23-12-19, 09:37 PM | #21 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قلت ساخرًا : ـ حسنًا .. استمتع بمشاهدة هذه المصارعة الزوجية . وتركت هذه المهمة للمنظف الثانى رغم أنى وصلت قبله .. لكن هل هى مهمة عمل حقًا ؟ هل سيتغلب أحدهما على الآخر ويقتله ؟ كل هذه الأسئلة دارت فى عقلى وأنا أغادر المبنى .. ثم سمعت صرخات عالية .. لا أعلم من أين أتت .. تساءلت : تُرى من التى أطلقت تلك الصرخات ؟ ولماذا ؟ هل هى سيدة تصرخ لتستغيث بأى أحد لينقذها من الموت ؟ هل هى فتاة يتم اغتصابها الآن ؟ هل هى امرأة رأت من يسرقها وتحاول أن تمنعه من سرقتها ؟ هل هى طفلة مخطوفة من أجل فدية كبيرة ؟ وربما تكون .. صرخات مرحة ماجنة من امرأة فاسقة فى ليلة حمراء ! الاحتمالات كثيرة فى مدينة الخطايا والآثام . *** | |||||||||||
23-12-19, 09:37 PM | #22 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ركبت سيارتى وبينما أقودها عائدًا إلى منزلى .. انطلق جرس الاستدعاء مرة أخرى : ـ آلو . ـ أريدك حالًا .. من أجل تنظيف جريمة قتل. وبدلا من سؤالى المعتاد (أين) .. سألته : ـ هل أنت متأكد من حدوث الجريمة ؟ هل هناك جثة ؟ ـ نعم متأكد . ـ حسنًا .. اعطنى العنوان . ـ شارع عزيز راشد .. المنزل رقم 105 . انطلقت بسيارتى إلى العنوان المذكور .. وهناك اتصلت بالعميل .. ـ آلو .. أنا أمام المنزل الآن. فوجئت بالباب يُفتح .. كان العميل هذه المرة يقف فى مكان مظلم .. قال لى بصوت هادىء رزين وبلهجة عملية : ـ حسنًا .. ابدأ عملك على الفور . أعُجبت برزانته وهدوئه واهتمامه بالحفاظ على هويته .. يقف فى مكان مظلم حتى لا أراه .. أنا أحب هذا النوع من العملاء .. النوع الحريص .. الغامض .. أما النوع الثرثار فيزعجنى . أشار الرجل بإصبعه إلى احدى الغرف قائلًا : ـ هنا . اتجهت إلى حيث أشار العميل .. كانت غرفة نوم واسعة. الجثة مسجية أمامى على الأرض .. مغطاة بملاءة بيضاء .. لا يظهر منها شيئا سوى ساقين ناعمتين تدلان على أن الجثة لأنثى . عدت لأسأل العميل سؤالًا .. فوجدته خلفى مباشرة. الغرفة كانت مضاءة بشكل جيد لذا ظهر وجه العميل واضحًا تمامًا أمامى .. وانتهت أسطورة الرجل الغامض . كان رجلًا فى الخمسين من عمره .. يرتدى ثياب فاخرة جدًا تشى بأنه من أصحاب الملايين .. له كرش ضخم لا يمنعه من التحرك بخفة وهدوء .. وجه ممتلىء ذو لغد كبير .. شعره أسود فاحم .. هل هى صبغة ممتازة أم أنه أجرى عملية (الشعر الأبدى) ؟ لن تعرف الإجابة إلا إذا أخبرك هو بنفسه .. هذه العمليات متقنة للغاية .. له شارب كثيف تحت أنف معقوف وعينان جاحظتان. | |||||||||||
23-12-19, 09:37 PM | #23 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ـ هل تريدنى أن أتخلص من الجثة ؟ ـ لا . خمنت أن الجثة ستكون لصاحبة هذا المنزل ولهذا لا يريد التخلص منها .. هو فقط يريد التخلص مما يربطه بها. ـ هل تريدنى أن أفحص الجثة وأزيل أى بصمـ .. قاطعنى قائلًا : ـ لا .. لا داعى .. فقط قم بتنظيف المكان من أى بصمات. خمنت أن صاحبة المنزل قد تكون ميتة بصورة طبيعية .. والأمر ليس جريمة قتل كما إدعى هذا الرجل .. ولهذا لم يطلب منى فحص الجثة .. الاحتمال الأكبر هو أنه اكتشف موتها فاستغل الموقف وقام بسرقتها ولكنه لا يعرف أين ترك بصماته بالضبط فى المكان. ـ حسنا .. فى هذه الحالة سيكون المبلغ .. قاطعنى الرجل قائلا : ـ أيًا كان المبلغ سأدفعه .. فقط أنهِ عملك بسرعة .. وأنا سأدفع لك ما تريد . وقبل أن أنطق بحرفًا .. أكمل الرجل : ـ مضاعفًا . قلت بحزم : ـ الدفع مقدمًا . حصلت على أجرى وبدأت العمل .. *** | |||||||||||
