آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-06-19, 10:22 PM
| #21 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام 
|  والقمر ليس مجرد بند من بنود الشعر والغرام ليس فقط ونيسا ورفيقا ومستمعا.. أنه أيضا مصباحا للفقراء . كانت تجلس بجوار النافذة الوحيدة الموجودة في الغرفة تخيط فستانها الممزق على ضوء القمر بعدما قُطع عنها النور لعدم دفع الفاتورة ...رفعت الفستان أمام عيناها برضى عن النتيجة فقد اختفى القطع قليلا ..اتجهت لتضعه في مكانه بينما تلقى نظره على أبنها النائم بسكينه كـ الملائكة ابتسمت له واضعه قبلة على رأسه وانحنت لتخرج صندوق معدني من أسفل الفراش ثم اتجهت لجوار النافذة مرة أخرى وأخرجت من العلبة بعض المال وقامت بعده ..زفرت بحنق فهذا المال لا يكفى لسداد شيء، لا مصاريف أدويه الصغير ولا ديوان الكهرباء ولا صاحب البقالة ولا حتى الإيجار شحبت وهى تستند برأسها على يديها وتنظر للقمر هامسة: -أنت فين ؟..مش قولت دايما هتبقى جنبي ؟..راح فين كلامك ؟ خرجت لآلئ بيضاء من عيناه وتنفسها ترتفع : -كان كذب ؟...كل حاجه كانت كذب ؟! لملمت جسدها الهزيل بيديها وشهقاتها ترتفع : -يا رب ..أنت العالم أنى اتظلمت ...يا رب مليش غيرك قطع نحيبها طرقات على الباب ..فشحبت ملامحها بخوف من هوية الشخص الذى يأتي لزياره في منتصف الليل ..ارتدت حجابها وأمسكت شىء حاد لتتجه نحو الباب هامسه بحده : -مين ؟ رد عليها الصوت الخشن السكير : -أنا ..أنا شعبان تقاطع حاجبيها باستغراب من زوج عنايات أتريد منها شيء ما ؟ فتحت له الباب -خير أبتسم بـ لزوجة وهو يسند طوله بالكاد: -أنا حبيت بس أسأل عن الاحوال ..ولو كنتوا عايزين حاجه كده ولا كده عقدت ذراعيها امامها كدرع حمايه : -متشكرين مش محتاجين حاجه وكادت تغلق الباب ليوقفه بيده الضخمة وملامحه لا تبشر بالخير بدا بالتقدم للداخل وهو لا يحد بنظره عن صدرها وخصلات شعرها التي خرج بعضها من الحجاب : -هو من الذوق برضو انك متعزمنيش عليا حتى بكوباية شاى ؟ حاولت أن تخرجه وهى تقول بغضب: -يعنى هو يصح أنك تزور بيوت الناس في أنصاص الليالي؟ أحاط خصرها بيده القذرة وحاول ان يقبلها .فأسرعت بخدش وجهه وهى تقاتل كادت تستلم ليده الجلفة فأسرعت بضربه بين قدميه ليرجع للخلف وهو يتألم بينما هي نظرت له بغضب وقد أمسكت بعصا وصاحت بصراخ : -أنت هتخرج دلوقتى ولا أصرخ و ألم عليك أمه لا أله ألا الله ؟ ظهر الخوف في عيناه فأسرع بالهروب : -خلاص خلاص أنا ماشى بمجرد أن خرج أسرعت بقفل الباب خلفه وأقفلت القفل ووضعت كرسي خلف الباب ..بينما جسدها لم يستحمل أكثر فانهارت أرضا وهى تمسح بقوه مكان يدى شعبان القذرة بكت ..وبكت ..حتى أحترق صدرها ...رفعت عينها للحظه لتتسمر على وجه صغيرها ..وهو يجلس على الفراش يراقبها بصمت وعيناه أأأأأأأأأه عيناه كعيناي الآخر... نفس هذه النظرة وجهت لها منذ اعوام، لماذا يجب عليها ان تعش كل هذا العذاب مرتين ؟!أسرعت مهروله نحو صغيرها وكادت تقع فاحتضنته وهى تضمه أكثر لصدرها تريد أن تدخله بداخل قلبها وتحكم الغلق ...شهقت بقوه وهى تضمه اكثر ونحيبها يعلو : -حقك عليا يا خالد ..حقك عليا ! ولم تعرف أتهمسا لأبنها ..أم لهذا الغائب !!! ..................... | ||||||||||
|
|
15-06-19, 10:24 PM
| #22 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| نظرت راسيل لأمها الجالسة تتابع أذاعه القران الكريم بإنصات بينما تسبح ربها على مسبحتها الخشبية الثقيلة : - مساء الخير لأحلى أم ابتسمت لها أمها وهى تفتح لها ذراعيها : -مساء الخير يا عيون أمك.. نظرت راسيل للهاتف بجوار امها لتقول لها : -متصلش لسه ؟ -ولا رد عليا وحياتك مطتت راسيل شفتاها بقلق على اخيها الذى تعلم انه بالتأكيد نائم الان بينما هم ينضجون على نار هادئة خوفا عليه، حضنت أمها تحاول ان تنسيها : -سيبك بقا من ياسر ..وتعالى هنا ...ضفري لي شعرى أسرعت راسيل بالجلوس امام أقدام امها على الارض وهى تربع قدميها تحتها بينما بدأت امها بتضفير شعرها الاسود الخفيف وهى تفكر بحزن على حال أبنتها التي أتمت عامها 28 ..زهره نديه قد يبست! ..و بسرعه سرحت في عالم أخر ..أبنتها الدكتورة التي حلف جميع من في قريتهم بأخلاقها وجمالها ..وذكائها كم من أمرأه جاءت تخطبها لأبنها منذ تمت عمرها 18 ...لكنها كانت (محجوزة) لأبن خالها ..رأفت! ..تنهدت عندما تذكرت رأفت ..