أبواب مُغلقة برفق(101)-ج2 ولكل ذي قلب شأن-قلوب شرقية(مميزة)بقلم أروى بدر(الفصل 6)

[اروى بدر]

تململ في نومه بغيظ من رنين الهاتف الذى لا يتوقف ...رفع الوسادة من على رأسه أخيرا وهو يلتقط ذلك الصغير اللعين الذى يحدث كل تلك الضوضاء ، فتح الخط قائلا بغضب من هذا الشخص الذى دونا عن اوقات الله جميعا يتصل الأن :
-ألوا ..مين معايا؟
قابلت كلماته الغاضبة الخشنة صوتها الرقيق المتلعثم وهى تقول بحياء واضح :
-أأأنا غاده
أغمض عينيه محاولا منع تلك الثورة التي سيخرجها في وجه تلك المعتوهة :
-خير ؟
زاد تلعثمها أكثر ويكاد يقسم أنها أحمر وجهها الان :
-أنا ..بس ...كنت عايزة أطمن أنك وصلت بالسلامة
تنهد ياسر بقوه :
-أنا بألف خير يا ستي ..ومعلش لازم أقفل عشان هروح اصلى
ولم ينتظر ردها الرقيق ليغلق الهاتف وهو يقول بجمود :
-سلام
أخرج نفسا مرتاحا وهو يلقى الهاتف أمامه قبل أن يشد شعره بغيظ من أمه التي بالتأكيد هي من شجعت غادة لكى تتصل به....ألقى اللحاف جانبا وهو يصيح بضيق :
-باينها مفيهاش نوم
توضأ لصلاه المغرب التي يسمعها الان من داخل الحمام ... جفف يديه قبل أن يلتقط تلك العبائة البيضاء مرتديا اياها على عجل ..خرج من الغرفة للصالة الصغيرة ليقف قليلا متأملا الأثاث الذى بدأت تتضح معالمة ..لقد رتب بعض الاشياء الضرورية من غرفه النوم وأريكه صغيره وطاوله وتلفاز قديم منذ التسعينات ابتاعه من رجل خردوات ...لمح الهاتف الأرضي الذى وصله بالكهرباء
ليخبط راسه :
-اخخخ نسيت أتصل بالحاجة
غادر المنزل وقد قرر انه سيكلم أمه عند عودته
-----------
-السلام عليكم ورحمة الله ...السلام عليكم ورحــمه الـله
ردد خلف المؤذن سلام الانتهاء من الصلاة قبل أن يطوى قدميه تحته مخرجا تلك السبحة العتيقة من جيب عباءته وبدأ يذكر الله على حباتها الخشبية:
-السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ألتفت لذلك الرجل بهى الطلة ويبدو عليه الوقار بلحيته البيضاء الطويلة ووجه مزين بعلامة الصلاة ..ابتسم ياسر بلطف :
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
-تسمح يا بنى
أزاح ياسر جسده قليلا تاركا له مكان :
-طبعا طبعا أتفضل يا شيخ
جلس الشيخ بوقار :
-جزاكم الله خيرا بنى ..ها ...انت اتنقلت المنطقه هنا جديد ؟
-أيوا لسه النهاره اول يوم
ربت الشيخ على ركبته وهو يبتسم له بسعادة :
-مبارك عليكم .أن شاء الله تكون فتحه خير ..أنا الشيخ "منقذ "...أو .زي الناس ما بيحبوا يسموني أبو عبدالله
مد أحمد يده
- وأنا ياسر
-اسم جميل يا ياسر ..أنت عندك كام سنه يا بنى ؟
نظر للرجل الذى بان وكأن له هاله خاصه حوله من الطهارة والعفاف الذى أستراح قلبه له:
-عندي 28
-الله اكبر ده انت لسه في عز شبابك ..ربنا يحفظك ..قليل قوى من الشباب الايام دي اللي بيحافظ على الصلاة في المسجد وحتى اللي بيجي يصلى بيجري بعد الصلاة وكأنها نار والعياذ بالله ..ولا يعلمون أنها المنجية منها ..لا حول ولا قوه الا بالله
بان الضيق على الشيخ من عدم صلاه الشباب وأخذ يتناقش مع ياسر الذى فتح له قلبه وقد استراح لهذا الرجل بشوش الملامح :
-قولت لي من الصعيد....أحسن ناس يا بنى ..وكفاية انك دكتور قد الدنيا ربنا يحفظك للوالدة ..عندك أخوات ؟
-أه أختين أخت تؤام دكتورة برضو زي والتانية لسه في كلية حقوق
-ربنا يباركلك فيهم يا بنى ...
-وانت يا شيخنا عندك كام ولد؟
ظهر الضيق على وجه الشيخ ليخفيه سريعا وهو يستغفر الله :
-أنا والحمد لله يا بنى معنديش ولاد.. اصل محصلش نصيب أن ربنا يرزقني بالذرية .... بس بحب أسم عبدالله وبكده الناس بدأوا ينادونى بيه ...عشان كده بعتبر كل الشباب اللي في المنطقه ولادي ..وانت يا أبنى لو عوزت أي حاجه متتردش أنا بيتي فوق البقالة اللي على الناصية ..أسأل أي حد وهيدلك على بيتي ..وأنا بيتي مفتوحلك دايما وفى أي وقت
-تسلم يا حاج أبو عبدالله

