آخر 10 مشاركات
في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          هزيمة الكهرمان (38) -شرقية- للكاتبة المبدعة: زهرة اللافندر [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree439Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-20, 12:20 AM   #6451

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7



الفصل الخمسون المشاركة "٥"


.................................................. ................................................

بعد أن أرسل راشد لتميم عنوان صالة نضال الرياضية ليوفيه لهناك.. وقد وصلا منذ وقت قليل, بعد أن أبلغ خالد نضال بقدومهم فأتى لهم خصيصاً وفتح المكان.. إلا أنهم رفضوا بلطف مؤثرين الجلوس على الكورنيش الخالي نسبياً الآن من حركة العامة..
جلسوا على مقاعد بلاستيكية كان أخرجوها بأنفسهم من الصالة... وذهب خالد ونزار لمكان قريب ليبتاعا الـ(حبسوه) للبروفيسور.. بينما ذهب مالك ومدحت لأقرب صيدلية ليبتاعا لمدحت الذي أصيب بتلبك معوي على ما يبدو شيء يساعده.. مما أتاح لراشد الجلوس مع جوش لدقائق منفردين..
تحدث راشد بصوت هادئ ثقيل بالإنجليزية "أنا شاكر للحظ الذي جعلنا نتشارك النسب.. كما الأعمال أيضاً يا دكتور.."
اشتعلت حواس جوشوا المتحفظ على تصرفات أخته بالأصل عالماً بعنادها وحربها التي تشنها باستماتة إن رغبت في شيء أو شخص حتى تفوز بها.. قال جوش بصراحة مطلقة بنفس اللهجة "هل تزورك كثيراً وتلح بالصفقة؟"
لم تنمح ابتسامة راشد الثقيلة بهيبة وهو يجيبه دون النظر إليه "كل يوم تقريباً.. يعجبني إصرارها، يجب أن أكون صادقاً معك.. ولكن هذا لا يعني أني قد أمنحها أي أمل زائف في عقد احتكار حصري لأفراد الراوي.."
بهتت ملامح جوشوا بقوة كارهاً غاضباً اتجاه شخص واحد ومؤكد ليس الشخص الذي أمامه "ما الذي تريد إخباري به؟ كن مباشراً، ولا تقلق من أن يصيبني هذا بالإهانة"
التفت إليه راشد بجانبه وهو يمرر أسنانه على شفته السفلى مفكراً للحظات ثم قال بنفس هدوئه الصارم "أردت أن أعلمك لأني أحترمك.. أنا أقدرك جداً فوق تخيلك.. معجب بك من ناحية معينة تنقصني.. لذا عرفت أن عليّ أن أحيطك علماً.. أنا لست خالٍ يا دكتور.. أحب ولدي بهوس كما تصفني والدته.. أحبه حد أني أخفقت في حقه ظناً أني أحميه.. لذا رسالتي القصيرة التي لم يفهمها الأمير إيفرست.. أرى أنك بحق تعايشك معنا وفهم طباعنا ستفهمها.. إن أراد صفقة معي في حدود العمل دون الاعتماد على نسب نزار فعليه سحب مندوبينه والقدوم بنفسه.."
هز جوش رأسه عدة مرات وكأنه يوزان الكلام.. حتى قال أخيراً بتشدد "المشكلة لا تكمن هنا فأنا كفيل بالأمر.. ولكن الطرف المهتم بإتمام الصفقة لن يردعه إلا شيء واحد.. وهو ببساطة رفضها من الشخص المعني"
أزاح راشد عينيه ينظر لسطح النيل المعتم كما الليلة التي بلا قمر ثم قال بقنوط "يا ليت هذه هي المشكلة يا دكتور.. يا ليت.. هذه هي المعضلة الوحيدة.."
*******
"حبسوه للدكتور وصاية، مع تمنياتنا بعدم ذهابك للمشفى عاجلاً"
رفع جوش ساعديه من موقعه المسترخي على المقعد.. ساقه ممددة أمامه على حاجز حجري أحمر قصير مثلما يفعل راشد.. وحذا ولده حذو نسيبه أيضاً بعد أن ناوله مشروبه.. قال أخيراً بعد أن تقبل من يد خالد الكوب "تتهكم عليّ سيد بعبع وأنا من ظننت بكَ خيراً وعقلاً.. بدل هذا المجذوب.. الحم...."
اختنق نزار وهو يبصق ما في فمه بقوة يشير بنفي سريع, يحاول الكلام صارخاً بتعجل إلا أن السعال حال بينه وبين قول كلمة عادى عن أصوات مثل الخوار المزعج.. اعتدل راشد سريعاً يخبط على ظهر نزار بشراسة خالية من الترفق وهو يهتف فيه "تمهل يا فتى.. أبوك لم يقل شيئاً لا نعرفه.."
زاد سعال نزار بشكل يدعو للشفقة وهو ينظر إليه بوجه محمر, جبينه يتصبب عرقاً.. عيناه الخضراوان متوسعتان في نظرة بؤس وقنوط لا ينتهي..
قدم له خالد زجاجة من الماء بصمت.. ارتشف منها نزار قبل أن يشعر به يجلس بجانبه ثم قال بخفوت "لا داعي لانزعاجك.. هو يمازحك بموضوع الحمار هذا.. هناك من كان أبوه يراه هكذا حقاً يوجهه معصوم العينين وملجم الفم لما يرغبه فيه فقط.."
هدأت أنفاس نزار قليلاً وهو يعتدل على مقعده يزيح يد راشد وهو يعطيه شكراً مقتضباً.. ترك راشد لشابين المساحة والذين تجاذبا أطراف حديث.. لم يحاول بالطبع سماع فحواه وإنما ما همه ورسم ابتسامة على شفتيه هو تحقيق نظريته.. هذان الاثنان المتنافران على الدوام سينشأ بينهما يوماً علاقة صداقة قوية لا تفل لأي سبب كان مثل صغيرته وابنة عمه..
عاد نضال يحمل بين يديه أطباقاً من الحلوى الشرقية للضيافة.. كما عاد مدحت ومالك أيضاً.. احتل كل واحدٍ مقعده المرصوص بجانب الآخر في صف طويل.. يتجاذبون حكايات من الماضي أو يتطرقون على مضض لأخبار السياسة والمجتمع وعلاقة الاثنين الوثيقة وتأثيرها على الشعوب..
"سيد راشد" التفت راشد سريعاً برأسه وجانب كتفه ينظر لتميم الذي يحدق فيه بنوع من التعجب..
"ماذا؟!" سأل راشد بجفاء..
أشار تميم لممدوح أن يقترب وهو يقول بصوت غريب "لم أكن أتوقع أن أجدك تجلس هكذا"
أشار بيده نحو المكان الهادئ والعادي جداً..
قال راشد بغلظة وهو يشير نحو للجميع "هل أنا فقط من يبدو تواجده هنا شاذاً.. ماذا عنهم؟"
أومأ تميم بتحية راقية قبل أن يقول بصوت أجش "دعنا نقول بالنسبة لرجل وحيد مقطوع من فرع شجرة لا أصدقاء ولا عائلة فالمشهد كله غريب وغير متوقع"
هل يحاول ان يستدر منه عطفاً؟! ولكنه مطلقاً ليس من هذا النوع بل ما يجذب فيه أنه رجل جامد شرس وغير رحيم بالمرة.. وإن أراد شيئاً قد يقتل في سبيله دون أن يرف له جفن واحد..
وقف نضال سريعاً وجذب مقعدين كان وضعهما جانباً وهو يقول بترحيب حار "أنرتما المكان.. ضيوف السيد راشد ضيوفي أنا"
لم يجد ممدوح ما يقوله إلا إيماءة شكر.. عكس تميم الذي رفع يديه فوق رأسه محيي وهو يقول بصوت حار ذو رنة نخوة "أكرم الله أصلك الطيب وأعز مقدارك.."
همس راشد فور أن استقر تميم على مقعده "أدفع نصف عمري وتكشف لي أين كبرت بالضبط.. أيعقل أنهم يدرسونكم الآن كل عاداتنا العربية بكل هذا الإخلاص؟"
أطرق تميم أرضاً وهو يمسد بسبابته على أطراف أنامله في حركة غير مفهومة ثم قال أخيراً "وفر عمرك.. أحيانا الجهل بالأشياء أرحم من وحشية المعرفة.."
انخرط الاثنان في حديث لا يقرب للود مطلقاً.. ولما لا.. وراشد يشعر نحوه بالحنق والغضب الذي يحاول أن يتحكم فيهما.. فيصل لنقطة ما يصبح فيها عاجز عن التعاطي ويرغب بكل قوته في تحطيم صفي أسنانه وعينيه التي يندب فيهما الرصاص ولا يفرغهم عندما ينظر إليها.. النذل, المتلاعب لقد نسي تحذيره، وعاد يحوم حولها, بل وأيضاً يزداد خبثاً وسماحة حد أنه أصبح يرسل لها وجبة الغداء ساخنة يومياً.. والمجذوبة الأخرى التي يرغب وقتها بكل كيانه أن يغرس أسنانه في عنقها الأبيض الناعم الحريري زكي الرائحة فيدميه أو يشبعه تقبيلاً إن ملك الاختيار "تباً.. تباً أفق ليس وقتها.."
أما عن ممدوح الذي جلس هناك متوتراً، مضطرباً جداً.. ويشعر بالصغر, بالحقارة, يتذكر ما كان منه.. ما نعت به معدومة النسب, عديمة العائلة التي لم تكن كذلك على الإطلاق، ها هو يجلس بين وحوش على هيئة بشر.. ينتظر أحدهم ليمن عليه بمساعدة لإنهاء أوراقه في بلده.. فمن منهما عديم الأصل الآن.. هل أراد بجنون مواجهة مريم، إنه الآن يعتقد بأنه ما عاد يحتاج للأمر من كل الجوانب.. ها هو يدرك سعادتها مع طفليها وزوجها وجنين تنتظره.. مستقرة, آمنة, محاطة بحماية كل هؤلاء كما سمع من إسراء مرات وهي تخبره عن أخيها قوي الشكيمة باتر الطباع.. والذي يحيطها بكل حب وحنان ولهفة ..يقيم لها درعاً آخر بعد ابن عمه.. أما عن هذا الراشد الذي اكتشف الآن فقط هويته فقد رآه معها بالسابق ونظر للدفء في عينيه واللطف في كل حركة تصدر عنه اتجاها.. أما عن شعورها هي بالأمان الشديد في الحديث مع هذا الشخص وتقبلها منه لمساته ليده وكتفه دون رعبها ونفورها الذي كان يعرفه فقد أوضح الكثير..
نعم الآن يلمس آخر الخيوط في حكايته مع مريم ..الآن يدرك أنها نهضت من سقوطها وأكملت حياتها، وصلت للقمة، بينما ما زال هو يزحف في القاع يحاول النهوض ليصل لخط الصفر على أفضل تقدير..
"اللعنة عليكَ يا تميم لو كنت أخبرتني من هو رجلك ما كنت تجرأت على القدوم أبداً"
***
كان راشد يضع نظارة فوق عينيه وهو يقرأ الأسماء والأوراق التي قدمها ممدوح ثم رفع رأسه فجأة نحوه ينظر إليه بدهشة "ممدوح حسين زيدان.. هل أنت..."
التفت أين خالد وزوجي أختيه نحو راشد تلقائياً..
فقال ممدوح سريعاً محاولاً الاحتفاظ برباطة جأشه "نعم, ابن عمه ولكن يفضل عدم ذكري أمامه أبداً لصالحه هو قبلي.. إذ أن علاقتنا انتهت منذ زمن بعيد, سيد راشد لو كنت أعلم أنك الشخص المقصود ما كنت أتيت"
هز راشد رأسه بتفهم, متسائلاً ترى ما سبب هذه القطيعة فهو يعرف إيهاب جيداً, الرجل لديه حس حماية وتضحية لم يرى مثيله قط "مفهوم.. رغم أني أريد إخبارك بأني لا أخلط الأمور ببعضها.. وأيضاً أنا لست خارقاً سيد ممدوح لأحقق لك معجزة.. فقط سأقدم الأوراق وأحدث أحد المسؤولين لتعجيلها بحجة أنها تنتمي لشخص يهمني"
قال تميم سريعاً "ونحن لا نحتاج أكثر من هذا ..والباقي أنا متكفل به.."
