آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-19, 04:16 PM   #61

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
لقاء مؤثر ..مؤلم جمع عدن و جنة ...
صدمة....حزن ....دموع....
لقد علم عدن حقيقة ما مرت بة جنة..
سحر تعقلت وقررت العودة مع زوجها الى منزلها
تسلم ايدك ❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-19, 09:06 PM   #62

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميل 👏تسلم ايدك عليه 😍😘

اخيرا سحر فهمت غلطتها و عرفت الصح و ان سعادتها مع ثائر و اطفالها و الاهم انها فهمت ابوها ..
حبيت دور امها في الموضوع و انها كانت بتحاول تصلح و تعقل بنتها ❤
هبة يارب تلاقي فارس احلامها و تنسى ثائر .... واضح انه مش نصيبها و هو بيحب سحر ...

عدن اكتشف الحقيقة و ان جنة عايشة بس مع مشاعر الكره مش عارف هيعمل ايه ؟!!
جنة لها الحق في انها تكرهه و متسامحهوش بعد اللي حصل ؟ بس هتخرج من حالتها ازاي ؟؟
و اي طريق هما الاتنين هيوصلوا له ؟!!

في انتظار الفصل القادم 😍💗


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 09:11 PM   #63

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
لقاء مؤثر ..مؤلم جمع عدن و جنة ...
صدمة....حزن ....دموع....
لقد علم عدن حقيقة ما مرت بة جنة..
سحر تعقلت وقررت العودة مع زوجها الى منزلها
تسلم ايدك ❤❤❤
الله يسلمك يا رب
سعدت بوجودك ومتابعتك
لك مني أطيب تحية 🌹🌹


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 09:13 PM   #64

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gigi.e omar مشاهدة المشاركة
فصل جميل 👏تسلم ايدك عليه 😍😘

اخيرا سحر فهمت غلطتها و عرفت الصح و ان سعادتها مع ثائر و اطفالها و الاهم انها فهمت ابوها ..
حبيت دور امها في الموضوع و انها كانت بتحاول تصلح و تعقل بنتها ❤
هبة يارب تلاقي فارس احلامها و تنسى ثائر .... واضح انه مش نصيبها و هو بيحب سحر ...

عدن اكتشف الحقيقة و ان جنة عايشة بس مع مشاعر الكره مش عارف هيعمل ايه ؟!!
جنة لها الحق في انها تكرهه و متسامحهوش بعد اللي حصل ؟ بس هتخرج من حالتها ازاي ؟؟
و اي طريق هما الاتنين هيوصلوا له ؟!!

في انتظار الفصل القادم 😍💗
أهلاً بك عزيزتي جيجي
الله يسلمك يا رب
إن شاء الله الفصول القادمة تجيب عن تساؤلاتك العديدة
سعيدة بنتابعتك ومشاركتك
لك مني أطيب تحية ☺👌🏻😘


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-19, 09:13 PM   #65

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

مشهد من الفصل الحادي عشر
إنتظرونا غداً السبت إن شاء الله
جنّة عدن

عقد حاجبيه يلتهمها بنظراته، كمراهق يرى فتاةً خلاّبة هيّجت هرموناته.
شعرها البني الموّشح بخصال شقراء يتساقط كشلاّلات حول كتفيها، تبرّجها الهادئ يبرز جمال ملامحها وجاذبيتهما،
جزّ على أسنانه يجول بنظراته المشتعلة حول تضاريسها، نهديها البارزين الذين تضاعف حجمهما بسبب الحمل، بالرغم من أنّها لم تكتسب الكثير من الوزن، سوى بالأماكن الخطيرة، فستانها الزهري الفضفاض، يخفي أثار حملها، بالكاد يغطي فخذيها.
حبس أنفاسه وهو يراقبها تقترب منه، فسبقتها رائحة عطرها التي يعشق، فأغمض عينيه يتنشّق بعمق، يستغفر ربّه بسرّه
يبدو أن زوجته تنوي قتله اليوم، الآ يكفيه أنّه محروم منها منذ أشهر طوال، أوّلهم كان بسبب المشاكل وأخرهم كان بسبب حالتها الصحية التي فرضت عليه عدم الإقتراب منها.
فتح عينيه يراها أمامه مباشرة، تبتسم له بخجل، ذكّرته بها في أوّل أشهر زواجهما، لذيذة وخجولة ومثيرة.
تصلّب جسده عندما بسطت كفّها فوق صدره تسأله بنبرة أثارته بالرغم من أنّ مضمون سؤالها لا يتعدّ حدود البراءة « هل أنت جائع؟»
رفع حاجبه بتعجّب، هل هذا سؤال طبيعي، أم ملغوم؟ تنحنح يسألها« أين التوأم؟» علّهما يأتيان لنجدته ويرحمانه من معاناته.
عبست تبعد كفّها« لقد، لقد أرسلتهما مع والدتك، سينامان عندها» أخبرته تتراجع عنه بضع خطوات
وهو الآخر تغضّنت ملامحه، حكّ عنقه بتوتر، لا يعرف ماذا عليه أن يفعل بهذا الحال،


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 06:48 AM   #66

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

جنّة عدن
الفصل الحادي عشر

( الهمّ أشبه بالنزيف الداخلي
لا يلاحظه أحد
ولكن المه داخلي يُرهق صاحبه حدّ الهلاك )

أتى لزيارة عمّه بعد أن أخبره والده أنّه وقع صريع المرض، والطبيب الذي عاينه أخبره أن قلبه ضعيف وما عاد يتحمّل أعباء وهموم الحياة كالسابق.