***********
دلفت للحارة الشعبية التي تسكن بها وقد وجدت غرفه على سطح أحدى العمارات القديمة التي تتماسك بصعوبة ...داست في بركة الطينية ليتسخ حذائها الوحيد تنهدت مستغفرة الله لتكمل الطريق المتلوي والمليء بالحفر والاولاد الذين يتقاذفون الكره والشتائم مع بعضهم ..بينما اجتمعت النساء في النوافذ ليتناقلن اخر الاخبار، دخلت البيت القديم الذى صمم فى زمن اليهود صعدت السلالم المتسخة بشده وقد رمت القمامة في انحائها وكسرت عده درجات منها ..صعدت السلم بحذر وكادت تتخطى الطابق الاول من البيت ليفتح الباب القديم ففزعت القطه التي كانت تلملم بعض طعامها من قمامه هذا البيت ..ظهرت عنايات بعباءتها المبهرجة وزينتها التي يبدو وكأن نقاش ما هو من زينها، كانت تمضغ العلكة كعادتها لتضع يدها في خصرها وبصوت حاد :
-أيه يا ست رحمه الايجار بتاع الشهر القديم والشهر ده لسه موصلش ...مش كفاية كده يا أخوتي ؟
بلعت رحمه ريقها وهى تقترب منها :
-معلش يا عنايات أنتِ عارفه الظروف أوعدك أول ما اخذ المرتب هدفعلك
قاطعتها بشهقة :
-لا يا حبة عيني الايجار يجي بكره يا أما فضي المخروبة اللي قاعده فيها انتِ والمحروس ابنك .
كادت تعود لترجوها عندما أتى زوجها من الخف وهو عاري الجسد الا من الشورت القصير القذر الذى يدارى به عورته ..أحتضن عنايات من الخلف وهو يقبل رقبتها بينما عينيه تأكل جسد رحمه بنظرات متوحشة وشهوانية:
-في أيه يا ست الكل ؟
-ولا حاجه يا روحي بس بقولها على الايجار
لم ينزل عينيه عن خصر رحمه التي أبعدت وجهها بكره واشمئزاز من وضعهما الفاضح :
-تؤ ..تؤ ليه يا نعنعتى كده؟؟ أحنا برضو أصحاب اصول وميرضناش انها تتبهدل في الشوارع هي وابنها خاصه وان الناس مبقتش مضمونه ووضع يده على كتف رحمه راسما ابتسامه كريهة بأسنانه الصفراء :
-ولا ايه يا رحمه ؟؟
ابتعدت رحمه بسرعه وقرف منه لتسرع قائله لعنايات :
-ان شاء الله الفلوس هتكون عندك بكره
ثم اسرعت بخوف للسطح فتحت الباب القديم للغرفة الصغيرة التي تحميها هي وأبنها ، أقفلت الباب بسرعه وهى تربط القفل خوفا من ان يختل عقل زوج عنايات و يأتي لهنا ..ألتفتت لتجد صغيرها الحبيب يجلس أرضا وحوله عده كتب مستعمله قد اخذتها من اصدقائها او اشترتها من الاسواق القديمة ابتسمت ورغم التعب الذى ينهش جسدها بسبب الوظيفتين ألا أنها رمت حذائها بعيدا لتفترش الارض بجانبه وهى تضمه ..قبلت رأسه مستنشقه رائحته العطرة ..حبيبها وفلذه كبدها ومن يهون عليها تلك الحياه البائسة أبعدته على طول ذراعها لترفع يدها وهى تشير له بإشارات معينه :
-هل أكلت ؟
هز رأسه بلا فأسرعت لتسحب حقيبتها من على الأرض لتخرج بعض الطعام قد اخذته من بقايا المطعم صباحا أشارت له مره اخرى :
-تناول هذا طعمه لذيذ
أبتسم أبنها وروحها بحب ليحتضنها بينما انكب على الطعام يأكله بتلذذ . استندت على حافه الفراش تتأمل صغيرها الجائع .يمتلك نفس شعره الاسود وعيناه.. أأأأه كم تتعذب كل يوم عندما تنظر فيهما فتتذكر، وليت تلك الذكريات تمحى ..وصوته بالرغم أنها لم تسمع صوت صغيرها قبلا لكنها متأكدة أنه يملك نفس الصوت .مسحت دمعه قد فرت من بين جفنيها لتهمس بحزن :
-يا رب ...ساعدني !
ولم تعلم أي مساعدة تترجى الله أمساعدة لتخرج من حياتها البائسة ؟أم مساعدة لطفلها ؟ أم مساعدة لها هي لتنساه ...وتنسى تلك الذكريات ؟
******************

