آخر 10 مشاركات
حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي قصص الثنائيات نال اعجابك ؟
فراس ورهام 10 40.00%
عماد و جودي 3 12.00%
فؤاد و أزهار 5 20.00%
عصام و زهور 0 0%
نبيل و آية 4 16.00%
ليث و مها 3 12.00%
المصوتون: 25. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-20, 09:38 PM   #291

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي




الفصل الاربعين
ما قبل الاخير 😊


40

“ بالله عليك يا عارف جد حلا
هل تتصور ان اعود كل هذه المسافة الي العاصمة سيكون الاوان قد فات. ثم الم نتفق ان يتأجل الاجتماع للغد ما الذي طرأ الان ”
اوقفت السيارة جانبا وانا استمع لمساعدي الذي قال
“ اتصلوا بي واخبروني ان السيد اويس سيسافر غدا لامر طاريء وطلبوا ان نغير الموعد لليوم ”
قلت بضيق وانا انزل من السيارة واتجه للقصر
“ اتصل بعماد اذا واخبره ان يحل مكاني ”
قال مساعدي بعد ان صمت لبرهة
“ ولكن السيد عماد لم يرجع الي العمل بعد سيدي ”
دخلت لمجلس امي حيث كانت معها زوجة ليث ورهام القيت عليهم السلام وتابعت السير لجناحي وانا اقول
“ هذا لا ينفي كونه شريكي يا عارف اتصل به واخبره ان شهر عسله قد انتهى وليخلصنا من هذه الورطة ”
بدا لي غير مقتنع ومع ذلك فصلت الخط وانا اطلق تنهيدة عميقة لا افهم هذا العماد الي متى يريد ان يستمر في تجاهله لكل ما حوله اليس هو من اختار ان يدفن قلبه بعد ان قتله
لم يجبره احد على خوض طريق سيكون هو الخاسر فيها ادرك انه ما تزوج الا ليبتعد عن تلك الفتاة ولكنه احمق، احمق كبير
لو سألني لاخبرته انه ما من شيء يستحق ان حبك لاجله
حتى وان كان ثأرا نذرت له عمرك كله
هززت راسي بيأس وانا ادفع بباب غرفة نومي . ليس علي التفكير بعماد الان فلدي ما يكفي من المشاكل
فور دخولي وقع نظري على الشاردة فوق السرير تمشط لها الخادمة شعرها الذي ازداد طوله وكثافته وكأنه كان ينقصه الفتنة. اخبرتني امي ان ذلك من اثار الحمل
اقتربت اكثر واشرت للخادمة لتخرج لتنتبه تلك اخيرا لوجودي وهي ترفع راسها وسرعان ما عادت لتنكسه فسرت نحوها وانا اسمع صوت انغلاق الباب من خلفي. شددتها لحضني وقلت بهمس راجي
“ لا تفعليها بي ارجوك ”
لو اعلم فقط ما علي فعله ليرتاح كلانا من هذا العذاب
لو فقط ترحميني يا زهور
مررت يدي من تحتها وحملتها لاستلقي برفقتها على السرير وهي ما تزال في حضني
قلت باببتسامة وانا امسح في شعرها
“ توقفي عن البكاء والا ستغرقين ابنك على هذا الحال ”
هزت براسها في حضني قائلة
“ لن يغرق ”
قلت بابتسامة اوسع
“ اذا ارحميني وقلبي المسكين يا زهرته ”
رفعت وجهها لي قائلة
“ انت تحبني حقا عصام ؟
بعد كل ما عرفته عني ؟ ”
اغمضت عيني بألم وهمست بصوت لا ادري ان وصل اليها
“ وكأن الامر بيدي، اترين هذا الذي يخفق بين ضلوعي انه يحيى بك ”
نعم ليس بيدي انني ازداد حبا لها في كل يوم اكثر من ما مضى واقسم انني كدت افقد عقلي عندما رأيتها على ذاك السرير والممرضات يدفعنها لغرفة الطواريء لو انني لم ار بعيني وجهها الذي حفرت ملامحها في صدري لكذبت نفسي وانا الذي تركتها في منزل والدها قبل ساعة من ذلك فقط
والايام التي تلت ذاك الحادث كانت اصعب ما مررت به
“ عصام انا اسفة
اقسم لك انني نادمة انا لم ”
ابعدتها عني قليلا لانظر الي وجهها وقلت
“ زهور الي متى ستستمرين بجلد نفسك اخبرتك انني لا الومك على ماضيك
فمتى ترحمين نفسك وترحمين من حولك
والدك اتصل بي اليوم ايضا يريد... ”
“ لا استطيع ”
قلت بهدوء
“ زهور انظري الي ”
رفعت راسها قائلة
“ لا استطيع مواجهتهما يا عصام
لا يمكنني ان ارى تلك النظر في عينيهما
لقد خيبت املهما لا بد وانهما يكرهانني الان
انا لم اتسبب لنفسي فقط بالفضيحة لقد شملت عائلتي كلها والاسوء انني كدت اتسبب بموت شقيقتي الوحيدة ”
تنهدت بعجز ثم قلت وانا احيط وجهها بكفي
“ زهور لم تنظرين الي الامر من هذا المنظور
لم لا تفكرين انها السبب في بقاءك على قيد الحياة وهي تحتاجك الان ”
“ لا اظن انها سترغب في رؤيتي فبسببي هي الان حديث البلاد باكملها الجميع يتحدث عن كون ذاك المجنون اغتصبها ”
“ ولكننا نعلم ان ذلك غير صحيح وشقيقتك اظهرت شجاعة عالية بمواجتها للمجتمع وعدم اختباءها لا تنسي ان الجميع بات يعلم ان كل ما حدث ما هو الا انتقام من وليد اي انكن جميعا لا دخل لكن. ”
" بلا الذنب ذنبي "
لو فقط تتوقفين عن هذا يا زهور لو فقط ترحمينني، لست انكر انني غاضب من كل ما حدث ومن اخفاءها لامر كهذا عني ولكن ماذا سيتغير ان زمجرت ولمتها ماذا سيحدث غير ان يكبر الشرخ بيننا
“ عصام ”
نظرت اليها فظهرت على ملامحها التردد ثم قالت
“ هل فعلت ما طلبته منك ”
احتجت لبعض الوقت لادرك ما تقصده ثم قلت بجدية
“ هل انت واثقة انك تريدين ذلك حقا ”
هزت راسها قائلة
“ نعم يا عصام لست بحاجة الي تلك الاموال
وهي ليست من حقي ”
“ انها لك يا زهور لقد تركها باسمك اي انها لك قانونيا ”
هزت راسها قائلة
“ لا اريدها يا عصام اعدها لاصحابها هم احق بها
اريدها ان تقسم بين الورثة ولا تنس السيد امجد لقد استثمر الاموال كل هذه السنين لذا لا تستمع له واعطه حقه منها اما انا لا اريد شيئا ”
مات خالد قبل اسبوعين وقد استلمت عائلته جثمانه القادمة من كندا واقيم عزاءه في بيت والده
كنا في العاصمة وقتها واذكر كيف تلقت زهور الخبر
اصابتها الصدمة بداية وقد تعلق نظرها في صورة خالد على شاشة التلفاز ثم ما لبثت ان تمتمت بشيء وتصرفت وكأن الامر لا يعنيها مما اصابني بالجنون فانا لا ازال اعيش في دوامة حبها لزوجها السابق
خرجت من المنزل وكنت اقود في شوارع المدينة بلا هدى
ونسيت وقتها انني تركتها في المنزل وحيدة وهو شيء لم افعله من قبل منذ ذلك الحادث الذي اختطفت فيه هي وشقيقتها ولولا انني مررت على عماد وقتها ما تذكرت امرها ابدا
وكم كان عماد جزعا وخائفا عندما سالني عنها واخبرته انها في المنزل وما كنت لاشعر بخطورة الوضع قبل ان نجدها في غرفة نومنا تحمل سلاحي وتصوبه نحونا وكانت في اسوء حالة قد تكون فيها يوما ولكن ليس اسوء مني حينها. كانت خائفة ومرعوبة وترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها والمسدس في يدها لم يكن ثابتا وكل ما كنت اخشاه ان تؤذي نفسها او ان يكون المسدس في وضع الاطلاق فتؤذي احدنا والاسوء ان تؤذي نفسها كان الاقتراب منها فكرة سيئة وقتها
ولم تستجب لكلماتنا وكانها لا تعي ما حولها
واظن ان وعيها عاد الي تلك الليلة قبل سنوات
ولو لم يكن عماد معي ما كنت لاعلم كيف اتصرف
فما كنت لاستيقظ من صدمتي لولم يطلب مني عماد ان اتصرف
فاقتربت منها وانا احاول تهدأتها حتى امسكت بيده
المرتجفة ونزعت منها السلاح وسحبتها الي حضني وما زاد الوضع سوءا همسها باسم زوجها السابق . كان ذلك فوق طاقة احتمالي وحتى حبي لها ما كان ليشفع لها ذلك
ليتنا نتجاوز هذا الحاجز المسمى خالد
صحيح انها ومنذ تلك الليلة لم تات باسم خالد على لسانها كما انني لم ار فيها ما قد يضايقني ولكن من يقنع قلبي المتألم منها
المهم الان صحتها وابني الذي يكبر في احشائها
وليذهب كل شيء الي الجحيم.
غادرنا جناحنا بعد ان اقنتعها بالجلوس برفقة الفتيات بينما ساذهب انا لرؤية فراس ان كان في مزرعته فقد ذكر شيئا قبل ايام عن رغبته في الحديث معي بخصوص رهام وقد انشغلت عنه في الايام الماضية. واظن ان لدي فكرة عن مراده. ولنأمل فقط ان توافق ابنة اخي
عندما نزلنا وجدت والداي جالسان في المجلس بمفردهما فتوجهت نحوهما وقبلت راسيهما بينما ظهر التوتر على ملامح زهور فهي لا تزال محرجة من والداي بعد ان انتشرت الشائعات بعد ذاك الحديث عن علاقتها ووليد الذي استغلها لينتقم من محسن.
شدتها نحوي وسرت بها حتى جلسنا على الكرسي المزدوج بينما قال ابي مبتسما
“ فراس تحدث معي اليوم عن موعد الزفاف يريدها نهاية الشهر ”
قلت بابتسامة وقد صدق ظني
“ اي بعد اقل من ثلاث اسابيع. هل علمت حفيدتك بهذا ”
ضحك قائلا
“ نعم ولم ارها منذ ذلك الحين ”
قالت امي مبتسمة بحبور
“لقد ذهبت لزيارة آية. قالت ان صديقتها الشقراء ستأتي اليوم ”
“ ماذا عن سكنهما في القصر هل تحدثت معه في ذلك ”
كان سيقول شيئا لولا دخول ليث قائلا
“ جدي اين ابي لا اجده في اي مكان ”
قال ابي حينها
“ والدك غادر برفقة فراس ”
عقدت حاجبي مستغربا بينما قال ليث بضيق لم يخفه
“ كيف يغادر وكسوره لم تشفى بعد الي اين ذهبا ”
قال ابي بهدوءه المعتاد
“ ذهبا الي العاصمة لرؤية الطبيب ”
“ولم لم يخبرني لاصطحبه انا ”
“ انت وفراس واحد لا فرق ثم فراس كان ذاهبا الي العاصمة في كل الاحوال ”
لم يبد ليث مقتنعا ولا يزال الضيق بادي عليه
“ اجلس بني سيعود والدك قريبا ، اخبرني كيف حال زوجتك ”
جلس ليث مهللا يديه في شعره وقد لانت ملامحه وقال
“ متعبة جدا. وتقول انه نزلة برد ليس الا،
سآخذها غدا للعاصمة ليراها الطبيب ”
همست الجالسة بجانبي قائلة
“ ساذهب لرؤيتها ”
هززت راسي موافقا فوقفت متجهة ناحية الممر المؤدي لجناح ليث، ابتسمت على ذكرى ليست بعيدة عندما اخبرتني انها لن تقابل احدا عندما يكبر بطنها ويبدو انها حقا تخجل من ليث رغم انها ترتدي جلبابا واسعا ولا يزال بطنها صغيرا جدا حيث انها ستدخل في شهرها الثالث قريبا
رباه كم انا متشوق لرؤية الزهرة الصغيرة التي تخبئها في احشاءها ستكون رائعة الجمال كوالدتها

