خلف أقنعة القلوب (3) "سلسلة خلف الأقنعة " *مميزة ومكتملة *

[رغيدا]

مساء
منزل ياسمين :

جلست في حجرتها تحاول التركيز في دروسها دون فائدة ، تحاول أن تتجاهل ما يحدث بالخارج من عمال يضعون أفرع الزينة ، وينظمون الكراسي تمهيدا لحفل خطبة شقيقتها غدا ...حفل سيتبعه بعد شهر واحد عقد قران وزفاف ، لتسافر مع عريسها حيث يعمل ..

فكتمت بداخل قلبها حسرتها لأنها لا تشارك شقيقتها فرحتها .. فلم تكن معها وهي تنتقى ثوب الخطبة ، ولم تذهب معهما أمس وهي تختار شبكتها .
ولن تقف بجوارها غدا في حفل الخطبة .

إنها تدعي أمامهم أن الأمر لا يهمها .. لا يؤثر عليها ..
لكنه يؤثر ..
ينحر قلبها ..
يوجعها..
يؤلمها ..

بكت بدموع جافة سالت على حنايا قلبها .. بدلا من وجنتيها .

جاءها صوت أمها من خارج الغرفة واضحا وهي تتحدث مع بعض الجارات اللاتي حضرن للتهنئة وتشرح لهن بتفاخر عن عريس ابنتها المهندس الذي يعمل بالخارج والمعجب بشدة بداليا من لحظة رؤيته لها وابتسمت ابتسامة ساخرة متألمة وهي تسمعها ترد علي إحداهن حين سألتها عنها:
" إن ياسمين مشغولة بسبب اختباراتها لذا لن تستطيع معاونة أختها وخاصة أن العريس متعجل ولا يرغب بالانتظار حتى تنهى الاختبارات الفصلية"

عم الهدوء بعد قليل بعد صوت إغلاق الباب لتعرف أن العمال والمهنئات من الجارات قد ذهبن ، وما هي إلا دقيقة حتى دخلت أمها عليها الغرفة تعلو الجدية وجهها واتجهت للجلوس على فراش ياسمين قائلة :
"ياسمين تعالي أريد الحديث معك "

أغمضت عينيها بوجع وتمنت أن تصرخ قائلة :
( أنا أعرف ما ستقولينه فلا داعي لأن تتعبي نفسك ، كفي عن جرحي ومعاملتي معاملة المنبوذين الواجب وئدهم والتخلص منهم )

وتمنت أن تصرخ قائلة :
( أنا أيضا ابنتك ، ألا تشعرين بي ؟.. ألا تشعرين بوجعي؟ .. بألمي؟ .. بشعوري بالنقص ؟.. بخيبة أملي ؟ .. ألا تشعرين بمعاناتي ؟.. بشعوري بأني كائن على الهامش في هذه الحياة ؟!)

تمنت أن تقول الكثير ..
لكنها لم تقل شيئا .. بل كتمت حسرتها في قلبها وتحركت بهدوء وبوجه جامد ملامحه مصمتة ، لتجاور أمها على الفراش لكنها شعرت بأنها بعيدة عنها الآف الأميال وحين بدأت أمها في الحديث وسمعت نبرتها المحذرة أطرقت برأسها تستمع وهي تعض على شفتيها لتحمل مرارة ما تسمعه :

" غدا كما تعرفين حفل خطبة أختك ، أريدك أن تكوني حذرة ، حذرة جدا ، إياك أن تنسي نفسك كعادتك أمام أصناف الطعام والحلوى ، فتمرضي وتفضحينا أمام العريس وأهله ، لن اسمح لكِ بأن تتسببي في ضياعه من يد أختك كسابقيه ، ستخرجين أول الحفل ، مرتدية ثوبك الذي أحضرته لكِ ، تسلمين على الجميع ، وبعدها تستأذنين عائدة لحجرتك بحجة المذاكرة والامتحانات ، لقد تعمدت أن لا أدعوا إلا عددا محدودا من أقاربنا ، وأتمنى من الله أن يلجموا لسانهم ولا ينفلت بالحديث عنك، لذا أريدك بعيدة عن عيونهم تماما حتى لا تعطي لهم المجال للحديث معك أو عنك ، ليتهم ينسونك أصلا و..."

" كفى ..كفى أمي كفى "
قالتها ياسمين صارخة بعد أن انتفضت واقفة تضع يدها على أذنيها وقد فاض بها الكيل ..
لم تستطع الاحتمال أكثر ..
فاض معين صبرها على كلمات أمها التي دوما تجرحها بشدة ...
تطلعت في أمها الجالسة تفتح فاها بمفاجأة لانفعال ابنتها غير المبرر من وجهة نظرها فناظرتها ياسمين بعينين فاض دمعهما الحبيس رغما عنها فلم تعد تستطيع كتمانه أكثر ، وهي تقول بمرارة :
"كفى أمي ، لمَ تعامليني كما لو كنت عارا عليكم إخفائه ؟.. كما لو كنت ارتكبت جريمة في حقكم ؟ أنا لم ارتكب ذنبا لتخفوه .. ولست مصابة بالجذام لتبعدوني عنكم .. ما ذنبي أني أصبت بمرض السكر منذ طفولتي؟ ، منذ كنت في الخامسة وتم اكتشاف إصابتي بالمرض وأنت تحاولين إخفاء الأمر كأنه عاهة ، أو جريمة يجب طمسها عن عيون الناس"