23-12-19, 09:38 PM | #24 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ـ س : هل كنت تعلم هوية الجثة الموجودة فى المنزل رقم 105 بشارع عزيز راشد ؟ ـ لا .. لم أكن أعلم أنها جثة ابنتى .. ابنتى (سلمى) . | |||||||||||
23-12-19, 09:39 PM | #25 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الحلقة الرابعة : قلت للعميل : ـ أطفىء النور الآن . ضحك الرجل وراح كرشه الضخم يهتز وقال : ـ لماذا تريدنى أن أطفىء الأنوار ؟ قلت بلهجة جادة : ـ لأقوم بعملى . سألنى مندهشا : ـ هل ستقوم بعملك فى الظلام ؟ ـ هل ستنفذ ما أطلبه أم أقوم أنا به ؟ اتجه الرجل السمين إلى منضدة قريبة منه .. وأمسك بريموت كنترول كان عليها .. رفعه لأعلى ثم ضغط على أحد الأزرار .. فساد الظلام فى المكان عدا بعض الإضاءة الخفيفة التى تسللت من بعض النوافذ البعيدة . خلعت نظارتى السوداء ووضعت بدلًا منها نظارة أخرى خاصة جدًا وقلت : ـ الآن يمكننى أن أرى البصمات. قال العميل وهو يمد يده إلى نظارتى : ـ دعنى أرى . لم أعترض بالرغم من حرصى الشديد على أدواتى واهتمامى الشديد بها .. أعطيته النظارة ليجربها .. وضعها الرجل فوق عينيه .. لابد أنه يرى الآن البصمات حوله فى كل مكان بيضاء مضيئة لامعة .. وسط جو أزرق .. معتم كابوسى . | |||||||||||
23-12-19, 09:39 PM | #26 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أعاد الرجل النظارة عجيبة الشكل لى وقال : ـ الآن فهمت .. لم تكن لتستطيع رؤية البصمات والأنوار مضاءة . قلت باقتضاب : ـ بالضبط . ـ هل ستستخدم الآن مسحوقا لإظهار البصمات وبعض الـ .. قاطعته مبتسمًا وأنا منهمك فى العمل : ـ أنت تخلط بينى وبين عمل الشرطة .. أنا لا أقوم برفع البصمات .. أنا لا أنوى الاحتفاظ بها ولا تحليلها ولا مقارنتها مع البصمات الأخرى .. أنا أريد معرفة مكانها فقط من أجل إزالتها نهائيًا . ـ هل تستطيع رؤية جميع البصمات الموجودة فى المكان ؟ ـ البصمات الحديثة منها فقط .. وهى كل ما تهمنا هنا .. أليس كذلك ؟ ثم أخرجت من حقيبتى جهازًا آخرًا لأمسح البصمات من على الأشياء دون تحريكها . *** | |||||||||||
23-12-19, 09:40 PM | #27 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ـ س : بعد كل مهمة تنظيف .. أين تتخلص من الأدلة ؟ ـ ج : فى المحرقة . ـ س : أى محرقة ؟ .. أنت تعلم أن المحارق كثيرة فى البلد . ـ ج : أى واحدة أجدها فى طريقى .. أو أقرب محرقة من مسرح الجريمة . *** | |||||||||||