“ عصام هل انت معنا ”
التفت لوالدي وقلت باحراج
“ هل قلت شيئا يا ابي لم اكن منتبها ”
ابتسم قائلا
“ كان ذلك واضحا ”
بينما قال ليث ضاحكا
“ كنا نتحدث عن سلطان جرماي الجديد
لا بد لاحدنا ان يحضر حفل تنصيبه ”
جرماي هي القبائل الساكنة شرق البلاد وهي تنحدر من الاساس من الفرع الثاني للاسرة أي اعمام والدتي
تربطنا بهم علاقات متزعزة على مر القرون الفائتة ودارت بيننا معارك طاحنة قبل ان يستقر بنا الامر اصدقاء قبل سنوات بعد توقيع اتفاقية صلح بين سلطانهم ووالدي وكنا متخوفين من السلطان الجديد
والذي لم يتجاوز عمره الثاني والعشرين على حد علمي اخبرني ابي ان والده عهد اليه الحكم في العام الماضي رغم وجود اخوته الاكبر سنا واعمامه، وكل ما نخشاه ان يكون شابا مدللا طائشا
او ان يكون ضعيف الشخصية فيستغله مستشاري والده واعداءه وينتهي بنا الامر في متاهات جديدة.
“ لقد رأيته يا ابي اليس كذلك كيف يبدو ”
“ مجرد طفل، ولكن ليس علينا ان نحكم عليه من عمره كان ثابتا في عزاء والده وهو يستقبل المعزين ولم الحظ عليه شيء يعيبه”
قال ليث
“ انا ارى ان تذهب انت ”
اشرت الي نفسي باستغراب وقلت
“ انا ؟ ولم لا تذهب انت اليس هذا ما تقوم به عادة"
استرخى رافعا يديه خلف راسه وقال بابتسامة
“ وانت قلتها، وقد وحان دورك لتقوم به ايضا
هل نسيت انك مرشح للزعامة وعليك ان تظهر في الساحة اكثر وتقوي علاقاتك ”
نظرت لابي وقلت بضيق
“ الم نتجاوز هذا بعد ”
“ لا لم نتجاوزها بعد وعليك ان تذهب الي حفل التنصيب بعد يومين ليث محق، ثم زوجته مريضة ...”
قاطعته باندفاع طفولي
“ وانا زوجتي مريضة وحامل ايضا ان نسيتم”
قال ببساطة
“ خذها معك اذا ”
حينها تدخلت امي قائلة
“ اجل لم لا تأخذها قد يساعدها ذلك من الجيد ان تغير الاجواء وسمعت ان الطبيعة عندهم رائعة جدا سيفيدها ان تقضي بعض الوقت هناك”
عقدت حاجبي وقلت بشك
“ بعض الوقت ؟ انتظروا لحظة. كم علينا البقاء هناك ”
من ابتسامة ليث الخبيثة ادركت ان الجواب لن يعجبني
وكان كذلك بالفعل
“ سيستمر مراسم التنصيب لحوالي اسبوع على الاقل وعليك ان تستغل ذلك الوقت لتقوي علاقاتك مع من يذهب الي هناك من كبار القبائل والشيوخ ورجال الدولة ايضا ”
قلت بجزع
“اسبوع ؟ هل انتم جادون في ذلك ”

