آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree269Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-20, 11:51 PM   #571

LOLO H

? العضوٌ??? » 461937
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » LOLO H is on a distinguished road
افتراضي


Thank you very very much

LOLO H غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 11:38 AM   #572

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:03 PM   #573

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 8 والزوار 5)
‏موضى و راكان, ‏Dodowael, ‏منال سلامة, ‏hapyhanan, ‏سوووما العسولة, ‏taratata, ‏اشراقه حسين, ‏samam1


فى انتظارك يا رغيدا على احر من الجمر 💖


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:09 PM   #574

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر


"مدحت !...من هذه؟!!! ...وكيف تسمح لها بأن تحدثك بهذه الطريقة؟!!"
استدار ذاهلا لينظر لأمه ...ثم تحركت عيناه بسرعة ينظر ناحية باب مكتب محمود الموارب ليرى خياله يقترب ...
فمد يده بسرعة جاذبا أمه ناحية مكتبه قائلا لنسرين المتعجبة :
"سيدة نسرين ...امنعي أي مخلوق من الدخول لحجرتي أيا كان السبب "
ليغلق الباب خلفه كاتما صوت أمه الغاضب والمستهجن لفعلته بنفس اللحظة التي خرج محمود متجها ناحية مكتب مدحت لسؤاله عن بعض النقاط قبل الذهاب لإنهاء الأوراق ...ليوقفه صوت نسرين الصارم و التي قفزت بسرعة لتقف أمامه قبل أن يمد يده لفتح الباب مانعة إياه وهي تخبره بصلف:
"السيد مدحت مشغول ولديه ضيف ومنع أي مخلوق من الدخول إليه"
ظل ينظر لها للحظات بضيق قبل أن يدمدم بحنق وهو يتجه لمكتبه مقررا إحضار باقي الأوراق والذهاب للإدارة الحكومية فالمسألة ليست عاجلة ويمكن أن يتصرف بها ...وعادت ونسرين لمكتبها بنفس اللحظة التي رن بها هاتفها المحمول لتزفر بحنق ما أن رأت اسم شقيقها فرفعت الهاتف لترد بفظاظة :
"نعم شاكر ...ماذا هناك "
كان محمود في طريقه للخارج مارا بمكتبها عندما استوقفه هتافها بالهاتف وهي توليه ظهرها دون انتباه ...ورغم أنه لم يكن يوما فضوليا ولا متلصصا ...لكنه لا يدرى السبب الذي جعله يتسمر واقفا وهو يسمعها تصرخ بالطرف الآخر الذي يظنه زوجها:
"اسمع أنت ...أنا لا يهمني ما تريد ...ولا يهمني رغباتك ...اضرب رأسك بأقرب حائط ...لن تجبرني على شيء لا أريده ...ولن أسمح لك بإملاء أوامرك عليّ ...أنا لست عبدة أو جارية عندك ...نعم هذا آخر ما عندي واشرب من البحر ...وارني ما ستفعله شاكر ...أعلى ما في خيلك اركبه "
لتغلق الهاتف وهي تدمدم بغضب ...تحاول بكل قوة منع عبراتها من الانهمار ..تكتم وجعها بداخلها وتلعن كل الرجال الحقراء عديمي الأخلاق والضمير...وما أن استدارت حتى صدمتها تلك العيون التي تنظر لها باحتقار واشمئزاز ...جعلها تفقد أعصابها وهي تصرخ به سائلة عن سبب وقوفه خلفها ليتجاهلها باستهانة ويخرج محدثا نفسه أنها لا تختلف عن اغلب النساء ...تهين زوجها بحقارة ...ربما كانت كزوجته السابقة ...تدفع زوجها لطلاقها لأنها تضع عينها على آخر ...ليلعن بداخله كل النساء الحقيرات عديمي الأخلاق والضمير ...
في داخل المكتب كان مدحت ينظر لأمه بتوجس وهو يسمعها تنهره وتمنحه نصائحها المعتادة عن المكانة والمركز وكيف يجب الحفاظ عليهم وضرورة القسوة على العاملين حتى لا يتخطوا الحدود ويعرف كل فرد قيمته ...نصائح تجاهلها بلا اهتمام ...خاصة وقد تعلم مؤخرا خطأها ...وأكتشف أن اكتساب الآخرين لا يكون بالتنمر وفرض القسوة ...بل بالاحترام والعدل .....وليس أيضا بالتهاون والتفريط ...فلا القسوة والإفراط ينفع ..ولا التهاون يصلح ...لكن الوسطية هي الحل الأمثل ... أن يراعي العدل ...فلا يتهاون بالإهمال والتقصير ...ويحاسب المخطأ على قدر الخطأ ...لكنه أيضا يراعي الظروف ...ويمنح فرصة ثانية مع العقاب ...فرصة كالتي مُنحت له ..فجعلته شخصا آخر ...شخصا قادرا على الحب ...فأصبح يمنحه ..ويتلقى أضعافه ...يمنح اهتمامه ورعايته لموظفيه ...فيلقى منهم ولاءً وإخلاصا ومحبة ...لكنها أشياء يعلم جيدا أن أمه لم ولن تتفهما ...وللأسف فات أوان محاولة تغير قناعاتها ...فهي أكثر جمودا من زحزحتها ...ليتجاهل ما تقول ويقاطعها سائلا :
"ما الذي جاء بك لهنا أمي "
نظرت له بحدة وقالت بغضب مفتعل:
"ما هذا السؤال مدحت ...هل هذا ترحيبك بي ...هل أنا ممنوعة من الحضور لزيارة شركة ابني وتهنئته بها"
رفع حاجبه ورد متهكما :
"تهنئتي ؟!! بعد كل تلك الأشهر الطويلة من افتتاحي لها ... على كل حال ...شكرا لكِ ...لكن لم يكن هناك داعي لتعبك ...كان بإمكانك تهنئتي هاتفيا...وطبعا أنت تنيرين شركتي المتواضعة بأي وقت ...لكني أعرف أنها ليست من مقامك ...كما أعرف مدى انشغالك ..ما بين السهرات والجمعيات الاستعراضية ...عفوا اقصد الخيرية ...وجلسات النادي التي تجتمعين فيها يوميا مع صديقاتك لمناقشة القضايا الوطنية الهامة ..كمن خان من ...ومن تزوج من على من ...ومن خطفت زوج صديقة من "
أشاحت بيدها متجاهلة بعمد سخريته وهي تقول:
" بالتأكيد لابد أن يكون مرحب بي هنا ...أليست شركة ابني ...ربما تأخرت قليلا ...لكن الوقت لن يفوت أبدا على تدارك ما فات ..لذا قررت الحضور ...آه ...بالمناسبة ...هل أبيك موجود؟ ...أريد تهنئته أيضا ...أليس شريكك ومكتبه هنا "
ازداد شعوره بالقلق والتوجس أكثر فقال باستفسار قلق:
"ماذا؟ منذ متى أصبحت علاقتك بأبي ودية لدرجة تجعلك راغبة برؤيته بل وتهنئته أيضا !!...وللعلم أبي ليس شريكي بل هو صاحب الشركة الفعلي رغم إصراره على الشراكة واقتسام الأرباح مناصفة لكنه صاحب رأس المال ورئيس مجلس الإدارة الفعلي.. أنا فقط المدير التنفيذي ... ثم أليس هذا هو الرجل الذي هددتني وشقيقتي بمقاطعتنا إن أعدنا علاقتنا به ...أليس هو من حرمتنا منه سنوات مانعة أي تواصل بيننا !"
أشاحت بيدها قائلة بضيق :
"مدحت ...الأمر انتهى من فترة ...وها أنتم عدتم له وعاد لكم وأصبحت علاقتكم معه أقوى حتى من علاقتكم معي ...أنتم تتجاهلوني الآن بينما تظلون معه أغلب الوقت ...وأنا أصبحت وحيدة ...والعمر يمر بي ...لذا فكرت ..( لتصمت للحظات وتحدق فيه بمكر قبل أن تكمل )...لما لا ننبذ الماضي بكل خلافاته وأحقاده ...فما فات مات ...ونعود لنجمع شمل أسرتنا معا"
تحول شكه إلى يقين وهو ينظر لأمه سائلا بسخرية:
"وكيف نعيد لم هذا الشمل من وجهة نظرك أمي ...على حسب علمي ...لم نعد أطفالا ستتفقين مع أبي على علاقة ودية لأجلنا .. أو لأجل أيام زيارات نتجمع فيها معا أو حضانة مشتركة ..فأنا وشقيقتي تزوجنا وكلا من أصبح له بيت مستقل"
حدقت فيه أمه بنظرات حاولت جعلها متألمة ومنكسرة وهي تقول بادعاء الحسرة والألم:
"نعم كبرتما وأصبح لكل منكما حياته ...وكما قلت أصبحت أنا وحيدة وأبيك كذلك لابد يشعر بالوحدة ...رغم أنه بالتأكيد ليس مثلي وانتم تزرونه أكثر مني وتتجمعون معه ...فلما لا نقلل هذا التشتت والوجع ويصبح التجمع واحد ..ألا ترغب بعودة لم شملنا ...ألن تتمنى عندما تنجب زوجتك أن يجد أبنائك جدهما وجدتهما معا ...لينعمون بدلالهما المزدوج "
