27-12-19, 01:41 PM | #191 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
أحبتت تحليلك للشخصيات و علاقتهم الثلاثية بين شد و جذب ههههههه كلنا اخترنا الوقوف مع مصطفى ، هو شخصيتي المفضلة في الرواية الحالية الى جانب نسيم لكن ايوب ليس عاشقا ...هو فقط معجب بماريا ..و اختباره الحقيقي سيكون ان كان على قدر من المسؤولية ليعالجها. و يتفهم ابعاد وجعها تسلميلي حبيبتي | ||||||||||
28-12-19, 12:00 AM | #192 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
فؤاد حاليا ما اظهر اي اهتمام بنهى .. لكن نهى قاعده تخسر نفسها شوي شوي ..و رح توصل لنقطة اللارجوع لو ما فاقت على حالها تسلمي حبيبتي على التعليق | ||||||||||
28-12-19, 12:02 AM | #193 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
تسلميلي حبيبتي على التعليق ..اتمنى دايما تكوني متابعه و متفاعله 😘😘 | ||||||||||
28-12-19, 12:06 AM | #194 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
اما ماريا فالمسكينة مدمرة تماما تسلمي يا قلبي على التعليق المميز منك كالعادة | ||||||||||
28-12-19, 12:16 AM | #196 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الـــفـــصـــل الـــتــاســـع "أحيانا يكون الحب ثمنا تباع بع القلوب و تشترى " بعد بضعة أيام منزل النقيب حيان ناصري يقال أن الحب يصيبك بسهمه في أكثر اللحظات التي لا تتوقعها ،و يبقى حبها له هو الاستثناء ، فلحظة وقوعها كانت تنتظرها و عبّد طريقها فترة بقائهما سويا وسط الإرهابيين ابتساماته ، صوته ببحته التي توقف قلبها، نظراته الفخورة...و بلغ الأمر مستوى خطيرا من التعقيد حينما ارتبط اسمها باسمه ، فكان لها كل شيء و زادها في العشق عشقا حتى أغرمت بكل نفس و كل همسة و كل لمسة تصدر منه أوجعها أحيانا ..لا تنكر لكن إن لم يكن تعريف الحب هو الوجع ،فماذا عساه يكون ؟ ابتسمت بانشراح تفتح الباب تستقبل زوجها الذي وضع قبعته العسكرية فوق رأسها و مال نحوها يقبّل ثغرها و لمفاجأتها فقد لف ذراعه حول خصرها و حملها بذراع واحدة بينما يغلق الباب بقدمه ، فلم يكن لها سوى ان تتمسك بعنقه و هو يقتادها نحو غرفتهما ثم يلقي بها على السرير فقط كي يحاصرها بجسده ، قهقهت تتساءل ببراءة : - ما بك تهاجمني هكذا ؟ ..أنا لم أفعل شيئا. قرص جنبها مدمدما :- أوتسألين ؟ ..رسالتك النصية البارحة لم تتركني أركز . - و ما بها الرسالة ؟ . - سدن. - حيان . مال نحوها يغرس أسنانه في خدها الشهي ثم يقبّله و يقول : - رددي عليّ ما كتبته . لفت ذراعيها حول عنقه ثم قربته منها فجعلت شفتيها بجانب أذنه لتهمس بنعومة : - قلت بأنني اشتقت إليك و لرائحتك و لصوتك ..و ..و لقبلاتك .. - و ماذا أيضا ؟ نظرت إليه تصطنع العبوس و وجهها كله محمر من خجلها ، فلم تكن بنفس شجاعتها في الأمس حينما أرسلت له كلمات لم تتوقع أن تفكر بها في حياتها فكيف بصياغتها ؟ ..