علا صوت تمتماته بالاستغفار وهو يلمح البيت يلوح من بعيد فطول الطريق من المسجد للبيت- الذى يبعد شارعين عن الأول- ...كانت العيون مسلطة عليه وكأنه فأر تجارب يتأملونه ..من بائعه الخضار ذات الجسم الممتلئ والتي مطت شفتيها بتساؤل عن هذا الغريب نظر بامتعاض لقطة سوداء تحوم حوله منذ خروجه من المسجد دونا عن حيوانات العالم جميعا فأنه لا يقبل شيء اسمه القطط فما بالك و هي سوداء ..كلما رأى قطه سوداء سبحان الله يعلم ان هناك مصيبه تلوح فوق رأسه زفر بحنق :
-بكره القطط السوداء
تأمل تلك المرأة في شباك الدور الاول من العمارة والذى كتب بجواره (حج مبارك يا حج فرغلى) ...ورسم للطائرة الشهيرة و الكعبة ..واذا كان يقول على بائعه الخضار ممتلئة الجسم فهذه بالنسبة لها سيارة نصف نقل أو ونش بجسدها الذى يقسم بنظره واحده أنه تخطى مئة كيلو :
-مساء الخير .يا دلعادى
نظر لها باشمئزاز وهو يقول بقرف :
-مساء النور
مالت بجسدها الضخم من الشرفة اكثر وهى تهمس بصوت تعتبره هي أغراء بينما هو يذكره بصوت الضفدعة عندما يشق بطنها لكى يشرحها في الكلية :
-أنت الساكن الجديد في السطوح ؟
لا يعلم لماذا لم يقل لها الحقيقة ربما لأنه أراد ان يتخلص منها :
-لا أنا صاحبه هو هيجي بعد يومين
ثم دون أن يسمح لها بأن تلقى مزيدا من الأسئلة بصوتها الضفدعي ..دخل للعمارة وهو يجري على السلالم
************

[اروى بدر]