وقف مدحت بغضب فاقدا قدرته على ادعاء الهدوء وهو ينظر لأمه بحدة قائلا بصرامة:
"أمي لن ادعي عدم الفهم ..أو اطلب منك توضيح كلماتك ...فلست بغبي ...ومعنى ما تقولينه وهدفه واضح تماما...لكنك سأنصحك بأن تنسي ما تفكرين به ..انزعيه من رأسك تماما ...ما تسعين له ..والذي لا ادري هدفه ولا سببه حاليا ولا يهمني أن أعرفه لن يحدث أبدا ...ما بينك أنت وأبي من ماضي ممتلئ بجروح يستحيل أن تنسى أو تندمل "
قاطعته أمه وهي تهب واقفة لتناظره بعينيها المشابهة لعينيه :
"كل الجروح قابلة للاندمال ...وما فات من وقت كفيل بإنهاء اثرها ...فقط لو تدخلت أنت وماهي وتحدثتما لوالدكما.."
قاطعها مدحت صارخا بحدة وقد فقد أعصابه كليا :
"أي جروح تلك التي تزول وتندمل ...أي كلمات بالدنيا وأي تدخل هذا الذي سيمحى ما فعلته به ...( ليعد على أصابعه ) حرمته من أبنائه لأكثر من خمسة عشر عاما ...سوأتِ صورته بعيونهم ...ضيعتِ مستقبله الاكاديمي وتسببتِ في تركه الجامعة بفضيحة .. تسببتِ لامرأة مسكينة لا ذنب لها إلا أنه رغب بالزواج منها ليعوض جمودك وإهمالك له بفضيحة وقمت بإيذاء كل من يمت لها بصلة بشكل لا استطيع تخيل أن يقوم به مخلوق يحمل بقلبه ذرة رحمة ... (ليناظرها بغضب بعد أن قبض كفيه) هل حقا تظنين بعد كل هذا أنه يمكن أن ينسى ويغفر ...بل وأيضا يقبل ...ماذا قلت أنت؟.. آه لم الشمل ...أي شمل هذا بالله عليم أمي؟!"
ردت عليه بغضب مشابه لغضبه :
"فعلتها لأمنعه من الوقوع ببراثن حقيرة باحثة عن الذهب ...هل كنت تريدني أن أتركه يتزوج حقيرة وضيعة ليقول الناس أن زوجي تركني ...ترك رقية الراوي لأجل سكرتيرة وضيعة ...كنت أحاول الحفاظ على بيتي وزوجي ...هل تلومني لأني حاولت الحفظ على أبيكم وعدم هدم بيتنا"
صرح بحدة:
"أممييييي ...أنا مدحت ابنك ...فلا تتعاملي معي كغبي ...ربما كنت صغيرا وقتها ...لكن ليس لدرجة أن لا أفهم ..أو أنسى ... المسالة ليست حفاظا عليه أو حتى اهتماما بنا أو به ...بل بنفسك ...برقية الراوي وصورتها ومظهرها ...وما سيقوله الناس عنها ... كل ما كان يهمك صورتك ...أنت لم تهتمي يأبي يوما ...كنت أرى كيف تعامليه ...كيف تتعالين عليه ...كيف تعايرينه دوما بفشله بالأعمال ...كيف تكلفينه بما لا يطيق ...كيف حولت حياته لجحيم ...صدقيني ...لا رجل ..وأنا أقولها الآن بمنتهى الثقة بعد أن خبرت الحياة والزواج ...لا رجل كان سيتحمل كأبي كل هذا السنوات من سوء المعاملة ..."
ظلت تنظر له للحظات بانفعال كما لو كانت تفكر بالطريقة المثلى للرد عليه لتقر أن الشجار لن يؤتى ثماره فتقرر تغيير إستراتيجيتها وتلقي بجسدها على الكرسي أمامه مطرقة برأسها مدعية الحزن والبكاء وهي تدفن رأسها بين كفيها قائلة بنشيج:
"هكذا مدحت ...هل تلك نظرتك لأمك ...أمك التي فعلت لأجلكم كل شيء ...التي رفضت الزواج طوال تلك السنوات حتى لا تحضر لكم زوج أم يمكن أن يسيء لأي منكما ...هل هذا جزائي ...ألا يكفي هجرانكم لي وتجاهلكم وجودي ...هل هذا بركم بي "
زفر مدحت بغضب ومسح وجهه بكفيه قبل أن يلف من خلف مكتبه ليقف أمامها وينزل على ركبتيه أمام كرسيها ممسكا كفيها لينزلهما من على وجهها وتجاهل عدم وجود دموع بعينيها وهو يميل مقبلا جبينها معتذرا وهو يضمها لصدره بينما يقول :
"آسف أمي إن احتدت عليك ...وعلا صوتي ....نحن أبدا لم ولن نهجرك ...أنت من ابتعدت ..كما أنك دوما مشغولة ... و ترفضين الاجتماع معنا ...هذا بالإضافة لتعاملك مع سامح زوج ماهي فأنت تسيئين معاملته بتعمد ...مما جعله غير راغب بالتواجد حول محيطك حتى لا يفقد أعصابه ويخطأ بحقك ..تعرفينه عصبي ...وهو يعرف أنك مهما أخطأت لن نقبل أنا أو ماهي أي تجاوز أو رد منه يسئ لكِ ...لذا فضل الابتعاد...وهذا اثر على قدرتنا جميعا على التجمع معا ..لكن بالتأكيد ليس الهجر ...ألا تمر عليك ماهي مرة بالأسبوع ...وأنا كذلك ...وأنت غالبا من تعتذرين عن استقبالنا لانشغالك ...وأيضا أنا أهاتفك دوما لمعرفة إن كنت بحاجة لشيء أو تطلبين شيء ما؟"
وكأنها قد استعادت غضبها فجأة فدفعته بحدة بعيدا ..فأجفل مدحت وتراجع للخلف ووقع جالسا على الأرض يناظرها باندهاش وهي تقول بغضب وانفعال:
"نعم ..طلباتي التي ترفض أغلبها ...ولا تكف عن إعطائي محاضرات عن التبذير وضيق ذات اليد وضرورة الاقتصاد والظروف التي لم تعد كما كانت تدعي الفقر يا كاذب ...بينما أنت ناجح وشركتك تكسب الملايين ...وتضن على أنا أمك بنفقة جيدة "
لمعت عيني مدحت بالفهم ومال فمه بابتسامة ساخرة يكتم بها ألمه وهو يقول لها :
" وكيف عرفت أن شركتي ناجحة وتكسب الملايين أمي؟"
ردت باندفاع وبدون تفكير:
"صديقاتي بالنادي لا يكفون عن الحديث عنها ...زوج احدهم شريك بأحد الشركات التي تقومون بحملات دعايتها ...وعلمت منها أنكم تكسبون في الحملة الواحدة مبالغ طائلة ...بينما أنت تحاسبني حتى على ثمن الثوب الذي اشتريه ...وترفض أن تدفع نفقات أي حفلة أرغب بإقامتها ...لقد أصبحت محل سخرية واستهزاء النساء بالنادي ...من لم تكن تجرؤ مسبقا على رفع عينها لي أصبحت تتبجح علي ...لقد تجرأ على كل من لم يكن يحلم حتى بالحديث معي ...وكنت أتحمل ظنا أن لا أموال لديك ..لأكتشف أنك مجرد ولد عاق بخيل تتنعم بالأموال تاركا أمك بالعوز "
استند بكفيه على الأرض مطرقا للحظات يسمع اتهاماتها المجحفة قبل أن يدفع نفسه واقفا وهو ينظر لها بحزن قائلا بتهكم :
" عوز ؟!! حقا أمي أنا أتركك بالعوز؟! ... فمن هو من يدفع لكِ فواتير شهرية تكفي لإعالة خمس اسر على الأقل ...من يتحمل كل نفقاتك المبالغ بها .... للأسف أمي ...ما وصلك عن نجاحي أمر مبالغ به ...لا أنكر فضل الله على وان الشركة ناجحة وتربح ...لكننا ما زلنا شركة صغيرة بطور البداية ...نفقات تأسيسها استهلكت الكثير ...الضرائب والتأمينات ومرتبات العاملين وأشياء اخرى كثيرة لا تعرفينها تستنفذ الكثير من الأرباح التي تظنينها ...وحتى لو لم تكن ...لن أخطئ خطأ أبي قديما وأنفق ما اربحه على حفلات باذخة ورحلات وأثواب بمئات الألوف لا تُلّبس سوى مرة وبعدها تصبح قديمة الطراز ... لقد تعلمت أن المال أمانة سيحاسبني الله على كيفية إنفاقه ...على كل حال أمي العزيزة ...لنعد للسبب الأساسي لحضورك ( وتجاهل جمودها وأكمل وهو يلتفت لمكتبه ) شكرا لتهنئتي ...وأرجو أن تحذفي من رأسك أي فكرة أو محاولة للعودة لأبي ...ولا داعي لتتعبي نفسك وتكرري الزيارة هنا ..فأبي نادر التواجد بالمكان ...وأيضا لا أظنه سيسعد بلقائك بل على العكس تماما ...وأي طلبات أو رغبة في رؤيتي ...يكفيك اتصال وسأكون عندك ...الآن ...ماذا ترغبين أن تشربي قبل أن تذهبي ...فلم أضايفك للآن "
نظرت له بترفع وغيظ ...ثم استقامت واستدارت خارجة وهي ترفع رأسها بتكبر تخبر نفسها بأن الأمر لن ينتهي ..وإن كان ابنها الأحمق لن يساعدها فستجد طريقة أخري ...ربما الأفضل اللجوء لماهي ...فهي الأكثر سهولة ويمكن التأثير عليها لتساعدها ..
أغلقت الباب خلفها تاركة مدحت ينظر في إثرها وهو قلق وغاضب وخائف من القادم ...فهو ليس جاهلا بأمه ويعلم يقينا أنها طالما فكرت في العودة لأبيه فلن تتنازل بسهولة ...فمال برأسه للخلف مفكرا بضيق في حل لتلك المعضلة حتى لا تؤثر على الجميع !!