همهم راشد بشبه إجابة.. وتحين تميم الفرصة يدعي رؤية شيء ما وتصحيحه عندما أمسك الملف منه، عيناه تجري على عقد الزواج سريعاً، يتأمل الصورة التي لا تنتمي ل"ديره" بأي طريقة ..وجه خمري لامع كالقمر, عينان سوداوان كبيرتان كعيني المها.. جميلة وبوحشية ولكنها مطلقاً ليس حبيبته الصغيرة.. ارتفع وجه تميم الغاضب المتشنج باتهام نحو ممدوح..
لم يبادله ممدوح إلا بنظرة سوداوية رافعاً جانب وجهه بتحدي.. "هذا لن يغير شيئاً.."
كان وجه تميم يزداد بخطوط سوداء تغطي على عروقه النافرة.. فمه مضموم بشكلٍ عنيف وكأنه يقاوم أن لا ينفجر فيه.. حتى قال بنبرة مرتجفة من شدة الغضب "هل هي شقيقتها؟!"
همس ممدوح بصوت متشنج عنفاً "لا يخصك.. لقد وعدت بعدم خلط الأوراق.. مرح ستبقى بعيدة عن يديك.. أو هذه المرة المقابل حياتك"
ارتخى تميم في مقعده يرفض الاستمرار في النزال أمام كل هذا الجمع.. ارتخاء كان مريح للغاية بينما النظرة السوداء بغضبه تتحول لأخرى شرسة مخيفة، تهز الأرض من تحت الأقدام برعد ساخط "لا تطلق تهديداً.. إن لم تقدر الخصم الذي أمامك يا بشمهندس"
"الشاي أتى والمسليات أيضاً طازجاً ساخناً.." وضع نضال ضيافة جديدة أمامه ثم وزعها على الجميع..
بالطبع كان الجميع مرحباً.. بينما المعترض الوحيد مدحت الذي ما زالت بطنه تؤلمه "لا, أنا أكتفي.. هذه لم تعد جلسة رجالية وإنما..."
قال راشد وهو يقبل من نضال كوب الشاي وكيس المسليات "أوافقك.. ولكن الأمر يعجبني, أتعلم منذ متى لم أتحرر هكذا في جلسة؟!"
قال نضال وهو يجلس أمام خالد متشاركين آخر الأكياس "أربعة سنوات وربما أكثر ..أعتقد أن آخر مرة كانت معي وخالد"
أخذ راشد نفساً عميقاً شارداً قليلاً ثم قال بصوت أجش "نعم.. وليتنا نملك مفتاحاً سحرياً ليعيد هذه اللحظات ثم نقف عندها قليلاً مفكرين ومتأملين حياتنا وقراراتنا.. كاشفين المستقبل المتعب.. ربما كان الكثير تغير.."
قال جوش بهدوء "الندم لن يجدي.. ولن يحول الصور المعتمة لأخرى مشعة"
قال مالك بمرح "اخترعوا الآن تقنيات عالية لإيضاحها على فكرة"
نظر إليه الجميع نظرة قاتلة ..حاقدة إذ أنه بدا خالي البال بشكل رهيب, مرتاح القلب والضمير..
قال ممدوح بوجوم "لا أحد خالٍ.. كل فرد منا يحمل الكثير من الأعباء والذنوب فوق ظهره ..نتحرك بها مثقلين.. ولكن الحياة تتطلب منا المقاومة للنجاة.."
تكلم تميم بقنوط وهو يمسد جرحه الرطب تحت ضمادته "وماذا إن كان الطرف المقابل يرفض أن يسبح اتجاه شاطئ الحياة ..ماذا قد نفعل وقد نفذت كل الحيل واستهلكت قبل أن تبدأ؟"
أسند خالد ساعده على وركيه وهو ينحني للأمام قليلاً ثم قال بصوت أجش "ليس هناك من يرفض المساعدة أو الإنقاذ.. وإنما هو متردد خائف حد الذعر وقد صفعته الحياة بأبشع الطرق مغتالة بوصلته البشرية لحب الدنيا ومباهجها.."
وعندما تحدث مدحت كان يقول بنوع من العصبية "دعونا نكون دقيقين، المقصود هنا النساء.. أولات الكائنات غير المفهومة الغامضة مليئات بالطلاسم والأنفاق المظلمة.. تارة يشعرنك بأنهن مجرد مهيضات الجناح يحتجن عونك وحمايتك.. وتارة أخرى يرمينك في متاهة معدومة المخارج تعدوا فيها وتعدوا حتى تتقطع أنفاسك دون أن تصل لحل لغزها أبداً.."
كان دور مالك الآن ليقول بشرود "النساء.. إنهن كتومات، وصدق قولك غامضات العقول والإحساس.."
كان الأمر الآن أشبه بالوقوف في طابور انتظار كل واحد يلقي رؤيته بدوره.. عندما قال جوشوا تلقائياً بابتسامة حنين شاردة يضغط على كل حرف "إنهن طوفان.."
أتى دور ممدوح الذي قال بنبرة خفيضة شابهت صرخة أنين "النساء والويل منهن.. متجبرات"
نظر إليه تميم بطرف عينه وكأنه يلمس الأسى الذي يجد له صدى بداخله عندما قال بصوت خالٍ من الروح "قاتلات.."
عندما كان دور راشد أراد أن يضحك بقوة ويصرخ باعتراض كيف لكائنات تدعي الهشاشة أن تطعن دون أن تخلف دماء ..قال أخيراً بنبرة خفيضة تخترق حواجز غضبه "متناقضات المشاعر.. متعنتات.. تباً لهن لمئة عام دون انقطاع.. تباً لهن ولمن يحتاج النساء"
تولى نضال القول بهدوء ونبرة أجشة "إنهن مجرد قوارير مشروخة يحتجن الترميم والاعتناء.."
العدوى أصابت خالد, انامله تتقبض عيناه مظلمتان وكأنه في عالم آخر عندما قال بصوت ميت ذي صدى أجوف "معقدات.. معقدات يحتجن لآلاف وآلاف الأعوام لتفك طلاسم ألغازهن.. لتصل لعقدة أهوائهن.. وربما تكللت بالنجاح أو منيت بالفشل.."
زفر راشد بخشونة وكلمات خالد تخترق أذنيه كسيخ مدمر.. فاهماً مقصده.. بينما شتتهم نزار سريعاً حين قال متنهداً بحالمية شديدة.. بينما استشعر الرجال الذين التفوا يحدقون فيه بكل حقد أن هناك ملاكين لكيوبيد يمسكان قلب أحمر وسهم يخترق وهم يحلقان فوق رأسه "النساء.. إنهن عصافير رقيقة, مبدعات, غاية في اللطف والهشاشة, لا يرغبن إلا في التفهم وعناق طويل دافئ يضمهن لصدر رحب ورفيق يحتوي لينهن.."
رفع راشد طارف فمه باستنكار.. بينما رفع خالد يده بكل غلظة وغضب وضربه فوق ظهره وهو ينظر إليه بنارية إن غادرت جفنيه لأحرقته حياً..
وأطل وجه مالك ينظر إليه بحقد شديد وهو يضيق عينيه ويهز رأسه بحسد ثم هتف بانبهار "يا ابن المحظوظة ..الوحيد المرتاح من كل رجال العالم أنت.."
وجمت ملامح خالد بغضب أكبر وهو ينظر لنزار جازاً على أسنانه بينما كان الأخير ينظر إليهم في ابتسامة شامتة متشفية.. وهو من كان يظن أن حظه أسوأهم.. لقد أدرك الآن أنه الوحيد الذي نجا وفاز بفتاة سهلة المعشر وبسيطة المشاعر..
تحدث جوشوا مرة أخرى وكأنه يأبى إلا أن يضع بصمته الأخيرة عندما قال بنبرة متمهلة خشنة وساحرة "النساء.. وآه من تناقضهن ولسعتهن للجبين تاركات بصمة لا تزول.. إنهن كالطوفان يجرفن شواطئك.. يحرثن جذورك ويقلعن فروعك من أرضك.. يغرقن بطوفانهن الكون من حولك.. ثم يمنحنك بكل وتجبر سفينة نوح لإنقاذك.. لتعمر بها أرضك من جديد.."
أومأ الجميع واجمين غير معلقين بكلمة.. حتى تحرك نضال مسرعاً وهو يقول "سأعود.."
تبعه خالد واختفيا لبعض الدقائق.. حتى عادا من جديد ..خالد ضاحكاً مستبشراً كما لم يكن قبل أن يغادر يمسك بين يديه أوراق بيضاء يلف بها شيء ما من الطعام..
اعترض راشد "هذا يكفي يا نضال.. أشعر أننا خارجين من مجاعة وأنت تحاول تعويضنا..."
توسعت ابتسامة نضال بشكل أحمق ثم قال بصدر ممتلئ بالهواء فخور جداً بأعظم إنجاز حققه في حياته "لا ..هذا مختلف إنه أول إنتاج لمشروعي الصغير الذي حققته أخيراً"
عقد راشد حاجبيه بارتياب..
حتى قال نضال بخشونة "طوال فترة عملي معك لم يكن يراودني إلا شيء واحد.. بالطبع لم أستطع تنفيذه على الفور من أجل بعض الظروف التي تعرفها"
(مؤكد جوان تمسكت برفض هذا العته) فكر راشد بصمت مطبق.
بينما أكمل نضال بنفس نبرة الإنجاز العظيمة "عربة بطاطا.. أنظر كيف هي بهية وجميلة.. لا أصدق أني نفذت مشروع أحلامي أخيراً"
قفز الرجال بثقلهم نحو يد نضال مهنئيهن, مازحين بشدة, ضاحكين بقوة وهم يخطفون منه إنتاجه العظيم من البطاطا المشوية..
ابتعد نضال عنهم يتركهم لالتهاء الرجولي ثم أمسك كوز وصاية يمنحه لراشد الذي سأل بغيظ "هل كنت تفكر باستبدالي بعربة بطاطا؟!"
رفع نضال يده مازحاً ثم قال "لا إهانة هنا, إنها مجرد توجهات.."
قال راشد بامتعاض متهكم وهو يتناول منه الكوز "أي إهانة.. في الواقع أشعر بالإطراء, من أنا لأقارن بعربة بطاطا؟!"
*****
كان الوقت قد قارب الفجر.. واستعد الجميع للانصراف.. استأذن راشد من تميم في حديث جانبي..
وعندما تمشيا بعيداً قال راشد مباشرة دون التفاف "سيد تميم يبدو أنك نسيت لقائنا تلك مرة الذي كان فيه الكثير من التهديد والتحذير"
لم ينظر إليه تميم وهو يضع يديه في جيبي بنطاله يتحرك جانبه ثم قال ببرود قاصداً استفزازه "هذا التحذير كان مبني على أنكما ستعودان لبعضكما.. وما أدركه الآن أن هذا أصبح مستحيل فهي قد رفضت العودة بكل الطرق"
أسبل راشد جفنيه يتنفس بقوة, يحاول أن يتمسك بالصبر، أن يكن على شيمه كالمعتاد رافضاً أن يجعل أي شخص أن يحركه أو يجره لما لا يريده.
قال أخيراً بصوت مكتوم يتلون بالتهديد "ابتعد عنها.. إن رأيت أي تهامس، أو محاولة منك لجرها في أحاديث.. لن يعجبك ما سأفعله.. أنا لا أهدد عبثاً يا تميم بل أنت تعلم بأني إن وعدت شخص بالتدمير لن أتهاون عن فعلها"
توقف تميم ينظر إليه دون أن يرف له جفن واحد ثم قال أخيرا بفتور "لا يحق لك تهديدي, إن كانت بدور تفكر بمنحي....."
لم يكمل جملته من الأساس, إذ أن في لمح البصر وجد تميم قبضة قوية, وحشية, مجذوبة تستقر في منتصف وجهه وأخرى تتبعها فوق عينه حد أنها أجبرت جسده للتمايل مختل اتزانه..
كان راشد يلهث بجنون لم يره فيه أحد قط عندما قال وهو يعيد قبضته جانبه يسيطر على نفسه أن لا يمنحه المزيد "من سيقترب منها سأقتله يا تميم.. أنا لا أمزح.. زوجة راشد الراوي ستبقى له إلى الأبد دون أن تجرأ على أن تسمح لمخلوق بعده بمسها.. هي أذكى منك وأدركت هذا باكراً.. لذا أرجو أن تتحلى أنت ببعض الحكمة.. ليلتك سعيدة"
ودون كلمة أخرى أو اعتذار كان يلتفت مغادراً ..بينما بقي تميم هناك مصدوم غير مستوعب ما يحدث حتى رأى وجه ممدوح يطل عليه باستياء وهو يقول "لم أظن أنك تعشق مطاردة زوجات الآخرين"
نظر إليه تميم بعدم استيعاب للحظة.. قبل أن ينفجر في الضحك بعلو صوته وهو يقول "ثق بي.. هذا المجنون يستحق ما يشعر به الآن وسيشعر به لاحقاً.. وإن كان على الضربة مؤكد مردودة"
*********