عمّه المسكين تبدلّت صحّته كليّاً بعد ما حصل مع جنّة، المرض والهم هدّا حيله، وبالرغم من كل شيئ ما يزال يحاول الصمود والإستمرار من أجل بناته، قلقاً عليهن ثلاثتهن، واحدة زلّت قدمها بالخطيئة، وبالرغم من ذالك، لم يقوى على التخلّي عنها بشكلٍ كلّي.
وواحدة تزوجت وسافرت مع زوجها، وواحدة ما تزال مراهقة، وجدت نفسها بين يوم وليلة وحيدة، تنعي وفاة أختها الحبيبة وتودّع الثانية بداعي الزواج والسفر .

« سيكون بخير، أنت فقط إدعي له بالصحّة والسلامة» طلب من هدير الجالسة بقرب سرير والدها بصمت.
« إن صحّته تتدهور أكثر فأكثر منذ وفاة جنّة» تمتمت هدير خائفة من أن تفقده، فهو كل ما تبقى لديها بهذه الحياة.
« لقد طمأنني عنه الطبيب، قال بأنّه فقط بحاجة لبعض الراحة والإبتعاد عن الإجهاد الجسدي والنفسي»
ومأت هدير تتأمّل ملامح والدها النائمة بحنان، سيكون بخير بمشيئة الله وحده، ولهذا الأمر هي تدعو له عند كل وقت صلاة، علّ الله يلطف بهم ويخرجه من أزمته الصحية على خير.

**************************************

تركت جنّة غرفتها تشعر بضيقٍ بصدرها، تحتاج لأنّ تتنشّق هواءً طلقاً، لربما تخرج الى الشرفة وتراقب السيّارات المارّة، علّ ذلك الأمر يشغلها عن التفكير بكل مجريات حياتها، وينعم عليها ببعض السكينة.
قطعت البهو الصغير الذي يفصل غرف النوم عن غرفة الجلوس التي تطل الى الشرفة يخترق أسماعها صوتاً مألوفاً، صوتاً من المستحيل أن تخطئ فيه أو تشبّهه، فكيف بها تفعل مع صوتٍ كان صاحبه رفيق دربها.
تسمّرت بأرضها قبل أن تظهر هيئتها لهبة، تستمع الى الحديث الذي بدا لها واضحاً أنّه يصدر من اللوحة الإلكترونية التي تمتلكها، تستعملها في بعض الأحيان لمشاهدة البرامج التي تتابعها.

وبصوته العذب، يعظ الناس، يقدّم لهم النصائح، بنبرة هادئة تخترق القلب والعقل بإنسياب، كهدهدة والدة تحاول حث طفلها على السكينة من بعد عناء يوم طويلٍ مرهق، فيصمت الطفل ويشغل نفسه بتأمّل شفاه والدته وإمتصاص صوتها العذب والحنون حتّى الرمق الأخير.

(لا تمتثل للأوامر الشريرة التي تطلب منك التسليم الكامل لإرادة أصحابها الخاطئة أو لوجهة نظرهم المنحرفة عن الطريق المستقيم والزائغة عن الصواب، بل إنه ينبغي التّجنّد في سبيل إلحاق الهزيمة بتلك القرارات التي جعلت من التّقدّم تأخراً، ومن النصر هزيمة، ومن الأمل يأساً، ومن الارتقاء والإخلاص تراجعاً ورياءً.

لقد وصلت المرحلة التي يجب علينا أن نتحلى فيها بالصراحة الكاملة وعدم الخجل من أنفسنا أولا ومن قول كلمة الحقيقة ثانيا، ذلك حتى نحمي أنفسنا ومؤسساتنا من الأخطاء التي تودي بها في مهاوي الردى، فنغيب وتغيب معنا الحقيقة للعالمين.

حاسب نفسك قبل حساب الشدة؛ فإنّه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة؛ عاد مرجعه إلى الرضى، والغبط،
ومن ألهته حياته، وشغله هواه؛ عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة، فتذكّر ما توعظ به، لكي تنتهي عما تنهى عنه.

إن مِنْ علامة صدق توبتك أن تعترف لله بذنبك،
وإن مِنْ إخلاص عملك أن ترفض عجبك،
وإن مِنْ صدق شكرك أن تعرف تقصيرك.)

إهتزّت ساقيها توشكان على خذلانها فإستعانت بالجدار قربها تستند عليه، إنّه عدن، عدنها!
ولكنّها لا تفهم ما سبب حديثه هذا، ولا لمن يقوله، أو كيف وصل ذلك الفيديو لهبة؟
وبعد أن لملمت شتات نفسها جرّت قدميها نحو غرفة الجلوس آخدة هبة على حين غرّة، فسارعت الأخيرة بإطفاء الجهاز بحركة متبعثرة مرتبكة، تدعو بسرّها أن لا تكون قد سمعت أو لاحظت شيئ.
وضعت اللوحة على الطاولة تقف من مكانها تقول بنبرة مهتزة« جنّة، هل تحتاجين لشيئ؟»
سألتها تشتم نفسها على سؤالها الغبي، فسارعت بتدارك الأمر مردفة« أنا سعيدة بخروجك من غرفتك أخيراً، تعالي، إجلسي معي، سأصنع فنجانين من القهوة وبإمكاننا أن نشاهد سويّاً برنامجاً على التلفاز»
توغّلت جنّة داخل الغرفة ترمق اللوحة الإلكترونية بفضول، تريد أن تعلم ما الذي كانت تشاهده هبة، ومما زادها فضولاً، ردّة فعل الأخيرة عندما رأتها، كأنّها أُمسكت تقوم بالجرم المشهود.