يتبع

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:11 PM   #575

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الحارة قبيل المغرب
يمسكه سامح محاولا تهدئته بينما يحاول سيد التنصل منه وهو يهتف بغيظ:
"اتركني سامح سأبحث عنه عند الحلاق ...هل يظن هذا الغبي أن شقيقتي قليلة ليستهين بها بهذا الشكل "
نهره سامح بحدة :
"أهدأ سيد هل جننت ..أتريد أن تفسد زفاف أختك بحماقتك وعصبيتك هذه "
التفت له سيد بغضب وهو يرد صارخا :
"فاليفسد ...بل ليته يفسد ...أنا لست راضيا ولا موافقا ...هذا الرجل يثبت لي كل يوم أنه لا يستحقها ...كل تصرفاته تدل على ذلك ...لم يلتزم بأكثر اتفاقاته معي ...إنه ابن أمه ...ألم ترى بعينيك ..أنظر "
ليشير للفراشة التي نصبت بأول الحارة والمسرح الصغير الغير متقن فوقها وهو يقول بغضب:
"لم يكتفي بعدم حجز قاعة لائقة متحججا بعدم إيجاد واحدة نتيجة لضيق الوقت الذي كان هو سببا فيه ...مؤكدا انه سيعوضها بحفل كبير هنا والآن ماذا فعل ؟!! فِراشة حقيرة ... ولم يحجز دي جي جيد مكتفيا بصديق له لا يفقه شيئا لديه سماعات وجهاز موسيقي قديم الطراز ...وأيضا أكتشف أنه لم يحضر ضيافة سوى بعض صناديق المشروبات الغازية متحججا بأنه يصعب توزيع حلوى أو أطعمة للضيوف الجالسين بالشارع لأن الأطفال ستتجمع وتتخطفها ... ها ...حجة سخيفة..أكثر من شخص أقام زفافه في الشارع واحضروا ضيافة جيدة ..إما عُلبا تحوى شطائر ...أو علب حلوى ...وهناك من ظروفه سمحت وجمع الاثنين بالإضافة للعصائر وصناديق المشروبات الغازية ....بينما هو لم يحضر إلا بعض صناديق المشروبات الغازية تعد على الأصابع إنه يقلل من أختي بشكل مشين.. حتى المصور ومركز التجميل لم يحجز ما يليق بل اختار محلا وضيعا معروف برداءة صوره لمجرد أنه رخيص الثمن ...وكان يريدها أن تذهب للزينة لدى فتاة جاهلة فتحت محلا على أول الشارع لا تعرف عن الزينة إلا كمعرفتي أنا عنها ...وهذا كلام كل نساء الحارة التي لم تعد واحدة منهم إليها مرة ثانية حسب ما سمعت من أمي"

حاول سامح تهدئته رغم انه بداخله يوافقه على ما يقول ويشعر مثله بالغيظ من هذا السمير الذي أحس بمدى بخله إلا أنه حاول تدارك الأمر قائلا:
"سيد ..اهدأ عزيزي ..ربما ظروفه المادية ضائقة ولم تسمح سوى بذلك"
شخر سيد بغيظ وهو يقول غاضبا:
"سمير الشهير لدى طلابه بجملة يتداولنها بينهم كنكتة سمجة وهم يقلدونه ( من لا يملك ثمن الحصة لا يدخل لي حصة )...لو أنه كذلك لما فتحت فمي وراعيته ...كما أن أنني لست غاضبا من عدم إحضاره ما وعد بعد بقدر غضبي من كذبه وخداعه وتحايله ...يا سامح لو كان صريحا لاحترمته ... و لو أنه رعانا نحن لرددتها له ..أنت لم ترى تنمر أمه وطالباتها المبالغ بها بكل شيء ...لم ترى ما فعلته وقالته أمس أثناء كتابة القائمة حين حاولت أن تبخس شقيقتي حقوقها ...والإمعة ابنها يطأطئ رأسه موافقا دون صوت ...ولولا جنوني وقتها حتى كدت انهي الأمر لم يكن ليحرك ساكنا ...لم يوقفها عن غيها إلا تدخله عندما شعر أني وصلت حدي و سأنهي الأمر ...كيف تظن سما ستعيش معه هو وأمه ..أنا لست مستريح لهذه الزيجة ..أشعر أن سما ستتعب معهم"
ربت سامح على كتفه مهدئا وقال بتعقل:
"سيد أنا اشعر بمخاوفك ...صدقني كل أخ يقلق على شقيقته عند الزواج مثلك متسائلا عما سيحدث لها مستقبلا وهل سيكون من تزوجها رجلا قدر الأمانة أم لا ...لكن المستقبل بيد الله ...افتعال شجار ومشكلة الآن ومحاولة إفشال الزيجة على أسباب بسيطة وشكلية سيضر سما وسمعتها ..كما أن سما نفسها لم تعترض ..ولم ترفض ...لو كانت غير راضية لأنهت الأمر مسبقا وكنا جميعا سنقف معها ..اهدأ أرجوك ومرر الأمور...ماهي تقوم الآن بتزينها ...والضيافة عوضناها بإحضار صندوقين ممتلئين بعلب سنقدمها لضيوفنا نحن وليتحمل هو منظره أمام من يخصونه... وها هو عماد صديقك تولى أمر الدي جي أنت أخبرتني انه صاحب فرقة جيدة ومطلوبة "
نظر له سيد وهو يضغط على أسنانه غيظا وهو يقول :
"نعم وعرضت على زوج أختي المحترم استئجار فرقته لينتفض رافضا لأن أسعاره مبالغا بها حسب قوله وانه سيحضر فرقة أفضل وارخص ..وانظر من احضر ..."
أومأ سامح برأسه قائلا :
"وها هو عماد حضر بنفسه مصرا على إحياء الحفل بلا أجر مجاملة لك ...ومما فهمت فهو يرد لك خدمة قدمتها له "
زفر سيد ورد ببساطة :
"عماد شاب جدع وصديق جيد ...هو يكبر الأمور ...كل ما هنالك أن أخته جانيت تعرضت لموقف مسيء من قبل شاب عابث أثناء ما كان عماد مسافرا مع أبيه العم ميخائيل وعلمت بالأمر صدفة فتوليت الأمر ولقنته درسا لن ينساه ...لو كان هو مكاني لفعل مثلي وأكثر ..الأمر ليس جميلا ليرده ...بل حق الصديق والجار "
وافقه سامح وسأله محاولا إلهائه:
"أين شقيقك محمود ....منذ أن حضر صباحا وسلم علينا اختفى بعدها"
اشاح سيد بيده قائلا بسخرية مرة:
"تحجج بمشوار ضروري لابد أن يذهب إليه مع زوجته وسيحضر على الحفل مساءا ...تعرف محمود ...نائي بنفسه ويتعامل معنا كضيف غريب ...لا تشغل رأسك به وتعالي لنرى ما ينتظرنا من مهام "
ما إن استدارا حتى كاد يرتطم بعوض المسرع بوجه مكفهر فأوقفه سيد سائلا:
"ما بالك يا عوض إلى أين تهرول هكذا؟ "
نظر له عوض قائلا باعتذار:
"عفوا يا سيد ...اعتذر يا رجل ...لن استطيع البقاء وحضور زفاف الأستاذة سما ...مبروك لكم ...كنت ارغب أن أقف معك لكن الظروف حكمت ...لله الأمر من قبل ومن بعد"
سأله سيد بقلق :
"خير ..ماذا حدث ؟...هل والدتك وأسرتك بخير؟"
زفر عوض باختناق وهو يجيبه:
"زوج شقيقتي ساءت حالته ونقل للعناية الفائقة ويبدو أن الحالة متأخرة ...أخبرتك أنه مرض من فترة بالمرض الخبيث أعاذنا الله وإياك ...اتصلت شقيقتي الآن ..ولابد أن أسافر فورا بالإذن منكما"
سلم كلاهما عليه داعين لزوج شقيقته بالشفاء ...ليتجها بعدها لمحاولة انجاز بعض المهام المتبقية في الوقت الذي كان فيه والد سيد الذي كان واقفا على بعد أمتار ينظر لما حوله بعدم اهتمام منشغلا بالتفكير بنفسه وبما يرغب فيه... ليلمح بعد لحظات أم صباح تسير قريبا منه فنادي عليها فاقتربت منه بوجه بشوش وهي تقول بتساؤل:
" نعم يا أبا محمود ...هل ناديتني؟"
قال بخفوت بعد أن نظر حوله ليتأكد من عدم وجود من يسترق السمع :
"نعم ...كنت ارغب أن أخبرك برغبتي بزيارتكم في المنزل غدا ...هناك موضوع هام ارغب بإخبارك عنه "
قطبت بحيرة ثم قالت بقلق:
"خير يا أبا محمود ...أقلقتني ...ما هو هذا الموضوع ...لقد تركت أم محمود منذ قليل ولم تقل لي شيئا"
اشاح بيده قائلا بنفي:
"أم محمود لا تعرف عن ما أريدك فيه شيء ولا داعي لتسأليها غدا ســـ.. "
قاطعه تقول بقلق:
"لا يا أبا محمود ... حلفتك بالله ...لا تتركني متوجسة طيلة الليل...اخبرني ما الأمر الآن ...لن أتحمل البقاء للغد عقلي يذهب ويجيء بالهواجس ..."
عاد شحاته للنظر حوله قبل أن يقول بصوت أكثر خفوتا :
"لا داعي لأي قلق الأمر هو خير ...بل كل الخير لكم ... المسألة تتعلق بصباح ...ألم تخبريني من قبل عن صعوبة تزويجها لضيق ذات اليد وصعوبة الجهاز وكون من يتقدموا لها شباب لا يملك شيئا؟ ...حسنا هناك من يريدها زوجة ولن يكلفك شيئا ...وأيضا سيؤجر لها شقة ويجهزها لها بكل ما ترغب "
أضاء وجه أم صباح بالفرحة والبشر وهي تقول مهللة :
"حقا؟!! ...لديك عريس لصباح ميسور الحال..جعلك الله قدم خير وتسعى دوما بالخير ...هل سيحضر معك غدا ؟!!...متى ستحضران"
قبل أن يجيبها موضحا حقيقة الأمر .. رأي سامح وسيد يقتربان منه يحملان بعض الصناديق ينقلونها في اتجاه الفراشة فتنحنح مجليا صوته قائلا بسرعة قبل أن يبتعد:
"غدا ...غدا بعد العصر يا أم صباح ..ولا تخبري أحد ...بالإذن منك"
ليسرع مبتعدا مارا بولده وابن خالته متجاهلا إياهم ليرفع كلاهما حاجبه بتعبيرات مشابهة وهما ينظران لبعضها قبل أن يهزا رأسيهما بيأس ويتجهان بحملهما ناحية النصبة الجانبية الموضوعة بجوار الفراشة حيث سيجلس العريس والعروس ...حيث يتم تخزين صناديق المشروبات الغازية التي احضرها سمير كضيافة ...ليضع سامح وسيد تلك الصناديق المغلفة والمغلقة...ثم شدد سيد على الفتى الواقف لحراسة الصناديق من العبث أو محاولة الأطفال أن ينالوا شيئا منها قائلا :
"جِنّش ...أريدك أن تحرس لي تلك الصناديق ...لا تسمح لأحد غيري أو غير المهندس سامح بلمسها ...أيا كان ...حتى لو كان من أهل العريس ...حتى لو كان العريس نفسه ...ولو سألك احدهم اخبرهم أنها أشياء تخصني أنا فهمت "
أومأ الفتي المراهق برأسه فاردا عضلاته النامية قائلا بتأكيد:
"لا تخش شيئا يا سيد ... لن يقترب أحد من صناديقك ...سأحرسهم لك بروحي ...(واخفض صوته قائلا بهمس ) لكن هل سأنال نصيبا من أيا ما كان بها ؟...هل هي أشياء للمزاج ؟"
ارتفعت ضحكات سامح بينما ضرب سيد قفا الفتى أمامه بيده وهو ينهره قائلا بمرح:
"أي مزاج يا فتى ...هل جننت ...أتظنها صناديق بيرة أم حشيش؟ (ليضيف بخبث ما أن رأى ملامح الفتى تنقبض بضيق )...لكن هذا لا يمنع أنها أشياء ستعجبك وتعجب مزاجك ...وسيكون لك منها نصيب مضاعف "
ليتركاه حائرا مفكرا في ماهية تلك الصناديق ...وهو ينظر لها بفضول قبل أن يهز كتفيه ...فكلها ساعتين بالكثير وسيعرف ما بها ...المهم أنه سيناله نصيبا مضاعفا من أيا مما بها ويعدل المزاج