صاحت الأم بانفعال وهي تستقيم واقفة :
" أجل عاهة ...عيب يجب إخفائه حتى لا ينظر لنا الناس بانتقاص ...وحتى لا يؤثر معرفتهم به على نظرتهم لنا ، وعلى مستقبل أختك ..أتنكرين أن كل من تقدم لها وعرف بمرضك ذهب ولم يعد خوفا أن تكون هي أيضا مصابة ونحن نخفي الأمر ؟.. وحتى من اقتنع أنها غير مصابة ...كان يذهب أيضا بلا عودة خوفا أن يكون الأمر وراثي وينقل لأبنائه .. ولا استطيع لومهم ، أنت نفسك دليل على كونه وراثي ..(وقبضت يديها وهي تكمل بغل لم تستطع إخفائه ) قبل أن تلوميني لومي والدك ...هو السبب فيما نحن فيه ، لو لم يخدعني عندما تقدم لي ويخفي عني أمر مرضه حتى تزوجني لما كنت أنجبتك مصابة به ، لكنه كاذب ، خدعني ...أخفى مرضه عني حتى وقعت الفأس بالرأس وتزوجته لأكتشف أنه مصاب بالسكر منذ كان بالخامسة من عمره ..خدعني هو وأمه بعد أن رفضه كل من تقدم لهم وعرفوا بمرضه (واختنق صوتها وهي تضيف ) عشت في رعب من أن أنجب أطفالا مصابين مثله .. وعندما أنجبت داليا توقفت عن الإنجاب لست سنوات حتى اطمئن قلبي على عدم إصابتها ، ويا ليتني اكتفيت بها ، لكن تحت إلحاحه.. انجبتك لتأتي مثله في كل شيء حتى مرضه ( ورفعت سبابتها تقول بقلب موجوع ) وأنا لن اسمح لكِ بأن تتسبي في ضياع مستقبل أختك ، يكفى انك ستبقين بدون زواج ، فلا يوجد رجل سيقبل بفتاة مريضة "

لم تستطع ياسمين الاحتمال أكثر .. كان جسدها يختض من الداخل والخارج والبرودة تستشري في كل خلية فيها .. فحضنت نفسها وكم تمنت أن ترتمي في حضن أمها لعل الدفئ يغمرها لكنها لم تستطيع ..
انه ذلك الحاجز الغير مرئي الذي بُني بينهما على مر السنين وهي تشعر بنفورها منها ...
تشعر بغضبها .. بلومها ...
لكن إلى متى ستظل تحاسبها على خطأ والدها في حقها؟
ولمَ تحملها وزرا ليس لها يدا فيه ؟!!...

علا نشيجها وهي تقول بصوت متهدج:
"السكر مرض منتشر يا أمي ، ليس مرضا معديا ، وليس شيئا معيبا ، ولا يوجد بيت في البلد لا يوجد به مريض سكر "

قاطعتها أمها صارخة:
"من الكباااار ...يصيب كبار السن ...من تجاوزوا الخمسين لا الخامسة مثلك أنتِ وأبيك ...يصابون به في الكبر بعد أن يكونوا قد عاشوا حياتهم ، وتزوجوا وأنجبوا وكبر أولادهم "

خذلتها ساقيها فلم تستطع الصمود أكثر فارتمت ياسمين جالسة على سريرها تخفي وجهها في كفيها وتبكي قائلة :
"وما ذنبي أمي؟ ...إلى متى ستظلين تحاسبيني على ما فعله أبي معك؟؟"

ارتبكت أمها للحظات ووقفت تتطلع فيها بمزيج من الشفقة والألم ... يتنازع اللوم والغضب في قلبها... ثم اقتربت تجلس بجوارها وقد غلبت عاطفتها رغبتها في حماية ابنتها الكبرى فمدت يدها لشعر صغيرتها وقالت بلهجة هادئة مهدئة :

"ياسمين أنا لا ألومك ...أنا فقط أريدك أن تتقبلي الأمر ولا تتسببي لنفسك ولنا بمزيد من المشاكل ...أنت في أي تجمع تنسين نفسك أمام الطعام والحلوى بالذات...وهذا يسبب لكِ ولنا الألم والإحراج عندما تصابين بغيبوبة سكر ...أنا خائفة على صحتك لذا أنبهك وأحذرك"

رفعت ياسمين رأسها وقالت بابتسامة ساخرة مُرة من بين دموعها :
"خائفة عليّ أم على معرفة الناس بمرضي ؟!.. تحذريني لأجل صحتي .. أم لأجل ألا يهرب عريس داليا إن عرف أن لها أختا مصابة بالسكر؟! "

زفرت أمها بضيق وقالت بحدة :
"الاثنين ياسمين ...لأجل الاثنين ...شقيقتك كبرت ...يحق لها أن تتزوج ...لن تبقى عانس بجوارنا حتى يفوتها القطار يكفينا أن .... "
قضمت عبارتها وصمتت تزم شفتيها بضيق ..