جلست جنّة على الأريكة المجاورة تجول بنظرها المضطرب بين هبة واللوحة، فلاحظت الأخيرة ذلك مدركة بأنّها سمعت حديث عدن.

« لقد سمعتي اليس كذلك؟» سألتها هبة تلحظ إنخطاف لون الأخيرة، حتّى بدت لها كالأموات.
عادت جنّة بنظرها الى اللوحة تسألها بنبرة متحشرجة« ما الذي كنت تسمعينه؟»
إستعادت هبة اللوحة، فتحتها تقلّب بصفحاتها وهي تقول بإرتباك« بصراحة، بصراحة لا أعلم كيف سيكون وقع تلك المعلومات عليك، لا أعلم إذ كان الأمر سيحزنك أو سيعزّيك، ولكنّي فضّلت أن أخفي الأمر عنك لبعض الوقت، فقط لريثما يصبح أمر عدن أقل الماً لك.» قالت تناولها إيّاها.
تشعر بقلبها يتقافز بصدرها، ذعراً وترقباً لردّة فعل جنّة.

تناولت جنّة اللوحة منها يتنامى توترها رويداً رويدا، لا تعلم ماذا عليها أن تتوقّع من القادم.
وبتردد جزع نزلت بنظرها الى الشاشة، وأوّل ما لفت بصرها إسم عدن عقيل، رمشت عدّة مرات تعود الى عنوان الصفحة
- جنّة عدن
- إعداد وتقديم: عدن عقيل.
- عدد متابعين الصفحة000000
وبأنامل مرتعشة نزلت بالصفحة تتفقد محتوياتها، تقرأ عنوانين الفيديوهات التي أغلبها يتعدّى عدد مشاهدينها الألآف، ومشاركتها المئات.



# القلوب المتعلّقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.

# القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية،
ويصدأ كما تصدأ المِرْآة، وجلاؤه بالذكر،
ويعرّى كما يعرّى الجسم، وزينته التقوى،
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة، والتوكل، والمحبة، والإنابة.

# أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.

# إعرف عدوك، واحذر صديقك إلّا الأمين.

# من عرّض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظن به.

# إقتراب الشبهات بداية طريق الضلالة

إقرأ المزيد على موضوع.كوم:

غامت مقلتيها بالدموع تحجب عنها الشاشة الصغيرة، رمشت عدّة مرّات بهدف تصفيتهنّ وضغطت على تعليقات إحدى الفيديوهات لتفقّد أراء المتابعين، تشعر بقلبها ينكمش بصدرها، بدموعها تتساقط غزيرة، بمشاعرها متناقضة لا تعرف على أي شاطئ ترسو.

إبتسمت بصدق وهي تقرأ تعليقات الشباب والصبايا، يصفون حالتهم بعد مشاهدة فيديوهاته وعظاته، يخبرونه كيف أنّها بدّلت سير حياتهم كليّاً، بأنّ أحاديثه ونصائحه المتبوعة بشواهد من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة قد نوّرت قلوبهم وأرشدتهم الى طريق الصواب، بعد أن كانوا ضالّين ما بين الحق والباطل، ما بين الحلال والحرام، ما بين الشبهات التي يتعاملون معها على أنّها مباحات، يخبرونه بأنّ مواعظه كانت كالنجمة الساطعة في سماء لياليهم المعتمة ترشدهم الى وجتهم كي لا يضلّوا الدرب.

كتمت شهقتها الهاربة بأناملها الدقيقة تشعر بفرحة عارمة كأنّ تلك التعليقات موجهة لها، فرحةً بنجاح ومضمون صفحته المميزة.
هذا هو عدنها، عدن الذي وقعت بغرامه، والذي كان ما يزال ساكناً بكيانها، هذا العدن الذي ما كانت تستطيع التخلّص من أثره، بالرغم من كل الأذى الذي تسبّب فيه لها.

إنتقلت هبة الى أريكتها حائرة بأمرها، لا تعلم كيف تتصرّف معها وهي بحالتها تلك، ولكنّها قررت بعد برهة أن تواسيها بضمّ جسدها المتصلّب الى صدرها تقول بنبرة متعاطفة ومتفهّمة «إبكي جنّة، إبكي ولا تتركي ذلك القهر يتجذّر بأعماقك، إنّه يحاول أن يكفّر عن ذنوبه بطريقته الخاصّة، وأنت كفّرتي عن أخطائك بكل ما خسرتيه الى الآن، لقد حان وقت الغفران، الا تعتقدين؟» سألتها تبعدها عن صدرها، تتقصّد النظر مباشرة الى عينيها.

مسحت جنّة دموعها لتحل مكانها أخرى « أنا وعدن من المستحيل أن نتمكن من تخطي ما حصل معنا» أخبرتها تنكمش على نفسها، حضنت جسدها المنهك تحاول إحتواء مشاعرها المتناقضة والمرهقة.
« أنت وعدن كلاكما تستحقان فرصة جديدة يا جنّة» أخبرتها تفكّر بمشاعرهما الواضحة الملامح، مشاعر حب مغمّسةً بالألم والخيبة والعتاب.

إبتسمت جنّة بمرارة تجيبها« عندما يحين الوقت، سأغفر له وأعتقه من ذنبه، سأحرره من قيدي كي يتمكن من متابعة حياته»

عضت هبة على شفّتها، تفكّر بما سمعته من عدن ذالك اليوم، حين كان الحزن يقطر منه قطراً، يفيض من مقلتيه ونبرة صوته، حتّى أبكى الحجر،
تفكّر بإتصالاته اليومية لها كي يطمئن على حال جنّة وأوضاعها، يسألها عن أصغر تفاصيل يومها، يستغل رحابة صدرها، للإستفسار عن كل شاردة وواردة تخصّها........يحاول أن يكون قريباً منها بالوسائل المتاحة له حالياً.