يتبع

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:12 PM   #576

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

المغرب منزل ياسمين

تتعالى أصوات كلتيهما بغضب وكلا منهما تنظر للأخرى بتصميم وعناد ..لتشير والدة ياسمين بإصبعها محذرة:
"بل ستطيعني ياسمين ...ما دام لا يعرف بمرضك ويريد الارتباط بك ...لن نخبره شيئا ...وستحاولي إخفاء الأمر قدر استطاعتك ...حتى بعد الزواج لو استطعت ...وعندما يكتشف سيكون الموضوع انتهى ولن يفعل شيئا ...خاصة لو استطعت تعليقه بك ...عندها سيغفر لك ويسامحك "
ناظرتها ياسمين بسخرية وهي تقول بألم :
" حقا ولمَ لم تسامحي أو تغفري أنت لأبي؟ ...بل ما زلت حتى اليوم تعاقبينه وتعايرينه بسبب خداعه لكِ "
لتنهرها أمها بغضب:
" لا شأن لكِ بي وبأبيك ...ثم إنني رغم كل شيء لم اتركه بل بقيت معه وهذا هو المهم ...هذه فرصة لن تتكرر ..ولن اسمح لكِ بإضاعتها من يدنا ...( لتحاول إقناعها وهي تقول ) أعرفت قيمة كلامي عندما أمرتك بعدم إخبار مخلوق عن إصابتك بالمرض ها هو قد تقدم لكِ معيدك بالجامعة ولا يوجد خوف من أن يخبره أيا من زملائك لأنك سمعت كلامي ولم تخبري أحدا منهم...وعندما يتم الأمر لن نخبر أي احد من أقاربنا ولن ندعوهم... سنكتفي عند حفل الخطبة و الزواج بدعوة بعض المعارف الذين تعرفنا عليهم مؤخرا هنا وبعض زملاء أبيك وأقارب زوج أختك ...هؤلاء لا يعرفون بأمرك ...وسيشكلون غطاءا كافيا لغياب أقاربنا"
نظرت لها ياسمين بحزن على تعاملها مع مرضها كفضيحة تحاول إخفاء آثارها وقالت لها بتحدي:
"ومن أخبرك بأن لا أحد من زملائي يعرف؟ ...رؤى صديقتي تعرف ...وللعلم الأمر لم يشكل لديها فارقا ....لقد اكتشفت أنه ليس كل الناس ينظرون لمرضي كعاهة أو مصيبة كبري ...فرؤى تراه أمرا عاديا"
أغمضت أمها عينها بغضب وغيظ وهي تسبها متهمة إياها بالحماقة قبل أن تقترب ممسكة بمعصمها وهي تقول :
"أيتها الحمقاء الثرثارة...لا فائدة بك ...على كل حال إن كانت كما تقولين وهي مقربة منك أكدي عليها أن تغلق فمها.... إن كانت صديقتك حقا وتريد لكِ الخير ...وأنا أحذرك ياسمين أن تقولي أو تفعلي شيئا يفسد تلك الزيجة افهمتِ"
لتتركها واقفة بمنتصف الغرفة في غضب وعناد وتخرج متجاهلة زوجها الواقف على باب الغرفة ينظر لها بحزن وألم .
نظرت ياسمين لوالدها فتحرك الأخير ناحيتها بعد أن أغلق باب الحجرة وفتح ذراعيه لها .
تطلعت فيه للحظات متألمة ثم انطلقت بعدها باحتياج ملقية رأسها على صدره .. ليضمها باحتواء تاقت له كثيرا وكان يضن به عليها ويقول بصوت حنون ولهجة اعتذار:
"سامحيني صغيرتي ..أنا سبب كل ما تمرين به ...لولا أنانيتي التي جعلتني اتبع قلبي وأتزوج أمك مخفيا عنها مرضي ...مما جعلها تنقم وتحقد علي ...ولولا شعوري الدائم بالذنب الذي جعلني دوما مبتعدا عنك حتى لا أرى نتائج فعلتي بك لما وصل الحال بك لتشعري بكل هذا النقص ( وأبعدها عنه ناظرا لها دون أن يخرجها من دائرة ذراعيه مضيفا) أنت على حق صغيرتي ...لا تستمعي لكلام أمك ...لا تخطئي خطئي وتبدئي حياتك بخدعة تدفعين ثمنها طوال عمرك ...ولا تصدقي أمك عندما تقول أن أحدا لن يوافق عليك إن عرف بمرضك ..."
تأملته ياسمين بعينين دامعتين .. فسحبها من كفها وأجلسها على الفراش وجلس جوارها ممسكا كفها بين يديه وقال أمام عينيها الناظرتين له باحتياج ووجع جلد روحه وزاد شعوره بالذنب والتقصير :
"أتعرفين قبل فترة .. وخاصة عندما كنا نعيش سابقا ببلدتنا ...كنت كأمك أظن أن أحدا لن يقبل الاقتران بشخص مصاب بمرض مزمن ...ليس لأن السكر عارا ...فالكثير مصاب به ...لكن الناس تتقبل عادة الإصابة به في الكبر ...بعد الزواج والإنجاب ...كما لو كان إصابتنا به بالصغر جريمة وبالكبر قضاء وقدر ...لكن عندما انتقلنا للعاصمة ...وجدت العديد من الناس بعضهم زملاء لي بالعمل ...رجال ونساء مصابين به من صغرهم ...ويتعاملون مع الأمر بصورة عادية ...وكلهم متزوجين ويعيشون حياة هانئة مستقرة ...لم أرى الانتقاد ...والنفور ...والرفض والتنمر الذي عانيت منه أنا وأنت بعدي ...لي زميلة في العمل علمت صدفة أنها مصابة به منذ طفولتها مثلك ...زوجها زميل لنا ...لو تري كيف يحبها ...يهتم بها ويراعيها ..حتى أنه أثناء الاستراحة يجلب لها وجبات صحية ليضمن أنها تناولت طعامها ولم تتناول ما يضرها ..وعلمت أن لديهم ثلاث أبناء ...أصغرهم اصيب بالسكر كأمه ...دوما أراهم يتحدثون عن الثلاثة دون تفرقة ...لم اشعر بحديثهم أن لديهم مشكلة أو أن أبنهم يشكل لديهم أزمة ..على العكس دوما يتحدثون عنه بفخر وعن شقاوته ودلاله عليهم ...وآخر تعرفت عليه على القهوة من فترة قصيرة ...واكتشفت أيضا أنه مصاب مثلي بالسكر من صغره ...لقد دعاني على الغذاء عنده منذ أسابيع قليلة ...ورأيت كيف تعامله زوجته بحب واحترام ...كيف تهتم به ...بل استشعرتها قبل حتى ذهابي معه..فكلما كنا معا لا تكف عن الاتصال به والاطمئنان عليه ...وهو لا يكف عن التذمر من كثرة محاصرتها لها ...لكنه تذمر المحب السعيد المكتفي ...وقتها علمت ..أن الخطأ بنا ...بي ..وبأمك ...وبكل من نظر وتعامل مع مرض هو قدر الله كعله ونقيصة لذا...النقيصة والعلة الحقيقية بعقولنا نحن "
وصمت للحظات ناظرا لعينيها التي توقف بها الدمع وهي تنصت له باهتمام ثم مال مقبلا جبهتها وأضاف :
"أتعرفين صغيرتي ...سنصارح العريس القادم بحالتك .. لا تهتمي بأمك ...لست ناقصة ولست معيوبة لنخفي الأمر ...بل أنت هبة رائعة لرجل محظوظ ...سواء كان هذا القادم الآن أو غيره ...من ستتزوجينه يوما ...لابد أن يقدر قيمة الجوهرة التي حصل عليها .. فلا تبخسي قيمة نفسك لأي سبب ...ولا تهتمي بأحد ...وسامحيني على ما فات ..وأعدك صغيرتي أنني سأكون معك دوما منذ اللحظة ولن اسمح لأمك بجرحك مجددا"
...ومال مقبلا جبهتها قبل أن يقوم ما أن سمع صوت جرس الباب منذرا بقدوم ضيوفهم المنتظرين ...فلمعت عينيه بتصميم حازم على حماية صغيرته من الجميع وأولهم أمها.
يتبع


