آخر 10 مشاركات
عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          سافاير(138)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء2من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          60 - العريس لا أحد - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          85 - عنيد - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-20, 11:18 PM   #301

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





أسوان .. سحر النوبة

بجزيرة النباتات بجوار أحواض الأزهار النادرة جلس على صخرة محاطة بالحشائش قائلا بابتسامته المرحة

" ها قد انفصلنا عن الفوج السياحي كما أردتِ مارجريت "

أشجار النخيل ترخي فروعها على مياه النيل وهى تتأمل جمال الطبيعة حولها تحت شمس أسوان الذهبية حتى في الشتاء ترد بحيوية

" أنا سعيدة للغاية لأنك دعوتني لزيارة بلدك بعد كل هذه المدة شهاب .. منذ تقابلنا في ألمانيا منذ عامين أريد القيام بهذه الرحلة "

يضحك وهى واقفة تلقي برأسها لتشاهد حوض الأزهار عن قرب متسائلا

" ما رأيكِ ببلدي إذاً ؟ "

نظرت إليه تبعد شعرها الأشقر خلف أذنها تجيب

" جميلة شهاب .. مصر جميلة للغاية .. لم أتوقع جمال الآثار ولا عبقرية مَن بناها قديما لتظل موجودة بعد آلاف السنين "

يشاكسها شهاب بخبث

" ما زلنا عباقرة ! "

تستدير ضاحكة تفهم مقصده فتحاول إغاظته

" لكن ألمانيا أحلى ... وإلا لمَ يهاجر الشباب من عندكم إلينا ؟ "

تتلاشى ابتسامة شهاب وهى تلمس عقدته الخفية ، حين كان يسافر الخارج فيعامله البعض أنه أقل منهم لأنه .. عربي .. ومصري !
صمت قليلا ينظر لها بثقة ثم أجاب بهدوء

" هذا ليس معناه أن بلد أحلى من بلد .. المشكلة في الظروف والبحث عن فرص أفضل وظلم بعض الناس .. لكن ما دخل مصر نفسها كوطن يضم أهله ؟! .. لو نظرنا للأمر من ناحية أخرى سنجد أن مصر تتحمل الكثير من شعبها وما زالت صامدة .. ما زالت دافئة .. ما زالت أم الدنيا "

تقترب منه تمد ساقها تضغط على حذائه بحذائها عالي الساقين تلاحظ ضيقه ممازحة

" أنت تحب بلدك حقا .. وأكثر مني "

يبتسم شهاب ابتسامة جانبية متحسرة قائلا

" كثير منا يظلمها ويلعنها وينسون أنهم سبب بؤسها .. لدينا مقولة تقول نعيب زماننا والعيب فينا .. وكذلك نعيب بلدنا والعيب فينا .. الجميع يفكر بنفسه .. لا أحد يقول سافعل شيئا من أجل وطني .. الجميع يفكر كيف يجمع المال ويمتع نفسه وأهله .. قليل مَن يفكر بالبلد ومَن يفعل لمصلحتها "

تسأله مارجريت وهى تجلس جواره

" وأنت تفكر ببلدك ؟! "

ابتسامته تتسع ليجيب ناظرا لجمال عينيها

" أحبها منذ صغري .. تعلمت في مدارس أجنبية ثم دخلت الجامعة الامريكية فشعرت في فترة أني لست مصريا ولا انتمي إلي مصر .. ثم قررت تغيير ذلك .. درست الإرشاد السياحي وغيرت مجالي بأكمله حين عرفت خبايا هذا البلد .. عشقته .. تعلمت كيف انتمي إليه "

يده تقبض على حفنة رمال من الأرض مواصلا بحرارة

" هذا البلد عظيم مارجريت .. وهذه الرمال أغلى مما تتصورين "

هذه الرمال تحمل دم أولاد البلد .. بين تضحية وشهامة قامت حروب عدة انتظرها ابناؤها بفارغ الصبر ، ليكبدوا عدواً غاشماً خالص الغضب

باختلاف القادة واختلاف أصولهم ونسبهم ونشأتهم صمدت مصر

منذ أحمس الأول وهزيمة الهكسوس

رمسيس الثاني بمعركة قادش وهزيمة الحيثيين

صلاح الدين الأيوبي بمعركة حطين ودحر الصليبيين

سيف الدين قطز بمعركة عين جالوت وهزيمة المغول

جنود وأهالي رشيد وردع الانجليز في حملة فريزر

حرب أكتوبر ١٩٧٣ وهزيمة اسرائيل شر هزيمة

وغيرها وغيرها من معارك تحرير الأرض

تعقد حاجبيها تشعر بابتعاده فتمسك بكفه قائلة بنبرتها المرحة

" حسنا .. حدثني عن هذه المدينة شهاب "

ينظر إليها مدركا مكرها بتغيير الموضوع وهى لا تشعر مثله نحو بلدها ألمانيا فيتساءل

" اممم .. هل تريدينني أن اقوم بدور المرشد السياحي لكِ ؟! "

ترد مارجريت بابتسامة حلوة

" نعم .. كنت جذاباً جدا وأنت تتحدث بالأمس أمامنا جميعا "

يمرر يده بشعره يقترب برأسه منها قائلا بشقاوة

" جذابا وأنا أتحدث فقط ؟! "

تدفعه لتقف مبتعدة على الممر المرصوف تقول بتذمر

" هيا حدثني عن هذا المكان طالما أنك فخور ببلدك هكذا "

ابتسم شهاب ناظرا إلي وقفتها المتحفزة بتحدٍ ، معظم الغرب يستشيط غيظا حين يقال أمامه أن بلدا عربيا هو الأجمل والأكثر أصالة
وهى أيضا لا تعرف عن ألمانيا كثيرا لتفخر به أمامه .. عرفها ترحل من بلد لآخر بحكم عملها ولا تنتمي لوطن واحد مثله أما هو .. ابن الوطن الواحد .. ابن مصر
وبنبرته المتحدية قالها بفخر

" أسوان .. سحر الجمال النوبي ... كان اسمها في اللغة المصرية القديمة ( سونو ) بمعنى السوق لأنها كانت منطقة تجارية للقوافل .. ثم حرّف الإغريق ذلك الاسم إلى ( سين ) .. ثم أُطلِق عليها ( سوان ) حتى قدم العرب إليها فنطقوها ( أسوان ) "

أسوان .. أجمل مشاتي مصر .. بل والعالم أيضا
الجو المعتدل والشمس الدافئة والهدوء المنساب على صفحة النيل الخالد في راحة نفسية لا يصل لها مكان بالكون
سحر أسوان الغريب الذي يتدفق للقلب حين تخطو المدينة ..
بشاشة الناس وصفاء القلوب وضحكة النسيم وابتسامة مياه النيل
هنا الجماد يبتسم بالجدران الأثرية المنحوتة.. هنا سحر الحضارة الفرعونية
تستدير تنظر له بلا تعبير وهو يشير حوله يواصل بهدوء ابتسامته الرجولية الجذابة

" نحن هنا بجزيرة النباتات .. معظم هذه الزهور نادرة والنباتات مهددة بالانقراض ... هى محميةٌ طبيعيةٌ مساحتها سبعة عشر فداناً مقسمة إلى سبع مناطق .. كل قسم به مجموعة مختلفة من النباتات تنمو في البيوت الزجاجية .. وتضم تقريبا ثلاثمائة وثمانين نوعاً من الفواكه والأشجار الاستوائية والنباتات الطبية والعطرية .. غير نباتات الزينة واشجار الخشب والتوابل "

تبتسم مارجريت تأثرا برجولته مستندة إلي جذع شجرة ضخمة تقول

" تابع "

يقف شهاب معدلا سترته الشتوية قائلا

" معالم مصر القديمة ليست بقايا مبانٍ أو قصورٍ أو معابد مارجريت .. بل إنها حضارة كاملة ما زالت معابدها بكامل رونقها وبهائها .. بالأمس مثلا كنا بجزيرة إلفنتين كما قلت في رحلتنا النيلية إليها .. رأينا متحف أسوان به ثلاثة آلاف قطعة من الآثار المصرية تمثل مختلف الأزمان وقاعات الحضارة الاسلامية وتيجان الملوك بأحجارها الكريمة .. دخلنا بها متحف النوبة ومعبد خنوم ورأينا المسلتين الناقصتين .. ثم ذهبنا إلي ضريح أغا خان .. كل هذا ما زال على حالته حتى لو حدث ترميم لبعض الآثار "

يشير بسبابته حين وصل إليها متذكرا

" بالأمس أنتِ ذهبتِ لتلقي مكالمة فلم تسمعي حكايته .. اسمعي إذاً "

يميل رأسها بموافقة رغم عدم اهتمامها لكنها تركته يحكي

" كان الشاه محمد أغا خان من زعماء الهند السياسيين ومن أكبر محبي أسوان .. كان يعاني من آلام العظام ثم عجز عن المشي تماما فنصحه أحد شيوخ النوبة أن يدفن نصفه السفلي في رمال أسوان مدة معينة كل يوم حتى عاد يوماً واقفا على قدميه .. لذلك وصى أن يُدفَن بها وفاءً للمكان الذي كان سبباً في شفائه .. بُنيَ قبره على الطراز الاسلامي وزُيِنَ من الداخل بنقوش من القرآن الكريم وكانت مراسم دفنه حدث عالمي "

جذب انتباهها بالقدرة العلاجية للرمال التي قال عنها غالية وهو يتابع

" وأجمل ما يرتبط بالجزيرة المقابر الصخرية المنحوتة في المنحدر الجبلي الذي رأيناه بنهاية اليوم .. يسمى قبة الهوا وقد اختاره نبلاء وحكام الجزيرة لتكون مقرهم الأبدي في العالم الآخر .. قبل أن ننتقل لتناول الطعام بمطعم ( الدوكة ) "

تقترب منه متغاضية عن غيظها تسأل بنظرة متلاعبة

" والمعابد التي رأيناها ؟! "

جذب شهاب يديها ضاحكا بذكرى معها أمام أحد معابد ألمانيا لتسير معه وهو يعدد لها

" معبدا أبو سمبل من أروع المعابد التاريخية في العالم .. جزيرة أجيليكا ومعبد فيلة بها بأعمدته وجدرانه الحاملة لأجمل النقوش الفرعونية وهو مدخل إلي معبد الإمبراطور أدريان ومعبد هاثور .. معبد خنوم الذي يقع تحت الأرض بتسعة أمتار .. وبقايا معبد ساتيس .. ومعبد بتوليميك .. كل هذه المعابد بأسوان .. يكفي أم أتابع ؟! "

كان يعلم أنها لا تهتم تماما فلم يذكر حكاية كل معبد مكتفيا بذكر اسماءها ، فلو علمت الحكايا العظيمة خلف هذه الاسماء وما كتب على جدرانها لودت أن تكون مصرية
وبالفعل غيرت مارجريت الموضوع قائلة

" اممم .. قلت لي ستأخذني لعرض الصوت والضوء .. ستأخذني وحدي وليس مع باقي الفوج "

يرد شهاب سائرا معها تحت صفي الأشجار الاستوائية

" نعم .. سنذهب لعرض الصوت والضوء في معبد فيلة .. سنرى تاريخ أسوان وحضارتها.. تاريخ أرض الذهب كما كان يُطلق عليها باللغة الهيروغليفية .. وبعدها سننفصل عن الفوج ليومين نقضيهما في جزيرة سهيل والقرية النوبية .. وهناك سوف أحدثكِ عنهما "

تتمسك مارجريت بذراعه يقفان أمام نهر النيل الأطول في العالم يتأملان جمالا ساحرا بضفة تخطف القلوب .. يتطاير شعرها الأشقر بلمحة جمال مماثلة ، لكنها بالتأكيد لن تكافئ جمال أسوان و....
الأعراس النوبية وبهجتها الخاصة .. رجال بزيهم الأسواني الأبيض وقبعاتهم الصغيرة الملونة يدقون الدفوف ابتهاجا بالعريس حين يقف وسطهم في حلقة رجولية شامخة
القرية النوبية .. مصدر الجرانيت في المعابد والمسلات
جزيرة سهيل .. عنوان الجمال والعراقة بسحر الطبيعة وغموض وشغف الماضي ، وبلوحة جدارية ضخمة تسمى ( لوحة المجاعة ) نقش عليها بالهيروغليفية حكاية جفاف ومجاعة بسبب عدم فيضان النيل .. هذه كانت أهمية نهر عظيم بتاريخ أعظم.






التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-01-20 الساعة 11:35 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:19 PM   #302

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



يتحرك مغادرا من النادي بعد جولة رياضية عنيفة أرهق بها عضلاته لتقسو أكثر مثله .. جسده صار صخرا كقلبه وملامحه اليابسة التي أعلنت وسامتها بعبوسه الطبيعي
ما فعله في أكرم لم يكن ضمن خططه لكنه خطوة مفاجئة يرد عليها بها ، كلما تذكر قوتها بين ذراعيه تنامت داخله تلك الرغبة بالثأر من الجميع
لم تصرخ ألماسة مرة واحدة .. فقط يتذكر جسدها الذي تصلب ليمنعه من لمسها ، ثم رذاذ الدفاع عن النفس الذى أحرق عينيه
كيف جاءت فكرة ذلك الهجوم أصلا ؟! .. لا يعرف !!
فكرة أيضا مفاجئة وبلا مقدمات وقتها .. جاءت على باله سابقا أن يجعلها معطوبة بالفعل ليفسد حياتها تماما لكن وقتها لا يعلم حقا !
أبعدت يده تمنعه عن ضربها ورفعت يدها عليه فأمسك معصمها وبعدها اتخذ جسده القرار ! ، ولو لم تقاومه لكان أتم الأمر وسط صرخاتها بلا ذرة ندم أو رحمة
ومنذ متى عرف ' فؤاد رافع ' الرحمة ؟!
لكن .. هل أراد حقا تقبيل شفتيها ولم يستطع ؟! .. منذ رآها تنفخ غرتها بذلك العنفوان ! .. ما هذه الأفكار الآن ؟!
شمخ بذقنه سائرا لمكان سيارته حين لمح وجها جميلا مألوفا في مقهى حديقة الأطفال .. مألوفا حد الخزي لدرجة أنه أدار وجهه قليلا حتى لا تراه لكنها سبقته والتقت بعينيه
وحينها لم يستطع أن يبتعد حتى لا تثبت جريمة الندم عليه ! .. فرفع رأسه محدقا بعمق عينيها وحجابها باستهانة قابلتها هى مصدومة
عيناها تتسعان وصدرها يختنق بقسوة وكل غضبها يقف حجرا ثقيلا بحلقها .. نفور شع من ملامحها لدرجة الرغبة في التقيؤ والماضي يحرقها حرقا بخزي أكبر وندم قاتل
وقفت فجأة تحاول مع حقيبتها إخراج النقود بيدين ترتعشان كرها ورفضا فسقطت منها الحقيبة أرضا لتنخفض باختناق أكبر تجمع أغراضها بحركات خرقاء مكبوتة تريد الانفجار لتجد ... حذاءه أمامها مباشرة
توقفت يداها وملامحها تتخذ قناعا دفاعيا شديد العداء فتأخذ الحقيبة وتقف بقوة تواجه عينيه الحادتين بطبعهما
ابتسامة بطيئة تشق فمه الشهواني أمام عينيها هامسا

" اسما "

راقب يدها تعتصر حقيبتها بغل حين نطق اسمها وملامحها تثور أكثر فيتابع باستخفاف مستفز

" هل ستذهبين الآن ؟! ... أما زلتِ تخافين مني ؟! "

لون التمرد وجهها مختلطا بمزيد من الغضب والكثير الكثير من الكره يلتف حوله مع أنفاسها الرافضة
لن يكرهه أحد يوما قدر ما تكرهه اسما ، لأنه لم يؤذِ أحدا بحياته قدر ما أذاها هى .. قد يكون طال أذاه رجالا أشداء لكنه دمر حياة اسما بلا فرصة لحياة أخرى
لكنه لم يتراجع عن قسوته أمامها محتفظا بهيبته المخيفة المؤذية يذكرها بأقوالها القديمة

" لا اعلم يا فؤاد لمَ أخاف منك .. لا انكر أني أحبك لكن بك قسوة كأنك راغب أن تؤذي العالم كله ! "

اشتدت شفتاها وملامحها تتصلب فيناظر ذلك النفور بوضوح متوشحا بقوة ليتابع بنبرته المستفزة وهو يحاول تدقيق النظر بمقدمة شعرها من تحت الحجاب

" بالنهاية ها أنتِ واقفة أمامي ويبدو أنكِ بخير و.... تقريبا غيرتِ لون شعركِ ! .. لا اذكر أنكِ كنتِ شقراء هكذا !! ... كان شعركِ على صدري شديد السواد وأنا مزاجي ناريا يعشق لون النار !! "

شعرت بالرغبة في تقطيع خصلات شعرها من منابتها فقط لتنقيها من سم نظرته وكلماته .. معدتها تنقلب تريد التقيؤ حرفيا ويدها على الطاولة تضغط حتى انسحبت الدماء منها صاعدة لوجهها الذي شع حرارة غضب كاسرة
يدها ترتفع منقبضة فيقرأ أفكارها بوضوح وهى تجمع شجاعتها لتحاول صفعه فتتسع ابتسامته الدنيئة قائلا

" لا تتهوري ... حولنا ناس جميعهم من الطبقة الراقية وستكون فضيحة ! "

تطالع وجهه بحقد تتمنى لو تستطيع قتله فتقول بنبرة خافتة متصلبة

" اذهب من وجهي إذاً قبل أن تكون بالفعل فضيحة "

يميل رأس فؤاد يرد باستعراض قميء

" ياااااه .... سنوات مرت نسيت صوتكِ فيها .. لكن أين اختفيتِ بعد ما حدث بيننا ؟! "

قلبها يضخ دماء سوداء وهى تقول بحرقة وغضب وكره

" لكن أنا لم انس شيئا فيك .. كنت أتذكر كل يوم ليملأني كرها لك أكثر .. قريبا ستتذوق دعواتي .. ستحترق يا فؤاد .. اقسم بالله سيحترق قلبك وتتعذب بالدنيا قبل الآخرة كما لم تتوقع يوما .. دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب "

خفتت ابتسامته بملامحه القاتمة ساخرا بالقول

" آآآه .. وأنتِ كنتِ مظلومة تماما أليس كذلك ؟! "

تجيب اسما بنفس النبرة حارقة الكلمات باحتراقها

" أنت لففت حولي وخدعتني ويعلم الله ندمي لتصديقك .. أنا تبت لله لكن واضح أنك ما زلت بجبروتك ونذالتك "

يقترب فؤاد بوجهه منها يضغط على حروفه بذاك الجبروت لا يرحمها

" لففت حولكِ !! .. لهذا يقولون بعائلتي أنني ثعبان يا اسما .. قبلتِ الاقتراب إذاً تحملي لدغتي ! "

أشاحت بوجهها باشمئزاز لا تطيق نظرة لوجهه قائلة بغل

" اذهب من وجهي "

فجأة جاء طفل صغير يركض يتمسك بذراعها هاتفا ببراءة

" أمي "

فزعت اسما وهى تنظر لطفلها ثم تحيط كتفيه تقربه لجسدها تخفيه عن عيني فؤاد الذي عقد حاجبيه وهو ينظر للطفل بغرابة !
يحاول إبعاد ذراعها متضايقا يسأل

" ماذا هناك أمي ؟ .. لماذا تشديني هكذا ؟! "

تنظر اسما لابنها قائلة بذعر تحاول إخفاءه

" آسفة حبيبي هيا بنا .. هيا "

يضيق فؤاد عينيه مدققا ثم يسأل الصبي بنبرة غريبة

" ما اسمك ؟ "

التفت رأس اسما تنظر له بحدة فيما يعبس الفتى باستغراب مجيبا ببراءته

" اسمي كريم ... مَن أنت ؟! "

صبي خمري البشرة جميل المحيا ، صلب الملامح بنبأ الرجولة القادمة .. عيناه سوداء قاتمة احتدت حين عبس !
ترنو عينا فؤاد معقود الحاجبين نحو اسما وهى تبادله النظر بخوف ثم أعاد نظره للصبي يرد بشبه ابتسامة

" أنا صديق قديم لوالدتك لكن هذه أول مرة أراك فيها .. كم عمرك ؟ "

ردت اسما سريعا قبل أن يرد كريم وهى تجمع أغراضه

" عمره ستة أعوام .. هيا الآن كريم "

نظر كريم إليها منزعجا قائلا

" أمي .. أنا عمري ثمانية أعوام وليس ستة ! "

اتسعت عينا اسما وهى تحدق به بصرامة ففهم كريم أنه ارتكب خطئا لا يعلمه فأدار وجهه ممسكا كوب عصيره يشرب ما تبقى منه منزويا عنها ، بينما شحب وجه فؤاد محدقا بالصبي بقلب يهدر نبضا يريد نفي ما يظنه .. ما يراه !

تراقبه اسما بشبه رعب وهى تمسك الكوب من كريم تضعه بحدة على الطاولة لتسحبه مغادرة به بخطوات هاربة

يجلس فؤاد ناظرا إليهما بسكون تام وأعاصير الأفكار تضرب زيف ثوابته بما لم يتوقع ! ، قبل أن يعيد نظره للكوب الذي شربه كريم ليمد ذراعه يإخذه يطبق عليه بقوة .. هذه القطعة الزجاجية تحمل إجابة سؤاله !.





