22-12-19, 08:17 PM
| #151 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء 
|  خرجت ماسة من الحمام بوجه أحمر رطب وشعر يقطر منه الماء ووجدت الغرفة فارغة .. فعقدت حاجبيها متساءله إن كان سينام في الخارج .. اشفقت عليه أن ينام في مكان بارد .. لكن عندما فُتح الباب دون إذن - كالعادة - نظرت له وهو يدخل حاملا صينية عليها بعض الطعام الذي أصدرت له معدتها صوتا محتفلا !! جلس آدم على الاريكة الجانبية يربت بجواره دون النظر لها في إشارة واضحة لتجلس بجانبه فتقدمت تجلس بحياء .. ليضع الصينية أمامها قائلا بصوت جامد " أعتقد انك لم تأكلي منذ هروبك صباحا " أومأت له بحرج فسحب نفسا حادا يهدئ من غضبه و .. شفقته وعطفه ربما وقال بهدوء " حسنا اذن .. كُلي قبل أن ينهار جسدك " وكأنها كانت بإنتظار تلك الإشارة لتندفع ملتهمة الطعام التهاما دون حتى أن تفكر بعرض المشاركة عليه من باب المجاملة .. مما زاد من شفقته وعطفه .. وغضبه أيضا انتهت من الطعام بعد قليل وهو جالسا يراقبها لترفع وجها محمرا بإحراج و فم ممتلئ .. هل اكتشفت للتو أنه بجوارها !! رفع الصينية يبعدها ثم عاد اليها متخصرا قائلا وكأنما يوجه طفلة " انهضي واغسلي وجهك ويديك .. ثم اذهبي للنوم " لا تعلم لمَ اغتاظت من نبرته الهادئة الآمرة لكنها ابتلعت غيظها وسارت تفعل ما أمر به سيادته ثم توجهت للسرير دون حتى أن تسأله إن كانت تنام على الأريكه أم السرير أيضا من باب المجاملة .. إن جسدها منهار وتسير الآن ببركة دعاء الوالدين !! تفاجأت به يقترب يرفع الغطاء الناعم على جسدها يدثرها جيدا وهو عابس .. ثم رفع يده وبحركة عفوية اعتاد فعلها مع أخته أو إبنة أخته الصغيرة مسد على شعرها ثم استدرك ليبعد يده بعد لحظتين متسائلا عما يفعله !! .. لكن سرعان ما وجدها تغفو غارقة في نوم تشتاقه جدا بعد أن امتلئت معدتها .. وأبدلت ملابسها بأخرى مريحة .. وشعرت بالأمان والدفئ في حضرة وجوده فابتعد هو للأريكة بظهره بينما نظراته مسلطة عليها وجلس أمامها يراقبها.. ويراقب حاله.. ولسان قلبه الذي يشكر الله على وجودها على السفينة وانه اطمئن عليها .. معه ! تمدد على الأريكة الصغيرة نسبيا على جسده .. لكنه لم يشعر بالضيق .. لكن بعد لحظات أخرى شعر بالانزعاج .. فهناك موجة حرارة لا يعلم من أين هاجمته فجأة في برودة الليل !! **************** " أبيييييي أرجوووووك " صرخت بها وهي تقفز على ركبتيها للأريكة بجواره حيث شعر بأن الأريكة ستتحطم نصفين بينما يتأفف قائلا بملل " ماسة .. قلت لا .. لا هي لا .. لن أوافق على سفر بناتي وحدهما دوني " تدخلت حينها الأخرى تساند ماسة قائلة بثقة " أبي أرجوك .. لسنا صغيرتين " حدجها الأب بنظرة مستخفة قائلا " أنظروا لذات العشرين سنة التي ترى نفسها كبرت " تخصرت نهى تقول بغيظ مؤكدة " واحد وعشرين يا أبي من فضلك " " صلاة النبي أحسن " قالها أبوها فابتسمتا