******












ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 09:40 PM   #292

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي




آية

يمكن لاي شخص ان يتخيل الضغط والعذاب الذي اعاني منه الان، وكأنني ارتكبت جرما عظيما بطلبي الطلاق من ابن الماجدي المدلل ذاك
والداي غاضبان امي بالكاد تحادثني ابي يمنع نفسه بالقوة لكي لا يتبرأ مني ولو ان الزعيم ومحسن يقفان معي لكنت قد تراجعت عن قراري. الذي اصبحت بسببه حديث القرية باكملها والجميع ينظر الي على انني فتاة حمقاء ناكرة للجميل. وبعضهن قالها في وجهي انني مجنونة بلا ادنى شك، لاقرر الانفصال عن ابن الماجدي الموقر والذي لا يتوقف عن تمثيل دور الضحية بتمسكه بي لا ادري لم يفعل ذلك وانا التي فرضت عليه وافسدت مخططاته ليتزوج من رفيقته تلك، لم لا يذهب لها بحق الجحيم الذي اتى منه ويدعني وشأني، ليته يطلقني بسلام ليأخذ كل منا طريقه كان زواجنا فكرة غبية قد طالت اكثر من اللازم.
انا حتى لست قادرة على تخيل عودتي له. فمجرد ان افكر في انه كان في فراش امرأة اخرى يخونني بالحرام، لاعت نفسي لافرغ ما في جوفي
في موجة غثيان بدأت اشك ان سببا اخر وراءه ويا خوفي مما افكر فيه، فلا تنقصني ضغوطات اخرى تحيدني عن رأي، فتحت عيني على طرق احدهم لغرفتي فكانت شقيقتي الصغيرة قالت هامسة
“ هل صحيح ان جودي ستأتي اليوم ”
ابتسمت رغما عني وهززت راسي بالايجاب فدخلت الغرفة يتبعها اخوتي الاخرون بينما قالت هي بحماس
“ وهل ستبقى معنا طويلا ”
هززت راسي نفيا وقلت
“ بل ليومين فقط “
اعترضوا جميعا متذمرين وقلت بينما احتضن الصغري
“ لا تستطيع البقاء اكثر لان لديها دراسة ولكنها ستأتي لزيارتنا دائما ”
قالت حينها
“ وانت هل انهيت دراستك ام انك ستتركيننا ايضا ”
نظرت إليها مصدومة ولم استطع قول شيء وجيد ان دخول وسام انقذني والذي قال موجها حديثه اليهم
“ لم لا تلعبون في الخارج وتتركون شقيقتكم لترتاح. وساخذكم معي للمزرعة بعد قليل ”
قفزوا بفرح وغادروا الواحد تلو الاخر فنظر الي اخي قائلا
“ هل انت بخير ايه تبدين شاحبة ”
هززت راسي وقلت انني بخير فدخل قائلا
“ زوجك في الخارج يريد مقابلتك وكادت امي ان تسمح له بالدخول لولا وجودي ”
تنهد بحزن وقلت مبعدا نظري عنه
“ اخبره انني ساقابله في المساء ”
نظر الي بصدمة ثم ما لبث ان قال بجدية
“ هل انت واثقة اية يمكنني لكمه وطرده ولن يجبرك احد على ما لا تريدين ”
هززت وقلت
“ شكرا لك وسام انا سعيدة كونك. اخي ولن انسى وقوفك معي ولكن الامر فقط انني احتاج للحديث معه حقا يجب ان نتوصل لنهاية لكل هذا ”
بدا غير مقتنع الا انه هز راسه وغادر فانهرت باكية على سريري اعلم انني يجب ان اتحدث معه في النهاية ولكن يجب ان اتاكد اولا من شكوكي
اللعنة فقط لو لا تصدق ظنوني لا اريد امر اخر ان يشدني للخلف بعد كل هذه المسافة التي قطعتها وانا اقنع نفسي بصواب قراري
شعرت بدخول احدهم الي الغرفة ومع ذلك لم ابد اي رغبة في التوقف عن البكاء سمعت صوت شهقة تلتها وقع اقدام متسارعة
“ يا اللهي ما الذي فعلوه بك ”
رفعت راسي غير مصدقة للصوت لاجدها بالفعل جودي فلم اتمالك نفسي وانا ارتمي في حضنها لتقول هي بغصة تمنع دموعها
“ دمرونا لا بارك الله فيهم من رجال ”
لا ادري كم مر من وقت ونحن على هذا حال حتى دخلت علينا رهام قائلة بدهشة
“ما هذا لم يخبرني احد بشأن حفلة البكاء لكنت احضرت معي علبة المناديل الورقية من سيارة عمي ”
ابتعدت عن جودي قليلا لتنضم الينا رهام قائلة
“يا اللهي كم اشتقت لك يا جودي ”
ثم اردفت وهي تجلس بجانبا
“ انظري الي ابنة عمك ماذا فعل بها ذاك الاحمق
والادهى انها ترفض ان تخبرنا ما فعله بها ”
ابتسمت لها من بين دموعي وقلت
“ فقط لا نصيب بيننا لم لا تقتنعين انني لا اخفي عنك شيئا”
قالت بضيق
“ قوليها لغيري يا آية انا صديقة طفولتك التي تعرفك كما تعرف نفسها واكثر، ادرك ان ما فعله لا يغتفر فقد لو تنطيقن به لكان وضعك افضل على الاقل تتجنبين غضب والدتك ”
قالت جودي ضاحكة
“ خالتي غاضبة بالفعل تخيلي انها خلطت الامور وظنت انني الفتاة الحكيمة بينما آية الطائشة التي لا تزن الامور ”
ضحكنا عندما قالت مقلدة امي بيأس
” جيد انك اتيتي يا ابنتي علك تعقلين ابنة عمك لتتوقف عن جنونها ”
استمرينا في الضحك حتى ذهب اثر البكاء فقالت جودي بجدية
“ والان. توقفي عن المراوغة واخبريني اي طامة قام بها ذاك الاهوج ولا تقولي لي نصيب، انا ايضا اعرفك يا اية
لو ان الامر لا يستحق كنت ستقولين نصيبي وكتبه الله وعلي ان ارضى به ، فما الذي حدث ”

الجميع يقول ذات الشيء يدركون في قرار انفسهم ان نبيل اخطأ خطأ لا يغتفر ومع ذلك يطلبون مني ان اتريث وافكر ليتهم يفهمون ان الامر اكبر بكثير من ان استطيع التحدث عنه قلت محاولة تغير الموضوع
“ وماذا عنك اراك قد تجاوزتي الاحمق الاخر
فهل كل شيء على ما يرام ”
تغيرت ملامحها وقد لمعت دمعة في عينيها تداركتها قائلة
“ كما ترين، ولا تظني انني سامحتك على اخفاء الامر عني الان فهمت لم كنت رافضة لفكرة حبي له ”
ابتسمت بحزن ثم قلت رافعة حاجبي
“ وماذا عنك الم تخفي معرفتك بنبيل في بلادكم تلك ”
“لم يكن بيدي كانت فكرة فؤاد ”
“ وانا لم يكن بيدي حذرني والدي من ان يعرف شقيقك عن عماد ”
“ ومع ذلك كان بامكانك ان تلمحي لي او تربطيني فوق السرير او تفعلي اي شيء لتمنعيني عنه
انظري ماذا فعلت الان وكيف تسببت بكسر قلبي المسكين
لو كنت اعلم ان كل هذا سيحدث لوقعت في حب ذاك الامير ليث او عصام رجل الاعمال او حتى قالب الثلج الاحمق لم كان علي ان اقع في حب عماد من بينهم جميع
الامر محبط حقا ”
فتحت ثغري مندهشة من امرها ومزاحها هل حقا تجاوزت ما جرى ما الذي حدث في الاشهر السابقة يمكنني ان ارى ان التي امامي ليست جودي التي عرفتها اول مرة
الا انني سعيدة برؤيتها على هذا الشكل حتى وان كانت تعاني على الاقل هي صامدة ظاهريا ربما قد تنهار يوما من الصمود ولكن من يدري قد ينتشلها احدهم من بين هذا الحطام لا اصدق ان عماد كان جبانا الي هذا الحد ليتزوج من اخرى بهذه السرعة. الاحمق
نظرنا لرهام الشاردة والتي من الواضح انها في عالم اخر فقلت بخبث
“ ما بك رهام انها تنعت زوجك بقالب الثلج وتتمنى لو انها وقعت في حبه الن تلقنيها درسا ”
نظرت الي بعدم فهم في البداية ثم ما لبثت ان نظرت لجودي الذي دب الحماس فيها فجأة وهي تنتقل للجلوس بجانب رهام
“ انتظري لحظة قبل ان تتسببي لي باي عاهة اخبريني كيف انتهى بك الامر زوجة له هكذا .
لا يمكنني تصديق ما قالته اية عن تقدمه لك بكل بساطة وموافقتك عليه ”
ابعدتها رهام بضيق قائلة
“ ابتعدي عني جودي لا اريد ان اسمع اي شيء بشأنه يكفي انه يريدنا ان نتزوج نهاية الشهر
اللعنة كيف يقرر هذا من تلقاء نفسه من قال انني جاهزة لهذا الزواج تبا لقد بلغت العشرين منذ اشهر فقط ”
نظرنا لبعضنا انا وجودي بدهشة بينما يبدو ان رهام لم تدرك بعد ما تفوهت به لتتوقف عن الحديث فجأة وتنقل نظرها بيننا وتشهق متداركة ولكن الاوان قد فات فقد قفزنا اليها نحتضنها ونشاكسها حتى اننا لم نشعر بالوقت انه قارب المغرب فاستأذنت هي عائدة لمنزلهم واصبحنا انا وجودي بمفردنا وكنا نتحدث عن التحاقها بمعهد للموسيقي خلال الاسبوع المقبل وتبدو سعيدة بذلك كما انها لم تتوقف عن الحديث عن اسرة شقيقها وابنة اخيها
“ هل احضرت ما طلبته منك ”
نظرت الي لبرهة ثم ضربت جبهتها قائلة وهي تبحث في حقيبتها
“ بالتأكيد فعلت ويمكنك ان تتخيلي كم المخاطر التي خضناها انا وشذي لنخفي الامر وكم كان الامر محرجا ان اسال صاحب الصيدلية واضطررت ان ابرر له انها من اجل شقيقتي المتزوجة حديثا ”
ثم بترت كلماتها وهي تنظر الي بجدية
“ اخبريني هل تشكين بالامر حقا،ماذا سيحدث ان صدق توقعك هل ستستمرين في طلب الطلاق ”
قلت بهدوء شارد وانا اخذ جهاز كشف الحمل منها
“ لا ادري حقا يا جودي انا خائفة بالفعل الا انني لا اريد ان استبق الامور ”