« عدن من المستحيل أن يتابع حياته بعيداً عنك، كوني متأكدة» أخبرتها بنبرة واثقة.

هزّت جنّة رأسها بإصرار، تخبرها بأنّ هذا الأمر مستحيل حدوثه «أنا من المستحيل أن أعود اليه، نحن من المستحيل أن نكون معاً من جديد»
أخبرتها بغصّة، تعود للبكاء، تفكّر بأمومتها التي خسرتها، حتّى لو حدث وسامحته، وغفرت له، من المستحيل أن تربط عدن بها وهي عاجزة عن إنشاء عائلة معه، إذ هي من الأساس نزعت فكرة الإرتباط من بالها كليّاً بسبب تلك المسألة، من المستحيل أن تربط مصيرها بمصير رجل لن تكون قادرة على إنجاب أطفاله.
مسحت هبة لها دموعها، تبتسم بحنان، تتفهّم مخاوفها، أعادتها الى صدرها تخبرها« تفائلي بالخير، ف الله لا يحمّل الإنسان ما لا طاقة له به، وأنا متأكدة بأنّ الله يخبئ لك الخير، أنت فقط لا تقنطي من رحمة الله »

« ونِعم بالله، الحمدلله، أنا راضية وقانعة، أقسم لك بأنّي راضية»
رددت جنّة تحتضن اللوحة الى صدرها، تعاني من مشاعر متضاربة،
ما بين فرحتها لعدن وما يقوم به،
وحزنها وحسرتها على حالها ووضعها.
تحسده
إذ إستهدى على درب الغفران
وترثي نفسها التي ما تزال تتخبط وسط جدران الأحزان.


*************************************

عاد الى المنزل عند المساء مستغرباً هدوئه الغير المعتاد، إذ في العادة التوأم يكونان بإنتظاره عند الباب.

خلع حذائه وعلّق مفاتيحه، تفقّد هاتفه يتأكد إذ كانت سحر قد أرسلت له رسالة تخبره بأنّها ستخرج، فلم يجد سوى رسالة الصباح عندما أخبرته بأنّها ستذهب مع والدتها لزيارة الطبيب .
ورسالة أخرى بعد عودتها، تطمئنه بأنّ كل شيئ على ما يرام.

رفع بصره عندما شعر بحركة طفيفة قادمة من البهو.
ومن دون أن يعي وضع الهاتف على الطاولة المجاورة عاجز عن الإشاحة بنظره عن القادمة نحوه.
يتأمّلها بإنبهار تام، مذهولاً بجمالها الذي عاد يزهر بعد عودتها الى المنزل.
عقد حاجبيه يلتهمها بنظراته، كمراهق وقع نظره على فتاةً خلاّبة هيّجت هرموناته.
شعرها البني الموّشح بخصال شقراء يتساقط كشلاّلات حول كتفيها، تبرّجها الهادئ يبرز جمال ملامحها وجاذبيتهما،
جزّ على أسنانه يجول بنظراته المشتعلة حول تضاريسها البارزة بوضوح، التي تضاعف حجمهما بسبب الحمل، بالرغم من أنّها لم تكتسب الكثير من الوزن، سوى بالأماكن الخطيرة، فستانها الزهري الفضفاض، يخفي أثار حملها، بالكاد يغطي فخذيها.
حبس أنفاسه وهو يراقبها تقترب منه، فسبقتها رائحة عطرها التي يعشق، فأغمض عينيه يتنشّق بعمق، يستغفر ربّه بسرّه
يبدو أن زوجته تنوي قتله اليوم، الآ يكفيه أنّه محروم منها منذ أشهر طوال، أوّلهم كان بسبب المشاكل وأخرهم كان بسبب حالتها الصحية التي فرضت عليه عدم الإقتراب منها.
فتح عينيه يراها أمامه مباشرة، تبتسم له بخجل، ذكّرته بها في أوّل أشهر زواجهما، لذيذة وخجولة ومثيرة.
تصلّب جسده عندما بسطت كفّها فوق صدره تسأله بنبرة أثارته بالرغم من أنّ مضمون سؤالها لا يتعدّ حدود البراءة « هل أنت جائع؟»
رفع حاجبه بتعجّب، هل هذا سؤال طبيعي، أم ملغوم؟ تنحنح يسألها« أين التوأم؟» علّهما يأتيان لنجدته ويرحمانه من معاناته.
عبست تبعد كفّها« لقد، لقد أرسلتهما مع والدتك، سينامان عندها» أخبرته تتراجع عنه بضع خطوات
وهو الآخر تغضّنت ملامحه، حكّ عنقه بتوتر، لا يعرف ماذا عليه أن يفعل بهذا الحال، غافلاً عن تغير مزاجها.
« أنا جائع»
تمتم وهرب منها نحو المطبخ، يستغفر ربّه على الأفكار والمشاعر التي غزته دفعة واحدة، يشعر بأنّه قنبلة موقوتة على وشك الإنفجار.

وهي حدّقت بقفاه بصدمة، تشعر بقلبها يتمزّق داخل صدرها.
حضنت نفسها تتلألأ مقلتيها بالدموع، وكل ما يجول بعقلها بأنّ ثائر ما عاد يحبّها،
ثائر أعادها الى المنزل فقط من أجل وضع حملها وجمع شمل العائلة.
لقد خسرت حب ثائر لها.
ومن دون تعليق، إنسحبت الى غرفتها، لا تريده أن يرى دموعها وبأسها،
لا تريده أن يشهد على إنكسارها.