:harh ar1:
يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 12:31 AM   #6452

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل الخمسون المشاركة "٦"


وعندما عاد خالد ليلاً.. صعد الدرج بتمهل وهو يعلق معطفه الصوفي الخفيف بأنامله خلف ظهره ..كان رأسه يشب تلقائياً نحو غرفة إياب في الدور الثاني.. وقف للحظات متردداً, متيقناً من عدم محاولتها للصعود لجناحهما.. استند كفاه هناك بتعب.. هامساً لنفسه "ما زال الطريق طويلاً أمامك ولم تجتاز إلا أول عقبة فيه.. فلما القنوط فأنت أدرى الناس بها فلا تخدع نفسك بغير أسبابك الحقيقية لعدم الانتظار فهي لم تخدعك أو تقدم لك وعود لتستأنف قصة حبكما العنيفة تلاحقان نبضات قلوبكما التي تنبض عشقاً وغراماً.. أنت أكثر رفعة من أن تنجر لمحاولتها البلهاء في استفزازك..
وجد خالد نفسه يتحرك نحو الغرفة ..طرق الباب أولاً هامساً باسم بدور، عارفاً أنها تسهر لوقت متأخر في العادة ..وعندما لم يأتي الرد.. فتح الباب بحرص شديد متلمساً طريقه بتستر، حتى لا يجرح نوم أخته إن كانت هناك ..وقد كانت بالفعل تنام في شبه جلسة مستندة برأسها على جدار السرير الخلفي.. وقدميها مفرودة أمامها.. زوجته تجاورها تغط في نومٍ عميق، تأخذ إياب بين ذراعيها بقوة.. حرك خالد يديه في شعره بعنف.. لم يكن هناك غضب وإنما قوة إحساس تجتاحه متأثراً بهذا المشهد البسيط.. ما كان ليتخيل في أكثر أحلامه تطرفاً أن يرى بدور وسبنتي من بين الناس في هذا الوضع الأخوي المرتجل ..وكأنهما دأبتا على فعل هذا منذ الأبد بكل عفوية..
تحرك هناك وأخذ نفساً عميقاً ثم لمس ذراع بدور الذي وضعته فوق رأسها وهو يهمس "بدور حبيبتي.. استيقظي هذا الوضع غير مريح.."
ما يعلمه خالد منذ ما حدث بالماضي أن بدور لا تحتاج إلا لمسة خفيفة لتقفز من نومها بهلع ..تنظر حولها بتخبط للحظات وكأنها تحاول استعادة رشدها وواقعها...
أمسك خالد بيدها وهو يهمس برقة "اهدئي، إنه أنا خالد"
تبدد انفعالها سريعاً وهي تغلق جفنيها بقوة ..تهمس بصوت خشن "أين إياب؟"
قال خالد مشيراً برأسه "ما زال نائماً معها"
تثاءبت غير متوقفة على ما حدث منذ قليلاً ثم التفت إليهما وهي تقول "كيف تتحمل النوم جانبها؟ إنها تتقلب كثيراً وترفس أيضاً"
تبسمت شفتا خالد وهو يهمس مصدقاً "أياً كان مقدار رفس أقدامها ..لن يرقى أبداً لرفس لسانها"
تمتمت بدور وهي تفرك إحدى عينيها بيدها ثم همست متنهدة "العجيب أن لديها ما يشبه راداراً حساساً.. إذ أن كل تحركاتها تلك تتوقف أمام إياب فلا تمسه بأي ضرر مطلقاً"
قال خالد بصوت أجش "لديها غريزة الأمومة نحوه، لقد حكت لي مرة أنه كان ينام بجانبها في ليال طويلة قبل أن يتم عامه الأول.."
أطرقت بدور برأسها تشعر بقبضة من حديد تعصر قلبها بقسوة ثم همست مرتعشة "أحياناً أسأل نفسي هل عليّ أن أشعر بالامتنان لها فعلاً أم بالبغض لحصولها على ما حرمت منه أنا؟"
مسدت يد خالد على يديها بقوة ثم قال بحزم "إنها ضحية مثله ..سَبنتي ليس لها أي ذنب بما حدث معكم"
أفلتت بدور يدها من حصاره تمسد على عنقها بعنف متعب ثم همست بنفاذ صبر "أعرف.. والله إني أعرف"
صمتت قبل أن تقف وهي تأمره بصلافة "والآن هل انتهينا من وصلة الحب الأخوي هذه؟ خذها وغادر, أريد أن أحظى بطفلي قليلاً إذ أنها منذ قدومها قد احتلت كل ثانية معه"
رفع خالد يديه مستسلماً وهو يقول "طبعاً ..طبعاً في الحال مولاتي الجليدية."
وقف خالد أمام الفراش وانحنى بالفعل نحوها ..إلا أنه تسمر هناك وهو ينظر لوجه بدور بالأعلى ثم قال بعينين ضيقتين "أنا قلق لو استيقظت أن تفتح رأسي بأول شيء يقابلها"
ضحكت بدور بخفة وهي تهز رأسها بيأس ثم قالت بحزم مداعب "لا تقلق, أختك هنا تحمي ظهرك إن فعلت سأفتح أنا جبهتها.."
عبس خالد وهو يدفن يده تحت جسدها ثم وازنها في حركة سريعة يضمها إلى صدره ثم قال بجدية خشنة "لا تهون عليّ فلتجرحني كما تشاء, ولن أرد ضربتها أبداً.."
ابتسمت بدور.. ابتسامة دافئة قوية وهي تهمس بداخلها بالمعوذتين كما زرعت والدتها بداخلها..
وفور أن ابتعد خارجاً من المكان يحملها معه ..كانت هي تعود للفراش تسطح جسدها هناك بأريحية وتحتضن ابنها بقوة بين ذراعيها.. تقبل شعره عينيه وجبهته وأنفه.. تهمس بجانب أذنه "غداً يوم كبير لقلب أمك.. أرجوك لا تخذلني حبيبي ..لقد طال شوقي يا إياب لهذه اللحظة وأوقفت عليها عمري كله.. عُدّ إليَّ يا صغيري ..عد لطاووسك الذي طال شوقه إليكَ حد الضنى"
**********
كانت تشعر بنفسها تتأرجح بين الغيوم ..تلمس القمر بيديها وتنعم برائحة الأرض التي يضربها المطر فيرطبها ..رائحة عزيزة عميقة جداً ومميزة.. تتشممها بنهم وجوع لإحساس معين تجهل ماهيته.. إنه فقط أمر تحتاجه بشدة ..يرطبها بقوة, يسكنها بكل شراسة خالية من الوداعة رغم أنه جيد ومريح جداً..
فتحت جفنيها نصف فتحة بسيطة تلمح سقفاً يعلو وينخفض.. وكأنها تستقل إحدى الألعاب الأفعوانية في مدينة الملاهي.. باب يغلق نفس ساخن وضربات متأرجحة تخبط تحت وجنتها بعنف.. جسدها يتمدد أخيراً على فراش وثير، ناعم جداً ولين تغوص بداخله وتغوص بطريقة رائعة وكأنها تهبط داخل ماء بحيرة شفافة وجميلة.. ثم وجه يطل عليها من علو بقلق "هل أنتِ بخير؟"
"ولماذا لا تكون؟ ما الذي يحدث مع هذا المعتوه يوقظها من أجمل حلم وشعور ليطلق سؤال غبي؟!"
مؤكد هي لا تدرك أنها تتفوه بهذه الكلمات المتهورة.. ولا ترى مظهرها المشعث.. فمها الذي تضمه دائماً أثناء نومها كفم البطة ممدوداً للأمام بشكل عابس وغاضب ..وكأنها حتى في أعتى أحلامها تطلق اعتراضاتها.. فمٌ شهيٌّ بشفتين رقيقتين يحملان بصمته علامته التي أحدثها هناك في شق زادها إغراءً... فمٌ وشفاهٌ خلقت للتقبيل حقاً.. حلالٌ طيبٌ وملكه...
ابتلع خالد ريقه الجاف وهو يبتعد عنها ساحباً الغطاء الخفيف ليدثرها به.. ويبتعد بكل كبته وأشواقه إلا أنها جنت كما يبدو أو انفصلت في حالة من الطوفان مبتعدة عن ألم اليقظة.. عندما وجدها تمد يدها تمسك بساعديه تشده نحوها بقوة ثم تتعلق بعنقه وهي تهمس بنبرة قاربت البكاء "لماذا كلما أجدك تبتعد عني؟ ألا أستحق منك قليلاً من المحاولة؟"
البريق في عينيه لم يكن شيء على الأرض قادر على إخفائه ..ورغم كل الضربات التي اجتاحته لم يصل بنفسه للعشم فيها عالماً أنها تعيش حلماً أو تتحدث بما يثقل لسانها في يقظتها..
كفاه الكبيران كانا حارين جداً حلوتين جداً جداً.. عندما احتوى خصرها ثم أسندهما خلف ظهرها بوتيرة بطيئة, تمسكت بمحاوطتها عنقه أقوى بينما كفاه تتشدد من جانبي كتفيها بطريقة معاكسة يدفعها لصدره وهو يزيح بشفتيه خصلات من شعرها للوراء ثم همس بأنفاسه جعلها تذوب وتذوب بين حدائق حنانه الغناء "دائماً هنا لأجلكِ ..تستحقين المحاولات للمتبقي من عمري"
تتمطى على صدره كقطيطة مدللة مفعمة بالشقاوة ..متلمسة منه حنان وغرام غير مشروط ..ثم همست أخيراً بنبرة قاربت التوسل "قل أنك تحبني و لم تحبها أبداً ..قل أني كنت دائماً في قلبك وحدي"
تنهد خالد بكبت وهو يرفع أطراف أصابعه مداعباً خصلاتها وكأنه يترك على مسامعها غزلاً صامتاً..ثم قال أخيراً بجانب أذنها بنبرة مبحوحة "سبحان من خلق فيكِ كل هذا الجمال..سبحان من أبدعكِ بكل عفرتتكِ وجنونكِ وأنزل محبتكِ في قلبي منذ الصغر.. دائماً كنت أحبكِ أنتِ يا بقة، ومن هذا الذي يقدر على النظر إليكِ ويقاوم بهاءكِ؟!"