وصل فؤاد مكتبه ليجدها بانتظاره .. يبدو أن اليوم لن يوقف مفاجآته إليه ، كان مثلها .. هادئا مصدوما .. جزء منه انكسر بفاجعة التوقع .. وهى بفاجعة الحقيقة
ونظرة إلي عينيها يتساقط مطر روحه العاصفة .. تسأله مرارا .. أما آن لذلك السواد أن يتلون ؟
وتلك الدماء المنسابة بيننا .. أما آن الوقت كي تتوحد ؟
بعينيها لا يرى حقدا ولا كرها .. بل شيئا مثل .. مثل الشفقة !
وقفت ألماسة تنظر لعينيه بهدوء يغفر كل ما كان منه .. ترتدي الأسود حدادا لن ينتهي ، باذخة الحزن بشكل يوجع القلب .. يشي بها التيه الشاحب بوجهها الجميل
فنفض عن كتفيه مياه الأمطار ليتقدم نحو مكتبه غير آبها ببَهار التي تحترق واقفة خلف مكتبها تنظر إليهما بغل قائلا بقتامة

" قدماكِ أخذت على المكان "

ترك الباب مفتوحا فعلمت أنها دعوته الصامتة للدخول فدخلت خلفه مغلقة الباب بوجه بَهار ترد

" لا تقلق .. ستكون أخر مرة تراني بها "

توقف فؤاد يضع يديه بجيبيه لحظات ثم استدار بملامح غير مقروءة يتأمل ملامحها قائلا بتعالٍ

" أخر مرة ! .. لمَ أنتِ هادئة بهذا الشكل اليوم ؟! .. غريب ! .. ألا تريدين ضربي مثلا أم أن ... أكرم بخير والأمر لا يستحق ؟! "

تتذكر أكرم ومنظره وهو عائد إليهما مكدوما مكسر الجسد وتحاول أن تنقي أفكارها لتنظر من جانب فؤاد .. لقد سلط لضرب ابن الرجل الذي قتل أبيه حتى لو كان ابن عمه
إنه تعقيد الماضي كقاطع طريق رمى بهم في مهب المواجهات
أمها جعلت أكرم يقسم ألا يذهب لفؤاد وأرادت أن تأخذ منها قسما مماثلا لكنها اكتفت أن وعدتها وعدا ها هى أخلفته بعد ما فعله فؤاد في أكرم
لذلك هزت كتفها تقول بخفوت متألم

" لقد عرفت كل شيء من أمي "

ظل فؤاد مكانه ينظر إليها بملامح مظلمة تقول بنفس النبرة

" اعرف أنك تظن أنك ظُلِمت لكنك لا تعرف كل شيء .. اسأل عمك قاسم .. هو رأى كل شيء وأخفى الأمر طالما انتهى "

مجموعة الخصلات كأول مرة يراها .. بخصلة على عينيها مبعَدة خلف أذنها الصغيرة تاركة وجهها في مصادفات قراصنة الجمال
عيناها دافئتين تمطران حزنا .. مكسورة اليوم .. ابنة عمه وقاتل أبيه انخسف شراعها متروكة في عرض بحر بدون سترة نجاة
وهو في عرض بحرٍ آخر يواجه أمواج دماء القسوة .. لا مركب يمر به .. لا زورق يلقي إليه قشة
يسأل فؤاد بعينين تقسوان بالذكريات

" ماذا أخفى عمي قاسم ؟! "

تحاول ألماسة الإجابة لكن صوتها يرتعش بالحقيقة

" أن أبيك كان .... كان .. "

هو خسر وهى خسرت .. مظلومة يحاسبها على ذنب أرتكبه والدها .. ومظلوما أخذه عمه ليربيه بهوية الأسلحة
والآن ... هل ' كريم ' هو قشته ؟!
يا إلهي .. ما عني به أحد طوال حياته .. كان الجميع يضرم النار في صدره وهى .. تنظر إلي عينيه بدموع صاخبة الأسى مكلومة القلب لا تستطيع الكلام
استدار فؤاد يخفي ملامحه المدمرة يكتم بصدره ما يتحطم به تحت الأنقاض فيهتف بعنف متحشرج

" لا تنطقي بكلمة عن أبي ... أيا كان السبب .. هل سينفي أن أبيكِ قتل أبي ؟.. هل سيعيد أول رصاصة أطلقتها وعرضت حياة إخوتي وحياتي للخطر عمرا كاملا ؟! "

دمعة بزاوية عينه يخفيها باصبعه تقابلها دموع تسيل على وجهها هى تقتحم مأساته دون إذن منه ليستدير فجأة صارخا ضاربا أحد الكراسي بقوة أهواله

" اخرجي من هنا .. لا أريد رؤية وجهكِ "

تتراجع ألماسة رافعة كفيها تنظر لوجهه الدامي غضبا فتقول بنبرتها الباكية

" حقك ... حقك ... اعلم أنك تريد الانتقام لأبيك لكنك لا تعرف لماذا رفع أبي سلاحه عليه ؟ "

يصرخ فؤاد بعنف مقتربا منها لا يرى أمامه

" لا أريد أن اعرف "

تزداد دموعها وجسدها كله يتفكك ألما نفسيا قائلة باستسلام

" حسنا ... لكنك ربحت ... اثبت أنك الأقوى .. أكرم ممدد في فراشه بعدما صدقنا أنه عاد إلينا ... ما الذي تريده أكثر ؟ "

يهدر فؤاد وعروق رقبته تنفر بشكل مخيف

" لا يكفي .. لا يكفيني ... سأذيقكم العذاب ألوانا "

بلحظة رفع شيئا من مكتبه لم تلحق أن تراه ليلقيه على الجدار فمر من جوار وجهها تماما حتى ظنت أن إنشا واحدا وكان سيصيب عينها لينكسر بالجدار وتنتفض هى متراجعة أكثر تقول بوجع ومرارة

" لن ترتاح يا فؤاد طالما بقلبك كل هذا الكره حتى بعد أن تعذبنا كما قلت ... ولو رأيتنا جثث كما تتمنى سيظل الماضي جمراً يحرقك كلما تنفست "

صوته يعلو ودماؤه تندفع تعمي بصره وهى تبتعد عن مداره

" اخرسي .. اخرسي "

لم تصمت والإنهاك ينال منها تماما وهى لم تنم منذ الأمس فتنكأ جرحهما أكثر وأكثر

" اعترف أن أبي اخطأ وكان من الممكن أن يتصرف بشكل آخر لكن ساعة القدر يعمى البصر ... يده سبقت عقله وضغط الزناد .. ويدك أنت اخطأت الهدف لتتعذب به بقية عمرك "

قطع الخطوات الفاصلة بينهما ليقبض على مرفقها هاتفا بكل جحيمه وهو يدفعها على الباب

" قلت لك اخرسي .. اخرجي من هنا "

تأوهت ألماسة باكية لتستند على الباب تبكي ناظرة إليه وحشا يخيف الجميع إلا هى .. صارت تعرف علته ودواءه مواجهة
تواجه وتصمد وتجمع خطوط ماضيهما تقول بألم

" لم يعد هناك شيء تستطيع أذيتنا فيه .. أصبحنا في الشارع كما أردت ... ضيوف في منزل رجل أخمد ضميره سنوات ... منذ تركنا بيتنا وأمي متعبة .. أكرم مُدَمر قبل أن تفعل له شيئا .. وأنا ... ألا يكفي ما حدث لي ؟ "

يتنفس فؤاد بقوة تسمعها براكين تغلي وفكه يرتعش بجنون فتواصل بألمها

" لو ما زلت تريد انتقاما منا قبل أن تعرف الحقيقة فاخرج سلاحك واضغط الزناد مجددا ... خذ بثأر أبيك مني أنا وانظر إذا كنت سترتاح بموتي "

وكانت كلمة منها ذكرته أنه يحمل سلاحا بالفعل .. كأنه كان بانتظار دعوتها ليخرجه
أخرج فؤاد سلاحه فعلا ليرفعه على رأسها بنظرة عينيه الرهيبة .. كتلك اللحظة
أنفاسه تنخطف ونبضاته ترتج والميزان يميل باتجاهات لا يدركها .. عيناه لهبا ودماء .. أنفاسه دخانا ورماد
ولا قطار هروب من قلب الجحيم
بدمعة من عينها تسيل مغمضة على دفء شموس الأوطان .. ملامحها تستكين سباتا أمام سلاح كمرفأ أخير
يزفر فؤاد باحتراق منزلا سلاحه يقترب منها قائلا بسخرية عقيمة قاصدا إيلامها

" ماذا حدث لكِ ؟! .. تقصدين موت خطيبك !ِ ... جيد ... أخذ الشر وذهب "

جفت دموعها صامتة لحظات طويلة فاردة كفيها على الباب خلفها ثم فتحت عينيها تنظر له و ...

لا يعلم ماذا حدث سوى أنها حاولت قول شيء ما ثم تمسكت يدها بذراعه بحدة أصابعها .. لتقع !

مال فؤاد بجسده محيطا ظهرها يتلقى جسدها على ذراعه ورأسها يسقط للخلف فينظر لوجهها هامسا

" ألماس ! "

لحظات ظلت على ذراعه ينظر إليها هامدة ثم ينظر حوله مستعيدا إدراكه بعد نوبة عنف هستيرية معتادة
يحملها بين ذراعيه حتى الأريكة الجانبية ليجلس جوارها عاقدا حاجبيه بملامح جامدة .. ماذا حدث ؟!
لا يعرف لماذا نظر نحو حقيبتها الواقعة جوار الباب فنهض يحضرها يفتش فيها قبل أن يخرج شريط أقراص دوائية يعلمها جيدا من أمه وجدته بركة
افترقت شفتاه مستغربا وهو يطبق يده على الشريط الناقص نصفه ملقيا الحقيبة على الطاولة ليجلس جوار ألماسة مجددا ينظر إليها بـ .... لا يعرف إحساسه حقا !
لكنه أخرج قرصا يلمس شفتيها ليفتح فمها يضعه ثم يأخذ زجاجة ماء من الطاولة رافعا رأسها محاولا أن تصل بعض المياه بالدواء لجوفها .. وظل ينظر إليها
شديدة السكون عديمة الراحة ! .. تشبه مركبا .. تشبه زورقا جاءه .. اليوم كلامها فتح كل جراحه لكنه عني به
اعترفت أنه ظُلِمَ وهى الأولى بهذا الكون تفعل هذا .. لمسته مرة أخرى اليوم ، لينتهي بها الأمر متمسكة بذراعه فاقدة وعيها في حضنه .. في حضنه !!
يخفق قلبه بأسى عجيب حزين ولم يقاوم لمسة أخرى لشفتيها .. لجانب وجهها الشاحب بدموعه الجافة .. لتلك الخصلة خلف أذنها .. جعلته يمسح كفه بارتجاف على شعرها المجموع ..
وبلحظة إشراقة غير عادية امتدت يده الأخرى لينزع رباطا من شعرها يحرره بأنفاس هادرة .. يلمسه بين أصابعه

اثنا عشر دقيقة ... اثنا عشر دقيقة عيناه لا تفارق وجهها وشعرها مفرودا على كفه .. يرى اشتهاءا آخر للقلب ، ما بين ألماس امرأة وكرم طفل يقف للمرة الأولى يرى نفسه
اليوم أهدته الحياة محطتي العمر.