دخل ثائر المطبخ يتنفّس بعشوائية، يحاول جمع شتات نفسه التي بعثرها مظهر زوجته الخلاّب، الذي يبدو أنّها تعمد على تذكيره بتفاصيلها التي كان يعشق بنهم، أو لربما كان يتناسى في هدف تصبير نفسه على فراقها وعدم الإقتراب منها بعد عودتها.
حدّق بالطاولة بفم فاغر وعينين جاحظتين، يتأمّل الطاولة المجهزة بعناية تامّة، تتضمن جميع الأصناف التي يعشقها دون إستثناء، باقة من الأزهار وسطها، وطبقين إثنين فقط، لها وله.
عقد حاجبيه لا يفهم سبب ما يحصل من حوله.

وبعد برهة من التفكير، ضرب على جبهته يشتم نفسه بعد أن أستوعب عقله الحاصل« أيّها الأبله الغبي، لقد كانت عند الطبيب، وأرسلت لك رسالة تخبرك فيها بأنّ كل شيئ معها على ما يرام، هذا يعني.....»
وترك المطبخ عائداً اليها، وعندما لم يجدها بغرفة الجلوس ذهب مباشرة الى غرفة النوم، التي تركها لها مؤخراً ينام بغرفة التوأم، طرق الباب بخفة ودخل يشاهدها إنتفضت من مكانها توليه ظهرها، ومن حركة يدها على وجهها علم بأنّها كانت تبكي، مسحت دموعها وتنحنت تقول بنبرة حاولت قدر الإمكان أن تخفي خلفها خيبتها« هل تحتاج لشيئ ما؟ سأدخل الحمّام لبرهة، وأتي حالاً كي نأكل سوياً»

وهربت ناحية الحمّام، فسارع اليها يوقفها، جذبها من ذراعها يديرها اليه، مصدوماً بدموعها الصامتة، وسحر بحياتها لم تحاول إخفاء دموعها عنه، بل كانت تتعمّد إستعمال دموعها للحصول على مبتغاها، أمّا الآن، فيراها محرجة بدموعها تلك، لا تريده أن يرى إنكسارها وحزنها.
مدّ أنامله يمسحهم بسبابته برفق، يعتذر« أتعلمين؟»
سألها فهزّت برأسها لا تعلم
إبتسم « المرّة السابقة عندما ذهبنا لزيارة الطبيب، كنت أترقّب سماع خبر أنتظره، مستعدّاً له بكل عتادي» صمت لبرهة يردف بنبرة متحسّرة« وبكل أسف، يومها عدت خائباً» أخبرها يلحظ نظراتها الفضولية، تطالبه بالمزيد
فتنهّد بحرارة يقول بنبرة متلاعبة « أرجوك، لا تجبريني على شرح تفاصيل معاناتي لك»
إبتسامة حرجة زيّنت محياها، أشاحت بنظرها تهرب من نظراته المشتعلة، فرفع ذقنها بطرف سبّابته يردف بنبرة متحشرجة طمأنت قلبها على مشاعره إتجاهها« رؤيتك بهذه الهيئة أثارتني حدّ الجنون على فكرة، ولهذا الأمر هربت منك الى المطبخ، خوفاً من أن أضعف أمامك فأضرّك أنت وطفلتنا المشاغبة»
تورّدت وجنتيها خجلاً لذيذاً، تحوم بنظراتها حول تضاريسه، تحاول تفادي النظر الى عينيه مباشرة، عضّت على شفّتها تتمتم بنبرة حرجة« لقد، لقد أخبرني الطبيب أنّه يمكننا ممارسة حياتنا الزوجية دون خوف أو قلق »
إتّسعت إبتسامته يومئ لها« نعم، هذا ما إستنتجته بعد أن إنقشعت غمامة البلاهة التي سيطرت علي لبرهة طويلة»
ضحكت بعمق وهو جذبها اليه يحتويها بين أضلاعه، إستلم شفتيها الدافئتين يقبّلها بشوق، آهٍ كم إشتاق، وأخيراً عادت الأمور الى نصابها بحياته، عادت الطمأنينة وراحة البال، وسحر، مع كل يوم يمر عليها من بعد عودتها تبرهن له أنّها تغيّرت كثيراً، نضجت، وأصبحت أكثر حكمة وهشاشة.
ويبدو أنّه سيقع بغرامها من جديد، ولكن هذه المرّة، بطريقة مختلفة كليّاً............

*********************ْ*****************

طنّ الجرس يعلن عن قدوم زبون، فرفعت بصرها تبتسم، هامّة بالترحيب بالقادم، ولكنّها سرعان ما عبست تشعر بقلبها يقفز قفزةً أرعبتها.
لقد أعلمته منذ أكثر من شهرين بأنّه لا يملك فرصة مع جنّة.

يومها فأجأها ببرودة ردّه:

« هل أفهم من كلامك بأنّي لا أملك فرصة معها أبداً» سألها يرمق جنّة بطرف عينه، التي كانت كعادتها تشغل نفسها بالعمل.
رفعت هبة حاجبيها تتنهّد بعمق تفكّر بأنّ كلاهما خاب أملهما بآل عقيل« لا يا قريبي، إنّها عالقة وسط علاقة معقدة جداً، وأنصحك بأن لا تطيل التفكير بها، وأبدأ بالتفكير بحياتك بعيداً عنها.»
عاد بنظره اليها، يرمقها بغموضٍ وتّرها، بعثر كيانها، فغضّت بصرها هاتفة به«ما بالك تنظر الي بهذه الطريقة؟»
سألته ترتّب حجابها بعفوية تامّة وهو إبتسم يقول بمرح « يبدو أن القدر يلعب لعبته معنا يا قريبتي، ويبدو أن نهايتنا لن تكون سوى معاً»
عقدت حاجبيها بتساؤل، لا تفهم مقصده وهو لم يضف على ما قاله، بل إكتفى به وغادر، غادر يومها مخلّفاً ورائه أفكاراً متناقضة، تتبعثر في كل إتجاه، تفسّر كلامه بألف طريقة ومعنى، شغل بالها وسرق النوم من عينيها،
فكانت عند كل صباح، تستيقظ عازمة على سؤاله عن مقصده عندما يعود لزيارة الصيدلية، وعندما يعود، يُعقد لسانها كمراهقة تتراقص الهرمونات بعروقها، ما عاد يأتي للسؤال عن جنّة، بل ما عاد يولي الأخيرة نظرة ثانية، بل أصبحت زياراته القصيرة، منصبّة عليها، يسألها عن حالها وأحوالها وحال والدتها، يأخذ نارة ويرحل.

ولكنّها هذه المرّة لن تجبن، ستسأله وتعتق نفسها من دوّامة التفكير التي تعبث بمشاعرها، لا بل ستطرده من الصيدلية وتطلب منه أن لا يعود اليها أبداً.
نعم هذا ما ستفعله بالتحديد.
فتحت فمها عندما وصل اليها،
وعندما خذلها لسانها الخائن
عادت وأطبقته تشتمه بغيض

وقف بلال قبالتها، كالعادة، يفصل بينهما مكتبها الخشبي العريض، وكعادته القى سلامه المرح على مسامعها، يستمتع بتأثيره عليها، يشاهد أمام عينيه الفرص الذهبية التي فوّتها على نفسه لسنوات طوال.
يؤنّب نفسه على كل لحظات التردد وعدم الثقة التي كان يتحلّى بها، يحاول إقناع نفسه بأنّهما ليسا لبعضهما،
ولكنّ يبقى السؤال الأهم:
من الذي قرر ذلك،
هي أم هو ؟
أم المجتمع؟
أم العادات والتقاليد؟

جلس على المقعد المقابل لها يسألها، « كيف حالك اليوم؟»
حدّقت به مطوّلاً قبل أن أجابته بجفاء« بخير، هل تحتاج لشيئ؟»
«بالحقيقة، نعم، أحتاج لشيئ» أجابها يعتدل بجلسته، يستعد لإلقاء قنبلته، وليحصل ما يحصل، على الأقل لن يعيش بين الشك واليقين، سيأخذ الخطوة الواجبة عليه، ويتحمّل مسؤولية فعلته.
«أتيت كي أعلمك بأنّي أنوي الذهاب أنا ووالدتي وشقيقتي لزيارتكم في المنزل، لطلب يدك للزواج »
رفعت بصرها اليه بصدمة على وشك توبيخه، ولكن نظرة الجديّة التي رمقها بها أخرست لسانها، هل هو جاد؟
« إسمعيني قبل أن تجيبي» أوقفها لا يريدها أن تتسرّع بالرد« أنا وأنت نعرف بعضنا منذ» صمت يفكّر مردفاً« منذ لا أذكر متى، وبصراحة لطالما أعجبتني، وتمنّيت مثيلتك زوجة لي، تشبهك قالباً ومضموناً، ولكنّي كنت غافلاً عنك أنت بالتحديد نظراً لفارق السن الضئيل الذي يفصلنا» قال تتوشّح وجنتيه بخجل لم ينقص من رجولته قيد أنملة، تململ بجسده يتنحنح مردفاً « ومن ثمّ التقيت بجنّة، لا أنكر بأنّ الفتاة أعجبتني، ولكنّها أعجبتني فقط لأنّها تشبهك، ولأنّي وجدت فيها مواصفاة المرأة التي أرغب بأن تمتلك إسمي، ولكن يبدو أن القدر لا يريد غيرك لي، لذا أتمنّى منك أن لا تردّي الآن، فكّري بالموضوع، أعطني فرصة عادلة قبل أن تقرري، إتفقنا»
قال ما قاله وهي ما تزال واقعة تحت تأثير حالة من الذهول والصدمة، فاغرة فاها، قلبها يقرع بصدرها كالطبول، العرق يتصبب من عدّة أماكن حساسة بجسدها، لا يستوعب عقلها ما تفوّه به بلال للتو.
إذ نعم، هي لا تنكر، بأنّه لطالما أعجبها، لطالما وجدت فيه خصال الرجل والزوج المثالي، ولكنّها أبداً لم تفسح المجال لمخيّلتها أن تفكّر به بتلك الطريقة، لأسباب عدّة، وأولها هو أنّها حقاً تكبره بعام واحد، ويبدو أن كلاهما كان يعتبر تلك المسألة عائقاً يلجم مشاعرهما لبعضهما.
ولكنّ ما الذّي تغيّر حتّى فجأة لم يعد هذا الفارق يقف عائقاً أمام تطوّر مشاعرهما لبعضهما؟
صدمها عقلها الذي يتقبل فكرة الإرتباط به دون وضع عقبات، مذهولة من مشاعرها التي لم تنفر منه، بل تجد نفسها تحبّذ الفكرة، ترغب بأن تعطي نفسها فرصة، تعطيه فرصة، لربما يكون هو سعيد الحظ الذي سيجبرها على الخروج من خانة العنوسة ونيل فرصة أن تكون زوجة ووالدة،
نعم إنّها ترغب بأنّ تكون والدة وبشدّة، خاصّة بعد أن جرّبت حنانهم عبر توأم ثائر، بحيث الأخيرين غزا أوصالها بمشاعر أمومة رقيقة، مشاعر ترغب بأن تعيشها مع أطفالٍ من لحمها ودمها.