إن كانت الكتابة صعبة فالقول و هي تنظر لعينيه سيكون ضربا من المستحيل فغمغمت تخفي وجهها في تجويف عنقه : - توقف يا حيان ، أنا لا أستطيع تكرار ما كتبته . شفتاه وجدتا طريقهما نحو بشرة عنقها فأخذ يزرع بتلات من ورود الحب الناعمات عليها صعودا نحو خدها حتى بلغ ثغرها و مكمن كل العشق و الغرام ،لا يظن أنه سيكتفي يوما منها و من وجودها هكذا بين أحضانه ، ناعمة و عاشقة حد النخاع ؛ارتباطهما كان قدرا ، لا يندم أبدا عليه و لا على مسبباته رغم الوجع و سدن هي التي لا يجد تعريفا لها و لا لما يحمله لها من مشاعر في قلبه ، هي الجنون و التوهان ، هي الصحيح و الخطأ ، هي الغباء و الرجاحة و كل حلو في الحياة فقط لو تبقى معه لوقت أطول ،لو لا تفارقه و تفوز على مرضها بمعجزة ما خلال فترة زواجهما قد رأى كثيرا من انهياراتها و التهاباتها الرئوية لكن ما شهده قبل شهرين أخافه و صدق لحظتها أنه سيفقدها ، كان ذلك حينما دخلت المستشفى نتيجة التهاب رئوي حاد رافقه نزيف داخلي لم يعلم الأطباء علته و عندما ظن أنها شُفيت تعرضت للزكام جراء عدوى التقطتها من ٱحدى الممرضات الغافلات فازداد وضعها سوءً و ارتفعت حرارتها حتى تعرض جسدها لنوبة من التشنجات القوية . لمسات أصابعها المداعبة لخده أعادته للحظات الغرام التي يتشاركانها ،و دون وعي منه كان يقلب وضعهما حتى كانت فوقه و احتضنها كما لم يفعل يوما ،كأنها ستهرب منه لو أفلتها كأنه يعدها بأن صدره سيكون لها المأمن و المأوى و الوطن ،و كعادتها دوما تفهمه دون كلام أو شرح فأبقت رأسها فوق أضلعه و شفتاها تقبلان قلبه الذي تدرك يقينا بأنه ما عاد يعشق أنثى إلاّها بعد دقائق من الصمت سأل : - ما الذي طبخته ؟ أجابت:- فلفل محشي . يسأل مرة أخرى بخفوت :- و الصلصة ؟ - حمراء و كثيفة و بها القليل من النكهة الحارة . - بدأتِ تتعلمين أخيرا . ضربت صدره مغتاظة : - أنا طباخة ماهرة ، أنت كثير التذمر و لا يعجبك العجب ، ما عساني أفعل ؟ رفع جسدها قليلا كي يكون وجهها قريبا منه ومال نحو فمها هامسا : - فلنبدأ بهذا أولا . قبلتهما طالت حتى قطعتها هي تستجدي هواءً ثم سألت:- ألست جائعا ؟ قال :- العشاء يمكنه الانتظار . - دعني أحزر ، أنت لا يمكنك الانتظار؟ - إجابة صحيحة ، و الآن كوني زوجة مطيعة و دعي هذا الفم يتوقف عن الكلام . قبل أن تتحدث أخرسها و ترك الكلمة الأخيرة للحب كي يفصل بينهما ،قد يكون حبهما غريبا ،لكنه أجمل ما يجمعهما . و عاندته الظروف و لم ينل غايته فقد قاطعهما صوت جرس الباب فشتم حيان من بين أسنانه يبتعد عنها مرغما : - تبا ، لقد نسيت أمره تماما . - من؟ - حمزة و مشاكله . تساءلت :- حمزة ، ابن خالتك الذي خطبني من أمّك؟ في لحظة خاطفة جذبها من خصرها لتلاصقه ، يعانقها بتملك و يداعب أنوثتها بخشونته التي تعشق ، فابتسمت تشاغبه : - تغار ؟ - تعرفين الإجابة . فتطبع قبلة صاخبة على خده و تقول : - عيب أن نجعل قريبك ينتظر . - تبا له ، ابقي هنا و لا تخرجي ، و لا أسمع صوتا لكِ . مضى يفتح الباب لضيفه الذي عبس في وجهه و أخذ يتذمر عن التأخر في فتح الباب ، فتجاهله حيان و رافقه إلى غرفة المعيشة - هل تحدثت مع أمك؟ ، ما الذي قالته ، هل ستحاول إقناع والدتي؟ . - قالت بأنها ستحاول ، و أن الباقي عليك حله بنفسك . تأفف حمزة يضرب ساقه بقبضته ، يحاول جاهدا إيجاد حل ما ليخرج من الارتباط الذي بات طرفا فيه رغما عنه ، قد حاول بشتى الطرق إقناع أمه لتعدل عن رأيها و حتى والده لم يفلح في إقناعها ، و هي كالجدار الصلب لا تلين قط . بل و تلعب على وتر الرضا فتوقعه بين جحيمين ، يتزوج بفتاة لا يطيقها و لا يحدثها من الأصل أو ينال غضب والدته و يركض خلف من ملكت قلبه - هل هناك عيب بالفتاة التي خطبتها لك أمك؟ - لا أريدها . - لماذا ؟ - لا أحبّها . - الحب أكل رأسك ، انظر كم عمرك و أنت تتكلم كصبي مراهق ، أي سخافة هذه! . أكثر صفة لا يطيقها بابن خالته هي بروده ، كأن إظهارx بعضٍ من المشاعر سيقتله ، فيسأله عاقدا حاجبيه :- ألا تحب زوجتك ؟ فيرد عليه الآخر ببرود :- و ما شأنك أنت ؟ . - ثقافة عامة ، كي أتعلّم منك . - اخرس ، و عالج مشكلتك ، حتى لو وافقت _بمعجزة ما _ أمك ، فكيف سترتبط بالفتاة التي تريد و والدها يطلب رأسك ؟ . تلك مشكلة يريد تأجيلها لوقت لاحق ، فليتخلص من هذه الزيجة أولا و بعدها سيهتم بوالد نسيم . و لكن حيان كان يزيد وضعه سوءً بكلامه : - أنا أعرف الرجل ، عملت معه حينما كنت في وهران ، ليس سهلا و شديد الصرامة . فيقف من مكانه مغادرا : - العيب على من يحدّثك ، متشائم و كئيب. يتبع ..... | |||||||||
28-12-19, 12:25 AM | #197 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| منزل الملازم أيوب بعض المصائب تتمثل في "شخص" تسلّطه الظروف على المرء ، في أكثر الأوقات تبعثرا و جنونا في حياته ،تلك كان "فرح " و تصرفاته التي تكاد تقتله من شدة الغضب ، فيضطر لكظم غيظه احتراما لأمها و لكي لا يكشف كذبته أمام ماريا كذبة يندم بشدة على كتمها ،بدل الخوف من تلميحات و حركات طليقته الوقحة أما زوجته فتلك حكاية أخرى و همٌّ آخر ، يضغط على صدره و يزيد الحمل فوق كتفيه فلا عرف الاقتراب منها ، و لا جلس و تناقش معها ليعالجا أمورهما العالقة يكاد لا يراها إلا على طاولة العشاء التي باتت تتهرّب منها مؤخرا بحجّة التعب ، فبات يظهر عليها الحزن الشديد و لا يُسمع لها صوت البتة التفت نحو باب غرفته الذي انفتح و أطلّت عليه "كابوسه" الحالي ، تبتسم بخبث ثم تُغلق عليهما الباب ،فدمدم بغضب : - بحق الله اعتقيني من رؤيتك للحظة واحدة ، دعيني أتنفس! . أخذت تمشي نحوه على مهل شديد ، تتفنن في إظهار جمال ساقيها العارتين أسفل الفستان القصير الذي يتجاوز ركبتيها بقليل - حبيبي ، أنا أريد منحك بعضا من الراحة . وقف يقبض على ذراعها ينوي إخراجها فثبتت قدميها مكانها بل و تجرّأت على لمس صدره ،فدفعها بعيدا عنه موبّخا : - لا تلمسيني مجددا ! ..افهميها ، أنا رجل متزوج . - على الورق حاليا . ابتسمت ساخرة تلقي بشعرها للخلف ، عطرها يملأ الغرفة بشكل يجعلها تبدو كأنها تسيطر عليه و تبقي تركيزه كاملا عليها قالت:- هل سمحت لك بلمس يدها على الأقل ؟ ، ماذا عن قبلة ؟. - اخرسي! . - حبيبي يا أيوّب ، هي لا تناسبك و لا تفهمك . - اخرسي! . ابتسامتها الماكرة ازدادت اتساعا ، و خطواتها قربتها منه حتى كادت تلامسه ، و لم يبتعد أو يتزحزح قيد أنملة ، يدخل تحديا فاشلا ، سيخرج منه خاسرا ، يراهن على قوة ثباته ، لكن أمام امرأة كفرح ، فبئس الرهان ذاك ! فمالت نحوه تقبّل خده بتمهل شديد ثم تبتعد بسرعة تضحك بصفاقة و تغادر الغرفة. فتجمّد في موضعه يزدرد ريقه بصعوبة ،و في لحظة جنون اندفع نحو غرفة ماريا التي كانت منشغلة بحاسوبها كالعادة ؛ جنونه جعله يوقفها ليجذبها إلى أحضانه مرغمة و يجبرها على نيل قبلته . يثبت نفسه أمام سخرية " طليقته" . يتجاهل مقاومة "زوجته " له ، و سعيها المسميت للتحرر من قيد ذراعيه - اركني ، لا أريد ! ..