فجأة انفتح الباب ليدخل عماد بقوة هاتفا

" فـؤاد "

أجفل فؤاد ناظرا له بحدة فيسحب كفه عن شعرها خفية لاحظها عماد فعقد حاجبيه مندهشا
تدخل بَهار خلفه بعد كل الصراخ الذي سمعته أعطاها أمرا من قبل ألا تدخل عليه وهو مع أحد ابدا فتتساءل بغيظ

" ما الذي يحدث هنا ؟! "

تناظر ألماسة النائمة على الأريكة بعينين متسعتين فينفخ فؤاد قائلا بنبرة قاطعة

" اتركينا بَهار "

تضغط على أسنانها ضاربة الأرض لتخرج صافقة الباب فيهز عماد رأسه بيأس من أفعاله وفؤاد يسأل من مكانه على الأريكة

" ما سبب هذا الاقتحام ؟! "

يقترب عماد قليلا وقد قالت له بَهار أن فؤاد بالداخل مع ابنة عمه متسائلا بذهول مستنكر

" هل هذه ابنة عمك ؟! .. ماذا فعلت لها ؟ "

ينظر فؤاد إليها يفهم قصد عماد مجيبا بلا اهتمام

" لم افعل شيئا "

ما زال عماد بحالته يسأل بلا تصديق

" لماذا هى فاقدة للوعي إذاً ؟! "

هو نذل بالفعل وهذه طبيعته فلن يتضايق أن عماد يشك به فينظر إليه بصلابة يسأل

" لماذا جئت الآن يا عماد ؟ "

تمتعض ملامح عماد يهتف به بحنق

" لأن عمك قاسم اخبرني بالجنون الذي تفعله الآن .. هل جننت ؟! .. بعد واحد وعشرين عاما تعود بقدميك للخلف كل الأميال التي قطعتها في رحلة حياتك الـ ... السوداء "

تتأوه ألماسة فتجذب أنظارهما معا وهى تفتح عينيها بتعب تستوعب ما حدث معتدلة على الأريكة لتواجه وجهه الجاف الماكر وحينها شهقت متفاجئة صائحة

" ماذا حدث ؟! "

يتحدث فؤاد بهدوء لمست به سخرية غير حقيقية

" أنتِ مريضة سكر ! "

لا تعلم كيف عرف ولكنها ادركت أنها غيبوبة مرض السكري كتلك التي جعلتها تقع جوار ماهر
تتألم ملامحها بالفكرة محاولة النهوض فلا تستطيع وهو يجلس هكذا ثابتا ثم تلمس شعرها متسائلة

" شعري ! ... هل حررت شعري ؟! "

تغطي الخصلات جانبي وجهها وعيناه تدور على ملامحها ودفء عينيها رغم الغضب بينما هى تتأكد من ملابسها بذعر ثم تضربه بكفيها في صدره صارخة

" حررت شعري "

أصدر فؤاد صوتا معترضا متنهدا وهو يمسك معصميها قائلا من بين أسنانه

" قلت يدكِ طويلة وساقطعها لكِ "

تستعيد كل ما حدث فتحاول التحرر من يديه تظن أنه فعل لها شيئا لتصرخ غير منتبهة لعماد الواقف يناظرهما بلا فهم

" يا نذل يا حيوان .. ظننت أنه من الممكن التفاهم معك لكنك لا تفهم .. لن اصمت بعد اليوم .. سأخبر الجميع بما فعله راسل .. وسآخذ حقوقنا في هذه الأملاك التي استوليت عليها كلها دون حق "

يتركها فؤاد نافضا يديها ليقف يضع يديه بجيبيه متسائلا ببرود

" حقوق ؟! .. حقوق ماذا يا .. بنت زاهد ؟! "

نهضت ألماسة بحدة حتى كادت تقع مجددا لكنها وازنت نفسها قائلة بعلو صوتها

" أمي اخبرتني أن أبي شارك راسل في كل هذا النصف بالنصف وأنت جئت أخذت كل شيء حتى الأرض "

كل شيء يأخذ منحنى آخر بذكر الأملاك فيتحول وجهه لصخره الغاضب قائلا بشراسة

" لا حقوق لكم عندي .. فلتحاولوا فقط الاقتراب من أي شيء أملكه وسأنسفكم عن وجه الأرض "

تأخذ ألماسة حقيبتها ملقية نظرة على عماد ثم تنظر لفؤاد قائلة بتحدٍ

" سنرى "

تغادر من أمامهما فيمسك عماد كتفه قائلا

" ما الذي تفعله بنفسك مجددا ؟! .. هل جننت ؟! "

هدر فؤاد فجأة وصوت الرعد بالخارج يضرب قلبه خوفا غريبا

" نعم جننت نعم .. لا تتدخل في هذا الأمر يا عماد "

ينظر نحو الطاولة أمام الأريكة ليلمح شريط دواءها فيطبق شفتيه يتجه نحوه يأخذه مغادرا بجنون وعماد يهتف

" أين تذهب الآن ؟ "

يضرب كفا بكف هاتفا بلا فائدة

" ستوقع المصائب فوق رأسك مجددا "

نزل عماد خلفه فيخرج أمام بوابة المصنع ينظر حوله باحثا عنه وحين وجده توقف مكانه ...
فقد علم أن ' فؤاد رافع ' بوجهه الآخر يحيا هذه اللحظة


وقفت ألماسة بالشارع تحت الأمطار مُنكَسة الرأس بالخزي لا تعرف ماذا لمس منها وهى فاقدة للوعي بغيبوبة مرضها
كانت بأمان مع ماهر حتى لو تلاشى وعيها دقائق .. اليوم تلوث ما كان ملكا لماهر
خلفها بخطوات وقف فؤاد يراقبها يعتصر شريط الدواء بيده وقد أغرقه المطر ..
وحين اقترب قليلا سمع همسة قهر خدشته

" يا مااااهر "

قبل أن يستدير بملامح قاسية ليعود نحو البوابة حيث سيارته فيركبها منطلقا بها بجنونه وكل ما بعقله .. اثنا عشر دقيقة !.








التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-01-20 الساعة 11:40 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:21 PM   #303

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



واقفة أمام أمواج البحر تسألها .. هل من مجيب لما اشعر ؟!
يتطاير فستانها الصوفي وحجابها الزهري بلوحة ربيعية بموسم شتاء
حين نخسر في الحب أوهامنا التي كانت بيومٍ ما أحلامنا الكبرى لتتحول فجأة إلي أعظم خيباتنا
كل الخيوط بعقلها تتشابك بسؤال ككرة بلور مجوفة تسجنها .. لمَ قابلته مجددا ؟!.. لمَ تلاقى قدريهما بلقاء ؟!
وكعادتها حين تأتي إلي هنا شربت أخر ما بقى في زجاجة عصير بيدها لتجلس على إحدى الصخور تخرج من حقيبتها ورقة صغيرة وتكتب

( اخبريه يا أمواجي : لم يعد لرسائلي عنوان لديه ، هذه رسالة أخرى وجهتها بحر لا يخون ، فقد رحل إلي الأبد )

نفس مرتعش كجسدها الملاقي لهواء البحر بيوم شتوي عاصف تفترق به شفتاها كقلبها العليل
تلف الورقة تجعلها رفيعة لتدخلها في الزجاجة وتهم بإلقائها في البحر حين امتدت كفه من خلفها تمسك معصمها مع صوته الحنون

" اغمضي عينيكِ عن الأمواج قليلا .. إنها تخشى الاقتراب حتى لا تُخطَف داخل عينيكِ "

اندفع قلبها فجأة ثم .. سكنت مكانها
أغمضت عينيها ! .. مع إغماض أفكارها الرافضة لتعلو أحاسيسها وتنهار ، ذلك العشق المؤذي فينا بين الواجب وما يأمره الهوى
تحاول سحب يدها فيسحب منها الزجاجة ليخرج الرسالة باصبعه الأصغر يقرأها فيبتسم ناظرا إليها جالسة أمامه قائلا

" ما زالت ( أمواجكِ ) كما أسميتها يوما !! .. رغم اعتراضي الشديد على جملة رحل إلي الأبد لكن أريد أن اعرف كم رسالة قبلها كانت وجهتها البحر ؟! "

ظلت صامتة خطفاً لمشاعر هوجاء تثور فيما يعيد هو لف الرسالة ليضعها بالزجاجة ويلقيها بنفسه في البحر مضيفا

" ها هى الأمواج اخبرتني وقد بعثت معها رفضا شديد اللهجة "

تلك المشاعر التي تصحو فيها وهى تراقب رسالتها تحملها الأمواج يرافقها صوته مع نبضات اللهفة بقلبها ، مزيجه ذو النهايات الرمادية .. وهذا السكون الظاهري يلفها .. يجعلها جديرة بحضرة الصمت وموت الكلمات
نهضت صدفة تنفض ذرات الرمال عن فستانها الصوفي الطويل تضم سترتها لترحل بهدوءها المريب كأنه لا يعني لها شيئا .. ولا سمعت منه شيئا ، بينما داخلها .. حرائق !
تحرك عماد أمامها يقول بابتسامته

" انتظري .. ساخبركِ كل شيء من البداية "

تلك الثقة التي يتحدث بها كأنه ما فعل شيئا والوضع منتهى الطبيعية !
أنفاس ثائرة تنفخ الحرائق داخلها لتشتعل أكثر بالغيظ والغضب فتتمالك أعصابها متسائلة

" هل تراقبني ؟ "

تتسع ابتسامته يتأملها كلها يصدق أنه وجدها مجددا ليرد بنبرة عميقة كنظرته

" لا استطيع منع نفسي وقد عرفت مكانكِ ... منذ أشهر كنت أذهب إلي مكان عملكِ القديم .. بيتكِ القديم .. انتظر أن تظهري رغم تأكدي أنكِ لستِ موجودة ... لكن مَن يمنع ميتاً من البحث عن روحه ليحيا مجددا ؟! "

انطفأت إحدى الحرائق !
لا تنظر إليه وهى تعلم أنه يبحث عن عينيها وكل ما فيها يتخذ حذره رغم العذاب فتقول بتشنج

" لا شيء ستقوله سيغير رأيي فيك ... اتركني أفضل لي ولك "

تتحرك لتغادر فيمسك ذراعها مناديا

" قدر "

انتفض جسدها بلمسته فابتعدت بحدة تستدير مغادرة من الجانب الآخر فيلتف حولها يقف أمامها مجددا
صوت الأمواج يعلو يغطي صوت أنفاسها المقتولة شاعرة برذاذ البحر على جانب وجهها وهو يواصل تذكيرها

" قدر يا عروس البحر ... انظري إليّ "

ما استطاعت النظر خوفا من خيانة القلب

عروس البحر وأميرة الأمواج وفضية الهوى ، وقدر .. كتب تاريخها يوما وكل اسماءها .. الفراق فيه مؤلما حد الموت

‏وبمنتهى المنطق المجنون كانت نبضاتها تجن صارخة وهو يتابع بحرارة

" اخبريني أنكِ نسيتِني .. اخبريني أن قلبكِ الآن لا ينتفض لأجلي وسأترككِ .. اخبريني أنتِ أنني رحلت للأبد "

نعم ينتفض ككل ما فيها ! .. لن تنكر الحقيقة ، صحوة مذهلة لرماد سنتين أيقظ عنقاء مشاعرها
لكنها ما استسلمت لغبائها العشقي بقولها البارد

" أسطواناتك صارت قديمة "

يميل برأسه وما زال يبحث عن نظرة سماوية فيقرر صدقا

" أحبكِ "

رجت قلبها رجاً لتعيدها في بحار عشقه مهما قاومت الغرق ليسأل بتحشرج

" هل صارت هذه قديمة أيضاً ... يا أميرة الأمواج ؟! "

لحظات وسينطق الباقية .. يا فضية الهوى !

لطالما كان يغرس أعمدته حولها واحدا تلو الآخر وبهدوء شرارة تعلن البدء
كلاهما كان يعود بالزمن قبل أن يفرقهما سهم الحقيقة
عيناها تدمع وهى تنظر إليه بلا فائدة فيه ثائرة بقولها

" قديمة جدا يا عماد .. أنا لن انخدع بك مجددا .. ولن اسامحك عمري كله "

خطف نظرتها لحظات صمت عاتية الشوق .. حرارة تصهر جسدها كلما مر الهواء البارد وهو يرد بثقة

" ساجعلك تسامحين .... حين تقضين عمركِ هذا معي .. حاملة اسمي وأم أولادي الوحيدة لأخر يوم في عمري "

الوحيدة ! .. المستفز ! .. المستفز !!
صمت لحظة ليبتسم مضيفا بنبرة خاصة

" يا .... فضية الهوى "

نطقها ! .. تبا لك وللهجة بلدتك القاتلة يا ابن .... الزِيِن !

