آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إيه رأيكم بأول بارت من روايتى .. يا رب تعجبكم لأن اللى جاى أقوى و أطول .
أكمل تنزيل 43 81.13%
أوقف كتابة 1 1.89%
الفصل يكون طويل 17 32.08%
الفصل يكون قصير 1 1.89%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-19, 03:09 PM   #91

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الحادى عشر ... الجزء الثانى :
*****************************************


وقف يتابع إنطلاقة السيارة بنظرات شيطانية حقودة مثله ... لم تهدأ نيرانه لثانية و هو ينتظر اللحظة التى سيسحق بها رأس ذلك المغرور المتكبر ... بداية بإستقوائه بأمواله و أموال والده و التى كبرها و نماها بذكائه و حنكته ....ولم تتوقف فقط عند الأموال فقد نال فارس قدرا من التعليم جعله يتميز عنه بشئ أكبر ... فالأموال بمفردها لا تصنع الإحترام .... نعم الإحترام الذى يحظى به فارس من الجميع فمعاملته البسيطة لأهل حارته جعلته المفضل بينهم و المنفر بعينيه هو ....
سحب مسعد نفسا طويلا و زفره دفعة واحدة زافرا معه نيرانه المقتدة و الذى قرر أن يضع لها حدا و نهاية اليوم .. إبتسم بخبث و هو يخطط و يحيك برأسه خطة محكمة للتخلص منه و التلذذ بقطعة السكاكر و التى لم يرغب بإمرأة كما رغبها ... غزل ...
أخرج هاتفه من جيب بنطاله و أجرى إتصالا فأتاه الرد ... فإتسعت إبتسامته و قال بقوة :
_ تمام جدا .... إستعدوا بإشارة منى و عاوزها ليلة حمرا و الدم يبقى للركب .
أتاه الرد بالموافقة و الدعم ... فأغلق الهاتف و أعاده بجيبه و أخرج علبة سجائره و أشعل سيجارته و نفث دخانها بنشوة و هو يدندن :
_ هو قانون البحر و الكل عارفينه ... وزن السمك فى الشبك بإسم اللى صايدينه ....
و إنطلق ناحية سيارته جلس بها منتظرا لحظة الصفر ليصبح كبير تلك الحارة البغيضة منتصرا على ألد أعدائه و حاصلا على مبتغاه و لو بالزواج ....


حاصرها طوال طريقهم بنظراته الثابتة عبر مرآة السيارة الجانبية ... لم تشعر بالضيق أو النفور من محاصرته بل كانت تشعر بنشوة و زهو بأنها أثرت بذلك الجلمود الثلجى ... فقررت أن تمنحه بعض النظرات الفيروزية الساحرة و هى تتطلع إليه بغرور و ثقة ...
إبتسم فارس بسخرية على زهوها بنفسها ... مغرورة .. و لكنها لذيذة رغم كل شئ و الأهم أنها صغيرته المشاغبة فلتعبث معه قليلا ... يحق لها ...
إنتبه الجميع على هتاف غزل بضجر و غضب :
_ وقف العربية فورا يا رامى ... بسرعة .
ضغط رامى كوابح سيارته مسرعا .. و إلتفت إليها قائلا بتعجب :
_ فى إيه يا غزل ؟!!
لم تجبه بل ترجلت من السيارة متحفزة و هى تكاد تكون تهرول مسرعة .. تعقبها فارس و رامى بقلق من تصرفها العجيب ...
وقفت غزل أمام عربة يجرها حمار و صاحبه ينهال عليه بالسياط بدون رحمة و لا إحساس ... و صرخت قائلة بغضب :
_ إنت يا بنى آدم خلى فى قلبك رحمة ... بتضربه بالشكل ده ليه ؟!
أجابها الرجل و هو يشيح بيده بوجهها قائلا بنبرة ماجنة :
_ و إنتى مالك يا ست .. خليكى فى نفسك .
لم يكمل كلماته لأن ذراعى فارس كانتا الأسرع و هو يجتذبه من جلبابه و أوقفه على قدميه مواجها تلك العينين المشتعلتين و ملامحه الصلبة و هو يهدر به بغضب :
_ إتكلم بأدب لهحط عليك التاتش بتاعى .
إبتلع الرجل ريقه بتوتر و قال بهدوء :
_ يا باشا هى اللى إتهجمت عليا .
مسحت غزل بكفها على ظهر الحمار و عاينت جروحه و لاحظت دموعه الصامتة و كأنه يستجديها ان ترحمه من عذابه ... فإلتفتت برأسها ناحية الرجل و حدجته بقوة و قالت بصوت قاتم :
_ أنا دلوقتى همسك البتاع ده اللى كنت بتضربه بيه و هضربك بيه علشان تحس بوجعه يا حيوان .
ثم هزت رأسها نافية و أردفت قائلة بحدة :
_ لأ الحيوان أحسن منك .. إنت ظالم و مفترى .
ثم تطلعت بتلك الحمولة التى تحتاج عربة نقل لسحبها و قالت بصدمة :
_ بقا إنت عاوز الحمار الغلبان ده يشد العربية دى كلها ... إتقى الله يا أخى حرام عليك .
اجابها الرجل بتريث و خوفا من ذلك الوحش المتأهب للإنقضاض عليه :
_ يا ست هو متعود ... و باعدين ده حمار مش بيحس يعنى .
كأنه سكب البنزين على النار فإزداد غضبها و عادت للحمار و كففت دموعه بيدها و عادت للرجل و صفعته على وجهه بقوة و سط نظرات التعجب من فارس و رامى و الرجل ذاته .. و قالت له بصوت منفعل :
_ حسيت بدموعه على وشك .. و لا تحب أخليك تحس بيه أكتر .
كظم الرجل غضبه خوفا من نظرات فارس نحوه بينما إقترب رامى من غزل و قال لتهدئتها :
_ خلاص بقا يا غزل ما تكبريهاش .
فتحت حقيبتها و قالت للرجل بنبرة قاطعة :
_ الحمار ده تمنه كام .. مش هسيبه معاك ثانية .
إتسعت عينى الرجل بتعجب و أجابها مسرعا :
_ مش هبيعه طبعا .. ده أنا باكل من وراه عيش انا و عيالى .
أجابته مسرعة :
_ هتقول بكام و لا هتصل بمدير عام حقوق الحيوان و هوديك فى ستين داهية .
وقف بجوارهم رجل صاحب كشك بقالة و قال لها بإعجاب من تصرفها :
_ ربنا ما يوقعك فى ضيقة يا ست هانم ... إنتى صح .
تحدث فارس أخيرا و قال للرجل بحزم غير قابل للنقاش :
_ فك الحمار ده فورا .
تطلع إليه الرجل بعجز .. و زفر بضيق قائلا :
_ حاضر يا فندى بس عاوز فيه تلت بكاوى .
أخرج فارس حافظته و أعطاه المبلغ و عليه زيادة و قال بقوة :
_ إتقى ربنا بعد كده .. لأن ده روح و هتتحاسب فيه .. سامع .
أومأ الرجل برأسه و فك الحمار من سيارته .. فحك رامى مؤخرة رأسه و قال بضيق :
_ هنعمل إيه مع الحمار ده بقا هنركبه معانا فى العربية .
إبتسم فارس بخفوت و اخرج هاتفه و هو يطالع حنان غزل مع الحمار و كأنه إنسان يشعر بها .. و خاطب أحد رجاله قائلا :
_ أيوة يا سعيد ... تعالا شارع ***** عند بنك **** هتلاقى بعده كشك قدامه حمار ... خد الحمار و ديه مخزن من مخازنا لغاية ما أشوف هعمل معاه إيه ....... آه حمار .. و إعمل اللى بقوله من غير برطمه سامع .... تمام مع السلامة .
أخرج فارس من حافظته مبلغا ماليا و أعطاه للرجل صاحب الكشك و طلب منه قائلا بتهذب :
_ خلى الحمار ده قدامك يا حاج و واحد من رجالتى هيجى ياخده دلوقتى .
أخذ الرجل المبلغ المالى بسعادة و قال له بإمتنان :
_ الله يعمر بيتك يا باشا ... و هحطه فى عنيا ما تقلقش .
إلتفت فارس ناحية غزل التى تنظف للحمار جروحه بمحارم ورقية و طالعها بفخر .. ثم إلتفت ناحية صاحب الكشك و إبتاع لها قارورة مياة ... و قال لها بحنو :
_ تعالى إغسلى إيديكى يا غزل .
إنصاعت لأمره و غسلت يديها و أخرجت من حقيبتها سائل مطهر و طهرت كفيها و ودعت الحمار بكلمات مقتضبة و عادوا للسيارة و فارس يبتسم براحة ....