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:13 PM   #577

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

حفل زفاف سما وسمير
تصفق بيديها بمرح ...تمنع قدميها بصعوبة من التحرك لتشارك بالرقص ..خاصة وهي تجلس جوار والديها أمام المسرح المرتفع المنصوب به كوشة العروسين ... تتعالي أصوات الأغاني الشعبية التي يرقص عليها الشباب أمامها...لكن عينيها لا تنظر سوى لسيد ...حتى شقيقيها الذين جذبهما المرح فقاما ليشاركا بالرقص لم تهتم بالنظر لهما ...فقط هو ...بحركاته الشقية ...وابتسامته التي تتسع كلما التقت نظراته بها فتشعرها بأنها مميزة أمام عينيه ...خاصة وهو يخص أسرتها باهتمامه وترحيبه منذ لحظة حضورهم ...فلا يكف عن الحضور لهم كل عدة دقائق مرحبا وحاملا معه ضيافة تخصهم ...لاحظت أنهم فقط من ينالوها... مرة علبا تحوي كلا منها شطيرة لحم بارد وشطيرة جبن ...ومرة علبا أخرى تحوى بعض الحلوى المتنوعة و مشروب غازي.. لقد أجلسهم بالصف الأول ...حيث لاحظت انه الوحيد الذي يحوي طاولات بينما الصفوف بالخلف كراسي متراصة فقط بجوار بعضها يجلس عليها الضيوف ...وكم أسعدها اهتمامه الذي أشعرها بالتميز ...رغم انه لم يخصها هي فقط بل أسرتها كاملة ...لكن بداخلها شعور أن نظراته تلك تخصها ...تناجيها بكلمات لا تستطيع تفسيرها بدقة ...لكنها تمس قلبها بعمق ..تأسرها بقوة ..وتجذبها إليه بخيوط غير مرئية ...تتحدى كل قناعتها ...كل أحلامها السابقة عن الفارس الذي سيأتيها راكبا لمبورجيني أو فيراري ولا يهم لونها .. ليحملها بها إلى قصره الفخم المليء بالخدم ...
لكن يبدو أن قلبها قد تمرد عليها ..واختار فارسا لا يملك حتى ثمن حمار ...ورغم ذلك ...لا تستطيع الابتعاد عن مداره ...هزت رأسها لتهرب من الأفكار المتناطحة بها ...ناهرة عقلها عن التفكير بالأمر ...فلتستمع الآن ولتدع التفكير لوقت لاحق ...
******
واشنطن
ابتعد بسرعة ناحية شرفة جانبية حتى يستطيع أن يسمع جيدا بعيدا عن ضوضاء الحفل ...ليأتيه صوت السيدة سُمية واضحا وهي تناديه:
"آسر ...آسر هل تسمعني"
رد محاولا ادعاء الهدوء بينما يشتعل داخله بنيران لا يستطيع أن يحدد سببها :
"نعم عمتي ..الآن أسمعك بوضوح"
تنهدت وهي تكمل حديثها معه :
"كما كنت أقول لك ...خالد وهمس في حفل الزفاف ولابد أن ضوضاء الحفل هو ما منعه أن يسمع هاتفه أو يلحظ محاولاتك الاتصال به ...على كل حال سأخبره بمجرد عودته برغبتك بالحديث معه ..وأنت متى ستعود؟ ...لقد طالت غيبتك هذه المرة ...بعد أن كنا اعتدنا على وجودك حولنا وسعدنا بكثرة تواجدك ...عدت ثانية للارتحال والابتعاد"

قاطعها بهدوء يخفي عواصف مشاعره:
"ليس قريبا عمتي ...ظروف عملي ضاغطة حاليا ..أنا مضطر لإغلاق الهاتف ..هناك من يناديني ..."
اغلق بسرعة دون أن يدع لها فرصة الرد ...ووضع هاتفه في جيب سترته ثم نكس رأسه وهو يميل للأمام ضاغطا على سور الشرفة بكفيه دون أن يشعر بألم ..كما لو كان جسده ومشاعره بحالة تبلد ...
يحاول أن يجبر عقله على عدم التفكير فيها ...يرفض أن يدعه يذهب أن لهناك ...إلى حيث حفل زفافها المقام الآن ...
أغمض عينيه بقوة رافضا أن يدع صورتها بثوب زفاف ابيض تتهادي به نحو رجل غيره تغزوه خياله ...لكن هيهات أن يقدر على منع تدافع الصور خلف الجفنين المطبقين ..فهي تتدافع رغما عنه ...فيرى يدي رجل غريب تحاوطها ..تضمها ...تنال منها ما لم ينله هو أو غيره ...ليزداد تسارع أنفاسه مع اشتعال الحرقة بجوفه ..حتى أخرجه من حالته يد وضعت على كتفه مع نداء باسمه ..

أجفل آسر للحظة قبل أن يرسم قناع التماسك وهو يستدير لأندريا ..تلك العارضة الفاتنة التي ترافقه في ذلك الحفل النهاري لافتتاح فرع أحد المطاعم الشهيرة ..فينظر لها بحدة غير مقصودة وهو يسمعها تقول بتدلل:
" حبيبي ما بك ؟!! بحثت عنك كثيرا ...عندما اختفيت ..وعندما وجدتك ناديتك عدة مرات دون أن تسمعني"
لتقترب منه أكثر حتى كادت تلتصق به وهي تقرب شفتيها من فمه و تضيف بغنج :
" من يشغلك عني "..
كان ينظر إليها دون أن يراها حقا .. يسمعها دون أن يهتم بما تقول ...لكنه احتاج لإلهاء ...أي إلهاء ...لحاجز ضد خيالاته ..احتاج لإقناع نفسه أنه لا يهتم ..نعم هو لا يهتم...بكونها تتزوج ...بكونها ستصير ملك رجل آخر ...رجل سيلمسها الليلة بكل طريقة تخيلها هو مرارا .. فتعالت أنفاسه بحرقة ومنع عقله من الغوص أكثر محاولا التركيز على تلك الملتصقة به ...فقاطع هذرها لاغيا المسافة بين جسديهما ومال ليلتهم شفتيها بعنف قبل أن يفلتها بعد لحظات وهي تتأوه بمتعة .. ليسحبها من يدها خلفه قاصدا الخارج بينما يتجاهل صياحها له بالانتظار حتى تحضر معطفها
يتبع

noor elhuda likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:15 PM   #578