مكان أخر بأشخاص أخرين بعادات وتقاليد أخرى ..أنه عالم مختلف عالم يبدو لك من بعيد بسيطا لكن حاول أن تقترب فللحقيقة وجه أخر !
أسرعت بإدخال أطراف اللحاف الأبيض في جوانب السرير وهى تلهث من التعب ..بينما فتاه أخرى كانت ترتب أمام المرأة وأخرى تكنس الغبار عن الأرض ..ظهرت سيده عجوز عند باب الغرفة بعبائه ووشاح أسود و بعصاه خشبيه نقشت عليها نبته غريبه بأشواك لتضرب بها الأرض فانتبهت الفتيات ..تكلمت بصوتها الخشن كما مظهرها :
-فين الستاير اللي وصتكم تعلقوها على السرير ؟
ارتبكت أحدى الفتيات لتصرخ بهم :
-أيه؟؟؟.. مسمعتوش أنا قولت أيه ؟
- معلش يا يا حاجه نسيت
اقتربت السيدة من الفتاه لتنحني عليها قليلا هامسه بحاجبين مرفوعين:
-أيه ..سمعيني كده تاني ...نسيتِ ؟!
شدتها من شعرها بقوه لتهمس لها بغضب :
-أنعااااااااام ! وربى وربي يا أنعام وصلتي معايا لهنا
وأشارت على أرنبه انفها لتكمل :
-أتجرى هاتي الستاير وبلاش مسخرة
تحسست أنعام شعرها بقهر لتغادر الغرفة وهى ترشق فتاه معينه بنظرات غاضبه :
-هو الشيخ هيوصل أمتى يا أمي ؟
نظرت لها أمها وقد ذهب غضبها أدراج الريح :
-فادى أتصل من شويه هما على مدخل البلد
اقتربت أمها من الباب لتغلقه ثم أسرعت لتشدها هامسه :
-تعالى يا أنفال في موضوع عايزة أقولهولك
نظرت لها باستغراب :
-نعم يا أمي
-أسمعي يا بتي قبل سفر الشيخ جاله عمده كفر الغرايبة عارفاه ؟
تقاطع حاجبي أنفال محاوله أن تتذكر :
-أه عرفته كان متجوز خديجه جارتنا
مطت الام شفتيها بامتعاض ثم عاد لها الحماس مره أخرى :
-أيوا هو ....جه للشيخ وطلب ايدك
أرتعش جسد أنفال وهى ترتد للخلف ..فها هو ماضيها يعاد بكل بؤسه وسوئه ، وبنفس السيناريو نفس الكلام وكل شيء الذى أختلف فقط هو جلادها الجديد رفعت أعين دامعه لأمها :
-تاني يا أمي ..تاني ؟ ترموني للكلاب تنهش جسمي
تحولت ملامح أمها للغضب :
-أقطعي !! في أيه يا بنت الساعور... في أيه ؟
خرجت بعض الدموع لترسم ملامحها الجميلة الهادئة بفرشاة من البؤس والألم :
-أيه يا شيخه كامله ...أنتئ مش شايفة ..لو نسيتِ شوفي الأسود اللي لبساه وأنتِ تفتكري
رفعت اكمام جلبابها الاسود وهى ترفع ذراعها امام أعين كامله :
-لو نسيتِ شوفي جروحي ...شوفي العلامات اللي في جسمي ممكن تفكرك
-خلص الكلام يا بنت الساعور ....
كادت تكمل اخراج حزنها في وجه أمها لتقاطعها الزغاريد التي علت من دوار البيت وصوت أنعام يصل لهما:
-حمد لله على السلامة يا شيخ
---------------
ألقى قشر اللب في الطبق أمامه ثم بحث بيده عن كوب الشاي على المنضدة بجوار سريره وعيناه تتركز على الاوراق بيده ..
أخيرا بعدما انهى كوب الشاي الرابع وطبق من الكعك أزاح نظاراته عن وجهه _و التي وقعت منه قبلا وكسر جزء من زجاجها فأصبحت الرؤية بها وبدونها شبه مستحيلة _ أبعد الاوراق وقد قرر اخذ بعض من الراحة ..وقف وهو يفرد يداه بتعب . قبل أن يزحف بـ(الشبشب ) البيتي البلاستك مصدرا صوت مزعج ..وصل للثلاجة الصغيرة الموضوعة في ركن من أركان الصالة الصغيرة أيضا ,,,فتحها وهو يخرج زجاجه مياه بارده ليفرغها في جوفه العطش:
-أأأأح
مسح وجهه من أثر النوم . ثم أعاد الزجاجة لمكانه وواصل أصدرا صوت مسح الارض بـ(شبشبه )البلاستك ..وهو يتثاءب ..هذه المرة لمح الهاتف الأرضي الذى أوصله, ليضرب رأسه بقوه شاتما ..بالتأكيد أمه لم تنم حتى الان لكى تطمئن عليه ..دخل الغرفة ليخرج بعد ثواني. جلس على الارض وهو يأخذ الهاتف في حضنه رافعا الورقة الصغيرة التي كتب عليها رأفت رقم منزل ام ياسر وهو شيء من 8 ارقام لم يستطع حتى الان وهو في ال 28 من حفظه ، نظر للرقم وهو يحاول ان يرى بنظارته المكسورة
-أتنين ..أتنين ..أأأ
وقف وهو يتأمل الرقم لصفر.م اهو 3 أم اثنان
كتب أثنان وهو يعتمد على تخمينه ثم جاءت المعضلة هل هذه خمسه ام صفر ؟
أتبع أيضا تخمينه وهو يضيف صفر ...دق بأصابعه بتوتر من الانتظار وذاك الرنين يطول حتى أنقطع وصوت برعشه لسيده كبيرة يصل لأذنه :
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ..ألو يا حاجه ..معلش مقدرتش اتصل بيك أصلى كنت نايم سامحينى
-مين معايا ؟
-أيه يا أمي ..أنا ياسر
-حضرتك مـــ..
قطع كلامها صوت جرس باب قد وصل لأذانه لتقول له :
-ثواني هفتح الباب وأجي
..زفر بحنق عندما طال غيابها ليسمع صوت الباب يفتح وصوت قفل ثم صوتها من بعيد :
-أهلا أهلا يا..
لم يسمع الباقي لا يعلم لماذا لكنه أراد ان يسمع فأرهف سمعه محاولا الانصات لأى شيء ليصل له صوت الباب يغلق ..ثم صوت تكسير ليتقاطع حاجبيه وهو يردف :
-الو ..الو يا حاجه ...ألو
لم يرد عليه سوى صراخها :
-انت عايز ايه ؟
-روحك يا....
الصق ياسر أذنه اكثر بالسماعة لعله يسمع باقي الحديث صرخ وهو يسمع اثر مقاومه:
-الو...حد يرد يا بنى أدمين يا جماااااعة
لم يرد عليه سوى صوت اشياء تكسر ثم صوت باب تفتحه الرياح وتبعه صراخ قطع المسافات ليصله عبر السماعة ليجعل عرقه يزيد وهو يصرخ:
-يا حيوووووووووان رد... ألواااا
شعر بأحد يمسك السماعة ثم أصوات لاهثه ليقطع الخط بعدها...تصلبت الدماء في شرايينه وعيناه متصلبتان لا يرمشا وقطره من عرقه المتصبب على جبينه. زحفت حتى صدره الذى يهبط ويعلو بشده ..لقد سمع للتو ...جريمة قتـــــــل!!!!!