تمسكت فيه بتوحش وهي تطلق تنهيدات حارة حلوة شفتيها يهرتلان بنبرة ناعمة جداً كالحرير لم يسمعها منها من قبل "هذا رائع..هذا الحلم حلو وجميل ووردي..لم تنفي أنك أحببتها ولكن ليس مهماً..إذ أنك هنا معي دون حواجز!"
وهل المشكلة به في إقامة الحواجز؟! حلم.. أتظن المعقدة أنه حلماً؟!!
"هل إن طلبت أن تقبلني مثل.. مثل المرة الأخيرة ستعتقد أني قليلة أدب مثلك؟!"
توسعت عينا خالد بقوة.. إلا أنه التقط الخيط سريعاً واستغله وهو يهمس داخل أذنها بصوت أجش "هذا حلم من سيحاسبكِ على شيء فيه، إلا طبعاً لو تذكرته.. عند الاستيقاظ حاولي أن لا تظهري لزوجكِ وتحمري أمامه عند تذكركِ، حتى لا يكتشفه ويدينكِ"
عبست سَبنتي قليلاً وجفنيها يحاولان الارتفاع لتفيق نفسها.. مدركة أن هناك شيء خاطئ يحدث.. ولكنه بتربيته على ظهرها عادت لتلك الحالة الممتعة بكل وداعة...سكنت بين ذراعيه مرة أخرى إلا أن يديها سقطت من حول رقبته حول ذراعيه...
أبعدها خالد يعيدها إلى الوسائد.. ثم انحنى نحوها بحذر غير قادر على المقاومة ..فقط قبلة خفيفة وسيمنع نفسه سريعاً.. وقد كذب وفشل ..عندما ارتفعت يداها من جديد تطوق رأسه بكفيها الرقيقتين ..شفتاها تلتحم مع شفتيه في حرب غير متكافئة على الإطلاق ..لقد كان هو أشبه بفرس جامح غير مروض.. بينما هي كانت مجرد بقة صغيرة لم تتعلم كيفية رفع أجنحتها للطيران بعد.. وكل ما يعبر عن تجاوبها معه وعدم رفضها لقبلتهما المجنونة هو صدرها الذي يلهث بانفعال وقلبها الذي يدق قافزاً بمعدل مجذوب جلبت إليه رأفة وخوفاً عليها وهو يضع كفه هناك فوق قلبها عله يهدئ انفعاله..
وسط المشاعر النهمة التي جرفتهما...وجد خالد باب غرفته الخارجي يطرق بعنف.. انخلع من مكانه وهو ينظر بنفس لاهث لزوجته بوجهها المتورد وشفتيها المنتفختين.. تباً.. متى جعلها تخلع بلوزتها العلوية لتبقى بقطعة سوداء من الدانتيل الشفاف.. (استغفر الله ..استغفر الله ..من هذا المعتدي مبدد اللحظات الخاصة؟!)
نفخ بغيظ وهو يبحث بعشوائية عن مكان بلوزتها وعندما عجز عن العثور عليها توجه لغرفة الملابس جاذباً أول شيء قابله وأسقطه من رأسه مرره حول ذراعيها.. وتركها تعود للنوم بكل بساطة ودون أن تزعجها أي مشاعر أثيرت داخله...
خرج مرة أخرى نحو باب الغرفة وهو يفتح الباب بسخط.. فوجده أمامه فارغاً عدا عن صوت آخر مزعج يقول "أريد أن أنام مع أختي"
عض خالد على طرف شفته السفلى من اليمين ..ودون أدنى اعتراض كان يفسح الطريق أمام وريث أبيه المتسلط...
دخل إياب ساحباً بطانيته معه، بينما طلت بدور من على السلم وهي تهمس باعتذار..
قال خالد بجفاء "أنتِ مدينة لي"
وضعت بدور قبلة على أصابعها وقذفتها نحوه وهي تقول "هكذا خالصين.. قبلة من بدور الراوي شخصياً, من يأخذ حظك؟"
ابتسم وجه خالد مبدداً العبوس ..ثم دخل غرفته متوجهاً للحمام لأخذ حمام بارد سريع متخلصا من فوران رغباته ..ثم ارتدى ملابسه مكتفياً ببنطال منامة قطني وبلوزة رجولية مماثلة ..ثم تمدد هناك على الفراش وهو ينظر لإياب الذي يحدق فيه بحنق وعبوس يطل عليه من فوق ذراع زوجته التي تعطيه ظهرها الآن تأخذ إياب في أحضانها...تباً هل يشعر بالغيرة من هذا المتجبر ولكن إن لم يأتي ألم يكن هو من يحتل هذا المكان الآن؟!
استدار خالد ينام على جانبه ثم دس يديه تحتها ويد أخرى حاوطتها ملصقاً ظهرها بصدره..
اعترض إياب وهو يحاول أن يزيح يد خاله بغضب.. أمسك خالد بيده الصغيرة ثم أزاحه وهو يقول بجفاء "اسمع إن كنت مجبر لمشاركتها معي.. فأنا سأتحمل مشاطرتك زوجتي.. فأنت الآخر عليك أن تجد وسيلة لتسيطر على غيرتك وإلا لن تدخل غرفة النوم هذه أو تشاركنا الفراش مجدداً"
مد إياب شفتيه بغيظ وتنفس بغضب شديد ..إلا أنه لم يعترض بل وضع يده تحت خاله وهو يكور فمه عابساً.. ضحك خالد بهدوء ضحكة لم تفارق وجهه عندما غط في نوم عميق رغم إحباطه الجسدي وكبت مشاعره الحارقة، من الجيد أنه وجد حيلة الاستحمام البارد السريع ..إذ أنه على ما يبدو قد يحتاجه لأيام قادمة طووويلة جداً...
******
عندما استيقظت سَبَنتي صباحاً ..اعتدلت ببطء تتأمل المكان الذي لا تذكر أنها رأته من قبل... استدارت جانبها متفحصة مكان إياب فلم تجد إلا بطانيته ولكن مكانه كان فارغاً تماماً..
شعرت باليد التي تطوق خصرها بتشدد فتلقائياً نظرت نحو وجه خالد الذي يطل عليها بنظرة عابثة "صباح الخير يا خد الجميل"
فغرت شفتيها وهي تجيب ببلاهة "هاااا"..
غمز خالد وهو يعتدل ينظر إليها من بين جفونه المغلقة.. ثم قال مداعباً "هل ارتحتِ في فراشكِ؟"
نظرت إليه بارتياب مع فمها المضموم بتزمت..ألا يفترض أنه كان غاضباً منها, ما الذي يحدث الآن ..فجأة وهي تنظر لعينيه السوداوين الحارقتين بنظراتهما المخترقة أعمق بقعة بداخلها تذكرت صور مشوشة لحضن واعتراف وطلب قبلة..
شهقت وهي تداري وجنتيها سريعاً ثم سألت بحلق تورم من شدة الحرج "هل أتيت بي إلى هنا؟ وماذا حدث؟ هل سمعت مني أي شيء؟"
لعق خالد شفتيه بلسانه وهو يقف من مكانه ثم قال متمطيا بكسل "رأيت منكِ الكثير, فرجاءً حددي ما الذي تريدين معرفته بالضبط؟"
حدقت فيه بجزع ..فاستدار سريعاً منحنياً نحوها، وطبع قبلة على خدها وهو يقول بخفوت "إياب كان هنا طوال الليل ..لا تقلقي لم يحدث شيء لقد حملتكِ بكل تهذيب ودثرتكِ بكل أدب مع الصغير"
زفرت سَبنتي بارتياح شديد، لم ينزعج خالد ويتوقف على الأمر.. منصرفاً نحو الحمام، إلا أنه سمع شهقتها الحادة وهي تتفحص بلوزتها المختلفة..
طل خالد بجذعه العلوي من إطار الباب ثم قال بمشاغبة "أوبس، فارس حلمكِ لم ينتبه أن لا يرتكب خطأ جسيم رغم تحذيره لكِ للسيطرة على انفعالاتكِ"
ضاقت عيناها ..ثم توسعت بفاجعة وهي تدرك مغزى كلامه ..سريعاً كانت تندفع تدفن رأسها في الوسائد ..تشهق بجنون من شدة الخجل.. رباه لقد طالبته بتقبيلها.. هي تذكرت هذا بوضوح ..ماذا فعلت.. وماذا فعل هو هل استغل فرصة هذيانها ونفذ...
ضحكاته بقيت معها لوقت حتى ابتعد أخيراً.. مما جعلها تقفز بهوس تتفحص ملابسها بأصابع خرقاء ..هي لا تقول أن هذا سيسبب فاجعة ولكن إن كان بالفعل استغل ضعفها وحصل عليها بهذا الشكل ستكرهه.. توقفت يد سَبنتي.. وعادت لترتيب ملابسها وهي تجلس على الفراش ..وقد بهتت بقوة.. أناملها كانت تنتفض في شعور غريب كئيب ومحبط للغاية.. وقد أدركت بطريقة فعالة أن خالد لا يمكن أن يكون اقترب منها ..ضمت ساقيها بقوة محاولة إخفاء شيء ما ثم تذكرت أمر المفارش فاندفعت كالمجنونة تزيح الأغطية ..وذلك الجزء الخاص بحماية المراتب ..ثم كومتهم بعيداً.. وهي تسعي لتبديل ملابسها ..(ألم تكن هذه رغبتك بالضبط؟ لماذا تشعرين بالخواء والألم الآن؟ من الجيد معرفتكِ أن ما حدث بينكما لم يترك أثر بداخلكِ، لتقدما للعالم ضحية أخرى.. نعم, نعم من الجيد جداً يا سَبنتي، فتقافزي سعادة لقد انزاح هم هذه الغمة)..
************

يتبع الأن


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 12:39 AM   #6453

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل الخمسون المشاركة "٧"