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

منزل ياسمين
كانت أمها تمشي خلفها تحثها على التقدم لحجرة الاستقبال لتقدم العصائر لعمرو وأمه وشقيقه الأكبر وزوجته المتواجدين بالداخل ...كانت تحاول بصعوبة التماسك حتى لا تتعثر أو تسقط الصينية الضخمة الممتلئة خاصة مع تلك الرعدة التي بدأت تسري بجسدها كلما تقدمت أكثر ...
ليزداد ارتباكها أكثر وهي تسمع صوت سيدة قدرت أنها والدة عمرو تقول بسعادة:
"بسم الله ما شاء الله ...قمر منير ...لقد أجاد ابني الاختيار "
لم تكن قادرة على رفع عينيها والنظر لمن حولها ...كانت تشعر بمزيج من المشاعر ...ما بين رهبة وخوف وقلق وترقب ...وبعض الأمل ...تتساءل إن كان حلمها ببيت وأسرة وحياة طبيعية ككل فتاة على وشك أن يتحقق ...أم سيجهض للأبد ...غير قادرة على محو قبس الضوء الذي يداعب عقلها عن غد مختلف ستحياه ..وفي نفس الوقت تخشى التمسك بالأمل وترك الفرحة تتغلغل داخلها خوفا من أن ينقلب الحُلم كابوسا يقضي على البقية التي ما زالت تتمسك بها من روحها المهزومة التي شبعت جروحا من كل من حولها ...
كادت صينية التقديم أن تسقط من يدها وهي ترفع عينها قليلا لترى طريقها فتقع عينها عليه جالسا بمواجهتها ينظر لها بإعجاب وابتسامة متسعة جعلت الأكواب تهتز بشدة وجسدها يختض مما دفعه للوقوف متناولا منها صينية التقديم قبل أن تسقط قائلا بعبث هامس :
" انتبهي ..هل ترغبين بإفساد طلتي وتحميمي بالعصائر"
لتنظر له بخجل وارتباك جعل وجنتيها تتقدان بحمرة قانية ...فرحمها من خجلها صوت أبيها وهو يناديها بحزم:
"ياسمين ...تعالي بنيتي لتجلسي هنا بجوار السيدة أمينة"
اقتربت بخجل ومدت يدها لترحب بها .. فوقفت السيدة محتضنة إياها بعد أن نظرت لها بتمعن متفحصة كل انش منها بدءا بشعرها بموجاته الناعمة التي تنسدل حتى منتصف ظهرها وجمعت جانبيه لأعلى جبينها بماسكتين صغيرتين على شكل فراشة زهرية تشابه ثوبها الرقيق المنسدل حتى منتصف ساقها بنصف سفلي متسع ونصف علوي ضيق يجسم تفاصيلها الأنثوية يعلوه جاكت صوفي صغير من اللون الأبيض يخفي ضيق الثوب ويغطي ذراعيها حتى بداية المعصم ...وتنتعل حذاء أنثويا بلون ابيض بكعب متوسط ..لتسحبها السيدة لتجاورها على الأريكة الكبيرة لتتوسط الجلسة بينها وبين عمرو لتنكمش بحرج وتميل ناحية السيدة محتفظة قدر الإمكان بمسافة لائقة بعيدا عنه ...فتبتسم السيدة برضا من حركتها وتنظر لها وهي تقول :
"عندما اخبرني ابني عن جمالك وخجلك وأخلاقك ...كنت أظنه يبالغ ...لكن منذ أطللت علينا وأنا قلبي انشرح لكِ ...ما شاء الله جمال وأدب"
أضاف عمرو فرحا :
" ولا تنسي أمي أيضا أن وجهها وجه خير ...ما أن طلبت منكم أن تتقدموا لخطبتها حتى جاءني اتصال من إدارة الجامعة يبشرني بمنحة لاستكمال الدكتوراه في انجلترا ...(ليدير وجهه ناحية والدها وهو يكمل بسعادة)...لا تتخيل عماه كم كنت أسعى لتلك المنحة بلا فائدة ...وكم العراقيل التي واجهتني حتى ظننت أن الأمر مستحيل وخاصة مع وجود بعض أقارب الأساتذة والذين يدعمونهم لنيلها...فأيقنت مؤخرا باستحالة الأمر لأفاجئ بهذا الاتصال يبشرني بالأمر( واستدار ناظرا لها ليجدها تنظر باتجاهه فاتسعت ابتسامته أكثر وهو ينظر لها بعيون تشع إعجابا بجمالها وأضاف ) وقتها شعرت بأنه وجه ياسمين ...وأنها ستكون وجه خير وقدم سعد لي"
شعرت ياسمين بالحرج من نظراته المتسمرة عليها فأطرقت برأسها خجلا في الوقت الذي ازدادت خفقات قلبها حتى شعرت بأنها على وشك الإغماء فلم تنتبه في البداية لسؤال زوجة شقيقه عن رأيها بعمرو كأستاذ لها حتى كررته بصوت أعلى بينما تشير السيدة أمينة لخجل العروس ...فأجابت بارتباك واقتضاب أنه أستاذ جيد .. فأخذ شقيقه بالتندر عليه ونعته بالأستاذ الفاشل حتى أن العروس لم تجد له وصفا أفضل من مجاملته بكلمة جيد وعم الضحك .
بعد دقائق وجهت السيدة أمينة الحديث لوالدها وهي تقول بجدية:
"أستاذ عبد العزيز ...كنت أتمنى أن يكون زوجي معنا اليوم ...لكن كما أخبرتك بأول الجلسة أنه يعمل بدولة (***) العربية وموعد إجازته لم يحن ...وهو موافق طبعا وسيتصل بك بنفسه ...وأنا هنا مكانه لأطلب منك يد كريمتك الآنسة ياسمين لأبني ...وارغب أن أوضح أن عمرو يرغب بالزواج بها بسرعة حتى تصحبه عند سفره ...أو على الأقل يعقد عليها حتى تنهي هذا العام وبعدها تلحق به ..وهو طبعا سيقدم لها هناك لتستكمل دراستها ...وبالنسبة للشبكة و…."
قاطعها والد ياسمين قائلا:
"سيدتي ...نسبك يشرفنا ...ولن أخفيك أني قد سألت عليكم منذ اتصل بي ابنك والجميع شكر فيكم ...لكن قبل أي اتفاقات لابد أن أوضح نقطة هامة لتكون الأمور واضحة ويكون ابنك على بينة بكل شيء"
تجاهل عبد العزيز النظرة الناهرة والرافضة من زوجته وهو ينظر لأبنته التي شحب وجهها وهي تنتظر رد فعل الجالسين حولها بترقب لما سيقوله أبيها الذي أكمل بحزم:
"ياسمين ابنتي مصابة بالسكر...طبعا الأمر لا ينقص منها ...ولا يؤثر علي قدراتها بأي صورة إلا طبعا ما يتعلق بضرورة مواظبتها على حقن الأنسولين والحمية الغذائية ...لكن كان لابد من إيضاح الأمر لكم حتى تكونوا على بينة منذ البداية "
ران صمت متوتر على الجميع بعد كلماته ...ليتعاظم داخل ياسمين الشعور بقرب النهاية ...فازداد شحوبها مع زيادة دقات قلبها وهي ترفع رأسها فترى وجه أمه المذموم برفض سطع بحدقتيها .. ثم نظرت ناحية عمرو الصامت بشحوب وهو ينظر لها بعدم تصديق واتهام.

رأت في عينه نظرة لوم كما لو كان يسألها عن سبب إخفائها الأمر ...وظلت نظراتها معلقة به لا تعرف ماذا تفعل .. قبل أن يخرجها من قيد نظراته التي ذبحت روحها صوت أمه التي قالت بغضب مكتوم:
"لم يخبرني عمرو شيئا عن ذلك ..."
نظرت لأبنها باتهام غاضب .. فرد الأخير دون أن يرفع عينه عن ياسمين:
"أنا لم أعرف بالأمر إلا الآن...ياسمين لم تخبرني شيئا "
نظرت له ياسمين بتيه وحاولت إخراج صوتها بصعوبة وهي تحاول التبرير بصوت خرجا خافتا متقطعا بتحشرج :
"أنا... لم ..أجد فرصة ...لقد فوجئت بأنك اتصلت بأبي... قبل أن أخبرك ..أنا لم أقصد إخفاء الأمر... أنا…"
كانت الدموع قد بدأت تملأ عينيها .. فتدخل أبيها لحسم الموقف قائلا:
"ونحن لم نخفي الأمر ...ليس كأنها شيئا يشين ابنتي سيدة أمينة ...الكثير من الناس لديهم مصابين بهذا المرض "
ردت السيدة أمينة برفض سطع حملته نبرات صوتها :
"بالفعل سيد عبد العزيز ...لكن النوع الثاني الذي يصيب الكبار ...أنا نفسي مصابة به ...وأعاني كثيرا من تبعاته ...لكنه جاءني منذ عامين فقط ...بعد أن كبر أبنائي وأديت واجبي ناحيتهم ...وليس وأنا صغيرة وإلا لأثر على قدرتي على القيام بواجباتي ..."
غمغم عمرو وهو لا يزال يحاول استيعاب الصدمة " أمي أرجوك اعطني فرصة للاستيعاب والتفكير "
ردت أمه بجدية " فيم ستفكر لا أفهم! .. أنت ستسافر وتعيش في الغربة.. تحتاج لزوجة بصحة جيدة تعاونك على مشاق الحياة وتحمل همك بالغربة وتعاونك على تحمل صعابها ...لا أن تحمل أنت همها وهم صحتها وعلاجها "
أطرق عمرو برأسه مخروسا فنظر له عبد العزيز وقد أدرك بأن هذا الشاب لن يحارب ويتمسك بصغيرته ...انه يشبه بعض الشباب ببلدتهم قديما والذين كانوا يرونه اقل منهم لمجرد مرضه ..انه لا يستحق ابنته ولن يدعمها إن احتاجت دعمه يوما في وجه عائلته مع أي شخص يؤذيها بكلمة أو نظرة ...بل ربما يكون هو أول الجارحين ...فنقل رأسه لأبنته الشاحبة المطرقة بانكماش ليجدها تدعك أصابع يديها معا حتى احمر لونهما وشعر بوجعها يشق قلبه لكنه لن يسمح لهم بإهانة صغيرته...لن يعود لدور المراقب بينما يتم جرحها أمامه ...
تجاهل عبد العزيز نظرات الغضب واللوم التي توجهها له زوجته الناقمة وقال بعنفوان حازم :
"أنا لن أحاول إقناعك سيدتي بقدرة ابنتي على القيام بمساندة ومساعدة زوجها والقيام بكافة واجباته ...فمن يريد ابنتي هو من عليه أن يقنعني بأهليته واستحقاقه لها وقدرته على رعايتها ومساندتها... عموما وفي كل الأحوال لقد شرفتمونا بزيارتكم وسعداء بالتعرف عليكم حتى لو لم يحدث النسب بيننا "
وقفت السيدة أمينة تقول منهية اللقاء:
"ونحن تشرفنا بمعرفتكم سيد عبد العزيز .. لا تؤخذونا فهذه الأمور قسمة ونصيب "
لتتجه ناحية الباب بكبرياء يتبعها ابنها الأخر وزوجته الصامتان بصدمة ووقفت أم يا سمين تناظرهم معقودة اللسان لا تجد ما تقوله ...بينما تلكأ عمرو للحظات وهو ينظر لياسمين بألم وتردد ...قبل أن ينادي اسمها بخفوت دفعها لرفع رأسها لتنظر له بعينيها البحرية التي أسرته من أول نظرة فغمغم بخفوت :
"ياسمين ..أنا ..أنا ...كان يجب أن تخبريني ...أنا "
أتاه صوت أمه مناديا .. فزفر عمرو بعمق بينما رفعت ياسمين رأسها ناظرة لعينيه دون أن تتحرك من جلستها وقالت بجمود:
"شرفتنا دكتور عمرو .. "
ازدرد عمرو لعابه بصعوبة وهم بقول شيء فقاطعه صوت أمه النافذ الصبر تنادي ثانية لتقول ياسمين بلهجة حاسمة:
" وداعا دكتور "
تحرك عمرو بسرعة وخرج متجاوزا أبيها الواقف على الباب والذي ناظره بغضب وخيبة قبل أن يغلق الباب خلفهم ويتجه بعدها لابنته متجاهلا صوت دمدمات زوجته الغاضبة والتي تحركت للداخل مسرعة ثم صفعت باب غرفتها بغضب ...