نهاية الفصل الأول

[اروى بدر]

وبكده انتهى للفصل الأول بس اللاب عملها معايا وفصل فالفصل الثاني هينزل بكرا (I am so sorry ya baby) 😂
مسنية تعليقاتكم على الفصل 😍😍
لنا لقاء آخر غدا بإذن الرحمن

[الأسيرة بأفكارها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
مساء السعادة اروى الغالية...
مبارك حبيبتي روايتك الجديدة...
والفصل جدا مشوق أحببته كثيرا وتألمت لحال رحمة...
وياسر سوف ينقذها من ذلك المقيت صاحب شقتها....
أرجوك بسرعة اذهب إليها...
متحمسة كثيرا للقادم...
وشكرا لمصممتنا المتألقة دوما على تصاميمها الرائعة...
وشكرا لفريق العمل وكادر قلوب أحلام المبدع دوما...
حفظكم الله ورعاكم جميعا جميلاتي...
💓😘💓

[زهرةالكون]

يسلموا على الرواية

[ahmad2006771]

شكرا على الرواية المشوقة وفي انتظار باقي فصول الرواية

[الوفى طبعي الوفى]

تعرفي اول ما قرات اسم ريتاج وياسر وراسيل قلت شو الصدفة اللي خلت نفس الاسماء مع بعض ثاني وبدور اخوان، ولما قرات اسم رافت وفهمت انه هو نفسه طليق راسيل قلت مستحيل تحدث هذه الصدف مرة وحدة، وفعلا كان معي حق، هي ذات الرواية... بس تعرفي شيء، وبتمنى ما تزعلي مني انا حبيت الاسم الأولي للرواية..

