آخر 10 مشاركات
كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          ملكه للأبد (12) للكاتبة Rachel Lee الجزء الثانى من سلسلة التملك.. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (الكاتـب : الحكم لله - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-01-20, 10:17 PM   #101

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي


اعتذار عن اجازة طارئة نظرا لضغط الشغل و السفر خلال الاسبوعين دول 😔😔
معلش هستأذنكو فى الاسبوعين دول و معادنا يوم الحد اللى بعد اللى جاى باذن الله 😍😍
اوعى تنسونى🙊 .... هرجع باذن الله مع احداث غير متوقع و فصول كبيرة نظرا لانكو مدينى اجازة 😂😉
دمتم فى حفظ الله ورعايته. احبائي😘💜❤


علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:29 AM   #102

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

اعلان حدث خطأ غير مفهوم و حذفت او لم تصل عدة فصول و هما 38 و 39 و الاربعين سيتم تنزيلهم الان بالتتابع الطبيعى
دمتم فى امان الله


علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:34 AM   #103

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب عابد الفصل 38

الفصل الثامن و الثلاثين قراءة ممتعة باذن الله❤️😍🧡
بعد حديثها مع المحامى لا تعلم لم احتلها شعور غريب شعور بالالم بالحزن و الشفقة لكن ما لم تكن تعلمه الى من توجه هذا الشعور ... على عابد ام ابنه ام عليها هى ... تحركت بسرعة و دون الحاجه الى التفكير صوب مكتبه ... لم ترتب ما ستقوله بل سيخرج منها بمجرد رؤيته تخطت هبة دون أن تلتفت اليها او تلقى السلام حتى و لم تستمع الى نداء هبة و لم تكن هبة لتنهض لتمنعها ... هبة و الجميع يعلمون أن انفصال اريج و عابد ما هو الا حبر على ورق ليس اكثر من ذلك .... ادارت اريج المقبض و دخلت مكتبه دون طرق او استئذان ... اما عابد فكان غارقا بملفاته و لم يكن يتوقع دخولها اليه الان بل لم يتوقع أن تدخل هكذا اصلا .. رفع أنظاره ليدقق بها عله يعلم ما أتت اليه بسببه ... كانت مشتتة و تائهة شعر و كأنها آتية على حين غرة ... نهض من على مقعده بهدوئه المعتاد مغلقا زر سترته و خطى جهتها و ما زال هدوئه و ابتسامته الهادئة على محياه
: هل هناك خطب يا اريج ؟
لم تجيبه و كان قد وصل اليها .. وجدها تنظر اليه و كأنها تتشبع من ملامحه و بالفعل كانت تفعل ذلك .. كم اشتاق اليه لا تعلم ما تعلمه انها تبكى كل يوم و تشهق صارخة الما لفراقه و المه و لتركه لها .. لم يشعر بنفسه انه يفتقدها حد الموت .. الا يستحق و لو ججرعة بسيطة تمكنه من الصمود لايام آتية .... مد كفه يلامس ساعدها فاصابه قالقلق ... انها ترتجف يشعر بارتعاش بسيط يتملكها ... و كأن عقله امامها مغيب رفع كفيه الى وجهها يحيطه بهما مدققا بزرقة عينيها متحدثا بلهفة تبتلعه
: اريج ... ماذا بك ترتعشين ؟
كل تلك المشاعر كانت فوق إستطاعتها انها آتية لتحدثه عن ابن له و ليس منها بل و هو ليس ابنه من الأساس ... لكن كل ذلك لم يجعلها ترتعش من الممكن أن يصيبها بالقلق و التوتر و لبس الرعشة ... بمجرد ملامسته لها جعل قلبها ينتفض و جسدها يرتعش ربما اشتياقا له و لربما الما من فراقه ...كانت تسرح به تنظر اليه و تشاهد ما يفعل و تسمع ما يقول متذكرة ما كان و كأنها امام فيلم لا يخصها .. لكن هذا كان فوق احتماله فلم يشعر بنفسه الا و هو يصفعها برفق على وجنتها علها تفوق و الرفق بالنسبة له هو غلظة بالنسبة لها شعرت أن فكها يكاد ينفصل عن وجهها لذا اصدرت صوتا متألما معترضا على ضربه لها فاخرج نفسا مخنوقا متأففا منها
: اخيرا ... ماذا بك هل انتى مريضة ؟
اهتمامه و خوفه كادا أن يسحباها الى الذكريات مرة اخرى لكنها انتفضت مسرعة حتى لا يعيد ما فعل و يصفعها مجددا
: لا .. اذا تجنبنا صفعتك لوجهى .
قالتها و هى تمسد مكان صفعته فتنهد مشيرا بيده جهتها
: لقد كدتى تفقدينى سيطرتى و انتى تبحلقين بى كالاموات ..
اتسعت عيناها و اتجهت نحوه تكاد تفترسه
: كالاموات ! ... تبا لك و لتشبيهك .
رفع كفيه امامه مستسلما مبتسما
: عذرا خاننى التعبير ..... اخبرينى ماذا بجعبتك ؟
ضيقت بين عينيها و كأنها تحاول التذكر فمد كفه الى وجهها فانتفضت مبتعدة قبل أن يلامس وجهها
: اياك و تكرارها .... اياك .
كان ظاهر تحذيرها أن لا يصفعها مجددا و هكذا فهم و انما بداخلها كانت تخشى تأثير ملامسة اصابعه لها ... تخشى ردة فعلها ربما تركع امامه تترجاه أن يبقيها بجانبه حتى موتها ... لكن انفعاله قد تعدى الحدود و هو يراها سارحة مرة اخرى
: اذا تحدثى و لا تفقدينى صبرى ... هيا .
وقفت على اطراف اصابع قدميها تنظر اليه كالمذنبة و هى تفرك اصابع يديها ببعضهما فضيق عينيه و نظر اليها مستفهما لم يفهم بعد هل ستطلب منه أن يردها اليه مثلا ... بتلك اللحظة و الان و هو يراها امامه بكل تلك الجاذبية سيوافق بل سيترجاها أن تطلب لكن ما تحدثت به كان بعيدا جدا جدا عن توقعاته
: حسنا .... لقد جئت اليك بخصوص... ابنك اعنى المفترض انه ولدك ... اقصد ...
من شدة توترها اخذت ترجع خصلاتها خلف اذنيها و هنا قد بدأ يتحول قتحرك جهتها و عضلات وجهه تشتد و تقسو و هو منتظرا ما ستتحدث به و هى لا تعلم ان كلماتها ستجرحه ستجرحه هى دون غيرها هى الوحيدة القادرة على السلامه الان
: اصمتى و اخرجى ....
نظرت اليه متفاجئة .. هل يطردها ! نظرت اليه تبحث عن اى علامات تؤيد اكمالها لما أتت اليه و لم تجد غير قسوة منطلقة حتى من اشتداد جسده لكنها لم تيأس بل اخرجت كل ما تريد دفعة واحدة
: علمت انك سترفع قضية إنكار نسب ... الا ترى انك ظالم و قاسى !
كان تقرير اكثر منه سؤاله كانت تجيبه عن سؤال كان يؤرقه ليال مضت هل ما سيفعل صحيح ام انه مخطأ لكن هل تراه ظالم و قاسى ... لم يعلم انه كان يردد اخر كلمتين لها و هى ظنته يسألها
: ظالم و قاسى !
فلم تجد بد من مواجهته عله يفيق لن ترجمه حتى يتراجع
: اجل ظالم و قاسى .. انت .. انت لا غيرك الا ترى انك تظلم الجميع ... تظلم كل من احبوك و كانو بجوارك ... ماذا ستستفيد من إنكار النسب ذلك الا الامه ... الام طفل لا يعى اى شئ سوى انك اباه .
قاطعها منفعلا و هو يفك رابطة عنقه علها تعطيه بعضا من المساحة
: و سيدرا امه ... و لهذا فعليه ان يراجع كل الحقائق من حوله و اولها هو أنى ابوه ..... و لن اسمح أن يتم استغلال ابدا ... ابدا
كان يصرخ فى فى اخر كلمته و هى ترتعش الان ترتعش لا تعلم ما ستقوله لكنها لن تصمت ستناضل حتى الرمق الاخير
: اى استغلال ... اى استغلال ليس الا طفل لا يفهم شئ ...
اجابه مدافعا عن نفسه بمحكمة نصبتها هى له دون إعلامه مسبقا
: سيدرا تستغلنى و ابوه يراه استثمار سينتظر و يأخذ كل ما املك حين اموت و سيكون قد اخذ من كل شئ ... اخذ منى كل ما ملكت و انا حى و كل ما سأترك و انا ميت .
تركت كل حديثه و التقطت كلمة واحدة فاقتربت اليه انشا و هى مشدوهة و مذهولة
: ابوه ! ... هل تعلم من هو ابوه ؟ ..
التفت مبتعدا عنه و هو يرفع رابطة العنق بعيدا عنه ملقيا اياه ارضا و اريج لم تتركه بل تتبعته مصرة
: تحسينى يا عابد هل تعلم من ابوه .... عابد ...؟
كانت تضغط على الزناد دون أن تدرك فالتفت اليها مفزعا اياها و قد توحشت ملامحه و اصبح شخصا اخر شخصا غاضبا ليس الا
: كفى .. كفى .. اخرجى ... لا دخل لكى بى او بأمورى لا دخل لكى بحياتى كلها ... لقد طلقتك و هذا ما كان بيننا ليس اكثر ... اخرجى من هذا الباب و لا تدخليه مجددا الا باذنى .... لا اريدك بحياتى ... اخرجى .
كانت تنظر اليه ببلاهة و كأنه يخاطب غيرها ابعد كل هذا يأمرها بالرحيل! ... الم يهتم بها الان الم ينتفض لأجلها ... و بينما هى بصدمتها كان هو يتنفس بصعوبة و هو منتفض الم يأمرعا بالرحيل و أن رحلت كيف سيعيش حياته ... كيف سيتنفس لكنها هى من ضغطت عليه حتى الموت فلا تلومه على ما فعل ....اخذت اريج تومأ عدة مرات و عندما شعرت انها لن تتحمل اكثر التفتت بعيدا عنه متجهة الى الباب و بمجرد التفاتها اخذت دموعها تتساقط واحدة تلو الاخرى ... و لدى الباب اخرجت اخر عبارة لتصبح جرسا بأذنه
: الم اخبرك انك ظالم على كل من احبوك و ظلو بجوارك ... و ه انت اثبتها .... فلا تلومه الاخرين .
انصرفت صافعة الباب خلفها لتجد هبة ترافقها زميلتين اختين يبدو أن صوت شجارهما جذبهم و اثار فضولهم لم تنتظر انصرفت راكضة الى مكتبها و هن يتطلعن الى باب مكتب عابد و الخوف يتملكهم و صوت ندائه يخرج من الباب دون الحاجة لجهاز الاستدعاء ... تركت هبة و هى تدعو الله أن لا يطردها .. هل تغضبه اريج فيطردها هى ! ..... اتجهت الى الباب تطرقه و لم تمر لحظة الا و وجدته يفتح لها الباب و قد نزع عنه رابطة عنقه و سترته و شعره اشعث ... و الفوضى ظاهرة عليه
: عند من تعملين ! لماذا تأخرتى ؟
اجابت مرتبكة و هى تشير الى الخلف جهة زميلتها اللواتى ركضن بعيدا فور إشارتها تلك فعادت بنظراتها اليه لتجد غضبه ازداد و هو يأمرها غاضبا
: اطلبى المحامى فورا ... ليأتى الى هنا ..
اخذت تومئ و هو انصرف عنها و حمدت ربها و لم تكن تأخذ انفاسها حتى التفت اليها و غضبه لم يتنحنح انشا
: و انتى كيف تسمحين لأى كان بالدخول الى مكتبى ..
كادت تبرر بقولها اى شئ لكنها قاطعها مجددا
: اذهبى و اطلبيه بسرعة ..
: حسنا .. لكن هل هناك شئ لا قدر الله ؟
ظنت أن لسؤالها ستهدأ الامر لكنها اشعلته اكثر
: ما دخلك انتى .. ماذا هل اصبحت حياتى على المشاع ... اسمعى يا هبة اننى احاول الا اقطع عيشك فلا تحثينى على ذلك ..
اخذت تومئ و هو صفع الباب بوجهها و دخل يضرب بقدمه كل ما يقابله و هو يهتف بتوعد
: سأريك ايها المحامى الامين .. اخبرتها و قد اوصيتك بالسرية ... سأريك .
******"""*""""*"**"******************************* ******************