لم يهتم عبد العزيز بكل ذلك بل جلس جوار ياسمين وسحبها لحضنه ففقدت الأخيرة كل ما حاولت التمسك به من قوة وجلد وانفجرت باكية بوجع وصوت شهقاتها تتعالى تنعي بصيص حلم كاد أن يتحقق ...وأمل روادها ومات في مهده ...تبكي قسوة بشر يجرحوها لذنب لم ترتكبه ...وقدر كتب عليها لم تخطه يديها لكنها إرادة الخالق ...فلم يلومها الخلق ...لتتعالى آآآآه موجوعة شقت صدر أبيها قبل صدرها ليضمها إليه أكثر وتترقرق عينيه بدمع حبيس يكاد يدخلها بين ضلوعه...يتمنى لو يحبس ألمها بداخله يحمله عنها ويمنحها مكانه فرحا ...ليت الأمر بيده ...لكنها إرادة الله ...
ابعد عنه قليلا ليرفع وجهها المغسول بدمعها الغزير قائلا:
"لا تحزني صغيرتي ...لم يكن يستحقق ..صدقيني سيعوضك الله بخير منه ...بمن يعشقك حقا ويحارب الدنيا ليفوز بك "
تعالى نشيجها وهي تهز رأسها برفض وعدم تصديق ...وغمغمت بصوت متهدج:
"لم أعد أريد الزواج ...لا أريد أن أسمع سيرته مرة أخرى ...لن اقبل أن أتعرض لهذا الموقف ثانية ...أرجوك أبي ...لا تجعل هذا الأمر يُفتح طوال عمري"
عاد لضمها مربتا على ظهرها ...وبداخله يدعو الله أن يرزقها بمن يستحقها ...بمن يعيد الفرح لقلبها والابتسامة لثغرها والإيمان بالبشر لروحها...ليأتيه صوتها المتقطع بحشرجة البكاء :
"أبي أسندني لأذهب لحجرتي ...قدمي لا تحملني ...اشعر أني غير قادرة على التحرك من مكاني "
ليمد أبيها يده ليرفعها ضاما إياها لصدرها بقوة ...يكاد يحملها من الأرض ...يحتويها بين ذراعيه لجسده الناحل ...ويذهب بها لغرفتها يضعها بفراشها ..ويدثرها بالغطاء ويتمدد بجوار ضاما جسدها الذي تكوم حول نفسه بوضع جانبي كجنين معطية إياه ظهرها لصدره وأخذ يربت عليها ويمسد خصلاتها بحنو حتى بدأ نشيجها يخفت وأنفاسها تنتظم ليسحبها النوم لمملكته مانحا إياها بعض الراحة رغم استمرار نشيجها المتقطع ..فظل والدها محتضنا إياها حتى انتهى النشيج واطمئن لخلودها لنوم عميق قبل أن ينسحب من جوارها ناويا الذهاب للوضوء والصلاة ...عسى أن ينال بين يدي ربه راحة ..ناويا أن يكثر الدعاء في صلاته لابنته أملا بأن يهبها الله ما يريح قلبها ويرزقها زوجا صالحا يداوي جراحها فلعلها تكون ساعة إجابة ...
ليرتفع بعد دقائق من خروجه دقات هاتف ياسمين تشق صمت الحجرة ..فأيقظتها من غفوتها لتنظر إليه فتجد أسم رؤى يضيئه ...فتجاهلت الرنين لكنها لاحظت وجود اشارة لاستلام رسالة نصية بعد انتهاء الرنين فمدت يدها بمزيج من الترقب والأمل والألم لتجد رقما غير مسجل يقول :
" ياسمين ..أنا عمرو .. كنت أحتفظ برقم هاتفك من ملفك في الكلية وأنا كلي شوق للحظة التي سنتبادل فيها الرسائل والمكالمات .. لكن يبدو أن الحلم .. سيبقى حلما .. والأماني لن تتحقق .. ياسمين . لقد أحببتك حقا ...ولن أنساك أبدا ...لكن ..أنا آسف ..ظروفي وسفري والمنحة التي كنت أنتظرها بيأس .. أنا آسف .. آسف بشدة .. أتمنى لك السعادة "
انفجرت ياسمين في البكاء تدفن وجهها في الوسادة تشعر بالإحباط وبخيبة الأمل بينما ظلت صديقتها اللحوحة تتصل فعلمت أنها لن تتوقف دون أن تجيبها ففتحت الخط مجيبة إياها بصوت باك شديد الحزن .
يتبع