لتهمس بداخلها: -حسبِ الله عليك يا فاطمة أنت السبب انتهت من شعرها لتربت على ظهر أبنتها : -خلصت يا قلبي ..يالا روحي صحى اختك ..نامت كثير -حاضر قبل أن تذهب راسيل ..دخلت .ريتاج وهى تتاءب وشعرها الاسود منتشر خلفها كشلال.. لتجلس على الكرسي أمامهما: - ياسر متصلش ؟ ردت راسيل : -لا تضايقت ريتاج من غياب ياسر المفاجئ لثلاثة ايام فتمتمت بعدم رضا وهى تتمطاء: -اممم ...انا هروح أغسل وشى... انا جعانة يا راسيل نهضت راسيل وهى تتجه نحو المطبخ : -طبعا يا قلبى ..حالا ..تأملت الام ابنتها الاصغر وهى تتجه بكل كسل للحمام أما راسيل فأشغلت الموقد وهى تصفر بلحن من ألحان فيرو التي تحفظ أغانيها ... كسرت البيض في المقلاة ثم وضعت براد الشاي واللحن يرتفع في المطبخ سألوني الناس عنك يا حبيبي كتبوا المكاتيب و أخدها الهوا بيعز عليي غني يا حبيبي و لأول مرة ما منكون سوا سألوني الناس عنك سألوني قلتلن راجع أوعى تلوموني غمضت عيوني خوفي للناس يشوفوك مخبى بعيوني و هب الهوى و ما كان الهوى لأول مرة ما منكون سوا توقفت يدها فجاءة وهى تتذكر ان هذا اللحن دائما كانت تسمعه معه وهما يسهران معا ..خرجت دمعه لترسم وجنتيها بريشه الحزن ..فاستندت بضعف على حافه الموقد ..وصور متلاحقة من الماضي تهجم عليها ...فحتى عندما خالفت قلبها وتزوجت رأفت والذي كانت تعتبره أخ وصديق ولا تنكر أنها عشات معه حياة هادئة حتى جاءت زوجه خالها ..سامحها الله ..ولعبت في مياه حياتهما الراقدة ..بعد مرور 3 سنوات دون أنجاب ..وليس العيب منه أو منها لكن الله لم يكتبها لهما ذلك .لتبدأ الصراعات والمشدات التي واجهتها بقوه مسحت دموعها وهى تُذكر نفسها أنها السبب ...فهي في النهاية من طلبت الطلاق حيث أنها لم تستطع أن تستمر في هذه المسرحية أكثر من ذلك..شعرت بيد أمها على كتفها وهى تهزها : -راسيل! ..البيض فتحت عيناها بقوه وهى تنظر للبيض الذى تحول لونه للسواد لتسرع بأغلاق النار ولم تجرؤ على الالتفاف لمواجه امها ثم رسمت ابتسامه على وجهه: -اووووف معلش يا ماما سرحت في المستشفى ومشاغلها .. رمت البيض المحترق في القمامة وعادت لكى تفعل أخر ..لكن قاطعها صوت جرس الباب لتترك المقلاة وهى تقول متهربة من أمها : -أنا هفتح ...أقلي انتِ البيض نشفت يدها ثم سارعت للخارج لتلتف حجاب على رأسها وهى تصيح: -طااااايب فتحت الباب وهى ترسم ابتسامه سرعان ما اختفت عندما رأت هويه الطارق لتهمس بشحوب: -رأفت ! أبتسم لها بجذل وارتباك: -أأأ. ..راسيل جاء صوت أمها من خلفها وهى تتسأل: -مين يا راسيل ..؟ شحب وجه أمها ثم عاد لطبيعته وهى تبتسم له بحب ..: -أهلا ..يا رأفت يا بنى ..أتفضل ابتعدت راسيل بحركات جامده للخلف وهى تنظر للأرض محاوله ان لا تنظر له .دلف هو للبيت ..ثم جلس على الاريكة الباهتة ..وهو مازال يكلمها حتى دخل ذلك الاعصار الوردي برائحه الياسمين وهى تصرخ.: -مااااااما البيض بلعت باقي كلمتها وهى تلمح رأفت جالس على الأريكة لتتورد وجنتيها وهى ترجع بأرجل متخاذلة للخلف ..وركضت لغرفتها ..بينما أبتسم رأفت صارخا لكى تسمعه تلك الهاربة: - مش البت دي اللي كنت بحميها وهى صغيرها ضحكت الام على أبن أخيها ....ثم لاحظت التوتر السائد في الجو .: -هروح أعملك حبه شاي -تسلم أيدك يا عمتي ذهبت أمها متهاديه للمطبخ .بينما .جلست راسيل بهدوء على أبعد نقطه عنه ..ليبلع رأفت ريقه ماسحا لحيته الخفيفة بتوتر: -أحم ..راسيل ...أأ .. ياسر باعتني ..عشان أقولك على حاجه .. لم تنظر له سوى عندما نطق اسم أخيها لتهمس بخوف : -خير؟ أعتدل رأفت في جلسته وهو ..يخرج جريدة من وراء ظهره ليضعها أمام أعين راسيل : -أنت شفتي جرنان النهاردة ؟ هزت رأسها بلا ..ليفتح لها جريدة قد أتى بها معه على صفحه معينه ثم فردها أمامها ..مشيرا نحو خبر أحتل العناوين الأولى : (مقتل رجل في شقه على يد طبيب وعشيقته ) سارت راسيل بعيناها بسرعه على الكلمات أمامها ..ثم رفعت وجه شاحب لرأفت وهى تهمس بضعف : - أيه ده ؟؟؟ .... كادت تبكى ليسرع رأفت : -أهدي و أنا هفهمك الموضوع كله، ياسر طلب أنى أجي عشان أحكي لك وأفهمك اللي حصل واللي هيحصل نظرت له ..ليبدأ في سرد ما أُمر منه ان ينقله لها. | ||||||||||
|
|
|
15-06-19, 10:25 PM