: لقد خسرتنى اهلى ... و لن اسمح لك أن تبعد عنى شقيقتى ..... هكذا قلتيها اليس كذلك... اليس كذلك .
كان يهزها من ذراعيها بقوة لم يسيطر عليها و كانت تحرك رأسها نفيا لما يقول
: لن انتظر أن تأتى لتخبرينى انك لن تكملى و سترحلين تاركة إياى باكيا على اطلالك .... باحثة عن اهلك ......
نفض ذراعيها من يديه و كأنهما تلسعانه لينظر الى عينيها بكل ألم .... ألم ام تستطع تحمل النظر اليه
: انا انسحب .... يا عنبر ..... لن اتحمل .
انتفضت من النوم مذعورة انفاسها تتلاحق بسرعة غريبة و العرق يحيط بكل جسدها فتحت عينيها لترى عين واقفة بجانب سررها كانت تنظر اليها منتظرة افاقتها على ما يبدو ... تحركت عنبر لتجلس على الفراش ناظرة لعين بفرحة و شوق
: عين ...
و جذبت عين اليها لتحضتنها بقوة و القلق ينتاب عين فما تلاقيه الان من عنبر عكس ما كانت تتوقعه .. انتظرت حتى انتهت عنبر من احتضانها و جلست بجانب عنبر على الفراش تمسح على جبينها مبعدة خصلات ملتصقة بجبينها بسبب العرق
: كيف حالك يا عنبر ؟
ابتسمت عنبر كطفلة بريئة مخاطبة عين بكل حب
: بخير يا حبيبتى انتى كيف حالك ... كيف قضيتى الايام الماضية ؟
ابتلعت عين ريقها و القلق يتصاعد و يتصاعد بداخلها و ارادت استغلال فرصة تطرق عنبر الى ما حدث بينهما بالايام الاخيرة حسب فهمها
: يا عنبر اريدك ان تسامحينى ... لم اقصد ما حدث .. انا ..
ضيقت عنبر عينيها و هى تمسد كفى عين بين يديها برفق
: اسامحك ! ...لم تكبرين الامر يا عين ؟
تنهدت عين منتزعة كفها من بين ايدى عنبر ماسحة وجهها بشدة لا تعلم ما ستقول ... هى تعلم ان الخطأ منها و نيتها كانت سيئة و واضحة وضوح الشمس لكن حادث عنبر اشعرها بالندم و الالم تمنت لو لم تفعل ... لو تركت عنبر و راشد بحالهما
: اى تكبير يا عنبر لقد كدتى تفقدين حياتك بسببى ... انا اسفة ...
بهتت ملامح عنبر للحظات و هى تحاول ان تستوعب ما تقصده عين شدت على كف عين الباقية بين يديها مستفهمة ببساطة
: ما دخلك انتى بوقوعى بالطريق ؟
: وقوعك بالطريق !
هنا كان الاندهاش من نصيب عين ضيقت عينيها و هى تنظر الى عنبر بكل تركيز
: عنبر هل تتذكرين الى اين كنتى ذاهبة ؟
: الى البيت .. كنت عائدة من المدرسة .... و كادت تصدمنى سيارة فسقطت خوفا و اجهادا من التعب و ..
: مهلا مهلا ..
وقفت عين منتفضة تتطلع الى عنبر و كأنها من كوكب اخر و بالنهاية سكنت تتأملها سائلة اياها بتمعن
: عنبر .... بأى عمر انتى الان ؟
: بالصف الثانى الثانوى ...هل
اخذت عين تشير بسبابتها نحو عنبر بذهول و لسانها يعجز عن النطق و كل هذا و عنبر مرتابة من ذهولها الذى لا تعلم سببه
: عين .. ماذا ..
قاطعتهاعين بغلظة مشيرة لها ان تنتظر و لم تمر الا لحظتين و اندفعت عين نحوها بسرعة ممسكة برأسه عنبر بين كفيها مقبلة جبينها بقوة و عندما حاولت عنبر ابعادها عنها لترى ما بها اندفعت عين خارجة من الغرفة كطلقة رصاص هاربة من حرارة دفع زناد سلاح هى من حررته من البداية تاركة عنبر فى حيرة لا تستطيع الخروج منها ... منذ افاقتها و هى تشعر بشئ غريب ... لا تعلم ما هو لكن ما تشعر به هو انها تفتقد الكثير و لا تفهم ما يحدث .. اهتمام والديها تشعر به مبالغ كما انها لا تعلم سبب بقائهما بالمشفى كل هذا ... هل يستدعى سقوطها بالطريق كل هذا... كما ان الاحلام التى تراودها تزيد من قلقها عما هو آتى ...
************************************************** *******************
خرج تاركا عمه و زوجته عمه خلفه منادين ايه و هو غير عابئ الطبيب اخبرهم ان هناك احتمالية لانتكاسة حالة عنبر ان صدموها بالحقيقة و ايضا هناك احتمال بان تتقبل و هو لا يريد صدمتها لكن يريد فقط ان يبدأ فى طريق عودتها فى ارجاعها اليه .. مسكه وحده فور ان وصل الى اول ممر غرفتها بالمشفى وجد عين تخرج من غرفتها و تبتعد تهرب و قبل ان يفعل اى شئ سوى باللحاق بها او الذهاب الى عنبر فاجأه عمه و امسك بذراعه يديره اليه و يحذره
: اسمع يا راشد قد تساهلت معك كثيرا ... لكن هنا و انتهى راشد و عنبر لن يعودو تفرقو بلا رجعة .
************************************************** *********
للوهلة الاولى ستراه طفلا وديعا هادئا لكن ببعض من الدقة و التركيز لن تستغرق الا بضع دقائق لتعلم من هو .. انع ععابد المكارمى .. النسخة المصغرة من عابد المكارمى .. رائف عابد المكارمى ... رغم ان ملامحه ليست مطابقة له لكن الايحاء و الهيئة و لغة جسده جميعهم سيوجهوك الى عابد دون الحاجة الى التشكك فى ذلك ... و هو الان فى غضبه و ضجره صورة طبق الاصل منه ... واقفا امام النافذة ممسكا بهاتفه المحمول و علامات الضيق تملأ وجهه .... يبدو ان الامور لا تسير طبقا لرغبته و اثناء انشغاله بمحادثته كانت امه تدور بارجاء قاعة المنزل ممسكة بورقة ما تصدر اصواتا تنم عن اعتراض شديد و يبدو انها ستوبخه ان تذمر او شكى لها ما يضايقه فلم يجد بد من اعادة الاتصال مرة اخرى ... لم يشغله صوت جرس الباب عما يفعله و ترك امر الطارق الى والدته التى اسرعت جهة الباب متمنية ان يأتى من تريد لكن بمجرد فتحها للباب خاب ظنها و هى ترى زين امامها بابتسامة رغم لطفها لكنها تحمل بعضا من الشماتة و الفرح
: ماذا ؟ هل ستتركينى عند الباب !
نظرت اليه بشك لكن بالاخير افسحت له الطريق دون ان تنبس شفتيها بكلمة حتى و لم يكن ينتظر ترحيبها هل سترحب به ببيت عاش به لاكثر من عامين و يحفظ كل ارجائه و ساكنيه
اتجه الى اريكة دووما ما كان يفضل السكون اليها بوقت ضيقه ... و للغرابة منذ تركه للبيت بعد معرفة عابد حقيقة صلته برائف و طلب منه ترك البيت و هو ما كان زين يفضله و هو يشعر بانه مشتاق لهذا البيت بكل من فيه و ما فيه ... جلست سيدرا بجانبه ضاجرة من شروده الدائم
: ماذا هل شردت بجمال الايام السابقة !
السخرية و الاستهزاء كانا واضحين بعبارته و لم يعيرها اى اهتمام بل القى بحديثه دون الالتفات الي عبارتها
: لقد جئت لرؤية رائف لكنى لم اكن ان الضيق سينتابنى الى هذا الحد ... ربما بالمرة القادمة سأراه بالخارج .
ارتفعا حاجبى سيدرا و كتفت ذراعيها حول صدرها متسائلة
: و لم قد تراه مرة قادمة .... الم تحقق ما تريده انت و صديقك بعد !
: عن ماذا تتحدثين ؟
لوت فمها بسخرية و تجاهلته مريحة رأسها على ظهر الاريكة متلاعبة بخصلاتها بلا مبالاة مما اثار جنونه فاندفع نحوها يشد ذراعها جهته بقسوة
: ماذا تقصدين ؟
نظرت اليه للحظات و اخذت ضحكات السخرية تنطلق من ثغر كم تمنى لو تكوون صاحبته ملكه
: صديقك رفع قضية انكار نسب ... ماذا سأفعل الان ... هل هكذا يشعر بنفسه رجل !
كان صوتها قد بدأ يرتفع فأشار اليها لتهدأ و اشار جهة رائف و سألها بصوت هامس
: متى علمتى ؟ اومتى حدث ؟
: اليوم .. وصلنى المحضر من المحكمة ... ماذا دهاه ليفعل ذلك ؟
اخذ زين يمسح على وجههو يستغفر الله ثم تحدث مبررا ما حدث
: لربما عامر اثار بجنونه بفعلة ما .. منذ عاد و هو لا ينفك يفعل ذلك .
حاولت الا يبدو عليها الاهتمام بحديثه لكن لم تستطع منع نفسها من سؤاله
: متى عاد عامر ؟
: لا اعلم بالضبط .. اظن منذ زواج عابد ..
: اظن ما اثار عابد شئ اخر يخص تلك العروس .. فعابد لن يترك عامر يمكث هنا !
: عابد يسعى لذلك بالفعل لكن لا اظن انها اريج .. انها لا تستطيع اثارة غضب طفل حتى ..
اشارت بيدها بحركة استخفاف جهته
: يالك من حنون .. اتركنا من هؤلا و اخبرنى ماذا افعل انا ... ماذا افعل ان اكمل عابد الى النهاية .. هل اهبط الشوارع باحثة عن اب ... عقله يا زين هو يسمع لك .ز
نهض من مكانه متطلعا الى رائف المستكين بجوار النافذة و الهاتف بيده
: الا بهذه يا سيدرا ... و بخصوص هذا الموضوع ... انتى تعلمين كم احب رائف و مستعد لاستخدام نفوذى لاجعله على اسمى ان اردتى ..
اصابها الارتباك و بعض الضيق ... لا ليس زين هو من كانت تطمح به زوجا لها او ابا لابنها .. بل اخر اغنى و اوسم و اشهر .. لذا وقفت تتحدث محاولة التملص من ذلك الاقتراح
: لا اظنها فكرة سديدة يا زين ... انت لست والده على كل حال .. و انا لن اشحذ اب لابنى ..
ضيق عينيه لكلماتها هو يعلم انها لا تريده من البداية و انما كانت تحاول معه منذ سنين فقط لتتخلص من حبس عابد لا اكثر
: كما تحبين .. كنت اعرض المساعدة لاجل رائف ليس اكثر و اعتبريها لم تحدث و هى لن تحدث ثانية .. انا مضطر للرحيل الان
: لا ... كنت اريد طلبا منك ان تسمح ..
************************************************** *********************
لا يعلم سبب تواجده هنا .. فمنذ شجاره مع اريج و مغادرتها له غاضبة و متألمة و هو لا يعلم ماذا يصنع يعلم انه جرحها لكن ليس بيده حيلة و هى من اودعته بخانة اليك فلتتحمل اذا و بعد محاولاته لتشتيت انتباهه عما حدث معها .. لم ينقطع رنين هاتفه معلنا عن مكالمة من رائف بل مكالمات لم تنتهي حتى الان و كأن كان ينقصه رائف ايضا ....
تأفف مغلقا هاتفه بالكامل هابطا من سيارته ليطئ ملهى ليلى لم يطأه سوى مرات قليلة بالماضى و كان السبب واحد دوما ايجاد شقيقه عامر و هو ما دفعه الى المجئ الان لكن ليس لايجاده و الإطمئنان عليه بل لمحاولة اغلاق دفتر الحساب بينهما
بمجرد دخوله الملهى و قد عادت اليه ذكريات قديمة ظن انه نساها و ما ساعده على ذلك هو ثبات الملهى على مظهره القديم باستثناء الراقصة و بعضا من العاملين بالخدمة و الحراسة ... لقد حلف انه لن يأتى اليه هنا مرة اخرى و ها هو حنث بالحلفان لكن ليس من اجل عامر بل من اجل رائف ... لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وجد غايته عامر لدى البار و ظهره الى الراقصة ليس حياء و انما من اعتياده و ملله لم يعد يأبه .... اتجه عابد نحوه متخذا المقعد المجاور له لم يتحدث عابد بكلمة لكن عامر قد شعر به و دون أن يلتفت عامر اليه تحدث الى عابد و السحرية تملأه
: اراك قد غيرت مبادئك !
صمت عابد للحظات و دون أن يلتفت هو الاخر الى عامر جاوبه بنفس قد السحرية و الازدراء
: اجل و اولها اننى جئت لأتحدث اليك !
ارتشف عامر بعضا من كأسه و بابتسامة سخرية تخفى الكثير من الالم
: و ما حملك على ذلك ...... لو كنت مكانك لما فعلتها لاجل اى كان .
اجابه عابد مسرعا و قد قرر الالتفت و النظر اليه ليرى ردة فعله
: و لا حتى لأجل رائف ؟!
لم يتغير شيئا بتعابير عامر سوى انها اصبحت كاتمة اكثر و لم يجيبه على الفور بل اجهز على كأسه و أشار الى النادل طالبا غيره و بعدها التفت الى عابد ناهضا من على مقعده الدائر
: و لا حتى لأجل ابوه .
و ربت على كتف عابد الذى لم يتحمل المزيد منه فالتفت الى عامر لاكما اياه بجوار عينه متسببا بنزول بعض قطرات الدم و رغم ذلك اخذ عامر يضحك بصوت مرتفع و هو يترنح غير قادر على الثبات
: أتضربنى يا عابد ... أتضربنى لأجل غرباء !
لا يعلم عابد لما قد اثار لفظه غرباء على رائف اثار غيظه انه ولده من رباه هو كيف ينعته بالغريب فلكمه مرة اخرى اطاحت بعامر عدة خطوات للخلف و رغم هذا لم يبدو على عامر اى تغيير فصرخ عابد به ضاحرا فاقدا الامل
: انه ولدك !
اخذ عامر يحرك سيارته امام وجهه بالنفى عدة مرات و من ثم ضحك مجاوبا عابد
: لا تلقى بنسلك على اكتاف الاخرين لن تتحمل اخطائك ... اذهب و انظر نسل من ذلك .... ام أن الامر قد اختلط عليها ...
و اخذ يضحك بقوة اشعلت وجه عابد فلم يتحمل و لكنه ثالثة اودته ارضا فحاول عامر بعدها أن يعتدل الا أن وقف مكانه ملقيا الكأس بعيدا ناظرا الى عابد بغضب و كل شئ قد صمت حولهما بعد أن أصبحا مركز انظار كل من بالقاعة
: انها الضربة الثالثة و لن اسمح بتكرارها لم يستوعب عابد الا برؤيته يتجه نحوه و يلكمه بقوة بوجهه بنفس مكان لكمة عابد اليه عنصر المفاجاة ادى الى اختلال توازن عابد الذى ارتد للخلف حتى ارتطم بالبار من خلفه و لم يكن ليسكت هو الاخر فكان الصدام بينهما و صوت لكمات تتعالى و مقاعد و قنينات و كئؤس تتحطم فكان لعناصر الامن دورا لتخليصهما من بعضهما و صوت عابد يصدح
: لن اتركك حتى تأخذه على اسمك فلم اعد ابالى له لقد رفعت قضية لانهاء تلك المهزلة .
نفض عامر ايدى من حوله و أشار لعابد بكفيه بحركة مسرحية
: فلتفعل .... انا ايضا قد مللت ..
اخذت النظرات بينهما تحتد و العداء يتعاظم حتى قرر عابد الانسحاب المؤقت و اتجه نحو الباب لكن صوت عامر اوقفه
: اكثر دليل على انك ابالى هو مجيىك الى لتعلمنى انك تحفل فاتمنى أن لا ابالى هكذا للأبد .
كان عامر ينتظر صورة اخرى من عابد و على عكس توقع انصرف عابد بعيدا و اكمل طريقه الى الخارج لكن و قبل أن يمتطى سيارته فتح هاتفه و طلب رقما و هو يهتز من ثورة غضبه حتى اجابه الصوت
: عابد كيف حالك ؟
: زين اين انت ؟
اخذ زين يحك رأسه و نظر لرائف لا يعلم هل يخبر عابد الحقيقة انه هنا ببيته مع راىف ام يكذب حتى يتجنب شجارحتمى لكن بالخير فضل الصراحة فهى مبدأه دوما
: عند رائف .
: و سيدرا عندك ؟
: لا ذهبت لقضاء شيء
: جيد. .... انا قادم اليك حالا لن اتأخر .
لم يغضب و لم ينفعل حتى انه لم يسأل عن سبب ذهابه الى سيدرا و رائف ماذا تريد يا عابد و ماذا ستفعل هذا كان سؤال يتجول بعقل زين يريد اجابته و يخشى منها
: عمى زين .... هل كان ذلك ابى ؟
: اجل يا حبيبي .
ظهر الاحباط على وجه رائف و اتجه مبتعدا الى الاريكة ليجلس عليها فاتجه زين نحوه متعجبا
: ماذا بك يا رائف هل هناك شئ ؟
اخذ رائف يبكى بقوة و قهر و هو يضرب الاريكة بكفيه و قدميه
: اجل أن ابى اصبح لا يحبنى لا يجيب على و امى دوما ما تتعصب على عند ذكرى له و لا اعلم ماذا افعل ؟
اخذ زين يمسح على رأس الصغير مزيلا دموعه الغالية لطالما اعتبره ابنه و عرضه على سيدرا أن يستغل علاقته و يكتبه على اسمه ليس لأجلها فقط و انما لأجله هو الاخر .... لا يعلم اى يساند الصغير ام عابد و حيرته تتعظم مع الم قلبه بكل مرة يرى بها سيدرا ... اخذ يهدهد رائف و هو يهمس اليه
: لا يا حبيبي .... هل تعلم ان ابوك يحبك اكثر من نفسه و لأجل ذلك هاتفنى انه اتى الى هنا ليصالحك .....
انتفض رائف من احضان زين و ابتسامته تتشابك مع دموعه
: حقا يا عمى ...
: اجل يا صغيرى .... أن اباك يحبك .. يحبك اكثر من نفسه و هذه هى مشكلته إن احب شخص يعطى من الحب ما يجعله يضحى بنفسه و سعادته لأجل الاخر .... و هو لن يتخلى عنك أنا متأكد .
************************************************** *
بكعبها العالى و خطواتها المتأنية ما زالت هى سيدرا شاهين وحيدة ابويها .... دوما ما كانت تشعر بنفسها مميزة لذلك لكن فور موت والدها و توليها هى القيادة و ادارة الشركات لم تستطع النجاح اخذت الخسارة طريقها اليها و الاكتئاب ايضا و اصبحت الحياة المرفهة سجن و اختناق يكتنفها حتى ظهر عابد تعرفت عليه و الشئ الوحيد الذى نجحت به هو انها جهلته يعشقها فأعاد لشركتها سيطرتها و امدها بخطوط الامل و لكن فورا و مرة اخرى لم تنجح و مع تبذيرها كانت الخسارة اضعافا و عندها لم تجد مفر الا الزواج و لم يكن غيره متاحا بهذا الوقت ... عابد المكارمى .
اخذت تتطلع حولها باحثة عنه ... كانت دوما تجده هنا لكن منذ سفره من عامين و سجن عابد لها بالبيت و هى لم تطأ بقدمها خارجه و اين ستذهب أن خرجت فليس لها ملجأ ... لكن الان كل الامور اختلفت ... فور معرفتها من زين عن مجيئه لم تستطع الانتظار حتى لا يختفى مجددا انطلقت ترتدى ما تقع عليه يدها و حذائها الساهر المتبقى و حقيبة لم تغيرها منذ عامين و انطلقت دون أن تخبر زين شئ لم تخبره الا " لا تترك راىف حتى اعود يا زين " و رحلت ... رحلت دون أن تتأكد من احتواء حقيبتها من اموال لم تدرك هذا الامر الا و هى أمام الملهى أخبرته أن ينتظرها حتى تخرج آملة بحزمة يلقيها عامر عليها ...
بخطوات سريعه كانت بجانبه و هو يحتسى ربما كأسه العاشر مدندنا أغنية ما .. كان و كأنه منتشي او فرحا و شعرت أن هذا هو الوقت المناسب لكن على العكس تمام ما يفعله عامر لا يدل عن فرح بل هروب هروب من حقيقة فقدان شقيقه و العيش وحيدا ابد الدهر ... بتردد و خوف مدت اصابعها الرفيعة متلمسة ظهره برقة
: عامر ..
تصلب ظهره للحظات ليس تأثرا انما من المفاجأة ... منذ ما حدث من عامين و رحيله مع والديه خارج البلد علم أن عابد يحبسها و عندما عاد الى البلد مرة اخرى تأكد من استمرار ذلك لكن أن تكون حرة بل و جواره بالملهى لا ينكر انه اصيب بالدهشة ... التفت بجانبه و هو يتلاعب بالكأس بيدهو نظرات عينيه تفضح ذهوله مما أكسبها شعور بالانتصار
: كيف جئتى الى هنا .... اظن أن عابد يحبسك !
ارتفاعا حاجبيها بتعجب و مدت يدها الى بعض المقرمشات امامه و تناولت احداهن بثقة و هى تتحدث
: هذا يبين انك قديم بظنونك يا عامر .... انا سيدرا .
ابتسم بسخرية رغم اعجابه بثقتها الكاذبة بنفسها
: و ماذا تريدين يا سيدرا ؟!
ابتسمت بشيطانية
: سأخبرك و ستسر و تفرح بما سأخبرك و ما سنفعله .
**************
الانتظار من اسوء الاشياء و هو الاسوء على الاطلاق عندما يمكث امام باب غرفتها بانتظار اذنها و كأنهما بقصر ملكى
: هيا يا اريج .... لقد ضجرت .
تأففت مخرجة رأسها من اسفل الغطاء و الغيظ يتملكها أكيدة ان والدتها هى من اسرعت تخبره فور دخوله المنزل
: اذهب يا فارس .. انا بخير .
: و هذا أكبر دليل على انك لستٍ كذلك ... افتحى الباب هيا ..
و لم يكتفى بالطلب بل اخذت اصابعه تطرق الباب بطنين و ازعاج اضجرها نهضت متأففة تركل الوسادة الساقطة ارضا و فتحت الباب على غفلة اربكته
: ماذا تريد ؟
اخذ يتلاعب بخصلاتها الامامية
: يفترض فى هذا الموقف ان تقولى تفضل ... هيا لا تحرجينى اكثر من ذلك ؟
تنهدت مضطرة و ابتعدت من طريق الباب فعرج الى الفراش و جلس عليه باريحية و فعلت هى المثل ... اخذ يتطللع اليها و هى تتلاعب بطرف الغطاء كالمذنبة لكنه فضل ان يعطيها وقتها و بعد دقيقتين شعر انه اكتفى من الانتظار فبدأ الحديث اخيرا
: هيا انا انتظر ..
اخذت ترجع خصلاتها و هو يراقبها منتظرا و هى لا تنطق فمل من تلك الطريقة و قرر تغيرها الى سؤال و جواب محدد
: اريج ... ماذا حدث اليوم ؟
ادعت التعجب و حركت كتفيها علامة على الجهل
: ماذا حدث اليوم ؟
نظر اليها بشك
: اريج الم يحدث شئ بينك و بين عابد ؟
بؤبؤ عينيها فضحها و ارتعاشة صوتها و لهفتها
: لماذا ...هل .. هل حادثك او شئ ؟
اخذ يحك خلف اذنه و ينظر اليها بتلاعب متلذذ بترقبها و انتظارها
: لا ... لكن امك اخبرتنى انك اتيتى باكية اليوم و ...
: لا يا فارس ... لم اتى باكية .. فقط شعرت ببعض التعب ليس اكثر ..
مد فارس كفه يحتضن وجنتها و يملس بابهامه عليها يحاول ان يشعرها بالطمأنينة و الامان
: اريج ... انا قلق عليكى .... انتى أكثر من يهمنى صدقى او لا ... لست بجانبك تكفير عن الماضى و انما مستمتعا بالحاضر .. احبك يا امانة بعنقى اهملتها للحظات فضاعت فهل تستأمنينى على استرجاعها ..
سقطت دمعة متأثر بمشاعره الصادقة المنبعثة من قلبه لقلبها فورا ... اخذت تومئ برأسها عدة مرات فأخذها بحضنه يدفأئها و تدفأه مسحت دموعها و استكانت بصدره لعدة دقائق ارتاحت بها كما لم ترتاح سابقا ثم انتابها شعور بالخيانة لتلك الطفلة الصغيرة التى ضاعت فى خضام ماضى و حاضر يفتكان بها ، فلم تتردد و هى تسأله بأمل
: هل تعلم كيف حال فيروز ؟
لو رأت وجهه لرأت كيف تصلب وجهه و اشتدت عضلاته ظهرت بعض من القسوة بعينيه
: بخير .
: بخير ! .. فقط هكذا !
: أجل ... ولا اريد التحدث عن علاقتى و فيروز رجاء ..
تنهدت لألمه تشعر به متألما و موجوعا لكنه لا يشرك احد بألمه
: كما تريد .. لكنى اريد محادثتك بموضوع يخصها .. وحدها .
كان ينتظر لكن هاتفها اخذ يدوى بالرنين اخذت تنظر الى الرقم تحاول معرفته و لم تصل لشئ فأجابت منتظرة معرفة الهوية
: مرحبا .. من معى
: كيف حالك يا اريج ... انا قاصد .
: اهلا دكتور قاصد ... كيف حالك ؟
: بخير .. كنت .. رأيتك اليوم و شعرت بكى لست على ما يرام ... و اردت الاطمئنان عليك
: لا صدقنى بخير ... فقط كنت متعبة قليلا .
هنا لم يستطع فارس كبت تعليقه
: يبدو ان العمل و زملاء العمل كانو شاغرين اليوم .
وكزته اريج بكوعها فى معدته و من ثم عادت بتركز على المكالمة
: بخير لا تقلق ..
عمهم الصمت عدة لحظات و لا احد يتحدث
: هل هناك شئ اخر دكتور قاصد ؟
: اجل ... هناك شئ ..
: ما هو
: اريج هل تتزوجينى ؟
************************************************** ***************************
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-04-20 الساعة 12:49 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:37 AM   #104