وقفت ورائه تطالع شروده بألم ... فمن كانت تتفانى فى إسعاده و تلبية أوامره دون إعتراض الآن أصبحت ترى نفسها سببا لألمه ... جزء ما بداخلها يشعر بنشوة رؤيته منكسرا بسببها و متألما .. تعرف هوية هذا الجزء إنه كرامتها و كبريائها .....
سارت بخطوات ثقيلة و دلفت لشرفته و جلست أمامه على ذلك المقعد الخاص بها و الذى يرغمها على الجلوس عليه أمامه دون حراك و لكن هذه المرة بإرادتها ... طالعته بنظرات غلبها الوهن و... الشوق .....
أحيانا يصبح قلبنا عدوا لنا لا جزء منا .. يجعلنا ننصاع لأوامره و لو بدعسنا على كرامتنا .... رؤيتها له بهذا الشكل جعلها تشعر بالذنب و الضيق فحبيبها يجلس حزينا بسببها فعن أى كرامة تفكر الآن ... فليضربها و يسبها لو أراد و لكن ليتخلى عن تهدل وجهه ذلك و نظرته المنكسرة تلك ...
طال صمته و شروده فقالت ميناس قاطعة تلك الحالة بتوجس :
_ حمزة .
خرج من شروده العميق و البعيد على رؤيتها أمامه جالسة على كرسى الإرضاخ كما يسميه فكلما أراد أن يشعر بقوته أجلسها عليه عنوة لساعات كى تشعر بقهر جلسته على كرسيه المتحرك طوال اليوم ... و كى يضمن بقاء سيطرته عليها و كبته لرغباتها و التى ستشعر بها يوما ما و ستتركه و تبحث عنها فى مكان آخر مع شخص آخر ...
لم يجيبها و إكتفى بنظرات ذات مغزى لم تفهم منها شيئا ... فأردفت قائلة بهدوء :
_ مش هتاكل ... ميعاد الدوا فات .
نسمة رقيقة نثرت شعراته الطويلة و الناعمة على وجهه .. فسقط معها قلب ميناس من جمال تلك اللحظة و من جماله و هو يعود بتلك الشعرات خلف عنقه بأنامله قائلا بنبرة مداعبة :
_ عوزانى أقعد أكل قدامك و إنتى آخرك تشربى شوربة .. مش هتبصيلى فى الأكل .
إبتسمت بخفوت و قد عادت الحياة لعينيها و وجهها و أجابته بوهن :
_ لأ مش هبصلك فى الأكل .... وأنا ليا يوم فى الإسبوع بشرب فيه شوربة و مشروبات ديتوكس فعادى يعنى .
هز رأسه متفهما و قال بنبرة ثابتة :
_ أكيد نشوى هتدعى علينا دى المرة الكام اللى بتحضر فيها الأكل .
وقفت ميناس و إلتفت حوله و دفعت كرسيه قائلة بهدوء :
_ فداك ... بس كل كويس علشان العلاج .. إتفقنا .
إتسعت إبتسامته التى لم تراها و أجابها قائلا :
_ إتفقنا .
بعدما إنتهت نشوى من إعداد المائدة ... تطلعت لإبتسامتهم بيأس و قالت بداخلها :
_ هما دول مجانين و لا أنا اللى لسعت ... و لسه لما الحبيبة التانين يتجوزوا و يجوا هنا ... هتحلو على الآخر .. أصل أنا ناقصة ليال و رامى كمان ... إنت المستعان يا رب .
إبتسمت لميناس بخفوت و تركتهم يتناولون وجبتهم بهدوء و خرجت تهز رأسها ......


