الآن فقط أجيبك!(89) -ج5س حدّ العشق!- للكاتبة: Just Faith(مميزة)*كاملة& الرابط*

[جنة محمود]

جزء بقام فصل الزفاف وجمال أميرات ديحة مازل الخطر يحاوطهم ولكن قدرة الله فوق كل شئ سعيدة من أجل أسوار و جسور ودينار متي تهنأ فرسان ليتها تصارحه راشد يجني الان ما زراعه كذلك معظم الشخصيات
في إنتظار القادم

[Just Faith]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة محمود

جزء بقام فصل الزفاف وجمال أميرات ديحة مازل الخطر يحاوطهم ولكن قدرة الله فوق كل شئ سعيدة من أجل أسوار و جسور ودينار متي تهنأ فرسان ليتها تصارحه راشد يجني الان ما زراعه كذلك معظم الشخصيات
في إنتظار القادم

ههههههههههههههه
ما تقلقيش مش مطولة

الطلقة جاية

ههههههههههههههههههههههههه ههه
مشهد معرفة جواد صادم

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووه

[Just Faith]

ياصباح الفل والنرجس

اديني شغالة ان شاء الله هتلاقوا بقية فصل عناب

ههههههههههههههههههههههههه ه

[Just Faith]

الجزء 3

هبطت الدرج بإعياء .. لا تعرف كيف ستتعامل مع الأمر .. بل ما يتوجب عليها فعله كزوجة مخلصة .. لو كانت في وضع آخر كانت ذهبت إليه حادثته .. شرحت له .. ولها .. رباه.. ها هي تتذكر حق أمومة مسلوب .. كوثر كيف نسيتها تماماً.. معادلة مستحيلة .. موقفها سيئ للغاية .. ما زال الاتهام مسلط على رقبة أبيها .. وإتهام أشد قسوة معلق فوق رأس جنينها .. يكفي إتهام أبيها بفساد الضمير .. وقتها فقط ستكون أحط قدراً من أي فتاة رخيصة ..
صوت خلعها من أرضها :" فرسان ".
أدارت وجهها ببطء لتمحو أي دمعة تكون قد طفرت غصباً عنها .. كم سرها أن مأقيها جفت من الدمع .. تصحرت من كثرة ما رأت ..
حاولت أن تغتصب ابتسامة تشمل بها أمها .. جالسة على مقعدها .. تبحث عن طفلتها في وقت ضياعها .. لا تعرف لماذا فتحت أمها ذراعيها في هذه اللحظة لها .. تريدها .. لم تمنع نفسها .. أسرعت بخطاها نحوها .. مالت عليها بينما أمها تكتم آنين جامح في قلبها .. لم تمنع فرسان عينيها بل ظلت تقطر من ماء القهر الذي تشعر به .. بينما أمها تهدهدها بنعومة الأمهات :" كنت أشعر بك فرسان .. أشعر أنك تخفين شيئاً داخلك .. أخبريني ابنتي ".
ظلت تنشج بنحيب نال من قلب أمها .. فتتشبث بغيرتها أكثر .. لحظة .. لحظتان .. حتى توقفت .. ثم بدأت ترتفع على صوت أمها :" قد أبدو لك ضعيفة لكنني دحية .. من ينال منك قد أنهشه بأسناني .. لو كوثر قد عادت.. أخبريني فرسان ".
ابتسمت باستنكار هذه المرة .. تمنت أن تكن كوثر سيئة معها حتى لا تشعر بظلم الجميع لها .. أكان هذا هو الحل الوحيد أمام الجميع .. نزع منها قطعة من قلبها .. نمت تحت قلبها تسعة أشهر .. يأخذونه منها ثم يمنحونها لأحد آخر .. من أمها .. ظلمتها نبراس أيضاً .. بل ظلمها راشد نفسه ..
غمغمت بوهن :" لا يا أمي .. فقط طالت الفترة التي تتولد فيها المشكلات حولنا .. عندما عدت لم أكن أتصور أن القديم يعود بأسوأ".
مسدت ولاء كف ابنتها ببطء مراعية أن تكون حركتها وفق قدرتها .. كل شيء يوجع قلب فرسان .. أرادت الفرار من حنان أمها المؤلم الذي يذكرها بما ستؤول إليه :" سوف أغادر أمي .. هناك أعمال كثيرة ".
دلفت لحمام الطابق الأرضي .. غسلت وجهها، وأعادت زينتها الخفيفة حتى لا يتم كشفها ..
عرجت على أبيها تنظر له من بعيد .. هل ستتمكن من مواجهته ؟!!.. أطل تجاه الباب فتوارت بسرعة حتى لا يلمحها .. علا هاتفه بالرنين فأنشغل به هاتفاً :" رشاد .. حبيبي كيف حالك يا عريس ".
أنصت للبشاشة في صوته .. تتذكر كلمة أن هشام يعرف بقصة جواد .. تتذكر كلمات رشاد عن فتح بريدها بالشركة .. أسندت ظهرها للخلف .. تضرب عقلها بركلة شديدة .. كان رشاد يعرف .. فأراد سلبها حقها في المعرفة .. ربما فعل خيراً حتى لا تسقط رسالة هشام بيد جواد نفسه ..
حضر صوت أبيها معترضاً :" لا .. لا تحضر البردية الآن .. أتركها .. حتى نعرف الموقف الجديد .. للآن لم يعلنوا عن براءة عمرو وإمكانية عودته للحياة .."
هدأ صوته ما عاد ظاهر غير صوت أنفاسه العالية مما يدل على أنه في إرهاق :" لو أرادوا سيفعلون .. لا تنس .. أختك .. وهذه الحملات الشرسة التي تتعرض لها .. لولا بقاءها هناك مع الناس .. كان الجميع صدق ما يقال .. فاليوم مثلاً .. منشور بالفيس خبر القبض عليها.. لتنضم لمن هم أضروا بالمجتمع .. جسور تبحث خلف هذه المجموعات ..".
سكون كامل أعقبه صوت أبيها :" هل ستتأخر قليلاً .. أسعد يا بني .. قبل لي كنتي وادعو لنا هناك ".
أطلت للغرفة تهمس بقلق .. لن تستطيع إبلاغه والضغط عليه أكثر :" أفتح درج المكتب .. علي اليمين علبة أقراصك .. خذ واحدة الآن وفوراً".
ابتسم باطمئنان .. وفعل ما أمرته به .. وضع الحبة تحت لسانه .. ثم همس مغمغماً بصوت مكتوم حريص على قرصه :" حبيبتي تعرفني من أنفاسي ".
لم تتحرك من مكانها .. داخلها ثور لا تريد إطلاقها :" هل رشاد سيتأخر ؟!!".
علق بهدوء :" نعم سيزورا بيت الله الحرام .. سيعتمرا وهما عائدين ".
ثم حدق بها ملياً .. شعر بحزن في عينيها .. كل ما بها غريب .. استفسر :" ألن تدخلي ؟!!".
هتفت نافية :" لا .. لدي مهمات كثيرة ".
لوحت له وغادرت .. متلهفة للخروج حتى لا تضغط عليه أكثر بلومها .. لم يكن أحد منصف مع كوثر .. منحوها أخ تربيه بقلب أخت .. تركوا الأم تحقد على الجميع .. والآن لا تستطيع منحها حقها ..
************************
هبطت من السيارة وأغلقت بابها بعنف شديد وضعت فيها كل غضبها .. حريصة على ارتداء النظارة الشمسية حتى لا يقتنص أحدهم دمعاتها السابقة ..
دلفت للشركة التي تغيرت في عدة أيام بفضل جهود كوثر .. لقد جلبت عمال من الشارع .. انهت أعمال الدهانات وجلبت مكاتب وأثاث مكتبي فآخر الصناعة وزهيد الثمن .. لا تصدق أن الشركة جميعها تم تأثيثها بربع المبلغ الذي كانت قدرته له ..