انا حبيت الرواية وكنت متابعاها كثير وزعلت اوي انك ما كملتيها وكنت دايما افحص اذا في تكملة واللا لا عشان كذي انا مترددة الحين اتابعها واللا لا، بس ع الاكيد انا مشتاقة كثير للأبطال وللحين أتذكرهم كلهم وخايفة اني احرق للجميع الاحداث.. عشان كذا اعذريني اذا لقيتيني بقلل من تعليقاتي..

[اروى بدر]

مساء الأنوار يا أجمل ناس
معادنا الآن مع الفصل الثاني ولسه بنسخن عشان نخش في الموضوع الأساسي
محدش يشتم بسبب الخاتمة ..افتكروا ان الشتيمة حرام
وبسم الله نبدأ...

[اروى بدر]

الفصل الثاني
(البداية)
كل شيء يبدأ بك..
وينتهي فيك..

تعالت الزغاريد وكادت كاملة تتوجه للخارج ليفتح الباب ويظهر هو ... بطوله الفارع وعضلاته التي لم يستطع قماش البدلة السوداء أن يخفيها أو يقلل منها ،شعره الأسود فوق بشرته المسكية بـلون الخمر تجعل الفرد يضيع في أنحائها كالصحراء، وأتت عيناه النارية لتتم مظهره المرعب، أسرعت أنفال بتغطية نفسها بالوشاح الذى تدلى على عنقها من الناحيتين كعلامة على الاحترام بينما اقتربت منه أمها بعين باردة ولهجة أكثر برودة:
-حمد لله على السلامة يا شيخ
نظر لها بحدة قاتلة مدمدما :
-الله يسلمك
ثم نظر لأنفال بنظرات استفهام :
-خير أصواتكم جايبه أخر البلد ؟
ارتبكت كاملة قليلا ثم قالت شارحه :
-كنت بكلمها على موضوع العريس
نظر لأنفال بتأمل ثم أشار لكاملة متهكما :
-خلاص سبينى أتكلم معاها أنا ... وخلى اللي تحت يسدوا ودانهم
ظهر عدم الرضى على ملامح كاملة فألقت نظره عليه وعليها ثم غادرت وتركت الباب مفتوح أشار لها على مقدمه الفراش ليهمس ببحته المتميزة :
-أقعدى يا أنفال
جلست كما أخبرها بينما هو ألقى جاكته الاسود وبداء في فك أزرار قميصه الأبيض ليتجه للخزانة وكان الارهاق يرسم وجهه رغم ملامحه الوسيمة:
-سمعينى كده ..الحاجه قالتلك أيه
تأملت أنفال يديها التي سكنت في حجرها بتوتر وهى تحاول أن تركز في ما يقوله قبل أن تهرب بعيدا عنه :
-قالت لي أن عمدة الغرايبة متقدم لي
حاول أن يسمع همساتها الهشة المنخفضة كان قد أخرج عبأته وفك أزرار قميصه ليظهر صدره الصلب الذى تنافر بسماره مع بياض القميص ثم أتجه ليجلس راكعا أمامها على الأرض لتتسع عيناها بقوه على حركته ..ألتقط يديها وهو يتأمل احمرار وجنتها فأسرعت بالانكماش على نفسها ساحبه يدها لتحضن بها نفسها بحركة خائفة، زفر لاعنا نفسه بداخله مئة مره فمن الذى تسبب في حالتها هذه ؟ ..هو ! من الذى رماها بكل وحشيه ؟... هو! كل الاسئلة أجابتها واحدة :
-أسمعينى يا أنفال ..أنتِ أختي ...وأنا عارف أن اللي جرا زمان مش بسهولة تنسيه ..لكن حاولي،الحياة لسه قدامك طويلة... هتعيشي طول عمرك حابسه نفسك كده وكسره عينك ومش بتشليها من الارض ؟
رفعت له أعين ساخرة ..باكيه ..بائسه ..طالبة النجاة ! همست بضعف والبكاء أتضح في صوتها :
-الأنسان بيتعود مع الوقت أنه يتعايش مع الذل ...والانكسار
