29-12-19, 03:10 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هناك _ رواية قصيرة مكتوبة هنــاك بقلم : د.نبيل فاروق أحمد ؟ ! .. جف حلقها وارتجفت قدماها وتسمرتا , وهى تنطق اسمه , وتحدق فى وجهه بدهشة بالغة , تناسب تلك المصادفة العجيبة , التى لم يكن من الممكن مجرد توقعها , فى حين شاركها هو دهشتها , وإن امتزجت دهشته هذه بفرحة واضحة , ترددت مع حروف كلماته , وهو يهتف اسمها بدوره : - هدى ؟ ! . ظلا واقفين لثوان , يحدق كل منهما فى وجه الآخر فى صمت , قبل ان تندفع يده إليها فى لهفة وسعادة وهو يضيف : - لم اكن اتوقع رؤيتك هنا ابدا تركت كفها تهفو إليه وتستكين فى راحته , وهى ترتجف ارتجافة خافتة , وتتطلع إلى عينيه فى شوق حقيقى , أعجزها عن النطق , فاستطرد هو : - ماذا تفعلين فى لندن ؟ لم تسمع سؤاله او تفهمه , فقد احتل الشوق ملامحها كلها , وهزمت اللهفة كل مشاعرها , وجعلتها تهمس فى هيام : - كيف حالك ؟ احتضن كفها فى حنان , على نحو ذكّرها بأيامهما السابقة , وعلت شفتيه ابتسامة هادئة سعيدة , وهو يجذبها فى رفق , لتسير إلى جواره , ويتطلع إلى وجهها فى حب , قائلا : - من يصدق أن نلتقى هنا | |||||||||||
29-12-19, 03:15 AM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هز رأسه فى بساطة وأجاب : - حمدا لله على أية حال هلطت عيناها تبحثان عن كفيه فى لهفة , وانتبه هو إلى بحثها القلق , فابتسم مغمغما : - لم أتزوج بعد كادت تتنهد فى ارتياح , ولكنها كتمت تنهيدتها فى حياء , وسارت إلى جواره صامتة , لا تصدق نفسها .. إنه حبيب حياتها .. فارس عمرها كله .. كان من المفروض أن يصبح خطيبها , وزوجها , لولا أن اعترضت أمها , واستنكر أبوها زواجها من شاب فقير مثله , لا يملك سوى رصيد اسرته المتواضعة , ومرتب ضئيل واهن , لا يكفى نفقات سيارتها الخاصة فى أسبوع واحد .. وأمام ضغوط والديها , لم يكن أمامهما سوى الانفصال .. فانفصلا .. انفصلا , وقلباهما يبكيان بدموع من دم , وروحاهما تتمزق بخناجر من نار .. وبعدها بشهر واحد رحل هو .. لملم جراح قلبه , ولواذع نفسه , وثيابه القليلة , واستقل بكل ما ادخره لزواجهما مقعدا واحدا , فى الطائرة المسافرة إلى باريس .. وبعدها انقطعت أخباره عنها .. وانقطعت أخبارها عنه .. | |||||||||||
29-12-19, 03:22 AM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وقطع ذكرياتها , ليسألها فى خفوت : - وماذا عنك ؟.. هل تزوجت ؟ كادت تبكى , واحتضنت كفه بكفها , وكأنها تعتذر له عما فعلت , وآلمها أن تلمح ذلك الحزن العميق , الذى أطلّ من عينيه , وهو يقول فى همس : - كنت أتوقع هذا استقر بهما المقام حول مائدة صغيرة تطل على ميدان ( بيكاديللى ) فسألته ذلك السؤال , الذى لم يفارق رأسها منذ سنوات : - ماذا فعلت بعد أن سافرت إلى باريس ؟ أطرق برأسه قليلا , وكأنما يستعيد ذكريات السنوات الماضية قبل ان يجيب : - لم يكن الامر سهلا , فقد بلغت باريس وأنا لا املك شروى نقير , وبذلت اقصى جهدى هناك , للحصول على عمل مناسب .. نمت على الارصفة , امتهنت بعض المهن الحقيرة , تعذبت .. تعبت .. وفى النهاية حصلت على عمل معقول , قضيت فيه عاما واحدا , ثم قررت مغادرة فرنسا كلها , إلى بلد أوروبى آخر , وجئت إلى هنا , وعملت فى مطعم صغير , وتطورت فى عملى , حتى صرت اليوم المدير المساعد له . ابتسمت مغمغمة : - أنت متفوق دائما أجابها فى خفوت : - بل مكافح .. هكذا نحن الفقراء .. لا نملك سوى ان نكافح , وأن نبذل كل طاقاتنا , لبلوغ ما نحلم به , وليس لدينا خيار فى هذا , فما الذى يمكنا بذله سوى هذا ؟ كان يكرر أحاديثه السابقة معها , أيام حبهما , فتطلعت إليه مبهورة , وكادت تلعن ثراءها , الذى فرّق بينها وبينه , فى حين تابع هو , فى شئ من المرارة : - وهذا المنصل ليس كبيرا هنا , كما قد تتصورين , ولكنه على الاقل يؤمن لى دخلا معقولا , يجعلنى قادرا على استئجار شقة متواضعة , من حجرتين , وادخار بعض الجنيهات للزمن . | |||||||||||