خطت قدميها فوق السجادة الوثيرة التي امتصت ثقل قدميها .. تحركت لغرفة مكتبها .. تريد الانفراد بنفسها قليلاً.. لكن هيهات لها من الانفراد .. صدمها وجود كوثر تقف حافية فوق أحد المقاعد تعلق إحدى اللوحات المميزة بألوانها الهادئة ،والتي تعد نسخة مميزة لأحدى اللوحات العالمية .. حدثتها نفسها لتتراجع للخلف ..لم تتمكن من التراجع عندما هتفت كوثر مسددة لها نظراتها :" فرسان .. مرحباً ".
عدلت من اتزان اللوحة وهبطت على الأرض .. وضعت قدمها في حذائها الواحدة تلو الأخرى .. تتحدث بحيوية غريبة:" ما رأيك في هذه اللوحة .. عندما رأيتها علمت انها لك .. ألوانها مريحة للأعصاب .. درجات الأخضر هنا تدعو للتفاؤل ".
لم تكن منشرحة هكذا الأيام الماضية .. طوال أسبوع كانت نشيطة لدرجة جعلت فرسان تظن أن كوثر نسيت الابتسام..
اغتصبت فرسان ابتسامة أودعت فيها الجاذبية بأقصى ما تستطيع حتى تجامل كوثر وتنهي الوضع .. همست بهدوء تحاول جلب الحيوية لصوتها :" رائعة .. أعشق هذه الألوان ".
ثم استطردت :" شكراً لك كوثر ".
ما هذا السخف الذي تحتويه داخل عضلة لسانها .. هل تستطيع ان تستمر على الكذبات .. تنادي حماتها باسمها مجرداً.. يا الله أعني على ما أنا فيه .. لماذا كل شيء معي يكون بالطريقة الصعبة .. هكذا فكرت بخشونة مرهقة ..
تحركت تتوغل أكثر حتى المكتب فوضعت الحقيبة الجلدية الخاصة بالمستندات وحاسوبها .. لكن كوثر جذبت حقيبتها هاتفة :" هيا لدينا موعد هام .. فلا تجلسي ".
استفسرت :" لم يكن لدينا شيء في قائمة المواعيد .. هناك ساعتين كاملتين بعدها سنذهب للموقع ".
هتفت كوثر .. وهي تجذب حقيبتها الجلدية وترفع يدها على كتفها :" نعم .. هناك موعد أستجد .. فهيا بنا ".
لم تجد غير الاستسلام لها .. تحركت لتهتف كوثر :" ما لي أراك مستنزفة هكذا .. كنت أفضل عندما غادرتي ؟!!.. هل جلبتِ المستندات المطلوبة من منزل العائلة ".
حركت رأسها بنعم .. واكتفيا كلاهما بهذا كجواب ..
توجهت فرسان نحو سيارتها .. في أتجاه مقعد القائد .. لتجد اعتراض من كوثر:" لا .. لن أسمح لك أن تقودي وأنت بهذا الشكل ".
نظرت لها فرسان هامسة :" ما بي .. أنا بخير حال".
ثم تنهدت فلا طاقة بها على المجادلة .. فاستطردت :" أتقترحين ان نستقل سيارة أجرة ؟!!!".
حركت كوثر رأسها نفياً .. ثم أخرجت من حقيبتها رخصة قيادة عليها صورتها .. ابتسمت بترحاب :" لا .. سأقود أنا .. لي أسبوعان أقود سيارة وسيم في حديقة المنزل .. وحوله .. علمني القيادة .. واستخرجت أيضاً الرخصة من يومان .. لا تخشين قيادتي ".
مدت يدها مكالبة فرسان بالثقة الكاملة فيها .. منحتها فرسان مفتاحها .. ثم توجهت للمقعد جوار القائد ..
ظلت كوثر تتحدث عن جواد وكيف أراد بالماضي أن يعلمها قيادة السيارة.. لكنها فشلت مراراً حتى يأس منها .. لكن هذا الأسبوع تعلمتها بسهولة .. فقط لأنها جعلتها هدف في حياتها .. كانت تمزج الحوار بالضحكات .. شيء جلب الراحة لفرسان .. ما جعلها تتجاوب معها بالإنصات مرحاً .. ثم أغمضت عينها هاتفة داخلها .. كم كنا سنتفق يا حماتي .. لولا قدرنا .. الذي يصر على وضعنا أمام بعضنا البعض..
لم يطل بها الوقت حتى بدأت السيارة تبطئ وكأنها ستتوقف .. فتحت عينيها تتجول بالمكان .. اضطرب جسدها وشحب لونها .. هتفت بحدة :" هذا مبنى طبي .. لماذا نحن هنا ؟!!".
همست كوثر ملتقطة كل التغيرات بوجه فرسان :" من أجل حفيدي فرسان ؟!!.. هيا لا أظنك تملكين عقدة الذهاب للطبيب .. هيا بنا .. لقد قررت أن أهتم بك بنفسي .. هناك موعد مع طبيبين .. حمدا لله أني استطعت إيجاد طبيبين مميزان في مكان واحد وأيضاً حجز قريب لدى كليهما بحيث نفحصك بنفس الوقت تقريباً".
حاولت أن تغادر السيارة .. لكن يد فرسان ألتفت على معصمها فمنعتها المغادرة .. هتافها الجاد المعترض :" من أعطاك الحق لتفعلي هذا بدون موافقتي ".
ابتلعت كوثر لهجة الغرور والتكبر.. مدت كفها بصورة مباغتة نحو بطن فرسان التي ارتجفت فجأة لمجرد شعورها بيد كوثر .. ثم برقت عيناها لمجرد كلمتها :" حفيدي ".
الكلمة كانت كفيلة بإطلاق أوجاع فرسان لأعلى حلقها .. نبض قلبها بسرعة وكأنه يتمزق متفجراً .. ارتفع أكثر وجيبه عندما أكملت كوثر :" كنت أم لم أنعم بهذا الشعور .. أن تحملي طفلك .. قطعة منك بين يديك .. شعور يكفي بجعلك تحبين الكون جميعه .. وكأنك تضمين الدنيا بحنانك ".
انتفضت فرسان أكثر عندما استطردت :" هذا وأنا كنت بوضع كره وغضب .. فما بالك وأنت أم لطل أتى عن طريق الحب .. كيف تهملينه لهذه الدرجة .. لم أكن أظنك بهذا الشكل يا فسان مع طفلك .. لكن بما أنك مهملة بصحتك .. لن أدعك تهملين بصحة حفيدي .. ابن جواد ابني الذي لم أنجبه ".
حنين يطفر من عينا كوثر .. جعلت فرسان تمارس على لسانها أقصي أنواع الضبط حتى لا تهتف معلنة لها أنها انجبته بالفعل ..
نظرت فرسان للعقـار المنتصب أمامها كأنه منزل الرعب سيبتلعها فوراً.. عادت تنظر لكوثر معترفة :" لست مهملة كوثر .. لقد ذهبت لطبيب في لندن .. معي ما وصفه من فيتامينات أتناولها جميعاً بانتظام ".
فركت كوثر كفيها ببعضهما .. مستدركة فشل خطتها ثم عادت تقنعها :" الفحص كان من فترة .. هيا لنصور فارس ونرى هل هو فارس أو فرسان جديدة ..أعشق الفتيات أكثر بالمناسبة ".
لم تتحرك فرسان .. بات الأمر أصعب على كوثر .. ابتلعت ريقها لتبلل تصحر بلعومها .. فما أصعب أن تهمس لأحدهم .. أنت مريض .. والأصعب أن تقنع مريض تواري عنه معرفتك بمرضه بالعلاج .. غمغمت كوثر باقتضاب :" لقد سمعت ".
أغمضت عينيها عندما حدقت بها فرسان لتستطرد بوجع لاح على صفحة وجهها .. بينما فرسان تتجمد في خوف .. ماذا سمعت كوثر ؟!!.. غمغمت كوثر من جديد :" يوم زفاف رشاد سمعتكما معاً ".