وبالجهة الثانية من الصيدلية كانت جنّة ترتّب عبوات صابون غسل اليدين على الأرفف، تكبح الماً مبرّحاً يغزو خاصرتها منذ فترة، ولكنّها غفلت عنه، لا ترغب بأنّ تثير قلق من حولها عليها، تواسي نفسها بأنّه المٌ عابر وسيغادرها مع الوقت ولكن يبدو أنّه لا يرغب بمغادتها، إذ تجده يشتد ضراوة مع مرور الوقت.
إستندت الى الرفّ تشعر بنظرها يزوغ، تتراقص الأرفف أمامها، أنفاسها حامية والعرق يتصبب من جبهتها وعنقها.
« لطفك يا رب» رددت تسحب نفسها الى المكتب الصغير، وبعد معاناة وصلت الى حقيبتها الصغيرة، حيث تضع مسكّن الألم، أخذت ثلاث أقراص هذه المرّة، جرعة مضاعفة، علّها تخفف عنها بعضاً من هذا الألم الرهيب.

زحفت تستلقي فوق السرير الفردي بالمكتب، تحاول أن تكتم شهقاتها التي تصدرها رغماً عنها، تتنفس شهيقاً وزفيراً بإنتظام، علّ ذلك يخفف عنها الألم.

**********************************

« أنا خائف من أن توافيني المنية قبل أن يطمئن قلبي على جنّة يا ثائر، جنّة خسرت كل شيئ، وأنا خائف من أن تبقى وحيدة الى الأبد، إذ لا أعتقد بأنّ هناك رجلاً سيقبل الزواج بها بماضيها» حنى عنقه يغص بالعبارات، يشعر بالنيران تشتعل بصدره، يستغفر ربّه، يحاول أن يتخلّى عن شعور الغضب الذي ينغل بصدره في كل مرّة يتذكر ذنب إبنته....

« وحّد الله يا عمّي، أنت رجل مؤمن، وتؤمن بقضاء الله وقدره، وثانياً، جنّة ليست وحيدة، فكلّنا هنا أهلها، إبتداءً بك وبأخواتها وإنتهاءً بنا بوالداي، حتّى عندما تركتها بالمستشفى، فأنا واثق بأنّك لم تفعل ذلك الاّ لتأكّدك بأنّي لن أتخلّى عنها، ولن أفعل يا عمّي، جنّة أختي وسأفعل ما بوسعي لتبقى مكرّمة ومعززة» قال ثائر قلقاً على صحّة عمّه، يرى الحزن يتآكله بصمت، كالمرض الخبيث الذي يقتل الإنسان على غفلة منه.
« تلك الفتاة كسرت ظهري بفعلتها» هتف عماد بحرقة، يقبض على صدره بألم« في بعض الأحيان عندما أفكر بحالنا وما آلت اليه حياتنا من بعد خطيئتها تلك أغضب، أغضب وبشدّة، ولكنّي أعود وأستغفر ربّي، أتوسّله أن يغفر لها، أخاف أن أغضب عليها فيتعاظم عليها غضب الله وسخطه »

زفر ثائر بحرارة، لا يعلم كيف يخفف من معاناة عمّه، ولكنّه واثق أن الدعاء سيبّرد نيران غضبه وينزل عليه بالسكينة فقال يحثّه « لا تكف عن الدعاء لها يا عمّي، إذ بنهاية المطاف جنّة ليس لها سواك من بعد والدتها، هي بحاجة لتلك الدعوات كي تنال رضى خالقها، لعلّ دعواتك تستجاب ويسخّر الله لها أولاد الحلال »
رفع عماد كفيه يدعو لها من صميم قلبه، خائف من حزن نفسه عليها « اللهم إنها ظلمت نفسها ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لها مغفرة من عندك وارحمها انك أنت الغفور الرحيم»

« أمين » هتف ثائر خلفه يدعو لها ولأخيه بالمثل، يدعو لهما براحة البال والسكينة، أن يكون ذلك اليوم قد قرب، ويراهما فيه سويّاً وقد غفرا لنفسيهما وبعضهما.

*****************************************

إنتهى من تصوير الفيديو المباشر بعد أن أجاب على أغلب أسئلة المتابعين يعد البقية بأنّه سيجيب عليها بحلقة ثانية.
أطفأ الجهاز يشعر براحة نفسية، فرحاً بإنجازاته، وتعليقات متابعينه والأثر الذي تتركه عظاته فيهم.
تنهّد بعمق يذهب تفكيره الى جنّته، تتغضّن ملامحه عندما تذكّر حديثه مع هبة، التي أخبرته بأنّ حال جنّة لا تعجبها، تبدو مريضة، كميّة طعامها قلّت كثيراً ودائما ما تبدو لها أنّها تعاني بصمت.

أمسك هاتفه يتصل بثائر، لقد إتّصل به الليلة السابقة وطلب منه أن يذهب لتفقدها والتأكد من أنّها بخير، والاّ سيذهب اليها بنفسه.

وبعد أن تأخر ثائر بالرد عليه، بدأ القلق ينال منه، فأعاد الإتصال مرّة ثانية يهم لمغادرة المنزل، لقد سئم من البقاء بعيداً ينتظر الجميع بأن يشفقوا عليه بخبر عنها يبرّد قلبه.