دلفوا الشباب إلى المول يتطلعون لواجهات المحلات و غزل متحمسة للغاية تشاركها ليال حماسها .. أما رامى فكانت عينيه كاميرا تحاوط ليال فى محاولة بحث عن متطفل سيتجرأ و ينظر فقط ناحيتها ....
وقفت غزل أمام واجهة محل بدل رجالى وأشارت لرامى قائلة :
- شوف يا رامى البدلة دى تجنن .. تعالى ندخل و قيسها .
رد رامى مسرعا :
- لأ سيبك منى خلونا فيكم و بس .
وقفت ليال أمامه و قالت راجية بطريقة طفولية :
- علشان خاطرى يا رامى قيسها .
إقترب رامى منها وقال وهو يلتهمها بعينيه :
- ده أنا علشان خاطرك أشترى المحل كله .
عضت ليال على شفتيها بخجل .. و أشاحت بوجهها بعيدا عنه فضربت غزل جبهتها وقالت بحنق :
- إخلص يا رامى هتقيسها و لا لأ .
زفر بضيق و قال بتسليم :
_ حاضر .... إتفضلوا .
دخلا أربعتهم للمحل .. و أشارت غزل للبائع على طلبها ... فأحضره إليها مشيرا لرامى بتتبعه ....فدلف معه لغرفة القياس لرؤي البدلة عليه .. وقفت غزل تبحث وسط البذلات عن شئ آخر لرامى .. إقترب منها فارس وقال مداعبا :
- وأنا مش هتختاريلى حاجة أنا كمان .
تطلعت إليه بغرور و قالت :
- ﻷ .
إبتسم فارس وقال بعبث :
- ليه كده .. بصراحة ذوقك عجبنى .
تذكرت فستانها والتى سترتديه بعرس ليال ورامى .. فبحثت عن بذلة مناسبة له ورابطة العنق والتى بنفس لون الفستان و قالت :
- إدخل قيس دول .. وأنا متأكده من ذوقى والمقاس .
دنا منها قليلا و قال مازحا :
_ بقولك صحيح عندى مشكلة كده فى المرور و كنت عاوز رقم " مدير عام حقوق الحيوان " ِمعرفتك ده يمكن يحلهالى .
رفعت عينيها نحوه و هى زمة شفتيها فى محاولة فاشلة منها لكبح ضحكتها التى إنفجرت بها بنبرة رنانة جعلته يلتفت حوله متحفزا لأى منتحر سيطالها بنظرة واحدة .... فهدأت قليلا و قالت بلهاث :
_ إنت شرير على فكرة .
حمل بذلته من يدها ودخل لغرفة القياس ... بعدما طالعها مطولا و تركها فى تخبطها و حيرتها ...
قاس البدلة والقميص ورابطة العنق .. إبتسمت شفتيه وهو يطالع هيأته الجذابة و ذوقها الرفيع .. ثم خلعهم ..
خرج رامى من غرفة القياس قائلا بفرحة :
- هاه إيه رأيكم .. هى ليال فين ؟!
أجابته غزل ببديهية :
- مقعداها فى جنب علشان ما تشوفكش بيها غير يوم الفرح .. بس طالع عريس بجد .. ربنا يحميك ... واجهة .
ضحك رامى ضحكة عالية و قال :
- والنبى لسانك اللى بينقط عسل .. يعنى هعجبها .
أشارت غزل بإبهامها و قالت :
- الشياكة ليها ناسها .. وسيم وسيم وسيم .. يالا بسرعة غير هدومك لتشوفك .
عاد مرة أخرى لغرفة القياس .. بينما خرج فارس وهو يحمل بذلته على يده .. عقدت غزل حاجبيها منه وقالت بتعجب :
- إيه ده .. قلعتها من غير ما أشوفك ليه .
رد ببروده المعتاد :
- هتشوفيها عليا يوم الفرح .. مفاجأة يعنى .
زمت شفتيها وقالت بطفولة :
- ماليش دعوة كنت عاوزة أشوفك بيها .
رد بإقتضاب :
- ﻷ .
حدجته بغضب وتركته وإبتعدت .. إشترى كل من رامى وفارس بدلتيهما .. ودلفوا لمحل فساتين سهرة وأفراح .. وقفت ليال أمام الفساتين البيضاء بفرحة وأخذت تتطلع إليهم بإعجاب .. غالبتها دموعها .. فإقترب منها رامى وقال وهو يكفف دموعها :
- دى دموع الفرحة مش كده .
أومأت ليال برأسها وقالت و هى تطالعه بسعادة :
- مبسوطة قوى .. والفساتين تجنن .
إقتربت منها غزل و لفت ذراعها حول كتفها و قالت بحنو :
- حبيبتى يا لولو إن شاء الله هتبقى عروسة زى القمر .
ثم وقفت بينهم و قالت لرامى بصرامة :
- زى ما هى ما شافتش بدلتك إنت كمان مش هتشوف فستانها .. إختفى بقا شوية .
قطب رامى جبينه و قال بضيق :
- يا سوسة ... خلتينى أشترى بدلتى أول علشان تزنقينى .. أصلى .
ضحكت غزل و قالت و هى تقترب من فارس :
- أنا و فارس هنقوم بالواجب و هنختار لها فستان يعجبها .. إخرج إنت إقعد فى الكافيه اللى قدام السنتر .
أومأ رامى برأسه وقال :
- ماشى يا غزل مردودالك يوم فرحك .
و تركهم و خرج .. وقفت غزل هى و ليال يبحثان وسط فساتين الزفاف بفرحة .. و فارس يشاركهما بحثهما حتى رأى ليال بفستان ما .. فأشار عليه و قال بحماس :
- قيسى ده يا ليال .
تطلعت الفتاتان إليه مطولا .. تتأملان فخامته .. و تلألأله فقالت له ليال بقلق :
- بس ده شكله غالى .
تطلع إليها فارس بلوم و قال :
- مافيش حاجة تغلى عليكى يا ست البنات .. يالا قوليلهم ينزلوه علشان تقسيه .
وبالفعل دخلت ليال لقياسه معها فتاة ممن تعمل بالسنتر .. بينما تابعت غزل بحثها وسط فساتين السهرة على فستان لليال لكتب الكتاب و لها .. إقترب منها فارس وهو يحمل فستان إسود ومطرز بالأحمر و قال :
- قيسى ده يا غزل .
تطلعت غزل للفستان و قالت ببراءة :
- لأ مش هينفع لأن الفستان اللى هلبسه يوم فرح ليال إسود فى أحمر بس شكله أحلى من ده .
ضحك فارس بمكر و قال و هو يحدجها بقوة :
- كده إتأكدت .
رفعت غزل حاجبها بتعجب قائلة :
- إتأكدت من إيه .
إقترب منها وغاص داخل عينيها و قال بثبات :
- من إنك إختارتيلى بدلة سودا ميتالك .. وقميص أبيض وجرافة حمرا .. كنت متأكد إن فى سبب ورا إختيارك ده .
إبتلعت غزل ريقها من خجلها .. وأشاحت ببصرها عنه وعادت تبحث وسط الفساتين متجنبة النظر إليه فهذا الجلمود الثلجى أضاف للائحة أسمائه الجديدة أنه فظ .. لا يجيد التعامل مع الفتيات ...
حملت فستانين بيدها و طالعتهما قائلة بإبتسامة :
- أكيد هيجننوا عليها .
إنتبهوا على خروج ليال بفستانها الأبيض .. و الذى إبتلع المكان من حولهما ... و خطفت أنفاسهما .. وضعت غزل يدها على فمها من دهشتها .. بينما إبتسم فارس وقال بإعجاب :
- مكتوبالك يا رامى .
فقد كانت ليال أجمل من أن توصف .. بفستانها الواسع كأميرات الحكايات .. وتطريزه اللامع .. ومصاحب بذيل طويل .. جعلها آسرة للعيون ...
إلتفت غزل حولها أكتر من مرة وهى مبهورة و مشدوهة من جمالها .. غالبت دموعها و قالت بتأثر :
- ما شاء الله .. you look awesome .
إبتسمت ليال بفرحة و قالت هى تطالع نفسها بالمرآة :
- أنا فرحانة قوى .. الفستان يجنن .
رد فارس بإعجاب :
- أجمل عروسة شوفتها فى حياتى .. ربنا يسعدكوا يا ليال .
أجابته ليال بخجل :
- شكرا .. ده ذوقك اللى حلو .
فقالت لها غزل مسرعة و هى تلملم ذيل فستانها بحرص :
- إدخلى بقا إقلعيه لنلاقى رامى طابب علينا يالا .. وخدى الفستان ده قسيه علشان كتب الكتاب .
أومأت ليال برأسها وإلتفت بفستانها متوجهة لغرفة القياس .. تطلعت إليها غزل بفرحة و قالت :
- ربنا يسعدك .
قبلتها ليال و أخذت منها الفستان التى إختارته .. بينما إنتقت غزل فستانا و إرتدته و تطلعت لنفسها بإبتسامة .. فلقد كانت كما هى دائما خلابة ..
فكرت قليلا وخلعته عنها وإرتدت ملابسها وخرجت تحمله ... سألها فارس بضيق :
- مخرجتيش ليه و إنتى لبساه كنت عاوز أشوفه عليكى .
ردت غزل بإقتضاب :
- ﻷ .
وبحثت مرة أخرى وسط الفساتين وحملت فستانين واحد أبيض من الشيفون وأطرافه من الأسفل باللون الأحمر .. والأخر لونه زيتى ضيق وتطريزه باللون البيج .. إقترب منها فارس وسألها بفضول :
- ليه دول كمان .
ردت و هى تطالعهم بإهتمام :
- علشان ميناس .. هتجيب فساتين منين و أخوك حابسها جنبه .. إيه مش من حقها تفرح .
إبتسم فارس بحماس و قال مؤكدا :
- عندك حق .. هاتيهم لما أشوفهم كويس بقا .. دى ميناس دى غالية عندى جدا .
وحملهم أمام عينيه وتطلع إليهم بإعجاب وقال :
- ذوقك يجنن هيبقوا عليها تحفة .
دخل رامى السنتر بضيق و قال عابسا :
- خلصتوا ولا لسه أنا زهقت .
إلتفتت إليه غزل بضيق قائلة بتذمر :
- إيه اللى جابك دلوقتى .. لما ألحق ليال لتخرج بفستان كتب الكتاب .. مال على فارس قليلا و سأله بفضول :
- ليال إختارت فستان الفرح .
أومأ فارس برأسه وقال بإبتسامة هادئة :
- أيوة .. وأحب أبشرك إن عقلك هيتلحس يا زميلى .. ملاااااك .
لمعت عينى رامى من الفرحة وسأله بلهفة :
- بجد يا عوو .. كان نفسى أشوفها بس ربنا يهد القوى .
إتسعت عينى فارس وقال بضيق :
- بتدعى على مين ياض .. ولا عاوزنى أعملها معاك .
غمز إليه رامى وقال ضاحكا :
- علقتك صح .. إعترف يا مريسة وقعت والله .
إبتسم فارس بسخرية و قال من بين أسنانه :
- شكلى أنا اللى هعلقك .. وهنهد النصبة و مافيش فرح .
رفع رامى يديه فى الهواء وقال مستسلما :
- آسف يا مريسة .. كله إلا ليلتى .. عقبالك يا رب .
ضربه فارس على رأسه وقال مازحا :
- خليك فى نفسك إنت .. أنا لسه جاى من عند بونجا نخلص مشوارنا ونروح له تانى .
أومأ رامى برأسه وقال ممتنا :
- إتصلت بيه من شوية وطمنى عليه و بيشكرك قوى لأنك عالجته فى المستشفى بتاعتك .. ده إحتمال يسكن هناك ... باين عجبته القاعدة .
ضحك فارس و قال مازحا :
- خلاص يبقى يروح يصيف هناك دايما .
خرجت الفتيات وهما فى قمة سعادتهم .. وقفوا أمام مكتب مدير المكان لدفع ثمن الفساتين ... أصرت غزل أن تدفع ثمن فستانها و فستاني ميناس .. حدجها فارس بغضب وقال :
- إنت مع رجالة على فكرة وأنا اللى هحاسب .
تابعت غزل إصرارها وقالت :
- ﻷ أنا اللى هدفع تمن فستانى وفساتين ميناس .
عاينها فارس بضيق و قال :
- متنشفيش دماغك أنا اللى هدفع .
حركت رأسها رافضة وقالت :
- ﻷ شكرا .
فقال بصرامة غير قابلة للنقاش :
- أنا هدفع تمن فساتين ميناس .. هى مرات أخويا ومحبش حد يحاسبلها وإنتى حاسبى لنفسك .
طالعته بغرور و .. إنصياع لرأيه ...
إنتهت الجولة على خير .. ودلفوا إحدى المطاعم لتناول وجبة العشاء .. وكالعادة ظلت غزل تتحدث وتضحك دون توقف .. مما زاد تعلق فارس بها و إعجابه بشخصيتها المنطلقة ... أما هى فتغاضت عن نظراته المتابعة لها .. ولم تعره إهتمام أغلب الجلسة .. مما جعله يشعر بضيق من تجاهلها .... و توعدها بالأسوء ....
عادوا جميعا للمنزل .. و كان مسعد فى إنتظارهم مستعدا وينتوى شرا يشع من عينيه .