ثم انبرت تدافع عن نفسها بحدة خرقاء :" لم اقصد الإنصات .. كنت بغرفة أمي في نفس اللحظة .. فسمعت سرك وما تريدين فعله ".
تركت فرسان ظهرها يعود للخلف في ترنح مستسلم .. لك هذا لم يوقف كوثر عما تريد قوله .. هتفت بقوة :" جواد ابني .. ربيته وهو قطعة لحم حمراء .. كانت أمي هنا معنا .. تمنحه لي وخاصة لم تستطيع إرضاعه .. كنت أفعل له كل شيء حتى كبر قليلاً .. فغادرت به للبلدة .. كنت أدور في المنزل أشم في قطعه المنسية .. هل تظنين أن ترك طفل سهل .. أنا جربت الحرمان .. كان رغماً عني ولكنه فتتني ..لم أكن أظنك قاسية لهذا الحد فرسان ".
اغتصبت كوثر نظرة لفرسان لتجد سيل الدموع ينحدر من جفنها حتى اذنها ويكمل تجاه عنقها .. امتدت أصابعها تزيح البلل ومعه كلمات تبثها قوة افتقدتها :" أنت محاربة .. دحية حقيقية .. هيا نرى فارس ونعود طبيب مميز في هذه الأمراض .. دائما هناك درجات وهناك علاجات متطورة .. كفى وجود الله يشفي من يشاء بأمره ".
همست فرسان بحدة منتهكة بالضعف :" أنت لا تفهمين كوثر ".
ثم غرقت كلماتها في ضعف أكثر :" لا تفهمين .. لا أريد شفقة من أي أحد .. لا أريد أن يتحول الحب لشفقة فقط .. أخاف من لحظة يخاف فيها جواد أن يضمني حتى لا يوجع عظامي .. كما كنت أفعل مع أمي .. كنت أخاف عليها فلم أحضنها أو أتدفأ بحضنها .. وهي لم تطالب بحضني .. لم تعد تفعلها إلا الآن ".
همست كوثر وهي تمد أصابعها فوق كف فرسان :" لم تحضنك بالماضي حتى تعاقب نفسها .. ما فهمته يجعلني أؤكد لك هذا .. ولاء كانت رقيقة .. هشة .. كانت تحب أباك .. مثل الجميع ".
رفعت فرسان عينيها تجاه كوثر التي أكملت باضطراب تريد عبور هذه النقطة .. لكن لابد نمن اعتراف بسيط :" جميعنا.. كنا نحبه .. نتمناه لأنه حلم .. يعامل الجميع برقة .. إنسانية ... عكس جميع رجال المنطقة والعائلة ".
نفضت رأسها مستمرة على العودة لدربها الأول :" أم لم تكن تتوجع من مرضها .. كانت تعاقب ذاتها بحرمان نفسها منك .. مثلما تريدين أنت بالضبط ".
اندهشت فرسان بشهقة مستنكرة لكن كوثر وضحت لها بهدوء ممزق قلب فرسان :" نعم فرسان .. تريدين ترك قلبين محطمين خلفك .. جواد الذي حلم بك عمره كله .. فعل كل ما فعله ليبني نفسه من أجلك .. وهكذا بكل بساطة ترمين بكل مجهوداته خلف ظهرك .. كأن كل شيء فعله لا يهمك .. أتدرين شعورنا بالخوف منه وعليه وأنت مغادرة .. لن نستطيع أن نقف جواره .. هل فكرت في طريقة تركك له .. هل كنت ستتركين رسالة تذكرين فيها أسفك واكتشافك أنك لا تحبينه .. لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي قد تجعله لا يجوب الكون خلفك .. وحتى هذا غير مضمون .. سيرحل خلفك ولو ادعيت وجود أحدهم في حياتك على غرار الأفلام الساذجة .. سيقتله .. لأنه رجل حر وحلم بالأميرة .. لا يمكن أن تشوهين صورة أميرة دحية .. أنت بالذات لا يمكن أن تفعلينها ".
كان بريق عينيهما متماثل في هذه اللحظة وقبل أن تعلن فرسان استسلامها .. لأنها لم تفكر في كل هذه الخطوات .. لا ادعاء ولا تشويه..
استطردت كوثر :" والصغير هذا ".
وضعت راحتها على بطن فرسان .. مستطردة :" لماذا تتركينه خلفك يظن أن أمه لم تحبه .. غادرته لأنها لم تحبه .. تضعين على أكتافه حمل كبير من الآن .. هيا فرسان فما تفكرين به صعب جداً .. قد أمد لك يد المساعدة .. أساعدك على حمل المسئولية .. لكن في وجودك .. فأنت رمانة الميزان لأناس كثيرين .. لن أقول أيقونة وهذا الكلام الكبير .. لكن هناك أرواح كبيرة متعلقة بك .. أهمهم جواد وهذا الذي لا يعرف الدنيا بعد .. متعي نفسك بأحضانه .. أغمريه بحبك ".
هتفت فرسان موضحة :" سيأتي يوم يحملوني فيه كركام ".
لتجد إجابة داحضة هذا الرد :" أبي كان أصيب وصار مقعد .. كنت كلما سافرت البلدة .. أظل أنظر إليه بحسرة .. لكني اكتشفت أن الحسرة الأكبر في عدم وجوده .. هيا فرسان .. لا تمرضي قلبي ".
لم تنتظر منها موافقة أو رفضاً .. هبطت من السيارة ،ودارت حول مقدمتها تفتح لها الباب .. هبطت فرسان .. انتصبت جوار كوثر هامسة :" شكراً كوثر ".
نظرت لها كوثر بعاطفة لم تكن متواجدة من قبل .. مزيج غامض داخل عينيها ولكن كوثر تدركه .. لقد استطاعت التغلب على حقدها .. تغلبت على كوثر القديمة دفنتها كلياً .. كم فكرت أن تصمت لتنال طفل تربيه لنفسها .. لكنها أفاقت على حقيقة كبيرة .. لن يكون طفلها سيظل طفل فرسان ..سيعاني نفسياً ترك أمه .. لن يكفيه حبها وحب نساء الأرض جميعاً ..
مدت كوثر يدها لتحمل الحقيبة الجلدية لكن فرسان رفضت هامسة :" ألم أذكر لك أني لا أحب الشفقة ".
ابتسمت كوثر مجيبة :" أنها واجبات وظيفتي ..ألست مرؤوس لديك .. إذا لا حاجة لك لحمل الحقيبة سيدة فرسان .. هذه هي الحقائق .. أمام الجميع .. سيادتك الرئيس .. تفضلي ".
ابتسمت فرسان .. ومنحتها الحقيبة تعلن لها مشاركتها في التفكير :" قيادتك للسيارة مميزة .. هادئة بلا توتر .. عكس جميع النساء".
أجابتها ضاحكة :" لقد سبب لي وسيم الجنون وهو يفرد كفيه .. لا .. تفادي هذا وذاك .. ولا أعرف هذا خوف علي أو على سيارته".
ضجت فرسان بالضحك هامسة:" حقاً .. شكراً لك كوثر ".
ثم سألتها :" ألم تكن هذه فرصة لتتخلصي مني كوثر ؟!!".
سددت لها نظراتها تفكر في العبارة ثم أجابتها :" بالماضي ممكن .. لكن الآن .. ابني وحفيدي يحتاجان إليك .. لماذا أساعدك لتحطيم قلبيهما وأجمع أنا الركام .. الكون كبير فرسان يتسع للجميع .. نحن فقط ضيقي العقل والأفق .. ضيقي القلب .. لا ستظلِ هنا بجوار جواد وفارس ونحن سنساندك .. أليس هذا أفضل ".
نعم الكون كبير يتسع للجميع لكن الإنسان وأطماعه يريد ما بيد غيره دائماً ..
******************