تشتعل حرائقها أكثر فيتضارب عشقها وجنونها وغضبها ليعلو صوتها بحدة

" هل تسمع نفسك ؟! .. لو كان الوضع طبيعيا لما قلت كلمة الوحيدة هذه أصلا ... الوحيدة هذه تعني أنني لن أكون يوما الوحيدة .. فقط أريد أن اعرف لماذا ؟! .. لماذا وقفت في طريقي ترسم لي أحلاما وعمراً معك .. لماذا جعلتني احلم وأنت هو الكابوس نفسه ؟! "

تجاوزته مغادرة بخطوات تحفر الرمال غضبا فأمسك كتفيها يوقفها أمامه ليعلو صوتها أكثر

" ابتعد عني "

عيناه تمر حولهما بنظرة سريعة يتأكد أن لا أحد يجازف بالمجئ اليوم في هذه الأجواء سواها
يرفع كفيه عنها ينظر إلي وجهها تنسحب منه الدماء بالهواء البارد لتعود بالغضب فيهدئها بنبرة جادة

" اهدئي ... اهدئي واسمعيني أرجوكِ .. أنا أُجبِرت على هذا الوضع صدفة .... أو ... لم أقرر أن يكون الوضع هكذا .. كل شيء حدث سريعا وفُرِضَ عليّ فرضا "

اطلقت نفسا ضائقا كملامحها التي تشتعل أكثر وأكثر فتهتف بجنون

" أجبِرت ! .. أنت ؟! .. أم لم تقرر ؟! .. كل كلامك يناقض نفسه لكن الاختيار كان بيدك "

عاد يمسك كتفيها بقوة بلا قدرة على ردع يديه فيشعر بوجودها حيا مجيبا بنبرة حارة معذبة

" لا .. لا .. كان قدراً .. كل شيء وُضِعَ أمامي وكان عليّ الاختيار نعم .. لكن اختياري كان إجباريا صدفة .. إما الابتعاد ورفض كل شيء وحينها سأسكت ضميري وأخسر رجولتي في عين نفسي وإما تقبل خسائري ليرتاح ضميري أمام نفسي "

نار تشب في قلبها .. نار وحريق كالنظر إلي عينيه الصادقتين هذه اللحظة .. حبه جنون وحياة .. وموت
لكن كل ما فيها كان يتعثر كخطوة متعثرة ابتعدتها وهى تحرر ذراعيها هاتفة بجحيم العشق

" لا تلمسني .. لا افهم شيئا ولا أريد أن افهم .. مهما كان ما حدث لك لكن اختياري أنا كان اختيارك وبحريتك .. لمَ اقتربت مني إذاً ؟ .. لمَ اخترت أن تقترب لتكسرني في النهاية ؟ .. لهذه الدرجة أردت أن تنتقم لما أُجبِرت عليه ؟ "

اقترب عماد تلك الخطوة عاقدا حاجبيه فيمد يده خطفا يقبض على مرفقها يرد بصرامة

" اصمتي .. هل تظنين أن حبي لكِ كان انتقاما لما عشته ؟.. ألم تصدقي حرفا من كلامي الآن ومن قبل ؟ "

ارتعشت نظراتها تأثرا بدموع قلبها وهى تقع في فخ تصديقه مجددا فتحاول إخفاءها هامسة باختناق

" اتركني "

لكنه لم يتركها ودماؤه تفور حامية كيوم انفجار أخذ أغلى ما يملك فيضغط على مرفقها بينما قبضته الأخرى تضرب صدره قائلا بنبرة مكتومة عاشقة .. عاشقة

" أنتِ هنا .. هنا هنا "

سالت تلك الدموع وهى تتنفس بإنهاك وتبتعد فيتركها تجلس على نفس الصخرة تمسح وجهها بكفيها كطفلة تائهة .. وامرأة يموت بهواها بوعد القدر

ليست حيرة .. لم يكن يوما محتارا ، دائما يعرف ماذا يريد ويأخذه حتى لو بعض قراراته كانت إجبارية
لطالما يسأل نفسه دوما لمَ لم يعشق وصال أو روينة ويرتاح قلبه ويريحهما ؟!.. لكن كل مرة إجابة واحدة تتأكد له

إنها لعبة الحب يا عزيزي .. لعبة القلب حين يضخ دمه لأجل واحد فقط من كل الكون
وأمامه الآن خيارين .. إما يرضى بوضعه ويتركها .. إما يكون أنانيا لأول مرة بحياته ويأخذ من الدنيا شيئا له

روينة تحبه .. وصال تحبه .. ليلة تعشق تراب قدميه .. يعلم !
لكن ... لن يستطيع أن يتنفس وصدفة لغيره

وإن كان الأمر مقايضة فهو منحهم حياة جديدة .. فليمنحوه مقابلها بعض تحمل لأن يحب
هذه الأنثى هى عمره كله .. فأهلا بالأنانية

‏طيف خوف يلون نظراته المتوهجة نحوها وهو يتجه إليها فينخفض أرضا ليلاقي عينيها الدامعة بقوله المعذب

" أنتِ أيضا كنتِ اختيارا إجباريا صدفة .. نظرت بعينيكِ وإذ بي أجد عمري الضائع يعود حراً بين كفيكِ "

وكان عمرهما نصفين لقلب يلتحم بين أعينهما اللحظة
تطرق صدفة برأسها تضع كفيها على حجابها تقول بيأس

" توقف عن هذا الكلام .. هل تريدني أن انتحر واترك الدنيا كلها لك ؟ "

لم تثور وتسأله عن الانتحار .. إشارة مبشرة !!
يرتفع حاجب عماد متنهدا لينهض يجلس جوارها قائلا بابتسامة متلاعبة

" تفضلي .. البحر واسع لن امنعك .. لكن ستجدينني خلفكِ مباشرة .. ظلكِ يا قدري "

نفخت بحنق وهو يلامسها بجلوسه فنهضت تقترب أكثر من الأمواج المرتفعة ورغم خوفها ان تعلو الأمواج أكثر وتغرق ملابسها إلا أنها جازفت وتقدمت قليلا ترفع طرف فستانها الصوفي عن الرمال ليظهر أعلى قدميها من حذائها الجلدي
تبا لعفويتها ! .. عيناه تتشربان ذلك البياض الناعم وما زاد الطين ابتلالا .. اشتداد الهواء الذي رفع الفستان قليلا فعدلته ببساطة وهو يهتف محترقا

" غطي قدميكِ "

يعانده الهواء فيبعد الفستان عن قدميها وهى ثابتة بعناد مماثل ليهتف بحزم

" تعالي هنا اجلسي مكانكِ "

وعناد آخر وهو يسمع همهمات خلفه فينظر لبعض الشباب الذين يضحكون فيما بينهم ناظرين إليها وحينها نهض بغضب متجها لها هاتفا

" صدفة "

استدارت صدفة بنفس اللحظة لتصرخ بوجهه

" لا تناديني وكأن كل شيء طبيعي "

تصادم جسداهما فأحاطت ذراعه خصرها يسندها إليه لترفع وجهها متفاجئة بنظرة مخطوفة
كل شيء يُنسَى داخل كون عينيها .. بحر وسماء ونظرة تغرقك فيها
‏هى الأكثر وجعا .. لو لم تكن يوما له لمرت مرور عابرة سبيل ، لكنه امتلكها أشهر وضاعت فظل هيكله مفتتا ينقصه ضمتها
‏قلبه يهدر نبضا عاشقا وكلماته تنساب لعينيها

" لم يتغير بكِ شيء ... ما زلتِِ كما أنتِ ... عود .. عود برائحة العود "

تشعر بجسدها يرتجف مضموما إليه فتتصارع نبضات قلبها لتتحرك بعنفوان قائلة وهى تبعده بقوة

" وما زلت مستفز كما أنت .. اتركني "

لم يتركها وكيانه كله يمطر سعادة أخيرا لامسا ملامحها الجميلة بعينيه يرد بابتسامة

" أنا مستفز .. وأحب .. وأعشق حاليا .. وسأموت لأتزوجكِ حالا "

أغمضت صدفة عينيها فتبعد ذراعه ببطء لتبتعد خطوة متنهدة بألم ثم تنظر إليه قائلة بهدوء

‏" عماد ..... لقد قُرِأت فاتحتي "

‏ظل مكانه ثابتا .. فقط توقف المطر بأعماقه !
لا يستوعب ما قالت حتى قال بنبرة مريبة

‏" على مَن ؟ .. انطقي "

للحظات خافت من نظرة عينيه السوداء قبل أن تجيب

‏" شخصا لا تعرفه .. لا داعي أن اذكره لأنه أفضل من أن يأتي ذكره هكذا "

عقد عماد حاجبيه فابتعدت خطوة أخرى وهو يهمس بنفس النبرة

‏" أفضل ! "

حلقها يجف بنظراته الرهيبة ف‏تزدرد ريقها تستجمع شجاعتها لتقول بحذر

‏" قلت لي أن اخبرك أني نسيتك .. أنا نسيتك بالفعل عماد .. اعتبرتك تجربة مؤلمة ومرت وعلمتني كثيرا .. لا تتصور كم أصبحت حريصة في تعاملاتي حتى لا أنخدع مجددا "

تصمت تنتظره يتكلم شاعرة بأنفاسه تعلو فتكمل بلا تراجع ‏

‏ ‏" أنت خدعة .. تجربة .. وأنا الآن مرتبطة بشخص سأحمل اسمه ولا يصح حتى أن أقف معك ... لا مكان لك في حياتي ... عد لزوجاتك واكتفِ بهم .. هم أولى بك مني "

صامتا يتدفق الغضب لعينيه وملامحه لحظات طالت حتى علا صوته بخشونة

‏" أنتِ تحلمين "

انتفضت بداخلها تتسع عينيها وهو يقترب منها بنظرات سوداوية ليضرب جانب رأسها بسبابته قائلا بضراوة

‏" قسماً بالله العظيم لن تكوني لغيري ... وضعي هذا في رأسكِ "

‏ازداد اتساع عينيها بانشداه تناظر جديته وهو يستدير مغادرا ثم يلتفت مجددا مشيرا بسبابته قائلا بعصبية

‏" وما سيحدث للمدعو خطيبكِ سيكون ذنبكِ "

عاد يسير قليلا وقلبها هى يتضارب بين عشق وغضب ثم التفت وصوته يعلو مجددا ‏

‏" لأني سأجده "

أنفاسها تثور حتى وصلت لأخرها معه فصدح صوتها ‏

‏" انتظر "

‏توقف عماد بملامح شديدة الغضب لا يبصر أمامه سوى نيران ترتفع بدخان أسود تلامس السماء لتتساقط بعدها جثث محترقة .. ذلك اليوم
‏لم يشعر سوى بكفيها تدفعان صدره بعنف صارخة بلا اهتمام أن يسمع أحد

‏ ‏" هل تقسم ؟!.. هل تقسم ؟! .. ماذا تظن ؟! .. أن لا أهل لي ليقفوا لك .. أن بإشارة منك سيكون الجميع تحت قدميك ؟! .. مَن تظن نفسك ها .. مَن تظن نفسك ؟! "

‏أمسك عماد كفيها يتمالك أعصابه قائلا من بين أسنانه

‏" نعم اقسم وساقسم ألف مرة أنكِ لن تكوني لغيري .. لا استطيع .. حتى لو ... لو طلبتِ أن أكون لكِ وحدكِ سافعلها "

‏تعقد حاجبيها بتشوش وأنفاس لاهثة غضبا لا تدرك ما يقول ، وهو أيضا فقد وعي كلامه ليتابع

‏" اعتبريها نذالة .. أنانية .. أنا بشر وسيكون خطأي الأكبر نعم لكن أنتِ ..... "

‏بلحظة كانت عيناه تتعمق كنبرته وهو يقربها منه ولهجة بلاده تضرب قلبها

‏" بالله لا أقدر يا قدر "

‏هل .. هل قال أنه سيتخلى عن الجميع لأجلها حقا ؟!