29-12-19, 03:35 AM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ثم ابتسم مستطردا : - أتتصورين أنهم يعانون هنا أيضا , أزمة مساكن ؟ أومأت براسها إيجابا وهمست : - أعلم هذا صمت لحظات , وهو يتطلع إليها , واصابعه تداعب كفها , قبل أن يسألها : - وأنت , أسعيدة فى زواجك ؟.. ألديك ابناء ؟ مضت لحظة صمت اخرى , قبل أن تجيبه : - إننى مطلقة هتف فى دهشة : - مطلقة ؟! أومأت برأسها إيجابا , وخفضت عينيها وهى تروى : - كنت اتوقع هذا , منذ الايام الاولى لزواجى , فعلى الرغم من ان زوجى ينتسب إلى أسرة عريقة , إلا أنه كان فظا وقحا , لا يقيم لى أو لبيته وزنا , ولا يحترم اسرتى واقاربى , ولقد انبهر والدى بثرائه , ووافق على زواجى منه بسرعة , ثم دفع ثمن ذلك غاليا فيما بعد .. كانت إهانات زوجة لأسرتى لا تنتهى , وصفاقته معهم تدهش الأقارب والغرباء , وكنا نحتمل جميعا سخافاته هذه فى صبر , حتى اعتدى علىّ يوما بضرب مبرح , فأصر أبى على طلاقى منه .. وهذا ما كان . انحدرت من عينيها دمعة ساخنة , بعد ان انتهت من روايتها المقتضبة , فامتدت أصابعه تسمحها عن وجهها فى حنان , وهو يقول : - مسكينة أنت يا هدى قالت فى اسف وهى تتطلع إليه : - لم يكن ينبغى أن نفترق أبدا هز كتفيه , قائلا فى استسلام : - وماذا كان يمكننا ان نفعل ؟ | |||||||||||
29-12-19, 03:37 AM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هتفت به : - نقاوم - نقاوم ماذا ؟ - نقاوم كل من يحاول تحطيم حبنا - كنا سنقاوم مجتمعا كاملا , يرفض ارتباط فقير مثلى بثرية مثلك . - حبنا سيمنحنا القدرة على المقاومة - هذا لو صمد لها - ومن أدراك أنه لم يكن ليصمد ؟ - الفقر .. الفقر الذى أعرفه , والذى تجهلينه . نطق عبارته الأخيرة فى مرارة كاملة , جرحت قلبها , قبل أن يضيف : - لقد عشت عمرى كله فى هذا الفقر , ولم اكن أحتمله , فكيف بك , وأنت التى لم تعيشى يوما واحدا منه ؟.. أراهن أنك هنا فى لندن للتسوّق فحسب .. أليس كذلك ؟ أومأت برأسها إيجابا فى خجل , وكأنها تشعر بالعار لموقفها هذا , فأضاف : - أرأيت ؟ .. إننى أقيم هنا , ولكننى قد لا أجد نا يكفى , للسفر إلى دولة اخرى , والتسوق منها . اختضنت أصابعه بأصابعها فى حب وحنان , جعلاه يتطلع إلى وجهها , مغمغما : - كم يؤسفنى أننى لم نتزوج يا هدى . خيّل إليها فى هذه اللحظة ان حياتها كلها قد تعلقت به .. بحبها له .. بعشقها لحنانه ورقته وكبريائه .. | |||||||||||
29-12-19, 03:39 AM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وفى حزم قالت : - ولمَ لا نفعل ؟ تطلع إليها فى دهشة , وهو يقول : - ماذا تعنين ؟ أجابته فى حماس : - لمَ لا نتزوج الآن ؟ ردد فى دهشة : - الآن .. ولكن .. ولكننى ما زلت فقيرا , بالنسبة إليك . قاطعته فى لهفة : - لقد خضت تجربة زواج فاشلة , مع شاب أمقته , فلمَ لا أخوض تجربة أخرى , أشعر أنها ستكون ناجحة , مع من منحته قلبى منذ صباى , وما زلت أمنحه إياه حتى الآن ؟ قال فى تردد : - إنه حلم حياتى يا هدى , ولكن ماذا لو .. أمسكت كفه براحتيها فى رجاء , وهى تتطلع إلى عينيه , قائلة فى ضراعة : - هل ستضيع فرصتنا الأخيرة , بهذا القلق ؟.. ألم تفهم بعد لماذا جمعنا القدر مرة ثانية , بهذه المصادفة العجيبة ؟ لم يجب سؤالها .. فقد تطلع إلى عينيها الجميلتين , وقرأ فيهما كل حبها وشوقها ولهفتها .. وفى صمت نهضا معها , وكلاهما يتشبث بكف الآخر .. وفى المساء أرسلت هدى برقية مختصرة إلى القاهرة .. لقد التقيت بـ أحمد , وتزوجنا .. هناك . تمت | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|