« الو عدن »
« أنا أنتظر إتصالك منذ الصباح ثائر، ماذا يحصل عندك بحق السماء؟» سأله بنبرة مهتاجة.
« عدن» قال وصمت، وطريقة قوله عدن خبأت بين طيّاتها الكثير، وكأنّه يحمل بجعبته مصيبة ولا يعرف كيف يفصح عنها.
« ماذا هناك تكلّم؟»
« إنّها جنّة، لقد نقلناها الى المستشفى منذ ساعات، عليك أن تأتي حالاً»
« ماذا حصل معها» سأله عدن يخرج من منزله بالثياب التي عليه« ما بها أخبرني، هل هي بخير، كيف حالها، ماذا حصل معها؟» تلاحقت الأسئلة خائف من إجابة ثائر، يشعر بأنّ هناك شيئاً خطيراً.
وثائر صمت لبرهة يقول « إنّها بخير، لا تقلق، قُدْ السيارة بحذر إتفقنا، إنّها قوية وصامدة، فقط بعض المضاعفات بصحتها، فأنت تعلم، وضعها» راح ثائر يبلبل
« لا، لا أعرف وضعها ثائر» صاح عدن« تحدّث معي بوضوح، ما بها جنّة»
« أنا أتحدّث معك بوضوح، لقد تعرضّت لوعكة صحيّة ونقلناها على إثرها للمستشفى، أجرينا لها بعض الفحوصات وبإنتظار النتيجة»
« ولماذا لم تتصل بي من قبل، وأنت تعلم بأنّي أنتظر إتصالك على نار»
جوبه تذمّره بالصمت لبرهقة قبل أن قطعه ثائر بتنهيدة طويلة يقول« نحن بمستشفى (......) إتصل بي حالما تصل للمنطقة »
وأغلق الخط تاركاً عدن بحالة لا يحسد عليها، القلق والجزع ينالان منه حد الهلاك، ثائر لا يريد إخباره بوضعها قبل أن يصل الى المستشفى، وهذا الأمر بالتحديد، زاد من خوفه وجزعه على وضعها الصحّي.
فقضى الطريق كلّه يتوّسل لطف الله ورحمته، يسبّح ويستغفر الله تارة، ويدعو لها تارة أخرى، يقود السيّارة بجنون، يسابق الزمن للوصول اليها.

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 19-10-19 الساعة 08:49 PM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 09:52 AM   #67

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

اللهم ردنا إليك ردا جميلا عدن تاب وربنا جعله سبب لتوبة الآخرين ودعوتهم سحر رجعت لزوجها والحياة استقرت لسه جنة في ابتلاء آخر مش عارفة ليه حاسة انها حتموت

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 01:36 PM   #68

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

« سيكون بخير، أنت فقط إدعي له بالصحّة والسلامة» طلب من هدير الجالسة بقرب سرير والدها بصمت.x
« إن صحّته تتدهور أكثر فأكثر منذ وفاة جنّة» تمتمت هدير خائفة من أن تفقده، فهو كل ما تبقى لديها بهذه الحياة.x
« لقد طمأنني عنه الطبيب، قال بأنّه فقط بحاجة لبعض الراحة والإبتعاد عن الإجهاد الجسدي والنفسي»x
ومأت هدير تتأمّل ملامح والدها النائمة بحنان، سيكون بخير بمشيئة الله وحده، ولهذا الأمر هي تدعو له عند كل وقت صلاة، علّ الله يلطف بهم ويخرجه من أزمته الصحية على خير.x


🌹🌹🌹🌹🌹
في هذا المقطع تصورت ابي اطال الله في عمره وبارك فيه فتوقفت وهاتفته لاسمع صوته الحبيب لانه ليس معي في نفس المدينة... اشتقت اليه جدا .. لذا كلمته اولا حتى استمتعت بسماع صوته ثم عدت هههه... سأذهب لاكمل الفصل ... كان مشهدا جدا مؤثر.. 🌹🌹


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 08:18 PM   #69

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
اللهم ردنا إليك ردا جميلا عدن تاب وربنا جعله سبب لتوبة الآخرين ودعوتهم سحر رجعت لزوجها والحياة استقرت لسه جنة في ابتلاء آخر مش عارفة ليه حاسة انها حتموت
ونِعم بالله
إن شاء الله خير
كوني على الموعد مع الفصل الأخير إن شاء الله
وشكرا لك لمتابعتك ومشاركاتك القيّمة 🌹😍


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-19, 08:21 PM   #70

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
« سيكون بخير، أنت فقط إدعي له بالصحّة والسلامة» طلب من هدير الجالسة بقرب سرير والدها بصمت.x
« إن صحّته تتدهور أكثر فأكثر منذ وفاة جنّة» تمتمت هدير خائفة من أن تفقده، فهو كل ما تبقى لديها بهذه الحياة.x
« لقد طمأنني عنه الطبيب، قال بأنّه فقط بحاجة لبعض الراحة والإبتعاد عن الإجهاد الجسدي والنفسي»x
ومأت هدير تتأمّل ملامح والدها النائمة بحنان، سيكون بخير بمشيئة الله وحده، ولهذا الأمر هي تدعو له عند كل وقت صلاة، علّ الله يلطف بهم ويخرجه من أزمته الصحية على خير.x


🌹🌹🌹🌹🌹
في هذا المقطع تصورت ابي اطال الله في عمره وبارك فيه فتوقفت وهاتفته لاسمع صوته الحبيب لانه ليس معي في نفس المدينة... اشتقت اليه جدا .. لذا كلمته اولا حتى استمتعت بسماع صوته ثم عدت هههه... سأذهب لاكمل الفصل ... كان مشهدا جدا مؤثر.. 🌹🌹
أطال الله بعمره وعافاه لك
أشكرك جدا على تعليقاتك القيّمة التي تدعمني بطاقة إيجابية
لك منّي أطيب تحية أستاذة منى
متابعتك لي شكّلت فارقاً معنوياً ثميناً
🌹🌹


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.