مر الصباح وأعقبه النهار عادياً روتينياً دون حوادث تذكر عدا عن عصبيتها المفرطة.. تزلزل ثوابتها، شاعرة من جديد أنها تسقط وتسقط في هوة سحيقة ليس لها قرار...منساقة ككبش الفداء نحو مذبح قرابين.. قرابين أفعالها ..وقرابين أفعاله ..قرابين الماضي الذي ولى تاركاً ذيوله ..وقرابين جُرم كليهما الذي سيواجهونه بعد دقائق منتظرين حكم بالبراءة أو بالإعدام الدامي...
الزمن.. ليت الزمن يعود لنصلح فيه كثيراً من تهورنا, من إلقاء أنفسنا في مغبة الأهوال تاركين عمى القلوب يقودنا نحو المجهول.. الزمن وهل هناك شيء أكثر قيمة بهذا الكون غير الزمن؟

شعرت بيد راشد تدعمها وهما يقفان أمام الغرفة التي تواجدت فيها أمها مع الصغير، وقد أصرت أن تبقى معهم أثناء محادثته رافضة طلب راشد أن ينفرد ثلاثتهم فقط... هي وهو وابنهما.. وقد احترم الجميع رغبته إلا أنه أمام والدتها لا يملك قوة الاعتراض..
"أنا في صفكِ وسأدعمكِ.. لا تتركي مخاوفكِ تتحكم فيكِ"
رفعت بدور يدها إلى جبهتها وهي تحاول استجماع كل ذرة تركيز وقوة بداخلها لتعينها على القادم ..ثم همست بصوت خفيض "لا أحد يقف في صف أحد غير نفسه ليدعمها, لا تخدع نفسك، حين شعورك بالخسارة معه سترمي كل شيء عليَّ لتفوز به"
عقد راشد حاجبيه وهو ينظر لها بألم معاتباً ..ولم يحاول دفع قسوة الاتهام...
ثم دخلت هي أخيراً وتبعها هو.. وفور أن رفع صغيره وجهه نحوه.. تشنج بقوة وتصلبت أطرافه بعصبية شديدة حتى أصبح مجرد نصف متر من الصلب... "لا أريدك.. أريد ماما"
جلس راشد جانبه ثم أمسك كتفيه يرفعه ليقف على قدميه ..وهو يهتف في وجهه بقوة وحزم خالي من رفقه المعتاد معه "لقد سمحت لكَ بالتمرد طويلاً.. انتهى تطاولك, سوف تستمع لأبيك بكل أدب يا إياب"
عضت بدور على فمها بقوة ثم قالت بصوت مرتجف "ترفق به، إن أراد عدم الاستماع ف...."
قال راشد بصرامة "الأمر لا يدور حول ما نريده، بل بما يجب علينا فعله والاستماع إليه ..أنتِ تحتاجين لهذا قبله"
أومأت بدور ببطء وهي تجد لها مكاناً بجانب والدتها الصامتة تراقب ما يحدث بهدوء غريب...ترك راشد إياب ثم ركع على ركبتيه مثل بدور، كان يفوقها طولاً وضخامة بالطبع..ثم قال بهدوء مسيطر "والآن يا إياب لديك سؤال تريد إجابة عليه ..هل يمكنك طرحه؟"
كانت دموع الفتى تغلبه, يبكي ويشهق بعنف, يمسح وجهه بكلا ساعديه الرقيقين بنزق ثم هتف أخيراً بتعثر مختنق "أريد ماما ..أنا لدي واحدة"
كان أمراً وإقراراً.. وفر الكثير من التمهيدات ..
أمسك راشد بذقنه يرفع وجهه اليه ثم قال بصوت أجش رغم حزمه "لديك واحدة، وأبوك أخطأ عندما كذب عليكَ، ولم يفهمك قط أنها تنتظرك مثلما أنتَ تتوق إليها"
شهق إياب غاصاً بدموعه بشكل مضاعف، عاجز عن طرح السؤال وعمره لا يسعفه أن يصرخ فيه (لماذا وما ذنبي لتفعل هذا بي؟) صراخ لم يحتاج أحدهم ليفسره..
كان قلب بدور ينتحب بشكل عنيف قبل عينيها ..أناملها الخرقاء تفرك بعصبية أطراف شعرها تارة وتمسد عنقها تارات بتوتر بالغ وفقدان سيطرة ..أما عينيها المشوشتين بالدموع فكانت لا تبصر إلا انهيار صغيرها. .واحتراقه الذي يقتلها...
"أين ماما ..هل هي هنا؟" قال الصغير أخيراً مختنقاً بدموعه
اغرورقت عينا راشد بالدموع وإن كانت رجولته أبت أن يظهرها ..إلا أن أمام هذا المشهد لم يتحكم في نفسه.. وهو يشعر بالعالم كله برحابه يضيق في وجهه وبالهواء يضغط رئتيه حتى شعر أنهما سينفجران بأي لحظة ..رغم عن أنفه وجد نفسه يتراجع لبرهة يمسك صغيره يحتضنه بين رحاب صدره يعتصره هناك وهو يقبل رأسه ووجه بقوة...هامساً باعتذار يلاحق الأخر لم يستوعبه الصغير...
"لماذا تركتني يا أبي ألا تحبني.. هل كنت (بيبي) سيء؟؟"
بكت بدور بعنف وهي تهز رأسها يميناً ويساراً, انتهى بصرختها الموجوعة منفطرة الفؤاد "أحبتك.. لم ترغب من العالم بشيء سواك ..ولكنها كانت أكثر غباءً لتدرك هذا متأخراً ..لم يمهلها أحد الفرصة لتثبت للجميع اكتفائها بك"
دفع إياب ذراعي راشد تاركاً جموداً غريباً وخوفاً عظيماً يغلف قلبه ثم توجه إليها ..يربت على كتفها بحنان وكأنه يراضيها، يشفق على انهيارها وعذابها ودون مقدمات كان يطوقها بذراعيه ليهدئها كما تفعل هي معه ..دفنت بدور وجهها في عنقه تشتمه بقوة بنهم مستمتعة حد العذاب بدفئه ..بينما هو يربت عليها وهو يهمس لها بدموعه "لا تبكِ.. أنتِ طيبة... ولستِ مثلها قاسية"
تجمدت أطراف بدور ..وإن زادت دموعها كالسيول, فمها فارغ متأوه بوجع وقد أصابتها كلماته بسكين حاد في منتصف قلبها...
هتفت بدور وقد فقدت آخر ذرة فيها من الإحساس بالواقع حد سلبها كل مشاعر الخوف التردد والحذر ولم يبقى إلا وجعها فقط " أنا أمك.. أنا أمك يا إياب ..ليست سَبنتي وليست امرأة مجهولة.. بل بدور هي من تبحث عنها بجهلك وقسوتك يا وليدي"
لم يرد الفتى بشيء وإن كان تصلب بتشنجات من جديد يدفعها بعنف ليتحرر من بين ذراعيها اللذين التفا حوله ككماشة..
أبعدته بدور لتنظر لوجهه تمسك كتفيه بقوة..تهتف بتصلب أقرب للصراخ المجذوب, دمع عينيها لم يتوقف قط ..وإن زاد وجهها بغطاء من الجليد معاكساً عسل عينيها الذي برق كقطعتين من الذهب السارق للأنفاس "أنا أمك.. أنا أمك التي حملتك بداخلي تسعة أشهر متحملة الوهن والتعب بكل رضا وسعادة ..أنا من جاور قلبها قلبك في أول رحلتك في الحياة، أنا من منحتك الحياة ..أنا أمك التي أنجبتك مختارة أن تضحي بحياتها كثمن زهيد لتمنحك أنت أول صرخات للدنيا...أنا أمك التي لم يرحمها أحد فسرقت منها، عاقبوها بك لجرائم ارتكبتها وهي مغيبة.. غبية لم تكن تدرك بعد معنى أن تكفيها أنت عن العالم أجمع"
أمسكت منى كتفها بحزم محاولة أن تفيقها من حالة الانفلات..تلفت انتباهها أن ابنها لن يدرك بالأساس كل هذا...
بينما كان راشد ينظر لكليهما واجماً مسود الملامح ومدمر ..مدمر قلبه وداخله تماماً وأمنية وحيدة كان ليدفع المتبقي من عمره الآن مقابلها..آهٍ لو يملك الحق لأن يحتضنها الأن ..يحتضنها بقوة مع ابنها عله يشاطرها جزء من أحزانها ..
التفت إياب ببطء نحو أبيه وهو يصرخ فيه بعصبية بكائه "هل بدور تكذب؟"
بهتت أنفاس بدور وهي تتنفس بتلاحق محدقة فيه بعجز ..اقترب راشد منه ليصبح الآن الفتى بينهما ..ثم أمسك بكفي بدور يدعمها أمامه وهو يقول بصوت أقل حدة وأكثر تحكماً "بدور لا تكذب.. طلبت والدتك وها هي أمامك"
نقل الصغير نظراته بينهما وهو يهز رأسه رافضاً ما يسمع ..ويدركه..
أمسكه راشد بحزم متشدداً ثم قال مكرراً "الطاووس جرح بشدة، والنمر أخذ منه كنزه ورحل.. هل تذكر؟!"
راقبت بدور بتمزق رفض ابنها المستمر للفكرة بالأصل.. وهي تعض على شفتيها بارتجاف قاصدة الصمت كي لا تتفوه بالمزيد رغبة في عدم الخطأ أو السقوط..
حول إياب نظراته لجدته تلقائياً يستجديها التوضيح والفهم ..أن تبسط له الحقائق التي عقدت عقله حديث العهد "لماذا تركتني يا بدور.. أنتِ لم تحبيني, لو فعلتِ ما كنتِ تركتني أبكي"
همست بدور باختناق "لم أتركك, لم أفعل ..كنت أموت كل لحظة في غيابك..."
أداره راشد ينوي أن يوضح شيء إلا أن يد منى الجازمة منعته ..وهي تسحب الفتى من بين أيديهم ثم أجلسته على ركبتها تمسح دموعه.. ضمته إليها مهدئة ..هامسة له بكلمات داعمة.. حتى قالت أخيراً بمنتهى الوضوح والصراحة "لأن بدور كانت مريضة جداً.. احتجزت في المشفى بين الأطباء والأدوية ..فخافت عليكَ أن تصيبك بسقمها ..فأرسلتك مع والدك بعيداً"
نظرت بدور إلى أمها بضعف مهتزة.. شفتاها منفرجتان قليلاً ليندفع إليها بعض الهواء الذي أصبح مروره عبر أنفها أمراً شبه مستحيل..
نقلت منى عينيها بينهما بقوة ثم قالت بصرامة "هل كذبت ..ألم تكوني مريضة ملقاة بين الحياة والموت وهو اختار النجاة بابنه بدلاً أن يمد لكِ يد المساعدة؟"
أومأت بدور موافقة.. ثم نفت من جديد وهي تطرق رأسها للأسفل بانهزام...
" لماذا لم يخبرني عنها.. كنتَ لأعود إليها وأجلس بجانبها"
أفلتت بدور نفساً أخراً مختنقاً كلها يهتز بهزال..
همست منى بهدوء "لأنها طلبت منه عدم إخبارك.. خافت إن فقدتها تتعذب من أجلها وعندما شفيت يا صغيري, كان دور والدك أن يخاف من مواجهتك ومواجهتها.."
صرخ إياب وهو يضرب بقدميه ويديه.. جسده ينزلق بعيد عن يدي منى رافضاً المزيد من أقوالهم أو دفاعهم.. وهو يتحرك مهرولاً نحو الخارج.. "ليست صغيراً.. بابا لا يخاف، وهي تكرهني, لقد تركتني أبكيها, أسأل عنها وهي تكذب علي.. إياب يكرهكم كلكم.. كلكم"
وضعت بدور كفيها على صدرها بقوة شاعرة بالعجز.. منهارة.. ساقاها هزيلتان تنظر لمغادرته.. وهي تبصر مشهد أخر ..صورة أخرى لطائرة أقلعت بفؤادها وعقلها ووعيها ..ولم تعد أبداً...
"أمي ..لن أحصل على محبة صغيري أبداً.."
لم تستطع منى التحمل أكثر و جرى دمعها على خديها ..ثم اقتربت تجذبها بعنوة لتجعلها تفرغ كل قهرها وإحباطها.. وأحزانها.. وبقي راشد أرضاً ينظر إليها بيدين تتقبضان بشراسة ومرارة ..وكل ما يتمناه في هذه اللحظة هو ثوان معدودة مسروقة ليحتويها هو على نبض قلبه, ليخبرها أنه آسف مليون مرة ..ليداوي كسوراً قد ضمرت رغم عدم ترميمها..
"آه ..ما هذا العذاب ..لقد تعبت، أنا لا أستحق كل هذا" همست شفتيها من جديد وكأنها تهذي...
وقف راشد من مكانه يجر نفسه جراً وراء صغيره الذي لمح خاله يستقبله مسيطراً على غضبه ..ثم أشار إليه في صمت كئيب، وصعد نحو سَبنتي التي يصرخ ابنه باسمها...
تردد راشد للجلوس.. أو المغادرة عله يحصل على بعض الهواء النقي، بدلاً من هذا الضغط والانفجار..يداه تمسد صدره بعنف..جبينه يتصبب عرقاً ..وكله يترنح في لحظة مستنداً بساعده على الحائط ثم أراح رأسه هناك ..وجدت منى نفسها تهرول تدركِ بدور ..تمسك فيه بجزع تتفحص نبضه على ساعتها وتمس جبهته...وضع راشد ابتسامة واهية وهو يقول"أنا بخير،لا تقلقي"
كانت منى ترتجف وهي تقول من بين أسنانها "عليّ أن أرتعب وأجزع ..لأني رغم كل شيء أمك.. أتفهم أنت لا تقل محبة عن أيٍّ منهم.."
انصرفت منى سريعاً متوجهة للداخل حتى تأتي ببعض أقراص الطوارئ التي تحتفظ بها من يوم مرضه..سامحة له بدقيقة معها..إلتفت راشد لجلستها على الأرض يدها مستندة هناك رأسها كما كتفيها محنيان بهم وحزن شديد ..عاد للجلوس بجانبها في صمت مطبق،رفعت عينيها وقد استعادت بعض من وعيها لتنظر اليه متفحصة مظهره ..همست بدور دون أن تعتدل من مكانها بتحذير
"اياك ..وفعل هذا بي أنتَ المتسبب في كل هذه الفوضى, لذا لن أسمح لكَ بتركي لتمرض"
ابتسم راشد رغم كل الفوضى والبكاء والمرارة ابتسم ثم قال بصوت أجش "قولي أنكِ تخافين عليّ ببساطة دون إلقاء ملامتكِ"
تحرك ظهرها مع كتفها لأعلى ولأسفل في نوبة بكاء أخر.. ثم همست بصوت متردد مختنق"أخاف عليكَ..أنا أخاف عليكَ, فلا تتركني"
ابتسمت ملامحه ببطء ثم بحذر كان يلف ذراعيه حولها ..يضمها اليه بقوة رافعها من انحنائها،مزيلا انكسارها..وعندما لم تقاوم زاد حضنه الهادئ جمالا..ورطبت دقات قلبه الذي بدأ ينتظم ببطء شاكراً لوجودها ..حريقاً مستعر في قلبها لم تبادله هي العناق لم تحاول بالأصل..إلا انها لم تدفعه لم تبغضه أو تكرهه ..بل ظلا على هذه الحالة يحتضنها من الخلف ناصب كسرة ظهرها بصدره مدى طويلا.. طويلا جداً...
"سيعود اليكِ بسرعة لن تتخيليها، سوف يتلمس حنانك ويطلبه،بكل طفولية وبراءة لأنه بحث عنك طويلاً وافتقد مثلك تماماً...لا يقدر قيمة النعم غير المحروم منها ..وطفلنا فاقد ومحروم يا بدور"
***********
‫يتبع الان