ابتعـ! .. هو رجل لا يسلّم بالفشل ، إما هذا أو يسقط في فخ "فرح" إن هي استمرت بمحاولاتها الحثيثة . هو رجل ...له احتياجات . ابتعد لما ضربت بطنه بكوعها ، فهاله منظر دموعها و انكسار روحها المنعكس داخل عينيها الأسف لن يفلح ،فلم يكن نادما . و ربما كهذا ستخرج من قوقعتها و تدرك أن لا أذى سيصيبها في وصاله . نظراتها الدامعة انتقلت من عينيه نحو خده ،فيعتريها الاشمئزاز بدل الحزن ،فيستدير نحو المرآة ليرى أثر أحمر الشفاه على بشرته . لذا غادر دون أن يتجرأ على النظر إليها أوالإتيان بحرف واحد ؛و ما عساه يقول و ذنبه بارز كالشمس في الأفق ؟! قد فشل ... و ربما خسر بالفعل نتيجة حماقة لم يضع لها حسابا ! فتوجه فورا نحو المتسبب في ذلك ، فينزل إلى الطابق السفلي نحو غرفة طليقته ، و التي كانت تبدو كأنها في انتظاره مبتسمة كعادتها ، كأنها تتوقع كل حركة تأتي منه ، فتزيده استفزازا و في اللحظة التي وقف فيها أمامها و يكاد يُسمعها ما لن يسرّها ، ارتفعت على أصابع قدميها و أطبقت شفتيها فوق خاصتيه . و قد فتحت عليهما بابا من الألم لن ينغلق . يتبع .... | |||||||||
28-12-19, 12:29 AM | #198 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بعد أسبوعين منزل الإخوة بلقاسم . بعض قصص الحب لا يُكتب لها العيش ، و بعض القلوب مآلها الانكسار أحيانا يحسب العاشق أن النسيان يكون بسهولة الوقوع في الغرام ،فيكذب على نفسه و يبني آمالا سرعان ما تتحطم على صخر الوجع فها هو "يعقوب" قد ظن _بغباء_ أن الزواج بأخرى سينسيه المرأة التي أحب فأوجعته ، و أن الدنيا ستبتسم له ، فربما لا يهلوس بذكراها لما تزوره حمّى الشوق ،فيزول البعض من الغمّ عن روحه ...خاب ظنه ! فحتى بعدما تزوج ما فرج عنه كربه ، و علقت نيران الهوى في قلبه ، تلتهب و تحرق جوفه ،و كأن قلبه يندى كلما زاره خيالها و تنبت في أطرافه أزهار الغرام ، بأوراق نظرة ، و عبير ساحر يتوقعون منه توبة نصوحا بعد الزواج يسألونه النسيان أنى له ذلك؟ كيف يتوب عنها و قلبه عندها رهين ،هو مريض معلول،و هي للطبيب الوحيد لدائه .. ألا يعلمون أنّ أهون الحب شديد على قلوب العاشقين ، فكيف إن ترافق مع الفراق و الشوق و الوجع ؟ سيكون جحيما تلظى ، نيرانها و إن اضطرمت تبقى أبرد من الجوى الذي يحتل فؤاده رحماك يا رب ! فالشوق يصدع فؤاده الوجِد و لا يملك مهربا من مشاعره يدرك يقينا بأنه يظلم "نهى " ، بل و ربما يخون الرباط المقدس الذي يجمعهما ، لكنه لا يملك حكما على قلبه النسيان لا يكون بسهولة ضغطة زر اقتلاعها سيكون صعبا و شاقا كفصل جبل عن الأرض لقد كانت هي النور إن أفلت الشمس كانت الحياة إن حضر الموت فأين السبيل إلى نسيانها؟ ، فليدلّه أحدهم و سيسلكه عن طيب خاطر . تنهّد يمسح على وجهه المتعب ثم انتقل إلى غرفة المعيشة ،ليجلس بجانب زوجته التي تهرب منه و تتصرف بغرابة خلال الأيّام الماضية - هل كلّ شيء بخير يا نهى؟ أجابت دون النظر إليه :- نعم . فرفع وجهها إليه بأن وضع سبابته أسفل ذقنها ، و بيده الأخرى يبعد شعرها خلف أذنها و يقول : - هل هناك ما يحزِنك ؟ أومأت ،فسأل :- أنا ؟ أغمضت عينيها تخفي عنه وجعها ، فكيف تلومه و هي من أقنعته بأنّ عليهما وضع المشاعر جانبا ؟ أنى لها العتاب و هي تدري قسوة الحب على حكم القلوب؟ هي عاشقة موجوعة و هو ليس بمخالف ، فما تراه في عينيه ما هو إلا انعكاس لنظراتها نحوه قلبها يجيش بالعشق و السقم ، و لا حق لها بالشكوى ، لذا فلتبتلع مرارة مشاعرها و لتصمت خيرا لها . قالت برقّة :- يشهد الله أنك سعادتي الوحيدة في هذه الدنيا . ابتسم :- إذا ما الذي يقض مضجعك ؟ . - أنا خائفة . - ممن؟ - من نفسي ، من ما أحمله داخلي من خوف . عقد حاجبيه ينتظر منها توضيحا أكثر للغز الذي عكسته كلماتها ، فلم تسترسل ، بل قرّبت وجهها نحوه و أسندت جبينه على ذقنه ، تمسك وجنتيه بين يديها و تهمس : - لا أريد أن أخسرك يا يعقوب . كان قلقا و متعجبّا ، لا يفقه سببا خلف قولها الغريب - ما بك يا نهى ؟ تكلمي بوضوح كي أفهمك . - أنت لن تتركني ،أليس كذلك ؟ - لا ، لن أفعلها . - تعدني ، أيّا كان السبب ؟ - أعدك . تنفّست الصعداء ثم ابتسمت و طفقت تقتطف بتلات الحب من شفتيه ، تريد أن تنهل من عطفه قدر ما تريد و تحتاج ، فحضنه هو المأمن الوحيد الذي يحتويها ، فحتى و إن كان قلبه ملكا لأخرى ، يبقى كل ما فيه لها ، عقله ، جسده و ثقته مجنونة هي به ... و جنونها يخيفها ، فلا تعلم بالضبط إلى أيّ مدىً قد تصل في سبيل الفوز ، لأن الخسارة لم تكن يوما بندا تعترف به هي و حبها في هذه المعركة ضد الجميع ..حتى يعقوب نفسه. - هل من تطور بخصوص استجوابك لذاك المختل ؟ ، هل منحكِ الفيديو الذي حدثتني عنه؟ اختارت أفضل حل له ، توهم نفسها أن ذلك لمصلحته ، فمحتواه لم يكن هيّنا عليها فكيف به و هو يرى أخته في أفظع الحالات - لا ، لقد خدعني . سبقته قبل أن يتحدث و لثمت ثغره ثم مدت أصابعها نحو قمصه تنزعه عنه و تهمس : - أشتاق لك يا "يعقوب ". يتبع .... | |||||||||
28-12-19, 12:33 AM | #199 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بعد يومين .. في الجامعة تبحث داخل حقيبتها عن مفتاح سيارتها، فتتأفف و هي تقلب أغراضها من أدوات التجميل إلى دفاترها دون جدوى ،فترفع رأسها نحو زميل لها وقف على مقربة منها و أخذ يحادثها : - نسيم ، هلا أعرتني ملاحظات اليوم ، سأعيدها لك غدا . - حسنا ، لكن إياك و نسيانها ! . ابتسم يرفع يديه بعلامة استسلام : - لا تقلقي ، أعدك غدا ستكون عندك . فردت له بسمته ثم منحته ما جاء يطلبه ، و لدقائق قليلة استمر حديثها بشكل ودي ، أثار غضب حمزة الذي كان يراقبها من بعيد و غلبه غيظه فقاطع صحبتهما : - نسيم، هلا تحدثنا ؟ . تجهمت في وجهه ثم حيّت زميلها الذي ودعها و قبل أن تشتم الدخيل الذي لا يعتقها من وجوده الثقيل تنفست بعمق ، أفلا يكفي الجهد الذي تبذله كي لا تحل ذكراه على أفكارها، أو يساور خياله خاطرها ، فيزيدها من الجروح و الوجع الكثير ! علاقتها بحمزة كأنها برق سحابة لم تمطر ،لا تمنح سوى خيبة أمل بعد عطش ، فلا تسقي و لا تروي ، فأخذت تنظر إليه و النار تقدح في أحشائها ، تريد أن تضربه ، أن تلومه ، و ربما تضمّه فتكسر بينهما كل حدود فاندلعت شرارة الحرب بينهما و دقّت طبولها فيقول مغتاظا : - بدوتِ مستمتعة بالحديث معه . - نعم ، ألم تعلم بأنني أستمتع في أي مكان أنت لست موجودا فيه؟ - لا أظن ذاك الشاب صحبته ممتعة . - أستمتع بصحبة كلب خيرا لي من رؤيتك . اقترب فتراجعت خطوة للخلف : - لسانك يحتاج قصا . - و دماغك يحتاج علاجا ، يا عديم الوصف . اكتفى بمنحها ابتسامة مشاغبة ، يود لو يقبّل حلاوة خديها بغمازتيها اللطيفتين ، اللتان تداعبان برقتها خشونته ، آه لو تعلم كم أن الشوق لها مضنٍ ،يهد الروح و يشل الجسد! - علينا التحدث يا نسيم . - إن تحدثنا سأعاتب و ألوم و قد فات الأوان على هذا . فيهتز فؤاده برجفة حب تهاوى لها كل بدنه ، حب يتأرجح بين السخط و الرضا ، بين القرب و النوى ، فإن هي دنت زادت أشواقه و إن هي ابتعدت جزع قلبه من تباريح الفراق أعان الله امرء سُقي كؤوس العشق! ، فيتجرّعه و إن كان لا يكاد يسيغه ، و يستلذ بكل لوعة و بكل نار حارقة . - العتاب زيادة في الود . تتمسك بحقيبتها تداري ارتجاف أصابعها ، و نظراتها على غير العادة تحمل مشاعر مختلفة - لا ودّ بيننا بعد كذبك ، ثم اختفائك . بلوعة قال :- تعذّبين قلبي بطول صدودك . فتفاجئه بالقول الساخر : - بحق الله من أيّ كتاب شعر أتيت بهذه الكلمات ؟ ما خطبك تتكلم كأن هناك من تلبّسك ؟ - الحق عليّ أغازلك ، لذا اسمعي يا ذات الرأس الاسمنتي ، سنذهب إلى المطعم القريب منا و نتحدّث بهدوء تام . - في أحلامك يا رجل الكهوف . قبل أن ينطق برد مناسب ، تفاجآ بمناداة "خطيبته" _ابنة خالها_ لهما و نظراتها تتفحصهما من بعيد كأنّ وقوفهما يثير الشكوك في نفسها و قبل أن تصل إليهما قال متوعّدا : - قسما بالله إن لم أجدك في المطعم خلال عشر دقائق فسأقول لها كل شيء . - لن تفعلها . - جرّبيني . - نذل . أقبلت عليهما "ريهام" تبتسم بانشراح رغم لغة جسدها التي تعكس توترّها و ارتباكها ، لا تريد فهم ما رأته بشكل خاطئ فتفتح أبوابا من مشاكل لا قِبَل لها بها ، و مع ذلك لا تكاد تستوعب حقيقة ما كان واضحا أمام ناظريها ، فكلا من خطيبها و قريبها أوحيا لها أنهما على معرفة وطيدة ببعضهما خطيبها الذي لا يبالي بأمرها ، يتحجج دوما بعمله و يتجاهل العديد من رسائلها و اتصالاتها . وجهتّ كلامها لنسيم قائلة بامتعاظ : - أمك أخبرتنا برفضك الزواج من أخي ،كنت لتكوني محظوظة به ، يا لخسارتك !. فتعلّق الأخرى ساخرة : - و هل هو مطلي بالذهب مثلا ؟ ، أم سأكون محظوظة بكرشه كأنه امرأة حامل في الشهر الثاني عشر و تلكما الشعرتين اللتين يملكهما فوق رأسه الأصلع . - على الأقل هو محامي جيد و يكسب أموالا كثيرة . - من الرشوة يا بؤبؤ عيني ، كأنني لا أعرفه! لم يتمالك حمزة نفسه و انفجر ضاحكا ، دون أن يأبه لريهام التي بدت مستاءة من رد فعله ، و قال :- كفاكما شجارا ، ريهام أتيت لنتحدث لكن عليّ المغادرة ، نلتقي لاحقا ما رأيك؟ - حسنا . ابتسمت له ثم لمست ذراعه بيدها و حيّته مودّعة : - اعتنِ بنفسك ، سأتصل بك حينما أفرغ من الدراسة . بعد بضع دقائق وقفت نسيم بجانب سيارتها ترى حمزة و هو يركن دراجته النارية دون أن تواري نظرات الإعجاب التي استوطنت عينيها ، فلم تكن لتكذب على نفسها و تنكر حبّها له ،رغم جرحها منه ،فمن بين كل الرجال لا ترى غيره ،و لا تتمنى غيره . الوحيد الذي هواه قلبها ، و سكن كل جزء من أفكارها وإن كانت تدرك يقينا عدم جدوى ما يفعله لاسترضائها ، فإن رضيت ، و إن تقرّبت ، و إن انفصل عن ريهام فلا أمل لهما ،فكل العائلة ستقف ضد علاقتهما احتراما "للمبادئ" . غمغمت :- لا جدوى ممّا تفعله يا حمزة . أمسك يدها بين كفيّه و لم يسمح لها بإبعادها و بعيدا عن مرأى الناس قبّلها ، كمن يمنح عهدا خفيا يوثقه بقبلة صغيرة على ظاهر الكف - قسما بمن خلقنا يا نسيم ، سنكون لبعضنا . - لا تقسم ،فتحنث بقسمك . - الأيام بيننا و سترين . سحبت يدها ثم مضت تغادره ، تأبى الاستماع أو التصديق ، قد كذب قبلا و لن يضيره لو كذب مجددا ، حتى و إن صدق فالظروف ستعاندهما . موجع ما تحمله له من مشاعر ، فلا تكاد تتنفس كالخلق ...سحقا لحب بائس كحبها ! "فإن كان الذي بيني و بينها كبعد الارض و السماء فقولوا لها بأنني السقيم العليل و أنها هي البلاء فلتترفق و لترحم و ليكن قلبي لعينيها فداء " يتبع ... التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 28-12-19 الساعة 01:18 AM | |||||||||
28-12-19, 12:37 AM | #200 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الفندق ..ليلا الندم ، أسوء ما قد يحمله القلب من شعور ، كأنه سرطان يقتل كيان المرء و يبعث المرارة لتحتل كل جزء من حياته ، فلا يكاد معها يطيق نفسه و هي و إن كانت ما تزال تصطنع الثبات فإنّ داخلها يتمزق وجعا على ما خسرته . تشابهت أيامها بكل الزيف الذي تحتويه و الكذب الذي تدّعيه لإنجاح "مهمة" ،فتكاد تنسى من تكون حقيقة ! بعدما كان "يعقوب" كل حقيقتها ، ما بقي لها شيء و قد أخسرت نفسها إياه ،فأدركت ما كانت تعنيه كلماته " سينسونك بعد عملك " ندمها لا يعني تقبلّها لفكرة أنها تصلح للزواج ، أو أن يغلق عليها داخل بيت كقطعة أثاث يستوطنها الغبار تحتاج الحرية ، السلاح ، الأدرينالين كي تعيش حياة ليست كلاسيكية لامرأة عادية ، لكنها "طبيعية " بالنسبة لمن هنّ مثلها ندمها الوحيد هو خسارتها لرجل اعتبرته و ما زالت تراه" كالحياة" ، و لا يسكِت وجعها سوى خياله و ذكراه ، فتتداوى منه به كما يتداوى المخمور بالخمر انتهت مناوبتها فنهضت تستعدّ للمغادرة ، فتجد "غابرييل " يقف أمامها ببذلته الرسمية شديدة الأناقة و اللمعان ، ستكون كاذبة إن قالت بأنه لا يثير إعجابها كرجل ، لتتفاجأ بنفسها تحمّر خجلا لمّا ابتسم قائلا : - يا مساء الياسمين ، تشدو البلابل حين ترى وجهك المليح . - كفاك غزلا . - فقط الجميلات مثلك من يليق بهنّ الغزل . ضحكت بخفوت و علّقت : - أراك تبالغ قليلا ، لكن لا يهم ..سأغادر الآن . تحركت لتتجاوزه فأوقفها بأن أمسك بمعصمها و أعادها بجانبه بل قرّبها قليلا منه ، يبتسم لعينيها البهيّتين ، و يمدّ يده ليداعب فكّها بظهر سبّابته : - هل نتغدى سويا غدا؟ تراجعت للخلف ،تبتعد عن مرمى لمساته : - لا أعلم ، عليّ الذهاب الآن . - إن كان طلبي أزعجك ، فلا بأس بالرفض . - لم يزعجني ، اطمئن . استدارت توليه ظهرها ،و مضت تخطو خارج أبواب الفندق ، ثم ثبتت مكانها ، تفكّر بما قالته لغابرييل ،فتندم عليه;لم تكن نيّتها معاملته ببرود لكن شيء ما يثير حفيظتها حوله ، فإن كان يبدو للناظر كرجل دبلوماسي وسيم و لعوب ،فلعينيها يبدو أكثر من ذلك ، و جزء منها يسألها توخي الحذر منه في حين لا يراه الآخر كتهديد ،فلأيام و أسابيع تراقبه دون أن تشهد ما يثير الشكوك حوله . هذا إن تجاهلت حركاته المغازلة التي تربكها ، فتتأثر بها كأنثى و لا تريدها . قررّت الرجوع إليه ، و اتجهت تركب المصعد نحو غرفته و قبل أن تخطو داخل الرواق تراجعت للخلف مختبئة ما أن رأت أحد جنرالات الجيش بلباسه المدني يرافقه إلى الغرفة . لحظتها دق ناقوس الخطر عندها،لم تك تريد وضع شكوك ليست في محلها لكن حتما عليها توخّي الحذر . بعدها كانت تتجه نحو شقّتها، منشغلة الفكر و مثقلة بالهموم ، و على بابها عثرت على "يعقوب" و قد بدا في انتظارها، لبرهة سكن كل ما فيها ثم كادت روحها تتلف من عنف صرخات قلبها يقال أن العاشق من نظرة يتمتّع ، ما كذبوا ... فها هي تنظر إليه و لا تكاد تشبع ،تود لو تحتضنه حتى ما تعود تعرف متى تنتهي ليبدأ هو ، لو تحفظ رائحته داخلها ! شيء في وقفته و استناده على الباب بدى غريبا ، فدنت نحوه على مهل حتى إذا ما وقفت أمامه نظر لها ثم سقط فأسندته جزعة : - يعقوب! ...يا الهي! . بشق الأنفس استطاعت جرّه و تركته يستلقي على الأريكة في غرفة المعيشة ، ترى بوضوح بقعة الدم التي لونت قميصه جهة كتفه ، تراه يتمتم بكلمات لا تفهمها سببها حرارته المرتفعة همست :- لا أراك ترحمني قط، من بين كل الناس ها أنت تأتِ إليّ دون أن تدري . تردك يقينا أنه لم يكن بوعيه عندما قرّر زيارتها ، و العيب اللوم على الأحمق الذي سمح له بقيادة السيارة و إصابته ما زالت حديثة خلال الدقائق التي تلت طفقت تضمد جرحه بعدما نزعت عنه قميصه ، و تضع كمّادات باردة على صدره و جبينه و قدميه ؛ ثم جلست أرضا بجانب رأسه تلامس شعره بأصابعها و تغمغم: - لا تكرهني لأنني اخترت عملي، فإن كنت تتوجع فأنا كذلك أتوجع من فراقك. لعله يزعم بأنها لا تحبه ، بلى و الذي خلقه و أسكن حبه في قلبها ، فإنه كل ما لها في هذه الحياة ، تحبه أكثر من الدنيا و من نفسها فلا تكاد تطعم غمضا و لا راحة منذ اختلفت طرقهما ، فما غاب عن عينها خياله لحظة،و ما فارق حبه قلبها لحظة ،حتى و إن غاب عن عينيها فإنه فيها ّ ،داخها ، يسكنها همست له :- فرقتك أحرّ من الجمر يا يعقوب . أما في الفندق فقد وقف غابريل أمام النافذة الطويلة يطالع المنظر المقابل له و على أذنه هاتفه و قد خاطب من بالطرف الآخر باللغة الفرنسية : - غدا سأحادث السفير ، كل شيء يسير على ما يرام . انتهى الفصل... قراءة ممتعة ألقاكم الأسبوع القادم بإذن الله التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 28-12-19 الساعة 01:17 AM | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|