ترجلوا من السيارة وصوت ضحكهم العالى يعبر عن فرحتهم .. وقف خلفهم مسعد بحقد وورائه جمع من رجاله .. طالعهم بغل و قال بصوت عالى ساخرا :
- ولما هى سايبة كده .. بتحرمونى منها ليه .
إندفع فارس نحوه صائحا بصوت محتد :
- جيت لقضاك يا ****** .


إنتظرونى بالفصل الثانى عشر .....


قراءة ممتعة .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 03:12 PM   #92

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

أتمنى الفصل ده يكون نال إعجابكم ....
هستنى التعليقات و الملاحظات بفارغ الصبر ....
وأى إستفسار انا إن شاء الله جاهزة ......

ياسمين أبو حسين ....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 08:22 PM   #93

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل تسلم ايديكي حبيبتي
حبيت دفاع غزل عن الحمارونزعة الانسانية عندها
ابطالنا عم يتحضروا للفرح
بس الخوف من مسعد الله يستر
بانتظار الفصل الثاني عشر 😍😍😍


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-19, 08:51 PM   #94

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro مشاهدة المشاركة
فصل جميل تسلم ايديكي حبيبتي
حبيت دفاع غزل عن الحمارونزعة الانسانية عندها
ابطالنا عم يتحضروا للفرح
بس الخوف من مسعد الله يستر
بانتظار الفصل الثاني عشر 😍😍😍
تسلميلى إنتى يا قمر .....
بس و الله أنا مش عارفة الخوف هيبقى من مسعد و لا على مسعد ...إنتى إيه رأيك ؟!!
حبيبتى ربنا يخليكى ليا .. و يديم الفرح بحياتك ....
إنتظرينى بالفصل القادم ....
💕 💕. 💕


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-19, 12:59 AM   #95

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم .....
فى البداية حابة أشكر الأعضاء و الزوار المتابعين روايتى بإنتظام .....
و خصوصا الأعضاء و هم / أميرة الدموع .... soy yo ..... فل و ياسمين ..... Um soso ....
Fathimabrouk ..... k_mira ...
و أعتذر عن أى خطأ فى إسم أحدهم ....
و أجدد شكرى لإهتماكم و متابعتكم لروايتى ......

ياسمين أبو حسين ....

😘 😍 😘 😍 💖 😍 😘 😍 😘


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-19, 07:17 PM   #96

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا مشاعر حلوة ورقيقة بين الابطال كالعادة لازم ييجي الي يعكرها ياترى مسعد ناوي على ايه
بانتظار الجزء الجديد موفقة ان شاء الله


شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 04:00 PM   #97

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
فصل جميل جدا مشاعر حلوة ورقيقة بين الابطال كالعادة لازم ييجي الي يعكرها ياترى مسعد ناوي على ايه
بانتظار الجزء الجديد موفقة ان شاء الله
شكرا لتفاعلك المستمر حبيبتى ......
أتمنى أن أظل عند حسن ظنك و إعجابك .....
أما عن مسعد و مخططه فسيتضح كل شئ بالفصل القادم .....