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 09:17 PM   #579

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

قبل قليل في الحارة (حفل الزفاف)
كانت منسجمة بسعادة وهي تراقب مع ما يحدث أمامها من رقص ومشاغبات بين سيد وأصدقائه حتى لمحت وجها مألوفا يقترب من سيد لتتمعن به فتجده هذا الضابط المعجب بصديقتها ...ماذا كان اسمه نعم هادر ...لقد تذكرت الاسم فقد لفت نظرها بغرابته ...عندما ذهبوا له عندما سرقت حقيبة ياسمين ....
فجأة تذكرت صديقتها فشهقت وهي تنظر للساعة فتجدها اقتربت من العاشرة ...لابد أن عمرو وأسرته قد غادروا ...تلك الحمقاء لم تتصل بها رغم أنها أكدت عليها أن تخابرها فور خروجهم ...أتراهم ما زالوا هناك؟ ...لتقرر مهاتفتها فلن تستطيع قمع فضولها أكثر ...تريد معرفة ما حدث والاطمئنان...فأشارت لوالديها بيدها أنها ستبتعد لإجراء مكالمة ...فحذرها والدها بصوت مرتفع حتى تسمعه من بين أصوات السماعات التي تبث الأغاني الشعبية ألا تبتعد ...
أومأت رؤى برأسها وتحركت تبحث عن مكان هادئ بعيدا عن الأصوات المرتفعة التي لن تتيح لها سماع شيء ..حتى وقفت على بعد أمتار تولي ظهرها للحفل وهي تحاول الاتصال بها مرتين دون رد حتى كادت تيأس قبل أن تقرر الاتصال مرة اخيرة لتجيبها بنهاية الرنين ...
في الوقت الذي بارك هادر لسيد معتذرا منه عن عدم قدرته على البقاء ...فأصر سيد على اصطحابه للكوشة ليعرفه بالعروسين ليسلم على العريس وأومئ برأسه للعروس ...ثم شكر سيد معتذرا عن اضطراره للرحيل بسرعة ومراضيا إياه بقبول علبتي الضيافة التي منحها له ...قبل أن ينسحب مغادرا لخارج الحارة حيث ركن سيارته بعيدا عن مدخلها الضيق ..ليلفت انتباهه صوت رؤى الصارخ بحدة:
" ياسمين لا تؤلمي قلبي عليك ...لا تفعلي هذا بنفسك ...اللعنة عليه ...هو لا يستحقك ...ياسمين لا تبكي واهدئي حلفتك بالله ...ياسمين ...الو ...ردي على ...ياسمييين "
لم يستطع التجاهل ...يقسم حاول أن يمر من جوارها ويتصنع عدم سماع شيء لكن قلبه المتمرد رفض ...ليجد نفسه يقترب أكثر ليقف أمامها فيزداد قلقا وانقباضا وهو يرى الدموع تسيل من عينيها فلم يستطع سوى أن يسألها:
"آنسة رؤى ...هل أنت بخير ...آآآ...لقد سمعتك تهتفين باسم صديقتك ياسمين ...هل هي بخير ؟...هل هناك شيء؟.. أرجوك طمئنيني"
رفعت نظراتها إليه ...وظلت تنظر له للحظات كما لو كانت تفكر هل تخبره أم لا ...بينما هو يتلوى قلقا ...يكاد يتوسلها أن تطمئن قلبه ..ولا يعرف هل ستطمئنه أنها بخير ..أم ستنحره بأنها خطبت ...لكنه صدم بسؤالها المباغت:
"هل تطمئن عليّ أم …..على ياسمين "
امتقع وجه هادر وناظرها لا يدري بما يرد لكن رؤى لم تترك له مجالا للمراوغة فتألمها على صديقتها لم يمنحها فرصة للتريث والتفكير فيم تفعل فسألته سؤالا مباشراً:
"هل تحب ياسمين؟!"
تجمد حرفيا للحظات وهو ينظر لها بعدم تصديق ...أكانت مشاعره مكشوفة ومفضوحة لتلك الدرجة؟ ...
نهر نفسه بقوة ...وهو يقبض يديه وتنغلق ملامحه بغضب ظهر جليا على قسماته لكن الواقفة أمامه تجاهلته وهي تكمل :
"اعتذر لو كنت أحرجتك أو صدمتك ...لكني حقا بحاجة لأن أعرف ..لأن إجابتك سيتوقف عليها إن كنت سأخبرك بما حدث لياسمين أو لا "
ما حدث لياسمين!!
العبارة رنت بداخل عقله لتجعل دقات قلبه تتقافز بقلق ورغم محاولته ادعاء الثبات إلا أن صوته خذله وفضح لهفته وهو يسألها بحدة:
"ما بها ياسمين ...تحدثي بسرعة"
الإجابة كانت واضحة رغم أنه لم يجبها صراحة على سؤالها لتقول رؤى من بين دموعها:
"عليك أن تعرف أولا بأن ياسمين مصابة بالسكر منذ طفولتها"
أنعقد حاجبيه بقلق متزايد يحاول ربط هذه المعلومة بما يمكن أن يكون قد حدث لياسمين فجعل صاحبتها تنهار بهذا الشكل بينما وقفت رؤى تتأمل وجهه للحظات لتعرف وقع الخبر عليه قبل أن تكمل حديثها فرد هادر بنفاذ صبر:
"أعرف ذلك"
حينما تكورت عينيها تطالعه بصدمة أضاف هادر موضحا :
"رأيت حقنة الأنسولين في حقيبتها يوم أن سرقت ..( وأكمل بلهفة واضحة أمام عينيها ) والآن اخبريني ما حدث ..هل هي مريضة ..هل حدث لها شيء "
تعامله مع الخبر ببساطة وتلك اللهفة في عينيه جعلتا دموعها تنهمر من جديد لتهتف بقهر وشفقة على صاحبتها :
"ما حدث أن الناس لم يعد لديها قلوب لتشعر بالآخرين ...أن فتاة في رقة وجمال وأخلاق ياسمين تتعرض للجرح والنبذ والإهانة لمجرد أنها مريضة سكر..كما لو كان مرضها جريمة يعاقبها عليها المجتمع "
لم يشعر بنفسه وهو يقترب منها غاضبا ويسألها بحدة :
"ماذا تعنين؟؟ ..أخبريني من آذاها ؟؟...تحدثي دون مراوغة ..ماذا حدث لياسمين ؟"
ردت بحزن :
"كان هناك معيد لدينا بالجامعة معجب بها ...وطلب التقدم لها ...واليوم ذهب مع أسرته لخطبتها ...وبمجرد أن صارحوه بمرضها حتى أنهى الأمر وخرج دون إكمال الخطبة ...لم افهم التفاصيل فهي كانت منهارة وحزينة وتبكي وتتهمني أنني السبب فيما حدث لها ...لأنني منعتها من رفض الأمر في بدايته...لكني أردت أن أشجعها أن تعيش حياة عادية مثل الآخرين .. لكن المسكينة كانت تتوقع النتيجة ...أنا الغبية التي نهرتها مانعة إياها من رفضه أو حتى إخباره مسبقا ظنا مني بأنه شخص مثقف واعي سيتفهم أن الأمر لا يعيبها بشيء "
رد هادر بحمية واندفاع :
"بالطبع لا يعيبها ...وأي أحمق لا يفهم ذلك لا يستحقها ...ولا يجب أن تحزن عليه "
أغمض عينيه محاولا لجم غضبه وتمالك نفسه خاصة مع رؤيته لنظرة صديقتها المتمعنة فيه بأمل ولهفة ...ويجمح جماح ذلك السؤال الذي ينحر قلبه ويدمي روحه دون فائدة ليخرج رغما عنه قائلا :
"هل… كانت تحبه؟!"
ليأتيه جوابها النافي كقطرات ماء تبرد حر جوفه ...لكنه حدق فيها بقوة راغبا بثبر أغوارها فأكدت رؤى له بصدق وصله جليا:
"اقسم لك لم تكن تحبه ...بل لم تكن مهتمة بالأمر أصلا ...أنا من رأيته عريسا مناسبا لا يرفض ...وظننته سيعوضها ما لاقته من تنمر من البشر ...خاصة أنها كانت تعيش سابقا ببلدة صغيرة يتعاملون معها فيها على أنها مصابة بعاهة أو مرتكبة جريمة لمجرد مرضها ...ياسمين لديها إيمان وقناعة يقينية أن من مثلها لن تتزوج أو تجد من يحبها ويقبل بها ...موافقتها على تقدم عمرو لوالدها جاء بضغط مني صدقني "
لا يدرى هل صدقها لأنه شعرها بالفعل صادقة ..أم لأنه أراد تصديقها فهو كان كمن يحتضر واخبروه أن هناك ترياقا شافي يمكنه إنقاذه ...ما يعرفه يقينا أنه نال فرصة ثانية ...فرصة لن يضيعها من يديه ...لينظر لرؤى قائلا بأمر :
"سجلي رقم هاتفي عندك .."
رفعت إليه رؤى نظراتها بعدم فهم فتنحنح هادر وأضاف بحرج :
" إن لم يكن لديك مانع طبعا .. فأنا أريد أن أطمئن عليها ولا أعرف سواك "
شعرت رؤى بالحرج والتردد فأضاف هادر بلهجة مترجية فاجأتها:
" أرجوك يا آنسة .. طمئنيني عليها بأي وسيلة بعد أن تطمئني وتفهمي تفاصيل ما حدث .. هاتفيني أو أرسلي لي رسالة واتساب أو رسالة نصية"
تلك اللهجة المترجية التي تحدث بها هادر والتي فاجأتها أن تصدر من ضابط حازم مثله جعلتها تسرع بكل حمائية وحب لصديقتها أن تمسك بهاتفها وتسجل رقمه وتضغط عليه فصدح صوت هاتفه لتقول رؤى "هذا رقمي سجله أنت أيضا ...وسأهاتفك غدا إن شاء الله "
بكل مشاعر الامتنان أومأ هادر لها برأسه .. قبل أن يتركها متجها ناحية سيارته .. فوقفت تتطلع فيه مغادرا للحظات حتى اختفى من أمامها وهي تمنى نفسها بأمل أن يكون هذا الضابط هو من يجبر كسر صديقتها ...
ما أن استدارت للخلف حتى أجفلتها تلك العينان اللتان كانتا تقذفانها بالنار ... فتراجعت خطوة للخلف بارتباك وقلق وهي ترى سيد يقترب منها بغضب حتى كاد أ، يلامسها .. وتفاجأت به يمد يده ليقبض على ذراعها صائحا بغضب شديد :
"ماذا كنت تفعلين مع هادر كل هذا الوقت أيتها الآنسة المحترمة؟؟!!...كيف تسمحين لنفسك بالوقوف وحدكما في الظلام وتمنحيه رقم هاتفك؟؟؟ ...منذ متى وبينكما علاقة؟؟ ...ولأين وصلت علاقتك به؟ ..انطقي بسرعة قبل أن أكسر عظامك "
لم يشعر سيد من شدة غضبه وغيرته أنه كان يقبض على ذراعها بقوة ويقف مائلا بوجهه على قامتها القصيرة أمام نظراتها المتسعة بعدم فهم حتى كادت جبهته أم تلمس جبهتها حتى أفاقه من جنونه صوتا صارما من خلفه يهتف : سايااااد!… هل جننت ؟"
بوجه ممتقع أفاق سيد على والد رؤى الذي اقترب يخلص ابنته من يده هاتفا بصرامة :
" ماذا يحدث هنا ؟؟.. ماذا تفعل بابنتي ؟!!"
***********
انتهى الفصل

Layla Khalid and noor elhuda like this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 10:23 PM   #580

eglal Mohammed

? العضوٌ??? » 396290
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » eglal Mohammed is on a distinguished road
افتراضي

ربنا ياخد رقية وسمير وامه وعمرو ولسه نكمل بعد كده ......
فين سماااااااااا


eglal Mohammed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.