‏في حالة عجيبة كانت وهى تسمع لهجته الأصلية كأنما تحول بلحظة .. لحظة ذهول مجنون تحدق به بعينيها المتسعتين تعكس وجهه بمراياها

‏‏ثمة حب هكذا .. يحطمنا بسلطانه دون أن ندري ، حب ينازل مبادئنا مصمما على الانتصار في معركته الكبرى

‏نبضاتها تجن بصدغيها كمطرقة تحطم رأسها .. تحطم قواعدها لأجله
‏قبل أن تهز رأسها رفضا لا تعلم قوته من ضعفه وتبتعد عنه لتركب أول حافلة قبل أن يتحرك هو. ‏





التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-01-20 الساعة 11:44 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:22 PM   #304

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



يجلس على إحدى الطاولات بمقهى للمناسبات لحضور احتفال عائلي بزفاف صديقه ' حمزة العامري ' ، يمر باصبعه على حافة كوب يحمل مشروبا لم يتذوقه وينظر إليهم يرقصون بمنتصف المقهى حيث تعلو الأغنية التالية بلحن أكثر نعومة لينضم إليهم ثنائيات أخرى وهو .. يفكر ويفكر و...

نظرة من عينيه نحو باب المقهى وارتج قلبه بمليون نبضة
زلزال شقق كيانه وعيناه تتسعان وهو ينهض ليقترب منها حيث تتحدث مع نادل يقف أمام الباب ثم تلتفت لتغادر وهى تفتش بحقيبتها الصغيرة ..

خرج من باب المقهى فيراها واقفة تضع هاتفها على أذنها ودون أن يسيطر على رجفة صوته نادى

" صدفة "

وقع الهاتف من يدها ! .. صوت ارتطامه بالرصيف كان أهون ألف مرة من نبض قلبها والحرارة تغزو وجهها ورقبتها تحت حجابها الأزرق كحمم بركانية فارت غضبا و.. عشقاً

انحنى عماد ليحضر الهاتف وهى ساكنة متجمدة بلا قدرة على الحركة ثم استدار ليواجهها فيمد الهاتف إليها متسائلا بنبرة لا تسمعها إلا معها

" ما الذي أحضركِ إلي هنا ؟ "

كلها يرتجف .. عيناها مسلطتين على صدره تقاوم ضعفها الغبي الذي صدقه وهو يسأل مجددا

" لمَ أنتِ هنا وبهذا الوقت ؟ "

أغمضت عينيها تتمالك نفسها ثم فتحتهما ترد بجمود قاتل

" الساعة بالكاد تجاوزت الثامنة ثم إنه لا دخل لك "

قدحت عيناه نارا وهى تحارب للوصول لعينيها التي ما رأى بجمالهما يوما .. سماوية شفافة كالأمواج

تمد يدها المرتعشة تأخذ هاتفها دون أن تنظر إليه لتتحرك خطوة مغادرة فيبعد الهاتف عنها متحركا معها خطوتها يسد طريقها مكررا سؤاله بنبرة أكثر حزما

" لمَ أنتِ هنا وبهذا الوقت ؟ "

وقفت مكانها ساقها تتحرك بتوتر لتطرق بحذائها على الرصيف بلا وعي تمد يدها قائلة بصرامة

" كان لدي موعد مع عميل واتفقت مع أبي أن يمر عليّ ويأخذني من هنا ولم أعرف أن المقهى كله محجوزا اليوم هل ارتحت ؟ .. اعطني هاتفي لو سمحت "

ألا يمكن أن يعطيها قلبه في هذه اليد الممدودة ؟!
لكنه واثق إن أعطاه لها الآن ستوقعه !
وضع الهاتف في يدها قائلا بابتسامة صغيرة متلاعبة

" ما زلت متعبا لكن .. على كل حال أنا كنت عائدا للبيت .. هيا لأوصلكِ في طريقي واتصلي بوالدكِ حتى لا يأتي "

تجمدت يداها وهى تضع الهاتف بحقيبتها .. رفعت عينيها نحوه و .. ألف خنجر انغرس بقلبه ممهورا باسمها
ملامحها الجميلة يغطيها ازدراء غاضب يزيدها توهجا وهى تسأله

" أي بيت ؟! .. أي بيت من بيوتك الثلاثة يا عماد ؟ "

ألا تترفق بحروف اسمه قليلا ؟!
ظل ينظر إليها بلا أي تأثر بما قالت .. ابتسامته تتسع بغموض وعيناه تضيقان وتمكران وتغرقانها وهو يقول بتأكيد

" بيتي الرابع .. الذي سيجمعني بكِ "

زفرت نفسا كارها غاضبا ووجهها يعلوه احمرار ثائر وهى تهدر بحنقها العارم

" كفى ... كفى كذبا لقد تعبت منك ولا أريد رؤيتك مجددا "

تجاوزته مغادرة فتابعها حتى دخلت شارع جانبي يقود لحافلات المنطقة التي تسكنها .. قلبه ما زال ينبض كأنه ما عرف النبض يوما إلا لأجلها
أي صدفة وضعتكِ في طريقي يا صدفة ؟!!
أنا .. البحر الذي فيه ستغرقين

ولأجلي يا حبيبتي من عينيكِ ستبكين
ستأتين بين ذراعيّ وترتمين
أعدكِ يا فاتنتي لأحضاني ستستسلمين
ولن تشعري أبداً بما يحدث لي
فأنا رجل .. والرجال يا صغيرتي لا يبكون
العشق عندي سر .. في عمق دفين مكنون
والحب إذا أردتِ أن يجعلني بكِ كقيس مجنون
فاعلمي أنكِ تطلبين المستحيل




وكانت حقاً المرة الأخيرة التي يراها بها قبل سنتين ، لم يعلم أنها كانت تخطط للغياب بعدما علمت الحقيقة ، بعدما قابلت ليلة وهى معه لتخبرها أنها الرابعة في حياته وليست الأولى كما كانت تظن
لم تنتظر أن تسمع منه وسافرت مع جدتها لتختفي بعدها وظل هو يبحث عنها بلا جدوى ، والظروف أيضا ناصرتها ووقفت ضده ، مرض جدتها وبيع شقتهم وانتقالهم لمدينة أخرى لا يعرفها
عاد من حنين الذكرى وهو يفكر بلقائه بها اليوم على يد ليلة التي مست كتفه وهو نائم على الأريكة في غفوته القصيرة هامسة

" عماد "

رفع ذراعه عن عينيه ينظر إليها بلا تعبير ثم ينظر إلي يدها التي استقرت على كتفه فيمسك معصمها بحدة لينفض يدها عنه
نظرت ليلة ليدها الساقطة وهى جالسة على ركبتيها أرضا جواره فدمعت عينيها لتقول بأسى

" العشاء جاهز "

نفخ عماد لينزل ساقيه يعتدل جالسا بقوله البارد

" قلت لكِ لا أريد "

انحنت شفتاها حزنا بصمت ذُبِحَ مسبقا ثم قالت بعد لحظات

‏" طلبت طعامك من المطعم .. اعلم أنك لا تأكل من يدي "

‏تراجع بظهره يرتاح على الأريكة قائلا دون النظر إليها

" لا أريد .. لا منكِ ولا من مطاعم "

تنفست بألم ينغز صدرها فتبسط كفها عليه تغمض عينيها ثم تفتحهما لتحاول مجددا بنبرة خافتة

" انهض إذاً خذ حمامك وغير ثيابك .. منذ عدت من عملك وأنت تنام هنا .. حتى لو يومي ثقيلا عليك تحمله قليلا "

أطبق عماد شفتيه يتمالك أعصابه ثم نظر إلي جلستها البائسة أمامه بلا أدنى شفقة ، شتان الفرق حين تجلس روينة هكذا فتشعره بعمق علاقتهما .. لكن ليلة تشعره .. بالعار
أطلق نفسا حادا يدقق في عينيها بصرامة قائلا

" انهضي واتركيني بحالي .. اذهبي وتناولي طعامك أو افعلي أي شيء بعيد عني .. الشقة أوسع مما تستحقينه "

وقفت ليلة بجرح كرامتها وهى تدرك تلميحه ولم تقاوم دموعا سالت بلا إذن لتسأل بحزن بائس مرتجف

‏" متى ستغفر لي ؟ .. اخبرني كيف اجعلك تسامح ؟ " ‏

‏نظر عماد لسقف البهو المزين بدوائر الأضواء اللامعة مستندا برأسه لظهر الأريكة يبتسم ساخرا ثم يرد

‏ ‏" اسامح ! .. وهل اخطأتِ في حقي أنا فقط لأملك أن اسامحك ؟ .. كنتِ فخر الزِيِن وأجمل بناتها ... دمكِ حر ولا تقبلين إهانة ... والآن ... فليضمكِ قبر لنرتاح جميعا "

‏شهقت ليلة بلا صوت متسعة العينين مصدومة من قسوة دعوته .. دعوة سمعتها من أمها كثيرا وتتردد في مصائبهم دوما
‏تحركت لتجلس على أقرب كرسي لها قبل أن تقع ودموعها تنساب ندما لا ينتهي
‏يعترف أنها كانت فخرهم .. أجمل بناتهم .. حرة الدماء والآن .. شجرة انقطع جذرها عارية الأغصان .. كم هى عارية
‏ظلت تبكي بلا صوت ثم نظرت إليه تقول بضعف

‏" اخطأت في حق الجميع نعم .. وفي حق نفسي أولكم يا ابن خالتي .. لكن امنحني فرصة أخرى لأعيش .. اتمم سترك عليّ يا عماد ... أصبحت شرفك وعرضك "

‏ثوانٍ تمر وهو صامت بملامحه المتجمدة كعادتها بهذا اليوم وهذا البيت حتى قال بهدوء قاتل

‏" أتعلمين أني أخاف على شرفي معك ؟ .... هل تدركين معنى أن يتزوج رجل بامرأة لا يأمن لها على اسمه وعرضه ؟ "

‏كسر ما كسر .. دوى حطامها بقلب عاشقة .. خاطئة جفت دموع ندمها ، وبقيت دموع عذابها
تنظر له ولا ينظر إليها .. عيناه بسقف عالٍ مثله وهى بلا قدرة على أقل حركة ، حين تُصدَم تُشَل حركتها كيوم رأته مع روينة ‏

والذاكرة .. آهٍ منها تلك ! .. تنصب بعقلها فخاخ الحداد على دمها الحر .. على شرفها ، سوادا قديم عايشته حتى ارتدت الأبيض له

وبليلة ستر .. جرح كفه أمام عينيها وقبضها رغم كل غضبه الحي لتقطر دماؤه على صفحة بيضاء تبدأ بها حياة بعدما قُدِرَ لها الموت
رغم إنه .. لا يأمن لها كما قال

جفت دموعها على وجهها الشاحب المحاط بخصلاتها السوداء المموجة الطويلة وهى تنظر حولها تائهة فتسمع صوته تعذيبا خالصا لها