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب عابد الفصل 39

الفصل التاسع و الثلاثين قراءة ممتعة باذن الله❤💜
: ماذا تقصدين !؟
كان الاهتمام بالغ يعينى عامر اهتمام اشعرها بالنشوة و الانتصار...شعور اثلج صدرها و عوضها عما لاقت فيما مضى ... امسكت بالكأس من يده تتلاعب باصبعها على حافته و تتلاعب به هو شخصيا و هو منتظر حتى تكرمت عليه بالنهاية
: صفقة ... ستساندنى فقط لا احتاج سوى ذلك ...
كانت التلهف و الحيرة يملئان وجهه و تعابيره و دون أن تنظر اليه تعلم بهيئته و بسؤاله التالى
: و المقابل ؟
التفتت إليه و الابتسامة تعلو وجهها
: سيعود لك كل ما اخذه عابد بل و أكثر .
اخذت تنظر اليه مناظرة أن تلاقى الفرح و التأييد بل و الثناء لكنه سألها مجددا بسخرية
: و كيف ذلك ؟
نظرت اليه بضيق لسوء فهمه و وضعت الكأس على البار امامهما بنفاذ صبر
: ما بال استيعابك اصبح ضىيل هذه الايام .... عابد لا ينجب و ابنى على اسمه و هو طلق زوجته لذا لا يوجد على الساحة سوى راىف و رائف يعنى انا و انا ....
مدت اصابعها تلاعب عنقه باغراء
: و أنا يعنى انت .
اخذ مشدوها للحظات و من بعدها احتلت السحرية محلها
: فاتك شيئا واحدا يا ابليس .... عابد لن يتركه على اسمه ... لسوء الحظ قد علم انه ليس ولده !
اجابته بلا مبالاه و هى تلتقد كأسها من على البار مرة اخرى
: آه تقصد تلك القضية التافهة .... لن يكملها ..
اخذت ضحاته تجلل من حولها و هو يتحدث بسخرية اكبر
: فاتك شى اخر .... قبل أن تشرفينى بمجيئك كان عابد هنا ... و اخبرنى انه لن يدعه على اسمه و اظن أن جديته صادقة كما ترين على وجهى و كما تفضلت و اخبرنى بالقضية ..
ابتسمت بانتصار و ارتشفت بعضا من الكأس .
: لن يفعلها .... مابك يا عامر الا تعلم أخاك ! .... طالما أتى اليك فهو لن يفعلها لن يترك نفسه للندم ... لم يلقى لرائف سابقا و هناك احتمالية انه ابنه و لن يلقى به الآن و هناك احتمالية انه ابنك ...
: انتى تغامرين يا سيدرا ... تغامرين بكل ما لديك و بكل مستقبلك ..!
: ما الحياة الا مغامرة و مقامرة .... و الآن ما قرارك ؟
****************************************
: عفوا ..!
ضحك قاصد ليخفى توتره لم يكن يعلم ان من الممكن ان يطلب يدها بهذه السرعة بل و الاكثر عبر الهاتف
: اعتذر ان كنت قد فاجئتك لكن ... لكن كما سمعتى ... هل تقبلين الزواج منى ؟
بدأت تنسحب من بين يدى فارس فليس من المعقول ان تكون باحضان احدهم و تتلقى عرض زواج من اخر حتى لو كان اخاها ... ابتعدت عنه مساحة كافية و اثناء ذلك لم تتحدث فقط نظرات متهربة احثة عن جواب ومن الجهة الاخرى يشعر هو بها و بتوترها لكن بتلك اللحظة و بهذا الوقت شعر انه يحتاجها هى
: اريج ...ان كنت تريدين التفكير لك هذا ..
اسرعت تؤيد فكرته بسرعة قبل ان يرجع عنها
: اجل اجل ... فأنا بالاساس لا افكر بتلك المواضيع الان ... اعتذر لكن ..
اسرع يقاطعها قبل ان تنطق كلمتها بالرفض .. حتى يظل يحمل الامل
: اقدر و اتفهم معكى وقتك ... معكى وقتك حتى تنتهين ..... لا عجلة .
و مرة اخرى عمهما الصمت و كل منهما و كأنه يعد انفاسه حتى لا تحسب عليه و بالاخير كان قاصد هو اول من تحدث
: اذا سأرحل الان و القاكى غدا ...
: الى اللقاء .
اغلقت الخط و ظلت معطية ظهرها لفارس لا تريد فتح مواضيع جديدة تخصها سيعلم فحواها بمجرد نظرة .. اخذت وقتها و التفتت اليه الهاتف بيد و بالاخرى تشير الى اشياء ليس لها وجود و عندما انتهت كان دور عودة خصلاتها خلف اذنها
: ماذا ستفعلين ؟
اتسعت عيناها دهشة و هى تنقل انظارها بينه و بين الهاتف تخشى ان تكون المكالمة عبر مكبر الصوت .. و بالاخير اكتشفت ان لا فائدة سوى المواجهة
: اى مواضيع ... ماذا سمعت ؟
اتكأ فارس فى جلسته ناظرا اليها يتلاعب بحواجبه ناظرا الى هاتفها
: تلك المواضيع التى لا تفكرين بها الان .
: اى يكن ما سمعت فهو لا يخص سواى و ان نقلت كلمة واحدة لأمى فسوف افضحك و ..
اشار باصابعه اليها لتمهل و ابتسامة مشاكسة تعلو وجهه
: انا من ينقل الكلمات الى امى !
: ماذا تقصد .... هل تتهمنى انا !
اخذ ينظر اليها بجدية بدأت تتجه الى الغضب لكنه لم يستطع الاستمرار أكثر فضحك بقوة و هو يصفق بكلتا كفيه
: كنت امزح .. فأمك ليس بحاجة الى جاسوس تعتمد على قدراتها الخاصة و لا تستبعدى انها خلف الباب تستمع لكل كلمة .
فور انتهائه ركضت الى باب الغرفة فى لحظة لتفتح الباب لكنها لم تجد شئ فالتفتت اليه لتجد نصفه العلوى منحنى على نصفه السفلى و ضحكاته تكاد ان تزهق روحه فأمسكت بحقيبة مرتمية بجانبها على الارضية لتلقيه على وجهه بحركة مفاجئة تفاداها رغم ذلك و ظلت ضحكااته تتعالى لدقائق فدخلت الغرفة و اغلقت الباب خلفها منتظرة ااياه حتى ينتهى
: هل انتهيت !
ضحكاته تقلصت حتى اختفت تماما و بقى بعينيه وجع لم تراه من قبل ربما بسبب تناقض الوجع مع ضحكاته ممنذ قليل لكن الالم كان جليا و اوجعها .. تحركت صوبه و جلست بجانبه ممسكة بكفه بين يديها تدلكه ببطئ
: لماذا لا تعود اليها اذا ؟
التفت اليها و تحلف انها رأت الدموع بعينيه لكنه لم يسمح لها بالهبوط و اريج لم تتركه بل اصرت على المواجهة
: اخبرنى يا فارس ... لم ... لم تضيع حبك ؟
: اريج ....لقد اوضحت ان لا احد يتدخل رجاء ... رجاء اتركينى بهمى ..
و كأنها كانت لحظات سرقة فقد انتهت لذتها سريعا و نهض فارس فى سرعة يتجه صوب الباب ليفتحه لكن اريج كانت اسبق منه فوضعت كفها على كفه الموجودة على المقبض و نظرت الى عينيه تسأله
: لم اعتادك عنيد ... الى هذه الدرجة !
جز فارس على اسنانه يخشى ان يفقد اعصابه عليها
: ارفعى كفك يا اريج حتى لا اذيكى .
: هل ستضيعها لاجل تافاهات .. لم اعتادك ..
صرخ بها بكل قوته حتى ان والدته تحركت من مكانها الى غرفة اريج لترى ما حل بهما
: اجل و انا لم اعتد نفسى تافها و عنيد و الاشد من ذلك اانى لم اعتد وفسى شككاكا و فاقدا للثقة الى هذه الدرجة لقد فقط نفسى ... اتركنى الان حتى لا آلمك كما المتينى .
لم تدرك انها بالفعل نزعت يدها عنه و عن المقبض و انه رحل من فوره غضبان منها كما رحلت من عابد صباحا و بقت ناظرة فى اثره للحظات ثم تداركت امرها و عادت الى واقعها لتجد والدتها تقف امامها نناظرة اليها بخيبة امل و الم ... للحظات لم تتحدث و اريج تنتظر لكن يبدو ان والدتها ارادت ان تؤلمها ببعض النظرات اولا
: ما بالك هكذا ؟
رمشت اريج عدة مرات و اخذت تسكن خصلتهه=ا خلف اذنها ناظرة الى والدتها بتوتر
: ما بالى يا أمى !
ابتسمت والدتها بسخرية و نظرات خيبة الامل لم تفارقها
:اتركى اخيكى يا اريج و لا تهلكيه كما هلكتى .
: اهلكه .. اهلكه يا امى ! انا فقط اريد اريد اصلاح حاله ..
: حقا ! ... قبل ان تصلحى حاله اصلحى حالك انتى ... و لاخر مرة احذرك يا اريج لا دخل لكى به ... هل سمعتى ..
لم توافق او ترقض لكن والدتها و كأنها نالت ما تريد فتركتها امام الباب ذاهلة من قسوة امها الجديدة عليها ... ما اشعرها بالوحدة و الالم دخلت و اغلقت الباب خلفها متأكد انها لن تنام الليلة من كثرة ما ستتدفق به عيناها من الدموع ..
************************************************** ***************
: ما الحياة الا مغامرة و مقامرة .... و الآن ما قرارك ؟
اخذ ينظر اليها للحظات و هى تنتظر و كأنها ثلج من الخارج بينما بداخلها جمر يحترق تتوق لموافقته نهض من كرسيه و وقف بجاننبها يميل بجانب اذنها و كأنها سيشى بسر خطير
: انتى لا تنكسرى ابدا يا سيدرا .. لم يكسرك احد .. و لم تفقدى الامل يوما .!
ارتشفت من الكأس و ابتسمت دون ان تلتفت اليها
: ان فقدته سأموت يا عامر !
: عندك حق .
وضعت كأسها على البار بنفاذ صبر تسأله
: و الان ما قررارك ؟
تفاجأت بخصلات شعرها تشد بقوة الى الخلف تعتصرها قبضت عامر حتى كاد ان ينكسر عنقها
: اه .. عامر ماذا تفعل ؟
: ماذا افعل ؟
ضحك بقوة و اخذ يشد شعرها الى الخلف اكثر بقبضته بينما الاخرى تمسك بفكها يعتصره
: انتى منذ عامين دمرتى حياتى و حياتى اسرتى .. انتى من اشعلتى الفراق بين و بين اخى .. انتى ... انتى من اغويتنى الى الهلاك ..
: لست المذنبة .. انت من فعلت ...لا يلام الشيطان و انما العبد هو من يحاسب ..
لفها اليها لتفاجأ بنظرة التوحش بعينيه و اصابعه تشتد اكثر و اكثر تؤلمها
: اجل انا العبد عند اخى و انتى العبد الكافر عندى و حسابك آتى ..
رفع يده الممسكة بخصلاتها لتنهض من جلستها مضطرة حتى تواكب رفع كفه للاعلى
: طوال العامين السابقين واتوق للعودة .. طوال العامينو انا انتظر اطلاق سراحه لكى احاسبكى حساب الملكين .... الم اخبركى انك لم تكسرى ... ه أنا جئت لافعلها و سأريكى .... سأكسرك حتى يكون موتك هو الاصلاح
و القى بخصلاتها بعيدا لتندفع الى الامام مصطدمة بعدة كؤؤس من بينها كأسها ليتساقطو ارضا مصدرين صوت تهشم عالى و اثناء ذلك اشار عامر للأمن ليأتو فأقبل اثنان منهما مسرعين
: تفضل يا سيد عامر .
اشار باصبعه اليها بازدراء
: القو بتلك القمامة خارجا و لا تسمحو لها بالدخول مرة اخرى .
و بالفعل أمسكو بها كأحد المشردين و القو بها لتجد نفسها امام سيارة الاجرى مرة اخرى و صاحبها ناظرا اليها ببعض الازدراء و الاستياء .. فاستقامت باباء و هى تتجه الى المقعد الخلفى لتركب فأسرع اليها واضعا كفه على الباب
: عذرا يا سيدة و لكنى اريد اجرتى اولا .
: ارفع يدك فورا ... اعيدنى الى حيث جئت بى و سأعطيك ما تريد اما اذا بقيت هكذا فلن اعود و لن تأخذ شيئا
************************************************** **************
جالسة على الاريكة تتابع التلفازو تتأفف و الملل يقتلها و اصوات اصطدام اللواتى يزعجها و هو لا ابالى بل مصر على اتمام مهمته
: هلا قللت من تحطيمك للأشياء رجاء .
مد رأسه جهة الباب يحدثها و هو منغمس بتقطيع شرائح البصل أمامه و عيناه تنضح بالدموع
: لكل حرب خسائر .... و ان كان لديك اى اعتراض فلتقومى انتى بالمهمة
اكملت الضغط على جهاز التحكم متنقلة بين القنوات تجيبه بلامبالاة
: انت من تطوعت .... فلا تعود من منتصف الطريق .
لم تمر سوى لحظات و كان يجاورها واقفا ناظرا اليها بشر و ملابسه مبتلة و بيده سكين
: من أوله تقريبا و ليس من المنتصف ..... اتسائل كيف كان فارسيقوم بالطهى كل تلك السنوات !
مجرد ذكر اسمه اشعرها بالأحباط لذا لم تتوانى عن النهوض مغادرة غرفة المعيشة الى غرفتها لكن قبل أن تدخل الغرفة التفتت إليه متحدثة بيأس
: هاتفه و أساله لا اظنك من قائمة المتجاهلين له .
دخلت و اراغلقت الباب خلفها واقفة تتأمل الغرفة تذكر لحظات و ذكريات عاشتها بها من قبل لكن الذكرى الأهم كانت يوم عاد يخبرها انها خارج حدود اهتمامه و انه ليس مسئول عنها منذ البوم و انه اوكل المهمة لماهر .... لم يتوانى فارس يوما عن اشعارها بخيبة امل بها لكن لم لم يتوقف لحظة و ينظر ماذا فعل بها .. او على الاقل يقدر موقفها ... ليته يعود اليها ليته يشعر بها ... ليته يرحمها ....
فتح ماهر الباب فجأة فااتفتت اليه متفاجئة و علامات الضيق على وجهه
: و ماذا الآن ؟
: ادالا تستطع الانتظار ربما خلعت حجابى !
ترك ماهر مقبض الباب و هو يحرك رأسه بيأس منها و من تهربها
: يا فيروز كفى .. كفى .. كفاكما عنادا وشكا ... انه يستحق ان يعلم .
: لا .. لا .. بالطبع لا .. سيعود الى فور علمه و يتنازل عن جروحه .. سيكون معى شخصا اخر .. لا استطيع ..
: حبه لك و خوفه عليكى لا يجعلاه شخصا اخر .
: قلت لا .. لن استجدى شفقته ..
نظر اليها ماهر بغيظ و ضيق من عنادهما المريض
: اذا سأخبره انا ..
و التفت ينوى الخروج فركضت خلفه حتى تمكنت من اعتراض طريقه و هى تحذره
: اياك .. اقسم يا ماهر ان فعلتها لن تعود صديقى مرة اخرى ..
صرخ بها ضجرا
: اذا ما الحل سيهلك كلاكما .
: سأعيد الكرة و اذهب اليه استجديه .. و انت لن تفعلها اتفقنا .
اكتفى بائمائة بسيطة تحمل بعضا من الامل فى نقض العهد و عمل الصواب
************************************************** ***
واقفا بجوار سيارته ممسكا بكف رائف الصغير و زين امامه يحول بينه و بين باب السيارة
: اتركنى يا زين ... منذ متى و انت تقف هكذا .. ابتعد .
: لن ابتعد حتى تخبرنى .. الى اين ان ذاهب و ما عمل رائف معك ..
تأفف عابد و نظر الى زين نظرات يملأها التحذير
: لا دخل لك ولدى و انا و هو احرار ... ابتعد يا زين .
: ولدك ! .. حقا انا مندهش لم يكن هذا هو كلام سيدرا منذ قليل !
مد عابد كفه يكتم على ثغر زين يمنعه من الاستمرار بالحديث و اشار الى رائف ليذهب الى الجانب الاخر من السيارة
: اذهب انت يا رائف و اركب .. هيا .
تحرك الصغير و زال عابد كفه من فوق ثغر زين ليمسك بتلابيبه بقوة
: ما بالك اليوم يا زين .. اتركنى فأنا لا احتمل اكثر .
: لن اتركك قبل ان تخبرنى الى اين ذاهب بالصغير ..
ترك عابد قميص زين لينظر اليه متعجبا
: ما بالك اصبحت تهتم بالصغير .. ام انك مهتما بأمه !
لم يتمكن عابد من استمرار حديثه نتيجة لكمة من زين اصابت فكه
: اياك ... اياك و خوض حديث مثله .. هل تسأل ماذا بى .. بى بك ... حالى مشغول بك يا سيد عابد و لن اتركك حتى ااعلم الى اين ستذهب ؟
ضجر عابد و نظر اليه بضيق
: الى الحقيقة .. سأذهب الى الحقيقة .. فاتركنى رجاء و لا تعيقنى .. هل ترانى مجنونا ؟
لم يتردد زين و هو يجيبه بكل صراحة
: اجل .
: اذا فاتركنى اتعقل و لا تخف .. ان كان لى خاطر لديك .
كان عابد ضعيفا ضعيفا كما لم يكن من قبل و هذا المظهر اوجع زين و حزنه و لم يجد بدا من الابتعاد و تركه يفعل ما يريد و لم يحتاج عابد لاكثر من لحظة ليركب سيراته منطلقا و لم تمر لحظات بعدها و سمع زين خطوات لحذاء انثوى تخطو من خلفه مسرعة اليه
: اين ذهب ... اين ذهب بولدى يا زين ؟
لم ينظر اليها و لم يكبد نفسه العناء اجابها
: الى حقيقة تأخر ظهورها سنوات ..
امسكت بذرعه تشده ناحيتها
: ماذا تقصد ؟
التفت اليها ليجد خصلاتها غير مستوية و هيئتها غير مرتبة و كأنها كانت فى عراك
: لا اعلم .. لكن اظن ان الحقيقة التى عشتى سنوات تلراهنين على ان عابد لن يستطيع كشفها و سيخشى من الم ظهورها اتت اخرى جعلته يفعل مالم يكن ليفعله يوما .
نظرت اليه بنظرات شر محتد قادرة على احراقه هو و صديقه لكن صوت صدح خلفهما مستتاء حد الاختناق
: هلا اخبرنى احد متى سأحصل على اجرتى .. رجاء .
************************************************** *************