Nor BLack غير متواجد حالياً  
التوقيع
نور بلاك " نورا سليمان دقات محرمة
عادات خادعة
شظايا القلوب
همس الموج
رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 12:48 AM   #6454

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile7

الفصل الخمسون المشاركة " ٨" والأخيرة

كانت سبنتي تجلس على الفراش منذ ساعة وربما أكثر تواجه إياب العابس الباكي،بحزن مماثل.. "هل هدأت لنتحدث؟"
قال باتهام شديد "أكنتِ تعرفين؟!"
زفرت سَبنتي بقنوط ثم سحبته من ذراعيه ليجلس فوق بطنها..وتراجعت متسطحة على الفراش وهي تقول بوضوح " أنا أفقه أمراً واحداً..هو أن بدور تحبك بشدة كما لم يحبك إنسان قط "
قال باستياء "أنتِ تحبيني"
قالت بقوة "أعشقك..ولكن لا حب في العالم يماثل حبها هي لكَ"
قال بحدة "لقد تركتني "
قالت سَبنتي بفظاظة "كانت مريضة وتعاني..انضج ولا تكن أنانياً"
جادل " لم تبحث عن إياب"
نظرت سَبنتي بقنوط لخالد الذي يدعي انشغاله في على جهازه اللوحي "أي مساعدة هنا سيكون مرحب بها"
هز خالد رأسه بالنفي ثم قال بلهجة باردة "وقتي لم يحن للتدخل.. هذا دوركِ أنتِ"
هست وهي تعود بتركيزها لإياب ثم قالت بهدوء شديد وملامحها تتبدل "اسمع سأخبرك قصة"
قال بنزق "مثل قصة بابا, لا أريد"
وضعته سَبنتي جوارها ثم نامت على جانبها وهي تحاوط ظهره ثم قالت ببطء " بل قصة حقيقية.. لفتاة صغيرة اعتقدت أن ليس لديها أماً وقد ماتت ..حتى ظهرت يوماً أمامها"
شهق إياب وهو يقول باختناق جديد" مثل إياب"
تنهدت وهي تقول بشرود " ليتها مثل إياب .."
تنبه خالد لنبرتها ومشاعرها ولكنه لم يعلق تاركاً المساحة لها معه...
سمعها تقول من جديد"أمها كانت تبحث عنها أيضاً،تتحمل الصعاب والناس الأشرار لتصل اليها ،أتعلم ماذا فعلت تلك الفتاة عندما رأتها معذبة مجروحة وبائسة للغاية؟"
قال إياب "عطفت عليها؟"
هزت سَبنتي رأسها بالنفي وهي تقول بحرقة "بل كانت فتاة سيئة جداً وشريرة جرحتها ..هل تريد أن تكون شريراً"
هز رأسه بنفي بطيء.. أمسكت سَبنتي كفيه تقبلهما واحد واحد ثم همست لعينيه "بدور كانت تتعذب ومجروحة،أنتَ تعلم أنها هي طاووسك ..هي لديها ندبة كبيرة جداً تؤلمها ..فهل حبيبي الصغير سيقسو عليها؟"
توترت عينا الفتى وبدأت شهقاته تخف بالتدرج ودموعه تجف بغير عودة " لا ..أنا طفل جيد"
ضحكت سَبنتي وهي تقول مشاكسة"وهل الطفل يسمي نفسه طفلاً يا بُني"
ضحك لمداعبتها بأنفها..ثم قال من جديد" لماذا لم تخبرني عندما عدت؟ "
أمسكت سَبنتي بوجهه بين يديها ثم همست " لأنها خافت،بدور بعيداً عنك كانت متواجدة في ظلام طويل ودامي اعتادته واعتادها ..وعندما أتيت أنتَ بنورك ذعرت من أن تسمح لك بكشف عالمها،أو تعديك هي بظلمتها"
" لا أفهم"
"صحيح ..صحيح لن تفهم سَبنتي حمقاء..دعني إذاً أخبرك هي خافت أن يغضب منها إياب ويحدث فيها جرح جديد يؤلمها كما جرحها الماضي..هل تحب أن يؤذيك أحد يا إياب ويضرب جسدك؟"
قال مستنكراً " لا ..لا أحب"
قالت سَبنتي بهدوء "ولكنك يا صغير تؤذيها وتجرحها ..تجرح صديقتك الطيبة التي كنتَ تحبها وتبكيها ..ألا ترى أنك محظوظ أن تتحقق أمنيتك بالنهاية وتكون حبيبتك الجديدة هي ماما؟!"
لم يرد إياب وهو يوليها ظهره يضع يديه تحت وجنته وركبتيه يطويان ليلامسا مرفقيه وكأنه يعلن اكتفائه من هذه الليلة كلها..
"هل ستنام؟" همست وهي تداعب شعره فهز رأسه موافقاً فجذبت الغطاء تدثر كليهما، ثم احتضنته،واستسلمت كما هو لغفوة، كما كانا معتدان ..محتضنة حزنها وحزنه ..
شعرت بالسرير ينخفض بعد وقت قصير وبخالد يتسلل جانبها..يحاوط خصرها بذراعه وهو يهمس بجانب أذنها "أحسنتِ "
همست بقنوط " ليس جداً، لم أساعد "
همس بحرص خالد وهو يداعب فوق معدتها" لقد هدأته حينما فشل والديه وأمي..وهذا انجاز عظيم إن لم تعلمي.."
أبعدت يده بعبوس رغم قولها"أتمنى الأيام القادمة أن تصبح أفضل معه.."
همس خالد فوق أذنها مشاغباً"ألا تريد الخجول قبلة..أم أنتظر أحلامك الغير مهذبة؟"
ضربته بمرفقها في معدته وهي تهمس من بين أسنانها "احترم نفسك...إياب هنا، نحن في ماذا وأنتَ في ماذا؟"
مط خالد شفتيه وهو يعتدل مبتعداً عنها ثم قال بتهكم"على رأيك ما قلة الإحساس هذه لعريس لم يكمل حتى عشرة أيام من زواجه ..كيف يجرؤ استغفر الله للحصول على حتى كلمات مداعبة يا متبلدة "
لم تهتم سَبنتي ولم ترد بل اخترق أذنيه تنهيدة طويلة أعلنت بشكل واضح أنها ذهبت في نوم سريع ومرتاح ..ألم تخبره أن لديها أشباح تبقيها ساهرة ..هل أشباحها على حظه العكر قررت أن تغادر عشرتها الطويلة...
"تباً للنساء تباً"
***********
لم يدرك خالد كم مر من الوقت،حتى شعر بيد صغيرة تهزه توقظه..جلس خالد وهو يرفعه أمامه "ماذا هناك..هل تريد دخول الحمام؟!"
هز الفتى رأسه نفياً ثم شرح ببطانيته وهو يقول بخجل "بدور من صنعت لي هذا..جدتي أخبرتني"
هز خالد رأسه موافقاً..
"هل بدور تحبني، أنا لا أزعجها"
رفع خالد حاجبيه متفاجئ ومتعجب من السؤال ومن هدوء الفتى..
فقال سريعا"والدتك لم تحب أحداً في حياتها إلا أنتَ..."
أطرق الصغير رأسه بخجل ثم همس"أريد ضمادة من حقيبة أدوات رسمي"
عبس خالد وهو يتفحصه بجدية "هل جرحت نفسك "
قال سريعاً بتسلط"أريدها يا خالي "
نفخ خالد مستغفراً وهو ينزل عن السرير ويهبط ورائه ثم قال" لديّ هنا الكثير،خذ منهم ما يكفيك "
عبس إياب وأمره بعصبية،قدرها خالد من الضغط النفسي المتوقع عليه لذا لم يحاول إزعاجه أو تضييق الخناق عليه "أريدها من غرفتي حالاً"
رفعه خالد ثم توجه للأسفل يحمله إلى هناك وتركه يبحث ويكركب أشيائه حتى عثر على ضمادة كبيرة فعلاً خاصة بالجروح القطعية بالمساحات الكبيرة في الجسد..
" لنصعد لقد وجدتها.."
أخذه خالد بمنتهى الصبر وصعدا من جديد...واحتل الفتى مكانه بين ذراعيه التي ضمته بطبيعية...
*******
بعد ساعة كانت بدور مازالت تنظر للسقف متوسعة العينين خالية من الروح ..من الانفعال والصخب ..فقط فراغ وفراغ يدور بها ..مُخلفاً ألماً وتوهة... يئست من الشعور ومن النوم ومن الانتظار أيضاً لذا وجدت يدها تمتد نحو الدرج لتخرج الحبوب التي تساعدها على النوم وقد أملت منذ عودته أنها لن تضطر لها مرة أخرى...
الطرق الهادئ على الباب أوقفها ..تحركت مترنحة متعبة،متوقعة والدتها تطمئن عليها ..كما كانت تفعل منذ ساعات ..
إلا إنها مؤكد لم تكن منى الراوي ..بل حبة قلبها الصغير الذي كان يطرق بخجل في الأرض رفع رأسه للأعلى نحوها بين يديه ضمادة ثم همس "إياب ليس شريراً،لن أؤذيك لأني أحبك يا بدور .."
أفلتت من بدور هذه المرة ضحكة مختنقة مشوهة بالبكاء ..قال إياب وهو يرفع وجهه ينظر إليها بحذر "هذه من أجلك، أريد أن تضعيها على جرحك الذي يخبرني الجميع عنه.."
مسحت بدور عينيها سريعاً وهي توازن جسدها على ساقيها وأخذت منه ما يقدمه بترحيب..ثم همست وهي تضم وجهه اليها بحذر" جرح بدور عميق جداً..وضمادتها هي أن تضمك لصدرها ..فهل يمكن فعل هذا من أجلي "