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 04:50 PM   #98

همسات ملائكية
 
الصورة الرمزية همسات ملائكية

? العضوٌ??? » 378897
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » همسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond reputeهمسات ملائكية has a reputation beyond repute
افتراضي

يعني مسعد ما لقى غير شلة بلطجيه حتى يستقوى بيهم ؟؟؟

هذا ما يدل الا على مقدار جبنه وغدره

....
غزل وفارس بدأت الشرارات تتطاير بيناتهم بالجو ..بس شكلهم راح يصعبون اعترافهم بالحب عليهم وعلينا

....

الي متخوفتله هو ليال ورامي لايصيبهم سوء خاصتا وانهم على وشك يفرحون ..

فصل موفق غاليتي وبانتظار القادم بكل شوق


همسات ملائكية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-19, 05:02 PM   #99

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات ملائكية مشاهدة المشاركة
يعني مسعد ما لقى غير شلة بلطجيه حتى يستقوى بيهم ؟؟؟

هذا ما يدل الا على مقدار جبنه وغدره

....
غزل وفارس بدأت الشرارات تتطاير بيناتهم بالجو ..بس شكلهم راح يصعبون اعترافهم بالحب عليهم وعلينا

....

الي متخوفتله هو ليال ورامي لايصيبهم سوء خاصتا وانهم على وشك يفرحون ..

فصل موفق غاليتي وبانتظار القادم بكل شوق
شكرا ليكى حبيبتى جدا ..
و ليتك تعلمين كم أقدر وجهة نظرك دائما ...
حابة أناقشك فى موضوع غزل و فارس فللأسف وجهة نظرك سليمة وصائبة ...
و سنرى جميعا ما سيحدث بالفصل القادم و الذى سأحاول جاهدة أن أنزله على الساعة الحادية عشر مساء .......
نظرا لشغفكم و إنتظاركم الذى هو السعادة بحد ذاتها بالنسبة ليا ....

😻 😻 😻 😻


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-19, 12:18 AM   #100

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثانى عشر .. الجزء الأول :
*************************************


ترجلوا من السيارة و صوت ضحكهم العالى يعبر عن فرحتهم .. حمل رامى فستان ليال و هم أن يخرجه حتى وصلهم صوت مسعد من خلفهم قائلا بحقد و سخرية و ورائه جمع من رجاله محملون بالعصى و السلاسل الحديدية و الأسلحة البيضاء :
- ولما هى سايبة كده .. بتحرمونى منها ليه .
إندفع فارس نحوه صائحا بصوت محتد :
- جيت لقضاك يا ******* .
فتح مسعد ذراعيه و قال بضحكة خبيثة :
- ده أنا مستنيك من بدرى يا عوو .
وبدأت المعركة بين فارس ومسعد .. باللكمات السريعة من فارس و مثلها من مسعد .... فإتسعت عينى غزل بذعر و صرخت قائلة :
_ فارس .
إلتفت رامى لليال و غزل و قال بصرامة :
- إطلعوا فوق بسرعة .. و إقفلوا عليكوا الباب كويس يالا .
هزت غزل رأسها نافية و قالت و هى تسير مغيبة نحوه :
_ فارس خلى بالك .
إجتذبها رامى من ذراعها و قال بصوت عالى :
_ إطلعى فوق يا غزل بقولك ... مش وقته أنا لازم أساعده ... بسرعة .
حثتها ليال للمضى معها قائلة بذعر فهى تعلم جيدا أن الأمر سيسوء عما قريب :
_ يالا يا غزل بسرعة ... أنا خايفة أبوس إيدك .
تطلعت غزل لذعرها و عادت بعينيها لفارس قبل أن تندفع أمامها على الدرج تبعتها ليال التى كانت تطالع رامى بقلق عليه حتى صعدت ورائها ....
تطلع رامى ناحية الشجار المحتدم و خلع سترته وقذفها بعيدا وتوجه ناحية فارس .. فصنع رجال مسعد حائل بين رامى وبينهما فإضطر رامى للإشتباك معهم .. بينما الضربات تتوالى من فارس لمسعد دون توقف .. شعر أحد رجال مسعد بأنه غير قادر على مجابهته فألقى بعصى إليه فحملها و دفع فارس بعيدا عنه و إنهال عليه بالضربات .. صرخ فارس متألما بشدة .. فصرخت غزل من شرفتها قائلة :
_ فارس ... إلحقه يا رامى .

كانت زينب تتابع التلفاز و مهاب ممدد بجوارها على الأريكة واضعا رأسه على ساقيها .. فإنتبهوا على صراخ غزل و تعالى الصيحات بالطريق ... فإنتفض مهاب واقفا و قال بحماس و فرحة :
_ أوبا ... خناقة يا تيتة .
وضعت زينب يدها على صدرها و قالت بقلق :
_ ولادى .. إستر يا رب .
ركض مهاب ناحية شرفتهم ... بينما بحثت زينب عن حجابها ... فوصلها صوت مهاب قائلا بصراخ :
_ إلحقى بابا يا تيتة .
إرتدت حجابها مسرعة و هرولت ناحية الشرفة فرأت فارس و مسعد ينهال عليه بعصاه قائلا بتشفى سافر :
_ ده أنا هكسر عضمك عضمة عضمة و همسح بدمك الحارة كلها قبل ما أرحمك و أرميك فى صفيحة الزبالة يا ******* .
فصرخت زينب قائلة بذعر :
_ يا قلب أمك يا إبنى ... إجرى يا مهاب هات الزفت التليفون أكلم جدك .
ركض الصغير مسرعا باكيا و بحث عن هاتفها المحمول حتى وجده و عاد إليها و مد يده به ناحيتها قائلا بنحيب :
_ انا هنزل أضرب الراجل الوحِش ده علشان بيضرب بابا .
طمأنته قائلة بهدوء و هى تجفف دموعه :
_ ما تخافش يا حبيبى .
و أخذت منه الهاتف و هاتفت صبرى الذى أجابها فصرخت به قائلة :
_ إلحقنى يا حاج ... الواد مسعد زانق فارس و رامى برجالته و هما لواحدهم و بيضاربوهم ... تعالى بسرعة إلحقهم .

وقف صبرى مشدوها من كلماتها و حمل مفاتيحه و أغلق خزنته قائلا بنظرات قاتمة لا تبشر بأى خير :
_ إبن ال ***** ... إقفلى إنتى يا زينب و انا هتصرف .

توالت الضربات القوية عليه و هو يتلقاها بذراعه حاميا رأسه ... و لكنه تحامل على نفسه .. و تمسك بالعصى بقوة .. وجذبها من يده و قذفها بعيدا .. و ضربه بركبته فى أسفل بطنه .. فإنحنى مسعد متألما لم يمهله فارس الوقت و عاد للكماته الغاضبة .. ثم دفعه بساقه فإصطدم بباب دكان قديم مغلق فكسره ....