هزت رأسها متفهمة فشردت بذهني قليلا افكر فيما ستؤول اليه الامور ماذا ان كان هناك بالفعل كائن في احشائي يربطني بنبيل هل سامتلك القوة لاتمسك بموقفي
لا اريد ان ارتبط بالفكرة عاطفيا قبل ان اتأكد ولكن لمجرد التفكير في انني ساصبح اما ربما
اشعر بالمسؤولية اتجاه الكلمة وان كنت اهلا لذلك وهل سيكون من العدل ان يكبر هذا الطفل بعيدا عن احد والديه
ولو انني تراجعت وعدت برفقة نبيل هل انا قادرة على التعايش معه ونسيان كل شيء هل ستكون حياتنا طبيعية
عند وصولي الي هذه النقطة لاول مرة افكر بانانية وقسوة وانا اتمنى ان توقف دورتي ليس له علاقة بهذه الاوهام التي تأكل عقلي

الا انها لم تكن اوهاما على ما يبدو
فنبيل ترك بالفعل نطفة منه داخل احشائي لا يسعني التصديق وانا انظر للخطين في الجهاز بعد ان اجريت الاختبار كنت برفقة جودي بعد ان صلينا المغرب وتناولنا العشاء الذي احضرته امي وكنت اتظاهر بعدم الاكتراث والبرود بينما كانت جودي تحمل الجاهز وتحملق فيه غير مصدقة
وهي تقول بذهول
“ لا اصدق انت حامل بالفعل يا آية ”
ربما ليس علي وصف شعوري في هذه اللحظة فسماع الجملة من جودي كانت كافية بابعاد اي احتمال كنت ارجوه
ومن الظلم ان لا اشعر بالسعادة فرغم كل شيء انا حقا لم استطع منع دموعي التي تدحرجت على صفحة وجهي وانا انظر لبطني وقلت بشفاه مرتجفة
“حان الوقت لنذهب لرؤية والدك يا صغيري”

****

فراس

اوقفت السيارة امام القصر مباشرة ونظرت لخالد الجالس بجانبي لتلتقي اعيننا في حديث صامت قاطعته الصغيرة سبأ وهي تحشر نفسها بين المقعدين قائلة بحماس طفولي
" وااااو كم هو جميل
هل يسكن جدي هنا "
ابتسم كلانا وقال والدها
" نعم وكذلك جدتك وعمك ستتعرفين عليهم جميعا "
قاطعته قائلة
" واخي ليث ايضا "
" نعم وهو كذلك"
قالها خالد بهمس وقد بدأ عليه التفكير فقلت وانا انظر لريان الجالسة في المقعد الخلفي والتي تنظر بدورها الي القصر بشرود
" هل انت بخير "
ابتسمت لي وهزت رأسها بنعم ففتحت الباب بجانبي وقلت بحماس مزيف
" هيا بنا إذا "

لم اتفاجأ عندما اخبرني خالد بعد نجاته من الحادث انه يرغب بكشف حقيقة زواجه
للعالم، من حق بناته ان يشعروا بالإنتماء الي العائلة ولا احد يدري ما تخبأه لنا الاقدار
ولكن ما فاجأني حقا هو رفض هالفتيات للامر، كان قرارهن واضحا، لن يفعلنها بدوني

نزلنا جميعا من السيارة امسكت بيد سبأ بينما تقدمنا خالد متكأ على عصاه وهو يصعد الدرج برفق
فقدماه لم تشفيا تمام من أثار الحادث، التفت انظر لريان التي بدا عليها التوتر في كل خطوة تخطوها فابتسمت لها بتشجيع ، لأعود بنظري الي الامام حيث توقف خالد امام مجلس الجدة اخذ نفسا عميقا ثم خطى خطوة اللا عودة وتبعناه جميعا حتى اصبحنا داخل المجلس حيث توقف أعين الجميع علينا للحظات ساد فيها صمت قاتل.
كان الزعيم مقابلا لنا تماما وتعلق نظره بخالد دون ان يحيد عن وملامحه كانت هادئة تماما، بينما كان علامات الاستغراب تعلو ملامح زوجته وحفيده الجالس بجانبه، اول من كسر الصمت المطبق على الجميع عصام الذي وقف قائلا
" ماذا أرى هنا، لا تقل لي انك كنت متزوجا يا فراس وهذه ابنتك تعلم انني ساقتلك قبل ان يصل الخبر الي ابنة اخي "
ابتسمت له وقلت ناظرا في عينيه
" لا تقلق اعلم ذلك جيدا فهل تظن انني ان فعلتها سآتي الي هنا بقدمي "
كان قد وصل الينا
فضحك قائلا
" اعلم انك ذكي جدا لتورط نفسك "
ثم انحنى امام سبأ ومد يده نحوها قائلا بمرح
" اذا من قطعة الحلوى اللذيذة هذه "
كانت يده عالقة في الهواء بينما رفعت سبأ بنظرها نحوي فابتسمت لها بينما قال خالد الواقف بجانب عصام
" سلمي على عمك يا سبأ الم تكوني متشوقة لرؤيته "
كانت سبأ تدرك ان الوضع اعقد بكثير فلم تتحرك من مكانها بينما تجمدت يد عصام في الهواء للحظات قبل ان يستقيم وينقل بنظره بيننا، اما انا كنت انتظر ردة فعل شخص آخر، شخص يبدو انه لم يستوعب الجملة بحيث لم يظهر اي تعبير على وجهه او انه مصدوم حقا فجمدت ملامحه تماما.