هز رأسه سريعاً وبقوة موافقاً .. فاختطفته من على الأرض خطفاً تعتصره على قلبه بتشدد بتوحش وكأنها تخشى افلاته فيضيع منها حلم جميل... ومن فوق السلم كان خالد ينظر اليها مبتسماً برضاً وكأنه يقول لها "أخبرتك"
**********
" بدور "
" يا قلب بدور أنت"همست بجهد مضني ..
أبعد إياب رأسه وأمسك بوجهها يتلمسه وكأنه يتفحصها من جديد ثم مسد على شعرها عدة مرات بنعومة ..قبل أن يقول بخجل متقطع ومتلعثم وكأنه يجاهد نفسه ليخرج ما يوجه فؤاده الهش
" بدور ما..ما ..ماما إياب جميلة"
تاهت كل المشاعر وتعثرت كل الانفعالات وغربت عنها كل الأحاسيس، شفتاها انفرجتا في نفس ساخن وناعم, عيناها الحنونتان تحيطان بكل جزء فيه، تضمه بهما في عناق ليس لها مثيل ..وكيف لبدور الآن أن تصف مشاعرها لسماع هذه الكلمة التي اشتاقت لها الروح.. كيف لها وقد عجزت كل حروف العالم عن ترتيب كلمة مفيدة تصف بها ما تشعر به الأم عند نطق ضناها بهذه الكلمة (أمي) وما أعظمها من ثلاثة حروف، وما أجمل من شخص الكائن الصغير الذي نطقها..
"وأنت ابني حبي الوحيد الثابت، ما بيني وبينك هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في زمن كل العلاقات الإنسانية فيه تتغير"
**********
اعتدلت سَبنتي ببطء متنبهة من نومها وكأنها لن تعرف الراحة من جديد، بعد أن هزمها شعور القلق عليه رغم رفضه لأن يرافقه أحدهم..
أمسكت هاتفها تنظر إليه بعينين دامعتين قلقتين.. وعندما شعرت بخالد يطل عليها متسائلاً همست "أريد الحديث معه، هو وحده الآن, متعب ومثقل بما حدث"
فرد خالد كفه أمامها وانحنى قليلاً نحوها يرفع ذقنها بأطراف أصابعه الفارعة.. قبل أن يهمس بصوت خشن "البقة تحتاج أبيها؟"
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تهمس بصوت أجش ذو نبرة مبحوحة "بل النمر يحتاج كفي صغيرته المتفهمين ليسكنا آلامه مثلما ربت إياب على وجه بدور"
أبعد خالد الهاتف بعيداً عنها بحزم ..وبان الرفض السريع يلوح بغضب من فعله، قبل أن تجده يجذبها سريعاً من ذراعيها وهو يقول بهدوء مداعب "الهاتف لا يحتوي هذا الحب والاهتمام في عينيكِ.. راشد يطمئن لرؤيتكِ وليس لسماع صوتكِ"
توسعت عيناها مع ارتفاع حاجبيها وهي تتساءل بنوع من الانبهار "ستأخذني إليه حقاً.. الآن؟"
دفعها أمامه نحو الباب وهو يسحب محفظته ومفاتيحه ثم قال بجدية "مع هذه البدلة الرياضية الغريبة أعتقد أنك لا تحتاجي لتبديل ملابسكِ.. إلا لو كنت قد غيرتِ رأيكِ، واستبدلتِ وجه راشد العكر بقبلات (البعبع الحلوة)"
عضت على شفتيها بقوة ووجهها يتورد خجلاً وسخطاً.. ثم ردت عليه تفصد تحويل مجرى الحوار "لدي منها أجمل الألوان على فكرة.. واشتريت لشوشو مثلها خصيصاً، للحياة الزوجية معكما"
خرج خالد وهو يمسك كفها بيده مثل الماضي يسحبها بجانبه قبل أن يسأل بارتياب "هل تقولين أن شيماء أيضاً ترتدي مثلها في بيتها؟!"
السؤال كان مستتراً بالطبع ..قاصد شيء آخر يعيشه شخصياً..
ردت سَبنتي بفخر مغيظ "طبعاً.. وماذا اعتقدت غير هذا، كل ليلة ولحظة ودقيقة هي لا تغيرهم أبداً كما أنوي أنا"
لم يبالى خالد بمصيرها المبهر في إغوائه ..إذ أن رغماً عنه الجزء الخاص بشفقة الشباب على بعضهما جعله يهمس بتعاطف "المسكين البائس، مؤكد صدم بالواقع المرير بعد أحلامه الأسطورية بالعصفورة" قالت سَبنتي معترضة وهي تحتل مكانها في السيارة جانبه "شوشو ليست عصفورة"
جلس خالد خلف عجلة القيادة ثم مال يضع حزام الأمان الذي تتعمد نسيانه.. رفع وجهها قريباً منه وهو يقول ببطء مستهزئ "حاشا لله أن تكون كذلك ..بالطبع أوافقكِ.. فهي بومة.. بومة مثل صديقتها"
*********
عندما فتح راشد الباب مسرعاً كانت سَبنتي تقف هناك تحرك قدمها بتوتر مذنب.. ثم رفعت وجهها ببطء وهي تقول بخفوت "خفت عليك.. ولم أقاوم أن آتي لأرك"
ابتسم راشد بعنفوان وكل همومه تتبدد في لحظة ثم فتح ذراعيه وهو يقول بصوت أجش خشن "أحسنتِ الصنع بقدومكِ.. تعالي إلى هنا"
اندفعت سَبنتي في قفزتين متهورتين بحماس مشابه لحماس الأطفال ..تدفع نفسها إليه بقوة تحيط نفسها بذراعيه, تضمه إليها بقوة ورأسها يرتاح على كتفه في حضن مبهر ومريح جداً لكليهما همست بنبرة خاصة "ضمني يا أبي.. ضمني بقوة ودع بحنانك كل هموم العالم تسقط من على كتفي"
أخذ راشد نفساً أكبر وهو يضمها كما تطلب بينما شفتاه تهمسان بامتنان "من منّا يا صغيرة الذي يمحو كل أوجاعه بضمكِ؟"
*********
انتهى
قراءة سعيدة


[/si
ze]


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 12:53 AM   #6455

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 548 ( الأعضاء 140 والزوار 408)
‏اجزخنجية, ‏Ayaomar, ‏غيمة السعادة, ‏Sara saa, ‏نور ناجح حوا, ‏فاطمة علوش, ‏alyaa elsaid, ‏Dalia Huzaien, ‏حلا نور, ‏منالب, ‏Kendaaaa, ‏سوووما العسولة, ‏Diego Sando, ‏Nor BLack+, ‏نسيم88, ‏Aya yoga, ‏amana 98, ‏housewife, ‏سيف وعمر, ‏Dina66, ‏امي احمد, ‏انجلينااااا, ‏Dreamdida, ‏besomahd, ‏شهباروزا, ‏Dilan, ‏فراقيعو, ‏لولو73, ‏Samaa Helmi, ‏دعاء سعده, ‏أسيا أحمد 31, ‏رودى رامى, ‏مها العالي, ‏قمر صفاء, ‏قطر الند, ‏حسناء_, ‏hedia1, ‏وسام عبد السميع, ‏redrose2014, ‏راما الفارس, ‏Angelin, ‏ملاك وشيطان, ‏رينو اسامة, ‏..هناك أمل .., ‏شاكره لله, ‏موجة هادئة, ‏الاء ابراهيم, ‏الذيذ ميمو, ‏فاطمة توتى, ‏جنا احمد, ‏Emaimy, ‏زيزفون 2, ‏fadia fahed, ‏مريم المقدسيه, ‏yasser20, ‏Heckenrose, ‏منال نبوي, ‏simsemah, ‏Lulu9, ‏رودينة محمد, ‏Aengy, ‏k_meri, ‏ناديه كليب, ‏ولاء محم, ‏sara_soso702, ‏zezeabedanaby, ‏Noor Alzahraa, ‏rahasff, ‏Sea birde, ‏difa, ‏دمعة شاردة, ‏دلال سعيد, ‏Nourhene maa, ‏مجد صالح, ‏Hend SAyed1, ‏أمل كناكري, ‏batotaa, ‏ديدي امبابي, ‏فيزياء, ‏00nofa00, ‏[email protected], ‏دانه عبد, ‏Mona M Kheder, ‏فداءمحمد, ‏د. منى خلوى, ‏aber alhya, ‏شيمو عصام, ‏جوجي رياض, ‏Princess rahom, ‏frau zahra, ‏همسة الحنين., ‏Omsama, ‏سمراء جنين, ‏سهام سليمان, ‏Joud1, ‏ines e, ‏bassma rg, ‏وايت تاج, ‏yawaw, ‏سلوى١٩٨٤, ‏ابو محمد&&, ‏Ollaa, ‏Nasro 12, ‏om ahmed altonsy, ‏Rosyros, ‏mariam sayed, ‏imy88, ‏يود البحر 7, ‏شجن المشاعر, ‏داليا انور, ‏Seham elhenawy, ‏رنا عزت محمد, ‏فرح وهبة, ‏Hoda.alhamwe, ‏soosbat, ‏Amanykassab, ‏اسما جاد, ‏حبيبيه, ‏مريم مري, ‏إيمان عمر, ‏almoucha, ‏راندا علي غانم, ‏عفة وحياء, ‏Samiha mohamed, ‏اسيل٤, ‏nur vattar, ‏براءة م, ‏ملاك العمرو, ‏Butaina123, ‏نور علي عبد, ‏ميمو٧٧, ‏لميس رضا, ‏اريج القران, ‏awttare, ‏Marwa Gehad, ‏أميرة صابرة, ‏tafanegm, ‏مى نبيل4, ‏rital00, ‏املي بالله كبير