لكن ما كانت تنوي قوله أدركته ياسمين كطعنة خنجر في صميم قلبها فتماسكت تتحامل على ذلك الألم الذي يذبحها وقالت بمرارة :
"فهمت أمي ...فهمت .. يكفي أني سأبقى إلى جواركم لباقي العمر ..(وسحبت نفسا وهي تمسح دموعها وتقول بلهجة ساخرة شديدة المرارة ) حسنا لا تقلقي ...سألتزم بتعليماتك ...غدا سأخرج للحظات اسلم بسرعة ..وأعود لحجرتي ...لن أمس الطعام ولا الحلوى ...لن ادع احد يراني أو يسألني عن شيء ..وإن أردتن أن لا اخرج مطلقا فسأبقى هنا بحجرتي وأغلقها عليّ "

أسرعت أمها بالقول :
"لا.... بالتأكيد لا ...لابد أن تخرجي قليلا ...ماذا سيقول الناس إن لم يروك؟ ...ستثيرين الأقاويل أكثر ...ويتساءل العريس وأهله عن سبب عدم حضورك "

تطلعت فيها ياسمين ببعض الذهول.. في الوقت الذي وصلهم صوت داليا مناديا ...فانتفضت الأم واقفة واتجهت ناحية الباب تقول بلهفة " حاضر داليا أنا قادمة يا حبيبتي "

تابعت ياسمين ظهر أمها الذي ابتعد ثم اختفى أمامها خلف الباب الذي أغلق للتو ثم مالت على جانبها فوق السرير في وضع الجنين تحضن نفسها بارتجاف وتذرف دمعا على وجع لم يكن يوما ذنبها لكنها تعاقب عليه لسنوات طويلة
××××

[رغيدا]

منزل هادر

قطب حاجبيه بتعجب وهو يسمع صوتا قادما من حجرة الصالون فاتجه ناحيتها ثم وقف مصدوما على بابها وهو ينظر للجالسة على الأريكة المزدوجة بجوار أمه ليهتف بذهول ممزوج بضيق وغضب:
"أشكي؟!!
انتبهت اشكي ووقفت تستقبله وكأنها في بيتها.. ترسم ابتسامة عريضة على وجهها وتقترب منه قائلة ببشاشة:
" ها أنت حضرت عزيزي ...جيد أنك لم تتأخر حتى تشاركنا العشاء "

ازداد انعقاد حاجبيه وهو ينظر لخطيبته السابقة التي تتصرف كما لو كانت لا تزال خطيبته .. ليقول لنفسه غاضبا "بل إنها لم تفعلها ونحن مخطوبين ولم تكن تفضل مشاركة الوجبات مع أهله أو حتى زيارتهم!!"

فناظرها بحدة قائلا بهمس من بين أسنانه :
" ماذا تفعلين هنا اشكي ؟!"

رفعت إليه عينيها المثقلتان بكحل كثيف ورموش اصطناعية وهي تمد أصابعها تلمس النسر الرابض على كتف بذلته الرسمية ..فتراجع هادر بجزعه للخلف واحتدت عيناه زاجرة لها .. لتنزل اشكي يدها وهي تجيب بعذوبة مصطنعة :
" جئت لأزور والديك واطمئن عليهما ...لقد اشتقت لهما جدا ...ولولا الخلاف البسيط الذي حدث بيننا وسبب فترة القطيعة السابقة نتيجة بعض العناد الخاطئ من كلينا لم نكن لنفترق أبدا ...لكن الحمد لله أننا أزلنا الخلافات لنعود كأسرة واحدة ثانية ...فأنت تعرف أني أحبهما "

فتح فاه وهو يستمع لكذبها السافر وارتفع حاجباه حتى كادا أن يلامسا منابت شعره فامتلأت عينيه بازدراء واضح وانحنت شفتاه بابتسامة ساخرة وهو يقول متهكما :
"على يدي !...أنا أكثر من يعلم مدى حبك لهما! ...ومدى التضحيات الجمة التي كنت على استعداد لتحملها حتى تظلي على صلة بهما !"

قالت أمه بوجه واجم وهي تستقيم واقفة وتقترب منهما :
"سأذهب لتجهيز العشاء "

فاعترض هادر طريقها يقول وهو ينحني ليطبع قبلة على طرحتها السوداء التي تلقيها فوق شعرها الأشيب الذي كفت عن صبغه وتحنيته منذ وفاة شقيقه:
"مساء الخير أمي ... أي عشاء هذا الذي ستعدينه؟! ...وأين سعاد؟!"

اندفعت أشكي الواقفة خلفه تقول :
"تقصد تلك الفتاة التي تجالس والديك؟ ..أممم ...المسكينة كان لديها حالة طارئة وحاولت الاتصال بك ...لكن هاتفك كان خارج النطاق ...وكانت على وشك الذهاب لجارتكم لتأتي للبقاء مع والديك حين حضرت ..لكني أخبرتها أن لا داعي ...وأعطيتها رقم هاتفي لتهاتفني أنا في الحالات الطارئة دون أن تزعجك ...وأخبرتها أنني خطيبتك فلا داعي لتزعج الأغراب بالاهتمام بوالديك"

كان الغضب والنفور يتفاعلان بداخله وهو يحاوله تلجيم رد فعله بصعوبة أمام أمه فقبض كفيه حتى ابيضت مفاصل أصابعه .. ليأتيه صوت أمه الحزين يزيده غضبا من تلك المتبجحة:
"لقد أخبرت سعاد ...كما أخبرت خطيبتك ( قالتها بعيون دامعة وهي تنظر له بعتاب ) أنه لا داع ليجالسنا أحد أو يبقى معنا ...فلسنا أطفالا ...والدك نام مبكرا بعد تناوله الدواء ..وأنا كنت سأعد لكِ شيئا خفيفا لتأكله عند حضورك والحق به "