[Just Faith]

في المساء **
أكملت كوثر القيادة بها حتى الشارع القديم حيث أصرت فرسان على الإقامة .. صار المقر الحقيقي لها .. همست :" سوف أجعل مستقرنا شقة السطح حتى تمر الأيام الصعبة ..".
هتفت فرسان باعتراض :" لا .. ليس هناك من داع لهذا .. لا تفسدي حياتك من أجلي ".
غمغمت كوثر :" لا أفسد حياتي بل أصلحها .. أشعر في الشقة الفخمة أن هناك كوثر أخرى .. أين أجد هؤلاء الجارات اللواتي يتصارخن منذ طلوع الشمس .. والقهوة وحركة الزهر على المناضد .. من ينظر لها من الخارج يظنها إزعاج ولكنها لغة حياة لمن عاش فيها .. الصمت يقتلنا هناك ".
صفت كوثر السيارة .. ليعلن عامل القهوة :" ها هي .. سيدة الشارع ..حضرت كما قلت لكم ".
تحرك نحو السيارة وهو يلقي بالخبر :" أولاد الفيس بوك.. أولاد الحرام.. أعلنوا أنه تم القبض عليك سيدتي ".
هبطت من السيارة .. منحته ابتسامة هاتفة :" لا تصدق إلا ما تراه عينيك صابر ".
ليعلن مرة أخرى :" واحد عناب لصابر على حساب المعلم ".
ضحكت كوثر هامسة :" العناب هذا كان الرهن بينهما على عودتك .. ربحه صابر .. يبدو أنك كسبت حليف جديد ..
صعدت وداخلها روح جديدة .. لقد طمأنها الطبيب النسائي .. وحسب لها عمر الجنين .. فاجأها بعمره الحقيقي .. أنها بدأت شهرها السابع .. والطبيب الآخر لم يكذب عليها بل منحها الأمل :" نعم حقاً .. قد تسوء الحالة وخاصة هناك ثلاث أنواع من أمراض الروماتويد .. كله سيعتمد ظهوره على التحليل .. والطفل أيضاً يسحب من مكونات الأم ليكبر .. لكن العلاج مفيد عندما نلتزم به وهناك علاجات خاصة بوطننا .. دفن الجسم المريض في الرمال الساخنة وغيرها من عوامل الجفاف المحيطة .. حتى مناخنا مختلف .. هناك علاج وإلتزام .. لكن المشكلة ستكون في وقت الرضاع .. كلما تأخر العلاج تدهورت الحالة .. ولا يمكن إكمال فترة الرضاع .. ستكتفي بثلاثة أيام هي التي تمنح طفلك المناعة الطبيعية وبعدها نبدأ مباشرة العلاج .. هذا حسب الحالة التي ستكشفها التحليلات ".
صعدت ولديها روح قتالية .. أكملت الأدوار كاملة.. خلفها كوثر ترسم ابتسامة على ثغرها .. وتسامح داخلي يقطر بحنان الأمومة لجواد ..
*****************"
" لا أصدق .. تريدين العودة هنا من أجل مشاريعك مع فرسان ".
نظرت في عينا أمها ثم هتفت :" ماذا تقصدين أمي .. هل هناك شيء آخر ".
كانت نبراس تشكل ضغط نفسي على ابنتها .. لا تريد هذا التقارب بهذا الشكل .. غفران تقارب .. لكن التحام لهذه الدرجة .. منبعه كله شعورها بالقلق والحذر .. لم تكن ترد الغفلة كما السابق ..
خرجت نبراس من أمام ابنتها .. تحركت للمطبخ .. تعد الطعام .. ثم هتفت :" هل ستتناولين معنا الطعام ؟!!..أم ستغادري لمنزلك ؟!!".
ضغطت كوثر على أعصابها لتستمد القوة للمواجهة :" أمي هنا منزلي أيضاً .. وشقة وسيم المستأجرة من جواد هي أيضاً منزلي ".
حضرها صوت من خلفها :" طبعاً منازلك كثيرة ومنزل أخيك منزلك كوثر .. لك مال كثير يتم استثماره .. لو تحتاجينه ما عليك غير التحديد للمبلغ والموعد ".
حدقت بملامحه المرهقة وسترته المعلقة على إصبعه فوق كتفه ورابطة عنقه المحلولة حتى نهايتها .. عمله لا ينتهي ولكنه مميز يريد بناء مستقبل مميز لأسرته ..
تحركت كوثر نحوه بابتسامة ثم عانقته هامسة :" هذا هو الكلام .. أريد سيارة صغيرة لي ".
هتفت أمها بهدوء معترضة " ألم تقولي ستكونين جوار فرسان من أجل الحمل .. أجلي السيارة لوقتها إذاً ".
اضطرب جواد لمجرد ذكر زوجته :" ما بها فرسان ؟!!.. هل حدث شيئاً .. الأخبار اليوم مقلقة ..لولا .. اتصالي بها عدة مرات ما كنت اطمأنيت ".
ثم تحرك باحثاً عن طيفها .. دلف الغرفة ..
وجدها ترتدي ملابس منزلية مريحة تتوسد فراشهما كلؤلؤة داخل قوقعتها .. تبسمت في وجهه ببشاشة لقائها الدائم له .. هكذا هي معه دائماً مهما كانت مرهقة تستقبله بابتسامة تشعره بالراحة ..
ألقى سترته فطارت باتجاه الكنبة لتحط رحالها عليها .. وضع حقيبته الجلدية بأول الغرفة على أول مقعد صادفه .. جلس أمامها على حافة الفراش .. امتدت يديها نحو كتفيه تمسدهما بأصابعها :" مرحباً حبيبي صاحب أجمل ملامح بالكون .. رغم إرهاقك ".
تزيل عنه إرهاق اليوم .. يبتسم وينال أصابعها يلثم أطرافها :" مرهق جداً أميرتي .. العمل في الشركات أسهل من المرافعات ".
ابتسمت وهي تمسد وجهه :" اذهب لتغتسل لأن لدي خبر أريدك منتعش حتى تستحقه ".
اتسعت عيناه دهشة :" ما هو ؟!!".
حركت سبابتها بعناد رافض .. ثم أشارت للحمام بنفس الإصبع .. حركتها جعلته يبتسم ثم بدأ خلع قميصه في طاعة من يحتاج هذا ..ظهرت كوثر من خلال الباب المفتوح .. تحمل صينية طعام .. تقدمت لتضعها فوق الفراش .. آمرة زوجته :" هذا طعامك فرسان .. أريد هذه الصحون منتهية ".
ثم استدارت لأخيها :" سيأتي وسيم بعد ساعة .. هل ستنتظر معنا أم أضيف لك هنا طعام ".
نظر لزوجته التي ابتسمت .. ثم أجاب :" ليتك تحضرين لي أي شيء .. أتناوله وأنام كان يوم مرهق .. لكن الحمد لله الحصيلة جيدة ".
عقبت بهدوء :" سأغادر اليوم ومن غداً قد نمكث أغلب الوقت هنا في شقة السطح ".
فرد كفيه وكأنه لا يهتم .. فهذا الأمر يخصها .. غادر ودلف لحمام .. تاركاً إياهما منفردتين ".
لتعيد كوثر عليها :" تناولي دواءك .. هناك في طبق صغير .. أسعدي بأيامك طالما لديك القدرة على ذلك .. دعي الغد للغد .. الله كفيل به ".
بدت فرسان بالفعل في تناول طعامها .. فاليوم لم تكن قد تناولت شيئاً .. بعد أول لقمة تذوقتها همست لكوثر التي كانت تحمل سترة أخيها وتعلقها على المشجب :" شكراً لك كوثر كثيراً".
لتهمس الأخرى :" بل الشكر لك .. أنت من أعدت لي إنسانيتي بتسامحك .. ما أفعله هو واجب لزوجة أخي .. مهما كانت .. لكن أنت منحتي أمل وأدمية بغفرانك لسخافاتي ".
همست فرسان تعيد كلماتها الحمقاء بعدما سمعت صوت الماء يتقافز من مرشاش الحمام . فضمنت عدم سماع الحوار من جواد :" لو قررت ترك فارس .. لن أتركه لسواك ".
ابتسمت كوثر لتؤكد :" لن يسعده سوى حضنك ". ثم أضافت كأنها تعنف طفلتها الصغيرة :" يا حمقاء الأم غير أي امرأة ".
خرجت بسرعة لتجلب لأخيها طعام يعينه على تعب اليوم .. وحتى لا تجلب أنظار أمها المصممة على الشك .. تضغط عليها لتعرف .. لكنها وعدت بالكتمان ..