| #23 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| قبل ذلك بعدة أيام أسند يداه على المكتب أمامه وهو يلهث بقوه محاولا أخذ نفس طويل من الهواء ليقول لوجه الضابط المندهش أمامه: -هه ..مياه...هه أرجوك.. رفع الضابط حاجبيه بقوه من هذا الرجل الذى أقتحم المكان فجأة وهو يستجوب مجرمين في قضيه سرقه محل ما فعقد الضابط حاجباه : -انت مين ؟ وازاى تدخل كده أنت شارب حاجه ولا ايه ؟ استرد ياسر أخيرا بعض أنفاسه : -لا والله يا باشا مقصدش ..بس ..في مصيبه حصلت أرجع الضابط ظهره للخلف وهو يقول بتهكم وقد أسند وجهه على كفه يده : -أرغي (تحدث) بلع ياسر ريقه محاولا ان يرطب حلقه الجاف : -يا باشا انا جيت اتصل بـنمرة أتصلت برقم غلط -وده بقا اللي عملي عليه الدوشة ديه كلها ؟ -لا يا باشا ..والله المشكلة ان اللي ردت عليا حد قتلها بانت ملامح الدهشة على وجه الضابط : -والله ..؟(ثم تحولت للعصبية الساخرة ) جرا ايه يا ***** أنت جاي تعملهم علينا على المسا .. شكلك مجنون وهربان من سرايا المجانين -والله يا باشا .. قاطعه بصراخ : -بس ولا كلمه بدل ما اخليك مكان اللي وقفين دول نظر ياسر للمجرمين الواقفين والأصفاد حول رسغيهما، فبلع ريقه بصعوبة وهو يرجع نظره للضابط : -أرجوك صدقني أنا في مصيبه وقف الشرطي بنرفزة وكاد ان يصفع ياسر لولا الصوت الخشن الذى أتى من خلفهم : -في أيه يا أمين ؟ التف الضابط الذى أكتشف ان أسمه امين الان ليؤدي التحية لذلك الرجل العملاق عند الباب : -أبدا يا فندم ده واحد باين عليه واخد حاجه وجاي يعملهم علينا تأمل الرجل نظرات ياسر ليدور خارجا من الباب وهو يقول بصوته الخشن : -تعالا ورايا -------------- -يا بشمهندس ...شارع لبنان اهو يالا بقا ,,بلاش تقطع رزقنا على الصبح أستيقظ ياسر من غفلته وسرحانه على صوت سائق العربة ليسرع بالنزول والشتائم والكلمات الغاضبة تلاحقه ..رفع نظره للمستشفى المقامة امامه والاسم اللامع عليها ليعدل من وضع نظراته قبل ان يخطو بداخلها ..وقف أمام مكتب الاستعلامات وهو يسأل الممرضة التي أبدت بكل وقاحة أعجابها به فسألها بصوت صارم: -لو سمحتي يا أنسه الاقى مكتب المدير فين ؟ -الدور الثالث جنب أوضة الأشعة -شكرا استدار ليذهب حيث وجهته لتصل له كلمات الممرضة لزميلتها: -ده بينه الدكتور الجديد دلف للمصعد وهو يضغط على الزر الثالث وكاد ان يغلق الباب لتوقفه يد أحد ما ليعاود الفتح ..نظر لرجل في اوائل الثلاثينات ينهج قبل أن يدخل بجواره وهو يقول بندم : -أسف جدا يا أستاذ -لا مفيش مشكلة كان رأس ياسر يدور فى جميع الاتجاهات .. وليس في حمل ان يتكلم لكن يبدو على رفيقه ذلك أنه ثرثار وتأكد من ذلك حينما مد يده : -أنا سمير أبو النجا أومأ أحمد برأسه وهو يمد يده بتعب وبكل تحمل نطق : -ياسر العياط أتسعت عينا هذا السمير وهو يهتف: -أنت الدكتور الجديد ؟ يا ميه أهلا وسهلا ..أخوك دكتور عظام برضو أنت رايح فين دلوقتي ؟ زفر ياسر عله يفهم انه متضايق من الحديث معه ليقول بغضب مكتوم: -أوضة المدير -أنا رايح هناك برضو .. يالا بقا عشان نتعرف زيادة شتم ياسر بداخله وهو يفكر بأن الايام القادمة سيصاحبه صداع دائم ------------------------------ (بعد يومان وقبل يوم واحد من اجتماع رأفت وراسيل ) صوت خبط القلم على الطاولة الخشبية كان يدق في رأس ياسر ليقول بحده لم يقصدها : -سميييير أنا صدعت وقف ذلك الاحمق -كما بدأ ياسر يدعوه بداخله – عن الدق ليزفر براحه وهو يعاود النظر للورق بين يداه محاولا التركيز ..فقاطعه رنين هاتفه رفعه بملل .لتتسع عيناه وهو يبصر الاسم امامه ليرد بسرعه استمع لبعض الكلمات ثم أغلق الهاتف ورقال لسمير بعجلة وهو يخلع بالطو الأكباء ويلبس جاكته: -سمير شوف أنت باقي الكشوفات عشان عندي مشوار مهم ساعتين وراجع ........... نظر للبيت البسيط المكون من ثلاثة أداور فقط ولكن رغم بساطته هذه فهو كان في منطقة راقية يعمها الهدوء، زفر ياسر بقوة وهو يدلف للبيت وصوت القرآن يصل له من الدور الثاني ...صعد السلالم حتى وصل للبيت المطلوب ليقترب من الباب المفتوح المعلق بجواره ورقه بيضاء خط عليها اسم المرحومة "سامية عطا لله "وقد وقف عنده بعض الرجال وقف ياسر عندهم ليسلم عليهم ويخبرهم بالعبارات المعهودة في هذه الأوقات ..ثم جلس على احدى الكراسي شد من جاكته و أدار بصره محاولا استكشاف المكان وملاحظه أي قريب للقتيلة ...كان جالسا حيث يعطى ظهره للقادم من الغرفة الاخرى التي يقام بها عزاء النساء ... فسمع صوت طرقات كعب عالي خلفه وأقدام واثقه تقترب منه أكثر وأكثر وكأنها تمثل ضربات قلبه الأن ليلتف مغصوبا .. تسمر بدنه كالحجر وهو يبصر تلك الحورية ذات الرداء الاسود وهى تتهادى بمشيتها نحوه ..تأملها من ساقها بالكعب العالي حتى شعرها البندقي .