بابتسامة حانية أمسك هادر كفها بين أصابعه وهم بقول شيء لمهادنتها وترضيتها لكنه فوجئ بأشكي تسارع بالقول:
"أنا اتفق معك ...ما شاء الله أراك بخير وصحة جيدة .. وكذلك عمي عندما رأيته قبل قليل ...لكنك تعرفين هادر كيف يقلك عليكما بمبالغة ...لدرجة تجعله رافضا الابتعاد عنكما مضحيا بنفسه وبسعادته ...(وأسرعت تضيف وهي ترى وجه هادر الذي احتد واستشاط غضبا )...طبعا أنا أؤيده تماما هذا حقكما عليه ..بل إن من أسباب تعلقي بهادر وموافقتي بأن نعطي لأنفسنا فرصة ثانية هي أخلاقه واهتمامه بكما"

هم هادر بمقاطعتها نافيا ما تهذي به لكنها أسرعت تضيف بتعمد استفزه :
"وحقا حقا ...لا أعرف ما الذي سيفعله إن تم نقله مع الحركة الجديدة ...خاصة وقد سمعت بأن هناك حركة تنقلات واسعة ستتم هدفها تغطية العجز بالمدن الجديدة والحدودية التي بها مشكلات كثيرة ..والتي ازداد فيها مهاجمة كمائن الجيش والشرطة ...( وتنهدت تضيف بلهجة ذات مغزى ) أتمنى أن لا يحدث هذا ويتم نقل هادر لتلك المناطق ...فالذاهب إليها مفقود"

شهقت أم هادر مرتعبة واختض جسدها بشكل واضح بعدما سمعت ما تفوهت به اشكي للتو فأسرع بتطويق كتفي أمه بذراعه وضمها لصدره هادرا وقد فقد صبره:
"اشكي توقفي فورا ...ولو سمحت الوقت قد تأخر تفضلي لأوصلك "

وضعت الأخيرة يدها على فمها تتصنع البراءة .. فجز هادر على أسنانه يناظرها بحدة شاعرا بغضب عارم ورغبة قوية في ضرب تلك المتبجحة الوقحة التي تهدده بطريقة مقنعة وتثير رعب أمه التي لن تحتمل أي صدمات أخرى .. لترمش أشكي برموشها الاصطناعية الكثيفة عدة مرات ثم تقول بتعاطف مصطنع:
"يا الهي ..آسفة خالتي ...يبدو أن هادر لم يرغب بأن تعرفي بالأمر ...لكن لا تقلقي ...أبي متابع للموضوع ...وبالتأكيد سيتدخل ...فلا يمكن أن يسمح بأمر كهذا لخطيب ابنته ...بل سيقوم باستخدام كل علاقاته وصلاته ونفوذه لإبقائه بالعاصمة ونقله لمكان آمن ...لقد اخبرني أنه سيسعى لنقله لمبنى الوزارة بعيدا عن أي أماكن فيها خطورة أو مواجهات"

فقد هادر كل المتبقي من حلمه ورد عليها بحدة وهو لا يزال يربت بحنو على كتف أمه :
"ومن أخبرك بأني أريد العمل بالوزارة ...أو بأي مكان بعيد عن العمل الميداني؟ ..أنا ضابط ولست موظفا إداريا أجلس خلف مكتب ...هدفي أن اسهر على أمان الوطن أيا كان المكان ...ووالله لولا ظروف والداي لكنت تطوعت بنفسي للذهاب للحدود ...( وأضاف وهو ينظر للواقفة أمامه بتحدي ) اخبري سيادة اللواء ألا يتعب نفسه .. فلو حدث ونُقلت لمكان بعيد سأقدم استقالتي "
احتدت نظرات اشكي وناظرته بعدم تصديق ...فهي تعرف كم يعشق عمله ...تعرف حلمه وطموحه ...
لكنها تعرف أيضا عناده الذي قد يدفعه لفعلها فخافت أن تكون قد بالغت في الضغط عليه ...لذا آثرت الاكتفاء بما حققته من تقدم حتى الآن وهي تضعه أمام الأمر الواقع وتوصل خبر عودة ارتباطهما لأسرته ...والتفتت متجهة ناحية المنضدة التي تضع فوقها هاتفها وحقيبتها لتلتقطهما قبل أن تعود إليه وتميل على جذعه المحتضن لأمه الصامتة بوجوم حزين وعيون دامعة فتقبل خدها وهي تقول:
" أراكِ قريبا خالتي ...لن أتأخر عليكِ ..دوما ستجديني عندك ..وإذا احتجت أنت أو عمي شيئا .. أي شيء لا تتأخري بالاتصال بي ..(.وتجاهلت غضب هادر الساطع وهي تضيف ) كنت ارغب في البقاء للعشاء معكم لكن كما قال هادر الوقت تأخر ..."
وتطلعت في هادر الصامت الذي يناظرها بغيظ مكتوم وقالت برقة مصطنعة:
" لا داعي لتوصيلي للباب عزيزي ...أنا في بيتي ..ولا تقلق عليّ معي سيارتي بالأسفل .. وسأطمئنك بالتأكيد برسالة بمجرد وصولي"

تحركت نحو الباب بخطوات واثقة تطرق بصوت مستفز بكعب حذائها العال فالتفت هادر لأمه ما أن سمع صوت إغلاق الباب وامسك بكتفيها وهو يقول في محاولة لتفسير أكاذيب أشكي :
" أمي أريد أن أوضح لكِ...."
قاطعته أمه وهي تزيح كفيه من فوق كتفيها وتستدير متجهة لحجرتها:
"لا تفسر شيئا هادر...إنها حياتك ...( وأكملت بغصة مرة وصوت حزين ) حتى لو عدت لخطيبتك السابقة دون أن تخبرنا ... فلا بأس ...أنا دوما كنت أطلب منك أن تتزوج ..لكني لم أتوقع ...."
قضمت عبارتها وهي تفتح الباب وتدخل لحجرتها ثم قالت بخفوت موجوع لم يخف عليه:
"لا تشغل بالك بنا ..المهم سعادتك بني ..(وأشارت بيدها تضيف ) كُل شيئا قبل أن تنام ...هناك طعام على الطاولة بالمطبخ.. تصبح على خير حبيبي"

