12-12-19, 03:02 AM
| #791 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 6 والزوار 13) هند صابر*, اناسي, nadosh89, samam1, Meyami, كريستنا دمتم بامان الله وحفظه احبتي | ||||||
|  |
|
12-12-19, 11:10 AM
| #792 | |||||
| اقتباس:
اكيد مااقصد الاجرام بمعناه الحقيقي، انما قصدت انك تجعلين مشاعرنا تجاه الابطال تتأرجح كل مرة بمشاعر متغيرة غير ثابته، واسلوب مشوق بحيث لااستطيع الانتظار لمعرفة الاحداث الى اخر فصل ❤❤❤ | |||||
|
| |
|
12-12-19, 01:33 PM
| #793 | ||||
| أتمني أن تكون روايتك القادمه "شرقيه" مثل رواية شئ من الندم ونبضات متمرده وروايتك الشرقيه اﻷخري ، وليست "غربيه" مثل سلسلة قلوب منكسره ، رغم إني قرأتها كلها وأعجبت بقلمك فيها ، إلا أن الروايه الشرقيه تمس القلوب وبها دفئ أكثر من الروايه بنمط غربي . | ||||
|
| |
|
12-12-19, 01:41 PM
| #794 | ||||
| بعد إنتهاء الروايه "أتمني ألا تنتهي" ، أتمني ألا تطيلي علينا الغيبه بروايه جديده بقلمك . وشكرا علي كل إبداعاتك في رواياتك السابقه سواء غربيه أو شرقيه وهذه الروايه . الله يحفظك إنتي و عائلتك ، و "العراق" وشعبه . موفقه بإذن الله ، لك مني أجمل تحيه . | ||||
|
| |
|
12-12-19, 05:35 PM
| #795 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  الحلم الرمادي .... الفصل الثالث والاربعون الحلم الرمادي الفصل الثالث والاربعون ......... (لحظة حرجة) ثم شدت على يده وقالت بنبرة خافتة: "اعرف ما بك .... اعلم ان غيابها قد أنهك قلبك .... اشعر بك وان انكرت وان كابرت وان غضبت تبقى الحقيقة واحدة .... انت تحبها دون ان تعلم انها متغلغلة بداخلك دون ان تظهر لها وللأخرين ذلك .... اكتشفت بغيابها انك لا تقدر بدونها وانها مهمة جدا عندك" اطرق وبقي هكذا حتى صرخت امه بفزع: "جاسر!" اذ خرج الدم فجأة من انفه وبغزارة! .................................................. ................................. بيلسان وهي تنفث الدخان وعبر عيون داكنة الحمرة ونبرة صوت مخنوقة: "عمت المنزل حالة من الهلع والكل غير مستوعب ما حصل لجاسر الذي كاد ان يفقد حياته بسبب ارتفاع حاد بضغط الدم لولا لطف الله وعنايته .... أتساءل .... ما الذي أوصل جاسر الى حافة الموت هكذا؟ .... يمكن ان أكون انا السبب؟ ام فشل عملية ديم ام غياب هتان؟ ام فقده لوظيفته؟ ام كل الظروف اجتمعت لتولد بداخله كمية من الضغط اسفرت عن انفجاره؟ أخبريني يا امي وأريحيي قلبي .... من المتسبب الحقيقي بتعاسة جاسر وهلاكه؟ .... انا؟ اليس كذلك؟ انا وراء كل المصائب التي يواجهها؟ .... نعم .... نعم انا .... انا سعيدة جدا .... جدا كدت ان اقتل جاسر .... قتلت قلبه مئة مرة مقابل قتله لقلبي .... انا صعبة المراس يا امي ولحمي مر .... انا اليوم رفعت راية النصر وليس الاستسلام .... وصلت الى مرادي واكتفيت الى هنا مع انني كان بنيتي ان أوجه له الضربة الأخيرة المميتة عندما اكشف له حقيقة ما وقع لسولاف ابنة عمي الطاهرة البريئة التي عايرتني يوما بأني رخيصة وبلا شرف .... كنت أتمنى ان أرى ملامحه وهو يتلقى الصدمة لكن لا .... حرام .... الى هنا وكفى .... لأني .... لأني لا اريده ان يموت ..... تصوري" وضحكت بضعف واستغراب وهي تتطلع بأمها التي تتطلع بها بصدمة وواصلت بصوت مرتعش وضحكات غريبة: "تصوري .... لا اريده ان يختفي من هذه الدنيا .... لأني .... لأني لا اريده ان يرتاح تصوري" هزت والدتها رأسها وهي تتأملها بإحباط واسف حتى نهضت بيلسان واتجهت اليها ونزلت الى الأرض وامسكت ركبتيها قائلة بنبرة وملامح غريبة وصوت متقطع: "صدقتي .... لا لا انا امزح .... انا لا اريده ان يموت لأني .... احبه .... انا أحب جاسر .... احبه .... انا أحب جاسر" سقطت دموع والدتها واغمضت عينيها عندما غمرت رأسها بحجرها وكأنها تستنجد بها ورددت بضعف كبير: "خلصيني منه .... ارجوك .... خلصيني من عذابه .... اقتليني احرقيني .... افعلي أي شيء الست ابنتك؟ انا اطالبك برصاصة الرحمة فجاسر السرطان الذي فتك بجسدي ولا يأبى ان يغادرني حتى الموت .... اقتليني كي أعتقه ويعتقني" ودخلت بنوبة بكاء هستيري ليشتعل قلب أمها التي رددت بهمس: "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا جاسر" .................................................. .................... نهض وائل بسرعة وحرك عويناته وقال بذهول: "ديم!" سارت بخطوات بطيئة وهي تقول بنبرة يأس: "اسفة لأني اتيت اليك بوقت عملك لكنني بحاجة اليك" تأملها بنظرة ودية وعيونه تفيض بالترحاب وأشار الى الكرسي قائلا بسرعة: "اسفة؟ .... أي عمل هذا الذي يجعلني لا استقبلك؟ انت مهمة جدا عندي يا ديم .... تفضلي" قالت بنبرتها الناعمة المحببة وهي تجلس وبملامح هادئة وشخصية متوازنة: "لم آتي بصفة مريضة بل صديقة .... اريد ان أتكلم مع أحد فالكل ادار لي ظهره وصفيت وحيدة .... اخي بركات ابتعد عني فجأة وكأنه تخلى لما لم اجاري رغباته واهوائه .... وجاسر .... جاسر خرج من المستشفى لبيت اهله تصور؟ .... انه اختار ان يذهب الى هناك وهو يعلم جيدا انهم لا يستقبلونني .... تراه لماذا فعل ذلك؟ ربما الإجابة واضحة .... كي لا يراني اليس كذلك؟ كأنه يريد ان يرتاح مني! منذ ان منحه الله عمر جديد بعد ان كدت ان اخسره وهو لا يتطلع بوجهي وكأنه يحملني ذنب ما .... كأنه يرى بي السبب وراء كل ما يجري .... جاسر لا يريدني ان أقف الى جانبه بمحنته .... انه يريد الابتعاد .... اول مرة يجاهر بهجري هكذا" جلس وائل وبقي يتطلع بها مطولا ووجد نفسه قد فصل عن الواقع وسرح بخياله .... كان وجهها يشع نور وعيناها كمصابيح متوهجة وخصلاتها الشقراء المتدلية من أسفل الايشارب تتأرجح وتلاعب خصرها الذي كأنه يعاني مجاعة السنين وتؤرجح معها مشاعره وتشعل نيران اللهفة والتشوق بداخله .... قصدك بوضع الايشارب حجب عيوبك عن الانظار ام قصدك حجب جمالك ام اثارة الفتنة بالقلوب؟ .... قوية .... جميلة .... هادئة في حزنها وتأبى الانهيار .... لا تحب الخسارة .... تخفي انكسارها عبر شخصيتها المتزنة .... تتكلم عن اوجاعها بمنتهى التأني .... تتمسك بحقها الى اخر لحظة كاللبوة .... ديم .... ايقونة جمال .... حب حياتي .... تلك اللحظة التي كنت انتظرها لسنوات .... ان أكون ملجأك وموضع شكواك وسرك. .................................................. ........... كان جاسر مستلقي في سريره في غرفته القديمة التي ايقظت بداخله حنين الى ماض الى سنوات كان قلبه بها طليقا وعابثا .... الى دنيا بلا متاعب بلا مسؤولية بلا هموم بلا عذاب بلا شوق مؤذ وذنب مضن محملق في الفراغ وكأنه يريد ان يترك نفسه فريسة لكلمات وعبارات وهمسات تطارد ذاكرته وتحرمه من لذة الراحة والنوم .... كلمات لم يكن يعي معناها بوقتها ولم يولي لها الاصغاء ولا الاهتمام وكأنه كان مغيب او مخدر لكنه اكتشف اليوم انها محفورة بأعماقه! كلمات صداها أصبح يتردد عليه كثيرا وتحارب اعصابه! "اراجع نفسي؟ انا اراجع نفسي يا جاسر؟ لو اردت ان اراجع نفسي سأجد انني اعطي بلا مقابل" "اجري؟! تتكلم عن الاجر؟ حجمت كل ما بيننا من مشاعر وعلاقة ظننتها صادقة وشريفه وجردتني من كل الصفات وحصرت الامر بالمادة؟ انا اتلقى الاجر مقابل ما منحتك يا جاسر؟" "لم اعد اصدقك" اول طلوع الصبح سآخذك الى ابيك سأوصلك بنفسي لكن سأنتظرك لأعيدك معي لا أقدر على فراقك ولن احتمل البيت بدونك" "ديم ديم أيضا ديم؟ الدنيا كلها تدور بالنسبة اليك حول ديم وفقط! وانا اين من كل ذلك؟ بأي خانة ركنتني؟ اين انا من حياتك ومشاريعك ومخططاتك للمستقبل؟ تزوجتني لتركنني جانبا؟ لقد سئمت .... سئمت" "مات ابي ولم اره لم اره يا جاسر رغم انه كان يطلبني كل يوم وكان ذلك امامك لم يكن يريد شيء سوى رؤيتي لا تنظر الي هكذا الذنب ليس ذنبك ولا ذنب أحد انه ذنبي وحدي انه جرمي ما كان يجب ان أكون ضعيفة" "اكرهك اغرب عن وجهي اكرهك ابي كان يصارع بين الحياة والموت وانت منغمس بفحوصات وتحاليل عقيمة الحياة بيننا أصبحت مستحيلة انتهى كل شيء" "الم تسأمي من المقارنة؟" "طلقني" "أحاول ان أقدر ما تمرين به مع إنك بالغت كثيرا هتان تعالي معي وكفى .... كما ترين ابوك قد مات وليس لك سواي تعالي ولا تعندي لأنك ربما غدا ستندمين" "اعدك انني لم اندم ولن اعود اليك اريد الطلاق وأريد حقوقي" "انت طالق" أغمض عينيه واستدار الى الناحية الأخرى ووضع يده على اذنه "انا احبك الطلاق كان ردة فعل لا أكثر ارجعي الي ارجوك ارجعي الى البيت كل ركن فيه يحتاج رعايتك برودة لا تحتمل حلت بالمكان وبقلبي" "قصدك كل ركن في هذا البيت بحاجة الى خدمتي تريد مجرد خادمة طوال النهار وعشيقة بلا كرامة بالليل" "اريد زوجة" "زوجة بأقل التكاليف وبأقل الخسائر زوجة صماء بكماء لا تغار لا تشعر لا ترفض لا تتدخل لا تتصل لا تحلم ما أبخسها من زوجة مشروع ناجح بالفعل زواج مصلحة استغلال علني وانانية ليست لها مثيل" "كل ذلك انا فعلته معك؟ هذا كلما تتذكرينه عن علاقتنا؟ سأتجاوز كلامك وأنسى اننني سمعته فرصة أخرى يا هتان لأني مشتاق اليك شوق لا يوصف" "مقابل ماذا؟ اعود مقابل أي شيء ستوفره لي؟ قل لي ماذا اعددت لي حتى أرضا؟ ربما أفكر ان اعود اليك إذا أعلنت زواجنا وسجلته بالمحكمة واسكنتني ببيت بمفردي لأني لست خادمة لزوجتك" "فيما بعد كل شيء طلبته سأفعله فيما بعد" "ستعودين رغما عنك وبلا شروط" "لا اكاد اصدق انك جاسر الذي احببته تبدو بلا ضمير" "نعم بدعة لما ضاقت بك السبل لجأت الى أسلوب رخيص لتدخلي من جديد لهذا البيت بحجة الحمل الم تستحي؟" "ليست بدعة انها إرادة الله لو كنت متمسكة بذلك البيت وهدفي العودة لما طلبت الطلاق صدقني انا مكرهة" "إرادة الله؟ تريدينني ان اصدق إنك حامل بالفعل؟ "بعد ان اجدت التخطيط وبدأت تعلبين بمستوى سخيف جدا وغير مناسب استدرجت ديم اليك وجعلتها تعيدك بكل امتنان اما عن توسلي لعودتك فذلك لأنني احتاجك لخدمة ديم ورعايتها عموما ببدعتك ظننت إنك ضربت عصفورين بحجر واحد من جهة أدخلت بركات الذي على شاكلتك كورقة لعب رابحة لتستجدي رعاية وعطف ديم وتقبلها لاحتضانك والوقوف الى جانبك واسنادك ومن جهة أخرى تستخدمين الحمل كوسيلة ضغط وتهديد ضدي لتنتقمي لنفسك الحسودة المريضة مني ومن ديم لكن اود ان احذرك وانصحك لله انت تلعبين لعبة وسخة ورخيصة وستعضين اناملك ندما فتراجعي وعودي ادراجك اختفي من حياتنا فوجودك كالسم الذي يجري بالعروق ببطء" لماذا لا تردين علي؟ أصبحت لا اطيق وجودك سؤالك متأخر جدا لو كنت موجود ما اوصيت احد لا تلمسني انتبه الى وجود اخوته كلهم في الغرفة ماثلين امامه دون ان يشعر بوجودهم! اعتدل بسرعة ليقول يوسف بابتسامة: "لست هنا تماما .... انت غارق مع نفسك" تنهد وقال بسلبية واضحة: "غارق بهمومي" يوسف وهو يقترب ويجلس على السرير قربه وبنبرة غير مقتنعة: "قصدك غارق بأخطائك" خفقت اهداب جاسر وقال بسرعة: "ماذا تقول؟" اقترب سعيد وقال وهو يشد على كتفه: "لا بأس عليك يا اخي .... ازمة سخيفة وستتعافى بأذن الله .... وعندما تتماثل للشفاء لدي موضوع هام اود ان افاتحك به باعتبارك كبيرنا" تطلع به جاسر بتفحص ثم اومأ له ببطء واشاح ببصره عنه لينظر الى سولاف التي نحفت كثيرا وفقدت حيويتها فمد لها يده لتمسك انامله وتضغط عليها قائلة بحزن: "خشيت عليك كثيرا .... لست مستعدة ان افقدك انت أيضا .... نحن كلنا نحتاج الى وجودك بحياتنا .... الف سلامة على قلبك حبيبي" ابتسم لها ببهوت ودخلت امه قائلة: "ماذا تفعلون هنا؟ اخوكم بحاجة الى الراحة والهدوء هيا اخرجوا .... هيا" وتطلعت بسعيد كأنها تحذره من ان يفتح معه أي موضوع قد يزعجه ثم اشارت بعينيها الى سولاف الكئيبة لتخرج وعندما نظرت الى يوسف قال: "اما انا فجئت من اجل موعد الدواء" الام وبارتياح: "ساعد لك وجبة خفيفة صحتك ليس كما يجب يا جاسر .... ارجوك من أجلي ارح اعصابك وعلى مهلك مع نفسك فنفسك لديها حق عليك" اومأ لها ببرود حتى انصرفت وهي تدعو له بتمام العافية بقي يوسف معه في الغرفة وجالس قربه ولم يتحرك فتأمله جاسر بهدوء كأنه شعر ان لديه كلام! خاصة ان تلميحه كان غليظ واثار حفيظته "غارق بأخطائك!" يوسف وبنبرة واثقة: "بصراحة انا تعمدت البقاء لنتكلم قليلا او بالأحرى أتكلم انا وانت تسمع فقط" استغرب جاسر اللف والدوران وقال بصوت بارد: "ما بك يوسف؟ بعينيك نظرة لم افهمها منذ دخلت" يوسف وبنبرة صادقة: "كلهم قالوا لك ما عندهم وحان دوري لكن ما سأقوله مختلف عنهم وليس تقليديا.... اسمح لي ان أقول لك أمور قد تزعجك أفضل من ان نبقى نبتسم بوجهك ونربت على كتفك ونخبرك انك مضغوط ومهموم وان الحياة أقفلت بوجهك والظروف تكالبت عليك وانك لا تستحق وانك ضحية المشاكل التي فرضها الزمن عليك" جاسر وهو يرفع حاجبه: "اف .... هجوم شديد اللهجة .... اسمع يا اخي لست مستعد ان اتلقى مزيد من اللوم والتأنيب فالذي بي يكفيني .... ارجوك .... انا متعب وافضل ان ابقى وحدي" يوسف وبمواجهة: "جاسر اسمح لي ان أقول لك شيئا .... انت ضعيف ولست قيادي" قطب جاسر وتأمله بشيء من الاستنكار والرفض لكن يوسف نهض وقال وهو يسكب الماء في الكأس ويجهز له حبة الدواء: "رغم انني الأصغر سنا ولا يجب ان اواجهك او اوجهك لكني وجدتك بحاجة الى من يكشف حقيقتك امامك .... لا تهمني العواقب بقدر ما تهمني انت" خفقت اهدابه وتناول الكأس من يده وبداخله رغبة بسماع ما عنده! وضع الحبة بيده وقال بمنتهى الجدية: "انهض يا جاسر .... لست بمريض .... انفض نفسك وافرض طولك وتسلم القيادة التي تركتها للنساء بحياتك" اتسعت عيناه وكأن الكلام استفزه وقال بنبرة حادة "ماذا تقول؟ كيف تجرؤ؟" يوسف متجاهلا لانفعاله: "زوجة تتحكم بمشاعرك وتسيطر عليك تحت مسمى الحب وبحجة المرض والاعاقة والشعور بالذنب تذعن لكل مطالبها دون ان تشعر بنفسك وأخرى هربت منك لشعورها بضعف شخصيتك وحماقتك .... وحالك واقف ورزقك منعدم وهارب من كل شيء وجالس هنا متذرع بالمرض .... هذا اسمه هروب من المسؤولية .... اسمه ضعف .... جلسة العجزة هذه لا تناسب رجل مثلك .... حقيقة وضعك يرثى له" بدأت أنفاسه تتلاحق وقبل ان يقول شيئا واصل يوسف: "علمنا والدي يرحمه الله انك كبيرنا وانك الاب من بعده ومن حقنا عليك ان نجدك قدوة وكبير بأفعالك ومثال نقتدي به ونحذو حذوه .... انت تخذلنا .... للأسف" أسدل اهدابه وشعر ان الكلام مس عقله وقلبه رغم قسوته ثم رفع بصره عندما شد يوسف على كتفه وقال: "لينك وتعاطفك مع ديم افقدك احترامك في بيتك وأصبحت هي من يوجهك وتهاونك وتقاعسك مع الأخرى جعلها تنفر منك وتذهب دون ان تحسب لك حساب وتنازلك عن حقوقك جعلك تفقد عملك وايمانك بأنك عاجز جعلك تفقد الطموح وتفضل الاستسلام.... ادارة الحياة بحاجة الى قبضة من حديد والقرارات المصيرية يجب ان تكون باتة غير قابلة للنقاش وتتفرد بها وحدك كونك رب العائلة.... سواء في بيتك او عملك او حتى مع قلبك .... تصرف باهلك كقائد وليس منقادا وكن صارم.... استرجع كل شيء خسرته وضعه في مكانه الصحيح وستجد حينها إنك أكثر تأثيرا عليهم" .................................................. ................. عندما خرج يوسف واغلق الباب ضاقت عيون جاسر ودعك شعر ذقنه الطويل ببطء .... ربما انت محق يوسف .... انا تهاونت وتركت الحبل رخوا جدا. .................................................. ................................. بعد مرور بضعة ايام ......... ام جاسر وبهمس وتوبيخ: "تريدين ان تفضحي امرك امام اخوتك؟ تقتلين جاسر وهو هكذا بحال متدهور؟ مجنونة؟ تعترفين لجاسر؟ وبهذا التوقيت؟ ما بكم جننتم؟ مرة سعيد يريد ان يخبره عن بيلسان ومرة انت وعارك تريدون جلب اجله؟" سولاف وبضعف: "النجاة في الصدق يا امي ان قلبي لم يعد يحتمل كمية الخوف والحزن والوجع .... نعم بهذا التوقيت لان جاسر بحياته لم يتفرغ لنا الا بهذه الأيام .... لم أكن اراه لم أكن اشعر بوجوده و" أمها وبزجر: "اششش اخرسي .... انا اتفقت مع المرأة وسينتهي الامر دون ان يشعر أحدا .... لا تستهيني بدماء اخوتك فهي ساخنة جدا وسيقطعونك اربا .... هيا اغربي عن وجهي هيا" خرجت سولاف من المطبخ ودموعها بعينيها وما ان ابتعدت حتى تلاشت تعابير الغضب من وجه الام لتحل محلها تعابير الشفقة والعطف والدموع أيضا .... لا بد لها ان تظهر القسوة كي تتمكن من إيجاد الحلول قبل فوات الأوان. .................................................. ................. اطرق واصف بانزعاج كبير وبدى متأثرا جدا لتقول له ام عابد بمواساة: "لا بأس كل شيء بهذه الدنيا مكسب وخسارة ومرة لك ومرة عليك لا تنسى انك تقاعست في الفترة الأخيرة وخلقك ضيق وليس عندك الحماس السابق نفسه .... الفوز يأتي بعد الجد والاجتهاد" رفع بصره وقال: "انت محقة .... لم ابذل الجهود السابقة نفسها .... انا متعب .... الامر ليس بيدي" تأملته وقالت: "تغير حالك كثيرا .... وانشغلت عن حياتك وعن عملك بقصص أخرى .... اسمع يا ابني أحيانا كبح جماح الانفس هو العلاج وطريق النجاة .... اكبح مشاعرك" تطلع اليها بسرعة وهز رأسه قائلا باستنكار: "ماذا تقصدين؟ .... لا افهمك" ونهض وابتعد الى الناحية الأخرى لتتجه الى الباب قائلة: "بل تفهم" قال بسرعة قبل ان تخرج: "ام عابد" التفتت اليه وابتلع ريقه ليقول باستسلام: "لا أقدر" .................................................. ............................ تطلع جاسر الى وجهه بالمرآة في الحمام وتناول شفرة الحلاقة وباعتداد ازال شعر ذقنه ثم عطر وجهه وصفف شعره وبريق قاتم وغامض بعينيه .... فعلا الى هنا وكفى .... انه اقوى اليوم بكثير وقلبه اصلد وبقناعة تامة قرر ان يتولى القيادة الفعلية هذه المرة وسيفرض ارادته غير آبه بالعواقب .... عرفت .... عرفت ولن اتنازل بعد اليوم. قالت ام جاسر بغبطة عندما خرج من غرفته وهو بكامل قيافته واناقته: "بسم الله ما شاء الله .... تبارك الرحمن .... مشتاقة لهذه الطلعة البهية منذ زمان يا جاسر .... أ .... بما إنك تنوي ان تخرج فيجب ان اخبرك بأمر .... جاسر اعلم انك تعاني من ازمة مادية و.... انك فقدت وظيفتك وانك بحال متعسر لذلك اقسم عليك بغلاة والدك ان تأخذ حصتك من المال المودع بال" قاطعها وبنبرة باتة: "لا .... مستحيل .... انا قادر على حل الازمة بأذن الله ولن اصرف على نفسي ولا ليرة واحدة من مال ابي هذا عهد قطعته على نفسي" تبعته قائلة بتوسل: "انه مبلغ مودع بالبنك تقاسمه مع اخوتك لماذا يبقى مجمدا و" التفت اليها وقال بتأثر: "والدي منع علي المال بحياته فلا يرضيني ان اخذ شيء بعد مماته .... لتكن الحصة صدقة جارية على روحه .... تبرعوا بها لفعل الخير" هي وبحزن: "وهل هناك خير أكثر من ان تفتح بيتك و" تركها وخرج وهزت رأسها قائلة: "رأسك ناشفة طوال عمرك وتختار بتعنت" عندما التفتت وجدت سعيد واقف خلفها ومتكأ على الباب وفاجئها بقوله: "اريدك ان تخطبي لي بيلسان" شهقت ووضعت يدها على صدرها وقالت بهمس: "اخطبها؟" سعيد وباصرار: "نعم واليوم .... اليوم تأتين معي لبيت عمي وتطلبي يدها .... بيلسان موافقة .... وانا أحبها" قالت بقلق: "الوقت ليس مناسب يا ابني .... و.... اخوك غير موافق وانت تعرف موقفه من الموضوع" سعيد وبحدة: "اخر همي رأي جاسر .... انا انسان مستقل ولدي حرية اختيار شريكة حياتي وسأتزوجها رغما عنه. .................................................. ............................. قال جاسر وهو يقود سيارته بسرعة فائقة وعبر الهاتف: "نعم اريد ان ابيعه وبأسرع وقت .... حسنا كلمني على هذا الرقم ان حصلت مستجدات" .................................................. ....................... ركب واصف سيارته وصعدت ام عابد معه واتجها الى زيارة هتان كعادتهما نهاية كل أسبوع واثناء الطريق حاولت ام عابد ان تتكلم معه بهذا الشأن لانها استسلمت لمشاعره ان قلبه متعلق بالفتاة والامر ليس بيده وعليها ان تذكره دائما بمغبة ذلك واثاره السلبية على حياة كل منهما قال بمنتهى الجدية: "اعرف ولذلك انا أحاول ان اجعلها لا تشعر بما أكنه في قلبي .... اريد ان أقف الى جانبها بتلك الأيام لأنها موشكة على الولادة .... هتان بحال صحي مضطرب وطبيبتها اخبرتني ان ولادتها ستشكل خطر على حياتها .... انا خائف جدا عليها .... اريدها ان تتعدى الازمة سالمة وبعدها يحلها الله بمعرفته" .................................................. ........................ كانت هتان تصفف شعرها عندما رن جرس الشقة وتطلعت بالساعة عندما سمعت عمتها تقول من المطبخ: "افتحي الباب يا هتان لقد وصل واصف" اتجهت هتان الى الباب وهي تبتسم بارتياح وعندما وضعت يدها على مقبض الباب اسدلت عمتها اهدابها بارتباك ثم رمقت ريتاج المنهمكة بتجهيز الشاي بنظرة جانبية وابتلعت ريقها فتحت هتان الباب باندفاع وبوجه مبتهج لتتلقى صدمة عمرها! .... جمد الدم بعروقها وتلاشت ابتسامتها واتسعت عينيها بذعر وكأنها رأت ملك الموت الذي سيقبض روحها عندما رأته ... اسند يده على الباب وقابل صدمتها الواضحة بابتسامة ماكرة! ................. التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 12-12-19 الساعة 05:55 PM | ||||||
|
| |
|
12-12-19, 06:26 PM
| #796 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 11 والزوار 17) هند صابر*, د/عين الحياة, التوحيد, بسمه أمل, samam1, ovis, شيفيكا ابروي, أم زهرة, الصلاة نور, مهندمروان, Hessaeh | ||||||
|
| |
|
12-12-19, 07:26 PM
| #797 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 14 والزوار 19) هند صابر*, كريستنا, braa, مرمر1, ovis, Reem1997, Meyami, snowwhite79, الصلاة نور, كوكب المريخ, أم زهرة, فديت الشامة, بسمه أمل, samam1 | ||||||
|
| |
|
12-12-19, 08:11 PM
| #798 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54 ( الأعضاء 12 والزوار 42) هند صابر*, الصلاة نور, هدىh, امال ابراهيم ابوخليل, رسوو1435, braa, ovis, Reem1997, Meyami, snowwhite79, كوكب المريخ, أم زهرة | ||||||
|
| |
|
13-12-19, 01:10 AM
| #800 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 9 والزوار 17) هند صابر*, الصلاة نور, MennaHassan, لوجين 65, lucyman, sara osama, حبيبيه, nouhailanouha, soussoudz | ||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4Likes
العرض العادي