[Just Faith]

بعد ربع الساعة**
خرج من الحمام وهو يجفف شعره بمنشفة صغيرة ويرتدي سروال منامته القطني الطويل .. تاركاً صدره عاري .. تحرك ليجلب قميصاً قطنيا من الخزينة .. متحدثاً وهو يرتديه :" أرى أميرتي بدأت تهمل في .. أين حركات الأميرات .. المنامة المطوية بخزينة الحمام وهذه الأشياء ".
كانت ترشف العصير فغصت به .. سعلت كثيراً .. مما جعله يهرول ليأخذه منها ويمنحها كوب الماء .. شاهد طبق الأدوية الصغير .. أخذه ليسألها :" ما هذه الحبوب ؟!!".
ابتسمت له وهي تأخذهم منه ثم عقبت :" اليوم .. كوثر أعدت لي مفاجأة .. حجز إجباري عند الطبيب النسائي .. منحني كل هذا .. فيتامينات مضاعفة وكالسيوم تعويضي لأن فارسنا الهمام .. امتص الكثير منه حتى يكون عظامه .. لذا اشعر بالبرد والتشنجات العضلية .. كل هذه الأشياء من هذا السيد ".
مال عليها بشرود هاتفاً بخفوت : كوثر .. كوثر .. فعلت هذا !!".
استنكاره حل محل الشك داخل عقله .. لماذا ؟!!..
ليأتي صوت فرسان مجدد نظريتها :" لقد عدت فرسان جديدة .. لماذا تستنكر على كوثر هذا ؟!!.. يجب منحها الفرصة حتى تبدأ بأي شيء يناقض رؤيتنا .. لا تبدأ بالشك . وإصدار الأحكام ".
ابتسم في وجهها ليستفسر :" ماذا قال لك الطبيب أيضاً .. تنامي باقي فترة الحمل .. وهذه أشياء ".
مدت أصابعها لتأخذ صورة مموه بين الأسود والأبيض .. منحتها له :" تفضل هذه أول صورة لفارس ".
نظر إليها بحنين جارف.. لكنه لم يفسرها .. سدد لها نظرته .. قهقهت .. ثم علقت بحماس بدا مختلفاً له :" تخيل .. سيد جواد ".
سددت له بسبابتها إشارة على دائرة صغيرة :" هذا هو .. وقد أكد أنها فارس .. سيادتك لا تعرف الحساب .. لا يمكن الاعتماد عليك سيد جواد ".
غامت عيناه في تشوش واضح من غموضها الغير مفسر .. أجابته بدون سؤال منه :" حساباتك في دورتي الشهرية خاطئة .. اليوم أكد لي الطبيب أني بشهري السابع وليس السادس كما كنت تؤكد ".
هتف بها مشاكساً :" سنبدل الطبيب هو لا يعلم شيئاً حتماً ".
عادت تضج بالضحك ثم تعلق من وسط سعادتها :" لا.. لا تريد الاعتراف بخسارتك .. لقد حسب الجنين من حجمه ".
طرقة على الباب جعلته ينتبه لأمه التي دخلت تحمل وجبته الساخنة .. تحرك من مكانه يحمل عنها الصينية هاتفاً :" تفضلي أمي .. يبدو فارسنا متعجل على الحضور أختصر من عمرنا شهراً كاملاً ".
ثم قص عليها ما سمعه كاملاً لينزع شفرات الدهشة من عينيها .. فرحة عارمة غمرت قلبها .. ملامحها توشت بسعادة :" الله .. الله أكبر .. أجمل خبر .. من الغد سنتمشى معاً كل يوم ساعة .. حتى تسهل ولادته .. البان وعصائر وغذاء جيد ".
داخل قلبها هناك شيء يشتعل بالشك .. ستحمي ابنتها من أي غدر تلوك به نفسها لها .. ربما .. حركت رأسها بانتفاضة .. رافضة هذه الفكرة نهائياً ..