بخطوات ثابتة كاذبة تخطو داخل الشركة .. لا تعلم ماذا اتى بها اليوم الى هنا الم تكن قد رتبت نفسها على المكوث بالبيت ليومين او اكثر بينما هى الان تنافى كل شئ و تأتى الى هنا الى شركته و كأن ما حدث بينهما البارحة و مصارحته لها بالامس لم تكن لكنها ليست هنا حتى تتناسى ما حدث و تكمل ماضيهما بل آتية لتنهى صفحة لا يمكن لها ان تستمر ....
رغم عدم انتابه الكثير اليها لكنها تشعر و كأنهم يراقبونها .. تشعر و كأنها محاط انظار الاخرين يبدو انها قد بدأت احدى اطوار كآبتها و مرضها النفسى كما حدث معها سابقا لكن الآن يمكنها ان ان تستعين بفارس على الاقل حتى لا تنتكس حالتها
: اريج ... اريج .
التفتت الى هبة يبدو انها كانت تنتظرها او على الاقل تتوقع مجيئها .. توقفت اريج مكانها و هبة مقبلة عليها بابتسامتها المعتادة
: كيف حالك ... مررت بكى البارحة لأطمئن عليكى بعدما حدث ..لكنى لم أجدكى ..
تنهدت اريج ممسدة ذراعها بتوتر
: اجل .. كنت .. لقد .. اعنى ...
ابتسمت هبة اليها أكثر و الشفقة بينة فى عينيها و الالم ينضح من لمساتها المواسية لاريج
: لا عليكى .. لا تستائى مما فعله معكى البارحة هو دوما هكذا و لست انا من ستخبركى عنه ...
ثم مالت اليها هى تغمز باحدى عيننيها اليها
: بينى و بينك ... بعد شجاركما البارحة ارسل الى حتى يطمئن عليكى ... و كان قلقا و عصبيا جدا ..
تنحنحت اريج لتظهر صوتها متحدثة الى هبة برجاء و امل
: لاجل ما حدث البارحة .. لا اريد لاحد ان يعلم كما انى .. كما انى لا اريدك ان تخبريه بمجيئى رجاء ... و شكرا لكى على سؤالك ...
ثم تركتها و اتجهت الى مكتبها بخطوات راكضة تاركة هند تنظر باثرها لكنها لم تستطيع فعل ما طلبته اريج فعلى الفور ركضت الى مكتب عابد لتخبره بمجيئها .. فان لم تفعل هى أكيدة برفدها فورا كما انها تحبها و لا تريد لها الانفصال عن عابد
************************************************** ***********************************
بمجرد ولوجها الى غرفة مكتبها بدأت فى التفس ها هى الان داخل حصن يحميها لمنه حصن بقلعته ... فهو حولها بكل الاشكال من الخرج و من الداخل ذلك القلب الخائن مازال ينبض لأجله .. ما زال رغم ما كان .. خلعت عويناتها السوداء ملقية اياه على سطح المكتب متأففة و متألمة .. و باكية ايضا . لا تستطيع السيطرة على نفسها كما لم تستطيع االسيطرة على فسها البارحة و انطلقت فى بكاء قاسى بعد خروج فارس من الغرفة .. و الان لم تستطع كبت دموعها اكثر فانطلقت دموع من عينين يظهر بهما الجمال جليا فلون الزرقة بعينيه جمله احمرار الالتهاب ليتداخل اللونان بطريقة مرعبة و تتلألأ عينيها بدموع تزيد من جمال الصورة ...
اخذت تبكى لا تعلم ماذا تفعل و اين هى .. اين هى فى خضام ما يحدث .... بائسة تننتظره .. و تبكى فراقه بينما هو القى بها على امتداد يديه .. القى بها الى بحر ظلمات يبتلعها و هرب هو يبحث عن نور .. نور لن يجده دونها .. لن يجد شمعة تحترق لأجله غيرها ..
اخذت تصرخ ضاربة المكتب بساقيها ملقية اى شئ يقابلها ارضا تصرخ بكلمات علها تريح بعض من كبتها
: خائن .. حقير .. و كاذب و قااااسىىىىىىى ... قاسى و جبان ... لست عابد بل كافر ... كافر .. كافر ..
: ربما اغير اسمى لاحقا .
سلسلة الشتائم لم تنتهى بعد لكنها توقفت فور سماعها صوته ... هل هو هنا خلفها تحديدا و سمعها و هى تسبه .. كيف علم انها هنا ... هبة ! . تبا لكى .. اجحمكى الله بعذابه ..
: ما رأيك ؟
انتشلها صوته من شرودها و دعواتها على هبة لجيبه دون الالتفات اليه بينما هى تشعر به و تتخيله كأنها تراه
: بماذا !؟
كتف ذراعيه متطلعا الى ظهرها المنحوت كتمثال لكنه يرتعش كعصفور مجروح
:هل اغير اسمى ؟ هل تجديه غير مناسبا ؟... الآن .
حاولت التماسك لا تريد ان تجاريه فيما يحاول فعله .. انه يريدها ان تعود كما تفعل دوما و تحاول التقرب اليه لكنها لن تفعل و ايضا هو لا ييأس
: الن تستديرى ام انك لا تريدين رؤية وجهى ...!
ان كان ما تسمعه يؤلمها فو يذبحه و هو يلقيه بل و هو يتخيل منها كل الاجوبة ... سألها ان كانت لا تريد رؤية وجهه .. اجل هى لا تريد فربما لا تستطيع امساك لجامها و ربما تهرع اليه و هو يخشى جوابها يخشى ان تحادثه من منطق الكرامة و الكبرياء فتهلكهما سويا
: اريج ..! الن تجاوبينى !
: اجل .
ضيق بين عينيه لكن الفرحة بقلبه تزداد مع تجاوبها معه
: على اى سؤال تلك الاجابة ؟
التفت اليه و هى تهتز من كثرة الغضب و الضيق
: الاول ...
ارتفع حاجبيه ناظرا اليها و قد التفتت اليه كنمرة مفترسة ... تحرك اليها بخطوات بطيئة حتى وصل لمنتصف المسافة و هو يعد على اصابعه
: اذا الى ماذا اغيره .. خائن ..حقير .. كاذب .. قاسى .. جبان ..ام كافر .....
ابتلعت ريقها بصعوبة لا تصدق انه سمع كل ذلك و ما زال واقفا امامها
: الن تساعدينى بالاختيار .. ام انكى تكتفين بالاقتراح فقط !
انطلقت ناحيته كنمرة بالفعل نمرة غاضبة متألمة و جائعة .. جائعة الى شوق و حب سلبها اياهما .. توقفت على بعد انشات صغيرة و تطلعت الى عينيه تصك على اسنانها
: قاسى .. اظنه الانسب لك ... فمن يقسو يفعل اى شئ حتى ان كان اذية من يحب ..
هنا لم يعد يتحمل لقد اتى لمراداتها .. و هى ما زالت تراه هكذا .. كيف استطاعت ان تقولها و هى ناظرة الى عينيه .. هل هكذا تراه . قاسى !
: هل هكذا اصبحت ترينى !
ضربت كتفه بلكمتها بقوة نابعة من غضبها و اخذت تصرخ فى وجهه
: بل .. كيف لم ارك هكذا من قبل .. للست قاسى بل انت وحش استعر فأكلنا .
لم تتوقف عن ضربه و هى تلقى تشبيهها بوجهه فانطلق يصرخ هو الاخر
: بل انتى من تغيرتى انتى من شوشت عقلك الاكاذيب منذ اتى ذلك الرجل العجوز يشكونى اليكى و اصبحتى ترجعين كل شئ افعله حتى و ان كان ضدى و تقولين ... قسوة !
: قسوة ! ... هل تسمى القاك لطفل دون اب هو قسوة بل هو اجرام ..
امسك بمعصميها بين قبضتيه جازا على اسنانه
: اجرام ! .. ليس ولدى .. كما انى اخبرتك سابقا ان لا شأن لك بأمورى و رائف .. اهتمى بحياتك انتى .
نظرت الى عينيه بألم هل يعيدها على مسامعها مرة اخرى .. لا دخل لها بشئونه كم اوجعها و للمرة الثانية لذا لمتفكر فقط ارادت ان توجعه عله يتبين مقدار المها
: من هذه الناحية لا تقلق .. انا اهتم بحياتى دون حاجتك .. خطبتى انا و قاصد الاسبوع القادم .
اهتزت قبضتيه و هما تمسكان بمعصميها مثل عينيه التى اهتزت متألمة فتحدث باحثا عن أمل
: تكذبين ؟..
رفعت حاجبيها مدعية اللامبالاة فشد على معصميها أكثر يكاد ان يحطمهما
: اجيبينى ... تكذبين ؟
: اترك يداى ... لم يعد لك الحق باستجوابى ... حتى انك لم تعد مديرى ... انى استقيل يا سيد .. عابد .
نفض معصميها عنه مبتعدا الى الخلف متجها الى الباب فأوقفته قبل ان يفتحه
: ان كان رائف ولدك هل كنت تقبل ان يحدث به هذا ؟
توقف للحظة و اجابها دون ان يلتفت و دون ان ترى دمعته الساقطة
: لا استطيع اجابتك فأنا لم أنجب و لن أنجب ابدا .
و انطلق يفتح الباب و يركض الى الخارج .. الى مكتبه يغلقه على نفسه .. اما هى فأخذت تبكى و ترتعش .. تهتز بعتف لا تعلم كيف فعلت هذا به .. كيف المته الى تلك الدرجة .. استغرق الامر بها عدة دقائق لتتمالك نفسها و تعلم ما يجب ان تفعل الان .. اخذت تلملم عدة اشياء لها بالغرفة حتى يتسنى لها الذهاب دون عودة .. انطلقت من الغرفة الى الممر و حتى باب الشركة و اثناء ذلك كانت تهاتف رقما ما ... و لم تحتاج أكثر من لحظات حتى اجاب عليها متلهفا
: اريج .. كيف حالك ؟
تنهدت مغمضة عينيها
: بخير كيف حالك انت ؟
ابتسم و أوقف سيارته امام البناية التى يقطن بها و ابتسامته تحاول الظهور على وجهه لكنه قلقا ان ينقلب السحر على الساحر و تخبره بما لا يريد ان يسمعه
: دكتور قاصد هل ما زلت معى ؟
: اجل اجل .. تفضلى ..
: ان كان عرض الزواج ما زال قائما .. فها أنا الان ابلغك موافقتى .
************************************************** *****************************************
بعد خبر موافقتها لا يعلم لم يشعر بانه ابعث للحياة مرة اخرى سيبدأ مرة اخرى حياة جديدة صادقة و سوية ... مع انسانة بحث عنها بعقله لكن قلبه كان له دور بهذا ايضا ....
هبط من السيارة و صعد الدرج حتى وصل الى شقته فطرق الباب قبل ان يفتحه و عندما لم يجد استجابة اخرج مفتاحه و قام بفتح الباب ... بمجرد دخوله اغلقه خلفه لكن وجود النور مشتعل بالصالة و بالغرفة الرئيسية اعلمها انها هنا كاد ان يتحرك تاركا الشقة قبل حتى ان يستريح بها و قبل ان يفعل ذلك تحدثت هى من خلفه
: ماذا هل ستذهب !
مسح على وجهه و رأسه و التفت اليه واضعا هاتفه و مفاتيحه على الطاولة
: عين! .. لم تخبرنى انك ستأتين اليوم ؟
: هل كنت ستنتظرنى !
طابع السخرية احاط عبارتها لكنه لم يهتم و أجابها
: لا .. كنت سأبقى بالخارج حتى تنتهين.
ارتفع حاجبيها و اخذت تنظر اليه بشك متحركة جهته
: حقا ! .. لكنى ارى العكس .
وضع كفيه على جانبي خصره ناظرا اليها باستفهام
: حقا !
صمتت تنظر اليه للحظات ثم اقتلربت ناحيته تحادثه بالثقة
:تأتى الى شركة المكارمى دوما و تحضر جميع الاجتماعات كما انك تحاول اثارة غيرتى بدفاعك عن تلك الباربى دوما .. و اخرها مجيئك فور علممك بقدومى الى هنا لاستعادة بعض اوراقى .
ابسم بجانب فمه غير مصدقا تفكيرها المغرور
: عن اى غيرة و ملاحقة تتحدثين .. هل اخبرتنى مسبقا عن احتمالية قدومك ..
كتفت ذراعيها حول صدرها و مازالت هالة الثقة تحيطها
: لا تتحاذق على يا قاصد .. اتصال من البواب يفى بالغرض .
اجابها قاصد بلا مبالاة و هو متحركا بالناحية العكسية من الصالة
: عذرا يا عين .. لكن البواب لديه مهام اهم للعمل بها !
لم يوقفها استهزائها و لا مبالاته بل انها اصرت على اظهار قوتها
: و ماذا عن استخدامك تلك الاريج لتتحدانى ... هل ستنكر هذا ايضا ؟
التفت اليها نصف التفاتة و الاجهاد جليا عليه
: هل تسخرين منى الان ... اى تحدى قد اهتم به تجاهك ... التفتى اى حياتك يا عين و امضى فى طريقك .
شعورها باهماله و لا مبالاته اشعلاها فجرت نحوه تقف امامه
: انظر الى عينى .. انظر الى و اخبرنى انك لم تعد تكترث بى و لا تتقرب لاجل اريج لاجلى .
تنهد ومسح على وجهه بقوة يحاول استدعاء اى قدر من الصبر
: ابتعدى عن طريقى الان يا عين .. ابتعدى .
و كاد ان يتحرك من جانبها لكنها عادت و اعترضت طريقه مرة اخرى
:افعلها و سأفعل .
ظل يتأفف و يتنهد محاولا الخروج من هذا المأزق لكن لا هروب كفى مرعاة حتى الان
: حسنا ... انا لا اكترث بكى يا عين قيد انملة ... و ماذا كان ايضا .. اه و لا استخدم اريج لاجلك .... هل من شئ اخر ؟
اشتعلت عيناها شرا و غضبا و هى تمسك بذراعيه حتى لا يهرب من امامها
: اذا لماذا تفعل ؟
صرخ بها وقد نفذ صبره بالفعل
: افعل ماذا ؟
: تتقرب الى تلك الحية اريج ؟
امد يده يقبض على فكها السفل يكاد يفتك به
: اياك .. اياك ان تتحدثى عنها ثانية ..
كانت تحاول ابعاد كفه عن فكها بكلتا يديها و هى تضربه بكفها فى صدره
: اريج خطيبتى الان .
ترك فكها على مضض و ازاحها من طريقه و اخذت هى لحظات حتى استوعبت فركضت خلفه تشده من ذراعه
: عن اى خطبة تتحدث .. هل نسيت انت تحبنى انا يا قاصد .. تحبنى انا تكبدت كل غالى و ثمين لاجلى انا ..ما ارتباط بها الا نتاج ثورتك لاحتمال عودتى الى شاهر .. انت تحبنى انا ..
نزع كفها عن ذراعه و صرخ بها بقوته
: عن اى حب تتحدثين .. عن اى حب ! لقد كرهت نفسى بسببك و بسبب ضعفى .. و اى عودة محتملة تلك ! .. شاهر ل.. استغفر الله العظيم .
اخذ يمسح مرة اخرى على وجهه يكاد يخلعه
: ابتعدى يا عين .. ابتعدى عن انظارى اليوم ..
: لن ابتعد حتى تعترف .
تقدم الخطوة الفاصلة بينهما و نظر اليها بتحدى
: هل تريدينى ان اعترف ؟
تقدمت هى الاخرى جهتته و نظرت الى عينيه بقوة مماثلة لقوته
: اجل ..
: حنا اذا يا بنت الاصول .. منذ اكثر من عامين و قبل زواجنا اتذكر انك طلبتى منى ان ابحث عن حبيبك القديم وغرضك كان ان اخبره عنكى ... اردتى ذلك و لم تقوليها لى بطريقة مباشرة لكنك اردتيها... و اخبرتك اننى لم اصل اليه ..
: و ؟
: و الحقيقة هى انى توصلت اليه .. هل تعلمين بماذا نصحنى .. نصحنى ان افر مبتعدا و انفد بجلدى .. اخبرنى انك هللاكى ان مكثت بجوارك ... نصحنى ان اهرب .
ظلت مشدوهة للحظات لكن هتفت صارخة تضربه بصدره بكلتا يديها
: قال ذلك ليبعدك عنى و يعود الى .
لم يوجعه ضرباتها او صراخها بل دموعها دموعا تزرفها لاجل اخر تحاسبه على فراق اخر فشعر بضرورة القسوة الان لذا لم يتوانى عن كيها بالكلمات و هو يكمل
: بلى ... لقد اخبرنى انه ان عاد به الزمان لن يكرر ما حدث و لن يقترب منىك .. اخبرنى ان هناك من تستحق ان يفنى من اجلها الرجال .. اخبرنى عن اخرى سلبت عقله و قلبه لكنكى سلبتيه اياها بمكرك و سواد قلبك ... شاهر لن يعيدك اليه بل انه يسعى الى اريج ..
جرت على الطاولة تمسك ما تقع اصابعها عليه من تحف تلقيها عليه
: كاذب .. كاذب ..
: بلى .. شاهر لا يريدك و انا متأكد و ان كان يريدك فليته يأخذك ..
بعد ما انتهى شعر ان المكان لم يصبح مناسب للبقاء ... اصبح موبوئا و لا بد له ان يرحل الان ... امسك بهاتفه و مفاتيحه و فتح الباب منطلقا تاركا ايه تحطم ما تريد و عيونها لا تتوقف عن زرف دموع حسرة و ندم و الم ...
************************************************** *******************
دون ان ينال المحامى اذن السكرتيرة انطلق يقتحم مكتب عابد صافعا الباب خلفه و بن اصابع ورقة و ظرف ... دخل متلهفا و كأن بين ايديه البشرى
: سيد عابد لقد ظهرت نتائج تحليل ال دى ان اه ...
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-04-20 الساعة 12:55 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:39 AM   #105