فنقلت بنظري نحو جدي الذي كان هادئا تماما مثل حفيده الا انه على عكسه استوعب كل شيء
ولدهشة الأمر انه كان ينظر الي مباشرة مما جعلت رجفة تسري في اوصالي،

" ابي امي هناك ما يجب أن اخبركم به "
توجهت الانظار جميعها نحو خالد الا ان صوت اخر صدع في المكان نيابة عنه
" تخبرهم بماذا يا أبي؟
بأنك تزوجت على امي من وراء ظهورنا مرتين
وانك تعيش حياة مزدوجة بين ابن زعيم قبيل يتقلد منصبا مرموقا، وأب لأسرة متوسطة في الجانب الآخر من المدينة "

كنت اعرف صاحب هذا الصوت جيداً، كان ليث من تكلم بينما كان يبتسم واضعا ساقا على اخرى ناظرا الي والده بسخرية تنطلق من عينيه وابتسامته المائلة.
الدهشة كانت تعلو ملامح الجميع بدون استثناء ربما عدا سبأ التي كانت جاهلة لما يدور من حولها.
بينما انطلقت شهقة من جوف الجدة الا ان ذلك لم يمنع ليث من متابعة حديثه وهو يقف متجها نحونا
" اليك هذا
الجميع يعلم بشأن زواجك على امي من تلك العاهرة قبل سنوات،
وما حدث بعدها عن تخليك عنها ثم وفاتها، ولكن ان تتزوج باخرى! ظننت انك تعلمت الدرس .."
" تلك التي تتحدث عنها تكون والدتي يا ليث فلم لا تحسن الفاظك نحوها "
نظر الي وكانت الشرارة تنطلق من عينيها قهرا الا انني كنت غاضبا مثله من نعته لامي بالعاهرة فتركت يد سبأ وتقدمت منه خطوة عندما قال
" ما الذي تتحدث عنه "
" اقول لك ان تلك المرأة التي نعتها قبل قليل بالعاهرة تكون امي، وان كنت اتقبل غضبك من والدنا الا انني لن اسمح لك باهانة امي "
تعمدت قول والدنا ليدرك الأمر ويستوعبه تماما وكان كذلك اذ التفت الي بكامل جسده وقد اصبحنا متقابلين تماما وكل من ينظر الينا سيرى الشرارة التي تنطلق بيننا
"والدنا ! "
قال بعدم تصديق رافعا حاجبه فقلت بابتسامة ساخرة
" ظننت انك على علم بذلك
لم اراك مندهشا يا اخي؟"
ربما كنت مخطأ ملامح ليث في هذه اللحظة لا تبدو وكأنه كان يعلم بكل شيء فما الذي يعرفه بالضبط
" مستحيل انت ابن تلك المرأة "
اكتفيت هذه المرة بابتسامة هادئة سرعان ما اختفت عندما امسك بتلابيبي وهزني قائلا
" ابن المرأة التي دمرت حياة والداي ؟ كيف تجرأ "
" عفوا ليس ذنب والدتي ان والدتك لم تستطع ان تحافظ على حياتها الزوجية "
كنت هادئا تماما فالوضع لن يحتمل ان يثور كلانا
" ليث إهدأ "
كان ذلك خالد الذي وضع كفه على كتفه فانتفض مبتعدا عني وألقى نظرة على الجميع
ثم قال من بين اسنانه
" لا تظن انني سامحتك يوما على ما فعلته بأمي "
ثم تجاوزني كإعصار هادر فالتفت اتبعه بنظري فجمدت في مكاني انظر للتي كانت خلفي وقد توقف ليث عندها للحظات
قائلا بسخرية
" هنيئا لك ابنة عمي بابن عمك "
ثم تابع طريقه لتنظر الي تلك نظرت زلزلت كياني قبل ان تسير بخطوات واسعة نحو الممر المؤدي الي الداخل
نحو غرفتها على الأرجح
اغمضت عيني مخللا اصابعي في شعري واطلقت تنهيدة حارق
لم اردت للامور ان تسير على هذا النهج، صحيح ان علاقتي بأبي قد تحسنت كثير وتقبل كل منا الاخر بعد الحادث الا انني لست جاهزا بعد، اردت ان اتزوج برهام اولا ثم اخبرها بطريقتي علها تتقبل الامر، فالجميع يعلم بعقدتها من الزواج من ابن عمها، وكونها حاربت كل هذه السنين لكي لا تتزوج من ليث، ثم تكتشف حقيقة كوني شقيقه؟

حسنا علي مواجهتها ولكن من صالحي ان اتحدث معها الان قد تكون غاضبة وهائجة
ربما علي ان انتظر حتى تهدأ
" الحق بها "
فتحت عيني لأنظر الي خالد الذي همس مجددا بإعياء
" الحق بها وتحدث اليها الآن "
هززت رأسي وابعدت عني سبأ التي كانت تتمسك بقدمي
منذ متى ؟
لا اعرف فتقدمت منها ريان وحملتها
فقلت بهدوء
" عن أذنكم سألحق بها "
لم اتلق ردا من احد الا انني اعتبرت سكوتهم علامة للرضى فسرت نحو الممر وبسرعة اكتشفت انني لا اعرف غرفتها الا انني سرت في الممر حتى وصلت لممرين جانبين فاتجهت يمينا لانني ادرك بان غرفتها بهذا الإتجاه لطالما نظرت الي شرفته من الخارج والقيت اليه سهامي في بعض الليالي
من حسن حظي لم يكن هناك سوى بابين في ذاك الممر وخمنت انه الثاني لان ستارته كانت عالقة بين براثن الباب اي ان من اغلقه كان مستعجلا او انه لم يهتم
ادرت المقبض ففتح الباب ببساطة دفعته ثم ابعدت الستار ودخلت لالقي نظرة على معالم الغرفة
وقبل ان استكشف شيئا اصتدم بي شيء طري اكتشفت انها الوسادة ما ان استقر تحت قدمي
" اخرج من غرفتي ايها المخادع "
انحنيت لارفع الوسادة فاذا بأخرى تضرب صفحة وجهي فور ان اعتدل اخذتها هي الأخرى وأغلقت الباب دون احيد النظر عنها
كانت ثائرة بوصف ادق
غاضبة ومنفعلة تمسك بقبضتها بقوة وكأنها ستدخل في عراك، صدرها يعلو ويهبض نتيجة تنفسها السريع ، عندما اقتربت منها أكثر بدأت تسير نحو خزانة ذات ضلفتين قائلة بغضب
" عشت كل حياتي في هذا الكابوس ولم اصدق انني تخلصت منه أخيراً، كيف امكنك الكذب علي هكذا "
لم استطع ان امنع نفسي من الابتسامة عندما استدارت نحوي قائلة
" اللعنة قل لي انني احلم لا يمكنك ان تكون ابن عمي هذا مستحيل "
لم ارد عليها واكتفيت بتلك الابتسامة فتوجهت نحوي مندفعة وارتفعت على اطراف اصابعها لتنظر في عيني قائلة
" بل انت ابن عمي حقا لديك نفس عيني ليث "
كانت تبدو كمن يخوض جدالا عقيما مع نفسه وكم كانت شهية بتخبضها هذا لم اقاوم احاطة خصرها فدعتني قائلة
" اتركني ايها المخادع لن اسامحك ابدا كان علي ان اعرف انك كاذب محتال "
قلت بضحكة
" لم لا تهدأي قليلا لنتفاهم اولا قبل ان تطلقي على احكاما جائرة "
تخصرت قائلا
" جائرة؟ لم لا تخبرني اذا
كيف اخفيت عني امرا كهذا هل ظننت انني كنت ساقبل بك لو علمت انك ابن عمي "
شدتها الي اكثر وقلت وانا اداعب ارنبة انفها
" ولهذا لم اخبرك، هل ظننت انني كنت ساتخلى عنك بسبب امر تافه كهذا "
"لم يكن تافها "
" بلا هو كذلك، كوني ابن خالد لن يغير شيئا "
" ولكن كونك شقيق ليث سيغير الكثير "
نظرت اليها بضيق وقلت
" ولكن هناك حقيقة واحدة لان تتغير، وهي انك زوجتي الآن "
عادت لتدفعني قائلة
" في أحلامك، لن يستمر هذا الهراء سأخبر جدي… "
قاطعت ثرثرتها بقبلة اودعت فيها كل ذرة من مشاعري التي تنادي حبها بها لنغرق كلانا في تلك الدوامة، إلا انني انجرفت كثيرا،
فلا ادري متى ابعدت عنها شالها ومتى عبثت بشعرها لينسدل وراء ظهرها ومتى سحبتها لنقع كلانا على السرير الصغير الذي اصدرا صريرا معترضا على الوزن الذي يفوق قدرته،
كنت اعرف ان اي تجربة مجنونة مع هذه الفتاة ستفقدني عقلي تماماً،
وما كنت لابتعد عنها ابدا لولا حاجة كلانا الي الهواء النقي الذي ابتلعناه بشهيق عميق، نظرت الي وجهها وقد كنت اعلوها وقلت بلهاث يجاري لهاثها، سنتزوج نهاية الشهر واي اعتراض منك ساجعله نهاية الاسبوع،