اشتعلت عيناه على كلامها ليزيد عدد لعناته لنفسه ...أنتصب واقفا ليرجع لحدته مره أخرى وهو يحاول ان يخفى ذلك الألم في عيناه :
-أسمعي يا بنت الناس ...دلوقتي الأمر بين أيديكِ موافقه كان بها مش موافقه خلاص يروح في ستين داهيه
ابتسمت بسخرية لتقف مقترة منه ..فظهر الفرق الواضح بينها التي تشبه الهيكل العظمى وهو الذى غطاها بجسده الضخم ...نظرت في عيناه ولأول مرة منذ سنوات:
-أيه رأيك أنت يا داغر ؟ ....
تألمت الشعلات الملتهبة داخل عيناه وهو يتذكر أنها اخبرته نفس الجملة منذ سنوات لتكمل الضغط على جرحه بقوه :
-أيه رأيك يا كيبرنا ...أوافق ولا أرفض ؟
أغلق عيناه بتألم لترتسم ابتسامة شاحبه على وجهها :
- ذي ما كنت متوقعه
اتجهت نحو الباب وكادت تخرج لتلتف له هامسه بكره:
-أن رافضه يا ...شيخ رافضه !
~~~~~~~~~~~~~~

[اروى بدر]

بعد عدة أيام
مجتمع لا يغفر الأخطاء، ينكر كل شخص أنحرف عن المسار حتى لو كان المسار الذى حدده المجتمع خاطئ ..يستحقرون الشخص ...ينبذونه ...يقتلونه ...لكن قتلا بطيئا!
أننا لسنا في حاجة لمعرفة الأخطاء بقدر حاجتنا إلى الاستفادة منها، نتحول لأداه تساعد الأنسان المخطئ لا تنبذه .
رفعت عينيها لأعلى لترى الاسم العريض "مستشفى الرحمة " تنهدت بتعب ..تعب من العادة اليومية منذ سنه. صعدت السلالم لتقابل الست أم أحمد أغمضت عيناها "ها قد بدأنا اليوم الجميل" أوقفتها السيدة البدينة :
-صباح الخير يا دكتورة
ردت عليها السلام بامتعاض لتقترب منها بفضول :
-أخبارك أيه أصل أنتِ ما جتيش بقالك يومين ...كان في حاجه يا حبيبتي ؟
أغمضت عينيها وتماسكت بأخر ما تحمله من صبر :
-لا بس عشان أتنقلنا لشقة جديدة
ابتسمت المرأة بسعادة عندما عرفت خبر جديد لتنشره :
-أيه ده أنتِ سبتى البيت اللي فيه جوزك ...أأأ قصدي طليقك
عدت راسيل حتى العشرة لتنظر لها بغضب واضح :
-أم أحمد الله يخليكِ أنا متأخرة .... عن أذنك
ثم تركت هذه السيدة الفضولية وهى تشد على حقيبة كتفها ...وصلت مكتبها أخيرا لتلقى بالحقيبة بقوه جعلت صديقتها على المكتب الأخر تنتفض فزعه من قيلولتها :
-أستغفر الله العظيم ياااااااارب
عدلت الفتاه المسكينة التي قطعت أحلامها لتهمس بنعاس :
-في أيه يا بنتي على الصبح كده
-الست اللي أسمها أم أحمد دي
-مالها؟
جلست راسيل على مكتبها وحاولت أن تسترخى قليلا :
-أهو جاية تعرف أخر الأخبار ...خلاص أنا تعبت يا مريم تعبت .هو أنا أول ولا أخر واحده أطلق ؟ ليه ليه ده كله ؟
بدأت دموعها بالهطول لتسرع مريم طارده النعاس لتأخذها بين ذارعيها :
-أستهدي بالله يا حبيبتي سيبك منهم
-أسيبنى من مين بس يا مريم ؟ ...أنا عايشه في عذاب ،أنا مش عارفه أعيش و الناس بتبص عليا وكأنى كنت عايزه ده ..كأن موضوع الخلفة ده كان في أيدى
شدت مريم في احتضانها لها :