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب عابد الفصل 40

الفصل الاربعين قراءة ممتعة باذن الله❤💜😍
تدور و تددور و تدور بانحاء المنزل تكاد تفتك باصابعها من كثرة العض عليها .. تشعر بالخيبة و الفشل .. اجل فشل الانتصار ..لقد خرجت الامور من تحت يدها بدأ من معرفة عابد بعدم ابوته لرائف و تخلى عامر عنها و اخيرا خطف عابد لرائف و مواجهتها العنيفة مع زين ... لقد خسرتهم جميعا .. قطعت كل حبال اللعبة .. و الآن يملئها شعور الخيبة و الفشل و الغضب ...
اخذت تدور بسرعة اكبر تخاطب نفسها بلوم و غضب على غبائها و مراهنتها على خطة فشلت بكل معنى الكلمة
: لقد اخطأـ يا سيدرا و اى خطأ .. اى خطأ .. اه لقد اضعتى رائف .. تبا لك يا عابد .. تبا لك و تبا لعامر ايضا .. تبا لكم جميعا .
قطعت سيل الشتائم عندما سمعت صوت رسالة بهاتفها ركضت اليه تلتقطته متعجلة بفتحها لتجدها من زين فحواها كلمتين
( ماذا تريدين )
اخذت تنظر الى الرسالة للحظات و كأنها تنتظر ظهور كلمات اخرى .. ماذا تريدين ! هكذا فقط ! .. بعد مهاتفته خمسين مرة منذ البارحة .. يرسل اليها ماذا تريدين ! .. بعصبية و سيل من الشتائم يقتحم عقلها طلبت رقمه و جسدها يهتز غضبا و سخطا و على عكس توقعها اجاب اخيرا لكن بنفس نص الرسالة
: ماذا تريدين يا سيدرا ؟
هنا لم تلجمنفسها و هى تصرخ بالهاتف بكل قوتها حتى انه ابعد الهاتف عن اذنه
: ماذا اريد ...لا تثير غضبى يا زين ...
تنهد مجيبا اياها بكل هدوء و برود
: اثيره .. مالى و مالك !
قربت الهاتف من فمها حتى يسمع اكثر و هى تزيد من قوة قبضة يدها الممسكة به
: بعدما تركتنى البارحة دون ان تخبرنى بمكان ولدى و عدم اجابتك لمكالماتى منذ البارحة الم تظن انى قد اغضب !
اعتدل فى جلسته على المكتب و اصابعه تشتد هو الاخر على الهاتف و ملامحه تنم على غضب مكتوم
: انتظرى ... لم اتركك البارحة بل غادرتك بعد ان دفعت لسائق السيارة الاجرة بعد ان تركتى ولدك بعهدتى و ركضتى الى مكان لا يعلمه الا الله .. و انتى لا حق لكى عندى لاجيبك على مكالماتك و انا اجبت الان تفضلا منى ... و الان ماذا تريدين منى ؟
بدأت ثورتها الغاضبة تهدأ قليلا و هى تشعر بانها لا تملك شيئا الان
: ارد ولدى .. اين هو .. لقد امنتك عليه .
تلبثه البرود مرة اخرى
: و مالى انا ...
: لقد امنتك عليه .
: لماذا ؟
اجابته باستفهام و حدة نبرتها بدأت فى التقلص
: ماذا تقصد ؟
: اسألك لماذا امنتينى ... هو ولدك و انا ... و انا لا اصلح لأكون والده !
كان يذكرها بعبارتها له البارحة .. الم تجرحه و هى تخبره بكل بجاحة انت لا تصلح لتكون ابو ابنى و هى تذكرت و عرفت انها بمركز ضعف ..
: لانى اثق بك .
كان متأكد من الجواب لذا اجابها بكل بساطة
: اذا انتى تثقين بى .. و انا اثق بعابد و الموضوع انتهى .
اسرعت تستعطفه
: لكنى لا اثق بعابد .. كما انه يعلم الان انه ليس ولده لربما اذاه او ..
الان مل .. مل من هذا الاسلوب الرخيص و ابتزازها العاطفى
: سيدرا .. هل تركتى رائف معى لانك تثقى بى ام .. لاهمية من ذهبتى اليه ؟
لم تأخذ اكثر من ثانية ولتفكر و اجابته بتلاعب
: ه أنت تعود لنفس النقطة .. اين ذهبت البارحة ... و انا سأريحك اخبرنى بمكان ولدى و سأخبرك اين ذهبت البارحة .
صمت فعلمت انها وطأت الارض الصحيحة و انتظرت حتى تحدث بنفس درجة البرود
: لا اعلم اين ولدك ... و لو علمت ما اخبرتك ... و لا اريد معرفة الى من ذهبتى .. حتى لو كان عامر !
بهتت للحظة و سألته بخوف و سرعة
: هل كنت تراقبنى ؟
هنا ضربت جبهتها على غبائها بالطبع لا لم يفعل الم تتركه مع الصغير
: و الان ارى ان لا حاجة لكى عندى .. وداعا .
اسرعت تسأله بترجى و خوف
: من اين عرفت ... هل اخبرت عابد ؟
لكن سؤالها راح هباء و قد اغلق الخط بوجهها ... رفعت الهاتف تنظر اليه و الى باب المنزل .. تريد جوابا من اين علم ؟؟..و لم تستغرق اكثر من لحظات و جائها الجواب .. ربما اخبره عامر بنفسه الم يعدها بالهلاك ... لكن ان كان اخبر زين فبالتأكيد اخبر عابد تركض الى غرفتها تلتقط حقيبة سفر و تلقى بملابسها بها بسرعة ... تتحرك برعشة و خوف مما قد تلاقيه ان ادركها عابد .. سيقتلها .. سيفعل ... بعد خمس دقائق كانت امام باب المنزل ممسكة بحقيتها بيد و الاخرى على المقبض تديره .. لكن بمجرد فتحها الباب و جدته امامها بهيبته و قوته و هى بضعفها و يأسها تركت الحقيبة من يدها و رجعت بظهرها عدة خطوات للخلف مرددة اسمه بخوف
: عابد !
دخل هو الاخر المنزل مزيحا حقيبة سفرها بقدمه مغلقا الباب خلفه
: كيف حالك يا سيدرا ... لقد اخبرنى زين انكى تريدينى ! .. خير ان شاء الله ؟
كان مظهره مخيف و مع خطواته المتأنية و اسئلته الهادئة اشعرها انها على مشار الموت لذا اتخذت من حكمة قديمة خطة و رأت ان خير وسيلة للدفاع هى الهجوم لذا تحدثت اليه بكل قوتها صارخة بوجهه
: اجل .. اريد الاطمئنان على ابنى ... لقد خطفته البارحة و اردت ارجاعه .
ارتفعا حاجبيه بسخرية و هو يقترب منها اكثر و قد حصرها الحائط خلفها
: يبدو قلقك واضحا ! .. الى اين كنتى ستذهبين بحقيبة سفرك !
لم تأخذ وقتها لتجيب وجدت كفه تسقط على وجنتها بقوة و عيناه تستعر غضب و هو ممسك بشعرها يجذبها نحوه
: لنعد الى الموضوع الاول ... لقد سألتى عن ولدك ... اليس كذلك !
اخذت تومئ دون صوت و هو يجذب شعرها اكثر
: عند والده .
نظرت اليه بتيه و اصابعه تمسك بفكها تضغطه بقوة فاعاد اجابته مرة اخرى
: عند والده ... تعلميه اليس كذلك !
*منذ ساعتين *
على البحر واقفا يتأمل ... سرح فى ماضى مؤلم ... موجع و موحش .. ماضى فقد به اخاه ... و حنث بقسم تعهد به منذ سنوات .. كم من مرة رأى خيانة والده لأمه .. كم من مرة منعه عابد ان يواجه اباه بها .. كم من مرة مسح دموع والدته و هو يعلم سر بكائها دون ان تخبره ... لو يعد به الزمن ما فعل ما فعل و لم يكن ليحدث كل هذا ..
شعر به خلفه يشعر بنظراته تخترق ظهره ربما اتى ليشعل شجار اخر او انها النهاية ...
: هل تبحث عن شجار جديد !
لم يجيبه عابد و هو واقفا خلفه متذكرا ماضى قد حلم به و استيقظ على كابوس ... اعاد عامر سؤاله مرة اخرى بطريقة مختلفة
: اين علمت بمكانى !
فك عابد ذرعيه من حول صدره و تحرك للامام حتى اصبح موازيا له
: لست بالفندق و لا بالملهى و لا مع اصدقائك .. راهنت على مجيئك هنا ...
ابتسم عامر بحنين و هو يلتفت اليه
: حيث كنا نأتى صغارا سويا الى هنا .
التفت عابد اليه هو الاخر و ملامح التجهم تعتليه
: قبل ان تأثم بحقى .
تنهد عامر معيدا انظاره الى البحر مرة اخرى
: اذا هذا يعيدنا الى السؤال الاول .. هل جئت تبحث عن شجار جديد .
: بل جئت لأجل هذا .
و التفت عابد الى الخلف ففعل عامر المثل ليجد سيارة عابد مصفوفة خلفهما و طفل لا يتعدى الخمس سنوات مخرجا رأسه من زجاج السيارة .. هنا غلت الدماء بعروق عامر و هو يقترب من عابد ممسكا بتلابيب سترته
: الم اخبرك ان لا دخل لى به .. ليس ابنى ..
امسك عابد بيديى عامر يبعدهما عنه و بعدها ازاحه هو الاخر بعيد عنه .. ثم اخرج ظرفا من جيبه و القاه بوجه عامر مشيرا اليه باصبعه ليفتحه .. و بالفعل فتحه عامر ليجد به ورقتان .. بدأ يقرأ الاولى
: ماذا وجدت ؟
نظر عامر الى عابد بوجل و الظرف بيد و الورقتان باليد الاخرى
: نتيجة تحليل وراثة !
: و النتيجة ؟
ابتلع عامر ريقه بصعوبة و هو يهتف بصوت خفيض
: سالبة !
هنا كان الشوك و كأنه بحلق عابد و هو يومئ
: اعلم ... هذه تحاليالى ابوتى لرائف .
و صمت للحظات يتأقلم مع ما قاله ثم اشار للورقة الاخرى فأمسك بها عامر وو قرأها هى الاخرى و علامات التيه و الذعر تملأه فأجابه عابد عن سؤال يجوب عقله قبل ان يسأله
: أما هذه يا عامر فتحاليل ابوتك لرائف .
هنا نظر عامر الى عابد باستفهام و هو يسأله
: سالبة !
و فى اوقات حرجة كالتى يعيشوها كانت السخرية هى الحل
: ماذا هل تسألنى ! الا تستطيع القراءة !
هنا بدات الفرحة تظهر بوجهه و هو يقترب من عابد ممسكا الاوراق بيديه و كأنها سلاح يشهر به برائته
: اخيرا صدقتنى يا عابد ...
التفت عابد الى البحر مجددا راكلا الحصى بشرود
: لم اصدقك يا عامر ... بل صدقت التحاليل ... ليس انت ... و هذه تكفى .
هنا لم يستطع عامر الصمود اكثرو اخذ يبرر و يبرر و كأنه بمحكمة
: لقد اغوتنى يا عابد .. اغوتنى صدقنى ... لم افعلها سوى مرة واحدة .. ضعفت .. يوم ... يوم وجدتنى و اياها ..
ركد جهته يضع اصابعه على فم عامر حتى لا يكمل و عينان عابد تتصدع من الالم
: اتعلم ماذا رأيت وقتها يا عامر ...
تاهت من عامر الكلمات و مقلتاه تهتزا كأنه فأر محاصر
: لم ارى غيره ...
اخذ عامر يتهته و ينفى بحركات رأسه كان الذعر جليا على وجهه و رغم هذا لم ينال شفقة عابد و هو يكمل بكل إصرار و غضب
: رأيتك ابيك ...رأيتك هو فى اسوء صفاته ....
صمتا و تحدثت الاعين تتصارع كان الالم جليا على وجه عامر و الم مشابه بل اشد على وجه عابد يقتص منه و لا يرحم ... ابتعد عابد عنه مبتعدا متجها الى سيارته و صوت عامر يصدح من خلفه
: عابد ... هى من فعلت هى من أوقعت بيننا و ما زالت تفعل لقد جائتنى البارحة لتبث سمها مجددا .....
لم يوقف كلامه عابد ... اخترقه و اوجعه لكنه لن يلتفت
: سامحنى يا عابد سامحنى ..... أن هو الا خطأ واحد الا استحق الغفران !
التفت اليه عابد يحاول اخفاء كرهه
: لا نحاسب الشيطان بل الكافر ... اما عن الغفران اتركه للايام ..
التفت عابد يكمل طريقه و فتح سيارته و قبل أن يصعد امسك عامر بذراعه
: كيف اجريت تحاليلى و ..
نظر الى الطفل القابع على المقعد الخلفى ناظرا اليهما بانبهار لشدة التشابه بينهما فهو يعتبر لم يرى عامر ابدا ...
: كيف اجريت تحاليلى و هو ؟
هنا كان دور هاتف عابد ليدوى بينهما لكن عابد اجابه و هو يخرج الهاتف من جيب سترته
: لا يحتاج الامر اكثر من انتزاع خصلة شعر اثناء شجار اخوى !
ظل عامر مكانه مشدوها لا يعلم بماذا ينطق بينما صعد عابد الى سيارته و قبل أن يغلق الباب نظر الى عامر و عيناه تصرخ الما
: ودعا ..... وداعا يا اخى .
و اغلق الباب و انطلق بسيارته و قلبه يتمزق هاهو لم يستطع أن يعيد الإخاء بينهما مجددا ... لقد اجرى التحاليل ليتأكد أن كان هو الاب و تمنى أن لا يكون حتى يستطيع العودة اليه مجددا حتى يستطيع أن يرجع اخاه مرة اخرى ..... لقد كانت اريج هى ترياقه بغياب أخيه و ظن أن أخيه قد يكون ترياقه بغياب اريج لكنه الآن يشعر كم كان مخطئا
: هل كان ذلك عمى عامر يا ابى ؟
اومأ عابد و هو يحاول السيطرة على توتره
: اجل ... كان عمك ..
ثم صمت للحظات و التفت اليه مجددا
: لكن كيف عرفته يا رائف لم احدثك عنه مسبقا
اجاب رائف ببرائة
: حدثتنى امى عنه كثيرا ...
لم يستطع سؤاله عن التفاصيل اكتفى بهذا القدر من الالم
***********************************************
صوت الرنين ايقظه من النوم و سيرى من ايقظه ماذا سيفعل به .... بعد مشاداته مع اريج البارحة جفاه النوم و لم يغفو حتى الصباح و حتى الان لم ينم سوى اربعة ساعات على الاكثر و صوت والدته من المطبخ يناديه ليفتح الباب ... كل ذلك ادى الى استيقاظه بمزاج سئ للغاية قد يؤدى الى قتل الطارق على اى حال
: من ؟!
نظر إليها بتعجب ... هل هى أمامه هنا الآن ...
: فيروز !
ابتسمت و القلق بين على محياها
: كيف حالك يا فارس ؟
ترك الباب من يده و نظر الى الداخل ناحية المطبخ يتطلع أن كانت والدته تراه و عندما اطمئن اعاد نظره اليها و السعادة بعينيه و الغضب على وجهه
: بخير .... هل جئت كل تلك المسافة لتطمئنى على !
هنا بلغ توترها اقصاه و هى تطلع اليه بأمل ... أمل أن يرق قلبه لها
: بل جئت استعطفك لترأف بحالى ... و لو قليلا .
تنهد تاركا الباب من يده و اليأس على محياه
: ليس هناك قليلا يا فيروز ... اما نعم و اما لا ... يا قطعة والمجوهرات .
هنا سقطت دمعة من عينها الآن يناديها قطعة مجوهرات لكنه نداء حسرة و خيبة امل ليس محبة و ود كالسابق
: الا ترى انها ربما اسرار خاصة ... لا يحق لك معرفتها .
: اذا لا يحق لى التواجد من الأساس ...
هنا انفعلت عليه بعصبية لا تعلم سببها ربما من ضيقها او من يأسها و شوقها و ربما من هرمونات انثوية
: ما علاقة هذا بذاك .... انت لا دخل لك الا بالوقت الحالى فقط ....
أن كانت انفعلت فهو قد فات لجامه على الاخير صرخ بها و عيناه تقدح غضبا و شررا
: و ما دخلى اذا ... اخبرينى يا فيروز ماذا يضمن لى بقائك معى .... ما الذى يؤكد انك لن تتركنى ثانية انك لن تطعنينى مرة اخرى أن قلبى لن ينفطر .... أننى لن تضيع مجدا . ...
ايرعت تنفى بكفيها كطفلة اخطأت
: لن يحدث ... صدقني ... لن افعلها مجددا .
ابتسم بجانب فمه و هو ينظر اليها بشك
: اخبرينى كيف اثق بكى و انتى لا تثقى بى اخبرينى لماذا انفصلتى عن ذلك ال..... اخبرينى كيف اثق بكى و انتى لا تبادلينى الثقة ....
بهتت لا تنطق و لوهلة ارادت مصارحته لكن لن تفعل لن تلزمه البقاء هو عنده الحق هى ستفعل و تتركه ربما ستتركه مستقبلا من المرض ربما ستموت .... و تفارقه مرة اخرى موجوعا
: عندك حق... لقد فقدت الثقة بيننا يا فارس .... و اسفة على ضياع وقتك ..
التفتت قبل أن تسقط دموعها أمامه ... رحلت و هى تعلم انها أضاعته ربما قد يظهر حبها له افلاطونى لكنها لن تفعل لن تؤلمه مجددا ... الحب تضحية و هى ضحت به لأجله ...
كانت اريج قد وصلت ببداية الطريق تسير جهة المنزل و رأت فيروز راكضة بعيدا عن المنزل .... هل كانت لديهم ! ركضت هى الاخرى جهته علها تستطيع ايقافها ... لكنها لم تدركها فأعادت ارجائها الى المنزل ... اخرجت المفاتيح لتجد فارس امامها مستندا الى طاولة الطعام بكفيه ... يبدو مهموما و هذا اقلقها اكثر ... اتجهت نحوه تربط على كتفه بكفها
: فارس ... فارس. ... ماذا حدث ؟
لم يجيبه فقط صامت لكنها لم تيأس
: فارس ماذا كانت تفعل فيروز هنا ؟
: لا دخل لكى .
امسكت بذراعه تلفه لينظر اليها
: اخبرنى ماذا فعلت؟
صرخ بها نافضا يدها عنه
: جائت لتخبرنى انها لن تستطيع مصارحتى باسرارها ... و كأن لا حق لى .
نظرت اليه بضيق و غيظ
: و هل انت تصارحها باسرارها يا فارس !
ضيق بين عينيه يحاول فهمها
: ماذا تقصدين؟
كتفت ذراعيها و نظرت اليه بقوة
: ماجد مقصود ....
لم يجيب بل انتظر المزيد و اكملت هى
: من معرفتى بك لا اظنك تجهله .... الا يمثل لك هذا الاسم شيئا ؟!
: الاسم الذى كتبت اسم فيروز عليه .
رفعت حاجبها بشك
: فقط هذا !
: فقط هذا !
تنهدت مرجعة خصلاتها خلف اذنيها
: انا علمت اكثر من هذا ؟
و التفتت مبتعدة عنه فركض خلفها يمنعها من الهروب
: ماذا تقصدين ؟
: استطعت التوصل الى ابيها .. و سأخبرها .
: لن تفعل .
كان يخاطبها باصرار فاجابته باصرار مماثل
: بل سأفعل ....لابد أن تعلم الآن قبل فوات الاوان ..
: : لا يا اريج معرفتها لن تنفعها فى شئ .... صدقينى .
اخذت تضربه بكفيها محرجة كبت اليوم كله
: هل كنت تعلم ... كنت تعلم انه موجود ..... لا اصدق ...لكنى سأخبرها حتى لا يضيع الوقت منى و لا تكن موجودة لاعلمها
امسك بذراعها يشدها اليه
: ماذا تقصدين بضياع الوقت ؟
اخذت تنظر حولها دون أن تتكلم ... فشد علي ذراعها اكثر
: اخبرينى الآن يا اريج ... لن اتركك .
: اريج مصابة بسرطان الرحم ... للمرة الثانية ...
ازاحته من طريقها تاحة الباب و أوقفت اول سيارة رأتها بينما فارس استغرق دقائق ليعى ما قصدته و بعدها ركض هو الاخر الخارج لكنه لم يجدها فاتجه لسيارته و انطلق بها مبتعدا متمنيا الوصول اليها بأقصى سرعة ...
وقفت سيارة الاجرة امام المشفى و اتجهت كالمجنونة الى الداخل حتى وصلت الى الاستقبال تسال بقلق
: اذا سمحت اريد سؤالك عن فيروز ... من آتى معها دوما ... هل لها موعدا اليوم ؟
اجابتها الممرضة ببرود
: اسفة لا استطيع اخبارك شيئا ..
انفعلت اريج و هى تخرج من حقيبتها ورقة مالية اعطتها لها
: ارجوكى ...
: لا ليس لها موعد اليوم .
: هل تمازحينى انها ليست من هنا و قد أتت اليوم و لا سبب لوجودها الا المشفى ..
و اخرجت ورقة اخرى و اعطتها لها
: ارينى الكشف رجاء
ازاحت الممرضة الكشف على مضض فأمسكته اريج تفحصه بكل دقة لكن ما اثار دهشتها ليس غياب اسم فيروز من الكشف بل وجود اسم اخر و صاحبته اقبلت من خلفها تحادث الممرضة باستياء
: عفوا ... متى سيأتى دورى ؟
التفتت اليها اريج بتعجب و دهشة و هى تردد اسمها
: هند !
********************************
ماذا اصاب الباب اليوم انه لا يهدأ و اين ذهب فارس ... فتحت الباب بضيق لتجد امامها ابعد شخص تتوقع مجيئه
: عابد !
ابتسم اليها بتودد
: مرحبا سيدة الهام ... كيف حالك ؟
ابتسمت بتوتر و تعب تود لو تسأله سبب مجيئه
: بخير يا ولدى كيف حالك انت ؟
: بخير .... اين اريج ؟
اشارت بكفيها بتيه و استغراب
: لا اعلم يا ولدى ... ربما لم تأتى بعد .
: هل لى بخدمة ... اريدك ان ابقى لديك أمانة ريثما تأتى اريج ....
: تفضل يا بنى ..
أشار جهة طفل لم تلاحظه بالاساس
: هذا رائف و هذه السيدة الهام ابقى هنا و لا تسبب المشاكل ..
اومأ رائف بطاعة و انصرف عابد بسرعة لمهمة لابد أن يقوم بها ... و ترك السيدة الهام امام رائف مبهمة
: من انت ؟
: رائف .
بكل برائة فأكملت بتعجب
: و من تكون يا رائف ؟
: رائف عابد المكارمى .
ايضا بكل برائة و للمرة الثانية
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-04-20 الساعة 12:54 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:42 AM   #106