لم يستطع مسعد التحرك .. فحاول جاهدا النهوض و لكن ذراع فارس عاونته و هو يجذبه من ياقه قميصه و أوقفه على قدميه قبل أن يركله بساقه مجددا فإصطدم فى الحائط بقوة فإنسابت الدماء الغزيرة من رأسه على وجهه و سقط على الأرض ..
إقترب منه فارس بنظرات قاتمة و طوق رقبته بذراعيه الصلبة و ضغط عليه بقوة لخنقه .. لم يستطيع مسعد المقاومة أكثر و إنهارت قواه مع إختفاء الأكسجين من صدره .. و زادت زرقة وجهه .
تعالى الصراخ من السيدات بالشرفات و النوافذ فلم تتمالك غزل أكثر و إنطلقت راكضة على الدرج و منه إلى الطريق شاقة طريقها بين الرجال المزدحمين حتى وقفت أمام فارس و قالت له برجاء :
- سيبه يا فارس أبوس إيدك .. هيموت وهتروح فى داهية .
حدجها فارس بغضب و قال بحدة :
- إطلعى بيتكم يالا .. إزاى تنزلى بين الرجالة .. أنتى إتجننتى .
ردت غزل بإصرار :
- لأ مش هطلع سيبه بقا .. علشان خاطرى .
إنقلبت الدفة و حضر رجال فارس من الوكالة و إنهالوا بالضرب على رجال مسعد .. فزاد صراخ الجميع من حولهم بفزع ... بينما إبتعد فارس عن مسعد .. و حمل عصاه و إنهال عليه بها قائلا بشراسة :
- والله لهخليك عبرة لكل كلب يتجرأ على أسياده .
و توالت ضرباته الموجعة و مسعد يطلب منه الرحمة ... إلتفت فارس مجددا ناحية غزل المتصنمة و تطالعه بإعجاب يشع من عينيها الفيروزية ... و قال بصوت رخيم حازم :
_ هو إنتى لسه واقفة ... إطلعى يالا لحد يأذيكى .
إبتسمت بهدوء و أومأت برأسها قائلة بتنهيدة حالمة :
_ حاضر .. مش عاوز حاجة .
رفع عينيه بملل و أجابها من بين أسنانه كاظما غضبه :
_ متشكر شايلك للتقيلة ... ممكن تسبينى بقا أكمل على الكلب ده .. يعنى لو سمحتى طبعا .
لوحت له و تركته و إنصرفت ... فعاد بعينيه مجددا لمسعد المتكوم على الأرض غارقا بدمائه و ركله بساقه فى جسده قائلا :
_ و حياة أمك لهعيشك بقية عمرك تتلفت حوالين نفسك لما تسمع إسمى بس .
لم يرحمه و هو يذيقه من العذاب ألوانا ثم ربطه هو و رجاله و رماهم على الأرصفة كالقمامة .. وهاتف الشرطة .

وقف فارس ورامى أمام مسعد وهما يرمقانه بشماته و قوة من علو .. إنحنى فارس نحوه و قبض على ذقنه بأظافره و قال مستهزءا :
- يا إبنى لو قلبك مات .. ماتجيش على إتنين إخوات .
إبتسم رامى بسخرية و قال بنبرة ماجنة :
- بتقف قدام العوو .. ده عم أى مكان يروحه يا واطى .. يا إبنى المرجلة دى وراثة .. و إنت ما عندكش أصل .
إقترب منهم صبرى و قال و هو يتطلع لمسعد بغضب :
- من النهاردة مالكومش شئ فى المنطقة .. و مش هتدخلها تانى .
إعتدل فارس بوقفته و صاح برجاله قائلا بصوت أجش و بنبرة آمرة :
- على المحل بتاعه .. مش عايز فيه حتة سليمة و جنزروه .. و بيته يبقى كوم تراب .. مفهوم .
تحرك رجال فارس بسرعة .. ونفذوا ما طلب منهم .. بعد قليل جاء فوزى مهرولا و تطلع لحالة إبنه و قال مستعطفا صبرى :
- خلاص يا حاج صبرى كفاية كده .. فكوه و أنا هاخده و همشى من هنا خالص و مش هتشوف وشى تانى .
رد صبرى بإنفعال غاضب :
- سبق و حذرتك .. وإنت ما عرفتش تلمه .. و ولادى لمهولك .. إبقى إستلمه من القسم بقا .
وقف فوزى أمامه و قال راجيا :
- بوليس لأ يا معلم صبرى .. و حياة عيالك .
رفع صبرى كفه و قال بحزم قاطع :
- مات الكلام .
ضرب فوزى رأسه بكلتا يديه و إقترب من إبنه المغمى عليه قائلا بلوم :
_ ليه كده يا إبنى .. عملت فى نفسك و فيا كده ليه .

بعد هدوء الأوضاع نسبيا وصلت الشرطة و بدأت التحقيقات مع العشرات من الشهود .. الذين أكدوا إعتداء مسعد على فارس .. و أنه كان يدافع عن نفسه .. تطلع صبرى بقلق لفارس و قال متمسكا بعكازه بقوة :
- ربنا يستر و تعدى على خير .
ربت فارس على كفه و قال مطمئنا :
- سيبها على الله ..كان نفسى أموته لولا غزل هى اللى نجدته من إيدى .
إقترب أحد ضباط الشرطة من فارس و سأله قائلا بحزم :
- إنت فارس السعيد .
رد فارس بهدوء :
- أيوة يا باشا أنا .
حدجه الشرطى بقوة و تسائل بحدة :
- إيه اللى حصل هنا بالظبط .
أجابه فارس موضحا و هو يشير ناحية مسعد و رجاله أو بالأحرى ما تبقى منهم :
- دول شوية صيع .. و الواد مسعد ده تاجر مخدرات حبوا يعملوا شويتين علينا و يسوق العوء .. و هو اللى بدأ وجر شكلى فاربيته و كومته كده لما تيجى سعادتك .
ضحك الشرطى بسخرية و رفع سبابته بوجه فارس قائلا بصوت متصلب :
- لولا شهادة الشهود كان هيبقى ليا تصرف تانى معاك .. بس مرة تانية مش هتفلت منها .. تمام .
أومأ فارس برأسه و قال بهدوء :
- إن شاء الله مافيش مشاكل تانى .
رفع الشرطى حاجبه بحنق و قال منذرا :
- هعديها المرة دى .. بس بحذرك لو إتكررت مش هيحصلك طيب .. ياريت تبقى تحصلنا على القسم علشان نقفل المحضر .
وتركه و إنصرف .. زفر صبرى براحة و قال و هو يجلس بوهن :
- الحمد لله ربنا ستر .. إطلع لأمك يا فارس طمنها عليك .
طالع فارس قبض رجال الشرطة على رجال مسعد و حملهم لمسعد و وضعه بعربة إسعاف مكبلا من يده بأحد رجال الشرطة ... و أجاب والده بشرود :
- حاضر يا حاج لما الحكومة تمشى هطلع .