ضج جواد بصخب السعادة :" مشي .. فرسان تتحرك أكثر من أي شخص ".
عادت أمه تؤكد بينما هو يضع طعامه ويبدأ في قتل جوعه بأطباقها اللذيذة :" المشي للمشي جواد .. بلا توتر أو إرهاق .. خطوات رائعة مع حديث أمك .. شيء آخر .. كل ما سنشغل به أنفسنا باقي الشهر السير وملابس الطفل وفراشه ".
علقت فرسان متأهبة للسعادة خاصة عندما قررت وضع معرفتها لأم جواد جانباً .. يكفيها الفترة القادمة أنها بدأت تطمئن على نفسها ووضعها الصحي .. رأي الطبيب اليوم حمسها للمواجهة .. عكس الطبيب الإنجليزي البارد :" نعم عمتي نبراس .. أريد فراش هنا جوار فراشنا .. وأكيد حديثك سيجعل السير أروع ما يكون ".
تحركت السيدة تمنحها عطفها المكبوت داخلها .. احتضنت رأسها وقبلت جبينها :" مبارك طفلتي .. علينا فارس وأمه ".
أطلق جواد هتافه المزين بالسعادة : "وأبيه يا أمي .. أنت تنسيه ".
تحركت السيدة تضم وجهه بين يديها ترفع جبينه تقبله :" وأبيه وجده أيضاً ".
أطل رأس كوثر من الباب :" وعمته وجدته أيضاً .. هذ الطفل وجه خير علينا جميعاً ".
ابتسمت أمها براحة منقوصة ثم تحركت للمغادرة أخذت كوثر معها في صمت .. أغلقا الباب على الزوجين
لتسأله فرسان عما أراد القص فيه:" ما الجديد جواد في القضايا .. نادرة ".
وضع بفمه الملعقة بما تحمله من حساء .. ثم ابتلع ما بها مجيباً :" اليوم فقط أستطيع القول أنه بالقبض على فادي عبد الجميل .. ستخرج هي .. هناك مكاتبات تؤكد أنه هو من قام بعمليات بيع الأطفال الأخيرة .. وهذه آخر شيء يدين نادرة .. أما الفتيات وأكرههن على المتعة الحرام وتأجير الأطفال للشحاذين .. كلها تم الاعتراف بها من قبل المشرفين .. اعترفوا على بعضهم .. وهناك مفاجأة المليجي متورط هو وميادة في هذا الأمر .. المليجي قدم أوراق تدين هشام أيضاً في تجارة الأعضاء .. شبكة تساقطت سلاسلها .. أهم شيء اليوم .. تم فتح قضية عمرو نوار .. تم إرسال إنذار لوالده يستوجب حضوره ..أعلموه أنه يجب ظهور عمرو ليتم التحقيق .. لكني حضرت باعتباري محاميه الخاص بموجب توكيل قضائي تم منحه لي في لندن .. ".
صفقت بيديها كطفلة صغيرة تشعر بالسعادة :"لقد ضيعت عليهم فرصة لوي ذراعنا جواد ".
قضم ما بشوكته مكملاً طعامه :" أصلاً عمرو جيد جداً أنه هنا .. دخوله عبر قناة غير شرعية أفقدهم المباغتة .. هم يحاصرون الموانئ والمطارات .. وهو هنا .. كان عمي راشد ذكي بهذه الحركة .. هكذا لن ينال المال إلا من يعمل على استقرار البلاد .. أشعر ان الوضع الحالي لن يطول ".
ثم استطرد :" افتحي القناة الإخبارية .. لنعلم الجديد ".

فتحت الشاشة بجهاز التحكم عن بعد .. أضاءت على القناة المقصودة فهم لا يتابعون غيرها .. هتفت عندما ادركت المشهد وقفزت جاثية على ركبتيها :" حرام .. كيف هذا ".
كان يحدق معها فتوقفت الملعقة أمام فمه مشدوهاً لما يراه .. فقد فاق حد التصور .. رجل ملتحي يضرب عدة أطفال صغار فوق سطح أحد المباني .. يرمي بهم من فوق العقـار نهائياً .. ثم يفر .. لا يصدق أن الحال وصل لهذه الدرجة ..
لم يعد بقادر على تناول أي شيء .. أخذ الصينية ومعها صينيتها وخرج .. ثم عاد دلف الحمام .. يغسل وجهه .. عاد يحتضنها بقوة تبكي هؤلاء الأطفال .. تتخيل أمهاتهن ملتاعات عليهن .. هتفت :" هؤلاء يفعلون كل شيء ضد الدين .. يضربون الإسلام في مقتل .. بهذه الطريقة .. لو كانوا يقصدون هزيمة الدين ما فعلوا أكثر من هذا ".
ربت عليها هاتفاً :" وتلوميني على التدخين .. كلما رأيت الأخبار أصاب باحتراق أعصابي .. ".
أخذ منها جهاز التحكم عن بعد .. ليغلق الشاشة هاتفاً :" أعتذر ليتني ما طلبت منك فتحها ".
أصوات صريخ وعويل جعلتها تنتفض .. تترصد معه الأصوات .. من الخارج .. قفز ليفتح النافذة المطلة على الشارع .. وجدها أم خالد تهذي كعادتها أمام معرض ناجي .. همس بازدراء :" أنها أم خالد .. علمت أن مكي في شقة بيشوي رحمة الله عليه .. وها هي تقيم الدنيا ولا تقعدها .. هذه السيدة مستحيلة ".
أعاد غلق النفذة .. ثم عاد مكانه جورها مكملاً :" لقد فسخت مريم عقد الشراكة مع أم خالد .. من عدة أيام .. فتحي دفع المبلغ ليكون بنصيب أسما .. وقد تم دفعه بالمحكمة .. الغريب أن أم خالد رفضت استلامه .. نوع من الاحتكاك ليس إلا ".
علقت بروية :" لو كان مكي فعل شرع الله .. ما كانت عائلته تمزقت بهذا الشكل .. زواج في السر .. وحرمان ابنه .. ها هو هنا ضيف على الناس .. وأم خالد بلا عقل .. لو كنت منها كنت وافقت على الزواج .. ربما تكتسب ابنة .. سو تحتاج لابنة ذات يوم .. لن تستمر بهذه الصحة للأبد .. منحنى الصحة يتناقص دائماً ".
سحب الغطاء ليدثرها جيداً :" مالنا ومالها ..أم فارس .. تعالي أريحي نفسك طالما فارسنا قد قارب على الوصول .. بعد حضوره لن نعرف النوم ".
ابتسمت وهي تدلف في أحضانه .. أهم شيء يسعدها اليوم وصولها لقرار بشأنه .. ستظل جواره .. عندما يعلم من أمه سيجدها تقف جواره ..
************************

[Just Faith]

بعد أسبوعين كاملين **
علا رنين هاتف منزل راشد دحية .. لكن كلما تحرك أي منهم ليجيب .. لا يجد رد حتى يغلق الهاتف ..
نادى راشد :" مالك هات هذا الهاتف جواري حتى نعرف من هذا .. سنلتقط الرقم ".
أجابه مالك وهو يضع الهاتف في مخرج قريب من والده :" ليس هناك رقم والدي ".
كان يشاهد افتتاح مشروع الغالي .. بثته القنوات حرصاً منها على إبراز الجوانب الإيجابية في الوطن .. وبنفس الوقت مشروع النبراس هناك على قناة أخرى .. مصادفة بحتة جعلت عائلته تحتل قناتين من كبرى القنوات .. وسؤال حائر لدى الجميع .. هل سيرشح راشد دحية ننفسه للمنافسة على مقعد الجمهورية في الانتخابات القادمة .. سؤال خبيث يتم طرحه .. ليؤجج النار بعد أن كادت تخمد .. شهق مالك الذي ألتقط عينا أبيه المبتسمة :" أبي .. أراك مستهين بما يتم تصديره ".
هتف أبيه بجدية :" يا بني .. بالنهاية أنا لن أفعلها .. وسوف اتصل الآن بنفسي بالقنوات .. سأقوم بمداخلة .. أني اعتزلت العمل السياسي نهائياً .. مكتفياً بأعمالي الاستثمارية .. هيا ظل خلف الرقم حتى يتم التواصل ".
بدأ مالك في ممارسة الأمر بطريقة احترافية :" نعم معكم مالك راشد دحية السكرتير الخاص لرجل الأعمال المعروف راشد دحية.. يريد السيد مداخلة بنفسه .. لديه خبر حصري لقناتكم .. يريد المداخلة على الهواء مباشرة .. لا لن أستطيع منحك ما سيقال ".
بعد لحظة من المناقشة التي أنصت لها راشد بسعادة .. فمالك رغم عمره الصغير نابه .. عشق العمل والعمل منحه من سماته الكثير .. صار أصلب التوأم .. كلاهما في نظره يكملان بعضهما البعض ..
تناول الهاتف ليجد من يقول له :" سيدي أنت على الهواء بعد ثانية من الآن .. بالفعل تم الأمر كما أراد .. لقد رفض الدخول في أي معركة جديدة .. ألقوا له قفاز التحدي فألقاه على الأرض .. لأنه لا يريد سوى أولاده .. لن يعود ويخنق نفسه بهذا الحبل الخشن المغطى بالمفاسد ..