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الواحد و الاربعين
قراءة ممتعة باذن الله

فور رؤيتها لاريج لم تعى اقدامها شيئا الا الهروب هروب غير معلوم سببه لفيروز لكن فيروز لم تتركها و لا تعلم لماذا شعرت أن لابد أن تتبعها فركضت خلفها لافتين انظار المشفى اليهما ورغم ذلك لم تتوقف إحداهما لحظة و بالاخير و على اعتاب المشفى اصطدمت هند باخر فتمكنت فيروز من ادراكها و لم تكن التفاتها
: اتركى ذراعى .. اتركى .
تعجبت اريج من عداوتها و عنفها الظاهرين و كأن بينهما حق ميت لكنها لم تفلت ذراعها و هى تسألها
: لن اتركك حتى اعلم ... لماذا جئتى الى هنا ؟
اخذت هند تحاول نفض ذراعها من قبضتيها و هى تجيبها
: ما دخلك انتى ؟
شدت اريج على ذراعها فألمتها و هى تصك على اسنانها من الغيظ
: دخلى و دخلى يا حبيبتى ..
ثم جذبتها اليها اكثر و هى تنظر الى عينيها بقوة و بأس
: اسمعى يا هند ... لقد دمرتنى سابقا و استغللتى ضعفى لكن الان لن اسمح لك لن اسمح لك أن تقتربى من فيروز ابدا .. سمعتى .
ثم تركت ذراعها باشمئزاز ملتفتة بعيدا عنها لكن هند لم تستوعب ما قالته و قبل أن تبتعد اريج بمسافة ركضت اليها لتقف امامها متسائلة
: عفوا ما دخل فيروز الآن ... لا افهم !
شكرا اريج عن انيابها و هى تصرخ بوجهها
: لا تتذاكى على يا هند ... أعلم انك جئت الى هنا لتنتقمى منى بفيروز المسكينة ... و لأجل هذا احذرك من الآن فلا تفعلى .
ضيقت هند عينيها و نفخت عدة انفاس و هى تتحدث
: عن اى انتقام تتحدثين يا اريج ... انا من تألمت انا ... كان انتقام حاد لكنه كان من الله ... فور اختفائى بعيدا علمت بمرضى ورم خبيث بالثدى و ه انا هنا امامك بالمشفى ... الا ترين حالتى .. و تشفقين رجاء و تنسين ما مضى .
هنا اصابت اريج رعشة مؤلمة و قوية اهكذا يظهر انتقام الله حتى و لو مر زمن لم يضيع الله حقها لم تجد بيدها شئ سوى العروب باسرع ما لديها لم تجد لديها كلمات او حديث فرت هاربة بعيدا بعيد جدا

*******************************************
بمجرد فتحها الباب و جدته امامها بهيبته و قوته و هى بضعفها و يأسها تركت الحقيبة من يدها و رجعت بظهرها عدة خطوات للخلف مرددة اسمه بخوف
: عابد !
دخل هو الاخر المنزل مزيحا حقيبة سفرها بقدمه مغلقا الباب خلفه
: كيف حالك يا سيدرا ... لقد اخبرنى زين انكى تريدينى ! .. خير ان شاء الله ؟
كان مظهره مخيف و مع خطواته المتأنية و اسئلته الهادئة اشعرها انها على مشار الموت لذا اتخذت من حكمة قديمة خطة و رأت ان خير وسيلة للدفاع هى الهجوم لذا تحدثت اليه بكل قوتها صارخة بوجهه
: اجل .. اريد الاطمئنان على ابنى ... لقد خطفته البارحة و اردت ارجاعه .
ارتفعا حاجبيه بسخرية و هو يقترب منها اكثر و قد حصرها الحائط خلفها
: يبدو قلقك واضحا ! .. الى اين كنتى ستذهبين بحقيبة سفرك !
لم تأخذ وقتها لتجيب وجدت كفه تسقط على وجنتها بقوة و عيناه تستعر غضب و هو ممسك بشعرها يجذبها نحوه
: لنعد الى الموضوع الاول ... لقد سألتى عن ولدك ... اليس كذلك !
اخذت تومئ دون صوت و هو يجذب شعرها اكثر
: عند والده .
نظرت اليه بتيه و اصابعه تمسك بفكها تضغطه بقوة فاعاد اجابته مرة اخرى
: عند والده ... تعلميه اليس كذلك !
اخذ يشد على خصلاتها حتى كاد ينزعها بين اصابعه و هوو ترتعد بين اصابعه لا تقدر على اكمال عبارة واحدة حتى
: اين .. اين تقصد ... اين تركت ابنى ؟
اخذ يرج رأسها بقوة و هو يجز على اسنانه
: قلت لك عند والده .... قبل مجيئي ذهبت به الى عامر .
اخذت تلطم على وجهها بقوة و عيناها تنذر بخطر مقترب
: لدى عامر ! ... تركته لدى عامر ... سيلقى به لدى اول سلة مهملات ...
ربت على وجنتها و كأنه يمسدها بينما كان يشد عليها
: لا يلقى اب بابنه و لو على جثته ..
تحرك بؤبؤ عينيها بتوتر و تلعثم لا تعلم ماذا تقول فنهض هو بها و ما زال قابض بقبضته على خصلاتها
: لقد اصر عامر على رائف اشعر بالابوة تملئه ...
اسرعت تقاطعه بخوف و ارتعاش
: لا يا عابد .. ارجوك .. ارجوك لا تتركه لديه ...
اخذ ينظر اليها بصمت مدعيا التفكير
: لا استطيع .. من انا لامنع اب من ابنه .... اتركينا منهما الان و لنتطرق الى حسابنا حسابنا الخاص .
اخذ يجرها خلال الرواق متجها الى غرفة النوم ملقيا اياها على الفراش بغلظة ادت الى ارتطام وجهها بحافة الفراش الخشبية ثم نزع سترته ملقيا اياها عليها علها تؤلمها ثم نزع حزام بنطاله بتوعد فارتعبت و لجأت الى ابعد نقطة عنه و هى تترجاه بكل امل و ذل
: ارجوك يا عابد .. لأجل سنوات بيننا .. لاجل رائف لا تفعل ... لا تؤذنى .. اعتذر .. انا اسفة .. لا تفعل .. لا تترك نفسك لغضبك .
اخذ يضحك بقوة و هو يثنى حزامه و يشد عليه
: سنوات ! .. لأجل هذه السنوات لابد ان افعل .. ما سأفعله بكى هو ثأرى و ثأر رائف ..
و بقوة لم يشعر بها قبلا القى بكل عزمه بالحزام ليسقط على جسدها كسوط من النار يؤلمها فتصرخ مستنجدة برحمة لم تجدها و هو يعيد ضربها مرة اخرى عدة ضربات ثم القى به بعيدا و اتجه صوبها ظنت انه قد انتهى و لكن ان قتها حتى لم يكن ذلك ليطفئ ناره بعد ... امسك بخصلاتها بيد و بالاخرى انزل صفعة قوية على وجنتها ادت لاحمرارها بقوة و هى لم تيأس من طلب العفو
: لم يكن بإرادتى .. ارجوك .. ارجوك .
تركها و نفضها بعيدا عنه كحشرة معدية و مد يده الى ظهره و أمسك بمسدسه يوجهه صوبها هنا لم تستطع الصمود اكثر و حاولت التحرك و بالفعل كادت تفلت بعيدا عنه لكنها امسكها بقوة و اعادها للغرفة ملقيا اياها على الارضية هذه المرة و جهز سلاحه للاطلاق
: لن اسالك من ابوه لرائف ... لا لشئ الا لاحتمالية جهلك للمعلومة .
هنا صرخت حتى جرحت حنجرتها
: توقف .. توقف .. لم اكن عاهرة يوما ..
ابتسم بسخرية رافعا حاجبه باستهزاء
: بالطبع .. اعلم .. لم تكونى عاهرة يوما لكنكى خائنة بجدارة .. خائنة و عديمة شرف
اخذت تبكى بقوة و تنتحب كامرأة فقدت عزيز عليها حديثا ربما لم يكن شخصا لكنه كان احترام و هيئة لامرأة محترمة ظنت انها كانتها يوما و لم يتركها للحظات اخرى بل قرر الطرق على الحديد و هو ساخن .. اتجه للفراش و جلس على حافته و هى راكعة عند قدمه .. القى اليها بقلم و خلفه ورقة ما سقطت على حجرها فنظرت اليها متعجبة و بعقلها تعلم احتمالية ما بها لكن رغم ذلك بمجرد قرائتها للاسطر اخذ بكائها يعلو و يعلو و ه تمسك بساقه تشدها مترجية
: لا يا عابد .. لن افعلها ... لن اترك ابنى .. انه وحيدى ..
صمت للحظات و هو يتأملها ثم لم يستطع الا ان يصفق لها بقوة افزعتها
: تصفيقى الحار .. ابنك .. ابنك صحيح ... من كنت ستهربين و تتركيه بين يداي .. من لم تركضى اليه فور علمك بوجوده مع عامر .. عدوك الاول ..
انتفضت تبتعد عمه خطوات و هى تخرج اخر ما بجعبتها
: لن يسامحك .. رائف لن يسامحك فور ان يعلم بتفريقه عن امه .
ابتسم اليه و اتكأ على الفراش مشيرا الى الورقة بين اصابعها
: سيسامحنى .. فور علمه بحقيقة والدته سيشكرنى لبقية عمره ...
ثم صرخ بها بسرعة مفاجئة
: هيا امضى و الا قتلتك ... لم اخصص لك يومى كله فانتى لا تستحقيه .
و بارتعاش و دموع بلبلت بقع متفرقة بالورقة اضطرت صاغرة الى توثيق التنازل عن وليدها و ثروتها الوحيدة من الدنيا .... حتى الان .
************************************************** *********************************
بعد تلك المقابلة البائسة و المؤلمة و المحزنة .. وقفت امام باب المنزل تتنهد تحاول نسيان كوارث اليوم جميعها و التركيز على كارثة واحدة و هى اخبار امها بخطبتها لقاصد .. فكرت بكيفية اخبار امها و استقرت على قرار اخير ستلقيها بوجهها فور فتح امها الباب لها .. " امى لقد وافقت على قاصد كزوج لى ..." و انتهى .. اخذت نفسها عدة مرات و استعدت و بعد ثوانى معدودة طرقت الباب بثقة زائفة ..
كانت تعد لامها مفاجئة لا تعلم صداها عند امها لكن مالم تحسبه هو ان امها هى من اعدت المفاجأة لها ... من هذا .. من اين اتى هذا الطفل الصغير و كيف يكون بتلك الاريحية ليفتح لها الباب .. باب منزلها بشكل ادق
: من انتى ؟
اتسعت عيناها و هى تستمع لسؤالها الموجه اليها فوجدت نفسها تلتفت يمينا و يسارا و عندما لم تجد احدا اعادت انظارها اليها و اشارت اليه متعجبة
: بل من انت ... من انت !
عدل من ياقة قميصه و اجابها ببديهية
: نسأل الطارق من انت و ليس العكس ...
اخذت ترمش بعينيها عدة مرات و كادت ان تتجاوزه الى الداخل لكن ظهور والدتها و ركوضه اليها مختبأ خلفها فدخلت من الباب مشيرة اليه
: من هذا ؟.... لا تخبرينى انه ابن ظهر فجأة !
كانت والدتها ممسكة بملعقة طعام كبيرة فضربت كتف اريج بها
: يا قليلة الحياء ... هكذا ربيتك !
كاد صبرها ينفذ و هى تضرب الارض بقدمها صارخة بسؤالها
: اذا اب من هذا ؟
تنهدت والدتها و اجابتها مضطرة
: انه رائف ابن عابد .
اخذت اريج الصدمة للحظات و بقت تنظر اليه يشد طرف قميص والدتها لتنظر اليها متسائلة و هو يؤنبها قائلا
: لماذا اخبرتيها ... امى اخبرتنى ان لا نخبر احد غريب باى شيئا عنا .
مالت امها اليه و هى تهمس اليه ناظرة الى اريج
: الم يخبرك ابوك انك ستبقى مع اريج حتى يعود ...
اومأ مؤيدا فاشارت هى بوجهها ناحية اريج
: هذه هى .
اتسعت عيناه و هو مشيرا جهتها باصبعه
: هذه ! ... لا اريدها .
************************************************** *******************************
منذ ساعة و هو يتجول بالارجاء باحثا عنها يحاول فهم شيئا مما سمعه اليوم .. ماذا سمع ... بل ما لم ييسمع .. منذ اخبار اريج له بتلك المعلومات السخيفة لا يعلم ماذا يفعل ... لقد قالت ان فيروز مصابة و ليس باى مرض بل هو ورم ..ورم خبيث ... و للمرة الثانية ... هل تخدعه اريج .. بالتأكيد تفعل .. لتشعره بالذنب او لتضطره لاخبار فيروز بكل ما يخفيه عنها .. بالتأكيد .. انها كاذبة و هو سيؤكد ظنه الان عندما يواجه فيروز و تنكر بكل بساطة بل بالتأكيد ستضحك لتفاهة و خرافة تلك المعلومات ... سيقتل اريج فور عودته سيقتلها لتلاعبها به و بعواطفه الخرقاء .... بعد ساعة اخرى من التجول لاح على فكره حل ما او بمعنى ادق شخص ما ...هاتفه من فوره ضاجرا نافذا صبره منتظرا على احر من الجمر
: ساعة يا ماهر ! .. ساعة لتجيبنى !
اخفض ماهر صوت الهاتف بسبب علو صوت فارس و هو ينظر محرجا الى الممرضات من حوله
: ماذا بك يا فارس ؟ .. كنت بجراحة !
صرخ فارس بصوت اعلى مما سبق
: هل لهذه الدرجة !
التفت ماهر مبتعدا عن الممرضات متحدثا بغيظ
: اخفض صوتك .. و لا اظنك تحتاج تفاصيل الجراحة بشئ .
تنهد فارس و ضرب المقود امامه
: اين فيروز الان ؟
كان ماهر قد خرج الى الممر و هو يصرخ بفارس بصوت مكتوم
: و ما ادرانى انا ! .. هل اخبرك احدهم اننى مدير اعمالها !
اغمض فارس عينيه محاولا السيطرة على غضبه حتى لا يفرغه على ماهر دون ذنب منه
: اقصد الم تهاتفك ؟
مسح ماهر على وجهه ضاجرا غير مستوعب لسبب غضبه المبالغ به الان
: اخبرتك اننى كنت بالجراحة ... اخبرنى ماذا تريد مباشرة يا فارس رجاء .. فلا وقت عندى .
فورا و دون مواربة
: اريد معرفة مكان فيروز الان ...
تنهد ماهر و دخل غرفته ملتقطا ملف حالة جديدة على المكتب و انهى المكالمة مع فارس .. اما فارس فكان على جمر ملتهب منتظرا متأهبا حتى جائته رسالة من ماهر " بالمنزل .... و لا تهاتفنى حتى الغد "
تنهد فارس مطمئنا فلن ينكر ان القلق كان قد دب بقلبه خوفا عليها ان يكون اصابها مكروه بعد مشاداتهما اليوم ... و بعد لحظات كانت سيارته منطلقة تعرف وجهتها جيدا
************************************************** ***************************************