إنصرفت الشرطة أخيرا .. فرفع رامى عينيه صوب شرفة ليال .. وجدها تطالعه بقلق .. إبتسم و هز رأسه مستنكرا قلقها ثم دنا من صبرى قائلا بأدب :
- بعد إذنك يا عمى هطلع لليال أطمنها عليا وأطمن عليهم .
أومأ صبرى برأسه متفهما و قال بإيجاز :
- بس ما تتأخرش بقينا نص الليل .
رد رامى مسرعا :
- حاضر يا حاج بعد إذنكم .
إستوقفه فارس قائلا بتوتر :
- إستنى أنا جاى معاك عاوز أطمن عليهم .
إبتسم رامى بمكر و أشار إليه ليتقدمه قائلا :
- وماله تعالى يالا.
لم يهتم فارس بنظراته و صعدا الإثنان لشقة رأفة .. فتحت ليال الباب بلهفة .. و تطلعت لرامى بقلق و قالت :
- إنت كويس يا رامى .
تنهد رامى مطولا و إستند بكتفه على إطار الباب قائلا بهيام :
- ﻷ طبعا مش كويس .. بعد ما سمعت إسمى منك إدمرت على الآخر .
إبتسمت بخجل .. فتنحنح فارس و قال بضيق :
- أنا واقف معاكم على فكرة .. ليال .. هو انا ممكن أدخل لستى .
أجابته ليال بشرود و هى لا ترى و لا تشعر سوى بوجود رامى و فقط قائلة :
- هى صاحية إتفضل إدخل لها .
وزع فارس أنظاره بين ليال و رامى .. و رفع عينيه بملل و تركهم و دلف لشقة الجدة .. إقترب من غرفتها فأوقفته كلمات غزل عنه حيث قالت لجدتها بشغف :
- لأ و إيه يا تيتة كان هيموته .. بس أنا ماقدرتش أمسك نفسى و نزلت السلم جرى و أنا من غير شوز .. و عديت من وسط الرجالة و قعدت أترجاه يبعد عنه .
ثم صمتت قليلا و بعدها قالت بصدق :
_ تعرفى يا تيتة كنت هموت من قلقى عليه .
فسألتها الجدة بخبث :
- قصدك مين فيهم ؟!
ردت غزل ببديهية :
- فارس طبعا .
علت شفتى الجدة إبتسامة مخفية .. لاحظتها غزل فقالت بخجل :
- وخفت كمان على رامى علشان ليال ما تزعلش .
إتسعت إبتسامة الجدة .. فقالت غزل بضحكة خجلة :
- بصراحة بقا أكتر حاجة خفت عليها هو فارس وماتسألنيش ليه علشان أنا مش عارفة .. بس كل لما بقرب منه بحس بحاجة غريبة .. و ببقا مطمنة كده ومش خايفة .
علا وجهها الجميل حزن عميق و قالت بأسى :
_ تعرفى يا تيتة أنا أكتر صديق ليا طول حياتى هو الخوف .. بس مع فارس راح ومش عوزاه يرجع .
إحتضنتها الجدة وملست على ظهرها وقالت :
- ربنا يحميه لشبابه .. العوو جدع طول عمره .
إستنكرت غزل كلماتها و قالت بضيق :
- إسمه فارس يا تيتة مش العوو .. فارس وبس .
إتسعت إبتسامة فارس و عاد للخلف بعض الخطوات و تنحنح قائلا للفت إنتباههم لقدومه :
- إحم إحم .. ستى ... إنتى صاحية .
جلست غزل مسرعة وقالت بلهفة :
- ده فارس .
إبتسمت الجدة على حالتها و صاحت قائلة :
- تعالى يا فارس يا إبنى أنا صاحية إتفضل .
دخل الغرفة وهو مطأطأ رأسه ثم رفع عينيه ناحية رأفة و قال بإبتسامة هادئة :
- كنت جاى أطمن على ليال و غزل .
أجابته الجدة و هى تطالعه بنظرة لوم :
- إنت مش محتاج سبب علشان تجينى أنا ستك يا فارس .
أومأ برأسه و قال بإبتسامة متسعة :
- تسلميلى يا ست الكل .
ثم تطلع لغزل وقال بقلق :
- إنتى كويسة يا غزل .
إقتربت منه بعدما لاحظت الجروح و الكدمات بوجهه فقالت مسرعة :
- إستنانى ثوانى وهرجع .
تطلع إليها فارس بتعجب .. فقالت له الجدة بإمتنان :
- تسلم عافيتك يا فارس البأف اللى إسمه مسعد ده كان لازم يتربى ده ما سابش بنت ولا ست فى الحتة إلا وإترازل عليها .
تنهد فارس مطولا وقال بغضب :
- لولا غزل ياستى كنت قتلته .. لسه ما إتخلقش اللى يفكر يمسها و لو بكلمة و أنا عايش .
وصلت كلماته الصادقة لقلب غزل لا لأذنيها .. فإبتسمت براحة ودلفت للغرفة وهى تحمل حقيبة الإسعافات الأولية .. أجلسته بالقوة على الأريكة و هو يطالعها بتعجب من فعلتها ..

فتحت الحقيبة و أخرجت منها المطهر و القطن و إقتربت منه بعفوية .. و بدأت فى تطهير جروح وجهه و رقبته .. كانت أنفاسها تلفح وجهه بنعومة .. إبتلع ريقه بصعوبة .. بعدما زادت دقات قلبه من قربها و لمساتها الحانية .....
إستنشق عطرها بقوة و ملأ به رئتيه .. متطلعا داخل عينيها الفيروزية الساحرة .. غائصا بأمواجهم العاتية و التى تحمله لعليين و تهبط به لأعماقها الغامضة و المغلقة كصندوق عتيق منذ مئات السنين ....

لاحظ إضطراب أنفاسه فخشى أن تشعر بتخبط مشاعره و نظراته المتفحصة نحوها .. فوقف مبتعدا عنها و قال بصرامة :
- شكرا يا دكتور .. بعد إذنكم تصبحوا على خير .
و خرج مسرعا بأقصى سرعته هربا من مغناطيس عينيها و الذى يجذب ذرات جسده الضعيف أمامها إليها .. جذب رامى من ذراعه و سحبه ورائه قائلا :
_ يالا ... كفاية كده .
تطلع رامى لليال و قال بضيق :
- خلى بالك من نفسك يا عسلية أشوفك بكرة .
ضحكت ليال على هيأته وفارس يسحبه من يده كالطفل الصغير .. و أغلقت الباب و هى شاردة فى كلمات رامى التى تشعرها بأنوثتها و بأهميتها بحياته .. بحياته و فقط .... فمن دونه لا تصلح حياتها و لن تستطع الإندماج بمحيطها و الأبسط منه جامعتها .. قد يراه الجميع أنانى و يراها سلبية و لكن أيا كانت نظرت الجميع إليهم فهو .. حبيبها و فقط ....

ظلت غزل على حالتها من التعجب واقفة مشدوهة تتطلع بأثره .... أخذت تروس عقلها فى اللف و الدوران متسائلة لم تركها و وقف مسرعا بهذه الطريقة .. و كأنه لدغته حية ... لاحظت الجدة شرودها فسألتها بمكر :
- مالك يا غزل .. سرحانة فى إيه .
لملمت غزل أشيائها و قالت بغضب :
- مافيش يا تيتة .. أنا هروح أنام علشان شغلى الصبح و الوقت إتأخر .. تصبحى على خير .
و خرجت من غرفة جدتها و دلفت لغرفتها و هى تنفث نارا من أنفها .. ظلت تتحرك فى غرفتها ذهابا و إيابا بضيق ثم توقفت و قد لمعت عيناها و قالت بتوعد :
- ماشى يا فارس ... I didn't do any thing yet .