حين أغلقت الباب خلفها اطرق هادر برأسه مطلقا العنان لكل مشاعر الغيظ والغضب التي كان يكبتها في حضور أمه فزفر بحدة يمسح وجهه وشعره بكفيه قبل أن يرفع الهاتف متصلا بزميله هشام ليقول دون مقدمات ما أن سمع صوته:
"هشام هل استطعت جمع ما طلبته منك من معلومات حول سامر الجمل وخطيبته السابقة وكل ما يتعلق بهما؟ ....(ليضيف بحدة )...سامر لا وقت لمزاحك ..فالأمر لا دخل له بأي عواطف ...المسالة هامة وحساسة جدا بالنسبة لي ......(ليصمت للحظات قبل أن يزفر باختناق وهو يقول بضيق)
حسنا سأصبر ...لكن أرجو أن تسرع وتهتم بالموضوع قدر استطاعتك ...لا بأس ...إلى اللقاء "
وعاد يطرق برأسه النابض بالألم ويدعك عينيه المرهقة قبل أن يزم فمه مقررا الاتصال بالممرضة سعاد جليسة والديه معنفا إياها ومحذرا لها من تركهما أو الاتصال بأي أحد سواه أو بجارتهما السيدة ملك والتي تربطها بأبيه قرابة بعيدة في حالة تعذر الوصول إليه......
×××××

[رغيدا]

في صباح اليوم التالي
الحارة سطوح منزل سيد العسال:

جهز صينية الإفطار ...بالفول والطعمية والجرجير الطازج وبعض أعواد البصل الأخضر والجبن الأبيض..
وأخذ ينظر لصينيته برضا قبل أن يقوم ليدخل حجرته ويعود حاملا البراد الصاج وبعض الأكواب وينحي ليجلس على ركبتيه على تلك السجادة المصنوعة من الخوص التي تفترش سطح المنزل أمام حجرته البسيطة .. ثم أخذن يدندن بأحد مواويله:

خف البكى يا عيوني
ماللي جرا مكتوب.
ويفيد بأيه البكي ..
ما هو على الجبين مكتوب..
إن كان قلبك حرم صابر ومترجي
هندوجوا طعم الهنا ولا الشجى مكتوب.
أمانة يا طبيب هاتلي دواك ناشف ومتربوش
دمعى نجى العوم..
سال على الأرض متربوش.

قالوا سبب البلاوي كلمة بس من مرة
صايم عن الزاد واكل في السبوع مرة..
يستاهل اللى وجع مرة ولا اترباش
ظل الزمان يسأل لك رفاقة هنا
أنا قلتله ليا ..
أكتر من ألفيين لكن فرطوا فيا
جالي تعالى هنا اعملك معدية..
واعدي ابن الأصول وابن الخسيس سيبه ..
خسارة فيه كوباية المية

جاءه صوت سيد المتثائب خارجا من حجرته التي يشاركه فيها مما يزيد عن الأسبوع قائلا بسخرية وهو يجفف وجهه:
"ما هذا الموال الكئيب الذي تصبحنا به على الريق يا عوض ...إياك أن تكون تقصدني أنا ب(ابن الخسيس) الذي تستخسر فيه كوباية المية "

انطلقت ضحكة عوض مجلجلة وهو يقول لسيد بمحبة كبيرة :
"ما عاش من يدعوك بابن الخسيس ...بل أصيل وابن أصول يا أستاذ سيد ..وصاحب فضل ولا ينكر صاحب الفضل إلا قليل الأصل "

هرش سيد في رأسه متجاهلا كلمات عوض الأخيرة ثم قال بلوم :
"مئة مرة يا عوض أخبرتك أن لا تناديني بأستاذ ...يا رجل أنا في نفس عمرك ...ونحن عشرة منذ سبع سنوات وما زلت مصرا على مناداتي بأستاذ"

وقف عوض من جلسته و اقترب من سور السطح محضرا قلة ماء مغطاة موضوعة هناك وهو يقول لسيد بامتنان وتقدير:
"سأظل ادعوك بالأستاذ ...فالعين لا تعلو عن الحاجب مهما حدث "

تطلع فيه سيد متعجبا ثم قال :
"أي عين وأي حاجب يا رجل ...كلانا نعيش بنفس الحي ...وأول تعارفنا كان في حي (......)عندما كنت أنا أعمل على عربة خشبية لبيع الملابس الرخيصة ..وأنت أيضا كنت مثلي "

