سأل المصور مبهورأ: «الله عليكما، لم لم تأخذا معا

صورة الغلاف؟»

نظرت إليه مادلين وقد أربكها سؤاله.

تابع المصور قائلا: «إنني أقول لكما إنني التقط لكما

معا، صورا في دقيقة واحدة أكثر مما التقطت في الساعة

الأولى...» استدار بسرعة إلى بيكي واعتذر قائلا: «أنا

لا أتهجم عليك، يا آنسة. لقد بدوت رائعة مثلهما، لكن...»

إبتسمت له بيكي بشكل مدهش وقالت: «لا يجب عليك أن

تعتذر. أنا أفهم ما...»

قالت مادلين مقاطعة: «ماذا تعني أنك التقطت صورا لنا

معا؟»

«الصور، يا ملاكي.» تحرك دافيد ليجلس بجانبها

وأمسك بيدها ثم تابع كلامه: «ألم تشاهدي لمعان عدسة

التصوير؟»»

لم تعلم كم من الوقت بقيت جالسة هناك بمفردها عندما

ظهرت بيكي فجأة بجانبها، وعلى وجهها قناع قاس من

هزت مادلين رأسها من دون أن تتفوه بكلمة، وهي

تتساءل كيف لم تنتبه لشيء واضح مثل لمعان عدسات

التصوير... ثم اتضح لها كل شيء بعد أن تذكرت النجوم

التي راحت تضيء كالشهب؛ والأسهم النارية التي رأتها

خلف عينيها المغمضتين.

قال دافيد: «هيا، أنا أعلم أنك لم ترحبي بفكرة التقاط

صورة لكما معا لاستعمالها على غلاف الأسطوانة، لكن لا

يوجد شخص في هذا المسرح، إلا ويعرف بالتحديد من

يجب أن يحتل غلاف البوم... أنت والياس. معا.»

قال المصور: «لا يمكنك أن تخدعي الكاميرا، أنت تعلمين

ذلك. أنت ترتدين صورة شخصين متحابين؟ خذي صورة

اثنين متحابين!»

جمدت مادلين في مقعدها وأصبحت يداها فجاة

باردتين في يدي دافيد. يا إلهي، هل كانت شفافة لهذه

الدرجة؟ هل لاحظ الجميع كيف تشعر تجاه الياس، بمجرد

النظر إلى وجهها؟ قالت بسرعة وهي تحاول أن تنفي ذلك

قبل أن ينفيه الياس: «لا، هذا ليس ما رأيتم. إننا نحب .

الموسيقى، ليس بعضنا بعضا.»

بيكي علمت أنها كانت تكذب؛ رأت مادلين ذلك فوق

وجهها. فقد لمعت العينان البنيتان بكراهية جليدية بدت

كأنها تحذير.

قالت مادلين في نفسها وهي تبتسم بألم، لا تقلقي، يا

بيكي. قد أحب الياس، ولكنك لن تجدي أية منافسة مني. إنك

المرأة التي يحب.

نظرت بيكي وراء مادلين فجأة، واتسعت حدقتاها بشيء

بدا كأنه تحذير ثم ضاقت حدقتاها فيما هي تنظر ثانية

إليها وقالت حانقة: «عمل رائع، يا مادلين.» ثم استدارت

حول المقعد بسرعة واختفت عن الأنظار.

تنهدت مادلين وأغمضت عينيها وهي تحاول أن تغوص

إلى الأعماق حيث لم يصل الألم، لكن دافيد لم يكن يسمح لها

بذلك. كان لا يزال جالسا إلى جانبها فوق المقعد. وذراعه

فوق كتفيها وهمس في أذنيها: «إنك تقتلينه، يا ملاكي. ألا

تستطيعين رؤية ذلك؟»

قطبت جبينها وهي تتساءل لم لا يقول أحد اليوم شيئ

معقولا. فقط لو يدعونها وشأنها؛ فقط لو تستطيع أن

سمعت بيكي تنادي دافيد من مكان ما بعيدا عن خشبة

المسرح، ابتسم بحزن وقفز بسرعة ليجيبها، ثم راقبت

الآخرين بعدم مبالاة وهم يغادرون واحدا تلو الأخر. العرض

انتهى والناس غادروا، فكرت بحرارة.

لم تعلم كم من الوقت بقيت جالسة هناك بمفردها، عندما

ظهرت بيكي فجأة بجانبها، وعلى وجهها قناع قاس من

الغضب

قالت بحدة وهي تشير بإصبعها باتجاه الباب: «حسنا،

هيا بنا. بفضلك، سوف نذهب بمفردنا إلى البيت في سيارة

دافيد. إيلي ذهب من دوننا.»

قطبت مادلين جبينها لهذا التطور أيضا الذي لا يبدو

تصرفا لائقا. قد يكون الياس شعر بالإرتباك لما قاله

المصور؛ وربما شعر بالغضب من كلام كهذا، قد قيل في

حضور بيكي. ولكن ذلك ليس سببا حتى يغادر بسرعة

ويتركنا بمفردنا هنا.

سالت بيكي بصوت منخفض: لم كان يجب أن يغادر

بمفرده؟»

أجابت بيكي بفتور: «لأنه لا يحتمل وجودك معه. لهذا

السبب. والان لنغادر.»

هزت مادلين رأسها وهي شاردة، وغلفت نفسها في

غطاء اللامبالاة الذي عمل على حمايتها لسنوات طويلة .




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-03-19 الساعة 07:59 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 18-03-19, 11:27 PM   #38

Rana13

? العضوٌ??? » 442383
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » Rana13 is on a distinguished road
افتراضي

أين التكملة؟؟؟
الرواية رووعة


Rana13 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-19, 01:18 AM   #39

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 23-03-19 الساعة 08:00 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 19-03-19, 01:55 AM   #40

عبير المطر

? العضوٌ??? » 399718
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 489
?  نُقآطِيْ » عبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond reputeعبير المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

المحتوى مخفي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عبير المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.