اغمضت عينيها واخذت نفسا عميقا ثم استرخت قليلا قائلا
" اي مجنون انت، لا تظن انني ساتجواز عن اخفاءك الحقيقة عني "
قلت بابتسامة
" لنتفق انني لم اتقبل حقيقة كوني ابنه ولم اكن اعترف لنفسي حتى فما بالك بان اخبر احدا بذلك"
نظرت الي بدهشة وكانت ستقول شيئا لولا اني وضعت اصبعي على ثغرها وقلت بجدية
" لن اسمح لهذا الموضوع ان يفسد كل شيء، لذا عليك تقبل الأمر سريعاً، لا اريد ان اسمع اي كلمات متهورة بشأنها"
مالت برأسها لتبعد اصبعي قائلة
" كنت سأقول انني ساخبر عمي بتجاوزاتك هذه، ووقتها احلم ان يقام الزفاف قبل نهاية العام "

ابتسمت وانحنيت اكثر حتي بات يفصل بين وجهينا انش واحد وقلت بهمس بينما اتلاعب بخصل شعرها السوداء
" زوجتي انت ام نسيتي ذلك،
ثم هناك تقليد اسمه الخطف يا من لا تحب التقاليد "
" لن تفعلها "
لم تكن نبرتها خائفة او ساخرة بل كانت نبرة لعوب وكانها تتحداني لفعلها حقا،
لو تعلمين ما تفعلينها يا ابنة الأكابر، لادركتي ان اختطافي لك امر يسير امام ما سافعله بك
" صدقيني ساستمتع بكل لحظة وانا افعلها "
" احب ان أراك تحاول "
كان علي مغادرة ولكنني لم اقاوم رغبة تقبيلها مرة ثانية وهذه المرة جاهدت نفسي لاتركها واغادر غرفتها وتوقفت للحظات اسمع صوت المفتاح يدور من خلفي.
فتابعتي سيري شاردا حتى عدت الي مجلس الجدة فلم يكن فيها احد سوى عصام
والذي كان يجلس متكأ على للأمام على مرفقيه تبدو عليه ملامح الانزاعاج والغضب فرفعت يدي أمامي وقلت بضحكة
" لا تكن دراميا يا عصام "
رفع حاجبيه قائلا
" دراميا!
اذا اخبرني سيد فراس هل هناك دراما اكبر من ان تكتشف ان اقرب اصدقاءك يكون فرد من عائلتك وانت لا تعرف، ذكرني يا فراس منذ متى وانا اعرفك؟
اثنى عشر عاما، هل يبدو لك هذا الرقم كبيرا جدا لاخفاء امر بهذه الاهمية عني كل هذه السنوات "
قلت بهدوء وانا اقترب
" لا تضخم الامر فالأمور ليست كما تبدو لك ولم تكن طريقة لاخبرك بها "
" وقل لي ان لا يعلم بالأمر ايضا "
" عماد اكتشف الامر بنفسه صدفة "
لم يعجبه الأمر فزم شفتيه بعدم رضا فنقلت بنظري وقلت
" ماذا حدث هنا اين الجميع "
" الفتاتين استأثرت بهما امي
خالد وابي في اجتماع سري "
ثم اضاف بعد صمت
" هل كنت تعلم ان والدة الفتيات تكون حفيدة ظافر صلاح "
عقدت حاجبي وقلت
" من ظافر صلاح "
وقف قائلا
" لنذهب الي المزرع هناك حديث طويل علينا ان نخوضه، ولا تظن انني سادعك قبل ان تخبرني بكل شيء "
سرت خلفه وقلت مجاريا خطواته
" انتظر لحظة لم تخبرني من يكون ظافر "
قال دون ان يلتفت الي
" ابن عم والدتي ومن يفترض انه زوجها لولا ظهور جدي في الساحة "

*****


أزهار

سرت بخطى شاردة واضعة يدي في جيب بنطالي، لا ادري الي اين اسير تماما.
فلا افهم كيف لهذا الصرح العملاق الا يحتوي على بقعة ارض واحدة استطيع الانفراد فيه بنفسي، مبتغاي الوحيد
لقد تعبت من نظرات الجميع ولمزاتهم نحوي ما ان امر بجانبهم ووالدتي لا تترك لي مجالا لانفرد بنفسي في المنزل فهي باتت تخشى ان اتحول الي زهور اخرى،
" يا لها من مسكينة، ذنبها الوحيد انها من عائلة تجذب اليها الاعداء كالمغناطيس "
" هل صدقتي حقا تلك الكذبة التي يتداولنها، لا اصدق انها بريئة، فلطالما كانت جامحة ومنفتحة اكثر من اللازم، ولا تعير بالا للعادات ولا الاصول، انظري اليها، انها فتنة تسير على وجه الارض، ولم تتعظ بعد،
انظري الي ملابسها كيف تظنين ان يقاوم اي رجل بالسفر عبر تفاصيلها فما بال بضعاف النفوس،
هي من جنت على نفسها واراها تستحق ما جرى لها "

" لا تقولي هذا، لا تسيء الظن بالناس صابرين "

" بل انت من تحسنين الظن بالناس ولا ترين الجانب المظلم من العالم، اما انا ارى ان تلك العائلة هي بؤرة الفساد في البلاد
فكيف لكل واحد منهم ان يكون بهذا الثراء وكأن النجاح صفة متوارثة لديهم "

" ارى ان ثراءهم بات مصدر شؤم لهم لو انهم كانوا اسرة عادية ما اهتم احد فكم من قضايا مماثلة تحدث ولا احد يهتم لها او يعيرها اهتماما "

"
توقفت عن السير فخفتت اصوات خطواتهما فالتفت اليهما بملامحة جامدة وقلت بصوت خافت
" لم لا تهتمان انتما بتلك القضايا ربما تغيران العالم لمكان افضل
ولن تفعلا ذلك ان بقيتما تثرثران هكذا بلا طائل "
ثم تابعت سيري ومن الواضح انهما عادتا ادراجهما في وقت اخر كنت سالقنهما درسا قاسيا الا انني اليوم في غنى عن ذلك،
رفعت معصمي لانظر الي الساعة فكانت تشير الي التاسعة
لا يزال امامي ثلاث ساعات لمحاضرتي التالية،
فمحاضرة الصباح الغيت ولو كنت اعلم لما ابكرت في الحضور ولا يمكنني العودة الان لانه سيتحتم على الاتصال بابي ليعيدني وقد يكون مشغلا الان
تنهدت وانا اسير بلا هدى
الوضع بات ميؤس منه، الحماية الزائدة التي يحطني بها والداي بدأت تخنقني،
وكله بسبب ذاك المريض وليد
لو فقط يتركونه لي افصل جلده عن عظمه
لا شيء سيبرد قلبي منه.

رفعت رأسي انظر الي المقعد الخشبي الموجود في الفسحة الصغيرة بين مبنى الطب ومبنى قسم الحاسوب والذي كان عبر عن ممر حجري لا يتجوز عرضه المترين ومساحة نصف متر مزروعة بالاشجار الصغيرة
التفت انظر للمكان الهادي وسرت نحوه وانا اهتف في داخلي
" واخيرا مكان اجلس فيه بمفردي "
سرت بخطوات واسعة وارتميت عليها وارجعت رأسي للخلف واغمضت عيني لاغوص في افكري

والتي لا تخرج عن امرين مؤخرا
زهور وفؤاد
زهور بطريقة ما انقطت عنا تمام وهذا يحزنني بقدر ما يغضبني.
فلا افهم كيف تفكر لو فقط استطيع الوصول اليها
ابي يريدنا ان نمنحها بعض الوقت، الا انني لا ارى فائدة من ذلك، فزهور لا اعند من رأسها، عندما تضع فكرة فيه تؤمن به الي ابعد الحدود
حتي تتلقى صفعة تفيقها من اوهامها.