له راسمتين ملامح الدلال على وجهيهما يحاوطانه من كل اتجاه ليحصلا على الموافقة بينما هو يهتف حانقا " قلت لا .. لن أغير رأيي .. لا تحاولان حتى " .............. عند إشراقة شمس ذهبية لليوم التالي على السفينة .. دخل آدم للغرفة بهدوء ليجدها لا تزال نائمة .. لا يعلم إن كان تعبا أم هربا أم شعورا بالضياع !! فها هي معه على السفينة .. والتي ستأخذ وقتا أطول هذه المرة مما يجعل فترة ابتعادها عن أهلها تطول أكثر ربما يعتقدون الآن أنها ميتة .. يجهل الكثير عن حياتها أو ظروفها .. لكن من ينتظرها في الوطن .. سيتألم لغيابها المجهول السبب لا يعلم لمَ يشعر بالمسئولية تجاهها .. بل إنه يقسم بأنها ستكون بخير وسيعيدها لأهلها بسلام .. بنفسه !! يشعر بالقلق من تركها تواجه أي شئ مهما كان سهلا وحدها .. على الرغم من تأكده من شجاعتها التي شهد عليها بنفسه وهما في مواجهة قرش .. والمشكله أنه لا يبحث عن السبب وراء ما يشعر به .. ولا يريد أبدا المعرفة .. المعرفة أحيانا قد تضره هو .. لكن سؤال واحد يصرخ به ضميره هازئا ( هل تحاول إثبات شيئا لنفسك آدم ) فينفضه سريعا من عقله مكمما الصوت ليخرسه تململت في الفراش وهي تستيقظ ببطيء من أحلامها الكثيرة المتداخلة التي تدور حول عائلتها وذكرياتها معهم .. ثم فتحت عينيها بهدوء تنظر حولها وكأنها تتعرف على مكان وجودها بينما هو يتحرك خالعا قميصه ليرتدي قميصا آخرا أخف في هذا الوقت التي تكون فيه الشمس حارة بأشعتها وقد تجهمت ملامحه ما أن شعر بها شهقت تهب جالسة ما أن رأته معها في الغرفة فأجفلت .. استدار إليها عاري الصدر عن تعمد ليحمر وجهها وهي تنظر لصدره العضلي برشاقة مذيبة لأعصابها بعينين جاحظتين بشكل مضحك غضت بصرها بينما تقول بعبوس باللغة العربية كما تحب أن تغمغم مع نفسها " لا يكفيه ظهوره المفاجئ فأتى اليوم بصدر عارِ !! سيجلطني هذا الآدم " " نعم " قالها بلغته الإنجليزية .. فرفعت وجهها له و كان قد ارتدى القميص وردت عليه متسائلة بعدم فهم " نعم ماذا " ليقول ببساطة " أنتِ قلتِ آدم .. لا أعرف إن كنتِ تناديني ؟ " ردت بإحراج قائلة " لا كنت أدردش مع نفسي " عقد حاجبيه سائلا بجلافة وهو يضع يديه في جيبيه " ولمَ تذكرين اسمي وسط دردشاتك مع نفسك " نظرت له بحرج ممزوجا بالغيظ قائلة بحدة حتى تدافع عن نفسها " وهل أنت الوحيد الذي تُدعى آدم على السفينة " حرك آدم مقلتيه متصنعا التفكير ثم قال ببرود محركا كتفيه بلا مبالاة فظة " أجل أنا الوحيد المُسمى بآدم على السفينة .. لذا لا تذكريني في ( دردشاتك ) الخاصه بعد ذلك " ثم اقترب منها قليلا ليقل بهدوء " هيا انهضي لتناول افطارك ثم بعد ذلك .. علينا التحدث " قال كلماته الاخيرة بلهجة ذات مغزى فعضت على شفتيها وهي ترى لحظة الاعتراف تقترب .. ماذا ستقول له الآن بينما هو أكمل بهدوء " إن اردتِ أن تتفقدي ملابسك التي قمت بغسلها بالأمس لترتديها