هل اخطأت ... ربما ... ربما لم توازن الامور كما يجب ... لكن الم تفعل كل ذلك لصالحه .. فقط حتى لا يتألم ... حتى لا يتألم الآن و حتى اذا فارقت الحياة ... لا يسامحها و يريد معرفة الحقيقة لم يكن كذلك يوما .. لم يكن يوما مصرا هكذا ....تبا لكى يا فيروز على ما وضعتى به نفسك ... تبا لمرض لم ينتقى سواها من بين كل العالم ..و ليس مرة بل اثنتين .. هكذا هى منذ عودتها الى المنزل لا تنقطع عن محاسبة نفسها حتى بعد مكالمة ماهر لها ليطمئن عليها لم تتوقف .... خلعت عنها حجابها بقوة و ارتمت على الاريكة بالصالة ... اريكة جمعتها و فارس بايام ظنت انها مؤلمة و الآن تراها كانت غاية السعادة
طرقة بسيطة ايقظتها لكن يبدو انها ليست الاولى و ايضا يبدو أن صبره نفذ و طرقاته اصبحت اكثر قوة .. بتشوش و عدم اتزان حاولت النهوض بأقصى سرعة تستطيعها .. وصلت الى الباب و فتحته دون أن تسأل عن هوية الطارق لتصدمها رؤيته أمام الباب بعد أن ترجته امام بيته ...لكن هل اتى مترجيا هو الاخر !
*************************************
لم تتحرك من مكانها منذ البارحة تقريبا غير عابئة بوجودها بمنزل طليقها و هو بدوره اسدى لها معروفا و لم يعد منذ تركها بحالى هستيرية من الانكار إنكار لكل كلمة اخرجها من فمه ...لن تصدقه لن تصدق قاصد هكذا هو حلها الابسط حتى لا تقتله و تقتل شاهر و تقتل نفسها بالاخير ... لم يهاتفها او يتذكرها احد منذ الامس بل منذ زمن ... الهذه الدرجة لم يحبها احد ... اين والديها الهذه الدرجة لا يجداها تستحق حتى السؤال ... أن كان الامر هكذا فهى ايضا لا تهتم لهما و لا لابنتهما ايضا .. نهضت مترنحة من التعب و نقص الغذاء متخبطة بين الحوائط حتى وصلت الى الغرفة و التقطت حقيبتها محرجة هاتفها و طلبت رقما تتمحور حياتها حول صاحبه لم يجيبه بالبدايه لكن مع الاتصال الثانى اجاب و تحدثت هى إليه بطبيعية
: كيف حالك يا شاهر ؟
اغمضت عينيها للحظات قابضة على الهاتف حتى كادت تكسره
: جيد ... اين انت الان ؟
تنهدت و اتجهت لخارج الغرفة سالكة طريقها الى الخرج و هى تجيبه مسرعة
: سأوفيك حالا .... انتظرنى .
**************************************
أمام طاولة المطبخ جالسة تهز ساقها بعصبية و هى تشاهد رائف ملتصق بساق امها و هى تعد الطعام و هو يسرق نظرات صوبها ثم يعود مسرعا ليغرس رأسه فى ساق امها هاربا ... اتذكر يوم رأت رائف خارجا من بيت يوم ذهبت برفقة عابد و صارحتهما الطبيبة بحالته تتذكر يوم ناداها أبى .. تنهدت متألمة و صرخت بضجر
: امى جاوبينى رجاء .. هل جاء عابد الى هنا !
تنهدت امها من سؤالها المكرر و هى تفرغ محتوى الطنجرة بالصحن
: اجل ... جاء و احضر رائف و اخبرنى انه أمانة لديكى .
لا تعلم لما شعرت اريج بالغيرة و تحدثت دون تفكير
: أن كان أمانة لدى فلماذا يلتصق بكى كالعلكة !
التفتت اليها امها و الدهشة على وجهها رافعة حاجبيها لها
: خذيه يا حبيبتي .. هو من يلتصق لا انا ...و يكفى انكى لم اخبرينى مسبقا أن لديه ابن .
ثم دفعت السيدة الهام رائف برفق ناحية اريج
: هيا اذهب اليها يا بنى ..
هنا التصق بها اكثر و هو يهز رأسه معترضا فشعرت اريج بالحرج و حاولت تخطى ذلك باجابتها على امها بموضوع اخر
: لم تكن هناك مناسبة يا امى .
كتفت امها ذراعيها و تحدثت باستياء
: حقا !
اومأت اريج بحرج و أنقذها جرس الباب لتركض مسرعة اليه و تفتح متأملة و كما تأملت حدث و وجدت عابد امامها فارتبكت رغم توقعها لمجيئه و هو ابتسم و صمتا للحظات و تحدث هو اخيرا
: كيف حالك يا اريج ؟
اخذت تتلاعب بطرف قميصها غير ثابتة بمكانها
: تقصد بعد ما حدث اليوم بالشركة ! ... بخير .
اخذ يتلفت حوله لا يعلم بماذا يتحدث و هى مثله
: ارجو الا يكون رائف ازعجك ؟
ضحكت و اشارت للداخل
: تقصد لم يزعج امى !
ارتبك و لم يفهم مغزى كلامه
: هل فعل ؟
ايرعت تنفى بهدوء
: لا لا ... هو مثل ابيه .
و كردة فعل سريعة لطمت فمها بكفها مرتبكة لما تحدثته الآن فاسرع هو ينهى هذا الإحراج
: هلا تناديه رجاء ... فلا وقت لدى .
و لم يكمل جملته حتى وجد رائف راكضا اليه مرتميا باحضانه .. التقته وةقبل جبهته بحرارة اذابت اريج لدفئها فابعد عابد رائف عنه و نظر إليها متألما
: اسف لازعاجكم و شكرا للاستضافة ...
اكتفت بابتسامة باهتة هل يشكرها على استضافتها لابن له ليس ابنه من الأساس لم تعلم بوجوده الا حديثا ... اى بلاهة تلك
كاد يتحرك لكنه توقف و التفت اليها ملقيا عبارته
: مبارك لخطبتك ... اتمنى حياة سعيدة لك .
و رحل فقط هكذا و رحل و هى بمدخل البيت مازالت واقفة ناظرة لاثره تودعه دون أن يشعر لكنها لا تودعه فقط بل تودع حياة احبتها و اشتاقت لها
**************************************
: جئت لأسكألك سؤالا واحدا و ستجاوببنى و لا مجال للهروب .... هل تسمعينى .
صرخته الاخير اصابتها بالفزع و هو يبدو على مشارف الجحيم لا تعلم ما به هل اتى الى هنا ليسألها نفس السؤال ... سؤال فرقهما لشهور .. لماذا انفصلتى عن حسام ! ..
: هل انتى مريضة حقا ؟!
كان سؤاله بحد ذاته ممتلئ بالانكار و هى لم تعلم ماذا تتحدث و لم تجد بدا سوى الصمت و كان هذا افضل جواب يحصل عليه بل اصدق لم تنفى اذا هى حقيقة لم تنفى اذا هى. بالفعل مصابة هنا انخلع قلبه و اصابه فزع و كأن موته وشيكا .. كان مازال واقفا امام الباب فازاحها للخلف و دخل هو الاخر و الفزع على وجهه ظاهرا كالشمس
: حقا !
اجيبينى يا فيروز اجيبينى .
كان قد امسك بذراعها و اخذ يهزها بعنف و هى ترتج غير قادرة على مجابهة قوته
: لا ... لا ... بالطبع لا .
ابتسم بسخرية و دموعه قد بدأت فى السقوط و بدا و كأنه لا يسمعها
: دون ان تعلمينى ... هل تنوين المغادرة دون توديعى .
اسرعت محاولة نفى حديثه رغم أن صدق الخبر كان جليا على ملامحها و هى ترتعش
: لا لا هو مجرد ..مجرد شك لا أكثر .
: شك !
ارتبكت اكثر و بدا و كأنه يتشبث بأى امل
: اقصد احتمالية النجا كبيرة مثل المرة الاولى .
أشار بسبابته مؤكدا و هو يهز رأسه بعنف
: اه .. المرة الاولى و انتى بعيدة عنى ... اليس كذلك !
صمت و اخذت هى تراقبه ثم صرخ بها فجأة
: و لم تعلمينى حتى الان ..
ابتلعت ريقها لا تعلم كيف ستبرر و تشرح و لم يعطيها هو الوقت فصرخ مجددا
: هذا هو سبب الانفصال اليس كذلك .!
صمتت مرة اخرى فهزها بقوة متسائلا
: اجيبينى .
هزت رأسها مؤكدة و تحدثت بهمس
: لم يستطع التحمل .
نفض كفيه بعيدا عنها و ابتعد للخلف مشمئزا
: و ظننتينى مثله .
اتسعت عيناها دهشة لتفكيره بها بهذه الطريقه لكنها لم تجد وقت لتبرر فانطلق يلقى بظنونه بوجهها
: ظننتينى سأهرب فور أن اعلم ... ظننتينى سأهرب .
سقطت دموعه و هو ينظر اليها يائسا و كاد أن يتفوه بأكثر لكنه هرب و اندفع الى خارج السوق تاركا اياها ناظرة إليه بتيه و لم تنطق سوى بعبارة واحدة
: ظننتك ستتألم .
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-08-20 الساعة 12:37 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:46 AM   #107

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب عابد الفصل 42

الفصل الثانى و الاربعين قراءة ممتعة باذن الله❤🌸💛
جالسا و اياها منذ ربع الساعة تقريبا صامتين و هذا يثير ريبته فليست عين من تلتزم الصمت و تتأمل ! بدأ الملل يملأه و اخذ جسده ردات فعل توضح ذلك بدأ من التملل بالمقعد و مطالعة ساعة الهاتف عدة مرات فانتبهت اليه و كأنها لم تكن موجودة من الأساس ... نظرت إليه و رأى غضب و ضيق بعينيها و عندما شعرت بأنه قرئها حاولت ادعاء العكس و هى تبتسم ببرود متحدثة اليه
: لم نحدد بعد موعد زواجنا !
: زواجنا !
اخبرتها الدهشة على وجهه انه لم يفكر بالأمر من الأساس و لكنها لم تيأس و هى تلقى بخبر بجعبتها
: اظن أن الآوان قد حان .... فقاصد سيعقد خطبته قريبا .
رفع شاهر حاجبيها بدهشة و رأت بعض من الفرح بعينيه لا تعلم ان كانت رأته بالفعل ام امها تتوهم
: و لهذا تفتحين هذا الموضوع الآن ....
: اليس بديهيا ! اريد عقد زواجنا قبله لا اريد ان يقال تزوجت من قهرها بزواج طليقها .
ابتسم شاهر بانتصار و هو يتكأ بظهره لظهر المقعد و الارتياح جليا على محياه
: اظنه بديهيا ! لكن اتعجب من فكرة زواجنا هل تحدثنا عن هذا الامر من قبل ؟
كانت نظرات غضب و دهشة تنطلق من عينيها نظارات زادت بضحات اوجعت قلبها و هو يكمل
: اجل اجل تحدثنا بالفعل لكن اعذرينى فقد نسيت ... ثلاث سنوات ليست بمدة قصيرة !
: ماذا تقصد ؟
اعتدل فى جلسته و نظر إليها بجدية اخافتها
: اقصد اننا تحدثنا عن الزواج منذ ثلاث سنوات عندما تركت خطيبتى لاجلك تركت الماسة لأجل قطعة نحاس زائفة باعتنى بكل سهوله و ضيعت منى كنزى .. يومها حلفت أن ادفعك ثمن ذلك و اجعلك تذوقن من نفس الكأس ..
التقت هاتفه و مفاتيحه من على الطاوله ليغادر لكن قبل أن ينسحب مال الى جانب وجهها و همس لها
: اتمنى ان لا اراكى ثانية يا عين ... فلدى حياة لانتبه اليها .
ابتسم بانتصار لرؤية شعور الغدر مرتسم على محياها لكن قبل أن يبتعد نادته و الحقد يملأها
: لا تنسى مهاتفة قاصد لمباركته فالعروس تهمك .
توقف للحظة و قرر الا يلتفت اليها و يكمل طريقه لكنها تحدثت مرة اخرى
: اظن أن الهزيمة لكلينا و ليست لى وحدى .
هنا لم يستطع الا الالتفات و قطع المسافة فى خطوتين و هو يسألها بنفاذ صبر
: من تكون ؟
هنا تركت كل المها و حزنها و ابقت غضبها ينتشر فى شكل ضحكات مجلجلة
: ماذا ... الن تكمل طريقك ... لماذا توقفت !
انتشلها من على المقعد و هو ممسك بذراعها بقوة كادت أن تسحقهما
: من تلك العروس ؟
اخذت تتلاعب بحابيها و بابتسامة انتصار تملئ ثغرها
: من اقمت الحرب لأجلها ... الآنسة اريج .... اوه عفوا نسيت انها تزوجت من عابد قبلها .
هنا ترك غضبه ينفلت و صفعها بقوة و القاها من بين يديه لترتمى على المقعد مرة اخرى
: سأريك يا عين ... أن كنت تكذبين لإلامى ساقتلك .
ثم انطلق كالريح مبتعدا و هى ناظرة الى اثره غير شاعرة بالم الصفعة بل بغبائها و قلة حيلها من سيساندها الآن بعدما تركعا الجميع لكن دوما يبقى هناك حل وقد لاح لعقلها ... المتبقى هوشخص واحد فقط يستطيع مساعدتها
***"*****************************************$*** *