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 12:55 AM   #6456

سمسمه عبده

? العضوٌ??? » 470319
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » سمسمه عبده is on a distinguished road
افتراضي

[quote=داليا انور;15215726]مساء الخير للجميع فى تسجيل
تسجيل حضووووووووووووور


سمسمه عبده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:06 AM   #6457

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 674 ( الأعضاء 173 والزوار 501)
‏اجزخنجية, ‏توتى على, ‏شيماء حسانى, ‏همسة الحنين., ‏ريمةمف, ‏Mon abdou, ‏نوراااا, ‏ناديه كليب, ‏حلا نور, ‏Heckenrose, ‏مجد صالح, ‏sara_soso702, ‏redrose2014, ‏رقيةرقية16, ‏Um muhammed, ‏Ollaa, ‏رانيا خالد, ‏..هناك أمل .., ‏مريم مري, ‏هناء عبدالله, ‏منالب, ‏saro22, ‏Nourhene maa, ‏Latofi, ‏زهرة الكركديه, ‏وتر القلب, ‏Saraa Hasan, ‏Joud1, ‏Esraa Yacoub, ‏راندا علي غانم, ‏Aengy, ‏فلامنڤو, ‏عفة وحياء, ‏yasser20, ‏Aya 611, ‏Agaiaa, ‏imy88, ‏[email protected], ‏يود البحر 7, ‏ولاء محم, ‏Angelin, ‏Seham elhenawy, ‏مها العالي, ‏Diego Sando, ‏جنا احمد, ‏سمراء جنين, ‏خمسية, ‏سمسمه عبده, ‏دره بارق, ‏homsaelsawy, ‏شهباروزا, ‏Emaimy, ‏ليلى عمرو, ‏روكا حبيبتي, ‏Atesbocegi, ‏مريم المقدسيه, ‏om malk90, ‏emy e m, ‏Rosyros, ‏Malak assl, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏beera, ‏ines e, ‏لميس رضا, ‏لولو73, ‏Hoba Nasry, ‏lobna_asker, ‏فراقيعو, ‏اسمااء محمد, ‏الزمردة البيضاء, ‏Mona M Kheder, ‏رندوش9, ‏رودى رامى, ‏سحر احمد حسين, ‏Ayaomar, ‏غيمة السعادة, ‏Sara saa, ‏فاطمة علوش, ‏alyaa elsaid, ‏Dalia Huzaien, ‏Kendaaaa, ‏سوووما العسولة, ‏Nor BLack+, ‏نسيم88, ‏Aya yoga, ‏amana 98, ‏housewife, ‏سيف وعمر, ‏Dina66, ‏امي احمد, ‏انجلينااااا, ‏Dreamdida, ‏besomahd, ‏Dilan, ‏Samaa Helmi, ‏دعاء سعده, ‏أسيا أحمد 31, ‏قمر صفاء, ‏قطر الند, ‏حسناء_, ‏hedia1, ‏وسام عبد السميع, ‏راما الفارس, ‏ملاك وشيطان, ‏رينو اسامة, ‏شاكره لله, ‏موجة هادئة, ‏الاء ابراهيم, ‏الذيذ ميمو, ‏فاطمة توتى, ‏زيزفون 2, ‏fadia fahed, ‏منال نبوي, ‏simsemah, ‏Lulu9, ‏رودينة محمد, ‏k_meri, ‏zezeabedanaby, ‏Noor Alzahraa, ‏rahasff, ‏Sea birde, ‏difa, ‏دمعة شاردة, ‏دلال سعيد, ‏Hend SAyed1, ‏أمل كناكري, ‏batotaa, ‏ديدي امبابي, ‏فيزياء, ‏00nofa00, ‏دانه عبد, ‏فداءمحمد, ‏د. منى خلوى, ‏aber alhya, ‏شيمو عصام, ‏جوجي رياض, ‏Princess rahom, ‏frau zahra, ‏Omsama, ‏سهام سليمان, ‏bassma rg, ‏وايت تاج, ‏yawaw, ‏سلوى١٩٨٤, ‏ابو محمد&&, ‏Nasro 12, ‏om ahmed altonsy, ‏mariam sayed, ‏شجن المشاعر, ‏داليا انور, ‏رنا عزت محمد, ‏فرح وهبة, ‏Hoda.alhamwe, ‏soosbat, ‏Amanykassab, ‏اسما جاد, ‏حبيبيه, ‏إيمان عمر, ‏almoucha, ‏Samiha mohamed, ‏اسيل٤, ‏nur vattar, ‏براءة م, ‏ملاك العمرو, ‏Butaina123, ‏نور علي عبد, ‏ميمو٧٧, ‏اريج القران, ‏awttare, ‏Marwa Gehad, ‏أميرة صابرة


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:23 AM   #6458

ساره فهمي

? العضوٌ??? » 474125
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » ساره فهمي is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور الفصل وجاري القراءة
تسلم اناملك حبيبتي نور شظايا ملحمة هنزعل جدا بعد انتهائها 😘😘😘😘😘


ساره فهمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 01:34 AM   #6459

اجزخنجية
 
الصورة الرمزية اجزخنجية

? العضوٌ??? » 409750
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » اجزخنجية is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 741 ( الأعضاء 178 والزوار 563)
‏اجزخنجية, ‏housewife, ‏حبيبيه, ‏خمسية, ‏إيمان عمر, ‏الحب كده, ‏فيزياء, ‏Amanykassab, ‏Amal Almabrouk, ‏رندوش9, ‏Mai aboelmaged, ‏Agaiaa, ‏Omsama, ‏همسات ناعمه, ‏راندا علي غانم, ‏besomahd, ‏Samaa Helmi, ‏toob23, ‏Malak assl, ‏ساره فهمي, ‏رانيا خالد, ‏Basmaa masoud, ‏مياده سعد, ‏هدى هدهد, ‏رودينة محمد, ‏sara_soso702, ‏ام نوارة, ‏Mayaseen, ‏الشفاه الغليظة, ‏نور ناجح حوا, ‏Um-ali, ‏pooh10, ‏لميس رضا, ‏موجة هادئة, ‏Princess rahom, ‏سواسماعيل, ‏Atesbocegi, ‏نورا كمال, ‏rital00, ‏حنان حرب, ‏Dodowael, ‏دلال سعيد, ‏فاطمة خولة, ‏أمل رياض, ‏فداءمحمد, ‏مريم مري, ‏homsaelsawy, ‏myryam, ‏Dilan, ‏fadia fahed, ‏روكا حبيبتي, ‏chaimaeM, ‏زيزفون 2, ‏bassma rg, ‏قمر صفاء, ‏رقيه عماد, ‏Dreamdida, ‏مني محموز, ‏emy e m, ‏شيرين الحق, ‏Abeer gazal, ‏شجن المشاعر, ‏سهام سليمان, ‏شيماء انور, ‏أسيا أحمد 31, ‏ملاك العمرو, ‏شيماء حسانى, ‏توتى على, ‏راما الفارس, ‏همسة الحنين., ‏ريمةمف, ‏Mon abdou, ‏نوراااا, ‏ناديه كليب, ‏Heckenrose, ‏مجد صالح, ‏redrose2014, ‏رقيةرقية16, ‏Um muhammed, ‏Ollaa, ‏هناء عبدالله, ‏منالب, ‏Nourhene maa, ‏Latofi, ‏زهرة الكركديه, ‏وتر القلب, ‏Saraa Hasan, ‏Joud1, ‏Esraa Yacoub, ‏Aengy, ‏فلامنڤو, ‏yasser20, ‏Aya 611, ‏imy88, ‏[email protected], ‏يود البحر 7, ‏ولاء محم, ‏Angelin, ‏Seham elhenawy, ‏مها العالي, ‏Diego Sando, ‏جنا احمد, ‏سمراء جنين, ‏سمسمه عبده, ‏دره بارق, ‏شهباروزا, ‏Emaimy, ‏ليلى عمرو, ‏مريم المقدسيه, ‏om malk90, ‏Rosyros, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏beera, ‏ines e, ‏لولو73, ‏Hoba Nasry, ‏lobna_asker, ‏فراقيعو, ‏اسمااء محمد, ‏الزمردة البيضاء, ‏Mona M Kheder, ‏رودى رامى, ‏سحر احمد حسين, ‏Ayaomar, ‏غيمة السعادة, ‏Sara saa, ‏فاطمة علوش, ‏alyaa elsaid, ‏Dalia Huzaien, ‏Kendaaaa, ‏سوووما العسولة, ‏Nor BLack+, ‏Aya yoga, ‏amana 98, ‏سيف وعمر, ‏Dina66, ‏امي احمد, ‏انجلينااااا, ‏دعاء سعده, ‏قطر الند, ‏حسناء_, ‏hedia1, ‏وسام عبد السميع, ‏ملاك وشيطان, ‏رينو اسامة, ‏شاكره لله, ‏الاء ابراهيم, ‏فاطمة توتى, ‏منال نبوي, ‏simsemah, ‏Lulu9, ‏zezeabedanaby, ‏Noor Alzahraa, ‏rahasff, ‏Sea birde, ‏difa, ‏دمعة شاردة, ‏Hend SAyed1, ‏أمل كناكري, ‏batotaa, ‏ديدي امبابي, ‏00nofa00, ‏د. منى خلوى, ‏aber alhya, ‏شيمو عصام, ‏جوجي رياض, ‏frau zahra, ‏وايت تاج, ‏yawaw, ‏سلوى١٩٨٤, ‏ابو محمد&&, ‏Nasro 12, ‏om ahmed altonsy, ‏mariam sayed, ‏داليا انور, ‏رنا عزت محمد, ‏فرح وهبة


اجزخنجية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 02:02 AM   #6460

Hoda.alhamwe
 
الصورة الرمزية Hoda.alhamwe

? العضوٌ??? » 456087
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » Hoda.alhamwe is on a distinguished road
افتراضي

استمتاع وتلذذ في سطور سردك ابداااع سلمت اناملك

Hoda.alhamwe غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#شظايا القلوب ... رومانسية .. اجتماعية .. درامية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.