فإفعلي .. وأيضا ملابسك القديمة التي كنتِ ترتدينها عندما التقطتك من البحر .. نظيفة وأضعها على رف في الحمام .. هي مهترئة بعض الشئ بسبب ملوحة الماء .. لكنها ستفي بالغرض " ثم أكمل بتقريع " لو أنك أخبرتني بإختبائك الطفولي هذا لكنت اشتريت لكِ بعض الملابس .. لكن لا بأس لديكِ الآن ما يكفيكِ .. يمكنك التبديل بين طقميكِ .. أو على الأقل الملابس الداخلية .. وإن أردت يمكنك أن تستعيري من ملابسي " ثم مط شفتيه بعدم رضا مكملا " على الرغم من أني لا أفعل هذا مع أحد أبدا .. لكن سأتحمل وأخالف قواعدي وأشاركك .. هذا أفضل من السير على السفينة بملابس متسخة أو .. بجسدِ عارِ " ثم ببسااااطة استدار وهو يقول ببرود ملوحا بيده " هيا استعدي لتناول الإفطار فالجميع تناوله عدا أنا وأنت ولن انتظر الأميرة النائمة طويلا " و خرج من الغرفة تاركا إياها بوجه أحمر وهو يخبرها ببساطة أن تبدل ملابسها الداخلية وتستعير منه أفضل من السير بجسد .. عارٍ !! همست لنفسها بصدمة بعد خروجه وهي تمسد جبهتها " يا إلهي .. هل كان يتعمد إحراجي .. أم أن كل الاجانب بهذه الوقاحة !! " أما هو فخرج على شفتيه شبح ابتسامة صغير من منظر وجهها الأحمر بحرج وارتباك لكن سرعان ما اختفى شبح الإبتسامه والتي لم يشعر به أصلا وهو يصعد للأعلى .. فهو شخص نسى معنى البسمة الحقيقة منذ وقت طويل .. نساه هنا ..على سطح هذا المحيط تحديدا !! يتبع .. | ||||||||
|  |
|
22-12-19, 08:20 PM
| #152 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء
| خرجت من الغرفه بعد أن لملمت شتاتها وأخبرت نفسها بأنه سيسامحها ولن يفعل معها شئ .. ربما بعض التقريع والتوبيخ .. و لا بأس بذلك فهي تستحقه سارت في ذلك الممر لتصعد للأعلى حيث العمال وهي تعلم أن وجهها محمرا بإحراج من ظهورها .. وكأنها ستظهر لأول مرة عليهم من جديد كالمرة السابقة .. لقد تحممت وغيرت ملابسها لتلك الملابس التي كانت ترتديها عندما .. التقطها من البحر كما وصف هو .. وكم أحبت هذا الوصف !! والحمد لله ملابسها دائما نوعية جيدة فلم تتلف تماما بسبب نقعها هي وصاحبتها في ماء البحر ليوم كامل .. لا تزال صالحة للارتداء على الرغم من تمزق البنطال من الركبة ولكن لا بأس أليست موضة ؟! أما قميصها الأبيض فتمزق جيبه وتآكلت أطرافه وياقته لكن لا بأس أيضا ربما ستكون موضة يوما ما أيضا !! فلا أحد يتوقع صيحات الموضة إلى أين ستقودنا كل يوم وصلت للدور الأعلى تبحث عنه والجميع ينظرون لها مبتسمين ولكن الذهول من وجودها يغطي الوجوه .. لكن والحمد لله لم يتحدث معها أحد .. يكفي آدم بالإضافة لذلك الجون الذي يزم شفتيه بقوة وكأنه يكتم .. إنفجاره ضحكا .. بينما الطباخ يحدجه بنظرات محذرة أن يتوقف دون فائدة ! استدارت عنهما مغتاظة حتى وجدت آدم في غرفة القيادة لتقف على الباب دون أن يلحظها تسمعه وهو يعطي التعليمات والإرشادات بثقة وحزم