-يا راسيل كلام الناس مش بيخلص ...وبعدين موضوع الخلفة أنتِ عارفه كويس أن العيب مكنش فيكِ ولا فيه ...لكن ربنا مقدرش يبقا ليكوا أطفال ولا أنكم تكملوا مع بعض ...حبيبتي أرفعي رأسك أنتِ مش مذنبة
-تعبت يا مريم ..أنا حتى أهلي مسلموش من كلام الناس ...لدرجه أننا أتنقلنا بسببي، مريم أنا من درجه يأسى كنت ..كنت هروح لدجال عارفه يعنى أيه أنا كنت هكفر
ابتعدت مريم عنها و نهرتها بغضب :
-أيه الكلام ده يا راسيل؟ ...دول أهلك وبعدين يا متعلمه أنتِ دكتورة يعنى عارفة كويس قوى أن في حالات الأب والأم بيكونا بيخلفوا بس ربنا ميقدرش ليهم ده.. بصي يا راسيل حاولي تهدى نفسك وسيبك من الناس دول هيضروكى ويلا بقا يا ست الحاجه هعمل كوبايتين شاي بالمون عشان أنا مطبقه من أمبارح
رسمت راسيل ابتسامه باهته حتى تطمئن صديقتها لكن بداخلها نار مشتعلة تريد من يطفئها ، تأففت عندما رأت الدكتور غسان يدخل بعدما أبتسم لمريم المتجهة للخارج لإحضار الشاي ..مثلت أنها مشغولة ببعض الاوراق ليجلس على المكتب أمامها بابتسامته اللزجة :
-صباح الخير يا راسيل
رفعت له عينيها بنظرة حانقه :
-دكتوره ...دكتوره راسيل يا دكتور غسان
ذبلت ابتسامته الكريهة :
-أه أه طبعا ...أنا كنت جاي أصبح عليكِ بس
زفرت وهى تخبط بالملف على المكتب :
- أنا بخير ...شكرا يا دكتور
-والدكتور ياسر عامل أيه ؟
وقفت وهى تسحب معطفها الابيض :
-بخير ...أنا ورايا شغل كثير عن أذنك
غادرت الغرفة بغضب لتقابل مريم بأكواب الشاي :
-أيه يا بنتي رايحة فين ؟
أشارت للغرفة خلفها :
-الباشا غسان
رفعت مريم حاجبيها بفهم :
-طب والشاي ؟
ابتسمت بسخريه :
-خليه يطفحه
ثم أسرعت لتخرج للحديقة الخلفية للمستشفى ووقفت تتأمل المرضى الذين انتشروا في جميع انحائها تحت الشجر وعلى المقاعد الخشبية، اتجهت للكافتيريا الخارجية واختارت طاولة بالقرب من حائط المشفى ليأتي النادل الصغير بملامح بشوشة فابتسمت له بلطف :
-عامل أيه يا رشدي ؟
-بخير يا دكتوره ..ها زي كل يوم؟
أومأت له برأسها وابتسامتها تتسع :
-ماشي زي كل يوم

تأملته وهو يبتعد وفكرت بحزن أن الله حرمها من نعمة الأنجاب هي ورأفت ورزقها لأب قاس متعسف مثل أب رشدي الذى يجعله يعمل ليل نهار بينما هو يستلقي في البيت يدخن سمومه هذه ، أستغفرت الله على هذا التفكير لترفع عيناها للسماء زافرة بأمل أن القادم أفضل, قطع تأملها أنها لمحت سيارة سوداء تصطف بجوار سور المشفى فضيقت عيناها، وهي لن تكذب فقد شعرت بالخوف الشديد عندما تأكدت أنها نفس السيارة التي تتبعها منذ أيام، سيارة سوداء تماما و لا يظهر منها حتى سائقها:
-الشاي يا دكتوره
-هه
نظرت بشرود له لتبتسم بارتباك :
-شكرا
مدت يدين مرتعشتين للكوب لينظر لها الفتى باستغراب :
-أنتِ بخير يا دكتور ؟
رفعت رأسها وحاولت ان تطمئنه :
-أه يا حبيبي أنا بس ما نمتش أمبارح كويس
ثم أعادت نظرها للسيارة السوداء لتكمل بهمس شارد :
-وفى موضوع قلقني كده بقاله كام يوم
......................