" لقد منحتكِ تلك الفرصة الأخرى بالفعل .. لا أملك أكثر مما فعلت فلا تطلبي شيئا ليس باستطاعتي .. إن كنتِ تريدين حياة أخرى فأنا سألتك من قبل هل تريدين الطلاق ولم تجيبي "

ينتظر إجابتها ويعلمها مسبقا ، ليلة أنانية تريد كل شيء .. لا يكفيها سترا وحرية ببيته وعزة وشرف أمام جميع الناس ، لكنها تريد علاقة زوجية متكاملة تطلبها صراحة وإيحاءاً !
أما هى كانت تفكر بإجابتها .. هى حرة هنا معه .. سنوات تزوجها أكملت دراستها رغم ما فعلت وأعطى لها مساحة الأمان معه تخرج وتدخل وتحضر ما تريد ، لو عادت بيت أبيها مطلقة تقسم أنها ستُسجَن في غرفتها حتى يزوجوها لأي أحد خلاصا من وصمة طلاقها حسب تقاليدهم
هزت ليلة رأسها بضياعها وجسدها الذي تثلجت أطرافه لتقول بوجع

‏" رغم كل تلك السنوات .. سنوات تمر وقلبك حجر .. هل أقبل قدميك لتسامحني ؟ "

تظن أن الأمر بغفران سهل يملكه ، لكنه يشعر بالقرف حين ينظر إليها فكيف يراها ويلمسها ؟!
الأمر في أصله ونسبه واسم عائلته الذي أنقذه من وحلها ، دماؤه ترفضها ترغب ببترها ، ومروءته تستر رغم الغضب

ما فعلته ليلة لا تفعله عاهرات الشوارع !

وما زالت تطلب منه سماحاً ! .. قلبه حجر !

نظر عماد إليها بحدة وهى تتمادى بوقاحتها فرد بغضب

‏" نعم .. قبلي قدميّ وحينها قد افكر أن اغفر لكِ "

أطرقت ليلة بخزي تموت ملامحها أكثر وهى لن تفعلها أبدا هامسة

‏" عماد .. أنا لا أطلب إلا فرصة لنعيش ... أنا ... "

قاطعها وهو يميل بجذعه نحوها فانتفضت متراجعة قليلا هاتفا بنبرة أكثر غضبا

‏" لكن وأنتِ تتذللين إليّ وتقبلين قدميّ تذكري أنكِ ما فعلتِها مع أبيكِ وهو يظن أن ابنته صانت شرفه وانتقلت لبيت زوجها شريفة يا .. شريفة "

أنفاسها تثور مرتجفة وما زالت عيناها أرضا تتلقى إهانات لا تتوقف وهو يتابع بقسوة

‏" الغفران لم يعد بيدي .. وليس لكِ الحق لتطلبيه من الأساس .. أقصى ما تفعلينه أن تعيشي عمركِ كله وجهكِ في التراب من الخزي لأنه لولاي لكان أباكِ دفنكِ حية كما تستحقين "

فجأة وقفت تصرخ بأخر ذرة تحمل

‏" كفى كفى .. إلي متى ستظل تجلدني بخطأ واحد بعمري كله ؟.. أنا ليلة زين الدين .. أنا ابنة الزِيِن مثلك .. كل ذنبي أني أحببت .. أنا لا أفرق عن سلاف الجبالي شيئا "

توقف الوقت لحظة واحدة .. واحدة !

وما وعت إلا بلسعة سوط أدارت دنيتها حين وقف فجأة متضخما بكل غضبه المستعر لتنزل كفه بأكملها على خدها تاركة بصمة لأصابعه التي حفرت رغبتها قتلا

فغرت ليلة فمها شاهقة بقوة تغطي خدها بصدمة ناظرة جانبا إثر صفعته لا تجرؤ أن تعيد وجهها له
بمعركة تدور بينها وبين شيطانها المتآمر

‏أشهى الفتيات كانت ، جميلة كـ ثريا تتأرجح بسقف مزخرف بالجواهر
‏قلب عطش وجسد جاف وعيون ساحرة لأنثى تفحمت كـ حطب الخطيئة
‏وبنظرة من عينيه الجحيمية الرهيبة .. علمت أنها استدعت شيطانه ومارده
حين نطق بنبرة مخيفة

‏" لا تذكري اسمها على لسانكِ القذر .. سلاف كانت أشرف فتاة على وجه الدنيا يا عديمة الشرف "

دموعها تتوالى بلا إرادة ووجهها يحترق بسخونته كما تتوالى كلماته تحرقها أكثر

‏" ليتني تركتكِ وما لوثت اسمي بكِ .. لكنني لم أستطع رد وصية خالتي على فراش موتها وهى تقول لي استر عرض ابنة خالتك يا عماد "

‏يرتجف جسدها وساقاها تنهار لتجلس أرضا تبكي وغضبه لا يخفت مواصلا

‏" نسيتِ ؟! .. نسيتِ دماءي التي خدعتهم بها ليرفع أباكِ رأسه بشرفكِ المزعوم "

‏لم تنسَ شيئا .. تذكرتها منذ لحظات فقط ، وتلك النظرة الغاضبة التي كانت بعينيه .. جحيم .. جحيم
‏يتورم وجهها باحمراره وأنفاسها تختنق بشهقات البكاء على كل اخطاءها التي يعددها لها وهو يذكر خطأها في حق صدفة

‏" نسيتِ ما فعلتِ وأنتِ تجرحين إنسانة ليس لها أي ذنب سوى أنها أحبتني وكنتِ ستفعلينها مع وصال وروينة .. اليوم تقفين أمامي وتقارنين نفسكِ النجسة بالطاهرة التي رحلت عن هذا العالم الأسود الذي يحمل أمثالكِ "

‏يداها تغطي وجهها المكدوم تحفر فيه بلا تحمل لكلمة زائدة فتقول باعياء باكٍ ميت

‏" كفاك يا عماد ... أتوسل إليك كفى "

‏أنفاسه تحتد ناظرا لجسدها المكوم أمامه فيبصق الكلمات باشمئزاز

‏‏" أنا اقرف من النظر إليكِ "

‏التفت يأخذ سترته على ذراع الأريكة قبل أن ينهب الأرض مغادرا صافقا الباب حتى اهتزت الأرض تحتها وهى تبكي أكثر.
‏الشرف غالٍ أيتها الليلة الحالكة .. يكفيكِ ستراً أبقى أنفاسكِ على قيد الحياة
‏نسيت أنه مصري قبَلي وشرقي حار الدماء .. بكيانه خشونة رجال الصحراء وبأوردته غلظة قلوبهم وقسوتهم
‏هكذا أباها .. لو علم لذبحها كما كان سيُذبَح عماد على أيدي رجال الجبالية
‏هذا أصلهم ودماؤهم الحرة
قديما ‏أنقذوه من الذبح ، لينقذها من نفس المصير.





التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-01-20 الساعة 11:46 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:23 PM   #305

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



بعد أيام

في غرفة الجلوس الضيقة على أريكة قديمة يجلسان معا أصدقاء عمر منذ حرب ١٩٧٣ ، حرب عظيمة انتصرت بها مصر على اللادولة المسماة اسرائيل ، لتعيد أرضها سيناء الحبيبة من المحتل الصهيوني
سبقتها حرب الاستنزاف .. تلك المعارك الصغرى التي كانت حروبا وحدها حتى انهزم العدو هزيمته العظمى
يتحدث جمال ملوحا بيديه لصديقه

" اصمت يا صلاح لا ترفع ضغطي أكثر .. لقد شابت رؤوسنا وأنت ما زلت معارضا تقف مكانك "

يرد صلاح بصوته الثقيل متلمسا شعره الأبيض

" ماذا افعل والحال من رئيس إلي رئيس لا يتبدل أو يتبدل للأسوأ ؟! "

يجابهه جمال بقوله المتفهم ‏

‏" لأن المشكلة ليست في الحاكم بل في الشعب نفسه .. الشعب مثلك الذي ينتظر رئيس الجمهورية أن يحل له كل شيء .. علينا أن نعلم أنه لن يأتي حاكم للبلد ويكون عليه إجماع مائة بالمائة .. أبداً أبداً .. دائما سيظل هناك جزء رافض وهذا في بلاد العالم كله وليس عندنا فقط .. ولذلك الحل أن نكون محايدين "

يتعجب صلاح هاتفا باستنكار ‏

" نعم !! .. ماذا تقصد ؟ "

يتبسم جمال بوجه بشوش وملامح مجعدة قائلا

" سأخبرك .. يظن الناس أنهم نوعين فقط .. مؤيدين ومعارضين .. لكن هناك نوع ثالث من المحايدين .. التأييد نفسه نوعان .. تأييد لعدم الفهم أو تأييد للتهليل الباطل .. والمعارضة أيضا نوعان .. معارضة لصالح البلد وهذا ما نريده ليحدث الأفضل .. أو معارضة ضد أشخاص ومثل هؤلاء يعطلون الوطن بأكمله "

يستند جمال على عكازه ليقف على قدم واحدة بعد أن بترت ساقه الأخرى في الحرب متابعا وهو يتجه نحو منضدة خشبية عتيقة

" النوع الثالث واقصد المحايدين .. لا يهمه أشخاصا ولا حكاما ولا نظام .. يهمه فقط مصلحة البلد .. هذا النوع يعيش في سلام نفسي .. هم في الوسط على خط مستقيم لا ينجذبون لمعارضة شخصية أو تأييد باطل .. لأنهم يؤيدون ما في صالح البلد ويعارضون ما ضد البلد "

يمسك أحد الدفاتر القديمة فينهض صلاح ليعاونه للعودة على كرسيه متسائلا

" وجهات نظرك دائما غريبة يا جمال .. ألا ترى هكذا أنهم منافقون ؟! "

يجلس جمال بتعب يرد وهو يفتح الدفتر

" بالعكس .. هؤلاء يعلو صوتهم فقط في الحق .. هم مزيج من المعارضة الصحيحة والتأييد السليم لا الباطل كما قلت لك .. لكن المعارضين يعلو صوتهم كل وقت لأنهم بالأساس معارضين للحاكم نفسه وبناءا عليه تكون كل قراراته بالضرورة خاطئة "

" لا يقتنع صلاح تماما فيقول بلا اهتمام

" وجهة نظر ! "

يناوله جمال ورقة صحيفة مطبوعة من الحاسوب أخرجها من الدفتر قائلا

" اقرأ هذا المقال "

ينظر صلاح للورقة فيقول

" هذا مقال من صحيفة الجارديان للأديبة المصرية أهداف سويف ... لكن بتاريخ سنة ٢٠١٤ "

يومئ جمال برأسه فيقرأ صلاح ثم يرتفع صوته بجزء معين

" أيا كان الرئيس الجديد في مصر فإنه لن يكون الرئيس الذي يريده المصريون .. إننا شعب تعداده ٨٥ مليون شخص ، ٥٠ مليون منهم يحق لهم التصويت .. فكم منا صوت لهذا الرئيس؟ ... بينما أكتب .. يبدو أن نسبة الإقبال على التصويت تبلغ نحو ١٥ في المائة "

انتظره جمال حتى انتهى من باقي المقال ليتحدث صلاح

" ١٥ في المائة عام ٢٠١٤ !! .. فهمت وجهة نظرك يا جمال .. لطالما احتفظت بالمقالات التي تتفق مع آرائك في هذا الدفتر .. حسنا .. لكن دعني أنا بوجهات نظري وظل أنت بآرائك كما يحلو لك "