وكأنه يقود سيارة !! بالنسبة له كقبطان الأمر سيكون سهلا لكن بالنسبة لها الأمر ذو رهبة .. فهي لا تنفك عن التفكير منذ أن وجدت نفسها على هذه السفينة العملاقة .. ماذا إن واجهوا عاصفة مثلا .. الأمر بالنسبة لها مخيف إلا إنه يبقى مثيييير ، و على الرغم من خوفها الطبيعي والرهبة في مقابلة عاصفة كأول مرة إلا إنها تتسائل كيف يا ترى يتصرف ذلك الآدم .. وبعد أن غادرت السفينه البحر وعبرت للمحيط سيكون الأمر أكثر إثارة وجنونا .. خاصة و أن المحيطات تسكنها الحيتان .. شهقت بخفوت وهي تفكر أنها قد ترى حوتا مثلا لتقفز كطفلة مقتربة من السور الحديدي تبحث عن .. الحوت !! فهي لم ترى الحوت يوما إلا في الافلام .. لقد قامت برحلتين بحريتين مع والدها لكنها كانت في البحر فقط فلم ترى حوتا " على ماذا تبحثين " قالها آدم بصوته الرجولي الذي أجفلها وهو يجدها تقف متشبثه بالسور تدور بعينيها وكأنها تبحث عن شيء لتنظر له بإحراج وتقول له وهي تعود وتستدير بوجهها عنه " أبحث عن حوت " ليصيح بدهشة ممزوجة بإستنكار " عن ماذا ! " أعادت كلماتها وهي لا تزال لا تنظر لوجهه " أقول عن حوت .. ذلك الشئ الضخم الذي قد يغرق السفينة " ثم توقفت تردد بتساؤل قلق " يا الهي هل قد يفعلها ويغرقها ! .. لا لا .. لا اريد البحث عنه .. هيا لنأكل آدم أنا جائعة " ثم تركت السور مبتعدة جالسة على الأرض منتظرة الطعام بأدب وهو ينظر لها بحاجبين مرفوعين دهشة .. ماذا يفعل بهذه الطفلة من أين خرجت له .. فمنذ أن خرجت له وهو يرفع عنه وجهه الجامد مظهرا كل انفعالاته احيانا دون تحفظ !! ابتسم بداخله بسخرية قائلا لنفسه " لم تخرج بنفسها لقد أخرجتها أنت .. لقد التقطت الماسه من البحر بنفسك يا آدم " بعد الانتهاء من الافطار .. كان هو واقفا امامها بعيدا عن الجميع يستمع لما حدث لها وقلبه يتألم عليها .. الغبية .. هل اعتقدت بأنه بالفعل التهى عنها بعمله !! قال لها بتقريع غاضب منها " هل أنتِ غبية .. هل حقا تعتقدين بأني سأتركك والتهي عنكِ .. لمَ لم تأتي لتسأليني " عضت على شفتيها ببؤس وقالت " تحرجت جدا .. كما أني أشفقت عليك من تحمل مسئوليتي " تنهد بكبت يزم شفتيه ثم قال بصرامة " بعد ذلك ماذا حدث .. كيف تركت السفينة وعدت إليها كالقطط " هزت كتفيها تقول موضحة " لم أقل أني تركت السفينة .. أنا عندما اقتربت رأيت العديد من الضباط في كل مكان .. وخشيت من سوء معاملتهم لي إن احتجزوني لأيام .. وأنا بلا أوراق رسمية أو جواز سفر .. فتراجعت بجبن بعيدا عن الأعين لأختبئ في إحدى الغرف " عقد حاجبيه بعبوس ثم قال من بين أسنانه بعنف " أولا .. من الطبيعي أن يكون هناك العديد من الضباط في كل مكان .. بالإضافه لضباط تتفقد جوازات السفر والتصاريح .. هل تعتقدين أن دولة كهذه ستسمح لأي أحد ان يدخل ويخرج بسهولة دون أوراق ومراقبة .. " صمت يضيق عينيه ثم أردف بتساؤل " ثانيا .. أي غرفة