ظل محدقا بسقف غرفته هائما بعينيها التى تبتسم إليه بإشراق مهلك إستنفذ كل طاقته ... عفويتها و إنطلاقتها و ذكائها المبهر و جمالها الآخذ سلبوه قدرته على النوم لتلك الساعة المتأخرة ... ينتظر و بشوق بزوغ شمس الصباح ليتسنى إليه رؤيتها من جديد و تمضية أكبر وقت ممكن بجوارها ....

تنهد مطولا و هو يعقد ذراعيه أسفل رأسه مبتسما هائما بعينيها الفيروزية و شفتيها الوردية و التى أمرت عينيه بالتوقف عندهما سابحا بجمالهما و رقتهما ... ساعات .. مجرد ساعات جمعتهما و أصبحت حالته يرسى لها ... فماذا لو بقيت أمامه لأيام ... من المؤكد أنها ستأسره و تجعله مجنون جديدا بعالم العشق و الهوى ... مجنون غزل .
ضحك أحمد بخفوت على حالته و إضجع على جانبه الأيمن واضعا كفه الأيمن تحت وجنته و أغمض عينيه مستغفرا عله يتخلص من تلك العينين التى تطالعه بسقيفة غرفته ....


تطلع رامى بساعة معصمه و قال بإرهاق و هو يطالع أشعة الشمس التى أشرقت للتو :
_ الواحد مش حاسس بجسمه .. والظابط كان بيسألنا تقولش تجار مخدرات و لا حرامية .
نفث فارس دخان سيجارته و قال بهدوء :
_ ده شغله .. عادى يعنى .
طالع رامى جروحه و قال بقلق :
_ إنت محتاج تروح المستشفى يا إبنى .. ده غير دراعك اللى ال **** ده فشفشه بالعصايا .
حرك فارس ذراعه بألم و قال بإيماءة مؤكده :
_ عندك حق ... و أهه بالمرة نطمن على بونجا و نروح ننام كام ساعة علشان ترتيبات كتب كتابك يا عريس .
إبتسم رامى بسعادة و قال و هو يصعد سيارته :
_ حلوة يا عريس دى ... طعمها كده حلو ... هون يا رب .
صعد فارس السيارة قائلا بألم :
_ ربنا يهنيك يا صاحبى .. ليال بنت حلال و بتحبك .
أدار رامى السيارة و غمز إليه قائلا :
_ طب نفسك ما إتفتحتش للجواز تانى .
إستند فارس برأسه على مقعد السيارة و ضم ذراعه المجروح بألم و أغمض عينيه قائلا بحدة :
_ شيلنى من دماغك يا رامى مش فايقلك .
تطلع رامى لشاشة هاتفه الصامت و المنير لينبهه بقدوم إتصال .. فإتسعت عينيه قائلا بتلقائية :
_ أمك .
فتح فارس عينيه مسرعا و قبض على ياقة قميصه و عينيه تشع غضبا و هو يهدر بعصبية :
_ بتشتم مين ياض .
رفع رامى الهاتف أمام عينيه و قال مسرعا :
_ أمك بتتصل يا عم إنت ... إبعد إيدك هتخنقنى .
إبتعد عنه قائلا بضيق :
_ إبقى حدد كلامك بعد كده أحسنلك .
مرر رامى أنامله على رقبته متألما و أجاب زينب قائلا بعبوس :
_ السلامو عليكو يا حاجة ....... لأ خلصنا و هنروح المستشفى .
وخزه فارس فى ذراعه على تلقائيته و التى ترجمت فى صراخ زينب بالهاتف فأبعده رامى عن أذنه حتى إنتهت و أجابها قائلا بحدة :
_ إحنا كويسين و زى الفل الحمد لله ... بس هنطمن على بونجا و نيجى على البيت على طول .... لا ما تقلقيش مش هنتأخر ... حاضر .... سلام يا ست الكل .
أغلق الهاتف و أعاده بجيبه و قال بضيق :
_ أمك ... خرمت طبلة ودنى ... أتجوز إزاى دلوقتى .
ضحك فارس و هو يتألم من جروحه على حالة ذلك الجالس بجواره و يعتقد أن الزواج نهاية عشقه السرمدى ... و لا يدرى أنها بداية عشق من نوع آخر سيجمعهما و هو عشق المودة و الرحمة ......

لم يكن رامى بمفرده من ينتظر بلهفة نهاية لإرهاقهما يوميا و هما يشتاقان فى كل ثانية يبعداها عن بعضهما ....
وقفت ليال بنافذتها منتظرة عودته بقلق ... و كلما فتحت كتابا لمذاكرة دروسها ترى وجهه امامها .. فتغلقه مجددا و تعود للوقوف بالنافذة ...
فى الصباح لمحت سيارته فإبتسمت براحة و هى تراه يترجل منها و معه فارس ... و كأنه شعر بها فرفع رأسه ناحيتها و إبتسم إليها بخفوت لطمأنتها ...
وقفت منتظرة بفارغ الصبر حتى فتح نافذته و وقف قبالتها و رفع هاتفه على أذنه و إنتظر حتى أجابته قائلة بقلق :
_ إتأخرت كده ليه ..... أنا كنت هتجنن عليك .
لم يحيد بعينيه عن عينيها و أجابها بلهفة :
_ ده أنا اللى هتجنن خلاص ... يا بت إنتى بتحلوى كده إزاى .
إبتسمت بخجل و سألته بضيق :
_ إنت فايق و رايق على فكرة ... قولى بقا عملتوا إيه فى القسم .
هز كتفيه بهدوء و قال و هو يحك مؤخرة رأسه بإرهاق :
_ عادى إستجوبونا و خرجنا و باعدين روحنا لبونجا المستشفى إطمنا عليه و رجعنا .
_ و هو كويس .
إستند بمرفقه على إطار نافذته و أجابها برقة لا تلائم رجولته الطاغية على الإطلاق :
_ كويس قوى ... كويس بهبل ... و النبى عسل .
هزت ليال رأسها بإستنكار و قالت بحدة لا تليق بأنوثتها الطاغية على الإطلاق :
_ روح نام يا رامى ورانا النهاردة بلاوى لسه .. و انا كمان هحضر الفطار لغزل و هنام فورا .
سبل عينيه و قال بهيام :
_ يا بختها .. تصدقى إنى بقيت أغير من غزل كمان .. نفسى أحبسك فى مصباح زى بتاع علاء الدين و محدش يشوفك فى الدنيا غيرى .
تنحنحت بخجل و قالت بتلعثم :
_ طب ... ااا إتفضل إقفل بقا .
أرسل إليها قبلة بالهواء و قال هامسا :
_ بحبك يا أجمل برطمان عسل فى الدنيا .
ضحكت ضحكة عالية و لوحت له بيدها قائلة :
_ سلام يا حبيبى .
أغلقت الهاتف و توجهت ناحية النافذة و تطلعت إليه قليلا قبل أن تغلقها و تستند عليها بظهرها قائلة بهيام :
_ و أنا كمان بحبك يا رامى ... بحبك قوى .



إنتظرونى فى الجزء الثانى من الفصل الثانى عشر ....

قراءة ممتعة ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.