وعيناها الكهرمانية ....سلخ عيناه بعيدا عنها حتى وجدها أمامه تكلم أحد الاشخاص ومن الحديث فهم انها ابنه تلك السيدة المتوفاة تلك السيدة التي قتلت بالمعنى الأصح، أغلق عيناه محاولا عدم التذكر ترك فنجان القهوة المر متجها نحو تلك القامه الطويلة التي رغم شحوب وجهها هزت بدنه ودموعها واضحه في عيناها: -أحم.. لسلام عليكم ... ألتفت له وهى تنظر باستغراب وحاجبيها يتقاطعان وشعرت بقبضة غريبة تستولي على قلبها وتعصره بداخلها : -وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته مد يده وهو يحاول رسم الحزن على ملامحه: -البقاء لله مدت يدها وهى تومأ برأسها منتظره أن يكمل : -احم أنا..أبن أأأ صاحبة الحاجه سامية قالها بسرعه وهو يدعو بداخله ان تصدقه ..ليجدها ترفع حاجبيها ثم أومأت بابتسامة وهي ماتزال تدقق في عيناه بشك: -اهلا وسهلا بحضرتك بلع ريقه يحاول ان يأتي بفكره تساعده على ـن يأخذ منها ما يريد : -أأنا شغال صحفي في صفحه الوفيات وكنت حابب انى اكتب مقال عن الحاجه الله يرحمها . يبدو ان له مهارات في الكذب وهو لا يعلم فتلك الفتاة صغيرة الجسد صدقته ..وهى تشير له نحو أريكه في ركن من أركان الصالة الكبيرة : -أتفضل جلس على الاريكة لتجلس هي على الطرف الاخر وهى تضع قدما فوق اخرى : -أتفضل اسأل ؟ عدل من جلسته ليكون مقابلها وهو يشد من جاكته : -احم أنسه .. -وجدان الصاوي يا أستاذ.؟ بادر لذهنه اسم احد المطاعم القريبة من منزله : -نادر السعيد أومأت له براسه ليكمل مستعينا بكلمات يسمعها كثيرا بالأفلام : -أولا عايزك تحكى كل اللي تعرفيه حتى أي تفصيله صغيرة قلبت شفتاها وهى تهز رأسها : -طيب أخرج دفتر صغير لا يعلم متى حمله وقلم من المشفى قد نسيه معه ليكمل صوره الصحفي ..وهو يعدل وضع نظارته : -أتفضلي - .أمى كانت ساكنه لوحدها ..انا مش ساكنه هنا ..لأني كان ليا سكن خاص بعيد عنها جنب شغلي ..في اليوم ده سحبت نفسا عميقا محاولا ان تبعد الدموع عن عيونها : -...في اليوم ده اتصلت بيا على المغرب قالت لي أنها عايزانى في موضوع مهم قلت لها خلاص هجيلك بعد مخلص شغلي في المكتب وبعدين روحت البيت بليل عشان اقابلها لقيت ناس كثير متجمعة عند العمارة ولما سألت واحد منهم ..قال لي اللي جرا وأنها .. هنا انهارت دعامات تلك الضعيفة وهى تخرج بعض الدموع : -أنها انتحرت بدى التأثر على وجه ياسر وهو يقول لها بحزن ومد لها منديل : -اسف أني فكرتك التقطت منديله ماسحه دموعها : -مفيش مشكله اساسا كذا صحفي جم قبلك انتظر قليلا حتى هدـت واشارت له بان يكمل فاحتدت نظرته وهو يقترب منها قليلا : - كان في مثلا في البيت حاجة غالية تدعو ان حد يهجم عليها ؟ هزت الفتاه رأسها بالرفض : -لأ خالص كل الفلوس والذهب في خزنه في البنك... هنا مكنش في غير محفظتها تألمت نظرات ياسر هو يتذكر الصوت الطيب الذى رد عليه في الهاتف يوم الحادث ثم وقف وهو يمد يده لتلك الباكية: -شكرا لـ أجابتك والبقاء لله مره تانية يا انسه وجدان مدت يدها محاوله ان تتغلب على أحزانها : - العفو ثم تذكر الورقة التي كتبها مسبقا ليخرجها وهو يدسها في يدها : -بصى يا أنسه وجدان ده رقمي وعنواني عشان لو عزتي أي حاجه متتردديش ..ولو افتكرتِ أي حاجه اتصلى بيا تمام ؟ هزت رأسها بالموافقة وهى تقف مودعه اياه : -شكرا أستاذ نادر أبتسم لها ابتسامة خاصه وهو يتأمل احمرار أنفها من البكاء ..: -ها خلصتِ يا ست هانم التفا الأثنان نحو الصوت الخشن الساخر خلفهما لتضيق عينا ياسر وهو يرى ذلك الفتى وابتسامته اللزجة التي تعلو فمه وهو يتأملها بنظرات وقحة لم تريحه، كاد يريد عليه لتأخذ وجدان هذا الدور قائله بصوت حانق: -هيثم ..لم الدور في ناس موجدين وبعدين ده صحفي كان جاي عشان ينشر قصه ماما في الجرنان أنقل ذلك الهيثم ثقل جسده على القدم الاخرى ومازالت نبره صوته ساخرة : - ..صحفي أمممم...في جريدة ايه ان شاء الله؟ تصبب العرق قليلا على وجه ياسر ليهمس بأول اسم خطر على عقله : -جريدة "الخبر" مدت وجدان يدها مره أخرى لياسر وقد تحولت علامات الحزن للغضب : -شكرا مرة تانية يا أستاذ نادر لو احتجت حاجه هتصل بيك ان شاء الله تناول رقه كفها بيده الضخمة وهو يومأ لها بوجوم ..ابتعدت عنه عاقدها كفيها فوق قلبها النابض بقوة ليقترب هيثم منها وهو يحاوط خصرها بوقاحه أمام نظر ياسر المشتعل كفتيل : -مش قلت بلاش نسلم على رجالة؟ ..