قاطعه عوض مجادلا وهو ويعود للجلوس ويضع القلة بجانبه مشيرا لسيد ليجلس هو الآخر :
" لا يا أستاذ سيد ...أنا كنت بائع سريح قادم من بلدتي لا املك وقتها إلا جلبابي الذي أرتديه وأحاول بشق الأنفس أن أجد لي مكانا وسط البائعين السريحة بالميدان ...بينما أنت طالب وتعمل بجوار دراستك و لكِ مكانك وتعمل مع تاجر كبير أمام محله ... ولولا مساعدتك لي ووقوفك أمام باقي البائعين الذين كانوا يتنمرون علي ويمنعوني من العمل لما استطعت البقاء والعمل ...حتى أنك ضربت احدهم وأخبرت الجميع أني في حمايتك.. رغم أنك لم تكن تعرفني .. لولاك لكانوا طردوني وضربوني ...( ونظر لسيد المطرق برأسه حرجا وضرب على ظهره بحب مضيفا ) ولو نسيت فضلك علي في العمل ..كيف أنسى توسطك لي عند صاحب هذا البيت ليأجرني تلك الغرفة ...بل ودفعك لإيجار الشهر الأول بالنيابة عني ...وعندما تركت عملك مع صاحب العربة أوصيته بأن يجعلني أقف مكانك ورحمتني من شقاء العمل المتجول"

أشاح سيد بيده أليسرى بلا اهتمام وهو يتناول رغيف الخبز الذي ناوله له عوض ثم قال وهو يغمس اللقمة في طبق الفول :
"يا رجل ...لقد كاد المعلم حسنين أن يقيم حفلا من شدة سعادته لتركي العمل عنده بسبب كثرة مشاكلي ومشاجراتي ..ولولا أنني كنت صديقا لابنه لما تحملني يوما ...لقد فرح جدا بأني جعلتك مكاني وكان على استعداد ليقبل رأسك لأن تحل محلي ....أنت بائع بالفطرة ...وبائع شاطر كما أكد لي المعلم بنفسه "

رد عوض بضيق و هو يقضم البصلة :

" لكنه أصر على أن ارتدي البنطال والقميص ورفض أن أظل مرتديا جلبابي ...أشعر أني تخليت عن أصلي لرضوخي لأمره ...لا ادري ما علاقة وقفتي على العربة وعملي بالبيع بما أرتديه !"

ضحك سيد بود وقال متهكما :

" لمَ تشعرني بأنك قد تخليت عن ختم الجودة ..أو تنازلت عن جنسيتك! ...كما قلت أنت ...لا يوجد فرق بين الجلباب والبنطال والقميص ؟...وها أنت تعود لملابسك التقليدية بمجرد عودتك للمنزل ( ومد يده للقلة يرفعها لأعلى بعيدا عن فمه مليمترات قليلة و يشرب مستمتعا بطعم الماء منها قبل أن ينزلها متغاضيا عن تلك القطرات التي سالت على وجهه وملابسه ثم أضاف مغمغما ) طعم الماء من القلل رائع جدا ...لا ادري لمَ توقفنا عن الشرب منها؟! ...الكل أصبح يشرب من الثلاجات ...متناسين أصلهم ..رغم أن القلل تنقى الماء وتجعل طعمه أحلى "

رد عليه عوض بفم ممتلئ وهو يضرب أعواد الجرجير بحرف الطبق ويرفعها ليحشرها بفمه :
" عندك حق يا أستاذ ...وإن كنت أنا استخدمها لضيق اليد وعدم استطاعتي شراء الثلاجة ...لكن حتى لو استطعت يوما ...فسأجعلها لوضع الطعام حتى لا يفسد ...لكني لا استسيغ الماء إلا من القلة
قالها ورفع الجزء المتبقي من أعواد الجرجير بالطبق لفمه بينما سيد ينظر له بمكر قبل أن يقول وهو يشير برأسه للطبق الفارغ:

"ما شاء الله !...أجهزت على ربطتين كاملتين من الجرجير ...( وأضاف بلهجة ذات مغزى متسائلا ) ترى هل لأن الجرجير (وِرْوِرْ) وصابح كوجه بائعته الصبوح ففتح شهيتك؟!! أم لعلمك بفوائد الجرجير ؟!"

غصّ عوض بالطعام وبدأ في السعال بشدة دفعت سيد للميل عليه وخبطه بيده على ظهره وهو يناوله القلة بالأخرى ضاحكا من ارتباكه وعينيه الهاربتين من مواجهته بينما قال عوض بحدة أظهرت لكنته الجنوبية :
"ماذا تعني يا أستاذ سيد ...ما هذا الكلام؟!"

تعالت ضحكة سيد ثم وقف ينفض يديه حامدا الله وشاكرا عوض على الطعام وقال :
"لا تصنع طعام العشاء اليوم يا عوض ...فشقيقتي ستصنع لنا اليوم محشي ودجاجة على العشاء "
لمعت عيني عوض وهو يفكر بأنه لم يذق المحشي منذ فترة طويلة ..والحق يقال أنه لولا أن سيد يحضر له طبقا كلما صنعوه لديهم لما استطاع أن يذوقه لسنوات ...لكن الخجل والحرج اجبراه على الاعتراض قائلا:

"لا يصح يا أستاذ سيد ...لا يمكن أن أقبل أن نتعب الأستاذة ...أو أن تحضر طعامك وأنت ضيفي"

نظر له سيد قائلا بجدية رغم نظرته الممتنة له:
"عوض ...أنا لست ضيفا خفيفا ..ولن أقيم معك كل هذا الوقت وأحملك طعامي ...إن لم تعاملني كشريك وزميل سكن نتشارك الوجبات لن أبقى معك إلا إذا أردت أن تشعرني بأني ضيف واجبه ثلاثة أيام وعليه أن يذهب"

أنتفض عوض بحمية وقائلا وهو يضرب بكفه على رقبته:
"بل أنت صاحب مكان ..وان لم تحملك الأرض حملتك على رأسي ...والله لولا ضيق اليد لم أكن لأرضى بمبيتك على تلك الأريكة القديمة ذات الحشية الخشنة ولأحضرت لكِ سريرا يليق بمقامك"