" اتمانعين "
فتحت عيني انظر للفتاة الواقفة امامي انتقلت بنظري على ملامحها الحادة
التي تحيطها بحجاب اسود انيق ويبدو من المعطف الابيض الذي تحمله انها من كلية الطب اشرت لها بالنفي وعدت لاغمض عيني وانا اشعر بها تجلس بجانبي

كان علي ان اعرف انه لا مكان في هذا الصرح قد تنفرد فيه بنفسك،
فتحت عيني مجددا تجاوبا مع صوتها الشبه هامس
" تفضلي "
ما بها هذه الفتاة لا تنطق الا بكلمة واحدة
قلت بهدو وانا اعتدل
" شكرا لك تناولت فطوري "

نظرت ثم ابتسمت قائلة
" وانا ايضا تناولتها ولكنها فطائر لذيذة لا يمكن تفويتها
ثم كيف ترديني هكذا
ساظن انك ..."

ابتسمت لها ايضا واخذت الشطيرة منها واخذت قضمة فلم اصدق طعمها فاخذت اخرى وقلت بينما امضغها
" بالفعل انها لذيذة "
قالت وهي تأكل التي بيدها
" اشتراها لي اخي قبل مدة لانني خرجت دون فطور ومن يومها اجعله يشتريها لي كل صباح "
اخذت قضمة اخرى وكانني لم اتذوق شطيرة من قبل
فقالت هي ناظرة للجدار الخلفي لمبنى الحاسوب
" طالبة الحاسوب؟ "
" لا انا من طلاب الهندسة "
قالت باستغراب

" الهندسة؟ اليست في الجهة الاخرى ما احضرك الي هنا "

قلت بينما انظر أمامي
" ظننت انني ساجد مكانا انفرد "
ثم نظرت اليها بطرف عيني فكانت تنظر الي وسرعان ما ابتسمت قائلة
" الجأ الي هذا المكان عندما ارغب بالهدوء في ايام الامتحانات "
" انه مكان مناسب بالفعل "

قالت ضاحكة عندما شردت قليلا عنها
" لم تعرفيني على نفسك "
نظرت اليها ورفعت حاجبي وقلت بشك
" هل تريدين القول انك لم تتعرفي علي "
هزت راسها نفيا فقلت بعدم تصديق
" ظننت انني الفتاة الاكثر شهرة هنا فما من كائن هنا لا يتناقل اسمي"
امعنت النظر بي ثم ابتسمت قائلة
" اظنني عرفتك
انت ابنة الماجدي اليس كذلك"
مددت لها وقلت
" نعم ، ازهار منير الماجدي وانت "
صافحتني قائلة
" فائقة خالد الليثي، تشرفنا "
فتحت عيني هلى وسعها وانا اتفحص ملامحها
وقلت بدهشة
“ خالد الليثي اليس هو ”
ابتسم قائلة
“ اجل ابن الزعيم هو بعينه ”
ثم اضافت ضاحكة
" اذا انت تكونين شقيقة زوجة عمي ؟ "
كنت انظر اليها بعدم تصديق فماذا يعني كونها ابنة خالد من جاءت ، هل من الممكن انها تكذب، ولم قد تفعل ذلك
" أنا لا افهم كيف تكونين ابنة خالد ظننت ان له ابنا واحدا فقط "
قالت بشرود ”بل لديه سبع ابناء ولدان وخمس فتيات انا واحدة منهم ”
حسنا هذا كثير ، ما الذي تتحدث عنه بحق الله
كيف يكون ذلك كنت سافتح فمي لاتحدث لولا ان قاطعني القامة الطويلة التي وقفت امامي ولم انتبه له مسبقا فرفعت راسي انظر للملامح الحادة التي كانت تنظر الي بشرر فعضضت طرف شفتي واطلقت شتيمة لا اظنه قد سمعها والا لكان دق عنقي بالتاكيد.
نظرت لفائقة التي كانت تنقل نظراتها بيننا فنظرت اليها برجاء الا تتركني وحدي
الا ان الواقف قال بنبرة هادئة واثقة
" اعذريني يا آنسة هناك حديث طويل عريض يجب ان اخوضه مع خطيبتي "
ابتسم فائقة قائلة
" وانا اظن ان محاضرتي ستبدأ عن اذنكما "
ثم تحركت بخطوات ثابتة الا انها لم تبتعد كثيرا قبل ان تلتفت قائلة
" سعدت بالتعرف عليك أزهار"
هززت راسي لها ثم التفت لفؤاد الواقف امامي وقلت بغيظ
"ماذا تفعل، وما الذي قلته للفتاة "
كان يبتسم لي وكانه لم يلق قبل قليل بكذبة صغيرة هي اقرب للمهزلة
انا لن اصبح خطيبة هذا الرجل في اكثر احلامي جموحا، كانت نظرات فؤاد غريبة نوعا ما وابتسامته تستفزني بشكل يجعلني...
اللعنة!
هل علي ان افكر بذلك الآن على كل حال استجمعت نفسي وقلت بثقة
" ما الذي تريده مني سيد فؤاد "
" لا اظن ان الحديث هنا سيكون مناسبا ما رأيك ان نتحدث في مكان اكثر خصوصية"
ابتسمت بمرارة وقلت
" واقدم نفسي طبق تحلية للأفواه الجاعية اعتقد انك تدرك جيدا ان البلد وبصورة مفاجئة تسلط جميع اضواءها نحوي"
رفع حاجبه الايمن وقال بشيء من السخرية
" وأظنك تهتمين كثيرا بما سيقال عنك آنسة أزهار ؟"
ليس كثيرا فلن يقولوا عني اكثر مما قالوا ولكن افهم انني لا ارغب في الحديث معك
لست بحاجة الي المزيد من خيبات الأمل
ما الذي قد يرغب بالحديث عنه.
في النهاية ادرك انه لن يغادر قبل ان يسمعني ما جاء لاجله وعلى كل حال كنا بحاجة ماسة الي نقطة السطر لننتهي من هذه القصة التي جمعتنا وربما اشكره في النهاية على انقاذنا ويذهب بعدها كل في حال سبيله.
لم اكن اعرف الي اين ييأخذني فمنذ ان خرجنا من الحرم الجامعي وركبنا سيارته كل منا يلوذ بالصمط وكانه يرتب افكاره لما سيقوله لاحقا
نظرت اليه بنصف عيني بينما كان يقود بتركيز او شرود بينما ينظر امامه الي الطريق المستقيم مباشرة
لم تكن لدي اي فكرة عن المكان الذي نتجه اليه
على الاقل ليس قبل ان يقف امام مبنى متوسط الحجم اشبه بالفيلا
فتحت عيني بصدمة هل كان يقصد شقته عندما تحدث عن مكان اكثر خصوصية
هل هو جاد يبدو انه ينوي ان يقدمني قربانا للمجتمع الثرثار هذا العام.
نزل هو من السيارة اولا ثم دار حولها وفتح الباب من جانبي اخرجت راسي وقلت بضيق
" فؤاد انت تمزح اليس كذلك انت لا تتوقع من ان ادخل معك شقتك "
ابتسم وهو ينظر الي بنظرة اراها لاول مرة وقال
" لا تثقين بي "
" اثق بك ولكن لا اثق بتفكير من يراني معك وانا ادخل منزلك "
" انزلي ازهار هذا ليس منزلي"
" منزل من اذا "
" ستعرفين هيا تعالي معي "
نزلت من السيارة رغم انني كنت مترددة ومع ذلك تبعته حتى وقف امام باب كبير وضغط على الجرس
اذا كان صادقا انه ليس منزله
لم نقف طويلا حتى فتح لنا الباب رجل طويل القامة عريض المنكبين يمكنني ان امنحه عمر في بدايات الخمسينات نظر الي كلينا بداية الامر ثم نظر الي فؤاد كانه يعاتبه الا ان فؤاد ابتسم في وجهه مما جعله يبتعد ليسمح لنا بالدخول فامسك فؤاد بيدي وقادني الي الداخل
فهمست وانا اقترب منه اكثر
" ماذا نفعل هنا ومن يكون "
فمال الي وقال هامسا
" ستعرفين فقد تحلي بالصبر لدي لك مفاجأة "
مفاجأة !!
" اتمنى انك تعرف ما تفعل يا ابن المازني "
نظرت للرجل الذي كان يسير معنا ثم تقدم ليدخل الباب الداخلي بينما قال فؤاد محافظا على ابتسامته
" اعرف يا عزيز لا تقلق "
التزمت الصمت وتبعتهما بهدوء حتى قاداني الي مجلس صغير كان اول ما وقع عليه نظري هو الجالس في احد المقلعد الفردية ويبدو هو الاخر مندهشا برؤيتي ولكن دهشتي كانت اكبر فما الذي يفعله شهاب هنا
الا انني لم اجد وقتا لأسأله اذ لفت نظري المرأة التي وقفت فجأة تنظر الي بأعين دامعة
نظرت اليها وانا لا اصدق نفسي، نعم لقد تعرفت عليها
فكيف لي ان اخطأ وانا ارى دماء الماجدي تجري في عروقها
" عمتي !! "
لا ادري ان كانت الكلمة قد خرجت من ثغري او لا ولكنني اعرف انها سمعتني
تركت يد فؤاد واتجهت اليها كنت اتوق الي احتضانها الا انني وقفت قبالتها وقلت
" انت عمتي زينب اليس كذلك"
" نعم يا روح عمتك، وانت ازهار ابنة اخي منير ، انت حقا تشبهينها "
احتضنتي بعدها بقوة ولم امانع ذلك طبعا بل كنت في شوق اليها