هز جمال رأسه يائسا ثم قال

" المعارضة بدمك ماذا افعل لك ؟! "

تفتح دموع باب الشقة لتدخل فيرتفع صوت صلاح مرحبا

" حبيبتي .. تعالي استلمي عهدتكِ لأغادر أنا .. ها هو أباكِ كما تركتِه "

ترد دموع وهى تسند حقيبة الكمان على الجدار

" أنرتنا يا عم صلاح لكن لن تغادر قبل أن تتناول العشاء معنا "

يقف صلاح واضعا المقال في الدفتر ليعيده مكانه قائلا

" لن اقدر يا دموع .. إنهم بانتظاري في البيت "

يلقي عليهم تحية مودعا جمال قبل أن يتحرك مغادرا بينما تبتسم دموع لأبيها بشحوب وقد غاب أكرم عن عمله بورشة السيارات كما علمت أنه يعمل بها بضع أيام لا تعرف حاله بعد حوارهما الأخير ولا تجرؤ أن تسأل ألماسة عنه
يربت جمال على الأريكة جواره قائلا

" تعالي حبيبتي اجلسي أريدكِ في موضوع هام "

تتجه إليه تحاول إغلاق أي موضوع متسائلة عن أختها

" أما زالت روان في درس الفيزياء ؟ "

يهز جمال رأسه إيجابا ينتظرها بنظرة من وجهه العجوز تعرفها جيدا فتتنهد بألم لتستقر جواره مدركة الأمر من نظراته الرفيقة الحازمة بآن واحد فيبدأ جمال حديثه بالقول المرح

" دعينا لا نفتح سيرة أخر حوار تم بيننا يوم جاء العريس ونزل من عندنا محرجا .. حدثت كثيرا في الأفلام .. الحمد لله أنه لم يتدحرج على درج البناية بباقة أزهاره الصفراء .. ثم كان معكِ حق .. هل هناك رجل يذهب ليخطب حاملا أزهار صفراء ؟! .. صفراء ! .. المهم أن البسبوسة كان طعمها رائعا .. الحمد لله أنه نسى يأخذ العلبة ! "

تضحك دموع ضحكة آلمت صدرها ليربت جمال على كتفها قائلا

" زمان .. أنا أكثر واحد تقبلت حبكِ لأكرم .. أكثر من أمكِ رحمها الله .. شاب خلوق مكافح مجتهد بكل شيء .. رجل لديه هدف ومبدأ وقلت دموع ستكون بأمان معه لأنه يتفق مع أفكارها التي ربيتها عليها "

تتلاشى ابتسامتها بكآبة ترسم ملامحها الناعمة ليتابع

" نزلتما الثورة معا وكنت واثقا أنه سيحميكِ مهما كلفه الأمر .. قد يرى كثيرون أنني أب متفتح زيادة عن اللزوم .. لكنني كنت اجعلكِ تبنين كيانكِ وتختارين ما تريدين بإرادة حرة لا يجبركِ أحد وقد أصبت والنتيجة هى شخصيتكِ الحرة التي أمامي الآن .... حتى في انتظاركِ له رغم رفضي لكنني بداخلي كنت سعيدا أنكِ اتخذتِ قرارا واستطعتِ تنفيذه ثمانية أعوام كاملة "

يتقلص قلبها وجعا فتدمع عيناها وهى تشعر انها سجينة .. تلك الشخصية الحرة فيها طُمِسَت فجأة بحالة حزن
تغافلها دمعة تسقط ببطء على خدها فيمسحها جمال قائلا بتأثر

" عظيمة أنتِ يا دموع "

شفتاها ترتعشان سامحة لدموعها بالهطول وهى تطرق برأسها فيمسح جمال على شعرها قائلا بصوته الحنون

" الآن خرج أكرم .. خرج غير ما دخل .. وواضح أنه نسى أو تغيرت أفكاره بطول الأسر .. ولم يعد يكافئكِ فكريا قبل أي تكافؤ آخر "

شهقة مُرة ذبحت قلبها بمستقبل لا يحمل الأكرم لها فيقترب جمال منها يهدئها رغم صوته المتحشرج عجزا

" أنا لا اقرر عنكِ أو اضغط عليكِ .. لكن ابنتي أمامي أضاعت ثمانية أعوام في انتظار بغير جدوى .. ماذا افعل كأب ؟ "

نفذ صوته لأعماق كيانها التي تصرخ أنه محق فنظرت إلي وجهه العجوز المجعد بوجهها المبلل دموعا أعتى من اسمها متسائلة بنبرة باكية تشق القلب وجعا

" ماذا افعل أنا ؟ "

يحتضنها جمال إليه يقرب رأسه من رأسها قائلا ما قد يكون حلا

" شريف ... طلب يدكِ مني بالأمس بعد صلاة العشاء "

رفعت دموع رأسها بحيرة وملامح مبهمة غير مستوعبة لحظات ثم قالت

" شريف ! .. شريف ما زال ينتظرني ! "

نظر جمال إليها بعينين آملتين وعيناها تزيغان حوله مفكرة
عليها شفاء نفسها من إدمان رجل قرر قتلها بذبحة عشقية
عليها أن تتوقف عن تلك التبعية لأفكاره وهمومه ومشاعره .. أن تغير إشارة مرور قلبها لتنهي ازدحام الألم والاضطراب في خط سيرها
‏أن تنسى أنه كان يوما وطنها .. بيتها .. فلتغير عنوان سكن القلب حيث لا بريد نظرة يصلها منه
وفي خضم أفكارها الدوارة طلت من عينيها نظرة مصيرية حازمة رغم الدموع وهى تقرر

" موافقة "





صباح اليوم التالي

ينتظر في غرفة الطبيب بالمشفى حتى تأتي تقارير التحليل .. ملامحه شديدة التشنج وعيناه عميقة .. عميقة السواد .. والعنف

صدره يضيق بأنفاسه مضطربا يتوقع الإطاحة بكل مخططاته ليظهر له طيف أمل غير محسوب له ، لكن .. أن يكون ابنه من حرام .. أصعب ما كان يمكن تخيله

أصابعه تنقر على المكتب بتوتر شديد نافخا كقدمه التي تنقر أرضا لا يحتمل صبرا أكثر لينهض ناويا الخروج والصياح فيهم حين ..
انفتح باب الغرفة ليدخل الطبيب ينظر إلي تحفزه وعينيه المخيفتين فيقول بعملية مشيرا للكرسي

" تفضل .. عذرا لتأخري "

ينعقد حاجباه بشدة ناظرا لظرف المشفى بيد الطبيب فيزدرد ريقه بخوف مفاجئ !
هل بإمكان بضع أوراق أن تخبرنا بمصير عمر قادم ؟!
‏يجلس مكانه على نار انتظار تشتعل أكثر كلما اقترب خبر يتوقعه مسبقا
‏يلتف الطبيب ليتخذ مكانه فينظر فؤاد إليه بملامح متجهمة وهو يفتح الظرف ببطء يسحب روحه ثم يطالع الأوراق ثم ....

‏أنزل الأوراق ليبحث عن نظارته الطبية في الأدراج ! ، وجدها أخيرا ليرتديها ثم يقرأ الأوراق أمام ذاك الذي تغلي دماؤه ثم ....

‏‏رن هاتفه لينزل الأوراق مجددا ويستأذن مجيبا متحدثا بهدوء مستفز .. وما احتمل فؤاد أكثر !
‏زفر بعنف لينهض آخذا الهاتف من على أذن الطبيب يضعه على المكتب بقوة كادت كسره قائلا بنبرة مخيفة ونظرة قاتلة

‏" لن تأخذ منك قراءة النتيجة أكثر من دقيقة وتعود بعدها لما تفعله .. سليما "

‏حدق الطبيب بعينيه بصمت مدركا قلقه ثم ألقى نظرة حذرة على هاتفه فغمغم باعتذار خافت ليمسك الأوراق يقرأها ثم قال

‏" النتيجة إيجابية .... تم التطابق بينك وبين العينة التي أحضرتها "

‏عينا فؤاد ثبتتا على الأوراق ثوان طويلة ثم .. همد جسده على الكرسي بنبضات قلب عاصفة
‏ينظر أمامه يرى موتا ودما ورصاصا .. يقف وسط الخراب مدمرا ليشع نور هائل يعمي الأبصار

‏دوائر من ماضٍ من سجن أفكاره تتداخل معلنة عصيانه لتفرض عليه حقيقة قاسية .. حقيقة غرست خنجرا بصميم قلبه .. أردته .. ليقف على برزخ حاضره ومستقبله

‏يهمس مصدوما بعد لحظات

‏" كريم ..... ابني ! "




انتهى



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-01-20 الساعة 11:50 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-01-20, 11:51 PM   #306

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور من تحت الامطار



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 27 والزوار 43)

ام زياد محمود, ‏شيري333, ‏روان أحمد فهمي, ‏samassime, ‏Ass maa, ‏شغف الحياة, ‏Jinan_awad, ‏ارجو عفوك, ‏Lautes flower, ‏MerasNihal, ‏aa elkordi, ‏Hya ssin, ‏houda4, ‏MonaEed+, ‏ميمو٧٧, ‏Malak assl, ‏rontii, ‏أميرةالدموع, ‏Nesrine Nina, ‏Noor Alzahraa, ‏جنون امراه, ‏Dina66, ‏شمسالحياة, ‏Moon roro, ‏Mony Daib55, ‏temoony


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 12:12 AM   #307

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

رغم انني مريضة جدا وانفاسي مختنقة .. الا ان فصلك كان دوائي ..وشفائي ..فقد رد لي انفاسي ..

غاليتي وبهجة قلبي وحبيبة فؤادي ..

انا اليوم ساكتفي بواحدة فقط لأحكي عنها ..
ساتكلم عن دموع .. دموع هي ثوراتنا التي نتابعها بالاخبار ..
هي انتفاضة تشرين في العراق الان ..
كل سطر اقراه عنها . اتذكر بلادي ..
يا الله ..كم اوجاعنا تتشابه ..وكم احلامنا تتشابه ..
وكم بلادنا تتشابه ..

نحن الشباب الثائر الخارج للمطالبة بالحق .. بتنا مظلومين مقهورين ببلدنا ..

دموع الثائرة العازفة العاشقة ..
اثارت دموعي النازفة ..

هتافاتها وصيحاتها ضد الظلم والفساد ردت اليها خائبة ..
وعنفوان كرامتها بانتظار الفرج ..انكسر ..

اه كم اوجعني الحال الذي اليه وصلنا ..



اليوم دموع خلبت لبي واثارت حميتي لبلدي ..

عاشت الانامل يا قائدة العقول الثورية


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 12:15 AM   #308

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

مسا الخير ليش ما عم ينزل الفصل الرابع بعد اذنكن

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 12:24 AM   #309

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

أسوان .. سحر الحضارة

جزيرة النباتات









جزيرة الفنتين








متحف أسوان



















قبة الهوا



معبدا ابو سمبل

















جزيرة اجيليكا







معبد فيلة





جزيرة سهيل









لوحة المجاعة







القرية النوبية














نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 12:32 AM   #310

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

ايه القفلة دي طيب🥺🥺🥺
مبروووووك ألف مبروووك فؤادي هيكون أحلى بابي💃💃💃💃💃💃💃💃💃😂😂😂


MerasNihal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.