أنتِ متعرفيش انى بغير يا... وحول نظره لعيون ياسر المشتعلة ليرفع حاجبيه بمكر : -خطيبتي ! تورد جسد وجدان حنقا وهى تنظر له بغضب ووصل صوتها منخفضا لآذان ياسر وهى تقول لهيثم بغضب: -شيل أيدك من عليا لينفث ياسر نفثا حارا وهو يتركهم مغادرا ..وقد رمى سلام غاضب لا يعرف لما ! أما وجدان ألتفت لهيثم بغضب وهى تزيح يده بقوه من على خصرها : -أبعد أيدك عني أبعدها هيثم وهو مازال يلصق ابتسامه ماكره على شفتيه ليرفع يدا الأثنتين : -خلاص خلاص براحه علينا .. ثم أقترب بشده لأذنها لترمقه بنظرات تضج بالغيظ: -وبعدين يا روحي ..أنت مصدقه أن الراجل ده صحفي ..هه ..هبلة تركها متصلبة وهى تتأمل ظهره والحيرة تبدو عليها لتتسأل نفسها هل نادر صحفي حقا؟ ~~~~~~~~~~~~~~~ | ||||||||||
|
|
|
15-06-19, 10:26 PM
| #24 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| .تنهدت وهى ترفع رأسها أخيرا عن الارض المليئة بالحفر ارتعبت عيناها وقلبها يقع بين قدميها وهي تري المنظر أمامها، لتركض بلهفة نحو المنزل القديم حيث كانت أشياء منزلها القليلة ملقاة أمامها.. والناس تجمهرت حول البيت بينما أتخذ خالد صغيرها ركنا وهو يضع يده على اذنه ودموعه تهطل من عيناه كشلال أسرعت تتلقف جسده الصغير بيدها الدافئة فشهق بقوه وهو يدفن رأسه في حضنها الدافئ مسحت رأسه وهمست له وكأنها يسمعها : -يا حبيي ..أهدى بس هوووووش... أنا جنبك حاولت تهدئته لترى شعبان وهو يرمى باقي اشياءها على الارض بجانب الباقي بينما عنايات تصرخ في احد الرجال : -يلا بسرعه أرموا الزبالة ديه برا أبعدت خالد عنها قليلا لتسرع لها بأعين فزعه : -في أيه يا ست عنايات ..بترمي حاجتي ليه ؟ ألتفت لها عنايات وهى تصرخ بها : -يا بجاحتك ..وبتسألي كمان يا خطافه الرجالة أتست عينا رحمه وشحب وجهها : -أأأيه الليٍ انتِ بتقوليه ده ..؟ تخصرت عنايات وهى تحرك يدها في جميع الاتجاهات: -أسمعي بقا يا بت أنتِِ... أوعى تكوني فكراني هبلة وهيمشي عليا التمثيل بتاعك ده ....لاااااا ده أنا عنايات يا عنيا يعني عقلي يوزن بلد .. أسرعت رحمه بتفتيش حقيبتها وهى تخرج بعض المال : -يا ست عنايات أذا كان على الإيجار ... اهو -هه لا يا روحي ملهوش لازمة انتِ ملكيش مكان في بيتي تاني ابدا أقترب خالد منها ليتمسك بها بخوف لتسرع هي بإمساك يد عنايات والدموع تخرج من عيناها : -أبوس أيدك يا ست عنايات طب سبيني لغاية لما اشوف مكان تاني نفضت يدها بحده وهى تصرخ ليسمع الجميع : -أبدااااا ولا ليوم واحد ...يا بتاعت الرجالة جاية تتلوي على جوزي زي الثعبان أتسعت عينا رحمه بقهر لتنظر لشعبان في الخلف والذى ابتسم بمكر وانتصار لتنظر بقوه لعنايات : -أنا مش بتعات رجاله يا عنايات ثم اتجهت لتلملم بعض حاجتها و مدت يدها الاخرى لخالد وقبل أن تغادر اقتربت من اذن عنايات لتهمس لها : -تبقى تراقبي جوزك كل يوم بليل كويس ثم شدت يد صغيرها وهى تبتعد بينما الناس ينظروا لها باستحقار وكانت هي تفكر أين تذهب !!! ............................. فُتح الباب لتظهر صديقتها عبير بعباءتها البيتية لتتسع عيناها شاهقه من مظهر رحمه الباكي وملابسها المتسخة وخالد النائم على ذراعها : -رحمه؟؟؟!! ............ فُتح الباب لتدخل صديقتها بكوب لبن دافئ وكوب نعناع وضعتهما أمام رحمه وطفلها المستكين بين يديها كحمل رضيع يراقب كل شيء بأعينه المتسعة ..جلست بجوارها لتهمس رحمه وهى تخفض رأسها : -أسفه يا عبير أن كنت أزعجتك بس أنا مليش غيرك بعد ربنا شدت عبير على يد رحمه بحده : -أنتِ أجننتِ يا رحمة؟ ... أنتِ أختي ومفيش بنا الكلام ده -بس ..بس أنا خايفة اكون ازعجت والدتك ولا حاجه أبتسمت لها عبير بحب : -والله العظيم ابدا انا ماما فرحت حتى أن في ولد صغير هيقعد معاها أنتِ عارفه بتبقي لوحده طول اليوم بسبب شغلي تنهدت رحمه بحزن : - أنا هقعد هنا النهاردة بس عقبال ما أدور على مكان - تدوري على مكان أيه بس يا بنتي وبيتي مفتوح والله ما يحصل أبدا قاطعتها رحمه : -بس يا عبير ... -لا بس ولا مبسش ...أنت تقعدي هنا براحتك أن شاء الله ما مشيتي أبدا ده أنا أشيلك في عنيا نظرت رحمه لخالدها الصغير الذى يتناول الحليب وهمست وعيناها قد أدمعت : -أنا مش خايفة غير عليه يا عبير ..طب أنا ومتعودة على الشقا ..المشكلة في هو ..من يوم ما تولد ومشفش يوم حلو مطت عبير شفتاها ثم أقترب من رحمه بتوتر : -بصي انا هقولك على فكره ..بس أوعديني انك مش هتزعلي أومأت لها رحمه لتكمل : -طب ما تروحيله ...