ضحك سيد وقال وهو يتجه ليغسل يده على الحوض الصغير بجانب الحجرة:

"أي مقام هذا يا عوض استغفر الله ! ...تشعرني بأني كنت من ساكني القصور وأنام في بيتنا على سرير من ريش النعام...الحال من بعضه يا رجل ...كما أنك تنام على أريكة مثلها ( واتجه للمنشفة القديمة المعلقة على شباك الحجرة يجفف يده ثم أشار بيده لعوض مودعا وهو يقول ) أراك مساءا لنأكل المحشي ...سلام يا صاحبي "

أسرع سيد بنزول السلم حتى وقف أمام شقتهم .. فزفر داعيا أن لا يجد أبيه في وجهه فهو لا طاقة لديه لأي شجار صباحي ...وقرر أن يطرق الباب بدلا من فتحه بمفتاحه ...
فتحت والدته الباب بوجه مجهد لكنها ابتسمت ما أن رأته قائلة:

"صباح الخير بني ...تعالى لتفطر ...ما زال الطعام ساخنا مكان أكل أخوتك قبل نزولهم للمدرسة ...لم ترفعه سما بعد على أمل أن تمر علينا "

مال مقبلا رأسها وهو يقول : "سلمت يداك أمي ...لقد أكلت بالفعل مع عوض ( ومد يده في جيب بنطاله الجينز مخرجا بعض المال ليناوله لأمه قائلا) تفضلي أمي ...هذا المبلغ لدروس سيف وساجد ..وسيتبقى مبلغ لطلبات البيت ...للأسف لا يوجد معي أكثر الآن ...لكن بمجرد توافر مبلغ آخر معي سأعطيه لكِ ...ولا تقلقي على الإيجار لقد دفعته أمس "

دمعت عيني أمه وهي تتناول المال منه و تدعوا له بحب وامتنان ...ليأتيه صوت سما من وراء أمه قبل أن يستدير مغادرا تقول:

"سيد.. صباح الخير أخي ...أنا سأنزل اليوم بعد الظهر قليلا لأذهب للفندق حتى اصرف باقي مستحقاتي المتأخرة عندهم واسحب ملف أوراقي من عندهم "

تطلع فيها بغموض ...قبل أن يقول آمرا :
"لا تذهبي وحدك ..اليوم أنا مشغول قليلا ...انتظري غدا وسأذهب بنفسي معك"
لاحظ ارتباكها ورغبتها في الجدال لكنه لم يدع لها المجال وهو يشير لهما مودعا ويستدير نازلا السلم بسرعة ليلحق بعمله ...ليوقفه صوتا آتيا من خلفه وهو يجر دراجته البخارية محاولا تشغيلها يقول:
" صباح الخير يا سيد هل تذكرني"

استدار سيد مضيقا عينيه للحظات يتطلع في الواقف أمامه قبل أن يقول بابتسامة وهو يمد يده :

"بالطبع كيف حالك يا سمير ...لم أعد أراك إلا نادرا"

ابتسم سمير قائلا وهو يمد يده لسيد مسلما:
" مشاغل الدنيا ..أنت تعلم بأني أصبحت أعطي دروسا في بيتي لطلبة الفرق الثانوية ...وحقا لا أكاد أجد وقتا للطعام ولا لرؤية الرفاق القدامى"

أومأ سيد قائلا بإقرار "نعم سمعت بالأمر ...الدنيا أصبحت تلهينا كلنا...وفقك الله ووسع رزقك"

كان راغبا في التحرك بسرعة لكنه لم يرغب في إحراج سمير ...رغم أنه تأخر على عمله ووقته لا يسمح بأي ثرثرة ...لكنه ضغط على نفسه وانتظر أكثر لمعرفة ماذا يريد ...فهو يعلم أن سمير ليس من الشخصيات الاجتماعية أو الثرثارة ...ولابد انه يريد شيئا أكثر من مجرد التحية ...لذا لم يتفاجأ وهو يسمع سمير يتنحنح قائلا بخفوت :
"لقد كنت أريد الحديث معك في موضوع .... "
فجأة.. سقط قلب سيد في قدميه وهو يسمع صوت أمه قادما من أعلى صارخة "سيااااااااااااد"

نهاية الفصل السابع

[ام زياد محمود]

تسجيل حضور ياجميل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 79 ( الأعضاء 27 والزوار 52)

‏ام زياد محمود, ‏موضى و راكان, ‏عمر أبوبكر, ‏sira sira, ‏الاء ابراهيم, ‏samam1, ‏ريما الشريف, ‏frau zahra, ‏rontii, ‏Shimaa 33, ‏ميمو٧٧, ‏sosomaya, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏Agadeer, ‏حلا المشاعر, ‏رغيدا+, ‏reham nassef, ‏Diego Sando, ‏Dalia.7rb, ‏لبنى أحمد, ‏سوزان محمد احمد, ‏مهيف ..., ‏وردة نجدية, ‏حنان الرزقي, ‏yawaw, ‏faria

[موضى و راكان]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 26 والزوار 52)