تعرفت بعدها على عائلة عمتي، وللغرابة لم اصدم كثيرا من كون شهاب ابنها فقد تذكرت صورة جدي في شبابه والان فهمت لم شعرت انني اعرف شهاب عندما قابلته اول مرة انه يشبه جدي كثيرا، الفتاة شذى كانت مرحة جدا وقد احببتها كثيرا اما وادهم كان رجلا لطيفا وليس هناك اي وجهة شبه بينه وبين شقيقه الغليظ.
فهمت ان هناك فردا اخر تؤم لشهاب ويبدو انه لا يزال في غرفته كما فهمت التزمت جودي الصمت منذ ان ردت علي السلام في البداية،
لم نكن يوما على وفاق الا انني الان اشفق على كلتانا لاننا كنا ضحية رجلين احمقين ليس في قلوبهما رأفة.
" عن اذنكم ساتحدث الي ازهار قليلا "
كان ذلك هو طبعا قبل ان يغادر وهو يشير الي لاتبعه،
فقالت عمتي بلطف
" خذا وقتكما، هيا الحقي به يا ابنتي "
تبعته حتى خرج بي الي شرفة صغيرة كانت تحتوي على بعض الاصيص تحتوي على الاعشاب وقد فاحت رائحة النعناع فور دخولنا
" اذا لماذا احضرتني الي هنا، ليس لرؤية عمتي فقط اليس كذلك "
" كان يجب ان نتحدث "
التفت اليه مربعة يدي امام صدري وقلت بابتسامة
" وما الذي سنتحدث عنه؟ ظننت انه لم يبق شيء نتحدث فيه سيد فؤاد
اتذكر؟ "
ربما كنت منفعلة كذلك ولكن من يلومني، تنهد هو قائلا
" لن ينجح الامر هكذا "
اخذت نفسا عميقا وقلت
" حسنا يمكنك ان تتحدث "
" علينا ان نتزوج "
قلت بدهشة
" ماذااا "
ثم قلت بسخرية وانا اهز رأسي
" انت تمزح اليس كذلك "
ويا للسخرية لا يبدو لي انه يمزح ابدا، اذا هو جاد فعلا
وهذا بحد ذاته يدعو للسخرية
" لا امزح ازهار انا جاد جدا "
كان علي ان انفعل وقتها كان يجب ذلك ولكنني كنت اكثر هدوءا من اي وقت مضى
" اذا انت فاشل جدا عندما يتعلق الامر بطلب يد فتاة للزواج، ناهيك عن ذلك هل نسيت ما قلته لك سابقا
عندما ادرت ظهرك لي
اخبرتك انه لا مجال للعودة اتذكر "
" نعم اعرف ذلك ولكن الامور اختلفت منذ ذلك الحين، وتوقفي عن المكابرة أزهار "
" اتعرف انا اكره حديثك عن الامر وكانه تحصيل حاصل
وكونك واثق جدا من موافقتي يثير غيظي "

وتلك الابتسامة التي تعلو وجهه في هذه اللحظة وهو ينظر الي بكل غروره الذكوري ويقول بكل ثقة
" لماذا ألن توافقي "
حسنا اظن انني السبب وراء ثقته هذه فلو انني لم ارم نفسي عليه مرارا وتكرارا لما امتلك الجرأة ليقف امامي بكل سلطانه وكانه يأمرني وليس يسألني
" لم تحذر هذه المرة سيد فؤاد "
ثم اضفت وانا اقترب منه
" بالتأكيد انا احبك وهذا لا شك فيه ولست قادرة على انكاره ،ولكن ان نسيت بينك وبين خالي ثأر لم ينتهي بعد
وبظهور شقيقك وابناءه قد تتصاعد الامور وانا لا اريد ان اكون في موضع اختيار بينك وبين عائلتي
ولا اريد لأبنائي ان يكبروا وسط كل هذه النزاعات "
ظل صامتا لفترة حتى ظننت انه لن يتحدث ابدا الا انني رأيت التصميم في عينه وهو يقول
" ماذا ان تخلى خالك عن ثأره
ماذا ان تصالحت العائلتين
هل ستمنحيني فرصة اخيرة "
لم يستوعب عقلي حديثه في البداية ثم بدتت لي وكأنها مزحة ثقيلة، خالي لن يتخلى عن ثأره لن يفعل ذلك ما دام في قلبه نبض.
" ما الذي يجعلك تظن ان خالي قد يفعل لو ان خالي اراد ذلك لما عاد "
هز رأسه قائلا
" لا شيء وانما سأبذل كل ما بيدي ليتحقق ليس من اجلنا فقط بل من اجل ابناءنا وكل الاجيال القادمة من كلا العائلتين "
فكرت في الامر مطولا ثم قلت والامل يملء قلبي
" موافقة
عندما يتحى خالي عن انتقامه
سأفكر ان كان علي ان امنحك فرصة اخرى او لا "
خرجت بعدها وغادرت المكان برمته وانا واثقة من فشله
فلو كان خالي يفكر بنسبة واحد من المئة في التخلي عن انتقامه ما كان ليتزوج من ابنة عمته.
لا احد منا يعرف كيف انتهى به الامر متزوجا منها الا انني واثقة انه ما فعل ذلك الا لينسى امر جودي.
*****

ولنا لقاء آخر مع الفصل الأخير من فصول روايتنا 💖



ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-20, 11:33 PM   #293

الطاف ام ملك

? العضوٌ??? » 329032
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 405
?  نُقآطِيْ » الطاف ام ملك is on a distinguished road
افتراضي

واخيرا، لقد هرمنا في انتظارك
فصل ممتع وجميل سلمتي ❤️


الطاف ام ملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-20, 08:56 AM   #294

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اعذريني حبيبتي كانت فترة صعبة جدا 💔

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 07:17 PM   #295

Nada $

? العضوٌ??? » 421354
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 397
?  نُقآطِيْ » Nada $ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
متى البارت الاخير


Nada $ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 07:28 PM   #296

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nada $ مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
متى البارت الاخير
وعليكم السلام والرحمة
البارت بعد قليل عزيزتي


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 09:09 PM   #297

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

حسنا سينزل الفصل خلال لحظات ...

ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 09:11 PM   #298

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل سيكون طويلا لذا اريده ان يبدأ في صفحة جديدة
ولهذا السبب ساكتب تعليقين بعد 😁


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 09:14 PM   #299

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

‏يقول: "فحضنتها حُضن الضعيف و بكت، كم حزنًا مر عليها وما اشتكت، ما بعمرها حتى على الجـدار اتّكت، تضحك منذ عرفتها واليوم أبكتني حين بكت ".
هذا حال نبيل الليلة 😉


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-20, 09:16 PM   #300

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

وهذا حال عماد

‏“وإنك يقيني، اليقين الذي لا يتخلَّله شك واعلم أنني حين عرفتك أدركت معنى أن يكون للأنسان روحاً بعيدةً عنه.. لكنها أقرب إليه من كل شيء
وما اقسى ان ادرك انك لن تكوني لي ابدا رغم كل شيء "


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.