كنتِ فيها .. لقد وجدتك بين الصناديق " ردت ببساطة أغاظته أكثر " غرفة صغيرة بالأسفل بها أنابيب ومعدات والعديد من الأشياء التي لم أتعرف عليها .. لكن بعد أن سمعت صفير السفينة بعد الشروق يوم الإنطلاق حتى تسللت من الخلف دون أن يراني أحد بين الصناديق " زم شفتيه قليلا يضغط على أسنانه كابتا قهرا .. متحكما في غضب هائل يكاد ينفجر في وجهها وهو يتخيل الأمر الذي مرت به .. ومع تخيله هذا يشعر بتلوي غريب بين ضلوعه وكأنها تعصره عصرا متهمة إياه أنه السبب ربما .. بينما هي تتحدث عما حدث ببساطة وكأنها إعتادت الكوارث التي تحدث لها سألها ينفض شعوره مكملا التحقيق " ولمَ تركتِ الغرفة " أجابته بخفوت متحشرج وكأنها أستنفذت كل طاقتها " خشيت أن يدخل أحد إليها .. أما البضائع فلا أعتقد أن أحدا سيتفقدها بعد الإنطلاق " تنهد آدم ناظرا للسماء لا يعلم حقا بما يشعر .. كان من المفترض أن تكون الآن هناك تجري بعض الاجراءات لتعود لوطنها بعيدا عنه .. فلمَ يشعر بأنه سعيد انها هنا على السفينة .. قريبة منه !! نظر لها مجددا وتخصر يميل بوجهه قليلا و بصوت خافت به خطورة يقول مقررا تفريغ كل شحناته السلبية على رأسها " ماذا يجب أن افعل بكِ الآن .. لمَ لم تسلمي نفسك للشرطة .. لم يكونوا سيقتلونكِ " أطرقت تقول بحرج وطبقة شفافة تغطي مقلتيها مشوشة رؤيتها " لقد خفت .. خفت جدا مما قد أواجهه وحدي " نبضت نبضة بقلبه تجاهلها بينما قال بذهول " خفتِ .. أنت لم تخافي عندما غرقت سفينتك .. ولم تخافي وأنتِ .. تواجهين القرش " رفعت وجهها ترد بحرقة وعيناها تلمعان قهرا " ومن قال لك بأني لم أخاف والسفينة تغرق .. لم أرتعب وأنا أمام قرش .. لكني كنت مستسلمة .. مستسلمة .. فمصيري في البحر كان معلوما .. سأموت أيا كانت الطريقة .. آخر شئ توقعته أن تنجدني سفينة رغم أني كنت أتمنى هذا .. بل إني توقعت أن أعثر على جزيرة مهجورة وأموت عليها جوعا وعطشا أو ربما يفترسني حيوان ما .. لكن الشرطة وبلد لا أعرفها .. تخيلت أنهم قد يلقوا القبض علي .. أنا بدون أوراق أو هوية أو أي شئ .. ولا تقول لي سفارتك فآخر شئ قد تهتم به السفارة هو فتاة ضائعة .. أنا فتاة وحيدة أجهل حتى لغتهم يا آدم " يدق يدق .. قلبه اللعين ولا يعلم لماذا .. خاصة وهي تقول آدم بهذه الحرقة فلا يتمنى سوى طمئنتها ماسحا تلكما الدمعتين اللتين سقطتا في غفلة عنها لكنه تنحنح بخفوت وهو يبتعد بوجهه عنها ثم قال ململما أعصابه الثائرة " ربما تجهلين ذلك .. لكن أنت كناجية عثرت عليكِ إحدى السفن .. مكفول لكِ كل حقوقك .. وحمايتك حتى نصل لأقرب دولة .. وتساعدك فورا للعودة لبلدك .. ربما يكون هناك العديد من الأمور التي يجب اتخاذها .. لكن لم يكونوا سيفعلوا ما يؤذيك " هزت كتفيها قائله بتعب وصوت مخنوق " صدقني لا فهم لي بهذه الأشياء .. أنا آسقة .. تمنيت حقا لو لم أفعل ما فعلت حتى لا أحملك مسئوليتي من جديد " سحب نفسا بهدوء مفتعل وزفره بحرارة وقال بضيق يجز على أسنانه " انتِ لا تحمليني شيئا ماسة .. فقط أنا قلقتِ عليكِ .. وبقيت أبحث عنكِ لساعتين تقريبا في الميناء تاركا السفينة والعمل .. وأنتِ هنا ببساطة تختبئين دون إخباري .. ألم تفكري بأني قد اتحمل المسئولية إن حدث لكِ شئ .. ثلاثة أيام .. ثلاثة أيام وأنت مختبئة .. بدون أكل وحدك ترتجفين ليلا " ثم أكمل صارخا غاضبا وهو يتخيلها ترتعش بردا وتئن جوعا فينتفض الكامن بين ضلوعه محتجا على هذا الخيال المؤلم له " متى كنتِ تنوين اخباري .. هل أنتِ غبية .. تبا لكِ " تطلعت لهما بعض العيون المتعجبة والفضولية بسبب صراخه فتحرجت وشعرت بالإرهاق النفسي يهاجمها فغطت وجهها بيديها لتجهش في البكاء مستسلمة لتلك الرغبة أخيرا بإحتراق بينما تقول من بين شهقاتها تصرخ بهذيان تشكوه " كفى .. كفى .. لقد تعبت .. القي بي .. في الماء .. كانت رحلة مشئومة .. أنا هنا أجهل مصيري .. وأجهل مصير .. أختي .. ولا أعلم .. كيف هما أبي وأمي الآن .. لا أستطيع التفكير .. لا أعلم ما الذي .. يجب علي فعله .. ليتني سمعت كلام أبي ولم أذهب .. ليتني ما غادرت .. ليتني .. مت .. مت .. كفى .. كفى " ثم فرت راكضة تبكي بصوتِ عالٍ بشهقات عنيفة لا طاقة لها على كتمها أكثر ونزلت السلم الخشبي القصير تحت أنظاره المذهولة من انفجارها فجأة .. وتحت نظرات قلبه التي صرخت تضرب ضلوعه بقوة معاقبة له بما يفعله معها بدلا من تهدئتها وبث الأمان في قلبها المذعور بينما نظرات الطاقم تتابعها باشفاق على حالتها التي من الواضح أنها صعبة !!.. انتهى الفصل الرابع .. أتمنى الفصلين يعجبوكم ومنتظرة تعليقاتكم    | ||||||||
|
| |
|
22-12-19, 10:38 PM
| #153 | ||||
| حلو اوي اوي الفصلين فعلا روعة وصف المكان و الحركة وقت وصول السفينة للميناء .. كأني شايفة و سامعة كل حركة و كل صوت عجبني انهيار ماسة في الاخر .. لازم تفرغ الكبت و الضغط العصبي اللي عايشة فيهم بقالها أيام حاسة ان آدم تسبب في غرق حد عزيز عليه او على الاقل فشل في إنقاذه و ده سبب عقدته في انتظار الجديد 😘😘😘😘😘 | ||||
|
| |
|
22-12-19, 10:38 PM
| #154 | ||||
| قرأت الأربع فصول كاملين وبجد تسلم ايدك ❤متابعة معاكي طبعا حبيت اوي نوع القصة وجديدة مقرأتش زيها وحبيت الشخصيات وحبيت سردك جدا وخفة الدم اللي موجودة بكل فصل موهوبة وخصوصا انها اول روايه ليكي .. مستنية الجاي حبيبتي ❤ | ||||
|
| |
|
22-12-19, 10:42 PM
| #156 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
  | |||||||||
|
| |
|
22-12-19, 10:43 PM
| #157 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
  | |||||||||
|
| |
|
22-12-19, 10:44 PM
| #158 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
  | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
500Likes
العرض العادي