: اريج .. لا تلاعبينى .
تأففت اريج و هى تنهض من على الاريكة مستاءة من تحقيق امها معها منذ مغادرة عابد و هى تسألها و لا تتوقف
: ماذا يا أمى ؟
تعجبت امها من برودها و هى تسألها مجددا دون ملل
: أسألك منذ متى و انتى تعلمين بوجود ابن له ؟
تنهدت اريج و هى تنظر الى البساط من تحتها لا تعلم ماذا يجب أن تفعل الآن هل الاصح أن تخبر امها بكل شئ ام تخفى عن امها كل شئ .. ليتك هنا يا فارس لتنقذنى
: اريج ... هل سبب طلاقك هو هذا الابن ؟
رفعت اريج رأسها تنظر الى امها باستفهام سائلة
: ماذا تقصدين انه السبب ؟
اجابت امها ببديهية و فطرة ام بالخمسين من عمرها
: اعنى هل طلاقك بسبب معرفتك أن له ابن ؟
و قبل ان تحصل والدتها على جواب و قبل حتى أن تفكر اريج بجواب كان طرق الباب قد افزع كلاهما و التفتت بنفس اللحظة على صوت طرقات تكاد تكسر الباب فهرعت اريج الى الباب و امها خلفها تنظران من الطارق لكن الدهشة صاحبت كلاهما و هما تنظران اليه
: شاهر !
لم يستطع السيطرة بمجرد رؤيته لها اندفع يمسك بذراعها و عيناها تركزان على تعابير وجهها و هو يسألها بالم
: هل ما سمعته صحيح؟
كانت اريج مازالت تائهة لا تصدق وجوده امامها الآن بهذا الوقت يسألها عن شئ لا تفهمه و اعتراض امها من خلفها يصلها
: اترك ابنتى ... ماذا تفعل ؟ اتركها الآن .
كانت تحاول بالفعل تخليصها من بين ذراعيه الا أن قوتها لم تكن لتضاهى قوته بشئ .. التفت الى والدتها و هو يتوعدها
: انتى اصمتى ... انتى من خدعتينى بتقديم دعم لى ... كنت تمهليها وقت اكثر اليس كذلك ...
التقطت اريج تلك الكلمات و التفتت الى امها غير شاعرة بذراعها المتألمين
: تقديم دعم ! ... امى !
لم يمهلها شاهر لتكمل استجوابها لامها و هو يشدها لتنتبه اليه ثانية
: اخبرينى .... هل ما سمعته صحيح ... هل خطبتى لذلك ال.....
كان سيل من الفاظ لم تسمعها بعمرها لكن والدتها لم تنتبه الى تلك الالفاظ بل التقطت هى ايضا ما يخصها و تمسك بكتف اريج تسألها بتعجب
: خطبتى .... لمن !
كان ثائر كالمجنون لكن سؤال امها اعطاه بعضا من الطمأنينة و الامل و هو يلتفت الى والدتها يسألها بنبرة اهدى عن سابقتها كثيرا
: الا تعلمين شئ عن هذا الموضوع اما زلتى تلاعبينى ؟
ابتلعت والدتها ريقها بصعوبة و هى لا تعلم لماذا تجيب هل تجيب بالاثبات لتظهر مظهر ام مغيبة عن حياة ابنائها ام تجيب بالنفى فتبدو كأم متلاعبة خبيثة لكن اريج رحمتها من كل ذلك و هى تجيب بدلا عنها ناظرة الى عيني شاهر
: دعك من امى هى لا تعلم شئ ... أن كنت تسأل عن مدى مصداقية الخطبة فأنا هنا ... اخبرك أن الخطبة صحيحة و بالطبع انت اول للمدعوين .
للحظات الاولى كان ينظر اليها بدهشة يستوعب ما تخبره به ربما يحاول ايجاد سبيل لانكاره لكن ثباتها حرمه من ذلك و عند تيقنع اخذ يضحك بقوة للحظات و بعدها نفض ذراعيها بعيدا عنه فارتدت اريج للخلف ... اخذ ينقل نظراته بينها و بين والدتها و بعدها اقترب منها فأسرعت امها تلتقتها باحضانها لتحميها فضحك اكثر و توقف مكانه
: لا تخافي يا سيدة الهام ... فهى لا تحتاج للخوف اطلاقا .....
ثم تقدم حتى وقف امامها و عينيه بعينيها و تحدث بجدية و كأنه يعقد صفقة ما
: حسنا يا اريج اظنك اخذتى حقك ... انا كسرتك مرة و انتى كسرتنى اثنتين الآن ... فلنتناسى كل الماضي و نبدأ معا ...
ظلت للحظات مشدوهة لا تعلم اى تفكير هو به الآن ايظنها تلاعبه
ازاحت اريج ذراع امها من حولها و تقدمت خطوة لتصبح أمامه مباشرة و هى تنظر إليه
: هل ظننت لوهلة اننى افعل اى من هذا لانتقم منك ! ... انت مخطأ .
ضيق هو ايضا بين عينيه و نظر إليها بثقة
: و هل تظنين ان ارتباط بعابد و قاصد لانك احببتيهما .... انتى مخطأ .
ابتسمت بسخرية و اكملت
: لا .. اعلم أنى لم ارتبط بهما لذلك السبب و انما ارتبط بهما لأننى وثقت بهما و شعرت بهما اهل لثقة ظننتها مفقودة بالرجال .
كانت تلمح عن خذلانه لها صمت و ابتلع ريقه و كان كشوك يجرح حلقه لكن هذا لم يقلل من اصراره و هو يكمل
: و هل كان عابد اهل لثقة كما ظننتى !
تنهدت و ربعت ذراعيها حول صدرها و هى تجيبه بثقة . ثقة ليست بأحد تلك المرة و انما بنفسها هى
: لا ... كسابقه .... لكن هذا لا يمنع أن قاصد لم يأخذ فرصته بعد .
انفعل و امسك بذراعها يسألها بخرقة
: و هل حياتك معمل تجارب لتجربى بها معدن الرجال ! ..... اريج توقفى عن هذا العبث ... انا اخطأت سابقا كنت بغياهب عشق زائف لم اعى قيمتك .
جذبت ذراعها من كفه بقوة و هى تشير بسبابة ذراعها الاخر جهة قلبه
: هنا ... هنا يكمن السر ... انت لم تفقد حبى بل قيمتى ... انت رأيتنى الانسب لك و ليس لقلبك ... انت لم تحبنى يوما يا شاهر لكنك عشقتها عشقت عين و حين خذلتك لم تستطع الاعتراف بهذا و ادعيت انه انتقام لأجل حبك لى ... انت لم تحبنى يوما .. لو احببتنى ما انتظرت .. لو احببتنى ما سعيت ورائى لتدمير حياتى حتى تعيدنى اليك ... لو احببتنى لأردت سعادتى حتى لو معى غيرك ....
كان تأثير كلماتها و دموعها التى انسابت رغم ارادتها مع سيل كلماتها واضحا عليه و على تسارع نبضات قلبه و بياض مفاصل يديه و فور انتهائها اسرع ينفى
: لا لا يا اريج ... صدقينى .. انا احببتك .. لم احب غيرك انتى وحدك ..
خبأت وجهها خلف كفيها و هى تحاول التوقف عن البكاء و سماع كلماته و استغرق هذا منها بضعة لحظات و حين انتهت اخذت تمسح وجهها عدة مرات ثم تحدثت اليه كمن تتحدث الى مختل عقليا
: حسنا .. حسنا أن كنت تحبنى لتثبت ..
انتبهت كل عضلة من جسده و حواسه و هو ينظر اليها سائلا إياه
: كيف ؟
: اتركنى .
اخذ ينفى برأسه و كفيه و لسانه بدا و كأنه طفل يشحذ عطف امه
: لا استطيع .. لا استطيع .
اقتربت هى منه هذا المرة و امسكت بكفيه تترجاه
: لاجلى ... لاجلى هذه المرة ... الم تفعل كل الماضى لاجلك افعلها لاجلى رجاء رجاء هذه المرة يا شاهر .
هنا بدأت دموعه بالتساقط و كأنها استجابة لدموعها هى الاخرى لكن فور أن شعر بدموعه على كفه نفض كفيه بعيدا عن دفأ كفيها و كأنه يخرجهما من الحنة و هرب راكضا الى خارج المنزل مستكينا بسيارته و كما جاء كثور هائجا .. عاد بسيارته باكيا كطفل يبكى ضياعه و فقدانه
ما حدث بين اريج و شاهر كان كمشهد من مسرحية لربما تعرض على احد المسارح العالمية و كانت والدتها منتبه له و منصتة لم تستوعب أن بإمكانها المقاطعة استمعت له منصتة و فور انتهائه بخروج شاهر و بكاء اريج للحظات ثم ركوضها الى غرفتها مغلقة الباب خلفها أدركت انها الآن لبست مشاهدة بل ام تشهد ضياع ابنتها لذا بقلب حنون و فطرة امومة ركضت خلفها محاولة فتح باب غرفة اريج الموصد من الداخل و هى تنادي بحرقة قلب ام متألم لصغيرتها الضعيفة
: اريج افتحى حبيبتى ... لن أسألك الآن .... اريد الإطمئنان عليكى حبيبتى ...
اخذ تطرق الباب لدقائق متحدثة بكل كلمات العطف و الحنان حتى سمعت صوت باب البيت يفتح و فارس يظهر متجها الى غرفته فاتحا إياه و مغلقا الباب خلفه فركضت اليه تطرقه بقوة
: فارس ... افتح يا ولدى ... هل انت بخير .. فارس ؟
سمعت صوته متألما و متحشرجا بدا و كأنه كان يبكى منذ قليل
: ليس الان يا امى اتركينى رجاء .
و بتلك اللحظة علمت أن مصابها بولديها اصاب قلبها بالمنتصف تركت التصرف لساقيها التان انزلقتا لاسفل دليلا على انهيارها هى و اخذت تبكى لضياعهما متسائلة هل السبيل من الرجوع هل تستطيع اعادة ماضى افقدها كل ما تملك اياها لم تعيش لتنظر هذه اللحظه
****************************************
على عكس العادة وجد رسالة على هاتفه من عنه يخبره بضرورة القدوم الى غرفته بالمشفى فذهب اليه و تفاجئ بوجود عمه و زوجة عمه يبدو و كانهما يريدان ابلاغه بشئ هام و للدقة يبدو انه لن يستسغيه على الاطلاق و للوصول الى قمة العجب فقد رحب به عمه و دعاه الجلوس و كل هذا بالطبع تحت انظر زوجة عمه المستاءة ... جلس بارتياب و هو متجهز لأى كان
: ماذا هناك يا عمى ؟
تنحنح عمه و نظر الى زوجته و كأنه يستمد العون فأومأت له فأعاد أنظاره اليه و تحدث بلين مناقض لما حدث بينهما باخر محادثه
: خير ... كله خير يا ولدى ..كنا نريد اخبارك بان الطبيب اخبرنا أن وجود عنبر بالمشفى لم يعد له داعى و ربما تخرج بعد يومان او ثلاثة ..
اخذ راشد ينظر اليه و الى زوجة عمه ثم اجاب عمه ببديهية
: اجل علمت هذا ... ماذا هناك بعد ؟
تنهد عمه و نظر الى زوجته مرة اخرى ثم نظر إليه و تحدث بصرامة
: نريد أن ننهى هذا الموضوع يا ولدى ..
انتبه راشد اليه اكثر و تسارعت نبضات قلبه و هو يسأله عن تفاصيل اكثر
: اى موضوع ؟
ابتلع عمه ريقه و اخذت ساقه تهتز لا اراديا
: زواجك انت و .... عنبر .
ضيق راشد عينيه و سيطر على اى انفعال قد يطرأ عليه الان و هو يسأله
: و كيف سننهيه اذا !؟
تأفف عمه و اخذ يلوح بكفيه
: انت تعلم يا راشد .. انت تعلم .
أشار راشد بكفيه بضيق
: لا اعذرنى ... اريد سماع حلك .
: الطلاق هو الحل .
هنا انتفض راشد من على المقعد و علا صوته بقوة
: اى حل ذلك ... اى حل ... ماذا تريدون بالضبط ؟!
نهض عمه هو الاخر و اتجه اليه
: يا ولدى هو الحل صدقنى .
ضرب راشد الطولة بجانبه و اقترب من عمه و الشرر ينطلق منه كالريح
: اى حل ... اى حل لا افهم ...
امسك امين بذراعى راشد و قد غير نبرته من الحدة الى نبرة هادئة متعاطفة
: صدقنى يا ولدى هذا لاجلك ..
: لاجلى !
اسرع امين يؤكد و هو يهز رأسه
: اجل بالطبع ...
على عكس نبرة امين الهادئة جائت نبرة راشد الحادة
: ابعد يديك عنى ...
ابعدها امين متفاجئة من حدة نبرته العالية
: ماذا دهاك يا ولدى ؟
اجابه راشد بإستهزاء
: ماذا دهانى ... قل ماذا دهانى لاصمت و اطيعكما حتى الان ... انت السبب يا راشد .. صمت و لم اتكلم ... لا تقترب يا راشد ... لا تؤذي عين لأجل عنبر يا راشد .. حاضر ... لا تخبرها بانك زوجها يا راشد ... حاضر .. و ها انا منذ ايام لا اقوى على الاقتراب ... و كله لأجلها ليس لأجل احد غيرها ...صمت لأجلها .... و الان ... الآن تريد ان اطلقها لاجلى ....
: اجل اجل ... بعدك عنها لأجل قبل أن يكون لأجلها .
انفعل و صرخ راشد بقوة
: كيف كيف ..
هما انفعل امين ايضا
بسبب الماضى ... اسأل والدك وهو يخبرك .
صمت و اخذ صدره يصعد و يهبط و هو ينظر الى عمه بتركيز ثم سأله بأمل و فضول
: و لم لا اخبرنى انت ؟!
نظر إليه عمه مترددا يفكر هل يخبره ام لا و كاد يخبره لولا أن تذكر وجود زوجته خلفه فعاد الى وعيه و ربط على كتف راشد بغيظ
: لا اذهب الى والدك ... هو اول بك .
***********************************************
لا تعلم سبب تواجدها الى الان بالمشفى لقد أخبرها الطبيب بقروب خروجها من المشفى و والداها يطمئناه الى ذلك و هى لا تعلم ... تشعر بشئ غريب ... انهما يخفيان شيئا و اختفاء عين الغير مبرر على الاطلاق و تلك الكوابيس التى لا تتوقف و راشد الرابط امام الباب دوما باغلب الأحيان .... ماذا يريد
انتبهت الى باب الغرفة يفتح فتطلعت بأمل أن يكون احد جديد بخلاف والداها او الطبيب حتى أنها تمنت أن يكون راشد كتجديد .. و كان شخصا جديدا بالفعل ... كانت عين ... نهضت على الفور راكضة اليها و احتضنتها بقوة
: عين ... اشتقت اليكى اين كنتى ؟
حاولت عين التقاط انفسها من شدة احتضان عنبر لها ثم اجابتها
: الدراسة كما تعلمين ... انتى كيف حالك ؟
افلتتها عنبر و ابتعدت عنها ممسكة بكفيها حتى جلسا على الفراش و اخذت تتكلم معها
: بخير لكننى مللت ... و لا اعلم لما ما زالت هنا ؟
ضيقت عين عينيها بمكر و هى تسألها
: هل يزورك احد غير والدينا يا عنبر ؟
تنهدت عنبر فظهر بعض من حزنها
: لا احد غير الطبيب ... حتى اصدقائى .. انا اكاد اجن يا عين ... اين الجميع ؟
: اعذرى الجميع يا عنبر ... فالامتحانات على مقربة .
: اجل اجل عندك حق ...
التمعت عينا عين بمكر و هى تسأل عنبر
: عنبر .. لقد رأيت راشد بالخارج هل زارك ؟
: لا.... يظل بالخارج و لا اعلم لماذا يظل قابعا بالخارج ...يا عين اشعر بشئ غريب ... و تراودنى كوابيس .. كوابيس عن رجل يريد مغادرتى و انا اظل اتمسك به ... هل تعلمين شئ عن ذلك ؟
ابتسمت عين بثقة و انتصار رغم بعض من الحزن القابع بها
: سأخبرك ... لكن اولا لابد أن تتأكد من شئ ... لابد أن تغادر الآن .
شدت عنبر على كف عين مترجية
: لا ... لم اشبع منك ...
ابتسمت عين تطمئن عنبر
: لن اتأخر لا تقلقى .
تركتها عين و خرجت مغلقة الباب خلفها و فور خروجها اراحات رأسها على الباب سامحة لعبرة بالسقوط متألمة على حالها و لم تنعم بتلك اللحظة و كأنها لا تستحق الراحة للحظة حتى فانتهكت عبارة راشد الساحرة اذنها
: اراك تجيدين انتهاز اللحظات للدخول اليها .... يبدو أن رابطة الاخوة تجرى بعروقك .
ابتسمت بسخرية و سرعان ما مسحت دموعها
: افضل ممن لا يستطيع عبور الباب حتى !
صك راشد اسنانه حتى لا يلتصق رأسها بالزجاج الآن
: اذن اغربى عن وجهى الآن ... فوالدك قادما ..كما أنى لم اتغاضى عن ذنبك بما نحن فيه الآن .
تحركت من مكانها و اتجهت نحوه و نظرت اليه بمكر لا يفارقها
: و ماذا أن كنت آتية لاصلح ذلك و اقف بصفك .
نظر إليها يتأكد من صدقها و عدم وجود سخرية بوعدها على الاقل لكن بالاخير لم ينسى انها عين
: لا اصدق ... و لو جئتنى باعظم قسم ..
ثم ضحك بسخرية و اخذ يحدث نفسه
: عين تفعل شئ من باب الخير دون مقابل ... كذبة ابريل .
وقفت بجانبه مباشرة و هى تزيح شئ زائف عن كتفه
: و من قال أننى سأفعلها دون مقابل !
: ماذا تعني ؟
: اقدم لك عرضا ... سأساعدك بعودة عنبر اليك و سأجمل كل شئ حتى تركض اليك و المقابل ...
: المقابل .... ارجع قاصد اليكى ؟
تنهدت و المها تذكرها له لكنها تجاوزت ذلك و اكملت
: لا ... اريد مساعدتك فى تدمير شاهر ...
صمت راشد يحاول استيعاب طلبها لكنها ودعته
: سأتركك تفكر و انا بانتظار ردك لا تتأخر .
يتبع


علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:53 AM   #108

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... نرجو منك فضلاً إعادة التنزيل الفصل 37 لانه من الفصول التي حذفت بعد الصيانة....

ايضاً نرجو فضلاً عدم الإشارة بالهاشتاج # ....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 03-06-20, 10:22 PM   #109

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

من عيونى هعيد نشر الفصل 37💜

علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-20, 10:25 PM   #110

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

بعتذر عن الانقطاع الفترة اللي فاتت بسبب ظروف رمضان و الوباء المنتشر 😢حماكم الله و اكيد مقدرين 💚
و لكن سنكتمل الرواية باذن الله من يوم الاحد القادم بفصول طويل و ممتلئة بالاحداث انتظروها 😉
دمتم فى امان الله💜😍


علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.