**********
بعد أسبوع كاملاً**
بالشارع الشعبي أفاقت من نومه على مغص شديد .. ضربت صدر زوجها .. استيقظ مفزوعاً مما يحدث ..
هتفت بحشرجة صارخة :" أنا ألد جواد .. ألد ".
قفز خارج الفراش يهرول خارج الغرفة ينادي :" أمي فرسان تلد .. تلد ".
خرجت أمه مهرولة نحو الغرفة :" هل أنت متأكد جواد ؟!!".
صدح صوته :" كيف لي ان أعرف !!.. هي من تقول ".
جلست جوارها تمسد بطنها وملامح فرسان كلها وجع .. وبطنها تتكور لأسفل ..
صرخاتها تعلن قدوم شخص جديد على وجه الدنيا ..
****************
في اليوم التالي**
ينام بجوارها صغير ولد بالسابع من أشهره .. تهتف نبراس :" أنه من عائلة دحية حقاً يلدون بالسابع .. أولادهم يأتون متعجلون ".
دلفت كوثر تحمل أكواب المغات .. تمنح جميع المتواجدون في غرفة فرسان .. لقد أصرت على خدمتها بنفسها واتفقت معها فرسان على هذا .. فهي تعلم ..أن المنزل غير مهيئ لدخول اناس غرباء هناك شخصين مختبئين به .. زغاريد ومباركات .. نساء الشارع ورجالهم العاطلين أصبحن يعملن في مشروعهم .. جميعهم هنا يؤدون الواجب الملائم لرئيستهم في العمل ..
حتى أهل فرسان حضروا هنا بعد أن كانوا معها في المشفى ..
تتذكر ضمة كوثر لها في المشفى بعدما بدأت كلاهما في إقناع الجميع بقصة الرضاع هذه .. عندما رفضت نبراس أن تتوقف عن إرضاع الصغير ..
هتفت كوثر :" أمي الطبيب يقول لبنها ضعيف .. لن يكفي فارس .. أيضاً هي سيدة أعمال .. عالمية لقاءات واجتماعات .. دعي قصة الإرضاع هذه لها .. الطبيب ذكر لبن المناعة لثلاث أيام وبعدها سنجلب له لبن مناسب ذكر لنا الطبيب أسنها ".
ثم مالت عليها هامسة بما لا تعلمه أمها :" بعد ثلاث أيام نبدأ".
كانت تعلم ان حالة فرسان من الدرجة الأولى ستذهب بالعلاج وتتطور إلا بالإهمال .. حرصت كلا منهما على الصمت والمساندة .. فعلاً كانت كوثر شريكتها في فارس ..
هتفت فيها:" تبدأين ماذا كوثر ".
ضجت بابتسامة :" سنبدأ في إرضاعه لبن صناعي .. سوف أحمله بنفسي ".
دلف وسيم المنزل ينادي على كوثر :" لم أجد نوع اللبن الذي حدده الطبيب .. ولم أجد نوع آخر بديل .. ألبان الأطفال في المرحلة العمرية هذه تكاد تكون غير متواجدة في الوطن .. الرسالة القادمة ستستغرق عدة أشهر ".
تركته وغادرت الشقة كلها .. هبطت للشارع وبدأت تعلن للشيخ تيمور شيئاً فقام بإعلان في ميكروفون المسجد على غرار البلدة التي أتت منها .." يا أهالي الشارع الكرام .. هناك طلب لابنكم فارس جواد دحية .. هناك نقص حاد في نوع اللبن الخاص به .. من يجد عبوة يكون له الأجر والثواب عند الله ".
ثم أخذت سيارتها تدور في المنطقة على جميع الصيدليات المتواجدة .. ستجلب ولو عبوة واحدة .. هبط وسيم وجواد .. تحركت سيارات كثيرة في تنظيم لجلب لبن الطفل الذي يحتاجه بشدة .. كلمة واحدة جعلت جواد يتحرك لجلبه عندما تأكد من الطبيب أن بالفعل لبن الأم لن يكفيه وأنها تعاني من أنيميا لن تجديه نفعاً لينمو بشكل طبيعي ".

بعد عدة ساعات **
كانت كوثر قد عادت ومعها عبوة من اللبن المطلوب .. بينما فرسان ترضع طفلها لبن المناعة .. قطرات صغيرة حتى يصلب عوده .. ثم تأخذه كوثر تصنع له عبوة تشبع جوعه .. تعتني به أش من عنايتها بأي طفل .. هو امتداد لعائلتهم .. رابط بين العائلتين ".
نظرت أسوار للوضع باستغراب شديد.. بينما الغالي يحبو أرضاً ثم يحاول الجلوس .. فتأخذه على قاعدة ساقيها هامسة :" ها قد بدأنا .. لا يترك شيئاً تمسه يداه حتى يضعه في فمه ".
فيبكي بمرارة .. وقفت لتغادر .. بدلاً من هذا البكاء :" سوف أظل هنا حتى سبوع فارس .. سيكون بمنزل عمي .. سنجتمع هناك جميعنا ".
ابتسم لها فرسان هامسة :" أكيد سنكون هناك ".
عاد جواد ووسيم خالياً الوفاض فضاق جواد :" لا أصدق .. ألبان الأطفال ليست موجودة ".
هتفت إحدى الزائرات :" هناك الكثير من الدوية بها نقص شديد سيد جواد .. هكذا نحن لا نلتفت للشيء إلا عندما نحتاج إليه ".
تحدث سنمار باهتمام :" سوف أبحث في كل مكان .. وسوف أحادث باسم ربما يعرف أحد من أصحاب شركات الأدوية .. لا تقلق .. هو هانئ الآن بجوار أمه .. كوثر عثرت علي عبوة ".
بعد يومان **
نظر جواد لعدد من عبوات اللبن قد تراصت على المنضدة .. ابتسم لمجرد ان طفله سيجد ما يطعمه ..
****************

[Just Faith]