‏موضى و راكان, ‏عمر أبوبكر, ‏sira sira, ‏الاء ابراهيم, ‏samam1, ‏ريما الشريف, ‏frau zahra, ‏rontii, ‏Shimaa 33, ‏ميمو٧٧, ‏sosomaya, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏Agadeer, ‏حلا المشاعر, ‏رغيدا, ‏reham nassef, ‏Diego Sando, ‏Dalia.7rb, ‏لبنى أحمد, ‏سوزان محمد احمد, ‏مهيف ..., ‏وردة نجدية, ‏حنان الرزقي, ‏yawaw, ‏faria





نفسى مملوءة بالغيظ من اشكى و عايزة بشدة أضربها بشبشب الحمام

و كذلك الظالمة أم مدحت التى نسيت أن هناك رب يأخذ بحق المظلومين مهما طال الامد

شعور الغضب و القهر و صلنى من سامية بصدق لدرجة أنى تخيلت نفسى انتقم منها بشدة

مشكورة رغيدا على الفصل الممتع ذو القفلة الغامضة

فى انتظار الجمعة القادمة على احر من الجمر

[ام زياد محمود]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 112 ( الأعضاء 27 والزوار 85)

‏ام زياد محمود, ‏رغيدا+, ‏نور الحيااة, ‏دلال الدلال, ‏الزهراء الجميلة, ‏frau zahra, ‏shatoma, ‏أميرةالدموع, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏rihab91, ‏سوزان محمد احمد, ‏Angelin, ‏Shimaa 33, ‏sosomaya, ‏وسام عبد السميع, ‏sira sira, ‏ريما الشريف, ‏rontii, ‏ميمو٧٧, ‏حلا المشاعر, ‏Diego Sando, ‏Dalia.7rb, ‏لبنى أحمد, ‏مهيف ..., ‏وردة نجدية, ‏حنان الرزقي

[ام زياد محمود]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 116 ( الأعضاء 28 والزوار 88)

‏ام زياد محمود, ‏ريما الشريف, ‏Refat hasan22, ‏رغيدا+, ‏نور الحيااة, ‏دلال الدلال, ‏الزهراء الجميلة, ‏frau zahra, ‏shatoma, ‏أميرةالدموع, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏rihab91, ‏سوزان محمد احمد, ‏Angelin, ‏Shimaa 33, ‏sosomaya, ‏وسام عبد السميع, ‏sira sira, ‏rontii, ‏ميمو٧٧, ‏حلا المشاعر, ‏Diego Sando, ‏Dalia.7rb, ‏لبنى أحمد, ‏مهيف ..., ‏وردة نجدية, ‏حنان الرزقي

[ام زياد محمود]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 141 ( الأعضاء 22 والزوار 119) ‏

ام زياد محمود, ‏ارض اللبان, ‏ذسمسم, ‏نور علي عبد, ‏yasser20, ‏اكرام النافلة, ‏Roha15, ‏laila2019, ‏رغيدا+, ‏زيزفون 2, ‏دلال الدلال, ‏rihab91, ‏سوزان محمد احمد, ‏Angelin, ‏Shimaa 33, ‏sira sira, ‏ميمو٧٧, ‏حلا المشاعر, ‏Diego Sando, ‏Dalia.7rb, ‏لبنى أحمد

[ام زياد محمود]

ياريت يكون ابو سيد مات ويريحنا منه وياخد معاه اشكى وام ياسمين وام مدحت

اعوذ بالله من التجبر واستخدام القوة والنفوذ لأذية الناس بدل مساعدتهم

ام مدحت مش اذت سامية لوحدها عشان تبعدها عن عز الدين لاء دى شرها طال سامية واخواتها الاتنين واستخدمت واحد حقير عشان يخدع رباب بمعسول الكلام ويجرها ويصورها ويفترى عليها ويدمر حياتها بس يوسف غلطان المفروض انه عرف رباب خلاص ومش محتاج لشكه المؤذى فيها دا باستمرار
ام ياسمين انسانه غبية وبتخسر بنتها بمعاملتها والتفريقه بينها وبين اختها مش ذنبها ابدا انها مريضه ممكن الذنب على ابوها فعلا لإخفائة مرضه عنها بس مش ذنب ياسمين انها تورث نفس المرض وتعتبر بنتها وباء يجب اخفائه

اشكى ربنا ينتقم منك انتى وابوكى اللى بتستخدمى نفوذه عشان تدخلى لهادر بالعافية ايه الناس المفترية دى وكمان كسرت قلب امه لاعتقادها انه رجعلها من وراهم اتمنى يبعد عنها وتورح فى داهية هى وابوها

سمير عرف يخطط عشان يدخل سما فى دماغ اخته مع انى حبيت طريقته فى احتواء امه واخته بس اتمنى يبعد عن سما المفترى بتاع السستر دا

حبيت العلاقة بين عوض وسيد ودايما الانسان الطيب المحب للخير بيلاقى اللى يقف جمبه ياعنى مساعدة سيد لعوض ساعة اما جه من بلده خلته يردهاله ويقعده معاه بعد طرد ابوه الحقير ليه

بس ايه القفلة اللى تخوف دى ياريدا هى لو ابو سيد مات تبقى حلوه انما لو حاجه تضر سما يبقى قلبى وقع من دلوقتى

الفصل مؤلم جدا بحكاية ياسمين ورباب وبعجز هادر عن طرد الحقيرة اشكى

ابدعتى تسلم ايدك

[زهرة الغردينيا]

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
رباب وقعت ضحية مؤامرة ...ويوسف لا يستطيع
نسيان ما عرفة عنها....
حدث شيء فى منزل سيد ودفع والدتة
للصراخ عاليا
اعتقد ان سما حدث لها شيء
او والدها ضربها...
تسلم ايدك ❤❤❤