هو برضو أبوه و المفروض انه يدفع حق علاجه وأنتِ قولتي أنه من عيلة كبيرة شهقت رحمه وهى تتراجع للخلف وقد أصفر وجهها : -أنتِ أتجننتِ يا عبير ؟ أنا ..أنا ما صدقت أنى هربت منه ضمت رحمه جسدها بارتعاش وهى تتذكر أخر ذكرياتها معه لتقول ونظراتها مثبته على الارض: - مش هقدر ...أنا مش هكدب عليكِ أنا فكرت كثير في الحل ده بس كل ما أفتكر ضربه وظلمه ليا قلبي بيوجعني وأخاف ..(رفعت عينان باكيه لصديقتها ) ده أتهمني في شرفي يا عبير ثم شهقت بقوه وهى تخفى وجهها بيدها فاحتضنتها عبير هامسة لها: -استهدى بالله يا رحمه ...ربنا عمره ما بيظلم حد وأكيد ربنا هينتقم من اللي كان السبب . وضعت رحمه يدها على فم عبير بسرعه وهى تصيح بلوعه وقد قشعر قلبها على هذه الدعوة : -لا ..لا يا عبير ..أوعى تدعي عليه هو أنخدع زي نهرتها عبير بقوه : -أنخدع ؟؟؟ انتِ بتحاولي تبرري له وخلاص .. اقتربت من صديقتها لتهمس بقرف: -أنتِ لسه بتحبيه يا رحمه ؟ بعد كل اللي عمله فيكِ .. ركزت رحمه بنظرها على الارض وهى تهمس لعبير : -مش عارفه كل ما أحاول اكرهه ..بلاقي نفسى بحبه أكثر بلاقي نفسي بتتألم أكثر أحاول أقنع قلبي انه آذاني لكن قلبي بيقول أنه كان مخدوع وانفجرت باكيه لتحضنها صديقتها وهى تهمس فى أذنها : -اللي جاي أحسن ان شاء الله ...اللي جاي أحسن ............................. | ||||||||||
|
|
|
15-06-19, 10:27 PM
| #25 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| -يتاخد مرتين في اليوم المرهم ده و أشوفك بعد أسبوعين مع أشاعه جديده رد عليها الرجل ذو البطن الضخم والذى يبدو انه يجاهد ليخرج الكلام : -أن شاء الله يا دكتور أراح ياسر جسده للخلف وهو يتنهد بتعب ..بعدما سمع صوت الباب يغلق .. يشعر بصداع قاتل يغزو رأسه ..سمع دقات مرحه على الباب ثم دخل سمير : -السلام عليكم .ام حسن عملت حبه شاي زي الفل قلت لازم اجبلك كوباية أبتسم لسمير الذى اعتاد عليه قليلا والذى أبدى حسن صداقته رغم ثرثارته: -أنجز يا عم وحط الشاي هنا -أه يعنى طارده محترمه -بالضبط كده -يا بني ده أنا حتى شلت عنك ساعتين النهاردة عشان مشوارك المهم جلس سمير و كأن ياسر لم يطرده منذ ثواني ..ليقول وهو يتطاول على بسكويت موضوع أمامه ويأكله بكل بساطه : -أيه رأيك... دكاتره القسم خارجين النهاردة ما نروح معاهك؟ -يا أخى مش هتبطل المحاولات الفاشلة بتاعتك دي لعب سمير بحاجبيه مغيظا له : -لا مش هبطل و يالا بقا الساعة 5 منوبتنا خلصت .. هعزمك على رغفين حواوشي من راجل فتح على الناصية أنما أيه.تحفة مط ياسر شفتيه بقرف : -حواوشي ؟ .يوم ما تعزمني هتعزمني على حواوشى يا منتن؟؟ ..قوم قوم -طب خلاص خلاص براحه كده ..خلاص يا سيدى تعال وانا هعزمك على كبده قوم بقا مش عايز أكل لوحدي تأمله ياسر بنفاذ صبر وجه سمير الصغير الذى يناسب جسده الطويل والرفيع ..وكأنه خله أسنان ..وليس دكتور بهيئته البسيطة ونظارته التي يقسم أنها من العصر العباسي ..وشعره المتروك بإهمال دون عناية : - ..يالا يا سيدى تعالى .. كبده ..كبده وماله ابتسامه شقت وجه سمير وهو يقف منتظر ياسر ان يبدل معطف الاطباء بسترته: -أيوا بقا خرجا معا متوجهان للاستقبال ليمضيا خروجهما ...نظر للممرضة التي لم تبعد نظرها عنه وهو يقول بنبره عملية: -تبقى تقولي لدكتور قاسم أن ..الدواء رقم 5 قرب يخلص ..خليه يبعت طلبيه من المخزن بيه أومأت بدلع : -من عيوني يا دكتور زفر ياسر بملل منها ..وهو يقول لسمير: -أنا هروح الحمام الاول أومأ له الاخر ..وهو يحاول ان يستدرج نظرات الممرضة بحركات خرقاء .... .... غسل يداه قبل أن يلتقط عده مناديل ورقيه .. وهو ينظر لنفسه في مراه الحمام ثم خرج متجها نحو قاعه الانتظار ليجد سمير يتكلم مع أحد الرجال الذى أعطى ظهره له ..ثم أبصر سمير وهو يشاور عليه وكلماته تصله : -أهو جه أهو أقترب اكثر ليسمع نبره سمير : -يا دكتور قريبك رأفت كان بيسأل عليك ألتف رأفت بحاجبين متقاطعان باستغراب لياسر .وكاد يعترض ليقول ياسر بتوتر شادا رأفت من يده : -تعالى يا رأفت عايزك في موضوع ضروري لم تتغير نظارات رأفت المستغربة ..ليشده ياسر بتوتر : - تعالى -------- راقب سمير قدوم رأفت وياسر وملامح رأفت لا تبشر بالخير ..ليبتسم لهم : -ها ..يالا عشان ناكل ..ما تيجي معانا يا رأفت رفع رأفت يده معترضا : -لا لا الله يخليك ..