في قصر راشد**
تمر فرسان فوق المبخرة سبع مرات .. مسرورة أنها بدأت تستعيد صحتها خلال عدة أيام تم انتظامها في تناول العلاج المكثف ..
يبكي فارس بشدة ..
تحركت منار في البهو :" هل هناك عبوة أخرى من لبن فارس ؟!!.. لقد فتحت العبوة وأخذت ما بها ".
ضربت كوثر صدرها هاتفة :" يال غبائي .. لقد وضعتها ولم أشعر بأنها خفيفة ".
وقف جواد هاتفاً :" سوف أذهب للمنزل .. احضر عبوة ".
لكن كوثر تذكرت شيئاً :" خالك سليم قادم بالطريق .. سوف أجعله يحضر لنا واحدة .. معه نسخة من مفتاح شقتي وأنا لدي عبوة هناك ".
اتصلت بالفعل لتجد خالها ..
*****************
طرقات على باب شقة سليم .. فتحت هناء الباب وهي مكتملة الثياب .. تريد الخروج مع زوجها لتقوم بالواجب نحو جواد .. بدأت الحياة تمنحها الثقة من جديد وعاد لها جميع من غادروها ..
وجدته سنقر هتفت به :" نعم ماذا تريد ؟!!".
منحها حقيبة بلاستيكية شفافة بها عبوة لبن من نفس النوع :" هذه أرسلها الشيخ تيمور .. قال أحدهم وجدها لفارس بك ".
أخذتها وأغلقت الباب .. خرج سليم من الغرفة يعدل من رابطة عنه .. وجد عبوة اللبن في يدها هتف :" ربنا كريم .. فارس هذا وجه خير .. هيا بنا السائق ينتظرنا لنتوجه لهم .. أحضريها معك هم يريدون عبوة ".
نزلت بجواره تتهادى بطريقة ناعمة .. عمله الجديد كان مصدر راحة لهم .. مدير مجمع المدارس سواء ليلية أو صباحية .. كما هي ستكون كبيرة الممرضات في المجمع الصحي الذي بدأوا في إرساء دعائمه ..
****************
الشارع مملوء بالتوتر .. لا تعرف لماذا هذا الاحتقان .. ناجي يبحث عن مريم .. ينادي عليها :" مريم أين أنت ؟!!".
هتف صابر :" لقد ذهبت للكنيسة عم ناجي منذ الصباح وهي هناك ".
تحرك يهرول خلف طفلتها .. يدرك أنها لن تعود .. صرخ بلوعة جعلت سليم يسأله :" ما بك ناجي ؟!!".
اغتمت عينا الرجل :" مريم ضاعت مني .. ذهبت لتهب نفسها لخدمة الكنيسة .. لم يعد لي أولاد .. كلهم غادروني سليم ".
.. قالها وتركها مغادراً ..
لم يستطيع سليم فعل شيء .. لقد تحرك ناصف خلف صديقه .. مشيراً لسليم :" بلغ الحاج راشد أن هناك ما يتوجب بقائنا .. كن سفير عنا سليم ".
لوح له وصعد بالمقعد الخلفي جوار زوجته .. الحالة تذكرهم بأنفسهم وقلبهم المحترق على طفلتهما ومنها ..
*******************
بعد ساعة **
أرضعت منار فارس رضعته .. لكنه لم يكف عن البكاء منذ وضعت له الزجاج في فمه .. ثم بدأ بصراخ أشد يتبعه قيء شديد .. صرخت بحدة :" جواد .. فرسان .. الطفل ليس بخير ".
هرولت كريمة تجاهها أخذت الطفل منها .. قلبته ليكمل قيئه وأمرت بسرعة:" لبن بارد بسرعة ".
بالفعل جلبوا لها كوب من اللبن وملعقة منحته عدة ملاعق .. تحت أنظار الجميع .. ثم هرولت تهتف .. هيا للمشفى .. لا بد من إسعافه .. اللبن به شيء .. تحركت فرسان تهرول خلف طفلها بقدمي مهتزة لكنها لن تتوقف فهو طفلها .. جذب هادر عبوة اللبن وجمع المناشف الملوثة .. منح جسور العبوة وهتف بها سآخذ هذه للتحليل ..
*****************
الكل بحالة عصبية يتحركون تباعاً أمام الغرفة المغلقة .. لا أحد يدري ما به الطفل .. فارس كاد يختنق عدة مرات داخل السيارة أمام أنظار أمه وأبيه .. لولا كريمة دفعت إصبعها داخل فمه .. ليعود المريء فيتسع ..
حتى لم يعد الطفل ذو الأسبوع يملك قدرة على مواجهة ما به .. أسبل عينيه .. مستسلماً لما به ..
جواد يحتضن فرسان التي لم يجف بكاءها .. ليتها ضاعت هي وهو لم يضع ..
خرج أخيراً الطبيب معلناً :" اللبن الذي تناوله مخلوط به منظف صناعي .. به نسبة من الأحماض أثرت عليه .. اللبن الطبيعي الذي تناوله هوما منع تدمر المعدة والمريء .. كاد يحترق .."

بنفس اللحظة كان هادر يكمل :" هناك نسبة من الصودا كاوية بالحليب .. نسبة قليلة لكنها ضارة ".

كادت فرسان أن تسقط مكانها .. فقد تحولت قدميها لهلام فعلي .. لولا جواد أحتضنها بقوة هاتفاً بالطبيب :" قل خبر جيد .. إننا نموت ".
هتف الطبيب مستدركاً حالة الانهيار الشديدة التي بها العائلة الكبيرة :" لقد غسلنا معدته .. سيظل هنا في الحضانة حتى يمر يومان ".
تحركت فرسان خلف طفلها ومعها جواد .. وجدت قدميها في الخبر أنه ما زال هناك أمل ..
بعد عشر دقائق **
لم تستطيع نبراس مقاومة ما بداخلها من شكوك ظلت تتراص فوق بعضها البعض .. سحبت ابنتها المذهولة الباكية من مكانها في هذه الغرفة المعدة لاستقبال ضيوف فارس .. في الجناح الذي أصر جواد على حجزه لهم لن يتركوا طفلهم أبداً ".
وقفت كوثر تنشج بالبكاء تميل على كتف أمها ولكنها دفعتها بقسوة تنظر لملامحها :" كنت تعرفين ..أليس كذلك .. تعمدت نسيان اللبن ليجلبوا لنا اللبن المعد مسبقاً".
فغرت كوثر فاهها .. تنظر لأمها بدهشة وسط جميع العين .. جميع العائلة تحدق في المشهد بذهول ..
انفلت عقال عقل نبراس .. ورفعت كفها لأعلى تهبط به على وجه ابنتها هاتفة بحشرجة قاسية :" يا غبية .. قتلتي حفيدك الحقيقي بغلك ".
رفعت كوثر أيديها وأغمضت عينيها تحرك أصابعها ناحيتها بلا فهم .. تحاول ان تستدرك ما يقال .. . بصوت مكبوت خوفاً :" فارس حفيدي ".
تستنتج الأشد وطأة :" جواد ابني .. ابنتي ماتت ".
أغمضت نبراس عينيها هاتفة بصوت قاتل :" لا لم أكن حاملاً ... لم أنجب سواك ".
سددت نظرها تجاه الباب تواجه وجهاً غاضباً .. ينظر لها بكل حقد من صدمته .. يتحرك نجوها باتهام تكون ليس من نبراس ولكنه وقر داخله من الملابسات السابقة امسك يدها الممتدة نحوه باهتزاز .. ضغط على معصمها .. كاد يهشمها .. هاتفاً :" لماذا ؟!!.. ابني .. تقتلينه".
بهذه اللحظة الغادرة تحركت فرسان تقف بينهما .. هاتفة في الجميع :" كوثر لم تفعلها .. لا يمكن ..ليست بحاجة لقتل ابننا .. لأني كنت سأتركه لها .. هي تحتاجه وهو يحتاجها ".
**************************

[Just Faith]

واخيراااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااا
انتهي العاشر الكومبو

ووراه فصل كمان كومبوا

وخاتمة كمان كومبووووووووووووووو

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووه

[قول يا رب]

اووووف اوووووف حرااااام
كلاكيت تانى مره قفله شوريره ليه يا كبيره
القاعده حلوه وحلاقتك برجلاتك
نبراس ليه يا حاجه ماكنتى ماشيه كويس
المهم الولد طمنينا على الفارس الصغير