23-12-19, 09:40 PM | #28 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| قلت للعميل وأنا أعطيه كيس بلاستيكى شفاف يحتوى بعض الأشياء : ـ لقد انتهيت من عملى .. مسحت كل البصمات .. أما هذه الأشياء فقد وجدتها متناثرة فى أماكن مختلفة حول الجثة .. أعتقد أنها لا تنتمى لهذا المكان .. إنها تخصك على الأرجح. حدق العميل فى محتويات الكيس دون فتحه .. كان به ساعة يد .. هاتف محمول .. سلسلة مفاتيح .. ميدالية على شكل جمجمة .. وأشياء أخرى كثيرة. قال الرجل السمين : ـ أنت ذكى جدًا وسريع البديهة .. ولديك أدوات خطيرة تسهل لك عملك .. لا أعرف كيف عثرت على هذه الأشياء وكيف علمت أنها تخصنى .. أنت عبقرى فى مهنتك ! ابتسمت ابتسامة شكر له وقلت : ـ هل تريد منى أى خدمة أخرى ؟ فتح الرجل الكيس ثم أخرج هاتف محمول وقال : ـ تخلص من هذا .. إنه لا يخصنى . فهمت على الفور أنه يخص القتيلة .. وضعته فى حقيبتى بهدوء ثم قلت : ـ سأنصرف الآن . واتجهت ناحية الباب .. فسألنى الرجل : ـ هل تحب أن أوصلك إلى أى مكان ؟ ـ لا .. شكرا . اقترب منى وقال : ـ أنا أعلم أن هذا ليس وجهك الحقيقى .. هذا مجرد قناع متقن الصنع ! .. ألن ترينى وجهك الحقيقى ؟ هززت رأسى نفيًا .. فابتسم الرجل فى تفهم .. قلت : ـ سلام . *** | |||||||||||
23-12-19, 09:41 PM | #29 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| س : ألم تشك أن هذا الهاتف يخص ابنتك (سلمى) ؟ ج : لا .. كل الهواتف الجديدة تشبه بعضها .. وكيف يخطر ببالى أنه هاتفها وأنا كنت متأكد أنه معها بالبيت ؟! *** ركبت سيارتى وانطلقت إلى أقرب محرقة .. وهناك وقفت أمام احدى فتحاتها الجانبية وتلفت حولى لأتأكد أن لا أحد يرانى .. أخرجت من جيبى الهاتف المحمول الذى يخص القتيلة .. سرت خطوتين لأقترب من الفتحة أكثر .. ثم ألقيت الهاتف المحمول بداخلها .. وتخلصت منه للأبد . وفجأة .. *** س : هل كنت تعلم أن ابنتك تخرج من المنزل بمجرد انصرافك للعمل ؟ ج : لا .. لم يحدث هذا من قبل .. أو ربما كانت تفعل لكنى لم أكن أعلم ! *** | |||||||||||
23-12-19, 09:41 PM | #30 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وفجأة .. انطلق رنين هاتف العمل من جيبى .. مهمة تنظيف جديدة ! ـ أرجوك .. تعالى بسرعة .. سأعطيك العنوان . بعد المكالمة ركبت سيارتى متجها لمسرح الجريمة الجديد وأنا أقول : ـ يا لها من ليلة طويلة ! حتى الآن ثلاث مهمات .. المهمة الأولى كانت الرجل الذى يظن أن الجثة ملعونة تعود لمكانها المعتاد ويبدو أنه كان مخطئا .. والمهمة الثانية كانت للرجل الذى ظن أن زوجته قد ماتت .. هذه لا يمكن اعتبارها مهمة عمل أصلًا لأنى لم أدفن ولم أنظف شيئا فيها .. والثالثة كانت مهمة الرجل السمين .. وها هى المهمة الرابعة تبدأ .. لو ظلت هذه الليلة بنفس الوتيرة ربما أحقق رقمًا قياسيًا جديدًا .. أتذكر أن أكبر رقم قياسى حققته كان تسع مهمات فى ليلة واحدة . وصلت بأقصى سرعة إلى العنوان الذى أخبرنى به العميل .. اتصلت على رقمه .. وانتظرت الرد .. لكن لم أتلق شيئا .. اتصلت مجددا .. لكن لا رد ! طرقت الباب .. فوجئت بالباب يتحرك من مكانه نتيجة دفعى له بطرقاتى .. لقد كان مفتوحًا قبل وصولى .. خمنت أن صاحب البيت تركه مفتوحًا لأدخل على الفور دون أى تأخير أو إزعاج للجيران .. سرت قليلًا فى الداخل باحثًا عن أى أحد .. لكنى لم أجد ! | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|