لسه الحاجه مالية بطني بعيد عنك عارف أكل الامهات بقا ألتف رأفت لياسر وهو يصافحه : -يالا أتكل انا على الله عشان المكتب ولو عزت حاجه كلمني -تمام هعدى ان شاء الله عشان أطمن عليهم ثم صافح سمير ليذهب بعدها قال سمير لياسر: -باين على أبن خالك ده راجل جدع وطيب أبتسم ياسر : -أكيد ما هو لو مش طيب مكنتش .. خليته يتجوز أختي رفع سمير حاجبيه باندهاش : -هو رأفت يبقا جوز أختك؟ تنهد ياسر بألم وهو يقول بحزن : - كان جوزها... أطلقوا بعد كام سنة من جوازهم .. أتسعت عينا سمير أكثر : -ولسه بتكلمه لحد دلوقتي ؟ مسد شعره وهو يسير : -ده نصيب يا سمير ..وبعدين ولا هو غلطان ولا أختي غلطانه ..أمه الله يجزيها خير هي اللي وقعت بينهم ضرب سمير يده بتعجب : -لا حول ولا قوه ألا بالله .. ده أنت حالك حال أبتسم ياسر وهو يضربه على كتفه : -أيوا بما أنك شايف البير وغطاه ..يالا بقا أنت اللي هتدفع حق الكبدة صرخ سمير باندهاش ..: -نعم ؟ صوت ضحكات ياسر أنتشر في الشارع حتى ألتف له بعض الناس ليروا ذلك المهرج الذى يضحك --------- لملم ياسر ..علب الطعام التي انتهى مصيرها في بطنه ..وزجاجه من المشروب الغازي التي انتهت بنفس مصير العلب...توجه نحو صندوق المهملات يرميها ..قبل أن يعود ليجلس على الطاولة الخشبية الصغيرة مزيحً هاتفه الذى فرغت بطاريته ولم يجد الشاحن حتى الأن، تناول ورقة وقلم كعادته القديمة وبدأ يخط بالقلم كعنوان للصفحة تاريخ الحادثة 1-4-2019 ثم بدأ يكتب كلمات متفرقه محاولا أن يرتب أفكار وهو يحدث نفسه : -فى يوم الجمعة ..أتصلت بيها ...غلطت في رقمين ...بعدين الباب والصريخ ..الشرطة محدش فيهم ساعدنى .....الشقة العزا ...الست طيبة ...أبنتها ..مجبوره على خطبها ومفكرة أمها انتحرت ...اتصلت امها بيها ترك القلم وهو يزفر بضيق ..فلا يوجد أي من تلك الكلمات التي كتبها قد تفييده مسح وجهه بتعب وهو يحاول ان يفكر في الخطوة القادمة قطع تفكيره صوت طرقات على الباب الذى حاول اصلاحه لكن يبدو ان تعبه ذهب أدراج الرياح وتلك الخبطات القوية تكاد تخلع الباب من مكانه: -طااااااااايب صرخ من أجل ان يتوقف ذلك المزعج عن تحطيم باباه الضعيف ..فتح الباب ليقابل رجل ضخم الجثة وملامحه الغاضبة توحى انه اما قد خرج من الجحيم ..أو من السجن ..أو احتمال ثالث وان هذا الرجل لديه اضطراب معوي ..وقد خرج حالا من الحمام : -أستاذ ياسر ؟ هز ياسر رأسه بالموافقة لينحني عليه الرجل وهو يقول بهمس باحثا بعينه على أي احد يتنصت عليهم : -أنا جيلك في موضوع الست اللي اتقتلت شحبت ملامح ياسر وتجمدت يده الممسكة بالباب ..ليقول لذلك الرجل : -دخلني بدل ما حد يشوفنا ارتخت يداه من الرعب ..ليظن الاخر انه قد سمح له بالدخول ...كان منظر مضحك أن يرى ضخم الجثة هذا داخل جحره ....جلس الضخم على الطاولة الصغيرة امام شرفة تطل على الشارع قائلا لياسر المتحجر في مكانه : -بص مفيش وقت أنى أشرحلك ..بس كل اللي عايزك تعرفه ..أن الست اللي ماتت دى .ماتت بسبب حاجه عندها في الشقة ... ثم بلع ريقه : -جوزها كان مخبي ال.. أتسعت أعين الرجل ضخم الجثة بتصلب وحدقته تتسع ..ومن ثم انحنت رأسه بتلوي على رقبته وذلك الصوت الغريب اتى من النافذة (كصوت انفجار صغير ) ..تقاطع حاجبي ياسر بقلق وهو يقترب هامسا : -أأأ ..يا أستاذ .. سمع حشرجة صغيره منه ليقترب محاولا ان يسمع : -طابا ...عيله الحاج همـ...ام ثم انقطع صوته ليهزه ياسر بقلق فوقعت رأس الرجل للخلف وظهرت بقعه دم مكان تلك الرصاصة التي دبت في صدره ..تراجع بذعر ..وجهه تحول للون الليمون ..ويداه تنزل بجوار جسده بصدمة وهمس بكلمات شاحبة مثل وجهه: -يا نهار ..أسود! ---------- | ||||||||||
|
|
|
15-06-19, 10:30 PM
| #26 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| لا حد للقسوه .....لا زر تحكم لها ... ما ان تفتح حتى يخرج الوحش بداخلنا أضغط على الزر وسترى العجب العجاب ! وفى صحن الدار المزين بالسجاد اليدوي واللوحات الأثرية على جدرانه وفى جلسه في الوسط تململ وهو يمد يده لفنجان القهوة العربي : -تسلم أيدك ابتسمت هاله بسعادة وفخر بينما امتعضت ملامح أنعام التي وقفت بجوارها بكره وهى تفكر انها أحق بكلمة الشكر هذه أكثر من الخادمة : -ها يا حاجه ايه اخبار خزين البيت؟ مدت يدها هي أيضا لتأخذ فنجانها من هاله : -بخير ما فيش حاجه ناقصه بس عايزين ممرضه جديده أغمض داغر عيناه بحده ثم نظر لها بأعين أشتعل اللون الذهبي بها : -هو مش هيبطل شغل العيال ده؟! هذه المرة رفعت كامله أعين حاده له وبسخريه ردت عليه : -الواحد لما تتاخد منه حاجه ملكه يتجنن ومش بيهدى الا لما حاجته ترجع له وضع داغر الفنجان بقوه على الطاولة _وقد وصل له المعنى المبطن لكلامها_ مما جعل جسد أنعام وهاله ينتفض رعبا بينما لم تهتز أعين كامله بل نظرت له ببرود قاتل فصاح بغضب في وجهيها : -تقصدى أيه بكلامك؟ عادت لتشرب بعض القهوة مره أخرى بحركة باردة : -قصدى أنت فاهمه كويس يا ولد الحرام وقف ليقترب وهو يحنى بيديه الاثنتان مستندا على مسند كرسيها المذهب ليهمس أمام عيناها المحدقة به بقوه غير عابئة : -يا حاجه كامله ..متحوليش تلاعبينى ..لأنك لو ناسيه ايه اللي جرا اخر مره قبل سنين فاتت.... واتسعت عيناه حتى ظهر اللون الاحمر الممتزج بالذهب داخل عيناه وهمس: -أفكرك ! أنتصب واقفا وهو يعدل من عبأته الصوفية ليغادر الدار بخيلاء ...وما أن غادر حتى أخرج الهاتف من جيبه وهو يتأمل الحديقة الخلفية للبيت بنظرات غاضبه هز قدمه بعصبيه من الرنين الذى طال ثم قاطعه صوت نائم : -امم... عايز ايه يا داغر ؟ -أيوا يا فادى ...خالد طرد الممرضة تاني أستيقظ فادى باعدا عنه النعاس وحاجبيه يتقاطعان بملل : -تاني ؟!.. خلاص هبقا أوصى على ممرضة جديدة أضيقت عينا داغر وهو يركز بقوه على الورد أمامه ليهمس بشيطانيه : -لا ..المرة دي أنا عايز واحدة بالاسم ..أسمها رحمه المحمدي شغاله في مستشفى الفتح في الزاوية...عايزها يا فادى بأي طريقه وقطع الاتصال مع فادى وعيناه أحتدت اكثر : -أما نشوف اخرتها أيه مع سي خالد غمغم بهمس ليتجه لصاله الرجال رأى رجل من رجاله ينتظره هناك ليقف بمجرد ان راه فجلس داغر على الكرسي الضخم في قلب المجلس : -في ايه يا عبد الله؟ أقترب منه ليهمس له ورأسه منخفضة: -أنا عملت ذي ما أمرت يا شيخ مفيش حاجه غريبة... من البيت للمستشفى ومش بتخرج خالص ألا وهى رايحة الشغل ومفيش أي خطر عليها ... تؤمر بـ أيه يا شيخنا ؟ ألتمعت عينا داغر بطريقه مرعبة فدب الحذر فى قلب عبدالله ليهمس له بشيطانية: -أبعت جبلي الواد اللي في الاسطبل خلى الرجالة يربطوه في الأوضة هنا وبعد كده عايزك تروح زيارة ..لبيت العياط هز الرجل رأسه بمكر: -أمرك يا شيخ ......... أخذ يسير مجيئا وإيابا في الغرفة وهو يضرب رأسه بحسره : -هعمل أيه أنا في المصيبة ديه دلوقتي؟ ...يااااارب ضرب فخذه بقوه وهو مازال يطوى الغرفة محاولا أن لا ينظر للجثة ..يقسم أنه سينهار لو رآها ..قطع تفكيره صوت طرقات مره اخرى على الباب لكن هذه المرة كانت خبطات ضعيفة أتجه بتوجس نحو الباب وهو يقول بتساؤل: -مين؟ رد عليه صوت خجول : - أأأنا وجدان أتسعت عيناه وهو يلعن حظه ..ليحاول ان يخفى ملامح وجهه قبل أن يفتح وهو يرسم ابتسامة لم تكتمل : -أأأهلا أهلا ابتسمت له بحيائها المعتاد : - أنا ..كان في حاجه ضرورية لازم أقولك عليها ..وحولت اتصل بيك لكن الموبيل خارج الخدمة تشنج جسد ياسر وهو لا يعلم ..ماذا يفعل فمن الواجب ان يدخلها لكن لو دخلت للداخل الأن سترى الجثة و....أغمض عيناه مقاطعا خياله الخصب ابتسمت بتوتر منتظره أن يدخلها ..لكن قطع توترهما ..صوت صفارات انذار الشرطة تأتى من بعيد ..ثم أصبح من الواضح أنها تحت المنزل ليمر بضع ثوانى قبل أن يسمع صوت يصدح في الميكرفون الخاص بالشرطةأتسعت عينا وجدان بشده. وياسر يشدها بقوه للداخل مغلقا الباب خلفه ..لتصر خ به بقوه : -أنت أيه اللي بتـــ... قطع كلامها رؤيتها لتلك الجثة الضخمة على الكرسي أمامها واللون الأحمر يغزو صدر الرجل ..لتصرخ بشده وعيناها تتسع برعب فنظر لها وهو يقول بجذل .وملامحه جزعه : -طبعا أنا لو حلفتلك على المصحف أنى مش أنا اللي قتلته مش هتصدقيني صح ؟ نهاية الفصل الثاني | ||||||||||
|
|
|
15-06-19, 10:32 PM
| #27 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| وبكده يكون أنتهى الفصل الثاني على خير أتمنى يكون عجبكم متنسوش التشجيع والتعليقات اشوفكم يوم السبت الجاي بأذن الله عشان تبدأ حكايتنا  | ||||||||||
|
|
|
16-06-19, 02:29 AM
| #29 | |||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| اقتباس:
بالنسبة للاسم انا كنت معجبه جدا بالاسم الأول لكن كل الناس مكنتش فاهمة الاسم لذلك لقيت ضرورة لتغير الاسم عشان يكون فهمه احسن المهم اتمني الرواية تعجبك وتكون اتحسنت من وجه نظرك💕💕💕 | |||||||||||
|
|
|
16-06-19, 09:32 PM
| #30 | |||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| اقتباس:
| |||||||||||
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
17Likes
العرض العادي
